رواية شط بحر الهوى الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربي
الواحد والعشرين
الأمور تزيد تعقيداً و غموض غير مفسر ، من قتل مختار ؟ ولما؟!
وهل من يقتل مختار هو نفس الشخص الذي يحاول قتله؟
من الممكن بالفعل ، فمعظم مشاريع مختار كان هو شريك بها.
صمت يفكر لثانيه بفكره أضاءت عقله... أنه منذ فتره كبيره وهو يتعرض لمحاولات عديدة للاغتيال .
لكن مختار لم يكن يتعرض لأى شئ من هذا القبيل .
عقله أوشك على الإنفجار ، التفكير أرهق زهنه و يحتاج لقسط قصير من الراحة.
أجفل على صوت ضحكات نسائيه ثلاثيه عاليه.
فينظر لهن بغيظ وضيق ، أنى له بالراحة و موطن راحته مشغوله عنه بتلك الأفواج الامتناهيه التي تتوالى عليها .
لم يكن يعلم أنها بتلك الشعبيه والمكانة لدى اهل حيها العتيق.
هو منذ فتره و هو هنا معها لم يفارقها ، يراهم يتحدثون لها بود عظيم يعاملونها كأبنتهم ، رجال و نساء.
يرى بها شخصية عجيبه، تلك التى تجلس معهم ليست هى نفسها التى تتعامل معه و مع بقيه الناس فى الأجواء التي تعرف عليها بها .
فقد تعرف عليها فى أجواء أخرى..حفلات ورجال أعمال..ملابس فخمه وسيجار كوبى...هو حتى مثلهم.
لكن غنوة ، غنوة مختلفه و أهل حيها مختلفين ، حتى طريقه التعامل والحديث مختلفه ، نظرة العين نفسها مختلفه.
على ما يبدو أنها هى النظره الطبيعيه ، نظره خاليه من أى خطط او أطماع ولا مصالح ولا حتى هدف منها او خلفها .
كذلك غنوة تتحدث لهم بطريقه أكثر ود وقرب ، وكأنها تمتلك أثواب عده ، لكن الآن هى بثوبها الفطرى الذي ولدت و عاشت به.
يبدو أنها ترتدى له هو ومجتمعه الأثواب ، كل هذا قد يبدو جيد.
لكن فى حقيقة الأمر هو سئ ، بل سئ جدا..و قلبه أيد نفس الفكره.
فكرة أن غنوة معه ليست على طبيعتها إطلاقاً ، تتلون له بما يتوافق مع حياته ومجتمعه .
كأنها تضعه فى خانه واحده مع الغرباء الذين لن يبروحوا مكانه أخرى أكثر قرباً ابدا.
كانت بعقله حرب ، افكار كثيره تعصف بها ، اخذته بعيدا عن التفكير بكل تلك الالغاز التى تتشابك من حوله فتزداد العقده احتداما ، غنوة أصبحت كل شغله الشاغل هذه الفتره.
كأنها لغز ، لغز سهل جدا ومن شدة سهولته صعب ، إنها السهل الممتنع ، والممتع أيضاً.
بقلبه لها حب ، لا يعرف متى نما لتلك الدرجه ، رغم إنها لم تقدم له اى شىء ولا حتى إهتمام من أى نوع .
كان يراها معه فاتره متحفظة ، ذلك قديما وهو يراها فى اجواءه التى تشبهه كما اعتاد رؤيتها .
لكن الآن وبعدما رأها وشاهد بنفسه تغيرها الجذرى فى التعامل مع أبناء حيها ، أيقن أنه لم يكن يعرفها مطلقاً.
تبدو مشعه ، يخرج من وجهها نور ، هذه هى غنوة الحقيقة وليست تلك التي كان يراها دوما .
حزن كبير غمر قلبه ، وهو يدرك أنها معه ليست على طبيعتها ولو لجزء صغير حتى .
إنها القريبه البعيدة...
إنتبه على صوتها وهى تضحك عالياً متأوهه من ألم جرحها تردد: ههههه اااااه ...خلاص يا أشجان ماتضحكنيش تانى والنبى.
ترك مكانه لجوار ماجد وتحرك خطوات يكتف ذراعيه حول صدره ينظر على أشجان وفيروز بضيق.
يريد الإختلاء بزوجته بعض الوقت ، زوجته التى تحولت غرفتها من غرفه فى مشفى لمريضه خرجت من ساعات قليلة من غرفة العمليات الى بيت الأمه.
الداخل لها أكثر من الخارج منها..
وبينما هو واقف بعدما أقترب أكثر لفت انتباه أشجان فالتفت له تقول بأبتسامه مجامله : خلاص ياخويا كتر خيرك ..جميلك ده فوق راسنا من فوق ربنا يقدرني ونردهولك.
جعد ما بين حاجبيه أولا بأستنكار يحاول الوصول لمقصدها من حديثها هذا.
مالبث ان رفع حاجبه وردد متسائلاً: أفندم؟!!!
قامت بإصدار صوت ناتج عن مص شفتيها معا تقول وهى تشيح بيدها: مش فاهم إيه إسم الله على مقامك ، بقولك كتر خيرك على الى عملته مع بنتنا ، تعبناك معانا ،تقدر تروح دلوقتى.
بدأ الغيظ يتدفق ويتفاقم داخله و سرعان ما راحت عيناه لعند عنوة يسأل هل هذا صحيح ، هل مل يقال صحيح أم أن أذنه سمعت خطأ؟!
لكن وجد ملامح غنوة مترددة ، تنظر له ترجوه الا يتهور.. تبدو كمن تورط فى فضيحه كبيره.
هل الزواج منه يعد فضيحه لهذه الدرجه ؟!هل جنت هذه؟!
استعر غضبه وخرج عن السيطرة يقول : اروح ؟! ده انا؟! لا هو لو حد المفروض يروح فهو انتى.
نظر حوله بضيق يقول : انتو كلكو بصراحه.
كانت أعين غنوة تتسع برعب وهى تسمعه يوشك على فضح علاقته بها.. وهو يلاحظ نظرات عينها المنذره له لكنه حقا قد طفح به الكيل ولم يعد يبالى.
بل أصبحت نظراتها المحذره تلك بمثابة الضغط الأكبر عليه تجعله يخرج عن شعوره صارخاً بما يجمعهما.
تجاهل كل ما تحاول هى فعله مصر على ألاختلاء بها و الأن.
بينما تحدثت أشجان وهى تراقص رأسها يميناً يساراً بنزق : نعم يا الدلعدى...نمشى أزاى يا عين امك .
اتسعت أعين ماجد يضحك وفيروز تضع يدها على فمها مصدومان .
كذلك أشار هارون على نفسه بصدمه يردد: عين امى؟!! لأ بقاااا.. انا سكتلك كتير ..انا مش عايز اتكلم عشان واحده ست... ولو انى مش شايف مايثبت.
شهقت أشجان تلطم صدرها بيدها مردده: نعم نعم نعم نعم ، مش شايف إيه ياعين ستك؟!
هم لخلع معطفه من عليه و ماجد يهجم عليه محاولا تهدئته وتحجيمه يردد: هارون هارون ، أهدى فى ايه؟
صرخ به هارون بضيق: سيبنى يا ماجد دى فكرانى عيل ببدله و كرافته ، اوعى بقا أما أقلعلها.
ماجد : تقلع ايه بس استهدى بالله هى ماتقصدش.
أشجان: لأ والنبى لا انت سايبه .
نظرت على هارون وقالت بنزق: أقلع ياواد وورينا .
ضحكه عاليه مصدومه صدرت عن فيروز ، جعلت ماجد ينظر لها بأعين حمراء منذره فوضعت يدها على فمها تكممه.
بينما غنوة صرخت بهم جميعا : بسسسسس.
التفوا لها جميعاً فقالت: بس كفايه ، راعوا انى تعبانه.
أخذت نفس متهدج متعب ثم نظرت لهارون بحذر تعلم عواقب ما ستقوله لكنها مضطره فرددت: خلاص يا هارون بيه تقدر تمشى انت انا بقيت كويسه والست أشجان زر دى اختى الكبيره وهتبات معايا.
رفع حاجبه يردد مستغرباً: هارون بيه؟!
أقترب عدة خطوات يقول: ومين دى الى تبات معاكى وانا موجود مش فاهم.
لم تتحمل أشجان ورددت بغيظ: لا اهو انت عايز تبات معاها ده بأمارة إيه لا مؤاخذه؟!
نفذ كل صبره فعليا وضرب كف بأخر يردد: بأمارة إن أنا جوزها لا مؤاخذه.
شهقت أشجان مره اخرى تضرب صدرها بيدها مردده: إيه؟؟اتجنيت ولا ايه يا جدع .. جوز مين؟!
كانت غنوة تهز رأسها برفض و رعب تطلب منه ألا يفعل لكنه لم يعد يبالى حقا ، أتعد الزواج منه فضيحه.. فلترى أذا.
رفع رقبته عالياً وردد بقوه: غنوة.. أنا وهى اتجوزنا من يومين .
اتجهت أنظار كل من أشجان وفيروز لغنوة باتهام غير مصدقين.
فأخذت تهز رأسها سلبا بعنف لتردد أشجان : ازاى يعنى ، غنوة بنتنا الى متربيه على ايدينا ووسط عيالنا تروح تتجوز من غير ماتقول ولا تعرف حد ، لا والنبى ، والنبى لو حلفتلى على الميه تجمد ما أصدق أبدا.
صرخت غنوة تردد: ايوه صح أنا عمرى عمرى عمرى ما أعمل كده أبدا.
التفت أشجان تنظر على هارون المصدوم ورددت بثقه: شوفت مش قولتلك..بقولك دى تربية ايدى ، مستحيل تعمل حاجه زى كده ابدا.
كانت أعين هارون مركزه على غنوة بقوه وهى تحاول التهرب من عينيه .
فأخذ نفس عميق وخرج من الغرفه نهائيا لا يرى أمامه من شدة الغضب .
فوقف ماجد سريعا يقول لفيروز: لمى حاجتك وتعالى ورايا أنا مستنيكى تحت.
امأت له بينما هو ذهب مسرعا خلف هارون يناديه لكنه كان كمن تلاحقه شياطينه يركض هربا منها.
فلم يستطع اللحاق به يراه قد استقل سيارته و تحرك سريعاً بها ينتج عنها صرير عالى فوقف خلفه يضع يديه فى خصره متنهدا بتعب.
مالبث ان نظر حوله يجد مجموعه كبيره من الصحفيين يتوافدون بعربات تقف بسرعه خلف سيارة إسعاف توقفت لتوها فتح بابيها واسرع إليها ثلاث رجال من الممرضين يحملون السرير المتحرك يخرجونه من داخل السياره .
قتتسع عيناه وهو يرى المغنى العالمى چوزيڤ دينيرو هو المحمول على ذلك السرير ، يتحرك به المسعفون للداخل سريعاً.
فوقف يشاهد حراس أمن المشفى يغلقون الباب بسرعه أمام عربات الصحفيين او حتى الواقفين يمنعونهم من الدخول.
فالتف لعند أحد المسعفين الذين كانا مع دينيرو بسيارة الإسعاف يسال: هو مش ده چوزيڤ دينيرو؟
فجاوب عليه الرجل: ايوه.
ماجد: وهو ماله ؟؟
زم المسعف شفتيه وردد: تقريباً شرب أو أكل حاجه وجابتله حساسيه مانت عارف الخواجات مش زى المصريين ابدا.
هز ماجد رأسه وقال: ايوه ايوه.
حضرت فيروز لعنده تلاحظ ما يحدث فسألت: هو فى إيه المستشفى مالها اتقلبت فجأة كده.
مد يده يضمها له ثم قال: چوزيڤ دينيرو هنا والصحافة دى عشانه.
مدت يدها تبعد يده التى تحتجزها داخل أحضانه والتفت تنظر له بغضب : ايييه...انت استحليتها ولا ايه؟
التعمت عيناه ببريق أخاذ سعيد يردد: أوى أوى أوى.
رفعت إصبع السبابة في وجهه تردد: إسمع أما اقولك ، انا عديتلك الى عملته هناك عشان كنت مزنوقه مش أكتر بس عارف لو أيدك أتمد عليا تانى هقطعهالك.
عض على شفته السفلى بوقاحه واقترب منها يلف يديه على معدتها يردد بصوت دافئ فى أذنها: طب سنى سكاكينك بقا.
تشنجت ملامحها وقامت بقرص يده فأبتعد عنها سريعاً يصرخ بها: اااه .. ايه ده؟
رفعت إحدى حاجبيها وهى تردد بتحدى: جرب مره كمان وشوف أنا هعمل فيك ايه؟
أبتسم لها ومد يده يجذبها لعنده وقال: تصدقى عجبانى اوى لعبة القط و الفار بتاعتنا دى.
سحب نفس عميق يحمل رائحتها ثم أبتسم وهو يشعر بصدره ينتعش بعدما تشبع بتلك الرائحه ثم مد كفيه يكوب وجهها بينهما وقال بوله مغرماً: أنا بحبك يا فيروز ، وهتجوزك.
بمحاولة فاشله منها أبعدت يدها عنه وحينما لم تفلح قالت بضيق: فوق بقا يا ماجد من الوهم الى بتغرف نفسك فيه ، وخليك فاكر أنى ولا مره قولتلك أنى بحبك .
غمز لها بعيناه مستمعا ثم قال: عارف ، دى مهمتى ة أنا متكفل بها مش عايزك تقلقى من النقطه دى ، لكن الى عايزه منك انك تفكرى فى مكانتى عندك إيه؟
جعدت مابين حاجبيها تسأل دون النطق فابتسم يتحدث بثقه : أنا مش اخوكى وانتى عارفه كده من قبل حتى ماتشوفينى ، ليه بتتعاملى معايا ونروح ونيجى و فى بينا ألفه كبيره ، انا بالنسبة لك حاجه وحاجة كبيره كمان بس انتى لسه مشوشه او مش عايزه تواجهى نفسك.
كانت نظرتها بها من التخبط مايكفى لقرأته بوضوح .
لكنها سريعاً ما تحدثت بقوه تنفى كل ذلك مردده: لأ يا ماجد ، صحيح طريقتى معاك بقت أقل حده بس عشان فكرت من جديد ولقيت أنك فعلاً مالكش اى ذنب فى الى حصل معايا انا و أمى ، ده غير أنه أنت نفسك طلعت ضحيه من ضحايا فريال .
أبتسم بألم ثم قال وهو يسحب يدها كى يتحرك: صح...بس انا بقا محدد احساسى ناحيتك ، انا بحبك يا فيروز .
حاولت إظهار الملل وعدم الإهتمام على ملامحها لكن وأعترافه البيسط الهادئ هذا يزلزل قلبها وجسدها كله.
تقف مسلوبة الأنفس مخطوفه ، مأخوذه بسحر مريب.
لكن سريعاً ما تهربت من هيمنته التى يفرضها عليها ثم قالت يالا عشان نمشى .
تحركت هى أولا تسبقه للسياره وهو تحرك خلفها تباعاً يقود للبيت.
____________سوما العربى__________
وقفت نغم تعد حقيبه متوسطة الحجم لشقيقتها بها بعض المتعلقات التى طلبتها هى منها.
تنظر بتعب للهاتف الذى لم يتوقف عن الرنين تحاول تجنب النظر له كل مره تضغط على ذر جانبى في الهاتف تكتم به صوت الرنين.
لكن لا تمضى دقيقه إلا و أن يعود للدق من جديد...تناولت الهاتف بيدها تفتح الهاتف تسمع صوت والدتها تصرخ فيها متجنبه العربيه تتحدث بالالمانيه: هل لى أن أعلم لما تتجنب أبنتى الرد على هاااا؟ أنها المره العشرون التى أحاول فيها الوصول لكى ، ألا يكفى سفرك إلى و الذى يعد هروبا؟
زمت نغم شفتيها بضيق ثم تحدثت بالعاميه المصريه عن عمد: مش عارفه ليه يا مامى مصره تتكلمى بالالمانى.. كلمينى عربى عادى.
بصوت ساخر وصل لنغم واضحا قالت : واااوو...رائع أرى أن نطقك العربيه قد تحسن كثيرا ، لمن الفضل فى ذلك يا ترى؟
اغمضت نغم عيناها محاوله لضبط أعصابها تسمع والدتها تتجنب كل شيء وتعيد نفس السؤال: أين شقيتك يا فتاه ، اين غنوة ؟
اخذت نغم نفس عميق ثم قالت: أمى بالله عليك اتركيها ، بها ما يكفيها وزياده.
لم تحاول السؤال عن إبنتها و ما بها بل قالت بغضب: حسنا لكى ذلك ولكن اين صورتها التى طلبتها منك ، الصوره التى أملكها كانت من خمس سنوات بالتأكيد تطور شكلها و هيئتها.
صمتت ثوانى ثم قالت بتمنى: اتمنى ان يكون قد تطور للأفضل .
صرخت بها نغم تردد: امى هل هذا كل ما يهمك حقا؟!
سمعت صوت ضحكت والدتها الساخره ثم قالت: غنوة كصالح وستكون على ما يرام ، ونعم هذا يهمنى كثيرا والا لما كنت سمحت لك بالسفر نهائيا الى مصر.
صمتا ثوانى تتحدث ببعض الغضب: صحيح إنك تعجلتى وسافرتى دون إذن منى لكن من البداية أنا أرسلتك لهذا السبب، انتى تعلمى أن غنوة منقطعه عن اى تواصل معى ، صالح هو من كان يرسل لى صورها كل فتره، ومذ توفى إنقطع كل شغ بينى وبينها ، وهذه هى مهتمك، أريد صوره جيده جدا لغنوة... سريعا.
اخذت نغم نفس عميق ثم قالت بشجاعه: إذا أمى لم أرغب مسبقا أن افصح لك عما بخاطري كى لا أصدمك لكن مادامك مصره فلكى هذا.
صمتت لثوانى ثم أبتسمت كأن والدتها أمامها ترى ابتسامتها المستفزة المتحديه: أنا من كان يتلاعب والدتى العزيزه .
ابتسمت أكثر وهى تسمع صوت صرخة والدتها المصدومه فقالت: نعم نعم والدتى العزيزه ، لقد أوهتمك أنى سأسافر كى أقنع شقيقتي بما تريدينه لكن فى حقيقة الأمر كنت أماطل لحين الوصول لهنا متمنيه لو أجد لى شقيقه حنونه وإن لم يحدث كنت سأرحل كأنها رحله للمدينه التى كنت اتمنى الذهاب لها ثم أعود ، لكن الآن وبعدما تعرفت على غنوة فأستطيع القول بكل شجاعه أنه يا والدتى الحبيبه يؤسفني إخبارك أننى لن أفعل اى مما تريدينه.
صمتت وهى لا تبالى كثيراً لصوت والدتها الصارخ بالعاميه المصريه: انتى بتقولى أيييه... أنتى اكيد جرى لمخك حاجه ، عايزه امك تتسجن.
تحدثت نعم بغضب به بعض السخريه: دلوقتي نطقتى عربى؟!
لم تبالى والدتها كثيرا وصرخت بها: انتى سامعه بقولك ايه، أنا هتسجن.
صرخت نغم هى الأخرى: وانا مش هشارك فى بيع أختى يا مامى.
قالت قرارها الاخير و أغلقت الهاتف نهائيا كى لا تستطيع الوصول لها على الأقل حالياً.
لملمت أشياءها سريعاً تزامناً مع دق الباب على صوت حسن الذى يقول وهو يقف خارجاً: نغم..خلصتى ؟!
حملت الحقيبه وخرجت له تقول بوجه حزين: أيوه ،يالا بينا.
نظر لها بقلق يسأل: مالك يا نغم.
اتسعت عيناه وشل لسانه وهو يتفاجئ بها ، بحركه جريئه منه صدمته بأن القت نفسها فى احضانه باكيه وهو يشعر بتشنج جسده من الصدمه لا يعرف كيف يتصرف.
_________سوما العربي___________
كانت تسير بالغرفه ذهاباً وإيابا تفكر ، تضرب قبضه يد بالآخرى غيظا تفكر.
إلى أن دق هاتفها فنظرت لاسم المتصل وفتحت الهاتف سريعاً تسأل: هااا..الصور وصلتك؟
جاءها الرد من صوت ذكورى يردد: ايوه بس لو فيديو يبقى المبلغ هيتضرب فى اربعه.
رددت فريال بنزق: نعم ليه؟
رد الطرف الآخر: ده فيديو و بأحدث تقنيه لو جبتى خبير حتى عمره ما يقدر يفرق بسهوله او يقول انه متفبرك.
تنفست بضيق ثم قالت بغل: ماشى موافقه بس تخلص بسرعه... بكره الصبح والمبلغ يتحول على حسابك.
انهت حديثها تغلق هاتفها وتنظر فى المرأه تردد: أما نشوف العاشق الولهان هيفضل ميت فيها كده لحد امتى بنت الخدامه دى وبتتحدانى بيه بعد مالميته من الشوراع.
___________سوما العربى___________
كان يصف سيارته أمام البيت حين وصلته رسالة عبر هاتفه ففتحها يقرأها بذهول وفيروز تنظر له تسأل: فى ايه مالك؟
اخذ نفس عميق متعب ثم مد يده يمسح على وجهها يردد: ولا حاجة يا روحى.
نظرت له بتخبط ، نفسها وقلبها حتى جسدها يخونها ويميل مستمتعا بلمساته.
بينما هو بالفعل يمرر يديه بوله على ملامحها كانت الأخرى تتناول الهاتف تتصل بندى وقال بعدما فتحت المكالمه: ايوه يا ندى ياحبيبتي..جهزتى عشان نروح للدكتور...طب يالا انا تحت ومستنى.
كانت ابتسامته تتسع أكثر وأكثر وهو يرى حجوظ عيناها بصدمه وتفاجئ ثم نفضت يده عنها و خرجت من السياره بغضب .
قلبه يرقص داخل أضلعه سعيد بغيرتها عليه ، يقهقه عالياً وهو يراها تصتدم بندى تنظر لها بغضب ثم تفر للداخل.
صعدت ندى للسياره فابتسم لها بنعومه يهم لقول شئ ما لكن ورده إتصال من هارون ففتح الهاتف يقول عن عمد إسمه: ايوه يا هارون.
ألقى نظره جانبيه على ندى بجواره يشعر بتوتر ولهفه منها .
حاول السيطره على هدوءه وهو يستمع لهارون يقول: أنا مش هقف ساكت كده أنا راجع لها المستشفى وأما اشوف بقا.
تنهد ماجد ثم قال: سيبك من كل ده، فى حاجه مريبه بتحصل ، واحد معرفه لسه باعتلى بيقول إن جثة مختار اختفت.
توقف هارون بسيارته يصدر صرير عالى يردد بذهول: ايييه؟؟؟!!
**********
الثاني والعشرين
تشنج جسده الذى احتضنته كله ، تصرف أكثر من جرئ منها.
لقد صدم ، رغم ذلك الاستمتاع و الإندماج الذى يسرى داخله روايدا رويداً.
تخونه يداه وترتفع لظهرها يمسح عليه صعوداً و هبوطا بحراره ، تزداد الخيانه بعدما تسحبت اضلعه تطبق على جسدها بين ذراعيه يعزز من ضمها له و قد أسبل جفناه يستمتع بوجودها بين حنايا صدره.
أجفل على صوت شهقه صدرت عنها فرفع رأسه يدرك وضعه و يدرك أيضا أنها تبكى.
سمح لنفسه بمد يده يغرسها فى شعرها الكثيف يدلك جذورها و قد عاد لإغماض عينيه بوله مغرماً.
تلك الجنيه خطفته من اول يوم و أول لقاء.
عاود للمسح على ظهرها صعودا وهبوطا و على مايبدو أنه قد نسى الزمان و المكان ، يختبر مشاعر و اشياء جديده عليه كليا .
يتأكد أنه واقع في العشق...... لأول مرة.
ما كان يجمعه بغنوة ما هو إلا ذبذبات...تعود ، شىء يشبه الى حد كبير للحمل الكاذب.
كما كانت هى المبادره بالإندفاع لأحضانه كانت أيضا المبادره بالخروج منها تنسحب ببطئ ترغمه على العوده للواقع ..
رغم ابتعادها عن أحضانه لكنها كشقيقتها ووالدتها ذات تأثير عالى و كبير.
فها هو متذمر بسبب ابتعادها ينظر لها بأعين لامعه يراها تحاول التماسك لكنها تحدثت ببعض الجديه مردده: يالا بينا نمشى ؟؟
مد يده يمررها على وجنتها متسائلاً: مالك يا نغم.
جاهدت ألا تبكى مجددا تسحب نفس عميق ثم تقول بجلد: لا ولا حاجة مشكله بسيطه كده.
رفع حاجب واحد و أبتسم معجبا ثم يردد: لأ ده لغتك اتحسنت خالص خالص.
ضحكت من بين حزنها تمسح عيناها ثم قالت: يالا عشان اتأخرنا على غنوة.
حاولت السير لكنه جذب كفها يمنعها عن السير و يوقفها مرددا: نغم استنى.
شمل ملامحها كلها بعينه ثم تحدث بصوت مبحوح خارج من خضم مشاعره المحمومه يسأل بقلق: مالك بس؟
هزت رأسها سلبا ثم قالت: ولا حاجة.. يالا عايزه اروح لغنوة.
أمام إصرارها تحرك مرغما وسار معها يخرجان من البيت تحت أنظار والدته التى يخرج من عيناها لهب و إنذار صريح شديد اللهجه أن بينهما حديث طويل عند عودته.
____________سوما العربي___________
جلس إلى أمام الطبيب و هى لأمامه لا تفهم شئ ، تجلس وهى فاتحه فمها ببلاهه ، يزداد شعورها بالغباء و هى تشعر بيده تمر على يدها يتحسسها بحب ويضغط بأنامله عليها كى يمدها بالدعم بينما يتحدث الطبيب مرحباً بابتسامة فاتره مجامله: أهلا وسهلا ، همم إيه المشكلة بالظبط.
رفرفرت بأهدابها تشعر بزياده معدل الغباء و توقف العقل لديها خصوصاً وهى تشعر بإصبعه يمر على باطن يدها و يردد للطبيب بعد أن نظر لها بحب و دعم : إحنا متجوزين بقالنا مده طويله و لحد دلوقتي للأسف لسه ربنا ما رزقناش بأطفال.
همهم الطبيب ثم قال : طيب عملتوا اى فحوصات طبية قبل كده؟
هز ماجد رأسه نافياً ثم قال : لأ خالص ، بس يا دكتور إحنا معاك .
عاود النظر لها ثم أبتسم كأنه يطمئنها وردد: خلينا نعمل فحوصات إحنا الاتنين.
اخذ الطبيب يدون بعض الملاحظات وهو يسأل : حضرتك كام سنه؟
ردد ماجد: انا ٣٣ و مدام ندى ٣٠.
هز الطبيب رأسه بتفهم ثم ناوله إحدى الأوراق المدون عليها أسماء التحاليل التى سيقوم بها كل منهما و هو يردد: طيب تمام جدا اتفضل.. دى تحاليل مطلوبه من حضرتك والمدام وبعدها نحدد إن شاء الله.
ظهر القلق جليا على عيناه ثم سأل بهلع: هو ممكن يكون حد فينا عنده مشكله يا دكتور .
زم الطبيب شفتيه بأسف ثم ردد وهو يشيح بيده: وارد جدا كل شيء بأيد ربنا ، بس خلونا نتأمل فيه خير .
نظر ماجد على ندى بقلق ثم عاود النظر للطبيب يسال: طب و أنا هفضل فى التوتر ده كتير؟ انا عايز اعرف نتيجة التحاليل بسرعه ...هى قدامها أد ايه؟
جاوب الطبيب سريعا يقول: مش قبل بكره الصبح فى حاجات ممكن تطلع دلوقتي بس حاجات تانيه بتاخد وقت للأسف.
زم شفتيه بأسف وخوف ثم قال للطبيب: خلاص يا دكتور أنا هجيبها و أعدى عليك بكره.
وقف عن ماكنه يساعد ندى بكياسه كى تقف و أيضا أعطاها حقيبتها الموضوعه بجوارها ثم أستأذن من الطبيب مغادرا بعدما شكره على موعد للقاء بالغد.
___________ سوما العربي___________
ذهبت نغم لعند غنوة تدلف للداخل و معها حسن الذى حمحم بحرج يستأذن للدخول.
تهلل وجه غنوة و هى تنظر لشقيقتها تقف بجوار حسن تشعر بكم هما يليقان ببعض.
ابتسمت لها ابتسامة تحمل الكثير و العديد من المشاعر المتضاربة لكن كانت بعيناها نظرة حزن وألم غير مفسره ولا سبب محدد لها.
أشارت لنغم كى تتقدم لعندها تفتح لها ذراعيها وهى مازالت تبتسم.
لتهمس نغم فى أذنها: جبتلك كل اللبس الى قولتى محتاجه.
ضمتها غنوه لها اكثر تطبق عليها بقوه بين ذراعيها تستمد منها شعور قوى مغلف بالألفه والطمأنينة كونها لديها شقيقه من نفس دمها ، أتت معها تؤازرها و تساندها .
ليست وحيده كما عاشت معتقده طوال عمرها.
اهتزاز الهاتف لا ينفك متوقفا...تعلم والدتها جيدا طالما لديها هدف فستظل خلفه حتى النهاية ... إلى أن يكتمل على أتم وجه.
صكت أسنانها بغيظ ثم نظرت لشقيقتها تبتسم محلوله مداراة استيائها لكن لم تفلح كثيرا فقد ظهر جلياً على ابتسامتها التى أثارت القلق فى قلب غنوة .
وزاد الأمر سوءاً حين قالت : إيه ماتردى شوفى مين بيكلمك؟
اذردت نغم لعابها ثم بللت شفتيها بارتباك و حرج واضحان ثم قالت: دى ماما.
اللقب عموما أثار شئ ما بغنوة ، لكنها رفعت حاجبها تتحدث بسخريه لاذعه و مؤلمه بنفس الوقت: إيه؟! قلبها أكلها عليا مثلاً و افتكرت ان ليها بنت؟
شعرت نغم بالحرج ونظرت بجانب عينها على حسن الذى يقف متابعاً جيدا لكل ما يحدث.
كأن نظرت عينها كانت انذار واضح و صريح لغنوة التى قضمت الحديث قضما و سكتت بعدم رضا مرغمه.
فهرولت نغم للخارج بحزن كبير تشيعها نظرات حسن الذى انتبه على صوت غنوة تقول له برجاء: روح وراها يا حسن، أنا مش هعرف من الكانيولا.
هز رأسه متفهما لكنه قال قبلما يتحرك: بس هرجعلك تانى ، فى حاجه مهمه عايز أعرفها منك.
هزت رأسها باستنكار تسأل عن ذلك الشئ الذي يريد معرفته منها لكنه لم يمهلها وقت السؤال بعدما هرول مسرعاً خلف نغم.
____________سوما العربى___________
وقف أمام المشفى ينتظر ، الغيظ يتفاقم داخله يومياً يجعله حتى عاجز عن التفكير بشكل جيدا.
يشغله عن فك طلاسم كل تلك العقد التى تزيد حده إحكامها يوميا ، بدايه من محاولة اغتياله المتكرره وصولاً إلى موت مختار وجثته تلك التى اختفت.
توقف عن التفكير في كل تلك الأشياء، و عقله كله منصب و مشغول بغنوة .
ساحرته التى نجحت فى خطف لبه دون عناء أو مجهود...والغيظ يفتك به فبعد حديثها و نكرانها زواجهم بشده كأنها تتبرأ منه ، وبعد رحيله غاضباً يقسم ألا يعود لها و سيعمل على تأديبها ولتعلم من هو هارون الصواف ذاك الذي تبرأت من صلتها به كم من فتيات و نساء يتمنين وده أو فقط نظرة إعجاب منه لهن ، لتأتى هى و تنكر تمسكه بها .
لكنه ما أن روحل و قد اقترب من الوصول لبيته حتى غلبه الشوق و العشق ، يجذبه لها ذلك السحر و السر الذى لا يعرفه ابدا.
كل ما يعرفه أن قلبه يهفو إليها بقوه، قوه خفيه تسحبه نحو الأعمق.
ليعود إليها سريعاً بقلب يهو الى نظره من عيناها الجميله التى سحرته من أول لقاء.
وبعد أن غلب قلبه نوايا عقله الصارخ و وصل للمشفى يجد نفسه يصعد إليها مهرولا على الدرج بشوق مخيف .
ويفتح الباب حتى يجد تلك السيده سليطة اللسان تحاول التمدد على السرير المرافق لغنوته بالغرفه ثم تصرخ بوجهه كأنه خدش حيائها و انوثتها حين دلف دون دق او استئذان.
تلك التى تعتقد نفسها هند رستم ألزمن الحديث ولا يدرى من أخبرها بذلك حقا.
ليبيت ليلته بجوار المشفى جالساً فى سيارته بقوه قسريه جبريه بسبب حسناء مصر القديمه تلك التى صرخت به و كانت ثانيه اخرى و ستجمع المشفى كلها عليه و تفضحه.
بينما ماجد يقف محاولا كبت ضحكاته على ما يقصه عليه و كيف قضى ليلته.
ضحكاته زادت من غيظ و غل هارون الذى انفجر به صارخاً: انت بتضحك على إيه يابهيم انت.
انفجاره بهذه الطريقة زاد من ضحك ماجد عليه و هو يراه قد وقع حتى غٌمر بالعشق و لا يملك حتى الحريه او القوه لفعل ما يريد كما كانت واعتاد بكل علاقته المسبقه.
ضحكات ماجد تزيد من استفزازه أكثر وأكثر ، تشعره بكم هو قليل الحيله بل مربوط بسلاسل من رقبته و قلبه أمام غنوته التى تبرأت منه أيضا.
فكور قبضة يده وسددها بلكمة قويه اخرج بها كل الغيظ و الغل المشتعل فى صدره كآتون مستعر.
فلم تفعل اللكمة أى نتيجه إلا انها زادت من ضحكات ماجد أكثر و أكثر فيردد وسط ضحكاته : أضرب ، أضرب يا كبير ، أضرب وطلع غيظك فيا ، كنت روح اتشطر على الوليه ام سبع ألسن.
نجح فى زيادة غيظ صديقه الذى زجره بعنف يصرخ به: ماااجد ، هتغابى عليك و الله.
التوى ثغر ماجد ساخراً يردد: ياخويا بدل ما تقعد تفكر في غنوة والوليه الى شرشحتلك فكر فى عمك الى مرمى فى مستشفى السجن ده .
رفرف هارون بأهدابه وعلى ما يبدو انه لتوه قد تذكر ، فاستدار ينظر له متسائلاً: ايوه صحيح ، لاقيت حد يشيل الليله مكانه؟
هندم ماجد ياقة قميصه يرفع رقبته و هو يردد بزهو: أكيد طبعا ،انا المخلصاتى يابتاع النسوان يالى مش فايق غير لحكاية غنوة.
صك هارون على شفتيه ثم قال من بينهم بغضب: اخلص قولى عملت ايه؟
أشاح له ماجد بعدم اهتمام و هو يردد: ياعم ماقولت لك خلاص الليله خلصت والقضية اتقفلت ولقت الى يشيلها و النهاردة عمك هيخرج ويتنقل المستشفى هنا عشان يكمل علاجه.
هز هارون رأسه وهو يهمهم متفهما ثم تحرك ينوى الذهاب لعند غنوة.
لكن توقف وهو ينظر حوله مرددا: هو فى ايه؟! ايه الصحافه الى ماليه المكان دى.
هم ماجد كى يجيب عليه و يخبره السبب لكنه كان قد أوقف أحدى الممرضات يسألها فجاوبت عليه الممرضه تخبره : اصل جالنا امبارح باليل المغنى ده المشهور الى إسمه جوژيڤ دينيرو ... والدكتور بيقول عنده حساسيه من ألاكل .
ضحك هارون ينظر لماجد و يعلق ساخرا: فرافير اوى الأجانب دول مش بيستحملوا أكلنا.
لكن الممرضه تدخلت تخبره بنميمه و هى تضرب قبضة يدها باليد الأخرى: لاااااأ..مش من الأكل المصرى ..ده هو مدير أعماله قال للدكتور انه عنده حساسيه وراثيه من أكلات معينه وهو يومها شرب شوبين فراوله .
كانت أعين كل من هارون وماجد متسعه بصدمه ينظران لبعض و هما يستمعان للمرضه التى أضافت قبلما تغادر: طفاسه بعيد عنك.
التف هارون ينظر لماجد الذى أخذ يهز رأسه مرددا: إيه فى إيه ... أكيد يعنى مجرد صدفه و أكيد بردو أنى مش إبن العيله الوحيدة الى عندها المرض ده.
صمت هارون مفكراً و كذلك ماجد الذى تحدث بفكره لمعت فى عقله مرددا : كمان ده واحد لا من هنا و لا من القاره كلها ...الى فى دماغك ده مستحيل.
هز هارون رأسه يقول بتدقيق : لأ أنت الى شكلك ناسى ان فريال جابتك معاها من برا و هى راجعه ، يعنى أنت الى مش مصرى و مش من القاره زيه.
حديث صحيح لكنه بالنسبه لماجد و حتى هارون غير منطقى إطلاقاً ، بل يعد فيلم هندى ساذج جدا .
لا يمكن أن تحدث كل هذه الصدف الغير مألوفه إطلاقاً ، لذا أخذ ماجد يهز رأسه رافضا الفكره جملة و تفصيلا و يردد: لأ لأ لأ يا هارون ، بطل هبل .
تقدم منه يحاول دفعه للأمام كى يتحرك وقال: يالا .. يالا بينا نشوف الى ورانا بلا لعب عيال.
لكن هارون حاول استوقافه مرددا: طب روح شوفه و اتكلم معاه مش يمكن تحس أنه اخوك لما تشوفه.
رفع ماجد حاجبه الأيسر يضحك متهكما و هو يقول: على أساس انى تايه عن چوزيڤ دينيرو يعنى ؟! انت عبيط يا هارون؟!
اخذ هارون نفس عميق ثم قال: طب اطلب منه تعملوا DNA.
زم ماجد شفتيه بسأم شديد ثم ردد باستياء يقول: تعرف يا هارون أنا كنت فاكر أن غنوة هبلتك ، لكنى طلعت ظالم البنت .... انت أصلا أهبل خلقه.
تحرك نهائيا و تركه خلفه يردد: و أنا الى ماشى.
وقف هارون وحده ومع سيرة غنوة عاوده اشتياقه المجنون فتحرك كى يذهب لعندها.
لكن كالعاده ، وجد الحشود القادمه من أهل الحى مازالت تتوافد لعندها .
وقف يضع يديه فى خصره بقلة حيله وهو يسأل كم عدد أهل حيها ؟ و إلى متى سيظل ذاك التوافد مستمر؟
___________سوما العربي____________
وقفت على جانب مخفى تحاول التحدث فى الهاتف بصوت منخفض كثيرا .
بينما حسن كان خلفها يحاول تتبعها و اللحاق بها يراها تنزوى فى أحد الأركان بعيداً يقترب لعندها يستمع لحديثها بلغه غير العربيه لكن من حديثها ونطقها للقب الأم الذى يتشابه بين العربيه و الانجليزيه و معظم اللغات فطن أنها تتحدث لوالدتها.
أنهت الحديث سريعاً و التفت ، لتشهق متفاجئه و هى ترى حسن خلفها ينظر عليها بقلق و يتقدم منها يسأل : في ايه يا نغم؟ إيه الى بيحصل معاكى.
نظرت له بصمت ، ترفع رأسها نظرا لفارق الطول و عيناها متعلقه بعيناه ثم نطقت بأخر شئ يتوافق مع السؤال او الموقف برمته حين قالت: حسن ...تتجوزنى؟
ليقف امامها حسن بجسد متخشب من الصدمه فقط كل ما يتحرك منه هى اهدابه التى أخذت ترفرف كرد فعل على محاولة استيعابه
__________سوما العربى____________
فى الطريق إلى البيت كان ماجد يجرى اتصالات بشخصيه مهمه يملى عليه طلب هام : معالى الباشا ، وحشنى والله .
صمت يسمع للطرف الأخر ويبتسم ثم أكمل: كان فى عيل كده بتاع خمسه وعشرين سنة أسمه على و شغال فى مخبز كبير فى مول مصر ، أيوه عايز قراره.. وكل تاريخه .
أبتسم برضا وهو يستمع لإستجابة الطرف الآخر له ثم يغلق الهاتف و هو يردد بوعيد: أما نشوف حكايتك ايه بقا ... قال عايز تاخد فيروز قال...تاخدها ده انا قتيل .
وصل للبيت ليجعد مابين حاجبيه وهو يرى الكثير من سيارات فخمه مصطفه أمام بيته.
يعرفها كلها ، إنها خاصه بعائلة ندى ...و ما أكد له أكثر هو الحرس الخاص بوالدها الوزير.
فكر لثوانى ثم أخذ نفس عميق و ترجل مت سيارته يتقدم للداخل.
______________سوما العربى___________
و أخيراً انتهت لمى من كل أشغالها ودلف إليها مدير أعمالها فتحدثت له بتعب تقول: ها ..فى مواعيد تانى.
جاوب عليها ذلك الشاب الأنيق يردد: لا كده تمام يا فندم.
هزت لمى رأسها ثم قالت: طب تمام ،حلو أوى ،جبلتى عنوان المستشفى الخاصه الى غنوة فيها .
نظر إليها الشاب ثم قال مستغرباً: ايوه ، هو حضرتك هتروحى لها؟
تحدثت لمى تقول بتأكيد :أكيد طبعا ، دى كانت شغاله معانا ومش من الذوق ابدا أننا نسيبها.
هز الشاب رأسه بتفهم فسألت هى بقلق: مافيش أخبار عن بابا ، من ساعة ما أتصل و قال انه مسافر الساحل و أنا مش عارفه عنه حاجه و فونه مغلق.
هز الشاب رأسه ثم قال بكياسه: أكيد قافله عشان يعرف يفصل.. الباشا وزير وشغله مش سهل كان الله في عونه.
وقفت عن مكتبها تقول: يارب.. أنا هروح المستشفى لغنوة الاول وبعدين هاخد عربيتي واطلع له على بيت الساحل.
هز الشاب رأسه بتفهم وهى تحركت مغادره
___________سوما العربى___________
جلس ماجد و الصدمه جليه على وجهه يستمع لوالد ندى وهو يلقى عليه ذاك الخبر: التحاليل إلى انتو عملتوها أنا بصراحة استعجلت نتيجتها وطلعت .
كان ماجد يستمع له بترقب حين صمت والد ندى يزم شفتيه ثم ردد: للأسف الشديد ، الدكتور أكد لى انت عقيم و عمرك ما هتقدر تخلف.
بهت وجه الجميع ،خصوصا ماجد الذى أخذ يردد بهذيان و جنون: إيه...أيه؟! يعنى.. يعنى ايه... أنا مش هقدر أخلف ابدا؟! مش هيكون عندى إبن من صلبى؟!
أغمض عينيه بأسف ثم حاول التحدث لكن لم تسعه الكلمات يضع يديه على وجهه بصدمة عمره.
لكن والد ندى لم يصمت إنما أكمل حديثه و ما جاء من أجله: بصراحه يا ماجد يا أبنى ، أنت و ندى مش هينفع تكملوا مع بعض ، بنتى مالهاش ذنب و حقها تخلف.
شهق الكل بتفاجئ من كل تلك الصدمات المتعاقبه ، و رفع ماجد رأسه متفاجئ يردد: معقول...هتتخلى عنى يعنى عشان طلعت مش بخلف ، طب ده قدرى أعمل أيه يعنى؟
زم والد ندى شفتيه يردد بعمليه: للأسف يا أبنى مش هينفع تكملوا مع بعض كده هتبقى بتظلمها.
وقف ماجد منتفضا يردد: ده كلامك انت... أكيد اكيد ندى مش هتتخلى عنى وده مش رأيها .
لكنه صدم بحديث مصطفى الذى ردد ساخرا: ندى لمت كل حاجتها و أخدت شنطها لبيت أبوها من نص ساعه وهو جه دلوقتي عشان يحط النقط على الحروف يا أبنى.
التف ماجد ينظر لوالد ندى بصدمه ليتحدث الأخر: بص يا ماجد ،احنا بينا شغل كتير و أنا مش عايزك تزعل ، ومن ناحيتى و عشان كل حاجه تخلص بهدوء أنا بالنيابة عن بنتى متنازلين عن كل حقوقها حتى المهر و مؤخر الصداق.
بين شد وجذب طويل انتهى اليوم بالنهاية الحتميه وتم الطلاق .
فتحرك يجر قدميه لغرفته التى أصبحت الآن خاصه به فقط.
ليتوقف على صوت محبب له يناديه فأغمض عيناه ووقف عند باب غرفته دون أن يلتف لها.
فأرغمت على التحرك لعنده تتوقف خلف ظهره تقول بتردد: أحممم..ماتزعلش.
التف ينظر لها بنظره عين عميقه زلزلتها و سألت بتردد و ترقب : هو انت فعلاً مش بتخلف؟
مد يده يلفها بها مع فتح الباب يدلف وهو محتفظ عليها بين يديه ثم يغلق الباب وينظر عليها وسط ذهولها .
احتجزها بين جسده والباب المغلق ينظر هلى على وجهها و جسدها بافتتان ورغبه ثم قرب شفيته من وجنتها يمررهم عليها وهو يتنفس رائحتها ويتحدث بهمس مثير أقشعر لها جسدها تشهق بخجل حين مد ذراعيه يحتضنها له مرددا : بتسألى ليه؟! عايزه تخلفى منى؟!
__________سوما العربى_________
دلف سريعاً للداخل و هو يغتنم الفرصه فأخيرا خلت غرفتها بعدما أعطى إحدى الممرضات بعض الأموال كى تلهى أشجان طويلاً.
ولج للداخل وأغلق الباب يفتح أزرار قميصه سريعاً تزامناً مع شهقة غنوة التى رددت: هارون؟!
أستمر فى فتح أزرار قميصه وهو يردد بصيغه توحى بالتهديد والغضب: لا هارون بيه كانت أحلى.
ازدردت لعابها بخوف وهى تراه قد فتح كل أزرار قميصه بل وأزاحه نهائيا عن جسده يقترب منها وهى تصرخ فيه برعب: انت هتعمل ايه؟!
أزاح عنها الغطاء واستعد ليتمدد بجوارها فلم يسعهما السرير الصغير فكان جسدها أسفل جسده وهو مسيطراً.
وهى تحاول إبعاده عنها ، لكنه قد جن جنونه بمجرد أن لمس صدره العارى جسدها الذى لطالما حلم به ثقلت انفاسه و فقد السيطرة على تفكيره وهى تصرخ فيه تحاول إبعاده بيدها: يا هارون ...أوعى.. إيه الى بتعمله ده.
أخذ يقبل وجنتها ملتهما إياها وهو يردد: انتى ناسيه إنك مراتى.
لكنها كانت مازلت متماسكه تهز رأسها رافضه بقوه وهو مستمر فى محاولة الوصول لشفتيها بقبله تجمع بينهما وهو يقول بتمنى ورجاء رجل قتله العشق و اللوع: سبينى ألمسك يا غنوة هتجنن عليكى بجد.
كانت مازالت رافضه تحاول بقوه لكنه ماهر جدا وخبير فيما يفعل فقد نجح بأولى قبلاته لها أن يذهب عقلها وجعلها تنسى الواقع تستقبل قبلاته بكثير من الجهل تلمسه معجبا جداً .
فلم ينتبه أى منهما لتلك الدقه المهذبه ثم فتح الباب و دخول لمى ....لتصدم بأخر مشهد كان يجب أن تراه..... هارون الصواف خطيبها فى فراش واحد مع تلك الفتاه التى أثنت على عملها و جلبتها لتعمل لديها يظهر على ملامحه الهوس و الجنون .. أن هذا الرجل مغيب فى عشق تلك التى بين يديه ويتمنى رضاها لتكتمل الصدمه.......
الثالث والعشرون
كانت تقف بين يديه عيناها متسعه تتنفس بصعوبه ، و هو لم يتردد ثانيه فى مد يديه يلفها حول خصرها و يقربها منه أكثر و أكثر.
يردد بصوت مبحوح متسائلاً:بتسألى ليه؟ عايزه تخلفى منى؟!
لف جسدها على حين غفلة منها فاصبحا فى مواجهة المرأه يظهر إنعكاس صورتها فيها .
انحدرت يده منه حتى وصلت لمعدتها المسطحه يحرك أنامله عليها بهدوء يملس عليها وهو مستمر فى تقبيل وجنتها يهمس بجوار أذنها بجسد توقف شعره من شدة اقشعراره بمجرد التفكير في التفاصيل مرددا: تخيلى انا و أنتى ييجى علينا اليوم الى تبقى معايا فيه ، لدرجة إنك تبقى حامل منى.
صمت يغمض عيناه تمسع صوته و هو يسحب نفس عميق يزفره بصوت مسموع أيضا و هو يردد: الفكره نفسها خلت جسمى قشعر.
كانت صامته بتشوش مشاعره من قوتها و شدتها نجحت فى أن تنتقل لها و تصيبها بعدواها.
فكانت ترفرف بأهدابها مع كل كلمه منه يغوص خيالها فى تفاصيل التفاصيل ، ثم أخذت تهز رأسها نافيه بقوه .
لم تتخيل يوماً ولا يمكن أن تتخيل حتى أن يأتي اليوم الذى تصبح فيه بين زراعى ماجد موقع رجل و زوجته ابدا...بل مستحيل.
حاولت الإبتعاد عنه تخرج من بين يداه مردده بصوت قوى متماسك إلى حد كبير: اوعى يا ماجد.. إيه الى انت بتقولوا ده! أنت أكيد اتجننت.
تركها تتحرك دون محاولة للتقييد ، لكنه تحرك خلفها وردد بهدوء و صوت متلاعب: و إيه المشكلة؟ أنتى تجوزى لى و أنا اجوز لك.
إلتفت تنظر له بنظره لها معنى واحد فهمه دون اى حديث منها .
فاقترب منها مسرعا يحتجزها بين جسده و الحائط و الغل يفتك به يلف قبضته حول عنقها يردد بغيظ و غيره: أوعى تكونى فاكره انى هسيبك لغيرى يا فيروز ، مش هيحصل ، أرضى بالأمر الواقع .
عاودت ترفرف بأهدابها مصدومه من طريقته و تفكيره ثم رددت مذهوله: ماجد انت بتقول ايه هترضى على نفسك.....
قاطعها و هو يطبق بجسده على جسدها يردد من بين أسنانه يظهر عليه كم اللوع و نفاذ الصبر و أيضاً يوضح إلى أين وصل حاله بعشقها فخرج صوته مكظوم من الغيظ و الرضا بأى وضع : هرضى يا فيروز ، هرضى.
شهقت بخفوت و هى ترى احمررار عيناه وقد التمع بهما غشاشه من الدمع يجاهد على كبتها.
ابتلع رمقه سريعا ثم ردد: هرضى أنك تتجوزينى و انتى لسه مش بتحبيني .
نظرت له نظره ذات مغذى فأكمل: بس مش هقبل يكون فى حد فى حياتك أو جواكى غيرى ، عشان أنتى فارقه معايا ، انا لو سبت ده يحصل معايا قبل كده فكان عشان فعلاً مش فارقلى و المصلحة بتحكم لكن انتى... لأ... أنتى لأ يا فيروز.
تركت كل حديثه و تمسكت بمعنى واحد وصلها بتخبط تردد متسائله: تقصد إيه؟!
شهقت بصدمه و رددت : ندى كانت على علاقه بحد غيرك؟!
اطبق جفناه بقوه يكظم غيظه ثم فتح عيناه و قال بهدوء : مش مهم، المهم إن حكايتها معايا خلصت خلاص.
نظرت له بعمق ثم رددت بما يشبه الثقه: أنت الى عامل الفيلم ده كله مش كده؟ عشان تطلع من الموضوع من غير خساير.
أبتسم يأخذ نفس به رائحتها و مد ابهامه يمررهم على شفتيها و يقول بنفس متحشرج: بحب فيكى إنك فهمانى من غير ما أبقى محتاج اتكلم ، بقيتى فهمانى اوى لدرجه تخوف .
صمت يرفع حاجباه مرددا بزهو: وده أكيد نتيجة إنك مركزه معايا.
أبعدت إصبعه عن شفتيها و هزت رأسها تضحك ساخره: ضحكتنى والله .
مدت يدها تربط على كتفه بعنف بسيط و هى مازالت تردد: بس إن جيت للحق من ناحية التركيز معاك فانا فعلاً مركزه.
سحب نفس عميق عميق مره اخرى يقرب شفتيه من وجنتها مقررا تقبيلها و هو يردد بوله: طيب شوفتى..انتى كمان مشدوده ليا.
احبطتت محاولة اقترابه فظهر الضيق على وجهه و ازداد حين سمعها تكمل: ده خيالك الى بيصورلك الى انت نفسك يكون حاصل ، بس انا لو مركزه فعشان انا عايشه فى عش دبابير ولازم أكون صاحيه لهم ، و بحسبه بسيطه... الى يقدر يزور تحاليل DNA بين يوم وليلة ، يقدر بردو يشترى تحاليل متفبركه من بابها و مش بعيد يشترى ذمة الدكتور كمان.
لم يبالى بحديثها كله ، جل همه هو المعنى الأول ، فرفع حاجبه الأيمن يردد متسائلاً: انتى لسه شيفانى عدو ليكى يا فيروز؟! معقول بعد كل ده؟
ضحكت ساخره يلتوى جانب فمها باستهزاء تردد: كل ده الى هو إيه يا ماجد باشا... إحنا زى ما إحنا ... ممكن اكون هديت من ناحيتك شويه مش هنكر ، بس ده لأنك مش جانى اساسى عليا... بس مش ناسيه ابدا إنك عيشت العيشه الى كنت المفروض أنا اعيشها .
صمتت ونظرتها تتحول للغضب مكمله: و لا ناسيه إنك بتساومنى و لحد دلوقتي موقف كل حاجه ، حتى أنى لسه مش عارفه أطلع ورق بأنى بنت الدهبى.
تغاضى عن حديثها الأخير، بصفه عامه هو لا يرتكز سوى على مايهمه ، فابتسم بثقه يعيد تمرير يده على وجنتها بل سحبها لذلك الحجاب الذى يحجب شعرها و فككه قليلا حتى بدأ شعرها فى الظهور يصنع هاله من البهاء حول وجهها و ردد هو بينما يمسح بيده صعودا من وجهها لرقبته ثم يصل لشعرها : أنتى بتستهبلى يا حبيبتي.
أغمض عينه يردد بثقه و هو يهمهم: أممم بتستهبلى ، انتى ممكن بكل سهوله تتنجنبينى...مش هتروحى و تيجى معايا، و لا هيهمك إن كنت بخلف فعلا أو لا ، ولا هيفرق معاكى زعلى، حتى لو....
صمت يغمز لها و هو يكمل: هفترض انه زعل منك عليا مانتى بنى أدمه بردو.... واقفه فى حضنى ليه دلوقتي ها...و ماتقوليش أنه غصب عنك، كان ممكن تبعدى ايدى عنك ، مش أول مره تعمليها، انتى كمان مش شايفه نفسك دلوقتي عامله ازاى بين ايديا.
مال عليها يهمس فى اذنها مرددا بصوت هامس..هامس جدا: انتى بتحبينى يا فيروز وعايزه تكونى معايا و أنا عارف .
أبتعد عن أذنها ليرى اتساع عينها المصدومه و فمها أيضاً تنظر له بتخبط ، فابتسم لها بحنان و مد يده يغلق فمها قائلا: نصيحه أقفلى بوقك ده البنى آدم ضعيف.
أبستم بضربات قلب عاليه و نفس يزاد معدله عن المعتاد وهو يرى شعرها مع رقبتها و مقدمة صدرها ظاهرين أمام عيناه ثم ابتلع رمقه و قال: أنا كمان بحبك اوى يا فيروز.
ازدردت لعابها بصعوبه و حاولت الخروج بعيدا عن هيمنته عليها تستجمع قوتها المشتته مردده: لأ طبعا هو ايه اللي انت بتقولو ده.
لم يبالى كثيرا بأعتراضها الواهى وابتسم بنفس مرتاح يقول و هو يجذب الحجاب يغطى به شعرها مجدداً: لمى شعرك دلوقتي عشان الشيطان شاطر، و عايزك تكونى مستعده لمفاجأة كبيييره اووى ، بحضرلك فيها بقالى فتره .
أقترب يخطف قبله سريعه من وجنتها وقال: دى هتبقى هدية جوازنا.
اتسعت عيناه ومعها فمها تباعاً ليردد: مش قولنا تقفلى بوقك احسن.
اخذت تردد بهزيان: جواز مين يا ماجد انت أكيد....
قاطعها يردد بكل تأكيد: أنتى الى لازم تخفى من قدامى حالا ...حالا يا فيروز.
اتسعت عيناها تفهم مقصده الواضح فى عيناه تهم كى تفر من أمامه سريعاً فقبلما تغادر مد يده يناديها : فيروز استنى .
وقفت ترفرف بأهدابها تراه مختل ، اقترب منها وأخطتف قبله سريعه من وجنتها وقفت على إثرها متخبطه ، أجفلت على صوته يقول: بسرررعه على اوضتك لو اتهورت عليكى دلوقتي كل الى بخططله هيبوظ.
تحركت سريعاً خوفاً من مغزى حديثه و أيضا نظرة عيناه الواضح بها ما يريده للأعمى.
__________سوما العربى__________
كانت الصدمه كبيره، أكبر منها حتى، بالفعل لم تستحق يوماً ان توضع بموقف كهذا و لا أن تجرح بهذه الطريقة.
من کبر الصدمه لم يسعفها عقلها على الاستيعاب و لا حتى لسانها.
بل شٌل لسانها و حجظت عيناها ، ولم تستطع سوى أن تضع يدها على فمها تكممه من الصراخ بصدمه او ربما ليساند جسدها المصدوم ألا ينهار و فرت هاربه من امامهم تهرول راكضه.
بينما غنوة مصدومه و توقف الزمن لديها هى الأخرى، تشعر بمدى حقارتها و لأى وضاعه انحدرت.
تحاول إبعاد هارون عنها وهى تخبئ وجهها بين كفيها و تشهق باكيه.
وضع رأسه أرضاً لثوانى ثم مد يده يحاول جذبها لأحضانه لكنها كانت تتمنع .
فجذبها له قسراً يخبئ وجهها فى أحضانه يشعر بجسدها كله يهتز على أثر بكائها.
سحب نفس عميق ثم اخذ يمسح على شعرها وهو يردد: أهدى يا حبيبتي.. أهدى بس..مالك؟!
انتفضت تخرج من أحضانه تنظر له بصدمه وذهول تردد: مالى؟! انت بجد بتسأل؟!!!
اشاح بوجهه جانباً يعض جانب وجنته من الداخل ثم عاود النظر لها يقول: طيب... انا عارف أنه موقف وحش .
هز كتفيه وردد ببساطة و برود: بس هى كده و لا كده كانت لازم هتعرف .
مد يده يداعب الخصلات المتدلية على غرتها وهو يكمل: ما إحنا متجوزين و كنا لازم نتمم جوزانا و هى لازم تعرف ، والناس كلها كمان يعرفوا إنك حبيبتى و مراتى .
اطبقت جفاناها بألم و أخذت تهز رأسها سلبا بعنف مردده: لأ بس مش كده.. مش كده ..مش بالطريقه دي .
سحب نفس عميق مجددا وهو يسحبها له و يقبل رأسها قائلاً: خلاص يا روحى أهدى بقا .
ابتعدت عنه تشيح بوجهها للجهه الأخرى مردده: قوم لو سمحت.
ظهر الضيق على وجهه ينظر لها و هى توليه صدرها يحاول جذبها له كى تستدير له و هو يردد: ليه يا غنوة.. أنا ما صدقت بقيتى فى حضمى و لمستك، لمى كده كده كانت هتعرف .
مسحت دموعها و بعده وجهها كله بكفيها ثم قالت بجلد: لو سمحت يا هارون تخرج دلوقتي ، ممكن أشجان ترجع فى أى وقت و لا أى حد من أهل منطقتى .
هدر بها عاليا و هو يشيح بيده: ما ييجوا... انا لسه لحد دلوقتي ماحسبتكيش على إنكارك جوازنا قدام الناس.
زاد غضبه و هو يجد لا مبالاة من ناحيتها بحديثه فقبض على عضدها يرغمها على الإلتفاف له و قال بغضب: ماتردى عليا ... انا بقا عايز اعرف دلوقتي انتى ايه أنكرتى جوازنا.
زمت شفتيها بعدم رضا ، فزادت حدة صوته يردد: جاوبيني ياغنوة مش عايز اتجنن عليكى.
أشار على نفسه يردد بغيظ: بقا انا ،هارون الصواف ابقى انا الى بعترف بجوازنا و انتى تنكريه قدام الناس كلها .
كان الصمت هو المقابل فشدد على يدها يقول مجددا من بين أسنانه : ردى عليا يا غنوة ، بلاش تخلى مخى يودى ويجيب .
بهت وجهها تبتلع رمقها بصعوبه مردده: قصدك ايه؟
صرخ فى وجهها بغيره قائلا: ايوه بتنكرى جوازك منى ليه؟ لا تكونى شايفه لك شوفه ؟
صمت يفكر لثانيه ثم ردد: ولا يمكن مش عايزه البيه الى شوفتك معاه قبل كده يعرف؟
كانت عيناها الثابته تثير فى نفسه غضب أكبر قيصرخ من جديد: ردى عليا يا غنوة.
اخذت نفس عميق ورددت: أنت فاهم انت بتقول ايه؟ بتتهمنى فى أخلاقي؟
نهرها بحده يردد: غنووة .. أنتى بتستهبلى عشان تغيرى الموضوع؟
جذبها يقربها منه حتى اختلطت أنفاسهم وهو يردد: إسمها بغير عليكى، هتجنن عليكى .
اذدردت لعابها بصعوبه وقد تهدجت أنفاسها ،تنتقل عيناها رغماً عنها لصدره العريض العارى ثم تبلل شفتيها بتوتر تزامناً مع مد يده ليبعد خصلاتها التى تهدلت على وجهها يضعها خلف أذنها ، ثم تحدث بصوت هامس راجى: ليه عملتى كده يا حبيبتي؟!مش عايزه الناس تعرف إنك مراتى وملكى لوحدى؟
بللت شفتيها تتحدث بتخبط لكن بصراحه: إحنا اتجوزنا عرفى يا هارون ..و ده فغ عرفنا لوحده كده مصيبه..فضيحه.. أنا خايفه حد من عندى فى الحته يعرف أصلاً.
سحب نفس عميق ثم قال: أول ما تطلعى من هنا هنكتب الكتاب و أعملك فرح كبير أوى أعزم فيه كل الناس دى .
ابتسمت له تردد: بس تحققلى طلبى و أطلع من بيت بابا.. عايزه أكتب الكتاب هناك.
أقترب منها أكثر وهو يبتسم مرددا: موافق بس بشرط.
رفرفرت بأهدابها تردد : ايه هو؟
ردد و مازلت على وجهها ابتسامته الحلوه : مش ملاحظه إنك لحد دلوقتي ولا مره قولتى إنك بتحبينى؟!
فرددت هى سريعا بعد تنهيدة عشق : بس انا بحبك يا هارون.
لم يتمالك حاله إلا وهو ينقض عليها يقتنص شفتيها بتهور .
ثم ينتفض بفزع على صوت صرخه قذفت من خلفه: يالهووووووووووواااااااى.
التف ينظر خلفه ، على شفتيه بلل أثر قبلته لها يرى أشجان و هى تقف مصدومه تشيح بيدها مردده بعويل: يا خرااااابااااااااى يالهوى يالهوى يالهوى.
اطبق جفناه بقوه يكبط غيظه و هو يردد: هو فى ايه ، مش عارف أقرب من مراتى خالص .
غطت غنوة وجهها تزامناً مع ضرب أشجان على صدرها بنداب تردد: كل ما تقرب منها؟!لا هو انت قربت كذا مره؟! يالهوى يالهوى يالهوى.
اعتدل من على الفراش فيظهر صدره العارى ويمد يجذب قميصه ثم يخرج مرددا: أسيبك بقا تتصدمى براحتك أنا ماشى.
تركهما وغادر يغلق الباب خلفه تاركا غنوة تحكى لها ماتريد.
أقترب على مغادرة المشفى لكنه توقف على صوت هاتفه الذى صدح يعلن عن إتصال هاتفي من صديقه .
فتح الهاتف يجيب: عايز ايه؟
فرد عليه ماجد بنزق: و أنا هعوز من خلقة أهلك إيه.. أنت الى عايزينى يا جحش ..انت خلاص ؟! غنوة نستك نفسك و أهلك؟!
أبتسم بحب وصدر منشرح ولم يجيب فردد ماجد سريعا: طيب يا عم الولهان ، عمك وصل فى الأسعاف من نص ساعه للمستشفى... طبعا طبعا أنت ولا أخدت بالك او حتى افتكرت.
صمت هارون فردد ماجد بتأكد: مش بقولك غنوة نستك نفسك.
زجره هارون بعنف: ولااااا ...ما تظبط ياد.
همهم ماجد يردد: ماااعلينا...روح شوفوا يارب يرضا يكلمك.
أغلق الهاتف مع ماجد و عاد ادراجه لداخل المشفى يبحث عن عمه حتى وصل لغرفته ، يفتح الباب ويراه و هو ممد على الفراش وقد حلقت له لحيته وبدى بصحه افضل قليلا عن ما رأه عليه فى مستشفى السجن.
اقترب منه ببطى يردد: ازيك يا عمى.
نظر له كاظم بعدم رضا كأنه مستغرب للقب (عمى) منه .
شعر هارون ببعض التجاوب بنظرة عينه ، فأخذ نفس عميق و قال: انا أكيد عارف انت متضايق منى أزاى بس انا كمان كنت فى دوامه و مش شايف قدامى ، كل حاجه كانت بتأكد أنك بتحاول قتلى ، مخى وقف و حسيت بصدمه ، انت لو مكانى بردو ماكنتش هتسمى عليا يعنى.
ة أيضاً لم يجد رد من عمه فقال: طيب ياعمى انا عايز اقولك أنى زى مالبستك القضيه خلعتك منها.. وجبت واحد شالها عنك... وأنا إلى جبتك هنا تتعالج.. كمان كل الأسهم بتاعتك الى كانت لسه ملكك و الى كنت شاريهم منك كل ده ملكك ، ولو عايز كمان تنفصل بيهم وتاخد التمن الى تطلبه أنا تحت أمرك.
نظر عليه و هو لا يجد منه سوى الصمت فقال قبلما يغادر وردد: انا عارف إنك لا طايق تبص فى وشى ولا حتى تسمع صوتى..بس عايزك تاخد علاجك و تاكل كويس ... لازم ترجع تانى كاظم الصواف، برنس عيلة الصواف كلها.
لم يجد الرد مجددا من عمه و الصمت هو النتيجه.
فخطى بحزن للخارج ليجد أشجان امامه كأنها كانت تبحث عنه و وجدته ففبضت على تلابيبه تعود به للداخل وهى تصرخ فيه: تعالااااااالى ، تعالى يا حلو يا مقطط ، إنت وقعت و لا الهوا الى رماااك.
فلتت منه ضحكه وردد باستفزاز: الهوا الى رمانى.
رفعت حاجبها بغيظ تردد: لا حلوه ياد حلوه... بس أنت لو حلو فاحنا كمان حلوين.
تركته تشمر عن ساعديها وهو تردد: تعالى بقا أوريك أشجان لما بتحلو.
حاول تهدئتها و هو يشيح بيديه مرددا: بس بس هتعملى اييه.
أشار لها على ذلك الممد فوق الفراش خلفه يردد: طب احترمينى قدام عمى.
أشاحت بعيناها عنه تنظر لذلك الممد على الفراش تردد بشفه مرتفعه: سالخير ياعم الحاج.
نظرت لهارون تسأله بتعجب: هو ماله مكتوم كتمة اللمون كده ، انت بتأكله إيه ؟! سد الحنك؟!
أجفل على صوت ضحكه فلتت من عمه ليرى بعينه بريق كان يصدح من أعين كاظم القديم ، زير النساء.
ليبتسم بإتساع مهمها ثم ينظر لأشجان و يقول: لا ده حتى مش راضى ياكل خالص.
التف غامزا بعينه لكاظم ثم نظر لها يقول : ماتعملى له فرخه شامورت....
الرابع والعشرون
كانت عينا كاظم تمر بخبث على ملامح تلك الفاتنة التى تحمل نكهة سيدات الحى الشعبى .
تبدو ذو مذاق خاص ، هى بمثابة الوجبه الدسمه الغارقه فى الزبد البلدى جاعله لعاب أعتى الرجال يسيل عليها يهمهم ومتلذذا حتى قبلما يتذوق.
فوجهها كان ابيض كالبدر تفج من الحيويه و تكتظ منه الدماء ،ظاهر ذلك بقوه على احمرار وجنتيها نتيجه لجودة التغذيه.
عيونها سمراء كحيله حادة النظرات كإنعكاس قوى ينم عن حدة و قوة شخصية صاحبتهما.
التوى ثغره يبتسم بإعجاب و عينه تصعد لعند شعرها الغجرى ، تردد فى أذنه على التو صوت العندليب يردد (و الشعر الغجرى المجنون يسافر فى كل الدنيا)
نزل بعينه على جسدها الفتاك العريض برشاقه مرورا ببطنها الملتصقه فى ظهرها وصولاً الى قدميها الملفوفه تكمل فى اذنه تلك القصيده التى برعت فى الوصف (قد تغدو امرأه يا ولدى يهواها القلب .. هى الدنيا)
ابتسم بإتساع فقد كان ذاك هو الوصف الكامل المتكامل لها .
و امام تلك النظرات انسحب هارون على أطراف اصابعه بخفه و هدوء تاركا أشجان تنظر لكاظم ملاحظه بغضب نظراته الوقحه و اخذت تردد بحده و هى تشيح له بيديها : جرى إيه يا راجل ، بتبص عليا كده و انت عينك يندب فيها رصاصه.
اغتاظت أكثر و هى تراه متسمر فى تمشيط جسدها بعيناه الوقحه فرددت بنزق: أما صحيح و لا ادب و لا خشى ، اتارى المعدول طالع بجح .
شهقه نزقه صدحت عنها و هى تردد : العيله كلها عايزه قلع عينها ..صحيح على الأصل دور
شهقت بصدمه تضرب مقدمه صدرها و هى ترى ذلك الشائب يغمز لها بعينه فى منتهى الوقاحه .
زاد غيظها و تفاقم و اخذت تصرخ بينا تراه يزداد وقاحه يشير لها بكف يده على السرير لجواره كأنه يدعوها متسمر فى الغمز بعينه.
اخذت ترفرف بأهدابها ثم صرخت فيه : اما صحيح راجل شايب و عايب ، ده انتو عيله يتفات لها بلاد ، اتلهى عليك و على شيبتك ، أنا ليا كلام تانى مع الو** الى جابنى هنا.
التفت بجسدها تبحث عنه تردد : هو فيين..
شهقت برعب تضرب مقدمة صدرها مجددا و هى تهرول للخارج مردده: يالهوى.. تلاقيه راح للبت و عرف يستفرد بيها.
هرولت تخرج من الغرفه و كاظم يحاول التحرك من فراشه كى يتبعها او حتى يناديها.
تزامناً مع دخول الطبيب الذى اتى لفصحه يراه و قد بدأ يتحرك مرددا: لأ لأ عال عال.. انت بتتحسن بصورة كويسه جدا ، وإن شاء الله كمان مع العلاج و التغذيه هتسترجع كل قوتك و كمان ياريت ترجع تتكلم تانى .
بشدق ملتوى بابتسامة متسليه وقحه و عيون مسلطة على الباب الذى خرجت منه فاتنة مصر القديمه تلك اخذ يهز رأسه و هو يشعر انه فى طريقه للتحسن.
__________سوما العربى___________
دلف لعندها ثانيه يغلق الباب جيدا و هو يستعد للقفز على الفراش غير عابئ او مهتم باتساع عيناها الجميله و لا صرختها تنذره : انت رايح فين .
صعد الفراش يرفعها برفق قليلا دون كلام و جعلها تستقر فوق صدره يردد بلهفه : ششش.. أنا خلصت من أشجان.
اجفلت من كلمته ترفع رأسها من على صدره تضع يدها على فمها و هى تشهق بصدمه مردده : قتلتها؟؟
ضحك مستغرباً ينظر لها باستهجان و ردد بينما يزيح عنها حجابها و أخذ يمسح على شعراتها : إيه يا روحى الفكره الزفت الى وخداها عنى دى ، محسسانى انك متجوزة دراكولا ليه؟ دى كلمه مجازاً يعنى.
أخذت أنفاسها بهدوء تشعر بتخدر بعدما سحبت جزء كبير من عبق رائحته و تغلغلت لرئتيها.
وجوده لجوارها و تكراره لكلمة "زوجك " العائده عليه تجعلها فى حاله من الخدر و الثماله بهما الكثير و الكثير من اللذه.
تتقافز دقات صدرها و يقشعر بدنها و هى تشعر بيداه تجذبها لعنده بدلا من النظر له ، لأن تتوسد صدره .
و ما أن لامست وجنتها صدره الصلب حتى أغمضت عيناها بوله تخرج نفس حار متخبط بين مشاعرها
تتسلل يداها رغماً عنها الى شفيتها التى قبلها منذ دقائق ،تتحسسها ، تهز كتفيها بعدما صدحت عنها ضحكه خجله غير مصدقه ما حدث معها .
فتحت عيناها على صوت آاااااهه حاره صدرت عنه و هو يزيد من ضمها له يريد إلصاقها به ربما تشعر بتلك النيران التى تؤججها هى ببراعه و دون أدنى مجهود منها .
فتحركت رأسها الى أيسره ، حيث مستقر قلبه ، تدقق الاستماع الى نبضاته الصارخه.
و هو كان يبتسم على فعلتها ، يشعر بالانتشاء بعدما لاحظ بجانب عينه تحسسها بأناملها لشفتيها التى قبلها منذ قليل.
يزيد من ضمها له و هو يراها تقترب من موضع قلبه تضع رأسها عليه.
لكنه أجفل مستغرباً و هو يشعر بها تبتعد عنه ، ليس ذلك و حسب بل انها حتى تتحاشى النظر داخل عيناه .
حاول تقريبها منه و هو يمد يده يجذبها له مرددا بتساؤل: إيه يا حبيبتي بعدتى عنى ليه؟ فى حاجه؟
مد أنامله يضع خصل كثيفه من شعرها خلف أذنها كانت تحجب عنه رؤية وجهها الجميل ثم ردد : مالك بس؟
ابتعلت رمقها بصعوبه تبلل شفتيها بتلبك ، ثم حمحت تردد: مش شايف إننا اتسرعنا فى علاقتنا يا هارون ؟
شملها بعينه ينظر لها باستهجان ثم ردد بعدم رضا: اتسرعنا ازاى يعنى مش فاهم؟
حمحت مره اخرى تعيد تمرير لسانها على شفتيها تبللهما ثم قالت : اتسرعنا يعنى أنت من دنيا و ناس و الى تشبهك لمى.
ظل يستمع لها بصمت يرتفع حاجبه الأيسر لا إراديا يسمعها و هى تكمل دون تردد: و أنا من دنيا تانيه خالص.
همهم يمط شفتيه بشر و غل يكظمه قدر المستطاع يردد: هممم أخدت بالى.
نظر لها بغموض يردد بصوت لا ينم عن الخير أبدا و هو يسأل: فأنتى بقا شايفه انى لايق بلمى اكتر مش كده؟
كان المقابل هو الصمت و كأنها توافقه الرأى ثم رددت: ايوه بصراحه هى بنت هايله و ماتستاهلش إبدا الى إحنا عملنا فيها.
مد يده يحك إذنه من الداخل يأخذ نفس عميق و علامات الضيق و الغضب باديه على وجهه يكمل و هو يغمز له بإحدى عيناه مدمدما بشر : لا سيبك بس من الكلام ده و قوليلى... أنا لايق لى لمى اكتر ...و أنتى بقا يا حبيبتي لايق لك مييييين؟؟؟؟؟
قال الاخيره بعدما أقترب يميل عليها ليس رغبه إنما شر و غضب ينتظر ردها بترقب ، لا يستطيع الصبر عليها و هو يراها صامته لا تجيب يرغمها على الرد بإلحاح.
رفرفت بأهدابها تردد بخوف و توجس: إيه بس مالك يا هارون ؟
عض على شفته السفلى بغيظ و أكمل من بين أسنانه مرددا: ماتقولى يا روح قلب هارون من جوا مين الى لايك عليكى اكتر من هارون الصواف؟
حمحت بخوف و هى تمد كفها الصغير تحاول إبعاده عنها دون اى فائده أمام الفرق الشاسع بين قوة كل منهما تردد بخوف و ترقب : فى ايه يا هارون أنت مالك قلبت كده؟ هتتحول عليا و لا إيه؟!
عاد للخلف انشين فتحدثت و هى تفرك اصابعها ببعض بحرج ثم قالت : انا قصدي إن ... إن يعنى .. أنا و انت كل واحد فينا من دنيا و أنا مش من نفس مستواك انت حقك تتجوز هانم..ملكة تليق فعلا بهارون الصواف.
عاود الاقتراب منها يأخذ نفس ممتلئ برائحتها و هو يمد يده يفتح أزرار منامتها يدخل يده للداخل يمررها صعوداً و هبوطا و هو يتسلذ بتلك الرجفه التى اجتاحتها من جرئة لمساته و زاد الأمر سوءاً و هو يردد : و مين قال ان فى حد ممكن يخطف قلب هارون الصواف غيرك.. و أنك فعلاً مش هانم.
زادت جرئة لمساته و هو يردد بأعين لامعه من الانتشاء : فى بنات كده... اتولدوا برنسيسات و انتى كده ... ده غير ان مافيش ولا واحده قدرت تعمل الى عملتيه غيرك.
نظر بعيناه داخل عيناها ثم انتقل إلى جسدها يردد بوجه محمر مما يجيش بصدره: ده أنتى بتخلى دمى يغلى.
أتسعت عيناها بتوجس و صدمه من وقاحته الفجه فى وصف مايشعر به ، لكن رغم وقاحة حديثه إلا انه ارضى ذلك الجانب الأنثوى داخلها ، مما جعل الحمره تجتاح وجهها تحاول النظر أرضاً حيث يديها.
لكنها انتفضت على لمساته الوقحه التى مازال مستمر بها و مدت يدها تقبض على يده و هى تنهره بغضب و رفض .
تزامن مع ارتفاع رنين هاتفه ، رفع حاجب واحد و هو يرى قبضة يدها توقف عبث يده يردد: ما لو مشكلتك انه جواز عرفى نجيب المأذون هنا.
شمل جسدها المضموم له يردد بحراره و نفاذ صبر : أنا ماعدتش قادر.
زادت وتيرة انفاسها تردد بتلعثم : تليفونك بيرن.
لم يهتم كثيراً و قال: سيبك منه ده رقم غريب و قوليلى ايه رأيك فى الى بقولو.
ابتعلت رمقها بصعوبه تردد : ايوه بس انا أمنية حياتى انى اكتب كتابى فى بيت بابا و أطلع عروسه منه .
أقترب منها أكثر و أكثر تزامنا مع توقف رنين هاتفه يردد بمجون و رغبه: ايوه بس انا مش قادر خلاص و انتى معقده الدنيا.
اتسعت عيناها من تلك الطريقة المريعه التى يتحدث لها بها تسأل أين أشجان الان لتمنعه طالما أن قواها أصبحت متراخيه امامه يخونها دوما جسدها و قلبها معه مرحب بل و مستمتع بلمساته و جل ما يريده أيضاً.
لكن إندلاع صوت رنين هاتفه من جديد بنفس الرقم انقذها بدلا عن أشجان فنظرت للهاتف تشير عليه و هى تعاد ابتلاع رمقها مردده: طط..طب رررد .. يمكن فى حاجه خطيره و لا حاجة.
قلب عيناه بملل ثم قال بضيق: هرد عشان يبطل زن و اعرف افضالك براحتى.
قال الاخيره يتبعها بغمزه عابثه من عينه تزامن مع ابتلاعها للعابها بخوف من إنذاره ، بينما هو مد يده يفتح الهاتف ويرد مرددا: الو.
اندلع فى أذنه صوت انثوى يقول بعزم شديد: الو ... ايوه يا هارون.
كان مازال ممررا يديه خلف ظهر غنوته يضمها له وهو يردد بتسائل مستغرباً: ندى؟! ندى مين؟!
استمع لصوت زفره حاده صادره عن الطرف الآخر ثم نفس الصوت يردد بعزم: ندى عزازى يا هارون.
اعتدل مجفلاً يردد : ندى عزازى ؟! مرات ماجد ؟؟؟؟!
انتبهت كل اذهان غنوة له و هى وتراه صامت يستمع للطرف الآخر حين قالت: قصدك طليقته ...انا و ماجد خلاص اتطلقنا يا هارون.
اخذ يهز رأسه تحت انظار غنوة المراقبه لأدق تفاصيله : اتطلقتوا؟! انتى و ماجد.
رفرف بأهدابه فقط يستوعب ثم قال : ده أزاى... وليه... كمان ليه ما قالش.
اخذت نفس عميق تردد بصوت رفيع مغوى : دى حكايه طويله اوى .. ممكن أشوفك عشان احكيها لك.. أنا محتاجه الفتره دى اوى اتكلم مع حد و أكيد مافيش احسن من صديقى القديم.
قالت الأخيره بصوت مختلف تقصد من خلفه معانى متعدده التقطت بعضها بوضوح ثم قال تحت مسامع غنوة : صديق مين القديم يا ندى.. انا عمرى ما اعتبرتك صديقتى.
تهلل صوتها تردد سريعاً بلهفه : ولا أنا.. ولا انا يا هارون.. انا كمان طول عمرى شايفاك حبيبى.
رأت غنوة الصدمه جليه على وجهه هارون و هو يردد دون وعى منه بحاول فعلا الإستيعاب: إيه الى بتقوليه ده ، حبيب مين .. انا عمرى حتى ما شوفتك صديقه هشوفك اكتر من كده ازاى.
مد يده يمررها على رأسه بجنون يحاول فعلاً استيعاب ما عاشه صديقه لفتره ليست قصيرة وردد بخوف : و ماجد... ماجد يعرف الهبل الى بتقوليه ده؟
لكنها لم تجيب على سؤاله و إنما رفضه أثار غضبها بشده و أخذت تصرخ فيه : أنا تقولى كده.. انت أكيد اتجننت .. انت عارف انت بتكلم مين و بتقول إيه.. أنا هعرف ازاى اندمك على الى انت قولته ده ووو...
لم يمنحها الفرصه كى تنفس عن عضبها و تعبر عنه بل اغلق الهاتف فى وجهها يحدق امامه بصدمه و ذهول لا يتحرك منه سوى أهدابه التى تتحرك بسرعة.
انتبه على صوت غنوة التى تسأل بترقب : هى مرات ماجد كانت بتقولك ايه؟
نظر لها هارون بصمت لا يعرف بماذا يجيب ، لكنها أكملت متسائله: هى كانت بتحبك؟
شهقت تضع يدها على فمها مردده بصدمه: معقول؟! معقول يا هارون انت كنت على علاقة بمرات صاحبك؟
اخذت تردد بعويل : و ياترى من قبل و لا من بعد جوازهم و .....
قاطعها و هو ينهرها بغضب : إيه الى بتقوليه ده..انا مستحيل اعمل كده فى صاحبى... ده صاحب عمرى.. و أنا نفسى متفاجئ من كلامها.
صمتت ترمش بأهدابها ثم رددت مفكره : و ماجد؟؟ ماجد كان يعرف او على الاقل حاسس؟
هز كتفيه يردد: مش عارف ..مش عارف..انا فعلا مصدوم.
مال برأسه يتوسد هو أحضانها بأحتياج لكنه انتفض على صرخه منها تذكره انها قد طلقت عيار ناري منذ أيام و لديها جرح لم يشفى بعد .
رفع يديه كعلامة استسلام و ردد بخوف عليها: أنا آسف يا حبيبتي .
نظر لاحضانها بإحتياج ثم ردد: أنا بس كنت محتاج أنام فى حضنك أوى.
قربها له حتى باتت ملتصقه به وهو يمرر أنفه على وجنتها يردد بجنون : انا بقيت شايفك كل حياتى ، انتى أبويا بنصيحه ليا و دماغه الى توزن بلد بحس فيكى منه و انتى بتفكرى معايا و لا و انتى بجادلينى و تردى عليا الكلمه بكلمتها.
نظر مجددا لاحضانها الدافئة و ردد بتأكيد: لأ لأ.. أنتى أمى بحنانها و دفاها و خوفها عليا... كانت بردو زيك كده حنينه و دافيه و كمان شيك فى نفسها و دايما مرتبه و أنيقه.
اهتزت عيناه يردد بخوف: لما وقعتى بين ايديا غرقانه فى دمك أنا كنت هتجنن.. ماقدرتش أشوف حياتى بتروح من بين ايديا تانى.. ماكنش عندى استعداد اتيتم تانى... أنا حتى مافكرتش و كنت زى المجنون و أمرت رجالة ماجد يجيبوا مختار متكتف و ماعملتش أى حساب لمركزه و حصانته ولا.....
صمت للحظه منتبها و كذلك غنوة التى أخذت تهز له رأسها إيجابا تؤكد انها تفكر فيما بدر لذهنه توا تردد: لما مش مختار الى عمل كده و هو أصلا كمان اتقتل يبقى مين بيحاول يقتلك يا هارون.
صمت يفكر هو الآخر يقول: ايوه صح... كل الاحداث الى فاتت و خروج عمى من السجن شغلتنى.
انتبه على صوت اهتزاز هاتفه برقم من أحد رجاله العاملين معه ، فتح الهاتف على التو ليأتيه صوت ذكورى يردد: ايوه يا باشا... أنا دلوقتي عندى أخبار جديده مش متأكد منها أوى بس.
صمت بتوجس فصرخ به هارون يقول: قول فى ايه يا بنى و الاخبار دى تخص مين.
تردد الرجل قليلا ولكنه صرح يقول: شوف يا باشا عشان انا عارف ان ماجد باشا حبيبك ... هو كان ليه شغل مع معالى الوزير و دفعله تقريباً كده على حد سمعى مبلغ كبير تحت التربيزه عشان يسلكلوا شغل مع خواجات برا... بس إيه يا باشا الشغل طلع عالى اوى و كبير و شكل مختار طمع و ده ورطه مع مافيا الماس فى روسيا .
أخذ هارون يهز رأسه بجنون مما يسمعه .. يشرد عقله حيث ذلك الحوار الذى دار بينه و بين ماجد بعدما طلب منه البحث عن واسطه تمرر له أحدى الصفقات بعدما رغب فى شراء محل للمجوهرات كهديه لفيروز حبيبته.
لكن ما مر به جعله ينسى لكن على ما يبدو ان ماجد لم ينسى.
عاد من ذكرياته على صوت محدثه عبر الهاتف الذى قال: باشا انت معايا؟
حمحم هارون بصدمه يجلى صوته ثم قال : ايوه معاك... و مختار طمع ازاى ولا فى ايه؟
تحدث الرجل يقول : مش عارفين لسه يا باشا ؟
هارون مستغرباً: و أنت عرفت منين ان فى حاجه هو طمع فيها؟
رد الرجل: ياباشا ماهما السبب فى اختفاء جثة مختار بيه كانوا بيدورا .. دول كمان قلبوا بيته حته حته و أى مكان يملكه و الشغل ده انا عارفه... دول بيدورا على حاجه ومش حاجه قليله و الى يأكد أكتر و هو ده اصلا إلى انا مكلمك عشانه انهم دلوقتي بيدورا على الشخص الى مختار بيه دخل الشغل ده عشانه... و كلها وقت قليل أوى أوى و يوصلوا لماجد باشا.. ده شغل مافيا و أنا عارفه مش سهلين ابدا و اللعب معاهم خطر.
تهدلت يد هارون بالهاتف ينظر امامه بصدمه ... و هل كان ينقصهم أيضاً التورط مع عصابات المافيا.
*""""""""""""""*
خلص البارت وخلوا بالكم شغل المافيا ابتدى.
من زمان و ناس كتير بتلح عليا ان نفسنا تكتبى مافيا يا سوما و انا كمان كان نفسى اعملكم حاجه كده بس كنت برفض لأن عندى اعتقاد أن مافيش بطل متورط فى شغل مافيا لسلاح او مخدرات او خطف و ينصلح حاله و حتى لو حصل صعب يطلع من وسطهم كده بسهوله لأن دى منظمات دوليه وفى اقتصاد دول قايم عليهم .
فضلت فتره افكر فيها و بحاول دلوقتي اوصل لحل وسط و فى نفس الوقت نعيش أجواء حلوه فى الرواية...
لسه الجزء ده بيخلص و الجزء التانى ملئ بأحداث الاكشن وشغل المافيا و العصابات...
الخامس والعشرون
كانت تجلس بسيارتها المتجهه بها الى حيث منزل والدها الخاص بمنتجع الساحل الشمالي تهز قدميها بغيظ و الغضب يفتك بها.
ضحكت ساخره من نفسها و هى تتذكر لقائها الأول مع تلك الحرباء تعض شفتها السفلى بغيظ منها و من نفسها ايضا متذكره كم كانت لطيفه جداً معها بل و كريمه.
عاملتها بلطف و أكرمت بل و أعطتها فرصة عمل رائعه لديها ، تتذكر كيف أثنت على عملها و أنصفتها أمام هارون ... هارون الذى وبخها و كان يقف رافضاً غير راضى تماماً عن عملها يراها مخطئه و غير مهنيه إطلاقاً.
نهش الغل قلبها و هى تتذكر أنه وقف معترضا غير راضى عن تصرفات تلك الفتاه بل و علق برفض على عرضها العمل لتلك الفتاه لديها.
لقد فتحت لها أبواب شركتها و عاملتها معامله حسنه ، و لم يظهر عليها يوماً أن تلك الفتاه المهذبه الرقيقه ما هى إلا حرباء تجيد التلون .
أغمضت عيناها تتمنى لو تستطيع محو ذاك المشهد من عقلها.
لكنه يداهمها بضراوة.. هارون باشا الذى وقف ينهر تلك الفتاه و يعلق مستهزئا على كل ما تفعله ، منذ قليل.. منذ قليل جدا كان معها بفراش واحد يلتهمها إلتهاما يكاد يخفيها بين ذراعيه يظهر عليه الهوس و الجنون حتى أنه كان مغيب غير مراعى لا الزمان و لا المكان ، غير منتبه حتى على دقات الباب العاليه و دخول أحدهم منه.
و تلك المهذبه المحترمه كانت بين يداه ذائبه تاركه له جسدها يعريه بيديه ليقوم بإلتهامه و هو يلهس بنهم و تلذذ مجنون كطفل شريد محروم و وجد طعامه المفضل للتو.
فتحت عيناها تنظر من النافذة التى توضح لها منظر الطريق من خارج سيارتها تسير سريعاً صوب هدفها.
ترفع رأسها و أنفها بإباء مردده ..حتى لو..
فحتى لو كانت رافضه لخطبتها من هارون و لم تعشقه يوما و هو حتى بالنسبة لها لا يرتقى لمكانة صديق، هارون الصواف لم يكن يوما بتركيبة و عقليه من ترحب بهم كأصدقاء و رفقاء لها .
هزت رأسها تقر.. بأنه نعم كانت مجرد مصالح..مصالح تصالحت هى معها .
لكن الأن الأمر بات مختلف، فقد خدعاها بل و أستغلاها.
لو لم تقبل العمل لديها ، لو لم تأتى كل يوم و تبتسم في وجهها، لو فقط لم تفعل تلك الخبيثه كل ذلك لكان الأمر أهون كثيرا عليها و مر مرور الكرام.
لكنها لا تستطيع الان حقا يكاد عقلها يهوى منها فى بئر عميق مظلم و الجنون يفتك به تفكر و تتخيل متى كان أول لقاء .. و أول تجاوب .
بالتأكيد لن يهجم عليها فى فراشها يلتهمها بشفتيه هكذا إلا بعد سلسله من التجاوب واللقاءات.
اخذت تهز رأسها بعصبية و جنون فهل كانت تأتى إليها صباحا تمد يدها للسلام مبستمه لها بوداعه و بأخر النهار تذهب لتقابله.
و هو .... هل كان يتواعد معها يومياً ؟! الاكثر ألما هو شرود عقلها يتخيل أنه قد كان يتخذ من شركتها مكان غرامى للتلاقى مع تلك الوضيعه..
فهما لم يخوناها فقط بكل خسه ووضاعه بل و أيضاً استغلاها و استخدماها في الاستماع بخانتهما و علاقتهما تلك .
و هى.... وهى التى أنهت عملها بكل ود صابره على تأخير تلك الحرباء تمنحها بدلاً من العذر الواحد عشره ، بل و ذهبت بنفسها كى تطمئن عليها .
اغمضت عيناها مجددا بألم تتذكر هيئة هارون و هو يجثو على تلك الفتاه يلتهم كل ما تطوله يداه و يكشفه منها يهمهم بجوع .. تباً لم تتخيل ابدا أن يصل هارون الصواف ذاك الذى يعرفه الجميع إلى تلك الحاله مع إحداهن أبدا .. فقد كانت حالته معها بعيد عن أى شىء حقاً يرثى لها.
كانت صوره لحظيه التى اتخذها عنهم لكن الوضع شرح لها تفاصيل تلك العلاقه نوعاً ما ، فطريقة هارون و هو مقبل عليها يغمض عيناه يقبلها كانت مريعه.. توضح وضعه جيداً و أن هارون الصواف معذب قلب الفتيات هو المغلوب هنا ، كأنها و أخيراً رضت عنه ، و أنه يخطب ودها يتمنى رضاها ،و أن تلك الفتاه هى المتحكم و المسيطر و قد منت عليه أخيراً تلقى له ببعض الفتات كى يصمت و لا مانع من بعض الاستمتاع.
لذا كانت النار داخلها تندلع اقوى و أقوى يزداد استعارها و هى تتذكر ذاك المشهد كل ثلاث دقائق تقريباً.
رفرفت بأهدبها بتشوش تنتبه على توقف السيارة فتنظر أمامها و تسأل السائق : فى ايه؟
جعدت حاجبيها بجهل و استنكار و هى ترى حشد من الصحفيين و كاميرات الإعلام أمام منزل والدها.
يحول بين دلوفهم للداخل مجموعة من رجال الشرطة ضخام الجثه يحيطون بالمكان.
سقط قلبها بين قدميها و اتسعت عيناها تشعر ان القادم سئ ..سئ للغايه.
فتحت باب السيارة و ترجلت منها سريعاً تسير بخطى واسعه.
فالتفتت لها كل أنظار الصحفيين و المذيعين يلتقطون لها العديد و العديد من الصور و هم لا يكفون عن طرح الاسئله دون رحمه أو شفقه.
لم تكن تبصر اى شخص منهم ، كل ما يصلها منهم هو أسئله خلف بعدها يسئلونها غير مبالين بأى شىء و لا مهتمين بمشاعر تلك الإنسانه ، ليست شغلتهم إطلاقاً فكل همهم و ما يخصهم السبق الصحفى فقط.
فترفع عيناها تستمع لهم بضياع .. ما تلك الأسئله و والد من الذى قتل؟
تسارعت انفاسها و هى تحاول تجنبهم بعدما صنعوا حولها دائره كأنهم قد حصلوا على فريستهم.
لكن بادر أحد الرجال من رجال الشرطة يخلصها من بينهم بعدما تعرف عليها بالطبع من منادات الصحفيين لها ففطن انها إبنة القتيل.
دلفت للداخل بتخبط ، تكاد تستمع لأصوات ركبيتها و هما يرتجفان يتخبطان ببعض.
تقدمت من الباب المفتوح حيث وجدت والدها ملقى أرضاً مغطى بشرشف أبيض خفيف ، خافت حتى من ان تقترب منه و تطلع إليه.
ظلت واقفه وحدها ترتجف خوفاً و هلعا تتمنى لو كان لديها شخص ... شخص واحد فقط يقف لجوارها الان و هى لا تريد و لا تنتظر منه أى شىء.
كل ما تريده أن يربت على كتفها يدعمها و يهمس فى أذنها بأنه لا بأس كل شيء سيمر.
لكن حتى ذلك لم تجده .. هارون باشا غارق فى جسد عشيقته و ذلك الزيدان سلبى للغايه...بل هو أكثر شخص سلبى قابلته فى حياتها ، و كأنه كان يتنظر و يتوقع ان تذهب هى مع والدها لخطبته ، هى حقا غير أسفه حياله.
دمعه وحيده فرت من عيناها أنبئت عن نوبه سحيقه ستنخرط بها غير منتبه لذلك الوسيم الذى بظله فقط غطى على ظل جسدها النحيل و تقدم خلفها كى يتحدث معها و يأخذ أقولها.
هو فقط ما كاد ان يقترب لعندها يلقى السلام حتى وجد نفسه مجبر تلقائيا على فتح ذراعيه كى يستقبل جسدها اللين بعدما سقطت مغشيه عليها في أحضانه.
فأخذ ينظر لها بأعين قلقه يرفع رأسه على صوت رفيقه الذى سأله : مالها يا رضوان؟
رفع رضوان رأسه لصديقه يردد بصوته الأجش : دى شكلها أغمى عليها من الصدمه.
ليمد يده سريعا يمررها أسفل ركبتيها و الأخرى خلف ظهرها و يقف سريعاً مستقيم بها كأنه يحمل عود ريحان لا وزن له و يذهب تجاه أقرب أريكه يسب نفسه و هو يراها تبتعد عن المهنيه التى تدرب عليها مطولا و تخونه عيناه لينظر لها نظره بعيده عن العمل نهائيا.
_________سوما العربى__________
وقف يجفف شعره بعد حمام بارد كان بحاجة له ضرورياً الآن رغم برودة الطقس لكن كان عليه أن يفعل و إلا لساءت الأحوال.
نظر على الباب الذى خرجت منه منذ قليل يبتسم رويداً رويداً و التف يرتدى ثيابه سريعاً ثم يخرج من غرفته يدندن برواق شديد و استمتاع.
ولديه من الوقاحه ما يكفى لجعله يفتح باب غرفتها عليها دون الدق ولو لمره.
يبتسم بمرح لها و هو يراها متسعة العين تبحث عن سبه مناسبه تصف حالته .
لكنه لم يملها الوقت و لا الفرصه فقد استند على الباب يغلقه بقدمه و هو يوليه ظهره يفتح ذراعيه لها مرددا: حياتى الى وحشتنى .
نظرت له بعدم إستيعاب ، فعلاً لا يسعها إستيعاب تصرفاته .
فرددت مستنكره: فى ايه ، و كمان أزاى تدخل عليا كده من غير ما تخبط يا ماجد؟!
زم شفتيه بلا اهتمام ثم ردد هو الاخر مستنكراً بينما يتقدم منها: مش المفروض إننا اتخطينا المرحله دى يا حبيبة ماجد .
زاد غيظها منه خصوصا و هى لم تنسى بعد ما فعله منذ قليل فرددت : اتخطينا ايه مش كفايه الى عملته ، كمان بقيت تدخل اوضتى من غير استئذان ، افرض كنت بغير هدومى مثلاً.
تقدم يجلس بجوارها على الفراش من شدة تبجحه يردد بوقاحة: ده أنا جاى و أنا بدعى تكونى بتغيرى .
فتحت فمها مصدومه و همت كى تسبه لكنه مد يده يضعها على شفتيها يمنعها فاتسعت عيناها من فعلته تشهر بالذوبان من ملمس كفه على شفتيها ، و هو ينظر لها بوله و حاله لا يختلف كثيرا عنها ثم ردد بعصوبه: مش هنضيع الوقت فى الخناق و الشتايم ، انا جايلك عشان تغيرى هدومك و تيجى معايا مشوار.
اخذت تهمهم بسبب كفه الذى يكمم فهما فنظر لها بجبين مقطب يردد: ايييه؟ مش فاهم....بتقولى إيه يا حبيبتي؟!
اخدت تصرخ بهمهمتها أكثر و هى تشيح بيدها على كفه الغليظه التى تكممها ففهم أخيرا و أزاح يده يقول: اااه قصدك ايدى.
لتصرخ فيه بغيظ و غضب: مش عارفه اتكلم من ايدك يا غبى.
مد كف يده يمسد على خدها بحده خفيفه وهو يقول منذرا: بلاش طولة لسان ياحبيبتي احسن لك..هممم ، و يالا قومى غيرى هدومك عشان خارجين.
رفرفت بأهدبها تفكر ثم رددت: هنروح فين.
تبدلت حركت يده من التمسيد الى التحسس بحراره يمررها على وجنتها و هو يردد بغرام: هنروح عشان تشوفى هدية جوازنا.
تخشب جسدها تنظر له بصدمه و رددت: جواز مين يا ماجد.. انت لسه بتقول كلام المجانين بتاعك ده ، أعقل.
أبتسم لها يردد بثقه: كلها فتره صغيره و أثبتلك انه مش كلام مجانين.
غمز لها بإحدى عيناه يردد: فاضل بس أخر مشكله قدامى و انا خلاص بحلها ، و هطلع لك ورق انك فيروز محمود الدهبى .
نظرت له تردد رغماً عنها بقلق: مشكلة إيه ؟
أبتسم عليها و هو يستشف اهتمامها و قلقها عليه بوضوح ثم ردد: أكيد هيبقى عندى مشكله انه انا دلوقتي هبقى ماجد إيه.. أكيد مش همشى ماجد حاف كده، و كمان رد فعل جدك و ابوكى .. خصوصاً لما يعرفوا انى مش ابنهم بعد كل السنين دى و كمان أنى عايز اتجوزك.
اخذ نفس عميق يستند على ظهر الفراش و هو مازال جالسا يردد: أكيد كل الحاجات دي مش هتعدى بالساهل.
اغمض عيناه يردد بتعب: مش عارف ليه مافيش اى حاجه بتجيلى سهل كده ، ليه من وسط الدنيا كلها ماحبش غيرك أنتى؟
اغتاظت من حديثه رغماً عنها و رددت: يا سلام.. مش عجباك يا سى ماجد؟
فتح عينه متفاجئ من تجاوبها ورد فعلها يبتسم لها باتساع و هو يردد بتسائل: بتحبينى يا فيروز؟
نظرت له بتذبذب و تيه ثم رددت مدعيه القوه و الثبات: لأ.
أبتسم يضمها له رغم تمنعها و هو يردد بعدما تنهد بعمق : و أنا كمان يا حبيبتي.
ضربته بعنف على صدره تردد: انت ما بتسمعش ، بقولك لأ .
أبتسم قائلاً : قولى الى تقوليه يا حبيبتي انا ليا بالى شايفه منك.
نظر لها بغموض ثم ردد : يالا البسى بقا عشان نلحق مشوارنا.
كتفت ذراعيها حول صدرها تردد بتحدى: و أنا مش متحركه من مكانى و مش هروح معاك في حته.
رفع حاجب واحد و هو يقلب شفتيه يدعى الاعجاب بتحديها ثم نظر على الفراش يقول: ياريت ماتتحركيش فعلاً ياروحى ، حلو سريرك ده على فكره و يستحملنا إحنا الاتنين.
قفزت من جلستها على أرضية الغرفه فوراً تلتقط اول ما طالته يدها من على مشجب الملابس و هرولت ناحية المرحاض و سط قهقهاته المتعاليه عليها.
________سوما العربى____________
كان مازال يقف امامها و هو مصدوم يخيم الصمت على المكان كله و هى تنظر له بترقب يتسلل داخلها اليأس رويداً رويداً امام الجواب الذى أخذته منه و لم يكن سوى الصمت الرهيب.
بللت شفتيها تشعر بالحرج من تهورها لكنها فعلياً غير نادمه ، فهى ليست كبنات وطنه و ستجلس لتنتظر المبادره من الشاب الذى عشقت.
بل لا تمانع ابدا من تتخذ هى دفة المبادره تبحث عن الحياة التى تريد و ما سيجعلها سعيده.
عضت جانب شفتها من الداخل لما تقابله منه من صمت ، ضمت كتفيها قليلا بتخاذل و استعدت كى تعود خطوه للخلف تردد : انا مضطربه الفتره دى و فعلا مش عارفه بقول ايه، أنسى الى قولته يا حسن بليز.
تغضن وجهه بالغضب و ردد : هو انا لعبه فى ايدك مثلاً؟
رفعت عيناها تنظر له لا تفهم مقصده بالضبط.
لم يمهلها ثانيه أخرى حتى شعرت بيده تقبض على يدها و يضمها لأحضانه قسراً و هو يردد بصوت متحشرج من تفاقم مشاعره: هو ولاد الناس لعبه فى ايديكم ولا ايه؟ عايزه تعشمينى و تخلى بيا؟!!
فلتت عنها ضحكه و هو كذلك ضحك و ما لبث ان اتسعت عيناها بصدمه أثر صفعه من كفه على فخذها العارى يردد : و لبسك ده يتغير يا حبيبتي ، مفهوم؟
لم يتلقى منها رد فهم كى يصفعها مجددا و هو يعيد تكرار سؤاله : ردى عليا و لا اضرب تانى
ابتعدت عنه تضع خصله من شعرها خلف أذنها و هى تومئ برأسها موافقه بسرعه ، فظهرت خيبة الأمل على وجهه وهو يردد: ياريتك ما رديتي بسرعه.
غمز لها مرددا: اصلى حبيت الموضوع أوى.
زجرته بعينها غاضبه ، لكنه اقترب منها و قال: أفهم بقا ،ماكنتيش بتردى عليا الأيام الى فاتت دى ليه؟ و ليه معاملتك ليا أتغيرت فجأة كده؟ و كل ما أسأل عليكى تكونى نايمه؟!
ظلت تنظر له بصمت تام لدقيقة كامله إلى تحدثت متسائله: كنت بتسأل عليا مين؟
شملها بعينه بنظره واحده و ردد : غنوة.
رفرفت بأهدبها تفكر أتتحدث بما يجيش بصدرها ام تصمت أفضل لكن حسن لم يعيطها فرصة الاختيار حين قال أمرا لكن بنبره لينه حنونه: اتكلمى بالى فى بالك يا جبيبتى.
رفعت عيناها له تردد بحيره: هو انا حبيبتك؟
تقدم تلك الخطوة التي كانت تفصل بينهما و مد كف يده يتحسس وجنتها مرددا: ما انتى لو كنتى مبطله نوم و سمحتيلى إكلمك كنت زمانى قايلك الى بحاول أقوله بس سيادتك بتتهربى.
كانت مسحوره من وضعهما هكذا قريب منها و كفه على وجنتها ينظر داخل عيناها مباشره .
فسألت بخفوت: كنت عايز تقولى ايه؟
تنهد يردد قائلا بعد لوع و عذاب ينظر داخل عيناها: انى بحبك يا قلب حسن.
انهى جملته و هو يقطع عليها فرصة النظر داخل عيناه بعد أن ضمها له يتنهد متأوها.
أبعدها عنه برفق يقول: يالا بدل ما نتاخد وضع مخل فى المستشفى..تعالى اوصلك البيت... خصوصاً بلبسك الى يفور الدم ده
قال الاخيره ببعض الحده و الغضب يمد يده يسحب كف يدها معه مستعد للذهاب دون نقاش مما جعلها تبلل شفتيها بحرج و تسير مطاوعه قدميه للخارج .
يقود للحاره و هو ممسك بكف يدها ، يرفعه كل دقيقه و الأخرى كى يقبلها.
حتى وصلا للبيت و ترجل من سيارته المتواضعة يفتح لها الباب قائلا بما لا يعطى المجال للنقاش: على جوا بسرعه بلبسك ده .. بسرررعه.
استدارت بسرعه تنفذ ما طلبه وهو من خلفها يبتسم عليها.
لكن صدح صوت والدته من خلفه تناديه بغضب مردده ساخره بتهكم: خلاص دخلت جوا يا معدول.
اغمض عيناه يأخذ نفس عميق و هو يستعد لحرب طويله مع أمه خصوصاً وهى تشير له بيدها كى يقترب مردده: تعالالى يا خيبة الأمل تعالى
___________سوما العربى____________
دلف معها لنفس المول التجاري وهى تنظر له مستنكره ثم سألت: إحنا جايين هنا ليه يا ماجد؟! هى المفاجأة هنا؟
نظر لها يبتسم مرددا: اه يا حبيبتي، بس تصحيح بسيط هما مش مفاجأة واحده لأ.. اتنين؟!
زوت ما بين حاجبيها وسألت: مش قولت واحده؟
ضحك يقول: اهو ربك بقا..انا صراحه كنت جاى على المفاجئه الاولى بس ، لكن جالى خبر مؤكد بالتانيه أقول لأ لنعمة ربنا يعنى؟!
أخذت تهز رأسها مستغربه و سألت بتشوش : بس الاتنين حلوين مش كده؟
أبتسم لها يغمز بإحدى عيناه: الاتنين بالنسبة لى حلوين.
نظرت له بتشوش غير مستوعبه لكنها قالت: خلاص تعالى نشوف أول مفاجأة.
فردد ماجد : لااااااا.. المفاجئه التانيه الاول ماعلش.
ثم سحب يدها لا يسمح بأى اعتراض منها و هى تسير معه مستغربه خصوصاً وهى تراه يأخذها لعند ذاك المخبر و يقف بها أمام بابه مباشرة لترى المفاجأة الثانيه بعينها اوو.. لنقل الصدمه الكبرى....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا