رواية أسرت قلبه الفصل العاشر والحادي عشر بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
رواية أسرت قلبه الفصل العاشر والحادي عشر بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
الفصل العاشر (خيانة )
تجمدت مكانها وكأنها غير قادرة على الحراك ....تنظر إلى زوجها وهو بين ذراعي امرأة أخرى ....امرأة أخرى ...ظلت الكلمة تتردد في عقلها ...لقد أخبرها أنه لن يخونها وهي بكل غباء صدقته ....وتلك المرأة لم تكن اي أمراة ...تلك هي كابوسها الابدي ...حبيبته القديمة غريمتها ... ولكن هل هي حقاً غريمتها ...هل هي اصلا ترتقي لمستواها....هي لا يمكنها أن تكون غريمة امرأة لا يمكن هزيمتها....امرأة تمتلك قلب زوجها ...ذلك القلب الذي سعت حثيثا لتمتلكه ولكنها فشلت تماماً....ولكن تلك المرأة امتلكته بسهولة ....أنها تشعر بحب زوجها الشديد لها ...نظرات عينيه ...ارتجافه ....ودموعه !!!تلك كانت صدمة أخرى ..أن ترى زوجها يبكي امرأة ...لقد ظنت أنه بارد ...لا يحمل أي مشاعر ولكن مشاعره المتفجرة ظهرت لتلك المرأة....أن تعرف أن زوجها يحب أخرى هو الجحيم بحد ذاته ولكن أن ترى هذا بنفسها ...ترى انهيار زوجها بين احضان أخرى ...بكاؤها هو الجحيم بحد ذاته ...انها تموت ...تموت حقاً....
انهمرت الدموع من عينيها دون أن تشعر وهي تنظر إليهما بألم...تشعر بالخذلان ...ان من أحبته أكثر من أي شئ قتلها ...أنها تنزف بالفعل ....
-ماريانا !!
قالها جورج بحذر ...هو لا يريد احداث أي فضيحة ....كان الذنب يقتله من الداخل ...لم يكن يريد أن يفعل هذا ...ولكن الشوق غلبه ....بينما سيلا كانت تنظر لتلك المرأة التي سرقت منها حب حياتها بحقد ....
أمسكت سيلا ذراع جورج وقالت بغيرة:
-مشيها من هنا يا جورج ....أنت بتحبني أنا مش هي .....خليها تمشي .....
ثم كادت أن تعانقه مرة أخرى إلا أن ماريانا اقتربت بكل حقد منها وهي تشدها من شعرها بقوة وتصرخ بها :
-ابعدي عنه يا رخيصة ....
توسعت عيني جورج بصدمة وهو يحاول أبعادها عنه ويصرخ بها :
-ماريانا كفاية بقا....
-ابعد ...قولت ابعد بدل ما افضحكم انتوا الاتنين يا أحقر خلق الله ...بتقول منش هتخوني واجي الاقيك في حضن حبيبتك القديمة ...ده انا هفضحكم....
شدها جورج وهو يهزها بقوة ويقول :
-ماريانا فوقي !!!
نظرت إليه بكره ...الدموع تذرف من عينيها ...انها تموت. ..الا يشعر بها ...
-أنت اللي فوق يا جورج ...حرام عليك اللي بتعمله فيا ده ....أنا ..أنا مراتك ... مراتك...سامع يعني أنا اللي من حقي كل لحظة حب ...من حقي كل اهتمام منك ...دموعك مفروض تنزل عشاني مش عشانها هي ....بتعاملني بالطريقة دي ليه ...بتعاقب على ايه ...
-ممكن تهدي ...
هزت رأسها وهي تصرخ به وتقول :
-مش ههدى ...انت شايف أن اللي بيحصل طبيعي ...اني اجي الاقيك في حضن غيري ..
ثم بغضب كادت أن تشد شعر سيلا مرة أخرى إلا أنه امسكها بقوة ...نظرت إليها سيلا بتشفي ..أنها تعاني وهذا يعجبها ...يعجبها كثيرا أيضا ...
نفضت شعرها وهي تقول بهدوء :
-طيب عن إذنك يا بيبي دلوقتي همشي ...بس اكيد هنتكلم كتير بما اني رجعت ...
ثم ألقت قبلة في الهواء وغادرت وداخلها يتراقص من السعادة.......
ما أن اغلقت الباب حتى اقترب جورج من ماريانا وامسك ذراعها بقوة وقال:
-ايه اللي انتِ عملتيه ده ؟!...
دفعته وهي تصرخ :
-انا عملت ايه يعني ...وقفتها عند حدها ...
-أنتِ اتجننتي ؟!ازاي تمدي ايديكي عليها !!!
قالها جورج بصوت منفعل لماريانا التي نظرت إليه بصدمة وقالت :
-انت سامع نفسك بتقول ايه ؟!...لما الاقي واحدة بتحضن جوزي بكل بجا حة قدامي ...ومش اي واحدة دي حبيبتك القديمة ...قولي اعمل ايه ؟!اخدها أنا كمان بالحضن ...هو انا مليش عندك قيمة للدرجادي يا جورج....هو انا صفر على الشمال في حياتك ؟!ودلوقتي عايز تر ميني عشان حبيبتك القديمة ظهرت في حياتك !!!
-بلاش كلام فارغ ...أنا اتجوزتك انت مش هي ...وانا مش هخو نك وأنتِ عارفة ده كويس فليه الدراما دي ...
-حبيبتك القديمة جاية بكل بجاحة وبتقول هتاخدك مني !!أنا مش هستني واحدة ر خيصة زي دي لما.....آه!!
قطع كلماتها المهينة وصفـ عها وقال:
-اياكي تتكلمي عنها كده ...أنا ممكن أقطـ ع لسانك فيها !!!!
اغمضت عينيها ودموعها تنهمر اكثر من عينيها ...كانت تبكي بصمت ....تضع كفها على فمها وتبكي وهي لا تنظر إليه ....تراجعت ثم جلست على الاريكة المقابلة وصوت بكاؤها يزداد ...ارادت ان تتوقف ان تتمسك بقوتها ولكنها فشلت تماما ...ان ما يحدث فوق قدرة تحملها....رباه انها تموت بالفعل .....رمش جورج وهو ينظر الى كفه لا يصدق انه فقد اعصابه بتلك الطريقة ....رؤيتها له مع سيلا اغضبته بشدة ....غضب لانه جرحها ....لهذا تمسك بغضبه ...هو حقا لا يفهم نفسه ...يشعر ان رأسه يدور ولا يفكر بإستقرار...رغبته بماريانا وعشقه لسيلا....كيف يرغب بإمرأة ويحب اخرى ...هو ليس برجل يمنح مشاعره لاثنين...لطالما عرف انه رجل يكتفي بأمرأة واحدة .
.ولهذا كانت سيلا تسيطر على قلبه لسنوات..ولكن لا يعرف لماذا اصبحت ماريانا تشغله أيضا...رباه هو بالتأكيد سوف يجن ....اقترب من ماريانا بهدوء ثم جلس بجوارها ....امسك كفها محاولاً مواساتها .. لم تبعد كفها كما ظن ....بل وضعت رأسها على كتفه وهي تبكي وقالت بصوت مختنق:
-كنت بخدع نفسي ...فاكرة اني هقدر اكسب قلبك ..بس طلعت غلطانة وانا بشوف نظراتك ليها يا جورج ...اللي سعيت أنا ليه هي كسبته بسهولة.....أنا كان نفسي تحبني بالشكل ده ...نفسي تبصلي زي ما بتبصلها...نفسي اتحب منك لساعة واحدة ...حبني حتى لساعة واحدة ...
قلبي واجعني يا جورج حسيت اني فشلت...حاسة أن دي هي نهاية القصة ...والنهاية كانت هزيمتي .....
كان صامت لا يرد عليها.....هو مذنب ...لا يمكنه التبرير ...ولا يمكنه أن ينكر ...هو لم يخفي حبه لسيلا ابدا ...دوما أخبرها بشكل مباشر وغير مباشر أن غيرها في قلبها...والان هي رأت بعينيها ....كم بدت محطمة في تلك اللحظة ...وللمرة الأولى يتألم لتلك الدرجة ...تألم لألمها ...
ابتعدت عنه وابتسمت ابتسامة صُنفت أنها الاكثر حزناً على الأطلاق ...أنها النهاية ...هي لن تحارب بعد الآن....هي ستعيش من أجل طفلها.....طفلها الذي سيذكرها بالليلة الوحيدة التي شعرت بها أن جورج معها ....لن تنساه أبداً...رغم كل ما فعله ستظل تحبه إلى الأبد ...ربما حتى الموت ...
نظرت إليه...إلى عينيه الجميلة التي تنظر إليه بحزن ...ابتسمت له وقالت؛
-شكلها كده نهاية طريقنا .....نهاية حربي ...أنا بستسلم...انت مش هتحبني وانا مقدرش اعيش بشعور أن في قلبك غيري..صعب عليا ...أنا لغيت كرامتي عشانك وحاسة الموضوع بقا يخنقني يا جورج ...أنا برضه كرامتي بتوجعني ...بس حبي ليك كان عاميني...أنا هروح اعيش في بيت اهلى...وانت اعمل اللي انت عايزه .....
ثم كادت أن تذهب لكنه أمسك ذراعها وقال بغضب طفيف:
-بتقولي ايه ؟!
انهمرت الدموع من عينيها وقالت:
-بقول الحقيقة...مش هقدر اعيش معاك في نفس البيت واشوف حبك ليها في عينيها ....هي رجعت ...رجعت وهتاخدك بسهولة...مش هتحمل هزيمة تاني ....ده احسن ...خليني امشي عشان خاطري ....لو عندك اي رحمة خليني امشي ..والا هموت ...
-أنتِ مراتي !!!...
-للأسف !!
قالتها بصوت محطم ...ثم أكملت :
-غلطة عمري اني اتجوزتك ... اتجوزتك ومفيش مفر منك ....
ثم ابعدت كفه وذهبت بينما هو ينظر إلى أثرها والخوف يستوطن قلبه !!
...... .
كانت سما تضحك وهي تعانق عمر بينما تشاهد أحد الرسوم المتحركة المضحكة ..تقبل رأسه بين الفينة والآخرى ...بينما كان امير يشاهدها من بعيد ...كان سعيد وهو يرى ابنه الذي ذاق اليتم منذ صغره يبتسم وسعيد بتلك الطريقة ....لقد غيرت سما الكثير في حياتهما ....تفعل ما تستطع لاسعادهما هو حقا يشعر بالندم لانه عاملها بسوء في بداية حياتهما ....هي ليست سيئة ابدا ...على العكس تماما ..حولت حياتهم لجنة....اتسعت ابتسامته وهو يتأملها كرجل ...أنها جميلة ...بل رائعة ...صحيح أنه لم يراها من قبل لانه كان يعشق مريم ....مريم..مريم....تكرر الاسم بعقله...نعم مريم حبيبته التي اقسم أنه أن يعشق غيرها ...والآن هو يميل لشقيقتها ...أخذ قلبه يلومه ...ماذا يحدث ... لماذا يقترب من سما بتلك.الطريقة ...لماذا يسعد عندما تغار عليه ....يخترع حجج واهية كي تحدثه ....ما الذي يفعله ...هل سينسى مريم بتلك السهولة .......كان يلوم نفسه بقوة لانجرافه بتلك الطريقة....عندما قاطعه صوتها الناعم وقالت :
-أمير معلش تعالى ودي عمر اوضته خلاص نام ...
..نظر إلى ابنه ليجده بالفعل نام ...تنهد وهو يقترب منه ويحمله بلطف ....ثم وضعها في فراشه ...ووضع عليه الغطاء ....ثم استدار ليتجمد وهو يراها خلفه تنظر إليه بإبتسامة سعيدة وتقترح ؛
-بما أن عمر نام ايه رايك نتفرج على فيلم مع بعض....
-مش فاضي ...أنا هنام ...
قالها بجمود ثم خرج من الغرفة لتنظر إلى أثره بدهشة
..................
في اليوم التالي ....
-بطلتي تيجي عندنا وبطلتي تسألي فيا وكأن علاقتك بيا كانت بس بسبب أمجد اخويا ...
قالتها نوران بلوم لجيلان التي كان وجهها باهتاً...
ابتسمت لها جيلان بحزن وقالت:
-متقوليش كده...بس انا مش قادرة ادخل البيت تاني ...خايفة اشوفه واعيط ...أنتِ مش حاسة بيا ...
تنهدت نوران وقالت:
-حاسة كويس وعارفة يعني ايه الإنسان يحب حد اكتر من حياته....أنا بجد متضايقة منه أنه ماخدش باله منك ....شاف ايه فيها ...أنتِ احلى منها ...أنا اصلا مبحبش اتعامل معاها شكلها متكبرة ...لما جات هي واهلها عندنا في البيت كانت بتبص للبيت نظرات غريبة وكأنها قرفانة مننا ...البنت دي مش هتكمل مع اخويا أنا اضمنلك ...
تنهدت جيلان وقالت ؛
-ربنا يوفقه...انا مش حابة افكر في اي حاجة تخص أمجد ..أنا هركز في مستقبلي وبس ...
تنهدت نوران وقالت :
-زي ما تحبي يا جيلان ...يمكن ده افضل..بس برضه مش حابة انك تكوني باهتة كده ...قومي البسي ونخرج نتمشى شوية ....
نظرت إليها جيلان بتعب وقالت:
-اخرجي أنتِ أنا مليش نفس أخرج ...أنا حابة انام ...
--لحد امتى هتفضلي كده بجد ..مر شهر على خطوبة امجد...وأنتِ اهو بتقولي مش حابة تفكري فيه ...يبقى احسن حاجة انك تتصرفي بطريقتك وتخرجي وتتفسحي...وتشيلي اخويا الغبي من دماغك ...وبكرة هيجيلك الاحسن ...
ضحكت جيلان برقة وقالت:
-بجد مش مصدقة ...جاية في صفي وواقفة ضد اخوكي بالشكل ده ...
-بحب أمجد جدا والله بس هو غبي بيتخدع في كل اللي حواليه ..وخاصة اللي اسمها رحيق دي ...
نظرت إليها جيلان بلوم وقالت:
-حرام عليكي يا نوران ..دي اختك ...
نظرت إليها بغضب وقالت:
-متقوليش اختك دي بتعصبني ...دي مش اختى وميشرفنيش أنها تبقى كده...دي بنت الست اللي خطفت ابويا من امي ...بس سبحان الله اهي بتتعاقب مش لاقية حد يبص في وشها لدرجة أنها كانت هتتجوز واحد عنده خمسين سنة بس حتى الراجل العجوز ده هرب لما شاف شكلها ...ده كويس متفش عليها ...
كانت تنظر جيلان إليها مصدومة وتقول :
-نوران أنا مش مصدقة انك بتقولي كده على اختك ...نوران أنتِ مش كده ...
-معلش انتِ مش حاسة بيا ....أنا الكل واقف ضدي ومش شايف حقيقتها...البنت دي زي امها بتحب تاخد اللي في ايد غيرها ...بتتمسكن تتمسكن لحد ما تتمكن...بس سبحان الله ربنا مش هيكرمها أبداً بسبب اللي بتعمله ده ....اهو عريسين اتقدمولها والاتنين رفضوها وفضلت تبكي ....كنت مبسوطة اووي وانا بشوف دموعها ...
-متقوليش كده يا نوران ...ده نصيب ....وهي نصيبها موجود ...
ضحكت نوران بسخرية وقالت:
-مين هيبصلها اصلا وعلى ايه يعني ..دي لا جمال ولا اي حاجة .....مؤسف أن بابا اتجوز امها ودخلها العيلة ...كل بنات العيلة حلوين الا سوكا دي ....
كانت جيلان تنظر لنوران بصدمة بالغة...لا تصدق انها تتكلم بتلك الطريقة على شقيقتها ...لا تصدق الكره الذي يشع من عينيها ...كيف يمكن لنوران اللطيفة ان تحمل هذا الكره داخلها ...حقاً انزعجت من كلماتها وأشفقت على رحيق بسبب كلماتها تلك ....
عبست نوران وهي تنظر إلى جيلان وتقول :
-مالك بتبصيلي كده ليه؟!
-انا مش قادرة اصدق الطريقة اللي بتتكلمي بيها على أختك مش دي نوران اللي أنا اعرفها ...رحيق طيبة جداً ...متستاهلش منك كده ابدا...
ابتسمت نوران بسخرية مريرة وقالت:
-حتى أنتِ مخدوعة فيها !!!دي شيطانة وهتشوفي الايام اللي جاية ....
هزت نوران رأسها بيأس...
...............
يقف في بهو المدرسة ...ينظر إليها من بعيد ...لا يصدق أن شهر مر منذ أن تقدم لها ورفضها في نفس اليوم ...العجيب أنها تعاملت مع الأمر بطريقة اعتيادية ...لم تلومه أو تتكلم معه من الأساس ...هي تعمل بطريقتها الاعتيادية ....تمارس روتينها اليومي ...لا تغيير في الأمر ...ولكن هو ما زال يشعر بالتوتر بسببها ...يشعر بالحزن ..هو حزين لانه خسرها ...كان يريد أن يرتبط بها....لقد احبها حقاً لن ينكر الأمر ...أرادها بشدة ولكن والدته وقفت في طريقه...وهو لن يخسر والدته تحت اي ظرف ...هو احبها نعم...ولكن والدته اهم من اي شخص .....
تزلزل قليلا وهو يراها تقترب لتخرج من المدرسة ...ابتلع ريقه واستجمع شجاعته وهو يقترب منها ...نظرت إليه بحيرة ثم أطرقت برأسها وهي تحاول أن تتجاوزه ولكنه وقف أمامها ...شعرت بوجهها ساخن بفعل الغضب والخجل وقالت بإنفعال :
-استاذ مؤيد حضرتك بتعمل ايه ؟! ممكن تبعد!!!
-انا حابب اتكلم معاكي لو سمحتي ...
-مفيش حاجة نتكلم فيها ...ابعد بقا عيب ....
-لو سمحتي اسمعيني بس ..بعد اللي حصل مبررتش اللي حصل ...أنا
نظرت إليه بغضب وقالت:
-مفيش داعي للتبرير....جيت اتقدمت ومحصلش قبول حاجة بتحصل مليون مرة وعادي ....مفيش حاجة تتكلم عنها ...ومتحاولش تبرر لاني مطلبتش تبرير اصلا ومش مهتمة اسمعه...ولو سمحت ابعد بقا شكلنا بقا وحش قدام الناس
-اسمعيني بس ...ماما
-استاذ مؤيد بقولك مش عايزة اي تبريرات....الموضوع انتهى خلاص ...أنا وضحتلك أن اللي بتفكر فيه ده صعب ....وانا مش زعلانة هو نصيب ...ابعد بقا لو سمحت شكلنا بقا وحش اووي ....
تنهد بتعب وقال:
-اسف .
ثم ابتعد عن طريقها لتذهب هي مسرعة من أمامه وهي تتمنى الا يكون أحد رآها وهي تقف معه بتلك الطريقة ...رباه ماذا يريد منها ...ألم ينتهي كل شئ؛!!!
نظر إلى أثرها بتعب ...كم تمنى أن تكون له ...احيانا يتساءل هل هو جبان لانه تخلى عنها لمجرد ام والدته أرادت هذا ...هل هو جبان لانه لم يحارب من أجلها ....هل هو المخطئ !!!
أسئلة كثيرة تدور داخل عقله بدون إجابة !!!
................
في المقهي ...
ارتعش كفه وهو ينظر إليها بصدمة كبيرة ويقول :
-بتقولي ايه ؟!!
ازدردت ريقها وهي تنظر إليه ....قلبها يتألم وهي ترى الصدمة البالغة بعينيه....شعرت أنها بشعة ...بشعة للغاية لأنها لطوال شهر كانت تعامله ببرود لعله يكرهها...في الوقت الذي تفكر به بآخر وتحلم بآخر كان هو يصارع والده لكي يتزوجها ...ولكنها خانته بتلك الطريقة ...صحيح انها قاومت صالح ولكنها لم تتخذ أي خطوة لتبتعد عنه ...بل ظلت تعمل معه...تبتسم خفية وهو يغازلها .....تعشق كلمات الحب التي ينطق بها ...عندما تكون مع سيف لا تفكر الا به ...باتت تشعر بالقرف من نفسها ...باتت تشعر أنها مقرفة .....
اازدردت ريقها وقالت :
-تللي سمعته يا سيف أنا مش عايزة اكمل ...مش قادرة خلاص ....هو مش عافية ...
عبس وهو ينظر إليها لا يصدق أنها تكلمه بتلك الطريقة ...هل يمكن أن يكون السبب والده مثلا ......
تنهد وقال:
-نوال أنا عارف انك مضغوطة بسبب اللي بيعمله بابا ...بس انا بحارب ومش هتستلم لحد ما نتجوز ا...انا بحبك أنتِ يا نوال ...مش عايز غيرك ...
مسحت وجهها بتعب ...تريد أن تهرب من هذا المكان ...هي تشعر أنها تختنق ...لماذا لا يتخلى عنها ...لماذا يلتصق بها بتلك القوة ...لما لا يتركها ويفهم ...انهمرت الدموع من عينيها وقالت يإختناق :
-بس أنا مش عايزاك ....أنا مش بحبك...للدرجادي مش فاهم يا سيف....
بهت وهو ينظر إليها ...لا يمكنها أن تفعل هذا ...هي بالتأكيد تمزح ...لا يمكن أن تفعل به هذا ... ..حاول أن يمسك كفها ولكنها أبعدت كفها ودموعها تنهمر أكثر ...الذنب يمزقها من الداخل ...تبكي أمامه بينما هو ينظر إليها بيأس ويقول :
-انا عارف ان اللي بيعمله ابويا صعب عليكي ....صعب الشعور اللي حاساه...أنا آسف ...عشان خاطري اديني فرصة بس عشان....
نهضت بعنف وهي تزعق به :
-كفاية...بقولك كفاية ...مش والدك هو السبب أنا مش.عايزاك...مش بحبك ...بحب واحد تاني ارتحت دلوقتي !!!!
نظر إليها مصدوماً لتضع هي كفها على فمها بينما ينظر إليها والصدمة تعلو ملامحه...كانت المشاعر تتعاقب على وجهه...الصدمة ....ثم الغضب ..ثم الألم ...ألم الخيانة ....
بكت بقوة وهي تزيح عينيها عنه وتستدير ثم تخرج من المقهى وقد جلب صوتهما العالي انتباه الموجودين بالمقهى....
كان ما زال جالس مكانه ...يشعر بالصدمة ...الدموع تلسع عينيه...هل أخبرته أنها تعشق اخر....لا هذا مستحيل ....
نهض وركض خلفها...واستطاع بالفعل الوصول إليها وأمسك ذراعها....نظرت إليه وهي تبكي ...هدر بها وقال ودموعه تنساب :
-أنتِ بتكدبي ...صح....مستحيل تعملي فيا كده ...حرام عليكي ...أنتِ كده بتموتيني ....متقوليش انك بتحبي حد غيري
أغمضت عينيها وضميرها يجلدها أكثر ...ليتها تموت ...كيف يمكنها أن تجرحه مجددا....كيف يمكنها أن تفعل ما فعلته تلك الفتاة به ...كيف !!!
أبعدت ذراعها وقالت:
-للاسف حبيت غيرك...كنت بقاوم...بكدب نفسي ...قولت اني مبحبش غيرك ...بس كنت بكدب على نفسي ...كنت معاك صح ..بس عقلي وقلبي معاه هو ...مش قادرة اكدب على نفسي اكتر من كده سامحني ...سامحني يا سيف ....
-مين هو ؟!
قالها بقهر ....
-مش مهم هو مين ...صدقني أنا مش هكون معاه ابدا ....أنا هسافر برا مصر ....هسيب كل حاجة وامشي ...وانت ابقى اختار لمرة واحدة صح في حياتك !!
ثم تركته وذهبت ....استقلت سيارة الأجرة وهي تبكي ....من دون الجميع لم ترد جرح سيف ...سيف الذي أعطاها الحب الذي لم تحظى به حتى من أهلها...تعلم أن بعد تلك اللحظة لن تكون سعيدة ابداً في حياتها
........
في المساء
أغلقت النور وهي تفتح هاتفها ثم فتحت برنامج التواصل المرئى...ازدردت ريقها وهي تشعر بسخونة بكامل جسدها ...لا تعرف لماذا وافقت على طلبه ...ولكنه أخذ يلح واخبرها أنه يريد رؤية شعرها وتلك ستكون اخر مرة يطلب منها هذا ....وهي وافقت على مضض ....
اتصلت به ..ثم ظهر وهو يبتسم ...ولكن ابتسامته تلاشت وهو ينظر إليها ويقول :
-ايه ده ؟!قافلة النور ليه ...هشوف شعرك ازاي أنا دلوقتي ....
-لا يا نوران احنا متفقناش على كده ...ده غش ...أنا قولتلك اخر مرة هطلب اني اشوف شعرك فبلاش غش ...افتحي النور عايز اشوفه كويس ....
-عايز. اعرف ايه سبب هوسك بشعري .....
-انا مهووس بيكي أنتِ يا روحي ...مهووس بكل حاجة فيكي ...يالا بقا عايزة اشوف شعرك ...
أغمضت عينيها وهي تبتسم ...هو رجل يعرف كيف يدلل الانثى ...يعرف بذكاء كيف يلعب على نقاط ضعفها ...
تنهدت بإبتسامة وقامت بفتح الإنارة ....
صفر ما أن رأى شعرها وقال:
-عمري ما شوفت شعر بالجمال ده .....يا بختي بيكي لما.اتجوزك...
ثم غمز لها ...
نظرت إليه بضيق وقال:
-مر اكتر من شهر على فكرة وانت مكلمتش عمو ...
-طيب اعمل ايه يا روحي ...حماكي بيسافر كتير عشان الشغل ...مش عارف اتلم عليه حرفيا ...بس هانت يا قمر قريب هكلمه عشاننا وتيجي وقتها بيتي ...
احمرت بشدة وابتسمت وهي تشعر كأنها تطفو على غيمة وردية بينما ابتسم بخبث وهو ينظر إليها ...لن يضغط عليها الليلة. ...هو أحرز تقدما ...اليوم بدأت بأن تريه شعرها ...غدا ستكون كلها ملكه ...هي بدأت تتنازل ...وسوف يتبع ذلك التنازل سلسلة من التنازلات. !
.......
في اليوم التالي ...
-أنت بجد ناوي أننا نعيش في الحارة بتاعتكم ...
قالتها أريام بتوتر ...عبس أمجد ونظر إليها ببرهة وقال:
-أيوة ...أنا شقتي هناك ومتوضبة ...
فركت كفيها بتوتر ونظرت لوالدتها التي تدخلت في الحديث وقالت:
-مش شايف يا بني أن المنطقة بتاعتكم بيئة شوية متليقش بمهندس ومهندسة ولا ايه ؟!
تجمدت ملامح امجد... ولمعت عينيه العسلية بغضب ولكنه سيطر على نفسه وقال:
-لا الحقيقة مش شايف كده ...وده البيت اللي أنا جهزته اتجوز فيه حضرتك ووضحت لأنسة اريام كده من البداية ...أنا مخدعتش حد ...
-اكيد يا بني استغفر الله مبنقولش كده ...بس ممكن تتنازل شوية عشان أريام...
--بعتذر حضرتك أنا مش هخرج برا حارتي ..اسف ..
-يبقى اريام مش غالية عندك انك تفضل حارة بيئة زي دي عليها ...أنا اسفة يا بني بس لأما تجيب لبنتي شقة في مكان نضيف أو كل حي يروح لحاله !!!
...........
بعد أسبوع...
-مالك يا أحمد شايل طاجن ستك ليه؟!
قالتها وفاء لابن شقيقتها وهي تجده شارد .....
نظر أحمد إلى خالته وقال:
-انا واقع في ورطة يا خالتي ...مشكلة كبيرة ومش لاقي لها حل ...
عبست وهي تنظر إليه وقالت:
-اوعي يا واد تكون مشيت في سكة مشبوهة ...
نظر إليها احمد بدهشة ثم سرعان ما انفجر من الضحك وقال:
-يا خالتي الله يصلح حالك ايه اللي بتقوليه ده لا طبعا...الموضوع مش كده ...
-اومال ايه الموضوع ؟!
تنهد وقال:
-تعرفي طبعا عاصي بيه اللي أنا بشتغل عنده صح ؟!
هزت رأسها ليكمل هو :
-عاصي بيه بيدور على عروسة عشان يتجوزها...بس عايزها بمواصفات غريبة ...مش عايز واحدة تحبه....عايز يتجوز واحدة تهتم ببنته بس من غير ما تطمع أنه يحبها أو تخلف منه ...هو يعني ببساطة عايز مربية بدون مقابل ...
رمشت وفاء وقالت:
-ايه الراجل المجنون ده ...طيب ليه ...ما يتجوز طبيعي واللي يتجوزها تهتم ببنته عادي وتهتم بيه كمان هو حد لاقي يا ابني ...
-هو عايز حد يخلي بنته في المرتبة الأولى معرفش في دماغه ايه ...عاصي بيه مكانش كده الله يسامحها مراته عقدته في كل النسوان ...هو مش شارط جمال ولا حاجة ...ده هو شرطه الوحيد ...
-البيه بتاعك ده مجنون يا أحمد محدش هيوافق على اللي بيقوله....
هز احمد كتفه وقال:
-عرفتي أنا ليه في ورطة ... المشكلة أن ابن اللذينة حلو واي بنت بتشوفه بتحبه ...اصل ازاي واحدة عاقلة هتعيش مع واحد وسيم وغني من غير ما تتمنى أنه يحبها ....
هزت وفاء رأسها وقالت:
-فعلا ده مستحيل ...عمرك ما هتلاقي واحد....
ولكن فجأة وفاء صمتت وهي تتذكر شئ....تتذكر شخصا ما ...شخص قد يوافق أن يقوم بهذا الدور ...وجدت نفسها تفكر برحيق ...رحيق تلك الفتاة التي تم جرحها بسببها ....هل لو عرضتها الآن على عاصي هل سيكون جرح جديد ام قد يحدث الخير وتتزوج رحيق وترتاح من ألسنة الناس التي تشبه السياط ..تتخلص من هذا العذاب ...هي تريد حقاً لهذة الفتاة أن تتزوج ..تريدها أن ترتاح ...ولكن زيجة كتلك ستجرحها أكثر ...لتعرض عليها الموضوع أولا وبعدها لو وافقت سوف تعرض الأمر على أحمد ....
ابتسمت وهي تنظر لأحمد وتقول :
-استنى يا احمد فيه ممكن حد يساعدك في الموضوع ده ..
-بجد قوليلي مين ...عشان خاطري يا خالتي ...عاصي بيه مخلي حياتي جحيم ...شعري بدأ يقع من كتر التوتر
ضحكت وفاء وقالت:
-يا واد اصبر شوية ..
ولكن أحمد أخذ يلح عليها وهو يقول :
-عشان خاطري يا خالتي...عشان خاطري ...
ضحكت وفاء مرة أخرى وقالت:
-يخربيتك زنك ...لا مش هقول ...استنى لما اكلم صاحبة الشأن الاول مش يمكن ترفض ...لو وافقت أنا هكلمك واقولك ..مش عايزة اعلقك ...استنى اتأكدلك ...
ابتسم احمد وقال:
-ياريت يا خالتي والله هتبقى عملتي فيا جميلة كبيرة والله ...أنا محتاج حل للمشكلة دي في أسرع وقت ....
-أن شاء الله تتحل يا حبيبي...يالا تعالى ساعديني عشان احط الأكل على السفرة ...
هز احمد رأسه بطاعة وهو يذهب خلف خالته ...كم يعشق تلك المرأة التى ربته واهتمت به أثناء فترة مرض والدته ...حتى عندما توفت بقت هي معه .....صحيح والده تخلى عنهما من صغره ولكن خالته لم تشعره ابدا بالنقص ...كانت تصارع ما بين علاج والدته وبين تربيته وأسرتها وزوجها ...خالته حقاً محاربة
...
...................
-جاي ليه يا جورج ؟!
قالتها والدة ماريانا بلوم. ..عبس وهو ينظر إلى حماته وقال:
-جاي اخد مراتي يا حماتي. ..فيه ايه ؟!!...أنا سيبتها اسبوع تهدى لكن هي هتيجي معايا....
-مش كفاية اللي عملته معاها يا جورج...مش كفاية الجرح اللي جرحتهولها ...كفاية بنتي عانت كفاية معاك !!!
-دي حاجة بيني وبين مراتي يا حماتي ..لو سمحتي نادي ماريانا عشان تمشي معايا ....
وقفت هي بوجهه وقال:
-على جثتي بنتي تطلع من هنا ...انت فاهم...ماريانا مش هتطلع من بيتي لحد ما تتعلم الادب وتعرف انت خسرت ايه....أنا بنتي اتكسرت على ايديك ..وبعد ده كله جاي ببرود تاخدها بسهولة ...يا جبروتك يا أخي ....
-عايز مراتي ...
قالها ببرود ..
توسعت عينيها وصرخت به:
-أنت بارد ...
-طيب ما ده معروف ...هو أنا قولتلك العكس ....عيب احنا عشرة برضه واكيد عارفة اني مش همشي من هنا من غير مراتي ...يالا هاتيها ولا اروح اجيبها بنفسي ...
-لا مش هجيبها واتفضل اطلع برا ؛!!
ثم كادت أن تغلق الباب بوجهه ولكنه اوقفها وأبعدها وولج للمنزل ...
-أنت بتعمل ايه يا بني ادم انت !!!
صرخت به ولكنه لم يهتم وهو يتجه إلى غرفة ماريانا ...فتح الباب لتصرخ ماريانا وهي تغطي نفسي حيث أنها كانت ترتدي قميص نوم قصير ...كانت توها استيقظت من النوم بعد ليلة قضتها متعبة بسبب الحمل ....
-أنت ايه اللي جابك هنا تاني ؟
-يالا عشان نروح بيتنا ...
هزت رأسها بعناد وقالت:
-ده مش بيتي ولا عمره كان بيتي ...مفيش حاجة ملكي هناك ...لا البيت ولا قلبك ...ده احسن خليني هنا ....
فرك عينيه وقال:
-ماريانا أنتِ اكيد مش عايزة تجربي جناني صح ...لانه والله مش هيعجبك!!!
رفعت حاجبيها وقالت :
-مش فاهم انت بتهددني يعني ....
لمعت عينيه وقال:
-ايوة بهددك ...
ثم جذب الغطاء عنها لتصرخ وتقول :
-أنت يا مجنون...هات..
-مفيش داعي للكسوف كنتي بتلبسي اكتر من ده عشان تغريني...
توسعت عينيها بصدمة ثم نظر إلى حماته وابتسم ابتسامة سخيفة وقال:
-لا مؤاخذة يا حماتي ....
ثم نظر إلى زوجته مجدداً وقال:
-قدامك حلين أما تلبسي وتيجي معايا بكرامتك....لاما أنا اللي هلبسك بنفسي واخدك برضه عادي...اختاري ...
-مش هاجي معاك...خلاص انتهى الموضوع ...لا انت ولا عشرة زيك هيقدروا يحركوني من هنا ....
لمعت عينيه وهو ينظر إليها...ثم نظر لحماته ودفعها برفق قليلا وقال:
-عن أذنك يا حماتي ....هلبس مراتي هي اكيد هتتكسف منك...
ثم اغلق الباب ...نظرت هي إلى الباب المغلق بصدمة ...ثم اتسعت ابتسامتها وهي تتمنى أن تنحل المشاكل بينه وبين ابنتها ...ليته يحبها كم ابنته تحبه ...ليته يسعدها ...ماريانا تستحق السعادة ....
......
بعد قليل ...
كانت تجلس في سيارته وهي تشعر بالصدمة ...المختل فعل ما يريده...لم تستطع أن توقفه...اليوم رأت جزء مختلف من جورج ...الجزء الشقى ..لم ترى هذا الجانب منه من قبل ....
....
توقفت سيارة جورج أمام مبنى ما ....نظرت هى إلى هذا المبني بحيرة وقالت:
-احنا فين ؟!
-انزلي بس ...
قالها بهدوء وقد بدا شارداً....يجب أن يعيد الأمور لنصابها ...هو ليس برجل خائن ..هو يمقت الخيانة ولكي يضمن أنه لن يقع في الخطأ يجب أن يفعل هذا ...ربما هو يستغل ماريانا قليلاً لإبعاد تأثير سيلا عليه...ولكن هذا افضل للجميع ...
أمسك كف ماريانا وهو يلج معها إلى المبنى ...ثم وقف أمام منزل معين وهو شارد قليلا ثم بآلية ضغط على جرس المنزل ليُفتح الباب وتخرج سيلا وتنظر إليهما بصدمة !!!
........
خرجت من منزلها وهي تمسك حقيبتها ...قررت أن تسافر وتهرب من كل شئ ...لن تبقى هنا ...بعد انفصالها عن سيف هذا هو الأفضل ....
توقفت أمام البناية وهي تبحث عن سيارة أجرة ولكنها فجأة كتمت انفاسها وهي تراه أمامها ...صالح ينظر إليها بضيق ...اقترب منها وقال:
-كنت حاسس انك هتهربي مني ..بعد الاستقالة الغريبة اللي قدمتيها ....
-ابعد لو سمحت ..
قالتها وهي تحاول أن تبتعد عنه ولكنه أمسك ذراعها وقال:
-أنتِ سيبتي سيف صح ...سيبتيه عشاني ...
-صالح ابوس ايديك سيبني امشي ...أنا فيا اللي مكفيني....
حاصر وجهها ولم يهتم كونه بمنتصف الشارع وقال:
-ليه مش فاهمة إننا بنحب بعض ...ليه ...أنا بحبك ....
انهمرت الدموع من عينيها ...كادت أن تصرخ به ولكن صوت قوى جمد الدماء في عروقها ...
-نوال !!!
نظرت إلى مصدر الصوت لتشحب وهي ترى سيف !!!
يتبع
الفصل الحادي عشر (تخضع للإبتزاز)
رأت بريق الدموع الشفاف في عينيه وازدردت ريقها وهي تشعر بالألم يعصف بها ...رباه لقد رأى كل شئ ...سمع كل شئ ....عرف ما كانت تحاول تهرب منه أنها تحب صالح ...وان طوال الوقت حاولت أن تحبه...ولكنها فشلت ...لقد طعنته هي أيضاً....لم تتخيل ابدا ان تكون المرأة التي سوف تؤذي سيف مرة أخرى....
كان سيف ينظر إليها بصدمة ...لقد اذته اخر امرأة من أنها قد تفعل هذا ...لقد أعطاها قلبه وهو مطمئن أنها سوف تحافظ عليه ولكنها خانته ...اقترب منها ..ينظر إلى وجهها ...دموعها كانت تهطل بغزارة...تنظر إليه...تطالب بالغفران...تجعدت ملامحه بإشمئزاز قتلها ...أرادت أن تنفي عنها كل الاتهامات ولكن هل تُكذب الحقائق...هل تنكر أنها خائنة ...هل تتجرأ من الأساس على تكذيب الحقائق ...والإجابة كانت واضحة ...لا بكل تأكيد ...هي مذنبة ...اخطأت بحقه ...ابتلعت ريقها وهي تحاول تشكيل الكلمات على شفتيها ولكن لسانها كان يخذلها في كل مرة تحاول فيها الدفاع عن نفسها ....
بدأ هو بالكلام وقال:
-توقعت من الكل الخيانة الا أنتِ يا نوال !! للاسف أنتِ زيهم كلهم ...متفرقيش عنهم ..
هزت رأسها ودموعها تنهمر بقوة ولكنه لم يشفق عليها وقال:
-اكيد لما شوفتي المشاكل بيني وبين بابا قولتي اكيد هيحرمني من ثروته وتروحي لضحية تانية يكون مغفل زيي ...يظهر انك نسيتي أنا اللي لميتك من الزريبة اللي كنتِ عايشة فيها...بس فعلا الرخيص بيفضل طول عمره رخيص....
هنا لم يتحمل صالح أكثر من هذا وأمسكه من قميصه القطني وهو يصرخ به:
-أنت ازاي تتكلم معاها بالطريقة دي ؟!!
قم كادا ينخرطا في عراك إلا أن نوال أبعدت صالح عنه وهي تصرخ به بقوة :
-خلاص ابعد عنه سيبه ...امشي من هنا واطلع برا حياتي !!!..
بهت صالح وهو ينظر إليها ....ظل متصنماً مكانه وهي تصرخ به بتلك الطريقة ...ازدرد ريقه وهو ينظر إليها ...كم كان مصدوماً متألماً ......
-ابعد انت السبب في كل حاجة ...امشي !!!
قالتها بغضب والدموع تطرف من عينيها ....
نظر إليه بجمود ثم انسحب بالفعل ....نظرت الى سيف الذي كان ينظر إليها بقرف وقال:
-فعلا رخيصة ....
شهقت وقالت بصوت مختنق:
-سيف متقولش كده ...ابوس ايديك متقولش عليا كده ...انت بالذات مش هتحملها منك ....
ابتسم بسخرية وقال:
-دي حقيقتك يا نوال....اللي تخون الراجل اللي حبها وكان مستعد يعمل اي حاجة عشان يبقى معاها يبقى رخيص وأنتِ رخيصة ...رخيصة أووي ....وللاسف دلوقتي أنا بضيع وقتي مع واحدة زيك....بس هنساكي يا نوال ...انتِ متستحقيش حتى اني اكرهك !!!
ثم تركها وذهب ليعلو صوتها بالبكاء وسط الشارع دون أن تهتم بالنظرات الفضولية من حولها ...شعرت حينها أن قلبها يُنتزع من مكانه ...لقد خسرت سيف ....سيف رغم أنها اكتشفت أن حبها له لم يكن حقيقي ولكنه كان اغلى شخص على قلبها ......كان الشخص الذي وقف بجوارها عندما تخلى الكل عنها....وكانت هي اغلى ما يملك ...كيف فعلت هذا ...كيف دمرت شئ بهذا الجمال !!!
.....
كان يقود سيارته بسرعة والدموع تنهمر من عينيه ..كان يشعر وكأن احد طعنه في قلبه ....والتي فعلت هذا هي أغلى إنسانة بحياته ...تلك المرأة التي كان مستعد للتخلي عن كل شئ من أجلها ...كم هو سئ الحظ كل ما يحبه يتركه...كل من يتعلق به يخونه هل كُتب عليه أن يكون تعيس طوال حياته !!!!
فاضت الدموع من عينيه ثم اوقف السيارة فجأة وهو ينهت بقوة ....ثم أخذ يضرب المقود بقوة وهو يبكي ويصرخ !!
،..........
-أنت...انت جايبني هنا ليه؟!
قالتها بصوت مرتجف والدموع تلسع عينيها بينما تنظر إلى غريمتها ...أليس لديه اي قلب ليفعل هذا بها ...يؤتي بها حتى منزل حبيبته ...أليس لديه مشاعر ....كانت تتنفس بعنف وهي تشعر بأنها مهددة أن تبكي في اي لحظة. ...
كادت أن تذهب...أن تهرب ...لا يمكنها أن تواجه الأمر ...لا يمكنها أن ترى نظرات العشق في عينيه وتصمت ....ولكنه أمسك كفها قبل أن تذهب وقال :
-استني لازم اقول اللي عايزه وبعدين قرري .....
كان وجه سيلا مكسو بالحيرة ...كانت حقاً لا تفهم ماذا يفعل ....
نظر إليها جورج فجأة .... عينيه أسرت عينيها للحظة .... الذكريات في قصتهما كانت الأقسى ...احيانا تكون الذكريات الجميلة نيران تشب في القلب وهذا ما كان يشعر به في تلك اللحظة ...ذكرياتهما الجميلة كانت تحرقه ...أخذ يتساءل لماذا لم تكن له ...لماذا انفصلا ....لقد عشقا بعضهما ولكنها ظلمته .. وهو بدوره ظلم ماريانا ..ولكنه الآن انسان ناضج متزوج ...وهو ليس برجل خائن ...رغم أنه لا يحب ماريانا ولكنه لن يخونها ...لن ينجرف بمشاعره نحو سيلا ...لن يُخطئ ....تنهد وقال :
-انا جاي عشان احط النقاط على الحروف ....جاي عشان اريح الكل من التشتت ....
كلاهما كانا ينظران إليه بحيرة ....دموع ماريانا هزمتها وانسابت على وجنتيها ....لن تتحمل ما سيقوله ...بالطبع سيخبرها أنه يحب سيلا ....بالطبع سوف يتركها !!!!هذا ما فكرت به.رغم تأكدها من الأمر إلا أن يحدث هذا أمامها فهو عذاب من نوع اخر .....
-انا عايزة امشي ...
قالتها بهياج وهي تحاول أن تفلت من بين يديه ولكنه كان يقبض على كفها بقوة ويقول :
-مش هتمشي الا لما اقول اللي عايزه ...الموضوع انتهى يا ماريانا ...لازم تسمعي الكلام اللي أنا هقوله ...لاني هقوله لآخر مرة ...فاهماني ....
تحولت نظراته إلى سيلا ...عينيها الزرقاء كانت ترمقانه بذهول بينما تشعر وكأن ما سيقوله لن يعجبها...تشعر أنه سيحطم قلبها الان ....ابتلعت ريقها وهي تنتظر بخوف ما سيقوله ...
-انا متجوز يا سيلا...وأنتِ عارفة كويس أن شخص زيي مستحيل يعمل حاجة غلط او يخون اللي متجوزها....
لسعت الدموع عينيها ونظرت إليه بصدمة وقالت :
-أنت بتحبني أنا ....
ضغطت ماريانا على أسنانها بقوة ...تلك الحقيقة تقتلها ....تمنت أن تكون في تلك اللحظة مكان سيلا ...تمنت أن يحبها جورج ...وان ينظر إليها بنفس الطريقة التي ينظر بها إلى سيلا ....
-مهما كانت حقيقة مشاعري ده مينفيش حقيقة واضحة يا سيلا ..اني راجل متجوز ...وماريانا هي الست اللي هكمل معاها واجيب منها عيال كمان ...هي اللي هعجز معاها وهموت معاها...ماريانا وبس ...
سالت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-وأنا ؟!
-أنتِ ملكيش تعريف في حياتي ...أنا مراتي هي ماريانا ...دي الإنسانة اللي حلفت اني مخونش ثقتها ابدا واهتم بيها ...ودي الإنسان اللي وقفت جنبي....
وضعت كفها على قلبها ...كانت تشعر أنها سوف تموت وهو يتكلم بتلك الطريقة ...
-وقلبي ...قلبي اللي اتكسر بسببك ...
-افتكري انك اللي في البداية قررتي تكسري قلبك وقلبي .... رجوعك مش هيغير حاجة يا سيلا ....أنا حبيت بس اقول الكلمتين دوول عشان متحاوليش تاني ...محاولاتك كلها هتفشل وأنتِ اللي هتزعلي في الاخر ....
قال كلمته الأخيرة واستطاع اخفاء انفعالاته خلف نظراته الجليدية
ثم سرعان ما سحب ماريانا خلفه وهو يذهب بينما هي في حالة ذهول غريبة ....
......
-ها يا رحيق قولتي ايه يا بنتي؟!مش مش شارط الجمال خالص
قالتها وفاء بإرتباك وهي تنظر الى رحيق بعد أن انفردت بها في استراحة الغداء ....نظرت رحيق إليها وهي تخفي دموعها...صحيح انها تعرف وفاء جيدا وأنها لا تقصد هذا ولكن كلمتها تلك ضربتها في الصميم ...بسبب كلام الجميع عن شكلها أصبحت ترى نفسها حقاً قبيحة ...تدمرت ثقتها بنفسها ....فركت كفيها لتمسك وفاء كفها وقد استوعبت اخر جملة قالتها ..ثم استرسلت بلطف :
-على فكرة أنتِ حلوة اووي ....بجد مش كل الناس بتشوف كويس عشان تعرف قد ايه أنتِ جميلة.... وعاصي بيه اكيد في يوم من الايام هيحبك لما تعاملي بنته كويس يا رحيق يا بنتي ...أنتِ هتتجوزي واحد ملياردير ...يمكن يكون ده العوض ليكي فكري كويس ....
هزت رحيق رأسها وقالت بإختناق :
-حاضر هفكر ....
ابتسمت وفاء وربتت على كفها وقالت :
-ربنا يوفقك يا بنتي ....وانا هبعتلك صورته على الواتس فكري عليا وردي بكرة الراجل مستعجل ...
ابتسمت أسفل نقابها بإنكسار...أنها تشعر بالذل...وكأن ليس لها قيمة ...كي تتزوج وتتخلص من لقب العنوسة لابد أن تتنازل ....عينيها وقفت برهة على مؤيد الذي كان يتكلم ببساطة مع أحدي المعلمات الجديدة ....حتى الشخص الوحيد الذي ظنت أنه رأى شئ مختلف فيها ...رفضها بسبب والدته والآن يتقرب من امرأة أخرى ...هي صحيح لم تكون أي مشاعر له ولكن هذا الأمر احزنها...تمنت أن يحبها أحد ...أن ينظر إليها بحب ...يخبرها فقط أنه يحبها وهي تقسم أنها كانت شوف تعطيه حياتها ليس قلبها فحسب ...ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ...فكرت ببؤس ....ربما لن تحصل على الحب ابدا ...ربما تلك السعادة ليست من نصيبها
............
في قاعة المحاضرات ...كانت تدون بنشاط كل ما كان يقوله ...صغيرها مع جارتها ترعاه ....أنها تدعو لها دوما لأنها تساعدها...فحينما تذهب للجامعة هي تجالسه مع أطفالها.. العالم ما زال بخير ...
فكرت وهي تشعر براحة البال ... فجأة توترت عندما وقعت أنظار الدكتور يوسف عليها شعرت بأن دقات قلبها أخذت في الازدياد ....لا تعرف لماذا ينظر إليها بتلك الطريقة .....هو يكرهها بطريقة لا تفهمها حقاً. ....ابتلعت ريقها هي تضع رأسها أرضا ليكمل هو كلامه وعينيه لا تتركها .... لا يحب تلك المرأة ...لا يعرف لماذا ولكن وجودها يستفزه ....تثير أعصابه بشده ...هذا شئ لم يختبره من قبل خاصة وأنها لم تفعل شئ خاطئ لكي يعاملها بتلك الطريقة.....
شعرت ماجدة بإهتزاز الهاتف الصغير في جيب بنطالها. ...توترت أكثر ونظرت الى يوسف لتجده ينظر إليها ...لما نظراته مثبتة عليها لماذا ....أرادت أن ترد على الهاتف ...لابد أن تلك هي جارتها....رباه يجب أن ترد ...لكنها حتى لا تمتلك الجراءة لتطلب منه أن تخرج وترد على الهاتف لمده دقائق ...الجميع يفعل هذا ...ولكن لا تعرف لماذا يخيفها هو ......
رفعت كفها بتردد وقالت؛
--بعتذر يا دكتور ممكن ارد على التليفون ....
نظر إليها دون رضا للحظات ...لدرجة أنها ارتعشت بقوة ولكنه قال اخيرا بفظاظة :
-أطلعي برا وردي هي دقيقتين وتيجي تاني فاهمة .....
هزت رأسها وخرجت من قاعة المحاضرات وردت على جارتها ....
لحظات ودخلت قاعة المحاضرات مرة أخرى وهي تهرول مثل المجنونة...
-ايه اللي بتعمليه؟!
هدر يوسف بغضب وهو يراها تلملم أشياؤها وتكاد تخرج ....وقف أمامها فجأة وهذا التصرف منه صدمه اكثر مما صدمها ...
-خير رايحة فين ...لو طلعتي متحضريش محاضراتي تاني ...
-مش عايزة احضرها ...
قالتها وهي تتجاوزه وتخرج بينما الدموع تغرق وجهها!!!
.........
-كانت بتقولك ايه الست دي ؟!
قالتها مادونا وهي تجلس بجوار رحيق بعد أن ذهبت وفاء ...هزت رحيق رأسها وهي تقول ببهوت:
-مكانتش بتقول حاجة ؟!.
نظرت إليها مادونا بدون تصديق ولوم لتتنهد رحيق وتقول :
-جايبالي عريس ...
-تاني !!!مش كفاية اخر مرة ...والعريس المرة دي عنده كام سنة سبعين !!!!
قالتها مادونا بغضب لتتمتم رحيق:
-عنده ستة وتلاتين سنة !
توسعت عيني مادونا وقالت:
-قولي والله ...
هزت رحيق رأسها لتقول مادونا بدون تصديق :
-مستحيل ... اكيد فيه حاجة غلط ...الست دي كل اللي بتجيبهم ..اكيد في مشكلة في شكله أو جسمه ...شوفتيه يا بت قبل ما تتدبسي ...
ضحكت رحيق رغماً عنها وقالت :
-أنتِ مصيبة ...عارفة كده ولا لا ...
-عارفة ..عارفة ..المهم شوفتيه....
كادت أن ترد الا ان صوت قدوم رسالة على تطبيق الواتس أب جعلها تتوقف ...نظرت إلى الهاتف وابتسمت وهي تقول.:
-اهي الست وفاء بعتت صورته ...
-عايزة اشوفه ..عايزة اشوفه ..
قالتها مادونا بحماس لتضحك رحيق بتعب وتفتح لها الهاتف لكي تنظر إلى الصورة دون أن تكلف نفسها وتراه ...توسعت عيني مادونا بإعجاب وافلتت منها صرخة صغيرة وهي تقول:
-اتجوزيه ...بجد اتجوزيه...ايه العيون الحلوة دي !!
عبست رحيق وهي تدير شاشة الهاتف لتراه ...توسعت عينيها وهي تنظر إلى اوسم رجل ؤأته في حياتها ...شهقت بالفعل بخفوت وهي تنظر إلى عينيه الزرقاء الحاده...شعره الاسود الطويل قليلاً وملامحه القوية....غضت الطرف عنه وهي تغلق هاتفها بينما أمسكت مادونا كفها وهي تصرخ بها :
-وافقي بجد وافقي يا رحيق ...
قالتها مادونا بحماس لتبتسم رحيق بحزن...لو فقط تعرف الحقيقة بالطبع لن تكون متحمسة لتلك الدرجة . بل ستوبخها على الطريقة التي تريد إلقاء نفسها بها إلى أي رجل. ..والمبرر التخلص من لقب كريه بات يلاحقها ...ولكنها هل تجرؤ على اخبارها الحقيقة ...بالطبع لا ....هي لن تستطيع فعل هذا لا تريد أن ترى نظرات الشفقة بعينيها...هي لن تتحمل هذا ...لن تتحمل التوبيخ أو كلمات المواساه منها أنها جميلة ...أنها تستحق الافضل ...لقد اقتنعت أنها لم تحظى بالجمال ...وهذا لا يضايقها بعد الان ...هي تقبلت نصيبها .. ولكن ما لا تستطع تقبله هو كلام الناس ...اقرب ما لها يقتلونها بنظراتهم قبل كلماتهم وهي لن تنسى أبداً ما قالته لها نوران منذ يومين !!
.........
-نوران كنتِ بتكلمي مين ؟!
قالتها رحيق بشك بعد أن ولجت لغرفة نوران وسمعتها وهي تقول لأحدهم أنها تحبه ...
احمر وجه نوران وصرخت بها :
-أنتِ ازاي تدخلي اوضتي من غير ما تخبطي على الباب مش هتبطلي عادتك الزفت دي ولا ايه ؟!!ولا خلاص عشان امي بدأت تعاملك حلو هتتفرعني؟!!!
-أنا سألتك سؤال يا نوران وعايزة إجابة لو سمحتي ...كنتِ بتكلمي مين ؟!
نظرت إليها بصدمة لوقاحتها ثم ضحكت وقالت:
-بجد مش مصدقة كمية الوقاحة بتاعتك...مين أنتِ عشان تهدديني ...ملكيش دعوة ...ملكيش فيه ...بطلي برود بقا وتحشري مناخيرك في اللي ملكيش فيه ....
كلماتها اوجعتها ولكنها لن تستسلم...نوران ترتكب خطأ ما وهي لا يمكنها أن تسكت ....
-نوران متخلنيش ألجأ لأمجد لو سمحتي قوليلي مين اللي كنتي بتقوليله الكلام ده ...
انفجرت فجأة بها وهي تصرخ :
-أنت إنسانة غلاوية وحقودة صح ....عايزة تقولي لأمجد قولي بس مش هيصدقك عارفة ليه لاني انا مش من نوع البنات دي وهيعرف انك بتتبلي عليا عشان غيرانة مني أنا ....
-انا غيرانة منك ؟!أنا خايفة عليكي ...
قالتها رحيق بصدمة لتبتسم هي بسخرية وتقول :
-ايوة غيرانة مني ...لاني كذا عريس يتقدملي لكن أنتِ مفيش حد اصلا بيبصلك ولا هيبصلك ....اخرك أما هتقعدي وتخللي اكتر ما أنتِ مخللة أو هتلفي على راجل متجوز زي أمك !!!
عادت من شرودها وهي تتنهد ..لقد أذتها كثيرا نوران ولكن رغم هذا رحيق قلقة جدا عليها ....هل يمكن ان ترتكب نوران خطأ بحق نفسها ....وهل أخطأت عندما لم تخبر شقيقها ...للاسف أمجد الآن يواجه مشاكل مع عائلة خطيبته وهي لا تريد أن تزيد المشاكل عليه ولكنها خائفة ...الطريقة الوحيدة هي أن تتقرب من نوران لكي ترشدها للطريق الصحيح
........
-أنت بقالك فترة بعيد ...بطلت تسأل أن تيجي البيت من ساعة ما ماما اتكلمت معاك في الموضوع بتاع الشقة...
قالتها أريام لأمجد الذي يدفع رأسه في الملف الذي أمامه ...هو لم ينظر إليها حتى وهذا حطم قلبها بالفعل ...لم يرد عليها وبقا متجهما ...لسعت الدموع عينيها وهي تقول بصوت مختنق :
-انا اسفة أن ماما اتكلمت معاك بالشكل ده ...بس الحقيقة دي كانت رغبتي أنا لما روحت بيتكم محبتش المنطقة هناك ...فكر فيا ومستقبلنا وأولادنا إن شاء الله ازاي هيتربوا في المكان ده....
نظر إليها فجأة ...عينيه العسلية كانت مشبعة بالبرود...زم شفتيه وهو يحاول تمالك نفسه ...ثم قال اخيراً:
-افندم مالها المنطقة بتاعتنا ....لا فيها مجرمين ولا حاجة وكلنا جيران وقرايب هناك ...أنا معرفش ليه تدخلي والدتك لما كنتي قادرة توضحي وجهة نظرك ليا ونوصل لحل....لكن كون تدخلي والدتك في شئ بسيط زي ده ...يبقى ازاي اديكي الامان تحافظي على سر بيتي ....
بهتت وهي تنظر إليه وقالت بإرتباك:
-انا بس ...أنا ....
-أنتِ افتكرتي لما والدتك تقول لاما تجيب شقة أو تفسخ الخطوبة كده بتلوا دراعي بس للاسف أنا مش من النوع اللي بتهدد ...لو كنتي اتكلمتي بهدوء معايا كنت هحترمك ...لكن أنتِ بتنهي اللي بيننا بسرعة
شحب وجهها بشكل أكبر وقال :
-ت...تقصد ايه ؟!
-اقصد اني مضطر افكر مرة تانية في موضوع جوازنا ده !!!!
.......
-اتفضلي ...
قالها بهدوء وهو يفتح الباب ...ولجت للمنزل وما زالت علامات الدهشة على وجهها ....
اتجهت بآلية إلى غرفتها ولكنه أوقفها بصوته الجامد وهو يقول :
-استني لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي شوية ...
توقفت واستدارت ونظرت إليه ...ثم ضربها الإدراك ...هو لم يفعل ما فعله من أجلها ...بل من أجله....نعم هو اتخذها درع ليحمي نفسه من تأثير سيلا ...التفكير في هذا جعلها تشعر بالغثيان ...حقيقة أنه تم استغلالها من قبل الإنسان التي أحبته كانت تقتلها ....كان الغضب يتصاعد داخلها كبركان خطير على وشك تدمير كل شىء..وجدت نفسها تمسك سكين صغيرة كانت على الطاولة ملقية بإهمال ثم رمتها نحوه ...تدارك الأمر في آخر لحظة وابتعد....ثم اتسعت عينيه الزرقاء بصدمة وبريق مخيف ثم هدر بها:
-أنتِ مجنونة !!!كنتِ هتموتيني؛!!!
-وانت لسه شوفت حاجة يا عديم الشرف !!!
صرخت به ليبهت ويقول بصدمة :
-عديم الشرف ...
ثم تراجع بصدمة وهي تتقدم نحوه تنوي خدشه بوجهه ... أمسك كفها وصرخ بها ؛
-بس خلاص كفاية يا ماريانا ايه اللي أنتِ بتعمليه ده !!!
-أنت لسه شوفت حاجة ...أنا هقتلك ....أنا هموتك وأخلص منك ....
كانت تصارعه بإهتياج....كان الغضب يعمي عينيها ...لا يهم حتى لو قتلته طالما سوف تفرغ غضبها ....هذا الحقير يفقدها صوابها !!!
كان يحاول هو أن يمسكها ...يهدئها كي لا تتأذى....كان حقاً خائف عليها وهي بتلك الحالة ....اخيرا استطاع السيطرة عليها وقام يإدارتها ثم جذبها نحوه حتى اصطدم ظهرها بصدره ثم حاوط خصرها وهو يقول بلطف:
-اهدي يا ماريانا...خافي على صحتك ...لو مش عشان نفسك يبقى عشان اللي في بطنك ...
توسعت عينيها بصدمة بالغة ...ولسعت الدموع عينيها ...هو يعرف ...يعرف انها حامل ..لهذا أتى ...لهذا فعل كل هذا....هي لك تكن أبدا في حساباته ....هو حقاً لا يهتم بها .....سكنت بين ذراعيه بينما دموعها أخذت تنساب من عينيها ...وشهقاتها الخافتة تخرج من بين شفتيها .....
-أنت عرفت !!
-اغمض عينيه وهو يدفن وجهه في شعرها ويقول:
-ايوة ...الدكتورة اللي روحتي كشفتي عندها تبقى زميلة ليا ...وهي اللي قالتلي ...كنتي عارفة أن الموضوع مش هيبقى سر ...خبتيه عليا ليه ....
لم ترد بل أخذت تبكي بشكل أقوى
أدارها بلطف وهو يمسح دموعها ...كان يشعر بالشفقة عليها ...لقد عانت الكثير وهو السبب لن ينكر الأمر ...عانق وجهها وهو ينظر إلى عينيها ...يعد ما يقوله جيداً...سيطبق ما قاله لسيلا....ماريانا هي زوجته وكفى ...وكما أنها والدة ابنه القادم ...لن يدمر حياته بسبب مشاعره تلك أبداً
-مش هقول اني بحبك لأن دي هتكون كذبه وأنتِ متستحقيش الا انك تعرفي الحقيقة ...بس كلامي قدام سيلا انك مراتي ومش هخونك صح مية في المية ...أنا عايز ابني حياتي معاكي ومع ابني ...مش عايز ابني يتحرم مني ولا أنا اتحرم منه ....
-هتعيش معايا وانت مش طايقني ولا بتحبني ؟!كل اللي فشلت اعمله الفترة اللي فاتت فشلت فيه ..بس كون اني حامل اخيرا قررت سيادتك تدينا فرصة عشان جوازنا...ومفروض أنا افرح واسكت ...
ابتلع ريقه وقال:
-أنا عايزك !!!.
توسعت عينيها بصدمة ليجذبها نحوه وهو يدفن يديه في شعرها :
-عايزك فاهماني ...
كانت ترتجف بين ذراعيها بصدمة ....زادت صدمتها وهو يهبط بشفتيه ليقبل خدها ثم تحرك نحو عنقها ليقبلها برفق .....ارتجفت ودموعها تتساقط بعنف ....
ثم فجأة ابتعدت ....ابتسمت بسخرية وهي تنظر إليه وقالت :
-بس أنا اللي مش عايزاك دلوقتي ....
ثم تركته مصدوما وذهبت لغرفتها ....كان يفكر كيف تقاومه الآن
.........
في اليوم التالي ....
-مش عايزة اتجوز ...قولتلك مش عايزة اتجوز ...
قالتها جيلان وهي تبكي ....وجهها الابيض احمر من الانفعال وتلهث بقوة بينما الدموع تلطخ وجهها...
-يا بنتي اسمعي بس ....
قالتها والدتها بتعب ولكن جيلان هزت رأسها :
-يا ماما قولتلك مش عايزة اتجوز...
-مين اتكلم على جواز يا بت المجانين انا بقول بس تقعدي مع العريس اللي جالك ....مش بتكلم على جواز خالص ....
-مش عايزة اقعد معاه ومش عايزة اتجوز ...ومش هتجوز ....
أمسكت شربات ذراعها وهي تقول :
-يعني ايه الكلام ده يا بت أنتِ هتفضلي طول عمرك تبكي عليه ؟!هو خلاص خطب وهيتجوز وأنتِ هتعنسي يعني ؟!!فاكرة لما تعملي كده هيبصلك ولا هيهتم اصلا فوقي...أنتِ بالنسبة لأمجد مش اكتر من أخت ....عمره ما هيشوفك غير كده ....امجد شايفك لسه عيلة صغيرة ...وبعدين هو اكبر منك بكتير يا بني....اتجوزي واحد قدك ....
-كفاية يا ماما ...كفاية ...
قالتها بنحيب ثم أكملت :
-حرام عليكي أنا بموت هنا وأنتِ بتقتليني بكلامك ....أنا عارفة أنه مش هيبصلي دي مش حاجة جديدة ...ومش مستنية حاجة....بس انا مش عايزة اتجوز ...قلبي مش متقبل حد دلوقتي ...استني بس شوية ...اكيد مش هقعد ك.ه واتجوز ...بس مش دلوقتي يا ماما ...خليني اخلص تعليمي الاول وبعدين نشوف الموضوع ده ....
نظرت إليها والدتها بدون رضا ....كانت حقا غاضبة من تفكير ابنتها بهذا الشكل ....لو فقط تعلم متى تعلقت به ....وكيف !!!
-مش عارفة اقولك ايه يا جيلان ....خايفة تضيعي حياتك وأنتِ بتجري ورا سراب ...أنا فاهماكي يا بنت بطني ...أنتِ لسه عندك امل فيه ...الراجل خطب وأنتِ لسه عندك امل ....
كادت أن تنفي ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها ...ما الذي ستنفيه ...هل تجرؤ من الاساس أن تنفي ما تقوله ....هل هذا كذب ...بل هي الحقيقة بعينيها....أنها ما زالت تأمل ما زالت ترسم احلام لهما سويا في مخيلتها ....الأمر يسعدها ويجعلها تعيسة في ذات الوقت ...هي تعيسة وتشعر بالذنب لأنها تنظر إلى من ليس لها ...
أمسكتها والدتها وأخذت تهزها بقوة وتقول:
-انطقي يا بت اللي بقوله صحيح ...أنتِ بتفكري بجد لسه فيه ...لسه عندك أمل ....
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-بحبه ....بحبه ....
سقط كف شربات على وجه ابنتها ....انتحبت جيلان وهي تنظر أرضاً...كانت لا تستطيع أن تنظر إلى والدتها ....كانت تشعر بالخجل حقاً...
-انا مش مصدقة انك بنتي ...مش مصدقة انك بتفكري بالشكل ده ...الرجل خطب يا جيلان ...خطب ....ايه اللي بتفكري فيه ده ...عقلك فين ...أنتِ اتهبلتي ....ازاي عندك امل ....
نظرت إلى والدتها وزعقت :
-معنديش أمل يا ماما ...بس انا بحبه...دي حاجة مش بإيدي ...
أمسكت والدتها فكها وهي تصرخ بها وتقول :.
-بس ...بس اخرسي ..اخرسي يا قليلة الحيا...اسكتي متتكلميش....هتقابلي العريس يا جيلان غصب عنك والا اقسم بالله لا أنتِ بنتي ولا اعرفك....
ثم دفعتها عنها وذهبت بغضب لتجلس جيلان على الأريكة وتنفجر بالبكاء...قلبها يؤلمها ...لا يفهما احد....لا يريد أحد أن يفهمها.... ليتها لم تحبه ...ليتها !!!
انها تتألم بسبب هذا العشق وهو لا يشعر بها أصلا ...لا يراها...تشك انها غير مرئية بالنسبة له ...لماذا لم يحبها هي ...لماذا لم يراها ...تلك الاسئلة كانت تدور بعقلها وتؤلمها اكثر !!!ما يؤلمها اكثر انها ما زالت تأمل....احيانا تتخيل انه سوف ينفصل عن خطيبته ويرتبط بها هي ...وتلك الافكار تجعلها تشعر انها بشعة !!!
........
منذ ايام وهي لم تخرج لتناول الطعام معه ...حبست نفسها في غرفتها بعد ما حدث مع ابن خالتها ...لقد ظنت أنه سوف ينقذها ولكنه يريد الزواج منها وهي لا يمكنها أن تفعل هذا ...لا يمكنها أن تكسر قلب أخرى ....بالإضافة إلى أنها لا تحب معاذ...ولن تحبه ابدا...هي تتعافي مما فعله عمر بها .....لقد أهملت أهدافها ما أن أتت إلى هنا ...لم تكمل دراستها ولم تفعل أي شئ لكي تستقل بحياتها عن عمها ...يجب أن تكون قوية لكي تستقل بشكل كامل عنه دون أن تخاف على نفسها ...نظر إليها جلال وابتسم وهو يقول :
-اخيرا رضيتي عني وقررتي تشاركيني الاكل ...أنا مبسوط جدا ...
نظرت إليه ببرود من تحت نقابها...لم يرى وجهها ....ولكن عينيها كانت باردة للغاية ....جلست على طاولة الطعام وهي تتناول طعامها يصمت وتقول :
-انا عايزة اكمل تعليمي ....أنا كنت بدرس في حقوق بس بعد الحادثة اللي حصلتلي مقدرتش اكمل طبعا....
نظر إليها بآسف وقال:
-سامحيني يا مياس ...
أمسكت شوكتها وقالت بالامبالاة :
-معرفش هسامحك على ايه ولا ايه ...انت عملت كتير اووي....
-بس بحاول اصلح غلطتي ...
ابتسمت بسخرية وقالت:
-وغلطتك هتصلحها لما تجوزني ابنك اللي مش عاوزني ؟!
-سيف هيحميكي ...أنا مش هعيشلك العمر كله ...
-الحامي هو ربنا يا جلال به ....كنتوا بعاد عني لسنين كتيرة وعيشت اهو مموتش ولا حاجة ....جوز ابنك للبنت اللي بيحبها...متكسرش قلبه ....صدقني هيكرهك طول حياته لو عملت كده ....
كاد أن يتكلم ويرد عليها إلا أنه توقف فجأة وهو يرى ابنه يقترب منهما ....
-اهلا بيك يا بيه بقالك كام يوم مش بشوفك الا قليل...يدوب تخلص شغلك في الشركة وتجري تقفل على نفسك الباب ...ورافض حتى تقولي مالك ...قررت اخيرا تحن علينا وتاكل معايا أنا ومياس ....
رفع عينيه بتعب ونظر إلى والده ...ثم إلى مياس ...أعاد نظره إلى والده مرة أخرى وقال:
-بابا أنا موافق اتجوز مياس !!!
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا