رواية عش العراب الفصل الخامس والسادس للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب الفصل الخامس والسادس للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس
بكافيه بمدينة بنى سويف. كان كارم يجلس مع أحد أصدقائه نهض وخرج الى أمام الكافيه كى يرد على إتصال هاتفه، لينهى الإتصال بعد قليل، وقف ينظر أمامه لثوانى قبل ان يعود لداخل الكافيه لكن سمع من تقول: اوقفى يا همس. إخترق إسم همس فؤاده وقف متصنما لدقيقه. وقع بصره على طفله صغيره بعمر الخامسه تقريبا تجرى تتجه إلى مكان وقوفه كى تمر من باب الخروج من الكافيه، لكن كادت تتعثر قبل أن تصل إلى الباب، سريعا أمسك يدها قبل أن تقع، تبسمت له الطفله وتحدثت بنهجان وإشارات لم يستطيع تفسيرها، لكن تلك التي كانت تنادى على الطفله وصلت الى مكان وقوف كارم مع الطفله، وتبسمت قائله: همس بتشكرك إنك مسكت إيدها قبل ما توقع عالأرض. للحظات حين سمع إسم همس تسمر محله وضغط بقوه على يد الطفله التي كانت بين يده، تآلمت الطفله وحاولت سلت يدها من يده لكن هو كان يطبق عليها بقوه كآنه يريد ألأ تترك يده، إنتبه لحاله حين قالت الفتاه وهي تمد يدها كى تأخذ يد الطفله من يده قائله بشكر: بشكرك إنت رحمتنى، لو كانت همس وقعت أو جرالها حاجه كانت أمها ممكن تقتلنى، دى بنت أختى الوحيده وجابتها بعد تعب سنين، دى حتى سمتها على إسمى. نظر كارم لمن تحدثه وتبسم قائلا: إنتى إسمك همس؟ تبسمت الفتاه وقالت: لأ مش إسمى يعنى، أنا إسمى هاميس، بس علشان غرابة الإسم بيقولولى همس، كمان إختصار. تبسم كارم بغصه قويه في قلبه، لا يعرف ماذا فعلت بسمته بتلك الفتاه. فى المقر. إرتسم الغبن على وجه قماح حين رأى تلك هند تدخل الى المكتب وأغلقت خلفها الباب تتوجه الى مكان جلوسه خلف المكتب ترسم بسمه على محياها وقالت: أيوا هند يا قماح، مالك مستغرب كده ليه هي أول مره أجيلك مكتبك هنا. رد قماح الذي يشعر بآلام برقبته تزداد، وهو جالس خلف مكتبه ولم ينهض لها: وفي رأيك مش لازم أستغرب إحنا علاقتنا بقالها أكتر من سنه منتهيه وجودك هنا غريب، لآن أكيد مش صدفه. تبسمت هند بغنج وقالت: من أول مره شوفتك فيها يا قماح لفت نظرى بحنكته وفطنتك في توقع أفعال اللى قدامك، وده يمكن السبب اللى خلانى وقتها أوافق على جوازى منك بالسرعه اللى حصلت وقتها بعد كم لقاء بينا ميتعدوش الإيد الواحده، وكنت مفكره إنى أكتر واحده فهماك وقتها بس بسرعه إكتشفت إن الوصول لقلبك لغز صعب حله. رغم شعور قماح بآلم رقابته وضع يده على عنقه وضحك ساخرا يقول بإستهزاء: جايه ليه يا هند، أظن حكايتنا خلاص إنتهت، وأكيد عرفتى إن إتجوزت، بصراحه توقعت الزياره دى، بس كنت متوقعها قبل ما أتجوز مش بعد ما أتجوزت، وكل السكك إتقطعت. ردت هند بمفاجأه: إتجوزت سلسبيل ليه يا قماح، إشمعنا دلوقتي بعد ما أخويا طلب إيدها فجآه كده حليت في عينيك، كانت قدامك من البدايه، قبل ما تتجوز خالص، الحجه هدايه هي اللى طلبت منك تتجوزها ومش غريبه قبل ما تكمل همس سنه. رد قماح بدبلوماسيه مغلفه ببروده المعتاد: الموضوع ميخصكيش يا هند، وزيارتك مكنلهاش لازمه. تبسمت هند وهي تنظر لقماح بتمعن وقالت: أيه وجع رقابتك رجعلك تانى، ولا يمكن العروسه مش راضيه عنك وبتنيميك عالكنبه، أصل كان واضح في المده اللى عشتها معاك في دار العراب، سلسبيل كانت حتى مش بتقولك صباح الخير وبتتجنب وجودك في أى مكان، بس مع ذالك عينيك كانت بتبقى عليها، لسه عند قولى اللى بسببه طلقتنى يا قماح، سلسبيل ساكنه قلبك وبيغيظك عدم إهتمامها بيك، بس معرفش السبب اللى خلاها توافق تتجوزك، أكيد سحر الحجه هدايه. وقف قماح متضايقا يقول: مش فاضى لمهاتراتك، وكلامك الفارغ، وأيا كان سبب جوازى من سلسبيل، شئ ميخصكيش، وإنتى عارفه سبب طلقنا كويس مخالفة أمرى لما روحتى من ورايا وزورتى أهلك، غير حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها من ورايا، مكنتيش عاوزه تخلفى مكنتش هغصبك لكن تعملى كده من ورايا يبقى متلزمنيش. بتلك الشقه. التى تمارس فيها زهرت فاحشة الخيانه، إرتمت بظهرها على الفراش تشعر بنشوه مرهقه، كذالك ذالك الفاسق الذي كانت معه، نظر لها يقول: كنتى وحشانى قوى يا زهرت بقالنا فتره متقبلناش. تلوت زهرت كالأفعى وإقتربت منه ونامت على صدره ووضعت يدها تتلمس ملامح وجهه قائله بنبرة إغراء مصحوبه بتهكم: بجد وحشتك يا نائل. بأمارة أيه. سلسبيل اللى كنت جاى مع والداك علشان تخطبها بقلب جامد، مش برضو باباك ده اللى سبق ورفض إنك تتجوزينى، ولا عشان سلسبيل بنت عيلة العراب، النسب اللى يشرف، مش زى نسب بابا الموظف البسيط، اللى عايش على معونات عيلة العراب اللى كانوا بيزكوا بيها على ماما من وقت للتانى، أهو عيلة العراب رفضوا طلبكم، ومش بس كده، سد عليكم طريق رجعة قماح لهند كمان. وضع نائل يديه حول خصر زهرت ينظر لها بإشتهاء وأجاب بكذب: أنا مكنتش أعرف إن بابا هيطلب ايد سلسبيل فوجئت وقتها كان قايلى اننا رايحين نتكلم على بضاعه، قولت يمكن عاوز يفتح سكه لرجوع قماح لهند، بس بصراحه إستغربت وقتها، إن قماح كان خاطب سلسبيل قبلها، وموت همس هو اللى آجل الجواز. ضحكت زهرت قائله بسخريه: قماح. كان خاطب سلسبيل قبلها، سلسبيل نفسها كانت رافضه الجوازه، الجوازه ولو مش همس موتت نفسها يمكن عمرها ما كانت تمت. تعجب نائل وقال: قصدك أيه بهمس موتت نفسها، مش ماتت بالغلط بسبب لعبها في السلاح زى ما سمعنا. ضحكت زهرت ساخره: لأ أصل الست همس دهست شرف العيله وربنا فضحها قدامنا، كانت حامل وأجهضت وقبل ما تتعترف مين اللى فرطتت في شرفها معاه، تك بوم، قتلت نفسها، وهدايه العقربه كتمت عاللى حصل، طبعا إنكتمنا ورسمنا الكدبه قدام الناس. تعجب نائل قائلا: ليه مقولتليش باللى حصل قبل كده، طب وأيه اللى يجبر قماح يتجوز سلسبيل أكيد ده مش سبب مقنع، بالذات زى ما قولتى همس قتلت نفسها، وإندفن السر معاها وهدايه كتمت على حقيقة اللى حصل قدام الناس. ردت زهرت بحسره مخفيه بقلبها: أيه كنت عاوزنى أقولك غلطة همس علشان تستغلوا الحكايه وتخلى عيلة العراب يقبلوا بيك، وبعدين سبب الجوازه نفسها هو قماح العراب، عندى شك كبير أنه بيحب سلسبيل، وقسوته وجفاؤه معاها اللى كان ومازال بيظهره ده قناع، وأهو أول ما إتقدم لها عريس نط هو وأتجوزها. تحدت نائل بإعتراض: غلطانه وكنا هنعرف نستغل غلطة همس إزاى وإنتى بتقولى إنها إندفن السر معاها، و مش معقول قماح يكون بيحب سلسبيل، طب ليه متجوزهاش من الأول أو حتى تانى جوازه، طب هقول اول جوازه له سلسبيل كانت صغيره وفي الثانويه، في الجوازه التانيه كانت تقريبا في آخر سنه لدراستها، غلطانه قماح أتجوزها بس عشان خاطر هدايه ترضى عنه. نظرت زهرت لنائل وقالت بحقد: إحنا مش جايين النهارده عشان نتكلم عن جوازة قماح بسلسبيل، جيبت اللى قولتلك عليه في الموبايل. إبتسم نائل وأبتعد عن زهرت قليلا، وفتح درج بطاوله جوار الفراش وأخرى علبه دواء بلاستيكيه صغيره منه، وقال لها: أكيد جبتها بس قوليلى الحبوب دى مفعولها عالى قوى مين اللى غالى عليكى كده وعاوزاه يدمنها. خطفت زهرت العلبه الصغيره من يد نائل ونظرت لها بظفرقائله: تمسكنت قائله: ده لبابا إنت عارف إنه مريض أهى تبقى مسكن، له، وبعدين ده مالكش فيه، وكمان فين طلبى التانى اللى طلبته منك. فتح نائل نفس الدرج وأخرج علبه مخمليه ومد يده بها قائلا: لو صبر القاتل، هديتك أهى، يا زهرتى أتمنى تعجبك، نفس الطقم الدهب اللى بعتيلى صورته عالموبايل أهو ده مش دليل على إنى بحبك. أخذت زهرت العلبه من يده وقالت ببسمه لعوب: متعرفش أنا عملت أيه علشان أجيلك النهارده. وأنا لو مش بحبك كنت طلبت منك نتقابل النهارده وأجيلك متخفيه كده. نظر لها نائل عيناه تجوب على مفاتنها الظاهره أمامه تجعله ينسى أنه يغوض في وحل الخطيئه او ربما هو الآخر يرحب بتلك الخطيئه. ليلا بشقة النبوى، وقف أصغر أبناؤه يقول بزهق وشكوى: بابا أنا عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم. نظرت له قدريه قائله: خير أيه هو موضوعك المهم ده؟ نظر محمد للنبوى وقال: بابا أنا عاوز أشتغل مع عمى ناصر أو مع قماح في المقر وعاوزك تكلمه وتقوله على كده. ردت قدريه قبل النبوى: عاوز تشتغل تحت إيد قماح ليه وشغلك مع أخوك رباح، ماله. رد محمد بتهكم: قصدك خدمتى ل رباح مش شغلى معاه، يابابا رباح بيعاملنى بسوء وأنا كنت ساكت وبقول يمكن مع الوقت يتعدل، بس ده بيزيد في السوء معايا بيفضل حماد إبن عمتى، بيدى له الشغلانه السهله وواخده إيده اليمين وأنا ناقص يشغلنى شيال مع الشيالين في الشون اللى تحت إيده وسبق وإتشكيت منه لماما كذا مره يتعدل معايا يومين وبعدها طبعا عشان يرضى مراته بيفضل حماد عليا، وأنا خلاص فاض بيا منه يا بابا، ده بيستقصد يقل من قيمتى قدام العمال والشيالين. تهكمت قدريه قائله: وقماح مش هيقل من قيمتك لما تشتغل معاه في النهايه هو مش أخوك بلاش تتعشم في نعومته. نظر النبوى لها وقال بإستهجان: قدريه اوعى لكلامك. قماح أخوه زى كارم ورباح. إرتبكت قدريه وقالت بتبرير خادع: مش قصدى أنه مش أخوه، أنا قصدى إن ممكن يعامله بسوء، قماح عنده عنجهيه شويه وممكن يتكبر على محمد، خلاص خليه يشتغل مع ناصر، ناصر كبر ومحمد يشيل عنه شويه، إنما قماح بلاش حتى علشان الخلاف بينه وبين رباح بلاش محمد يدخل فيه ورباح يفكره منحاز ناحية قماح يحط ضغينه بين الأخوات، قماح عندى زى ولادى بالظبط. نظر النبوى لقدريه بإستهزاء وقال: بلاش النغمه دى يا قدريه، وسيبى الأخوات وإبعدى عن دماغهم اللى بتمليها من ناحية قماح، أنا فاهمك كويس، وإنت يا محمد أنا هكلمك عمك ناصر تشتغل تحت إيده في البدايه تتعلم طريقة شغل توريد الشونات كويس تصبح على خير. تبسم محمد يقول: ياريتنى كنت كلمتك إنت من البدايه يابابا، مكنش رباح إستهزء بيا، يلا هروح أنام بقى هلكان من الصبح للمسا. ذهب محمد وترك النبوى مع قدريه، لكن سرعان ما ترك النبوى قدريه واقفه وتوجه ناحية غرفة النوم، لكن قبل أن يدخل من الباب قال بتهكم: أيه مش هتيجى تنامى ولا هتروحى لابنك تسممى أفكاره هو كمان من ناحية قماح وعمه ناصر، عشان يطلع نسخه تانيه من رباح ويكره أخواته وعمه ويقول نفسى وبس، وتجى واحده زى زهرت تسحب عقله وتخليه حتى ميسمعش كلامك، بلاش تزرعى الغباوه بين الأخوات يا قدريه لآن أول من هيدفع تمنها هو إنتى وإنتى عارفه إزاى. إرتجفت قدريه وتلبكت ولم تستطيع الرد، هي تفهم فحوى هذا التهديد، شعرت بكره ساحق ل النبوى الذي لم يحبها يوما، كان زواجه منها من أجل زواج بدل إقترحته وقتها هدايه، من أجل تزوج إبنة زوجها التي كانت وقتها بلغت من العمر الثلاثون دون زواج، وأصبحت بعداد العوانس، إصطادت هدايه عائله بسيطه بها شاب وفتاه، مقابل أن تأخذ الفتاه يتزوج أخيها من إبنة زوجها، وعائلة العراب لم تكن بثراء كبير لكن كان له إسم بالبلده بسبب تجارة الغلال بأنواعها، النبوى لم يهواها يوم مجرد ان ظهرت إمرأه أخرى، كانت على غير دينه وتزوجها قبل أن تدخل الى الإسلام بإرادتها حتى حين أنجبت، كان لطفلها الأفضليه ومحبوب عنها هي وولدها، حتى أنهم كانوا ينعتوه بوجه الخير، وهل هي وولدها وقتها كانوا نذير شؤم، كان هنالك إزدواجيه خلفت حقد بقلبها او هكذا برر لها شيطانها. . بشقة سلسبيل. بدلت ملابسها بأخرى وتوجهت الى تلك الشرفه الذي يقف بها قماح يتحدث بالهاتف، وكادت أن تدخل الى الشرفه لكن في نفس الوقت أغلق قماح هاتفه وزفر نفسه وإستدار حتى يدخل الى الشقه، لكن تفاجئ بسلسبيل في وجه إنخضت سلسبيل وتسمرت مكانها. تبسم قماح عليها وقال: أيه شوفتى عفريت ولا معرفتيش تصنتى كويس و... إزدرت سلسبيل ريقها وقالت: على فكره أنا مكنتش بتصنت ولا حاجه أنا كنت چايه أقولك إنى هنزل لشقة بابا. رد قماح بعدم تصديق أنها لم تكن تتسمع على حديثه بالهاتف وقال بسؤال: وهتنزلى شقة عمى تعملى أيه دلوقتي الساعه قربت على عشره ونص المسا. ردت سلسبيل: هدى بيتقول إن في فيلم لاول مره هيتعرض على التلفزيون وطلبت منى نسمعه سوا، وأنا وافقت لأنى شوفت إعلان الفيلم قبل كده و كان عاچبانى. تهكم ساخرا يقول: والفيلم ده عربى ولا أچنبى؟ ردت سلسبيل: آچنبى وبيتعرض على قناه مشفره، لأنه لسه تقريبا بيتعرض في السينمات هنا في مصر. وضع قماح يده أسفل ذقنه يحكها بتفكير قائلا: فيلم آچنبى وهيتعرض على قناه مشفره كمان، يعنى ممكن يكون فيه مشاهد خارچه والقناه طبعا مشفره فمفيش مونتاج ولا رقيب للمشاهد دى. ردت سلسبيل بضيق: أنا وهدى مش محتاجين مونتاج ولا رقيب، إحنا نعرف الصح من الغلط وأكيد مش هنتفرج على مشاهد خارچه. رد قماح بسخريه وهو يمد يده يضعها على جسد سلسبيل وقال بإيحاء: وليه أهو تشوفوا وتتعلموا من المشاهد دى يمكن تنفعكم، زى ما نفعت غيركم قبل إكده. ردت سلسبيل دون فهم: مشاهد أيه اللى تفيدنا، وهتفيدنا مشاهد خارچه في أيه، كمان هدى لسه صغيره على النوعيه دى من الأفلام، والفيلم أكشن مش رومانسى. تهكم قماح يقول بضحكة سخريه: وهي الأفلام الأكشن مفيهاش رومانسيه، مش دى الأفلام اللى كانت بتحب بتسمعها همس قبل ما... قاطعته سلسبيل بعد أن فهمت لما يلمح له وقالت: بلاش طريقتك دى في التلميح يا قماح وكفايه، كفايه أنا تعبت من تلميحاتك دى ليا دايما، أنا مغصبتش عليك تتجوزينى، أنا اللى إتغص... قاطعها قماح قائلا بفرض رأى: مش موافق تنزلى تسمعى الفيلم مع هدى، أظن إنك مراتى ولازم تسمعى كلامى. نظرت له بعين دامعه وقالت بخضوع: تمام. قالت سلسبيل هذا ونفضت يده التي كانت تسير على منحنيات جسدها وتركت المكان لقماح وذهبت الى غرفة النوم. بينما خفق قلب قماح حين رأى الدموع بعين سلسبيل هو يعلم أنها تركته وذهبت كى لا تبكى أمامه. بالفعل هي دخلت الى غرفة النوم منها الى الحمام المصاحب للغرفه، جلست على حرف حوض الإستحمام تتساقط دموعها تكتم شهقاتها، قماح لا يترك مناسبه إلا ويذكرها بخطيئة أختها التي لديها يقين أنها بريئه منها رغم أن كل الدلائل تؤكد إرتكابها لتلك الخطيئه التي لا تغتفر وتجعل أخرى تحمل وتتحمل عواقب وصمتها تتحمل الزواج من مريض بداء الغرور والعظمه. بعد قليل سمعت طرق على باب الحمام يصحبه صوت قماح قائلا: هتنامى الليله في الحمام ولا أيه. جففت سلسبيل دموعها وخرجت من الحمام قائله: لأ كنت بجهزلك الحمام. وقع بصر قماح على سلسبيل التي تقف أمامه وأثار المياه على ملابسها التي شبه ملتصقه بجسدها تظهر معالمه الانثويه، تبسم بمكر وتلاعب وقال: بس أنا مكنتش عاوز آخد دوش دلوقتي، بس، بس مفيش مانع طالما حضرتيلى الحمام، ولا أقولك مالوش لازمه الحمام دلوقتي. قال قماح هذا وهجم على شفاه سلسبيل بالقبلات القويه وأخذها الى الفراش تملك جسدها بعنف قليل، نهض عنها بعد وقت وإستراح بجسده على الفراش، بينما سلسبيل تشعر بآلم في جسدها كالعاده بعد كل لقاء حميمى بينهم، أعطت له ظهرها، كالعاده تمقت تلك العلاقه. شعر قماح بضيق من ذالك، لكن وضع يده على كتف سلسبيل، التى. إرتجف بداخلها حين شعرت بيده على كتفها وظنت أنه سيعيد ما فعله منذ قليل، لكن خاب ظنها حين قال لها: لو عاوزه تنزلى تشوفى الفيلم مع هدى معنديش مانع. ردت سلسبيل بنبره ساخره: مالوش لازمه الفيلم زمانه قرب يخلص، هدى هتبقى تحكى لى قصته وبكره يجى على قنوات مش مشفره وقتها يحذفوا المشاهد الخارجه، ودلوقتى أنا تعبانه وعاوزه أنام، تصبح على خير. قالت سلسبيل هذا وجذبت غطاء الفراش عليها، وهي مازالت تعطى لقماح ظهرها، تغمض عينيها تستجدى النوم، حتى يفصل عقلها عن واقع ذالك المتحكم التي تعيش فيه. بينما قماح، لم يرد على سلسبيل وشعر بآلم في عنقه يزداد، وربما شعوره بهذا الآلم هو ما عصبه على سلسبيل وجعله يمنعها من النزول وأيضا تلميحه لفعلة همس، بالتأكيد هو مخطئ بكل الأحوال. بشقة رباح كذبة زهرت جعلت رباح يكاد يحلق في الفضاء وعاود القول للمره الكام لا يعرف: يعنى الدكتوره أكدتلك إنك حامل في شهر ونص. بإبتسامه خادعه قالت زهرت: أنا كنت زيك كده قدام الدكتوره، حتى صاحبتى قالتلى يا بنتى إنتى مبقالكيش سنه متجوزه وملهوفه عالخلفه كده ليه، قولت لها، أنا بحب رباح ونفسى يكون عندى منه دسته عيال وكلهم يبقوا شبهه في كل حاجه، حنيته وغلاوته عندى. إقترب رباح منها وضمها لجسده بقوه قائلا: أنتى غاليه عندى قوى يا زهرت، أنا أتمسكت بيكى فاكره. ضمت زهرت يديها حول عنق رباح وقالت برياء: فاكره يا حبيبى، وعمري ما هنسى قد أيه أنت بتحبنى. قالت زهرت هذا وتبسمت بدهاء تجيده: بس بلاش لما نخلف بنت بقى تبقي دلعها وتاخد غلاوتى عندك. ضم رباح زهرت قائلا: مفيش واحده تقدر تاخد غلاوتك يا زهرتى، أنا هنزل أقول للعيله كلها. ضحكت زهرت قائله: خلينا للصبح نقول لهم، بكره اليوم اللى العيله كلها بتتجمع فيه عالغدا والعشا، نقولهم ونفرح معاهم بفرحتنا، بس،؟ نظر رباح لها وقال بتعجب: بس أيه؟ سكتى ليه؟ ردت زهرت بتوريه: بس أنا خايفه قماح لما يعرف إنى حامل يغير منك، ناسى هو إتجوز مرتين قبل كده ومفيش واحده فيهم حبلت قبل كده، والله أعلم سلسبيل كمان هتحبل ولا لأ، ممكن الغيره في قلبه تشتغل. نظر رباح لزهرت يفكر في قولها وقال: فعلا ممكن قماح يغير منى بالسبب ده، بس دى نعمه من ربنا بعتها لينا، وربنا قال، أما بنعمة ربك فحدث. أهز عالأقل يعرف إن اللى بيخلص النيه مع بنات الناس ربنا بيرزقه بالخير، مش كل ما يزهق من واحده يطلقها، والله أعلم يمكن عدم خلفتهم كانت رحمه لهم من ربنا، إن ميبقاش في بينهم رابط، وسلسبيل كمان الله أعلم يمكن يطلقها كمان قبل السنه ما تلف، كانت غلطة جدتى، بس انا مالى ماليش فيه، ملناش دعوه غير بنفسنا، يا زهرتى، بكره العيله كلها تعرف إنك حامل، حتى كمان عشان يراعوكى وأنا غايب. مصمصت زهرت شفاها وقالت بلؤم: يراعونى، جايز دى الحجه هدايه مفيش عندها عالحجر غير سلسبيل وقماح، شايف بقالها أكتر من عشر أيام رجلها مخطتش بره عتبة شقتها حتة لما نزلت قعدت جنبها ست الستات، يلا بكره الست سلسبيل تركب مكانها كمان. ضحك رباح وقال: سلسبيل مش هتنهض تاخد حتى مكان في بيت العراب وبكره أفكرك، عارفه مين اللى كانت عند قماح النهارده في المقر؟ ردت زهرت بإستفسار: مين؟ رد قماح بتشفى: هند طليقته، وقعدت معاه في المكتب أكتر من ساعه. تعجبت زهرت قائله: قصدك أيه، يعنى قماح ممكن يرجع هند تانى، ومين اللى قالك على كده. رد رباح: أنا عرفت بالصدفه كنت بتصل عليه عشان في تاجر عاوز كمية رز كبيره ومردش عليا، إتصلت على السكرتيره مدام فاتن، وهي اللى قالتلى بدون قصد أن هند معاه في المكتب بقالها أكتر من ساعه، فقولت لها لما تمشى تبقى تخليه يكلمني، تفتكرى هند كانت عنده ليه، بكره أفكرك هيرجعها من تانى، ووقتها سلسبيل مش هيكون لها أى وجود، وتبقى تشوف جدتى بقى حبيبها قماح وهو بيطلق حفيدتها، أو حتى ميطلهاش والتاريخ يعيد نفسه مع سلسبيل وتبقى هي زى ماما لما بابا زمان إتجوز عليها الأغريقيه، وتعيش بحسرتها العمر كله زى ماما ما عاشت بحسره كنت بسمع بكاها ليالى، تبقى تتحمل جدتى بكى سلسبيل بسبب إبن الأغريقيه اللى بكت أمى لما دخل عليها بيها زمان، ورحبت بها هدايه. تبسمت زهرت بزهوه في قلبها وقالت: دى مش هتبقى ضربه في مقتل بس لسلسبيل لأ كمان هدايه وحفيدها الغالى اللى رجع من تانى لعشه، علشان يحوى دبابير وأول ما تقرص هتقرص حفيدتها الغاليه، وبعدين إحنا خدنا الكلام على الست سلسبيل ونسيت أديك علبة دوا الصداع اللى جبتها لك، تصور لفيت عليها أكتر من صيدليه قالولى الدوا ده مستورد وشاحح في الصيدليات، ختى جبتها بضعف تمنها، بس علشان أنا واثقه من مفعولها ومجرباه قبل كده، أستنى انا شيلاها في الدرج بتاع التسريحه. إبتعدت زهرت وذهبت الى التسريحه وأخذت تلك العلبه الصغيره وأعطته إياها قائله بتحذير كاذب: حتى أنا كنت حاسه بشوية صداع بس مرضتش آخد منها ليكون لها تآثير عالحمل، بس الدكتور اللى وصفها ليا قبل كده كان قالى حاولى متتعوديش عليها كتير، عند اللزوم بس. أخذ رباح منها العلبه وفتحها وأخذ منها حبه وإرتشف بعض قطرات الماء يبلعها بها. تبسمت زهرت بظفر، رباح يسير بالطريق التي ترسمه له قريبا سيصبح كالعبد أسفل قدميها. فى اليوم التالى صباح، إستيقظت سلسبيل، كأنها نسيت أو ربما تناست بمحض إرادتها ما حدث ليلة أمس ومنع قماح لها بالذهاب وقضاء بعض الوقت مع أختها. نهضت من جواره على الفراش، وذهبت الى الحمام إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها، ثم عادت لغرفة النوم مره أخرى وأشعلت ضوء الغرفه ثم جلست تمد يدها بتردد توقظ قماح، لأول مره كان دائما هو من يصحوا قبلها ويوقظها، بالفعل وضعت يدها على كتف قماح قائله: قماح إصحى الساعه قربت على تمانيه، إصحى علشان نلحق نفطر مع بابا وعمى. بالفعل إستيقظ قماح من النوم يشعر بآلم في عنقه مازال مستمر بل وإزداد، هو بسبب زيارة هند له بالأمس في المكتب نسي ذالك الدواء الذي طلبه من السكرتيره، ولم يخف الآلم، وأيضا حديثه الجاف مع سلسبيل ليلا. وضع قماح يده حول عنقه الذي تشنج بقوه يكاد لا يستطيع أن يحرك رقبته من شدة الآلم. لاحظت سلسبيل ذالك، للحظه شفقت عليه وقالت: هي رقابتك رجعت توجعك من تانى. أماء قماح لها بموافقه وقال: ده آلم بسيط، شويه وهيروح. إقتربت سلسبيل وجلست على الفراش تمد يدها بتردد وقالت: أنا شوفت جدتى كذا مره وهي بدلكلك رقابتك تفك تشنج عروق رقابتك وممكن أعمل زيها لو تحب. صمت قماح للحظات، كادت أن تنهض سلسبيل من على الفراش وقالت له: براحتك هقوو... قاطعها قماح قائلا: تمام مش هنخسر حاجه إتفضلى دلكى رقابتى أشوف يمكن الوجع يروح على إيدك. بالفعل إقتربت سلسبيل أكثر وجلست أمام قماح وبدأت بتدليك رقابته بطريقه معينه قلدتها كما رأت جدتها تفعلها، ثم قامت بلف رأسه بقوه فجأه لم يشعر بآلم، بل بالفعل شبه زال الآلم وفك تشنج عنقه الذي كان يشعر به. إنتهت سلسيبل من تدليك عنقه، رسم قماح بسمه طفيفه وقال: لأ واضح فعلا إنك ورثتى بعض المهارات من جدتى، الآلم شبه راح. تبسمت سلسبيل قائله بفرحه: بجد وجع رقابتك خف. رد قماح بموافقه: أيوا خف كتير، صحيح مش زى جدتى بس ممكن مع الوقت تبقى أفضل، المره الجايه لما رقابتى توجعنى هقولك تدليكها إنتى وأستغنى عن الأدويه بقى. تبسمت سلسبيل وقالت بتسرع: بعيد الشر، قول يارب ما يرجع الوجع من تانى، قصدى يعنى ربنا يشفيك أنا حضرت لك الحمام، من شويه وطلعت لك غيار كمان أهو، هنزل أنا بقى أحضر الفطور، وكمان النهارده هيبقى اليوم طويل وشغله كتير، علشان العزومه اللى جدتها بتعملها، تجمع أفراد العيله كلهم، وكمان عمتى عطيات وجوزها وإبنها حماد الغ... صمتت سلسبيل قبل أن تكمل كلمتها. تحدث قماح بإستفسار: إبنها أيه؟ تهكمت سلسبيل بداخلها وقالت: الغتت الغلس، لكن قالت لقماح: إبن عمتى الغالى زى ما بتقول عليه، هنزل أنا بقى وأنت خدلك دش والغيار أهو. بالفعل غادرت سلسبيل الشقه وتركت قماح الذي حرك رقابته براحه، يد سلسبيل أزالت ذالك الآلم الذي كان يشعر به منذ أمس، ذالك الألم الذي يشعر به من فتره لأخرى، بسبب تلك الوقعه القديمه التي تركت أثرها على عنقه، حين كان باليونان ووقع على رقابته وقتها شعر بآلم ولم ينتبه أحدا لآلمه ويداويه بوقتها ربما ما كان عاود له من فتره لأخرى ذالك الآلم الذي يجعل رقابته مكتفه بآلم قاسى. قبل الغداء. كانت سلسبيل بالمطبخ مع الخادمات وأيضا والداتها وكذالك قدريه ومعهن هدى التي لا تعمل بل تنظر أحيانا ل سلسبيل وتبتسم لها من أفعال قدريه وتنظيرها على الخادمات وتوبيخها لهن أحيانا، يعلمن أنها تفعل ذالك لتثبت أن لها كلمه بالمنزل، حتى على نهله والداتهن التي تتقبل تآميرها بلا مبالاه، أو بمعنى أصح، بإستسلام منها، كن هدى وسلسبيل يتضايقن من إستسلام والداتهن وينفرن ذالك لكن إستسلام والداتهن يجعلهن يصمتن غصبا. بعد قليل، تجمعت العائله بأكملها على طاولة الغداء، يتناولون الطعام، في صمت الى أن تحدث حماد قائلا: الأكل المره دى طعمه حلو قوى، أكيد ده نفس سلسبيل سمعت إنها كانت بتطبخ مع عمتى ومرات خالى. لم ترد سلسبيل وردت عنها هدى قائله: الطبيخ كله ماما هي اللى تعتبر عملاه، أنا وسلسبيل كل اللى عملناه هو السلطه ومرات عمى كانت بتتأمر عالشغالات اللى كانوا بيناولوا ماما المكونات اللى بتحتاجها. خجل حماد وقال: مرات خالى نهله نفسها حلو في الطبيخ. أخذت الكلمه منه عطيات قائله بنفاق: إسألوا حماد وجوزى دايما اقولهم، نهله مرات ناصر أخويا الميه من إيدها ليها طعم تانى. نظرت لها قدريه بنزك وتهكم بداخلها تعلم رياء عطيات وتفهم ألعيبها هي مازالت طامعه رغم زواج رباح من إبنتها لكن تريد أن تأخذ أكثر عن طريق حماد حين يتزوج هو الآخر من هدى، كانت سابقا ترسم على همس، لكن همس ماتت ونقلت العطا على هدى، لكن تلك الصغيره ماكيره ولن تجعل عطيات تصل لمأربها. تحدثت هدايه بصرامه: المثل بيجول لا حديث على طعام، ياريت ناكل في هدوء وبلاه كلام، وبعد الوكل نبجى نتحدت براحتنا في أى شئ، دلوق كلوا وأنتم ساكتين. بعد قليل إنفض الغداء وجلس الرجال بغرفه ومعهم كانت هدايه كذالك عطيات فهى ضيفه هذا اليوم، كذالك قدريه، واليوم زاد بجلوس زهرت معهم، نظرت لها هدايه قائله: ليه مقومتيش مع نهله وسلسبيل وهدى تساعدى الشاغلات في فض السفره وتعملى الشاى. تصنعت زهرت قائله: أنا تعبانه شويه يا جدتى حتى قرفانه أدخل المطبخ، مش طايقه أشم ريحة الآكل. سخرت منها هدايه قائله: ليه مالها ريحة الوكل، كانه فاسد إياك، ولا جلع ماسخ وخلاص. رد رباح: مش جلع يا جدتى، أصل زهرت حامل، والوحم جاى لها بقرف من الآكل. نظرت عطيات ل زهرت بصدمه لكن سرعان ما إبتسمت لها قائله: ألف مبروك ربنا يجومك بالسلامه بحچرك مليان، وتكبرى نسل عيلة العراب... بينما قالت قدريه بتمثيل: يارب يا عمتى، ربنا يكبر نسل عيلة العراب وعجبال ولاد قماح جريب يارب، ربنا يطعمه المره دى الخلف الصالح اللى يعوض صبره. نظرت هدايه لقدريه وقالت لها بشده: يعوض صبره على أيه، أوعى لكلامك شويه يا قدريه، قماح مش معيوب عشان تجولى إكده، وربنا بكره يرزجه هو سلسبيل الذريه الصالحه اللى تقر عيونهم، باركى إنتى لولدك ومارته ومالكيش صالح بقماح عاد، وبعدين فين كارم مشوفتوش من كذا يوم. ردت قدريه بخزو: كارم معرفش بقاله كام يوم إكده بيخرج من صباحية ربنا مش بيرجع غير المسا عالنوم ولما سألته جالى أنه بيفكر يشترى كافيتريا في مكان عالنيل، والله غلبت فيه ينزل يشتغل مع قماح ورباح أخواته زى محمد بس هو بيجول هو مش رايد، هو دماغه إكده طول عمره، هتوهى عنيه. ردت هدايه: مالها دماغه، مش شغال بالحلال، يبجى ربنا يرزوجه من وسع في اللى هو رايد يشتغل بيه، وكله خير. بعد قليل نادت سلسبيل على والدها كى تحدثه في أمر خاص، لفت ذالك إنتباه قماح وأراد معرفة لما تريده لكن ربما يعرف لاحقا بينما ذهب ناصر مع سلسبيل الى أحد الغرف، دخلت عليهم نهله تريد معرفة سبب طلب سلسبيل الحديث مع ناصر تحدث ناصر قائلا: ها قولى لى الموضوع اللى خليتنى أقوم بسببه. تنحنحت سلسبيل قائله: الموضوع يخص شغلى، سبق يا بابا قولتلك إنى عاوزه أشتغل وحضرتك كنت موافق وقولتلى إنك كلمت أستاذ مجدى في الحسابات أنى أدرب تحت إيده. فى البدايه إعترضت نهله قائله: الكلام ده كان قبل ما تتجوزى، كنا ممكن نقول هتتسلى، دلوقتي بقيتى متجوزه وبكره تخلفى وتنشغلى مع ولادك و. قاطعها ناصر قائلا: خدي رأى قماح يا سلسبيل ولو وافق أنا معنديش مانع وهرجع أكلم الأستاذ مجدى وهو يدربك زى قبل كده لما كان بيدربك على تقفيل الميزانيات وانتى في الجامعه. ردت سلسبيل: حاضر يابابا هقول لقماح، وعندى شك إنه يوافق أصلا بس بتمنى حضرتك تقنعه. رد ناصر بحنو: حاضر، لو رفض وقتها هحاول معاه وأقنعه علشان خاطرك. تنهدت سلسبيل براحه وقالت: شكرا يا بابا، ربنا يخليك ليا أنا وأخواتى... سهمت سلسبيل وقالت بحزن: قصدى يخليك ليا أنا وهدى. غص قلب ناصر وصمت، بينما كادت دمعه من عين نهله ان تفر لولا أن حبستها بعينيها ملوحتها تحرق قلبها. خرجت سلسبيل من الغرفه وتركت ناصر ونهله التي قالت بعتاب: مكنش لازم توافق سلسبيل إنها تشتغل، لازمته أيه تشتغل وتتعب نفسها، هي مش محتاجه للشغل، إنت شايف زهرت أهى كانت بتشتغل قبل ما تتجوز وعلى زى ما أتجوزت شوفتها طلبت تشتغل تانى، وكمان معتقدش قماح هيوافق إنها تشتغل، يبقى ليه تجيب خلاف مالوش لزوم. رد ناصر: وفيها أيه أما سلسبيل تشتغل، اهو تتسلى بدل من تنقيح قدريه، وكمان زهرت مش أفضل منها، بلاش طريقتك دى، سيبى سلسبيل على راحتها. تحدثت نهله قائله: وبعد ما نسيبها على راحتها وأفرض قماح رفض وقتها، أو سلسبيل أصرت على طلبها، ممكن يحصل أيه. وكمان قبل كده قولتلك دول بنات ولازم معاهم الشده شويه، لكن إنت قولت عندى ثقه فيهم، وأهو أنت شوفت آخر الثقه دى همس عملت أيه، وقتلت نفسها وعيشتنا مكتومين خايفين نجيب سيرتها. تنهد ناصر بآلم وقال: كل شئ نصيب يا نهله وبلاش قسوتك دى مع سلسبيل وهدى. ردت نهله: دى مش قسوه دى خوف يا ناصر، انا بقيت بخاف واحده منهم تطلع من البيت بقى عندى وسواس أن اللى حصل مع همس هيتكرر معاهم هما كمان، أنا أرتاحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح، رغم إنى حاسه أنها مش سعيده.
الفصل السادس
بين وقت العصر والمغرب بحديقة منزل العراب جلست هدى على تلك الأؤرجوحه التي بين إحدى أشجار الحديقه إنخضت حين دفع أحدهم الأؤرجوحه بقوه، تمسكت بها، الى أن توقفت ثم نهضت مخضوضه خوفا أن يعاود الفعله وتقع من على الأؤرجوحه ضحك عليها يقول: مالك يا هدى مكنتش اعرف إنك خفيفه كده. نظرت هدى له بغيظ وقالت: إنت اللى خفيف يا حماد، ومبتفكرش بعقلك، لأن لو كنت بتفكر مكنتش دفعت المورجيحه بقوه كده، أفرض كنت إتكفيت على وشى إتسهدم، وبعدين أيه اللى جابك هنا. رد حماد ببرود: بصراحه زهقت من قعدة العواجيز اللى جوه قولت أطلع أشم هوا في الجنينه، وكمان أنا كنت عاوزك في مصلحه. سخرت هدى منه وقالت: مصلحة أيه اللى عاوزنى فيها؟ رد حماد: الابتوب في الفتره الأخيره مش عارف ماله، أوقات بيهنج، غير إنه مش بيحفظ المعلومات اللى بدخلها عليه تقريبا، وبما إنك بتدرسى معلومات حاسب ممكن تعرفى أيه اللى فيه. تهكم وجه هدى قائله: أنا بدرس نظم برمجة حاسبات مش هندسة تصليح حاسبات، اللى بتقول عليه ده محتاج مختص في تصليح الابتوب، بس عالعموم مفيش مانع، ممكن تجيب الابتوب بتاعك وهو كده كده زى ما بتقول بيهنج والله عرفت أصلحه كان بها معرفتش خده ووديه لمهندس مختص. تبسم حماد قائلا: متأكد إنك هتعرفى العيب اللى فيه في أقرب وقت هجيبه ليكي. ردت هدى: تجيبه ليه، إبقى إبعته مع عمتى عطيات هي هنا تقريبا كل يوم. رد حماد: هنقل المعلومات المهمه اللى عليه على سيديهات وبعدها أنا بنفسى اللى هجيبه في أقرب وقت. رفعت هدى كتفيها قائله: براحتك، هدخل أنا بقى أشوفهم بيعملوا ايه خلاص المغرب هيآذن ولازم نجهز العشا هروح أساعدهم. تحدث حماد بنبره يغلفها التلميح: ربنا يخلى جدتى هدايه دايما هي اللى مجمعه العيله والأحبه، متعرفيش أنا بستنى يوم الجمعه ده دايما علشان جمعتنا دى، بتخلينا نتوصل ببعض والحب بينا يزيد والنتيجه جواز أختى زهرت من رباح، الحب أتوصل في قلوبهم بسبب اجتماعنا ده، وقلبى حاسس كمان إن في قلوب تانيه الفتره الجايه هتتوصل مع بعضها. ردت هدى ببسمة سخريه وقالت: إن شاءلله اللى في أمر ربنا هيكون، ربك رب قلوب، يلا أهى سلسبيل بتنادى عليا. تركت هدى حماد ينظر لها نظرة تمني. بينما هدى زفرت أنفاسها بعد أن تركته وتبسمت لسلسبيل حين إقتربت منها قائله: مناديتك ليا نجدتينى من غلاسة كارم. تبسمت سلسبيل قائله بفضول: كان عاوز منك أيه؟ ردت هدى: مفكرنى غبيه وهصدق غباؤه قال أيه الابتوب بتاعه بيهنج، مفكرنى مهندسة صيانه، حركاته مفهومه، همس خلاص راحت في هدى يلعب عليها، والله نفسى جدتى تبطل عادة يوم الجمعه دى، بقيت بكرهها، يارب هون باللى باقى في اليوم ده. بنفس الوقت. سحبت عطيات يد زهرت الى أن دخلت بها الى غرفه جانبيه بالمنزل، وقفت امام باب الغرفه وأخرجت رأسها تتلفت يمين ويسار تتأكد أن لا رأهن من ثم واربت الباب وذهبت لمكان وقوف زهرت المتعجبه والتي قالت: في أيه سحبانى وراكى وجبتينى للأوضه دى وواقفه تتلفتى حواليكى زى الحراميه كده. نظرت عطيات لها بتفهم: جوليلى أيه حكايه إنك حبله دى، من إمتى الكلام ده، أيه اللى في دماغك يا بنت مجاهد. ردت زهرت بلا مبالاه: مفيش في دماغى حاجه، وفيها أيه غريب أما أكون حامل، ليه حبله من الحرام ناسيه إني متجوزه. تهكمت عطيات قائله: لأ إنتى اللى ناسيه إنتى متجوزه فين، مش خايفه كدبة إنك حامل دى تتفضح. سخرت زهرت قائله: مين اللى قالك إنها كدبه، ومين اللى يقدر يفضحنى؟ ردت عطيات بتوعيه: هدايه، ناسيه هدايه عقربه دى بتعرف الست حبله من مجرد النظر لجسمها، أنا نفسى عرفت إنى حبله في حماد أخوكى منيها، بمجرد ما بصت على جسمى، وكمان نسوان ولادها مفيش واحده فيهم نظرتها خيبت ومطلعتش حبله بعد ما هي جالت لها، غير إنها هي اللى مولادهم. تهكمت زهرت قائله: كانت دكتوره إياك؟ ردت عطيات: لاه مش دكتوره بس بتفهم في الطب والدوا، ربنا عاطيها ملكه إلهيه من عنده، حاسبتيها غلط يا بت بطنى، كان الأحسن ليكى تبجى حامل بصحيح وجتها كنت فرحتلك بصحيح. ردت زهرت بسخريه: ولما هدايه بتفهم في الطب وتعرف إن الست حبله من النظر لجسمها، ليه معرفتش بفضيحة همس قبل ما تسقط، دى تخاريف وبعدين من اللى قالك إنى مش حامل، أنا فعلا حامل، والدكتوره أكدتلى ده إمبارح. نظرت لها عطيات بتكذيب وقالت: دكتورة مين، أنا عليا إنى حذرتك، لو مفكره إن رباح زى اللعبه بيدك، وهتعملى ملعوب إنك سجطتى بعد كام يوم هجولك دى حيله مفقوسه، وناسيه الحبله مع الوجت بطنها بتكبر وجتها هتحطى مخده في بطنك أياك، طب جدام العيله هجولك وماله، لكن جدام رباح هتعملى أيه لما يشوف بطنك على حقيقتها مبتكبرش، رأيي انك إستعجلتى وحسبتيها غلط، كنتى خدتى رأيي قبل ما تجولى إنك حبله. إزدرت زهرت ريقها، بالفعل هي لم تحسب ذالك وقت أن كذبت كذبتها، نظرت لعطيات وظلت صامته. تحدثت عطيات بلوم: سكوتك معناه إنى جولى صح وانك مش حبله، إدعى ربنا إنك تحبلى بصحيح الأيام الچايه، جبل سلسبيل ما تشيل في حشاها من قماح، ده إن مكنتش حبله من ليلة الدخله، كلنا شوفنا الملايه بعنينا غير جعد عشر أيام مرافج لها في الشجه ليل ونهار. تهكمت زهرت قائله: طب ماكان متجوز مرتين قبل كده مفيش واحده فيهم حبلت مش يمكن فيه عيب وده سبب طلاقه منهم مصدقه الحجج الفارغه اللى كان بيطلقهم بسببها، سلسبيل هتفرق أيه عنهم، يمكن عنده عله ومداريها، ومعتقدش سلسبيل هتحبل بالسرعه دى، وده كلام سابق لآوانه وحتى لو سلسبيل خبلت زى ما بتقولى، أنا هبقى قدامهم أنا اللى حبلت الأول واللى حصل بعد كده نصيب. تحدثت عطيات بإستفسار: وأيه اللى هيحصل بعد كده يا بنت مجاهد. ردت زهرت بثقه: اللى هيحصل هو النصيب القدر كده. فى المساء بعد إنتهاء العشاء وقيامهن بفض السفره مع نسوة المنزل بعد قليل ذهبت كل من هدى وسلسبيل الى تلك الغرفه الكبيره بالمنزل، أو كما يدعونها المندره كانت تجلس زهرت وزوجها رباح جوار بعضهم على إحدى الآرئك، كان رباح يدخن سيجاره وكانت معهم والداة زهرت وأخيها حماد وأيضا وزوجة عمها وأبنائها. تحدثت هدى بهمس و بتذمرقائله: والله نفسى جدتى تبطل تعمل يوم الإجتماع العائلى اللى بتعمله كل أسبوع ده، إحنا اللى بنتفهد فيه شايفه حتى اللى المفروض سلفتك وزيها زيك قاعده جنب جوزها تدلع عليه وكمان مرات عمك قاعده جنب عجولها تقولى مخلفه نوابغ وكلهم تيوس أفشل من بعض من أكبرهم لأصغرهم، حتى عمتك وإبنها الغبى حماد الواد ده مش بينزلى من زور، شكلك كده هتبقى زى ماما في البيت ده الحيطه المايله اللى الكل يسند عليها، وياريت في الآخر في حمد وشكرانيه. ردت سلسبيل: لأ أنا ناويه أشتغل مش هقعد في البيت، أنا كنت كلمت بابا في الموضوع ده من فتره وهو وافق، بس اللى حصل هو اللى آجل الموضوع ده، بس بالمنظر ده الشغل هيريحنى كتير كفايه هبعد عن مرات عمك ومرات إبنها البغل الكبير اللى لعبه في إيد مراته ومش قادره تفرد نفسها عليها، طبعا ما مراته بنت أخوها الغالى جوز عمتها أخت جوزها. تبسمت هدى تقول بهمس: ربنا يعينك عليهم متخافيش أنا معاكى جاهزه لأى مقالب. تبسمت سلسبيل قائله بمزح: شيلاكى للكبيره يا كبيره. تبسمت هدى لها، لاحظت زهرت همسهن فقالت بإدعاء المحبه: بتضحكوا على أيه ضحكونا معاكم. ردت هدى: ولا حاجه بس مبسوطين بالجمع العائلى. ردت هدايه التي دخلت ووضعت يدها على كتفيهن قائله: يلا يا بنات أجعدوا خلونا نتسلى مع بعضينا. تبسمن لها، لكن قالت زوجة عمهن: هدى بس اللى بنت إنما سلسبيل خلاص بقت ست. ردت هدايه: بجت ست وست الستات كمان. تبسم كل من نبوى وناصر اللذان دخلا الى الغرفه وتحدث نبوى قائلا: سلسبيل طول عمرها هاديه وفيها كتير منك يا أمى من صغرها كانت تحت يدك والله فرحت إن نصيبها كان مع قماح بصراحه كنت مستخسرها تطلع بره الدار. تبسمت سلسبيل بداخلها كانت تود الفرار من ذالك النصيب لكن إمتثلت لنصيبها المكتوب، أن تسجن بداخل هذا المنزل مع ذالك القاسى. علي ذكر القاسى، ها هو قد آتى للغرفه هو الآخر. تحدثت هدايه وهي تبتسم له: كنت فين يا قماح أنا جولت هاچى المندره ألجاك فيها. رد قماح: كان معايا إتصال مع واحد من التجار عاوز يشترى بضاعه من عندينا. تبسمت هدايه: ربنا يرزجك يا ولدى من وسع، ها خلونا نجعد دلوق مع بعضينا. بالفعل جلس قماح على أريكه بالغرفه بالمنتصف بين هدايه وعمه ناصر بينما جلسن هدى وسلسبيل أرضا بركن من الغرفه. فتحت هدى هاتفه وبدأن هي وسلسبيل متابعة أحد عرض المواقع لكن نهض حماد من مكانه وذهب الى مكانهن وجلس جوارهن، يتابع معهن على الهاتف نفس الموقع ويتحدث معهم، لكن رغم شعورهن بالبغض منه كانتا يردون عليه. بينما عين قماح كانت ثاقبه، ونظر الى سلسبيل التي تجلس بالمنتصف بين هدى وحماد، كان يود أن يقول لها أن تنهض وتأتى للجلوس جواره بعيدا عن تلك السفيه إبن عمته المتسلقه وإبنها يمتلك نفس خصالها. بعد وقت ليس بالقليل نهض قماح قائلا: عندى تسليم بضاعه بكره الصبح ولازم أكون فايق تصبحوا على خير، سلسبيل يلا نطلع لشقتنا. رد حماد: بس البرنامج اللى بنتابعه عالموبايل لسه عليه شويه. ردت هدايه التي لاحظت نظرات قماح ل سلسبيل منذ جلوسه وتغيرها حين جلس حماد جوارها: البرنامچ مش هيطير، تبجى تسمعه مره تانيه، يلا يا سلسبيل فزى ويا چوزك، لازمن يستريح عشان يبجى فايج لوكل عيشه. نهضت سلسبيل من جوار هدى على مضض، وذهبت خلف قماح الى شقتهم. فتح قماح باب الشقه وتنحى جانبا دخلت سلسبيل ثم هو خلفها وقام بصفع الباب خلفه. للحظه إنخضت سلسبيل وقالت: بترزع الباب قوى كده ليه؟ رد قماح بتريقه: أنا جيت أقفله إتقفل جامد، معليشى خضيتك. صمتت سلسبيل تحدث قماح: كنتوا بتشوفوا إيه على موبايل هدى ومبسوطين قوى كده، لدرجة إنك مكنتيش عاوزه تجى ورايا وتكملى السهره تحت. ردت سلسبيل: ده برنامج عالنت كوميدى أنا وهدى متابعينه. تحدث قماح: وحماد كمان متابعه أكيد، عالعموم بعد كده لما أكون قاعد في المندره تقعدى جانبى البرنامج مش هيطير. ردت سلسبيل: حاضر، بس في حاجه كنت عاوزه أتكلم معاك فيها. رد قماح: وأيه هى؟ ردت سلسبيل: إنت عارف إن إتخرجت من أكتر من سنه من كلية التجاره، وكنت طلبت من بابا أنى أشتغل في الشونه محاسبه، وهو وافق وقالى أنه كلم الأستاذ مجدى المحاسب إنى أدرب لفتره تحت إيده قبل ما أمسك معاه حسابات الشون بتاعتنا. وضع قماح إصبعه السبابه على رأسه بتفكير قائلا: بس أنا مش موافق إنك تشتغلى. إنصدمت سلسبيل قائله بخفوت: ليه مش موافق، بس بابا موافق. جذب قماح سلسبيل من عضدي يديها ليخبط جسدها بصدره قائلا: عمى إنتهت ولايته عليكى من يوم ما إتجوزتك، وأنا مش موافق إنك تشتغلى يبقى خلاص مفيش كلام تانى في حكاية إنك تشتغلى، ودلوقتى أنا تعبان طول اليوم وعاوز أنام. ردت سلسبيل التي ترتجف بين يديه وقالت بخفوت: سيب إيديا. ترك قماح يديها لكن سحبها من إحدى يديها خلفه الى غرفة النوم. ثم تركها وذهب الى الحمام، شعرت سلسبيل بألم بعضدي يدها ووقفت تمسدهما ولكن هي لن تيأس وتستسلم كما فعلت سابقا وإمتثلت لزواجها من قماح دون رغبتها. بدلت ثيابها بثياب بأخرى للنوم وتمددت على الفراش تدعى النوم. لكن نظر قماح لها وتبسم بسخريه قام بتنشيف خصلات شعره ثم ألقى المنشفه على أحد المقاعد وخلع عنه ذالك المئزر القطنى، وتمدد هو الآخر على الناحيه الآخرى للفراش، كانت سلسبيل تعطى له ظهرها. إقترب منها ووضع يده على كف يدها، إرتجفت يد سلسبيل. سخر قماح يقول: أول مره أشوف حد زعلان ينام بسرعه كده ديرى وشك ليا أنا متأكد إنك مش نايمه. بالفعل إستدارت سلسبيل بوجهها له. وقالت: ومين قالك إن الزعلان مبينامش، لا بينام بس بينام، مقهور. ضحك قماح بسخريه يعيد كلمتها الاخيره، مقهور نظرت سلسبيل لوجه قماح لأول مره تراه يضحك رغم أنه يتهكم عليها لكن كان وجهه وسيم وهو يضحك. لكن فجأه قام قماح بجذب سلسبيل له وإعتلاها مقبلا بعنفوان قليلا ويديه تسير على جسدها تترك بصامته مكانها أثر، تعامل معها بإشتهاء وإمتلاك... بينما شعرت سلسبيل ببعض الآم بجسدها حين نهض عنها، نام على ظهره، شعرت براحه لكن سرعان ما جذبها مره أخرى وكان سيعيد الكره مره أخرى، لكن نظر لوجهه سلسبيل التي أغمضت عيناها تعتصرهما. فجأه شعر بغصه بقلبه لما يتعامل معها بتلك الطريقه التي تقترب من العنف قليلا. هو لديه يقين أن سلسبيل تكرهه وتكره تلك العلاقه بينهم تمتثل لها غصبا. تركها وعاد ينام على ظهره، وكلمه واحده يرددها عقله. الزعلان بينام مقهور، هي لا تعلم كم نام ليالى كثيره وحيدا و حزينا ومقهورا دون أن يشعر به أحدا، وذكرى خلف أخرى تمر أمام عيناه تجعله يشعر بالقهر. قبل قليل بالمندره نظرت هدايه الى رباح الذي يجلس جوار زوجته ويضعان ساق فوق أخرى ضايقها طريقة جلوسهمت هكذا هذا وليس فقط ما ضايقها بل تدخين رباح، تحدثت له بحده: إطفى السيچاره اللى بيدك دى وإجعد عدل إنت والمحروسه مراتك، وبعدين مش وراك أشغال بكره ولازمن تبجى فايج لها أيه هتكمل السهره للصبح إياك، وبعدين الحبله لازمها راحه، ولا أيه يا زهرت. نهضت زهرت قائله: فعلا أنا تعبانه شويه وكنت لسه هقول لرباح نطلع شقتنا بس إنكسفت لتقولوا إن بدلع عشان حامل ومش حابه أقعد مع العيله، وأفرق جمعها، بعد قماح ما خد سلسبيل وطلعوا، هما عرسان جداد وليهم عذرهم. تهكمت هدايه قائله: لأ متخافيش مفيش حد يجدر يفرق چمع العيله، ودلوق خدى چوزك وأطلعوا شجتكم، وقبل ما يطلع بجولك حاولى إمعاه يبطل الهبابه السيچاره اللى بجت مرافجه ليده معرفش مين اللى دله عليها، خليه يبطلها حتى عشان صحته. تصنعت زهرت البراءه وقالت: والله بحاول معاه يا جدتى وإسأليه، حتى قولت لها يبطلها حتى لو مش خايف عليا يخاف على الجنين اللى في بطنى دخان السجاير يآثر عليه. رغم شعور هدايه بتصنع زهرت لكن نظرت ل رباح قائله بتوريه: بتسمع كلام مراتك في كل شئ إسمع كلامها في ده وبطل السيچاره ملعون اللى دلك عليها، ودلوق تصبح على خير. بالفعل غادر رباح وخلفه زهرت التي نظرت لعطيات أثناء خروجها من المندره نظره فهم الإثنتين مغزاها. بينما تنحنحت عطيات وقالت: نقوم أنا وحماد بقى نروح دارنا حتى عشان مچاهد. تحدثت هدايه: صحيح نسيت أسألك عن مچاهد مجاش النهارده ليه؟ ردت عطيات بصعبانيه مصطنعه: إنتى عارفه إنه مريض بالصدر وكان تعبان شويه وجالى روحى إنتى عادة الحجه هدايه متجطعيهاش واصل. نظرت هدايه ل ناصر قائله: مش جولت إن في واحد دلك على دكتور صدر زين بالحجز. رد ناصر: أيوه يا أمى و حجزت عنده بعد يومين. ردت هدايه: تمام يبجى خد مچاهد ومعاكم حماد ورحوا للدكتور ده يمكن ربنا يچيب الشفا على يده. ردت عطيات يتآمين: يارب يشفى مچاهد ده هو دنيتى، هي الست مننا ليها غير راچلها هو راحتها وجيمتها وسط الخلق. غادرت عطيات مع حماد الذي كان يود البقاء أكثر والحديث مع هدى، لكن لو بقي، ربما تحرجه هدايه. تحدثت هدايه قائله بود وهي تنظر، ل نهله: وانتى يا نهله تعبتى أنتى والبنات النهارده، يلا خدى ناصر وهدى وأطلعوا إستريحوا، تصبحوا على خير. تبسمت هدى وإقتربت من هدايه وقبلت يدها بإحترام ومحبه قائله: وأنتى من أهل الخير يا جدتى. غادرت نهله أمام ناصر الذي تبعها هو وهدى يتحدثان سويا. نظرت هدايه للنبوى قائله: وأنت كمان يا نبوى روح شجتك تصبح على خير. تبسم النبوى وأنحنى يقبل يد هدايه قائلا: تلاجى الخير دايما يا أمى، يلا يا محمد بوس إيد جدتك وخلينا نروح شقتنا. يلاقدريه. بالفعل قبل محمد يد هدايه التي دعت له بمحبه، بينما تهكمت قدريه بداخلها تقول: مفكره نفسها ملكه والكل عمال يوطى يبوس يدها، معرفاش هتفضل فرعون لحد إمتى، لكن طبعا رسمت الخنوع وغادرت المندره. غادر الجميع المندره إنفض الجمع الذي يحدث أسبوعيا، تبسمت هدايه لديها أبناء وأحفاد يسمعون كلمتها بحب لكن فجأه غص قلبها فهنالك عقارب قد تستغل الظلام وتفتعل فرقه بين هذا الجمع من الأبناء والأحفاد، تخشى أن يحدث صدع بينهم يصعب عليها ترميمه. بشقة النبوى. دخلت قدريه خلف النبوى الى غرفة النوم مباشرة، تدعى الإرهاق قائله: يوم الجمعه ده بيبجى متعب جوى وشغله كتير، ما بصدج يخلص اليوم وأجول فين السرير أنام وأرتاح من تعب اليوم ده، ربنا يخلى الحجه هدايه هي اللى مجمعانا دايما يارب. نظر النبوى له وقال بنبرة تهكم: يارب، وفعلا بتتعبى أنتى جوى اليوم ده من التنظير عالشغالات وكمان نهله مرت ناصر، ويمكن إنضم ليهم سلسبيل بعد ما بجت مرت قماح، عالعموم أنا هلكان هغير هدومى وأنام. إبتلعت قدريه حديث النبوى وقالت بتساؤل: أنا أستغربت إنت كنت خرچت من الدار بعد العصر ومرجعتش غير قبل العشا بشويه كنت فين؟ رد النبوى بحزم وقطع: كنت مع تاچر من اللى بنتعامل معاهم، وأظن شغلى مالكيش فيه صالح. هروح أغير خلجاتى في الحمام. ذهب النبوى للحمام وترك قدريه لغلول قلبها، تعتقد أنها مظلومه بهذا المنزل، وقالت: كله منك يا نبوى لو كنت عامل ليا شآن مكنتش هدايه في يوم جدرت تفرد نفسها عليا، لكن من البدايه أنا المحقوقه، ياريتنى كنت زمان لما إتچوزت عليا جتلتك كنت حسرتهم الإتنين عليك وجتها وشفيت غليلى وحسرتى اللى شيلتها في قلبى سنين طويله، حتى بعد ما ماتت الأغريقيه قلبك لسه متعلق بيها، وعملت المستحيل عشان ولدها يرچع لهنا من تانى، عشان يفضل يذكرك بيها، إبنها اللى فضلتوه على ولدى. رغم إن هو البكرى، حتى في الچواز ربنا قسم له يتجوز من بنت أخوك، اللى متوكده إن هدايه بتخطط تركبها الدار من بعدها، بس مش هيحصل ده أبدا، لازمن آخد مكانتى الحقيقه في دار العراب، إن الكبيره هنا. بينما بشقة رباح، بعد قليل أبدلت زهرت ملابسها بآخرى مناسبه للنوم وصعدت للفراش، كذالك فعل رباح، وصعد هو الآخر للفراش جوار زهرت وضمها لصدره. مثلت زهرت القمص قائله: شايف جدتك والعيله لما قولت لهم إنى حامل ولا فرق معاهم إزاى انا كنت متوقعه رد فعل تانى، وأهو أنت شوفت بعنيك حتى قماح وسلسبيل يادوب قالولى مبروك وشكلها طالعه من تحت درسهم، طبعا كان نفسهم يسبقونا ويخلفوا قبلنا، حتى عمتى قدريه طبعا مش مبسوطه ماهى كانت من ضمن المعارضين لجوازك منى كانت عاوزه واحده تانيه، بنت حسب ونسب عن أخوها، حتى جدتك زى ما تكون مش مصدقه دى كان ناقص تكدبنى، عالعموم ده مش فارق معايا. ضمها رباح قائلا: لاحظت ده كله، بس عارفه مش حاطه في دماغى فرحتى إنم حامل، خلتنى أطنش للباقين، الفرحه دى تخصنا إحنا بس يا حبيبتى، وبكره لما ولدنا يجى للدنيا وقتها هيتعمل له ألف إعتبار هيبقى الحفيد الأول للنسل الجديد للعرابين، وغصب عنهم هيبقى الكبير من بعد بابا. تبسمت زهرت ووضعت يدها على بطنها وقالت برياء: يارب يجى بالسلامه، معرفش ليه جوايا إحساس وخايفه منه. تعجب رباح يقول: إحساس أيه ده؟ ردت زهرت بدمعه خادعه: عندى إحساس إن حملى مش هيكمل، معرفش ليه وخايفه قوى أفقد الجنين ده، وكمان خايفه من حاجه تانيه لو حصل وفقدت الجنين ده. رد رباح بلهفه: بعيد الشر ربنا يكمل حملك بخير وتقومى بولدنا بالسلامه، وأيه كمان الحاجه التانيه اللى خايفه منها دى؟ ردت زهرت بدمعه: خايفه وقتها إنت كمان تتخلى عنى. تعجب رباح يقول: أتخلى عنك، أنا عمرى ما أتخلى عنك يا زهرت إنتى عارفه أنا بحبك قد أيه، ورفضت أتجوز غيرك، شيلى الأوهام دى من دماغك، إن شاءلله ربنا هيتمم حملك على خير ويجى ولدنا يكمل عشقنا لبعض. تبسمت زهرت ووضعت يديها حول وجه رباح وقالت بلغة عشق خادع تجيدها على ذالك الأحمق: ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول العمر ويرزقنى منك بدسته ولاد وبنات ويكونوا بنفس حنيتك، أنهت زهرت قولها بقبله على شفاه رباح. رحب بها كثيرا، وأراد المزيد، لكن زهرت تمنعت ودفعته عنها قائله بتمثيل الخجل: مش هينفع اللى في دماغك يا رباح، الدكتوره إمبارح وأنا عندها قالتلى بلاش علاقه مع جوزك الفتره دى، على الحمل ما يثبت، أنا سيبتك إمبارح عشان مزعلكش وانت فرحان بخبر حملى، لكن كنت تعبت وإتصلت عالدكتوره وقالتلى بلاش العلاقه الفتره دى. تبسم رباح يقول بقبول: تمام ياقلبي إسمعى كلام الدكتوره عشان صحة ولدنا، وانا ها هستحمل غصب عنى، يهمنى صحتكم. تبسمت زهرت وقالت: وصحتك إنت كمان قولى الصداع عمل معاك أيه دلوقتي؟ رد رباح: لأ تقريبا الصداع راح وبقيت أحسن بعد ما خدت حبيتين من العلاج اللى جبتيه ليا، شكل مفعوله سريع. تبسمت زهرت قائله: قولتلك انا مجربه الدوا ده قبل كده، وكنت لما بحس بصداع، كنت باخد منه بس بعد كده ممنوع آخد منه؟ تعجب رباح يقول: ممنوع ليه؟ ردت زهرت: علشان الحمل يكمل بخير، ممكن يكون للدوا ده تآثير عالحمل، لو أنى مش خايفه من تآثير الدوا ده قد خوفى من التعابين اللى في العيله اللى شكلهم مستكترين علينا إننا نخلف، حتى هدايه أنا زعلت قوى لما زعقت لك على شرب السجاير تفتكر لو قماح اللى كان بيشرب سجاير كانت هتزعق له، هي هدايه كده زى كل اللى في البيت ده بوشين. رد رباح: فعلا كل اللى في البيت ده بوشين، بس محدش يهمنى منهم، كل اللى بهمنى إنتى وإبننا وبس. بعد مرور أكثر من شهر بعد إنتهاء الفطور وذهاب الجميع الى وجهته للعمل ذهبت سلسبيل الى ذالك الاتلييه الصغير الموجود بحديقة المنزل، بدأت بنحت بعض النماذج بأحد أنواع الطين المخصص لصناعة التماثيل، دخلت هدى عليها ببسمه تقول بمزح: سلام قولا رحيم، أعوذ بالله من غضب الله. تبسمت سلسبيل قائله: مالك محسسانى إنك داخله معبد وثنى. ضحكت هدى قائله: وهو المساخيط اللى في الأتلييه دول أيه مش شبه الأصنام بتاع الكفار بتوع زمان. ضحكت سلسبيل قائله: لأ ده بيندرج تحت فن تشكيلى، زى معابد الفراعنه كده، حتى أنا مقلده كذا نسخة منحتوتات زى اللى في المعابد اللى في الأقصر وأسوان. نظرت هدى لتلك المنحوتات وقالت بإنبهار: تصدقى فعلا أنا لما روحت رحله للأقصر وأسوان شوفت تماثيل زى دى بالظبط، والله أنتى موهوبه بجد ولازم تعملى معرض خاص بالمنحوتات دى. تبسمت سلسبيل قائله: نفس كلام همس الله يرحمها كانت بتقولى كده رغم إنها كانت بتضايق مننا لما حد يقولها يا، هاميس علشان الاسم فرعونى قديم. غص قلب هدى وقالت: همس وحشتني قوى، أوقات بتمنى الموت عشان أشوفها وأسألها ليه إستسلمت مدفعتش عن نفسها قدام العيله أنا متأكده أنها مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بمزاجها. ردت سلسبيل وهي تحتضن هدى قائله: بعيد الشر عنك، ربنا يخليكي ليا، وانا كمان متأكده إن همس مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بخاطرها، وتعرفى إن همس جت لى كذا مره في الحلم، معرفش ليه؟ قالت سلسبيل هذا وحكت لهدى على رؤيتها لهمس بالحلم على هيئة فراشه وتمسك كارم بها أمام العاصفه لم تتعجب هدى وقالت بتلقائيه: يمكن عاوزه تديكى إشاره تثبتى بها برائتها بنفس الوقت بنفس الكافيه ب بنى سويف. كان كارم يجلس يتحدث مع أحدهم يتفاوض معه على شراء ذالك الكافيه، تفاجئ بقوله: بصراحه الكافيه ده مش بتاعى أنا مجرد مديره فقط وأنت لما سبق كلمتنى على شراه أنا روحت لصاحبة الكافيه نفسها وقولت لها، وعلشان كده إديتك ميعاد النهارده نكمل كلامنا معاها، وهي أهى وصلت. تبسم المدير ووقف بأحترام يستقبلها، كذالك وقف كارم، وأندهش مبتسما بشعور الألفه لتلك الصغيره المصاحبه لصاحبة الكافيه التي تبسمت له، وأمائت برأسها ترحب به. تبسم كارم وهن يجلسن معه على طاوله واحده. جلس كارم مبتسما وقال المدير: هسيبكم مع بعض تتفاهموا. تبسم كارم للمدير ونظر لهن مبتسم وقال: مفيش داعى للتطويل، أنا سبق وطلبت من المدير شراء الكافيه ده، بأى تمن تطلبيه. ردت الفتاه بتكرار قائله: بأى تمن، حتى لو قولتلك إن الكافيه مش للبيع، لكن معنديش مانع إننا نتشارك فيه، بس في شرط واحد معرفش هتقبله أو لأ. تعجب كارم وزم بين حاجبيه وقال: وأيه هو الشرط ده؟ سمع كارم من خلفه من يقول: الشرط تتجوز همس يا كارم. نظر كارم لمن يتحدث خلفه هو يعلم هذا الصوت جيدا، تبسم له يقول: وأنا طبعا موافق يا بابا، أنا مصدقت إن هاميس بنت عمى رجعت للحياه ومش هسيبها تضيع منى من تانى.
تكملة الرواية من هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا