القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شط بحر الهوى الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم سوما العربي

 

رواية شط بحر الهوى الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم سوما العربي 






رواية شط بحر الهوى الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم سوما العربي 


السادس والعشرون 


تقدم بخطى ثابتة يقترب من والدته التى ولته ظهرها و استدارت تختفى تنتظره بالداخل.


اخذ نفس عميق و هو يكمل سيره ناحية الداخل حيث دلف و وجدها تجلس على أحد المقاعد المستديره تنظر له بوجه يابس ممتعض تظهر أمارات عدم الرضا على قسماته.


زم شفتيه و هو يتوقع القادم يسحب نفس عميق و يزفره على مهل ثم اقترب يسحب مقعد له بجوارها ثم يردد بهدوء و تروى مرددا: مالك بس يا ام حسن ؟

ضحكه ساخره صدرت عنها و هى تردد بنزق: يعنى مش عارف يا عين امك؟!


قلب عيناه بتعب ثم ردد: أفهم بس انتى معترضه ليه ؟


قلبت رأسها باستنكار تشيح ببصرها عنه ثم عادت تنظر له بغضب مردده : المصيبه و الوكسه الكبيره أنك مش شايف إن فى ١٠٠ سبب و سبب.


صمتت ترمق ملامحه المنتبهه يتنتظر ما تقوله ثم أكملت : عمرك ما سألت أنا مش بطيق البت دى و لا أمها ليه ؟ طب عمرك ما سألت غنوة أمها سابت ابوها ليه ، دى وليه عامله زي السوس لما يعرف طريق خشبه عفيه بينخرها و يفضل يأكل فيها لحد ما يسبها مخوخه و بعدها يروح يشوفله عود خشب تانى ينخر فيه... بلاش تسمع منى أنا، أنا وحشه و كارهه البت و كارهه الجوازه ، روح أسأل غنوة عن أمها هى سيد مين يحكيلك الصدق.


سحب حسن نفس عميق ينظر بتمحيص لأمه ثم قال: طب اصدقك أزاى يا أم حسن و أنتى بنفسك قبل كده فاتحتينى فى موضوع غنوه و قولتى بصريح العباره كده إنك مرحبه.. إيه الى فرق دلوقتي؟!


بلا حاجه لوقت كى تفكر تحدثت سريعا برد جاهز فعلياً لديها تقول: لا فى فرق يا ضنايا.. فرق أن قبل سابق كان الكلام على غنوة ، بنتنا و متربيه وسط بناتنا و ابوها راجل صالح ماعشتش مع أمها و لا توعى عليها يعنى مالحقتش تشرب من طبعها و لو إن قلبى كان متوغوش من إنها تبقى وخداه بالوراثة... بس لاقيتك ميال قولت خلاص يابت بلاش تقفى فى النص ، لكن نبات الليل و نصحى الاقيك بقدرة قادر مغير رأيك و رايح جاى ورا البت الملونه دى أهو ده بقى الى خلى مخى يشت من مكانه.


سقط فى هوة سحيقه من المشاعر و الأفكار حين مست أمه تلك النقطه ، لا يعرف فعلياً ما الذى حدث له منذ رأها ، لقد جاءت و قلبت معها حقا كل الموازين ، يشعر حيالها بأشياء أخرى غير تلك التي يشعر بها ناحية غنوة .


تقريباً على يدها عرف معنى كلمة عشق ، ناحيتها و فور رؤيتها فقط تندلع بداخله نار و براكين ، يفقد السيطرة على نفسه حين الغضب خصوصا حين يغار ، يريد ضمها له و تسول له نفسه فعل أشياء حقا مريبه ، يريدها بجانبه بشكل غير طبيعي، تثير جنونه ، غيرته ، تثيره هو شخصيا ، أما غنوة فشعوره ناحيتها اتضح له ، أتضح أنه مختلف ، شعور إنسانى نبيل و قيم، شعور بالدفئ و الاحتواء و الحمايه أيضاً أما تلك الجنيه الألمانية فشعوره ناحيتها بعيد عن اى نباله او قيم ، عض على شفته السفلى و هو يتخيل فقط.


ليستفيق على صوت والدته و هى تردد بقنوط: الى واخد عقلك يطفحه يا نضرى.


رفع عيناه ينظر لها وجدها ترمقه بجديه و هى تكمل : كل بقا إلى أنا قولته ده كوم و الى جاى كوم تانى.


بملامح على وشك البكاء قال: هو لسه فى تانى يا أمى ؟!


استوت على مقعدها تضع يديها على فخذيها و تميل للامام قليلا ثم قالت: اه يا خويا ، فى، ماسألتش نفسك أم الغندوره متجوزة واحد ألمانى أزاى ؟


ضيق مابين حاجبيه ينظر لها يسأل عن مقصدها فقالت: يا دى الخيبه الى أبنى البكرى فيها،صحصح مع امك كده ، انت عمرك ما سألت هى ديانتها إيه؟


رمش بأهدبها من صدمه لم تكن على خاطره مطلقاً، يسأل باستنكار شديد و كأنه يريد الوصول لنتيجه واحده حين ردد: هتكون ايه يعنى يا أمى ، ما هى غنوة مسلمه زيها زينا.


 بهتت ملامحه و هو يسمعها تمتص شفتيها الاثنتين معا ثم رددت : صحيح ، الخلف بخت.


زمت شفتيها بحسره ثم ردد بضيق: غنوة أمها أصلاً ماكنتش مسلمه وهى أصلا مصريه على خفيف كان ابوها سفير برا و بيتنقل من بلد لبلد ، جت مصر مره زياره و شافت عمك صالح و كان إسم الله على مقامك كده مايتخيرش عنك ، طول بعرض ... جته و كتفه يجر طاحونه ، وقعت فى هواه طوالى و فضلت حطاه فى دماغها زى العيل الى شبط فى لعبه جديده لحد ما قدرت بحسنها و دلالها توقعه، لأ و مش بس كده ، دى كانت عندها إستعداد تعمل أى حاجة بس تتجوزوا ، حتى لما لاقت إن دينها فى مشكله قالت عادى أدخل الإسلام.


كان يسمعها و فكه متدلى منه يكاد يلامس الأرض من جنون الصدمه ، غير مستوعب ما يلقى على أذنيه... يرمش بأهدابه متسائلاً: أيه؟! طب ..طب أزاى؟؟ واهلها ..أهلها وافقوا؟


هزت رأسها نفيا و قالت: لأ طبعا ماوافقوش بس هى كان كل ما الموضوع يتعقد زى ما تكون لذتها بيه بتزيد و تتمسك أكتر ...عاندت أهلها و جت لصالح ، و هو كان راجل وابن بلد حس إنها بايعه الدنيا وشرياه ف مفكرش كتير و عقد عليها... و إلى بعد كده كان لا يتكتب و ينحكى يا نضرى.


وقفت عن مقعدها و تركته متخبط يرفع رأسه لها حينما استشعر صمتها ، ينظر لها يحثها على الحديث مرددا: كملى ، ايه الى حصل بعد كده؟


وقفت توليه ظهرها ثم قالت: دى تفاصيل ماعلمش عنها الكتير.. تقدر تسأل غنوة هى ممكن تقولك لو حبت و كمان عشان تتأكد.


اقتربت منه تربط على كتف العريض و هى تردد: أنا أمك و عايزالك الصالح ، صدقنى... البت دى نسخه من أمها ، مش هقف أشوفك بيتعمل فيك زى صالح و المرض يركبك و أنت فى عز شبابك عشان واحده كانت جايه تقضى أجازه سعيده ، و أما تخلص الأجازه تبقى عايزه تنهى كل حاجه و ترجع لأصلها ، دى واحده تربية خواجات بعادات غير عاداتنا البنات عندهم مش زى عندنا خالص ، فى كله ،حاجات كتير لسانى يعف إنه يقولها...فاهمنى يابنى؟؟


تركته و غادرت و هو مشتت متخبط ، يبدو كمن يقف على مفترق طريق لا يستطيع إنهاءه و لا يمكنه العوده حيث نقطة البداية.


وقف بفتور عن مقعده و بدى كمن يدور حول نفسه.. شعر بإهتزاز هاتفه فمد يده يخرجه من جيب معطفه الثقيل ليجد إتصال من حبيبته ، ظل ينظر للشاشه بمشاعر مبعثره متخبطه لكن صوت والدته مازال صداه فى إذنه بالقوه التى جعلته يدور في دوامه مغلقه .


____________سوما العربي___________


جلس على الفراش لجوارها متمدد يحتضنها له يبعثر خصلات شعرها ولكن، لكن كان متكئ برأسه يتوسد أحضانها يتنهد بخفوت يفكر بإستكانه.


شعرت أن صمته قد طال و لم تعهده مهذب هكذا حتى ظنته غفى .


فهزته برفق تناديه : هاروون.. هارون إنت نمت؟


أخذ نفس عميق يظهر عليه الراحه و هو يقول: لأ يا حبيبتي صاحى.


جعدت مابين حاجبيها باستغراب شديد ثم سألت: أصلك ساكت خالص و مش طالع لك صوت فكرتك نمت.


تحدث بخفوت يغلب على صوته التراخى و الكسل: لأ بس حضنك حلو اوي.. خلانى عارف أفكر و أربط الخيوط ببعض.


ضحكت ساخره و قالت: هههه ماشى يا سيدي.


لكن على ما يبدو أنها لم تكن مزحه فقد تحدث بخمول لكن عقله نشط: مش بهزر ، انا فعلاً استكانت كده بقالى فتره و حاسس جسمى ريح و مخى نشط و عارف أفكر أوى .


رفع رأسه عن أحضانها ينظر لها مرددا: طلعتى جباره و صعب الاستغناء عنك.


رفعت حاجب واحد ثم رددت : و أنت كنت عايز تستنغنى عنى و لا ايه؟


بلا تفكير او لف و دوران ردد: ايوه كنت ناوى بس ماعرفتش .


اتسعت عيناها بصدمه من صراحته الوقحه تبتعد كم إنش عنه ليجذبها لعنده و يتوسد أحضانها مجددا بالإكراه ثم قال و هو يغوص برأسه على صدرها: دى حاجة ماتزعلش.. ده أحلى من أحلى أعتراف بالحب.. انتى بقيتى إدمانى.


رفع رأسه ينظر لها مبتسماً بوله: و أمانى.


نظرت له بترقب و عدم رضا و هو يكمل بعد تنهيده طويله و شرود : زى ما قولتلك من شويه انتى بقيتى أكبر من إنك حبيبتى.


فصل حديثه يزيد من ضم نفسه لجسدها وهو يمرمغ رأسه فى أحضانها رغم شعوره بتخشب جسدها بين يديه وردد: كنت بشوفك بنت حلوه و جذابه و بعدين بقيت بشوفك حبيبتى وبسرعه بقيت فعلاً عايز اتجوزك و لما قربت منك و بقينا بنتكلم بقيت أشوف فيكى ابويا بمخه الى يوزن بلد و أمى بأناقتها و حنيتها ، يعنى انتى بقيتى إختصار للدنيا عندى يا غنوة.


رفع رأسه عن أحضانها ينظر لها بأنفاس لأهثه يراها تحملق فيه بصدمه وذهول ثم ردد متسائلاً مره اخرى بخوف و توجس: غنوة ؟انتى بتحبينى بجد مش كده؟


ابتعلت رمقها تومئ برأسها إيجاباً أكثر من مرة ليردد مجددا بصوت به من الخوف و الترقب الكثير: أمال ليه بحس كل ما المسك أن جسمك مخشب ، حتى دلوقتي أهو جسمك بين ايديا مخشب ، متشنج.


بللت شفتيها لا تعلم بماذا تجيب ليبتسم عليها و يزيح خصله متدليه بروعه على غرتها لكنها تحجب رؤية وجهها الجميل عنه فوضعها خلف أذنها و هو يحدق فيها بوله ثم يردد بفخر و انتشاء : أنا عارف أنه عشان أنا أول راجل يلمسك و إنك مش متعوده على كده و دى حاجة لوحدها بتودينى فى داهيه.


هزت رأسها أكثر من مرة سريعاً تؤكد فكرته و أنها السبب فقط ليكمل: بس يا حبيبتي لازم تتعودى عليا إحنا بقينا متجوزين خلاص و أول ما نطلع من هنا هنخليه جواز عند مأذون كمان.


ابتسمت تردد بنبرة ذات مغزى:عجبتك يعنى و دخلت مزاجك فهتحول الجواز لشرعى؟


بهت وجهه وداهمت ذاكرته ذاك المشهد بالمصعد حين ردد على مسامعها نفس الكلمات و ها هى تعيدها بالحرف على أذنه كأنها لم تنسى... أخذ يرمش بأهدابه متسائلاً: غنوة ..مش معقول؟! انتى لسه فاكره.. أنا كنت متضايق منك بس عشان شغلانى أوى و أنا ماكنتش شوفتك غير كام مره ، عصبتنى فكرة إن فى حد مسيطر عليا كده و أنا مش فارق له... بس دلوقتي لأ.. أنا بحبك اوى و عايزك تشيلى إسمى قدام الناس كلها و نعمل بيت واسره كبيره.


كانت تستمع له بملامح يابسه يرى بها حزن على تعرف خاطئ و بدايه أكثر من سيئه ، يتعرف على صفه جديده بحبيبته ذات القلب الاسود و الذاكره الحديديه.


إبتلع رمقه بصعوبه ثم ردد بمزاح محاولا قلب دفة الحديث و إلهاءها عن تلك الذكرى السيئه فيتخذ منها سبيلاً للمزاح و هو يدعى فك زرائر قميصها مرددا بعبث بينما يقترب أكثر منها بحراره: بس إن جيتى للحق من ناحية إنك دخلتى دماغى و عجبتينى فأنتى دخلتى دماغى.. اوى.


أخذ ينظر على جسدها و هو يستكشفه مرددا: أوى أوى أوى يعنى.


لينقلب المزاح جد بعدما ثار جسده وهو يشعر بها بين يديه وبدأت حراره أنفاسه تزاد حتى أنه بدأ يتوقف عن الشرح يقبلها بشفتيه عوضاً عن استخدامهما فى الحديث... دب الهلع فى أوصالها وهى تشعر به يهجم عليها بقوه مضاعفه متناسى أمر جرحها تماما يهمهم بإسمها من بين قبلاته.


بدات تحاول دفعه عنها و هو مستمر في محاولته وهى تردد بصعوبه: هااروون.. هارون فوووق.. فوق يا هارون أنت مش فى وعيك... هارون..ماتخزفنيش منك


لكنه لم يستطع الاستماع لها ، منكب ينهال عليها وشعر فعلياً بفقد السيطره.


يرفع رأسه لشفتيها يذيقها ببعض مما يشعر به فتصمت تائهه بقبله منه ، رحمها من قوته التى فاقتها صوت عويل أشجان و هى تصرخ: يا خرااابااااااااى ، الحقونا يا ناااااااس ، يالهووووى... هياكلها، هيبلعها .. إلحقونا.


تقدمت تقبض على ملابسه من الخلف تجذبه بكل ما اوتيت من قوه بعيدا عنه تزامناً مع تجمهر بعض الممرضات و أشجان تصرخ : الحقونا من وحش الغابه ده... أوعى شيل إيدك من على البت.


كان يرفع رأسه عنه لكن يحميها بذراعيه يصك على أسنانه و هو ينظر على طاقم التمريض المتجمهر بفضل سياح تلك السيده ثم ينظر لها بغضب مرددا: انتى اتجننتى ، إيه الفضايح دى، واحد و مراته مالك انتى بينا ،أصلا المفروض قبل ما تدخلى علينا تخبطى .


اتسعت عيناها تضرب على صدرها مردده: كماااان ، أما إنك بجح و عينك باكسه بصحيح ، زيك زى الشايب العايب الى هناك ، بقا من قدرك و بجاحتك هتخلينى أنا إلى أخبط عليك يا بجح يا يالى بايع دمك.


تقدمت إحدى الممرضات متطوعه تردد : حقى يا ست أشجان مالكيش حق ، انتى محقوقه له ، صراحه عيب تتدخلى كده بين الراجل و مراته و تفرجى عليهم الناس.


نظر لهم شذرا و هو ينظر على غنوته التى تلتقط أنفاسها بصعوبه وردد بغيظ : ماعلش يا حبيبتي حقك عليا أنا .

ثم إستدار بغضب ينظر لأشجان مرددا: شايفه وشها جاب ألوان ازاى.


نظرت عليها أشجان ثم صكت أسنانها تردد بغل: كويس إن لسه عندك  نظر وشايفها مش حملك يا طور انت.


بهت وجهه يشير على نفسه و هو يردد: أنا طور؟؟!


اقتربت منه بغيظ تحاول إزاحته عنها و هى تردد: أبعد عن البت مش عارفه تتنفس و انت كابس على نفسها كده.


نظر لها شذرا يردد: بقولك مراتى و أنا حر فيها.


أشجان و هى مستمره في محاولة إبعاده: مراتك إيه يابو مراتك ، دى حتة ورقه ياعين خالتك لو قطعناها تبقى خلصت ،انت صدقت نفسك... أوعى كده عشان النفس يبقى رايح جاى فى قلب المكان.


أمام شحوب وجه حبيبته ومظهرها و هى لا حول لها ولا قوه أبتعد مرغماً و هو يردد: ده انا لو ليا حما مش هتبقى زي دى أبدا.


توقف بغضب و هو يسمع صوتها يردد: خد الباب فى إيدك و أنت خارج.


عض شفته السفلى بغيظ ثم ردد: و ماله حاضر...بس راجعلك تانى.


خرج بعدما إنفض ذلك التجمهر يغلق الباب خلفه فعلاً بغضب شديد


______________سوما العربى____________


وقفت على أعتاب ذلك المخبز ترى على و هو يجلس على مكتب مدير المكان ، تجعد ما بين حاجبيها بزهول تسأل بعدم إستيعاب متى ترقى و كيف حتى يجلس على مكتب مدير المكان مباشرة بهذه السرعة بعدما كان مجرد عامل أمام النار؟!


شعرت بتوقف ماجد خلفها يستقر بصمت و هى تتلقى الصدمه الاكبر حين وجدت نفس تلك الفتاه تتقدم منه و تجلس على الكتب امامه بدلال بل و تمط ذراعيها تحيط عنقه بهما تستند بجبينها على جبينه .


تقدمت بصدمه يتبعها ظلها حتى توقفت على بعض خطوه منهما حيث مازالا منشغلان عنها ثم تحدثت بصوت مهزوم لأول مرة: إيه ده يا على؟


انتفض على كمن لدعه عقرب حتى أن تلك الفتره ارتدت بإهمال إثر فعلته ،و وقف ينظر لها وصدره يلهث من الصدمه الغير متوقعه و قد ضبطته بالجرم المشهود .


بلل شفتيه بتلعثم يحاول إخراج صوته و إيجاد أى رد لكنه لم يفلح ، ليحمحم بخوف و حرج ثم يحاول التحدث بلهفه ولوع مرددا: أنا...أنا هفهمك بس.. بس تسمعينى.


كانت تلك الفتاه تقف خلفه مصدومه متسعة الفم ت هى تراه فى أول مواجهة مع حبيبته الفعليه ولم ينساها كما زعم .


لكن تقدم ماجد يردد: أيه بس يا عريس؟! ما تقول عادى. 


تسارعت انفاسها و هى تسمع ما يقوله ماجد تردد بصدمه : عريس؟ عريس يا على؟؟


احتدت عيناه و هو ينظر لماجد بغضب جم مرددا: وأنت مالك أنت ،عمال بتنخرب ورايا ليه؟


صرخت به تردد: سيبك من كل ده و رد عليا أنا... انت فعلا اتجوزت؟؟ اتجوزت يا على؟!


صمتت ترفع أنظارها على تلك الفتاه التي تقف خلفه ترى الصدمه و الخذلان يرتسمان على قسماتها فرددت وهى تعود بأنظارها له : يا خساره ، فعلاً خسارة.


ولت هاربه تفر من أمامه وبقى ماجد أمام على الذى قال بغل: اوعى تفتكر إنك خلاص كسبت، انا مش هسكت... و مش هسيبهالك.


أبتسم ماجد يردد بشماته: الله ، دى حكيالك كل حاجه بقا... حلو ..جميل.


على بغل: أقسم بالله لأرجعها و مش هسيبك تتهنى بيها ساعه واحده.

 اتسعت ابتسامة ماجد ثم ردد: مش فاضى أقف بقا اهددك و تهددنى ، بص أنا مش هعرفك غلطك و هسيبك اصلى فرحان أوى و لولا الملامه كنت أبوسك من بوقك.


أوقفه على بقوه يردد و هو يهمس فى إذن ماجد: ردى على الى حصل هيوصلك قريب اوى.. فيروز دى بتاعتى.


كل الحديث عادى ، الا تلك النقطه الحساسه فعلى أثر تلك الكلمه التف له و سدد له لكمه جعلته يترنح أرضاً جعلت تلك التى ادعت الثبات تهتز وتذهب له تتفقده بقلب ملتاع عليه.


____________سوما العربى____________


ظل كاظم بمكانه ممدد على الفراش يحدق فى السقف بشرود إلى أن فتح الباب و تقدمت ممرضه بشوشه تردد: مساء الخير ، فى واحد صاحبك جاى يزورك.


زوى كاظم مابين حاجبيه ينظر على الباب بإستغراب ، لتتهلل أساريره و هو يرى صديقه المقرب يدلف لعنده مرددا: كاظومى ، فينك يا صاحبى ...كده تنسى صاحب عمرك ؟


أبتسم كاظم و هو يرى طيف الشباب يعود له من جديد بدخول صديقه عليه يردد بعد فتره طالت به و هو صامت مرددا: حامد المصرى ؟


تهلل وجه الممرضه تردد: إيه ده ..ده بدأ يتكلم أهو.. انا هروح أقول للدكتور.


خرجت تهرول من عنده بسرعه بينما إقترب حامد يجلس بجوار كاظم مرددا: أزيك يا صاحبى .


نظر له كاظم بحزن فقال حامد: عارف انك زعلان ، غيبتى برا طولت .


رفع عيناه ينظر لصديقه بحزن ثم قال: بس أنت عارف ليه.


أشاح كاظم بوجهه بعيداً عنه يردد بإقتضاب: تستاهل.


زم حامد شفتيه بحزن و هو يرى تشفى صديقه به دون مواراه ثم قال: شمتان فيا ، ماعلش مانت ماكنتش مكانى.

أغمض عينه يأخذ نفس عميق متعب فنظر له كاظم متفحصا ثم قال: إيه الى رجعك يا حامد مش كنت مش ناوى ترجع غير و أنت ميت.


أغمض حامد عيناه ثم قال: عزيز أبنى ( ده بطل من رواية الملكة)


نظر له كاظم باهتمام ثم قال: ماله؟


تنهد حامد و قال: عزيز بيحب الخدامه الى عندنا .


ضحك كاظم ساخراً ثم قال: و طبعا سبت ألمانيا و جيت عشان تعمل المستحيل و توقف الجوازه دى.


اسبل حامد عيناه و هز رأسه نافياً ثم ردد بإصرار رهيب: لأ... ده انا جيت مصر مخصوص بعد ما كنت حالف ما أرجعها إلا بموتى عشان أعمل المستحيل و أتمم الجوازه دى.


أتسعت أعين كاظم و ردد : ده إيه الى جرى في الدنيا ده انت سبت حب عمرك الى بسببها سبت مصر عشان كانت مش ولا بد.


و كأن بتلك الكلمه قد ضغط كاظم على جرحه ، مازال يتذكر حديث إبنها عنها و هو يخبره بأكبر صدمه فى حياته ، فحبيبته بائعة الهوى قد ماتت و هى ساجده فى رحاب الحرك المكى بعدما تاب الله عليها بعد زواجها من والده شيخ الأزهر الذى تابت على يده و إنجابها له حتى أنه أصبح شيخ فى الأزهر مثل والده (ضمن أحداث رواية الملكة هى كمان)


بمنتهى القسوه و الألم بدأ يحكى له تلك القصه  : أبويا أخد منها الولد بعد ما خلفته و مارديش يخليني اتجوزها ، و بعد تلات شهور اتجوزت الشيخ منتصر و جابت منه جاد ، شوفت يا كاظم مش كنت أنا اتجوزتها و كانت تابت معايا انا كمان ، شوفت هى ربنا رزقها بحسن الخاتمه و أنا و انت لسه تايهين فى المعصيه رغم إننا عجزنا خلاص.


صدمه كاظم من حديث صديقه الذى أخذ يردد بجنون: ههههه شوفت.. شوفت أبنى الى أبويا خاف عليه لما هى تربيه حياته عامله ازاى .... ههههه و ابنها ، إبنها الى أضغر من أبنى طالع شيخ ... شيخ فى الأزهر يا كاظم و حافظ كتاب ربنا .


صمت ينظر أرضاً ثم مسح دموع خانت عيناه وردد: بس مش هسيب الى حصل زمان يحصل تانى يا كاظم مش هيحصل . 


صمت كاظم ينظر له بعدم إستيعاب و ردد: وايه الى حصل زمان بعزيز والبت الى بيحبها.


مسح حامد عيناه و أخذ نفس عميق يردد  بجمود: البت الى بيحبها إسمها رحمه من نفس المنطقة بتاعت جاد أخو عزيز و هو الى جاب لها أصلاً الشغل عند عزيز فى الفيلا ، و شكلها بتحبه و هو كمان ناوى يتجوزها.


صمت بغضب فقال كاظم: طب خلاص يبقى ربنا يهنيهم.. ماتنساش أنه شقيق إبنك


لكنه صدم و هو يرى تحول ملامح حامد يردد بغل و إصرارا: على جثتى..على جثتى يا عزيز ، مش إبوه زمان ينتصر عليا و ياخد حب عمرى و إبنه ييجى دلوقتي ياخد حب عمر أبنى، عزيز الى بتقفله البلد على رجل بيبقى قدامها زى العيل الصغير يا كاظم ، و أنا مش هسكت.(استنوا القصه فى رواية الملكة )


__________سوما العربى_____________


كان يتقدم خلفها بسرعه يحاول اللحاق بها حتى استوقفها بصعوبه يردد من بين انفاسه الاهثه: فيروز ..استنى.


توقفت تحاول أن تبدو ثابته تنظر له بصمت فقال: أنا عارف انك مصدومه وأنها مش حاجه سهله بس.. بس انسى وخليكى فى الى شاريكى.


اخذ يقترب منها برفق حتى جذبها رويداً رويداً و بتشوش وضعت رأسها على كتفه و هو أطبق بذراعيه عليها بين أحضانه يغمض عيناه براحه و هو يشعر ببداية زوال كل العواقب واحد تلو الآخر ثم ردد بخفوت: تعالى انسيكى اللى حصل ده و اوريكى المفاجأة التانيه.


كان يتحدث برفق و هو مازال يضمها لأحضانه غافلاً عن تلك الكاميرا الصغيره التى تصورهم راصده كل شيء.


**** فى روسيا***"


حيث بلاد البرد و الثلوج و الرجال البيضاء ذو الملامح البارده القاسيه يجلس رجل ضخم الجثه عريض الكتفين ذو شعر أشقر غزير مرفوع و لحيه خفيفه يزين نهاية كتفه عنقه وشم لافعى ، يدخن سيجارة الكوبى بيد و باليد الأخرى يرتشف كأس به نبيذ معتق ينظر بتركيز على تلك الصوره المعروضه عليه يستمع لمن يقف بجواره مرددا: ها هو "سيد فلاديمير" يدعى ماجد الذهبى و يحمل الجنسية المصرية و الأمريكية أيضاً.


ظل يركز بأنظاره على ماجد ولكن تلك الفتاه التي بين أحضانه استفزت شئ به ، تتجه أنظاره لها يرتكز يعينيه على ذراعي ذاك الماجد و هو يضمها له ، يزعجه الأمر فرفع رأسه قليلا يحك ذقنه ثم سأل بإنزعاج: ومن تلك الفتاه؟


ضحك الرجل ضحكه ذات مغزى زادت من إنزعاج فلاديمير خصوصاً بعدما أردف الرجل: على ما يبدو أنها حبيبته سيدى.


رمش فلاديمير بأهدابه يحرك شفتيه ثم ردد: ما إسمها.


أبتسم الرجل له و ردد: فيروز... فيروز سيدى.


نظر له فلاديمير بضيق ثم اخرسه بغضب و هو يسمعه ينطق إسمها بتلذذ ثم قال: إخرس.. و إخرج من هنا الآن.


هز الرجل رأسه بطواعيه و هم لاخذ الحاسوب الذي يعرض عليه الفيديو، لكن فلاديمير استوقفه بحده و ردد بإقتضاب: أتركه.


ضحك الرجل ببرود ثم غادر سريعاً تاركاً خلفه فلاديمير يعود برأسه للخلف و هو يرتشف النبيذ من كأسه يردد بتلذذ : همممم... فيروز.


السابع والعشرون 


وقفت و هى تدور حولها ، لا تعلم لما لا يجيب على هاتفه ، لقد بادرت هى و طلبت يده .

هل هكذا تكن ردت فعله؟! ماذا تفعل أكثر مما فعلت و قد بادرت هى بكل شيء، كل شيء فعلياً .


حتى عرض الزواج ، حلم كل فتاه ، و المشهد المترقب من كل حبيب بادرت هى به رافعه الحرج عنه، ليأتى هو و يتصرف هكذا.


كانت تسير في الطرقه ذهاباً و إيابا تعشر و كأنها تتتخبط فى الاربع جدران المحيطه بها من كثرة جنونها و هياجها، وقفت تسحب نفس عميق تفكر، تحاول إختلاق مئة عذر له .


ربما نائم ..لكن هل هو نائم من أمس؟


ربما منشغل او لديه ضيوف ... ربما و ربما ، ظلت تختلق الاعذار له تطمئن قلبها أن كل شيء على ما يرام.


فتحت شرفة غرفتها المطله على الشارع و لأمامه الدكان الخاص به، صدمت و هى تراه يجلس على كرسى من الخشب و لأمامه طاولة صغيره من الاستانلس المستدير عليها كوب شاى، يدخن الأرجيله بصمت تام و هو شارد.


رمشت بأهدابها ببهوت تحاول الإستيعاب ، ظنته مشغول ، او يفعل شيئاً مهما و سيعاود الإتصال بها لكن ها هو متفرغ رائق البال و لا يشغله شئ ....إذا لما.


ظلت واقفه فى شرفتها حيث الطابق الارضي فتعتبر تقريباً بالشارع تقف أمامه ، لتتقابل الأعين


تنظر له نظرة عدم استيعاب تحاول أن تفهم و تطلب التبرير لكل تصرفاته هذه.


وهو ينظر لها بتخبط ، مشاعر مختطله تهاجمه بقوه يصارع بين قلبه المسكين و عقله ، بينما صوت والدته يتدخل فى التلك المعركه يحسم الأمر و يرجح كفة العقل.


تراجعت خطوتان للخلف تفكر، أغمضت عيناها تأخذ نفس عميق ، لن تذهب للنوم و تغرق فيه هاربه .


خطت بأقدامها لخارج غرفتها و هى تقرر أنه ( كفى هرباً) .


لم تخطو خارج غرفتها فقط و إنما خرجت من البيت كله و توقفت أمام حسن الذى ما أن رأها حتى دارت به دنياه ، و اعتدل أمامها يقف بتخبط.


ما بين لوعه و اشتياق ، يرغب في ضمها ، وبين نداء عقله بصدى صوت والدته يخبره بوجوب التراجع .


سيل من مشاعر مذبذبه وصلتها أمواجه تصعقها بقوه وهى تراه هكذا.


نظرت له لثوانِ بصمت ، تنتظر ربما تحدث هو و أجلى سوء الفهم يوضح او حتى يلقى بأى عذر واهى كانت ستضخمه هى و تتقبله.


لكنه و كعادته معها منذ رأته و وقعت له ؛ سلبى، متراجع و صامت...صامت تماما.


ابتلعت غصه مره بحلقها ثم بللت شفتيها بتوتر و خذلان و ارتباك تسأله بصوت حاولت صبغه بالجديه لكنه خرج مهتز ،ملتاع حين قالت: فى ايه يا حسن؟! بكلمك كتير مش بترد.


اهتزت تفاحة آدم خاصته دليل على ابتلاعه رمقه من التوتر و ضعف موقفه ثم حمحم يجلى صوته من الشجن يردد: كان فى كذا حوار كده بخلصه و انشغلت .


نظرت له بعمق عينه تردد : انشغلت عنى يا حسن؟


اغمض عينيه و الألم يعصف به بقوه ، كأنه أستمع بوضوح لصوت إنكسار فؤادها و على يده هو ، لا يجد رد او مبرر ، ويخشى أيضاً من إنكسار قلبه فيما بعد لو إنجرف مع تيار عشقها القوى ليصل إلى نهاية مميته و يكتشف أنه و قلبه لم يكونا سوى عطله شتويه فى إحدى الدول النامية.


رفع عيناه ينظر لها حين استمع لصوتها تردد: رد عليا يا حسن... أنا أفهم ايه من إلى انت بتقولو ده؟


التف يوليها ظهره ، غير قادر على مواجهتها و صد مشاعره أيضاً.


اطبق جفناه يردد بصوت حاول تغليفه بالقسوة يردد بحسم: حكايتنا لازم تخلص زى ما بدأت يا نغم.


هوى قلبها بين قدميها ، صوت ذلك اللين مازال يسكت عقلها و يقول له أنها فقط مزحه من حسن.


ضحكه مهتزه غير محددة الهويه أكانت ساخره ام تضحك فعلاً ، لكن صوت إنشقاق قلبها كان واضح بها و هى تردد: ده هزار مش كده؟


أرغم نفسه على وضع نقطة النهاية و هو يلتف لها قائلا: لأ مش بهزر يا نغم، حكايتنا من الاول كان غلطه ، اعجابى و حبى ليكى كان غلطه.


استمعت له بألم شديد و الصمت يغلف المكان من حولهما ،فحتى أصوات الشارع المألوفه و لعب الأطفال مع نداء الباعه المتجولين توقف ، كأن كل شيء صمت حداداً.

كأنهم عزموا على إعطاء تلك اللحظات حقها من الإجلال و التقديس.


وهى أسبلت جفناها ثم إبتسمت بألم مردده :غلطه؟! وأنت كنت حبتنى أصلاً يا حسن؟!


بلا حاجة للوقت كى يفكر و يبحث عن إجابة ردد بسرعه يجيب: أوى.. أوى يا نغم، بس مش هستنى لما أموت على إيدك و أنتى فجأة بتكتشفى إن أجازتك خلصت و خلصت معاها قصتنا.


اقتربت منه و التقطت يده بلهفه تردد: مش هسيبك يا حسن، لو ده الى مخوفك إطمن ،انا روحى فيك و عمرى ما هسيبك.


قسى كثيرا عليها و هو يفلت يده من يدها فتنظر له بقلب مفطور ثم تفتح فمها وعيناها الجميله تهتز بدموعها ، كأنها تحملق به تحاول إستيعاب أن ذلك الماثل أمامها هو حسن.. كأنها لأول مرة تراه .


خصوصاً مع سماعها صوته و هو يقول بحسم و غضب: كل ده كلام، امك سبق و عملتها في صالح أبو غنوة و أكيد هتبقى نسخه منها .


صمت ثوانى و هى تقف مصدومه وقد بهت وجهها من حديثه الاكثر من مهين ، انتفض جسدها و هو يهدر فيها غاضباً: عايزه تسبينى ميت وراكى و تمشى ، بعد ما أبقى أتعلقت بيكى اكتر مانا دلوقتي.


استدار من جديد يوليها ظهره و لم يكتف بعد بل هدر مجددا يأمرها بصوته العالى: امشى من دلوقتي ، و أرجعى من مكان ما جيتى.


بلا حديث او عتاب مجددا فرت مغادره تختفى داخل منزل شقيقتها وهو ظل على وقفته ملتف عنها يعتقدها مازالت خلفه.


استدار ينوى مواجهتها ،متأكد أنها خلفه ، لكن تفاجئ بها غادرت ، ما كانت مغادرتها بعد طعن كرامتها من حديثه السام إلا نيران تأججت فى قلبه أكدت ظنونه فها هى قد غادرت سريعاً تنفذ ما قال كأنه لا يفرق معها ، يراها لم تتمسك به كثيرا و مع أول شده رحلت.


احتدت عيناه بغضب، أكان مجرد لعبه لديها بالفعل؟ لم تهتم كثيراً ولم تتمسك .


رغب في أن تحارب من أجله ،أن تحاربه هو شخصيا لتخلف كل ظنونه و تثبت تمسكها به و أنه لم يكن يوماً مجرد علاقه عابره فى سفره أو مغامره لذيذه .


__________سوما العربي____________


جلست و جسدها كله ينتفض تشهق بخفوت غ تبدو قد فقدت السيطرة على جسدها كله.


و مقابلها جلس رضوان يبتلع رمقه و هو يحاول أشاحة عيناه قصرا عنها ، بسبها للمره المئه و واحد ، لما هى جميله هكذا؟


عض جانب فمه من الداخل ، غاضب من نفسه أولاً ،اين الثبات الإنفاعلى المدرب عليه لأعوام؟! هل تبخر الآن امام تلك الفاتنه.


حاول التحدث وهو يحمحم حشرجة صوته ثم جذب انتباهها بصوته الرخيم وهو يردد: أحمم.. هممم.. بقيتى أحسن.


قالها و هو يمد يده لها بأحد المحارم الورقيه ، فنظرت له بتذبذب و تخبط ترمش بأهدابها ثم مدت يدها المرتعشه تلتقطه منه و تمسح به دموع عيناها و بعدها تهز رأسها إيجابا.


أخذ نفس عميق و زفره على مهل ينظر لها بترقب ثم حاول التحدث فى صميم عمله و ما جاء لأجله هنا يقول: الوالد الله يرحمه كان ليه أى عدوات.


إنهار ثباتها المزعوم أول ما أرفق كلمة رحمه الله بإسم والدها ، شعور مريب لا تتمناه لا لعدو او حبيب فبين طرفة عين و انتباهتها أصبح والدها (الله يرحمه) ؟!! حقا لا تستطيع التأقلم ، عاحزه عن استيعاب الصدمه.


لا بل فى الحقيقة هى صدمات ، صدمات بأشخاص كثر تلقتها اليوم واحده تلو الاخرى .


أخذت تنظر حولها تشعر بالخواء ، فراغ عظيم يحيط بها و الريح عاليه تدفعها و هى بها كخف ريشه ، شئ لا يذكر.


شعر بها رضوان يرى الضياع بوضوح فى عيناها ، حاول جذب انتباهها و هو يردد: أنسه لمى... انا عارف انا الصدمه كبيره عليكى ، بس إذا سمحتى تهدى و تركزى و حاولى تركزى معايا.


لم تفلح محاولته هذه فقرر زياده العيار لينطق مجددا: طيب بلاش أعداء ، إيه علاقته بماجد الدهبى.


بمجرد ذكره لإسم صديق ذلك الهارون المخادع نجح فى جذب كل انتباهها ، ورفعت وجهها تنظر له بمزيج من العضب و الحده تردد: ماله ماجد الزهبى؟! وايه علاقته بموت بابا؟


سحب نفس عميق ثم زفره على مهل و قال: آنسه لمى معالى الوزير مات مقتول ، هو و معظم رجالته و على ايد ناس محترفين، إحنا عملنا تحريات مبدئيه وكلها للأسف أثبتت انه متورط مع مافيا روسيا .


شهقت برعب تتسع عيناها غير مصدقه ، هل يتاجر والدها في الممنوعات .


لذا رددت متسائله فوراً : بابا بيتاجر فى الممنوعات؟! مستحيل.


هز رضوان رأسه إيجاباً و قال بتأكيد : لأ مش مخدرات.


تحدثت بعصبية مردده: مش لسه بتقول مافيا .


زم شفتيه باستياء من غضبها و إنفعالها عليه ثم قال: كل حاجه في الدنيا دى فى مافيا متحكمه فيا ، السلاح ، للمخدرات، الاعضاء ، الآثار .


صمت ثوانى ثم ردد: و الماس.


نظرت له باستهجان فقال و هو يومئ برأسه: ايوه بالظبط ، والدك متورط في شحنة الماظ دخلت مصر ، على حسب ماوصلنا لحد دلوقتي إنها صفقه هو مشاها لماجد الدهبى و أخد عموله كبيره ، بس واضح ان الحكايه مش على أد كده و بس ، و إن فى حاجه هما أختلفوا عليها .


نظرت له بإستنكار و سألت : هو طبيعي إنكم لحقتوا تعرفوا كل ده و بابى لسه متوفى من مافيش.


زم رمضان شفتيه و ضحك ساخراً يجيب عليها: هو أولاً السيد الوالد مش مواطن عادى ده كان وزير ، الطريقه إلى اتقتل بيها كانت بشعه كأنها رساله عشان ماحدش يتجرأ و يعمل كده تانى .


صمت بترقب ثم ردد متوجسا مما سيقوله: لكن الأهم إن والد حضرتك مش لسه ميت ، لأ هو اتقتل و بعدها الجثه اختفت و بعدها بردو ظهرت تانى .


اتسعت عيناها بصدمه تحاول إستيعاب ما يحدث ، و كأن الزمن قد تجمع متفق عليها ،خيانه خطيبها وتلك الحرباء ،موت والدها فجأة، الاكثر من ذلك هى تلك الصدمات التى تكتشفها تدريجياً.


__________سوما العربي____________


أخرجها من أحضانه ينظر لها بوله ، ترتفع أنفاسه و تزداد سخونة ، يمد يده على جلد بشرتها يمرر إبهامه عليها بتلذذ و جسد مقشعر يردد: فيروزتى ، انا بحبك.


رمشت بأهدابها تشعر بالتخبط و التذبذب، تنظر له فقط .


أبتسم عليها يعض شفته السفلى برغبه حارقه يحاول تلجيمها بقوه ، يبتلع رمقه إثر ما يشعر به ثم قال و هو يتحرك ليسحبها خلفه مرددا بصوت واهن متحشرج : تعالى اوريكى بقا المفاجأة.


تحركت معه طواعية بنصف عقل يسير بها باتجاه معاكس لاتجاه ذاك المخبز.


ظل يسير ثم صعد مستخدماً الدرج الكهربائي حتى توقف بها أمام نفس المكان الذي كانت تعمل به.


للتو إدركت ما ظنته يريد و التفت تنظر له مردده و هى تدعى القوه: جايبنى هنا ليه يا ماجد؟ عايز توصل لأيه ، مش كفايه لف و دوران بقا .


كان ينظر لها بجهل و هو مقطب جبيه لا يعرف ماذا دار بعقلها الصغير هذا.


لكنها إكملت على الفور تردد بثبات زائف: ايوه يا ماجد انا كنت بشتغل هنا ، سيلز ، لأ ده حتى البنات السيلز الى شغالين هنا أحسن و أرقى منى شويه و لولا وسطة غنوة ليا ماكنتش هقدر أخطى برجلى مكان زى ده .


رغما عنها و بعد ما حدث اليوم علاوة على تذكيره لها بمدى البؤس الذى عايشته أنهت حديثها بعيون دامعه تردد بصوت مبحوح: ارتحت كده يا ماجد.


تقدم منها بقلب ملتاع يكوب وجهها بين كفيه مرددا: ايوه ارتحت.


أجفلت من كلمته فرفعت وجهها تنظر له بغيظ و غضب ، فابتسم مرددا: أمم ارتحت لأن تفكيرى كان صح لما فكرت ان دى أحسن هديه جواز لحبيبتى و مراتى ، فيروزه هانم.


جعدت مابين حاجبيها تنظر له بلا استيعاب ليقول: المكان ده بقا ملكك خلاص و بأسمك .


نظرت له مجددا بغضب شديد، لكنه نظر لها مبتسماً وهو يشهر إحدى الاوراق أمام عيناها مرددا: ماتبصليش كده ، مش بشتغلك ، دى مفاجأة بردو... انا النهاردة طلعت لك ورق بأنك فيروز محمود الدهبى .


ضمها له و همس فى أذنها : مراتى.


تغاضت عن كل ما قاله و ابتعدت تنظر له بترقب متسائله: طب و أنت .


التوى شدقه بابتسامة مغتره ، تحولت لفرحه ، اتسعت لعدم استيعاب ثم ضحك عالياً يردد: عايزه نتجوز .. صح؟


نظرت له بغضب تلكزه فى كتفه مردده: إيه الى بتقولو ده .


أحبط محاولاتها لضربه يضم كتفيها ثم زاد من تحكمه بجسدها يلف ذراعيها معا ثم احتضنها من ظهرها يردد هامسا فى أذنها: ششششش.... مهما حاولتى تدارى إحساسك واصلنى ، حتى جسمك بيخونك .


زاد من ضمها له يخبرها بهمسه القاتل: خلاص انا بخلص إجراءات تغيير إسمى عشان مش قادر ولازم اتجوزك بسرعه.


ذابت بين ذراعيه تستمع له وهو يهمس في أذنها بما يلين حتى الحديد و يداه تتحرك عليها تزيد من لهيب حديثه تذيبها أكثر و أكثر .


و مازالت تلك الكاميرات المتربصه لهما تلتقط كل ما يحدث.


تحت أعين ذاك الجالس فى بلاده البارده التى لا تزورها الشمس إلا قليلا.


يتحرك بمقعده ذو العجلات يميناً و يساراً يشاهد بغضب تفاقم رويداً رويداً فى أوردته وقد برز العرق النافر فى رقبته و هو يرى تحرك أيدى ذلك الرجل على فيروز ، ينقر بالقلم على سطح مكتبه يحاول التحكم في غضبه و الا يبالى ، لكن مع إغماضها لعيناها تذوب في احضانه نفاقك غضبه و نادى بصوته الجهورى :ستيييڤ ... ستييڤ.


تقدم ذلك الرجل و وقف مقاله بتوقير يردد و هو ملاحظ غضبه: نعم سيدى.


نظر له بتخبط يفكر لثوان ثم قال: ما علاقته بها؟


هز ستيڤ رأسه بجهل يسأل: من سيدى؟


أغمض فلاديمير عينه بغضب وأطلق سبه نابيه ثم ردد: ذلك العربى من طرف مختار.


هز ستيڤ رأسه وردد: نعم نعم سيدى، أنه شقيقها.


عاود فلاديمير النظر لهما و هى بأحضانه على أعتاب محل المجوهرات ثم ردد:  لا أرى ذلك مطلقاً... تأكد من ذلك .


اطبق شاشه الكمبيوتر المحمول على لوحة المفاتيح النقابله لها بعنف و غيظ ثم ردد: أريد الحصول عليها بأقرب وقت.


هز ستيڤ رأسه مجددا يردد بتأكيد: مؤكد سيدى أعلم مكانة تلك الماسه عندك.


نظر له فلاديمير ساخراً وبخلده تدور أشياء أخرى.


_________سوما العربى___________


خرج من عندها يسب و يلعن بكل الوان السباب النابى ما تتوقعه و ما لا تتوقعه حتى انه ابتكر فيه و أبدع.


كل سبه من نصيب حسناء مصر القديمه تلك  فهى هادمة اللذات ، تقتحم دوما خلوته بزوجته ولا تكتفى بذلك و حسب ،لا بل أيضاً تصنع له فضيحه كبرى.


دلف لعند عمه ينوى متابعته و التركيز معه و لو قليلا يكفي ما أرتكبه بحقه .


فجلس مقابلا له يردد بسماجته المعهوده عنه: أزيك يا عمى... أنا عارف انك مش طايقنى.


هز كاظم رأسه مؤيدا فردد هو: و لا أنا و الله.


نظر له عمه شذرا ثم قال: دمك مش خفيف ، حاول ما تعترضش على ارادة ربنا.


تفاجئ هارون كثيرا يرفع حاجباه مرددا: اووه ، رجعت تتكلم تانى... دى طلع سرها باتع اووى .


التمعت أعين كاظم وردد بتلاعب و شغب متناسيا غضبه مع ذكر سيرة أشجان: أصل أنا أموت فى السمن البلدي... هى فين!


قهقه هارون عالياً ثم هم ليجيب عليه لكن ورد إليه اتصال من مديرة أعماله ففتح الهاتف وجدها تتحدث بسرعه لا تترك له مجال للحديث: مستر هارون ، بجد حضرتك لازم تيجى بقا ، بقالك أيام سايب كل حاجه و فى حرفياً كوارث بتحصل و كله كوم والى عمله مستر ماجد صاحبك كوم تانى .


جعد ما بين حاجبيه يردد: ماله ماجد؟ عمل ايه؟


ردت عليه بحسم: الكلام فعلاً مش هينفع فى التليفون لازم حضرتك تيجى تشوف كل حاجه بنفسك وأنا هبلغ الكل إن فى اجتماع مع رؤساء الأقسام.


أغلق الهاتف ووقف من مكانه يقول لعمه: أنا ماشى عندى شغل مهم.

توقف قبلما يغادر ثم التف له بنصف جسده و هو يسمعه يردد: طب ابعتلى أشجان تدينى حقنه طيب.


اغمض عيناه يضحك بقلة حيله على جينات عائلته التى تتحكم بهم .


_______سوما العربي_________


وقفت بصعوبه تستند إلى ذراع أشجان مردده بألم: متأكدة إنك لميتى كل حاجه ومش ناسيه حاجه؟


زمت أشجان شفتيها تهز رأسها إيجابا ثم قالت بعدم رضا: يابنتى انتى لسه تعبانه اصبرى يوم و لا اتنين كمان جرحك لسه ما طابش 


هزت رأسها تنفى بقوه ثم قالت بعزم: لأ هخرج النهاردة ، يالا بينا.....



الثامن والعشرون 


جلس يدقق النظر بصدمه لما يعرض أمامه من ملفات ، يستمع بذهول لكل ما يلقى على مسامعه من حديث مديرة أعماله و مديرى الاقسام .


لقد أستغل ماجد إنشغاله مع غنوة و استحوذ تقريباً على كل الصفقات ، ليت الأمر ينتهى على الاستحواذ برقى، بل لم يصنع ذلك إلا بعدما خفض أسعاره لأخرى تنافسيه اقل من الأسعار التى تقدمت بها شركات الصواف.


لا يصدق حقا ، فقد بدى ماجد أمامه كأنه حوت كبير يرغب فى إلتهام الكل بشراهه حتى صديق عمره، استغل إنشغاله و قرر اللعب بقذراه.


انتبه على صوت مديرة اعماله تردد بمهنيه و إستياء شديد: للأسف مستر هارون ، مستر ماجد كمان لعب من تحت التربيزه و عدى صفقه مهمه جدا علينا دى الى فعلاً كان فيها الخساره الأكبر.


صمتت تزم شفتيها باستياء ثم رددت بأستنكار: الغريب بقا ان الصفقة دى المفروض أن مختار بيه الله يرحمه كان مشاركنا فيها زى معظم شغلنا ، لكن فى حد من عنده بلغنا فى اخر لحظه إن الباشا قرر سحب نسبته ولأن هو مافيش اى ورقه بإسمه فى الصفقه دى فماكنش فى شرط جزائي عليه كلها عقود بالباطن لضمان الحقوق مش أكتر ، الفكره ان مستر ماجد رسى العطا على حد تالت لا إنت و لا هو.


هز رأسه و هو يشعر بالتيه ، كم كبير  من الأحداث و الارقام المتداخله ، مصدوم فى صديق عمره ، فهز رأسه بتيه مرددا باستنكار: و لو مش هياخدها له ،هيعمل كل ده ليه؟!


زمت مديرة أعماله شفتيها تهز يديها و هى تفتحم كعلامة على نتيجة واحدة محسومه له ان يستنتجها وحده لكنها امتنعت عن قولها ، ليأتى الرد من أحد مدراء الاقسام حين قال برزانه: للأسف يا فندم كل دى تصرفات حد عايز يهد الى قدامه ، و بيوقعه.


اخذ هارون يرفرف بأهدابه لا يستطيع الاستيعاب حقاً .. هل خدع فى ماجد؟ أيعقل؟!و طوال كل هذه السنوات؟! ...لا مستحيل .


ظل على وضعه لأكثر من دقيقه هو حقا فى حاجه للوقت كى يستوعب صدمة عمره الكبيرة تلك.


انتبه على انه مازال يجلس والكل مجتمع حوله ، من الضروري ألا يراه أحد بحالته هذه.


لذا تنهد بتعب و تفكير مرهق و بإشاره من يده انهى الإجتماع فانصرف الجميع.


ليجلس على كرسيه و يعود به للخلف قليلا يفكر ، كل شيء بداخله يرفض مستنكراً كل ما قيل حتى لو أثبت كله بالأوراق و المستندات.


تناول هاتفه و تفكيره يرشده لاول شخص يود الحديث معه.. ومن غيرها .. إنها آخر من تبقى له.


دق مره وانتهى الاتصال ولم تجيب... اخرج من صدره تنهيده متعبه و هو يكرر اتصلاته و يردد: ردى بقا يا غنوة.


لكنها لم تجيب.. وضع الهاتف على طوالة الاجتماعات الزجاجيه أمامه يفرد ظهره قليلا.


انتفض مع إرتفاع رنين هاتفه يفتح الهاتف سريعاً دون حتى النظر له كأنه ظمئان و سيرتوى يردد بلهفه واضحه: الو غنوة.....


صمت و هو يجد الرد من صوت آخر غير مألوف .. أبعد الهاتف عن أذنه ينظر فيه ليجد انه من شدة لهفته و لوعته سارع بفتح المكالمه دون الاهتمام بالتدقيق على إسم المتصل ليبصر على شاشة الهاتف رقم غير مسجل لديه و صوت أنثوى يردد بضيق شديد: لأ انا ندى يا هارون .


زم شفتيه بضيق و سأم ثم ردد: خير يا ندى؟


اغتاظت أكثر من طريقته فى الحديث والتى تناقضت كلياً عن الطريقه التى فتح المكالمه بها فصكت أسنانها بغل معا و سألت: مين غنوة إلى انت بتتكلم معاها بالطريقة دى لدرجة إنك مابقتش شايف قدامك مين بيتصل بيك على تليفونك ؟!


اهتز فكه العلوى من شدة الضيق مع الإستفزاز يكفيه ماهو به حقا لا ينقصه ندى هى الأخرى و لا حديثها المهين عن غنوته و أنها جعلته لا يرى أمامه.


فردد مره أخرى بضيق : قولت خير يا ندى عايزه إيه ؟


حاولت التغاضي عن كل ذلك مؤقتاً و سحبت نفس عالى ثم رددت: انا عندك تحت الشركة و مستنياك.


هز رأسه بأستنكار وردد متسائلاً بضيق و سأم: عندى ليه و مستنيانى ليه أصلاً.


رددت بجديه : موضوع مهم.

هارون: ايوه إحنا من إمتى فى مواضيع بنا مش فاهم؟! لأ و كمان مهمه!


احذت نفس عميق وتحدثت بثقه تردد: خلاص بلاش تنزل ، اطلع لك أنا.


رد عليها بسأم و ضيق لا طاقة له بالفعل : ندى أنا مش فاضى للهبل ده .


ثم وبلا اى مقدمات اغلق المكالمه ، فأخذت تتطلع إلى الهاتف بصدمه تستوعب فقط أنه قد أغلقه فى وجهها.


زمت شفتيها بغل ثم فتحت باب السيارة و ترجلت منها متجهه للداخل هدفها مكتبه تحديدا.


أغلق الإتصال مع تلك اللزجه و هو يزفر بضيق شديد ، يلتقط هاتفه بغضب يعيد الاتصال بغنوته .


حالته يرثى لها ، يريد التحدث معها ، مامن احد يريد الفضفه له غيرها.


يبدو من غيرها كالمدمن الباحث عن جرعته ، يقبض على هاتفه بيده يعاود الاتصال بها مراراً.


ومع نفس النتيجة ، و عدم إجابتها القى الهاتف امامه بغضب شديد وهو يسب و يلعن.


قاطعه صوت السكرتيرة تخبره إن السيدة ندى تريد مقابلته.


اطبق جفناه يسب بأقبح الكلمات ،يعلم تلك العلقه لن تتركه إلا بعدما تفعل ما تريد و تقابله.


فتح عينه و نظر للسكرتيره يشير لها بضيق أن تدخلها كى يخلص نفسه من إلحاحها المستفز.


دلفت للداخل تتهادى فى خطواتها تحاول الثبات على هيئتها ووضعها الاجتماعي ترى أنها جميلة الجميلات اوو... اصبحت هكذا.


تقدمت تحت نظرات هارون وهو يقلب عيناه بملل حتى جلست امامه فردد سريعاً بتأفف واضح: خيير.


زمت شفتيها بدلال لا يليق بها و قالت: إيه يا هارون ، للدرجة دى ، معقول دى مقابله تقابلنى بيها بعد كل الى كان بينا.


رفع شقته العليا بنزق ينظر لها ولتلك الثقه المستفزه التى تتحدث بها وسأل: كان بينا؟ هو ايه اللي كان بينا يا ندى ماعلش ؟! أنا كل الى يربطنى بيكى انك كنتى مرات صاحبى.


ردت سريعاً بلا تفكير تقول: لا يا هارون ،كان بينا كتير ، أنا حتى ياما لمحت لك ، وانت... انت كنت دايما بتعاملنى معامله Spishal.


فاض به الكيل حقا من دلال تلك التى لا يحق لها الدلال مطلقا لا بل و تتعامل على يقين بأنها جميله أيضاً.


فتحدث و قد طفح كيله يقول: طب لو جايه تقولى كده فأنا صاحب الشأن و بقولك إنه لأ ، و لو سمحتى تتفضلى دلوقتي لأنى فعلاً مش فاضى.


تحدثت بغضب ردا على ما قال: أمال فاضى لمين بقا هااا.. للست غنوة بتاعتك؟


احتدت عيناه وردد بغضب ينذرها: ندى ، اتكلمى على أدك و بلاش تجيبى سيرتها خالص انتى فاهمه.


اتسعت عيناها وهى تراه يحتد عليها لاجل تلك النكره فصرخت بغضب و قد توقف عقلها: لأ مش فاهمه ، ومش هقف و اسيبك تضيع من ايدى تانى ومش هسمح للبتاعه دى تاخدك منى تانى.


انتفض من مقعده بغضب يصرخ أعلى منها بها وردد: لأخر مره بحذرك اوعى تجيبى سيرة غنوة على لسانك ، أنا ساكت بس عشان عامل حساب لابوكى و عيلتك لكن غير كده لأ ، وشويه كمان لو جبتى سيرتها تانى مش هعمل حساب لابوكى و لا الى جاب ابوكى.


أمام صوته العالى رضخت قليلا ولجأت لحيلة حواء التى لا جدال عليها ، فبدأت فى نوبة بكاء مريره.


جعلته يزفر بغضب و يرور حول مقعده  ثم توقف فجأه و هو يسمعها تردد من بين شهقاتها: انا بحبك يا هارون، اوى، ادينى أى فرصه لو سمحت.


التف ينظر لها مرددا: انتى اتجننتى ؟! انتى بتقولى ايه؟! انتى كنتى مرات ماجد صاحبى.. ازاى تبقى بتفكرى كده فى صاحبه؟!


رفعت عيناها تنظر له ثم رددت بثبات كأنها لا تلقى بقنبله نوويه مثلا حين قالت: هو الى رضى على نفسه بكده.


اتسعت عيناه حد الإستداره ، مبهوت مما يسمع و سأل: إيه؟ازاى؟! هو كان شاكك فى حاجه؟!


توقفت عن البكاء تمسح دموعها ثم رددت بسخرية: هههه شاكك؟! لأ طبعا... هو تقريبا كان متأكد .


نظر لها بوجه شاحب و أعين متسعه فقالت: كتير كنت بغلط فى اسمه و اقول أسمك انت وهو حتى ماكنش لا بيتفاجئ ولا بيعترض ، ساعات تانيه كان بيجيبلى سيرتك بحاجات و يبصلى كأنه مستنى رد فعل معين و عايز يشوفه ولما كان بيحصل و يتأكد إن فعلاً في حاجه مش مظبوطه كنت بتوقع أنه يعمل مشكله ويكسر الدنيا بس هو كان بيتعامل ببرود كأنه مش هامه...بس كل حاجه بتأكد إنه عارف.


رمش بأهدابه مصدوم ، يتقدم بخطى متعثرة حتى وصل لكرسى مكتبه و سحبه بتخبط كى يجلس عليه.


جلس بحاله سيئة جدا بجبينه على كفيه لا يعلم ماذا يحدث حقا.


رفع عيناه بتشوش و نظر لندى قائلا بعدما إبتلع رمقه : إحمم... طيب.. روحى دلوقتي انتى يا ندى وأنا هبقى أكلمك.


أراد إنهاء تلك الجلسه و الاختلاء بنفسه فما عرفه فى بضع ساعات لاهو أثقل من حمل سنوات لذا أراد صرفها بأى شكل.


لكنها قالت بإلحاح أكبر: بس يا هارون انت واحشنى وأنا عايزه اقع...

قاطعها بتعب يردد: بعدين بعدين يا ندى.. اخلص بس من المشاكل الى عندى دى.


رددت سريعاً بلهفه تقول: خير ياحبيبى مالك بس.. عرفنى لو فى مشاكل في الشغل أكلم بابى انت عارف انه وزير الصناعة والتجارة.


نظر لها بجانب عينه ثم ردد بتعب يحاول تمالك نفسه : لأ هارون الصواف مش محتاج مساعده من حد ، اتفضلى انتى دلوقتي.


وقفت على مضض تقول: اوكى.. بس هكلمك .


اماء لها على مضض يتابعها حتى خرجت من عنده و صوتها بما قالته يتردد فى أذنها ، لا يصدق حقا كل ما سمع ، هل كانت متزوجة من صديقه و تحبه هو ، بل الطامة الكبرى أن صديقه كان على علم بذلك.


فاض به الكيل واختنقت أنفاسه يمد يده يلتقط هاتفه يتصل بها مرددا بإحتياج مريع: ردى بقا يا غنوى ، ردى بقا.


ارتجفت أنفاسه و اهتز ثباته وهو يستمع لصوتها تقول: ألو.. 


رد سريعاً بلهفه : ألو ،غنوة انتى فين ، بكلمك كتير مش بتردى ليه ؟


جاوبت سريعاً: ماعلش ياحبيبى التليفون كان بعيد عن ايدى.


لانت و هدأت ملامحه عند سماعه كلمة "حبيبى"منها يأخذ نفس عميق ساخن ثم ردد: أنا محتاجك اوى يا غنوة.


ردت عليه بصوت متحشرج من تداخل المشاعر : أنا موجوده عشانك دايما يا حبيبي.


على أثر كلماتها تلك اسبل جفناه يتأووه بصوت مسموع و قد أثلجت قلبه و اذابت جبل همومه ، كلمات بسيطة منها اراحته و جعلته يتكئ خلفه يرتاح على مقعده ثم ردد: ياريتك معايا دلوقتي يا غنوة ، عايز اترمى فى حضنك أوى.


تنهد بعمق ثم قال: بس مش هينفع اجيلك إلا لما أشوف البلاوى الى حصلت فى غيابى دى ، أنا الفتره الى فاتت انشغلت معاكى ، اتفاجئت إن فى بلاوى حصلت.


ظهر القلق على صوتها وسألت: إيه الى حصل..طمنى.


سحب نفس عميق ثم أخذ يسرد على مسامعها كل ما حدث .


___________سوما العربى________


ارتجفت بين يداه و هى تشعر به يسحبها للداخل و هو يقبلها بغزاره و يده تسرح على جسدها بطريقه أكثر حرارة  تشعر بأنفاسه الساخنه تضرب جلد بشرتها .


حاولت الخروج من بين ذراعيه وهو يطبقهما عليها بعدما صرف طاقم العمل باشاره من يده.


لكنه كان يزيد من الضغط عليها كأن عقله قد ذهب فى أجازة مؤقته ،  يهمس لها من بين قبلاته : بحبك يا فيروز .. انا بحبك.


بدأت تشعر بالخطر الذى ضرب عقلها كى يفيق جسدها الذى خانها و تخدر على أثر لمساته فحاولت انتزاع جسدها من بين إطباق أضلعه عليها تقول: بس يا ماجد فوق.


زاد من ضمه لها تشعر بإرتفاع حرارة جسده يتحدث لها بأعين تشع جنون و توهج : مش قادر يا فيروز.. مش قادر.. أنا عايزك.


دب الرعب فى أوصالها من الطريقه المزريه التى تحدث بها فحاولت إفاقته أكثر تصرخ به: بس يا ماجد .. فوق بقولك.


هز رأسه يرفض و كأنه بلا حيله ، كمن فقد السيطرة على نفسه يردد: مش عارف يا فيروزتى.. سبينى اقرب لك أنا مش عارف امنع نفسى عنك.


ارتعبت وهى ترى الظلام فى عيناه يميل عليها يقبل كل ما تطاله شفتيه فصرخت به : ماجد ، بلاش تعمل كده ماتخوفنيش منك.


كانت كلمتها بمثابة الصاعقه ، دبت فى جسده لينتفض على إثرها كأنه إستفاق أخيراً.


نظر لها بخوف يردد بسرعه: أنا آسف.. أسف ياحبيبتي.


اقترب منها وهى تبتعد عنه بحذر نسبى آلمه كثيرا و تحدث هو يقلب النظر فيها: حبيبتى حقك عليا.. ماتخافيش منى.


قربها لعنده يحتضنها قسراً ، ضمها له يسحب نفس عميق ثم ردد بيقين تام: إحنا لازم نتجوز بسرعه... كده مش نافع.


خرجت من بين أحضانه تنظر له بتخبط فقال: ماتبصليش كده ، هتحبينى و أنا عارف هخليكى تحبينى ازاى.


هزت رأسها باستنكار متخبط ثم أجلت التفكير و الحديث فى كل شىء تردد: أنا حاسه بلغبطه كبيره يا ماجد بلاش ناخد أى قرار دلوقتي.


أبتسم لها بحزن ثم نظر حوله و قال: طب عجبتك هديتك؟


تجنبت النظر للمكان ثم قالت: أنا أسفه يا ماجد بس انا مش هقدر اقبل الهديه دى .


تخشب جسده وجف حلقه يردد: ليه يا فيروز ؟انتى مش عارفه أنا عملت ايه عشان اقدر أشتريه ، ده معناه إنك رافضه تحبينى.


نظرت له تردد: مش حكاية رافضه حبك بس... قاطعها يصحح لها بثبات: لأ انا ماقولتش رافضه حبى ليكى بقولك ليه رافضه تحبينى..

 لأن حبى ليكى مافيهوش قبول او رفض أنا بحبك غصب عنك ، وعنى..


سحبها ليخرج بها من المكان بحسم دون التطرق للحديث بهذا الشأن مجددا .


بللت شفتيها وقالت: طب أنا عايزة اروح لغنوة.. بقالى كتير ماروحتش.


التف و نظر لها يغلغل أصابعه بين اصابع كفها و يبتسم مرددا: أنا كمان رايح هناك .. تعالى معايا يا روحى.


تقدمت معه وهى تقول قبلما يفتح لها باب سيارته: ماجد بلاش دلوقتي تقولى يا روحى و الكلام ده سبنى لحد ما استقر حتى .


جذبها له و قبل جبهتها قائلا: لأ ياروحى أصل أنا قذر و بستغل الظروف بقذاره لصالحى .


اتسعت عيناها بصدمه مما تسمعه يقوله فهز رأسه إيجاباً يكمل: أنا هستغل كل الظروف  و همشى فى كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة عشان اوصلك يا عمرى انتى.


انهى جملته و يعود لضمها يغمرها فى أحضانه ..و هى تغمض عيناها بإستمتاع يتسرب لها رويدا رويدا.


____________سوما العربي___________


انتهى هارون من سرد كل شيء على مسامع غنوة وهى صامته تماما فاستغرب كثيرا وظن أن المكالمه قد انقطعت وهو لم يشعر فردد يناديها على سبيل التجربه: غنوة... غنوة انتى معايا.


ردت عليه بهدوء تقول: ايوه معاك.


زم شفتيه ياستغراب يردد: أصلك ساكته خالص شكيت أن الخط فصل.


أجابت عليه بهدوء شديد و ثبات : لأ يا حبيبي بس بسمعك و بركز فى الى بتقولو و بربط الخيوط ببعض.


جعد ما بين حاجبيه وهو من شدة أرهاقه الايام المنصرمه معها قد تمكن منه الإرهاق يسأل بجهل و توجس: خيوط ايه الى بتربطيها ببعض يا روحى؟!


تنهدت بعمق ثم قالت: انت مش ملاحظ حاجه يا هارون؟


رد عليها مستنكراً: حاجة ايه؟!


تحدثت غنوة بصوت ثابت قوى: كل مره كان بيحصلك فيها محاولة قتل كان ماجد بيبقى معاك ، ومافيش ولا مره كان بيحصله حاجه ، مين بيكون عارف كل خطواتك بالملى كده غيره.


أتسعت أعين ماجد بصدمة عمره يتذكر أنه فى كل مره فعلياً يكن ماجد معه... يعود بذاكرته للخلف قليلا بيوم عودته للقاهره من المطار كان هو الوحيد الذي يعلم موعد قدومه يقود به السياره ، يوم خطبته حضر هو الآخر مع عمه ومن السهل عليه جدا دس السم فى علبة العصير و قام بتلفيق التهمه لعمه فهو الوحيد أيضاً الذى يعلم بمدى الخصومه بينهما ، ويوم أطلق عليه الرصاص حين طلب مقابلة غنوة ولم يكن يعلم أين هو ، أتصل به و أصر إصرار مريب كى يعرف مكانه و يقابله وبعدها مباشرة تم إطلاق النيران عليه، كذلك حين أطلق عليه الرصاص فى حفلة كانت من قلب منزله.


كان يسرد كل تلك المواقف القريبه و هو يعدها بصوت مسموع على أذنى غنوة التى تستمع له بصمت تام.


ليصمت قليلا بقلب مكلوم ثم تحدث بحلق جاف متسائلاً: ايوه بس أزاى هيغامر بنفسه و هو كل مره بيبقى معايا.


ردت عليه غنوة بسرعه وثبات: عشان يبقى أخر حد تشك فيه ، وكل تصرفاته الأخيره بتقول إنه عايز يغرقك ، أنت بنفسك قولت ان طليقته جت و قالت لك كلام لوحده مصيبه مافيش اى راجل يستحمله على نفسه سواء بقا كان بيحب مراته أو لأ .


اهتز فك هارون العلوى وبدأ يتشتنج وهو يستمع لصوتها ، كانت كنفسه ،كمستشاره الخاص ، كأن والده ذو العقل الرشيد و الرأى السديد قد خرج من قبره و هو من يهاتفه الآن يفكر معه .


وقف عن مقعده و قد وصل للنتيحه الصحيحه بعد صولات و جولات لاكتشاف هوية ذلك المتربص له يريد قتله .


خصوصاً بعدما أضافت غنوة: للأسف يا هارون الى وصلنا له صح ، لانه بعد الى عمله فى الصفقات الى كان المفروض ترسى عليك بان طمعه و حب طليقته ليك هو كده المستفيد الوحيد خصوصاً بعد ما عمك و مختار طلعوا براءه منها.


رد عليها بكلمه واحده و الغضب يفتك به: اقفلى دلوقتي يا غنوه.


حاولت التحدث معه بهدوء وهى تناديه لكنه قد سبق و أغلق الهاتف يفتح مكتبه و يخرج منه سلاحه.. و يلتقط هاتفه يتصل بماجد....


_________سوما العربى________


وصلا المشفى يمشى لجواها ينظر لها بأعين لامعه من العشق لكن تبدلت ملامحه و تشنج فكه وهو يستمع لصوت مميز ينادى على حبيبته خاصته من خلفه مرددا: أنسه فيروز.. آنسه فيروز.


التف و هو يغض شفته السفلى بغيظ و غل، لتشغل غيرته و هو يرى ذلك المستفز من فرط الوسامه يقف بوجه وهيئه كأنه قد انتهى من استحمامه للتو ، يزيد الأمر سوءاً بأناقته الغير عاديه إطلاقاً .


و تلك الغبيه لا تفهم و لا تراعى ذلك البركان الثائر بجوارها و هى تنظر له وتردد مستغربه: دكتور أنس.


زم شفتيه بغيره... يا ما شاءالله.. انها لازلت تحفظ إسمه بعد وعن ظهر قلب 


اقترب منها سريعاً يقول: بتعملى ايه هنا؟

ابتسمت تردد: صاحبتى تعبانه و محجوزه هنا.


ردد الآخر بإعجاب يقفز من عينه دون الحاجة لحديث : لأ ألف سلامة بس انا زعلان منك.. قولتى هتتابعى فى الجلسات و ماحصلش مع انى استنيت أى إتصال منك.


هما وطفح الكيل ، و بدأ ماجد ببوهيميته فى الظهور يقبض على تلابيبه مردد: هو فى ايه يا استاذ انت .. مالك بيها وازاى تتكلم معاها بالطريقة دى .. مالك بيها أصلا.


تدخلت فيروز تردد بحرج محاولة إنهاء الموقف: خلاص يا ماجد الدكتور كتر خيره بيطمن عليا.


لكنه صرخ بها بلا أى ذوق أو مراعاه لأى شئ: لأ مش كتر خيره و انا مش قولت ممنوع تتكلمى مع.... قاطعته بغضب و هى تلتف لأنس مردده بحسم: دكتور أنس عنئذنك دلوقتي و انا إلى هتصل بحضرتك عشان أحدد معاك معاد فى أقرب وقت.


نظر أنس لماجد و أبتسم بتحدى قائلا: و أنا هستنى إتصالك من دلوقتي.


ثم تحرك مغادرا و ماجد يهم كى ينقض عليه من الخلف يوقفه كى يبرحه ضربا.


لكن فيروز لاحظت سريعاً وجذبت يده تردد: ماجد..انت ايه الى بتعمله د....قطع هو حديثها و هو يجذبها لأحد الغرف يدخلها فيها دون مراعاة لأى شخص قد يتواجد داخلها ثم يردد: انتى شكلك اتجننتى .. ولا اتهبلتى فى مخك انتى أزاى.....


لكن من قاطعه هذه المره كان شخص ثالث يخرج من المرحاض المرفق لغرفته ينظر على هجومه عليها بإستغراب ويردد بلكنته الإنجليزيه: من أنتما؟ وماذا تفعلان هنا.


ضرب ماجد مقدمة جبهته و هو يرى أمامه چوزيڤ دينيرو (بطل رواية الملكة) يقف امامه ينظر له بغضب.


بينما چوزيف ينظر له يتحقق من ملامحه و قد انتابه غضب جم بعدما ذكره ذلك الماثل أمامه بملامح أكثر شخص يكرهه على وجه البسيطة و هو والده.....



التاسع والعشرون 


كان سيبدأ في الصراخ عالياً و نيران الغيره تنهش قلبه ، لكن صوت فتح باب المرحاض و خروج ذلك الأجنبى منه أسترعى انتباهه و جعله يلتف برقبته ليرى ماذا هناك و هو مازال يحاصرها بين جسده و الباب.


بينما چوزيڤ ينظر له بحاجب مرفوع و ملامح متجهمه ، فبمجرد النظر لوجهه روادته ذكريات سيئه لشخص لا يرغب إبدا فى تذكره ، علاقته به شبه منقطعة ، يرسل إليه ما يحتاجه من المال كى يدفع ثمن المرافقين له ، لكنه لا يحبذ رؤيته ابدا لا يستطيع مسامحته على ما فعل.


أمام تلك النظرات الواضح فيها عدم التقبل من چوزيڤ فهم ماجد سريعاً يشعر بالحرج الشديد فهو قد أقتحم للتو غرفة أحدهم بهمجيه شديده ، فيكتشف أنها أيضاً أن أحدهم هذا ليس بشخص عادى و إنما هو المغنى العالمى چوزيڤ دينيرو.


نزعه تملكيه أصابته يريد إخفاء أعين فيروزته عنه و هو يلتف بكل جسده يقف موليها ظهره الذى استغل عرضه ليحجب عنها رؤية ذلك الأجنبى الوسيم ذائع الصيت معشوق الفتيات ، فلم يكن ينقصه إبدا.


بينما دينيرو يلاحظ كل ذلك بأعين منتبه واعيه فتنمو شبه إبتسامة مغتره على جانب فمه .


يستمع بعدها لصوت ماجد وهو يردد متحدثاً الانجليزيه: عذراً على ما حدث.. لقد أخطأت رقم الغرفه .


لم يثير حديثه أى شىء فى نفس چوزيڤ سوى أن زاد من تجهم ملامحه و تشنج فكه العلوى بعدما أستمع لنبرة صوت ذلك الشخص.


تلك النبره الكريهه ، لا يكره فى الدنيا سوى صداها .... جعلته يقف أمامه بجسد متصلب و وجه أحمر يتجلى فيه الغضب و النفور رويداً رويداً مما أثار استغراب ماجد .


 لم يسأل او يستغرب سبب ردة الفعل المبالغ فيها بعض الشيء من وجهة نظره فهو قد أخطأ و دلف لغرفته فقط لم يقتل له عزيز مثلاً ... لكن و لأنه المخطئ من الأساس صمت و حاول إنهاء الموقف مرددا : اعتذر مره أخرى و سأغادر الأن.


استدار كى يتحرك يمد يده لمقبض الباب و هو يحتوى جسد فيروز بين ذراعيه و صدره .


فأوقفه صوت چوزيڤ و هو يردد بلا تردد: أنتظر.


توقف ماجد و هو يجعد ما بين حاجبيه بجهل و ترقب و ألتف له كى يفهم .


بينما چوزيڤ يدقق النظر فيه ، تنحدر عيناه ناحية تلك الجميله التى يخفيها خلف ظهرها و سأل : ما جنسيتك؟


رفع ماجد حاجبه يردد بنزق: و ما أهميتها بالنسبة لك؟ قلت لك أننى أخطأت برقم الغرفه ليس إلا ، فلا داعى  لتضخيم الموقف .


نظر له چوزيڤ بتدقيق أكثر ، و لا يعرف لما يهتم بأمره حيث انحدرت عيناه على فيروز ثم سأل بما يشبه الإهتمام : و من تلك الفتاه التي تخفيها؟


بالنسبة لماجد حينما يصل الحديث لعند فيروز  يتحول كل شيء ، حتى هو نفسه يتحول.


فأحتدت ملامحه و ردد بغضب لكن نبرته هادئه الهدوء المرعب : لا شأن لك بها و إياك و النظر إليها ، أخطأت برقم الغرفه و انتهى الأمر و الأن سأغادر.


مد يده يفتح الباب و دفعها للخارج برفق ثم باشر بإغلاق الباب خلفه تاركاً چوزيف مازال يقف مكانه ينظر على الباب المغلق بمشاعر مبعثره مختلجه.


_________سوما العربي_____________


جلس هارون لا يرى أمامه حقا من الغضب ، و كأن هناك شريط مسجل من ذكريات لسنوات لا تعد تمر أمام عينه ، منذ تعرف على ماجد يعدما كانا بمدرسه واحده إلى أن أصبحا صديقان طوال العمر ، كيف تقبله بكل ما به حتى بعدما علم بحقيقته .


قلبه يكذب كل ما بدر لذهنه الذى يؤكد ذلك ، فكل شيء يؤدى إلى نفس النتيجة.


لكن قلبه مازال يؤلمه بل و يلومه مرددا (مش ممكن ماجد يعمل كده ده صاحب عمرك أنت عارفه كويس)


لكن صفعه العقل صفعه قويه ربما استفاق و هو يذكره ( عارف ايه؟! ما أنت كنت فاكر نفسك عارفه و طلع كل السنين دى مخبى عليك كل الأسرار دى و بيروح و ييجى و يخرج و يتكلم و يتعامل عادى و لا كأن فى حاجه و لولا أنك اكتشفت بالصدفه ماكنش هيقول و هيفضل مصاحبك و هو بيكدب عليك)


تنهد بغضب و عقله يصل به رغماً عنه لنتيجه واحده حين تحدث داخليا ( و إلى يعمل كل ده ويفضل مداريه مش صعب أبدا يطلع واطى و خاين )


عاد قلبه يتحدث يردد مدافعا (أيوه بس هيعمل فيك كده ليه )

نهره عقله يطلب منه التوقف عن سذاجته تلك و هو يقول ( من غير ليه فى ناس الغل بيبقى عاميها و مش عايزه حد أحسن منها .. واحد جعان و مش شبعان  أهله مش أهله و جاى من الشارع مش هيبقى عايز حد يعيش متهنى ، وبعدين أكيد له مصالح فى كل ده ، أكيد أخد مبلغ كبير من مختار عشان يوقعنى ده غير الصفقات الى أخدها لحسابه )


حسم عقله الموقف و وقف عن كرسيه يتصل برجاله كى يستعدوا لما هو قادم.


_______سوما العربي________


جلس كاظم و هو يمد ذراعه بمضض للطبيب الذى يقوم بقياس معدل ضغط الدم و لكن عيناه مسلطه على الباب كأنه ينتظر أحدهم.


نظر له الطبيب بإستياء ثم زم شفتيه و ردد بضيق : إيه بس يا باشا ماكنا ماشيين كويس و فى تحسن ملحوظ ، إيه الى حصل بس ، الغضط مش مظبوط خالص .


رفع كاظم أنظاره من على الباب بيأس شديد ثم قال:  هو هارون فين ؟ ماجاش لسه؟


لملم الطبيب أدواته ثم ردد باستياء قبلما يغادر: لسه .. أنا خارج و هبعتلك الممرضه عشان معاد الغدا و بعده الدوا بتاعك.


لم يهتم كثيرا بحديث الطبيب و لا حتى بمغادرته الغرفه و إنما عاد برأسه للخلف يتمدد بسأم.


دلفت الممرضه لعنده تبتسم له ببشاشه ثم قالت: ازيك يا باشا ، بسم الله ماشاء الله النهاردة صحتك عال.


لم تجد أى رد او استجابة منه فتنهدت قائله و هى تسانده : الغدا كمان نص ساعه و قبلها مسموح لك تتشمس شويه.. ساعدنى بقا أقعدك على الكرسى و أخدك عليه لتحت.


رفرف بأهدابه و هو يقلب النظر بين الممرضه و الباب ثم زم شفتيه گ الأطفال وسأل : هى الست أم عبايه سمرا دى راحت فين؟


جاوبته على الفور تردد متسائله: اكيد تقصد الست أشجان .

التوى شدقه بابتسامة جانبيه خبيثه ثم ردد بتلذذ : إسمها حرش زيها.


ضحكت الممرضه و رددت: طبعا يا باشا البلدى يكسب.


تنهد بحراره يردد بوقاحه: ايوه البلدى يوكل.


رفع عيناه سريعاً ينظر لها بصدمه و هو يسمعها تقول: بس يا باشا دى بتجمع حاجتها هى ومرات هارون باشا عشان يمشوا.


اتسعت أعين كاظم يردد: إيه؟ مرات مين؟


الممرضه: هارون بيه .

هز رأسه بأستنكار يردد متسائلاً: هو هارون إتجوز؟


هزت الممرضه رأسها إيجابا و قالت: أيوه ياباشا ده الى معرفنا عليها بأنها مراته و هو كمان الى محاسب على حساب المستشفى .


أخذت الصدمه منه مبلغه و ردد : معقول؟


جاوبت عليه سريعاً تثرثر : أيوه يا باشا .. ده شكله دايب فيها دوب .. ده ماكنش بيفارقها و تملى لازق لها عامل زى العيل الى ماسك ديل جلابية أمه لا تتوه منه فى الزحمه.


كاد أن يصاب بالجنون .. من هذا الذى تزوج ؟!


أخر عهده بهارون هو خطبته التى أتمها مضطراً ، لم يكن مرحب بفكرة الزواج هذه و لولا أنه رأى بوضوح إصرار مختار على وجود شئ رسمى بينه و بين إبنته ما كان ليفعل و بتخذ تلك الخطوة مطلقاً ، ف مختار لم يصرح و لم يكن ليصرح يوماً بأنه يلزم فلان بخطبة إبنته ولكن..... أفعاله هى من حكت عوضاً عن لسانه و البيب بالإشارة يفهمُ.. و بالغعل فهم عليه هارون و تقدم لأخد الخطوه التى يعلم علم اليقين أنها لن تتطور بسهوله ، فكيف تطورت هكذا سريعا و متى تعلق بهذه الصوره التى تحكى عنها الممرضه و هو على يقين أن هارون لا يرى لمى بالأساس.


خرجت حيرته تلك فى صيغة حديث ردده متعجباً: إتجوز هو و لمى؟! طب إزاى و إمتى؟! 


إنتبه بذهول على صوت الممرضه التى قالت بإستهجان : لمى؟! لمى مين لااااأ.. ده الى معاه إسمها غنوة ... بت إنما إيه تقولش لهطة قشطه؟


اتسعت أعين كاظم مما يسمعه ، فهل ترك ابن أخيه لمى و جازف بمصالحه مع والدها؟! و من غنوة تلك ؟


أجفل كن شروده على صوت الممرضه تتنهد بتعب مردده : ساعدنى بقا و خف نفسك معايا عشان أنقلك على الكرسى ده.


بعد مجهود مضنى قليلا نجحت فى وضعه على الكرسي المتحرك و خرجت تسير به حيث الحديقه كى يجلس في الشمس ربما أفادت عظامه و ساعد الجو اللطيف فى تحسين حالته النفسية و المزاجيه.


أخذت الممرضه تدفع الكرسى و هو يجلس عليه تذهب به بإتجاه الحديقه تستمع له و هو يقول لها بخبث : هطلب منك طلب تعمليه و ليكى الحلاوه.


انتبهت كل حواسها على ذكر سبرة التحلايه و سألت : طلب إيه؟

تنهد كاظم بحراره و هو يضع يده على صدره : اااااه.. تروحى تناديلى أشجان.

 نظرت له الممرضه بريبه و تمتمت بصوت خافت لكنه وصل لمسامعه و هى تقول: شوف الراجل ، أما صحيح شايب و عايب.


ضحك كاظم عالياً و هو يستمع لتلك الجمله التى سبق و وصفته بها أشجان.


ظل يقهقه يراها و هى تسير كى تنفذ ما أراد حتى توقف عن الضحك و هو يبصر أمامه "عزيز" إبن صديقه المقرب .


نادى عليه بصوت عالٍ مرددا: عزيز... عزيز.


نظر له ذلك الرجل و تقدم منه مرددا: ايه ده كاظم باشا ... يا أهلاً يا أهلاً .. الباشا قالى أنك خرجت من السجن .. أنا كنت ناوى إجى ازورك و الله.


ضحك كاظم ساخراً ثم ردد: و ماخوفتش على الشغل الى بينك و بين هارون .. ما الكل عرف أنه هو الى رمانى فى السجن و أنا عارفك طول عمرك بتاع مصلحتك.


نزع عزيز عنه نظارته فظهرت عيناه و هو يضحك له مرددا: ظالمنى إنت كده دايما.


هز كاظم رأسه وقال: هممم... المهم قولى .. كنت جاى هنا ليه؟


بلل عزيز شفتيه و ابتلع رمقه بحرج بائن جعل كاظم ينظر له بشك .


فقد وقف عزيز لا يعرف بأى حجه يبرر سبب تواجده هنا ، لن يستطيع التصريح بأنه جاء لهنا يتقفى أثر "رحمه" حبيبته التى ذاق على يدها طعم السهر و اللوع.


و قد شارف على نسيان المده التي يراقبها فيها  و اليوم ظل يتتبعها خطوه بخطوه كالمجذوب حتى وجدها تدلف لهذه المشفى فذهب خلفها .


ظل على صمته يبحث عن حجه حتى قال كاظم بسأم: ألا.. مالك .. سكت كده؟ مش عارف جاى هنا ليه و لا ايه؟!


عاود ابتلاع رمقه مجددا يتظاهر بالتماسك ثم دخلت: لأ عارف بس .. أأااه.. ده.. جاى أشوفك.


نظر له كاظم يرفع حاجب واحد بشك ثم قال: طب تعالى أقعد معايا عايزك.

أخذ نفس عميق ثم تقدم كى يجلس بجواره على أحدى المقاعد المصنوعه من الخشب و المعدن يسمعه و هو يردد: بس غريبه يعنى جاى تسأل عليا و انت لسه متفاجئ انى طلعت من السجن.


رفرف عزيز بأهدابه يبحث عن رد لكن توقف عن الحديث و هو يجدها أمامه ترتدى نفس العباءه السوداء تسير بإتجاه باب الخروج .


فصدح صوت عالٍ بأمر من قلبه أن يناديها : رحمه... رحمه.


توقفت بإستغراب تتلفت حولها حتى أهتدت للمكان الذي صدر منه الصوت و أبصرت رب عملها يجلس لجوار رجل أخر ييبدو انه يفوقه بالعمر.


فتقدمت لعنده تردد بأستنكار : عزيز بيه؟ بتعمل ايه هنا؟!


بينما عزيز بعالم أخر وحده .. هائم فى ملكوت خاص إسمه "رحمه" 

وحدها من جذبته خلفها يبحث عنها ، و هى لا شغل خاطرها شئ .


صمت ثوانى يبحث عن رد هل سيخبرها أنه جاء لهنا خلفها خطوه بخطوه كظلها يسير كالمغيب.


فكر سريعاً وردد بثبات ظاهرى: كاظم باشا تعبان و جيت ازوره.


ردد كاظم سريعاً و قد رفع شفته العليا بنزق: كدااااب .. ده إتفاجئ أنى هنا أصلاً.


نظرت له رحمه بإستغراب و صدمه ، كذلك كان عزيز منصدم محروج... يفكر هل حلال قتله ؟ 


لكنها كانت تنظر له و بخاطرها تسأل هل مخططها نجح و بدأت تهل عليها بشائره أم إنها مجرد صدفه ؟!


بينما هما يفكران هكذا صدح صوت أنثوى من خلفهم يردد: رحمه.. يارحمه... واقفه عندك كده ليه ؟! مش قولتلك روحى وقفى تاكسي.


على الفور أتسعت إبتسامة كاظم تتسع شدقه كله و هو يبصر أمامه فاتنة مصر القديمه أمام عيناه بعبائتها السمراء تقف فى شموخ .


ثم تسير بخيلاء متقدمه منهم تهتز الأرض من تحت قدميها .


ظل يتابعها بوقاحه حتى اقتربت منهم متوقفه تنظر لرحمه منتظره رد .

فرددت رحمه على الفور: أه على طول أهو يا أبله.


ظهر الغضب على ملامح أشجان و هى تبصر ذلك العجوز الوقح فقالت لرحمه: تعرفى الناس دى منين يابت ؟ انطقى.


جعد عزيز ما بين حاجبيه و أنتبه على رحمه التى أخذت تنفى سريعاً: لأ لأ و الله ده عزيز بيه إلى أنا شغاله عنده.


التفت أشجان بأنظارها له و عيونها تقدح شرر و هى تصرخ فيه تهلل بذراعيها فى وجهه: الله... إنت وقعت ولا الهوا إلى رماك.


ردد عزيز سريعاً: الهوى إلى رمانى يا فندم.


بادرت رحمه تقول بسرعه تنقد ما يمكن إنقاذه و هى تتمسك بذراع أشجان متوسله: خلاص و النبى يا أبله مش وقته.


نهرتها أشجان مردده: أسكتى يابت .


التفت تنظر لعزيز و تهدر فيه بغضب: بقا يا ني يا طرى سايب الحيزبونه الى انت متجوزها تذل فى خلق الله بالشكل ده ، بقا البت رايحه تشتغل في وظيفه محترمه فى الشركه عندك تقوم هى جبراها تشتغل خدامه عندها عشان تكسر نفسها و تذل أنفاسها وكل ده ليه هاا.. ليه.. عشان...


قاطعتها رحمه تردد بتوسل: خلاص والله أبوس ايدك كفايه.


بينما عزيز يقف مبهوت مما يسمع لأول مرة فقد قصت عليه زوجته شئ مناقض لما يقال تماماً.


و أمام صمته هذا نظرت له و عدم إظهار أى تعاطف حتى نظرت له رحمه بكره تقر أن ما يفعل بها حلال عليه.


بينما كاظم يردد : عاااش.. وحش والله.


نظرت له أشجان بنزق ثم قالت لرحمه : يالا يابت وقفى التاكسى على ما اروح أسند غنوة و ننزلك.


همت رحمه كى تتحرك ف استوقفها عزيز يردد بلهفه: رحمه استنى.


التفت تنظر له مردده: خير يا باشا .

صرخت بها أشجان :خير؟! خير ايه يا بت.... طب إللهى بحق جاه النبى ما يوعى يشوف خير .


رفعت يدها للسماء تدعو الله مردده: يارب تلوعه و تحسره و ما يشوف خير و لا راحه بحق ماهو عامل فى البنيه الغلبانه دى.


نظرت لرحمه و أمرتها بحسم: إمشى روحى و قفى التاكسى .. يالا اتحركى.


غادرت رحمه سريعاً و التف عزيز بأنظاره ناحية أشجان التى قالت: النهاردة أجازتها يا نور عينى يعنى مالكش عندها حاجه و أوعى بقا من سكتى أنت و الراجل البجح الى جنبك ده.


التفت مغادره بإتجاه الداخل و كاظم عينه تسير على قدها المياس و عزيز عيناه على رحمه التى تسير باتجاه الخروج لينتبه ببهوت على صوت كاظم و هو يردد بوقاحه : اااااخ.. عبايه مداريه حكايه.


انتبه عزيز وهو معه بأذنه تبصر عيناه رحمه بعبائتها السوداء كالغزال بالفعل.


لكنه ألتف له و قال : تصدق الست عندها حق.


التف له كاظم هو الآخر يردد متسائلاً بسخريه: فى إلى قالته عليا ؟ و لا عليك؟


صك عزيز أسنانه و غادر سريعاً ربما إستطاع الإنفراد برحمه وحدها بينما كاظم ينظر حوله يبحث عن أى شخص يدفعه بكرسيه حتى يصل لعند فاتنته مره اخرى.


___________سوما العربى____________


كان يجلس يقود سيارته و هو يحاول جذبها لأحضانه و هى مبتعده قليلا.


نظر لها مرددا بصوت به من الشجن ما يكفى: قربى منى يا روحى عايز أحضنك.


رمقته بنظره ناريه و قالت بحسم: بس بقى يا ماجد بكفايه الى عملته من شويه أنا أصلا قاعدة بحاول أنساه.


نظر لها يبتسم ثم قال: ممنوع تنسى أى لحظة بينا.


صمت قليلا ثم ردد بوقاحه: و لا أنسى عادى كده كده هعمل غيرها كتير.


رغماً عنها ضحكت تهز رأسها بيأس.. تضرب كف يده التى مدها يحاول جذبها لعنده فأحبطتت هى محاولته.


استرعى إنتباهها و هى تشعر بالسياره تتوقف أسفل بنايه تطل على النيل مباشرة فنظرت له بإستهجام ليبتسم لها مرددا: هنا الشقه الى هنتجوز فيها... الدور ال 11.


صمت يغمز لها بعيناه مكملا : عشان الخصوصيه .. ناوى بعد الجواز استفرد بيكى .

عاودت تهز رأسها بيأس ثم قالت: أنت بتنط خطوات يا ماجد.. انا لسه بحاول استوعب حاجات كتير بتحصل.


حاول الاقتراب منها يردد :إستوعبى يا روحى براحتك بس و أنتى فى حضنى.


ضربته بقوه على يده تنهره مردده: بس بجد يا ماجد و أتلم.


تأوه بخفوت ثم قال بإذعان : ماشى ياستى هتلم حاضر.


صدر لعنده صوت رنين هاتفه برساله على تطبيق واتساب.


جعد ما بين حاجبيه و التقط الهاتف يفتح الرسالة لتتحول عيناه إلى جحيم من نار مشتعله.


ثم ينظر بعدها لفيروز بنفس الطريقة يشهر الهاتف فى وجهها مرددا: أيييييه ده؟


كان الهاتف يهتز فى يده من شدة الغضب فلم تتحقق ممن به فسألت برعب: إيه ده إيه أنا مش شايفه؟


فتح باب سيارته يترجل منها ثم ألتف حولها بسرعه و فتح الباب من ناحيتها يسحبها من حجابها و قد تحول حرفياً لشخص أخر تلبسه شيطانه



الثلاثون


يجلس على كرسي مكتبه و هو يضم قبضة يده و يبسطها على سلاحه ينتظر من رجاله خبر وصولهم إلى ماجد... صديقه الخائن.


يشعر ببركان ثائر فى صدره ، ما عاد يتحمل الصبر و رفع تليفونه المحمول يهاتف أحد رجاله ليأتيه الرد فوراً فقال هو بالكثير من العصبيه و الغضب : ايه سنه عشان تدوروا عليه و تلاقوه ؟! مانا لو مشغل معايا رجاله بحق كانوا جابوه فى ساعة زمن


رد عليه الطرف الآخر بإجهاد و قلة حيله: يا باشا ماهو مش موجود في ولا مكان من الى بيروحوا و فى الشركة الخاصه بيه قالوا ما جاش و حتى تليفوناته كلها مقفوله و لا حتى راح البيت .. هنعمل ايه بس يا باشا.


صرخ فيه بصوت مرعب: مالييش فيه قولتلك أتصرف.


أغلق الهاتف ينهى المكالمه و وقف عن مقعده يشعر بأن العضب ينهشه حيا و لابد من حصوله على ماجد تحت يده يخلص منه القديم و الجديد.


تعصف به الأفكار و الذكريات التى جمعتهما سويا.. أكان كل ذلك خدعه؟ كل ذلك زيف و كذب؟


أغمض عيناه بألم يفتك به و هو يتذكر كم مره أحتمى كل منهما بالأخر يوليه ظهره و هو مطمئن أن الآخر سيحميه بروحه و دمه و هو كان كذلك طوال عمره لم يتوقع و لو فى أسوء أحلامه أن تكن تلك هى حقيقة صديق عمره.


صك أسنانه بغل و هو يفكر كيف سيجده و هو فعلياً قد هاتفه على كل الارقام التى تخصه لكن وجده قد أغلقها .


ارتمى على الأريكة خلفه يشعر بالإختناق كأنه مقيد لا يستطيع الفكاك.


وحدها هى موطن راحته و من اهتدى لها عقله و قلبه كى يتحدث معها فهى وحدها من يرتاح فقط بمجرد سماعه صوتها..


رفع هاتفه على أذنه و هو يتصل بها ، نهش القلق قلبه لعدم إجابتها عليه من أول مره ليعاود الدق مره ثانيه.

إلى أن أتاه الرد أخيرا فتحدث بلهفه يردد: انتى فين يا حبيبتي بكلمك من بدرى.


ردت عليه تحاول تهدئته : الموبيل ماكنش معايا ماعلش .

ضرب برأسه على ظهر مقعده و قال بتعب: لما أكلمك تردى على طول ماتقلقنيش عليكى يا غنوة.


ردت عليه بطواعيه تقول: حاضر.


سحب نفس عميق ثم قال : وحشتينى ... أنا عايز أجيلك حالا .. بس مستنى خبر معين.


رددت بإستغراب و حيره : خبر إيه؟


هم كى يجيب عليها لكن تشنجت ملامحه و هو يستمع لأصوات السيارات من حولها فردد متسائلاً: انتى فين يا غنوة؟


ابتعلت رمقها بصعوبه ثم قالت: أحمم.. أنا.. أنا...


صرخ فيها بغضب يكرر سؤاله: أنتى فيييين؟؟


رمشت بأهدابها ثم رددت : انا فى التاكسى مروحه.


أتسعت عيناها بصدمه... يحاول أن يستوعب فقط ثم قال: نعم؟! فى التاكسى؟ سبتى المستشفى و خرجتى و لا كأن ليكى راجل ؟


جملته الاخيره و لو كان بها الكثير من العصبيه و الغضب لكنها أسرتها و رغماً عنها افترت شفتيها بابتسامة حلوه تردد بتلعثم و خجل: ماهو... ماهو...

قاطعها بغضب شديد صارخاً بها : ماهو إيه و زفت إيه ، أزاى تمشى من المستشفى من غير ما تقولى و لا كأنك متجوزه مثلاً.


جعدت مابين حاجبيها تردد صدمه الكلمه على شفتيها دون الحديث.


ليخرجها من كل ذلك صوته و هو يردد بغضب شديد: انا جايلك على البيت.


رمشت بأهدابها سريعاً ثم تحدثت بسرعه : لأ لأ مش هينفع.


احمرت عيناه يزجرها بغضب: نعععم؟!


بللت شفتيها تردد سريعاً: ايوه أنا ساكنه فى حاره شعبيه ، عندنا مافيش الكلام ده خالص هقول للناس ايه و أنت داخل عندى ليه؟


صك أسنانه بعصبية أكبر و صرخ بها: أنا جوزك ولا نسيتى.


ردت سريعاً: هو انا يعنى يا هارون لازم أقعد افكرك ١٠٠ ألف مره انه جواز عرفى يعنى فضيحه لوحده.


ارتمى على الأريكة خلفه و هو يسحب نفس عميق بغضب ثم ردد: ماشى يا غنوة ، انا هجيب المأذون النهاردة و أجيلك نكتب الكتاب فى وسط منطقتك.


أتسعت عيناها فزعا تردد: النهاردة النهاردة؟!

هارون: ايوه.

ردت بصدمه: بس.. بس ازاى ده انا لسه جرحى....

قاطعها بغضب شديد و نفاذ صبر: غنوة انا مابقتش قادر ..فاهمه يعني ايه؟


حمحمت بحرج صامته فشعر بها و ابتسم رغم ألامه يٌقن أنها مهجه المريح وردد: غنوة أنا هنام النهاردة فى حضنك .. سواء قبلتى او رفضتى.. انا محتاجلك أوى يا غنوة.


لم تستطع قول أى شىء بعد ما قاله هو فصمتت بإذعان ليشعر بها و يقول بفرحه باتت لا تعرف طريقه إلا بسببها : أنا جايلك دلوقتي.. سلام يا حبيبي.


أغلق الهاتف و هو ينسى كوارث حياته قليلاً ويبتسم متنهداً بعشق شديد ثم وقف عن كرسيه و خرج من البيت يقود سيارته متجهاً حيث موطن قلبه و راحته.


_______سوما العربي_________


وصلت لمى أخيراً إلى القاهره فى مراسم تشييع جثمان والدها.


والدها الوزير الذى لم يحضر جنازته أى شخصية مهمه .


ضحكت ساخره و هى تتذكر حينما توفى زوج ابنة عمتها و جاء للعزاء الصغير و الكبير لتعزية والدها الوزير و حينما مات الوزير نفسه لم تجد فى جنازته خمسون شخص متكمل العدد.


وقفت على القبر تبكى ، لا تعرف هل هى تبكيه ؟ أم تبكى نفسها و حالها و ما وضعها فيه فحتى موظفوا الشركة لم يحضروا... كان الجميع يكرهه ، يطيعونه خوف على لقمة العيش فقط .. الكل أرسل ورود للتعزيه يسألون عن مكان السرادق المقام للعزاء فمقابر عائلتهم بعيده عن مقر العمل... حتى زيدان لم يأتى و أرسل لها أنه سيحضر العزاء


استدارت تنوى المغادره تغلق ابواب الحوش الذى يؤدى إلى القبر ، تغلقه و كأنها تطوى صفحه قديمه بشخصيه قديمه و تذهب لسيارتها بشخصيه جديده

، شخصية صنعوها هم.


________سوما العربى __________


كانت شياطينه هى الحاضره ..هذا ليس بماجد إطلاقاً.


فقد ترجل من سيارته و استدار يفتح لها الباب من ناحيتها يقبض بيده على شعرها بحجابها و هى تصرخ بأعين جاحظه من الصدمه و الخوف و الفزع.


لم يشفع معه صراخها و سؤالها المتكرر : فى ايه أنا عملت ايه.


بل و كأن أذنيه قد صمت يجرها على الارض و قام بسحلها... يصعد للطابق الحادى عشر على قدميه و هو يجرها خلفه على الدرج  درجه درجه.


حتى أن ثيابها قد تمزقت و انجلطت ركبتيها و يديها و أجزاء عدة من جسمها و هو مازال كما هو عيناه مظلمه و وجهه مكفهر و الاكثر من كل ذلك أنه لا يتوقف عن سبها بقاموس من السباب النابى.


و أخيراً وصل لشقته يفتح الباب بيد و هو يجرها بيد أخرى تقبض على شعرها الذى ظهر حينما تفكك الحجاب بعد كل ذلك السحل و العنف.


تمكن الرعب من قلبها و هو يلقيها داخل الشقه و يدخل غالقا الباب خلفه يتقدم منها خطوه ف خطوه و هى فقط ترتجف.. حقاً كل خليه بها ترتجف .


و لم يثير هذا بداخله أى شىء ، و لا حتى ذلك الخط من الدماء الذى سال من أنفها.


بل أخذ يتقدم منها و هو يتحدث من بين أسنانه : بتخونينى... بتخونينى أنا؟!


كان وجهها شاحب و جسدها ينتفض و هى تردد: إيه الى بتقولوا ده أنا عملت ايه .


صمتت تبتلع لعابها بصعوبه يختلط معه دماء سائله من أنفها و وصلت لشفتيها تردد : أنت.. أنت مين.. أنت مش ماجد.. مستحيل تكون ماجد.. أنت رعبتنى و أزاى... أزاى تعمل فيا كده.. أزاى يا ماجد ...مش أنا فيروز.. إيه الى حصل في ثوانى يقلبك بالصوره البشعه دى.. بص عليا كويس شوف عملت فيا ايه.


انتفض من مكانه و هجم عليها يقبض على عنقها و يردد: لأ ده انتى بجحه بقا... و عايشه الدور على المظبوط.


ابتعد عنها وارتسمت على جانب شفتيه ابتسامه شيطانيه و ردد: عندك حق ما الأهطل صدق دور الشريفه العفيفه.


دار حول نفسه يضحك بصخب و يردد ساخراً : ههههههههه... عشان كده كان مالى أيده اوى و يقولى ردى على الى عملته هيوصلنى النهاردة.


التف لها يردد بغل: طب و لما هو كده ، كان ليه من الأول الفرهده دى و دور الشريفه العفيفه.. ها.


كانت تتسع عيناها بصدمه من كل كلمه يتفوه بها ، الموقف أكبر من قدرتها على الاستيعاب... كل شيء حدث فجأة.


فى غمضة عين تحول كل شيء من النقيض للنقيض.


فهذا الماثل أمامها منذ دقائق... فقط دقائق ..كان يحدثها بكل حب و رومانسيه شديده يقبل يدها و يتقبل دلالها عليه ، ليتحول بلا اى سبب فى ثوانِ إلى شخص أخر... شخص قام بسحلها خلفه و على الدرج بطريقة غير أدميه أو مشروعه و لم يرق قلبه لجرحها و لا للدماء النازفه عنها .


أجفلت على صوته و هو يردد: ردى يا بت.

مازالت تحاول الإستيعاب... ليتحرك هو و يقم بسحبها خلفه حيث غرفة النوم.


و هى ترفرف بإهدابها متناسيه أى ألم جسدى فى ظل الرعب الذى تعيشه فقد غلب رعب قلبها على الآلم حالياً.


وقفت أمامه تنتفض تراه جاحظة العين و هو يخرج إحدى قمصان النوم الخليعه التى لا تستر شئ و لا يمكننا الوصف بأنها قماش او ملابس.


سقط على وجهها بكل مهانه ليكمل هو عليها حين ردد: خدى يا حلوه غيرى .. أظن عارفه بيتلبس أزاى .


كانت ماتزال مصدومه تحاول ألاستيعاب ليقترب منها و يضرب على وجنتها بيده مرددا: فوقى يا روح امك ... مش عايزك تبوظيلى الليله و حاولى تبسطينى بدل ما أقلب عليكى و أظن انتى عارفه شغلك كويس.


أخذت تتنفس بصعوبه و هياج ثم صرخت به : أخررس... إنت ازاى تقول عليا كده...الى عملته ده عمره ما هيعدى بالساهل.. عمره ما هيعدى.


اقترب منها يضرب على كتفها: أخلصى.. قولت إخلصى و فكك من جو البراءه ده عشان خلاص اتكشف.. و صراحه بقا ... مابقاش و لا لازمنى و لا عاجبنى... أنا عاجبنى أكتر و داخل مزاجى الوش الى شوفته في الفيديو.


جعدت مابين حاجبيها تنظر له بجهل شديد و رددت: فيديو؟! فيديو أيه؟!


ضحك ضحكه بذيئه وهو يردد: الله على البراءة إلى انتى لسه عايشه فيها.. مش عارفه فيديو إيه يا قطه... ليه على أساس ماكنتيش عارفه إنك بتتصورى؟ 


ضحك يرفع حاحبه و ردد: مش كنتى تقولى إنك من الى بيحبو يتصوروا فى الاوقات دى.


عاود الضرب على ذراعها يردد: يالا.. يالا و عايز شغل عالى زى إلى كان فى الفيديو... إخلصى يابت.


كانت تحاول إستيعاد تركيزها و سألت : فيديو إيه إلى بتتكلم عنه.


إستدار و الغضب و الألم يعصفان به يركل إحدى المزهريات الخزفيه بجواره ثم ردد يصراخ و قلب ملكوم: فيديو إيه؟! مش عارفه..و أنا... أنا الى جاذفت بكل حاجه.. حتى إسمى.. حتى مستقبلى و قولت مش مهم كل فلوس الدنيا.. أنا الى قولت هغير إسمى و أغير أى حاجة عشان تبقى ليا.. أنا الى وقعت صاحبى فى كذا مشكله بس عشان مختار يعديلى صفقة الماس عشان اهديكى المحل الى كنتى بتشتغلى فيه.. أنا إلى حبيتك.. و كان عندى إستعداد أعمل اي حاجه عشانك.


إستدار ينظر لها و هو يضحك بألم: طلعتى مدوراها وليكى فيديوهات كمان أهو.


صرخت فيه مره أخرى تقول: فيديو إيه الى بتتكلم عنه.


التف و صفعها على وجنتها حتى ان أصابعه قد ارتسمت على وجنتها وأصبح جسدها كله يرتجف ولم تعد تحملها قدميها فخرت على الارض تشهق و تبكى بألم.


لتزداد عصبيته و هو يشعر بالشفقه عليها فيغضب من نفسه و يركلها بقدمه مرددا: قومى يا زباله أقفى.. أخلصى مش عايز مزاجى يتعكر و حاولى تبسطينى .


كان يتحدث و هو مستمر فى ركلها بمهانه و وضاعه يحركه ألم قلبه و كل ما ضحى به من أجلها.


فضربته بيدها فى قدمه و صرخت به: هتندم على كل ده و الله لأندمك.

مال عليها يقبض على شعرها مجددا ويردد: و لسه هتبجحى.. يابت ده انتى حتى كنتى شغاله فى الفيديو بمنتهى الذمه و الضمير... تحبى تشوفى.


أعتصر عيناه بألم شديد وهو يخرج هاتفه و يفتحه على ذاك المقطع الذي أرسل له و أشهره فى وجهها يردد بغل و غيظ: شوفى... شوفى و أتفرجى.


شهقت برعب تتسع عيناها و هى ترى فيديو لا أخلاقى لرجل و فتاه كأنها هى بالضبط.


أخذت ترمش بأهدابها مصدومه و هو يردد: إيه شوفى.. شغلك عالى اوى الصراحه.


توقفت عيناها عند نقطة ما ثم رفعت عيناها فيه و رددت بثبات : مش يمكن أكون مصدومه و الفيديو ده متفبرك.


ضحك ساخراً وقال : تايه أنا عنك بقا...هى الفيديوهات بقت بتتفبرك زى الصور دلوقتي كمان؟!


نظرت له بقوه عكس تلك التى كانت تقف أمامه كنذ قليل فزاده ذلك غضبا و ردد : هتقلعى بمزاجك و لا أجى انا اشوف شغلى.


ردت عليه بغل شديد: صدمتنى فيك يا ماجد.. جت عليا أوقات حبيت فيها إهتمامك بيا و إلحاحك عليا بحبك... كنت بدأت أحب الحاله إلى إحنا فيها و بدأت أحس إنك مكان الأمان و الحنيه بس انت ضيعت كل ده ... ضيعته يا ماجد..


تحدث بألم و ندم شديد يردد: طلعتى ماتستاهليش كل ده.


نظر عليها بترفع و ردد بإشمئزاز : أنا إلى مش عايزك و لا عايز واحده رخيصه زيك تلمسنى.


إستدار يخرج بغضب لكنه ردد: بس هتفضلى محبوسه هنا تحت رحمتى مش هتخرجى.


خرج و أغلق الباب خلفه بالمفتاح و ظل يدور في المكان كأنه أسد حبيس و بدأ فى تكسير كل شيء حوله يزداد معدل عنفه و هو يستمع صراخها عليه من الداخل تردد كلمه واحده: و الله لأندمك يا ماجد.


بالاخير لم يتحمل سماع صوتها و هى تصرخ و أحياناً تبكى بألم ، خاف من قلبه فقد كان يرق كلما استمع صوت بكائها.


خرج من البنايه كلها و هو يتنفس بسرعه و أخرج هاتفه يفتح إحدى أرقامه يهاتف صديقه الوحيد كى يشكى له همه.


لكنه لم يستطع الحديث و أرسل له رساله فقط... ثم استقل سيارته بإتجاهه.


فى نفس الوقت كان هارون يقود سيارته متجهاً حيث الحى الذى تسكنه غنوة يهاتف أحد رجاله يصرخ فيه بغضب: قولت دوروا تانى.. افضلوا وراه لحد ما تلاقوه.


اهتز هاتفه فى يده علامه على وصول رساله له... فتح الهاتف ليرى رساله من ماجد انه مخنوق جدا و يجتاح الحديث معه و أنه ينتظره فى مكانهما المعتاد.


عض على شفته السفلى بغيظ و غل ثم أخرج هاتفه يرسل لغنوة رساله صوتيه : حبيبتى هتأخر بس كام ساعه هخلص حوار مهم و إجيلك.


ثم ألتف بمقود السياره كى يقود فى الاتجاه المعاكس.


على الجهه الاخرى جلس ماجد و هو يحتسى الشراب يضرب رأسه فى الجدار من خلفه بألم تدمع عيناه لا يصدق كل ماحدث.


قلبه حقا مفتور ، يزيد كلما تذكر صراخها به.


اتسعت عيناه و هو يتذكر قوة حديثها بعدما نظرت للهاتف و أضاء عقله بشئ ما.


أخرج هاتفه مجددا يفتحه على ذاك المقطع القذر يوقفه عند قدم تلك الفتاه التي من المفترض أنها حبيبته يبحث فيها عن تلك الوحمه الكبيره التى ورثتها عن محمود و العظمه البارزه.


اتسعت عيناه و هو لا يجد أى أثر لها .. فرحه كبيره غمرت قلبه واخذ يتنفس عالياً و هو يضحك بسعادة... حبيبته البريئه بريئه .


ثوانى و شحب وجهه برعب يتذكر حالتها التى تركها بها. بل و الاكثر ما أرتكبه هو .


أنتفض يخرج سريعا يريد الوصول لها... لكن كانت سيارة هارون قد توقفت و ترجل أمامه يوقفه فقال هو بسرعه: سيبنى يا هارون دلوقتي أنا مستعجل.. أنا ظلمتها و لازم ألحقها مش عايز اتأخر عليها و كمان حابسها فى شقتى لوحدها.


لكن هارون لم يستمع له بل عيناه كانت متشبعه بالغضب جراء الغدر الذى ذاقه على يده .


فقط دفعه للداخل بغضب و دلف يغلق الباب خلفه و ماجد ينظر له بإستنكار.....


تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع