القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل التاسع والعاشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 

رواية عش العراب الفصل التاسع والعاشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)




رواية عش العراب الفصل التاسع والعاشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)


 الفصل التاسع


 قبل قليل بأحد الموالد الشعبيه، كانت همس تجلس جوار كارم بين الجموع، تستمتع لحكاية ذالك الراوى الذي يسرد إحدى حكايات الخيال، على صوت ربابته وشجن عازف الناى إندمجت مع الحكايه، رغم أنها تعرف أنها خياليه، تبسمت حين قص الراوى نهاية الحكايه أن أبطال الخيال في النهايه إتحدوا وأصبحوا قصص للعشاق تتناقل بين الالسنه. بعد أن إنتهى الراوى، نهض كارم واقفا، يمد يده ل همس، نظرت همس ليده للحظه فكرت مد يدها له لكن تملك منها شعور الرهبه، نهضت واقفه جواره. شعر كارم بغصه في قلبه من عدم مد يد همس له، همس مازالت تلك الفوبيا متملكه منها يتمنى أن تنتهى تلك الرهبه التي لديها، وتعود همس كسابق عهدها حين كانت ودوده مع من حولها، جذب يده، وسار جوار همس بوسط الزحام، كانت همس تتجنب الماره جوارها، الى أن خرجوا خارج ذالك المكان وساروا بزحام المولد نفسه، توقفوا أمام أحد الباعه الجائلين بالمولد. تبسم كارم يقول: خلينا نشترى حمص. تبسمت همس وامائت برأسها بموافقه. رغم أن كارم لم يرى من وجه همس سوا عينيها لكن شعر بسعاده من بسمة عينيها، وقال للبائع: عاوزين همس يكون متحمص كويس ومش مغشوش. تبسم البائع له ومد يده له بحفان من الحمص قائلا: خد يا بيه دوج العروسه وخليها تحكم بنفسيها، أنا عندى عرايس كده زيها ومبحبش الغش عشان ربنا يباركلى فيهم. تبسم كارم وأخذ من البائع الحفان من ثم مد يده بتلقائيه لهمس به، ترددت همس كثيرا أن تمد يدها، لكن نظرت للتاجر ورأت وجهه البشوش، مدت يدها وأخذت الحمص من يد كارم، تبسم كارم لها، نظر للبائع: أوزنى خمسه كيلو لوحدهم وإتنين لوحدهم، بس من نفس الكوم اللى أديتنى منه. تبسم له البائع وقام بوزن ما طلبه منه، وأعطاه له. سأله كارم عن الحساب، أعطى له البائع الثمن، أخرج كارم حافظة ماله وأعطى للبائع ثمن ماقال، لكن بزياده عن المبلغ المطلوب، وحمل اكياس الحمص وسار لكن، قال له البائع: لسه الباجى بتاعك يا بيه؟ تبسمت همس وقالت له: الباجى عشان بناتك، ربنا يباركلك فيهم. تبسم البائع وقال: ربنا يباركلك في جوزك يا ست ويرزجكم من وسع. تبسم كارم وقال: يارب. بينما همس شعرت بنغزة وجع في قلبها وسارت صامته، تأكل من حبات الحمص التي أعطاها لها كارم من البدايه، كانت همس تتجنب الزحام الى أن خرحوا من المولد، وساروا بالطريق يتسايرون بمرح، تحدثت همس قائله: من زمان مخرجتش ولا روحت موالد، كنا بنروح مع بابا اوقات وأحنا صغيرين، بس لما كبرنا ماما بقت ترفض بسبب زحام الموالد، بس عجبنى قصة الراوى، رغم أنى عارفه خياليه ومش معقول تحصل في الواقع. تبسم كارم يقول: وليه مستحيل تحصل في الواقع. تبسمت همس تقول: لآن مستحيل حورية البحر تعشق صيادها، وهو أسرها في البدايه بين شبكته، وكان ممكن يتسبب في موتها. تبسم كارم يقول: فعلا الصياد في البدايه أسر الحوريه بين شبكة صيده، بس لما سمع صوت غناها الحزين، وقع في عشقها، وحررها من الشبكه وجابلها الميه قبل جلدها ما يتشقق وتموت، وهي كمان لما شافت إهتمامه بها نسيت أنه أسرها في شبكته تعرفى القصه دى بتفكرنى بمين. ردت همس بسؤال: بمين؟ قماح وسلسبيل تعجبت همس قائله: مين! قماح وسلسبيل؟ رد كارم: أيوا قماح وسلسبيل، متأكد قماح عنده مشاعر قويه ناحية سلسبيل بس بيخفى ده خلف بروده بس نظراته ل سلسبيل واضحه جدا ومن زمان كمان بس معرفش ليه متجوزهاش هي من الأول، يمكن عشان سلسبيل نفسها مش واخده بالها من النظرات دى. تبسمت همس تقول: تعرف لما عمى قالى إن سلسبيل هتتحوز من قماح في البدايه مصدقتش، مستحيل سلسبيل طول الوقت بتتجنب قماح، وبتقول عليه عنجهى وهوائى، بس شوف نصيبها تتجوز منه، فعلا سلسبيل زى الحوريه اللى كانت في حكاية الراوى بتمنى تحب قماح زى الحوريه ما عشقت صيادها كده. تبسم كارم يقول: الوقت بيغير كل شئ وصلنا للجراچ اللى كنت راكن فيه العربيه قبل ما ندخل المولد، خلينى أوصلك مع انى مش عاوز أفارقك بس الوقت بدأ يتآخر. تبسمت همس له وصعدت الى السياره بعد قليل توقف كارم بالسياره أسفل تلك البنايه التي تعيش فيها همس. نزلت همس من السياره لكن قبلها قالت لكارم: شكرا ليك يا كارم كانت فسحه حلوه. نزل كارم من السياره خلفها وحمل أحد الأكياس وقال لها: نصيبك من الحمص اللى إشتريناه، خلينى اوصلك لحد باب الشقه. مالو... قاطعها كارم يقول: مش هطمن عليكي غير لما تدخلي الشقه قدامى. تبسمت همس له وصعد الإثنان بالمصعد الكهربائى، لوهله شعرت همس بالخوف من بقائها بمكان ضيق مع كارم، لكن مثلت الهدوء الى ان وصل المصعد أمام الشقه الخاصه بها، مد كارم يده لها بالكيس قائلا: تصبحى على خير يا هاميس. تبسمت همس، وفتحت باب الشقه ودخلت وهي ترد عليه، وإنت من أهله يا كارم متنساش تدى لهدى حمص واتوصى دى بتحبه قوى. تبسم كارم يقول: عارف هدى وسلسبيل الإتنين بيحبوه، وأنا جايبه لهم أصلا، بكفر عن سيئاتى اللى كنت بعملها في سلسبيل وأحنا صغيرين لما كنت بكسر لها تماثيلها. تبسمت همس تقول: فعلا سلسبيل كانت بتزعل منك بس عمرها ما كرهتك عكس البارد حماد إبن عمتى عطيات، كنا بنكرهه إحنا التلاته كان غاوى غلاسه وبرود. تبسم كارم يقول: بس أنا مكنتش ببقى قاصد أكسرهم لها أنا كنت بحب أفضل معاكى أطول وقت، وأنتم التلاته كنتم بتتجمعوا طول الوقت في الأتلييه بتاع سلسبيل، فكان اللى بيحصل غصب، او تقدرى تقولى لفت نظر. تبسمت همس بحياء وقالت: تصبح على خير يا كارم، الوقت اتأخر وممكن الجيران يفهموا وقوفك كده غلط. تبسم كارم وتوجه نحو المصعد، بداخله كم يود أن يرى وجه همس التي تخفيه خلف ذالك النقاب، وكم يود البقاء معها، أخذ قرار، لابد أن يتزوج همس بأقرب وقت، وتكمل علاجها وهي معه. دخلت همس الى الشقه وأغلقت الباب، وقفت خلف الباب تتنهد بقوه، كارم يستحق أفضل منها، هي الحيه الميته بنظر الجميع، حقا هي إختارت ذالك، لكن هل هناك مفر آخر لما مرت به، بقائها ميته بنظر الجميع أفضل من أن تبوح بسرها وتقول لهم أن من إغتصبها أخذ لها مجموعة صور وربما سجل شريط فيديو لها، تخفى وجهها خوفا من عيون البشر، لكن ليس للقلب لجام فلت اللجام منها كارم التي سابقا كانت تعرف أنه يحبها وهي كان لديها مشاعر، أعجاب لقماح، ظنتها انها كانت حب، لكن كانت مخطئه مشاعرها مختلفه ناحية كارم، لكن هو يستحق الأفضل منها. بشقة سلسبيل بغرفة النوم مازالت نائمه بظهرها على الفراش وجع جسدها التي تشعر به لا شئ جوار وجع روحها التي أحرقها قماح كانت تلك آخر نقطه تجعلها تتأكد أنها تبغضه، لا داعى للإهانه أكثر من ذالك، حسمت قرارها إستدارت برأسها تنظر ل قماح وكادت تقول: طل. صمتت لم تنطق باقى كلمة الخلاص بالنسبه لها، حين وقع بصرها على وجه قماح الذي يتصبب عرقا، وإصطبغ ببعض الإحمرار، يقاوم كى يفتح عينيه، ليس هذا فقط بل يهلوس ببعض الكلمات. حتى إن كنت غاضب ممن أمامك في لحظه تتحكم بك إنسانيتك التي لم تفقدها بعد رغم قساوة أفعاله معك. برغم آلم جسدها الأ أنها تحاملت على نفسها ونهضت تضع يدها فوق جبين قماح، جبينه مرتفع الحراره للغايه، هو محموم. أزاحت سلسبيل عنها غطاء الفراش ونهضت سريعا ترتدى ذالك الأيسدال مره أخرى، خرجت من الغرفه بل من الشقه لا تعرف كيف نزلت درجات ذالك السلم، دخلت مباشرة الى غرفة هدايه، وأشعلت الضوء وتوجهت الى فراشها، حاولت توقظها بهدوء حتى لا تفزعها، مدت يدها على كتف هديه، تناديها بهدوء... إستجابت لها هدايه سريعا وصحوت تقول: سلسبيل الساعه كام، أنا إزاي جت عليا نومه عمرها ما حصلت هو الفجر أذن ولا أيه؟ ردت سلسبيل: لأ لسه بدرى عالفجر يا جدتي، بس قماح رجع من شويه، وفجأه تعب. أزاحت هدايه غطاء الفراش سريعا ونهضت من على الفراش حسب قدرتها وقالت بلهفه: خير أيه اللى حصله، ساعدينى يا بتى هاتيلى الجلابيه بتاعتى اللى متعلقه هناك دى... آتت سلسبيل بتلك الجلابيه ل هدايه، وساعدتها على إرتدائها وخرجن الإثنتين من الغرفه تصدعان الى شقة سلسبيل، كانت سلسبيل تساعد هدايه في الصعود تمسك يدها... بعد دقائق معدوده، دخلن الى الشقه منها الى غرفة النوم، نظرت هدايه نحو الفراش، كان أكثر من نصف جسد قماح عارى الغطاء يستر خصره فقط، أخفضت بصرها وقالت: إسترى قماح يا بتى. دخلت سلسبيل وآتت بسروال وتيشيرت منزلى وألبستهم لقماح ثم شدت الغطاء على جسده، حين وقفت دخلت من خلفها هدايه، نظرت له برجفه في قلبها، من خبراتها السابقه علمت سبب إرتفاع حرارة جسده وتعرقه وهلوسته بهذا الشكل. أخرجت من جيب جلبابها مفتاح وقالت ل سلسبيل: خدى إنزلى افتحى آخر ضلفه في دولابى وهتلاجى مفتاح كبير فى الصندوج بتاعى هاتيه وكمان هتلاجى شال أبيض في نفس الضلفه بس فوج شويه هاتيهم وتعالى بسرعه. أخذت سلسبيل المفتاح من يد هدايه، بظرف دقيقه كانت عادت الى هدايه بمفتاح معدنى كبير الحجم يشبه مفاتيح البيوت الأثريه القديمه ومعها ذالك الشال الأبيض أعطتهما لهدايه، تقول: المفتاح والشال أهم يا جدتى. أخذت هدايه الشال أولا ولفته حول رأس قماح وثم أخذت المفتاح ووضعته بمنتصف جبهة قماح، وعقدته بالشال وقامت ببرمه بلفات دائريه بإحدى يديها واليد الأخرى كانت تقوم بتدليك عنق قماح من أسفل وصولا لبداية ذقنه، ظلت تفعل هذا لدقائق، حتى شعرت ببداية زوال الحراره عن قماح، تنهدت براحه، قائله: الحمد لله الحراره زالت عنه شوى. وضعت سلسبيل يدها فوق جبهة قماح وقالت: لأ دى زالت كتير. تنهدت هدايه قائله: طب ساعدينى بجى ناخد قماح نحط راسه تحت الميه شويه. ردت سلسبيل: قماح شكله بدأ يرجع لوعيه شويه خليكى مرتاحه يا جدتي وأنا هساعده يدخل الحمام. قالت سلسبيل هذا وتحدثت لقماح: قماح لو قادر حاول تسند عليا وقوم معايا. رغم أن قماح مازال يشعر بالتوعك لكن وضع يده على كتف سلسبيل ونهض معها بضعف، سندته أيضا هدايه مع سلسبيل الى أن دخلت سلسبيل به الى الحمام، تحدثت هدايه، نزلى مايه ساجعه على چسمه، يا سلسبيل. بالفعل فتحت سلسبيل المياه البارده، لتنسدل على جسد قماح، الذي شعر برعشه قويه حين نزلت المياه البارده على جسده، لكن بعدها شعر ببعض من الراحه،. نظرت لهما هدايه وقالت: كفايه إكده تحت المايه، نشفى چسمه وأنا هچيب ليكى له خلجات من الدولاب. بالفعل نشفت سلسبيل جسد قماح، وأخذت تلك الملابس من يد هدايه، وساعدته في إرتدائها، من ثم ساعدته في والخروج من الحمام، الى أن عاود التمدد على الفراش يغمض عينيه مره أخرى، مستسلما لتلك الغفوه. إنخضت سلسبيل، لكن تحدثت هدايه: متخافيش قماح چسمه جوى، وهيجاوم. تعجبت سلسبيل قائله: هيقاوم أيه أنا هنزل اقول لبابا يطلب دكتور لقماح ده غمض عنيه، وشكله لسه عيان والحراره شكلها هترجع تانى. تبسمت هدايه رغم قلقها على قماح من لهفة سلسبيل وقالت لها: دى (ضربة سمس) يا بتى مش صداع عادى، بس أنا خلاص أخدت السمس من راسه، دى حراره عاديه، بالكمددات هتروح، روحى هاتى صحن بلاستيك صغير فيه شوية مايه وحطى فيه حتيتين تلچ، ومعاهم شوية خل ومتخافيش، قماح هيبجى زين بإذن الله الشافى. إمتثلت سلسبيل لقول جدتها وآتت بطبق بلاستيكى صغير وبه ماء وقطع ثلج الممزوج بالخل، وأعطته لها. أخذته هدايه وقامت بوضع ذالك الشال بالماء المثلج وقامت بعصره ووضعه على جبين قماح، وقالت ل سلسبيل: روحى يا بتى غيرى خلجاتك المبلوله دى لا تمرضى إنت كمان، وأنا إهنه جاعده چار قماح على ما تعاودى. أمائت سلسبيل لها وذهبت الى الدولاب أخذت بعض ملابس لها ودخلت الى الحمام، خرجت بعد قليل تنظر لقماح. تبسمت لها هدايه قائله: هيبجى كويس متجلجيش، تعالى إجعدى چاره عالسرير لما الشال ينشف تبليه من الميه تانى، أنا هجوم أتوضى وأصلى قيام الليل، وأدعى له بالشفا، وليكى براحة البال. امائت سلسبيل رأسها لها تقول: حرم يا چدتى. نهضت هدايه وتركت سلسبيل تجلس جوار قماح على الفراش نظرت لوجهه الذي بدأ يعود لطبيعته قليلا، لأول مره بحياتها تتآمل ملامح قماح، لاحظت ذالك النمش الخفيف حول أنفه ووجنتيه، يعطيه وسامه، ملامحه تبدوا هادئه، لكن قارن عقلها بين ملامحه الهادئه وقسوته الذي يمارسها عليها طول الوقت. بالتأكيد ليس عليها فقط، هي رأته يصفع زوجته السابقه ويتعامل بحده، بتلقائيه منها، أخذت الشال وبللته بالمياه ووضعته على جبهته مره أخرة، ودون شعور منها سارت يديها تمسد خصلات شعره الرطبه. أما هو، كان يسبح في خياله، يشعر أن النور إنطفئ أمامه فجأه يسير بطريق معتم، لم يختار يتمنى أن يعود الزمن لوقت أن كان هذا الطفل بالعاشره من عمره، رافقت خياله صورة والداته تذكر كثير من المواقف له معها، والذكرى التي ترسخت بعقله هي تلك الأمنيه التي لم تحقق وليتها ما تحققت وضلت والداته على قيد الحياه يتمتع بحنانها الذي حرم منه باكرا. أثناء دخول قماح ورباح الى المنزل عائدين من المدرسه إندفع رباح وهو يدخل خلف قماح وكاد يقع بأرضية الحديقه، لكن سند بيده على قماح الذي لم يتنبه وتزحلق بأرضية الحديقه المبلوله بسبب هطول أمطار غزيزه، رغم سخر منه رباح وقتها وضحك عليه، وتركه ولم يمد يده له يساعده على النهوض، بل قال له: أحسن يا ريت رقبتك كانت إنكسرت. لم يبكى لكن الكلمه ترسخت بعقله الصغير، أخيه يكرهه دون سبب، نهض من على الأرض أصبحت ملابسه ملوثه بالطين، دخل الى المنزل ينادى على والداته، التي آتت تحمل طفله صغيره بين يديها، نظرت له بفزع تتحدث العربيه لكن بكلمات صعيديه مكسره إكتسبتها من عشرتها في دار العراب السنوات الماضيه قائله: قماح أيه اللى چرالك. بتلقائية طفل قال: رباح زقني وهو داخل للدار. ردت كارولين: طب معليش تعالى معاى للأوضه أغيرلك هدومك. تبسم لها وسار خلفها، وضعت تلك الصغيره التي كانت تحملها على فراش غرفة قماح، وأتت بملابس نظيفه لقماح ووضعتها جوارها على الفراش وقالت: يلا أدخل إستحمى ونضف نفسك من الطين ده وتعالى هنا إلبس هدومك علشان مش تتبل مايه من الحمام. تبسم لها ودخل للحمام، إغتسل وخرج بعد قليل يرتدى مئزر قطنى صغير مناسب له، نظر لها وهي تداعب تلك الصغيره قائلا: ماما أنا نفسى يبقى ليا أخوات زى رباح كده. تبسمت له قائله: رباح يبقى أخوك الكبير واخواته يبقوا أخواتك وكمان البيبى الصغير اللى في بطنى هيبقى أخوك او أختك زيهم بالظبط. رد قماح: لأ يا ماما رباح وأخواته مش بيحبونى، ورباح مش بيرضى يلعبنى معاهم حتى في المدرسه أوقات بيخلى أصحابى مش يلعبوا معايا، ويقولهم ده إبن الأغريقيه مش أخويا. مسدت كارولين على شعر رأسه بحنان قائله: متزعلش نفسك، بكره سلسبيل تكبر وتلعب معاها، شوف أهى بتضحك لك. نظر قماح لسلسبيل وقال: مش يمكن سلسبيل تبقى زى رباح ومترضاش تلعب معايا، أنا هستنى لما تجيبى أخويا او اختى والعب معاهم. تبسمت كارولين له: طب يلا البس هدومك لا تبرد. تبسم قماح ونظر ل سلسبيل التي تحملها كارولين قائلا: غمضى عينك يا سلسبيل، عيب أما تشوفى راجل عريان. تبسمت كارولين على بسمة تلك الصغيره، وتمنت أن يرزقها مثلها، لكن كان للقدر رأى آخر، أنجبت فعلا فتاه، لكن فارقت الحياه بسبب ولادتها المبكره قبل ميعادها وليس فقط هي من فارقت بعدها فارقت والداته هي الآخرى متآثره بحمى نفاس، ليسير بعدها في درب من الحرمان. فاق من هلوسته حين شعر بيد تمسد على خصلات شعره للحظه ظن أنها يد والداته، فتح عينيه للحظات، لكن رأى وجه آخر غير أمه، وجه سلسبيل! سلسبيل هي من تمسد على خصلات شعره، أغمض عينيه سريعا لا يريد أن تعلم سلسبيل أنه يشعر بها. إنتبهت سلسبيل، لعودة جدتها فشالت يدها من على رأس قماح. لاحظت هدايه ذالك وتبسمت دون حديث. نهضت سلسبيل من جوار قماح وقالت: حراره قماح تقريبا زالت ياجدتى. تبسمت هدايه قائله: عالصبح إن شاء الله هتزول خالص. تبسمت سلسبيل وقالت: تعبتك يا جدتى، وصحيتك من النوم، وانا عارفه إنك مش بتحبى تسهرى. ردت هدايه: ده قماح يا سلسبيل متعرفيش غلاوته عندى جد أيه، ربنا يتم شفاه. ردت سلسبيل: وأيه سر غلاوة قماح بقى عندك نفسى أعرف. تثائبت هدايه قائله: هجولك بس بعدين مش دلوق، دلوق، أنا عضمه كبيره ومش جد إنى أسهر أعتنى بقماح، هسيبلك المهمه دى، هو چوزك وأنتى أستر وأولى برعايته، هنزل لمجعدى، اتمدد عليه، بس مش هنعس خلاص جربنا عالفچر الأول، هسبح ربنا. ردت سلسبيل: نزول السلم هيتعبك ياجدتى، في هنا أوضة نوم تانيه، مددى جسمك على السرير فيها، وكمان ممكن الحراره ترجع تانى. تبسمت هدايه بموافقه. قالت سلسبيل: خلينى أخد يدك للأوضه ترتاحى، ياجدتى. تبسمت هدايه قائله: تسلمي يا بتى، ربنا ياخد بيدك ويرزجك بالخير عالدوام، هما ساعتين لحد نور ربنا ما يسطع، وقماح هتزول الحراره من عليه، ربنا ما يرجد له چته. صمتت سلسبيل وذهبت مع جدتها لغرفتها، وعادت مره أخرى لغرفة قماح، نظرت له تبسمت على حالها، كيف قبل ساعات كانت تود الطلاق ومازالت تود ذالك، لكن كيف تطلب هذا وهو مريض، والأدهى من ذالك هي من تجلس جواره، في مرضه، هي فقط تشفق عليه لا أكثر هذا ما فسره عقلها، تمنت أن يأتى الصباح، ربما مثلما قالت هدايه، أن قماح سيستعيد جزء صحته صباحا، ربما شفاؤه السريع يعطيها فرصه للتخلص من هذا الزواج سريعا، لا داعى للمماطله أكثر. بالفعل آتى صباح جديد. دخل النبوى الى غرفة والداته تعجب حين لم يجدها، سأل إحدى الخادمات عنها أحابته: أنها إستيقظت ولم تجدها بغرفتها، تعجب النبوى لذالك، في ذالك الوقت دخل ناصر يسأل عنها أيضا، تعجب من رد الخادمه. تحدث النبوى يقول: وأمى صحيت بدرى كده وراحت فين. كاد ناصر أن يقول له لا يعلم ولكن تذكر وجه قماح ليلة أمس، فقال: قماح إمبارح بالليل رجع وشكل وشه كان تعبان ولما سألته جالى انه كويس، تفتكر... إنخض النبوى قائلا: جصدك أيه بشكل وشه، أنا هطلع أطمن عليه. رد ناصر: خدنى معاك. بالفعل صعد الإثنان خلف بعضهم، وتركوا تلك الحقوده قدريه التي سمعت حديثهم، فزاد الغلول في قلبها تتمنى الأسوء لقماح، قائله بتهكم: جلبك حنين جوى يا نبوى لو واحد من ولادى مكنتش هشوف عليه الخضه دى، بس طبعا ده إبن الأغريقيه اللى خطفت جلبك، ياريت قماح كان سبجها للموت. فتحت سلسبيل باب الشقه ليتحدث النبوى قائلا: قماح فين، هو بخير. تبسمت سلسبيل: قماح بخير يا عمي، جدتى داوته. دخل النبوى سريعا، الى الشقه الى داخل غرفة النوم، تبسم براحه، وهو يرى هدايه تجلس جوار قماح، تمسك كوب تسقى منه قماح الذي تماثل للشفاء. تبسم النبوى وقال: صباح الخير يا أمى، سلامتك يا قماح. تبسم ناصر هو الآخر قائلا بعتب: ليه يا ولدى، لما كنت تعبان إمبارح جولت إنك زين، شكلك كان باين، بس خال عليا، ربنا يتم شفاك. تبسم قماح لعمه بود، بينما قالت هدايه: دى كانت ضربة سمس وربنا لطف، شكله كان بيوجف في السمس كتير اليومين اللى فاتوا، وشه إسود شويه، بس لساه حلو زى ما هو، حتى السمار زاده حلاوه. تبسم النبوى يقول: مالهم السمر يا أمى وبعدين هو بنته عشان نجول أبيض ولا اسمر ده راچل ومن عيلة العراب، حفيد الحاچه هدايه. تبسمت هدايه وقالت: وجوز بت ناصر العراب، زينة البنته. تبسمت سلسبيل داخلها تتهكم، كم تود إنهاء هذا الزواج في أقرب وقت، لكن بحديث هدايه مع ولديها، يبدوا أن الامر أصبح مؤجل الى وقت آخر. بعد مرور عدة أيام. صباح تحدثت همس على الهاتف مع طبيبتها وقالت: أنا تعبت من السر اللى شيلاه جوايا، أخدت قرار وخلاص هحكى اللى حصل معايا. ظهرا نظرت زهرت الى تلك الدماء التي تسيل منها تبسمت بمكر ثعالب، هذا اليوم ستنهى كذبة حملها، وتكسب تعاطف الجميع معها، إدعت الآلم وإتصلت على رباح، الذي رد عليها قالت له: أنا تعبانه قوى يا رباح، وأتصلت عالدكتوره وقولت لها على وجعى قالتلى تعاليلى العياده، واتصلت على امى وقولت لها هفوت أخدك نروح للدكتوره. رد رباح بخوف وخضه: قوليلى عنوان الدكتوره وانا اقابلكم على هناك. ردت زهرت: لأ خليك إنشاء الله خير، يمكن مغص ويعدى، ماما معايا ولو حصل حاجه هتتصل عليك. رد رباح: طيب خدى عمتك معاكم للدكتوره. ردت زهرت: لأ بلاش عمتى، ماما كفايه، أنا مكنتش هتصل عليك اقلقك، بس قولت أقولك علشان هخرج محبش أخرج من دون علمك. رد رباح: طيب إبقى ردى على إتصالى. تبسمت زهرت وقالت: حاضر يا حبيبي خير إنت إدعيلى، يلا بالسلامه. أغلقت زهرت الهاتف، ورمته على الفراش تبتسم بظفر، وراحه ستنهى هذه الكذبه قبل أن تفضحها هدايه التي تشعر أنها لديها شك بحملها، وكثيرا ما تلمح لذالك. . بعد العصر بقليل بمنزل العراب دخلت سلسبيل الى غرفة جدتها وجدتها تختم الصلاه تحدثت: حرام يا جدتى تقبل الله. تبسمت هدايه قائله: جمعا يارب، تعالى إجعدى چانبى يا سلسبيل بت حلال كنت هخلص صلاه وهبعت أنده لك، عاوزاكى. جلست سلسبيل أرضا جوار هدايه، وقالت: خير يا چدتى. ردت هدايه وهي تضع يدها على رأس سلسبيل تمسدها بحنان: خير يا بتي، كنت عاوزه أسألك على حالك مع قماح. إرتبكت سلسبيل قائله: حالى معاه كيف يعنى؟ تبسمت هدايه وقالت: قماح بيعاملك زين ولا... إزدرت سلسبيل حلقها وقالت بخفوت: زين بيعاملنى زين. نظرت هدايه لعين سلسبيل وإستشفت عكس ما تقوله سلسبيل وقالت: طب مالك بتجوليها بصوت واطى إكده، ليه حاسه زى ما يكون مفيش بينك وبين قماح وفاج(وفاق). إرتبكت سلسبيل وكادت تكذب على هدايه... لكن هدايه قالت لها هجولك يا بتي كلمتين أمى جالتهم لى زمان لما إتچوزت چدك الله يرحمه جالتلى يا بتي إحنا الحريم مصاطب الذل نظرت لها سلسبيل بعدم فهم وقالت: مش فاهمه تقصدى أيه يا چدتى، عاوزانى أذل نفسي لقماح! ردت هدايه بنفى: طبعا لاه ما عاش ولا كان اللى يذل فرد من أحفادى لا البنين ولا البنات. هجولك يا بتي أمى كان جصدها أيه؟ كان جصدها إننا الحريم اللى بنحتوى راچلنا ونجدم له الراحه حتى وإحنا مش جادرين نقول لاه، بس ده مش معناه إننا ضعاف لأه ده جوه لينا. الست لازم تكون زى السفنچه لچوزها وجت غضبه وعصبيته وتبلعها تتشربها كيف ما تتشرب السفنچه الميي، الراچل مهما كانت جوته الست تجدر تحول جوته دى لضعف جدامها، يمكن متوعيش على چدك رباح الله يرحمه، كان فيه خصال كتير من قماح، بس أنا سويت كيف ما أمى وصاتنى وإتحملت طبعه الجاسى في الأول لحد ما لان وبجى كيف الميي البيضه لونت معاه العيشه محدش كان يعرف بينتنا أيه حتى ولادنا اللى معانا في الدار. أنى خابره قماح طبعه جاسى جوى يمكن بزياده عن چدك، يمكن بسبب إنه إتربى بعيد عنينا مع الوليه چدته الأغريقيه لأكتر من ست سنين لما رچع لأهنه كان عمره عدى سبعتاشر سنه يعنى كان بجى راچل، وفعلا كان راچل، قماح طول عمره راچل من وهو صبي صغير، مشاءالله عقله سابج سنه. ردت سلسبيل بتهكم: آه عقله سابق سنه حتى عدد جوازاته، في خمس سنين إتجوز تلاته والله أعلم لسه أيه اللى هيحصل، يمكن يجيب الرابعه كمان. ردت هدايه: دى في يدك و بشاطرتك أنتى تخليه ميفكرش غير فيكى وبس ويزهد صنف الحريم من بعدك. تهكمت سلسبيل: وده هيحصل إزاى هسحرله إياك. تبسمت هدايه قائله: في يدك اللى أجوى من السحر، العشج العشج يا بتي أجوى من السحر، خلي قماح يعشجك ووجتها هتلاجى جسوته بجت حنيه. سخرت سلسبيل قائله: يعشجنى، هو قماح يعرف العشق، على يدك جوازته الاولى كانت من زميلته في الجامعه قال بيحبها وإتجوزها وقبل ما تمر سنه كان مطلقها، حتى التانيه كانت بنت تاجر من اللى بيتعامل معاهم وشافها ودخلت مزاجه وإتجوزها ونفس الشئ حصل قبل سنه طلقها، قماح أسهل شئ عنده الطلاق هو بيتسلى شويه باللعبه اللى في إيدك وبعد ما يزهق منها بيكسرها وقبل السنه هفكرك يا چدتى هيعمل معاي نفس الشئ ويطلقنى، أنا مكنتش موافقه عالجوازه من الأول بس أنتم اللى غصبتوا عليا بسبب... صمتت سلسبيل تكبت تلك الدمعه التي تحرق عينيها. لكن تنهدت هدايه بآلم وقالت: اللى حصل كان مكتوب وچوازك من قماح كمان كان مكتوم، وأنا مستحيل أسمح إن قماح يطلجك أبدا طول ما أنا عايشه. ردت سلسبيل بتهكم: تفتكرى صعب عليه يا چدتى لما يزهق منى حتى لو مطلقنيش سهل يتجوز عليا وأعيش ضايعه زى مرات عمى. ردت هدايه: إنتى مش زي مرات عمك بلاش تقارنى نفسك بيها إنتى عنديكى عقل وجلب عنها، وقماح مش زي النبوى طب تعرفى إن الإتنين اللى طلجهم نفسهم لحد دلوق يرجعوا تانى لعصمته حتى لو بجوا ضراير. سخرت سلسبيل قائله: على أيه عاوزين يرجعوا لعصمته تانى والله دول يحمدوا ربنا إنهم بعدوا عنه. ردت هدايه: هما مبعدوش عنه بخطرهم، لو بخطرهم عمرهم ما كانوا بعدوا عنه لساتهم عاشجينه. تهكمت سلسبيل تقول: عاشجينه، جايز برضوا. فجائت هدايه سلسبيل وقالت: وأنتي كمان بكره تعشجيه يا سلسبيل وفي يدك تخليه عينيه متشوفش ولا عقله يفكر في حريم غيرك إفتحى جلبك له. تهكمت سلسبيل تفكر في داخلها تقول لنفسها ودت لو تصرخ وتقول لهدايه: أى قلب عاوزانى أفتحوا له وهو مفيش مناسبه غير وبيجيب سيرة أختى وبيحسسنى أنه إتفضل ومن عليا لما قبل يتجوزنى، ده غير كرهى لعنفه معايا أنا بكرهه وبكره إنه يقرب منى أو يلمسنى ولو بأيدي كنت أفضل الموت عن إنى إسيبه يعاملنى زى الخدامه لرغبته المتوحشه بس وقتها مش بعيد يستغل موتى ويأذى هدى أختى بذنبي زي ما بيعمل معايا... ده شخص مريض محتاج لعلاج نفسى. لكن صمتت سلسبيل. تبسمت هدايه تقول: إسمعى كلامى وهتكسبى قماح. ردت سلسبيل بمهادنه: حاضر يا چدتى، بس ليا عندك طلب وعاوزاكى تقنعى قماح بيه. ردت هدايه: وأيه هو الطلب ده؟ ردت سلسبيل: عاوزه أشتغل، وهو ممانع. قبل أن ترد هدايه، رد قماح الذي دخل بتعسف: ومازلت ممانع، مفيش شغل وآخر مره أسمعك بتتكلمى في الموضوع ده... نهضت سلسبيل واقفه وقالت بشجاعه: ليه مش موافق إنى أشتغل؟ رد قماح بتصميم: قولت مفيش شغل، أنا مبحبش أتعامل في الشغل مع ستات. ردت سلسبيل: مش عذر وتمام بسيطه أنا هشتغل في الحسابات يعنى بعيد عنك ومش هتضطر تتعامل معايا. نظر لها بتهكم قائلا: قولت مفيش شغل إنتى مش محتاجه لشغل. إرتسمت القوه والتصميم على وجهها وقالت: ومين قالك كده، أنا أكتر واحده محتاجه أشتغل، وقبل ما تقول مش محتاجه ماديا، هقولك مش كل اللى بيشتغلوا محتاجين الشغل عشان الفلوس، وأنت أولهم، مش محتاج ماديا يبقى ليه بتشتغل. إرتسمت الحده على وجه قماح ورد بتعسف: بشتغل علشان أنا الراجل ولما أبقى محتاج وقتها إبقى إشتغلى وده آخر قرار عندى، وممنوع الكلام في سيرة إنك تشتغلى دى تانى. إستدارت سلسبيل تنظر لجدتها أن تساندها، لكن وقع بصرها على باب الغرفه، أغمضت عينيها ثم فتحتهما، وقالت بذهول: همس! ليذهل عقلها وتقع مغشيا عليها، يتلقفها قماح بين يديه قبل ان تسقط أرضا.


 الفصل العاشر 


كادت سلسبيل أن تقع أرضا غائبه عن الوعى، لكن سرعان ما تلقفها قماح بين يديه بخضه، إنخضت هدايه هي الآخرى ونهضت سريعا تتوجه لقماح بلهفه قائله: بسرعه يا قماح وديها مجعدى، حطها عالسرير. نظر قماح لها وقال: لأ خلينى أخدها لأى مستشفى. ردت هدايه: وديها مجعدى حطها عالسرير يا قماح، متخافش دى مغمى عليها. نظر قماح لوجه سلسبيل وشفاها التي همست بشئ قبل أن تغيب عن الوعى، من ثم ذهب سريعا الى غرفة نوم هدايه وضعها على الفراش، ووقف يخرج هاتفه. نظرت هدايه التي دخلت للغرفه خلفه قائله: هتكلم مين في التليفون؟ رد قماح: هشوف أى مستشفى قريبه من هنا تبعت لينا دكتور يكشف على سلسبيل. تنهدت هدايه قائله: مالوش لازمه هاتلى الكولونيا اللى عالتسريحه. نظر قماح لوجه سلسبيل مازال يريد أن يطلب أحد الأطباء. تنهدت هدايه قائله: بلاش تفكر كتير وهاتلى الكولونيا، يلا بلاها وجفتك دى. آتى قماح بزجاجة الكولونيا وأعطاها لهدايه، التي بدأت تضع منها على يديها وتقربها من أنف سلسبيل. بينما سلسبيل في غفلتها تلك ترى من البدايه. همس تقف تمسك بيدها هاتفها وتمد يدها لسلسبيل به، ذالك ما جعل عقلها يغيب لتفقد الوعى بعدها ترى همس نائمه على شيزلونج طبى، وهنالك من معها بالمكان، همس تبكى بخطين أسودين على وجهها يشبهان الكحل السائل، وهنالك أحد يمد يده لها يريد تجفيف دموعها، لكن همس خافت منه ونهضت من على الشيزلونج ترتجف. فتحت سلسبيل عينيها وأغمضتها عدة مرات ببطئ تهمس بأسم همس، لم تتعجب هدايه التي سمعت همس سلسبيل بأسم همس أيقنت بداخلها أن سلسبيل تشعر ب همس، ربما لا تعلم أنها مازالت على قيد الحياه لكن هنالك تواصل فكرى بينهما، سلسبيل ورثت تلك الملكه عن والداتها كانت ترى أحلام ورؤى تتحقق في المستقبل، سلسبيل هكذا، لكن بدرجه أقل من والداتها في الماضى، سلسبيل تكره تلك الأحلام وتخشى منها لذالك ترفضها بعقلها، ربما تعتقد أن هذا أفضل لها، فرؤية بعض أحداث المستقبل الغير مرغوب في حدوثها تؤلم كثيرا، حين تعيش الآلم مرتين، مره بالأحلام ومره بالواقع، لكن بالنهايه كل شئ قدر. فاقت سلسبيل لحد ما تشعر بدوخه تعجبت حين وجدت نفسها على فراش جدتها وضعت يدها تمسد راسها وقالت: أنا أيه اللى حصلى. تتنهدت هدايه براحه قائله: خير يا بتى فجأه أغمى عليكي. تذكرت سلسبيل آخر شئ حين إستدارت ورأت همس تقف على عتبة باب الغرفه بيدها هاتفها تمد يدها تعطيه لها، لكن أخرج سلسبيل من التفكير صوت قماح الذي قال: سلسبيل لو حاسه بأى آلم خلينى أخدك للدكتور. نظرت له سلسبيل بصوت يشوبه الغضب وقالت: لأ انا كويسه متشكره يمكن شوية صداع وهيروحوا، كتر خيرك، خيرك سابق. تعجب قماح من رد سلسبيل بهذه الطريقه عليه لكن إبتلعها حين دخلت نهله برجفه ولهفه قائله: خير سلسبيل مالها واحده من الشغالات جالتلى إن قماح كان شايل سلسبيل ودخل بها لهنا. سخرت سلسبيل من طريقة حديث نهله بتلك اللهفه، منذ متى هذه اللهفه، لو كانت حقا تخاف عليها ما كانت وافقت على زواجها من قماح، حتى أنها أحيانا تشعرها أن قماح تفضل عليها حين تزوج من إحدى بناتها. إقتربت نهله من الفراش وكادت تمد يدها على كتف سلسبيل، لكن سلسبيل تجنبت للخلف وقالت: أنا بخير، يمكن مجهده بسبب قلة نوم، يمكن محتاجه أنام، هنام شويه وهصحى كويسه. تحدث قماح: تمام إطلعى شقتنا نامى وإرتاحى ومرات عمى هتسندك. تمددت سلسبيل على فراش جدتها وقالت: لأ أنا عاوزه أنا هنا في أوضة جدتى هحس براحه أكتر من أى مكان تانى. قالت سلسبيل هذا وأغمضت عينيها. تحدثت هدايه: خلاص خلونا نطلع من المجعد ونسيب سلسبيل على راحتها تنام اهنه، وهتصحى بأذن الله كويسه. إمتثل قماح لقول هدايه على مضض، حتى نهله هي الآخرى شعرت بآلم بقلبها من طريقة معامله سلسبيل لها سلسبيل تعتقد أن نهله بداخلها ليست حزينه على رحيل همس، وأنها ضحت بها حين غصبتها على الزواج من قماح، لكن هذا ليس صحيح، نهله بداخلها نار تكوى قلبها على بنتيها سواء التي إختارت الرحيل دون أن تبرئ نفسها، والآخرى التي تلومها على ضعفها وتبتعد عنها، لا تعرف مدى آلم قلبها تشعر أن شرينان في قلبها ينزفان، وإن كانت واقفه على قدميها الى الآن دون ان تنهار فهو من أجل بنتيها، تتمنى أن لا يصيب إحداهن أى مكروه، يكفيها آلم دفنته بقلبها تمثل القوه أمام الآخرين، لكن القلب قد فاض من الآلم. خرجت نهله أولا من الغرفه ثم قماح ومعه هدايه التي مدت يدها على ذر الإضاءه وكادت تطفئه، لكن قالت سلسبيل: سيبى نور منور يا جدتى. سمع قماح ذالك شعر بغصه هو يجبر سلسبيل على النوم في الظلام كما تعود بينما إمتثلت هدايه لذالك وتركت نور خافت بالغرفه وخرجت وأغلقت باب الغرفه خلفها. تدمعت عين سلسبيل تشعر بآلم في قلبها حين تذكرت باقى الرؤيه التي راتها وهي غائبه عن الوعى، همس كانت تبكى، لما؟! هل الموتى يبكون مثل الأحياء، ربما تبكى لأنها ظلمت وأنهت حياتها بيدها، لكن تذكرت همس كانت تمد يدها لسلسبيل بالهاتف، ما تفسير هذا، أتكون تريد أن تخبرها بشئ، بالتأكيد لأ هنالك تفسير آخر لذالك. أو ربما تنذرها أنها هي من ستلحق بها الى القبر قريبا. بينما قبل قليل بعيادة الطبيبه النفسيه. تبسمت الطبيبه قائله: جاهزه تحكى أيه اللى حصل في الماضى. سحبت همس نفس عميق وقالت بتوتر: جاهزه أحكى كل اللى حصلى، يمكن بعدها أرتاح من الخوف ووجع القلب اللى بحس بيه. تبسمت الطبيه قائله: تمام إتفضلى نامى عالشيزلونج، وإسترخى، وأى وقت حسيتى بأرهاق، او إنك مش قادره تكملى حديث بلاش تضغطى على نفسك. أمائت همس برأسها وتمددت فوق الشيزلونج، بداخلها ترتجف، قاومت ضعفها وبدأت بسرد ما حدث لها ذالك اليوم التي تشعر أنها ماتت فيه. فلاشباك. بعد الظهر إنتهت همس من إحدى محاضراتها وألغيت المحاضره الآخرى، إعتقدت أن ذالك من حظها، هي أعطت للسائق المسئول عن توصيلها الى الجامعه ميعاد خروجها بعد المحاضره التي ألغيت، خرجت هي وإحدى زميلاتها تسيران أمام الجامعه، لكن بدأ الطقس يتغير فجأه، إختفت الشمس وظهرت بعض السحب السوداء. تحدثت زميلتها قائله: الدنيا شكلها هتمطر، أنا هروح أشوف أى سير يس وأروح قبل ما المطر ينزل، وأنتى بلاش تفضلى كده شوفيلك تاكسى وروحى، قبل ما تمطر. تبسمت همس لصديقتها وقالت لها ببساطه: وماله ما تمطر المطر خير أنا بحب المطر. ردت زميلتها: طبعا بنت العراب لو مرضت هتلاقى كونسلتوا دكاتره تحت رجليها، لكن أنا غلبانه يلا سلام بلاش عناد وشاورى لأى تاكسى وروحى بيتكم قبل الدنيا ما تمطر السحب في السما ماشيه سوده شكلها ناويه على شتوايه جامده. رفعت همس بصرها تنظر للسماء، بالفعل السحب سوداء وهنالك أسراب من الطيور تطير بالتأكيد تذهب الى أعشاشها قبل أن تمطر السماء عليها، ذهبت صديقة همس وتركتها تسير وحدها، سارت همس على جانب الطريق، بدأت السماء تمطر في البدايه كان شبه قطرات ندى الصباح او رذاذ، كانت تمشى مستمتعه بتلك النقاط على وجهها، لكن فجأه إزداد هطول الأمطار وأصبحت غزيرة للغايه، كما ان الماره بالطريق أصبحوا قلائل هنالك من يقفون أسفل البنايات إحتمائا من هذا المطر، وأخرون يتسارعون بالطرق حتى يذهبوا لمنازلهم، إبتلت ملابس همس عليها، شاورت لأحد التاكسيات في الطريق، سرعان ما توقف لها. إنحنت قالت له: فاضى يا أسطى. رد السائق: والله كنت رايح أجرچ التاكسى، الجو كده شكله مينبأش بخير، بس ممكن اوصلك لو المكان اللى رايحه له على طريقى. أملت له همس العنوان. تبسم قائلا: إركبى يا أستاذه إنتى على سكتى اهو أسترزق بدل ما أروح ببلاش. تبسمت همس وصعدت الى السياره. تحدث لها السائق قائلا: أيه اللى مخليكى طالعه في الشتا ده. ردت همس: أبدا أنا كنت في الجامعه والمحاضره اتلغت. تحدث السائق: خير. قال السائق هذا ومد يده بعلبة مناديل ورقيه قائلا: خدى نشفى وشك من المطر. ردت همس برفض: شكرا ليك معايا في شنطتى مناديل، تسلم. عاد السائق علبة المناديل، بينما فتحت همس حقيبتها كى تخرج علبة مناديل، توقف السائق فجآه. إنتبهت همس لذالك وقالت بخضه: في أيه وقفت العربيه ليه؟ إستدار لها السائق وقام برش رذاذ في وجهها جعل عقلها فقط يغيب عن الوعى، لكن عينيها مفتوحه ترى كل شى أمامها، وجسدها كآنه شل عن الحركه. بعد قليل دخل التاكسى الى أحد الاماكن تبدوا مثل مخزن قديم، نزل السائق من السياره، فتح الباب الخلفى ومد يده لها قائلا: وصلنا يا عروسه يلا إنزلى. نزلت همس دون إراده منها تبدوا كالمنومه مغنطيسيا، تسير خلف ذالك السائق الذي دخل بها وقال: الأمانه زى اللى طلبوتها يا بهوات، أهى بنت عالفرازه وشكلها بنت ناس كمان، تبسم الآخرين له ينظران لهمس بإشتهاء بسبب ملابسها التي شبه ملتصقه على جسدها بسبب الأمطار، أخرج أحدهم مبلغ مالى كبير وأعطاه للسائق قائلا: تستاهل أتعابك، يلا خد باب المخزن في إيدك وإنت خارج وسيبنا إحنا نرحب بالموزه الحلوه دى. بالفعل غادر السائق وترك همس الغائب عقلها وجسدها التي تشعر انهما مسلوبان منها. سمعت حديث الإثنان مع بعضهما وهما يتنافسان من ينالها أولا كان كل منهم يجذبها من يد كأنها دميه، تشعر بآلم، لكن لا تستطيع الدفاع عن نفسها تصرخ فقط تخدث أحدهم: خلينا نعمل قرعه واللى يطلع صح ياخد هو الطلعه الأولى مع الحلوه. بالفعل أحدهم فاز بالقرعه، وسحب همس من يدها خلفه كالذبيحه كانت تصرخ، منه لكن هو وغد حقير وربما يستمتع بصراخها، وعدم مقاومتها الجسديه له. بالفعل دخل الى غرفه أخرة وأخذ حقيبة يدها ورماها أرضا، ثم ألقاها بقوه على فراش شبه قديم، وأعتلاها يحاول تقبيل شفتاها، لكن رغم غياب إرادتها، قامت برفض وحركت رأسها برفض، لكن صفعها ذالك الوغد أكثر من صفعه شعرت أن وجهها تخدر أكثر، لكن مازالت واعيه العقل فقط... بدأ ذالك الوغد تجريد ملابسها، كانت تمانع لكن جسدها مسلوب الحركه لا تستطيع المقاومه، عرى جسدها ينظر له بأشتهاء، بدأ في إنتهاك جسدها، لكن كانت تصرخ بإستجداء وجسدها يرضخ دون إراده منها. إنتهى ذالك الوغد من إغتصابها ورمى بجسده جوارها على الفراش يلهث بإستمتاع ونشوه ووضع إحدى الكبسولات بفمه، ونهض بعد قليل، خرج من الغرفه، وما هي الأ دقائق وعاد هو والوغد الثانى معه، ليس هذا فقط بل معه هاتفه وقام بتصوير جسد همس العارى وتلك البقعه الدمويه على الفراش نظر للوغد الذي معه وقال: خدت عذريتها والطلعه الاولى يا بختك، بس معليشى أنا كمان لازم أخد شرف كبير مع الحلوه، بالفعل جثى الآخر فوق جسد همس وبدأ بإغتصابها متلذذا بصراخها دون مقاومه منها، مارس عليها علاقه محرمه، يستلذ بها الى أن إنتهى هو الآخر وترك جسد همس الموصوم بأغتصاب حقيران لها، ليس هذا فقط بل صوراها بطريقه مشينه، كانت واعية العقل فقط وباقى جسدها مسلوب، لكن من يرى فتحها لعينيها يعتقد ان كل شئ حدث بإرادتها حتى صراخها ربما يفسر على أنه لذه. دخل أحد الأثنان وقام بتلبيسها ملابسها مره أخرى، ووضع حقيبتها على كتفها، وسحبها خلفه وهي لا تشعر بشئ حتى إنهاك جسدها، ووضعها بسيارته، وذهب الى أحد المواقف العامه القريبه من الطريق، وقام بأنزالها وأخذ يدها الى ان أجلسها على أحد مقاعد الإنتظار بالطريق، من ثم قاد سيارته وغادر سريعا. ظلت همس جالسه تائهة العقل، رغم ذالك عقلها مستوعب ما حدث، الى ان بدأ يزول مفعول ذالك المخدر عن عقلها وبدأت تشعر بجسدها مره أخرى، شعرت بآلم قاتل لها ليس جسديا فقط بل روحيا، تحاملت على ذالك الآلم، لا تعلم كيف ذهبت الى أحد المواقف العامه وركبت إحدى السيارات، وعادت الى بلدتها منها الى منزل العراب. دخلت الى المنزل تشعر بتوعك جسدى، بالكاد تستطيع السير، ربما من سوء حظها أنها كل من بالمنزل منشغل بشئ، صعدت الى شقة والداها منها الى غرفتها، إرتمت بجسدها على الفراش كادت تصرخ، لكن وضعت يديها على فمها تكتم شهقات بكائها المرير، لا تعلم متى سحبها النوم، إستيقظت على يد نهله التي أفاقتها قائله بتعنيف: طبعا مشيتى في الشارع تحت المطر وإنبسطتى ودلوقتي، وشك احمر و شكلك داخله على دور برد، معندكيش عقل مش عارفه أمتى هتكبرى ويكبر عقلك، يلا جومى إدخلى للحمام، غيرى هدومك دى وأنا هجيبلك غيار تانى، وهجيبلك مجموعة ادويه للبرد خديها وأدفى وبعدها هتبجى كويسه، بس دى آخر مره تمشى تحت المطر، بعد كده هيبجى في عقاب، عاجبك حالك ولا منظر هدومك وزمانك كمان بليتى السرير مايه، هغير الفرش على ما تطلعى من الحمام، بالفعل دخلت الى حمام غرفتها، خلعت ملابسها رأت أثار بعض الدماء على ركبتيها نظرت لها ولجسدها بإشمئزاز، نظرات كره كم ودت حرق جسدها، وهنالك تلك العلامات الداميه أيضا بسبب تلك الصفعات التي تلقتها من هذان الوغدان اللذان كان يستمتعان بصفع مناطق بجسدها، نزلت أسفل مياه الصنبور وقفت تقطع نفسها تريد أن تختنق وتموت الآن، لكن سمعت صوت والداتها من خلف باب الحمام، إنتبهت لوعييها وأغلقت الصنبور وإرتدت معطف قطنى طويل. وفتحت باب الحمام وخرحت، تحدثت لها نهله قائله بحنان: تعالى انا أنشفلك شعرك، غيرت فرش السرير وكمان طلعت ليكى غيار وخدى مجموعة الأدوية دى واشربي الليسون ده هيدفيكى وبعدها ونامى وهتصحى كويسه. بالفعل نشفت نهله شعر همس بمنشفه أخرى، ثم اعطتها الأدوية ولكن في ذالك الوقت آتت إحدى الخادمات بالمنزل تطلب منها أن تنزل للانتهاء من بعض اعمال المنزل، بالفعل تركت نهله همس لكن قبلها قالت لها: غيرى الروب ده والبسى الهدوم اللى عالسرير وخدى العلاج واشربى الليسون، هنزل وهرجعلك تانى بسرعه، امائت همس لها براسها. وضعت همس مجموعة الادويه بفمها وشربت بعض قطرات الماء من ثم إرتمت بجسدها لم تدرى بحالها الأ في صباح اليوم التالى على إيقاظ هدى لها، كانت تحسنت قليلا، لكن أصبح لديها رهبه جديده عليها، أصبحت بعدها تميل للوحده والإنعزال وإبتعدت حتى عن أختيها، وحين كانتا تسألنها كانت تتحجج لهن، أنها تريد أن تذاكر لقرب الإمتحانات، الى أن شكت بحالها أنها حامل، وتأكدت بذالك الأختبار. هنا توقفت همس عن الحديث، لدقائق. تحدثت الطبيبه لها بسؤال: طب تقدرى تتعرفى على واحد من الأتنين اللى أغتص... قطعت همس حديث الطبيبه وقالت بحده: لأ كانوا لابسين قناع على وشوشهم، زى ايس كاب كده بس كان ملفوف حوالين رقابيهم يخفى وشهم، حتى أصواتهم مقدرتش أفسرها. ردت الطبيبه بسؤال: طب والسواق تقدرى تعرفي عليه؟ ردت همس: برضوا لأ لانه كان زيهم كده لابس زى كوفيه مغطيه ملامح وشه كان الجو برد وقتها. قالت همس هذا ونهضت جالسه تشعر بمراره كآنها تعيش نفس الآلم مره أخرى، تبكى بدموع تسيل تحفر مكانها لهب على وجنتيها، مدت الطبيبه يدها بعلبة محارم ورقيه... نظرت همس ليد الطبيبه، تذكرت نفس فعلة ذالك الوغد سائق التاكسي، نهضت واقفه ترتجف. شعرت الطبيبه بذالك ونهضت هي الأخرى قائله: أنا بقول كفايه كلام لحد كده النهارده والجالسه الجايه نكمل. أمائت همس لها بموافقه. تبسمت الطبيبه قائله: هكتبلك على علاج مهدى وده مالوش أى تآثير جانبى، بالعكس هيحسسك براحه. أمائت همس رأسها بموافقه، وأخذت من الطبيبه تلك الروشته وذهبت نحو باب الغرفه وفتحته وخرجت من الغرفه الى بهو العياده، تفاجئت بوجود كارم الذي نهض واقفا يبتسم حين رأى همس تخرج من الغرفه. بتلقائيه من همس رغم انها تخفى وجهها لكن تبسمت، لا تعرف سبب لتلك الراحه التي شعرت بها حين رأت كارم بالعياده، تبسمت حين أقتربت منه قائله: عرفت منين مكان العياده وأنى هنا؟ تبسم كارم يقول: عندى الحاسه السادسه زى سلسبيل كده. تبسمت همس وقالت: فعلا سلسبيل عندها الحاسه السادسه بس دى بتكره تقول على حاجه بتشوفها الحاجه الوحيده اللى قالت عليها لما بشرت جدتى برجوع قماح من اليونان، بعد كده كانت بتشوف حاجات وتخاف تقول عليها لا تحصل، بس لما كانت تحصل كنا بنحس أنها زى ما تكون كانت عارفه أنها هتحصل أو شافتها قبل كده، كانت بس بتذكر الحاجات الحلوه، زى نجاحنا كده. تبسم كارم ومد يده يشير لهمس قائلا: خلينا نمشى من العياده عازمك عالغدا في الكافيه بتاعنا. بتاعنا، تلك الكلمه نغزت قلب همس، كارم قالها بتلقائيه دون قصد شئ، لكن دخلت لقلب همس شعرت أن هناك شئ يجمعهما، ربما لن يكون هنالك غيره، حقا وافق كارم على طلب عمها له أن يتزوج من همس ويتشارك معها الحياه، لكن ربما وافق كارم وقتها إحتراما لطلب والده، وربما كانا زهوة أنه عرف ان همس مازالت تعيش، لكن حتى إن وافق وتم ذالك الزواج، كيف ستكون حياتهم، همس لديها رهاب أن يتقرب منها أحد اصبح لديها عدم ثقه بأى أحد، من الأفضل لهما أن يظل كل ما يجمع بينهم هو شراكتهما بهذا الكافيه. بأسفل بناية الطبيبه فتح كارم لهمس باب السياره، صعدت، وتوجه هو الى المقود، وقاد السياره. كان حديث جانبى عن أشياء عاديه الى أن وصلا الى الكافيه، ودخلا أليه جلس الإثنان على إحدى الطاولات. تعجبت همس من خلو المكان، وقالت: فين الزباين من اولها كده هيطفشوا الكافيه ده كان قبل كده بيشغى زباين. ضحك كارم وقال: لأ متخافيش، هو بس النهارده قولت للعمال من بعد الضهر يحطوا يافطه على باب الكافيه، يقولواا للزباين إن الكافيه مقفول لشوية تصليحات. تعجبت همس وقالت: غريبه مخدتش بالى من اليافطه وإحنا داخلين، بس ليه عملت كده، أكيد في سبب. تبسم كارم وقال: هقولك السبب بعد ما نتغدا سوا. بالفعل ما هي الا ثوانى وضعت أمامها احدى الفتيات التي تعمل بالكافيه الطعام، ثم توجهت الى داخل الكافيه. تعجبت همس قائله: ملاحظه كمان إن البنات بس هما اللى في الكافيه. تبسم كارم يقول: علشان تشيلى النقاب من على وشك يا همس. قال كارم هذا ونهض من مكانه، وازال ذالك النقاب عن وجهها، وقال: بلاش مش عاوزك تخفى وشك عنى يا همس، بتوحشنى بسمتك. إرتبكت همس وللحظه تشنج جسدها من قرب كارم، لكن آتت إحدى الفتيات تضع لهما مياه، تبسمت لهمس ثم غادرت. شعرت همس بنظرات كارم لها التي ليست أول مره ينظر لها بهذا الشكل، تناولا الأثنان الطعام بهدوء وسط حديث بسيط، الى ان إنتهيا من الطعام وأخذت النادلات بقايا الأطباق. نظر كارم لهمس وقال: همس كان في طلب قبل كده أنا طلبته ولسه مأخدتش رأيك فيه. تعجبت همس قائله: طلب أيه ده، فكرني، انا كان عندى فقدان ذاكره جزئى. غص قلب كارم، لكن فضل عدم وجود أى شى ينغص عليه اليوم، وقال: طلبت نتجوز وانتى مردتيش عليا بالقبول أو الرفض. إرتبكت همس حتى انها سعلت لكذا مره، أعطاها كارم كوب المياه، إحتست منه كثيرا. نظر لها كارم، نظره يريد معرفة ردها. ردت همس: بس مفتكرش أنك طلبت الطلب ده قبل كده، ده كان طلب عمى، علشان يوافق إننا نتشارك في الكافيه. رد كارم: بس انا وقتها قولت موافق، وعمك يبقى والداى وهو بكده طلبك ليا، قوليلى رأيك. تنهدت همس بدمعه وقالت بعد تفكير: أنا بقول كفايه علينا شركة الكافيه يا كارم. سآم وجه كارم، وقبل ان يتحدث، نهضت همس قائله: أنا حاسه بشوية صداع، لازم أرجع للشقه، بلاش تقفل الكافيه بقية اليوم، يلا سلام. قالت همس وأعادت النقاب على وجهها ونهضت واقفه وكادت تسير. لكن كارم نهض سريعا وجذبها من يدها. إرتعشت همس وسحبت يدها وقالت بعنف وغضب: إنت إتجننت إبعد عنى يا كارم. أزال كارم يده عن همس قائلا: ليه بترفضى يا همس إننا نتجوز؟ ردت بدموع حاولت كبتها لكن خانتها وسالت من عينيها: أنا منفعش للجواز يا كارم، انا الحيه الميته. قالت همس هذا ولم تنتظر رد كارم، فرت سريعا كأنها بمارثون تود أن تلحق السبق. بينما كارم شعر بضياع لكن سرعان ما قال بتصميم: مش هيأس يا همس وهترجعى من تانى همس بنت عمى حبيبتى اللى ضحكتها كانت بتجلجل وتخلى قبلى يتنفض جوايا. بالعوده لمنزل العراب. بإجاده مثلت زهرت المرض والوهن وهي تدخل برفقة عطيات التي تسندها، مثلت هي الآخرى الحزن الكاذب، رأتهما قدريه إقتربت منهن قائله: خير يا عمه عطيات مالها زهرت؟ ردت عطيات بتمثيل الدموع: زهرت سجطت يا مرت أخوى، بجالها كم يوم كانت عيانه، ومغص جوى والصبح جالتلى تعالى معايا ياماما للدكتوره، وروحنا لها، بس كان فات الآوان، نزفت وإحنا لسه يادوب طالعين في العربيه وعلى ما وصلنا الدكتوره لما شافت. النزف كشفت عليهاوجالت لها ربنا يعوض عليكى، من وجتها وهي مش مبطله بكى، والدكتوره كانت جعدتنا شويه بالعياده على ما زهرت قدرت تصلب طولها مت تانى، حتى كنا هنتصل على رباح، بس زهرت مرضيتش خافت على رباح يعرف قبل ما ترجع للبيت ينخض عليها. تحدثت زهرت بدخوع خادعه: أنا مش قادره اقف على رجلى. إنتبهت عطيات قائله: معليشى يا مرت أخوى خلينى آخد زهرت لشجتها. ردت قدريه: آه معليشى، ربنا يعوض عليكي يا زهرت، إنتى لسه صبيه. ردت عطيات: نفس اللى جولته لها، بس تجولى إيه، زعلانه جوى عشان رباح هيزعل إنها سجطت. ردت قدريه: هي حاچه تزعل، بس ده قدر ربنا عاد هنعترض، إطلعوا لفوج، عشان زهرت تستريح. بالفعل صعدن عطيات وزهرت اللتان مثلتا دورهن الكاذب بإجاده. دخلت زهرت الى الشقه وتركت عطيات التي تغلق خلفها الباب قائله: عمتى قدريه عامله زى محقق النيابه. ردت عطيات قائله: كويس إننا مجبلناش حد غيرها أنا كنت خايفه نجابل العقربه هدايه كانت ممكن تكشف كدبتنا، بس بكده الحمد لله خلصنا من حكاية الحبل الكاذب ده، ياريت يبجى الشهر الچاي حجيجه. زفرت زهرت قائله: يارب، خلينى أدخل أنام زمان رباح راجع من الشغل، وأما يعرف انى سقطت هيزعل، وكمان مش بعيد نلاجى عمتى قدريه بشرت هدايه ونلاقيها بترن علينا جرس الشقه. ردت عطيات: ربنا يستر من العقربه هدايه، انا كنت خايفه تفجس حكاية حبلك الكاذب دى، جولتلك بلاها بس يلا ها، الحمد لله خلصنا من الكدبه دى وعدت على خير، دلوق بجى ربنا يعچل وتحبلى بچد في حشاكى ولد رباح العراب. بعد مضى عدة أيام قبل الظهر بقليل ذهبت هدى الى أتلييه سلسبيل قائله: دورت عليكى بعد الفطور قالولى إنك في المسخط بتاعك. تبسمت سلسبيل وقالت بيأس: وانا ليا مكان غيره أروحله، بعد قماح ما رفض إنى أشتغل، ومحدش قادر يأثر عليه حتى جدتك زى ما يكون مقتنعه بكلامه، بس سيبك أن مش هيأس ومع الوقت هشتغل يعنى هشتغل، قوليلى متشيكه كده ورايحه فين. تنهدت هدى بحبور قائله: أخيرا هخرج من البيت الكورس بتاع نظم المعلومات اللى سبق وقولت ليكى عليه خلاص هيبدأ أول محاضره النهارده، الساعه واحده، وقولت أهو فرصه خلاص جالى كبت نفسى. تبسمت سلسبيل قائله: ومين سمعك، بس الدراسه خلاص قربت بعد أسبوعين ومواعيد الكورس ممكن تتعارض مع مواعيد محاضراتك. ردت هدى: لو لقيت كده مش هحضر غير محاضرات العملى، مدة الكورس مش طويله شهرين بس، يعنى هيخلص قبل إمتحانات نص السنه بفتره. ، يلا لو فضلت هنرغى مش هلحق ميعاد الكورس مش عاوزه حاجه أجيبهالك وانا راجعه. تبسمت سلسبيل وقالت: تشكرى، خلى بالك من نفسك ولا أقولك فاكره المطعم بتاعالسندوتشات اللى أكلنا منه يوم ما خرجنا سوا، هاتيلى منه كم سندوتش ومخلل، معرفش ليه نفسى هفانى على ريحة أكله. تبسمت هدى قائلع بمرح: عشان زى ماما ما بتقول علينا رمرامين، وبنحب أكل الشوارع، يلا بقى، وانا راجعه هجيبلك كم سندوتش نتسمم بهم سوا. تبسمت سلسبيل لها، وهي تخرج ثم عادت تعمل بنحت تلك التماثيل. لكن بعد وقت بالخطأ وهي تقوم بالنحت إحدى الأدوات الحاده جرحت باطن كف يدها جرح غائر. شعرت بالألم ووضعت إحدى الأقمشه فوق كف يدها تكتم الدماء المندفعه، ثم خرجت من الاتلييه، تفاجئت بدخول قماح، تعجبت لما عاد للمنزل بهذا الوقت، فهذا ليس من عادته. رأى قماح خروج سلسبيل من الاتلييه، ذهب بإتجاهها، إنخض حين لاحظ أنها تضع يدها فوق الاخرى الملفوفه بقطعة قماش وقال: مال إيدك ماسكاها كده ليه. ردت سلسبيل: مفيش دى إنجرحت جرح صغير وكنت داخله لجدتى عشان تداويه. مسك قماح يد سلسبيل وأزال قطعة القماش ونظر لحرج يدها وإنخض لكن أخفى ذالك خلف بروده المعتاد: ده جرح صغير، ده ياخد أقل حاجه خمس غرز. سحبت سلسبيل يدها من يد قماح ولفت قطعة القماش على يدها مره أخرى قائله: لأ جدتى بتقول إن كف الأيد مش بيتخيط، ودى مش أول مره اجرح ايدى، اتعودت عالجرح ده، خلينى أدخل لجدتى. بالفعل تركها قماح تدخل الى غرفة جدتها ودخل خلفها. تبسمت له هدايه قائله: رچعت بدرى. رد قماح: أنا كنت جاى في كذا ملف كنت نسيتهم هنا هطلع اخدهم وأرجع تانى المقر. تبسمت هدايه بخفاء، منذ متى وقماح يعود باكرا الى المنزل، كما أنه سابقا لو نسي شئ لكان ارسل أحد العاملين لديه كى يأخذه، كما أنه ينظر ليد سلسبيل الملفوفه. تنهدت هدايه قائله: برضوا چرحتى يدك، وأنتى بتحفرى المساخيط. ردت سلسبيل: آه. تنهدت هدايه قائله: طب هاتيلى صندوج الإسعافات وتعالى فرچيني چرح يدك المره دى. ردت سلسبيل وهي تأتى بعلبة الإسعافات: زى كل مره خلاص بقى إتعودت. داوت هدايه يد سلسبيل وقامت بلف ضماد على كف يد سلسبيل وقالت لها: في كذا بجعة دم على خلجاتك، إطلعى غيريهم وإنزلى نتغدا، إنتى في الفتره الاخيره ضعفانه، ولازمن تتغذى كويس. تبسمت سلسبيل وقالت: حاضر يا جدتى، مسافة ما هغير هدومى وأرجع بسرعه، يلا على ما يحضروا الغدا. غادرت سلسبيل وتركت الغرفه، تبسمت هدايه قائله: هتتغدى معانا يا قماح. رد قماح: لأ هطلع آخد الملف اللى نسيته وأرجع المقر تانى عن إذنك. تبسمت هدايه له وقالت: إذنك معك يا ولدى. غادر قماح هو الآخر الغرفه. تنهدت هدايه قائله: نفسى يا ولدى تنسى الجسوه اللى مغلفه جلبك وتعترف باللى فيه، إعترف إنك عاشج سلسبيل، جلبك مفضوح ليا من يوم ما عاودت لأهنه من تانى، لكن بتجاوم، ليه مهعرفش، سلسبيل بالكلمه الحلوه هدوب فيك وتحس باللى في جلبك، ربنا يقرب بينكم ويولف بين جلوبكم بينما بشقة سلسبيل. دخلت الى غرفة النوم، وقامت بخلع ملابسها العلويه، ووضعته على احد مقاعد الغرفه وتوجهت الى دولاب الملابس، لكن قبل ان تفتح باب الدولاب تفاجئت بدخول قماح للغرفه، شعرت بالخجل وإرتبكت وفتحت باب الدولاب تجذب إحدى العباءات الخاصه بها، لكن وقع شئ من بين ملابسها. إنحنى قماح ومد يده وأخذه، إشتعل عقله. بينما سلسبيل، كانت تود معرفة ذالك الشئ الذي وقع من بين ملابسها. بالفعل. أمسك قماح علبة الدواء ورفعها بوجه سلسبيل يحاول كبت ثورة عقله وقال: أيه ده. نظرت سلسبيل للعلبه قائله ببساطه: هتكون أيه يعنى، واضح إنها علبة دوا. زفر قماح نفسه وقال: وياترى دوا أيه بقى. ردت سلسبيل: أكيد مكتوب عالعلبه أقرى دواعى الاستعمال وأنت تعرف. تنهد قماح يقول: آه صح أقرى دواعى الاستعمال وهعرف. قرأ قماح دواعى الاستعمال ثم نظر ل سلسبيل وقال: دواعى الاستعمال منع الحمل. تعجبت سلسبيل وقبل أن ترد على قماح قال بتهجم: علبة حبوب منع الحمل بتعمل أيه في الدولاب بين هدومك يا مدام. نظرت له سلسبيل بذهول قائله: تحكم. عنف. معايره. ودلوقتي شك وإتهام، مع الوقت بتأكد أن جوازنا كان غلط، ومالوش تصحيح غير طريقه واحده، طلقنى يا قماح.

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع