القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية موسي الجزء الثاني الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم فريده الحلواني

 

رواية موسي الجزء الثاني  الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم فريده الحلواني 




رواية موسي الجزء الثاني  الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم فريده الحلواني 

روايه موسي الجزء الثاني 


الفصل السادس عشر


 بقلم فريده الحلواني 


اذا كان بعض الحب ألم


فالعشق يملأه الوجع


و اذا كان الحنين يحرقنا


فالأشتياق يجلعنا نموت في اللحظه ...الف مره


و ما اصعب حرقه قلب علي من اتخذ منه وطنا


هل ساظل محتله...ام حان وقت الحرب ...كي احرر قلبي من الاحتلال ..


اشتاق لتنفس الحريه بعيدا عنك


فهل اجدها...ام ساظل…ابد الدهر...


محتله


غاليه و خلفها الشباب ...جانبها ابنتها التي تنظر الي معاذ بغيظ


ينتظرون سببا لتلك الصرخه التي خرجت من منه باسم غاليه


و قبل ان يسأل احدهم عن السبب...وجدو دموعها تسيل و هي تقول : انا اتحررت يا غاليه


رفعت بعض الاوراق التي تمسك بها في يدها و اكملت : القاضي حكملي بالخلع ...بقيت حره اخيرااااا


اتجهت لها غاليه سريعا لتحتضنها بقوه و احتواء و هي تقول بفرحه : يا قلب اختك مبارك عليكي ...يا ساااتر اخيرا خلصنا من الهم ده


و بينما تعانق الرفيقتان بعضهما بحب ...تطلع الشباب الي بعضهما بزهول و قال معاذ بسخط هامس : الفرح ده كله عشان خلعت جوزها ..امال لو قتلته كانت عملت ايه


محمد بضحك : كانت عملت عقيقه هههه


سمعت الصغيره ما قيل فوكزت معاذ في ساقه بغل و قالت : متتريقش علي خالتو ماااشي...رجاله عايزه الحرق


هل يصمت شبيه ابيه...لا و الله ..في لحظه كان يرفعها للاعلي من ملابسها و يقول بغيظ : يا بت اتلمي و اتهدي بقي انا ساكتلك من الصبح


سيلا بغضب : نزلني احسنلك عيب علي فكره دي مش رجوله ابدا


اقتربت منهم غاليه و قامت بسحب ابنتها و هي تقول بضحك : اتلمو انتو الاتنين ...نظرت للشباب ثم اكملت بحسم : يلا يا واد انت و هو خلينا نخلص


نظرو لبعضهم بغيظ و نطقو في نفس الوقت : حاضر يا ابله


بينما كان طه ذاهبا الي سرايا النيابه لتسليم اوراق احدي القضايا...تقابل مع طارق الذي كان متواجدا هناك لاخذ متعلقاته التي تركها بعد ان قدم استقالته


صافح الرجلان بعضهما بود ثم قال الاول باهتمام : اخبارك ايه ...انا مش عارف اوصلك من بعد الي عملته تليفوناتك كلها مقفوله و جتلك هنا قالولي قدم استقالته تاني يوم الجلسه


زفر طارق بهم ثم قال : قافل كل الخطوط ...مش عايز اكلم حد ...حتي البيت سبته


طه باهتمام : هي وصلت للدرجادي ...بالعقل يا طارق الي انت عملته مش سهل و لا حد هيفهم وجه نظرك


طارق : كان نفسي يحكم ضمير القاضي مش الجلاد ...بس للاسف ...و طبعا البوتجاز الي عايش معانا فالبيت مولعاها حريقه


طه : ايوووو هي سهيله بت خالتك لسه عشمانه فيك 


طارق بغلب : و مش بتيأس


طه : طب بقولك ايه الكلام هنا مش هينفع ...تعالي اسهر معانا انهارده عند فادي و نتكلم براحتنا


طارق : تمام ..خد رقمي الجديد و كلمني بالليل اديني العنوان انا اصلا زهقان و محتاج اتكلم معاكم شويه


بعد ذهاب الشباب قامت غاليه بالاتصال عليه كي تخبره بانتهاء الدرس المزعوم ..و ايضا تفهم ما يدور داخل عقله الخبيث


حسن : حبيبي الغالي الي واحشني


غاليه : و الله...مش كنت استاذه من شويه


حسن : استاذه و رئيسه قسم كمان...ده العيال مبسوطين اوي من شرحك 


غاليه : ايه الي فدماغك يا حسن ...خطوه انك تجيب ولادكم عندي دي مش سهله ...ايه الي انت ناويه غير انك تجبرني علي القعاد فالبيت


زفر بحنق و قال بغضب طفولي : اكتر حاجه بكرهها فيكي انك قرياني ...حاسس اني كتاب مفتوح قدامك وده غايظني


ضحكت بحلاوه ثم قالت : الحال من بعضه يا حبيبي ...احنا مرايه بعض...و دي احلي حاجه محدش فينا محتاج يشرح للتاني 


....المهم ...ايه بقي


رد عليها بجديه : كل الحكايه ان حابب اخد خطوات جديه في حكايتنا  ...مش هنقضيها تليفونات يا غاليه...انا عايزك في حياتي ...مراتي و حببتي و صاحبتي


اهم حاجه عندي ولادي ..حابب يعرفوا غاليه الي جننت ابوهم و خطفته ...يعرفوها قبل ما تبقي مراته


يحبوكي يا غاليه و و يحسوا بالدفئ و الحنيه الي انتي مغرقاني بيهم


اكملت عنه : و بكده تبقي كونت جبهه قويه ضد سياده اللواء و مراتك ...يعني عدد الي موافقين و اهمهم اكبر من المعترضنين الي رايهم مش فارق معاك


ابتسم بعشق و قال : هو انا حبيتك من شويه ...يخربيت ام كده يا شيخه


ضحكت بصخب ثم قالت : الله يرحم لما كنت كل شويه تقولي ...الله يحرقك يا شيخه الله يحرقك


ضحك قبالتها و قال بغيظ : زي ما كنتي حرقاني ...كنت ببقي مولع و قايد نار و انتي و لا الهواااا


ابتسمت و قالت : عشان بحبك ...و بموت فيك...و بهرب من كل ده بعنادي و غيظي فيك...خلاص بقي خالي قلبك ابيض 


كاد ان يرد عليها الا انه وجد هاتفه الاخر يصدح باسم احدهم 


حسن : اقفلي ثواني ارد على الي عمال يزن ده و هرجع اكلمك تاني


غاليه بفضول : مين 


حسن بصدق : ده ظابط اسمه احمد من مكتب المخدرات 


ابتلعت لعابها بوجل و سالت : الي اتنقل فيه ...


قاطعها بغيره : متجبيش سرته و لا يخطر علي بالك ساااامعه ...اقفلي...و فقط اغلق الهاتف دون القاء السلام من شده غضبه و غيرته عليها


هدأ حاله قليلا ثم قام بالاتصال عليه بعد ان يأس الاخر من رده


و الاخر بمجرد ان راي اسم ..رد سريعا ؛ باشا البلد ..عامل ايه يا ريس


حسن بجديه : احمد بيه اخبارك


احمد : الحمد لله تمام ...حبيت  اباركلك علي العظمه الي انت عاملها فالاداره ...الداخليه كلها ملهاش سيره غير شغلك الي مسمع


حسن : تسلم يا غالي ...انا متابع شغلكم بردو الله ينور


احمد بمكر : بس هنروح فين جنبك يا باشا ...عايز اعمل كام طلعه كده تسمع انت عارف الترقيات قربت ...و الصراحه ملكتش حد يساعدني غيرك


توجس حسن من القادم فسأله بوجل : أؤمر...لو بأيدي مش هتأخر


شجع حاله و قال : عايز غاليه


انتفض حسن من مجلسه ثم قال بجنون لم يتحكم به : نعم يا روح امك 


لم يغضب الاخر بل ابتسم بخبث حينما تأكد مما سمعه من سعد 


مثل الصدمه و قال : ايه يا ريس ..هو انا قولت حاجه غلط  ...هي مش مرشده عندك ...و العادي اننا بنبدل مع بعض 


حديث في ظاهره العمل...و في باطنه مغزي اخر وصل له سريعا و جعله يغلي كالمرجل


لن نقول عشقه ...بل رجولته تحتم عليه ان يرد غيبه حبيبته مهما كلفه الامر


تحدث بنبره خرجت من الجحيم وصلت سريعا للاخر : اسمعني كويس ...هجبلك مالاخر ...غاليه سابت الشغل ...امحي اسمها من دماغك عشان صدقني لو سيرتها مش هقولك جات علي لسانك الي سهل اقطعه


لااااا...لو خطرت بس علي بالك ..خلي خيالك يصورلك انا ممكن اعمل فيك ايه....ساااااامع


ارتعش قلب احمد رعبا بعد ما سمعه...يعلم تجبر ذلك الحسن جيدا ...رد سريعا بمهادنه : الي تشوفو يا باشا ..انا معرفش انها تخصك


اااااااحمد...هكذا صرخ باسمه ثم اكمل بهمجيه : اللوع و التلقيح ده سيبو للنسوان ...اذا كان ال### الي عندك موصلك حاجه ...و انت سمعتله و مشيت وراه يبقي متلومش غير نفسك


احترم نفسك يا حضره الظابط ...شغل ال ####  مش هياكل معايا


اكمل مهددا بوضوح : انت لسه بتقول الترقيات قربت ...انت عايز بدل ما تزود نجمه...تطير الي علي كتفك...سهله اؤمر و انا اطيرهملك كلهم


انتفض احمد رعبا ثم قال باعتزار : اسف يا ريس ..و حيات ولادي ماقصد الي جه فبالك انا كنت بكلمك عادي 


اراد ان يكسب وده فاكمل بنداله : كل الحكايه ان سعد مش ساكت ..و مطرطش بكلام كتير مش ليا بس ده للمكتب كله و عايش دور المظلوم


الكلام وصل للريس و شده جامد بس انت عارفه عامل زي المره #####  مبيسكتش 


اشتعل حسن غضبا و شعر انه سيحرق العالم اجمع بعدما سمع هذا الحديث السام...يعلم جيدا ما نوع الحديث الذي يدور بين الرجال بعدما سمم هذا الحقير سمعهم بحديثه الباطل عنها


حاول الهدوء و هو يقول بحكمه : سعد ميعرفش حاجه عن الي حصلت بينا...و انا هعرف اقطع لسانه الوسخ ده


طوال اليوم لم يرد علي ايا من اتصالاتها المتكرره ...حتي انه لم يفتح رسائلها


و الاخري كادت تجن..قلبها يونبأها ان ما حدث في تلك المكالمه ...ليس بهين


منذ ان اعترفا بعشقهما لم يتركها هكذا...حتي اذا كان في عملا هام و راي اسمها فوق شاشه هاتفه ...يرفض المكالمه ثم يرسل لها رساله كي تطمأن


و الاخر كان حقا مشتعل...لم يرد ان يحادثها ...خوفا عليها من غضبه ...يعلم ان القادم ليس بهين ...لذا يجب عليه ان يصفي ذهنه كي يدرس خطواته القادمه بتمعن


ترك عمله و ذهب الي صديقه الذي استغرب من وجوده في وقتا باكر عن موعده


فادي : في ايه ...شكل بيقول مصيبه


لم يكف عن التدخين منذ ما حدث ...و كأن دخان تبغه يتحد مع اللهيب الخارج من جوفه فيخرج ملتهبا


سأله فادي بوجل : ايه الي حصل...شكلها مصيبه


حسن : فااادي سبني فحالي انا مش قادر اتكلم


تركه ...يعلم صديقه جيدا وهو في تلك الحاله يفضل الاختلاء بنفسه


و لكنه ايضا لن يصمت بل دلف الي الداخل و قام بالاتصال علي طه و حينما رد عليه قال : طه...اخوك هنا و شكله في مصيبه


طه بقلق : ماله ...قالك ايه...حصله حاجه


فادي : معرفش ...مش عايز يتكلم و انا سبته بره و دخلت اكلمك


طه : تمام ..انا جاي حالا ...ااااه ...طارق العشري جاي ...هو كمان شكله عامل مصيبه ربنا يقوينا علي بلاويهم


جلست لواحظ مع منعم و سمر تقول بغل : و بعدين يا سبعي...


.محدش عايز يديك شغل عليه القيمه ...دانت لو شغال قطاعي هتعمل اكتر من كده


منعم بنزق : كل الكبار عايزين موسي ضامن ..اعمل ايه...مفيش قدامي غير عطيه


سمر : مانا قولتلك هنزل معاك ...ما يجبها الا نسوانها


منعم : يا بت انا خايف و لا اخوكي و لا عمك هيسكتو لو عرفو انك هتشتغلي ...ده اخوكي عرف بجوازك من عطيه و من ساعتها خارب الدنيا


لواحظ : ااااه طلع ###  اترمي في حضن عمه و ابن الكلب موسي و رمي ابوه و امه


سمر : اسمع يابا ..مش اخوك كتبله نصيب من الي طلعله زيه زي الباقي ...يبقي الهلومه الي انت طلعت بيها دي تتكتب باسمي ...ااااه ماهو مش بعد ما باعك يورث فيك


منعم بغيظ : بتفولي عليا يا بنت الكلب


سمر ببجاحه : محدش ضامن عمره ...


لواحظ بطمع : انتي اتجنيتي يا روح امك ...تاخدي كل الي حيلتنا و تحطيه في كرش عطيه


ضحكت سمر بخبث ثم قالت : و ليه متقوليش ان ده طعم عشان اصطاد بيه الي عنده ياما


منعم : انا خايف


سمر : انا بقي مش خايفه ...و هعرفهم ايه الي خسروه ....نظرت للامام بغل ثم اكملت : و هدفعهم تمن الي عملوه فينا...بالذات ابن الكلب الي باعني و ريل علي عيله 


حاول طه ان يعلم ما باخيه ...و بعد ضغط منه هو و فادي ...قص عليهم باختصار ما حدث


فقال له بحكمه : اول حاجه تعملها تخلص من ابن الكلب ده...لانه طول ماهو مطلوق كده مش هيسكت


فادي : المشكله ان ادام الكلام وصل لرئيس المكتب يبقي زمان ابوك عرف 


حسن : ده الي شاغلني ...ادام ابويا عرف مواجهنيش ليه.....الاكيد انه جاب تاريخ غاليه من و هي في بطن امها ...


طه : ابوك كده ناوي علي حاجه مش هتعجبنا يا حسن...لازم تحط عينك في وسط راسك الفتره الجايه


و قبل ان يرد عليه ...دق الجرس معلنا عن وصول طارق


و بعد جلوسهم بعض الوقت قضوه في الترحيب ساله طه : في ايه انت كمان


قص لهم طارق ما حدث مع مني حينما وجدها تجلس علي باب محبس اختها 


و بعد ان انتهي قال : بعد ما خلصت ذياره ريم طلعت لقيتها نايمه ...المهم اخدتها و عملت محضر لاخوها ...بس للاسف هربان بعد ما الجيران رجعو من غيرها


خاف و ساب البيت ...قعدتها في شقتي الي كنت قاعد فيها  و انا حاليا قاعد في اوتيل


بس الوضع كده مش لطيف ...غير ان البنت نفسيتها متدرمره و خايف تعمل في نفسها حاجه


فادي : كده هتجيب شبهه لنفسك ...محدش هيصدق انك سايب الشقه و قاعد في اوتيل


طه : و اكيد ابوك مش هيسكت و متضمنش لو عرف يعمل ايه معاهاو انت مش موجود


كان في ذلك الوقت حسن يفكر في استغلال الموقف لصالحه 


اذا اقامت تلك الفتاه لدي حبيبته سيضمن بقوه جلوسها في المنزل ....و لكن تلك المره ليس غيره عليها من خروجها


بل لضمان امانها الذي سيكون اولي اولوياته منذ الان


نظر لطارق و قال : انا عندي الحل


طارق بلهفه : لايمني عليه ...انا عايز اطمن قبل ما اروح الزياره الجايه ....نفسي افرحها بحاجه 


حسن بخبث : يا حنين...طب يا قلب خسايه انا هاخدها تقعد مع واحده تبعي ...عايشه مع بنتها و صاحبتها بس 


طارق : امان يعني


حسن بعشق ظهر عليه جليا : أئمن و احسن مكان ممكن حد يرتاح فيه ...اطمن


ضحك طارق بخفه ثم قال : بعد النظره الي في عينك دي ...انا اطمنت 


حسن بغيظ : الحال من بعضه يا حنين يالي عايز تطمنها قبل الزياره


ضحك الرجال بصخب ثم قال طارق بجديه : لا الموضوع موصلش معايا لكده ...هو بس ضميري و ثقتي انها بريئه غير انها ملهاش حد


زفر حسن بغلب و قال : هي بتبدأ كده ..اسمع مني ..بعدها فجأه مبتلاقيش نفسك 


شرد للبعيد و هو يكمل بحروف تقطر عشقا : بتفضل تدور علي نفسك الي فجأه اختفت منك ...اتخطفت ...و تبقي عارف راحت فين بس تفضل تقاوح و تعاند ...لحد ما تكتشف انك وقعت علي بوزك


طارق : يااااه ...حسن الجيزاوي وقع يا رجاله


حسن بغيظ : كبنا في الهوا سوا ...المهم ...قوم معايا نجيب البت عشان نوديها


طه باستغراب : دلوقت ...طب اصبر للصبح


فادي بمزاح : دي حجه يا شيخ طه ...تلاقي الغاليه وحشته


رد عليهم بعشقا خالص دون مواربه : هي وحشتني بعقل ...دانا هموت عليها ...و مزعلها و مش هينفع اراضيها في الفون


طه بشجن : روحلها ...ارمي همومك و خوفك علي بابها...حضنها هيقويك يا حسن  ....انا واثق


و الغاليه تجلس داخل غرفتها تكاد ان تجن ...ليس غضبا من عدم رده عليها ...بل الاهم خفقان قلبها بقوه قلقا عليه...تشعر به رغم بعد المسافات


و المسافات لا نجد لها اهميه بين عاشقان بقلبا واحد


قبل ان يكمل رنين هاتقها فتحت عليه و قالت بلهفه : طمني عليك ...انت كويس ...فيك ايه يا حبيبي


ابتسم بهم و قال : حبيبك محتاجلك و بس ...مش محتاج اتكلم ...انتي سمعاني صح


غاليه : صوتك الموجوع وجعلي قلبي يا حسن


و حسن يرد بعشقا  خالص : حاسس بيه جوايا يا غاليه ...وجعك دابحني ....حقك علي قلب حسن الي ملوش غيرك


تنهد بهم ثم اكمل : المهم انا جايلك دلوقت 


غاليه باستغراب : دلوقت ...ينفع طيب 


حسن : كل المستحيل بقي ممكن معاكي يا غاليه


مش جايلك عشان وحشتيني و بس لا...معايا بنت معلش عايزك تستضفيها عندك شويه


ردت بغيره استشفها سريعا : بت مين دي ...و ايه علاقتك بيها ...انطق


ضحك برجوله ثم قال : اهدي يا مجنونه و افهمي ...دي تبع واحد صاحبي ......


قص لها حكايتها باختصار ثم اكمل : و طبعا انا ملقتش احسن من حبيبي اقعدها عنده ...هتكسفيني داحنا جايين فالسكه خلاص 


غاليه بجدعنه : و لا عشت و لاكنت يوم ما اكسفك يا حبيبي ...هشلها في دماغي لجل عيونك


وصل اسفل بنايتها و خلفه طارق الذي شرح لمني ما انتواه ...و تقهمت هي الامر سريعا


صعدت مع حسن بعدما تركهم طارق و غادر 


استقبلتهم بترحاب و ود ...و جانبها منه التي لاحظت نظرات حسن لغاليته فقالت : تعالي يا حببتي ارتاحي معايه جوه ...


بمجرد ان خلي المكان الا منهما ...اغلق الباب سريعا ثم الصقها خلفه


بل ...كاد ان يحطم عظامها التي سحقت حينما احتضنعا بقوه تضاهي قوه عشقه لها


لا يعلم لما كوب وجهها و كأنه يعلن ان لا احد يستحق رؤيته غيره


شفاه تمادت علي ثائر وجهها يطبع ملكيته فوقه


و اخيرا  ...اعترافا بالعشق داخل شفاه ...احتضنت كل منهما الاخري...قبله تنطق بحديث عجزت الافواه عن نطقه


شغفا و احتاج ظهر في تعانقهما ...لن تتعب من جموحه ...و لن يمل من التهامها


بل كلا منهما ...يريد المذيد


و المذيد الان ...حلما بعيد المنال ...سيحارب الشاطر حسن كي يحصل عليه 


بعد فتره لا نعلم مدتها ...ابتعدت الاجسام .. و لكن الروح ما زالت متعانقه ...ترفض الابتعاد


ربته حانيه فوق قلبه الخافق بجنون ...نظرات تشع ببريق العشق ...صوتا حاني يسأله باهتمام : قولي مالك يا حبيبي ...


كاد ان يتحدث الا انها وضعت يدها فوق ثغره و اكملت : حتي لو حاسه بالي جواك ...محتاجه اسمعك ...اكتر مانت محتاج تتكلم


ضمها بخوف و قال : خايف ...مش هقدر اتحمل ضياعك يا غاليه ...اتفتحت عليا جبهات كتير ...لازم اكون صاحي للكل...لو غفلت عن واحده ...هتضيعي مني ...و ده الي مش هقدر عليه 


ضمت راسه اليها بحنان تملس علي خصلاته الناعمه و تقول بقوه تبثها داخله كي يصمد امام الاتي : بس انا مش خايفه


عارف ليه...قولتهالك قبل كده ..انت خلتني اقتنع ان في رجاله علي كوكب الارض 


ابعدته قليلا كي تنظر داخل عينه و تكمل : بس انا دلوقت عندي يقين ...ان مفيش غير راجل واحد بس عليه ...انت يا حسن ...واثقه فيك اكتر من نفسي


رغم اني عارفه الي جاي صعب ...بس مطمنه بيك ...و مؤمنه بانك مش هتخزلني ...نظرت له بتوسل ثم اكملت : صح


قبلها برقه جامحه ثم ابتعد و قال : عمري ما اخذلك ...ابداااا


سالته بمزاح كي تخفف حده الموقف : الا صحيح يوم ما بعتلك الرساله دي و كنا قبلها بنتعارك ...عملت ايه....هههههه كنت عايز تقتلني صح


لم يضحك معها...بل تذكر شعوره حينها...ملس علي وجنتها بحنان و هو يقول : كنت حاسس زي العيل المنبوذ من الدنيا بحالها ...و امه جت قالتله انا بحبك اكتر من اخواتك


انتي ...انتي بس يا غاليه الي قدرتي تعيشيني كل حاجه اتمنيتها و اتحرمت منها


كوبت وجهه بحنان ثم قالت بنبره تقطر عشقا : عشان انت تستاهل كل الحلو الي فالدنيا يا قلب الغاليه ...بحبك يا حسن


اسند جبهته علي خاصتها ثم قال : بموت فيكي يا قشطه


ضحكت بخفه و قالت : قلب القشطه و ربنا


مر اسبوعان علي اخر ما حدث ...و قد اندمجت مني معهم بل احبتهم كثيرا


و الغاليه مستمره في اعطاء الدروس ..للشباب و معهم شهد التي اصبحت قريبه منها للغايه


و هم ايضا احبوها حينما وجدو لديها حنان الام الذي حرمو ثلاثتهم منه ...بل الاكثر من ذلك ...بدأو يتعاملو و كأنهم في قلب بيتهم


أذ في مره من المرات صرخ بها معاذ مقاطعا شرحها : كفايه بقي ...انا جعاااااان....


حرام عليكي يا شيخه مش كده


ضربته باحدي الكتب التي امامها ثم قالت بغيظ : اتهد بقي ..انت لازم تقاطع الدرس باي حجه ...ضيقت عيناها و سالته بشك : ولاااا ..انت جعان بجد و لا بتتلكك  عشان تلعب دور بابجي مع المزغوده الي جوه ....مانتو من ساعه ما اتصالحتو و انتو مقضينها لعب


ضحك محمد و قال : ابن اللعيبه ...جاب البت برشاش 


يس : بس سيلا مش سهله بردو ...مدخلاه مع تيم جامد


زفرت غاليه بنفاذ صبر : يا عيال اتهدو بقي الامتحان كمان خمس ايام ...هتعملو اااايه


معاذ بجديه : عيب عليكي ...احنا اااه نموت في الهلس ...بس مستقبلنا مافيهوش هزار


اكمل بنزق : المهم هتطفحينا و لا لا ...انا عصافير معدتي بتجعر


نظرت له بغيظ ثم قالت : خلااااص اكتم ...هحضرلكم الاكل و بعدها نكمل الكيميا كفايه الماني كده انتي زي الفل فيه الصراحه ما شاء الله


محمد بفرحه : ينصر دينك يا شيخه ...يا ريت تقولي الكلام ده لسياده العقيد عشان مطلع ايمانه و مش مصدق اننا بنذاكر بجد


و العقيد ياتي دائما علي السيره ...اتصل بيس العاقل فيهم و حينما رد عليه قال مازحا : ابني العاقل الي لو كدب عليا مش هيشم ضوفر البت ...ايه الاخبار من غير حوارات


و العاشق الصغير يرد سريعا بتملق : دانت حبيبي يا بوب و لا يمكن اخبي عليك حاجه


اطمن احنا توب التوب و الله حتي اسال غاليه


صرخ به بغيره : اااايه غاليه دي يابن الكلب ...هي بتلعب معاك


رد عليه بخوف و حيره : طب يتقلها ايه دي يا بوب و احنا نفصل منها اربعه


حسن بجنون : انت هتجلطني يا #### و ديني مانا سايبك انت و البهايم الي معاك


و البهايم الي معاه .....سمعو ما قيل من شده علو الصوت فصرخو برعب : و احنااااا مالنا ...منك لله يا يس الكلب


و من بين ضحكاتها اخذت الهاتف من ذلك المزهول ...رسمت الجديه و قالت : اهدي بس يا سيادت العميد ...الولاد زي الفل و الله اطمن


رد عليها بجنون : خلصت ياختي مفيش سيادت الزفت ...ولاد الكلب هارشين الي فيها 


تمالكت حالها و قالت بجديه زائفه : تمام حضرتك ...هما هيتغدو عشان من بدري مفصلناش و هنكمل


رد بغيظ : كماااان هتطفحيهم ...و ربنا ميحصل من غيري


لم تتمالك حالها علي رجلها الغيور فضحكت بحلاوه ثم قالت بكيد : تشرف يا فندم ...داحنا عاملين محشي انهارده ...لو بتحبو يعني


حسن بفرحه : قولي و المصحف ..ورق عنب و عصبان صح


غاليه : و بتنجان و كوسه 


حسن : طبعا منه الي عامله العصبان صح


وافقت علي ما قال فاكمل : حلو اوووي ...عامله بذياده و لا ايه ...اصل طه نفسه فيه و عايز يدوقه من ساعه ما العيال قو يشكرو فيه الاسبوع الي فات


انسحبت بعيدا ثم قالت : كله من خيرك يا حسن ....بس بجد كفايه كده ...انا مكنتش هاخد الحاجه الي بعتها من محمد الصبح  بس مردتش ازعلك


حسن برجوله : انتي هبله يا بت ...انا بعتبر البيت بيتي و ببعت طلباته


غاليه بعزه نفس : لا يا حسن انت من ساعه الولاد ما بقو ييجو و كمان وجود مني هنا زودتها اوي كل كام يوم تبعت اكل و شرب و حاجات كتير موجوده اصلا عندي


حد قالك اني بخيله ..و لا عويله مش هعرف اكرم ضيوفي


حسن برجوله و حسم : اسمعي الكلمتين دول عشان مش هقولهم تاني و لا هقبل انك تفتحي الكلام فالحكايه دي تاني


دور الرجوله الي كنتي عيشاه ده خلاص ...اوانه فات...انتي مسؤله من راجل ملزم بكل طلباتك و لا انا مش مالي عينك


كادت ان تقاطعه الا انه اكمل بقوه : قبل ما تكملي ...انا مش شاب مراهق ماشي مع البت بتاعته ...من يوم ما قولتلك بحبك....من اول مره لمستك ...و انتي بقيتي بتاعتي يا غاليه


كل حاجه ليكي و فيكي تخصني ...و انا الي يخصني بشيله جوه عنيه...فما بالك انتي الي شيلتك فقلبي و قفلت عليكي


انتفضت نورهان بزعر حينما فتحت رانيا الباب بقوه دون ان تطرقه...و قبل ان توبخها قالت بغل و غضب جم : .......


ماذا سيحدث يا تري


سنري


 انتظروووووني 


بقلم فريده الحلواني



روايه موسي الجزء الثاني


 الفصل السابع عشر 


بقلم فريده الحلواني 


اللمه...الحب...


النيه الصافيه


حينما يجتمعو علي مائده واحده 


تصبح الوجبه التي يتناولوها ....بطعم الحب


علي راس المائده كان يجلس حسن و حوله الجميع من الجانبين و علي الطرف الاخر اخيه


اخاه الذي تخلي عن جاكت حلته ...ليس هذا فقط بل شمر اكمام قميصه و بدأ يأكل بنهم كما لم يأكل من قبل


و الشباب يتمازحون بخبث ...اما الغاليه 


وجدت ...لمه العيله...التي لم تجربها من قبل


و منه التي كانت تنظر بزهول للذي يأكل بنهم ....كان يلاحظها منذ البدايه و الان...قرر ان يشاكسها مستغلا خوفها منه منذ اول لقاء


ترك الطعام فجأه ثم نظر لها بجديه ذائفه و قال : في حااااجه


انتفضت رعبا ثم قالت : هاااا...لا يا باشا ..انا بطمن عالطبق عشان لو خلص اجبلك غيره


و تنطلق الضحكات المرحه و يتدخل ولده الذي يفهم اساليب ابيه فيقول مدافعا عنها : لاااا ..الا مونه دي اطيب حد هنا يا بابا


طه بغيظ : لا يا شيخ ...مونه...و اطيب حد ...اجيب الدبل امتي يا استاذ محمد


و قبل ان يرد عليه كانت هي الاسرع حينما قالت بحزن : دبل ايه...ده زي ابني ...نظرت للشباب بتمني ثم قالت بصدق : ربنا يحميهم ...لو كنت بخلف مكنتش هتمني احسن منهم


معاذ بحب : كلنا ولادك يا منمن ...اكمل مازحا : احنا نعتبرو العزومه دي علي شرف المخلوع


تناست حزنها سريعا و ردت بمزاح و هي تلوح بيدها : ياخويا بلا هم ..دانا الود ودي ادبح عجل ...بس خساره فيه


نظرت لمعاذ بفرحه ثم اكملت : تصدق يا واد انا حبيتك ...حلو اسم المخلوع ده هههههه


ردت غاليه عنها بوقاحه : بالله ما يستاهل كتكوت مبلول رجاله عايزه الحرق بجاز وسخ


طرق الطاوله بقوه و قال بغضب جعل الجميع يصمت رعبا : بتتتت...لسان اهلك


خافت حقا و قالت سريعا : مش انت يا حسن ...مش انت


نظر للشباب ثم قال بتفاخر و ابتسامه شامته : شوفتوني و انا مسيطر


و تنطلق الضحكات بصخب امام اعينها التي تسع شرارا لوقوعها في فخه


فتقول بغيظ : بتضحك العيال عليا ...هشحكمهم ازاي انا بعد كده


محمد بشماته : القوي في الاقوي منه ...شوفتي عشان بتفتري علينا ربنا بعتلك الي يهدك


ردت مني عنها بخجل : هو في زي ابله غاليه و لا طيبه قلبها


نظر لها بشقاوه و قال : اخيرااا سمعت صوتك ...جمال و صوت كناريه يا ناس ..قلبي الصغير لا يحتمل


احمرت خجلا و ابتسمت حينما ردت غاليه بحمايه : ولاااا...هنا و تبعد ....دي خط احمر يا قمور...مش مكفيك العشروميت بت الي بتصيع معاهم


محمد بغيظ : ديما تقطعي برزقي كده


طه : انا حطيت صوابعي العشره في الشق منهم هما التلاته ...مش عارف طالعين صيع لمين


نطقت سيلا سريعا : طالعين لمعاذ...اصيع واحد فيهم


ستتوقف قلوبهم من كثره الضحك و معاذ يرد بغل : ياااا بت لسانك ..احنا مش عاملين هدنه و بنلعب مع بعض


صفق طه بقوه و قال بصعوبه من بين ضحكاته : اللهم صلي ...انا سمعت الكلمه دي فين قبل كده


احمرت غاليه خجلا ثم نظرت لحبيبها المبتسم و قالت : انت مبتسترش ...عاجبك كده


يس : لاااا ..انا الفضول هيقتلني ...لازم افهم يا لولو


قزفه حسن بالملعقه و قال بغيره : احترم نفسك يابن الكلب انت 


تفاداها سريعا ثم قال بغلب : نقولها ااااايه طيب ...اسمها محرم حد ينطقه ....و ابله و لا ميس عيب في حقنا ..نعمل ايه


رد ببرود : قولها يا حاجه


ياااااا ...حاااااجه


تلك الجمله خرجت من الجميع بصدمه في نفس الوقت ...عن اي ...حاجه..يتحدث


اما هو لم يهتم و قال : ناوليني حتت اللحمه الي هناك دي 


تبكي ...شعرت فجأه انها لا تقوي علي استيعاب اي شيء ...و تحولت الصفحات امامها الي امواج لا تري داخلها شيء


ريهام بحزن : اهدي يا شهد ...انتي بس عشان ضغطي نفسك الفتره الاخيره ...ريحي شويه و بعدين نكمل


ردت عليها من بين بكائها : مش شايفه حاجه يا ريمو ..الكلام كله داخل في بعض ...مش قادره اركز


ريهام : قومي اغسلي وشك و تعالي نعمل حاجه نشربها


شهد : يا بنتي انا من الصبح علي كده ...اليوم ضاع مني و مستفدتش حاجه ...اعمل ايه...اعمل ايه


و صديقتها لم تجد حلا امامها كي توقف انهيار رفيقتها الا ان ترسل رساله لمن له القدره علي احتوائها


و العاشق هرول بقلبا يخفق بعدما قرأ تلك الكلمات (  يا زعيم تعالي بسرعه شهد منهاره و انا مش عارفه اهديها ) 


دلف عليها بوجل ...لم يهتم بوجود صديقتها ...بل  جلس امامها علي عقبيه ...أخذ يمسح دموعها و هو يقول : مالك يا حبيبي ...ايه الي حصل...في حاجه وجعاكي ...حاسه بايه طيب


انسحبت ريهام بهدوء مغلقه الباب خلفها 


اما هي...نظرت له بحزن و قالت ببكاء مرير : من الصبح مش عارفه ازاكر ...الكتابه سايحه علي بعضها و مفيش كلمه عايزه تخش دماغي


قام من امامها ثم جلس و سحبها ليحتويها داخل ضلوعه


ملس علي شعرها بحنان ثم قال : اهدي يا صغنن بس ...بلاش تذاكري انهارده


نظرت له بزهول و قالت : ازااااي ...ده فاضل اسبوع عالامتحانات مفيش وقت


رد عليها بحكمه : و ضغط الاعصاب الي انتي فيه ده هيضيع باقي الايام


انتي ذاكرتي طول السنه و عملتي اكتر من الي عليكي كمان ...يبقي تسيبي الباقي علي ربنا...صح يا حبيبي


ردت عليه بخوف : نفسي انجح و افرحك يا موسي ...خايفه اوي ...لما الامتحان قرب حسيت ان نسيت كل حاجه


حاوط وجهها بحنان ثم قال : يا حبيب موسي انا فرحان بوجودك معايا ...مفيش فرحه اكتر من كده


هتنجحي و هتجيبي مجموع يدخلك الكليه الي انتي تختاريها ...انا واثق فيكي ...و عارف انك قدها


اراد ان يخرجها من تلك الحاله فغمز لها و اكمل بوقاحه : بت ...اوعي يكون ده كله فيلم عشان عايزه تمرين جمباز


ضحكت من بين دموعها ثم وكزته في كتفه و ردت بوقاحه اكبر : هو انا محتاجه اعمل حجه و لا ايه ...لو كده هتصل بيك اقولك اطلعلي عادي يعني ...و انت ما هتصدق 


ضحك و قال : احلي حاجه فيكي بجاحتك


غمزت بشقاوه و قالت : تربيتك يا زعيم...ملست علي صدره باغواء ثم اكملت : تعال اعملي مساج بقي عشان اريح اعصابي


عض شفته السفلي بجنون ثم كتف يديها خلف ظهرها و قال بغيظ : يا بت اتهدي ...مش كنت عامله مناحه و بتقولي مفيش وقت ...


ردت بوقاحه : مش انت طابع تهديني ...بدل ما نضيع الوقت في الكلام ...نعمل حاجه تجيب نتيجه اسرع 


كاد ان يملأ الدنيا صراخا من اغوائها له و هي تعلم انه لن يستطع المقاومه و لكنه سيحاول 


موسي : اسمعي الكلام يا عسل خليكي شاطره


شهد : و لا حتي قبله بوريئه


ضغط علي يدها و قال بغيظ : القبله البوريئه هي و الي بعدها مش هيخلصو غير بكره الصبح ...يبقي نتلم و نشوف الي ورانا


تطلعت له بنزق ثم قالت : خلاااص ..انت الخسران  علي فكره


زفر بحنق و قال بغلب : عااارف ...عارف 


اجتمع منعم مع المدعو عطيه ...و قال الاول : ايه الدنيا يا معلم ...هنبدأ شغل امتي


عطيه : انا كلمت واحد من التجار امبارح ...قالي الدنيا مقفوله و مش بيطلعو كميات ...


منعم بغل : و لو كان الزعيم هو الي هيتعامل كانو فتحولو المخازن ناس ####


عطيه : هو مفيش حل معاه خالص ...حتي يكلمهم يوصيهم عليك


منعم : انسي 


عطيه : في واحد ناس مكلمني عليه...انا متعاملتش معاه قبل كده ... بيقولو بيطلع كميه بس سعره حراق


منعم : و احنا هنستفادو ايه لما يعلي السعر علينا ...الناس بقت فهمانه غير الاول


عطيه بخبث : مانا قولتلك الحشيش مبقاش جايب همه ...تعالي معايه فالبودره و انت هتكسب الماظ مش دهب


نظر له بتردد ثم قال : مش سكتي ..و وقعتها باعدام يا عطيه 


عطيه : فال الله و لا فالك يا جدع ....مانا شغال بقالي سنين و لا في حاجه...جمد قلبك انت بس و شوف معاك كام و يلا بينا


نظر له منعم بقلق و لكن شيطانه هيأ له كم المكاسب الماليه التي ستعود عليه من وراء هذا السم الابيض ثم قال : هدورها فدماغي و اقولك


اذا كان امامها الان ستقتله ...او تحرقه حيا ....بعد ان قصت عليها رانيا ما علمته بعد تتبع طه و حسن ...كادت ان تجن 


نورهان : ازااااي ...و العيال كمان بيوديهم عندها ...معني كده ان الحكايه كبيره


رانيا بغل : اكبر مما تتخيلي ...انا دفعت دم قلبي للراجل الي جابلي كل المعلومات دي ....


نورهان : يعني هو مشي وري طه و شافه رايح هناك


رانيا : راقب الاتنين ...طه مراحش غير مرتين...انما جوزك الحبيب ...كل كام يوم بيروحلها ...يا اما بيقف بعربيته تحت بيتها بالساعتين 


نورهان : مين دي ...اهلها مين 


رانيا : انا جبت تاريخ حياتها هي و صاحبتها الي قاعده معاها ...لسه خالعه جوزها انهارده


نورهان بغضب : انا لازم اقول لانكل محمد ...محدش هيقدر عليهم غيره


رانيا بخبث : اهدي بس لان الموضوع كبير و مش سهل ...لازم نخطط كويس عشان نوصل للنتيجه الي ترضينا


نظرت لها نورهان بعدم فهم و قالت : مش فاهمه ...نعمل ايه يعني


رانيا بدهاء : لاااا ...هنعمل كتييير اوي يا روحي ...عشان لما نضرب ضربتنا....تبقي القاضيه


لا احد يستطع الشعور بفرحته الطاغيه الان ...اخيرااا اعطته الفرصه كي يتحدث معها 


و هو سيستغلها علي اكمل وجه


جلس معها في صاله منزلها بعد ان تركت لهم امها المساحه كي يتحدثو بحريه 


اخذ نفسا عميقا ثم قال : مبدئيا انا مش عارف اوصفلك شعوري و انا قاعد قدامك ...مش مصدق نفسي ....اخيرا حنيتي عليا و هتسمعيني


لن تضعف ...هكذا قالت لحالها و ردت بتجهم : انا قولت اخلص من مطارداتك ليا ...انت اصلا زودتها اوي ...اتفضل قول الكلمتين الي عايزهم عشان نخلص


جز علي اسنانه كي يكتم غضبه ثم قال بهدوء : ارفعي ايدك


نظرت له بعدم فهم فاكمل بعدما رفع كف يده هو امامها : عندك خمس صوابع هل في واحد شبه التاني 


ابتسمت بسخريه و قالت : احنا بنيأدمين مش صوابع يا فادي باشا ...و من خلال تجربتي الرجاله كلها صنف واحد


يعملو المستحيل عشان يوصلو لاي واحده ست ..و بمجرد ما يمتلكوها ...الوش البشع بيظهر


فادي بحكمه : دول اشباه رجال يا ميرو ...و زي ما في رجاله زباله ...في ستات تستاهل الضرب بالنار


نظر لها بقوه ثم اكمل : انتي مش ضعيفه ابدا يا ميرو ...بلاش تخلي تجربه فاشله تدمر حياتك ...انتي ست جميله و مثقفه ...و شاطره في مجالك ...يبقي ليه تفقدي الثقه في نفسك بسبب واحد كان مريض ...ليه تديلو الفرصه انه يحطمك حتي بعد موته


حديثه الذي تمنت ان تسمعه منذ زمن ...جعل الفتاه الهشه المختبئه داخلها تظهر رغما عنها


دمعت عيناها ثم قالت بقهر : انا عمري ما سمعت الكلام ده منه ...كان ديما يقولي ...انتي فاكره نفسك ست....انتي فاشله ...اقعدي من شغلك البيت بقي معفن


مع اني بدخل من شغلي عالمطبخ ...و الاقيه  بالعند مبهدل البيت الي اصلا مفيهوش غيرنا


كنت بشوف نظرات الاعجاب في عيون الرجاله ...ارجع ابص لنفسي فالمرايه و اقول طب ليه مش بشوف ده في عينه هو


حتي لما اكتشف انه عقيم ...بقي يذيد في اهمالي بدل ما يحتويني ...حتي في العلاقه ...الي اصلا كانت كل تلت و لا اربع شهور مره ...كان اناني ...و لما اكلمه يقولي العيب فيكي انتي ...لو كنتي ست بجد كنتي حركتيني


بكت بقهر و هي تكمل معاناه سنين عاشت فيها مرغمه : كان يشتكي لاهلي مني من ورايا ...قالهم كلام بشع عني 


و في اخر ايامه لما حس بالعجز ...كان ياخد منشط و يغتصبني ...مكنش بيرحمني حتي لو نزفت ...كرهت لمسته ...كرهت المكان الي بيجمعني بيه


دي كلها مجرد عناوين لقهر و زل و اهانه عشت فيهم سنين ...بس بين السطور وجع محدش يقدر يتحمله


تفتكر بعد ده كله ممكن اثق في راجل و سلم نفسي ليه 


غليان ...كل ما يشعر به الان ...دما يغلي داخله ...و سباب لا يعلم من اين اتي به يلقيه علي ذلك المجحوم ...


حالتها لا تحتاج مجرد بضع كلمات تواسيها


بل هي تحتاج اكثر من ذلك بكثير


تحتاج زراعان يضماها بقوه و حنان ...و هذا نا فعله دون تردد


سحبها فجأه حاضنا اياها...بل كان يخبأها داخل صدره الذي اصبح مثل المضخه من شده خفقان قلبه


ربته فوق الكتف مفادها انا معك...قبله حانيه فوق الراس يملأها الاعتزار 


و غريقه ..وجدت طوق نجاه تتشبث به و قد اطلقت العنان لدموعها ...بل لحديثا دفن داخلها منذ سنين


تشبثت به و قالت شاكيه : انا مش وحشه يا فادي...عمري ما خنته رغم انه يستاهل الخيانه


كنت لما احس اني هضعف قصاد كلمه خلوه سمعتها من حد ...اجري عليه


اقول انا محتجالك ....اهتم بيا ...انا اولي باهتمامك الي بتديه للكل الا انا


كنت بشحته ...مش عشان عايزاه...عشان احمي نفسي و مضغفش ...و نجحت من غيره يا فادي ...صدقني نجحت


بس هو قال غير كده ...شوه سمعتي ...تخيل يوم ما مات كان بيقول لماما بنتك بتاعت رجاله


فقط ...اخر ما استطاعت نطقه تلك الكلمه ...تركها تبكي ...تركها تسقط عن كاهلها هم و وجع سنوات ...كي تولد داخل حضنه من جديد بعد ان تتخلص من شوائب الماضي القميء


و بعدها سياخذ بيدها و لن يتركها حتي تعود الي سابق عهدها


حبيبته التي عشقها منذ ان كان في ريعان شبابه...كانت مليئه بالحيويه و النشاط


بل كانت تملأ المكان بهجه و ضحك...


سيعيدها ...هذا وعدا قطع علي حاله دون ان يتفوه به ...و سيفي به مهما كلفه الامر


دائما الوقت الحلو ينتهي بسرعه ....ها قد جاء وقت الرحيل بعد قضاء وقتا من اجمل ما يكون


وجه حسن حديثه للشباب قائلا : ااايه ..شايفكم معسكرين هنا مش يلا


معاذ : لا لسه شويه يا بوب هنكمل  مذاكره هنا و نرجع بالليل


طه : اتلم ياض انت وهو خليكو خفاف كده مش هينفع


محمد بغيظ : لما تلم انثي العنكبوت الي منتشره فالبيت


نظرو له بعدم فهم فاكمله عنه يس :  الست رانيا يا سارق قلوب العزاره....


فهمها ان احنا بقينا شحطه بالله عليك


كل خمس دقايق تدخل علينا تدلدق حنيه ناشفه ...قام بتقليدها ...ااايه يا ولاد


محتاجين حاجه...اجبلكم سندوتش...انا هقعد معاكم عشان لو احتاجتوني


اكمل بنزق : هي بترسم علي ابونا ...احنا مال امنا 


و هنا ...لا احد يعلم لما تلاقت اعين منه و طه


هي تنظر له باتهام لا تعلم مصدره


و هو ينظر بدفاع و كأنها تهمه التصقت به و يرجوها الا تصدقها


و بعدها قال حتي يثبت ذلك : حسن ..خلصني من امها عشان انا جبت اخري ..انا واحد احب اخلص شغلي و ارجع اريح في بيتي ...من يوم ما جت و انا متشرد في الشوارع


ابتسامه لا اراديه ارتسمت فوق ثغرها حاولت حبسها حينما زمت شفتيها معا


و دقه قلب راضيه تنم عن ارتياح داخله بعدما اوضح الامور ...و ذئب يتربص للاثنان لا تفوته شارده و لا وارده


يشاكس اخيه قائلا : من عونيه يا شيخ طه...هو احنا عندنا اعز منك ...هكرش امها اول ما اروح...بس باقي النسوان الي علي فونك هتعمل فيهم اااايه


برقت هي ..و انتفض هو قائلا دون وعي : و ربنااااا ما حصل 


و تخرج الضحكات الحلوه من الجميع ...صافرات شباب ..فتيات تصفق ...و طيبه القلب تخجل و تريد القول : لا يوجد شيء ...لما كل هذا 


و وقح لا يعنيه كل ما يحدث ...يلف زراعه حول خصر من الهبته بضحكاتها الجميله ...تصدم هي من جرأته ...و يقول هو بوقاحه و اقرار : اااايه بتاعتي ...خلاص بقي يا استاذه دول ولاد ستين كلب هرشو الحكايه من قبل ما اوصل بيهم هنا


خجله ...مكسوره ..ضعيفه ...تفرك يداها بقوه حتي كادت ان يتاكل جلدها 


ابتسم طارق بحنو و قال : اسمعيني كويس يا ريم ...انا خلاص بقيت المحامي بتاعك....حابب نتعامل مع بعض باريحيه عشان اقدر افهم منك كل التفاصيل الي محتاج اعرفها ...ساعديني اخرجك من هنا


دمعت عيناها و قالت بتأنيب ضمير : انا مش هسامح نفسي ابدا ان خليتك تسيب شغلك ....مش قادره ابص في وشك و الله...حتي لما جتلي المره الي فاتت مكنتش قادره اتكلم بسبب كده 


طارق : انا الي مكنتش هسامح نفسي لو معملتش كده ...انا مؤمن ببرائتك و مش هرتاح غير لما اثبتها


نظرت له برجاء و سالت بخزي : هو انت شايفني كويسه


ابتسم و قال بصدق : عندي خمسه و اربعين سنه ...مقبلتش فيهم احسن منك


رغم خجلها الا انها سالت بزهول : معقوله ...انا فكرتك كبيرك سته و تلتين


ضحك بخفه و قال : جيم و رياضه بقي و كده ...و متجوزتش فالبتالي اترحمت من النكد و مبنش عليا سني


تناست حالها و قالت بغيظ : يا سلاااام ...يعني الستات هما الي نكديه و بتعجزك ...شوف ازاااي


ضحك بوقار فرحا بنجاحه باخراجها من تلك الحاله التي كانت عليها


تطلع لها بنظرات هو نفسه لا يعلم ماهيتها و قال : خلاص يا ستي و لا تزعلي ...احنا الي رجاله نكديه حلو كده


شعرت براحه تغمرها لم تذق حلاوتها من قبل  و بعدها بدأت تقص عليه ما حدث بادق التفاصيل الذي كان يطالبها بها كي يستطع الامساك بطرف الخيط الذي ستكون نهايته ...الخروج من هنا


و بعد فتره انتهيا من الحديث حول القضيه ...و جاء وقت الربت علي قلبها بهذا الخبر الذي يعلم انه سيسعدها


طارق : اخر حاجه قبل ما امشي ...اطمني علي مني ..هي معايه في امان


انتفضت من مجلسها و قالت بعدم تصديق : بالله بجد..ازاي ...هي جتلك ..هربت منهم ..فهمني ابوس ايدك


طارق : اهدي يا ريم و انا هحكيلك ...بعد المحكمه اخوكي ضربها ...و انا قابلتها صدفه و خدتها و عملت محضر بس هو هرب ...و هي حاليا قاعده عند ناس تبعي و بكلمها كل يوم 


ريم بخوف : ازاها يعني ..حصلها حاجه ...و الناس الي هي عندهم وافقو عادي و لا هي بتشتغل خدامه عندهم و لا ايه


تطلع لها بعتاب ثم قال : هي دي فكرتك عني ...هشغل اختك خدامه فالبيوت


ردت سريعا :بندم : و الله ماقصد ...انا بس عايزه اطمن عليها حتي لو فعلا بتشتغل خدامه هيبقي أئمن ليها من الحيوان ده


تفهم موقفها و قال : فاهم و مزعلتش ...هي قاعده مع اتنين ستات كويسين جدا  تبع  ظابط صاحبي ...و في اقرب وقت هجبها عشان تشوفيها و تطمني


ابتسمت بارتياح ثم قالت بامتنان : مهما اعمل مش هقدر اوفي جمايلك ...ربنا يجبرك و يراضيك ...زي مانت جابر بخاطري انا و اختي


مر سريعا اكثر من شهر لم يحدث فيه اي جديد ...او هكذا نظن


و لكن الحدث الابرز كان هو انتهاء الشباب و معهم شهد من اختبارات الثانويه ابتي ارهقتهم حقا 


و ها قد حان وقت خروج الافاعي من جحورها


فقد اجتمعت قوي الشر معا في مكانا واحده ...علي ماذا ينتوون...و الي اين  سيصل بهم الامر لتحطيم كل ما هو غالي 


حقا...لا نعلم


فلندعو الله ان يجعل كيدهم في نحورهم


ماذا سيحدث يا تري


سنري


انتظروووووني 



رواية موسي الجزء الثاني 


الفصل الثامن عشر


 بقلم فريده الحلواني 


يا من تجري مكان الدم في اوردتي ...رحماكي وقت الفراق


سينطق لساني بما لا يهواه قلبي


اتوسلك ...بكل كلمه احبك خرجت من قلبي العاشق لكي


الا تصدقيني... أحبك ..و كفي


انفتح الباب بقوه جعلته ينتفض من غفوته الطويله التي كان يحتاجها منذ عده شهور قضاها هو و اخوته في الاهتمام باهم سنه في حيات من هم في مثل عمرهم


تطلع لها بغضب مكتوم ثم قال و هو يحاول ان يستعيد وعيه : في ايه يا ماما ..حد يعمل كده


اقتربت منه نورهان بعد ان اغلقت الباب ثم قالت بغيظ : مش ملاحظ انك بدأت تتطاول عليا ...ايه مفيش احترام


فرك وجه بقوه في محاوله منه للافاقه ثم قال : ليه بس يا ماما ...انا عملت ايه اصلا انا بقالي كام شهر مسحول في الثانويه العامه و مصدقت خلصت عشان انام


اعطاها الفرصه لامساك طرف الخيط ...نظرت له بخبث يملأه الغضب ثم قالت : فعلا ...لدرجه انك مكنتش بتقعد فالبيت و ديما مع ولاد عمك الي اصلا معرفش ايه الي مخليك مرتبط بيهم للدرجه دي ...ممكن اعرف كنتو بتروحو فين طول اليوم


معاذ بغضب لم يستطع التحكم به : ماماااا...من فضلك دول مش ولاد عمي دول اخواتي ...قولتهالك مليون مره دول اخواتي فعلا و لا يمكن هسمح لحد مهما كان مين يبعدني عنهم


اما بقي كنا بنروح فين...مش شايفه ان السؤال ده متاخر اوي


انتفضت من مجلسها و قالت بصراخ : مش هتسمح لحد...انت واعي للي انت بتقوله...بتفضل ولاد ملهمش ام ...عليا ...تقدر تقولي مين رباهم ...غير باباك الي علمهم البجاحه و قله الادب


قابل غضبها بغضب اكبر و لم يشعر بحاله و هو يقول بقهر : علي الاقل ليهم عزرهم ...امهم سابتهم و بعدت


انما انا و اختي ...الاسم معانا ام ...لكن فالحقيقه عمرنا ما حسينا بيها...النادي و صحباتها التافهين و اهلها اهم عندها مننا


تعرفي ايه عني انتي ...اهم سنه في حياتي مكنتيش جنبي فيها ...متعرفيش حتي باخد دروس فين


قبل ما تتكلمي علي ابويا الي برغم شغله و مسؤلياته اهتم بينا و مسبناش نضيع زي الشباب الي في سننا


شوفي نفسك انتي فين من حياتنا يا نورهان هاااانم


غليان داخل اوردته...صحق اسنانه كي يكتم المه و غضبه بعدما تلقي منها صفعه فوق وجنته


و بعدها صراخ هستيري ...قالت بغل : ااااخرس يا حيوان ...هي دي التربيه...بتعلي صوتك علي امك و بتغلط فيها ...انا هعرف اعيد تربيتك من اول و جديد...هستني ايه من بتوع الحواري الي اتلميت عليهم


نورهاااااان...صرخه خرجت باسمها مثل زئير الاسد الغاضب جعلتها تنتفض رعبا


اقترب ناحيتها و قال بغضبا جم : ايه الي بتعمليه ده ...في ايه ...و مين بتوع الحواري الي بتتكلمي عنهم


نظر لولده الذي يحاول كبح دموعه ...راي بسهوله علامات اصابعها فوق وجنته


تحولت عينه الي اللون الاحمر من شده غليانه ...امسك وجه ابنه و قال : هي ضربتك


معاذ بقهر : افتكرت تربيني بعد تمنتاشر سنه يا بابا ....و فقط انطلق تجاه الخارج منتويا الذهاب لاحدي اخوتيه كي يبدل ثيابه لديه و يترك المنزل باكمله بعدما شعر بعدم قدرته علي التنفس داخله


اما اباه ...حقا اصبح لا يري امامه ...فعلتها مع ابنته...و الان مع ولده ...


اخذت تبتعد للخلف كي تحمي نفسها من بطشه المحتم ...و لكن هيهات


كان هو الاسرع منها حينما امسك زراعها لفه بقوه خلفها مما جعلها تصرخ بالم لم يهتم به و هو يقول بجنون : ولاااادي خط احمر ...ضغط علي زراعها بعنف حتي سمع صوت فرقعه عظامها مما جعلها تكاد تموت الما ثم اكمل : اكسر اااايدك الي اتمدت عليهم يا بنت الكلب يا واااااطيه...انا بكرررهك ...و كل يوم كرهي ليكي بيذيد ...مبقتش طايق ابص فخلقتك


و ما بين صراخها ...و تصميمه علي كسر يدها التي امتدت علي ولده...كان ابيه و امه يتجهان نحو مصدر الصوت و معهم رانيا


 قابلو في طريقهم معاذ الذي يجري دون ان يهتم بهتافهم عليه...و يلحق به يس الذي رفض ان يتركه وحده في تلك الحاله


بشق الانفس استطاع ابيه و رانيا ان يبعدوه عنها


بالفعل ابتعد بارادته بعد ان فعل ما اراد ...


محمد بغضب : انت خلاااص فجرت ...بتضرب مراتك تاني ...انت عايز تخرب بيتك


رد عليه بغضب اكبر : هو فين البيت ...انت مصدق نفسك ...بتحاول في ايه انت


احتضنت رانيا اختها التي تبكي و تمسك يدها التي تحول معصمها الي اللون الازرق و بدات في الانتفاخ ثم قالت : مش وقته يا انكل ...شكل دراعها اتكسر لازم تروح المستشفي


لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين



ذبيده ببكاء : ليه كده يابني


رد عليها و هو يتجه للخارج : ضربت ابني الي بقي اطول منها ...و كده جابت الاخر معايا...و فقط تركهم دون اضافه المذيد و لم يهتم حتي بسباب ابيه الذي يطالبه ان يأخذ زوجته الي احدي المشافي


لا يعلم اين يذهب ...يشعر ان الدنيا ضاقت به...لا يستطع تحمل ما حدث ..و رجولته تمنعه من البكاء


كل ما يحاجه الان ان يشعر بالدفيء ...احساسه بالسقيع يخترق عظامه جعل المه يذداد اكثر


اخيرا قرر ان يحادث يس الذي يقود السياره دون هدف


نظر له و قال بصوت يملأه الحزن : وديني عند غاليه


القي عليه نظره سريعه ثم انتبه للطريق و قال بتردد : دلوقت ...طب نتصل بيها


تنهد بهم و قال : هي فالبيت متقلقش ...الي زي دي بتعرف تحترم كلمه راجلها و طبعه يا يس ...عارفه ان ابويا بيغير عليها ...مش هتكسر كلمته


انا بس محتاج احس ان في وسط ناس حقيقيه ...هتحس بيا من غير ما تكلم ...


و الغاليه فتحت الباب ثم نظرت لهم بفرحه رغم استغرابها و قالت بمزاح : ايه ده ...اخص عليا انا قولت هتطلعو واطيين و هتنسوني


ابتسم بهم و قال : الي يعرفك ميقدرش ينساكي اصلا


تدخل يس بمزاح : أثبت ...كده دخلت منطقه خطر و الباشا هينفوخنا


لاحظت بسهوله نظرات عيونه المتوسله ان تحتويه ...امسكت كف يده مثل الطفل الصغير ثم سحبته معها الي الداخل و هي تقول : بس يا واد انت ...و لا انت و لا الباشا بتاعك يقدرو ينطقو بكلمه ...معاذ يعمل الي هو عايزه


تدخلت منه قائله بشماته : طب يا ريت تفضلي اسد كده لما تلاقيه قدامك


مثلت الخوف و قالت : مش انتو هاسترو عليا و لا ايه...الفتنه اشد من القتل علي فكره


ضحك معها بهم بعد ان جلس


حل الصمت قليلا و قطعته سيلا ...شبيهه امها و قد ورثت الفطنه منها


لاحظت تغيره ...جلست جانبه ثم قالت و هي تعطيه الهاتف : ذيذو ...في ليفل مش عارفه اعديه ...و الواطيين باعوني


ابتسم لها ثم عبث في خصلاتها الناعمه و قال : انتي الوحيده الي بتدلعيني يا سولا...تعالي اوريكي تفروميهم ازاي


اندمج مع الطفله بينما نظرت غاليه الي يس ...في اشاره منها ان يتبعها


دلف معها المطبخ فسالته باهتمام : ماله ...مين الي ضربه ...حسن


يس : لا ...امه ..و الدنيا والعه هناك


غاليه : ليه ايه الي حصل


يس : معرفش احنا اصلا نايمين من امبارح بعد ما خلصنا اخر امتحان....لقيته داخل عليا يغير هدومه و مش عايز ينطق


مقدرتش اسيبه لوحده و محكليش بس سمعت عمو بيقول ضربت ابني


غاليه بغل : الهي تتقطع ايديها...دي صوابعها معلمه في وش الولا ...ايه الغباء ده


نظر يس الي هاتفه الذي يضيء باسم ابيه تاره و عمه تاره اخري


ثم نظر لها بحيره و قال : معاذ ساب فونه فالبيت و مش عايزني اقول لحد احنا فين ...و ابويا و عمي مش مبطلين اتصال اعمل ايه


سحبت منه الهاتف و قالت بحسم : متعملش ...انا هتصرف روح اقعد معاهم و انا هرد عليه و اجيلكم


فتحت الهاتف قبل ان ينتهي الاتصال ثم قالت بصوت عالي قبل ان تدلف الي غرفتها : منه....اعملي شويه سندوتشات للعيال علي ما اجيلك


ابتسم باطمأنان بعدما سمع صوتها عبر هاتف يس ...بالطبع هم هناك


اغلقت الباب خلفها و قالت : ايه يا حبيبي ...اطمن الولاد عندي


تنهد بهم ثم قال : ماهو لازم يبقو عندك ...بقيتي ملجأ للكل يا...غاليه


ردت بيقين و صدق : قلبي و بيتي مفتوحلك انت و كل الي بتحبهم يا حسن ...انا مبسوطه انه جالي احسن ما يروح مكان منعرفش نوصله


حسن بغل : بنت ميتين الكلب بتضرب الولا ...دانا هطلع ميتين ابوها


غاليه بحكمه : اهدي يا حبيبي بالعقل


حسن : عقل اااايه ياما ...انا كسرت ايديها و لسه مش هسبها


غاليه : حسن....بلاش ...اهدي و فكر عشان خاطر الولاد ...انت مش متخيل معاذ عامل ازاي رغم انه متكلمش بس هم الدنيا جوه عنيه


عشان خاطري و خاطرهم حلها بالعقل


في منزل ريهام التي ما زابت تتجرع المرار من ابيها الذي يرفض شريف رغم اتمام الخطبه


كانت تحادثه عبر الهاتف ..تفاجات بابيها يدلف عليها دون استأذان و يقول بغضب : احنا مش قولنا نخف التليفونات دي ...لو جبتي اقل من مجموع الطب مش هتكملي معاه عشان هو السبب


ريهام ببكاء : يا بابا


معوض بغباء : بلا بابا بلا ياما ...هاتي الزفت ده


وضع الهاتف علي اذنه كي يحادث ذلك الغاضب الذي تحمل منه الكثير من اجلها هي فقط


معوض : اااايه يا استاذ ...هو ليل نهار لك كده ...معندكش شغل ..دي خطوبه مش كتب كتاب


شريف بهدوء غاضب : انا لسه مخلص شغلي امبارح يا عمي ...و مستعد اكتب عليها انهارده لو ده يريحك


معوض : لاااا ...انسي ...قبل الفرح بيوم ده لو تم يعني ...و فقط ...اغلق الهاتف في وجهه دون حتي ان يلقي السلام


نظرت له ريهام بلوم من بين دموعها بينما قالت الام بغضب لاول مره : لييييه كده حرام عليك...انت ديما منكد عليهم


الراجل شاريها و متحمل الي محدش يتحمله عشان خاطرها...عايز ايه تاني


معوض بغيظ : مش طايقه ..مش نازلي من زور


الام بحسم و دون مواربه : بقولك اااايه ...انت كنت بترفضه عشان عشمان ان ابن اخوك يتقدملها


و لما عرفت انه حاطط عينه علي واحده تانيه وافقت علي شريف


الواد مش مخلي في جهده جهد عشان يرضيك و بيعشق بنتك عايز ايه تاني


عايز تطفشه عشان ابن اخوك خطوبته باظت ...و عزه جلال الله ما هسيبك تخرب عالبت يا معوض ...حتي لو حكمت هاخدها و امشي سااااامع


تقابل مع اخيه قبل ان يذهب الي غاليته كي يطمأن علي ولده ...و لكن طه كان له رأيا اخر


قال له بحكمه : بلاش تروح دلوقت يا حسن ...خلص شغلك و نروح سوي بالليل انت عارف معاذ ...نفسه عزيزه و هيتوجع اكتر لو شوفته في الحاله دي


حسن : يعني ايه ...اسيبه كده لوحده


طه : انت عارف انه مش لواحده و غاليه كل شويه بتتصل تطمنك عليه ...


حسن بهم : انا هطلقها ...خلاص كفايه كده


طه بتعقل : بردو مش هينفع ...بلاش تفتح علي نفسك جبهات مش هتقدر تصد عليها كلها في وقت واحد


اساسا ابوك اتصل بيا و خارب الدنيا ...روحتلو المستشفي و فضلت معاهم لحد ما الدكتور جبسها و روحتهم


و طبعا مش قادر اقولك عالمناحه الي عملاها هي و الحيزبونه التانيه


حسن باستغراب : هي مراحتش بيت ابوها


طه بحيره : ده الي هيجنني ...انا توقعت كده ...بس شوفت رانيا بتوشوشها و بعدها نورهان سكتت و رجعت معانا...حتي مبلغوش امها كالعاده


لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين



حسن : يبقي كده في حاجه ...و حاجه كبيره كمان ...اخر حاجه كانت بتقولها للولا اتلميت علي بتوع الحواري


طه : تفتكر عرفت حاجه عن غاليه ....بس ازاي ايه الي هيوصلها ليها...و لو كده ادام ساكته يبقي ناويه علي سواد


كاد ان يرد عليه الا انه وجد ابو ذياد يتصل به...رد عليه قائلا باهتمام : هااا في جديد


رد عليه بغيظ مكتوم : الي انت شاكك فيه حصل يا باشا


قام بفتح مكبر الصوت كي يسمع اخيه ما حدث و قال : قول الي وصلتله بالظبط


ابو ذياد : بقالي اسبوعين مراقب سعد يا ريس ...و في مرتين راح النادي الي ولاد سعادتك مشتركين فيه


بس اول ما بيدخل بيختفي جوه اوضه مكتب يقعد نص ساعه و يطلع


المهم قابل بعدها واحد مالمرشدين الي شغالين فالمكتب ....و بعد كام يوم قابلو تاني و اخد منه ظرف


حسن باهتمام : هاااا و بعدين عرفت كان في ايه


ابو ذياد : الواد مجاش سكه بالذوق ...سحبته عندي انا و الرجاله انهارده الصبح ...و فين يوجعك لحد ما قر عالي فيها


طه بنفاذ صبر : اخلص يا محمد


رد سريعا : سعد كان موصيه يراقب بيت الست ام سيلا ...و كل الي راح عندها الفتره الي فاتت كلها مصوره ...الظرف كان فيه صورك انت و البهوات الصغيرين و طه بيه


حتي مني و طارق باشا ...و طبعا سعد ميعرفهاش فالواد جبله قرارها


حسن بجنون : يا ولاااد #### ...دانا هطلع ميتين ابوووهم ولاد ####


طه بتعقل : اهدي بقي ياخي مش كده ...ادام راح النادي يبقي قابل رانيا يا نورهان ...زم شفتيه بحنق ثم قال : اقفل انت دلوقت و خالي الواد عندك لحد ما نكلمك


اخذ حسن يضرب علي المقود بقوه و غل مع كم من السباب اللازع الذي وجهه الي زوجته و الحرباء الاخري


منعه طه بالقوه كي لا يتأذي و قال بصياح غاضب : اهدي بقي يا اخي مش كده ...كل ده مش هيفيد ...هما كده سبقوك بخطوه لازم نفكر صح لانك مش ضامن ايه الي مرتبنله


حسن بغضب : طب تبقي تلمس شعره منها ...و انا ادفنها حيه


طه : الخوف مش منها ...الخوف من ابوك الي اكيد هتبلغه بكل ده ...ده لو مكنش عارف مالاساس


انطلق حسن بسرعه جنونيه و هو يقول بحسم : يبقي انا الي هحطهم قدام الامر الواقع ...اما اشوف هيقدرولي علي اااايه


و للاسف ...لا يعلم ان ما يقدرون عليه عقله لن يتخيله


فبعد ان عادت نورهان و رانيا الي الفيلا بناء علي اصرار الاخيره


طلبت من اللواء محمد ان تحادثه علي انفراد


و بمجرد ان اغلق باب المكتب عليهما ...انهارت في بكاء مرير برعت في اتقانه


محمد : في ايه يا بنتي ...لو تعبانه اجلي اي كلام لحد ما ترتاحي


نظرت له بمسكنه و قالت : مش بعيط عشان تعبانه يا انكل....وجعي من خيانه ابنك اكبر بكتير من كسر ايدي


محمد بوجل : خيانه ايه يابنتي ...مش هتوصل للدرجه دي


نورهان : لا وصلت ...و انا عشان لسه شاريه جوزي و مش عايزه اخرب البيت ...سكت


بس توصل انه يضربني عشانها ده مش هقدر اتحمله


محمد : اكيد انتي فاهمه غلط


قامت بالاتصال علي اختها كي تاتي لها بالادله ثم قالت : حالا هثبتلك كلامي


في غضون بضع دقائق كانت رانيا تاتي اليهم و معها صور اولاده و احفاده و تاريخ غاليه و منه باكمله


فحص كل شيء وهو يغلي من الغضب ...كان يعلم كل هذا و لكن اعتقد انها مجرد نزوهو ستنتهي مثل سابقتها


و حينما شعر ان الامر اكبر من ذلك ...قرر ان ينتظر لحين انتهاء اختبارات احفاده و بعدها ينهي الامر حتي لو بالقوه


و لدهائه كان قد رتب و دبر كل شيء اذا ما رفض ابنه ان يتركها


وضع ما بيده فوق المكتب ثم قال : كل ده بكره هينتهي ....نظر امامه بشر ثم اكمل : بكره جوزك هيرجعلك ...لو مش برضاه ...يبقي غصب عنه


و ولده قد اتخذ قراره الذي لا رجعه فيه


طه : انت رايح فين فهمني الي في دماغك


حسن بحسم و تصميم : هتجوزها ...و دلوقت


طه بصدمه : انت اتجنيت ...اصبر مش هينفع ابوك مش بتاع امر واقع


اخرج حسن هاتفه و اتصل بفادي و حينما رد عليه قال بامر : هات ماذون و تعالي علي بيت غاليه حالاااااا


فادي بصدمه : مش فاهم


صرخ به بغضب : اااايه الي مش فاهمه ...نص ساعه و تكون عندي بالماذون....


اغلق معه ثم اتصل بطارق و حينما رد عليه ايضا قال بامر : طارق تعلالي حالا علي بيت غاليه


طارق بقلق : في ايه ...مني حصلها حاجه


زفر بنفاذ صبر و قال : لاااااا ...انا الي عايزك ...نص ساعه و هكون هناك يلااااا


لم يستطع طه ان يتفوه بحرف ...يعلم اخيه جيدا لن يتراجع عما انتواه ...و ليحترق العالم ...وما كان منه الا ان يكون في ظهر اخيه لاخر نفس يخرج منه


بينما كان البيت الغافل جميع ما فيه عما يحدث تنطلق الضحكات علي يس الذي يحادث اخيه بنزق و يقول : انت نايم مع اهل الكهف يابني ....يعني محستش بالصوات و لا كل الي حصل


كان يرتدي ثيابه سريعا و هو يحادثه قائلا : و ربنا ما حسيت ينهااار فوحلقي ...معاذ اضرب و ساب البيت ...و انثي العنكبوت دراغها اتكسر ...اكمل بغيظ : و انتو عند الغاليه يا اندال و انا معرفش...انهي حديثه بالخروج مهرولا و هو يقول : نصايه و هكون عندكم يلا اقفل


الجميع حضر تباعا و يقف علي مسافه ليست ببعيده عن المنزل كما رتب حسن ...فقد امر ابو ذياد بالحضور هو وبعض الرجال كي يتفقدو المكان و يرو اذا كان يوجد احد يراقب البنايه ام لا


و بعد ان اطمأن اتصل عليه و قال : كل تمام يا باشا ...مفيش حدا ...اصلا هو الواد الي عندي بس الي كان مراقب المكان ...و سعد ميعرفش ان قفشناه


اشار حسن لطارق و فادي المصطفين بسيارتهم خلفه كي يلحقو به


و بمجرد ان وصلو اسفل البنايه وجدو محمد يغلق سيارته


نظر لهم بتوجس ثم قال لابيه : في ايه...العصابه كلها حاضره عشان معاذ ...و لا في مصيبه اكبر


طه بغلب : في اعصار هيقوم دلوقت يابني ...يلا نطلع معاهم و هتفهم


صفق بيديه و قال بمزاح : اللهم صلي ...اموت فالاكشن


و كعادته كل مره ياتي و معه رجال ...يتصل عليها كي يخبرها و يأمرها بارتداء شيئا محتشما


و هذا ما جعله يبتسم رغم ملامحه المتجهمه حينما رأها بزي متسع عليها لا يظهر ايا من فتنتها


اما هي ...تطلعت له و من معه بتوجس ثم افسحت لهم المجال كي يدلفو الي الداخل....


امسكت يده و قالت : في ايه ...انا مش مطمنه ...و مين الراجل الغريب ده


نظر لها بعشق ثم قال بطريقه جعلتها تفتح فاها من شده الصدمه : ده الماذون الي هيجوزنا دلوقت


شل لسانه ...توقفت جميع حواسها ...لا تستطع استيعاب ما قيل توا


كوب وجهها بقوه كي يعيد لها وعيها ثم قال بقرار لا رجعه فيه : هتجوزك ...و دلوقت ...و مفيش قوه علي الارض هتمنعني ...فاهمه ...يا غاليه


و الغاليه لم تمتلك حق الرفض ...لن تقوي علي التفوه بحرف ...و لكن دموع الفرحه و الخوف التي سالت فوق وجنتيها


كانت ابلغ من اي حديث


و الشاطر حسن ما كان منه الا ان يميل بجسده ليقبل عيناها بعشق ثم يقول بحنان : الغاليه هتبقي ملكي ...يلا عشان مش قادر اصبر اكتر من كده


طغت الفرحه علي الجميع بعد ان امتصو صدمه المفاحأه


ينظرون بعيون تخرج قلوبا ملات المكان ...الي حسن الذي يمسك يد غاليته بيداه الاثنان ....و يردد ما يقال خلف الماذون


و الغاليه تنطق بدموعا لا تملك القوه لتوقفها ....قلبا ينبض داخلها بجنون مع كل حرف تتفوه به


يداه التي تضغط عليها كانت ابلغ من اي عقد يقومون بالتوقيع عليه الان


مع اخر حرف كتب فوق الوثيقه ...و قبل ان ترفع جسدها لتعتدل


اختطفت ....لا يوجد وصف غير انها خطفت داخل ضلوعه في عناقا ساحق


و رغم شدته ...جعلها توقن انها حقا ...اصبحت ملكا له


صافرات الشباب ...و تصفيق الصغيره ...و زغروطه عاليه اطلقتها منه...كل هذا لم يستطع ابعاده عنها


الا حينما شده اخيه بقوه ...و حينها فقط ...عاد الي ارض الواقع


نظر الي اخيه بفرحه ...قابله اخيه باخري مليئه بالخوف


و لكن ...عناقا رجوليا ...و ربته فوق الظهر ...جعلته يعلم انه ...حقا ليس بمفرده ...بل انعم الله عليه باخ ..هو نعم السند و العون له


بعد الكثير من المباركات و التهاني التي خرجت من القلب ....وجد ولده يقول بصدق : احسن قرار اخدته في حياتك يا بوب


نظر لابنه بقلق و قال : يعني مش زعلان ان اتجوزت علي امك


ابتسم معاذ ثم قال بمزاح : الشرع محلل اربعه يا بوب


لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين



سحبها معه الي الداخل و بداخله لا يطيق صبرا لينالها


و هي تسير معه دون اراده ...حقا اصبحت لا تشعر بحالها الا بعدما حملها ساندا اياها خلف الباب الذي اغلقه خلفه


لا تعلم ...اهو يقبلها ام يأكل فاكهه المفضله...ما كل تلك الهمجيه التي اصبح عليها


ام انه من الاصل بربريا


حينما فقدت القدره علي التنفس حاولت ابعاده عنها...و بشق الانفس استسلم لها ...و قال بغيظ يملأه الرغبه : ااااايه ...في ايه


ردت عليه من بين اتفاسها اللاهثه : في اني هموت يا حسن ...مش عارفه اتنفس ايه قله الادب دي ...طب اديني فرصه استوعب الي حصل الاول


ضحك برجوله و الفرحه تقفز من بين حروفه الوقحه : لااا اجمد كده يا وحش ...احنا بنسمي الله ...متستعجلش علي قله الادب عشان معايا مش هتنسي حروف كلمه ادب اصلا


احمرت خجلا و كانها فتاه فالعشرين من عمرها لاول مره يمسسها رجل


ملس علي وجهها بعشق و قال : حبيبي الي بيحمر ...اكله دلوقت ...كاد ان يقترب منها مجددا الا انها منعته بيدها و هي تقول بتعقل : حبيبي اهدي


مينفعش كده ..لازم نطلع للناس الي بره دي


التصق بها بقوه ثم قال بهمجيه : #### كلهم ....انا مش هحلك انهارده


غاليه : عشان خاطري متحرجنيش ...طب بص ...بكره نقضي اليوم كله مع بعض حلو كده


بمنتهي الرعونه رد عليها قائلا : نعم يا روووح امك...مين الي هيصبر لبكره ...انا قتيلك انهارده


جزت علي اسنانها غيظا ثم قالت : مش هرد ...مش هتعصب ...بص يا حبيبي ...مني هتنزل مع طارق سته الصبح عشان ذياره اختها...و سيلا عندها متابعه مع الدكتور الساعه تسعه


اكمل عنها باقرار لا يقبل المناقشه : منه هتوديها و اتا تسعه و نص هكون عندك تكوني جاهزه ...هاخدك و نطلع اسبوع شرم ...كده ده اخري تمام ..كلمه تاني هقضي الاسبوع هنا و من دلوقت ....عض شفته السفلي بوقاحه ثم اكمل ..و انا هموت و تعترضي الصراحه


ضربته بقبضتها فوق كتفه ثم قالت بغضب : .....


ماذا سيحدث يا تري


سنري


انتظروووووني 


رواية موسي الجزء الثاني


 الفصل التاسع عشر 


بقلم فريده الحلواني 


لا أحد يعلم معني الموت الا من جربه


و من مات لا يستطع وصف ما شعر به اثناء خروج الروح من الجسد


هذا حال الاموات


و لكن ....الأحياء  اسما ...اموات فعلا. ..ما يكون شعورهم 


فليعينني الله كي احاول وصف  ما بداخلهم


لا يعلم كيف وصل اليها ...و لا كيف دق بابها


بداخله وحوشا تنهش  احشائه  .....تتوسل اليه الا يفعل بها ذلك....و لكن  العقل له رأيا اخر


طرق بابها ....فتحت له باجمل ابتسامه ثم قالت : اول مره تتاخر عن ميعادك


لم يرد ....ملامح بارده جعلت قلبها يخفق اكثر مما كان منذ قليل....منذ الصباح تشعر ان هناك خطبا ما ...و لكن كذبت حالها....و لكن هيئته  و صمته أكد لها هذا


تطلعت له بحيره و هو ينظر الي حقيبتها الموضوعه جانبا ثم قالت بقلق : مالك يا حبيبي ....شكلك مضايق في حاجه حصلت....طمني انا قلبي مقبوض من بدري


صرخ بداخله ...ارحميني ...

متصعبهاش  عليا


و لكن يعجز اللسان عن النطق و التوسل


تطلع لها بملامح تحمل كل شيء و عكسه


وجه بارد...عيون ملتهبه يخرج منها جمر الوجع


و صوت...رغم جموده الا من يعرفه يستطع ان يسمع صرخاته المستغيثه بين حروفه


حسن : مش هينفع نكمل...انا مش عايز اكمل..


حاسس اني اتسرعت مكنش ينفع اعمل كده قبل ما اكون متأكد مليون فالميه من الخطوه  دي


هبطت عليها تلك الكلمات البسيطه مثل صخره كبيره حطمت راسها ...جعلته اشلائا متناثره 


اما عن القلب الذي ذبح بحروفا سامه...نزف قهرا و وجعا


نظرت له بعدم تصديق ثم قالت بصدمه : مش فاهمه .... تقصد ايه


رد عليها بنفاذ صبر : اااايه الي مش مفهوم ...بقولك مش هكمل ...الحكايه مش جايه معايه سكه ...


سيظل كبريائها هو من يدافع عنها في احلك اللحظات


تطلعت له بنظره اكثر برودا و التهاب...خرج صوتها من واد صحيق  يملأه المرار رغما عنها.... رغم هدوئه


قالت : عارفه....ده شيء متوقع...كنت مستنيه اللحظه دي من اول ما ابتدينا 


رغما عنها التهبت عيناها بدموع بركانيه و هي تكمل : زي ما استنيتك من زمان


نظر لها بعدم فهم فاكملت : 


مكنتش بعمل حاجه في حياتي غير اني استناك...احلم باليوم الي هتبقي معايا فيه


بكت...رغما عن كبريائها بكت قهرا و هي تكمل بصوت مذبوح : كنت بعافر فالدنيا ...اقع و اقوم و اتخذل من كل الناس...بس مجرد ان جوايا مستنيك ...كانت الفكره كفيله تخليني اقف و اهد الدنيا عشان اكمل


عشان الاقيك...بس للاسف...يا رتني مالقيتك


ضربته بقبضتها علي صدره بغل و هي تكمل بانهيار : عارف كنت بتوحشني ازااااي


عارف كنت بحتاجك  قد ايه...... انا مكنتش محتاجه غير وجودك بس في حياتي


كلمه منك كانت بتحييني...تخليني اضحك من غير سبب...حتي الكلمه استخسرتها فيا


انا كنت بشحتك يا شيخ...عارف كام مره احتاجتك و خوفت اطلبك


طب عارف كام مره قلبي يحس انك فيك حاجه ...و ابقي هموت من قلقي و خوفي عليك و انا عاجزه ان اعرف مالك او فيك ايه...طب كام مره كنت اقعد اقري رسايلك عشان اصدق انك معايا


طب كام مره بكيت و مكنتش محتاجه غيرك يقويني


بكت بحرقه قلبه خزله العشق و هي تكمل : عااارف....انا دلوقت بس...فاللحظه الي انت بتلغيني من حياتك ...بصيت ورايا


لقيتني ضيعت عمري في انتظار حد ...ببساطه انا مش من ضمن حساباته


كنت ليا كل حياتي...و انا ...اناااااا معرفش كنت ايه الصراحه بالنسبالك...مش لقيالي وصف في حياتك


عايش حياتك زي مانت عايز...كل حد و اي حد ليه مكان فيها و بتعمله الف حساب


الااااا اناااااا


انا بس الي بره حساباتك...ايه يعني توحشني و مقدرش الاقيك...ايه يعني احتاجك و تكون مشغول


مسحت دموعها بعنف و هي تكمل بقوه : انا بكرهك...اقسم بالله بكرهك...لو اطول امحي كل حاجه ليك جوايا هعملها


لو اطول احرق جلدي الي اتوشم بلمستك هعملها


لو اطول اقطع قلبي الي اتلعن بحبك هعملها


بس اوعدك ...لو همووووت مش هكون فحياتك تاني ...


انت شوفت و عشت مع الي بتعشقك و بتتمني منك كلمه...اقل كلمه كانت بترضيها و الله...صح


من اللحظه دي...هتشوف واحده تانيه حقيقي هخليك تقول انا عمري ما عرفتها


امسكت زراعه كي تخرجه ليس من بيتها فقط ...بل من حياتها باكملها و هي تقول : روح...كمل حياتك الي انا اصلا مكنتش و لا هكون جزء منها


انت هتطلع مالباب ده و مش هتبص وراك ..لان ببساطه الجثه الي سايبها هنا مش من ضمن اهتماماتك


عمري ما هسامحك ...عمررري


لن يتحمل كلماتها القاسيه و التي لا يفهم معني اكثر من نصفها....متي انتظرته....متي احتاجت له و لم تجده وهو لم يفارقها


امسكها من زراعيها بقوه تنم عن  غضبه الذي سيحرق العالم اجمع 


نظر لها باعين اصبحت بلون  الدم ثم قال : انااااا ...انا كل ده ....امتي بعدت من يوم ما عرفتك


امتي احتاجتيني و ملقتنيش.....حتي لو اتصلتي  و انا مشغول ...اول حاجه بعملها بعد ما بخلص ان اكلمك  قبل أي حد


ضغط عليها بغل و اكمل : تمام ...يا غاليه ...انا ابن ستين كلب زباله ...و اديني  هريحك مني 


اصبحت في حاله هستيريا  ...تحاول التخلص من قبضته  بكل ما أوتيت من قوه و هي تصرخ به : اااايوه هرتاااح ....امشي ....مش عايزه اشوفك في حياتي  ....اااااامشي


عكس المتوقع ....عناقا ساحق  لن يقوي علي  الا يفعله.....تشبث يديها التي خذلتها  و تمسكت به .....و  لسان ينطق عكس ما يحدث الان  


غاليه بصوت خالي من الحياه : هطلقني امتي


حسن بانهيار :  لما افضي هروح للمأذون


و ....فقط


هي ابتعدت ...و هو تركها ...بل ترك المكان باكمله


قوته خارت بمجرد ان اغلق الباب خلفه .....هنا سمح لحاله بالانهيار


اسند جبينه علي بابها ....دموعه سالت رغما عنه لاول مره في حياته ....يسمع نحيبها  من الداخل  .....يتوسل الغفران ...و لن يستطع  ان يطلبه


جميعه يصرخ ...انا كاذب ....لا تصدقيني .....سأموت  بعدك .....ارحميني 


و غاليته انهارت ارضا ....لن تقوي علي الوقوف .....اصبح داخلها  فراغ ....يتردد فيه ....مش عايز اكمل ....و فقط


بعد عدت ساعات ....عادت منه الي المنزل  و رغم شعورها بالاعياء الا ان جميع حواسها انتبهت حينما وجدت رفيقتها تجلس ارضا ضامه ركبتيه الي صدرها و تنظر للفراغ بشرود


تطلعت لها سيلا بخوف و قالت : ماما ...مالك 


لم تتلقي رد ....و ايقنت منه ان حدث امرا جلل فقالت للطفله سريعا : حببتي ادخلي ارتاحي فاوضتك و انا هشوف ماما مالها و هطمنك


انصاعت الطفله علي مضض و الاخري جلست امامها تهزها بخوف و هي تقول : مالك يا بت ...فيكي ااايه انطقي وقعتي قلبي


نظرت لها بعيون فارقت الحياه  ...تفوهت بصعوبه : سابني


منه بصدمه و عدم تصديق : مين الي سابك


هنا و قد حان وقت الانفجار


صرخت بكل ما تحمله من قهر : الباشاااااا.....اكتشف اني منفعش....اكتشف انه كان غلطان لما اتجوز  مرشده ....لطمت خديها بقوه و هي تكمل بجنون : ضحك علياااااا


دبحني.....اتسلي  بيااااا و رماني....طلعني سابع سما و سابني اقع علي جدور رقبتي


هنا يأتي وقت الصديق الحق.....امسكت كنه يدها كي تمنعها من أذيه حالها ثم صرخت بها بجنون  كي تعيدها  الي رشدها  :  ااااخرسي ....اااايه الي بتعمليه في نفسك ده


انتي مصدقه نفسك .....لو جابولي الف عقل علي عقلي عمري ما اصدق انه ضحك عليكي


فوووووقي يا غاليه ....ده حسن الي هد الدنيا عشانك....في حاجه....اكيد في سبب 


نظرت لها بتوسل و قالت بضعف : طب يقولي ...و انا هصدقه ...انا وعدته هكون في ضهره ...و وعدني مش هيسيب ايدي ...ليه يا منه لييييه


منه : هو نام معاكي يا بت و بعدها قالك هايسيلك


هزت راسها بقهر و قالت : ملمسنيش ....قالي كده بس


احتضنتها منه باحتواء ثم قالت بحكمه :  يبقي راي فيه صح ....في حاجه كبيره يا غاليه ....اصبري و هتفهمي  يا قلب اختك


ده الغالي الي عشقتيه من غير حتي ما تعرفي هو مين....ده الي فضلتي تشوفيه من بعيد تلت سنين. ...ده الي قلبك بيحس باي حاجه فيه من غير ما تكوني معاه 


هيرجع ...و هيفهمك ...بس اصبري ...انا متأكده و الله 


اما هو .....لا يعلم  كيف وصل الي سيارته التي جلس داخلها كالمشلول


لن يستطع فعل اي شيء.....بصعوبه اخرج هاتفه و اتصل علي محمد و حينما سمع رده قال : تعاله خدني ....مش قادر اسوق ...انت تحت بيت .....غاليه.....و فقط ....اغلق الهاتف و القاه باهمال جانبه ثم اسند راسه علي مقود السياره.....لا يفعل شيء إلا أنه يتمني .....الموت


وصل الي منزل فادي الذي استغرب من هيئته. ...بل لوجوده هنا الان


سأله بوجل : حسن ....في ايه ...انت مش ال.....


رفع يده امامه كي يصمت عن باقي حديثه.....توجه الي الداخل و هو يقول : عايز انام 


اغلق خلفه الباب ....تطلع فادي الي ابو ذياد و قال : في ايه ...ماله 


زفر بهم و قال : معرفش ...اتصل بيا عشان اروح اخده من هناك ....و منطقش بكلمه غير اني اجيبه  هنا 


اخرج فادي  هاتفه و اتصل علي طه الذي رد عليه بصوت مرهق : صباح الخير


فادي : انت  لسه نايم

طه : لا انا مطبق فالشغل لسه مروحتش ...في حاجه مش عوايدك تتصل بدري 


قص له فادي ما حدث ثم قال : و شكل اخوك كأنه حد ضاربه علي دماغه انا قلقان


استعاد طه تركيزه ثم قال بقلق : طب اقفل هتصل بغاليه اكيد تعرف الي حصل


و لكن الغاليه حالها كحال حبيبها....هربت من العالم بغفوه  تشبه الموت


ردت منه عليه بعدما رات اسمه : السلام عليكم


طه ؛ و عليكم السلام ...منه صح


منه : ايوه يا طه بيه


طه : فين غاليه ....هي اتعاركت مع حسن


بكت منه و هي تقول : لا متعركوش.....الباشا سابها....قالها مش عايز يكمل


انتفض طه من مجلسه و قال بعدم تصديق : انتي هبله يا بت ....مين الي مش عايز يكمل ....حسن ....اخوياااااا


منه بغيظ و بكاء : و انا مالي هو الي قالها كده و هي يا حبه عيني هتموت مالقهر دخلتها تنام بالعافيه 


تنهد طه بهم ثم قال : في حاجه غلط ....انا هتصرف ....قبل ان ينوي إغلاق الخط قال : بقولك ...هاتي رقمك عشان اكيد هحتاج اكلمك


اسبوعا مر عليهم كدهرا باكمله ....كلاهما يحبس حاله داخل غرفه ...اتخذوا منها قبرا  دفنو فيه


عاش هو طواله علي القهوه و التبغ الذي لا يتركه من يده .....رافضا  كل محاولات اخيه و صديقه للحديث 


لم يدخل جوفه  لقمه واحده ...حتي اصبح هزيلا  لا يقوي علي الوقوف. 


اما هي ...تنام فوق فراشها متخذه وضع الجنين. ....لا ترد علي حديث منه او سيلا او مني ....حاولو معها بشتي الطرق ان يخرجوها من تلك الحاله و لكنهم فشلو


و منه ....رفيقه دربها التي تحفظها عن ظهر قلب ....قررت تركها و قالت لهم : سيبوها ...هتاخد وقتها و هتقوم ....هتقف من تاني و هترجع اقوي من الاول


و اليوم ...كأن بينهما اتفاق مسبق علي انهاء حاله الانعزال ....الاثنان قررا في نفس الوقت  ان يخرجا للحياه  ....و كلا منهما له هدفه الذي قرر المحاربه من أجله


و لكن ....ما حدث كان أكبر من قوه تحمله....عدم تناوله الطعام اسبوعا كامل .....كميه التبغ و القهوه التي دخلت في جوفه ....كانت كفيله ان تصيبه بهبوط حاد في الدوره الدمويه


انتفض فادي جزع حينما كاد ان يبتسم لخروج حسن من عملته.....و لكن ماتت الابتسامه  بعدما راه يقع ارضا فاقدا وعيه


انتفض برعب يحاول افاقته و حينما فشل ...اتصل ب طه و صرخ به : الحق اخوك وقع من طووووله


و في نفس اللحظه كانت الغاليه تخرج من غرفتها ....بحثت عن الجميع ...لم تجد الا منه....ابتسمت ببهوت و قالت : صباح الخير...امال سيلا و مني فين


ابتسمت منه بفرحه و قالت : ياصباح العسل ....وديت سيلا الدرس و مني كانت معانا ....قعدت تستناها  هناك و انا جيت اعمل الاكل و هرجع اجيبهم  متقلقيش


و قبل ان ترد عليها ....سمعا طرقا قويا فوق الباب 


جرت غاليه كي تري من الفاعل ....و يا ليتها لم تفتح


وجدت امامها ثلاث نساء ممتلأت يلدو علي وجوههم الاجرام


و قبل ان تغلق الباب حينما شعرت بالغدر في  عيونهم ....كانو هم الاسرع في الدخول بعدما دفعوها  للخلف بقوه  ادت الي وقوعها ارضا


لن يستطيعا  الصراخ هي و رفيقتها ...اذ باغتوهم بهجوم قوي ....ضرب و سباب لازع 


و كان النصيب الاكبر للغاليه التي فقدت وعيها بعد ان تلقت ضربا مبرحا


و في النهايه ...بثقت احداهما عليها و قالت : الهانم بتقولك ده جزاء الي يبص لحاجه بتاعتها


تركوهم  و فرو هاربين بعد ان اتمو  مهمتهم بنجاح ....فشلت منه ان تفيق رفيقتها....تحاملت  علي حالها و زحفت حتي وصلت الي هاتفها


اول من جاء في بالها هو طه ....

و الذي كان يقود السياره بجنون ليصل الي اخيه بعدما أبلغه فادي بما حدث له و امره ان يأخذه الي المشفي و هو سيلحق بهم


رد عليها طه  : معلش.....


قاطعته بصعوبه و هي تقول : الحقنا ....يا باشا


اوقف سيارته فجأه و سألها برعب : في ااايه


منه : في ستات اتهجمو علينا ...بكت بالم و قهر و هي تكمل : و غاليه دماغها اتفتحت و اغمي عليها....و انا ضربوني و شكل دراعي اتكسر ....مش قادره اشيلها


تحرك سريعا متجها اليها و هو يقول : انا جنبك متقلقيش ....خمس دقايق و هكون عندك ....سألها باهتمام  : سلاااا. .....جرالها حاجه


منه : سيلا فالدرس مع مني ...بكت مثل الأطفال و هي تكمل : و مش معاهم مفتاح و لا فلوس يرجعو البيت ...كان المفروض اني هرجع اجبهم


طه بحنو : متقلقيش ....انا هتصرف ...اقفلي


اغلق معها و هو يغلي كالمرجل ...اتصل بمعاذ و حينما رد عليه قال بامر : انت تعرف مكان درس سيلا و لا اديك العنوان 


رد باستغراب : لا عارفو ده جنب بيت واحد صاحبي


طه بامر : حالا تطلع علي هناك ...خدها بعد ما تخلص هيا و مني و انا هتصل بيك اقولك توديها فين


معاذ بوجل : في حاجه حصلت ...طمني يا عمو ...


صرخ بنفاذ صبر : مش وقت حكاوي ...ااااخلص اعمل الي بقولك عليه و بس


اغلق في وجهه ....ثم نظر الي محمد و يس و قال : شكلها في مصيبه 


يس : انت لسه اخد بالك ...اصلا البيت في تحركات غريبه من اسبوع ...ابوك مظهرش  لسه شكله اسبوع العسل مطول....و امك و اختها شكلهم مريب


جدك بقي احساسي بيقولي انه مرقد لحاجه كبيره 


محمد : هو قالك ايه


قص لهم معاذ ما حدث فقال محمد : طب يلا بسرعه و نبقي نفهم بعدين ...احنا هتيجي معاك


نقلها طه هي و رفيقتها الي نفس المشفي المحجوز فيها اخيه دون قصد او ترتيب....كل ما كان في باله ان يكون هو بجانب الاثنان


تركهم داخل غرفه الطواريء  و وقف مع فادي الذي حضر اليه بعدما اطلعه علي ماحدث


سأله بقلق : هو عامل ايه دلوقت 


فادي :  معلقنله  محاليل  و اخد مهديء  عشان ينام 


البيه بسبب عدم الاكل جاله هبوط حاد في الدوره الدمويه الدكتور بيقولي احمد ربنا انك لحقته


ضرب طه الحائط بيده بكل قوه و هو يقول بجنون  : و ديني ما هرحم الي عمل فيهم كده.....انا ساكت كل ده عشان اسيبو  يهدي و يحكيلي عالي حصل


بس بعد الي اتعمل في غاليه و منه مش هسكت


فادي : طب و البت الصغيره

ضرب طه بيده فوق جبينه و قال : ايوووو ...انا بعت معاذ ياخدها من الدرس ....بس مقولتلهوش يوديها فين


فادي : البت عندها القلب مش هتتحمل تشوف امها و خالتها بالمنظر  ده 


طه : طب اعمل ايه


فكر فادي قليلا ثم قال وهو يطلب رقما ما : متقلقش انا هتصرف


اخرج هاتفه و اتصل بها و بمجرد ان ردت عليه قال بجديه : الو ماريان...ازيك 


زوت بين حاجبيها لعدم اعتيادها علي تلك الجديه...فمنذ ان فتحت له قلبها و افضت بما داخله ....قررت ان تمنحه فرصه ....و قد استغلها علي اكمل وجه دائما ما يرسم البسمه علي وجهها حتي لو كان عبر الهاتف 


ردت عليه بحيره : تمام يا فادي ...انت اخبارك 


فادي : محتاج منك خدمه 

ماريان : لو في ايدي مش هتاخر 


فادي : طبعا عارفه غاليه الي حكيتلك عنها...هي تعبانه شويه و محتاج بس تقعدي بنتها عندك لحد ما اجي اخدها منك 


ماريان : ابعتها طبعا انت بتاخد راي في حاجه زي دي 


ابتسم بحب و قال : حببتي يخليكي ليا...هبعتهالك مع معاذ هديلو رقمك عشان يتابع معاكي العنوان 


و بمجرد ان وصل بها معاذ الي منزل ماريان و معه محمد و يس و مني 


امسكت كفه بقوه و قالت بدموع : معاذ ...انا خايفه ..متسبنيش ...هي ماما و خالتو فين 


جلس علي عقبيه امامها...و بمنتهي الحنان مسح دموعها و قال : متخافيش يا سولا ...مش انا قولتلك ان بابا تعبان شويه و هما معاه فالمستشفي ..و انتي مش هينفع تروحي هناك 


سيلا : طب ليه مروحتش بيتي مع مني 


معاذ : غاليه الي طلبت تقعدي هنا عشان تبقي مطمنه عليكم ...يبقي انتي زي الشطوره تسمعي الكلام صح 


ردت عليه بلماضه من بين دموعها : انا مش صغيره علي فكره عسان تقولي شطوره 


ابتسم بهم ثم قال : افوقلك يا سولا و هربيكي 


نطرت يدها امامه و قالت بنزق : ربي نفسك الاول يا ميزو 


بعد مرور عده ساعات قضاها الجميع في قلقا بالغ 


الغاليه تم تقطيب جبينها بعشر غرز ناهيك عن كم الكدمات التي ملأت وجهها ...و اصابت عظامها ببعض الردود 


اما منه ...فقد كسر زراعها و قامو بتجبيره لها 


و العاشق بدأ يستعيد وعيه ....و بمجرد ان فتح عينه وجد اخيه و الثلاث شباب يتطلعون له بحزن 


طه بلهفه : ايوه بقي ياخي فتح عينك وقعت قلبي 


ابتسم بتعب ثم قال : ايه الي حصل 


تطلع الي الشباب العاجز عن النطق و لكن ملامحهم الحزينه وشت بدواخلهم 


ابتسم لهم  و قال : في ايه ياض منك ليه...اول مره تشوفو واحد مغمي عليه 


يس بحزن : لاااا...اول مره نشوف سندنا واقع يا عمو ...و انت مينفعش تقع 


معاذ بلوم : ايه الي حصل يا بابا ...ايه الي وصلك لكده ...احنا كل ده فاكرين انك في شرم زي ما قولت 


و قبل ان يرد عليه انفتح الباب و دخل فادي و هو يقول دون ان يلاحظ افاقه رفيقه : الاشاعه بتاعت غاليه طل..... 


قطع حديثه حينما برق له طه بعينه و اشار تجاه اخيه الذي انتبهت كل حواسه بعدما سمع اسمها 


انتفض من مرقده و قال : غاااليه...اشاعه ايه 


مسح طه علي وجهه بهم و لا يعلم ماذا يقول 

بل الجميع عاجز عن الرد 


تحرك من الفراش و صرخ بهم رغم ارهاقه : حد ينطق ...مالها غاليه و هي فين 


لم يجد بدا من اخباره تولي معاذ تلك المهمه حينما قال بخوف : غاليه و منه هنا فالمستشفي يا بابا 


ناس اتهجمو عليهم و ضربوهم ....و عمو جابهم هنا 


الاسد الذي كان ينام جريحا ...اصبح الان متلبسا بشيطانا رجيم ...لن يرتاح الا اذا القي بهم جميعا داخل الجحيم 


تطلع لاخيه بعيون ملتهبه و قال بصوت خطر : الكلام ده بجد 


طه بغلب : ايوه ...و هي حاليا اخده مسكنات و نايمه عشان متحسش بوجع ...و منه دراعها اتجبس 


تحرك ااي الخارج بجنون يسبقه قلبه الذي يعتصر الما عليها 


لحقو به و بمجرد ان علم غرفتها ...فتحها دون استاذان 


انتفضت منه من مجلسها و قبل ان تتفوه بحرف قال و هو مثبت نظره عليها : كله بررره....و فقط ...لم يستطع احد الاعتراض ...بل اغلقو الباب خلفهم 


و هنا خلع عنه رداء القوه ...ظهر عليه ضعفه الذي تملك منه منذ ان تركها رغما عنه 


اقترب منها بقلبا لهيف ...مال عليها بجسده ....اخذ يقبل كل جروحها و الكدمات المنتشره فوق وجهها البهي 


و دموعه تسيل لتغسلها من الخارج كما يتمني ان يداوي جرحها الداخلي 


اعتزار ينطق به لسانه و يثبته قلبه الخافق ...و حديث خرج من بين دموعه التي تابي التوقف 


...حقك عليا ...اسف... 

سامحيني 

…غصب عني 

و غلاوتك يا غاليه غصب عني 


كنت بمووت ...بس الي كان مهون عليا انك حاسه بيا....صح مش انتي بتحسي بالي جوايا من غير ما اتكلم ...قومي ...ردي عليا ...قوليلي صح انا حاسه بيك 


ارتفع قليلا ثم كوب وجهها و قال بقوه و عزم : و لا اقولك ...متقوليش دلوقت ...حجبلك حقك و حقي و بعدها هجيلك 


هقعد علي بابك اطلب السماح ...بحبك يا غاليه ...انا عارف ان قلبك سامعني ...حاسس بيه 


بعشقك ...و بموت من غيرك ...انا دبحت نفسي قبلك ...و غصب عني سيبتك تنزفي 


قبله عميق فوق الجبين ....و بعدها 


بعشقك 


ماذا سيحدث يا تري 


سنري 


رواية موسي الجزء الثاني


 الفصل العشرون


بقلم فريده الحلواني 


اذا مرض الاسد ..لا يعني انه انتهي


كما يقال ..لكل جواد كبوه....


يقع نعم...و لكنه يعود و يقف مره اخري ...و بقوه


بعد ان اعترف بعشقه و اغرقها اعتزارات حتي لو لم تكن واعيه ...يوقن ان قلبها يسمعه و يشعر بكل حرف تفوه به


انطلق للخارج بملامح همجيه لا تبشر بالخير ابدا


وقف امام الجميع ثم قال بأمر لا يقبل النقاش : فادي ...خليك هنا و هبعتلك محمد و الرجاله...مش عايز حد يهوب ناحيه اوضتها ...سااامع


طه بقلق : انت ماشي و لا ايه


حسن بغل : رايح اجيب حقها ....نظر امامه بشر ثم اكمل : و حقي


انطلق دون ان يذيد حرفا متجها الي بيته ...لحق به طه و الشباب في محاوله منهم لتهدئته...و كان وضع معاذ اكثر صعوبه


صعد مع طه السياره و انطلق الاخير بها بينما اولادهم معا في سياره يس


هات تليفونك ...مده له دون ان يسال حتي


اتصل علي محمد و حينما رد عليه قال بامر : محمد ...هات خمس رجاله و اطلع بيهم علي مستشفي ....فادي هناك اتصل بيه هيعرفك تعمل ايه...اقفل معايا و ابعتلي رقم موسي بسرعه


و في غضون دقيقه كان يهاتف موسي الذي رد قائلا : الو ..مين معايا


حسن : انا حسن الجيزاوي يا موسي


موسي : باشا ...عامل ايه معلش الرقم ده مش متسجل عندي


حسن : ده بتاع طه اخويا ...المهم ...عايزك تجيلي المكتب علي اتناشر كده ....محتاجك في موضوع يخصني بعيدا عن الشغل ...دايس معايا و لا ايه


موسي برجوله : رقبتي يا باشا ...هكون عندك قبل المعاد متقلقش


و اخيرا وصلو الفيلا و قبل حتي ان يقف طه بسيارته في مكانها ...كان هذا المختل يفتح الباب و يقفز منها حتي كاد ان يرتطم بالارض


هرول الي الداخل بكل ما يحمله من غل و كره ...و لحسن حظه وجدها تجلس مع ابيه و امه و بالطبع الحرباء الاخري و يحمد الله ان ابنته الرقيقه قد ذهبت الي احدي دروس اللغه التي تتلقاها في الاجازه لتتقنها قبل بدأ الدراسه


انتفضت رعبا من هيئته الاجراميه و قبل ان تستطع الهروب او التحدث كان يجذب خصلاتها و يصفع وجهها تباعا و هو يقول : يا بنت الكلب ...وصلت للاجراااام ...وصلت للبلطجيه


ذاد صراخها و حينما حاولت رانيا الدفاع عن اختها مع ابيه


صرخت بالم حينما جذبها طه من شعرها ملقيا اياها فوق الارض بعيدا و هو يقول بغل : ابعدي يا حربايه ...اكيد كل ده من تخطيطك


سباب من ابيه و بكاء من امه و لا يستطع احد ان يخلصها من يده


وصل الشباب الذي تعطلت سياراتهم في احدي اشارات المرور


هرول معاذ اولا ليفصل ابيه عن امه و لحق به الاخران


معاذ بحزن و غضب : عشان خاطري يا بابا ...كفايه ...كفاااايه


القاها عليه احتراما لولده و لكنه قال بلوم : بتعلي صوتك علي ابوك


معاذ بادب : عمري ما اعملها ...بس مهما عملت هي بردو امي و انت مربتنيش علي كده


نظر لولده بقهر ثم قال : تمام ...امك طالق يا معاذ


نظر لها بكره و اكمل : انتي طااالق بالتلاته ...اعاد بصره لولده و قال : حالا تاخدها هي و الكلبه دي ...ترميهم لابوهم و ترجع ساااامع


بكاء و صراخ من نورهان و رانيا...و ذبيده التي لا تقوي الا علي البكاء


و صفعه ...هبطت علي وجه حسن ...من يد ابيه الذي لم يهتم بصدمه الجميع و لكنه قال بجنون : لو فاكر انك كبرت عليا ...او مش هقدر اكمل الي ناويه تبقي فوووووق ...دانا افعصك تحت رجلي ...رجع مراتك و بلاش جنااان


نظر له بكل ما يحمله من غل و حقد لابيه ...لم يهتم بتلك الصفعه التي ذبحته من الداخل


بل نظر له بقوه و قال بنبره خرجت من الجحيم : اسمع انت يا سيادت اللواء ...الشيطانه دي بقت بره حياتي ...حياتي الي انت سبب في خرابها


و من اللحظه دي انسي ان ليك ابن اسمه حسن سااامع


محمد بغل : طب اسمع انت بقي ....الي بداته هكمله ...و وريني هتخرجها ازاي لو مرجعتش لعقلك


ضحك بغل و قوه ...كانت ضحكات شيطانيه قطعها فجاه كما بدات ثم قال بحسم : طب فكر تمس شعره منها ...و حياااات رقدتها فالمستشفي و قهره قلبي عليها ...لاهدلك تاريخك و تاريخ العيله كلها الي ضيعتني انا و اخويا عشانه


نظر له محمد بوجل ثم ساله بشك : يعني ايه


حسن بشماته : يعني قضيه رشوه اتمسك فيها متلبس و متصور صوت و صوره....لا و هعترف كمان علي نفسي


ايه رايك بقي لما رئيس مكتب مكافحه المخدرات ...ابن اللواء محمد الجيزاوي يتحبس عشره خمستاشر سنه


صرخ به بغضب جم : انت اتجننت


حسن بغضب اكبر : ايووووه اتجنيت ...و انت عارف ان هعملها ....انا حظرتك ...و لا هي و لا اي حد يخصها


اكمل بقهر : انا و هي حكايتنا انتهت قبل ما تبدأ و الفضل يرجعلك....بس مش هسمحلك تلوي دراعي بيها ...و لا تأذيها كفايه كده


تدخل طه في الحديث قائلا بزهول : هو الي اجبرك تسيبها


ذبيده : مين دي ...فهموني


رانيا بحقد و غل : واحده صايعه تربيه حواري اتلمت علي ابنك و ضحكت عليه


طه بغضب : اتلمي يا حربايه و غوووري من هنا انتي ايه الي مقعدك لحد دلوقت


نورهان بالم و دموع : انا هعرف اخد حقي منكم كلكم ...انا هعرفكم انا مين


ضحك حسن و قال : انتي كمان فكري تقربي منها ...كده كده لما تفوق هخليها تعملك محضر متفصل علي مقاسك ...هشيلو فالدرج عشان لو فكرتي تغدري ...هطلعه


محمد بجنون : كماااان ...هتحبس ام ولادك عشان ال...


قاطعه بصراخ : اوعي تغلط ...انا كده خلصت


نظر لولده و قال : وصلها و كلمني عشان اقولك انا فين و هنعمل ايه


و في مكان اخر يشبه الي حد ما ....تلك المعارك التي يخوضها رجالا ...يدافعون عن عشقا تأخر كثيرا في اقتحام حياتهم


منهم من اعترف به ...و منهم من لم يعرف ماهيه دواخله الي الان


داخل فيلا المستشار عبدالرحمن العشري


تجلس الام باكيه بحزن علي ولدها الوحيد الذي لم يغب عنها منذ ولادته ...ترك بيته و عائلته ليدافع عن قضيه اعتبرها ....الفاصله في حياته


تقدمت منها سهيله ثم جلست جانبها و قالت بغل : هتفضلي تعيطي كده كتير يا خالتو ....ابنك ميتبكيش عليه ...ده باع عيلته عشان واحده قتالت قتله


نظرت لها الام بقهر و قالت بدفاع : ابني مبعش حد يا سهيله ...ابني طول عمره حقاني و ضميره صاحي و ابوه بدل ما يساعده وقف ضده


سهيله بغضب : وهو في كام واحد بريء اتحبس ظلم يا خالتو ...احنا هنضحك علي بعض ...ابنك في حاجه بينه و بين الحيوانه دي ....هموووت و اعرف فيها ايه مختلف عن كل الي قابلهم في حياته عشان يعمل عشانها كده


الام بحسم : لو ابني حبها زي ما بتقولي ...يبقي اكيد مشفش زيها ...و مهما كانت ظروفها انا هكون واثقه في اختياره


صرخت بها بجنون : طب و اناااااا ....انا الي وقفت حياتي علشانه...انا الي قربت اكمل اربعين سنه و برغم كده مستنياه و برفض كل الي بيتقدملي....


مليش حساب عندك


عذابي و حبي ليه عادي بالنسبالك


الام : القلب معلهوش سلطان يا بنتي و قولتهالك من زمان ...لو ابني كان جواه حاجه ليكي كان زمانه مخلف منك


دخل عليهم عبدالرحمن و قال باقرار : و لا قلب و لا كلام فارغ...انا سكت كتير و سيبته لحد ما شعره شاب....طارق هيتجوز سهيله حتي لو كان غصب عنه و لو رفض هتبري منه


ذهب الي مكتبه بعد ان مر علي بيت صديقه كي يبدل ثيابه و ياخذ هاتفه


اتي له الضابط الذي كلفه بتفريغ كاميرات المراقبه المنتشره حول بنايه غاليته كي يتعرف علي هؤلاء الحقراء


و بينما يحفظ صورهم التي ظهرت بوضوح اتي له موسي قبل الموعد المحدد كما وعده


و بعد كلمات الترحاب المعتاده ...تطلع له بنظره ملاها الحزن رغم قوتها و قال : في تلت ستات تقريبا من الهناجره ...عايزك تجبهملي


موسي : و ايه الي دخل الهناجره فالمخدرات


حسن بقهر استشفه موسي سريعا : ملهومش علاقه...انا قولتلك موضوع شخصي...تنهد بهم ثم اكمل : دول اتهجمو علي غاليه في بيتها و ضربوها ...و انا عايزهم


فهم موسي ما حدث بذكاء دون ان يحتاج توضيح ...ضرب علي جانب عنقه بكف يده و قال : رقبتي يا باشا ....بكره يكون عندك في شوال ...قولي بس عايزهم فين


حسن : اتصل بيا اول ما يكونو معاك هقولك تجبهم فين


موسي باشفاق : انا مش عارف ايه الي حصل ...بس هقولك نصيحه اسمعها و ارميها البحر


رغم ان فرق السما و الارض بيني و بينك بس المضمون واحد


كل واحد فينا ريس في مكانه ...انا وقفت قدامك و قولتلك لو هموت مش هرجع عن طريقي عشانها


و مرجعتش ...و كان احسن قرار اخدته في حياتي...حياتي الي اتلونت بكل الوان البهجه معاها


هونت عليا كل الوحش الي بقابله


انت كمان ...حكايتك مش سهله و يمكن اصعب مني ...قصادها هتتنازل عن شغل و مركز ...و هتحارب اهل مش هيقبلو بيها ....


لو تستاهل ...ارمي كل ده وري ضهرك ...محدش هيتوجع غيرك لو ضاعت منك


صدقني مش هتلاقي نفسك ...و هتموت فاليوم الف مره عشان بس نفسك تسمع صوتها ...تطمن انها معاك


اي حاجه في الدنيا تهون قصاد حضن يغنيك عن الدنيا و ما فيها


ده راي ...و انت ادري بالصح و الي يناسب حياتك


ابتسم بهم و قال بحنين : كلامك معايا المره الي فاتت ...كان السبب ان اعترف جوايا بحبي ليها ...و بعدها مقدرتش اكتم و اعترفتلها


و كلامك دلوقت ...للاسف فوقني لحاجات كنت بعمل نفسي مش اخد بالي منها ...مسح علي وجهه بقوه و قال بضعف : انا تعبااان ...و مش عارف ارسي علي بر


موسي بحكمه : رجع حقها الاول....و بعدها اقعد مع نفسك و فكر كويس و احسب الف حساب لكل خطوه ناوي تاخدها ...و فالاخر انت بس الي تقدر تحدد مين يستاهل اكمل معاه


و مين يستاهل اتنازل عشانه ...كفتين الميزان في ايدك ...


بعد مرور يومان ...لم يحدث فيهم اي جديد ...ما زالت غاليه محتجزه داخل المشفي رغما عنها ...كانت تريد الخروج بمجرد ما استعادت وعيها ...و لكن الطبيب صمم علي حجزها و اخترع لها كذبه واهيه بناء علي طلب حسن : يا مدام في اشاعات لازم تتعمل و غلط انك تتحركي كتير ...هتفضلي معانايومين بس نطمن و تخرجي براحتك


جلست منه تطالعها بوجل و هي تراها شارده ...و يتضح عليها التفكير العميق في امر ما


قطعت الصمت و هي تقول : سرحانه في ايه يا لولو


ردت عليها بنبره خاليه من الحياه : فالدنيا الي عماله تشلني و تحطني و مش عرفالي اخر


منه بحنو : هتعدي بامر الله كلها اختبارات من ربنا ...و هيجازيكي و هيجبرك علي صبرك يا قلب اختك


المهم ...انتي ناويه تعملي ايه


غاليه : في ايه بالظبط


منه : فالي عملو فينا كده ...هتعملي محضر و لا ناويه علي ايه ...اصل انا عارفه انك مش بتسيبي حقك


ابتسمت غاليه بوهن ثم قالت بغلب : اهو المره دي بالذات انا عاجزه اني اخد حقي برغم اني اقدر


منه : عشان خاطر حسن يعني


ردت عليها بغل و غضب : لاااااا ....اصلا لو عشانه كنت هولع فيه و في مراته بنت الكلب....بس الي منعني معاذ


عشان خاطره بس انا مش هقدر اعمل حاجه...الواد ده انا بحبه و بحترمه ...مقدرش اوجعه في امه


منه : اصيله ...طول عمرك تعرفي الاصول ...ربنا ينتقم منها


بس الصراحه ...حسن ك...


قاطعتها بقوه : مش عايزه اسمع اسمه و لا سيرته تيجي قدامي ساااامعه


و من تكذب في حديثها عليه و داخلها يتمني رؤيته....كان بالخارج يسمع منتصف الحديث الاخير


فتح الباب دون استاذان ثم دخل مقتربا منها و هو يقول : و لا اسمه و لا سيرته ...يا غاليه...هو بنفسه قدامك


اهتزت حدقتيها ...كما خفق قلبها بقوه ...و لكن كل هذا دارته سريعا و قالت بجمود : مش شيفاك اصلاااااا


جز علي اسنانه غضبا ثم قال : سيبينا لوحدنا يا منه


كادت ان تتحرك الا ان الغاليه قالت : لااااا ...مفيش حاجه بينا هتتقال ....يبقي تطلع ليه


غااااليه ....هكذا صاح بغضب ...كان علي اثره انسحاب منه سريعا مغلقه الباب خلفها


و نارا حاميه انطلقت مع حروفها اللازعه التي خرجت منها حينما قالت : ايااااك صوتك يعلي علياااا...سامع ...و لا انت و لا بلد ذيك يهزو شعره واحده مني فاكرني هخاف منك و لا ايه ....فووووق ....انا غاليه


كاذبه ....ارتعاش صوتها و عيناها التي تهرب من النظر لهيئته الاجراميه ...تكذب كل حرف نطقت به


اقترب منها ببطء ارعبها الي ان وصل الي فراشها


وضع احدي ركبتيه فوقه ثم مد زراعاه كي يسندهم علي ظهر الفراش فاصبحت حبيسه بينهم


تطلع لها بعيون رغم ليهيب الغضب داخلهما ..الي ان نور اشتياقه لها ...طغي علي نار غيظه منها


و هي ...كل ما فعلته هو الهروب بعد ان تملك منها الضعف حين اقترب لهذا الحد


و لكن دائما يكون له الفضل في اخراج تلك الشرسه من داخلها بعدما يتفوه بلسان لازع


خرجت نبرته حاده رغم انخافضها و هو يقول : لسااانك ...اعرفي انتي بتكلمي مين يا غاليه ...مهما حصل بينا ...مش هسمحلك تغلطي فيا


نظرت له بغضب ثم قالت بشراسه : انت اصلا بره حياتي ...يبقي هتسمح او متسمحش ازااااي ....دفعت في صدره و هي تقول ...ابعد بقي مش من حقك تقرب مني كده


هل تظن انه يصدقها و يدها التي تدفعه بها شعر بارتعاشها فوقه


و عل هو يقوي علي البعد


كوب وجهها بقوه ثم قال : مش بمزاجك ...دخلتي حياتي غصب عني ...بس هتخرجي منها بمزاجي


تطلعت له بصدمه و قالت بصوت يملاه الوجع : و هو انا لسه مخرجتش منها


عارف ...انت صح ...مكنش ينفع نكمل ...بعد الي حصل اتصدمت ...بس لما هديت فكرت بعقل


احنا مننفعش اصلا مع بعض يا حسن ..مهما كان الحب الي جوانا كبير ...بس ظروفنا اقوي منه


قطب جبينه و سال بقلبا يخفق رعبا : يعني ايه


سالت دموعها و هي تكمل بقهر : يعني الرقاصه حتي لو تابت هتفضل في عيون الناس رقاصه


و اناااا...محدش يعرف انا مين فالاصل و لا تعليمي ايه ...و لا ايه الي اجبرني اشتغل معاك


كل الي يعرفوه عن الست الي بتشتغل كده انها شمال ...يا اما تاجره مخدرات ...يا اما ...انت فاهم


و انت شغلك و مركزك الي وصلتله بعد تعب سنين ...و اسم عيلتك المعروف ...كل ده هيتهد بارتباطك بيا


امسكت مقدمه قميصه و اكملت بعشق مزبوح : انت فوقتني يا حسن....مكنتش حاطه كل ده في حساباتي


بس خلاص القلم الي ادتهولي فوقني و عرفني انا مين و مكاني ايه


ضغط علي وجهها بقوه و قال : ااانتي مجنووونه ...هو ده تفكيرك فيا ...هو ده الي فهمتيه مني


تظر لها بلوم و وجع ثم اكمل : دانتي قرياني ...فين احساسك بيا من غير ما اتكلم يا ...غاليه


فين انا في ضهرك و ايدي في ايدك ...


ردت بحزن : انت الي سبت ايدي ...مش همسكها بالعافيه


اقترب من وجهها حد التلامس ثم قال بالم : و سيبتيها ....كنتي شايفه جوايا بيدبح و سيبتيني


دون اراده منه ...وجد حاله يوزع قبلات محمومه علي ثائر وجهها و هو يكمل : مش هقولك ايه الي حصل ...انتي شايفه كده ماشي


خرجتيني بره حياتك براحتك ...مش هرجعلك يا غاليه


و الغاليه تشد علي خصلاته بجنون و ترد عليه ايضا : و انا مش عيزاك ...لو هموت مش هكون ليك يا حسن


ما هذا الجنون الذي يحدث ....اثنتيهم متشبثين ببعضهم البعض ...حتي الشفاه تعانقت في قبله ساحقه لدرجه ان صوت اسنانهم التي ترتطم ببعضها ملأه الغرفه


اذا ما هذا الحديث الذي دار بينهم ...حقا


مالعشق الا دربا من الجنون...بل هو الجنون بعينه


و انتهت القبله الاكثر جنونا من صاحبيها ....و تلاقت الاعين في تحدي سافر بين الاثنان


نطق هو بابتسامه رجل مخبول : مش عايزك خلاص


و ابتسمت هي بجنون و قالت : و لا انا طايقه ابص في خلقتك ...يا ريت تطلقني عشان نخلص خالص بقي و كل واحد يشوف حياته


هنا ...هي من اخرجت الوحش ...امسك وجهها بكفه ضاغطا عليه بيده وقال بنبره مشتعله من الغيره : و تطلقي ليه يا حلوه


انتي اصلا مش هتتجوزي و لا هيكون في حياتك راجل بعدي ...يبقي خلاص ملوش لازمه الطلاق ...سهله اهي


ابعدته عنها بقوه و قالت بشراسه : و انت ماااالك ...اتجوز ارافق مي


غاااااااليه ...بلاش الحته دي احسنلك ...خليها تخلص بالعقل


و الغاليه لن تصمت : يبقي خلاص هخلعك ...سهله اهي


ابتعد عنها ناويا الرحيل وهو يقول بكيد : نتقابل في المحكمه ....يا غاليه


بمجرد ان وضع يده فوق مقبض الباب سمع صراخها : بكرررررهك


لف راسه لينظر لها بابتسامه شامته و قال : باين من صوتك ...بس مش اكتر مني ...غمز بوقاحه و اكمل : يا...غاليه....و فقط خرج سريعا مغلقا الباب خلفه بقوه


تحولت ملامحه الي الاجرام مره اخري و هو يقول لمحمد الذي يقف بمجموعه من الرجال امام الغرفه : الزفت فين


فهم ما يعنيه فقال : في بيته منزلش النهارده ...شكله متابع و عرف الي حصل


حسن بشر : لو فكر يطلع من بيته خالي الرجاله الي موقفنها هناك تسحبه عالمديريه


نظر لمنه و قال : الدكتور هيكتبلها خروج دلوقت ....طه زمانه علي وصول ...هيوصلكم البيت و هكون ديما معاكي عالفون ...نظر لها بتحذير ثم اكمل : اياااكي تعرف سامعه


سمع طرقا شديدا فوق الباب ...وقع قلبه في قدميه رعبا ...و ما جعله يصاب بسكته قلبيه


حينما فتح و وجد ...ملك الموت امامه


ماذا سيحدث يا تري


سنري

تكملة الرواية بعد قليل 



جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع