رواية ومجبل علي الصعيد الفصل الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون بقلم رانيا الخولى كاملة
رواية ومجبل علي الصعيد الفصل الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون بقلم رانيا الخولى كاملة
ومقبل على الصعيد
رانيا الخولي
الفصل الثامن والثلاثون
❈-❈-❈
عادت حلم إلى الصعيد تحت رقابة مشددة منذ مغادرتها إلى الجامعة و حتى عودتها باتفاق بينها وبين مهران ..
فقد تنازلت بالفعل عن المزرعة والأرض التي تركهم والدها لها مقابل إقناع جدهم بضرورة عودتها للدراسة تحت الرقابة اللصيقة
دلفت المنزل لتجد جدها جالسًا في مقعده كعادته
تقدمت منه لتقبل يده وقالت بهدوء
_ ازيك يا جدي
اومأ لها بفتور
_ زين، خلصتي امتحانك
ازدردت لعابها بصعوبة لعلمها مايسأل لأجله وتحدثت بارتباك
_ ايوه يا چدي
هز راسه ليقول بحبور
_ يعني مبقاش عندك حچة تانية تهربي بيها اني عايز اعچل بزواچكم
انقبض قلبها خوفًا من ذلك المصير الذي لا مهرب منه وقالت بثبات
_ بس ياچدي اني اتفقت مع مهران إن الفرح بعد ظهور النتيچة وهو وافق على الأقل ارتاح شوية من حرقة الأعصاب بتاعت الامتحانات
ضرب سالم بعصاه الأرض وتحدث بقوة
_ وايه اللي يخليني استنى الوقت ده كله؟
ازداد خوفها اكثر وقالت بثبات زائف
_ هو احنا هنروح فين أني معاكم ومفيش حاچة تخليك تقلق
رفع نظره إليها ليقول بمغزى
_ على أساس إنك تقدري تفكري تعملي حاچة إكدة ولا إكدة؟
هزت راسها بنفي وقالت بخوف
_ لا طبعًا ياچدي اني مستحيل أعمل حاجة تغضبك بس معلش أجل الفرح الفترة دي
التزم الصمت قليلًا ثم تحدث بجدية
_ طيب روحي دلوقت ويبقى أشوف الموضوع ده مع مهران
انسحبت بهدوء وصعدت للأعلى وكانت والدتها في انتظارها لتأخذها وتدلف بها الغرفة
اغلقت الباب بإحكام حتى لا يستمع إليهم احد وقالت بقلق
_ عملتي ايه ياحلم؟
جلست حلم على الفراش واجابتها بهدوء
_ ولا حاجة خلاص نهيت الموضوع زي ما قولتي رضيت بنصيبي
جلست والدتها بجوارها وقالت بحزن على حال ابنتها
_ معلش يابنتي نصيبك من الدنيا إكدة و ياعالم يمكن ربنا يهدي مهران ويكون زوج صالح ليكي
ابتسمت بتهكم وهي تقول
_ زوج صالح؟
إن كان ابويا زوج صالح ليكي ولا عمي اللي خلى مراته تموت نفسها من القسوة اللي شافتها منه يبقى هو كمان يتغير
طول ما جدي عايش على وش الدنيا مفيش حاچة هتتغير
أيدت ريحانة رأي ابنتها
_ عندك حق في كل كلمة حتى لما ولاده الاتنين ماتوا في الحادثة قولنا هيتغير بس بالعكس بقى اقسى من الاول
يمكن انتي اترحمتي شوية بعلامك إنما انا ومرت عمك مكناش بنشوف الشمس
بس نصيبنا أكدة نحمد ربنا على كل حال
اومأت حلم في صمت وداخلها يبكي بقهر
❈-❈-❈
انتهت ليلى من عملها وأخذت حقيبتها كي ترى هاتفها الذى اعتادت أن تضعه على وضع الصامت اثناء معاينة المرضى لتجد عشرات المكالمات من أمجد وحازم
شعرت بالقلق وهمت بالاتصال بهم لكن الهاتف اغلق بسبب نفاذ البطارية
زمت فمها بضيق
_ هو ده وقته
أعادته للحقيبة ثم أخذتها وخرجت من المشفى عائدة للمنزل بقلق بالغ
فور وصولها وجدت معتز وحازم جالسين في الحديقة والقلق والتوتر باديًا عليهم
وفور رؤيتها اسرعوا إليها ليقول حازم
_ انتي كنتي خابرة إن أمجد چاي النهاردة
ازداد قلقها وسألتهم بريبة
_ لأ مكنتش أعرف إلا من ساعة إكدة ليه؟
قال معتز بغيظ
لأن البيه عك في الكلام قدام أبوكي وشك في الموضوع وطول القاعدة وهو مراقبنا وعشان إكدة هربنا منيه
انقبض قلبها خوفًا وهي تقول بريبة
_ وبعدين ايه اللي حصل
_ ولا حاچة قال الكلمتين بتوعه وخلع وسابنا إحنا لأبوكي.
ارتعب قلبها اكثر لعلمها بحالة والدها عندما يغضب فقالت بانسحاب
_ اني راچعة المستشفى تاني
أوقفها صوت جمال الذي ينادي عليهم وهو يقول بلهجة حادة
_ مستنيين الوكل ياچي لحد عنديكم ولا بتهربوا من حاچة.
نظر كل واحدٍ منهم للآخر بارتباك فقالت ليلى بارتياب
_ لا جايين.
سار الجميع تحت نظرات جمال الذي اخذ يراقبهم بوجوم حتى مروا من أمامه ودلفوا للداخل
جلسوا جميعًا على المائدة وعينيهم لا تنزاح من اطباقهم خوفًا من أبيهم الذي مازال ينظر إليهم بحدة
وقد لاحظت وسيلة نظراته القاتمة لهم فسألته
_ مالك ياجمال بتبص للولاد اكدة ليه
نظر إليها وهو يحاول السيطرة على غضبه
_ هتعرفي بس بعد ما يتغدوا
ازاد قلقها وسألته
_ عملوا ايه طمني
نظر إلى ليلى التي ظهر الخوف على وجهها جليا
_ مش كنت قايلك إن في حد في حياة بتك
قطبت جبينها بقلق
_ واتحدتت معاها وقالت مفيش
أكد لها بغيظ
_ لأ فيه وخابرة يبقى مين؟
سألته بشك
_ اوعى تقول أنه…
أومأ لها
_ أيوة هو كان واضح من حديته، ومن وقتها وهما خايفين مني زي ما انتي شايفة
نظرت إليهم لتجدهم يتناولون طعامهم في وجوم على غير عادتهم
فقالت بتردد
_ مش عايزين نظلمهم اتحدت معاهم الأول
وكز معتز حازم وهو يقول بصوت خافت
_ مادام اتودودوا أكدة يبقى اكيد بيحكيلها
رد حازم بضيق
_ كله من اللي اسمه أمجد ده، دبسنا وخلع، بس وديني لـ اردهاله.
تذكر معتز امر جاسر فقال مسرعًا
_ أحنا نسينا جاسر، ايه رأيك نلبسه الليلة
لمعت الفكرة بعقله وأيده قائلاً
_ أول مرة تقول حاجة صح، احنا فعلًا لما عرفنا خبرناه وهو اللي سكت، هنقول لأبوك إننا لما عرفنا كلمنا جاسر ومنعرفش حاچة بعدها.
أومأ بتأييد
_ خلاص اتحلت
تذكر معتز أمر ليلى وسأله
_ وليلى؟
تحدث بغيظ
_ تشيل هي الليلة، هو كدة ولا كدة مبيقدرش يتحدت معها ولا يزعلها هيقولها كلمتين وخلاص إنما احنا ما بيصدق يمسك علينا غلطة
هو جاسر قال هيرجع أمتى؟
_ هيرجع بالليل لأنه چاي بالعربية
ابتسم بخبث وقد وجد حل أخيرًا للخرج من تلك المصيبة التي حطت فوق رأسهم وقال
_ حلو أوي كدة هنشيله الليل ونفلت احنا، انا هتدارى في جليلة وانت شوفلك مكان تاني لحد ما يرجع.
قال معتز باقتراح
_ لأ روح انت عند جدك عاصم وبالمرة تشوف زينة وانا هتدارى في جدتي
أما عن ليلى فكانت تتناول طعامها وتترقب كل نظرة من والدها إليها وعندما تتقابل نظراتهم تخفضها بخوف
وخاصةً عندما تحدث بأمر وهو ينهض من مقعده
_ بعد ما تخلصوا وكل تعالوا على المكتب
سبقهم إلى المكتب تحت نظرات عمران المتسائلة
وخاصةً عندما وجد ثلاثتهم ينهضون باستسلام متجهين إلى غرفة المكتب
نظر إلى وسيلة كي يعرف منها ما يحدث لكنها هزت كتفيها بقلة حيلة
في الداخل
وقف جمال ينقل بصره بينهما فشعرت ليلى بان قلبها على وشك التوقف من شدة الرعب وخاصةً عندما تحدث بصرامة
_ رايد اعرف بالظبط ايه اللي كان بيحصل من ورا ضهري
اغمضت ليلى عينيها بخوف وقررت الاعتراف بما حدث مع أخفاء بعض الحقائق فقالت بخوف
_ أ..أنا .. معملتش حاجة، كل الحكاية انه كان مريض في المستشفى اللي كنت فيها وطبعًا بما انه مرضه نفس تخصصي فـ كنت بتابع الحالة مع دكتور عصام
نظرت إلى حازم ومعتز بتوعد إن لم يؤكدا حديثها وتابعت
_ كنت معرفاهم كل حاجة وإني بعالجه وكانوا بيزروه في المستشفى باستمرار
وأول ما سافر عشان يعمل العملية رجعت على طول زي ما طلبت مني
اكد معتز ببلاهة
_ اه حصل
وكذلك حازم
_ اه حقيقي وحتى جاسر اخوي راح شافه قبل ما يسافر، كان في الوقت ده ما بين الحياة والموت
اتسعت عين ليلى بذهول من اقحامهما لجاسر في الامر حتى يتمكنا من النجاة بنفسيهما منه
فقال جمال بلهجة آمرة لمعتز وحازم
_ اطلعوا انتوا برة دلوقت.
أومأ الاثنان واسرعا بالخروج مما جعل قلب ليلى يرتعد بخوف وخاصةً عندما تحدث جمال بصرامة
_ لو كنت اعرف إنك هتخوني ثقتي فيكي مكنتش وافقت واصل إنك تسافري وتبعدي عن النجع
حاولت الدافع عن نفسها لكنه منعها
_ خابر اللي رايدة تقوليه بس الحالة اللي كنتي فيها بعد ما رچعتي تأكد إن الموضوع اكتر من مريض ودكتورة ممكن يكون الموضوع متخطاش الحدود اللي علمتهالك
بس المشاعر اللي كانت بينكم دي لوحدها خيانة لثقتنا
اني مش هعاقبك لإن لو حد يستاهل العقاب هيبقى انا مش انتي
اتفضلي دلوقت على اوضتك ومتخرجيش منها.
خرجت ليلى من الغرفة فور دخول وسيلة التي اسرع إليها حازم ومعتز كي تدلف وتهدئ الأمور بينهم
لتجد جمال ينظر إلى ليلى باحتدام
تقدمت منه بعد خروج ابنتها وقالت بثبات
_ قولتلها ايه خلتها تطلع معيطة اكدة
نظر إليها كي ينولها نصيبًا من غضبه وقال بخشونة
_ عايزاني اقولها ايه؟ واقفة قدامي وبتكدب عليا وبتستغفلني حتى بعد عرفت الحقيقة
تطلع إليها بعتاب حارق وتابع
_ بس العيب عليكي انتي عشان انشغلتي عنهم
بقى كل واحد فيهم ليه مصيبة ومداريها عنينا وانتي ولا انتي اهنه
لم تغضب منه لعلمها بحالته وبغيرته على ابنته الوحيدة فقالت بهدوء
_ ياجمال ولادك كبروا وكل واحد فيهم بقى ليه اسراره الخاصة مش عايز تطفل منينا، انت عودتهم اننا نشاركهم مشاكلهم بس وهما صغيرين إنما دلوقت خلاص كبروا
جاسر لما خبى علينا اللي حصل ده مكنش غلط منه بالعكس انت نفسك شهدت له بشهامته ورجولته انه ستر على بنت عمه ومفضحهاش
ليلى كمان كبرت وحبت وده شئ مش بإيديها زي انا مـ شوفتك وحبيتك هى كمان شافت وحبت
قاطعها جمال باستنكار
_ بس مقدرتش اتحدت وياكي إلا لما كتابنا الكتاب
_ زمانا غير زمانهم ياجمال، وولادك متربيين زين وعارفين حدودهم
وبعدين الراجل اول ما قدر يقف على رچليه دخل البيت من بابه وجاي يطلبها منيك
وبصراحة هو ميتعيبش وياريت توافق ومتكسرش بخاطره
استطاعت بأسلوبها ان تهدئ من غضبه ولو قليلاً لكنه لن يتنازل بتلك السهولة
_ مش بالبساطة دي، لازمن تتعاقب لول وبعدين احدد إن كنت هوافق ولا لأ
ارضت كبرياءه بكلماتها المعسولة وهى تأيده
_ حقك طبعًا هي غلطت لما خبت علينا ولازمن تتعاقب، بس احنا بنقول هى بنت واحدة ومش عايزين نكسر بخاطرها، وانت عارف هي متعلقة بيك قد ايه، عشان خاطري بلاش تقسى عليها
قضت الماكرة على ما تبقى بداخله من غضب وتابعت
_ طول عمرك وانت بتعاقبها بالخصام لإنه عارف إن بعدك عنها اكبر عقاب وكانت بتاچي وتعتذرلك
ارجع للعقاب ده لانك مينفعش تستخدم غيره دلوقت
جلس على المقعد وهو يقول بامتعاض
_ اتصدمت فيها وفي الكبير التاني اللي كان خابر ودارى عليا
جلست بجواره وتحدثت بعقلانيه
_ اولاً انت خابر جاسر زين وخابر أنه دمه حامي مستحيل هيشوفها بتعمل حاچة غلط ويقف ساكت، ابسط ما فيها هيخليها تسيب المستشفى وترجع النجع، انما ده متكلمش لإنه لقى الموضوع بسيط ومتعداش الحدود، وبعدين بنتك متقدرش تتعدى الاصول عشان تتصدم فيها، هي كانت بتقوم بدورها كـ طبيبة
يعني لو مكنتش دكتورة؛ لا كانت هتشوفه ولا تتكلم معاه حتى
استهدى بالله كدة واني هروح اعملك كوباية شاي تروق بيها
خرجت من الغرفة لتجد حازم ومعتز يسترقوا السمع أمام الغرفة فتحدثت من بين أسنانها
_ بتعملوا ايه؟
حمحم حازم بإحراج
_ لا أبدًا احنا بس كنا بنشوفك عملتي ايه
جذبت حازم من اذنيه وهي تنهره بحدة
_ اكيد انت اللي لبست الليلة لـ جاسر هو اخوك ناقص بتوقعه لأبوك
أكد معتز
_ حصل وهو اللي قال اشيل الليلة لجاسر واطلع انا منيها.
هزت رأسها بيأس منهما وتركتها لجمال الذي خرج من مكتبه ليجدهما أمامه فقال متوعدًا
_ الحديت معاكم مخلصش وهيكون فيه بينا كلام تاني
أومأ الاثنين بصمت ليتركهم جمال ويصعد لغرفته
فيقول حازم بعدم استيعاب
_ هموت واعرف هي بتقدر تسيطر عليه ازاي إكدة
صحح له معتز
_ هي مش مسيطرة زي ما بتقول بس بصراحة امك عاقلة بزيادة وبتعرف ازاي تتعامل معاه، وحديتها ديمًا بيكون بالعقل اتمنى إني ألاقي حد زيها.
❈-❈-❈
اخذ طول الطريق يفكر في حل للمشاكل التي تتفاقم بينهما
ظن لوهلة إن ما حدث سيجعلها ترضخ له ويأخذها حنينها إليه
لكنه رأى عكس ذلك
فلاش باك
عندما وضعت يدها على مقبض الباب كي تخرج حينها انتهى ثباته الذي تظاهر به واسرع إليها يمسك يدها يمنعها من المغادرة وهو يقول برجاء
_ سارة ارجوكي مـ تمشيس
اهتزت نظراتها إثر تلك المشاعر التي اجتاحتها من همسه لكنها عاندت
_ انت مش خلاص زهقت وعايز تطلقني
ابعد يدها عن مقبض الباب ليضعها على قلبه الذي ينبض بعنف وكأنه يطالبها بالرفق به وقال بوله
_ ده اللي بيقولوا عليه المستحيل بحد ذاته
قربها إليه أكثر واردف بعشق وهو ينظر إلى عينيها التي امتلأت بالمشاعر الجياشة
_ انا بتعذب في كل لحظة وانتي بعيدة عني
تاهت عينيها في بحور عينيه التي جذبتها وتغرقها في دوامة العشق وهمسه الذي جعل مقاومتها تتلاشى ببطئ
لتهمس هي ايضًا بنظرات عاتبة
_ مش قادرة اسامح في اهانتك ليا.
ازدرد لعابه بوله وقد تنقلت عينيه إلى ملامحها التي اشتاقها كثيرًا وكم سهد ليالي كثيرة قابعًا امامها يملي عينيه منها وقال بعشق
_ ارجعيلي وسيبيني اعوضك عن كل كلمة جرحتك بيها
تاهت نظراته على شفتيها التي اشتاق شهدها وحلما بها كثيرًا منذ بعدها عنه
كانت نسمات انفاسه تلفح وجهها النديْ مما جعلها تغمض عينيها مرحبةً بتلك المشاعر التي. يغدقها عليها بسخاء
كان وجهه قريبًا من وجهها مما جعلها تنظر داخل عينيه الرمادية التي تشكو إليها قسوة الشوق
أخذها الحنين لأن تلقي بنفسها في أحضانه ولم تتردد ثانية واحدةً عن فعلها فهي في أشد الحاجة لالتماس الأمان بين يديه ولم يبخل عليها بذلك بل أحاطها بذراعيه بحب وشوق ليالي طويلة، هي معشوقته التي روت روحه القاحلة بحبها ولن يرضى بغيرها مهما حدث
أما هي فقد أغمضت عينيها تستمتع بتلك اللحظة التي جعلت قلبها ينبض بوله
لا تعرف كم مر عليها من الوقت وهي بين ذراعيه عندما رفع وجهها من فوق صدره الذي كانت دقات قلبه تهدر بقوة يبعدها عنه قليلًا كي ينظر إلى ملامحها التي أصبح مجنونها وقال بحشرجة
_ بحبك
تاهت في عينيه بعد تلك الكلمة التي تؤكد مدى عشقه لها مما جعلها ترضخ لفمه الغازي الذي اقتحم ثغرها بهدوء عاشق وحنان مفرط
تاهت بين يديه وهى تتخبط بين مشاعرها التي تطالبها بالابتعاد وأخرى تطالبها بالغوص في بحور عشقه
بإرادة ضعيفة منها حاولت دفعه برفق بعيدًا عنها لكنها تذكرت تلك المرة التي دفعته بها وتألم من جرحة
فخيل إليها إن فعلتها ستؤلمه كما فعلتها من قبل
وشعر هو بترددها فأمسك يدها وثبتها فوق صدره وقال بوله وهو يبعد عنها وجهه للحظة واحدة
_ محتاجلك
انتهى ثباتها بعد تلك الكلمة لترحب بقبلاته التي كانت اكثر ضراوة عن زي قبل
وذراعيه التي احتواتها بتملك عاشق
باك
تنهد بتعب وعينيه تنظر للطريق لكن عقله وتفكيره معها وحدها
كان يتخيلها عائدة معه جالسه بجواره والإبتسامة تشق ثغرها بسعادة
لكن أبت العيش في دائرة عشقه واختارت الحزن لكليهما
..
عاد إلى المنزل وحيدًا كـ عادته، يذهب منتويًا احضارها معه مهما كلفه الأمر
ولكن يعود فارغ اليدين وبقلب يأن ألمًا من بعدها
انتبه على صوت يناديه
_ جاسر…
ومقبل على الصعيد
رانيا الخولي
الفصل التاسع والثلاثون
❈-❈-❈
عاد أمجد إلى منزله بسعادة لا توصف، فقد كان حلمًا صعب المنال والآن أصبح بين يديه
وجد والده في انتظاره كي يسمع منه البشرى لحياة هنيئة له
_ السلام عليكم
تبسم صابر عندما لاحظ السعادة الظاهرة على وجه ابنه ورد بسعادة مماثلة
_ وعليكم السلام تعالي احكيلي عملت ايه مع ان شكلك بيأكد انه تم
جلس أمجد بجواره وقال
_ مش بالظبط بس كفاية إني شفتها واطمنت عليها
تحولت لهجته لعتاب وهو يسأله
_ ليه مـ انكرتش كلام أسيل لما قالت انها خطيبتي
تذكر صابر ذلك الأمر وقال بضيق من تلك الذكرى المؤلمة لقلبه
_ تفكر يعني واحد ابنه بين الحياة والموت هيهتم يوضح مين خطيبته ومين حبيبته، وبعدين اتفاجئت انها مشيت
_ بس كان لازم على الاقل تعرفني، انا كنت خلاص هخسرها.
طمئنه والده بسعادة غامرة
_ والحمد لله لقيتها لسه مستنياك، وانا يومين بالكتير واروح للحاج عمران وجمال واطلبها منهم
ابتسم بسعادة وعينيه تشع أمل
_ طيب انا هقوم اكلمها واعرف منها الأخبار
_ اتفضل ياحبيبي ربنا يسعدك
اخرج هاتفه وهو يصعد الدرج ليتصل عليها لكنها لم تجيب
دلف غرفته وجلس على فراشه وليبعث إليها برسالة
" مش بتردي ليه "
كانت جالسة في غرفتها ولم تخرج منها كما طلب منها والدها، لم تحزن فهو محق في كل كلمة
لكنها تعلم تأثيرها عليه وتعلم جيدًا بأنه لن يستطيع تجاهلها اكثر من يومين
رن هاتفها فتبتسم بسعادة لعلمها بهوية المتصل، لكنها لن تستطيع الرد عليه
لن تفعل ما يغضب والدها بعد الآن
انتبهت لوصل رساله تعلم جيدًا محتواها
تناولت هاتفها لتقرأها فتبسمت بمكر وهى تجيب بأخرى
" انا متعاقبة بسببك ومينفعش ازعل بابا تاني واكلمك "
" اوعى تقولي انه عرف "
" اه عرف ومن وقتها وهو مش بيكلمني حتى العشا بعته في اوضتي ورافض يكلمني "
" يعني ايه؟ اوعي ينشف دماغه ويرفض "
" لأ متقلقش هو كدة عرف أن سعادتي معك ومستحيل يكسر فرحتي أبدًا "
" يعني اطمن؟؟ "
" لأ موعدكش، على العموم يومين ويبقى كلمه تاني وشوف رده هيكون إيه "
" مش هينفع اطول اكتر من كدة "
كانت هذه رسالتها الأخيرة ولم تجيبه مرة أخرى
❈-❈-❈
دلف جاسر المنزل ليجد الهدوء يعم المكان
نظر في ساعته ليجدها تعدت الثانية صباحًا
انتبه على صوت ليلى تناديه من شرفتها
_ جاسر
تطلع إليها وسألها بدهشة
_ انتي صاحية ليه لحد دلوقت
أشارت له بالصمت وقالت بخفوت
_ اطلع عايزاك
قطب جبينه بعدم فهم لكنه طاوعها وصعد إلى غرفتها فوجدها تنتظره أمامها وهم بسؤالها لكنها أشارت له بالصمت وجذبته للداخل وهو مندهشًا من فعلتها
اغلقت الباب خلفه وهو يتطلع إليها بعدم استيعاب لما تفعله فسألها بقلق
_ في ايه قلقتينى؟
بابتسامه خجوله تحدث باضطراب
_ أمجد كان هنا النهاردة
تعجب أمجد من قولها وسألها باهتمام
_ أمجد مين؟
نظرت إليه بغيظ لنسيانه الأمر
_ أمجد ياجاسر
تذكر جاسر أمره وسألها بعدم فهم
_ جاي ليه مش فاهم، وبعدين هي ايه الحكاية بالظبط مكنتش بتديني فرصة أسألك
ارتبكت من داخلها لكنها اقتربت منه تستعطفه وقالت
_ مفيش ياجاسر كل الحكاية أنه كان مريض زي ماانت عارف وانا كنت بتابع حالته
وحصل بينا قبول بس حالته مكنتش تسمح انه ييجي يطلبني من ابوك والحمد لله بعد ما العملية نجحت جاه على طول يطلبني
السعادة التي ظهرت عليها جعله يبتسم لها وتمنى في تلك اللحظة أن تكون بجوارهم وتشاركهم فرحتهم.
فقال بابتسامة تخفي خلفها وجعًا لا يحتمل
_ مبروك ياقلبي
لاحظت ليلى الحزن الكامن في صوته مهما اظهر عكس ذلك فقالت بمزاح
_ بابا عرف وحازم ومعتز لبسوك الليلة
عقد حاجبيه بعدم استيعاب وسأله بتوجس
_ لبستها كيف مش فاهم. ومين اللي عرف ابوكي من أساسه
حمحمت باحراج وردت بوجل
_ امم امجد وقع بالكلام ادامه وتقدر تقول ربط الاحداث ببعضها ومن وقتها وهو حابسني في الاوضة ومش عايز يكلمني
اغمض عينيه بضيق منهم وقال بغيظ
_ واني ذمبي ايه في كل ده؟ بس لما اشوف
ضحكت ليلى وضحك جاسر معها يشاركها فرحتها وقال بحب
_ متقلقيش من حاجة اني هتكلم مع ابوكي الصبح وهخلص معاه الموضوع
تطلعت إليه بنظرة امتنان وقالت بحب
_ ربنا مـ يحرمني منك
آمن خلفها
_ ولا منك، المهم متشغليش بالك باي حاجة واني الصبح هتحدت مع ابوكي واقنعه يوافق
عانقته بسعادة وهى لا تصدق حتى الآن بأنه عاد إليها
سمعوا صوت هاتفها معلنًا عن اتصال لذلك العاشق فيبعدها جاسر عنه قليلًا كي ينظر إليها بتحذير فقالت بضحك
_ والله بيرن من وقت ما مشي ومردتش عليه
ايدها جاسر بتشجيع
_ ايوة كدة جننيه شوية
خرج جاسر من غرفة ليلى ليتفاجئ بمصطفى يصعد الدرج فيتلاعب الشك بداخله
وكذلك تفاجئ مصطفى الذي حاول الثبات أمامه وهو يقول بثبوت
_ أهلًا ياجاسر، انت وصلت امتى؟
دقق جاسر النظر في عينيه وسأله بشك
_ انت جاي منين في وقت زي ده؟
تظاهر مصطفى بالدهشة وهو يجيبه
_ كنت في الجنينة، بتسأل ليه؟
لم يقتنع بإجابته وعاد يسأله
_ كنت فين؟
تهب منه قائلًا
_ انت شكلك رايق وانا عايز أنام
هم بالذهاب لكن جاسر أمسك ذراعه يمنعه من الذهاب وقال باحتدام
_ انت مش هترجع عن اللي في دماغك؟
جذب مصطفى ذراعه من يده وقال بتسويف
_ أنا معرفش انت بتتكلم عن أيه، بس على العموم انا هريحك مني وهرجع بكرة القاهرة
لم يستطيع جاسر تمالك اعصابه مما جعله يجذب مصطفى من ذراعه ويدلف به غرفته
اغلق الباب خلفه وسأله بحدة
_ بلاش لوع معايا وقولي ايه اللي في دماغك بالظبط
تنهد بضيق ورد بهدوء
_ قلتلك مفيش حاجة في دماغي، ولو كان على اللي في دماغك انت فـ احب اطمنك اني مبقتش بفكر فيه
وجاي بس عشان اشوفكم قبل مـ اسافر
تقدم منه جاسر ورفع اصبعه في وجهه ليقول بتحذير
_ لو اللي في دماغي ده طلع صح محدش هيرحمك، وخصوصاً أنهم شهدوا عليك عيلتك انك انت اللي اتعديت عليهم وعلى بنتهم
ودي ناس مبترحمش انت متتخيلش الشر اللي عملوه في حياتهم واللي هيعملوه لو لعبت معاهم تاني
انت بس مش هتدمرك نفسك انت هتدمر كل اللي حواليك لإن محدش مننا هيقف يتفرج عليك وهما بيؤذوك
فكر كويس قبل ما حتى مـ تفكر تعمل أى حاجة
تلاعب الخوف بداخله خوفًا عليهم لكنه تحدث بعناد
_ متخافش انا عارف انا بعمل ايه كويس
تأكد شكه الآن مما جعل جاسر ينفعل
_ انت مخبرش حاچة واصل، انت عايش في الصعيد اللي مهما اتغيرت بس في حاچات كتير متغيرتش فيهم وأولهم إن حاچة تمس شرفهم، واللي انت متعرفوش اننا مش هنجدر نرد عليهم زي ما حل قبل سابق ومقدرناش نرد عليهم
لو قاموا وقتـ.ـلوك مش هيقف معانا لانهم حذرونا كتير وخصوصاً إنك بتتعدى على شرفهم
عايز تضيع نفسك وتضيعها معاك انت حر بس اني مش هقف اتفرچ عليك وانت بتضيع كل اللي عمله أبويا وجدي
فكر زين وبلاش تبقى اناني زي ابوك.
ثم تركه وغادر ..
❈-❈-❈
دموع لا تجف وقلب لا يهدئ واشتياق جارف لا يرحم، هذا وصف مبسط لحالتها وهي مستلقية على الفراش بضياع لا تعرف هل تطاوع عقلها الذي يجبرها على الثبات كي يسلموا من مكر ابيها
أم تطاوع قلبها الذي لا يرحمها ويظل يناجيها ان تهرع إليه
فقد اعترفت الآن بأن ليس لها حياة بدونه
نعم اخطأت عندما سلمت نفسها له في هذا الوقت لكنها كانت تود أن ترى في عينيه لمحت نفور كما كان يحدث معهم من قبل
فينقلب السحر على الساحر عندما لم تجد في عينيه سوى عشق جارف اخذها معه إليه
لقد هربت من منزل والدها وجاءت إلى والدتها كي تهرب من حديثه الذي يجبرها فيه على العودة إليه
وعندما رأت حالتها لم تسألها عن سببها بل طلبت منها ان تدلف غرفتها كي تستريح أولاً
لكن كيف لها الراحة وهي تتعذب شوقًا وحنينًا إليه
❈-❈-❈
في الصباح
استيقظ جاسر اثر الم شديد في رأسه، فلم ينام إلا في شروق الشمس
نظر في ساعته ليجدها لم تتعدى الثامنة صباحاً
نهض بتثاقل منتويًا أخذ حمام دافئ ربما يخلصه من ذلك الألم
انتبه على طرقات خافته على الباب تلاها دخول مصطفى الذي قال بإحراج
_ هتساعدني ولا اشوف حد غيرك…..
في الأسفل
جلس جمال مع والده في مكتبه كي يتحدث معه في امور العمل وبعد الانتهاء سأله جمال
_ انت كنت تعرف حاچة عن موضوع أمجد؟
تنهد جاسر بتعب وقال برصانة
_ عادي يابوي الموضوع ابسط من اكدة
تحدث جمال
_ يعني كنت عارف ان حاچة بيناتهم وسكت
انكر جاسر
_ مكنش فيه حاجة بينهم عشان اعاقبها عليها، وبعدين الحالة اللي كان فيه مكنتش تسمحله بأي تجاوز، يعني حبه ليها كان خالي من أى رغبة ودي اللي اقدر آمان على اختي معاه
أمجد انسان كويس وأول ما وقف على رجليه جلنا على طول يطلبها زي الأصول مابتقول
ومفيش اى سبب تعاقبها عشانه.
اومأ له جمال بتفاهم ثم سأله
_ وعملت ايه مع بنت عمك.
_ ولا حاجة، زي كل مرة رافضة انها ترجع معايا
ربت جمال على كتفه وهو يقول بتعاطف
_ سيبها ياولدي فترة اكدة واني واثق انها هترچع من حالها، بس اديها فرصة تراچع امورها وان شاء الله هترچع برضاها
المهم …..
قاطع حديثه أصوات عالية آتية من الخارج مما جعلهم يسرعون إلى الخارج ليتفاجؤا بمهران ورجاله يقتحمون المنزل
تقدم منهم جمال وقد سمح لهم بالولوج وقال بصرامة
_ أيه اللي بيحصل ده، وازاي تتهچموا على البيت إكدة
تقدم منه مهران وقد وأخذ الغضب منه مبلغه وقال بصوت غاضب
_ زي مـ ابن اخوك اتهجم علينا بالليل كيف الحرامية وخطف بنتنا.
نظر جمال إلى مصطفى الذي خرج من الداخل ليقول بنفي
_ محصلش، انا مخرجتش من البيت امبارح ولا شوفتها من وقت اللي حصل، وخلاص الموضوع انتهى بالنسبالي روحوا شوفوا عملتوا فيها ايه خلاها تهرب منكم.
احتد غضب مهران من تطاوله معه وقال باحتدام
_ كلمة زيادة وهفرغ الطبنچة دي في دماغك
هنا تدخل جاسر وهو يبعد مصطفى عن طريقة وقال بحدة
_ قلنالك بنتك مش عندينا ولا هى بالسذاجة دي عشان تاجي تدارى في بيتنا لأنه أول مكان هتدوروا فيه.
اراد جمال ان ينهي ذلك الاحتدام فقال بحكمة
_ كان بودي اقولك ادخلي دوروا بنفسيكم بس الدار ليه حرمه ومينفعش يتخطوا جوة عتبت الدار
خرج عمران كي يفض ذلك التجمع وقال بثبوت
_ بنت عمك لو في بيتي اني أول واحد هرفض وهرچعها بنفسي لدارها اللي مقبلوش على بناتي مقبلوش على بنات الناس
وبعدين ايه اللي اكدلكم انها عندينا؟
ظهر سالم من بين الجمع وقال بحدة
_ اللي اكدلنا وجود حفيدك ياحاچ عمران
تقدر تقولنا چاي ليه، وليه بنتنا تختفي في اليوم اللي چاه فيه
رد عمران بتحدي
_ ولو حفيدي زي ما بتقول هو اللي هربها ليه استنى لما ترچع البلد وبعدين يهربها، كان من الأولى انه يعملها وهو بره البلد، لا من شاف ولا من دري
ولا هى حكايات قديمة وعايز تنتقملها
ضرب سالم بعصاه الأرض وتحدث بقوة
_ مكنش فيه حكايات قديمة عشان انتقملها ياعمران
اني چاي أدور على حفيدتي واني خابر ان حفيدك هو اللي هربها
نظر عمران إلى مصطفى الذي أنكر ذلك
_ انا معملتش حاجة واكبر دليل إني موجود وسطيكم ومش همشي كمان إلا بعد اسبوع عشان.
تحد جمال بحبور
_ أظن إن الحديت خلص لحد اكدة وبنتكم مش موجودة عندينا، وانت خابر زين أننا منرضاش بالغلط
لم يستطيع سالم فعل شئ وهو يعلك عمران وابنه جيدًا لن يسمحوا بفعل ذلك علمًا بأنه لن يرحم من يتعدى على شئٍ يخصه
فقال بتحذير
_ كلامنا لسه منتهايش ولسه له باقي وصدقني لو شكيت ان ابن منصور ليه يد في هربها صدقني مش هرحم حد منيكم.
ابتسم عمران بسخرية وهو يقول بلهجة تحمل تهديد
_ كلامك ده هيخلينا نفتح دفاتر قديمة اتفاقنا إننا نطويها ولو لمست حد من عيلتي انت خابر اني ممكن اعمل ايه.
كان حديثه يحمل تحذير واضح جعل سالم يضغط بقبضته على عصاه حتى اليضت مفاصله
ثم نظر لرجاله وقال بحدة
_ يلا يارچالة
ذهب سالم ورجالة وحينها انتهى ثبات جمال فدنى من مصطفى يجذبه من تلابيبه وسأله بغضب
_ انت ليك يد فـ هروبها
هز مصطفى رأسه بنفي فهزه جمال وهو يهدر به
_ اومال البنت راحت فين؟
وقف جاسر حائلًا بينهما وتحدث برصانة
_ اهدي يابوي الموضوع مـ يتخدش أكدة خلينا نفهموا منه اللي حصل
تحدث عمران بصرامة
_ خلينا ندخلوا چوة ونشوف ايه الحكاية بالظبط
دلفوا جميعًا إلى الداخل ونظرات جاسر تعاتب مصطفى على تهوره
نظر عمران إلى مصطفى وقد لاح الغضب على وجهه وقال بهدر
_ يظهر إن مفيش فايده فيك وناوي تغرق نفسك وتغرفنا معاك
_ ياجدي…
قاطعه عمران بلهجة لا تقبل نقاش
_ اني مش عايز اسمع ولا كلمة في الموضوع ده تاني، لس هو سؤال أول وأخير، انت ليك علاقه بهروبها؟
نفى مصطفى قائلًا
_ لأ محصلش
هز رأسه بعدم إقتناع ثم قال بلهجة أمره
_ انت مش هتتنقل بره البيت ده إلا على المطار وقت ما تاچي تسافر، قبل اكدة مش هتخطي خطوة واحدة
التفت إلى جاسر وتابع بحزم
_ وانت مسؤول عنه من دلوقت لحد ما يسافر فاهم ولا لأ
اومأ جاسر له لكن مصطفى آبى الرضوخ فهم بالمعارضه لكن جاسر منعه
_ متقلقش ياچدي انا هاخد بالي منيه
ثم اخذ مصطفى وذهب إلى غرفته.
نظر جمال إلى والده وسأله
_ ناوي على ايه؟
جلس عمران على مقعده وأجاب بهدوء
_ ولا حاچة، سالم ميقدرش يلمسه بعد الكلمتين اللي سمعهم بس لازم ناخد بالنا منه.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا