رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم سوما العربي
السادس والثلاثين
جلست تنظر للبحر بشرود ، ما من شئ يتمثل فيه الامان حالياً ، هى حتى باتت لا تتوقعه فى أحد ، فحتى والدها أتضح أنه كان على علاقة بشخصيات مشبوهه و ربما بل من المؤكد أن جزء من ماله غير شرعي ، ترجو ألا يكن كله .
إلتفت تنظر خلفها تلبية لذلك الصوت الذي يناديها فوجدت ذلك الشرطى الذى اقترب منها بخطوات رشيقه حتى بات خلفها مباشرة يقول : آنسه لمى إنتى لازم تتحركى معانا دلوقتي .
رمشت بأهدابها بتشوش ، مازال عقلها مُعطل للآن ، رمقته باستنكار و سألت : أتحرك معاكوا ؟ ليه ؟ هو انا متهمه مثلا ؟!
رضوان : لأ مش قصدى... أقصد إننا لازم نقفل المكان هنا .. البيت من المفروض أن حصل فيه جريمة قتل و لازم يبقى تحت تصرفنا و مراقبتنا لفتره يعنى حضرتك ما تقدريش تستنى هنا ، كمان فى تحقيقات لازم تكمل ، حاجات كتير المفروض تحصل و نظراً لحالتك بقترح تيجى معايا أوصلك و بلاش تسوقى .
وقفت منتصبه تنظر له بجمود ثم قالت : معايا السواق .. شكراً لذوقك .. تقدر حضرتك تتفضل و أنا هحصلك .
حمحم بإرتباك ، لرغبة ما داخله أراد توصيلها معه ، و لرغبة ما أيضاً أوقفها يسأل بفضول شديد : أنسه لمى .
لمى : أفندم .
رضوان : هو هارون الصواف يعنى مش ظاهر .. بقالنا يومين فى تحقيقات و تشريح جثة ، المفروض انكم مخطوبين .
بابتسامة متألمه ردت عليه بنبره ساخره : ماجاش عشان هارون الصواف خطيبى بيتجوز دلوقتي عقبال عندك .
اتسعت أعين رضوان فقد تفاجأ بما قالت بل و تفاجئ أيضاً بطريقتها التى نطقت بها الخبر .
كان مازال على وقفته متفاجئ لتلتف إليه بعدما سارت خطوتان و قالت له : هاجى معاك.. أنت ممكن توصلنى اوكى .
رفع انظاره لها ، تفاجئه مجددا مره تقبل و مره ترفض و ما قصة خطيبها الذى يتزوج هذا .
هز رأسه و هو لا يجد ما يقوله و تقدم معها ناحية سيارته يغادر بها المكان بعدما تأكد من إستتباب الوضع .
______________ سوما العربي ______________
جلس على طرف المقعد و هو يهز قدميه من الغيظ و الغيره لا يجد ما يفرغ فيه غضبه سوى ذلك المسكين الجالس على المقعد المجاور ، ضربه كف جديد على مؤخرة عنقه.
ليصرخ "دونجل" بألم : اااااااااااه.
ماجد : إتصل بيه تانى.
دونجل : مش بيفتح الاتصال .
ماجد : حتى لو عمل بلوك أدخله من ميل تانى و انت هتغلب يعنى .
إصطك دونجل أسنانه بغيظ و نفاذ صبر من غباء نظيره ثم ردد بكلمات متقطعة من شدة الغضب : أدخله من صفحه تانيه ليه و هو ما عملش بلوك يا بنى آدم... هو بس مش بيفتح الاتصال، و خلاص هرشنى يعنى اى إتصال من اى صفحه او ميل تانى هيعرف أنه أنا و بردو مش هيرد ، هو الى مش عايز يرد إفهم بقا .
زاد جنون ماجد و هتف بغضب : يعنى ايه يعنى مش عايز يرد.
زم دونجل شفتيه بحقد يردد : اه ما طبعا حد يبقى معاه المزه دى ، و لوحدهم و يرد على حد ، يالا بالسم الهارى ، ما هي اصلها بتبقى أرزاق .
فلتت أعصاب ماجد و وقف و هو يقبض على تلابيب قميص دونجل يرجه فى يده مرددا : تقصد ايه ؟! إنطق.
حاول دونجل تخليص نفسه منه يبعد قميصه عن قبضتى ماجد : ايه يا عم حاسب ، انت هتتشطر عليا انا و بعدين خلاص ده هيبقى ابو نسب ، حتى شبهك بعيون خضرا و اشقرانى ، يعنى هتبقوا عيله فله ، الدور و الباقى عليا بعد ما المزه طارت من إيدى .
تضاعف غضب ماجد : قصدك ايه يالا .
دونجل : انت هنجت ؟ كل شويه قصدك ايه قصدك ايه ... ايه مالك ، ما الكلام شارح بعضه ، مش بيرد علينا عشان مستفرد بالمزه و مش عايز حد يقاطعهم .
اشتعل صدر ماجد بالغيرة و الغيظ يزداد و هو بالفعل يتخيل ما هو ممكن ان يحدث عندهما الآن .
عند فيروز
كانت مازالت واقفه و الغضب ينهش بقلبها و عقلها لا يرحمهما ، لم تكن تلاحظ ذلك الذى وقف عن مقعده بأعين لامعه براقه و أقترب منها حد الالتصاق يحك جسده بها واضعاً انفه على وجنتها يردد بحراره يردد : إتمنى يكون إلى قولتيه صحيح .
لتوها فقط انتبهت لاقترابه الخطير منها هكذا بل ة اتسعت عيناها بصدمه خصوصاً و قد سمح لنفسه بأن يمد ذراعيه و يحاوط خصرها بحميميه شديدة و هو يسحب نفس عميق محمل برائحتها .
انتفتضت تحاول الابتعاد عنه لكنها لم تفلح فقد شدد من قبضته لها يبتسم بإنتشاء زاده تمنعها فقالت هى : إيه الى بتعمله ده ؟ أبعد عنى .
لكنه لم يمتثل لأمرها بل همس لجوار أذنها بنبره قريبه من الهوس : أنتى عجبانى يا فيروز... عجبانى عيونك الى خطفتنى و خددوك المدوره الى زى خدود الأطفال و لا جسمك .. جسمك رهيب ... عجبانى يا فيروز.. عجبانى أوى و حلفت لأجيبك عندى و تبقى معايا فى نفس الأوضه و نفس السرير.
كانت تستمع له و هى تنتفض برعب تتسع عيناها شيئا فشيئا و هى تستمع بصدمه لوصفه الوقح لها .
أبتلعت لعابها برعب و قالت بابتسامة مهزوزه : أنت كمان جان و ... وسيم و كمان أتراكتڤ .
التوى شدقه بإبتسامه مغتره ثم قال : عاجبك ؟
بكل براعة اتقنت التمثيل و قالت بوله : أوى .
تهلل فرحا و قال : مش حلو تقوليها بالكلام بفضل تقوليها بالفعل فوق فى اوضتى او هنا لو تحبى ، متوقع أنا هتكونى حاجه فوق الخيال أنا نفسى عمرى ما جربتها .
كانت تنهار داخلياً .. الأمر مأساوى و بمرور الدقائق يتعقد أكثر و لا تملك بيدها سوى الحيله الفطريه داخلها فابتسمت بتوتر و قالت : لاااا كله إلا الحرام أه و انت عارف
زاد من ضمه لها و همسه أيضاً يردد : عايزه تتجوزينى ؟
رمشت بأهدابها تحاول فقط الاستيعاب ، يتحدث كما لو كانت الان تركع تحت اقدامه تتوسله و تطلب من الزواج من شدة هوسها به و هو سيفكر.
لتجيب سريعاً نافيه : لأ مش هينفع .
فلاديمير : ليه ؟
فيروز : أنا مسلمه .
فلاديمير : زواج مدنى .
فيروز : ما هو ده حرام بردو .
فلاديمير : موافق أدخل الإسلام عشانك.
استغربت رد فعله و سألت بصدمه : هتسيب المسيحية بسهوله كده ؟
لينفى ببلاده مرددا : نو ... أنا مش مسيحى .
ضربت على صدرها تقول : يهودى ؟ أنا كنت حاسه .. المعامله دى معاملة يهود .
فلاديمير : نو حبيبتى و لا حتى يهودى .. أنا إبن الطبيعية .
شحب الدم من وجهها تردد بفم مفتوح : إسم الله على مقامك .. صبرتى و نولتى يا فيروز .
فلاديمير : و دلوقتي قربى منى أكتر عايز أحس بيكى .
حاولت التحلى بالقوه و قالت له : قولت لك مش هينفع غير بعد الجواز.
اخذ نفس عميق و قال : اوكى نص ساعه نروح نتجوز و نيجى.
لكنها رددت بصوت مهزوز : لاا.. الجواز عندنا له شروط و أنا بنت بنوت لازم ولى .
ضيق ما بين حاجبيه و قال : بنت بنوت ؟
جاوبته : عذراء .
برقت عيناه بفرحه و التوت زوايا فمه بنصر عظيم ثم سأل : و ولى ؟
فيروز : شخص من عيلتى او أقرب الأقارب او حتى الجيران .
ضحك بغموض و ردد : أووه.. ده معناه إن لازم نروح مصر عشان يحصل كل ده .
رددت سريعاً و هى تشعر بدنو هدفها : بالظبط.
أبتسم بإستمتاع و صمت لدقيقه ينظر لها و قد راقه ذكائها و طريقة تخطيطها مع صبرها كأنها تحفر بئر بإبرة خياطه و كم هى فطنه و سياسيه .
دقيقه كانت كفيله بان تجعل دقات قلبها فى تسارع مستمر خصوصا و هى تبصر تلك الإبتسامة الغير مطمئنه بالمره .
تسمعه يردد بلكنته الإنجليزية : أووه.. تروقيننى جدا يا صغيره .. أتوق بشده لرؤية أطفالى منكى .
تخطى معدل دقات قلبها و هى تفطن بعض من كلماته التى استطاعت تكوين جمله شبه مفيده منهم أوحت لها بالمعنى المنشود بما يدل على كشفه لها .
خصوصاً حين ألتصق بجسده على جسدها و همس فى أذنها : و ليه نروح لهم يا زوجتى الجميله لما ممكن بالطياره ييجوا هنا .
أنهى حديثه و أبتعد عنها ينظر لها بإعجاب شديد كأنه يردد دون حديث : شابو .
لتردد بوجه شاحب : إلى جاى سواد مش كده ؟
ضحك جدا من قلبه عليها يقرض بيده طابع حسنها ثم يغادر و چلچة قهقهاته تملئ المكان من حولها تزيدها رعباً .
تقدم من جهاز الكمبيوتر خاصته ثم بدأ يعبث ببعض الازرار الذى فتحت أمامه فيديو إتصال بالطرف الآخر فى مصر ليجد ماجد و كأنه غريق منتظر قارب النجاة يقف مقابل كاميرا الكومبيوتر كانه سيخرج له من الجهاز فضحك فلاد و قال بينما يقرب فيروز منه و يقبل يدها : جهز نفسك حبيبى ماجد ، راح أبعتلك طياره خاصه بتجيبك لعندى بأقرب وقت .
صمت ثم رفع رأسه ناحية فيروز يردد بوله : لحتى تكون ولى زوجتى الجميله .
ماجد : أنت بتتكلم سورى و لا مصرى و لا انت حكاية أهلك ايه .
فلاديمير : أى لغة بتخيلا حبى .
عاد ماجد خطوه للخف يضع يده على رأسه يحاول الاستيعاب و ردد : أفهم بقا .. تتجوز مين و زوجة إيه الى بتتكلم عنهل.
إبتسم فلاديمير يرفع رأسه ناحية فيروز ثم قال بكلنته الإنجليزية بأعين تقطر إعجاب : تلك الماكره الجميله .
اتسعت أعين ماجد بغضب و ود كى يصرخ بهم و يفرع غضبه لكن شئ ما اوحة به نظرة فيروز دون حديث جعلته يتوقف و يفكر بحلم و تروى يحاول كبح جماح غيرته قليلاً و إعمال عقله فهدوء فيروز هذا يفهمه جيداً أصبع أعلم الناس بها.
لذا أبتسم بكياسه ثم قال بنفس اللكنه : إذا ستصبح صهرى .. كم اسعدني هذا الخبر ، متى سيحدث ذلك.
نظر له فلاديمير نظره ثاقبه ثم قال : فى أسرع وقت ربما غدا ، فأنا لا أطيق صبراً على إمتلاك تلك الجميله ، و ما رأيته فهى شرسه جداً و عنيده و لن ترضا بما هو دون الزواج ، و لن أخفى عليك عزيزى فقد بت صهرى ، فأنا أكاد أصاب بالجنون كلما تخيلت نتاج زواجى من جميلتى الخبيثه تلك ، بكل تأكيد سننجب شياطين حمراء و نغزو بهم العالم .
أبتلع ماجد لعابه بصعوبه يحاول التحكم فى غضبه و غيرته ثم رفع أنظاره ببطئ ناحية فيروزته يردد بصوت يملؤه الندم : لازم أتحمل انا فعلا أستحق العقاب على تهورى فى كل الى حصل .
بادلته النظره كأنها تؤكد له ذلك ، ربما ما يحدث و رغم خوفها الشديد و قلقها لكن به شئ مريح ، شئ أسعدها و أراحها لرؤيتها عقاب ماجد دون اى تدخل منها ، لكنها لن تكتفى .
لذا رددا على الفور : لسه ما خلصناش يا ... أخويا .
اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم من جديد يردد بألم و صوت مختنق : حقك .. يا حبيبتي و روحى .. هجيلك فى أقرب وقت .
و على حين فاجأه ضغط فلاديمير زر أنهى الاتصال و رفع رأسه ناحية فيروز ينظر لها بشك إلى حد ما ثم قال : مش شايفه إن علاقتكوا ببعض غريبه شويه .
رفعت رأسها و كأن نهج حياتها واحد ( أفضل وسيلة للدفاع الهجوم ) تردد عليه بثبات : قصدك ايه ؟
فلاديمير : طريقته معاكى مش أخ و أخته أبدا ..حتى و هو حاضنك او مقرب منك .
فيروز : و أنت شوفت كل ده فين ؟ ده انت مراقبنى بقا.
فلاديمير : أها و عينى عليكى و عليه .
صمت يضع يداه فى جيوب سرواله ثم قال : على العموم جهزى نفسك بكره هنتجوز .
شملها بنظره راغبه ثم قال بصوت متهدج حتى لو كان حاسم : و حاولى تدارى نفسك عنى لحد ما أتجوزك ، إحنا دلوقتي فى لحظه مش بتحصل معايا كتير أنا مش بالنبل ده أبدا ، ساعات كمان و أنا شارب ممكن اتهور عليكى خصوصا و إنتى بالجمال ده قدامى .
صاح مناديا على السيده التى عينها بخدمتها كى تأتى و ما أن حضرتك حتى قال : رافقيها إلى غرفتها و إياكى من أى خطأ او تغافل للحظه عنها فهى ماكره و خبيثه إلى أقصى حد .
رفعت السيده أنظارها لرب عملها و هى مصدومه نوعاً ما مما تفوه به ليهز رأسه مجياً بكل تأكيد : نعم هى كذلك و هذا شيء من ضمن أشياء كثيرة تروقننى بها .
قال الأخيره و هو يتفحص جسد فيروز بعينيه حتى كأنه يوشك على إلتهامها .
ثم إلتف للخادمه و قال بتحذير شديد اللهجه : إحرصى على ألا يراها أحد و لتغلق الباب عليها من الداخل جيدا ، و أنا سأشدد على الحرس بتحريم الدخول لهنا من الآن فصاعدا ، أفهمتى .
هزت رأسها تنظر أرضاً ثم قالت : نعم سيدى.
هز رأسه يقول : جيد .
هم كى يغادر لكنه لم يستطع و اقترب يضم فيروز له يطبق على أضلعها داخل أحضانه يردد : سأشتاق لكى حلوتى .
جملته كانت واضحة الترجمة بالنسبة لها فابتسمت مجيبه : و أنت أيضاً ، كن بخير لأجلى ، أرجوووك .
رفع إحدى حاجبيه و ردد : يالكى من ماكره هههههه
أنهى حديثه و يقهقه عالياً ثم قال : سأتحرك مغادرا الأن فلو بقيت لثانيه اخرى سألتهمك بشهيه مفتوحه ، أقسم أن أفعل .
غادر سريعاً و هى الأخرى تحركت مع تلك السيده تعود لنفس الغرفه التى سكنتها مذ جاءت لذاك المكان .
____________ سوما العربي ____________
عادت خالية الوفاض إلى أرضها من جديد ، أرضها ؟! هل هذه هى أرضها أم هناك حيث حبيبها المتخاذل الجبان ؟!
باتت تشعر أنها ارتكبت خطأ كبير حينما حركتها مشاعرها المجنونه المتهورة و ركضت خلفها كالبلهاء باحثه عن شئ ما لم تحدد ماهيته بالضبط.
و ها هى قد عادت من جديد بقلب انشق نصفين نصف مع شخص لم يكن جدير بقلبها جرحت بسببه شقيقتها التى تركت معها النصف الآخر ، شعورها بأنها غدرت بغنوة بسبب حسن يزيد من مقتها و سخطها عليه .
دلفت للبيت تجر حقيبتها جرا ، فتحت الباب لتجد ڤيولا تقف منتصبه فور رؤيتها لها و قالت : حمد لله على سلامتك عزيزتى .. همممم .. هل انتهيتى من سفرة الاحلام ؟
قلبت نغم عيناها بملل و تعب لتقول ڤيولا : و الان عزيزتى اين ما طلبته منكِ
تقدمت نغم للداخل و قالت : لا لم أفعل والدتى الحبيبه.
صرخت ڤيولا عاليا بمجون تهم بالصراخ عليها لكن نغم بادرت بالقول : فلتأجلى صراخك على لما بعد أنا الآن مجهده و أريد النوم .
همت كى تغادر لكن توقفت تسأل : اين ابى ؟ إشتقت إليه .
و قبل ان تجيب ڤيولا ردت هى : نعم نعم تذكرت بالطبع هو كالعاده فى العمل .. ما الجديد ؟ طاب مسائك امى
و بكل برود القت لها قبله فى الهواء ثم ذهبت لغرفتها تاركه ڤيولا خلفها تستشيط غضبا.
و لم تمر دقيقه حتى أتاها الإتصال المترتقب من صوت قاسى نوعا ما يقول دون مقدمات : أين صور زوجتى ؟
تلعثمت ڤيولا فى الحديث لا تعلم بما تجيب : أ.. أهلا وسهلا بك سيد ستيڤ انا انا .
قاطعها ستيڤ بنبره قويه غليظه : سؤالى واضح ڤيولا اين صور زوجتى ، أعتقد أنه يحق لى التقييم ، لأعرف فيما دفعت أموالى .
حاولت ڤيولا الظهور بمظهر القوه تردد : أعتقد لم تدفع إموالك و انت معصوب العينين ولم تشترِ سمك فى المياه ، لقد سبق و أطلعت على صور لها.
ستيڤ : كانت بعمر اصغر من الآن .
ڤيولا : خمس سنوات لن تشكل فارقا .
مررت يديها على جسدها كأنه يراها و قالت : و كما تعلب فالقالب غالب ، و غنوة هى أكثر قربا لى فى الشبه حتى أكثر من نغم التى عاشت عمرها كله معى .
ستيڤ : فلتعرفى ڤيولا ، لن انتظر كثيرا ، لست بذلك الحلم و الصبر ابدا لكن ؛ لأجل غنوة فقط فعلت ، لكن لن استطيع الاستمرار طويلا ، فأنا احترق شوقاً لرؤيتها ، و تعلمين كذلك علم اليقين اننى لست بحاجه إلى مساعدتك العظيمه و لكنى أفضل تمهيد الأمر لها كما قلتى لا أن اقتحم حياتها هكذا لذا ؛ إن لم تفعلى شيئا و سريعاً سأتدخل أنا و لا تنسى هناك قسط جديد من القرض وجب تسديده خلال ايام قلال ، لذا و جب عليكى التعجيل من إجلك لا من أجلى فقصتى معها أمر مفروغ منه ، غنوة لي و ليست لأحد سواى و لا حتى لنفسها ، مفهوم ؟
ثم أغلق الهاتف فى وجهها دون أن يترك لها فرصه للرد فارتمت على الأريكة الموجودة خلفها لا تعلم ماذا تفعل فهى على علم بما يستطيع فعله .
______________ سوما العربي ______________
مازالت تقف أمامه متسعة العين و قد توقف عقلها الذى بدأ يوبخها الآن على ما فعلت .
اين كان عقلها حين وافقت على فكرة الزواج العرفى من البداية بل و التوقيع أيضا و إستأمانه على العقدين.
كانت تظن أنها هكذا تشعره باستجابتها و أنها ذائبه فيه كذوبان قطعة سكر فى كوب شاى أسود و لا تريد شئ منه تعشقه بحق ، و أن الزواج العرفى سيجعلها قريبه منه فى أوقات كثيرة و ربما فلحت مره فى تنفيذ ما تريد.
تراه ليس بزواج من الأساس و هو بالتأكيد لن يبادر بإشهاره ، لينقلب السحر على الساحر .
و ورقتى الزواج العرفى الذان ظنتهما شئ سيرغب بشده فى إنكارهما و التملص منهما ليأتى هو و يخالف كل التوقعات فيستخدمهما ضدها لابتزازها و الضغط عليها .
كان لا يزال يقف مقابلها ينظر لها بتحدى سافر فقطع كل ذلك الصمت صوت أشجان التى تحدثت عبر مكبر الصوت : انتى يا بت .. واقفه كده ليه ، يالا خلينا نروح .
التفت غنوة و غمزت لها بعينها ان تصمت .
فهمت أشجان بنباهتها الا محدودة على الفور و تركت مكبر الصوت ثم هبطت من على السيارة بخفه و رشاقه تترجل على قدميها أمام كاظم الذى استقبلها يلوح لها بيديه : براحه على الأرض عشان مش بتاعتنا .
نظرت له أشجان شذرا ثم قالت : إتهد يا راجل انت ،أنت ما فكش زقه .
كاظم : أنا ؟! ده انا قلبى حديد .
أشجان : ربنا يسامحك على الكدبه دى .. أوعى من سكتى .. أوعى .
تخطه سريعا تقف لجوار غنوة تهمس لها : إيه يا بت.. بقا انا لامه اللمه و مأجره العربيه و جيالك و انتى واقفه متنحه ؟ ما تتحركى يالا الناس واقفه مش فاهمه حاجه .
لتجيب عليها غنوة هامسه : هدى اللعب حبه إبن الصواف بيهددنى بالورق العرفى الى معاه .
اشجان : نهار أمه اسود .
غنوة : ده هيبقى نهار امى أنا إلى أسود .
أشجان : لا كده لازم ناخده على حجرنا ، على الأقل لحد ما الناس الملمومه دى تمشى و نشوف هنعمل فيه إيه
غنوة : بالظبط .
أشجان : طب يالا ، خشى عليه .
التفت غنوة تحمحم مجلية صوتها ثم قالت لهارون : أحممم... على فكره آخر حاجه كنت أتوقعها منها و بتقول إنك هتعودنى ، كنت عارفه ، كنت متأكده ، كل ده كلام ، هو الكلام سهل انا عارفه .
أبتسم هارون و قال : مش محتاجه تعملى كل ده خالص ، انا عندي استعداد تاخدينى على حجرك و أنا زى الأهطل كده عادى
أٌحرجت كثيرا ، هندمت ملابسها تهمس لأشجان : أحمم أحمم ، شكله سمعنا .
ضحك هارون و قال لأشجان : يالا زى الشاطره كده زى ما لامتيهم اسرفيهم .
أشجان : عينى يا اخويا حاضر.
نظر لها هارون و قال مستنكرا : من أمتى الطاعه دى.
أبتسمت له أشجان تقول بسماجه : ده نظام لو ليك حاجه عند الكلب
هارون مكملا : قوله يا سيدى.
أشجان : بالظبط يا سيدى .
بعد عشر دقائق
كانوا يجلسون داخل البيت بعدما أصرت أشجان على مرافقة غنوة ورحب كاظم بذلك .
غنوة : أظن إننا نتفق.
هارون : على ايه
أشجان : هو ايه اللي على ايه ، عايزين الورقتين الى معاك.
هارون : ليه ؟
غنوة : هو ايه اللي ليه انت هتعلب.
هارون : أنتى الى بدأتى اللعب يا حياتى.
أشجان : ده انا اللي هنهيلك حياتك بإيدى إن شاء الله.
هارون : أنا مش فاضى رايح شغلى.. لما ارجع نبقى نكمل كلامنا .
وقف سريعاً يغادر لتقف أشجان لجوار غنوة مردده : هنعمل ايه .
غنوة : إصبرى هقولك .
وقف كاظم من مقعده يتمسح بها مرددا : بس.. بس .
صرخت أشج فى وجهه : إيه عايز إيه.
كاظم : ما براحه يا غزال .. انتى تملى طلقك حامى كده .
أشجان : أه .
كاظم : و هو ده اللي عاجبنى فيكى... حرشه .
أشجان بنزق : بقولك ايه أنا دماغى هابه منى و مش طالبه ، قول عايز ايه و خلصنى .
كاظم : عايزك تخلى عينك عليا عشان هبقى حبيبك الفتره الجايه.
نظرت له أشجان من أسفله لأعلاه ثم قالت : بس يا راجل يا ابو ركب بايشه.
هارون : بس لذيذ .. و ربنا لذيذ
نظرت لغنوة تقول بنفاذ صبر: قدامى نشزف زفت اوضه نقعد فيها لحد ما تبان لها آخر.
فى ساعه متاخره من الليل
تسللت كل من أشجان و غنوة إلى مكتب هارون بالطابق الأرضي و بسرعه و خفه بدأت كل واحدة بالبحث فى إتجاه.
ليضاء النور فاجئه ويظهر هارون يهاتفه يسجل فيديو لتلك اللحظه و هو يردد : أضحكى يا حبيبتي عشان الصوره تطلع حلوه.
*****"""*****
السابعه والثلاثون
الصدمه تمكنت من كل أطرافها سواء أن هى او أشجان التى أخذت تردد بصوت كله نحيب و عويل : يانهار مدوحس.. غفلنا إبن آل "***.
كادت أن تخرج من فمها الطاهر ، انبل أنواع السباب و الطفه و لم يمنعها سوى صوته الصارم حين ردد: كملى خلى يومك يسود أكتر و أكتر .
التزمت الصمت تماما على الأقل حالياً تقف و هى تضم كتفيها كالتلميذ المذنب كذلك غنوة التى فكرت فى الإنحناء حتى تسكن الريح .
فغنوة ربيبة أشجان و لا تفرق هذه عن تلك كثيرا فى الصفات سوى أن غنوة متعلمه و حرباء تستطيع التلون بأى لون على عكس أشجان فهى عصبيه جدا و كما يلقبها أهالى الحى " تروبش ''
لكن المكر واحد و التفكير واحد و إن وجد فرق فهو رد الفعل .. لكن على ما يبدو أنهما قد اتفقا دون حديث على نفس رد الفعل و التزمت كل منهما الصمت .
نظر لهما هارون و قال : إيه ده إيه ده إيه ده... أنا مش مصدق عينى.. مالكوا ساكتين كده إيه الادب ده يا حلوين.
ردت غنوة بكل تهذيب و أدب بل و طواعية أيضا و هى لم تحد بعيناها عن ارضيه الغرفه المصقله ب "الباركيه" تردد بخنوع تام : و هى العين تعلى عن الحاجب بردو يا سى هارون.
چلچت ضحكه عاليه من القلب خرجت من هارون و هو يردد بذهول : الله ... حلو ده.. عجبتنى أوى سى هارون دى منك .. لأ و جديده.. حرشه صحيح على رأى كاظم... بجد فرحت من قلبى.
لتجيب رغماً عنها بغيظ و غل : قلب أبويا... اللى هخلعه منك بأمر الله.
هارون بحاجبان يتراقصان : ما خلعتيه و الى كان كان .
أنهى حديثه بغمزه عابثه أثارت غيظها و عصبيتها أكثر و أكثر و تداعى معها كل ثباتها الذى حرصت عليه من البدايه.
همت لفتح فمها ترد له القول بأقذر ما التقطته أذنها من شباب الحى لكن لكزتها أشجان فى جانبها سريعاً تذكرها بضعف موقفهم و إصبعهم الذى اصبح بين أنيابه.
ليردد هارون : الله... بجد بجد منظروكوا يشرح القلب .. انا بجد بجد نفسي تشوفوا نفسكوا عاملين أزاى قدامى دلوقتي هموت بجد و يحصل كده.
أشجان : من ناحية الموت ما تقلقش هيحصل و عن قريب و يبقى لى أنا الشرف ده.
هارون : أشجاااان.. شيجو .. لأ لأ ماحبتهاش منك ابدا .. عايزه تقتلينى .. طب بذمتك أنا لما اتقتل مين يضايقك و يعصبك .
أشجان : شيجو مين يا بن آل.
هارون : بنت.. عييييب.. عيب.. أنا من ساعة ما شوفتك و أنا عايزة استفتسر ليه ست زيك يبقى لسانها زفر كده.
أشجان : عشان تعرف تعامل ال ...
هارون: بننت عييب.. قولت عيب.. و بعدين أنا من ساعة ما عرفت الحقيقة و أنا عايز أقولك على حاجه.. دلوقتي طول ما أنا عايش و رايح جاى قدامك أنتى عايزه تقتلينى.. يعني عندك تارجت.. فى هدف عايشه عشانه .. لو انا موت تعيشى تعملى إيه ؟! شوفتى أنا قلبى عليكى إزاى و انتى الى وحشه و عايزه تخلصى منى .
رددت أشجان بنفور : أيه ياض السكر ده يخربيت دم اهلك.. سمج.
نظرت لغنوة و قالت : سبحان الله .. أصل القبول ده هبه من الرحمن بردو.
هارون : بمناسبة القبول صحيح و بمناسبه لحظة الخضوع و الأدب الى مش بتتكرر معاكى كتير يا شيجو فكرتينى بحاجة مهمه.
أشجان : ايه انت هتسوق فيها... شيجو شيجو... هتصاحبنى و لا ايه يا ابن آل..
بطرت حديثها مرتده عن ما كادت تقوله ليقهقه عالياً ثم يقول : لأ مش هصاحبك و لا حاجة أنا أن جيتى للحق مش طايق أبص فى وشك.
أشجان : من القلب للقلب يا حبيب والديك.
هارون : بس ده لا يمنع الى بفكر فيه.. أصل كاظومه.. عمى.. كان واخد على خاطره منى فتره و أنا قررت ادلعه.
استقام من جلسته يفتح الهاتف و يتصل بعمه و لم يقل سوى بضع كلمات : أنزل لى تحت المكتب محضرلك مفاجأه حلوه.
أنهى المكالمه لتقول غنوة : بقولك ايه يا ابن الصواف خلص و قول اخرة الليله دى إيه.
دار هارون من حولها و هو يردد باسى مصطنع : تؤ تؤ تؤ ، ماحبتهاش منك خالص يا غنوتى فى بنوته حلوه و رقيقه و بعيون دباحه زيك كده تكلم جوزها بالطريقة دى
انتهى بحديثه و هو بالفعل ينظر لها و لعيونها بإفتنان يضع يده أسفل ذقنها.
لكنها نفضت يده من عليها و قالت بصوت مكظوم الغيظ من بين أسنانها : أنا مش مراتك و مش غنوة حد قولت لك ألف مره قبل كده.
سحب هارون نفس عميق ثم قال بثبات : خليها الف ميه و واحد ياحبيبتي.. خلى بالك أنا مطول بالى عليكى لآخر لحظه و مراعى إلى فيه و إلى انتى عشتيه و الى خلاكى واصله لمرحلة قتل شخص و انتى أصلا تخافى تحضرى دبح خروف العيد.
ليصدح صوت أشجان المتذمر : ماتخلصنا ياض أنت ، هنفضل متذنبين كده كتير قدامك.
هارون : لأ صوتك بدأ يعلى.. صوتك بدأ يعلى و أنا كده هبدأ أزعل.. يرضيكى هارون يزعل؟
أشجان : ما نتفلق يا أخى .
هارون : أنا شوفت كتير و قليل لكن فى بجاحتك ما شوفتش.
أشجان : لا ما تقولش على نفسك كده و أنا أروح فيك فين.
نظر إلى غنوة و قال بينما يشير على أشجان: لأ اصيله.. ما إحنا بردو بينا عشره و مستشفيات
سكت قليلا ثم أكمل بغل : و فراخ شامورت.
أشجان : أهى غليت على حظك الدكر و من يومها و إحنا مقضينها سمك مقلى.
صمتت هى الأخرى لثوانى ثم أكملت بنزق : خلينا واقفين منذنبين على كعابنا لحد ما أبو ركب بايشه يحرك العضمتين و ينزل.
هارون : لأ لأ ما تقوليش كده ده احنا عيله ما قولكيش يعمى ساعه السفاله و قلة الأدب الصحة فجأة بتبقى حديد.. اراهنك ثانيه كمان و هتلاقى كاظم جه.
ليطل وجه من خلف الباب فى التو يردد بعبث : مين بينده .
فأشار عليه هارون مرددا : شوفتي مش قولت لك.. عمى و أنا حافظه يبان عجوز بس نينجا .
اقترب هارون سريعاً و عينه لم تحد عن فاتنة مصر القديمه يردد و هو بشيح بيداه بجنون : يالهوى يالهوى يالهوى.. ده حلم ده و لا علم يا واد يا هارون.
هارون : علم يا عمى علم.
كاظم : هى مالها واقفه و مؤدبه كده .
هارون : ممكن إخليها تبوسك دلوقتي.
كاظم : حقيقى.. أنت ولد بار.
أشجان : ما تخلص أنت و هو ، هو إحنا هنفضل متذنبين كده كتير ، جرى اييييه.. انت سوقت فيها أوى .
قفز كاظم كطفل صغير يهلل بسعاده : الله.. حرشه..ولا بقولك ايه.. ما تستغل أنها ف وضع السكون ده و تجوزهالى.
أشجان : تتجوز مين يا راجل يا كهنه.
هارون : لأ لأ لأ.. ما حبيتهاش.. ما عجبتنيش.. كلميه كويس.
زجرته أشجان بعينها و هارون يبادلها بتحدى و حاجب مرفوع لتجد نفسها مرغمه على ذلك فقالت من بين أسنانها: حقك عليا يا سى كاظم
هارون : مش حلوه.. ماعجبتنيش.
لكن كاظم قفز فرحا يردد بجنون : لا لأ عجبتنى أنا.. حلوه اوي.. انا طول عمرى نفسى أبقى كمال.
رفعت أشجان حاجبها الأيسر و قالت : كمال ؟!!
كاظم : أيوه... و انتى روقه .
نظرت أشجان لهارون و قالت : عمك لسع.
صرخت غنوة بجنون : بااااااااااس .
صمت الكل فجأة لتقول بصوت حاد : ايييه.. واقفه فى مورستان .
التفت إلى أشجان تردد : إيه يا أشجان نسيتى إلى إحنا فيه.
ثم التفت إلى هارون تقول بغضب و نفاذ صبر : و أنت يا الصواف.. يا ريت لو خلصت حبت التهريج و شغل العيال بتاعك ده تنجز و تختصر و تقول عايز ايه .
هارون : عايزك أنتى يا غنوة.
وضحه أربكها و زاد من توترها بينما قالت اشجان : بجح بصحيح.
أقترب منها كاظم يردد بينما يندم ياقة منامته الحريريه : انا اوقح منه.. أصل المنبع واحد .
نظرت له أشجان بنفور و قالت : أى و الله صحيح على الأصل دور.
و هارون تركيزه لا يحيد عن غنوة التى جذبها من ذراعها ثم قال : تعالى معايا.
جرها خلفه قصراً رغم تمنعها ، رافضه بصوت عالى و هو لا يبالى.
فى حين بدأ كاظم يقترب من أشجان خطوه بخطوه و كأنها فريسه يخطط للإنقضاض عليها.
و أشجان تعود خطوه بخطوه للخلف و هى تراقب أقترابه منها المثير للقلق مردده بخوف : يا نااس.. يا هاروون.. هارون بيه.. أنت نسيت بنى آدم هنا.. يا نااس.
لكن كاظم مازال يقترب منها و عينه يقفز منها العبث
_________ سوما العربي ____________
جلس فى الطائره التى ستقله إلى حيث البلاد الباردة الموجودة بها حبيبته يعود بذاكرته و هو مغمض عينيه للخلف يتذكر لقاءه يذلك الشاب حين عاد إلى بيت الدهبى لأخذ بعض الأغراض قبل السفر و وجده يقف خارج أبواب البيت يطلب الدخول و الحارس يمنعه .
ترجل من سيارته و صفق الباب خلفه بقوه و عنف ثم قال بغضب : أنت إيه الى جايبك لحد هنا يالا.
التف له نظيره يجيب عليه بصوت عالى : أنت ما لكش كلام معايا .. انا جاى أقابل فيروز... أنت مالك أنت.
اصطك ماجد أسنانه و تقدم منه يلكزه فى كتفه بعنف و مهانه بينما يردد : أسمها ما يتنطقش على لسان الى خلفوك يالا... و لما الكلام يبقى على فيروز يبقى مالى و مالى و مالى كمان ... و أحسن لك تاخد بعضك و تمشى من هنا على رجلك.. حظك انى مش فاضى دلوقتي و لا فايق لك ، بس و عهد الله لا أخلص كل الى أنا فيه ده و افوق لك و ساعتها هطلع على جتت أهلك كل الى حصل و الفيديو المتفبرك الى عملته ده قسماً بالله لاعملك واحد زيه بالظبط و مع راجل مش مع ست إيه رأيك بقا.
زوى "على" ما بين حاجبيه و نظر له بغضب مرددا : فيديو ؟! فيديو إيه الى بتتكلم عنه ده .. ااااه.. ده أكيد حوار أنت عامله عشان تبعدها عنى مش كده ؟
جاوب ماجد من بين أسنانه : لأ ده انت وسخ أوى.. و عايز تاخد فوق دماغك يمكن تتعدل.. هى حصلت كمان هتعمل العامله و عايز تقيفها على مقاس غيرك .
على : عاملة إيه أنا مش فاهم منك حاجه .. أنت أصلا شكلك بتحور لو فى حاجه كنت هتقول على طول و تيجى دوغرى.
فرد ماجد صدره و صلب ظهره يردد بقوه : أوى أوى.. عايزنى أجيلك دوغرى ؟ أجيلك يا حلو.
و على حين فاجأه باغته بلكمه قويه فى وجهه لم يحدد موضعها تأوه إثرها على بقوه و ما لبس أن قبض ماجد على تلابيب قميصه يهزه للأمام و للخلف فيما يردد : الفيديو القذر الى عملته لها يا قذر عشان تهددها بيه و مبكسل وشك فيه عشان ما تبانش بروح أمك.
بكل قوه و غضب نفض على يد ماجد من عليه يردد : أنت بتهلفط تقول إيه.. أنا مستحيل أعمل كده .
ماجد : قالوا للحرامى إحلف .
على: براحتك لو مش عايز تصدق مش مهم ، المهم عندى فيروز ، بس انا فعلا ما عملتش كده ، إفهم يا بنى آدم أنا بحبها و عايز اتجوزها مافيش واحد بيعمل فيديو للبنت إلى ناوى أنها تشيل إسمه مهما وصل الخلاف ما بينهم و مهما حبيت أربطها بيا او أضغط عليها .
تراجع ماجد خطوتين للخلف يستوعب ثم نظر له بتقييم و قال : أمال مين الى عمل كده ؟!
رد عليه على بغضب و حسم: ما أعرفش بس مش هسكت على إلى حصل ده و الى عمل كده هجيبه بلبوص و ساعتها مش هرحمه و هخليه يندم على اليوم ال......
قطع حديثه حين لاحظ إختفاء ماجد من أمامه و قد تعدى أسوار بوابة بيت الدهبى العاليه تاركه يحدث نفسه كالمجاذيب .
و دلف ماجد للداخل يصرخ بإسم فريال عاليا و قد تحكم فيه الغضب.
أستمع لصوت خطواتها تتهادى على درج السلم تهبط و هى تتبختر فى زهو مردده : حبيب ماما.. أخيرة عرفت أن مالكش غيرى و انك من غيرى و لا حاجة.
اقترب منها ماجد يردد بفحيح : انتى الى من غيرى مش هيبقى ليكى وجود.. أنا بكلمه منى انفى وجودك جوا العيله دى كلها .
نظرت له متفاجئه من تهوره ثم قالت: إيه ؟ بنت الخدامه لحست مخك خلاص.. مستعد تضحى بكل الثروه و النفوذ و الجاه عشانها .
أبتسم لها بإتساع بينما يهز رأسه إيجاباً و يردد : لحسته خالص و أكلت بيه حلاوه و بقيت لعبه فى إيدها كمان و لو قالت لى إخلص منك هعمل كده يا فريولا .. الوضع اسوء مما تتخيلى .
كانت تستمع لما يقوله و عيناها تتسع بصدمه ليقترب من أذنها و يردد بصوت متشفى ليزيد من قهرها : أنتى صعبانه عليا أوى يا فريال ، زمان حتة الخدامه دى خطفت قلب و عقل جوزك و جت بنتها دلوقتي أخدت الكتكوت الى ربتيه و بقى فرخه بتبيض بيض دهب بس مالحقتيش يا حرام تاخدى منه كتير أصل بنت الخدامه خلاص بقت متحكمه فيه.
نظرت له فريال تحاول التحلى بالتماسك و القوه و قالت له : و مش مكسوف و انت بتقول على نفسك كده.
ماجد ببرود : تؤ... أنا من زمان كان طموحى أبقى أراجوز أصلا.. إلعبى غيرها.
هم ليتركها و يغادر لكن عاد لها و قال : و أه.. بالنسبة الفيديو اللطيف إلى عملتيه.. عايزك تجهزى بيبى دول شيك عشان هتظهرى فى واحد زيه قريب .
شهقت بخوف و هلع ليهز رأسه مؤكداً و يكمل ببرود : انا همى شكلك و برستيجك ، أصل ما ينفعش تطلى على الناس بحاجه مش سينيين ، وان بيس يا فريال و أوعدك مش كتير هيتفرجوا على الفيديو ، لسه جوايا جتة أصل ، تربيتك بردو.
عاد من شروده و هو يشعر بإهتزاز الطائره نتيجة إحتكاكها بالأرض ليتنهد بتعب لا يعلم من اين يلاحق على كل تلك المشاكل و لا تلك الجميله التى اينما ذهبت ظهر لها معجبين ، فلم يكد ينتهى من ذلك العلى حتى ظهر المدعو فلاديمير و على ما يبدو أن الأمر معه لن يمر مرور الكرام.
___________ سوما العربي ___________
بقصر فلاديمير ليلا.
كاد الليل أن ينجلى و هى غارقه فى ثبات عميق منذ ساعات طويله بينما فلاديمير قد عاد لتوه من الخارج يترنح يمينا و يسارا و على ما يبدو قد حجب عقوله نتيجة إسرافه فى الخمر الليله.
يسير و هو يدندن لحن عربى قد دار بالصدفه فى المكان ليعجب به فقد ذكره بحبيبته العربيه النائمه فى قصره ليصر على إعادة غناءه عشرات المرات حتى انقضى الليل و قرر العوده الى قصره .
فلما يفكر بها فقط بينما هى الآن فى احد أسرة بيته و يمكنه الظفر بها بدلا من جلسات الغرام هذه التى لا تليق بشخص مثله.
و على الفور عاد للقصر و هو يدندن نفس اللحن يسير بتعثر ثم من بعدها يصعد الدرج حتى وصل لغرفتها .
فتح الباب بتخبط يقترب منها بخطوات مترنحه حتى وصل إلى فراشها يمد يده يكشف عن ساقها ثم يمرر يداه من أسفله لأعلاه و قد جن جنونه لرؤية جمالها المخفى هذا و الذى تخفيه عن أعين الجميع تحت ملابسها.
انتفضت من نومها بخوف و هى تشعر بيد أحدهم تسبيح حرمة جسدها و قد تمكن منها الهلع و قد أبصرت ذلك البغيض أمامها يفترسها بعينيه فتصرخ به : إنت بتعمل ايه.. إبعد عنى.
ليردد بمجون : اه حبيبتى كنت اتوقع ذلك جسد رائع و بشره غضه ، كم أنتى جميله ، تصيبيننى بالجنون... هيا أقتربى منى حلوتى ، دعينى اتذوقك و أتنفس أنفاسك.
لك تفهم كل حديثه الذى قاله بلكنته الإنجليزية أثناء سُكره لكن المراد واضح للأعمى
ف حاولت الثبات و أن تلجأ لعقلها كما فعلت منذ أن جاءت لهنا كى تستطع كسب بعض الوقت فقالت بصوت مرتعش مهزوز : فلاديمير حبيبى مش قولت إننا هنتجوز ؟ و لا رجعت فى وعدك ليا ؟
جاوبها بصوت فقد كل اتزانه و تمكنت منه شهوته : نعم حبيبتي نعم ساتزوج و أنجب منكِ سبعة أطفال و لكن دعينى استمتع بكِ الان فأنا أريدك بجنون و هذا لا يمنع ذاك .
على ما يبدو أن حيلتها لن تفلح فى كل المرات ، فذلك المتمثل أمامها الآن ليس بوعيه مطلقاً و عيناه مظلمه برغبه جامحه .
حاولت القفز و الركض بعيداً عنه لكنه أسرع يغلق باب الغرفه و يوصده بالمتاح ثم فتح أحضانه لها قائلا : أنا لكِ و انتى لى الليله صغيرتى ، تعالى إلى أحضانى كى أنهل منكِ .
صرخت فى وجهه : إبعد عنى... إبعد عناااى.
على باب القصر وصل الرجال بماجد و دلفوا به للداخل فورا و تو وصوله إستمع لصوت صرخة حبيبته تستنجد من أحدهم فهرول بكل قوه يتتبع الصوت غير مبالى بإعتراض الرجال المرافقه له و لا محاولتهم اللحاق به .
___________ سوما العربي __________
سار بها حيث الحديقه و ترك يدها التى جرها منها مرغمه إلى أن وصل لهنا فترك يدها و قال : ممكن نقعد نتكلم زى أى اتنين كبار و عاقلين لو سمحتى ؟
كتفت ذراعيها حول صدرها ثم قالت : أول حاجة تدينى قلب أبويا الأول و بعدين نتكلم ، تانى حاجة أنا مافيش كلام بينى وبين واحد زيك.
صك أسنانه بغضب ثم قال بفراغ صبر : يا مثبت العقل و الدين يا رب ، هو فى كده يا بنت الناس ده انا لو بكلم عيله فى إعدادى هيكون الحوار بينا منطقى أكتر ، أديكى قلب أبوكى و أعيش انا بأيه و ابقى ساعتها أجى أكمل كلام معاكى أزاى ؟
غنوة : مش قصتى انت قارفنا بعيشتك ليه ، و بعدين قولت لك قبل كده إنت مش هتغلب ، شوف لك قلب حد تانى مانت عندك فلوس إكوام إكوام.
هاورن : يا ستار يعنى جايه تاخدى قلبى و كمان بتقرى عليا.
غنوة : حيلك حيلك .. انت صدقت نفسك و لا ايه. ده قلب أبويا أنا.. و أنا عايزاه دلوقتي.
فتح لها أحضانه يقول لها بعبث و تلاعب : تعالى خديه.. تعالى ده انا حتى زى جوزك و مش هتاخدى فيا ست أشهر.
صكت أسنانها بغيظ ثم قالت : يا أخى أفهم ، انت مش جوزى ، و أنا مش بهزر هنا عشان شكلك واخدها على سبيل الدعابه انا مش هسكت غير لما أخد قلب أبويا و أدفنه مع جثته فى نفس القبر عشان يرتاح فى مومته .
هارون : طب و أنا ؟!
غنوة : يا سيدى نشوفلك أى قلب و لا أقولك بيقولوا دلوقتي فى تقنية زراعة أعضاء خنازير ، حلوه دى و مناسبه ليك .
هارون : هى حصلت ، خنزير يا بنت....
لجم لسانه هلى طول الفور من سبها و أكمل : طيب .. خلينى معاكى للأخر .. و انتى متضايقه عشان الى حصل مع أبوكى.. حقك و أنا حاسس بيكى ، بس قوليلى أنا مالى ، ذنبى ايه ، أنا واحد كنت بين الحياة والموت و نايم على سرير المستشفى مش واعى أصلاً و الدكاتره هما الى اتصرفوا روحى انتقمى من الدكتور الى عمل كده مش منى.
غنوة بغضب و غل : و تفتكر انا ما فكرتش فى كده ، بس على ما قدرت أعرف هو مين بالظبط كان هو مات ، و سبحان الله مات بالقلب ، ف مش فاضل قدامى غيرك أفش غلى فيه ، ثم إن مين جاب سيرة إنتقام انتقم منك بتاع إيه أنا كل الى عايزاه قلب أبويا ماليش دعوه بيك تتعذب او تتهنى الله معك بس أخد قلب أبويا.
هارون : طب و دى اقولها ايه دلوقتي ...
أخذ نفس عميق ثم قال : بصى يا غنوة أنا....
قطع حديثه صوت الحارس يقول : عدم الامؤاخذه يا بيه .
هارون : فى ايه يا يا عم كرم ؟
العم كرم : فى جدع برا طالب يقابل الست غنوة ضرورى.
هارون و قد أندلعت داخله الغيره : نعم ؟! جدع مين ده ؟؟!
الثامنة والثلاثون
تقدم يسبقها ليرى من ذا الذي سولت له نفسه أن يأتى إليها فى بيته و يطلب لقياها.
و هى كانت خلفه تسير متخبطه و بالفعل تسأل من سيأتى لها ببيت هاون ؟!
وصلا إلى البوابه الحديدية الضخمة التي تفصل بين الشارع العمومى و بين فيلا آل الصواف العتيقة لتتسع أعين غنوة الجميله بزهول و هى تبصر أمامها حسن.
كيف و لما جائها هنا و من اين عرف انها هنا تحديدا.
أما هارون فقد اشتغلت به نيران الغيره ... تعصف به خصوصا و هو يرى ذلك الوسيم يقف أمامه عينه على امرأته و ينتظرها .
على ما يبدو أن أحدهم على وشك ارتكاب جريمه .
ما أن اوشكا على الاقتراب منه حتى تقدم حسن يردد : غنوة انا كنت ..
لكن قاطعه هاورن و هن يقبض على تلابيبه مرددا : أنت أتجننت و لا مش باقى على عمرك ؟ هى حصلت تجيلها لحد هنا .. ده انا هشرب من دمك.
بقوه و غضب مفض حسن يد هارون من عليه و قال : لم نفسك و اتكلم على أدك .
حاولت غنوة التدخل مردده : بس يا هاروم سيبه عيب كده .
نظر لها هارون بغيظ و حديثها لم يثنيه عن ما يريد بل زاد من حدة عضبه و غيظه يردد من بين أنيابه : انتى تسكنى خالص .. ليكى روقه .. بتدافعى عنه .. طب اصبرى بقا عليا
حسن : و لا انت عويل يالا و لا تقدر تعمل حاجه.
و هارون لم يكن ينقصه كلمات حسن المتحديه له ف بالأساس غيرته نار تحركه .
كور قبضة يده كى يسلم بها على وجه حسن الوسيم لكن صرخة غنوة : خلااااص.. كفايه يا هارون.. إيه هتضرب واحد في بيتك.
ذكيه .. بل مذهله... تستطيع اللعب و استغلال الظروف ملتفه الى أدق التفاصيل.
ف بالفعل كلمتها تلك كانت كفيله لأن يتراجع هارون عن لكم حسن الذى قال بغضب أكبر : مستنى ايه ما تضرب.
زجرته غنوة مردده بصوت يابس : جرى إيه يا حسن أنت عايزها مجزره هنا و لا ايه.
لكن و رغم خلو صوتها من اى نعومه او ميوعه لكن كل ذلك لم يرضى ذاك المتملك الغيور و نظر لها بغضب يردد من بين أسنانه : لا أتقصعى شويه كمان كده مش كفايه .. وايه يا حسن دى .. بتطقى إسمه ليه من الأساس .
لم تكن لتصدق ما تراه عيناها او تسمعه و لأى درجه قد وصل هو .
لكن حسن لم يسمح بهذه الفرصه او يعطيهم المساحه بل قطع عليهما كل ذلك حين ردد : غنوة .. أنا عايزك فى موضوع مهم.
تبا له .. الا يتعلم او حتى يتعظ .. لما يشعل ثورات ذلك البركان و هو بالأساس على وشك الانفجار و بجملته تلك فجره .
فنسى هارون أى شىء و كل شئ و انقض عليه كى يبرحع ضربا : غنوة ؟! غنوة ؟! إسمها ما يتنطقش تانى على لسانك انت سامع.
لكن حسن لا يقل عنه قوه و لياقه و تفادى الكثير من ضرباته و سدد له البعض فى مشاداه تحولت إلى شجار عنيف حاولت غنوة بإستماته فصله .
و هارون مازال يردد : غنوة و عايزك فى موضوع .. الأتنين فى نفس الجمله ؟ ده انت واخد حبوب شجاعه بقا.
جذبت غنوة هارون لعندها بأعجوبه و قالت : بسسسسسس.
كان هارون يتنفس بسرعه و غضب و هى تقول لحسن : قولى كنت عايز ايه و إيه جابك لهنا .
حسن : مش قبل ما اربيه و أعلمه الأدب .
تقدم هارون كى يلكمه مجددا: تربى مين ياض .. تربى مين ده انا..
قاطعته غنوة تحاول إنهاء تلك المهزله : قول يا حسن كنت ايه؟
تذكر حسن مهمته الأولى و الاهم من العراك مع ذاك التافه جدا من وجهة نظره فلمعت عيناه و هو ينظر لغنوة ثم قال : عايز عنوان بيت نغم .
بدأ هارون يستغرب نوعاً ما .. و غنوة صدمت لثوانى ثم تحدثت : ما أنت عارف.. دى رجعت ألمانيا .
تراقص الدمع في اعينه و قال بينما ينظر أرضا محاولا إخفاءه و إخفاء ضعفه المفضوح أمامهما : هسافر لها... هروح وراها إن شالله اروح الصين .. مش هسيبها يا غنوة... أنا.. أنا بحبها.. من يوم ما مشيت و أنا مش أنا.
نظرت له غنوة بضيق و غيرة ثم قالت : انت تعرف إن أنا مش طيقاك.
كام لا يزال ينظر أرضا لا يقوى على رفع عيناه بها خصوصاً بعد كلماتها تلك لكنه رد عليها : عارف ... عارف إن نغم سافرت بسببى .
ردت عليه غنوة بضيق شديد : لولاك و لولا موقفك السلبى معاها و شخصيتك الضعيفه كان زمانها معايا دلوقتي .
حسن : عندك حق.. أنا غلطان و غلط كبير كمان .. بس صدقيني ناويت اصلحه .. أنا كلمت حد من صحابى يشوف لى فيزا و هبيع الى ورايا و الى قدامى و أسافر لها يمكن ده يعفر لى عندها شئ من الى عملته.
تراجع هارون عن غضبه و غيظه فى ظل كل ما سمعه للتو .. فقد اضحى من ظنه عدو ما هو إلا زميل .. كلهم واحد فى كار العشق .
حنى صوته قليلا و وجه حديثه لحسن : ولا... مش محتاج اى مساعده ؟ انا أعرف حد ممكن يخلص لك كل ح بسرعه.
لكن حسن سيظل حسن حيث رد عليه قائلا : كفى نفسك .
زم هارون شفتيه يحاول كظم غيظه ثم قال له : تصدق أنى غلطان و ابن كلب عشان فكرت أساعدك.
أوقفته غنوة بعدما بحثت فى هاتفها مطولا ثم قالت : أهو.. ده العنوان.
دونه حسن على هاتفه ثم قال لها : شكرا.
نظرت له غنوة بعدم تقبل ثم قالت : لو مش أد الخطوه دى الله يخليك بلاش تاخدها .. نغم مش ناقصه.
حسن و بعيناه إصرار شديد : مش هسيبها.. مهما يحصل يا غنوة .. نغم ليا أنا و بس .
هم كى ينصرف لكنها استوقفته مردده : أنت عرفت مكانى منين ؟
حسن : أهل الحارة كلهم تقريبا مالهمش سيره غيرك... سلام.
غادر سريعاً و غنوة تردد : يا مصيبتك يا غنوة اتفضحتى ... عم صالح اتفضح وسط الحته كلها.
ألتفت لهارون كى تلقى على عاتقه كل التهم لكنها وجدته متيبس الوجه مظهره مخيف.
ثم قال بهدوء : ممكن افهم بقا فى ايه ؟
غنوة : زى ما سمعت..
هارون : قولت انطقى.
غنوة : انت كمان هتعلى صوتك عليا مش كفايه الى عملته ... أنت ازاى يا بنى انت تعلم كده .
جذبها هارون من مرفقها و سار بها للداخل يردد : لااا ..ده انتى يظهر كده الادب مش نافع معاكى.. اتقضلى معايا بقا
كان يجرها خلفه و هى تتحرك بخطوات واسعه كى تجارى خطوات قدميه الواسعه رغما عنها حتى دلفا للداخل حيث كان كاظم يجلس مقابل أشجان.
و كانت الصدمه من حليف غنوة و حتى هارون حين وجد أشجان تجلس بجواره أرضا و هو يتحدث لها ز بيده صورة لشخص يحكى تقريباً لها قصته .
أشجان : لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
همست غنوة لهارون بذهول : هو فى ايه ؟
رد عليها هارون كذباً : ما أعرفش.. و مش مهم اعرف دلوقتي.. خلينا فيكى انتى يا هانم.. قدامى على فوق.
دفعها للأمام أكثر من مره يوجهها حيث غرفته الواسعه .
دفشها برفق للداخل ثم دلف هو الآخر و أغلق الباب من خلفه.
تراجعت خطوات للخلف تراه و هو يغلق الباب فتقول: إيه ؟ فى ايه ؟ أنت بتقفل الباب كده ليه ؟
كانت تتراجع للخلف بينما هو يتقدم منها بخطوات بطيئة مثيره حتى اقترب منها و بات كل منهما يتنفس انفاس الآخر .
أبتسم بإنتشاء و هو يشعر بتذبذب و توتر جسدها مما يدلل على تأثرها به .. بل تأثر شديد و ليس بعادى .
زاد من ضغطه عليها حين اقترب منها يلامس وجنتها اليسرى بشفتيه يمررهما عليها حتى وصل لأذنها ببطئ و إثاره ثم همس لها بنبره ساخنه : وحشتينى... إيه.. ما بتفهميش ؟ طب بلاش ، ما بتحسيش ؟
تلك اللحظات الفاصلة طوال طريق شفتيه من وجنتها لأذنها كانت كفيله لإذابة كل الجليد الذي حاولت التحفظ عليه ليكون سلاح رداع ضده و ضدها إذا لزم الأمر .
ذابت بين يديه و هو يشعر بإنصهارها الذى أثلج قلبه و أكد له كل ظنونه .
ضمها له و هو يردد : ليه بتبعدى و أنا عايز نقرب.. قولى ايه يريحك و أنا أعمله .
استمر فى همسه المثير بينما يده امتدت تفكك حجابها و يكمل : بس قولى أى حاجة ماتفرفنيش عنك .
ابتعد عنها ينظر لها نظره كامله بعدما حرر خصلاتها الغزيره يردد بوله : أنا مش هايب الموت .
كوب وجهها بين كفيه و أردف : و كنت يومياً بتعرض للقتل و لا مره فكرت أعين حراس .
أخذ نفس عميق و حرر وجهها يمد ذراعيه يضمها كلها لأحضانه و هو يهمس لجوار أذنها : بس دلوقتي غير.. كل حاجه فرقت لما دخلتى حياتى .
زاد من ضغط ذراعيه يضمها له و كأنه يطبعها على جسده يسحق عظامها : أنا عايز احافظ على حياتى على أد ما أقدر ،عايز اعيش كتير اوى ، عمر طويل .. عشان أعيشه معاكى .
كانت تتحرك طواعية بين ذاعيه يقلبها كيفما يريد و جسدها ينصاع لمالكه منفذاً.
إعلان غير مصرح لكنه الأقوى من نوعه .. لن يفيد ما سيردده اللسان منكراً .
هارون مالكها و مليكها و هى فقط تكابر .
أبتسم بخفه لشعوره بكل هذا و اقترب منها يقبلها و هو يبدأ فى فك أزرار قميصها و تتسللت يداه تدريجياً إلى مقدمة عنقها ثم إلى مقدمة نهديها.
___________ سوما العربي _____________
قبل قليل
كان كاظم يقترب من أشجان رويداً رويداً و هى تردد : إثبت مكانك لا تولع .
توقف على بعد أقل من خطوه يمد يده ناحية سرواله ف اتسعت عيناها بصدمه و ذهول تردد : أنت بتعمل ايه يا جدع أنت.. جرى لمخك حاجه و لا ايه ؟
لكنه كان مستمر و هى تصرخ: قسما بالله اصوت و ألم عليك الناس .
لتتفاجئ به يخرج هاتفه من سرواله يشهره فى وجهها على صورة إحداهن .
نظرت له بتذبذب ثم قالت : استغفر الله العظيم ... شوف و أنا الى فكرتك....
بطرت باقى حديثها و هى ترى اختفاء العبث من عيناه و احتل مكانها سحابه من الحزن الصامت فرددت بخفوت : أنا مش عارفه آخرة دماغى القذره دى إيه... استغفر الله العظيم.
كان صمته غريب بالنسبة لها فنظرت له بتردد ثم سألت : مين دى ؟!
جاوبها على الفور بكلمه بحزن أكبر : دى تقى.... بنتى .
اتسعت عيناها بصدمه و ضربت على صدرها تردد : أنت عندك بت ، و عروسه كده إسم الله.
هز رأسه و هو ينظر عبر الهاتف لصورة تقى بينما يردد مؤكدا: أيوه ... عندها عشرين سنه.
كانت تنظر له بذهول و ترقب فيما إلتف هو خارت قدماه فجلس أرضاً و مازال ينظر لصورة أبنته بحزن .
و أشجان تراقبه و هى لا تفقه شئ و تريد إشباع فضولها ، فتقدمت تجلس لجواره و بداخلها بعض من الشفقه ناحيته ثم سألت : و هى فين ياخويا.
جاوبها بصوت مهزوز : عايشه مع أمها.
أشجان: انتوا اتطلقتوا من كتير ؟
اغمض كاظم عيناه ثم جاوبها بعد أن زفر نفس عميق مثقل: من عشرين سنه بردو.
أشجان : هو انتو كده دايما ؟! ما بيعيشلكوش نسوان ؟!
نظر لها كاظم بطرف عينه ثم قال : هى الى ما تتعاشرش .
أشجان : شوف مين الى بيتكلم ؟!
كاظم : عندك حق.. أنا مافيش حاجه علمتنى الأدب غير رميتى فى السجن ... هارون فاكرنى زعلان منه ، مايعرفش إن الود ودى أروح أبوس دماغه على عملته دى ، هى الى فوقتنى .
عاد لينظر أرضا بحزن ثم ردد : بس بعد فوات الأوان .. بعد ما كنت خسرت بنتى .
رغما عن أشجان تعاطفت معه و ظهرت طبيعتها التى لا تتخير عن سيدات حيها و بدأت تربط على كتفه و هى تردد : ليه بس بتقول كده كفا الله الشر ؟ هى جرى لها حاجه ؟
كاظم : اتجوزت غصب عنها.
شهقت أشجان سائله : أزاى و لا ليه ؟
كاظم : الى حازز فى نفسيتى إنها جت تستنجد بيا لأول مرة في حياتها و أنا خذلتها .
على الفور تشنج وجه اشجان و أبتعدت عنه لإنشات تردد فى وجهه بإمتعاض : إخص الله يخيبك .
زادت معالم الحزن على وجهه و هو ينظر لها بجانب عينه ثم عاود النظر لصورة تقى .
عضت أشجان باطن فمها من الداخل ثم قالت : طب هى اتجوزت مين ؟
رد كاظم بصوت مختنق : إلوريث .
أشجان : ايه ؟ وريث إيه ؟
عاد برأسه للخلف ثم قال بحزن : وريث إمبراطورية شديد ... تسمعى عنها ؟
جعدت أشجان ما بين حاجبيها و هى تردد : بيتهيألى .
كاظم : ده يا ستى يبقى ضياء عاصم شديد .. إبن اخت طليقتى ... و ابن خال تقى .
أشجان : طب ما حلو ده ، يبقى بيحبها
نظر لها كاظم بجانب عينه ثم ضحك مهموم و علق ساخرا : هههه و الله ضحكتينى ، لا بيطيقها و لا بتطيقه ، دول جوزوها له عشان يربطوه و يضمنوا رجوعه .
أشجان : إزاى الكلام ده ؟
تنهد كاظم ثم قال : كان بيتعلم برا و بعدها شبت فى العيشه هناك.. جت على هواه ، راح عشان ياخد الليسانس من هناك ، الأربع سنين بقوا عشره .
رمشت أشجان بأهدابها عدت مرات بتخبط ثم سألت : انت يا راجل انت عايز تجننى ؟! منين بقاله عشر سنين برا و منين اتجوزوا و امتى أصلا و بنتك كلها على بعضها عندها عشرين سنه ؟
كاظم : اتجوزوا من سنتين ، أبوه جوزها له بتوكيل منه و هو برا .
أدمعت عيناه و ردد بصوت مشروخ : مش هقدر انسى نظرتها ليا و الدموع فى عينيها و هى بتبص لى ، كانت مكسوره ، كانت بتبص لى تقولى الحقنى حتى لو على آخر لحظه بس انا ما عملتش أى حاجة، خذلتها ، لدرجة .... لدرجة إنها ماكنتش عايزانى أبقى وليها ، و طلبت جدها يكون و ليها مكانى .
أجهش فى بكاء مرير تراه أشجان لأول مرة و هو يكمل : إبن الكلب كسرها و رفض حتى يفتح فيديو يحضر كتب الكتاب و لا حتى يشوفها .
أشجان :لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
صمتت لثوانى ثم أكملت : بس ربك و الحق ماتواخذنيش يعنى ... إنت غلطان .
رفع عيناه لها ثم أكمل : عارف و ماليش عين اتكلم... أنا حتى ماليش عين إشوفها ، بس.. بس هى طلعت أحسن منى و كانت بتيجى تزورنى فى السجن و المستشفى.
أشجان : بنت حلال و النبى... فيها الخير ... بس أنت ماقولتليش يا خويا ، الوليه أمها مالهاش عين تشوف و تميز إن بنتها مش مياله للجوازه دى ؟! دول حتى بيقولوا البت سر أمها .
رد عليها كاظم بأسى : أمها ؟! ههههه ، دى خطتة عمرها و ما صدقت إن كل ده حصل .
لكزته أشجان فى كتفه و رددت : ما انت بردك غلطان ، إن ما كانش الأب هو الى ينجد بنته فى المواضيع إلى زى دى مين ينجدها ها ؟!
اسبل كاظم جفناه بتعب ثم قال : البت كانت داخله فى حوار كبير.. حوار كبير أوى .. و جوازها من ابن خالها هدى اللعب حبه.
أشجان : أنت بتتكلم بالألغاز كده ليه و .. صمتت فجأة حين استمتعت لصوت غنوة .
بالأعلى عند هارون و غنوة .
كانت بين يداه قطه نعمه تتسمح به و تطلب المزيد و هى مغمورة فى سيل قبلاته التى لم تتوقف .
لتنتبه فجأة مصدومه ، حين إنسدلت يداه على جلد بشرتها الغضه من صدرها إلى معدتها المسطحه .
لقد فكت أزرار قميصها و بقى مفتوح أمام ناظريه .
كارثه بكل المقاييس ، ابتعدت عنه مجفله تحرر نفسها منه لتدرك هيئتها المزريه .
لقد فُك حجابها و إنسدلت خصلاتها حتى تشعثت حول وجهها و عنقها و انخلع عنها المعطف و بقت بقميصها الذى لم يسلم من العبث و فتحت كل إزراره أمام عيناه الجائعه المتلهفه .
لتنتفض مذعوره تحاول لملمة مشاعرها المبعثره و هيئتها المزريه تغلق ملابسها بسرعه و عدم ترتيب .
و هارون يدرك موقفها يحاول إعادتها لما كانا عليه فيردد بلهفه : رايحه فين .
جاوبته بخوف و تخبط : أوعى يا هارون سيبنى .
لكنه تمسك بها و قال : مش هسيبك ،أنتى مراتى ، تعالى نكتب الكتاب و نتجوز .. انا بحبك يا غنوة.
لكنها كانت ما تزال تحاول لملمة شعرها بأناملها المرتعشه : انا لأ .
وثب سريعاً يقف أمامها بصدره العارى لتنتابها القشعريرة فى كل جسدها خصوصاً حين ردد : انتى كدابه يا غنوة... أنتى بتحبينى و أنا عارف .. أنتى ما شوفتيش كنتى ازاى بين ايديا.. ما شوفتيش لهفتك عليا ، انتى منى يا غنوة و أنا منك.
اخذت تهز رأسها بتوتر و خوف ، مصدومه من فداحة فعلتها و زاد عليها هو حين واجهها بالحقيقة فعلاً و قولا.
مما جعلها تفر هاربه سريعاً تهبط الدرج متخبطه فى الجدارن و هو يركض خلفها يحاول اللحاق بها حتى قبض على عضدها يجذها منه : إنتى ليه بتعملى كده ؟! إيه اتخضينى من نفسك ؟! و إنك أنتى عايزانى و بتكابرى ، عايزه قلب أبوكى ؟ تعالى و عيشى جنبه .
كانت بحاله مزريه جدا تردد بلا تركيز : أنا مش عايزاك و مش بحبك و يوم ما أفكر اتجوز مش هتجوز واحد زيك .. أنا مش ناسيه كل الى قولته عنى ، و إلى حصل ده غلط ... غلط كبير أوى.. انا أستحق العقاب عليه.
شدد عليها يردد : أهدى.. أهدى و بلاش فى لحظة عصبيه تقولى كلام كله غلط .
لكنها صرخت فيه و قالت : إسمع .. اوعى تكون فاكر أنك هتكسر عينى عشان لحظة ضعف ، انا همشى من هنا حالا .. بلاش خيالك و غرورك يصورا لك حاجات مش حقيقيه .. أنت ولا حاجة أصلاً و لا حاجة و يوم ما إتجوز هتجوز واحد يليق بيا .
تفاقم الغضب بداخله و ردد : تتجوزى ؟ انتى عقلك فى مخك و انتى بتقولى الكلام ده ؟
غنوة : أيوه.. و مش بعيد اعزمك على الفرح و لا اقولك.. أنا هخليك وليي ، ما انت بقلب أبويا بقا .
انتهى الحديث العادى و الصبر كله و تقدم منها يردد بتهديد واضح : إلى قوليته ده أنا هحاول أعمل نفسى ماسمعتوش لمصلحتك و عشان ده يحصل إطلعى دلوقتي على اوضتنا أحسن.
و هل هى مجنونه كى تعود بنفسها ، و هى التى كلما تذكرت ما فعلت رغبة بدفن نفسها حيه .
نزعت ذراعها من قبضته القويه و همت كى تتحرك مغادره لكنه استوقفها بقوه أكبر يردد : انا سكت لك كتير و عديت كتير بردو بس لو خرجتى دلوقتي من الباب ده أنا مش عارف أنا ممكن أعمل ايه ،بلاش تعادى هارون الصواف ، ف بكل هدوء ارجعى اوضتنا و خلينا نتفاهم.
اخذت تهز رأسها بطريقه هستيريه أظهرت ضعفها الشديد بحضرته و التى لم تستطع إخفائها عنه كثيرا مما زاد من فرحته و إصراره على محاولة التفاهم معها .
أقترب منها يفتح لها أحضانه مرددا : بلاش مكابره يا غنوة إنتى عايزانى و الله ما مصبرنى على قلة أدبك و ظفارة لسانك غير كده .
ما أن تلامس صدره العارى مع جسدها حتى انتفض جسدها نتيجه لإشعار تلقاه من عقلها ينذرها ألا تفعل فهى بحضرته راضخه بالفعل .
دفشته بقوه ليبتعد عنها و فرت تهبط الدرج سريعاً هاربه و أشجان تهرول خلفها تحاول فهم ما حدث.
بينما هارون يردد متوعدا : لو خرجتى من باب البيت مش هيحصل خير .
لكنها لم تستمع له ترى أنها لو بقت لن يحدث خير أيضاً ، لذا أسرعت مغادره و أشجان خلفها تستوقف أول سيارة أجرى و تصعد فيها مع أشجان التى تريد الاستفسار عن ما جرى .
____________ سوما العربي _______________
تقدم ماجد يصعد الدرج بسرعه رهيبه و هو يستمع لصوت إستنجادها الصارخ الذى توقف فجأة مما زاد من رعبه عليها.
دفش الباب بقدمه و تقدم ليصدم بفلاديمر المسجى أرضاً و هنالك شق برأسه تسيل منه الدماء .
رفع أنظاره بلهفه ليبصر حبيبته تحمل بيدها شمعدان من النحاس و صدرها ينتفض من تسارع وتيرة نبضاتها و أنفاسها المتلاحقة.
اقترب منها كى يضمها له مشتاق قبل أن يكن إطمئنان و هو يردد : حبيبتى فيروز .. أخيراً رجعتى لحضنى تانى .
سكنت في أحضانه لثواني لا تعرف هل بسبب رعبها مما حدث منذ قليل ام إنه الإشتياق ، لا تعلم أو ... لا تريد أن تعلم.
لكنها دفعته بعيداً عنها متجنبه عن عمد النظر داخل عيناه بعيناها ، مانعه الإلتقائهما كعقاب بسيط.
حاول جذبها مره اخرى يقول : حقك تزعلى منى ممكن لما نرجع مصر تعملى كل الى أنتى عايزاه بس نطلع من المصيبه دى .. إنتى عملتى فيه إيه ؟
قالها مشيراً إلى جسد فلاديمير الملقى أرضاً.
أنتظر إجابتها التى لم تكن لتخرج ، فيروز خصامها صعب جدا ، أصعب حتى مما يتخيله هو.
قطع كل ذلك صوت تأوه فلاديمير الذى بدأ يقف بتخبط بمساعدة من رجاله .
انتاب الخوف فيروز من جديد فيما صلب فلاديمير طوله بصعوبه يضع كفه موضع جرحه مرددا : أااااه ... جيد ... جيد جدا صغيرتى .. فقد كنت ثمل ... أاااه لكن يبدو يدك ثقيله قليلا ؟! أرجو أن يقل ثقلها فى المستقبل ، لكن لا بأس ، عمل جيد.. جيد جدا ... أاااه ... أوه لقد حضر صهرى العزيز .
قال جملته الأخيرة و هو يبصر ماجد يقف أمامه بجوار فيروز .
ليتحدث من جديد : جيد أيضاً ، الآن نستطيع إنهاء كل مراسم الزواج .
إجتاح الغضب جسد ماجد كله لكنه حاول السيطره عليه و ان يتمسك بالصبر و الحكمه ريثما يستطيع الفرار بحبيبته من هنا على الأقل ، لذا اغتصب إبتسامة عريضه على شفتيه و ردد : لكن أعتقد أن لنا حديث طويل أولا سيد فلاديمير .
فلاديمير بأعين تلمع بالغموض : و أنا أيضاً اعتقد ذلك صهرى العزيز و لكن ، يخيل لى أن الحديث لن يكن بغرفة زوجتى ،أليس كذلك ؟
صك ماجد أسنانه فى الخفاء ثم قال مبتسماً : نعم.
فلاديمير : إذا .. عمت مساء الآن و فى الصباح لنا لقاء آخر.
قالها و هو يشير إليه للخارج كى يتقدم معه فسارا سويا و خلفهما رجال فلاديمير الذى التف برقبته يقول لفيروز : أغلقى عليكى الباب جيدا حلوتى .
ما أن غادر الجميع حتى ارتمت بثقلها على الفراش لا تعلم ماذا سيحدث معها ، لكن الشيء الأكيد هو أن خلاصها مع ماجد على الأقل سيعيدها إلى بلادها و هناك تستطيع التصرف على عكس التواجد ببلد غريبه كليا مع رجل العصابات هذا .
صباح يوم جديد على الجميع .
فى حى الغوريه
تقدمت أشجان و هى تحمل فى يدها صينيه مستديرة عليها كوبين من مشروب الشاى بالحليب لجواهما بعض المخبوزات المصنوعة من السمن البلدي.
وضعتها أرضاً لجوارهما فى الشرفه ثم جلست لجوارها تنظر على الماره ثم تنهدت تنظر لها مردده : بردو مش هتقوليلى حصل إيه ؟
اسبلت غنوة جفناها ثم قالت : مش كل حاجه ينفع تتحكى .
أشجان: يا بنتى انا بقالى ٣ أيام من ساعة ما خرجنا من عند الى ما يتمسى و أنا عماله أسألك مش بتردى .
ألتفت غنوة تنظر لها بحزن و كادت أن تتحدث لولا رنين هاتفها يعلن عن وصول رساله جديده فتحتها ليتحول وجهها من الهدوء للغضب .
فسألت أشجان : فى إيه ؟
غنوة : أمممم .. بدأ اللعب القذر أهو .
جعدت أشجان ما بين حاجبيه و سألت : لعب ايه يا بت و من مين.
لكن انتفضت كل منهما على صوت صراخ قادم من أحد البيوت .
أشجان: يا ندامتى.. ده صوت الوليه ام حسن ... تعالى نروح نشوف فى ايه .
____________ سوما العربي ____________
فى قصر فخم و كبير أستيقظت تلك الصغيره على صوت رنين هاتفها.
أزاحت شرشرف السرير من على وجهها وجاوبت على الهاتف بخمول : ألو.
أتاها الرد من صوت انثوى غاضب : انتى لسه نايمه يا تقى هانم ، اصحى كده و فوقيلى ما أنا مش هيتحرق دمى لوحدى.
استقامت تقى بنصف جلسه على الفراش ثم قالت: إيه الى حصل على الصبح يا نادين.
نادين : إلى حصل يا بارده إن سيادتك نايمه و أنا عماله اتعارك مكانك.
هزت تقى رأسها باستغراب و قالت : عشانى أنا؟! مع مين ؟! و لا ليه اصلا ؟
نادين : مع باقى شلة النادى بسبب صور البيه إلى المفروض أنه جوزك .. منزل صورة ليه وسط مليطة حريم فى أسبانيا و كام واحده بقا نزلوا تريقه على جروب الواتساب.. انتى مش فاتحه و لا ايه .
ردت تقى بكلمه واحده : و مش هفتح ... سلام يا نادين.
أغلقت الهاتف فى وجه نادين التى مازالت تصرخ فى وجهها و نظرت أمامها بأعين بارده او إصبحت تتقن البرود.
لتستقم بعدها واقفه تستعد لتبديل ملابسها .
بينما فى نفس القصر لكن بلأسفل حيث غرفة مكتب الجد جلس على مكتبه و بجواره إبنه الكبير يصرخون فى وجه حفيد تلك العائله عبر شاشة الكمبيوتر : مش هتتلم بقا .. و على الملأ يا وسخ .. طب راعى شعور مراتك ... ده انت متجوز قمر .
ليجيب ضياء ببرود شديد : قمر ؟! ضحكتنى و الله يا جدى .. هههه هى تقى العجله ام حبوب شباب و شعر متنتف قمر.. دى بشعه.. حتى عشان كده مش حاطه ولا صوره ليها على اى تطبيق حتى الانتسجرام .
الجد : ده لما كانت عيله صغيره .. دلوقتي كبرت و أحلوت اوى.. انت بقالك عشر سنين ما شوفتهاش... أنت مسافر و هى لسه عيله و من يومها ماشوفتهاش .
ضياء بنفاذ صبر : جدى لو سمحت .. انا خلاص عملت الى طلبتوه مقابل الى أنا عايزه فخلاص ماحدش بقا كل شويه يقعد يعمل كده و تضايقونى .. و أه انا الى مش عايز أشوفها.. انا لازم أقفل دلوقتي عندى شغل ... سلام.
اغلق هو المكالمه من جهته لينظر الجد ناحية ابنه ثم يقول : شكلنا غلطنا غلطة عمرنا يا عاصم .
قطع كل ذلك دقات خفيفه على الباب و بعدها دلفت تقى بجمالها الهادئ و شعرها الطويل يتحدى حديث ضياء عنها بتحدى سافر فتلك الطفله الصغيره هى الآن على النقيض تماماً بتلك الأنسه الحسناء ... بشرتها بيضاء لامعه و وجنتيها منتفخة و قوام ممتلئ بمنحنيات مثيره يبرزه تناسق ملابسها العصريه .
أبتسم لها الجد و قال : تعالى يا تقى يا حبيبتي .
تقدمت بهدوء ثم قالت : جدو انا عايزه اتطلق.
التاسعه والثلاثون
هرولت كل منهما للخارج نحو الخارج ، صوت الصراخ و العويل كان يهز كل أرجاء الحى و أخرج الكل من بيته كعادة أولاد البلد الأصليين ليروا ماذا هناك ربما كان هنالك من يحتاج المساعدة و البعض خرج أرضاءً لفضوله ليس إلاّ.
وقفت كل من أشجان و غنوة أمام مصدر النحيب و العويل مصدومين فلم تكن سوى أم حسن قد وقفت فى متصف الحاره تصرخ و تعدد .
أشجان : خير بس فى إيه كفى الله الشر.
نظرت أم حسن بغل ناحية غنوة و قالت : خير ! و هييجى منين الخير و خلفة الأفاعي عايشه وسطنا .
نظر الكل ناحية غنوة التى تقف فى المنتصف و لا تفهم مقصد حديثها و لكن أم حسن بدت كمن يرغب فى نهش لحم أحدهم حياً عله يرتاح .
كانت تشير بيديها و أظافرها بغل و شراسه ناحية غنوة گ إيحاء واضح برغبتها فى قضم كبدها بين نواجزها .
هتفت بها أشجان بحده : جرى ايه يا أم حسن ... تقصدى مين بكلامك الماسخ ده ، عيب كده.
بدأت أم حسن وصلة بكائها من جديد و قالو بقلب مكلوم: أبنى .. حسن ، الحيله ، باع محله و عربيته .. باع الى وراه و إلى قدامه و هج ، سافر ورا المزغوده أخت المحروسه بنت ڤيولا .
شهقت غنوة بفزع متفاجئة ، لم تكن تتوقع ابدا او حتى يخطر على بالها أن حسن الشخصية النمطيه الذي يميل دائما إلى السير وفقا للأصول و المعتاد قد يتمرد فجأة هكذا و يقدم على خطوة جنونيه متهوره كهذه ، غير معقول أو متوقع .
أقتربت بدوها من أم حسن تسأل بصدمه : أنتى متأكدة يا خالتى ؟ حسن ؟! معقول يعمل حاجه زى كده و فجأه .. ده مايعرفش حاجه هناك و لا يعرف حد .
شهقت أم حسن و بدأت وصلت بكائها من جديد و قد خرت على قدميها بعدما فقدتا القدره على حملها ، سقطت على عقبيها على الأرض تبكى بحرقه : أعمل إيه يا ولاد و لا أروح فين ؟ أبنى الى طلعت بيه من الدنيا رمى نفسه في وش الريح ، اااااه يا ضنايا ، يا مين يطمنى عليك يا حسن.
تقدمت غنوة أكثر و اتكأت برقبتيها على الأرض هى الاخرى بجوارها و بدأت تربط على كتفيها مردداه : ما تخافيش يا خالتى انا هكلم ناس معارفى و أكيد هلاقى لهم معارف فى ألمانيا و كمان هكلم نغم هى عفريته و هتعرف توصله ، و بعدين يعنى ما تخافيش على حسن ، حسن راجل و يعتمد عليه مش عيل ، يعنى لو اترمى وسط النار هيتصرف .
نظرت لها أم حسن و قالت بعتاب و حزن : مش لو كنتى أتجوزتيه كان زمانه دلوقتي هادى و مستقر و فى حضنى و مش لوحده كمان.. كان زمان معايا عياله ، لكن أقول إيه ، طول عمرك شارده و بالك مش معاكى و مش حاطه هنا خالص .. منك لله أنتى كمان ، أنتى مسؤله عن الى حصل لابنى.
أنسحبت الدماء من وجه غنوة و وقفت عن الأرض بيطئ ، لقد فاجئتها أم حسن بسهام كلماتها .
استدرات تولى الجمع المتجمهر حول أم حسن ظهرها و أتجهت نحو بيتها بخطى ثابتة و لكن شارده.
دلفت أشجان خلفها مباشرة و وقفت لجوارها تراها تتجه نحو خزينة ملابسها تبحث فيها بأعين مظلمة من الشرود .
أشجان: جرى إيه أنتى هتاخدى على كلام الوليه دى و لا إيه ، دى بتهلفط بكلمتين من حرقتها على ضناها يعنى ما يتاخدش على كلامها .
مدت غنوة يدها تنتزع طقم منسق راقى من ملابسها ثم نظرت بأعين أشجان مباشرة و قالت : ماحدش معانا يا أشجان عشان نكدب و نلف و ندور ، كل إلى قالته أم حسن صح و أنا إلى أختارت من البداية .
ألتفت تولى اشجان ظهرها تبحث عن حجاب مناسب بملابسها الراقيه ، صدحت عنها تنهيده حاره قالت بعدها : و مش ندمانه و لا بلوم نفسى ، أنا اختارت مصيرى بأيدى .
رفعت ذقنها تنظر إلى الفراغ بشرود و أردفت : يا قاتل يا مقتول .
أقتربت منها أشجان تقول : لأ لأ... الحكاية كده بتوسع مننا يا غنوة ، أنا لا عايزاكى قاتل و لا عايزاكى مقتول ، عايزاكى تعيشى و تتهنى .
نفضت غنوة يدها عن أشجان ثم التفت تواجهها قائلة : و طار أبويا.. عم صالح ، نستيه ؟ نسيتى كلامك ليا كل السنين دى كلها ؟ ده انا كبرت عليه و هو كل يوم بيرن فى ودنى .
أبتعدت عنها أشجان خطوة للخلف كأنها بذلك تعلن تراجعها عن كل مبادئها التى ربت غنوة عليها و قالت : بس لا أنا و لا أنتى فكرنا فى يوم إيه هيريح أبوكى فى نومته أكتر ، إنها تبقى قاتله و تجيب قلبه يرقد جنبه ؟ و لا تتجوز جدع طيب و إبن حلال زى حسن و يبقى ليها أسرة صغيرة و بيت دافى ، اقسم لك بالله لو بأيد أبوكى يطلع من التربه كان طلع لطشنى أنا و أنتى قلمين فوقونا و قالك مش عايز لا طار و لا قلوب أنا عايز أتطمن عليكى .
أحتدت أعين غنوة و زجرتها بعنف مردده : إيه فى إيه! إيه إلى غير كلامك و تفكيرك كده و لا خوفتى من إبن الصواف .
ردت عليها أشجان بعنف و غيظ : ما تجبليش سيرة ابن الكلاب ده ، ايه الى دخله فى كلامنا دلوقتي .
زفرت بتعب ثم قالت : كل الموضوع أن كلام أم حسن فوقنى ، و حرقتها على ضناها خلتنى أشوف أبوكى مكانها و هو نفسه طول عمره يفرح بيكى و يطمن عليكى.
إلتفت غنوة تعيد تنسيق ملابسها من جديد إستعداداً لكى ترتديها ثم قالت : مش وقته الكلام ده ، أنا عندى مشوار مهم .
أشجان : أنتى رايحه فين كده صحيح و عماله ترتبتى أوى فى نفسك .
نظرت لها غنوة و قالت : مش بقولك إبتدى شغل القذاره ، لمى بعتالى إنذار أنى متغيبه عن العمل و بتهدد بالشرط الجزائى ، انا بقا هروح ارميهم لها فى وشها و جايه ، لا عاش و لا كان إلى يذلنى .
أقتربت أشجان تربط على كتفها ببعض الحدة مردده : و ماله ، خلصى حكايتك معاها و أرجعيلى عشان أنا خلاص حطيت الموضوع فى دماغى و مش بعيد على أخر الأسبوع اكون مجوزاكى ، ما أنتى عارفه خطابك كتير .
زفرت غنوة و هى مشغوله تحضر لمعركتها مع لمى و قالت بسأم : أخرجى أنتى دلوقتي يا أشجان أنا مش فايقه لك ورايا مشوار مهم.
لكن أشجان كانت مصممه و قالت بإصرار : و الجواز ؟
هزت غنوة رأسها و قالت سريعاً كى تتخلص من إلحاحها : ماشى حاضر .. بصى أنتى تخرجى دلوقتي تقعدى مع نفسك و تعملى ليسته حلوه كده عشان نختار منهم .
التمعت عينا أشجان و قالت: و ربنا فكره ، سلام أنا دلوقتي.
خرجت تهرول فى رحلة البحث و التنقيب عن افضل الأختيارات ليكن عريس غنوة زينة فتيات الغوريه .
فيما التفت غنوة تغلق الباب ثم تبدأ فى تجهيز نفسها
___________________
بينما فى مكتب لمى .
جلست بغضب مكظوم تحاول أن تبدو ثابته مسيطره تنظر على ذلك العقد بتروى و تمهل .
تشنج فكها و هى ترى كمية الشروط المدونه فى العقد تحت بند "شرط جزائي"
شروط كثيره تعجيزيه و قد وافقت عليها ، ضحكت بسخرية شديده ف على ما يبدو ان تلك الغنوة الحقيره كان لديها هدف و خطه و كانت على أتم استعداد لأن تفعل أى شىء فقط لتصل له و إلا ما كانت لتوقع على عقد بهكذا شروط تعجيزية تعسفيه .
اطبقت جفناها بغضب شديد ، فغضبها ليس من هارون او عليه ، لم تكن لتهتم كثيرا لو فعلها مع شخص آخر غير تلك الفتاه.
فقد عاملتها جيداً و قربتها منها بل كادت أن تعتبرها گ شقيقتها بسبب لسانها المعسول و روحها التى أجادت التمثيل بأنها عفويه جميله و طيبه أيضاً.
نظرت ل"منير" مدير الHR و قالت : ممكن نعمل إيه؟
زم منير شفتيه و قال: حاجات كتير يا فندم منها إننا نطلع بيان برفد غنوة صالح و ننصح بعدم التعامل معها ، و كمان ممكن ننزل صور البيدج بتاعتها و شغلها فى كل صفحات البلاك ليست على فيسبوك و ممكن نزود الشرط الجزائي من ١٠٠ ألف لمليون.
فكرت قليلا ثم قالت: لأ سهل أوى ، هارون الصواف هيدفعه لها .
أتسعت أعين كل منهما و هما يجدان باب المكتب يفتح و يدلف هارون للداخل بخطى ثابتة واثقه يردد: حتى مليون جنيه هى ممكن تجمعه عادى .
كانت لمى تنظر له بصدمه و غضب و ذهول ، كذلك منير ، كل منهما أعتقد أنه أول من سيجابههم و كانت المفاجأة انه يؤازرهم.
استمرت لمى فى النظر له لكن تحولت ملامحها المصدومه إلى أخرى ساخره بحزن و ألم تردد: و من الحب ما قتل ، إنتقام الأحبة وحش اوي.
اخذ نفس عميق يتنهد و هو يتحاشى النظر لها يوجه عيناه إلى العقد مرددا: لو ضيفنا كلمة دولار كده تبقى القاضيه.
أتسعت أعين كل من لمى و كذلك منير الذى قال: بس ده كتير بطريقة أوڤر و كمان مكشوفه أوى ، ما فيش حد بيحط شرط جزائي زى ده ! ده عقد لموظفه فى العلاقات العامة مش شرط جزائي فى صفقة إستيراد أو تصدير .
جلس هارون و وضع قدم فوق الأخرى ثم قال بغرور : طب و ماله ، مين هيراجع ورانا يعنى.
وقفت لمى عن مقعدها بحده تنظر له بغضب ساحق.
من الصعب على شخص ذو كبرياء و عزة النفس و شخصية قويه أن يسمح لأحدهم بأن يحوله إلى عسكرى فى رقعة شطرنج ، يحركه يميناً و يساراً وفق ما يتناسب و يخدم خطته فى الفوز بلعبته .
هتفت عاليا بحده و قالت : إسمع يا أبن الصواف مش أنا أبدا الى هسمح لك إنك تيجى تستخدمنى كده عينى عينك عشان تأدب حبيبة القلب ، الى بينى و بينها حرب و حرب طويله و كبيره و الشاطر فيها إلى نفسه اطول و فلوسه أكتر ، أظن بكده النهايه واضحه و محسومه هتبقى لصالح مين.
ضحك هارون و هو يهز رأسه ساخراً ثم قال : نسيتى أهم حاجة يا لمى .
نظرت له بحيره و ارتباك فقال و هو يشير بإحدى أصابعه على رأسه مردداً : الذكاء يا لمى ، الذكاء و غنوة مخها ذرى ، ده غير أنها قويه جدا ، غنوة خصم مش سهل أوى كده.
زاد غيظها من حديثه و قالت بغضب : و أنت شايفنى غبيه يعنى و لا ايه ؟
زم شفتيه بيأس و قال : لو كنتى بالذكاء الكافى كنتى عملتى مية الف حساب ليها ،غنوة خصم صعب ، و أظن أنك محتاجه قوه تتحالفى معاها و بلاش الغيره تخليكى ترفضى .
نظرت له بازدراء ثم ضحكت ساخره و قالت : غيره ! على مين ؟! عليك مثلاً ؟!
وقف معتدلاً ينفخ صدره و يضع يداه فى جيوب بنطاله ثم قال : لأ.. أنا عارف إن مش فارق معاكى غير نفسك ، و إنك غيرانه عليها .. على ذاتك و أل أنا إلى عندك ، مش سهل ابدا انك تعدى إلى حصل معاكى ، إن فى واحده أستغفلتك و خطيبك فضل حد عليكى ، مش عشانى ، إنتى عمرك ما حبتينى و أنا عارف ، ده عشانك أنتى .
نظرت له عين بعين ، إعتراف ضمنى بصحة ما يقوله ، لن تنكر .
إبتسم يهز رأسه مردداً : من أحسن صفاتك يا لمى هى الشفافية و الوضوح ، كنت هستغربك أوى لو أنكرتى .
جاوبته و هى ترفع أنفها بشموخ : لأ مش هنكر ، كل كلمه قلتها صح ، أنا عمرى ما حبيتك يا هارون و كمان...
قاطع أسترسال حديثها يكمل هو عوضاً عنها : ما كنتيش ناوية تتممى جوازك منى .
قالت بثبات : صح.
إلتف هارون يجلس على كرسيه مره اخرى مرددا : نبقى متفقين.
عادت هى الأخرى تلتف حول مكتبها ثم جلست عليه و قالت: بشكل مبدئي مش أكتر .
أبتسم بثقه و قال : و ده كافى أوى فى الوضع الحالى .
لم يكد كل منهما ينهى حديثه حتى صدح صوت سكرتيرة مكتب لمى تردد : أنسة غنوة صالح منتظرة عندى يا فندم.
نظرت لمى على هارون الذى يبدو و كأنه ينتظر بشوق ثم قالت : ها تحب تمشى من أى باب جانبى و لا أدخلها و تشوفك .
أبتلع رمقه و قد تلعثم قليلا ، و إبتمست لمى ترمقه بسخريه فمن يراه منذ قليل و هو يقف متحدياً لها يناطحها بكلماته و يجمع عتاد حربه ضد غنوة لا يراه الآن و قد ارتبك و ظهر الإشتياق بوضوح فى لمعة عيناه .
حاول سريعاً التماسك و ردد بقوه: و أنا ههرب و لا ايه ، دخليها .
زمت شفتيها من ثقته بنفسه تهز رأسها موافقة ثم سمحت لها بالدخول .
و هارون عيناه على الباب ينتظرها حتى فتح الباب و دلفت هى و أحتدت عيناه على فوراً.
و لم يستطع تمالك أعصابه و نسى كل خطته مع أهدافه و ما ظل يلقنه للمى كل ذلك الوقت ، كل ما يشعر به الأن هو نااااار ، نيران و اشتعلت فى صدره و أحجبت الرؤيه عن عيناه و فصلت عقله عن العمل بعدما رأها بذلك الفستان الكريمى المتلصق بمنحنياتها بطريقه مستفزه يظهر و يبرز جمال قوامها الشرقى ، كانت جميلة لدرجه مستفزه و مثيره أيضاً.
ضحكت داخليا و هى ظاهريا تبدو ثابته ثبوت الرواسى ، على ما يبدو أن ما فكرت فيه كان صحيحاً ، توقعت تحالفهما عليها كما توقعت وجوده ، و ارتدت هذا الفستان خصيصا له ، كى تحرق أعصابه بل و تتلفها و من ثم توقف عقله و لو مؤقتاً عن العمل ضدها فى الوقت الراهن.
كان صادق القول حين قال أنها ليست خصماً سهلا.
هتف فيها بغضب : أنتى ايه الى عملاه فى نفسك ده يا هانم .
ضيقت عيناها كأنها تنظر له بعدم فهم و قالت : سورى ؟!
أحتد صوته أكثر و هو يراها تتعامل ببرود و تتصنع عدم فهمها ما يفعل أو يقصد و صرخ عالياً : أنتى هتعملى لى فيها عبيطه ، إيه الهباب إلى أنتى لابساه ده ، جسمك كله مفصل يا هانم يا محترمه ، و إيه ده إيه ده ، استنينى هنا كده .
ضيق عيناه و سأل : أنتى جيتى طول الطريق من الغوريه لهنا بجسمك المتفصل ده و ركبتى بقا تاكسى و لا أوبر ؟
قلبت عيناها بملل ثم نظرت ناحية لمى و قالت : أظن أن أنا جاية هنا عشان شغل المفروض ؟! جالى ميل رسمى بكده .
ألتفت تزم شفتيها و هى تنظر للمى مردده : مش عارفه بصراحه خطيب سيادتك سايبك أنتى بالجونله القصيره دى و مركز معايا أنا ليه ، حاسه إن الأدوار متبدله سيكا .
اطبقت لمى جفناها و بداخلها تصرخ بغضب : أه يا كياااااااده .
ضغطتت على أسنانها بغضب ثم قالت: عندها حق بصراحه يا حبيبي ، ممكن تهدى و تقعد .
أخذ هارون بعض من أنفاسه و إلتف كى يجلس محاولا الهدوء لكن ما أن أبصر منير مازال يجلس معهم و أمسك به متلبس و هو يأكل غنوة بعيناه حتى هجم عليه بغوغائية و قال : بتبحلق فى إيه ، بتبحلق فى إيه ، قوم من هنا .
كتمت غنوة ضحكتها الشامته و رفعت رأسها بشموخ تقسم بأن تحرق أعصابه هو وتلك التي تحالف معها .
بينما منير يلملم معطف بذلته بعد هجوم هارون عليه و قال : قوم من هنا ايه يا باشا هو ديسك فى كلاس و أنا قعدت مكانك ، أنا مدير الاتش آر .
صرخ فيه هارون بحده : مدير على نفسك ، برا بقولك .
هتفت لمى بحده: إحنا مش بنلعب هنا يا هارون ده ...
هتف مقاطعاً : قولت يطلع برا لو عايزه تكملى كلام .
كل ذلك و غنوة تقف متسليه بكل ما يجرى ، و بالفعل لم تمر دقيقه إلا و قد غادر منير و جلس هارون أخيرا ، ما كان ليسمح ابدا بتواجد رجل آخر غيره و يراها هكذا .
خرج منير بالفعل و نظرت لمى تجاه هارون ثم رددت بحده : أظن نتكلم بقا .
تقدمت غنوة و جلست على المقعد تقول: سماعكى و لا أقول سمعاكم ، شكلهم متفقين.
شهقت و كأنها تذكرت شئ ثم قالت : أه صحيح مش هنفرح بيكم بقا ، بقالكوا كتير مخطوبين ، فى مشاكل بينكم و لا إيه ؟
صك أسنانه بغيظ ، حربها بارده تقودها ببراعه و قد نجحت فى تحطيم أعصابه.
كذلك لمى التى أمنت بكل كلمة قالها هارون بالفعل تلك التى تجلس أمامها الآن خصم غير هين .
لقد سرقت البجحه خطيبها بعدما أستغلتها و أستغفلتها ، و تزوجته أيضاً و كانت بالأمس فقط فى بيته كما علمت و وصلها ، و تأتى اليوم تجلس أمامها عيناً بعين تسأل بإستغراب عن سبب تأخرهم فى الزواج .
إبتمست غنوة و عقلها يعمل كجهاز آلى يردد ( تم حرق أعصابهم بنجاح)
اغتصبت لمى ابتسامة باهته على شفتيها ثم قالت : قريب جدا إن شاء الله و طبعا مش هلاقى غيرك ينظم الفرح .
ردت غنوة على الفور : دى تبقى بزعلى كبيرة لو جبتوا حد غيرى .
لمى : المهم ، أنتى متحوله للتحقيق .
غنوة : ليه ؟ اه عشان التغيب عن العمل و الحاجات إلى أتذكرت فى الميل دى ؟ طيب أنا ممكن اكون انشغلت لأنى الفتره إلى فاتت تعبت و دخلت المستشفى.
نظرت لها لمى و رددت بقسوه : جيت و شوفتك .
قالتها و هى تنظر لهما تتذكر و تذكرهم بالوضع الذى شاهدتهما عليه.
و رغما عن الإثنان سرت رجفه لذيذه بكل منهما فور تذكرهم كيف كانا بين أحضان بعضهما .
و نظر هارون لغنوة بإشتياق ، مشتاق ، يتمنى ... يتمنى أن يكن معها وحدهما الان ، أن تموت المسافات و العقبات ، يتمنى لو يملك حيله تأتيه بها أو تأخذه إليها .
صمت متنهداً لا يعلم هل كتب على قلبه الشقاء أم سيصل لحل قريب معها و يرتاح .
أخرج كل منهما من شروده صوت لمى و هى تجلى صوتها مردده : أحممم .. كل ده مش مبرر ، و لا حتى انك كنتى فى المستشفى.
بللت غنوة شفتيها تحاول الثبات و مدت يدها فى حقيبتها لتخرج منها كارت صغير ثم قالت : مش دى الفكره ، بس انا كنت هاجى أبلغك إستقالتى من فتره لأنى الحمدلله بفتح شغل خاص بيا ، اتفضلى البزنس كارت بتاعى عشان لو إحتاجتينى فى فرحك على الباشا .
لكن الباشا كان بعالم أخر تعصف به الأفكار و قد زاد غضبه ، ترسم و تخطط بل و تبدأ فى التنفيذ و كأنه ليس هنا ، كأنه ليس بزوجها .
هتف بحده: انتى عملتى كل ده إمتى أنا عايز أفهم ، و ازاى ما تقوليش حاجه زى كده.
زمت شفتيها تجعد ما بين حاجبيها ثم نظرت للمى مدعية الغباء ثم قالت : خطيبك تقريباً شكله بيكلمك .
أغمضت لمى عيناها بغضب و وقف هارون يتحدث بحده : لااااا ، ده انتى زودتيها أووى.
بينما ضربت لمى بكفها على سطح المكتب و قالت : طيب أسمعى بقا ، إستقالتك مرفوضه لأن فى شرط جزائي فى حالة إنك عايزه تسيبى الشغل .
زمت غنوة شفتيها و قالت: انا معايا المبلغ ، كنت عامله حسابى و جبته معايا.
إبتمست لمى بسماجه و قالت : واو .. طب ازاى مش شايفه شنط كده و لا كده ، اصل مليون دولار مبلغ كبير أوى.
شحب وجه غنوة و رددت ببهوت : إيه ؟! مليون إيه و دولار مين ، هما مئة ألف جنيه بس.
ضحكت لمى بصمت فأتسعت عينا غنوة ثم قالت : أااه ، انتو لعبتوا فى العقود إلى أنا مضياها مش كده ، ده انا هوديكوا فى داهية.
إبتمست لمى و ردت بثقة : اتفضلى قدمى فينا ألف شكوى شوفى مين هيراجع ورانا ، من دلوقتي تكونى على مكتبك و ياريت تنفذى كل التاسكات المطلوبة منك بسرعه فى بكره حفله مهمه عشان عقود جديدة بنا بين الشركه الإماراتيه مش عايزه تأخير ، أتفضلى على شغلك .
وقفت و هى تشعر بإنهيار عالمها من حولها من أين لها بمليون دولار كى تدفعه لها.
بينما وقف هارون معترضا و هو يراها تخرج من أمامه هكذا بهذا الفستان و ما أن ألتفت و رأى ظهر الفستان حتى صرخ بغضب : نهارك أسود و مهبب ، أستنى عندك .
لم يعطى للمى أى مجال و خرج سريعاً يغلق الباب بعد أن خرجت غنوة ، و بلا أى كلمه خلع عن جسده معطفه الطويل و وضعه عليها .
غنوة : إيه الى بتعمله ده يا أستاذ أنت.
تحدث من بين أسنانه : أنتى تخرصى خالص فاهمه . . قدامى على البيت .
لكنها نفضت ذراعه عنها و قالت: ما اقدرش ، لازم اكون على مكتبى دلوقتي و انفذ التعليمات و أنا حطه جزمه فى بوقى أصلى مش معايا مليون دولار ، مش ده كان اتفاقكوا ؟
لكنه لم يكن مهتم بأى مما تتفوه به و قال : قولت تخرصى و يالا على البيت و لا اخدك على بيتى أنا بالعافيه ، إخلصى .
تحركت معه على مضض و هو طوال الطريق يسبها و يلعنها هى و فستانها المستفز هذا .
وصلا إلى الحى أمام بيتها فقالت و هى تراه يترجل من سيارته و كأنه يستعد ليدخل معها بيتها : ايه ما خلاص و شكراً على التوصيله .
اشار لها بحده مغمغماً : ششش ... قدامى.
دلفت للداخل لتشتم رائحة طعام لذيذ قادم من المطبخ و صوت أشجان التى خرجت من المطبخ تقول : انتى جيتى يا بت يا غنوة ، أنا عملت لك صينية بطاطس بالفراخ الى بتحبيها ، و جمعت لك لستة العرسان بتوع الشهر ده ، و النبى كلهم شباب مجدع و زى الورد ، انا حالفه ما هيعدى الشهر ده إلا و إنتى فى بيت عدلك .
شعرت بشيء ساخن قادم من خلفها فقالت : هو إيه الصهد إلى هب فجأة ده.
إلتفت لترى هارون واقف خلفها عروقه نافره من الغضب و وجهه أحمر .
و تحدث بهدوء مرعب : بقا انتى بقا عايزه تجوزى مراتى.
اشجان : أنت إيه الى جابك هنا تانى يا خايب الرجا أنت.
هز رأسه يزم شفتيه مرددا : خايب الرجى ! تصدقى أنا كده فعلاً عشان سايبها لك أنسه لحد دلوقتي و عايزه تجوزيها كمان .
تقدم بصمت و جذب غنوة له ثم قال: انا بقول نتمم جوازنا هنا أهو حتى روح ابوكى تبقى بترفرف حوالينا.
نظرت له غنوة برعب تخشى من تنفيذ ما يقول
_______________________
جلست فى سيارة صديقتها تنظر للطريق بشرود تتذكر الرفض المتواصل لطلبها الطلاق ، حتى أمها ترفض بشده.
كيف ترفض بعد تخطيط سنوات كى تزوجها وريث العائله متغافلة عن أى شىء.
تنهدت بضيق ثم نظرت لصديقتها قائله : ممكن اعرف بقا إحنا رايحين فين و إيه جابنا إسكندرية ؟ و مفاجأة ايه إلى جدو متفق معاكى عليها يا هانم و مش قايلين لى .
توقفت نادين بسيارتها على أحد ارصفة ميناء الإسكندرية و قالت : إنزلى معايا دلوقتي و أنتى تعرفى .
زفرت بضيق و ترجلت من السيارة برفقة صديقتها حتى توقفت معها أمام باخره عملاقه ، هى أشبه لمدينة عائمة على الماء ، كانت تحفه متنقله حقا
خطفت أنفاس تقى على الفور و لم تستطع أن تحيد بعيناها عنها و قالت : إيه ده واااو .. تحفه أوى .
تقدمت نادين و احتضنتها قائله : دى بقا باخره فايڤ ستار فيها ألمع و أشهر نجوم الوطن العربي بيطلعوا رحله لمدن كتيره و يقفوا عند كل مدينه شويه ياخدوا طور ، ده غير الحفلات و الالعاب و السهر و الرقص.. و بيكون فيها ناس كتير من كل الدول حاجزين على نفس السفينه عشان يقضوا الرحله مع النجوم دى.
كانت تقى تستمع لها و عيناها تلمع ثم رددت : يا بختهم .
إلتفت نادين حتى وقفت أمامها و قالت : ما أنتى منهم يا حبى ، هى دى المفاجأة.
لم تصدق تقى ما سمعت الى أن صعدت فوق متن السفينة و تحركت أيضاً و هى لوقتها هذا لم تصدق.
تقى : نادين أنا مش مصدقه لسه بردو.
ضحكت نادين مردده : مش مصدقه ايه بس ده إحنا بقينا فى عرض البحر و الصبح هتصحى من النوم تلاقى نفسك فى إيطاليا ، جدك و خالك بيرتبوا لك فى الرحله دى من شهرين .
سعدت تقى كثيرا و ظلت طوال الليل ساهره على سطح السفينه تتعرف إلى أصدقاء نادين الجدد ثم أستأذنت منهم حين غلبها النعاس و ذهبت لغرفتها .
ظهر اليوم الثانى أسيقظت بكسل و خمول تنظر للساعه مستغربه ، يبدو أنها قد نامت كثيراً و على ما يبدو أيضا أن نادين قد استيقظت و خرجت .
وقفت كى تبدل ملابسها ثم ارتدت فستان أخضر قصير يضيق على الخصر و الصدر مبدرزاً لقوامها الممتلئ بصوره مثاليه خطيره .
مشطتت شعرها الطويل لينساب بنعزمه حتى أخر ظهرها ثم وقفت لتضع كحل عيناها القاتل و ما أن انتهت حتى صعدت لسطح السفينه حيث تتوقع تواجد نادين مع باقى أصدقائها .
إبتمست و هى ترى نادين تجلس مع اصدقائها تلوح لها بيدها بحماس ما أن ابصرتها تقف .
تقدمت أكثر فأكثر و هى تدرك وجود مجموعة جديدة قد انمضت لها .
وقفت متخشبه و هى ترى من بين الجلوس شخص تعرفه.. تعرفه جدا و عن ظهر قلب .
إنه ضياء.. ضياء عاصم شديد.. زوجها .
و على الفور صدحت صافرات الإعجاب من الشباب و هى عينها بعين ضياء الذى ينظر لها بإنبهار ثم سأل نادين: مش تعرفينا !
أتسعت عيناها بصدمه... زوجها لم يعرفها
_________________
الأربعون
تقدم منها بغضب و هى تعود للخلف تشهر إصبع سبابتها فى وجهه محذره : أنت اتجننت يا هارون ، أعقل أحسن لك .
تحدث من بين أسنانه بغيظ : و أنتى خليتى فيا عقل ؟ من يوم ما عرفتك و أنتى مجننه أهلى و سحلانى وراكى فى كل مكان و لا فيش أى حاجة نافعة معاكى.
ظلت تتراجع و قد تمكن الخوف منها قليلاً بسبب قتامة عيناه ثم رددت ببعض الدبلوماسية لكن الخوف يفوح من نبرة صوتها : بلاش يا هارون ، بلاش تعمل حاجه نندم عليها العمر كله.
ليصدح من خلفها صوت أشجان التى أخذت تصفق بكلتا كفيا معاً مردده بصوت عالى : سبيييه .. شكله نسى نفسه و نسى ربطتة جوا على السرير زى الخروف .
اغمضت غنوة عيناها وعضت على شفتها السفلى من شدة الغضب ، أشجان الغبية أثارت غضبه .
فتكلمت هى: أهدى أنتى بس يا أشجان ، خروف إيه بس إلى بتتكلمى عنه .
زجرتها أشجان بغضب و عنف و هى تقول : أنتى مالك كده يا بت خايفه كده ليه ؟ لا تكونى فكراه هينفذ إلى بيقول عليه بجد.
إلتف لها هارون و قال : و مين بقا إلى هيمنعنى ؟ أنتى مثلاً ؟
إبتمست له أشجان بسماجه ثم قالت بهدوء: تؤ مش أنا .. ده ..
و على الفور صدح صوتها يهز أرجاء المكان و تعدى حدود المنزل و ملئ الشارع كله : يالهووووووى .. غيتونا يا نااااس ، غيتونا يا خلق ، بيتهجم علينا ، على الولايا .
إحقاقاً للحق لقد تفاجئ كثيرا ، لم يكن يتوقع أن تفعلها بالفعل ، ظنه مجرد تهديد لأ أكثر.
لكنها فعلت و ما أن فعلت و لا ترى عينك سوى النور ، عدد لا حصر له ، و كأنه مولد و غاب صاحبه .
الحاره كلها نساء و رجال حتى الأطفال كانت متجمهرة فى صالة بيت غنوة تسأل ماذا هناك ، تريد القبض على ذلك الحقير .
و بسرعة البرق ضغط غنوة على كتفى هارون تأمره : أنزل تحت... و أهرب من بين الرجول
نهرها بغضب: أنتى اتجننتى هارون الص..
قاطعه بغضب: أخلص هتاكل علقه سوده.
بالفعل غطس فورا كمن يغطس فى الماء و خرج من بين الأرجل ، يسأل كيف تجمع كل هؤلاء على صرخه واحده من تلك الشرسه !
و بشق الأنفس إستطاع الفرار و وصل إلى سيارته ليجد شاب يأتى مهرولا يسأل : فى ايه يا كبير ايه صوت الصويت ده ؟
فجاوبه سريعاً: اه شكله جاى من البيت ده واحده بتقول الحقونى .
فقال الشاب و هو موقن بشده : أكيد عيل شمال و شمام أتهجم عليها .
صرخ فيه هارون بغضب : ما تحترم نفسك يا جدع انت .
نظر له الشاب بإستغراب و سأل : أنت تعرف الأشكال دى يا باشا .. دى عيال بنت و...
قاطعه هارون بغضب و ما عاد بإستطاعته إستكمال ذلك الحوار الرائع فقال و هو يفتح باب سيارته : أنا همشى قبل ما أرتكب جنايه .
غادر سريعاً و الغضب يعصف به ، كلما تخيل منظره و هو يتحرك تحت أرجل نساء و رجال الحى ، تلك العقربه صاحبة اللسان السليط سيلقنها درساً قاسياً بالتأكيد ، يغلى الدم برأسه كلما تذكر ما فعلته به و كيف كان على وشك نيل زوجته لتقضى هى مجددا على كل آماله .
وصل بيته أخيرا و ترجل من السياره ليجد سيارة أخرى قد أصطفت أمام الباب الداخلى للبيت .
جعد ما بين حاجبيه يفكر لمن تلك السيارة و دلف للداخل سريعاً ليعرف .
و ما أن ولج للداخل حتى تفاجئ تماماً بوجود رجل عريض المنكبين ضخم الجثه يجلس على أحد مقاعد الصالون يرتشف من فنجان القهوه ، ظل ينظر له و هو مستغرب كثيرا يسأل من هذا الضخم ؟
إلى شعر ذلك الجالس بوقوف أحدهم خلفه فوق و أستدار يفتح له ذراعيه مردداً: بقا كده يا راجل ، بقالى ساعة مستنى جنابك ، كنت فين يا كبير .
تقدم منه هارون يردد بذهول : ده انت إلى كبير و الله ، إيه المفاجئة الحلوه دي يا يوسف ؟ جيت أمتى ؟
جاوبه يوسف ببعض الضيق : انا تقريباً هنا بقالى ساعه ، دى تالت قهوه أشربها يا بيه و أنا قاعد مستنى جنابك ، ماكنتش اعرف أنى عشان اقابلك لازمنى توصية من المحافظ ، أتغيرت أوى و أنا مسافر ، هو أنا طولت أوى كده برا ؟
اقترب هارون يحتضنه مردداً : طّولت ، و طولت و أعرضيت أكتر و أكتر ، ايه ده ؟ صدرك ينفع معديه بين كوبريين .
لوح له يوسف بكفه قائلا : هتحسدنى و لا ايه ، حد قالك تلهى نفسك بالنسوان ، مش تحافظ على صحتك زى ابن خالتك ، أهو احنا سنه بسنه مع بعض في مدرسة واحدة شوف انا بقيت فين و أنت فين ؟
صك هارون أسنانه بغضب مرددا: أنت هتعيش يالا ، ماكنوش كلمتين قلتهم لك مجامله ، انا الى بقالى فترة هامل الجيم فعلاً.
غمز له يوسف ثم ردد : يا هارون يا حبيبي ، الستات نعمه بس زيها زى اى حاجه كترها وحش ، بالعقل يا باشا مش كده صحتك.
التوى ثغر هارون ساخرا يردد : ستااات ! هما فين دول .
شهق يوسف و ردد بقلق حقيقى : هما فين دول! و مين اللي بيقول كده ؟ هارون الصواف ؟ إيه الى جرى فى البلد ، بقا أنا أسيبها كام شهر أرجع الاقى الحال كده ، إيه هى الدنيا أتقل خيرها و لا إيه ؟!
جلس هارون و قال: لأ كل حاجه زى ما هى أنا إلى باينى أتعقدت .
جلس أخيراً يوسف براحه يردد : أيوه كده طمنتنى ، ده انا كنت هرجع تانى على أول طياره راجعه لندن ، ما أنت عارفنى يا ابن خالتى ، إلى بيجرى فى جوايا ده مش دم لأ ، ده نسواان ، دمى كله نسوان يا عم الشيخ هارون.
تنهد هارون و قال: منك لله ، اللهى ربنا يبعت لك الى تجيبك على بوزك .
غمز له يوسف و قال بمكر : دى من دى ؟ لسه ما اتخلقتش و حياتك ، أنت فاكرنى دغوف زيك .... ههههه سمعت إنك وقعت و غرقان لشوشتك كمان.
زفر هارون بضيق و نفاذ صبر و أكمل يوسف : و خير اللهم اجعله خير كده سمعت إنك اتجوزت ، بصراحة ما صدقتش نفسى ، بقا هارون يتجوز و يسيب كل الحريم دى لمين طيب ، رد عليا أنت قولى لمين .
ضيق عيناه بإتهام واضح و أشار عليه بسبابته مرددا: ذنب النسوان دى كلها فى رقبتك يا أبن الصواف .
قلب هارون عيناه بملل و قال : خلصت ؟
حمحم يوسف مجيباً : أيوه ، قولى بجد أنت أتجوزت ؟
هارون: أيوه.
زم يوسف شفتيه بإستغراب و هو ينظر فى الإرجاء ثم قال : طب و هى فين أنا هنا داخل فى ساعه و نص أهو مافيش كلب جه سلم عليا .
تنهد هارون و قال: أنت يا أبنى ايه ، دائماً هلس كده ؟
يوسف : طالما خرجت برا باب الشغل ببقى هلس .. قولى فين مراتك ، عايز اشوف مين دى الى وقعت هارون الرشيد .
سحابة حزن مرت على عيناه ،أغمضهم متنهداً ثم قال: ده موضوع يطول شرحه .
يوسف: و أنا مش ماشى غير لما أعرف ، أبات معاك النهاردة كده كده ماحدش يعرف أنى جاى من السفر أصلاً ، أبقى أروح بكره و أعملها لهم مفاجأة.. و كمان عايز أشوف ماجد ، وحشانى سفالته .. كلمنى من فتره و قالى أنه واقع هو كمان بس ما عرفتش تفاصيل .
ارتخى فى جلسته كثيرا و وضع ساق فوق أخرى ثم ردد بزهو : كلوا كده وقع إلا يوسف محى إدريس ، لسه صاغ سليم .
نظر لها هارون مطولاً ثم قال بتريث :تعرف يا يوسف إن أنت بالذات هتبقى وقعتك وحشه أوى ، أنا متأكد إنك أكتر واحد هتتمرمط فينا إحنا التلاته ، عشان انت أكبر هلاس فينا .
ضحك يوسف منتشياً و قال بفخر واعتزاز: و لا عمره هيحصل و حياتك ، طب تعرف أنا عمرى ما حبيت خالص .. مع أنى مش ممانع و الله ، بس مش بحب ما أعرفش ليه .
هارون: هقول ايه ، جبله.
زم يوسف شفتيه بشبه إقتناع و ردد : تقريباً كده ، المهم إحكى لى .
سحب هارون نفس عميق ثم بدأ بسرد كل قصته مع غنوة لصديقه و إبن خالته .
_____________________
فى مكان جديد .
بفيلا راقيه و هادئه تتقدمها حدائق ممتلئه بمختلف ألوان و أشكال الورود مع مسبح بمساحه ضخمه و أرجوحه تحفها مظله ، و مع السير مقدما تجد جلسه هادئه مكونه من مقاعد خشبيه مستديرة و طاوله بحجم متوسط وضع عليها القهوه الساخنه التى بدأ محى إدريس ( والد يوسف) يرتشفها و هو يتحدث إلى صديقه مرددا : إخص عليك يا عبد العزيز ، كل ده حاصل معاك و لا تقوليش ، يعنى لولا سكن زينب ما كنتش عرفت أنك تعبان و مسافر و الله عيب عليك.
اغمض عبد العزيز يتنهد بتعب و حزن ثم قال : ماحبتش أشيلك همى يا محى يا اخويا كل واحد فيه إلى مكفيه ، لولا موضوع السكن بتاع زينب ماكنتش هقول فعلاً .
نهره محى بحده: أنت تسكت خالص ، مش عايز أسمع منك و لا كلمة ، بقا يا واطى جايلى أتوسط لك في أى سكن طالبات يقبل بنتك ؟ ليه عدمتنى مثلاً و لا مالكش صحاب .
تحدث عبد العزيز سريعاً : لأ لأ يا محى ، أنا مسافر و مش عارف إيه إلى هيحصل معايا و أخويا الوحيد عايش برا طول عمره ، ما اضمنش بكره فيه إيه ، و البت لازم تروح جامعتها ، لولا إن كليتها عملى كنت دبرت أمرى و أخدتها معايا .
محى : و حتى لو مش عملى و هى فاضيه ما ينفعش تسافر معاك ، دى لسه صغيره و ماعندهاش خبره ، هتسافر بيك ازاى و تشيل مسؤليتك و لا تبقى لوحدها بيك ، الصح أنها تفضل هنا و أنا هبعت معاك مرافق يلازمك فى كل خطواتك و ده رد جزء بسيط من دينك الى فى رقبتى ، أنا مانساش أبدا إلى عملته معايا زمان ايام ما كنت مش لاقى أكل ، ده يوسف مولود على إيدك.
تنهد عبد العزيز و قال بإذعان : ده المتوقع منك يا محى ، طول عمرك إبن أصول ، كمل جميلك معايا و شوفلى واسطه أدخل بيها البت للمدينه الجامعيه ، بيقولوا أى طالب مالوش غير رغبه واحده يا مدينة جامعيه يا تحويل و أنا كان لازم أحول لها من جامعة الوادى الجديد و أجيبها هنا ، دى ماصدقت جابت تقدير حلو أول سنه عشان تعرف تحول .
نظر له محى بغضب ثم قال : أنا ساكت من الصبح عشان مراعى تعبك بس بصراحه بقا مش قادر ، مدينه جامعيه ايه و سكن طالبات إيه هما أى واحده فى دول هيبقوا أمن عليها من بيتى ؟ ده البيت كله بنات و أنا مش عندى غير يوسف و مسافر و أنت عارف.
هز عبد العزيز رأسه برفض فقال محى : خلصت يا عبد العزيز و إلا قسماً غظماً أقاطعك فيها .. أنت طيارتك إمتى ؟
تنهد عبد العزيز و قال: النهاردة الفجر .
محى : تروح و تيجى بالسلامه أنا هعمل كام إتصال دلوقتي و هناك أول ما توصل هتلاقى كل حاجه مترتبه بأذن الله و بنتك هنا فى عينى و زى بناتى ، ما أنت عارف أنا عندى إلى زيها و إلى أصغر منها كمان .
هز عبد العزيز رأسه و قال : أنا عارف و الله يا محى ، و هو ده العشم بردو.. خلى بالك من زينب.
أبتسم له محى و قال: فى عينى و الله ،خلى أنت بالك من صحتك ، عايزك تروح و ترجع بالسلامه ، أنت صاحب عمرى ، أمانه عليك ما تسيبنى لوحدى يا صاحبى .. مين هيجوز يوسف غيرك
أبتسم عبد العزيز و قال: هروح و هرجع بأذن الله .. بس حكاية إنى أنا إلى أجوز يوسف بنفسى دى ماعلش أعفيني .
محى : ليه بس يا عبد العزيز .
عبد العزيز : أنا راجل بخاف ربنا ، طب انت يرضيك ؟ يرضيك أذى بنات الناس معايا و ألبسهم يوسف إبنك العربيد النوسونجى ، ده كبير الهلاسين .
محى : يرضيني أه.
رفع عبد العزيز يداه و قال : انا إلى ما ارضهوش على زينب بنتى ما أراضهوش لبنات الناس ، جوزوا بعيد عنى و من غير ما أشترك فى الجريمه دى .
ضحك محى و ظل هو و عبد العزيز يتذكران عدد المرات التى قبضوا فيها على يوسف متلبساً بجرائم عده.
بعد فتره تقدمت نور إبنة محى و إلى جوارها تسير فتاه أشبه للملائكه فى الملامح و الطله ، و هاله من النور تحيط بها ، تبتسم بحفه فتظهر غمازتها لتزيد من جمالها و إشراق وجهها الأبيض المستدير و شعرها البندقى القصير يحيط وجهها مضيفا عليه وهج خاص زادها جمال و حلاوه .
صدح صوت محى يسأل : ها يا زوزو ، عجبك البيت ؟
أبتسمت برقه ثم قالت بحرج: جميله اوي يا عمو.
تطوعت نور و قالت سريعاً : كدابه يا بابا ، دى اتكسفت تتفرج عليها شافت أوضتى بس.
محى : لأ لأ أنا عايزك تاخدى على البيت كله كده و تاخدى راحتك فيه لأن خلاص ده هيبقى بيتك لحد ما بابا يرجع من السفر
رفعت زينب وجهها سريعاً متفاجئة تسأل والدها بصمت فهز عبد العزيز رأسه إيجاباً و قال: أيوه يا زوزو ، بيت عمك محى أمن ليكى و أن شاء الله تتبسطى معاهم و أنا مش هطول عليكى
صرخت نور من الفرحه و قالت : واو ، أخيراً هلاقى حد يسلينى و يروح معايا الجامعه .. أنتى كلية إيه يا زوزو .
تنهدت زوزو بحزن على ما يحدث معها هى و والدها دون سابق إنذار و قد أنقلبت حياتهما و أصبحت ضيفه فى بيت غير بيتها .
حاولت إغتصاب بسمه رقيقه على وجهها و جاوبت نور: علاج طبيعي.
صرح محى : اللله .. أنا كنت محتاج حد يعالج لى الخشونه .
ضربت زينب على وجهها لاطمه حالها حال أى طالب فى طب علاج طبيعى مما يراه من أسرته و الجيران .
______________________
أنفض الحضور أخيراً ، فقد تولت من جمعتهم أمر صرفهم و جلست هى على طرف الفراش تغمض عيناها تتذكر لحظاتها معه و هى بأحضانه .
سامحها الله لمى ، هى من ذكرتها ببساطه بكل أوقاتهم معا .
رجفه لذيذه سرت بجسدها تضم جسدها بين ذراعيها تحتضن نفسها تتمنى قربه الأن .
كم شخص يتمنى لو كانت الظروف غير الظروف و الوضع غير الوضع ، لو خلق و وجد بمكان غير المكان.
كم شخص يقيده الماضى و عقباته عن ما يريد .
لولا قصة هارون مع والدها لكانت الآن هانئه بين ذراعيه و ربما هى من تطلب وصله و ليس هنا .
دمعه ساخنه فرت على خدها و هى تسأل لما هو من بين كل رجال الأرض الذى أعجبها ، ولما أيضاً والدها من بين الخلق الذى أخذ قلبه كى يحيى هو و يموت والدها ، كيف يمكنها تخطى كل ذلك ؟! كيف تعيش معه و تنسى ما حدث لوالدها .
انتبهت على صوت اشجان التى تصرخ بحده : بتعيطى ليه يا بت.. إلى ما يتسمى ده قالك حاجه ضايقك بيها ؟
مسحت غنوة عيناها على الفور و هزت رأسها نفياً فقالت أشجان بعدما جلست لجوارها : هممم ، أنتى حلك الجواز ، عشان تنسى إبن الرفدى ده .
تحدثت غنوة بصوت مختنق : ما تشتميهوش ، أنا بس اشتمه أنتى لأ.
وقفت أشجان من جلستها بحده مرده: لااا.. ده الموضوع كبر و وسع أوى ، أنا هروح اغرف الأكل و اجيب معايا لستة العرسان.
تنهدت غنوة بصمت ثم أخرجت هاتفها تحسب ما لديها من مال .
ثم تنظر لأشجان التي عادت محمله بالطعام من جديد تسأل: بتعملى ايه ؟
غنوة : اقولك ايه ما هو كل واحد غرقان فى دنيته ، أنتى بتدوريلى على عريس و أنا بحسب معايا ايه و فاضل كام .
وضعت كسره من الخبز محمله بالبطاطس ثم قالت : صرفت كتير على شغلى ، و هما طالبين منى مليون دولار ، أعمل ايه .. مش هقدر أروح شغل لمى ، أنا عارفه انها ناويه تسحلنى ، و أنا لسه عايزه اوقف شغلى على رجله ، أنا صرفت عليه كتير أوى.
لكنها توقفت عن الإسترسال فى حديثها على صوت شهقة أشجان : نعم نعم ؟ مليون إيه ؟ مليون عفريت لما يبقى ينططها ، طب و دينى و أيمانى لأكون رايحه لها بكره و مفرجه عليها امة محمد .
تنهدت غنوة مردده : أستهدى بالله بس ، دى مش هارو هتفرشى له الملايه ، دى حاجة تانيه خالص غيره ، عايزه تصرف بحكمه و عقل لأنها حطانى فى دماغها .
لكت أشجان الطعام فى فمها و هى تتحدث فى نفس الوقت : صراحه ، حقها.
سحبت غنوة نفس عميق و قالت بحزن: عارفه .
صمتت قليلا و بداخلها ترفض الاستسلام ثم قالت : انا كده هشتغل عشرين ساعه فى اليوم.
صدمت أشجان و قالت بخوف : كده تموتى يا بنتى .
اغمضت غنوة عيناها و قالت: و لو ما حققتش ذاتى هموت بردو ، أنا مش هضيع من كل النواحى .
أبتعلت غصه مؤلمه بحلقها و أردفت : كفايه إلى ضاع عليا غصب عني.
صمتت أشجان تتفهم مقصدها و بداخلها يزداد إصرارها على التوصل لعريس مناسب .
___________________
وقفت تنظر له ببهوت تسأل كيف لم يتعرف عليها و هى تعرفه ، رجفه من الحزن استحوذت على كامل جسدها و هى تتذكر أنه دوماً كان رافض رفض تام رؤيتها ، قاطع أى طريقه قد تصل بينهما ، أغرورقت عيناها بدموع القهر و هى تتذكر رفضه فتح الكاميرا بيوم كتب كتابهما .
تدعو و تبتهل بل تتوسل دموعها بألا تخونها و تنسدل الآن أمامه هو و رفقائه .
بنظره سريعه شملت عدد لا بأس به من الفتيات منهن الشقراء و الصهباء ، كلهن ذوات جمال غربى صارخ ، بجسد ممشوق بل نحيل جداً
عذرته ، فمن سيترك جسد عارضات الأزياء و ينظر لجسدها الممتلئ .
خرجت من شرودها مجفله على صوت أحدهم قد توقف عن كرسيه يلتف من حولها بلا حياء او تردد مصفرا بإعجاب : طول عمرى و أنا أسمع عن الزبده البلدى بس لأول مرة أشوفها .
صدح صوت نادين على الفور تردد : أبعد عنها يا رائف أحسن لك.
ألتفت تنظر إلى ضياء الذى مازال ينظر لها بإعجاب يكاد أن ينطق وحده و قالت له بتلاعب : قول لصاحبك يبعد عنها يا ضياء .
ردد ضياء و عيناه مسحوره بتقى : بس تعرفينى بيها الأول.
أبتسمت نادين بظفر ثم وقفت لجوار تقى مردده : دى جيجى ثابت ، صاحبتى.
أتسعت عينا تقى و قالت لها بخفوت : جيجى مين ؟
لكزتها نادين خفيه و قالت من بين أسنانها : ايوه انتى جيجى انتى إيش عرفك أنتى.
رمشت تقى بأهدابها ثم صمتت تاركه نادين تتحدث عنها.
ثم سحبتها لتجلس معهم على الطاوله وسط نظرات ضياء الثابته عليها لا يخفى عليها نظرات الفتيات من حوله و لا تلك التى تتكئ بذراعها على كتفه كأنها تعلن ملكيتها له تناظرها ما بين الحقد و الإستهزاء .
و ضياء يجلس سلطان زمانه يملئ مركزه لا يتحدث كثيرا فقط يشير او يرد بكلمات مقتضبه إن لزم الأمر و تلك الفتاه تتغنج عليه غنج مائع .
إلى أن قالت نادين : أطلب لك يا جيجى الكوفى بتاعك
ثم ألتفت لهم تقول : أصل جيجى لسه صاحيه من النوم ، إمبارح كان فى حفله تحفه و سهرنا و هى يا دوب صحيت دلوقتي.
أعتدل ضياء فى جلسته و عيناه مرتكزه على تقى بوقاحة مربكه ثم ردد : و هى جيجى مش بتتكلم عن نفسها ليه .. حتى نسمع صوتها
إبتسمت له نادين تدارى غيظها ثم قالت: دى برنسيس ، اتربت على كده ،حتى أهلها بيعاملوها كده ،عمرك شوفت برنسيس كلامها كتير ، أكيد لأ.
تحدثت تلك الفتاه الملتصقة بضياء مردده : يعنى ده معناه إنك الوصيفه بتاعتها ؟
ردت هنا تقى و قالت : لأ ، نادين ماى بيست فرند .
أبتسمت لها نادين و قالت : بالظبط كده ، انتى قولتى لى إسمك إيه ؟ حماره ؟
ضحك ضياء ثم انتبه بهيام و إعجاب على تقى التى إبتسمت للتو على مل تفعله نادين بينما ردت تلك الفتاه بغيظ: كلارا .. كلارا حبيبتى.
هزت نادين رأسها و قالت : اااااه .. كلارا.. ماعلش حبيبتى كنت نسيت.. بس براڤو عليكى بتعرفى مصرى كويس .
زادت كلارا من ضم ضياء لها ثم قالت بفخر : ضياء حبيبى علمنى مصرى ، اتعلمت منه كل حاجه.
لمحة حزن مرت بأعين تقى و غصة مريره أستقرت بحلقها لتقول نادين : و يا ترى بقا اتعلمتى أهم حاجة ، الرقص المصرى .
ضحك ضياء ساخراً ثم قال بيأس : نوووو.
رفعت نادين كتفيها و قالت بكيد واضح : لاا ، أنا هخلى جيجى تعلمك ، دى عليها رقص ما...
صمتت فجأة على صوت تقى : ايه الى بتقوليه ده ؟
ضياء : أخيرا سمعت صوتك.
بينما قال رائف : أنا مش مصدق ، أخيراً شوفت واحده بترقص .. لازم نشوف
وقفت تقى محتجه و غادرت على الفور و ضياء يتابعها بإعجاب واضح.
بعد دقائق وقفت على الناحيه الاخرى من السفينه يطيح الهواء بشعرها الطويل خلفها.
تقدم من خلفها يرمق كل جزء من جسدها بإعجاب ، كانت ممتلئة إمتلاء محبب بل يسيل له اللعاب .
شعرها أسود طويل و بشرتها لينه ، تتكئ بكفيها على سور السفينه رافعة رأسها للاعلى مغمضه عيناها كأنها تشعر بحريتها و إنطلاقها ، كان مظهر خلاب سرق قلبه دون إستئذان .
تقدم حتى توقف خلفها يقول : فعلا الجو هنا أحسن كتير .
ألتفت له مصدومه و قد زادت دقات قلبها و هى تراه بجوارها ، قد جاء هو إليها بقدميه يقول : عجبنى أوى موقفك و شخصيتك.
ضحك دون صوت ثم قال : مش شخصيتك بس عشان اكون صريح و ....
توقف عن الحديث على صوت نادين التى جاءت من خلفه تقول : ضياء حبيبى ، كلارا بتنادى عليك.
زم ضياء شفتيه و قال لها : سيبك منها.
هم لإستكمال حديثه لكن أحبطت نادين محاولته مردده : جيجى نو يا ضياء ، بلاش أحسن لك ، لأن جيجى مليكه خاصة .
أستغربت تقى ما فعلته نادين بينما ضياء يشعر بضيق شديد قد تمكن منه لما سمع .
_______________
كانت غارقه فى نومها بتلك الغرفه التى أصبحت لها منذ حضرت لهنا ، أسيقظت و هى تشعر بقبلات أحدهم تسير على وجهها كله يغرقها بها .
فتحت عيناها بتشوش لتبصر ماجد هو من يميل عليها يقبلها مرددا : وحشتينى .. وحشتينى أوى يا حبيبتي.
أعتدلت مبتعده عنه تردد : أنت بتعمل ايه هنا.
ماجد : جيت لك عشان أصحيكى .. ده الوقت المناسب بس لاقيتك نايمه قولت أستغل الفرصه ، ما قدرتش بصراحه أنتى وحشانى أوى.
صرخا فيه بغضب : أنت بتقول ايه ، إياك تقرب منى تانى أنت فاهم ، و لا فاكر الى عملته ده هيعدى عادى.
اغمض ماجد عيناه يقول : حقك ، بس ممكن نأجل أى حاجة دلوقتي و تعالى معايا ، انا مرتب كل حاجه ، نص ساعه و هنبقى فى الطياره إلى هترجع بينا مصر .
ما أن قال ذلك حتى انتفضت من الفراش كى تذهب معه لكنه صرخ بها : انتى اتجننتى ،رايحه فين كده ،هاتى حاجه على جسمك .
هزت رأسها بجنون ، لقد نست من الفرحه ، جذبت سريعاً شئ تستر به نفسها ثم شبكت يدها بيده كى تهرب معه ......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا