رواية الاربعيني الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )
رواية الاربعيني الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )
المقدمة و الشخصيات
جميعنا نحب أن نحيا بهدوء رغم بغضنا للروتين
و لكن أحيانًا نشتهي الصخب...لبضع الوقت فقط و من ثم نعود إلى بحرنا الهاديء
ماذا سنفعل إذ فجأة تحول هذا الهدوء إلى أمواج عاتيه تضرب بكل قواعدنا و ثوابتنا عرض الحائط
بل تحول الهدوء إلى جنون ....نعشقه حد اللعنة
سالم محمود الشريف : يبلغ من العمر أربعون عاماً ...عقيد في الشرطة ذو هيبه و شخصية قوية
الجميع يحبه و يهابه...أشهر عازب في وسطة و أوسمهم
رفض الزواج منذ زمن بل كان يبغضه ....لا يريد أن يقتحم أحدهم حياته الهادئه التي يعيشها كما يحلو له
هل سيظل هكذا ...سنري
سمر جمال الوالي : تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً
رغم جمالها و أخلاقها التي لا غبار عليها إلا أنها تتمتع بالجنون ....لا تستطع أن تجلس دقيقة واحدة دون التحدث أو ارتكاب كارثة
دعاء الشريف : أخت سالم الصغري ...طيبة حد الهبل متزوجه و لديها ابنه واحده
( دعاء قصه حقيقية)
سعاد الشريف : أم سالم امرأة حنونه للغاية لا يوجد شيء في حياتها إلا ولديها التي قامت بتربيتهم بعد موت زوجها الغالي
هند عيسوي : أم سمر ...امرأة طيبة ظلمت كثيراً من عائلة الدالي
هويدا مرزوق : تبلغ من العمر ٢٤ عاماً ...ذاقت من الظلم ما لا يتحمله أحد سواء من زوجها أو أهله
( هويدا قصه حقيقية )
دي الشخصيات الأساسية و باقي الأشخاص هيظهرو مع الأحداث
داخل أحد أقسام الشرطة ...نجد بعض المجندين يدلفون و في أيديهم مجرمين مكبلون بأصفاد حديدية
رغم أن عددهم كبير ألا أن أفراد الشرطة كانو يحكمون وثاقهم
نجد أمامهم يسير اثنان من الضباط واحد منهم يمسك بمجموعة أوراق يراجعها بتركيز و هو يقول لزميلة بفخر : الحمد لله المأمورية عدت أسهل مما كنا نتخيل
رد الآخر عليه : يابني إحنا نازلين مع سالم الشريف إلى عمر ما في حاجه فلتت من تحت أيده
رد الآخر بإعجاب : عشان قبل ما يتحرك من مكانه بيكون عامل تحريات مظبوطه و راسم خطه متخرش المايه
كان يسير أمامهم بكل هيبه و هو يقول بأمر : نزلهم علي التخشيبه .....أمين خلص و تعالي عايزك
أعقب قوله بوضع يده فوق مقبض باب مكتبة ثم إداره و دلف للداخل
خلع جاكيت حلته ثم القاة فوق المقعد ...شمر أكمام قميصه و هو يلقي بجسده فوق المقعد
تنهد بإرهاق ثم قلب عيناه بملل بعد أن رأي أحدهم دلف إليه قائلاً بتملق: باشا البلد...الله ينور يا ريس
أشعل سيجارة ثم نفس دخانها و قال : أخلص يا سعيد بلاش الفرح بتاع كل مرة ده
ضحك سعيد و هو أحد الضباط الذين يعملون معه و لكنه أقل رتبه منه ثم قال : ماهو لازم أعمل فرح دا أنت مفيش قضيه بتجلي من تحت أيدك يا باشا
تطلع له بغيظ مازح ثم قال : قل أعوذ برب الفلق ....عينك يابا أرحم أمي بقي
ضحك سعيد ثم قال : خلاص خلاص مش هتكلم ....المهم هتروح دلوقت و لا أيه أنت مطبق من إمبارح
سالم : ساعة كده و أمشي أقفل المحضر عشان تبقي الأوراق كلها جاهزة
سعيد : تمام و أنا هخلص إلى ورايا و أجي معاك
مثل عدم الفهم ثم قال : تيجي معايا فين أنت ساكن بعيد عني أصلا
ضحك سعيد بسماجه ثم قال : لا ما أنا جاي معاك البيت الحاجة كانت بتكلمني عشان فونك مقفول و قالتلي عاملة كوارع...و أنت عارف إلى فيها بقي يا حبيب أخوك
قذفه بالقداحة ثم قال بغيظ مازح : أبو تقل دمك يا جدع
و في مكان بعيد كل البعد عن محافظة الإسكندرية التي يقطن بها بطلنا
كانت تلك المجنونة تملأ الدنيا نواحاً مفتعل و هي تجلس داخل الحرم الجامعي
نظرت لها صديقتها المقربة و قالت بغيظ : يا بنتي اتهدي بقي كل مرة تعملي كده و فالآخر بتطلعي الأولى
جزت سمر علي أسنانها بغيظ ثم قالت: أنا قركم ده إلى جابني وري أهو في تلت اسأله كاملين محلتهمش
نظرت لها رانيا و قالت بشك أقرب لليقين: و الله ...سيبتيهم خالص يعني
زاغت بعيناها يميناً و يساراً ثم قالت. : مش أوي يعني كتبت أي حاجة و خلاص
كادت أن ترد عليها إلا إنها أكملت سريعًا كعادتها : تعالي ناكل أي حاجة عشان أهدي أعصابي بقي
ضحكت رانيا و قالت : نفسي أعرف بتودي الأكل ده كله فين ...أنتي تزعلي تاكلي تفرحي تاكلي عايزه تغيري مودك بردو تاكلي و يا ريت بيبان عليكي
ضحكت بهدوء ثم قالت : أهو ده الحقد بعينه ....يلا يا زفته أنا عيطت كتير و محتاجه أحسن نفسيتي
وقفت معها و سارا معاً إلى خارج أسوار الجامعة
سألتها رانيا بجديه : مامتك لسه متصلتش
غامت عيناه بالحزن و هي تقول : لأ مع إن معادها كان إمبارح مش عارفة اتأخرت ليه دي عمرها ما حصلت و للأسف مش عارفه أتصل بيها و ده هيجنني
رانيا : ماهي لو مش عارفة إنك هبله مكنتش جبتلك خط استقبال بس
سمر : طب و الله ما كنت هتصل ....أصلا أنتي عارفه إنها جبتلي الفون ده من وري أهل بابا عشان تقدر تطمن عليا في أي وقت ...
رانيا : لا كنتي هتتصلي كل شويه و في أي وقت يا سمر ...مامتك خايفه عليكي ممكن حد يدخل و أنتي بتكلميها و لو عرفو إنكم علي تواصل هيخربو الدنيا
سمر بحزن : عندك حق آخر مره طلبت من جدو أشوفها ....عمي ضربني و منعني من الجامعة أسبوعين
رانيا : صحيح عملتي أيه في ابن عمك البارد ده إلى مصمم يتجوزك
سمر : و لا أي حاجه إمبارح لما قفلت معاكي و قولتلك هحكيلك لما أشوفك ...بعدها أمه جاتلي الأوضه و حرقت دمي بكلمتين و فالآخر قالتلي أعملي حسابك فرحك علي عزت في إجازه نص السنة
رانيا بوجل : يا لهوووي ...و هتعملي أيه يا سمر هتتجوزيه
ردت بقوة : أنتي هبله أتجوز مين دا أنا الموت عندي أرحم ....ده واحد متجوز و عنده تلت بنات ...قال أيه عايز ولد و أنا بنت عمه و هو أولي بيا
رانيا: إلى مش قادرة أفهمه إزاي جدك موافق علي التخلف ده مع أنه بيحبك جداً
أبتسمت بجانب فمها ثم قالت : بيحبني عشان أنا بنت ابنه إلى مات و مخلفش غيري ....بس في نفس الوقت مش عايز كل الأملاك إلى بابا الله يرحمه كتبها بأسمي تروح لواحد غريب
رانيا : مش كفايه أنهم أصلا عايشين في خير أبوكي و بيذلوكي علي المصروف ....سرقو فلوسك و كمان عايزين يسرقو حياتك
نعود إلى الإسكندرية بالتحديد داخل شقه العقيد سالم الشريف
نجد أمه تستقبله بحنان كأنه غائب منذ شهر لا يومان فقط
سعاد : تعالي يا حبيبي حمد الله بالسلامه...كده بردو تليفونك يتقفل و توجع قلبي عليك
قبل كفها بإجلال ثم قال : حقك عليا يا حجة فصل مني و نسيت اشحنه
سعيد من الخلف : أنا هنا يا سوسو و لا أنتي مش بتشوفي حد غير سالم بيك
تطلع له بغضب ثم قال : ماتلم نفس أمك و بطل تقول سوسو دي يا بغل أنت
أتجه سعيد سريعًا ليقف خلف تلك الضاحكه و قال بشجاعه زائفه بعد أن أحتمي بها : ماهي زي أمي يا جدع ....ملكش دعوه أدلعها زي ما أنا عايز
كان أن يهجم عليه فصرخت سعاد : باااااس إلى يشوفكم بتتناقرو ميقولش واحد عنده أربعين سنه و التاني أربعه و تلاتين
قلب سالم عينه بملل ثم تحرك إلى الداخل و هو يقول : طب يا سوسو أنا هطلع أخد دش و أغير علي ما تجهزي الأكل
سعاد بغيظ : أيوه أيوه أهرب زي العادة
سعيد بخبث : يهرب من أيه بس يا حجة
سعاد : ااااه بيهرب عشان عارف أني هكلمه في حكايه الجواز ...نفسي أشوفله عيل قبل ما أموت يابني الي زيه عياله بقت طوله و هو مش في دماغه
فرك ذقنه ثم قال بتركيز : يمكن معموله عمل يا سوسو لازم نشوف شيخ
علمت أنه يسخر منها ...دفعته بقوة في صدره و قالت بغضب : شيييخ طب غووور بقي ما أنت شبهه يعني أنت نوغه ما أنت عانس بردو
أعقبت قولها بالتوجه للداخل كي تحضر الطعام بينما هو جحظت عيناه بصدمة و هو يقول : عاااانس ....أنا عانس يا سعاد
لم يتلقي منها رداً و لكنه سمع دعاء تهبط من فوق الدرج و هي تضحك بصخب
وصلت قبالته و قالت : احمد ربنا إنها مقلتش باير
سعيد بغيظ : أنا جاي أطفح و لا اتهزأ
رفعت أصبعيها و قالت بشماته : الأتنين
نظر لها بمكر و قال : طب بدل ما تبهدلني أنا و الباشا إلى طلع و سابني في وش المدفع ...تشوفك أنتي يا أختي
دعاء بغيظ : و أنا مالي بقي إن شاء الله متجوزه و معايا بنوته زي القمر
سعيد : كل ده جميل بس هبله و سايبه جوزك يدور علي حل شعره لحد ما هيدخل عليكي بضره
نظرت له بغيظ ثم قالت بدفاع : طبعًا لا أستحاله يحصل أنا بثق في محمد جداً و هو أستحاله يخوني و لا يبص لغيري
لوي سعيد فمه يمينًا و يسارًا في حركة نسائيه ثم قال : خليكي هبله كده ....يا بت أفهمي و أسمعي مني إحنا الرجالة لما يتساب لينا الحبل عالغارب لازم نلعب بديلنا
قبل أن ترد عليه وجدت أخيها الحبيب يمسكه من ياقه القميص و كأنه قبض علي لص متلبس و هو يقول بجنون: يابني أتهد بقي ....أنت جاي تولع الدنيا ما تسيب البت في حالها ..
سعيد : مش بوعيها الحق عليا
سالم : وفر نصايحك....هي بتحبه و بتثق فيه ملكش فيه أنت بقي
وصلت بطلتنا إلى منزل العائلة الكبير الذي يقبع في إحدي القري الريفية ....وجدت عزت في أنتظارها بوجه متجهم
حاولت أن تتخطاه دون أن توجه له أي حديث إلا أنه قطع عليها الطريق و قال بغضب : ااايه يا بت المصراوية متكبره ترمي السلام
ردت عليه بغضب : قولتلك مليون مرة متقولش الكلمة دي تاني سامع أنا ليا أسم
أبتسم بخبث ثم قال : أنا أول مرة أشوف واحدة مستعرية من أمها
صرخت بغضب جم : اااخرس قطع لسانك ....أمي دي تاج فوق راسي و أتشرف بيها طول عمري
جزبها من شعرها بعد أن رأي جده و أبيه و نساء المنزل يتجهون لهم و قال بكذب : أنتي ليكي عين تعلي صوتك عليا يا فاجرة ....كل ده عشان بقولك اتأخرتي ليه
صرخت من شدة الألم بينما قالت زوجته بغل : مش بت المصراوية إلى خطفت الراجل من بت عمه ....أقلب القدرة علي فمها تطلع البت لأمها
الجد : سيبها يا عزت ....نظر في ساعة يده ثم أكمل : متأخرة ربع ساعة بس يمكن الطريق كان واقف
صرخت بحزن من بين بكائها : أنا أصلا جايه في معادي بالدقيقة يا جدو....هو الي وقف في وشي و فضل يغلط فيا و في أمي
عوض أبو عزت : كمان هتتبلي علي جوزك و نعم التربية
صرخت بجنون : علي جثتي لو ده حصل ....منكم لله ....أعقبت قولها بالأنطلاق نحو غرفتها بالأعلى
بينما قالت أم عزت بغل : البت عيارها فلت و بتدعي علينا عيني عينك
نظرت للجد و أكملت بخبث : أنا من رأي تعجل بالجواز يابا الحج البت متضمنش
عزت : يعني أيه ياما
ردت عليه بشيطانية : يعني البت داخله طالعه لحالها يا قلب أمك متضمنش ممكن تطفش و لا حد من العيال إلى معاها في الكليه يميل دماغها
مش بعيد تهرب معاه و تتجوزو....ساعتها هيلهف كل حاجة في كرشه
نظر الجد بغضب جم ثم قال : علي جثتي لو ده حصل دا أنا أدفنها حيه
و في إحدي المنازل داخل نفس القريه ...كانت هويدا تتحرك بصعوبة تجاه حظيره المواشي كي تنظف روثها
رغم مرضها الشديد إلا أنها تعلم جيداً أن أم زوجها لم ترحمها....
أم محمود: مالك يا هويدا ماشيه تجري رجلك كده ليه كأن عليهم شوالين ملح
ردت عليها بتعب واضح : حقك عليا ياما البرد متقل جسمي
أم محمود : بت يا بسمة أطلعي شقة أخوكي شوفلها أي برشام مسكن مالي أبوكي جابو إمبارح و بالمرة هاتيلي الجلبيه الزرقة عشان ألبسها
نظرت لها هويدا بقهر و لم تستطع التفوه بحرف ...فقد أعتادت أن تستبيح شقتها....تفتح خزانه ملابسها ...تأخذ كل ما يحلو لها دون أن تكلف نفسها و تخبرها
حتي لا تستطع أن تشكو لزوجها المغترب فإذا فكرت أن تنطق بحرف علي أهله ...يسمعها ما لا يرضيها
و هي مسكينة ...حرفياً تعيش معها كما يقولون....بلقمتها....ليس لها أي مطالب حتي المرض لا تقوي علي الذهاب إلى الطبيب إذا شعرت به
و أمه لا ترحمها و الحجة دائماً ....أنتي زي بنتي و أنا بعتمد عليكي
داخل إحدي الشقق الراقيه...بدأت هند في أستعادت وعيها بعد أن جائها غيبوبة سكر منذ الأمس
وجدت زوجها الحبيب يجلس جانبها و علي وجهه أرتسمت ملامح القلق البالغ عليها
رمشت بعيناها عدت مرات فا أنتفض قائلًا : أخيرا ...قلقتيني عليكي
أبتسمت ببهوت ثم قالت بوهن: حقك عليا....قبل أن تكمل حديثها حاولت التحرك و هي تقول بقلق بالغ : البت ....سمر ...كنت ماسكة الفون عشان أتصل بيها بس وقعت و مدرتش بالدنيا
رد عليها سريعًا محاولاً تهدأتها : أهدى يا حببتي أهدى أنتي أغمي عليكي و الحمد لله سامح كان هنا
أتصل بالست سعاد و طلبتلك الدكتور و أتصلت بيا ...و بعد ما فوقتي شويه الدكتور اداكي مهدئ
دمعت عيناها و هي تقول : أنت عارف يا عبده إنها بتستني أتصالي بيها ....أنا منعاها تتصل عشان محدش يشوف الفون ده معاها
عبده : أكيد هتعزرك معلش اصبري لبكره و كلميها...زمانها روحت دلوقت و متضمنيش مين يكون معاها
تنهدت بهم ثم قالت : منهم لله ....حسبي الله و نعم الوكيل فيهم ربنا يحرمهم من نور عنيهم زي ما حرموني من بنتي
ربت علي كتفها بحنان ثم قال : هانت يا حببتي كلها سنتين و أقل كمان ....تكمل سن الرشد و وقتها هجبها تعيش معاكي علي طول
ردت عليه بحزن : و أنت مفكر إنهم هيسيبوها كل ده ...دي ناس خبيثه ربنا يكفينا شرهم
نظر لها بحيره ثم قال : .....
ده بارت تعريفي بحياة الأبطال من بكره إن شاء الله الفصول هتكون طويلة و مليانة أحداث
انتظروووووني
بقلمي/ فريده الحلواني
الأربعيني
الفصل الثاني
صباحك بيضحك يا قلب فريده ❤️✨
خليكي قويه ...خليكي واثقه في نفسك ...شوفي جمالك من جواكي ...اوعي تشوفي نفسك جوه عيون الناس
واحد بيحب و الف بيكره
يبقي ليه تشوفي صوره متشوهه بالحقد
انت اجمل من كده بكتير انا واثقه
و بحبك
جلست داخل غرفتها تحادثه بكل حب ...فقد اشتاقت له كثيرا فقد سافر منذ شهر لعمل هام في احدي الدول الاجنبيه
( محمد السيد عبداللطيف يبلغ من العمر اثنان و اربعون عاما....طبيب صيدلي يعمل في احدي شركات الادويه الكبري)
مو يا حبيبي وحشتني ...هكذا تحدثت بلهفه
قابلها رده البارد : و انتي كمان يا دودو ...صوفيا عامله ايه
شعرت بقبضه قويه تعتصر فؤادها بعد ان سمعت تلك النبره التي تخلو من أي لهفه
تنهدت بحزن ثم قالت : صوفيا هتتجنن عليك يا محمد طولت اوي المره دي
محمد : ادهالي اكلمها
دعاء بذهول : تكلمها...دلوقت ده انت حتي مسألتنيش عامله ايه للدرجه دي مبقتش فارقه معاك
زفر بحنق ثم قال : في ايه يا دعاء انتي بتتلككي عشان نتخانق...بدل ما تطمني عليا و علي اخباري عايزاني احب فيكي ...انتي ليه انانيه كده
برقت عيناها بصدمه و هي تقول: انا انانيه يا محمد...انت مصدق نفسك بجد بعد كل الي عملته عشانك و اتحملته منك فالاخر تقولي كده
انت اشطر واحد يقلب الطرابيزه و انا حقيقي تعبت من اسلوبك ده
لم يهتم بكل ما قالت بل رد عليها ببرود : مضطر اقفل معاكي عشان داخل اجتماع مهم بوسيلي صوفي و قوليلها بابي هيتصل بيكي كمان شويه ...يلا سلام
أعقب قوله باغلاق الهاتف في وجهها دون حتي ان ينتظر رد السلام منها
اما هي ظلت في جلستها تنظر الي الامام بذهول...حبيبها تغير تماما ....تعلم انه يمتلك بعض الانانيه...يريد أن يحظي بإهتمام الجميع دون ان يهتم بأحدهم...و الكثير من الصفات السلبيه التي تتغاضي عنها بسبب حبها الكبير له ...و لطيبتها و ضعفها معه
و السؤال هنا ...الي متي ستظل هكذا ...حقا لا نعلم
حاولت إسقاط خصلات شعرها علي جانب وجهها كي تداري علامات الأصابع التي طبعت علي وجنتها
و لكن صديقتها لاحظتها بسهوله و سألتها بذعر : ايه اللي في وشك ده يا حبيبتي مين اللي يتشل في ايده اللي عمل فيكي كده
دمعت عيناها بقهر و هي تقول : مرات عزت
رانيا : هااااا ضربتك...الهي يجيلها ضربه في قلبها طب ليه
قصت عليها ما حدث منذ ان عادت الي ان صعدت غرفتها ثم اكملت بحزن : مكملتش ساعه في اوضتي و لقيتها داخله عليا زي القضا المستعجل
هجمت عليا و مسكتني من وشي و فضلت تقولي ابعدي عن جوزي لو اتجوزتيه هقتلك
و زي مانتي شايفه صوابعها علمت في خدي
رانيا : يعني هي مش عارفه انك مش طيقاه اصلا و رافضه الجواز منه هي بتستهبل و لا ايه
سمر : بتقولي بلاش شغل الكهن ده يا بت المصراوية تلاقيكي بتشاغليه في الخباثه و بتمثلي قدامنا
رانيا بغيظ : طب بالله هي مصدقه اللي بتقوله ده ايه الوليه دي بجد
سمر : حلفتلها ان كل ده محصلش قالتلي لو انتي صادقه يبقي اهربي و روحي لامك اسكندريه
رانيا : يا سلاااام طب مانتي عملتيها من سنتين و راحوا جابوكي عافيه و محدش قدر يمنعهم
سمر : معرفش بقي يا رانيا انا تعبت بجد غير ان قلبي مقبوض حاسه ان ماما فيها حاجه
كادت ان ترد عليها الا ان هاتفها السري صدح برنين يعلم عن وجود اتصال
ردت بلهفه : ماما حببتي فيكي ايه مكلمتنيش ليه طمنيني عليكي
هند بوهن : اهدي يا قلب امك ...حقك عليا غصب عني و الله
سمر بقلق : مالك يا ماما صوتك تعبان طمنيني بالله عليكي
هند : اطمني يا حببتي انا كويسه شويه برد صغيرين...امبارح الكهربا كانت قاطعه طول اليوم و مجتش غير النهارده الصبح و الفون كان فاصل عشان كده معرفتش اكلمك سامحيني
سمر : يا حببتي و لا يهمك المهم انك بخير ...عمو عبده عامل ايه و سامح اخويا لسه مدوخك بردو
هند : كلهم بيسلمو عليكي يا حببتي و اخوكي ربنا يهديه كل ما نكلمه يعمل بالكلام يومين و يرجع تاني
سمر : يا حببتي مينفعش ده في اولي ثانوي لازم تشدي عليه من دلوقتي عشان لما يوصل تالته بإذن الله يكون اتعود علي الالتزام و القاعده علي الكتاب
تنهدت هند بهم ثم قالت : حاضر يا نور عيني المهم انتي طمنيني عليكي صوتك مش عاجبني يا بنتي
بكت سمر بقهر ثم قصت عليها ما حدث معها بالأمس و ايضا بعض المواقف التي مرت بها خلال الفتره الماضيه
و بعد ان انتهت قالت بخوف : مش عارفه اعمل ايه يا ماما انا خايفه اوي
بعد ما جدو كان مقرر ان اتجوز بعد الجامعه شكلهم هيقنعوه يستعجل عشان مهربش
هند بغضب : احيييه يا بنتي طب و بعدين انا مش هقدر اشوفك بتضيعي مني و اسكت
سمر بحزن : مانتي حاولتي كتير يا ماما رفعتي قضيه و خسرتيها سوقتي عليهم طوب الارض و مسمعوش كلام حد غير ما كنتي تيجي و يطردوكي
بكت بحرقه و هي تقول : منهم لله حسبي الله و نعم الوكيل ربنا ينتقم منهم بحق حرقه قلبي عليكي يا بنتي
سمر : متعيطيش عشان خاطري ...ان شاء الله ربنا هيقف معايا و مش هعمل اللي في دماغهم مهما حصل
كان يداعب ابنه اخته التي تبلغ من العمر ست سنوات لمح دعاء تأتي عليهم بوجه حزين رغم الابتسامه التي حاولت رسمها
عض شفته كي يكتم غيظه نظرا لوجود الصغيره معهم
اما هي لاحظت ذلك و تجاهلته عن عمد رغم خوفها الداخلي منه
جلست قبالته و قالت: اليوم اللي بتاخده اجازه بتقضيه كله مع صوفيا
ضم الطفله بحنان ثم قال : هو في احلي من صوفي حبيبه خالها ...امال عايزاني اقعد في وشك اللي يقطع الخميره من البيت و لا في وش امك اللي معندهاش غير سيره الجواز
لسوء حظه أتت عليه امه بعد ان كانت تجهز الطعام و سمعت اخر ما قاله
نظرت له بغضب ثم قالت بغيظ : ما انا لو عرفت اربيك مكنتش قولت كده
رد ببرود : يبقي مشكلتك مش مشكلتي شوفي كنتي مشغوله في ايه و نسيتي تربيني
نظرت له بغضب ثم قالت : شوف الواد و قله ادبه ...خلاص يا سيادة العقيد روح اتجوز يمكن تلاقي اللي تلمك
كادت دعاء ان تنقطع أنفاسها من شده الضحك بينما هو وقف بملل ثم قال و هو يتجه نحو الاعلي بمنتهي الوقاحه: اصطبحي عالصبح يا سعاد و قومي حضريلي لقمه اكلها قبل ما انزل علي ما اغير هدومي
ردت عليه بجنون : احنا العصر يا حيله امك ...الهي يوعدك باللي تطلع عينك و تخليك تمشي تكلم نفسك .....خد هنا يا واد انت مش اجازه النهارده
التف بجسده قبل ان يصعد اول درجه ثم قال بغرور : مين دي اللي تخلي سالم الشريف يكلم نفسه انا اساسا متجوزتش لحد دلوقتي عشان ملقتش اللي تستاهلني يا حاجه
ااااه....معنديش اجازات انا كنت مريح شويه و اديني رايح الشغل و سايبهالك مخضره
ردت يصعد الدرج و هو يقول بكيد : اخلصي يا وليه جعاااان
كادت ان تقف كي تلحق به لتكمل الشجار المعتاد بينهما الا ان دعاء امسكتها و هي تقول : اهدي يا ماما بلاش تخليه يعصبك...ما انتي عارفاه لسانه متبري منه ههههه
دعت سعاد من قلبها : الهي يوعدك بالي تجبلي حقي منك ....الهي تقع في واحده مجنونه تخليك تشد في شعرك يا ابن بطني ...خد من قلبي و اقبل ياااااارب
أجتمع الخبثاء الذين لا يملكون شفقه داخل قلوبهم المتحجره
تحدث عزت بغل : و بعدين يا جدي البت محدش قادر عليها صممت تروح المدعوقه بتاعتها و انت وافقت
الجد : بتمتحن يا ولدي خليها تخلص بدل ما تسقط و تعيد السنه ...ساعتها جوازك منها هيتأجل
ام عزت بخبث : و ايه اللي يخلينا نصبر سنتين كمان يابا الحج الواد بيكبر و نفسي اشوفله حتت واد يشيل اسمه
الجد : و مين سمعك يا سعديه ده هو الواد الحيله في العيله ....ابو سمر الله يرحمه خلفها و مات ....و شفيق خلفته كلها بنات و اهي كل واحده في بيتها ملهيه مع جوزها
و لو مكنش ربنا كرمه بعزت كان نسل العيله اتقطع
شفيق بخبث : يبقي نعجل بجوازهم يابا و لو علي العلام تكمل و هي في بيتها لا هي اول واحده تعمل كده و لا اخر واحده
الجد بتردد : خايف ابنك يقعدها و انا وعدتها يا ابني دي بنت الغالي
رد عزت سريعا بكذب : و غلاوتك عندي يا جدي لا اخليها تكمل لحد الاخر ...وافق انت بس خليني اجيبلك حفيد و لا اتنين يشيلو اسمك
تنهد الجد بهم ثم قال : ماشي ولدي هاخد منك كلمه راجل
شفيق بلهفه : خدها مني انا يابا هااااا نعمل الفرح و الدخله الجمعه الجايه ايه رأيك
الجد : بسرعه كده يابني
ام عزت : خير البر عاجله يابا الحج خلينا نفرح بخلفهم
كانت زوجه عزت تسمع كل ما يدور و هي متواريه في احد الأركان....شعرت بنار تحرق احشائها...نظرت للامام و قالت بغل : قسما بالله ...و حيااات بناتي اللي مش عاجبك خلفتهم لا اكون قتلاها ....مش هسيبها علي وش الدنيا يوم تاني و لا هستني تاخد ابو عيالي مني
ذهبت سعاد للاطمئنان علي جارتها الحبيبه هند ...او ام سامح كما يطلقون عليها
و بعدما رحبت بها قالت : الحمد لله شكلك احسن النهارده ....ده الواد يا حبه عيني جري عليا و وشه اصفر زي اللمونه لما شافك مرميه في الأرض
هند : و الله يا حاجه ما حسيت بنفسي مش عارفه ايه اللي جرالي
سعاد : انتي مهمله في نفسك يا هند مش مهتمه بعلاجك....الا السكر يا بنتي لو مكنش سامح معاكي كان ممكن لا قدر الله تروحي فيها
خافي علي نفسك لو مش عشانك عشان عيالك الي محتاجنلك خصوصا الغاليه ربنا يردهالك يا رب
بكت هند بحزن و هي تقول : انتي بس يا حاجه و ازاي ...دول عايزين يجوزوها ابن عمها اللي اساسا متجوز و عنده تلت بنات و انا عاجزه مش قادره انقذها من ايديهم
ضربت سعاد علي صدرها ثم قالت بغضب : يا مصيبتي....منهم لله ...لازم تمنعيهم يا هند حرام كده
ردت عليها بقله حيله: اعمل ايه طيب دبريني ماهو علي يدك كل حاجه
سعاد : البت تقول للمأذون مش موافقه وقتها مش هيرضي يكتب الكتاب
ابتسمت بجانب فمها و قالت : تفتكري اصلا هيخلوها تنزل للمأذون ده مش بعيد يمضو مكانها
سعاد : ربنا علي الظالم و المفتري معلش يا بنتي صلي و ادعي ربنا و هو قادر يغير الحال في لحظه
جلس داخل مكتبه يتابع عمله بتركيز ...دلف عليه سعيد و قال بجديه بعد ان جلس فوق المقعد : ها يا باشا قدرت توصل لحاجه
أطفأ السيجاره التي انتهت بيده دون ان يلاحظ من شده تركيزه ثم أشعل غيرها و قال : في حلقه ناقصه يا سعيد...التحريات دي مش دقيقه
رد عليه بعدم فهم : ازاي ...طب ايه اللي ناقص و انا بنفسي هكمله
سالم : احنا عرفنا الطريقه الي بينفذوا بيها جرائمهم....و الأماكن اللي بيترددوا عليها ...بس فاضل اهم حاجه
نظر له بإهتمام فاكمل : المخزن ....المخزن يا سعيد لو مقدرناش نوصله يبقي كل اللي عملناه من شهرين ضاع في الهوا
سعيد : ان شاء الله تعبنا مش هيروح عالفاضي انا بنفسي هعمل تحريات و اجيبلك المكان متقلقش
المهم ...الحاجه عامله غدا ايه النهارده
نظر له بغيظ ثم قال : معندناش اكلنا جبنه قديمه بالطماطم اتهد بقي و بطل طفح
انتهت محاضرات اليوم و خرجت سمر و رفيقتها معا بإرهاق
رانيا : اووووف اخيرا اليوم خلص انا تعبت بجد و يارتني هرجع عالبيت عشان ارتاح
سمر : اومال رايحه فين
رانيا : لاااا ده انتي دماغك مش فيكي خالص مش قولتلك يا بنتي بابا هيعدي عليا عشان اشتري معاه شويه حاجات محتاجها قبل ما يسافر
سمر : هو خلاص قرر يشتغل في اسكندريه
رانيا : اه مضي العقد و المفروض يستلم بعد يومين يا رب يكون شغل كويس يرتاح فيه بدل البهدله اللي شافها بقاله سنين مع الراجل اللي معندهوش ضمير ده
وصلت الي الخارج برفقتها و حينما رأت ابيها يجلس داخل السياره قالت : اهو بابا وصل تعالي سلمي عليه قبل ما تمشي
اتجهت معها ناحيته بينما هبط من السياره و قال ببشاشه : أهلا بالمجنونه اللي وحشتني
ردت عليه بمزاح : وحشتني يا كوكي علي العموم مقبوله منك
وكزتها رانيا بخفه و قالت بغضب مازح : بت متدلعيش ابويا انا بس اللي اقوله كوكي
وضعت سمر يدها علي خصرها و قالت بكيد : ملكيش فيه علي قلبه زي العسل ...نظرت له بإستعطاف ثم اكملت : صح يا كوكي
ضرب كريم كفا بكف ثم قال : ربنا يشفيكم انتوا الاتنين تعالي اوصلك للموقف بدل ما تمشي لوحدك
سمر : شكرا يا عمو انا رايحه المكتبه اشتري حاجات قبل ما اركب ...يلا. سلام بقي عشان متاخرش
سارت بشرود بعد ان ودعت صديقتها و ابيها ...كانت تفكر في حالها و ما تعيش فيه ...وجدت من يربت علي كتفها ... انتفضت بفزع مع التفافها كي تري من صاحب تلك الفعله
تنفست الصعداء حينما وجدت سيده يبدو علي ملامحها الطيبه تقول بتعب : معلش يا بنتي خضيتك
ابتسمت لها و قالت : و لا يهمك يا طنط محتاجه حاجه
المرأه: لو مش هتقل عليكي تعديني السكه بالكياس دي ....ايدي شدت عليا يا بنتي و مش قادره اشيلهم
حملت الحقائب البلاستيكية عنها سريعا و هي تقول : يا خبر يا طنط من عنيه و اوصلك لحد البيت كمان
ابتسمت السيده بفرحه و قالت : بجد ...الهي ينجحك و يسعدك ....البيت مش بعيد تالت شارع بعد المكتبه بس كده هأخرك و ممكن اهلك يقلقوا عليكي
حملت الحقائب بيد واحده ثم امسكتها لتعبر الطريق و هي تقول : متقلقيش يا حبيبتي مش هتأخر انا اصلا رايحه المكتبه
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
خليكي مؤمنه ان اللي جاي احلي بإذن الله ...ما دامت الأقدار بأيد ربنا يبقي اللي جاي كله خير ...احسني الظن بالرحمن و ادعي بيقين...هيستجيب و هيبهرك بعطائه انا واثقه
و بحبك
الطيبه صفه جميله و لكن تحتاج الي بعض الحظر...لا نتركها مطلقه كي لا تتحول الي بلاهه
وصلت مع تلك المرأه التي ساعدتها الي احد الابنيه البعيده نسبياً
رغم استغرابها من بعد المكان الا انها اكملت معها بحسن نيه
بمجرد ان دلفت داخل البوابه الرئيسيه وجدت رجلان يبدو علي ملامحهم الإجرام....قبل أن تتخذ اي رد فعل كان أحدهم ينثر امام أنفها ماده مخدره وقعت علي أثرها فاقده الوعي في الحال
احد الرجال نظر لها بشهوه ثم قال : ايه الصاروخ اللي انتي جايباه ده يا سنيه...ادوق و حيات امك....
اعقب قوله بالاقتراب من جسد سمر الملقي فوق الأرض إلا أن المرأه منعته بقوه و هي تقول : ايدك جاك قطع ايدك
انت عايز الكبير يقطع رقبتي ...الطلب المره دي بنات خام...يلا منك ليه شيلها و حطوها في العربيه بسرعه قبل ما حد يلمحنا
قاما بحملها بعد ان تأكدت من خلو الطريق ثم وضعوها في المقعد الخلفي و جلست هي جانبها حتي يظهر الامر طبيعي اذا ما مروا علي احدي اللجان
سحبت حقيبه يدها و قامت بإفراغها كي تأخذ الهاتف منها ...قامت بفتحه و إخراج الشريحة ثم كسرتها و ألقت بها خارج النافذه
نظرت للهاتف بإحتقار ثم قالت : تلافون اي كلام و صيني كمان بلا خيبه حتي مش هيجيب خمسوميت جنيه ...يلا احسن من مفيش
مرت ساعه ...أثنان...بل ثلاث ساعات علي ميعاد عودتها الي بيت جدها
كان الجميع في حاله غضب جم من تأخرها رغم انه لم يحدث سابقا
عزت بغل: لااااا البت دي فجرت خلاص ...شايف يا جدي متأخّرة تلت ساعات
ام عزت بخبث : اكيد شافتلها شوفه و اتلمت علي عيل معاها في المدعوقه و راحت تصيع معاه
الجد : اتصل برانيا زميلتها مش معاك رقمها
اخرج عزت الهاتف من جيبه و هو يقول : ايوه معايا هرن عليه
انقبض قلب رانيا بعدما رأت اسم ذلك الحقير ينير شاشتها ...نظرت لأبيها و قالت بوجل : ده عزت ابن عم سمر يا بابا يا تري في ايه
سحب منها الهاتف و هو يقول : هاتي انا هرد عليه
فتح الخط و قال : السلام عليكم
استغرب عزت من الصوت و ظن السوء فقال بسخريه : انت مين انت كمان ...اديني رانيا و لا مش فاضيين
صاح به كريم بغضب : احترم نفسك يا حيوان انا أبوها
لم يخجل و لم يعتزر حتي بل قال بغباء : فكرت حد معاها في الكليه ...المهم سمر فين
تمالك كريم نفسه بأعجوبه فهو يعلم جيدا تلك الشخصيه الحقيره
رد عليه بوجل فقد شعر بالقلق علي تلك المسكينه: سمر مشيت من بدري ...كنت عايز اوصلها لحد الموقف بس مرضتش و قالت هشتري حاجات من المكتبه....هي مرجعتش لحد دلوقتي
انتفضت رانيا برعب بينما رد عزت : لا عشان كده اتصلت ببنتك اسألها عليها
رانيا بخوف : في ايه يا بابا مين اللي مرجعتش سمر
كريم : استني بس يا بنتي لما افهم منه ...سأل عزت : اتصلت بيها طيب
عزت بغل : تلافونها مقفول ...انا هعرف اجيبها من شعرها بنت الكلب دي تلاقيها بتصيع مع واحد ###
كريم بغضب : احترم نفسك لما انت ابن عمها بتقول عليها كده اومال الغريب يقول ايه ....اقفل انا هطلع عالموقف اسأل السواقين يمكن حد منهم شافها
أغلق معه الهاتف بغيظ ثم غير اتجاهه كي يذهب كما قال
رانيا بدموع : بابا ...سكر كويسه صح ...في ايه طمني
كريم : مرجعتش لحد دلوقتي و ابن الكلب بيقول تلاقيها صايعه مع حد
صرخت رانيا بغضب : قطع لسانه الحيوان ....طب بسرعه يا بابا الله يخليك السواقين كلها تعرفنا تقريبا اكيد حد منهم شافها
في مكان ما وسط منازل مهجوره....
نجد بداخله اكثر من عشرون فتاه معظمهم غائبين عن الوعي . ...و القليل منهم بدأ يستفيق بإرهاق
من ضمنهم سمر ....تلك المسكينه التي اوقعت حالها في مصيبه بسبب طيبه قلبها
نظرت حولها بإستغراب لبعض الوقت ثم بدأت تعود إليها ذكري ما حدث رويدا رويدا
شهقت برعب بعدما فهمت ما حدث و انتفضت من مكانها تصرخ برعب و جنون : انا فين. ....ايه اللي جابني هنا ....هرولت تجاه الباب المغلق بإحكام و ظلت تطرق فوق بكل ما أوتيت من قوه و لم تكف عن الصراخ و علي أثر هذا الضجيج استعادت جميع الفتيات وعيها و عام و انهم قد تم خطفهم فبدئوا بالصراخ و الاستغاثة
فتح الباب فجأه و دلف منه ثلاث رجال مظهرهم دب الرعب في قلوب الفتيات ...نظرت لهم بشر و قال أحدهم: اخرسي يا بت انتي و هي ايه قلبت الدماغ دي
بدي الجميع برعب و سألت احدهم و التي لم تتعدي الستة عشر عاما : احنا فين يا عمو ...ارجوك انا عايزه اروح
ضحك الرجال بصخب ثم قال الاخر : تروحي فين يا قطه ...انتوا خلاص دخلتوا جهنم برجليكم
صرخت الفتيات بجنون بينما صاح الرجل بغضب : اكتمي يا بنت انتي و هي ....عض شفته السفلي بوقاحه ثم اكمل و هو يطلع الي احدي الفتيات بشهوه : لو مكنش البوص عايزكم بالختم كنا عملنا حفله عليكم ....مش عايز اسمع صوت بنت كلب فيكم سااااامعين
اقترب النهار و الجميع يبحث عنها و اخيرا اهتدي عزت انها فرت هاربه الي امها
عزت بغضب : انا مسافر اسكندريه اجبها من شعرها
شفيق: ايش عرفك انها هناك طب اتصل اسألها بدل ما تطخ المشوار علي الفاضي
عزت : ليييبه فاكرني اهبل لو اتصلت هتنكر انها عندها انما لما اجي عليها هعرف اجيبها غصب عنها
ام عزت : سافر الصبح يابني النهار له عنين بلاش اشوف بالليل كده
عزت : لازم الحقها قبل ما تخبيها عند اي حد جاي معايا يابا و لا ايه
شفيق بنزق : جاي معاك الله ياخدها بسبب دوختنا وراها في انصاص الليالي
كادت رانيا ان تجن حينما لم تعثر علي صديقتها ...تبكي بحرقه و تشعر بالعجز ...من بعد ما سألت عنها جميع السائقين و أكدت انهم لم يروها
ذهب إليهم عزت لاعتقاده انها ذهبت لها لتهرب منه و لكن من انهيار رانيا تأكد انها لم تأتي الي هنا
حتي كريم اقترح عليه ان يقدموا بلاغ في قسم الشرطه و بالفعل ذهب لتقديمه هو و الجد بما انه الوصي عليها
الا انهم رفضوا تحرير البلاغ ....و قالو : لازم يعدي تمانيه و أربعين ساعه علي اختفائها عشان نعمل محضر
بعد ان تركهم الرجال و اغلقت الباب بإحكام ...بحثت كل الفتيات عن حقائبهم و لم يجدوها
بكت سمر بخوف و حينما سمعت إحداهن تقول : اخدوا الشنط و التليفونات اكيد كسروها
تذكرت سريعا هاتف امها السري الذي تخبأه دائما بين نهديها حتي لا تنساه في مره داخل الحقيبه و يتم اكتشافه من قبل زوجه عمها التي تفتش ورائها دائما
همست بخفوت : انا معايا فون ...محدش يطلع صوت و واحده تقف عند الباب عشان تسمع لو حد جه
فرحوا جميعاً و اشع الامل داخل عيونهم ....و لكن ما لبث أن انطفأ حينما قالت ببكاء و قهر: ده هيفصل
ضغطت علي اسم امها و هي تقول بتضرع: ياااارب ....يارب ما يفصل و النبي يا رب
سمعت صوت امها تقول بلهفه : مالك يا بنتي....
قبل حتي ان تكمل جملتها انطفأ الهاتف بعد ان نفذت بطاريته
بكت بقهر و هي تقول : فصل فصل انا غبيه مني لله بقالي تلت ايام مشحنتوش
انقبض قلب هند و أخذت تحاول الاتصال كثيرا و لكن نفس النتيجه ....الهاتف مغلق
عبده : اهدي يا هند يمكن حد دخل عليها
ردت بجنون : لااااا كانت هتخبيه و تسيب الخط مفتوح او هتقفل بسرعه ...قلبي مقبوض بنتي جرالها حاجه يا عبده
حاول تهدئتها و لكنه سمع طرقا شديدا فوق الباب ....هرول الي الخارج و هو يقول بوجل : اصبر ياللي بتخبط....استر يا رب
تفاجأ بعزت و ابيه ينظرون له بشر بينما قال الاول و هو يدفعه و يدخل عنوه : البت فين سمررررررر
صرخ به عبده بغضب : هي وكاله من غير بواب مش تراعي حرمه البيت اللي داخله يا ابن الأصول
خرجت عليهم هند بعد ان ارتدت الاسدال ثم سألتهم بلهفه: بنتي فين ....بنتي جرالها حاجه انا حاسه
شفيق بسخريه : علي اساس انك مكشوف عنك الحجاب ....اوعي تفكري الدمعتين و الحركات دي هتخيل علينا ...بت اخويا فين بدل ما اوديكي في ستين داهيه
صرخت بجنون : ده انا اللي هروح فيكم في داهيه....وديتوا بنتي فين يا ولاد الكلب
و ما بين شد و جذب و صراخ جعل قاطني المبني يهرولون تجاه مصدر الصوت و كان أولهم سالم و امه
وقف بشموخ و قال : في ااايه ...مين دول يا ام سامح
عزت بوقاحه : و انت مال امك
حقا حكم علي نفسه بالهلاك....في لحظه كان يلكمه بقوه أطاحت به ارضا و قبل ان يفكر حتي في الرد عليه كان سالم الأسرع حينما هبط بجسده و ظل يضربه بقوه و هو يقول : أنا هعرفك مال امي يا ابن الكلب
حاول الجميع ابعاده و هم يقولون: خلاص يا سياده العقيد ....اللي ما يعرفك يجهلك ...و الكثير من الجمل التي افصحت عن هويته مما جعل ابيه يرتعد خوفا علي ولده الوحيد
وقف ببرود و كأنه لم يفعل شيئا ثم قال : خير يا عم عبده في حد مضايقك و عايز تربيه ....قولي انا في الخدمه
ردت هند سريعا : الحقني يابني الله لا يسيئك....بنتي مش لاقياها
تعالت الهمهمات المشفقه عليها بينما قال هو : مش لاقياها ازاي طب كانت فين اخر حاجه و بقالها قد ايه غايبه....نظر الي عزت باستحقار و الذي ساعده ابيه علي الوقوف
ثم اكمل : و مين البغل ده
لم يقوي علي الرد و لكنه نظر له بغل كبير
رد عبده : ده عم البنت و ده ابن عمها جايين يتهمونا اننا اخدناها
سالم : قدمتوا بلاغ
شفيق بغيظ : روحنا المركز قالوا لازم يعدي اربعه و عشرين ساعه
سالم : ده حقيقه ….طب انتوا منين و انا هكلم معارفي يعملو بلاغ ...بس عايز اعرف هي كانت فين و آخر مره اتصلت بيكم الساعه كام
كادت هند ان تندفع و تقول ما حدث منذ قليل الا ان زوجها لحقها سريعا بمغزي داخله و قال بتسويف : احنا منعرفش عنها حاجه يابني ....اهل أبوها منعوها تكلم امها من سنين
هز سالم رأسه بتفهم و لم يفت عليه ما حدث فقال بهدوء متعمد كي يفض هذا التجمع ليختلي بهم و يعلم ما كانت تريد قوله
سالم : تمام قولي انتوا منين زي ما قولتلك و انا هكلم ناس تتابع الموضوع ....خلاص يا جماعه كل واحد يرجع بيته
طرد الناس بوقاحه جعلت امه تجز علي أسنانها غيظا من وقاحته
بعد مرور بعض الوقت قام شفيق بأخبار سالم كل شيء عنها و عن أماكن تواجدها ....فقام الأخير بالاتصال علي احد الضباط هناك و وصاه بالاهتمام بذلك الموضوع و الا ينتظر للغد
و بعد ان انتهي نظر لشفيق و قال بوقاحه : روح للرائد وليد عبدالرحمن و هو بنفسه هيهتم بالموضوع....يلا اتكل و خد البغل ده من وشي عشان لو قعد دقيقه كمان هبيته في التخشيبه
انتفض الاثنان برعب و اتجهو للخارج دون التفوه بحرف
نظرت لهم هند بشماته رغم بكائها
تطلع لها سالم بهدوء ثم قال : قوليلي بقي ايه اللي كنتي ناويه تقوليه و عم عبده منعك....هي كلمتك
رد زوجها بدلا عنها : ايوه يابني اصلها مدياها فون من غير ما اهل أبوها يعرفوا عشان تكلمها عليه ....من سنتين روحتلها الكليه و ادتهولها لما لقيت هند تعبت و هتتجنن علي بنتها اللي حرموها منها
سعاد بغضب : ربنا يحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبها البعده
نظر لامه بغيظ ثم قال : هات رقمه و انا حالا هروح المديريه اعرف اخر مكان تمت منه المكالمة فين
بينما كان يقف أمام احدي شاشات الكمبيوتر الكبيره يتابع بتركيز خط سير الهاتف مع المتخصص
قال بإستغراب : المكان ده مهجور
المتخصص : ده اخر مكان تمت المكالمة منه ...من وقتها و الاشاره ثابته في مكانها
سالم : اعتقد كده في شبهه اختطاف و لا ايه ...اصل بنت زي دي ايه اللي هيوديها مكان زي ده
الرجل بمزاح : يمكن هربت مع الواد بتاعها و قالو يتداروا هناك
سالم : لا معتقدش دي بنت جارتي و عارف أخلاقها كويس
اتصل بسعيد الذي قال له بفرحه : وصلت لمكان المخزن يا ريس الصبح هيكون علي مكتبك
سالم : انا في المكتب اصلا تعالالي حالا
بعد بضع دقائق وصل سعيد و قبل ان يتحدث وجد سالم يقول : في بنت......قص له ما حدث و بعد ان انتهي اكمل : عايزك تجهز قوه صغيره و تطلع علي المكان ده
رد عليه سعيد بزهول : قوه صغيره ايه يا باشا ...ده هو هو مكان المخزن اللي لسه مكتشفه من نص ساعه ....بيخطفو البنات من كل المحافظات و يخزنوهم هناك لحد ما يبيعوهم لبيوت الدعاره و في منهم بيسفروهم بره مصر خالص
انتفض سالم من مجلسه و قال : يا ولاد الكلب ....جهز الرجاله حالا يا سعيد بسرعه قبل ما يتحركوا ....اعقب قوله برفع سماعه الهاتف الارضي و ضغط علي رقمان
و حينما تلقي رد من الطرف الاخر قال بأمر: الاشاره لسه ثابته
الرجل : ايوه يا فندم زي ما هي
سالم : سيب كل اللي في ايدك و تابعها اياك عينك تغفل عنها احنا هنتحرك علي هناك ...لو الاشاره اتحركت اتصل بيا بلغني
بينما يصعد هو ورجاله سيارات الشرطه كي يتجهون الي مقر العصابه التي تخطف الفتيات
وجد امه تهاتفه...رد عليها بهدوء رغم غيظه : ااايه يا امي ...عماله تتصلي و انا بكنسل يبقي اكيد مش عارف ارد
سعاد : يابني الوليه مقطعه نفسها من العياط عايزه تطمن
رد كذبا : طمنيها يا ماما انا بتابع الاشاره بس الموضوع هياخد شويه وقت عشان الفون مقفول. ....قوليلها متقلقش ان شاء الله هلاقيها و هرجعهالها بنفسي
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني
الأربعيني
الفصل الرابع
صباحك بيضحك يا قلب فريده
أتفائلي خير ...عشان رب الخير لا يأتي إلا بالخير ...أضحكي و أفرحي مفيش حاجه في الدنيا تستاهل حزنك يا حبيبي
ربنا يجبرك و يراضيكي و يرضي عنك
أنا بحبك
أمر القوات بالتوقف بعيداً عن المكان مسافة لا بأس بها نظراً لوجود ما يعرف ب...الكشاف ...و هو شخص كل عمله أن يراقب الطريق حتي إذا رأي أيا من أفراض الشرطة يقوم بتحزير العصابة
كل هذا علمه من تحريات سعيد الدقيقة
هبط من السيارة و قال بذكاء : كلنا هنركب الميكروباص ده بحيث إننا نختصر المسافه لو الكشاف بلغهم إن فيه عربيه غريبة داخله المنطقة
سعيد: كده كده في ميكروباصات بتعدي من هناك عشان تختصر الطريق و تبعد عن الزحمة
سالم: زي الفل يلا يا رجاله ...حاولو متضربوش في المليان
صعدو جميعًا داخل العربه الكبيرة و أنطلق السائق نحو البيت المهجور الذي يوجد به الفتيات المخطوفة
و قبل أن يصل إليه ببضع أمتار كان أحد الرجال المتواجدين فوق السطح يطلق صافرة بنغمه معينه كي يخبر رفاقه أن الشرطة آتيه إليهم بعد أن ساوره الشك من السيارة المحملة بالرجال
في نفس اللحظة كان سالم يهبط منها مع باقي رجاله موجهين أسلحتهم للأمام و اثنان من رجال الشرطة يقوما بتحطيم الباب من الخارج
أما بالداخل فقد أرتعبت المجرمين و قررو التصدي لهذا الهجوم حتي لا يتم القبض عليهم
تبادل الطرفان إطلاق النار بعد أن تواري الجميع خلف أعمدة خرسانية غير مكتمله البناء كي يحموا أنفسهم من الطلقات
نظر سالم إلى المكان بتمعن بعد أن أصاب اثنان من المجرمين ...سمع صراخ الفتيات فأشار الي سعيد أن يلحق به
تحرك بخفه تجاة الصراخ و هو يقول لرفيقه: غطي ضهري
سعيد : هتعمل أيه يا ريس
قاسم : هكسر الشباك عشان الحق البنات قبل ما ياخدوهم رهاين
وصل أسفل نافذة مغلقه جيدا ثم طرق عليها بقوة كي يثير انتباههم بالداخل
و لكن للأسف قد أثار رعب الفتيات أكثر و علي صوت صراخهم أكثر و أكثر
وفى بحنق ثم قال : أم غباء البنات و كهنهم ده
ما لبث أن ينهي كلماته الحانقه حتي وجد سعيد يصاب تجاه احد المجرمين الذي رآهم و كاد أن يصوب سلاحة نحو سالم
أرداه قليلاً في الحال ثم قال بنفاذ صبر : أكسر الشباك يا ريس أنت مش لسه هتستأذن
صاح سالم بقوة : إحنا شرطة متخافوش أتجمعو كلكم بعيد عن الشباك عشان أكسره ....أقعدو في الأرض محدش يقف
صرخت بهم سمر و التي كانت تقف جانب النافذه و سمعت كل ما قيل : تعالو بسرعه يا بنات الشرطة بره هيكسرو الشباك يلااااا
تجمعو في أحد الأركان البعيدة عن مرمي الطلقات التي أطلقها سالم من الخارج إلى أن استطاع تحطيم النافذة ثم قفذ بخفه للداخل
القي عليهم نظره سريعه كي يعلم عددهم و حينما وجد العدد تعدي العشرون قال بغضب : يا ولاد الكلب
اخرج رأسه من النافذه ثم قال لسعيد : خلي السواق يجي بسرعة هنا
فهم ما يريده و نفذه سريعًا ...
سالم : يلا هتنطو من الشباك و هتركبو الميكروباص عشان تبقو في أمان ...تمام أهدو و متخافوش
نطقت سمر بحنق : و أفرض جات فينا رصاصة كده هنموت صح
نظر لها بأستغراب و لكنه قال بسخرية: ده سؤال يعني و لا إقرار
كادت أن ترد عليه إلا أنه صرخ بغيظ : اااخلصي أنتي مش في الملاهي هنا يلاااا
أنتفضن جميعًا من صراخه ثم بدأن يقفزن الواحده تلو الأخري و من ثم يصعدون السيارة سريعًا وسط تأمين مكثف من رجال الشرطه الذي أتي بهم سعيد
وبعد الإنتهاء أمر السائق بترك المكان حتي يكونو بأمان و بعدها دلف من النافذة العديد من القوات و أقتحمو المكان من الداخل بقيادة سالم و قد تم القبض علي معظم المجرمين ....و القليل منهم فقط قد قتل أو تم إصابته
وصلو أخيرا إلى مديريه الأمن برأس مرفوعة بعد نجاح المهمة و القاء القبض علي أكبر عصابه تتجار في الفتيات
أتصل سالم علي عبده و بمجرد أن رد عليه قال : اطمن يا عمي لقينا البنت
عبده بفرحه : بالله بجد ربنا يخليك يا بني طب هي فين هتجبها و لا نيجي ناخدها
هند بعدم تصديق : لقاها ...لقي بنتي ...طمني يا عبده
رد عليها بفرحة : أيوه يا حببتي الحمد لله أصبري بس أفهم منه
سالم : المفروض أهلها هما إلى يستلموها لأن للأسف البنت كانت مخطوفه هي و بنات كتير
تجهم وجه عبده و قال بحيره: يعني مينفعش أمها إلى تستلمها لازم جدها عشان هو الوصي عليها
سالم : قانوناً اه ...أكمل بمكر : بس إحنا منعرفش الكلام ده يا عم عبده ...أمها إلى قدمت البلاغ و هي إلى تيجي تستلمها
هلل عبده بسعادة : ينصر دينك يا شيخ...حالاً هكون عندك أنا و أمها سلام يا ابني
سعاد بفخر : مش قولتلك أهدى يا وليه أدام سالم أدخل يبقي هيرجعهالك
عبده : سامح ...يا سااامح
أتى الصبي اليه و قال : نعم يا بابا
عبده : أنزل وقف تاكس بسرعة علي ما أغير هدومي أنا و أمك يلا يا ابني بسرعة
بينما كانت هند تبتهل بالدعاء الذي خرج من قلبها لسالم ...وجدت ولدها يعود إليها بوجه مخطوف
سألته بزعر : مالك يابني وشك مخطوف كده ليه
سامح بقلق : نزلت أوقف تاكس لقيت اتنين شكلهم غريب يا ماما واقفين يبصو عالبلكونه بتاعتنا و أول ما شافوني ركزو عليا أوي....أنا خوفت و قولت أطلع أقول لبابا
أتجه عبده نحو النافذه و نظر للخارج و هو متواري
برقت عيناه بصدمة و هو يقول: يا نهااار أسود ...أهل بنتك بعتو ناس يراقبو البيت يا هند
ضربت علي صدرها بجنون و قالت : معقول ....لحقو يبعتوهم...طب اتأكد يا عبده يمكن مش تبعهم
عبده : لا هما يا هند ....واحد منهم شوفتو مستني سمر يوم ما روحتلها الكليه عشان أديها الفون و هي إلى شاورتلي عليه لما كنت عايز أوصلها ...قالتلي أنه بيراقبها بأمر من عزت
سعاد بغضب : أيه الجبروت ده طب و بعدين ...كده لو حد فيكم نزل هيمشو وراه...و لما ترجعو بالبت هايشوفوها
لدي سالم ...بدأ الضباط يتواصلون مع أهالي الفتيات تباعاً ...منهم من جاء و أستلم ابنته و منهم ما زال في الطريق
و من تبقي من الفتيات كانو يجلسون داخل مكتب سالم ...و لأنشغاله الشديد لم يسأل أيهم ابنه جارته
و بينما كان يوقع علي بعض الأوراق وجد فتاة تقول : عايزه أعمل مكالمة
رفع بصره و قال بغيظ : انا مش سألتك علي رقم أهلك و أنتي قولتي مش حفظاه
ردت بكذب ظاهر : هااااا...ماهو ااااه
تطلع لها بشك فأكملت ببلاهه : بص أنا معايا فون عايزه أشحنه عشان أتصل بمامتي...معاك شاحن إبرة
تطلع لها بذهول و قال بعدم فهم : إبرة
سمر ببساطة : أيوه القديم ده ...لاحظت هاتف حديث فوق مكتبه فأكملت بحنق : و لا أنت عشان شايل أيفون يعني هتحتقر النوكيا
ضرب فوق المكتب بغضب ثم قال : أنتي هتصاحبيني يا بت
أنتفضت و هي تقول ببلاهه : أنا من حقي أتصل بالمحامي بتاعي بس هاااا
نظر لها و كأنها نبت لها رأسًا آخر و قال بعصبية مفرطة: أنتي هبله يا بت ...محامي أيه أنتي مخطوفة مش متهمه
زاغت بعيناها يمينًا و يسارًا ثم قالت بلماضه : و أنا إيش عرفني أنا أول مرة أدخل قسم شرطة و كنت بسمعهم بيقولو كده في الأفلام
باااااااس ....هكذا صرخ بجنون مما جعلها تهرول نحو الفتيات اللآتي يضحكن عليها بخفوت
أما هو أمسك هاتفه و أتصل بعبده مرة أخري و حينما رد عليه قال بغضب مكتوم : هي البنت أسمها أيه يا عم عبده
عبده : سمر جمال الدالي
قبل أن يرد عليه وجدها تخطوا تجاهه و تقول بتوسل : ده عم عبده جوز ماما ...و النبي قول اااه
نظر لها بغيظ بينما عبده طلب منه بهدوء : معلش يابني ممكن أكلمها
مد يده بالهاتف تجاهها فأخذته بلهفة و قالت ببكاء: بابا عبده شوفت حصل فيا أيه
الست بنت البوبي ضحكت عليا و قالتلي أشيل الشنط ....أنا أتصلت بماما بعد ما أتخطفت بس الفون فصل
الحمد لله أني خليت هويدا صاحبتي تنزلي الخط إتصال إمبارح ...ماما فين
كان عبده يستمع لحديثها الهوجائي بينما الآخر شعر أنه يريد القائها بمنفضه السجائر حتي تكف عن الثرثره
عبده : أهدى يا حببتي الحمد لله أنك بخير
أخذت هند الهاتف بلهفة و قالت: بنتي يا نور عيني طمنيني عليكي حد عملك حاجة
بكت بطفوله و هي تقول شاكيه: خطفوني يا مامتي ...و أنا أتصلت بيكي بس الفون فصل
هنا عاد عقل هند للعمل فسألتها بإهتمام: أتصلتي بيا إزاي و هو إستقبال
مسحت وجهها سريعًا و قالت بتفاخر: أصل أنا لما قلقت عليكي يوم ماتصلتيش بيا ...و أنا راجعه من الجامعة قابلت هويدا صاحبتي...أدتها الفون في الخباثه و قولتلها تروح سنترال عمو أمين تحولهولي إتصال
أصل أنا لو روحت له ممكن يقول لعمو شفيق ده راجل فتان أوي يا ماما ....بس أخدته منها بقي تاني يوم و......
لم تستطع إكمال حديثها حينما وجدت سالم يسحب منها الهاتف بغضب ثم وضعه علي أذنه و قال بنفاذ صبر : أم سااااامح...تعالي أستلمي الكارثة دي حالاً قبل ما ترفعلي الضغط أكتر من كده
كان الجد و عزت و معهم شفيق يجلسون أمام وليد عبدالرحمن الذي أرسله إليه سالم
سألهم بعض الأسئلة المعتادة و بعد أن جاوبوه قال بعمليه : تمام إحنا هنعمل تحرياتنا و نتابع كاميرات المراقبة و أي جديد هبلغكم
الجد : بالله عليك يا باشا هاتلي حفيدتي ده هي إلى بقيالي من ريحه الغالي
عزت بغل : الله في سماه لو كانت عامله كل الفيلم ده عشان تهرب لأكون قاتلها بإيدي و غاسل عاري
نظر له وليد بإستخفاف ثم قال : طب خد بالك من كلامك لأن لو جرالها حاجة هتكون أول المتهمين
رد شفيق سريعًا : لا يا باشا ميقصدش ....ده بس من قلقه علي عروسته و بت عمه
وليد : لا ماهو واضح ...أتفضلو أي جديد هتصل بيكم
بعد أن غادرو هاتف سالم و حينما رد عليه قال : تمام يا باشا عملت المحضر عشان خاطرك
سالم بذكاء : طب بص يا ليدو....أمشي في الإجراءات عادي جدا لحد ما تكتشف إنها أتخطفت عن طريق كاميرات المراقبة و بعدها كل الي هتقوله جاري البحث تمام
وليد بعدم فهم : أيه إلى مخليك متأكد إنها أتخطفت ...و لو ده حصل فعلاً طبيعي إننا هندور وري إلى خطفوها....ده إذا كانت أتخطفت فعلاً لأن أهلها شاكين إنها تكون هربت
سالم بأمر : أنت هتعمل مباحث عليا ياااض ...أخلص أعمل الي بقولك عليه و أنا هفهمك كل حاجه بعدين
رد عليه بحنق مازح : يا ساتر عليك ...نفسي تفرق بين معاملتك للمجرمين و الظباط
رد ببرود : كلكم ملمومين تحت سقف واحد يا حلو ....يلا سلام
جلست هند تبكي بقهر و لم يستطع زوجها و لا حتي سعاد تهدأتها
قالت من بين بكائها المرير : يرضي مين ده يا ناس ...بنتي كانت هتروح مني ربنا نجاها ....مش قادرة أروحلها و لا أخدها في حضني ....يعني كده خلاص البت ضاعت مني
سعاد : ضاعت أيه بس يا حببتي ماهو سالم رجعها و قبض علي العصابة
هند بقهر : ما أنا مش هقدر أروح أستلمها.....إلى واقفين تحت هيمشو ورانا و ساعتها هيبلغو أهلها
و لو مروحتش هيضطر سالم بيه يتصل بجدها....أعمل أيه يا ربي أعمل أيه
عبده بغضب : أقسم بالله لو كانت تعرف واحد من زمايلها و لا بتحب حد لكنت جوزتهالو عشان تخلص منهم
شردت سعاد قليلاً ثم لمعت عيناها بلهفة و قالت بحماس: أنا عندي الحل إلى يخلصكم من كل ده
الأثنان بلهفه : ااااايه
سعاد بمكر لذيذ : تتجوز سالم
هااااااااا....هكذا شهقت هند بخضه بينما قال عبده بعدم فهم : كلام أيه الي بتقوليه ده يا حجة
هند : كده بردو يا حجة مكنش العشم....
سعاد بغيظ : في أيه يا وليه هو أنا بقولك يتجوزها عرفي
هند : مش هقولك عشان كبير عليها لأ ....أنتي عارفة سالم أبنك مش بيطيق صنف الستات ده متحملك أنتي و بنتك بالعافيه أقوم أنا مجوزاه البت إلى حليتي احيييييه
سعاد بحنق : منك لله يابن بطني سوأت سمعتنا...تنهدت بصبر ثم قالت : أفهمي قصدي متبقيش حماره
أهل بنتك شداد و محدش هيقدر عليهم غير سالم
عبده بأقتناع : و الله يا حاجه كلام مظبوط بس المشكلة في أبنك هروح اقوله و النبي أتجوز البت عشان تحميها
نظرت لهم بخبث ثم قالت : سيب موافقته عليا و أنا بعون الله هخليها تكون علي ذمته إنهاردة
هند بحزن: طب و بنتي ... هجبرها هي كمان ....ده كبير عليها أوي يا حجة
سعاد بمهادنه : يا ستي يقعدو مع بعض شويه لو أتفقو يبقي الله يسعدهم متفقوش يبقي كل واحد يروح لحاله
هند بخوف : و تبقي مطلقة في السن ده
صرخت سعاد و هي تقوم من مجلسها : يا لهوووي أنا بتعامل مع شويه بقر ....أنتي هتقدري البلا قبل وقوعه مش يمكن يحبو بعض و كل واحد فيهم يكون عوض للتاني ....ده غلب أيه ده بس يا ربي
هروح أتصل بيه عشان يجيلي و أفهمه الموضوع قبل ما أهل البت يعرفو إنكم لقيتوها
أعقبت قولها بالخروج سريعًا قبل أن يتفوه أحدهم بحرف
بينما قالت هند بوجل : تفتكر ده صح يا عبده أنا كده بظلم بنتي ...تتجوز واحد قد عمرها مرتين
رد عليها بحكمة: محدش عارف الخير فين يا حببتي ...و بعدين ما أنا أكبر منك بتمنتاشر سنه عمرك حسيتي بالفرق
نظرت له بحب و قالت : يا لهوووي يا عبده ...فرق أيه دا أنت كنت عوض ربنا ليا علي اللي شوفته من الدنيا ...عملتني بنتك و مراتك و حببتك ...دا أنا لو أطول إديلك عمري هيبقي قليل عليك
دلفت شقتها سريعًا ثم هتفت علي أبنتها و حينما أتت إليها قالت بأمر : أتصلي بأخوكي حالاً قوليلو تعالي بسرعه أمك تعبانة
نظرت لها دعاء بعدم فهم وقالت : مين إلى تعبان ما أنتي زي الفل أهو يا ماما
جزت علي أسنانها بغل و قالت : يا لهوووي ...بقولك تعباااانه أنتي تعرفيني أكتر مني و لا لازم أطب ساكته قدامك عشان تصدقي ....ااااااخلصي
ماذا سيحدث يا تري
سنري
الأربعيني
الحلقه الخامسه
صباحك بيضحك يا قلب فريده
من أعظم العبادات هي عبادة جبر الخواطر ...أجبري خاطر أي حد و لو بكلمة حلوه كل ده هيتردلك أضعاف ...أنتي شايفاها حاجه بسيطه بس عند ربنا كبيره
هيعوضك بسببها و هيراضيكي و هيجبرك جبر تتعجب له أهل السماوات و أهل الأرض أنا واثقه
و بحبك
وصل سالم بسرعة إلى منزله بعدما أكدت له أخته مرض أمه ....رغم عنادهم معاً إلا أنه يعشقها هي أهم عنده من الدنيا و ما فيها
دلف غرفتها التي كانت تتمدد فوق الفراش داخلها ..تقدم منها و هو يقول بلهفه : مالك يا ماما ...حاسه بأيه يا حببتي أطلبلك دكتور
رغم ألم قلبها علي لهفته إلا أنها مثلت الإرهاق و هي تقول : لا يا حبيبي مش مستاهله...الضغط بس عالي شويه أخدت العلاج و هيتظبط
سالم : أكيد أتعصبتي...ليه يا ماما ليه ما أنتي عارفة إنك بتتعبي يا حببتي
سعاد : لا متعصبتش ...أنا زعلت شويه بس
نظر لها بوجل ثم قال ؛ أيه إلى زعلك ...مين زعلك و أنا أدفنه في أرضه
أبتسمت بسعادة بعد سماع تلك الكلمات ...ربتت علي كفه و قالت : يخليك ليا يا ابني و يجبرك قادر يا كريم
قبل يدها بإجلال ثم قال : أنتي حببتي يا سعاد و مليش غيرك فالدنيا ....المهم أيه إلى زعلك
نظرت له بتوجس ثم قالت : أديني الأمان و أنا أقولك و أحلف إنك هتسمع كلامي و مش هتقل أدبك
نظر لها بشك ثم قال : في أيه يا سعاد ...أنا كده بدأت أقلق قولي علي طول عشان اللف و الدوران بيخليني أتعصب و أنتي عارفه
نظرت له بغضب ثم قالت بصوت عالي عكس وهنها منذ قليل : علي نفسك يا روح أمك
ضيق عيناه و قال بغيظ مكتوم : أنا كده اتأكدت إن في مصيبه صوت ما شاء الله سمع الشارع إلى ورانا ...في ااااايه
أنتفضت من صرخته و قالت سريعًا: عايزاك تتجوز
برقت عيناه بصدمة ثم قال بغضب جم : أنتي خلتيني اسيب شغلي و أجي علي ملي وشي عشان كده ....
ردت سريعًا : لالالالا ...الموضوع مش زي ما أنت فاهم أسمع بس
صرخ بغضب : أنا مش عارف أقولك أيه ...جواز أيه و زفت أيه ...أنتي مش هترتاحي غير لما أسيبلك البيت كله و أمشي
ردت بغضب أكبر : انا بتهددني يا ابن الجذمه ...بتعايرني عشان مليش غيرك ...خلاص يابني أرميني في دار مسنين و أرتاح مني
أنتفض من مجلسه و ظل يدور حول نفسه ...جذب شعره بقوة وهو يقول: ايووووه يا جدعااان ...أجدع واحده تقلب الترابيزه
سعاد بمهادنه: يا ابني ده مش جواز بجد ...ما أنت لو تديني فرصة أفهمك
نظر لها بذهول و قال بعدم تصديق : هو في جواز بجد ...و جواز كده و كده
زفرت بنفاذ صبر ثم قالت : تعالي أقعد بس و أنا هفهمك ...بس أحلف إنك هتسمع للآخر من غير ما تقاطعني
عاد ويجلس جانبها و هو يقول بغل : و أدي قاعده ...أتفضلي يا ست المايك معاكي
تطلعت له بغيظ و كادت أن تسبه ...إلا أنها تراجعت سريعًا و قالت : بس يا حبيبي ...ده ثواب و مساعدة لناس عزاز عليا ...الست هند ما أنت عارف ا...
لم يستطع تحمل المزيد صرخ بجنون...هو الجواز بقي ثواب ...و من مين ...من البت المجنونة الي متحملتش أقعد معاها ساعه يا نهااااار أسود بجد
نظر لها بغل و هو يكمل : و طبعًا أنتي صاحبه الأقتراح العبقري ده صح
ردت سريعًا بكذب : أبدااااا ...عيب عليك أنا بردو هعمل كده من وراك
سعااااااد ...هكذا صرخ بأسمها بعدم تصديق
فأكملت بقوة : ااايه ...تجيب مصحف أحلفلك عليه عشان تصدق أمك يا محترم
الست إلى اتحايلت عليا و كانت شويه و هتبوس أيدي عشان تنقذ بنتها مالي هي فيه
سالم بجنون : اتحايلت عليكي...أم سامح ...يا ماما بالله عليكي قولي كلام يتصدق ...أكيد أنتي صاحبة الفكرة دي عشان تدبسيني صح. ...قولي صح أصل أنتي أمي و حافظك
ردت بثبات : عيب عليك يا واد ...طب عشان تتأكد إن مش أنا صاحبه الفكرة ...تفتكر هجوزك عيله عندها
تسعتاشر سنه ...طب لو كبيره شويه كنت أقول ماشي
بدأ يقتنع ببرائتها و لكن داخله غير مرتاح ...و هي أستغلت صمته و أكملت بأستماته : أهل البت موقفين ناس تحت تراقبهم
مش هيعرفو يجيبو البت هنا ...و حتي لو عرفو هاييجو يخدوها
شوفت البغل إلى ضربته ده ...متجوز و مخلف تلت بنات و عايزين يجوزوها ليه يرضيك ...يا ابني أكسب ثواب فيها و في أمها إلي هتموت مالقهر علي بنتها
رد عليها بجنون : يا ماما كل ده علي عيني و علي راسي ...أساعدهم بأي حاجه إلا الجواز ...طب سيبك من أني رافض الفكرة أصلا ...أنتي ترضاهالي أتجوز عيله أنا قدها مرتين و أكتر
ردت بإقناع : يا حبيبي أفهم ...ده جواز كده و كده ...أكتب عليها بس عشان تحميها و لما أهلها يغورو في داهيه أبقى رجعها لأمها
سألها بعدم فهم : أرجعها إزاي مش فاهم ...مش هي هتقعد مع أمها ...ده لو ....لو يعني وافقت على الجنان ده
سعاد بمكر : احييبيه...أخص عليك يا سالم ...بقي الست هي إلى طلبتك لبنتها...و أتحايلت عليا كمان ...نقوم إحنا نهين كرامتها أكتر و نوجعها
سالم : مش فاهم قصدك أيه
سعاد : قصدي إن كبيره أوي تطلب تتجوز بنتها ...و هتبقي عيبه في حقها لو عرفت أنه جواز علي ورق
سالم بغيظ : مش أنتي إلى قولتي يا سعاد ...أنتي هتجنيني
جزت علي أسنانها كمداً ثم قالت : أنت مجنون لوحدك يا عين أمك ...يا واد أفهم متبقاش حمار و الله إلى عملك ظابط ظلمك
كاد أن يصرخ عليها بغضب فأكملت بقوة : أكتم بقي خليني أقول الكلمتين و أخلص
حكايه كده و كده دي ...بيني و بينك و بين البنت إنما قدام أمها لا عشان متتقهرش ...و يا ريت لو تمثل إن البت عجبتك و بتموت فيها يبقي عملت الصح
سالم بجنون : ما أجبلها ورد و دباديب كمان يا سعااااد ...دي هبت منك عالآخر
وكزته بقوه فوق ذراعه ثم قالت : هسكت بس عشان خاطر البت الغلبانه دي ...إنما غير كده كنت قطعت الشبشب عليك
عض شفته السفلي كي يكتم غضبه ثم قال : بعيد عن الهزار و القباحه ...أنتي مقتنعه باللي أنتي بتقوليه ده يا ماما ...ده كلام يدخل العقل
ظلت تقنع فيه بإستماته إلى إن قال بنفاذ صبر و إجبار: ماااشي...بس يكون في علمك ...أنا مليش دعوة بيها ...كل إلى عليا حمايتها و بس من أهلها لحد ما تبقي في أمان ترجع لأمها ...أي حاجة تانيه متخصنيش....
لمعت عيناها بفرحه ثم قالت : الآهي يراضيك و يرضي عنك يابن بطني ...و إحنا مش عايزين منك غير كده ...أنا قولت سالم حبيبي لا يمكن يكسف أمه أبدا
تطلع لها بغيظ ثم قال : دلوقت بقيت حبيبك ...ما كنت ابن ستين كلب من شويه
ردت بغضب : و الله ما عرفت أربيك ...أدعي عليك بأيه و أنت فيك كل العبر
نظر لها بغيظ ثم قال : بتقلبي في ثانيه ...تطلع لها بتحذير ثم أكمل : أسمعي مني الكلمتين دول قبل ما يحصل أي حاجة
نظرت له بوجل فأكمل : لو عقلك صورلك إنك دبستيني...و إنك هتشغلي دماغك عليا عشان الجوازه دي تبقي بجد ...يبقي بتحلمي يا سعاد صدقيني أي حركة منك كده و لا كده هتشوفي مني وش مكنتيش تتخيليه
لا يصدق أنه انصاع لطلب أمه الخبيثه ...يعلم أنها ماكره رغم طيبه قلبها ...يعلم أنها أستغلت الموقف أسوأ استغلال كي تجبره علي الزواج
و لكنه أيضاً رجولته أبت أن يتخلي عن تلك السيده المسكينة التي علم لتوه قصتها مع هؤلاء الحقراء
حسنًا أمي ...أنتي ربحتي الجوله الأولى ...و لكن الفوز سيكون من نصيبي أنا في النهاية
وصل أمام مديرية الأمن القابعه بداخلها تلك التي لا تعلم شيء مما يحدث الآن
هبط عبده من السيارة و هو يقول بوجل : سالم بيه ...الراجل مشي ورانا أنا شايفه من أول ما أتحركنا من قدام البيت
سالم: و مين قالك أني ماخدتش بالي ...كبر دماغك
عبده : طب ماهو هيبلغ عزت
سالم : يا عم عبده أفهم .... هو دلوقت هيفكر إنك جاي معايا عشان تعمل بلاغ و أصلا بعد ما نخلص أنت هترجع لوحدك ...هو بيراقبك أنت مش أنا ...أنا لو عليا كنت أخدتهم الأتنين ربتهم في التخشيبه بس أم سامح هي إلى رفضت
وصلو أمام المكتب فقال سالم بهدوء : أتفضل يا عم عبده أدخل أتفاهم معاها و عرفها الدنيا و لما تخلص رن عليا هجيلك
بمجرد أن رأت زوج أمها الذي تحبه كثيراً ...هرولت تجاه و ألقت جسدها الصغير فوق صدره ثم قالت ببكاء : بابا عبده ...اتأخرت ليه ...شوفت إلى حصلي ...كنت هموت
ضمها بحب أبوي و هو يقول : الحمد لله يا بنتي ربنا رجعك لينا بالسلامه ...و من إنهاردة مش هتبعدي عننا أبدا
أبتعدت سريعًا و هي تقول بفرحه : بجد ...هو جدي هيسبني لماما خلاص
تنهد بهم ثم قال : تعالي نقعد و هشرحلك كل حاجه يا بنتي
قص عليها هذا الأتفاق و الذي رآه الجميع هو الحل الأمثل لإنقاذها من هؤلاء الحقراء
كانت تسمعه بصدمة كبيره ...لا تصدق أن هذا الذي جعلها تموت رعباً في بضع لحظات ...ستكمل معه باقي حياتها
بعد أن أنتهي قال بتوجس : قولتي أيه يا بنتي
ردت عليه بصدمه : أنت بتتكلم جد ...أتجوز واحد تقريبًا قدي مرتين و ده واضح أوي لمجرد إن أبعد عن عزت ....طب و أيه الفرق بينهم بقي أنت ترضاهالي
رد عليها بحكمه : لا الفرق كبير جدا يا بنتي...مفيش وجه مقارنه بينهم أصلا ...و بعدين سالم ده راجل و هو الوحيد الي هيقدر يحميكي ....و أكيد مش هيتمم جوازكم علي طول يعني أكيد هيديكي فرصة تاخدي عليه و تفهمو بعض
ردت عليه بحزن : بس ده كبير أوي عليا يا بابا عبده ...و بعدين أنا خوفت منه ده شكله عصبي أوي
عبده بكذب: سالم ...ده زي النسمه...أدب أيه و أخلاق أيه و صوته مش بيطلع ...هو بس تلاقيه كان متعصب عشان العصابة و كده ...المهم أيه رأيك يا سمر ريحيني يا بنتي أمك هتتجنن عليكي و أنا مش هقدر أرجعلها من غيرك
تنهدت بهم ثم قالت : إلى تشوفو يا بابا عبده ...أنا هعمل أي حاجة عشان ماما ترتاح
كاد أن تزهق روحه من شدة كتمه ضحكاته التي إذا خرجت سيقتل علي يد صديقه
فقد كان ينظر بشماته لسالم الذي يجلس أمام عبده واضعًا يده بيده و أمامهم المأذون الذي يعقد قرانه علي تلك المرتعشه في أحد الأركان
و الأخير لا يصدق ما يحدث...هل تزوج ...هل أصبح الآن معه فتاة بغيضه ستشاركه فراشه بل كل شيء
أقسم بداخله ألا يحدث هذا ...سيجعلها تنام مع أمه ...لن يحادثها و لن يحتك بها و كأنها لم تكن
هكذا كان يفكر أثناء عقد القران و الذي أنتهي سريعًا حينما قال الشيخ : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
بعد أن تركهم عبده كي يسبقهم علي البيت ...و بالطبع تبعه الرجل
بمجرد أن وصل منزله ...وجد الجد في أنتظارة
نظر لزوجته بمعني: اطمأني...تنهدت براحة ثم عادت لحزنها سريعًا و هي تقول : شوفت يا عبده لسه ملقوش البت ...و الحج جاي إنهاردة عايز سالم باشا يساعدة
بعد أن رحب به و جلس قال : أنا لسه راجع من عنده يا حج ...موصلش لحاجه خالص
الجد : و لا الظابط الي بعتنا ليه وصل لحاجه ...أكمل ببرود متعمد ...هو ينفع لو مش هتقل عليكم أبات هنا إنهاردة و الصبح أقابل الباشا جاركم ده ...منه اتأسفله عالي حصل من عزت ...و منه ياخدني أعمل محضر عنده
وصل سالم بها إلى شقته بعد أن أخبره عبده برسالة ما حدث
رحبت بها سعاد بسعادة عارمه ...و دعاء أستقبلتها بحب ....و الآخر ينظر لهم بغل
لم يتحمل ...كهن النسوان....كما يقول دائماً
بدأ يتحرك كي يصعد غرفته و هو يقول: أنا طالع أريح شويه
ردت سعاد سريعًا و هي تسحب سمر من يدها تجاهه: و ماله يا حبيبي ...أطلع أرتاح ...أمسكت يده عنوه ثم وضعت فيها كف سمر و قالت : خد مراتك في إيدك أكيد هي كمان محتاجة ترتاح
صدمه حلت علي الأثنان ...دمعت عين صاحبة اليد المرتعشة داخل يده
أما هو تطلع لها بذهول ثم قال بوقاحة لأمه.....
من هنا....تبدأ قصتنا مع وقاحة سالم ....و جنون سمر
مع تخطيط سعاد و توجس هند
ماذا سيحدث يا تري
سنري
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا