القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شط بحر الهوى الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سوما العربي

 

رواية شط بحر الهوى الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم سوما العربي 




رواية شط بحر الهوى الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم سوما العربي 


الحادي عشر 


دلفت معه للمركز التجارى الكبير تسير في الرواق وهو ينظر لها باستغراب يراها تعرف كل الطرق هنا كأنها تربت به .


لا تلتفت له حتى ولا كأنه معها بالأساس.


تقدم يقبض على ذراعها يجذبها له فالتفت ،تحدث لها ببعض الغضب:هو انا مش ماشى معاكى ،مالك ماشيه كده؟


رفعت حاجب واحد تقول:ايه يا بيضا هتتوهى؟


نبرتها الساخره المستهزءه نجحت بقوه فى استفزازه .

صك أسنانه وهو يتحدث: اتكلمى معايا عدل،سامعه ولا لأ؟

ردد بسماجه: لأ.


احمر وجهه بغضب يحاول كظمه ،اخذ زفير عالى وأخرجه بهدوء ثم قال:تعالى عشان نبدأ .


رفعت حاجب واحد مجددا تردد: لأ انت تروح زى الشاطر كده تقعد على أى كافيه لحد ما أخلص.


أبتسم بسماجه يردد بهدوء:تؤتؤ تؤ...انا جاى معاكى يا اختى العزيزه ،لازم اختار معاكى كل لبسك اه.


تحدثت بخوفت حذر :تيجى فين يالا أنت عبيط؟


تقوم منها خطوتين حتى بات وجهه مقترب من وجهها يردد : لأ لأ يا روزا ، بقى فى بنت تقول لاخوها الأكبر منها يالا ،خصوصا..


صمت يمرر يده على جنتها المنتفخه الحمراء وهو يكمل : لو كانت جميله أوى زيك يا فيروز.


انتشلته قبلما ينخرط جسده فى تلك الحرارة التى بدأت تدب فيه وهى تحدثه بصوت عشوائي: ولااا.. ايدك ياد..مالك كده مسهوك ،ماتنشف حبه.


نظر لها بذهول يردد مستنكراً: أنتى ازاى بتقلبى فى ثوانى كده؟وايه طريقة ولاد الشوارع الى بتتكلمى بيها دى؟!


أدمى قلبها دون ان يدرى بتلك الكلمه التى وصفها بها،هى ابنة شوارع وهو تربى بقصر الدهبى.


يقسم أنه رأى لمعان غير محدد الهويه بعينها لكنه أرعبه.


فرق قلبه كثيرا ومد يده يملس على كتفها مرددا بنبره نادمه معتذره : فيروز،حقك عليا انا ماكنتش اقصد.


رفعت عينان باردتان كصقيع القطب الشمالي روددت بملامح متبلده تهز كتفيها:حقى عليك ليه؟!هو انت قولت حاجه غلط؟!


اقتربت هى خطوه منه وللعجب أنه عاد للخلف ،بينما فى وقت آخر كان سيرحب بتلك الخطوه يتلقفها بأحضانه،اما الآن فقد عاد للخلف وهى تنظر داخل بؤبؤ عينيه تسأل:هى كلمة ولاد شوارع شتيمه يا ميجو؟! يا اخويا؟!!!


مع كل كلمه وكل حركة منها تؤكد له ظنونه أكثر من قبل.


كانت هى بالوضع المسيطر ،اخذت نفس عميق تسبل عيناها ثم التفت بعزم تتحرك .

وهو كان متخشب الجسد يفكر ،استفاق سريعاً يدرك تحركها فأخذ يرمش بأهدابه ينظر عليها 


أخذ هو الأخر نفس عميق ثم تحرك خلفها يراها تدخل لأحد المحال التجارية تأخذ بعض المنامات البيتيه وتذهب للقياس.


دلف بعدها يجلس على أحد الارائك ينتظرها ريثما تنتهى وهو يفكر.


تفكيره يجعله يتغاضى عن اى عواقب ومساوئ كل ما همه هو الشيء الوحيد الجيد.


أنه لدرب من دروب الجنون وهو يعرف،شكه بمحله.


فيروز تعلم ما يعلمه هو جيدا.


اتسعت ابتسامه حلوه على شفتيه غير مهتم لأى شئ اخر عاداها هى،تلك الفيروزه الساحره.


بعد ثواني وجدها تخرج من عرفة القياس معها عدد غير قليل من المنامات وعلى مايبدو قد انتهت .


وقف عن مقعده يتقدم منها بنظره مغايره تماماً بها من العشق مايكفى .


مد يده يدخل لتلك الخصله السوداء التي على وجهه يلفها حول إصبعه وهو يردد:شعرك باين من الححاب.


بنفس النظره المتبلده أزاحت يده وادخلت تلك الخصله تعدل وضع حجابها ثم قالت:الزم حدودك وايدك ماتتمدش عليا تانى 


غمز لها عابثا متحدياً:ليه؟!


نظر لما تحمله على يدها وقال:مش تقيسى وتورينى ..امال أنا جاى معاكى ليه؟


فيروز:اتلم احسنلك،وبلاش تلعب بالنار.


مدت يدها تمسك يده تتحسسها وكأنه حبيبها لكنها كانت فقط تنذره وهى تكمل تزامناً مع لمسة يدها: يا ميجو.


رفع حاجبه منبهرا من جرئتها وعلى مايبدو قد استصاغ اللعبه وفرد كف يده يلتقط هو يدها و يردد: مافيش حلاوه من غير نار يا روزا.


لم تكن نظراتهم رومانسيه ،بكل كانت حرباً شعناء،كأنه صراع الجبابره.


لم يقطعه سوى ذلك الرنين الذى صدح من هاتف ماجد.


أخرج الهاتف جيب سرواله وعينه لا تتزحزح عن عيناها .


يفتح الهاتف دون أن يرى الأسم ليتفاجئ بصوت محمود يردد:انتو فين يابنى .


تحدث بهدوء ومازال ينظر لها: احنا في مول مصر ،اخدت فيروز اجيبلها كل الى ناقصها.


ردد محمود بسعاده بالغه تمام حلو أوى انا جنبكم،عايز اخدها اشتريلها كل إلى نفسها فيه أنا كمان.. دقايق واكون عندكم ،سلام.


اغلق الهاتف ولم يدع لماجد أى فرصه للمراوغه،فنظر للهاتف بضيق ،أراد أن يكونا معا وحدهما.


تركته وتحركت غير مباليه به.


تحرك خلفها ينظر عليها بمشاعر مختلطة مشوشه ،الى ان وجدها تسير بين المحلات كأنها متجهه  لجهه معلومه.


سار خلفها وتركها تتجه كيفما تريد ليرى؛إلى ان وجدها تقف بجوا مخبز ما تبتسم ابتسامه خجوله بريئه جدا وخاصه جدا جدا.


استعرت النار تنهش صدره وهو يجد شاب عريض المنكبين بشعر اسود غزير يسقط على جبهته من شدة الكثافه والنعومة ذو عينان بنيه حاده ووجه خمرى يلتف يتظر لها ويبتسم ابتسامه خاصه أيضاً.


تحرك بسرعه قادتها تلك النار التى تنهشه يقبض على عضدها يهزها بغل مرددا: إيه الى جايبك هنا ومين الى عماله تضحكيلوا ده؟


بصعوبه كبيره اشاحت عيناها عن ذلك الشاب ونظرت له نظره مغايره للتلك التى كانت تنظر بها .


فتت قلبه وهو يلاحظ الفارق،نظرتها لذلك الشاب كانت معجبه حالمه،انا نظرتها له هو تحمل مشاعر مختلطة مشوشه وكلها غير جيده إطلاقا،يقسم أنه يرى الغل يتراقص بين جفنايها الأن وهى تردد تسال بتلاعب:بتغير على أختك ولا ايه يا ميجو؟!


تحدث وبالفعل الغيره تفتك به يخرج الحديث من بين أسنانه المصكوكه:بطلى لعبتك دى وانطقى،مين ده ومالك انتى وهو بتبصو لبعض كده ليه زى ما تكونوا عارفين بعض؟!


استوحشت عيناه وهو يستمع لصوت قوى يردد:مين ده يا روزا وماله ماسكك كده ،انت مين ياجدع أنت؟


التف له ماجد يرى خصمه عن قرب يقر أنه بالفعل أكثر من كلمة وسيم يرتدى زى خاص بالمخبز الذى يعمل به باللون الرصاصى يشمر عن ساعدين قويين يكسوهم الشعر ،وحول خصره يلتف ماريول أبيض نظيف.. يناظره بتحدى.


ترك يدها يضع يده على كتف الأخر يهم بضربه وهو يقول:انت مين يا حلو ؟

غضب الشاب من ذلك اللقب الذي يعد إهانه احيانا لو أطلق على رجل يرد مستنكراً:حلوو!!


ازاح يده بعنف وعينه تصرخ بالوعيد وهو يكمل بتهديد صريح : طب نزل ايدك بس بدل ما أحلو عليك يا قمور.


اشار ماجد على نفسه بأعين غاضبه مستنكره يردد:قمور ... أنا قمور..طب تعالى ب....


قاطعته فيروز سريعاً بعدما كانت تقف بينهما تلاحظ حرب الكلام تلك،لا تريد المزيد،فالمزيد يعنى شجار لن يضر ماجد بشئ .


تحدثت سريعاً وهى تحاول الفصل بينهم:ده عمر جارى،انا وهو متربيين مع بعض.


نظر لها ماجد ثم له يكمل بنبره مهينه ذات مغزى:فى المقابر؟


احتل الغضب والحقد عيناها تفهم سبته الغير مباشرة وقالت: ايوه فى المقابر.


لم يهتم عمر كثيرا بما يقال وردد يسألها بغضب:مين ده وماله بيكى وبتبرريلوا ليه أصلا..انطقى..بقا أنا ابات ليلتين فى الشغل اقوم الاقى واحد ماشى معاكى.


غضبت منه كثيرا تتحدث بزهول: أنت إيه الى انت بتقولو ده،انت بتشك فيا؟!


تحدث المدعو عمر من بين أسنانه:الحبتين دول مش عليا،ماتغيريش الموضوع،مين ده؟


كتف ماجد يديه حول صدره وردد: والله عال...حلو أوى الحوار إلى داير ده ولا كأنى قرطاس جوافه.


وتقدم خطوه يحول بينهما جاعلا فيروز تختفى خلف ظهره العريض وتحدث : مبدئيا تبعد كده وانت بتكلمها،انا إلى عايز اعرف انت مين ،طب أنا أخوها.


زوى عمر مابين حاجبيه يردد باستغراب: أخوها... أخوها ازاى؟!عم شعبان ماكنش له أى ولاد.


كان يقف بعزم وثبات مصر على فهم كل شيء الى أن صدح ذلك الصوت الرقيق خلف ظهره يردد:عمر..بتعمل ايه؟


نظروا لمصدر الصوت حيث تقف فتاه رقيقه تبدو فى منتصف العشرين من عمرها تخص ذلك العمر ببعض الغيره وعيناها تنتقل بينه وبين صاحبة العيون الرماديه.


ارتبك عمر بوضوح تحت أعين ماجد التى تلتقط كل حركة بوضوح.


فتحدث على استعجال يقول:طيب روحى أنتى دلوقتي ولينا كلام بعدين.


فيروز ليست ذلك الشخص الهين،لا تخفى عليها تلك النظرات ولا تلك الربكه التى تملكته.


تسأل بهدوء فطن:مين البنت دى؟شكلها بنت ناس اوى.

عمر باستعجال:دى بنت صاحب المكان،روحى انتى دلوقتي يا فيروز.


اسبلت جفناها مصدومه ثم ابتسمت بألم تسأل: وبسهولة كده هتسيبنى امشى من غير ماتفتح تحقيق كبير وتعرف إيه الحكايه؟!مش عوايدك يا عمر.


مطت شفتيها تكمل: أنت حتى مالحظتش أنى بقالى يومين مش فى بيتى.


تحدث عمر بغضب يحذرها:قولت امشى دلوقتي يا فيروز.

نظرت على تلك الفتاه التي تقف بعيد ترى نظراتها المتفحصة ثم قالت بتحدى: انا كده كده كنت ماشيه يا عمر ،مش فاضيالك.


همت تتحرك بغضب لكن عمر تحدث بتملك سافر: لينا كلام تانى خلى بالك.


حاولت سحب كف ماجد الذى يقف كالبركان بينهما وقالت: ربنا يسهل...يالا يا ميجو .


تحرك ماجد معها وقد تمكن الغضب منه يقف بعيدا يسحبها لأحد الأزقه الخاليه من الماره يهمس لها بفحيح:مين ده؟وايه الى بينك وبينه؟!


كانت ستهم برد متحدى غاضب ،لكن حانت منها نظرة حيث يقف عمر مع تلك الفتاه وعلى مايبدو أنه يعتذر منها ويبرر لها سبب وقوفه معها والأخرى تبتسم له تضع خصله خلف أذنها بخجل شديد وبعدها يدلفان معا داخل معا.


فعادت ترفع عيناها الرماديه لماجد وتقول مجاهده كى تخفى تلك المرارة بحلقها :ولا حاجة،جارى ومتربيين مع بعض .


لم تفلح فى اخفاء تلك الغصه بصوتها ،لم تمرؤ على ماجد ،تألم قلبه لها يسأل بتمنى:بس؟ً؟


هزت رأسها تردد: ايوه.


أبتسم لها يتنهد براحه رغم تأكده أن حدثه لما رأه صحيح وأن تلك الماثله امامه تكذب،لكنه تحدث يدللها قائلا بعدما استشعر تلك الغصه بحديثها:طيب إيه رأيك اعزم أحلى روزا على أحلى ايس كريم فى مصر كلها.


كطفلة ضائعه مشوشه امأءت برأسها موافقه،فشبك اصابع يده بيدها مستغل الموقف وضعفها الواضح يسير بها عازم على أن ينسيها ذلك الشاب ومن انجباه.


لكن اتصال من محمود أحبط كل محاولاته وهو يخبره انه قد وصل يسأل بأى محل يوجدان تحديداً.


لم تمر دقائق إلا وكانت تجلس على أحد الطاولات وعن يسارها محمود وعلى يمينها ماجد.


سأل محمود :ها ،تطلبى إيه يا حبيتى.


فيروز: أنا هاخد سطلة فاكهه،انا وماجد.


أنتبه ماجد ينظر لها يجد نظره ماكره خبيثه تحوى الكثير.


أليست هذه هى نفس الفتاه التي كانت تقف ضائعه مشوشه منذ قليل وقد أشفق عليها،لثانى مره اليوم تخضعه وهو دائما ينصاع خلفها.


نظر لها محذرا يستشعر ماتنويه وردد: لأ أنا محتاج أشرب قهوه.


اسبلت جفناها تشبك يداها ببعض ثم تقول:هتكسفنى يعنى يا ميجو؟!


أبتسم محمود يقول لماجد: لأ لأ ياماجد.. ده اول طللب تطلبه منك أختك.


نظر للنادل يقول :هاتلى قهوه مظبوط وهما اتنين فروت سلاد.


اكملت فيروز وهى تنظر لماجد بتحدى سافر:مليااانه فراولة.


زاد اللهب بأعين ماجد وقد تأكد من ذلك الفخ الذى صنعته له تلك الجميله الساحره .


جلس بترقب يحاول إيجاد أى مخرج ولا يجد.. خصوصاً وتلك الشيطانه تدعى الأخوه وتصر على اطعامه حبات الفراولة المقطعه أمام محمود السعيد جدا بهما معتقدا أنهما تصالحا مع فكرة أنهم أشقاء.. بينما هو يشعر بالغرق وفيروز تبتسم بتحدى ومازالت تطعمه أكثر وأكثر.


لولا أن فكر سريعاً وبعث رساله لسكرتيرته أن تتصل به سريعاً لأمر هام.


تنهد بأرتياح حينما صدح صوت هاتفه وقال: ده هارون .


محمود:سلملى عليه.


فتح المكالمه وفيروز جالسه تستشعر وصول صوا أنثوي لها من سماعة هاتفه وليس ذكر،فهو قريب لها أكثر من قربه من محمود.


تسمعه وهو يردد: ايوه يا هارون.. بابا بيسلم عليك.. ايه...ده حصل امتى؟لا لأ جايلك حالاً.


اغلق الهاتف يقف سريعا يأخذ مفاتيح سيارته وهو يردد : هارون تعب ولازم اروحله حالا.


تحدثت فيروز بغل من بين أسنانها: فجأة كده؟


تدخل محمود: خلاص يابنى روح انت وأنا هكمل مع فيروز اجيبلها كل الى تحتاجه.


غادر ماجد سريعاً ولم يجيب عليها ، وهى تتبعه بعيناها متأكدة انه افتعل كل ذلك كى يهرب.


__________سوما العربي_____________


غادر الطبيب وهى همت كى تنقض عليه تبرحه ضربا تردد:انت بتسعبط..بتستهبلنى.


حاول إخفاء ضحكته لكنه فشل يردد: بصراحه.. آه.


تناولت اخدى المزهريات الخزفيه بجوار الفراش ترفعها عاليا بتهديد لكنه وضع يده على كتفه المصابه يردد بتسول:هتضربى واحد مصاب،ده انا لسه بتعالج..طب أهون عليكى؟


رددت هى الأخرى دون شفقه:اه تهون عادى.


ألقت ما بيدها وتقدمت تجذب حقيبتها تقول بغضب: أنا غلطانه انى سمعت كلام واحد متحرش زيك.


ردد هارون بسماجه وهو يبتسم:بس لذيذ،والله لذيذ 


حاولت كبت ضحكتها ونجحت ثم رددت بقوه:حيوان ،متحرش.


فتحت الباب تغادر وهو يسألها بلهفه:هتجيلى بكره.


جاوبت بقوه: لأ.


أبتسم عليها ثم قال: خلاص هجيلك أنا الشغل.


مطت شفتيها بغيظ تمنع نفسها عن سبه واستدارت تغادر لتصدم بجسد ماجد الذى وقف مستغرباً يراها وهى تغادر.


وتقدم لعند هارون يغلق الباب خلفه وهز يسأل:مش دى المزه الى كانت بتنظم حفلة الخطوبه .


راقص هارون حاجبيه وردد مبتسماً:هى بعينها.


جلب ماجد مقعد وجلس أمامه يقول: لأ ده انت تحكيلى بقا.


نظر له هارون يرى عليه علامات اللتعب بوجهه بقع حمراء بسيطه فقال: إيه ده مال وشك؟!


اربتك ماجد لثوانى تحت أعين هارون الدققه لكنه استجمع تركيزه سريعاً وقال يثبات: لأ ولا حاجة تعبت شويه وجيت المستشفى اخدت علاج وبعدها طلعت اتطمن عليك.


هارون: ايوه عندك إيه يعملك بقع كده فى ايدك ووشك؟


ماجد مراوغاً:ياسيدى بسيطه خليك فى الطلقه الى فى كتفك واحيكلى حكاية المزه دى وجبتها هنا أزاى،دى شكلها صعبه اوى.


ضربه على فخذه يزيد من تفخيمه كى يلهيه عن سؤاله،يعرف هارون لديه جنون العظمه.


ويالفعل نجح يرى هارون يبتسم بزهو ثم يكمل بإخباره كل شيء.


__________سوما العربى_________


خرجت نغم من المرجاض تمسح وجهها ،مازلت تشعر برغبتها فى النعاس هربا.


بالفعل استجابت لنداء عقلها وسارت بخطوات رتيبه ناعسه ناحية غرفتها تنوى استكمال نومها.


نظرت بترقب لمقبض الباب تسمع صوت فتح القفل بالمفتاح.


ابتسمت وهى تردد:غنوة.


لكن اتسعت عيناها وهى ترى سيده فى الأربعينات من عمرها ترتدي عباءه سوداء مفتوحه واسفلها فستان بيتى أسود به وردات حمراء مجسم على جسدها الطويل الممتلئ ذو معدى مسطحى.


ووشاح اسود ملفوف بعشوائية حول خصلاتها الغجريه السوداء .


نظرت لها هى الأخرى وهى تلاحظ وجود فتاه أوروبية الملامح لتصرخ كل منهما بوجه الأخرى فى آن واحد.


تزامناً مع دخول غنوة التى استمعت لصوت الصراخ قركضت سريعاً بفزع تردد: إيه فى ايه؟


اقتربت منها نغم خائفه تقول: أنا فجأة لاقيت الست دى قدامى وشكلها حراميه،عرفت تفتح الباب.


اخذت غنوة أخيراً نفسها ثم قالت بنفس متهدج: عشان معاها المفتاح.


تحدثت تلك السيده تسأل غنوة:مين دى يا غنوة.


ابتسمت غنوه وقالت:دى نغم اختى من امى.


تشنجت ملامح وجه تلك السيده تردد وهى تشيح بيدها:قطعت وقطعت سيرتها .


اغتاظت نغم جدا وتحدثت بغضب:مين الست دى وازاى بتتكلم عن امى كده.


تنهدت غنوة وقالت:دى الست أشجان جارتنا ،تعتبر هى الى مربيانى بعد ما الست الوالده سابتنى وسافرت.


نظرت نغم على تلك السيده الجميله وقالت باستنكار:ربتك ازاى دى شكلها مش كبيره .


تحدثت أشجان :عم صالح جارى من زمان وكان صاحب ابويا وفضله عليا ،عشان كده أنا كمان اخدت بالى من غنوة.


نظرت لغنوة بتفحص ثم سألت بغموض:انتى كنتى فين كده؟


غنوة:اصبرى عليا،هاخد نفسى واحكيلك.


تحدثت نغم سريعاً:استنوا هنا فهمونى،انا هنا من يومين وأول مرة اشوفك.


أشجان:اصلى كنت بعمل زياره لقبر المرحوم فى البلد.. ألف رحمه ونور تجوز عليه .


زوت نغم مابين حاجبيها تسأل غنوة: يعنى ايه؟


غنوة:كانت بتزور قبر جوزها ،مات من سنتين .


نغم:اااه .

أشجان:ترجمتيلها كده خلاص،تعالى احكيلى بقا.


تحدثت نغم بشغف وفضول:تحكيلك إيه أنا بموت في الحكايات.

ابتلعت غنوة رمقها وذهبت تجلس على أحد الارائك ووجدتهما جلسا لجوارها فبدأت بسرد كل القصه متحفظة على بعض التفاصيل.


__________سوما العربي_____________


انتهى هارون من سرد معظم ماحدث متحفظا على بعض التفاصيل ليجد صديقه يغمز له بعينيه مرددا: لأ لعيييب... طول عمرك لعيب.


حاول هاورن أن يعتدل وهو يتألم مرددا: عيب عليك.


تحدث ماجد : ودى بقا حكايتها معاك إيه..وهتعمل ايه فى لمى ؟هتسيبها؟


هارون بقوه:اسيب مين ياد انت عبيط..بقا انا اسيب لمى بنت الحسب والنسب واروح لدى أكيد لأ يعنى.. دى للتسالى بس... لأ وبنت الأيه سابكه الدور على الأخر عملالى فيها الملاك البريء أوى،عبيط أنا بقا وهتدخل عليا،كان غيرها اشطر .


ماجد :تفتكر؟

هارون:هيبان ،بس بنت اللذينا ،شكلها مش بتاعت جواز عرفى.


ماجد:وهتعمل إيه؟

هارون:لسه بشوفلها صرفه..ماتجوزها هخسر إيه يعنى؟! أنا راجل ماحدش هيعد عليا الجوازات.


ماجد مفكراً:طب ولمى ولا ابوها مانت عارف علاقاته .


هارون: هشوف لها حل أكيد ..ولا يمكن توافق بالجواز العرفى.

ماجد:ماعتقدش.


هارون: حتى لو،وماله.

ماجد: اكيد عايزه جواز رسمى طبعا عشان تغرق في فلوسك وتلعب بيها لعب.

نظر له هارون باستخفاف وردد:حد قالك عليا اهبل فلوس إيه الى تلعب بيها ،ليه هى سايبه ولا انا بلعب،ده انا شقيت وتعبت فى الفلوس دى.


ضحك ماجد وعلق ساخراً:اتنيل،ده انت بتتتقل اتنين وخميس،دى لو وصفه من عند دكتور ماكنتش هتبقى بالانتظام ده .


ركله هارون بقدمه يردد:بتتريق عليا يا و**وكمان بتفول فى وشى...بعد الشر عليا.


وقف ماجد وقال: انا غلطان انى جيت اتمطن على واحد واطى زيك،مش عارف انا مصاحبك ليه؟

هارون: ليك الشرف يا ***امشى يالا من هنا .


خرج ماجد واغلق الباب ليستلقى هارون بارتياح وبعينه لمعة مكر وتلذذ.


لم تمض دقائق حتى دلف أحد الأطباء يسأل: امال ماجد بيه فين؟


استنكر هارون السؤال جدا وقال:مشى خلاص،ليه فى حاجه؟


الطبيب: لأ بس انا روحت استفسر عن حاجه تخصه من دكتور صديق ولما رجعت عرفت من الممرضه أنه اخد الدوا ومشى قولت اكيد جالك .


هارون بقلق: لأ هو مشى.. طيب فى حاجه.


صمت دقيقه يتذكر حالة صديقه،كانت غريبه بعض الشيء يتذكر تلك البقع ذات الأحمرار الخفيف وسأل: انا لاحظت فعلاً انه مش مرتاح كده وكان فى زى بقع حمرا على دراعه ووشه.


الطبيب:ايوه.. ده مرض جلدي حساس وبيكون وراثى 


زوى هارون مابين حاجبيه يردد مستنكراً:وراثى!!!!


الثاني عشر 


دلف للبيت يجر قدميه جرا،كل شئ أصبح يزيد الثقل على صدره وهو من الأساس منهك القوى ،متعب القلب،لا يوجد شيء مبشر ابدا.


صعد الدرج وقد بلغ تعبه ذروته حتى وصل لحلقه مر من على غرفة تلك الساحره الشريره صاحبة العيون الرماديه والخطط الجهنميه.


اطبق جفناه بقوه يرغم قدميه على التحرك بعيداً ناحية غرفته،هو بحاله غير جيده إطلاقاً ولا يضمن ردة فعله ،خصوصا أن تلك الجميله غير هينه إطلاقا ،يجب أن يكن منافسها دائما يقظ فطن وإلا ستأكله.


فعلى مايبدو هى تعلم ماتفعله جيداً ولا سبيل للمزاح او العبث.


إذا من الجيد تجنبها الآن حتى يستعيد كل تركيزه،يجب تجنبها فهو بحضرتها لا يفقد تركيزه فقط بل يفقد عقله وثباته الانفعالي،تتحرك داخله مشاعر هوجاء ستقوده للجحيم حتماً.


دلف لغرفته يغلق الباب وهو يستند عليه مغمض العينين بأرهاق يفكر.


ساحرته هى..وهى تعلم،تعلم ما يشعر به فى حضرتها ،هى بنفسها كشفت لعبتها له بمنتهى الوضوح وكأنها... وكأنها تتحداه الا ينهار أمام جمالها،واثقه من قوة تأثيرها.


السؤال هنا والذى راوده بقوه.. كيف وصلها شعوره وجعلها واثقه منه بكل ذلك التأكد .


للأن هو لم يواجه نفسه ولم يسألها ماذا يريد منها ،يجب أن.....


قطع تلك اللحظة الضرورية والفاصله فى حياته خروج ندى من المرحاض تلتف برداء ما بعد الاستحمام الابيض القطنى.


تجلس على حافة الفراش تضع كريم مرطب على جلدها تردد دون النظر لوجهه :خلصت لف مع البتاعه دى ،ياريت تلبس بسرعه عشان خطوبة ابن خالتو.


اخذ نفس متعب ،مرهق وردد بفتور دون أن ينظر لها: تتكلمى عنها كوبس بعد كده،فاهمه؟


هبت من جلستها تردد:انت بتكلمنى أنا كده عشان واحده من الشارع لا نعرف لها أصل ولا فصل،لمجرد كلام عبيط اى حد ممكن يألفه عادى،تضمن منين أن البنت دى مش نصابه،ابوك مثلا عملDNA؟


التف ينظر لها بأعين لامعه،وكأنها اهدته حلا رائعا،يبتسم لها وهو يسأل أين غاب ذلك الحل عن عقله.


ابتسم لها يردد وهو يتقدم يميل عليها يقبل رأسها:براڤو عليكى،انا ازاى فاتتنى حاجه زى دى.


رفعت رأسها بكبر ثم اهتز ثباتها لثوانى تسأل: أنا سمعت إن هارون صاحبك أتعرض لمحاولة قتل وحد حطله سم في العصير.


رفع عيناه التى يملاؤها الإذدراء والمقط يشملها من أصابعها حتى رأسها بنظره مشمئزه: ماشاء الله ،وعرفتى كل الأخبار وانتى قاعده مكانك!


ارتبكت بوضوح تستدير تعطيه ظهرها كى تخفى عليه ارتباك ملامح وجهها تردد:ال..الل..النادى كله بيتكمل عنه..انت عارف ،هارون نجم مجتمع والكل بيتكلم عنه .


اغمض عيناه يهز رأسه بتعب وابتسامه سخريه تتشكل على شفتيه ببطئ.


حتى المواجهة لا يريدها،لا يهتم حتى.


تقدم يجلس على عقيبه بعدما جلست فجلس أمامها يمسك أطراف شعرها كأنه يتأملها شارد بها ثم سأل مباغتة: قوليلى يا ندى.


انتبهت له تتوقف عن دهن قدماها فسأل: انتى اتجوزتينى ليه؟


مطت شفتيها بملل،توقعته سيتكلم بشئ مهم نوعا ما ،نظرت له باستخفاف وردت: إيه مناسبته السؤال ده.


وقف يظهر طوله الفارع ينظر لها من أعلى ويقول:مناسبته أنى ولا مره سألتك انتى اتجوزتينى ليه؟


ابتسمت بتهكم ترفع حاجبها الأيمن وتباغته هى:و أنت اتجوزتنى ليه يا ماجد؟


ابتسم هو الأخر يردد بثبات درامى :الحب يا ندى،الحب .


ثم ولاها ظهره وغادر تاركاً الغرفه حاول،يدعو ويبتهل إلا يصادف تلك الداهيه الجميله الأن،يجب عليه تجنب رؤيتها.


بحضرتها تنهار كل حصونه وهى على ما يبدو باتت تعلم وتستغل ذلك جيدا ،بل وتحسن فعله،لذا يجب عليه تجنبها حتى يخطط ويرتب للقادم فهى خصم يحتاج لتخطيط،يقسم ألا يخسر اى شئ.


ابتسم وقد اقشعر جسده لمجرد التخيل يكمل حديثه مع نفسه "خصوصاً هى".


_____________سوما العربى__________


صباح يوم جديد


وقفت غنوة تنهى ارتداء ثيابها تنظر لها نغم بتأمل ،فعلا تنسيقها لملابسها مثير للإعجاب،لحسن كل الحق كى يعجب بها.


تنهدت بحزن على ذكر سيرة حسن،لا تستطيع نسيان صدمته الكبرى وحرجه من تلك الطريقة التي تحدثت بها معه،كانت فظه الى درجه كبيرة ،لم يكن يستحق على أى حال.


رمشت بجفونها ترى غنوة قد انتهت من ارتداء فستان من الكروشيه لونه أصفر بدرجه مريحه للعين وعليه جاكيت جلد من اللون الأخضر ،مالت ارضا تجلب حذاء جلدى ذو كعب باللون الأخضر ايضا .


ابتسمت لها فى المرأه وهى تلاحظ نظراتها من خلفها من خلال انعاكس صورتها تبتسم،فابتمست غنوة بحنان وتوقفت عن لف حجابها تستدير لها ترى تشوش وتخبط بعيناها ،يظهر عليهما التيه والحزن أيضاً،كذلك نومها المتواصل لساعات جعل الشك والخوف بقلبها يزداد ،تعرف هذه النوعية ممن يهربون من مشاكلهم وحزنهم بالنوم.


اقتربت تجلس لجوارها على الفراش تردد بابتسامة حنونه:تعرفى انك قريتى على اسبوع معايا ولحد دلوقتي ولا مره كلمتينى عن نفسك،مع أنى حكيت قدامك حكاية هارون .


ضحكت نغم وقالت وهى تغمز بعينها عبثاً:بس ماقولتيش كل حاجه على فكره ،ولا فكرانى مش واخده بالى.


ضحكت غنوة وكذلك نغم التى أكملت:بس انا قولت اسيبك للوقت الى تحبى تحكى فيه كل حاجه ،بردو إحنا بنى ادمين ومهما كان الشخص قريب مننا بس.


صمتت لثوانى ثم رددت شارده: فى لحظات حلوه وخاصه جدا،ساعات بنحب نحتفظ بيها لنفسنا... إحنا وبس.


عاودت النظر لغنوة تكمل جديا مبتسمه: وده ابسط حقوقك على فكره.


شملتها غنوه بنظره واحده وهى تبتسم ثم قالت: ياترى مين فينا الكبير انا ولا انتى،ايه النضج والعمق ده ؟


ضحكت نغم ثم رفعت حاجبها تردد:اممم بتزوغى صح؟


بنفس الشكل تبعا لعوامل وراثيه رفعت غنوة حاجبها أيضا تردد:اممم لو فى حد بيزوغ هيبقى أنتى يا نغومتى،انا إلى سألت ،انتى ماكنتيش بتسألى.


حمحمت نغم تستدرك حالها ثم رمشت بأهدابها تقول:ها..اه،كنا بتقول ايه؟


اكملت غنوة بتسليه تتلكئ فى كل حرف وهى تعيد سؤالها بصيغه اخرى:كنت بسألك عن نفسك وحياتك ،وكمان عايزه أعرف إيه الى حصل معاكى وليه عماله تنامى كتير كده كإنك من الى بيهربوا من زعلهم فى النوم؟


لا تعلم ماحدث لكنها قالت بمراوغه: انتى دلوقتي هتتأخرى على شغلك ،كفايه أنك ماروحتيش امبارح الى هو اول يوم،كمان عايزه تتأخرى النهاردة؟! قومى يالا بلاش لعب.


ابتسمت غنوة تردد بتسليه وإعجاب: لأ براڤو،بتزوغى تانى .

حمحمت نغم ثم قالت: لأ مش بزوغ وهحيلك،ايه رأيك نخرج انا وانتى النهاردة،انتى عارفه أنا ماعرفش لسه حاجه هنا وكمان فرصه نخرج مع بعض.


صمتت ثوانى واكملت بخبث: كمان ماليش مزاج أنك تروحى النهاردة للشخص ده.

صمتت تضيق عيناها بتذكر تسأل:أأ..هو كان اسمه إيه؟


غنوة:هارون .

ضحكت نغم وقالت: لأ أسم مميز.. أأأ ..سمعت الأسم ده قبل كده حاجه كده ليها علاقه بالستات بردو.


ضحكت غنوة هى الأخرى تردد: أيوه هارون الرشيدى،بس لعلمك التاريخ جار على حق الراجل ده وركز على ذكر علاقاته بس هو كان حاكم محارب وله فتوحات كتيره مش دايما التاريخ بيبقى صادق،فى حكام كتير وكمان شعراء وأدباء ظلمهم النقاد والمؤرخين لأهداف ماليه وكمان سياسيه وفكريه فماتخديش معلوماتك منهم.


نغم بسأم:ايييه..ده كلام كبير ،انا واحده مخها على ادها ماحبش ادخل الحاجات العميقه دى،المهم انك هتخلصى شغلك ومش هتروحى عنده النهاردة ..اوكى.


ابتسامه شيطانيه تكونت على شدقى غنوة بعدما فهمت على شقيقتها ورددت بعد غمزه من عينها:فهمتك،لأ حلوه وعجبتنى،هعمل كده.


نغم وهي تبتسم مثنيه على شقيقتها: جدعه،يالا عشان ماتتأخريش.


مالت غنوة تلتقط حجابها من على الفراش تلفه جيدا ثم تناولت حقيبتها وخرجت بحماس تلقى لنغم قبله فى الهواء تلوح لها بيدها وتتجه بعده لإستلام عملها.


دلفت للداخل وقبل أى شىء كان لديها مكان مهم عليها الذهاب له.


دقه عاليه منها على أحد المكاتب يتبعها صوت يأذن بالدخول،ففتحت الباب ودلفت.


تقف وهى تنظر بغضب مكظوم لذلك الرجل ،يجلس بهدوء على مكتبه يرتدى بذله عمليه جسده متناسق وشعره اقترب من الشيب لم ينظر لها حتى الأن يردد بعنجهيه: أفندم.


حينما لم يأتيه الرد رفع عينه لها ينظر بتركيز وسأل:فى حاجه يا آنسه؟


تقدمت خطوتين ثم سألت: استاذ منير مش كده؟


زم شفتيه باستغراب وجاوب:ايوه.


هزت رأسها تقترب خطوه اخرى تسأل وهى تضع كفيها على المكتب تواجهه بتحقيق :وحضرتك بقا مدير الأتش آر ولااااا....


غمزت بعينها علامة استحقار وأكمت:بتعرف الدنيا على بعضها؟؟!


اتسعت عيناه بقوة وهو يدرك مغزى حديثها الفج المهين بكلمات منقمه، وهب من كرسيه يردد بغضب: أنتى يا أستاذه انتى ،انتى مين اساسا وازاى تتجرأ اصلا وتكلمينى كده.


التفت حول مكتبه تتحدث بشراسه مرعبه  محذره بطريقه دبت الرعب فى اوصاله: أنا غنوة صالح إلى اديت رقم تليفونها لهارون الصواف ،راجل وطالب رقم واحده تقوم تديهلوا،واحده المفروض أنها استأمنت سيادتك عليه.


اصبحت قريبه منه للغايه بصورة زادت رعبه جعلته يبتلع رمقه بصعوبه ويهوى بجسده جالساً على مقعده بينما هى تقترب منه أكثر تشهر أصبح سبابتها فى وجهه وتكمل بتحذير نارى:عارف لو حصل وعملتها تانى ووصلت معلومه عنى ليه ولا لأى حد أنا ممكن أعمل فيك إيه؟طب عارف أنا بكل بساطة دلوقتي لو روحت للأستاذه الى بتقبض معاليك وحكيت لها هتعمل ايه ،انت مش بس شخص غير مؤتمن لأ،ده انت بتساعد الشخص الى المفروض انه خطيبها فى الوصول لبنات غيرها،اسرح وتخيل أنت بدماغك بقا.


استقامت ببطئ وقد نجحت فى رعبه مكمله: لأ ومش بس هقول كده وبس،اصلها مش حاجه جامده اوى تستحق العقاب انا هزود وهزود وأقول أنك جيت عرضت عليا حاجات بطاله وهو الى كان باعتك،ومهما كانت لمى طيبه وبنت ناس بس هى ست وانت عارف غيرة الستات يا صديقي...ناااار.


وقفت ترمقه من علو وهو مرعوب ،منكمش بكرسيه وأكملت: ماكنتش احب تبقى دى بداية التعرف بنا خالص يا أستاذ منير،بس للأسف أنا بتحول لوحش لو حد جار عليا،ودماغى لما بتشتغل بتبقى سم،وانت عملت كده ..المره دى جت بسيطه مجرد رقم تليفون،فهعديها بمزاجى واكتفى بفلت نظرك،لكن ارجوك،ارجووك ماتخلنيش أشغل دماغى عليك.


تحدثت بطيبه وبراءه شديدة تكمل: أنا مش بحب أذى حد يا استاذ منير صدقنى.


ابتلع منير رمقه من تلك غريبة الأطوار،ذات الوجه البرئ والخصال الشرسه ،مالذى تقوله بعدما فعلته به منذ ثوانى.


هز رأسه يردد بخنوع:من غير ما تحلفى صادقه انا حتى شوفت بنفسى.


ابتمست له حتى ظهرت أسنانها وانيابها مصطفه فوق بعض:طيب الحمدلله.


ثم غادرت بخطوات قويه واثقه ،تاركه منير فقط يحاول الاستيعاب،لكنه يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يلعب ابدا فى أى شىء يخص تلك الفتاه،انها مجنونه ولا يستطيع حتى توقع ما يمكن أن يبدر منها.


يعشق المال حقا،لكن أموال هارون لن تنفعه لو اخرجت جنونها عليه .


لديه الكثير من العلاقات والمعارف يمكن أن يتسغلها بعيداً عن هارون وتلك المختله ،العمر ليس للعبث ابدا.


  _______سوما العربي_______


جلس وهو متكئ على فراشه بضهره يشعر الغضب.


كل دقيقتان تقريباً يرفع يده السليمه ليرى كم الساعه الان.

لما تأخرت ،ألن تأتى ؟!


لكنه متأكد أنه بات يشكل شئ كبير لها،واثق من حاله وقدراته ووضعه جدا،من تلك التي تقاوم هارون الصواف.


دقت الممرضه الباب ثم فتحته ودلفت بابتسامة مردده:معاد تغيير الجرح.


انتبه لها يومئ برأسه بكبر دون حديث وهى باشرت بمهتها فى هدوء .


بينما كانت اصابع يده تضرب على الفراش من شدة توتره فقالت له:خليك هادى الموضوع مش محتاج التوتر ده،مجرد تغيير وتعقيم للجرح.


نظر لها منتبها...فهل هو متوتر؟!


نظر لأصابع يده وانتبه إلى حالته وقد تفاقم الغضب أضعاف،هل استطاع مجرد تأخيرها قليلا جعله بتلك الحالة؟


لم تتأخر كثيرا مازلت الساعه الحاديه عشر صباحا،صك أسنانه وهو يسأل نفسه إذا ما كل هذا التوتر والغضب؟


انتهت الممرضه تقول بابتسامة رزينه: شوفت خلصنا أهو ،وبعدين حضرتك أسبوعياً بتجيلنا وفيك حاجه.


ضحكت وهى لا تستطيع التحكم بنفسها مكمله : وبعدين ده حضرتك قربت تبقى صاحب مكان.


رمقها بنظره غاضبه اوقفت ضحكتها برعب .


صمت لثوانى يشيح بنظره عنها مشمئزا وهى همت كى تفر سريعاً من امامه لكنه ناداها فجأة: مافيش حد سأل عنى؟


التفت له بتوتر تكمل:للأ.. ما... ماهو ماجد بيه حذر اى حد أنه يقول أخبارك لحد ولا نتصل بمعالى الوزير والد خطيبتك.


هز رأسه بضيق يتذكر أنه بالفعل طلب ذلك من ماجد .


طلب ذلك كى يستطيع الإنفراد بصاحبة العيون القاتله ،واين هى الأن هااا.


نظر للممرضه ثانية يقول: ايوه عارف ..بس انا بسأل على حد معين،البنت الى جاتلى امبارح.


نظرت له بذهول لا تصدق أن هارون الصواف رجل الأعمال الناجح يمكن أن يكون بهذا الغباء.


فرددت ببساطه:مانا ماكنتش هنا عشان اشوفها يافندم.


استعر الغضب بقوه داخله وهو يرى نظرات الإتهام بالغباء تفوح من عيناها وهى تنظر له.


على آخر الزمان استحال لشخص غبى بنظر الأخرين بعدما كان يضرب به المثل فى الذكاء والمكر وسرعة البديهة.


وكل ذلك بسبب تلك الغنوة ،وبسبب تأخرها الذى لم يتعدى ساعات... تبا لها..وتبا له.


زادت عصبيته أضعاف ونظر لتلك التى تنظر له كأنه حمار فصرخ بها:اتفضلى اطلعى برا.


انتفضت تلك المسكنيه واصبحت تصفه بالجنون علاوه على الغباء تردد وهى تستدير مغادره: حاضر... حاضر حاضر حاضر.


همت كى تفتح الباب لكنه رغما عنه والحاجه مره ،يضغط شفتيه ويردد :لو غنوة جت دخليها فوراً.


استدارت تنظر له وهى تتأكد من كونه حمار بالفعل تردد بتعجب متسائله:مين غنوة؟!وبعدين هو انا منعت حد يدخلك قبل كده ولا انا سكرتيره،ماهى لو جت هتدخل.


ردد بصوت جحيمى مغتاظ:برااا..اطلعى برااااااا.


خرجت سريعاً تغلق الباب خلفها وهو يلتقط بيده السليمه الوساده التى بجواره يلقيها خلف الباب بغيظ .


لقد حولته غنوة لشخص غبى ،بل شديد الغباء لا يعرف عن المنطق شئ لمجرد ساعة تأخير ..فماذا بعد...ماذا بعد؟؟


__________سوما العربى_________


وقفت بغرفة الاجتماعات تباشر عملها الجديد بمهاره شديده تحت نظرات لمى التى تثنى بصمت على عملها.


بينما جلس منير لا يقدر على النظر ناحيتها بعد ما رأه منها صباحا،انها مجنونه.. لديها انفصام بالشخصية يقسم على ذلك.


لكن غنوة لم تكن تشرف على عملها الجديد فقط،انما يمكنك القول أنها فتاه عيناها بمنتصف رأسها.


لم يخفى عليها نظرات ذلك الشاب الوسيم المنصبه على لمى ابدا.


أنه " زيدان الخيال" الشريك الجديد للمى،شاب يبدو فى نهاية العشرين من عمره،وسيم لدرجة عاليه يبدو ذكى كذلك وماهر بعمله.


ابتسمت غنوة ترى نظرات لمى المرتبكه ،متأكده من أنها تلاحظ نظراته.


وأى فتاه تلك التى سيخفى عليها نظرات رجل معجب بها خصوصا لو كانت واضحه هكذا للأعمى.


إن كانت هى لاحظتها ألن تلاحظها صاحبة الشأن ،بل تقسم أنها لم تلاحظ فقط بل هى متأكدة أيضاً خصوصاً مع احمرار وجهها كله وتلبكها فى الحديث وهى تعرف لمى ،انها متحدثه لبقه إذا هى تعرف .


لمعت عيناها بسؤال واحد،ان كان فلما ارتبطتت بهارون.


ذلك الشاب يبدو وسيم وابن عائله لا يقل عن هارون شيئاً فعلى العكس يبدو اكثر تهذيبا وأقل سناً.


واخيرا انتهى الأجتماع ووقفت بعيداً ترى لمى خرجت من غرفة الأجتماعات  وقد استوقفها ذلك الشاب يحاول جذب اى حديث معها يبدو وكأنه يمط وقت لقاهم لا يريده ان ينتهى.


فتح باب المصعد وخرج منه مختار والدها يبتسم بلا ترحيب بزيدان وردد:زيدان حبيبى.. ازيك وازى بابا.


ابتسم له زيدان وردد:بخير يا باشا وقالى أول ما تشوف معالى الوزير سلملى عليه.


أبتسم له مختار بزهو ثم ضيق عينيه على غنوة يراها تقف عن باب غرفة الأجتماعات ينظر لها بعدم ارتياح ثم اشاح بعينه سريعاً ونظر لابنته مرددا: لمى عايزك فى مكتبى.


اهتزت ملامح زيدان بحرج واستأذن سريعا يغادر تحت أعين غنوة المصدومه وكذلك لمى التى هرولت بغضب خلف والدها.


بينما حاولت غنوة اللحاق به تناديه: استاذ زيدان.. استاذ زيدان.


توقف ينظر خلفه يراها تتقدم منه تلهث:مش عايزه حضرتك تتضايق،هو مختار بيه كده تبعه وحش مع الكل،انما انسه لمى .. صراحه حاجه تانيه .


نظر لها بترقب يسأل ،هل مشاعره واضحه للكل بهذه الطريقة التي جعلت تلك الفتاه تلاحظها من اول مره.


هز رأسه بحرج يقول: ايوه ايوه عارف يا...


ابتسمت له تردد مبتسمه: غنوة،اسمى غنوة.


ابتسم لها براحه وأكمل: أسمك حلو اوي.


غنوة: شكراً.


هز رأسه وغادر سريعاً بخطوات واثقه،نظرت لهاتفها كى ترى كم الساعه على خروجها مع نعم.


تضرب مقدمة جبهتها وهى تتذكر أنها قد اغلقته كى لا يستطيع الأتصال بها تردد: اما غبيه بصحيح..ماتعمليه وضع الطيران.


تنهدت بتعب تفتحه ليأتى عدد المرات التي حاول بها رقمه الإتصال بها فجظت عيناها وعلى الفور وضعت الهاتف على وضع الطيران وذهب لمكتبها تجمع اغراضها فقد انتهى عملها اليوم.


وهى بطريقها توقفت قدماها تسمع صوت مختار يصرخ بابنته: أنا مش عايز كلام في الموضوع ده تانى.. سامعه ولا لأ.. قولت ١٠٠مره قبل كده أنا وابن الصواف لازم يبقى فى بنا نسب وشغل كتير ،الى أنا ماسكه عليه أد الى هو ماسكه عليا ،اسمعى الكلام.


صرخت به بقهر:ايوه بس انا مش بحبه،مش قادره اتوافق معاه ولا مع طباعه.


نظرت غنوة حولها تتأكد من خلو المكان من الماره وتلتصق أكثر بالباب يصلها صوت مختار الساخر وهو يردد: ومين بقا الى عاجبك،ابن الخيال مش كده؟؟


لم يأتيها رد من لمى وعلى مايبدو أنها لم تجيب فقد وصلها صوت مختار يقول: لمى،انتى بنتى الوحيدة ولازم تساعدينى،انا مش هسمح لأى حاجه تهز كرسى الوزراه من تحتى.


عم الصمت لثوانى ليكمل مضطراً:طيب اصبرى ،شوية وقت ،انا بحاول الاقى حل بسرعه،اصلا فكرة ان فى حد ماسك عليا ورق دى مش مقبوله ،صدقينى هى مسألة وقت.


اتسعت عيناها تحاول الأستيعاب،لكنها ارتعدت تتحرك مغادره بعدما استمعت لخطوات لمى تقترب من الباب .


________سوما العربى________


دلف ماجد لغرفة فريال التى انتفضت تنظر له بغضب:انت يا ولد..من امتى بتدخل كده من غير إذن.


تغاضى عن حديثها يردد دون اى مقدمات: أنا مابقتش قادر خلاااص..مش قادره استحمل البنى ادمه الى بلتينى بيها دى،انا خلاص هطلقها.


اتسعت أعين فريال تردد بغضب وجنون:نعم.. أنت اكيد اتجننت..انت عارف دى بنت مين.. إلى انت مش طايقها دى هى الى مقويه مركزك في كل حاجه ،ولا فاكرنى مش عارفه بالشركه الى فتحتها من شهر،وبقدرة قادر فى خلال شهر واحد واخده شغل وتوكيلات مايقدروش عليه حيتان السوق،كل ده ليه ماهو عشان إسم نسيبك.


ردد بكره شديد:وكل ده ليه؟هى الحدايه بتحدف كتاكيت؟ما عشان لميت بنته ورديت اتجوزها وقبلت على نفسى الى غيرى مايقبلوش.. ردى عليا ،كل  كده ليه؟


نظرت له بعمق تسأل: ده نفس سؤالى الى عايزه اسأله،كل ده ليه؟ايه الى جد ؟!كل ده عشان بنت الخدامه دى..غير كده كنت هتبقى مكمل،ولا فاكرنى مش عارفه بعلاقاتك،رد عليا إيه الى جد؟وكل ده علشانها مش كده؟


بمنتهى البساطة والثبات ردد ماجد: ايوه عشانها .


ثم التف يغادر تحت صدمة فريال تراه يلعب بنار لن تؤذيه وحده.


________سوما العربى_________


وقف هارون يحاول الاتصال بها وللمره الألف هاتفها مغلق.


سبه نابيه خرجت من فمه بوضوح يرفع هاتف المستشفى يطلب الإستقبال إلى أن أتاه الرد: ألو..ماحدش سأل عليا.


أتاه الرد من صوت ذكورى يقول: لأ يافندم.


اغمض عينيه بغضب وغيظ ثم صرخ به:طيب اعملى إذن خروج حالا.


رد الطرف الآخر عليه باستغراب: الدكتور المعالج ليك يافندم هو بس الى يقدر يديك إذن خروج.


صرخ هارون بنفاذ صبر :خلاص كلمه وخلص كل حاجه،كده كده انا هلبس وماشى سواء كتبه أو لأ.


ثم اغلق الهاتف يحدث نفسه بجنون بأنفاس مغتاظه : بقا أنا.. هارون الصواف واحده تقدر توصلنى للحاله دى..ماشى..ماشى ياغنوه.


تناول هاتفه يتصل بماجد الذى فتح الهاتف فتحدث له دون مقدمات:ابعتلى عربيتى مع حد حالا عشان هخرج.


اغلق الهاتف على صوت صديقه المصدوم يسأل كيف سيخرج بل ويقود بإصابته تلك.


________سوما العربي___________


خرج ماجد سريعاً من غرفته ينوى الذهاب لصديقه المختل هذا .


ليتصادف مع خروج فيروز من غرفتها،اغمض عينه بتعب،انها آخر شخص يرغب برؤيته الآن وهو فى هذه الحالة.


بالفعل بدأت تستقزه بجدراه وهى تكتف ذراعيها حول صدرها تردد بسخرية:اهلييين أخويا العزيز.


اغمض عينه يصك أسنانه ثم تحدث بتحذير شديد اللهجه نافذ الصبر: ادخلى اوضتك دلوقتي أحسن ليا وليكى يا حبيبة اخوكى.


استفزها تهديده كثيراً وجعلها تزيد من سخؤيتها له وهى تردد:ليه بس يا ميجو حد يقول لأخته حبيبته الى مابتصدق تشوفوا كده،الة يسمعك يقول مافيش اى صلة دم بينا.


نجحت تلك الشيطانه مجددا .. صك اسنانه ينظر لها بنظره مختله ،تنجح مجدداً ككل مره.


تقدم منها وجذبها من ذراعها يدخل بها غرفتها  يردد بتحدى مجنون حاسم: عايزه إيه؟تثبتى إننا مش اخوات؟طب ما اثبتلك أنا.


قالها جملته الأخيرة التى ارعبتها خصوصا وهى تسمعه يغلق الباب الغرفه يميل عليها يقترب بشفتيه من شفتيها دون النفكير لثوانى......



الثالث عشر 


البارت ده اتكتب مع تعب شديد واحتقان وقريفه اتمنى اشوف تفاعل يستحق


كان يقترب بشفتيه من شفتيها دون تفكير يمد يده يكشف ملابسها عن مقدمة صدرها وهى متسعة العين متوقفة العقل.


علت انفاسه واصبحت كاللهيب يلفح بشرتها التى ظهرت أمامه ،اتسعت عينيه وطار عقله لحد الجنان.


كان يتلاعب بها فى البداية يريد بث الرعب بقلبها كى تتوقف عن استفزازه،لكن بمجرد ما ظهر له جلد بشرتها الابيض ودخل لأنفه رائحة جسدها اختل عقله وجن جنونه.


اقترب بالفعل ولامس شفتيها بشفتيه يهم كى يقبلها كما يتطلب جسده بل إنه ينهار متضرعا كى يفعل.


كانت حاضرة الذهن والتصرف،استغلت انهيار جسده أمامها وقبضت بسرعه على تلابيب قميصه تستدير بسرعة الضوء مبدله الأدوار.


تحاصره هى بين جسدها والحائط ،عينها تلمع كالشرر المتطاير،تصك على أسنانها بغل تردد: إيه رأيك يا أخويا يا حبيبي لو أصرخ دلوقتي وألم البيت كله واقول إنك بتتحرش بيا؟


كانت عيناه متسعه،لا يعلم هل من صدمته بحديثها ...يعلم أنها قادره وتفعله.


أم لأنها حرمته تلبية نداء جسده المنهار تحت اقدامها؟!


أمام صدمته وابتلاعه رمقه شعرت بالانتشاء،تبتسم وهى تكشر عن انيابها تربط بكف يدها على كتفه عدة مرات مردده بما يكفى من التهديد مع الإهانة :ايوووه... شاطر يا كوكو،اتقى شرى أحسن،مره تانيه لو فكرتنى قطة شوارع وهتقدر تتحرش بيا ولا تزنقها شمال ويمين أنا ساعتها هوريك القطة دى ممكن تعمل فيك إيه.


اغمض عينه يأخد نفسه بعد هوجة مشاعره تلك التى تحكمت فى جسده واشعلت بها نار لم تنطفئ بعد..مازالت عينه تزوغ منه لصدرها المكشوف نسبيا وشعرها المنسدل حول وجهها يزيد بهاءه.


اعتدل فى وقفته بصعوبه ييتلع رمقه يمد يده يغطى مقدمة منامتها ،فابتسمت تردد بتشفى:ايوه كده الأدب فضلوا عن العلم.


اشار لها كى تتقدم وهو يردد بوقاحه: لأ ده عشان طول مانتى قدامى كده مش بعرف اتلم على نفسى،وانا عايز اتكلم معاكى كلمتين بجد...يمكن نتفق.


قلبت عيناها بملل واستهتار به،فهى بمركز قوى.


رفع حاجبه الأيسر يخبرها: إيه مش عايزه نتفق؟


نظرت له وهى تكتف ذراعيها حول صدرها بتحدى تردد: لأ..اتقاقنا مايلزمنيش.


التوى شدقه بابتسامة وقحه يردد:انا عارف إنك ذكيه ودى تانى حاجة عجبانى فيكى.


شملها من أصابع قدمها من منامتها التى تحدد خصرها صعوداً الى صدرها ثم الى شفتيها..عيناها الرماديه وشعرها الليل ثم وبوقاحه فجه اكمل: طبعاً انتى عارفه ايه هى الحاجة الأولى .


مد يده يهم كى يتحسس وجنتها بحراره يكمل:من أول مره شوفتك فيها .


احبطتت محاولته فى لمسها تزيح كفه بعنف عنها تردد: يمكن عشان من اول لحظه عارف إننا مش اخوان ولا حتى فى صلة قرابة بتجمعنا.


التمعت عيناه بلمعة غريبه ثم ردد:كنت فاكرك هتلفى وتدورى كتير .


ابتسمت باستفزاز وتشفى تردد متسائله: من بعد الفراوله؟

اكملت سريعا وعيناها تلمع هى الأخرى:تؤ..ماظنش.


اخذ نفس عميق وردد:صح.


صمت دقيقه كامله فى حرب من النظرات بينهم إلى أن أبتسم هو يردد: قولتلك من شويه أنتى فعلاً ذكيه.


رفع يداه عاليا علامة استسلام يردد: أنا بنفسي أشهدلك بكده،وبقولك يا فيروز انتى ذكيه ،وذكيه جدا كمان.


بابتسامة واثقه رددت:كويس إنك عارف.


ابتعدت خطوه ثم اعطته ظهرها تهم كى تتركه ،لكنه خطى خلفها يقبض على ذراعها وجعلها تلتف له يردد:أمشى يا فيروز،أمشى.


اتسعت عيناها بغل تنوى الصراخ عليه لكنه أحبط محاولاتها يردد سريعا:أنا عارف عايزه تقولى إيه،بس أسمعى كلامى وامشى،امشى وأنا هرجعك.


تقدم خطوه يحتجزها مجددا وهو يقول بينما يمرر عيناه على شفتيها ووجهها بشغف يكمل:هرجعك وانتى مراتى.


صدمت من نواياه،لا تأمن أحد وخصوصاً هو ،لكنها تكاد تقسم أنه يتحدث بصدق،صدق شديد بل مجنون... بالأساس نظرته لها مختله..يبتلع رمقه بصعوبه ولا يستطيع إبعاد عيناه عنها.


اكمل بوله ونفس متهدج: أنا عايزك يا فيروز،عايز اتجوزك.


كانت تجاهد كى تستفيق من هيمنته عليها وتعمل عقلها بينما هو يردد:حليها أنتى وامشى.


ازاحت يداه التى تثبتها على الجدار خلفها بعنف محاولة الإبتعاد عنه تردد: ده فى أحلامك.


جذبها لعنده فى وقفته مجدداً و اقترب منها حتى انعدمت المسافات يناظرها بشغف خطير بينما هى نظرتها متحديه مستفزه .


وتحدث بنفاذ صبر وهو يمسك ذراعيها يهزها   يقول : انتى ايييه مابتفهميش

عادت له نفس اللمعه وتهدجت أنفاسه  يكمل :طب مابتحسيش.


ابتسمت ابتسامه شامته تقول بفحيح:بقا عايز تتجوز أختك..بتوصلنى انت لهدفى بسهوله يا ميجو.. انا كده سهل اوى احطك فى مستشفى المجانين.


صرخ بها بشراسه وجنون: أنتى عارفه إننا مش اخوات.


التوى ثغرها بابتسامة مستفزه متحديه ثم اقتربت من أذنه مردده:خلاص... أثبت إن انت مش انت...


نظر لها نظره طويله غير محددة المشاعر ثم اقترب منها ظنته سيقبل وجنتها.


لكن اتسعت عيناها بصدمه وهى تدرك أن هدفه أذنها يهمس داخلها بفحيح:طب ما أثبت العكس.


ابتعد عنها يناظرها بتحدى،يكتف هو ذراعيه حول صدره يشملها بنظره متغطرسه.


وهى تنظر له بعمق تحاول الوصول لمقصده وما يدور بخلده.


رمشت بأهدابها وعقلها يعمل فى كل اتجاه تسأل: مش فاهمه قصدك.


بابتسامة متسليه يتلاعب بأعصابها يستلذ بذلك لأول مرة فمنذ عرفها وهى من تفعل وعلى ما يبدو أنه اخيرا قد تبدلت الأدوار وحان وقته كى يحرق هو أعصابها.


فبعد دقيقه من صمت يعد كضغط نفسى يوتر به الأجواء أكثر ردد:قولتلك أنى بعترف أنك ذكيه،ومش ذكاء عادى وانا بتعجبنى البنات الى كده بس ....


صمت يزيد من الضغط النفسي ثم زم شفتيه وكأنه مشفق عليها يكمل:تفتكرى الذكاء لوحده كفايه؟العلاقات والسلطة والفلوس والنفوذ...كل دى حاجات مهمه من غيرها البنى آدم ولا حاجة.


فعليا؛

لقد نجح فى إثارة رعبها.. لن تنكر على الأقل بينها وبين نفسها وسألت محاوله الحفاظ على ثباتها الأنفعالى أمامه ببراعه: حلو.. إيه بقا الى ممكن تعمله ؟


تقدم خطوه حتى وقف أمامها ثم ردد: لو ما مشتيش بالزوق همشيكى أنا بالعافيه.


ملس بأنامله على خصلاتها وردد بعشق:وارجعك بعدها.


أبتسم بمجون يكمل:وانتى بتاعتى..بالعافيه بردو،هتبقى حرم ماجد الدهبى.


كانت تعلم بمدى نفوذه،وحاولت كسب الوقت تتلاعب على نقاط ضعفه التى انجلت لها بوضوح.


تتصنع بوادر الرعب والترقب بينما تسأله: أنت تقصد إيه؟


بأعين متلاعبه وقحه ردد: انتى عملتى تحليلDNA؟


اتسعت عيناها متفاجئه لكنها حاولت الثبات وقالت: ولا يهزنى،اعمله الصبح.


أبتسم بأعجاب ثم ردد:مش بقولك ذكيه بس.. انا اصلا كنت حابب أبقى بعلمك كل حاجه على أيدى .. وده اول درس يا نونتى.


لكز عقلها عدة مرات بسبباته يردد: دايماً وانتى فى سباق مع حد لازم تبقى عارفه اسلحتك إيه ،وايه هى أسلحة الى قدامك وقدراته،وقدرتك إيه وقدرته هو ايه.


التوى شدقه بابتسامة ساخره يكمل:كمان لازم ماتنسيش أنك لو ذكيه فأنا كمان ذكى .


ارتسم الرعب بوضوح على وجهها تردد: لأ..انت أكيد مش هتعمل كده.. مستحيل.


ابتعد يتجه كى يفتح الباب مغادرا،لكنه توقف قبلما يخرج منه ونظر لها مرددا: فكرى فى عرضى ليكى يا فيروز،كده كده انا خلاص مش هسيبك فكونى ليا من غير مشاكل وعيشى فى عز بيت الدهبى براحتك،بلاش سكة العند عشان طويله وأنا هكسب فى النهاية.. لأن باختصار مهما كنتى ذكيه فأنتى ضعيفه قدامى اووى.


القى لها قبله فى الهواء مع ابتسامه خاليه من التلاعب ،بل كان بها من اللهفه والتمنى ما يكفى يردد: فكرى.


ثم غادر وتركها تهوى بجسدها على الأريكة خلفها تحاول تهدئة جسدها ،تعيد ترتيب أفكارها.


________سوما العربي__________


يقسم أن يخرج كل غضبه هذا عليها،تلك الفتاه التي نجحت في الوصول به لتلك الحاله المزريه.


غاضب بل ناقم عليها،تعدت الساعه الثالثه عصرا وللأن لم تأتيه او حتى تتصل تطمئن عليه.


لا بل والأكثر أنها تغلق هاتفها تمنعه من الوصول إليها.


اجبرته على أن تصبح محور تفكيره يدور حولها ويطوف.


فهو الأن يجلس على طرف سرير المشفى وقد جمع كل متعلقاته ينتظر صديقه كى يأتيه بسيارته.


زمجر بغضب داخلى وهو يخرج هاتفه يعيد الأتصال به يتعجله وهو يردد:الغبى ده اتأخر كده ليه؟


صدح صوت هاتف ماجد قريبا منه يقترب أكثر وأكثر إلى أن فتح باب الغرفه ودخل وبيده هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين ينظر لصديقه بحاجب مرفوع يردد:لسعت خلاص يا هارون،ما قولتلك جاى فى ايه؟ليه الاستعجال ده كله؟


وقف يحاول التغاضى عن آلم كتفه يتحدث من بين أسنانه المصكوكه:اتأخرت ليه يا زفت؟


زم ماجد شفتيه يردد ببرود وسخريه: انا ولا اتأخرت ولا حاجة أنت الى مش على بعضك .


ضيق عينيه بتركيز ثم سأل بشك: فيك إيه؟قولى يمكن أساعدك. 


اخذ نفس غاضب وزفره عاليا ثم قال:مش شغلك..اوعى من وشى.


تحرك خطوات ناحيه الباب فأوقفه ماجد يسأل:هو إيه الى مش شغلى استنى هنا.


تقدم خلفه ووقف امامه ينظر له بتدقيق وسأل: إيه الحاجة إلى مخلياك مستعجل عليها للدرجه دى .


صمت لثوانى يكمل:وماتقوليش شغل عشان أنا عارفك.


حرفياً إلحاح ماجد هو أخر ما ينقضه الأن،صك أسنانه بغضب مكظوم وردد بسماجه:خليك فى حالك يا ماجد..تعرف ولا ماتعرفش.


ضحك ماجد يهز كتفيه وردد:ماعرفش يا صديقي مانت عارف.


كان هارون يتحرك ناحية الخارج لكنه تذكر شئ ووقف فجأة يسأل ماجد:ماجد صحيح ،انت إيه حكايتك مع الفرواله.


صدم ماجد فعلياً،فاجئه هاروه.


التمعت عيناه ببريق ينم عن تفاجئه وردد بنبره مستغربه: فراوله؟فراولة إيه؟


زم هارون شفتيه وردد:مش عارف الدكتور هو إلى قالى بعد ما كنت عندى ومشيت ،وانك قولتله إنك اكلت فراوله هى الى عملت فيك كده .. الغريبه بقا إن الدكتور قالى دى حساسيه بالوراثه.


اتسعت حدقتى أعين ماجد ،لم يتوقع او يحسب حساب لحديث الدكتور مع صديقه،دائما ما كان متحفظ كتوم .


لكن ذلك اليوم ألح عليه الطبيب فى اسألته وهو كان مفتقر للتركيز والثبات بعد يومه مع فيروز.


أكمل هارون يسأل سؤال بديهى:هو عمى محمود ولا طنط فريال عندهم النوع ده من الحساسية؟


ابتلع رمقه يفكر،هارون يغوص فى العميق،سر تافه لكن يخبئ خلفه الكثير والكثير.


حاول التحدث بنبرة بها من السخرية والثبات ما يكفيان وردد:يااه عليك يا هارون يعنى أنت واقف وسايب الى وراك عشان تسأل إيه علاقتى مع الفراوله ؟!ايه يعنى ضاربين ورقه عرفى من ورا ضهر التفاح ،ده انت تافهه،انت مش كان وراك مشوار ومستعجل عليه.


رمش هارون بأهدابه متذكرا وقال :اه صحيح.


التوى ثغره بابتسامة وقحه وردد: وبالنسبة للورقه العرفى أنا الى هكتبها النهاردة.


تقدم تاركاً ماجد الذى التقط انفاسه بعد حديث هارون عن مرضه الوراثى.


ضيق مابين حاجبيه يفكر عن اى زواج عرفى يقصد وبمن .


هرول خلفه يحدثه وهارون مازال يتقدم نحو المصعد ووقف ينتظره فسأله ماجد:عرفى إيه الى تقصده ،انت هتتجوز؟!


وصل المصعد وفتح الباب فولج هارون داخله ومعه ماجد يضغط على ذر الطابق الأرضي فى حين أكمل هارون: أيوه،ومالهاش عندى ازيد من الجواز العرفى لا تكون بتحلم بأكتر من كده.


هز ماجد رأسه بعدم فهم يحاول التذكر وسأل:هى مين أصلا؟


وصل المصعد ففتح هارون الباب بيده السليمه يصك أسنانه وهو يردد:غنوة.


تقدم ماجد خلفه يسأل: إلى كنت بتكلمنى عنها؟هى لسه معصلجه معاك،طب ماترميلها قرشين.


اخذ هارون نفس عالى بضيق وقال:شكلى هضطر أعمل كده فعلاً.


التف له يردد بغضب:بس هو مليون واحد،ده آخرها عندى مش هدفع اكتر من كده.


ماجد: طالما عايزها اوى كده هزهم حبه ،واهو كله لمزاجك.


نظر له هارون شزرا وقال:هو انا بلاقى الفلوس دى فى الشارع،كتير عليها،هى تمامها مليون واحد..واوعى بقا من سكتى.


تركه هارون وتحرك ناحية سيارته التى جلبها ماجد،لكن صوت ماجد العالى اوقفه يراه وهو يتقدم منه مرددا:انت رايح فين وسايبنى..انا مش معايا عربيه،خدنى معاك،اهو حتى اتفرج واقولك تسوى مليون ولا اكتر.


لا يعلم من اين طفى ذلك الغضب داخله وردد بصوت عالى: ماجد..لم نفسك فى ايه.


رفع ماجد حاجب واحد يردد بعبث: الله وفيها إيه ماطول عمرنا بنتشارك الحاجات دي،اشمعنى المره دي واخدها على صدرك اوى كده؟!


اخذ نفس عالى ثم ردد بصبر وهو يغمض عينيه: امشى يا ماجد من قدامى.


حاول ماجد التحدث فردد هو بنبره أعلى: قولت امشى.

ماجد ببرود: امشى انت،انت الى معاك العربية.


هارون:صح عندك حق.


فتح باب سيارته العاليه يصعدها بصعوبه بسبب ألم ذراعه ثم تحرك بها سريعاً.


ترك ماجد يقف خلفه يفكر فيما سيفعله متذكر ما يخطط له.


__________سوما العربي___________


وصل لعند مقر شركات ML التى يملكها مختار وتديرها ابنته لمى.


صف سيارته ودلف للداخل بقوه يبدو أنه قد نفذ صبره.


حاول أن يبدو هادئ رزين كما اعتادوه ،لكن لم يفلح او يدم كثيرا فقد بدأ يسأل عنها الموظفين ،كلما رأى أحدهم سأله عنها.


ومعظمهم اجمع على عدم معرفتهم بها.


كان يقف فى المصعد يغمض عينيه يتمتم يغضب: اتجننت خلاص على اخر الزمن يا هارون،ماشى تسأل عليها زى العيل الى تاهت منه أمه،وبتسال الموظفين والنهارده اول يوم شغل ليها،ماطبيعى ماحدش يكون لحق يعرفها،وحتى لو عارفينها هو معقول هيبقى معاهم خط سيرها هنا؟خلاص جننتك ؟!


مع كل حركه،كل اختفاء،كل شعور بالأختناق من لهفته عليها وافعاله الخرقاء ،جعله يتصرف بهوجائيه بعيدا عن حدود المنطق ...يزاد غضبه منها ووعيده لها،هى من اوصلته لهكذا حاله.


وصل لمكتب لمى ولم يجدها هى الأخرى،يسير فى الرواق يبحث عن لمى كى يسألها عن غنوة.


أغمض عينه مجددا بغضب يسب نفسه للمره المئه وواحد،تلك الفتاه تجعله الأم يسير بحثاً عن خطيبته التى اتم خطبته عليها من أيام كى يسألها عن فتاه تعجبه.


يرى لأى درجه قد أوصلته هى....


لمح لمى تسير في أحد الأروقه قادمه من مكتب ما.


سار لعندها بقوه مرددا: مساء الخير.


ابتسمت متفاجئة ورددت:هارون؟! مساء النور.


شهقت برعب تسأل: إيه الى فى كتفك ده.


صدم..تبا له.. أثناء لهفته عليها لم يتذكر او يفكر فى إصابته التى أخفى امرها عن الجميع.. يبدوا أنه قد وصل لحاله مزريه.


حمحم بخشونه ثم قال: حادثه بسيطه امبارح..المهم أنا كنت عايز اسألك على...


قاطعته برعب وأعين متسعه تسأل:تسأل عن ايه بس ،حادثة إيه الى بسيطة وانت بالشكل ده.


صدح صوت خشن مستغرب ينادى:هارون؟!


التف وأخذ نفس عالى بضيق،اخر من يود رؤيته الأن هو مختار الذى تقدم يقف أمامهم يسأل باستغراب: هارون! إيه الى حصلك يا ابنى؟!


هارون: حادثه بسيطه.


التمعت أعين مختار وردد:مش تبقى تاخد بالك يا بنى..حوادثك كترت اووى.


ضيق هارون عينيه بشك وعدم راحه انتابته فجأة يسأل:شكلك تعرف عنى كتير ياباشا.


التوى شدق مختار يردد بعدما هز كتفيه: أكيد مش خطيب بنتى،لازم أبقى عارف كل اخبارك.


صمت ثوانى بينما حرب النظرات بينه وبين هارون لم تتوقف .


لكن صوت لمى استرعاه وهى تسأل:ماقولتش ليه  ياهاورن إنك تعبت ،ازاى ماعرفش حاجه زى كده؟


مازالت عينه فى أعين ذلك الثعلب يردد:ماحبتش اقلقك عليا.


سألت هى بشك: وكنت جاى تسأل عن ايه ؟! إيه أصلا ضرورى اوى بالنسبة لك يخليك تنزل وانت بالشكل ده؟


رمش بعينيه يبحث عن حجه،مهما كان وقح لكنه لم يستطع فعلها.


اخشوشن صوته ثم قال بثبات: فى شغل مهم بينى وبين الباشا لازم يخلص ومافيش وقت.


امأت لمى برأسها لكن مختار أبدا لم يقتنع يرى أعين هارون هنا وهنا تبحث عن أحدهم...شخص مهم جدا بالنسبة له بكل تأكيد.


كانت لمى هى اول من كسر ذلك الصمت تقول:طيب أنا فى مكتبى عنئذنكوا.


غادرت سريعاً مابين إهتمام وعدم إهتمام ،موضوعه فى خانه غير صحيه ،لا تعلم هل هى تهتم لأمر هارون فهى خطيبته وقد سبق وقبلت بذلك أم لا تهتم كونها معجبه بأخر لكن أولا وأخيرا هو خطيبها ولو لم تكن تريد لما وافقت ،أم..... أم إنها لم تقدر حبها لزيدان إلا بعدما خطبت لأخر،أم يقع جزء كبير من اللوم على زيدان السلبى كونه يقف بعيد متفرج لا يملك سوى نظرات تمطر قلوب دون اى فعل منه!


بابتسامة مستفزه وأعين كالصقر نادى مختار على هارون وهو يراه مازال يفتش بعينه كل الأروقه يردد: إيه هنفضل واقفين كده،يالا على مكتبى،هو مش انت جايلى انا عشان شغل بردو ولا ايه؟


زم هارون شفتيه بضيق ثم قال: آه اه اكيد طبعا اتفضل يا باشا.


أشار له مختار بابتسامة مستهزءه مستفزه كى يتقدم معه للمكتب يقسم أنه لم يأتى من أجل عمل ولا اى شئ من هذا القبيل ،وقد تأكد من ذلك بنفسه بعدما دلفا للداخل وبدأ هارون يتحدث فى الاشئ إلى أن أنهى الحديث وغادر.


خرج من مكتب مختار غير مرتاح له ،شئ ما به اصبح لا يأمن ذلك الرجل ،هو من الأساس لا يأمنه بدليل أنه يقبض على اشياء كثيره تدينه مثلما يفعل هو،لكن الأمر الأن تعدى قصة أوراق ،شئ أكبر.


لمح منير مدير الأتش أر يمر من أحد الأروقه ويدلف لمكتبه.


أنير عقله يخبره انه ربما لديه معلومه عنها مثلما فعل مسبقاً .


دلف لعنده فوقف منير باحترام يردد: هارون باشا،اهلا أهلا ده المكتب نور والله.


هز هارون رأسه وردد: شكرا يا منير.


ابتلع منير رمقه يدعو ويبتهل ألا يطلب منه شئ يخص قطة الشوارع تلك.


لكن لم يستجاب لدعاءه فقد تحدث هارون بثبات: فاكر البنت اللي جبتلى رقمها.


حمحم منير يفرك ظهر عنقه وهو يردد بخوف: إلا فاكرها.


ناظره هارون بغيره شديدة لكن هذه المره يتخللها شك كبير وردد بعدما اخشنت نبرته:قصدك ايه؟


اتسعت عيناه مذهولا وهو يرى منير يتحدث متوسلا: أبوس ايدك يا باشا ،انت عارف أنا عينى ليك واخدمك برموش عينيا وده مش أول تعامل بينا .


ضيق هارون مابين حاجبيه وهو يسمعه يكمل:بس الله يخليك ابعدنى عنها،دى رهيبه،حضرتك مش عارف عملت فيا ايه عشان بس اديتك رقمها،فظيعه،فظيعه ياباشا .


ارتياح غير عادى وفخر غزى جسده بارتياح يخرج من صدره وابتسامه حلوه تنمو تدريجياً ،اخذ نفس عميق بحاول كبت فرحته برد فعلها حتى لو عليه هو وقال:تمام،اسمع كلامها ،وإياك،سامع إياك تدى أى حد معلومه عنها.


حمحم مبتسماً وأكمل بعدما هز كتفيه وهندم معطفه:غيرى طبعا.


رفع منير يديه مستسلما وردد:اعذرنى ياباشا انت حبيبي بس العمر مش بعزقه .


هارون: ياسيدى خلاص ،بس هى فين حتى؟


منير:وحياتك يا باشا ما أعرف.


زفر بغضب يزم شفتيه معا ثم وقف قائلا:ماشى يا منير،سلام.


خرج من المكان كله بعدما يأس من معرفة اين هى.


جلس فى سيارته يغمض عينيه بتعب يفكر اين يمكن أن تكون او حتى ماهو عنوان بيتها يفكر هل سيذهب بنفسه الى منطقه عشوائيه كهذه حتى لو من أجلها؟


انتفض على رنين هاتفه يأمل أن تكن هى لكن ذهبت كل أحلامه سدى بعدما شاهد الأتصال من رقم غريب.


اخذ نفس عميق ثم فتح المكالمه يقول: ألو.

اتاه الرد من صوت ذكورى يردد:الو.. هارون الصواف؟


هارون: ايوه.

رد الطرف الآخر: أنا مأمور قسم مدينة نصر،انت عارف إن عمك محجوز عندنا على ذمة قضيه ولسه التحقيقات شغاله بس هو بقاله كذا يوم تعبان وفى المستشفى وحالته بتسوء يوم عن يوم.


رمش هارون بعينيه مصدوم يفكر ثم قال: بقاله كذا يوم؟!يعنى أول امبارح كان فين؟


المأمور:فى المستشفى،قاطع أكل وشرب،بصراحه هو من ساعه ما كنت عنده ومشيت ودى حالته حتى رفض إننا نبلغك بس دلوقتي الحالة ساءت اكتر وكان لازم حد من أهله يعرف وتقريبا مالوش حد غيرك .


خرج نفس متعب من فم هارون يكاد يبكى،تأكد.... عمه برئ من محاولات قتله،لم يبادر بأذيته بينما هو فعل وألقاه فى السجن ،حتى لم يكلف نفسه عناء البحث اكثر حول الموضوع.


دارت الدنيا به ينزل الهاتف من على أذنه تدريجياً يبحث بل يستجدى وجود شخص واحد فقط...غنوة.. أين هى الأن كى يشكى لها كل ما بصدره.


ما يٌفعل به وما فعله هو وذلك الشخص الذي يريد حياته،يريدها الآن حقا.


تنهد بعمق يصك على أسنانه بعجز لا يعلم أين يذهب أولا ؟ايذهب ليرى عمه ،ذلك المسكين الذي ظلمه دون أى تريث او تدقيق،ام يذهب لمن يجد بها راحته يلقى بما فى قلبه ربما يستريح.


ضرب مقود السيارة بيده ثم مال ينام عليه يردد باحتياج: أنتى فين يا غنوة....


____________سوما العربى_________


-انت فين يا ماجد لحد دلوقتي.


كان هذا صوت فريال يخرج بغل من بين اسنانها المصكوكه تتحدث بخوفت نظراً لذلك التجمع العائلى خلفها بناء على أمر مصطفى كبير العائلة فكما قال يجب أن يحاسب كل شخص بما فعل فى الماضى .


رد ماجد عليها بهدوء شديد ثم قال:اهدى بس مش عارف إيه الى معصبك أوى كده؟!


استطشاطت غضبا من بروده تردد:انت إيه البرود ده،بقولك عاملين قاعده والكل هيتحاسب،البت دى شكلها عارفه كتير ولو نطقت هنضيع انا وأنت.


زمت شفتيها بغل تردد: انا مش عارفه ازاى سمعت كلامك سبتها عايشه لحد دلوقتي.


زجرها بغل يردد:فريااااال،لو حد مس فيروز بحاجة مش هتقدرى تتوقعى رد فعلى،انتى ليكى أن كل حاجه تفضل ماشيه تمام ،لكن فيروز لأ ،فيروز لأ ،لو حد مسها أنا هقلب الليله كلها .


زاد الغل بقلبها وهى تجد اصبعها تحت أسنانه تردد:ماشى.. هتعمل ايه بقا فى التحقيق ده.


تحدث بمنتهى البساطة يقول:انا جاى اقلب لهم القاعدة دى حالا أنا على الباب خلاص.


بالفعل دق جرس الباب وذهبت الخادمه تفتح له فدلف للداخل يقبض على مجلد ورقى بيده يرى الكل مجتمع حتى ندى حاضره.


ابتسم بتلاعب يقول: الله الله إيه القاعدة الحلوه دي،متجمعين عند النبى أن شاء الله.


لم يهتز ثبات مصطفى إنما تحدث برزانه: القاعدة دى عشان أن وقت الحساب،والكل هيتحاسب.


خص محمود بنظره حاده وأكمل:وأولهم ابنى الكبير الى ضحك على عقل عيله صغيره واستغلها عشان غلبانه وكمان رمى لحمه،ومرات ابنى الى كذبت وقالت أنى ورا كل ده و...


قاطعه ماجد يردد: جدى... انا أسف على قطع كلامك بس مش أسف على إلى هقولو ده،بس أنا امى مظلومه.


اتسعت أعين مصطفى وكذلك فيروز تترقب القادم،وبالفعل التف لها ماجد يشير عليها ثم قال:البنت دى هى الى كذابه،هى مش بنت محمود الدهبى اصلا.


وقفت تصرخ به عالياً:انت كذااب.


أبتسم لها وكأنه يقول إنه قد سبق وطلب التفاوض معها وهى رفضت.


أخرج اوراق من ذلك ثم قال:بابا جابها ودخل بيها هنا بس مافكرش يعمل لها DNA.


صمت خيم على الجميع فأكمل هو:اعذرنى يا بابا انى اخدت الخطوه مكانك،بس كان لازم أتأكد ،للأسف فيروز مش مننا خالص وادى نتيجة التحاليل.


هب الكل من مقعده انظارهم مسلطه كالسوط على فيروز المصدومه....


الرابع عشر 


كانت تتلفت حولها بتوجس ،تبتلع رمقها بعدم ارتياح،ارادت التنزه مع شقيقتها والاستمتاع بجو اخوى دافئ تجرب شعوره لأول مره.


لم تكن تعلم أن شقيقتها والتى من المفترض أنها أكبر منها بعامان ستفعل ذلك.


أجلت صوتها محمحمه ثم قالت:غنوة انا مقدره مشاعرك ومش عايزه اجرحك بس ليه ؟هااا ليه؟! أنا قولتلك تعالى نخرج.


نظرت غنوة لها بعبوس تردد:مش انتى الى قولتيلى خدينى لأكتر مكان بترتاحى فيه ؟!


صرخت نغم بجنون: تقومى تجبينى المقابر!!!


ردت غنوة بإصرار شديد:ايوه عند أبويا.


غزى الشجن صوتها ولمع الدمع بعينها تخبرها بصوت مبحوح بعدما ضمت كتفيها نسبياً فظهرت ضعيفه لأول مره وهى تقول:كنت عايزه أعرفه عليكى،واقوله  يطمن وانه ماسبنيش بطولى فى الدنيا.


رفعت وجهها لشقيقتها فشهقت نغم وهى ترى الدمع قد اغرق وجهها تردد: اصله كان شايل همى طول ماهو تعبان ،كان خايف يموت ويسيبنى،بس انا كنت دايما متأكدة أنه هيفضل معايا ،انا عارفه إن كلنا هنموت بس عند الى بنحبهم بيختفى المنطق ،كنت مهما يتعب ونلف على مستشفيات ويتعالج ويتعب ويقوم بردو ببقى شايفه انه هيفضل معايا وعمره مايفارقنى،كنت اهله مش بنته وهو كان كل دنيتى،ولحد دلوقتي هو كل دنيتي وحياتى واقفه عليه.


اخذت نفس عالى تحاول كبت دموعها وقالت:من يوم موته وانا مش عارفه أخد خطوه جديده فى حياتى وبضيع فرص كتير.


زوت نغم مابين حاجبيها تسأل مستغربه: أيوه بس انتى شاطره اوى فى شغلك،انا عملت سيرش كده بالصدفة على الأماكن الى بتشتغلى فيها ،كنت فاكره مش هلاقى معلومات وأنها شركات كده مش اوى ،بس اتفاجئت إنها شركات كبيره.


لكزتها فى كتفها مع غمزه عابثه تردد:وبتاخدى مرتب واو على فكره.


اعتدلت فى وقفتها تسأل:بس سؤال ضرورى بقا،فلوسك دى كلها بتروح فين.


ضحكت غنوة وقالت: اصلى مبذره أوى مش بعرف اشيل قرش.


نغم:غريبه جدا انتى حتى لحد دلوقتي مش عندك عربيه ولا جبتى شقه حتى ولو صغيره ،ولبسك حلو اوي بس مش براند يعنى ،مبذره ازاى بقا.


التفت لها غنوة تردد: خروج بقا وأكل ،اكل ،يااااه أنا بحب الأكل اوى،هو بالنسبة لى ألذ لذة فى الحياه.


نظرت حولها وجدت الشمس اوشكت على الغروب وبدأ ضوء النهار يخفض تدريجيا ممتزجا بسواد طفيف من بداية الليل .


اخذت نفس عميق ووضعت يدها على كتف شقيقتها مردده:الجو بدأ يضلم يالى بينا نمشى.


نغم متنهده:ايوه أنا تعبت ومحتاجة أروح.


غنوة: لأ تروحى ايه؟انتى أكلتى كشرى مصرى من يوم ما جيتى؟


التمعت أعين نغم تردد: لأ لسه.


غنوة بعدم رضا:طب وده ينفع بردو،لازم نروح دلوقتي وبعدها اقدر اقولك Welcome in Egypt.


ضحكت نغم تسير معها وتخرج من ذلك الحوش الواسع مردده السلام على أهل المكان الذي يعمه السكون تدعو بالرحمه والمغفره لوالدها.


لكنها لم تغادر المكان بعد وإنما تقدمت تدفع أحد الابواب والقلق ينهش قلبها أكثر وأكثر.


ترى رجل ثمين الجثه بملامح غليظه وصوت اغلظ يردد: أنتى مين يا ابله.


رمشت بعيناها تردد: امال فين أهل المكان.


رد عليها بصوته الغير مريح يقول:عم شعبان مات اديلوا اسبوعين وبنته جت عربيه فيخمه وفيها اتنين رجاله واخدوها ومشوا .


ارتعد قلب غنوة تردد صارخه به: إيه؟!اتنين رجاله ايه؟مين دول ؟وازاى تسيبوهم ياخدوها ويمشوا عادى؟!


تحدث الرجل بقلة حيلة: والله ما نعرف يا ابله ،انا اصلا ماكنتش هنا دول الناس الى حكولى وقالوا إنهم أبوها وأخوها عشان كده سابوها وأنا لما لاقيت المطرح بقا فاضى اخدته بدل النومه فى الطل.


كانت نغم تستمع لكل شيء بجهل شديد عن مايقال او حتى عن هوية تلك الفتاه بينما غنوة تهز رأسها باستنكار شديد تردد: هو إيه الى أبوها واخوها ،مانت بنفسك لسه قايلى عم شعبان مات من اسبوعين يبقى أزاى أبوها بالعقل كده؟ايه ليها أبين؟!


فكر الرجل قليلا بحديثها يقول:اى والله عندك حق ،بس وانا بأيدى ايه نعمله بس يا أبله؟


زمت شفتيها بضيق وقلق كبير ينمو بداخلها على تلك الفتاه ذات العيون الرماديه.


تعلم أنها عانت الكثير فى حياتها،حتى تعليمها لم تستطع إكماله رغم ذكائها واجتهادها.


هزت رأسها بتصميم تردد:ماشى ماتعملش انت حاجه،بس أنا مش هسكت.


خرجت من المكان تتبعها نغم تسير بمحاذتها تسأل بفضول واستغراب: مين البنت دى يا غنوة وتعرفيها منين؟وايه حكاية باباها مات وجه راجل اخدها.


غنوة بعدم ارتياح تفكر فيما يمكن أن يحدث لتلك الفتاه وهى وحدها ،نظرت لأختها تقول بقلق:دى بنت اعرفها من كذا سنه ،عايشه هنا فى المقابر قريبه من مدفن بابا زى ما شوفتى،اهلها فقرا او تقريباً معدمين،اتعرفت عليها وساعدتها أنها تلاقى شغل كويس فى مكان كويس عشان تساعد فى علاج مامتها وباباها،الموضوع أخد وقت لانها تعتبر معاها اعداديه بس؟


نغم بصدمه: معقول؟


غنوة متنهده بأسى:ده كده حلو او على ظروفها هى تعتبر بطله ،كمان هى خلصت ثانوي بمجموع كبير بس ماكنتش أد مصاريف الكليه الى بتحلم بيها ،لا دى ماكنتش معاها حتى تمن سحب الملف من مدرستها،انتى متخيله؟


خرجت للطريق العام توقف إحدى سيارات الأجرة تصعد فيه هى وشقيقتها التى اردفت بحزن وفضول:كملى.


بغصه يملؤها الألم أكملت: ساعتها أنا كمان كنت لسه متخرجه ومامسكتش شغل جامد يعنى ،دخلت مجال تنظيم الافراح والمناسبات ده صدفه،كنت معزومه فى فرح واحده صاحبتى من الكليه بس كانت متجوزه واحد ابن ناس اوى،حصل أعطال كتير فى اليوم كان قرب يبوز،حاولت أتدخل واساعد فى تنظيم اليوم،صاحبتى بقا ،كانت منهاره وبتعيط وأنا نفسى الحق معاها يومها،وبس....شافتنى مديرة المكان وعجبها زوقى وان عندى حسن تصرف،اخدتنى علمتنى الشغلانه ومنها بقا اتنقلت من حاجه لحاجه.


كانت نغم تسمعها وهى فخوره بها تبتسم مردده: براڤو بجد يا غنوة انا مبسوطه انى عندى أخت زيك.


ابتسمت لها غنوة ونظرت بجوارها من النفاذه تشرد فى الطريق وهى تكمل:حسيت اني ربنا رزقني لمجرد بس انى فكرت أساعد البنت دى ،وفعلا ماهدتش إلا لما لاقيت لها شغل كويس فى محل الماظ،سيلر .


زمت شفتيها بحزن وأسى تكمل: فرحت اوى بالمرتب،مكان نضيف زى ده بيدى مرتب واو،افتكرت إن الدنيا خلاص ضحكت لها وهتقدر تكمل تعليمها من مرتبها .


ضحكت بحزن تكمل :راحت الدنيا قالت لها تعالى حلوه رايحه فين انتى هتفرحى وتعيشى سنك وكده ،خدى عندك امك عندها كانسر ومرتبك يادوب يادوب حق الجلسات والعلاج، ماتت امها بعد مده طويله من المرض والبهدله، قامت الدنيا بردو قالت لها لأ صحصحى معايا كده ابوكى مريض عنده مايه على الرئه ولازم يتعالج،وفضل ابوها يتعالج وهى مابين شغلها واللف بيه على المستشفيات لحد ما مات.


دمعه حاره هبطت على وجنتها ،اغمضت عيناها بأسى ثم قالت:وكأن الدنيا دى مش بتمس إلا الطيبين،تدوس عليهم وتخلى الناس كمان تدوسهم،كانها بتخاف تهوب ناحية الوحشين ... تقريبا الشخص الوحش هو الى بيعرف يعيش يا نغم،اوعى،اوعى تكونى طيبه.


التفت تنظر لها بأعين حمراء بها رساله واضحه وقالت: اوعى تبقى طيبه ولا تعملى الى يرضى الناس ،خدى من الدنيا كل الى انتى عايزاه،حتى لو هتاخديه منى أنا شخصياً،الطيبه مش بتنفع صاحبها ،بالعكس بتأذيه.


شعرت نغم بوضوح رسالة شقيقتها لها،حسن هو المعنى بالتأكيد.


اشاحت بعينها تتهرب من شفافية أختها،الكلام سهل،لكن تطبيقه صعب،هناك عقبات كثيرة.


شعورها بوجود شئ حتى الآن بينه وبين شقيقتها الوحيده،والدته والتى على مايبدو رافضه تماماً لأى صله قد تجمع ابنها بها،كذلك فرق الشخطيه والطباع.


فكأن كل منهما قدم من عالم موازى مختلف.


حاولت تغيير مجرى الحديث وقالت بمشاكسه: المهم تقوليلي وخدانى كده ورايحه فين ،اوعى تكونى خطفانى.


ابتسمت غنوة بألم تتغاضى عن مراوغة شقيقتها وأنها تتعمد التشويش عن الحديث فى هذا الأمر خصيصاً،لم يفت بكل تأكيد عليها عدم خروجها ثانيه من البيت ولا هروبها من واقعها بالنوم،كذلك حسن الذى على ما يبدو قد خاصم بيتهم رغم عيناه الخائنه التى تتلهف بوضوح كلما فتح باب او شباك من طابقهم.


بالتأكيد العشره تحكم عندما استطاعت رؤية الإحباط يقفز من عيناه وهو يراها هى من ظهرت وليست نغم.


على مايبدو ان حسن استطاع أخيرا تحديد هوية مشاعره ،تقريبا بفعلته هذه لم يساعد نفسه فقط وإنما ساعدها أيضا فى تحديدها.


صدح صوتها توقف السائق مردده:ايوه هنا لو سمحت.


ترجلت من السياره تقول لشقيقتها التى ترجلت بعدها هى الأخرى:هأكلك كشرى،يخليكى طول الليل تسقفى.


ضحكت نغم ومشت بحماس لجوارها تقول:يااااااه انا متحمسه اووى،يالا بينا.


سحبتها غنوة سريعا ودلفت بها للداخل .


________سوما العربي__________


كانت أعين الكل مسلطه عليها بأتهام واضح وصريح لا ثانى له.


اغمضت عيناها تبتسم بألم،فماذا ظنت هى،كم كانت ساذجه جدا.


فتحت عيناها تأخذ نفس عميق ونظرت لمحمود وقالت: إيه رأيك في الكلام ده؟


صرخ مصطفى بها يردد : أنتى كنتى بتنصبى علينا يا بنت؟


أخذت نفس عميق ثم نظرت لماجد الذي ينظر لها بألم عيناه تخبرها أنه لم يكن يملك خيار آخر كى يمتلكها.


عاودت النظر لمحمود تسأله: إيه ؟!ماردتش يعنى.


مازال بموقفه الضغيف السلبى ،الطبع لا يتغير ولا الشخصية حتى لو تقدمت السنون.


ابتسامة ألم تكونت على جانب ثغرها المزموم ،اخذت نفس عميق تنظر لماجد.


لتنتهز فريال الفرصه التى أتت تحت قدميها وصرخت : أنا قولت دى حتة بت نصابه جت تتبلى عليا ،كانت عايزه تولع البيت حريقه ، طماعه وكمان بتتطاول على اسيادها بنت امها فعلاً.


اتجهت لها على الفور عيون فيروز ترتكز عليها بغضب وهى تردد من بين أسنانها وانيابها:اخرسى ،سامعه أخرسى خالص.


اتسعت أعين فريال من تلك الأهانه الشديدة تصرخ بها:يا جربوعه يا زباله أنا هعرفك ازاى تتكلمى معايا كده.


فيروز بوعيد وغل: انا الى هعرفك أزاى تتكلمى معايا كده وازاى تتجرأى تجيبى سيرة أمى.


نظرت لمحمود تقول له باحتقار:خليك فاكر أنها وقفت هى وابنها شتمونى انا وامى وكمان شككوا فى نسبى،يعنى شككوا فى شرف امى وأنت واقف ساكت مادفعتش عنى.


كان محمود صامت بضعف وتشويش ،لكن فريال كان لديها من الغل والتبجح مايكفى لتصرخ بها:ده تحليلDNA يعنى من الأخر.


نظرت لهم جميعاً ،واختصت ماجد بنظره مطوله ثم قالت:خليكوا فاكرين الى حصل دلوقتي عشان انا مش هنساه عمرى كله.


بحركه سريعه منها تحت ترقب واستغراب الجميع خلعت جوارب قدميها تظهر قدمها اليسرى ،تحديا إصبع قدمها الكبير .


اتسعت أعين مصطفى ومحمود وهم يشاهدون شكل عقلة إصبعها وتلك العاهه المختفيه التى يحملها محمود بتقوص ظافر قدمه مع بروز صغير فى عظمتها كذلك لديها نفس "الوحمه "البنيه على جلد قدمها اليسرى كما هى بنفس الشكل الأستداره بنفس القدم اليسرى عند محمود.


اغمض مصطفى عينه بخزى وألم،لثانى مره يشعر بالضأله أمام تلك الصغيره.


ومحمود يتفاقم الألم داخله ينظر لها بعجر لا يستطيع النظر بوجهها.


الكل منشغل مصدوم وكانت هى بالقرب الكافى لفريال تقول لها من بين اسنانها: أنا كنت ساكته عليكى انتى والواد ده ،بس خليكى فاكره انتى بديتى الحرب بطريقتك ،نهايتها بقا عندى.


بكل ثقه ورأس مرفوع عاليا تقدمت بخطى ثابتة نحو الباب .


اتسعت أعين الكل ينظرون لها بصدمه ، ماجد كان أكثر لم تكن صدمه واحده بل صدمات علاوة على ورطه وقع فيها.


اول من استطاع التحدث كان محمود،يصرخ بها عاليا: فيروز ،انتى رايحه فين.


وقفت عند الباب تردد: ماشيه.


تدخل مصطفى يردد:تمشى ازاى ،فى بنت محترمه تسيب بيت اهلها.


نظرت له بحاجب مرفوع فحمحم يخفض حدة صوته قليلا ثم يقول: إحنا غلطنا بس ماعلش ده كان هيبقى تصرف اى حد فى موقفنا ،احنا كلنا متفاجئين.


ظلت واقفه لم تتحرك بها عضله واحده ،اخذ نفس عميق ثم قال:طب ايه يرضيكى.


بأنف مرفوع واعين متبلده تنظر عليهم من فوق رددت: فريال تعتذرلى.


صرخت فريال وسط صدمتهم تردد:اييه ،انتى اكيد اتجن....


قاطعتها فيروز بقوه وثبات رهيبان: تعتذرلى وتعتذر عن أنها بس جابت سيرة امى.


صدح صوت مصطفى يأمر فريال:اعتذرى لها يا فريال.


استطشاطت عيناها بغل وهمت كى تصرخ رافضه ،لكنه ضرب الارض بعكازه يأمرها مجددا بحسم: قولت اعتذرى لها.


ضيق عيناه بنظراته عليها واردف:دى أقل حاجه بالنسبة للى عملتيه فيها هى وأمها يابنت عمران.


ظل الصمت الرهيب يخيم على المكان لدقيقة كامله،الى ان تقدمت فريال بعدما حسبت حسبتها سريعاً ووقفت مرغمه أمام فيروز التى تناظرها بكره وقالت:بعتذرلك،انتى والست...والدتك.


بأبتسامه مهينه رددت فيروز فوراً:اعتذارك غير مقبول يا فريال.


تحركت خطوات أمام الجمع المصدوم تنوى الصعود لغرفتها.


لكنها توقفت فجأة واستدارت ببطء تنادى:ماااجد.


اغمض عينيه،هل حان دوره هو الأخر؟


فتح عيناه يراها تبتسم له وكأنها تخبره استعد للقادم.


بالفعل صدح صوتها بسؤال ضرورى وبديهى تقول: السؤال هنا بقا ليه ماجد اخووويا،يعمل كده ،ليه يزور نتيجة التحاليل،هو أصلا جاب منين عينين لينا يحللهم؟بينجم ولا بيسحر؟ولااا يمكن مخاوى.


غمزت له بعينها عبثاً،وهو فمه مفتوح بصدمه يدرك.


ببساطه فيروز كانت تتلاعب به،هى على علم بأدق أدق التفاصيل.


لعن نفسه وغباءه مره واحده،فإن كانت على علم بحساسيته الوراثيه وأيضاً سره الخطير هو وفريال ،ألن تعلم بأن والدها لديه نفس أصبع القدم حتى تلك البقعة على الجلد فى نفس المكان.


يظن نفسه ذكياً ولا غبى سواه هنا،تلك الصغيره تلاعبت به ،كانت كمن وضع على جبينه ملصق طريف جعله شديد الغباء مثير للسخرية.


صدح صوته عاليا ينقذ ما يمكن إنقاذه: وانا هعمل كده ليه،أكيد فى غلطة من عند المعمل،انا شايل العيله دى بروحى وعقلى.


نطق بصوت متضرع يخصها وحدها: وقلبى.


كان الغل مازال يفوح من عينها ،بل ربما زاد معدله عنما قبل.


صدح صوت مصطفى يردد: أكيد غلطه ،ماجد يفضى روحه بالعيله كلها وهو الى شايل كل حاجه فوق كتافه.


كتفت ذراعيها حول صدرها تردد بحسم: بردو ماحدش رد على سؤالي جاب عينة التحليل منين.


جاوب سريعاً:كنا بنحلق انا وهو اول امبارح سوا واخدته من بعد ما خلص من غير ما يعرف.


زمت شفتيها معجبه بسرعة تحضيره الرد تسأل: وأنا؟


تنهد مجيبا:من فرشة شعرك.


هزت رأسها تردد: لأ برافو يا ميجو.. فعلاً برافو.


تقدمت تصعد الدرج تاركه الجميع يغروقون بمشاعر متضاربه .


____________سوما العربي________


تقدمت فى الشارع الضيق المؤدى للحاره التى تقطن بها تتحدث مع شقيقتها بعدما قضيا وقتا طويلا خارج البيت .


كانت نتيجتها أنه لا يوجد بينهما أى شىء واحد مشترك،سوى تلك الروح الجميله والملامح خصوصاً العينين فهى واحده رغم اختلاف لون حدقتيهما.


كأنهما الشرق والغرب ،لكنهما عالم واحد بكل تأكيد.


تنظر كل واحدة للأخرى وتبتسم مقره ذلك.


تنهدت غنوة مفكره:لازم ادور على فيروز،اكيد هى دلوقتي في مشكله كبيره.


نغم:فيروز مين؟


صكت غنوة أسنانها تردد:البنت اللي حكيتلك عنها.


نغم:اااااه،،طب وانتى هتوصلى لها أزاى؟


غنوه:هروح بكره محل المجوهرات الى بتشتغل فيه يمكن تكون عرفت تروح،او اى حد عارف اى معلومة عنها.


توقفا على صوت أحدهم ينادى،ومن غيره.


أنه الشاطر حسن،ينادى بأسم غنوة،لم ينادى بغيره.


بالتأكيد فهى الأقرب له،وهلى مايبدو ستظل.


هذا ماجال بخاطر نغم وهى تتعمد عدم النظر له،الرساله واضحه ومباشره،لا يهتم سوى لغنوة وهو جارها منذ زمن،بالتأكيد لديهم حكايات سويا 


حتى لو كانت غنوة تقارب على الميل ناحية ذلك المدعو هارون ،لكن حسن،المهم حسن ومن يريد الآن.


بينما هى تفكر بهكذا طريقه تتحاشى النظر له،كانت عيناه ترجو نظره واحده منها له لتخبرها عيناه كم أشتاق لها.


منذ فتره وهو يجلس فى مهنته الجديدة الذى امتنها حديثا مذ قدمت تلك الماكينه الألمانية وقد عين نفسه حارس شخصي لها يربط أمام البيت يترقب كل تحركاتها.


مجرد خمس دقائق،خمسة دقائق فقط غاب فيهم داخل دكانه وخرج ليجدها تسير بجوار شقيقتها بنهاية الحاره لا يعرف لاين تتجهان.


ومن لحظتها وهو لم يتوارب عن مراقبة الحاره ربما تعود.


أول ما رأهم لم يستطيع سوى اتباع عادته ونادى على صديقة الطفولة لكن المقصد كان محبوبة القلب والعين.


-كنتوا فين.


كان يتحدث بها بصوت ونظرات لهوفه لم تتوارى عن وجه نغم.


فهمت غنوة مشفقه عليه ورددت:كنت بفسح نغم وكمان ندردش سوى انت عارف،احنا اخوات مابقلناش كتير وكان لازمنا خروجه.


بنفس متهدج وقلب ملتاع على تلك التى تحرمه حتى النظره سأل:طب انتو كويسين؟!


ابتسمت غنوة،تقسم أنه لا يهتك سوى لنغم،نظرته واضحه للأعمى ،تتمنى ان يكن حدثها صحيح رغم خوفها من العواقب.


تعرف والدته جيداً وتعلم طباعها.


رددت وهى تنظر لوجه اختها تمثل به الامبالاه لا تنظر لحسن :الحمد لله.


بصدر يصرخ يأس خرج صوته يسأل من جديد:مش محتاجين اى حاجه؟


غنوة بيأس وإشفاق: لأ ياحسن شكراً.


عندما فقدت الامل في استجابة شقيقتها رددت:عنئذنك .


ردد بصوت لولا الملامه لظهر به البكاء يقول:اتفضلوا.


سحبت شقيقتها معها للداخل تغلق الباب تهم بفتح الموضوع معها لن تترك كل شئ غامض مبهم هكذا .


لكن نغم كانت وكأنها قرأت افكارها وعلمت نوياها فقالت مباغته: محتاجه انام.


بالفعل تحركت سريعاً فنادت عليها: نغم احنا محتاجين نتكلم.


رددت نغم بتعب: أكيد ،بس ممكن بكره.


ابتسمت مكمله: هنروح من بعض فين؟


غنوة بتنهيده حاره:ماشى يانغم،تصبحى على خير.


صباح يوم جديد


كان كالشريد يجلس على أعتاب شركة لمى ينظرها.


الفرق الوحيد بينه وبين المشردين أنه يملك سياره يجلس بها.


كانت عينه حمراء لم يذق طعما للنوم ،لقاءه بعمه كان كارثى.


غياب غنوة عنه يحرقه حيا،الغيظ بداخله ينمو ،من أين ظهرت له من الأساس كى يفعل به غيابها كل هذا.


انه يوم،مجرد يوم...لكنها تبدو وكأنها معتمده غيابها بدليل أنها أتت عملها أمس وانهته على اكمل وجه حسبما عرف من موظفة الأستقبال،ايضا تغلق هاتفها كى لا يتمكن من محادثتها.


من هى كى تسمح لنفسها ان تفعل بهارون الصواف كل ذلك،ليراها فقط ،يقسم أن يجعلها تعرف جيدا مقامها.


اهتز فكه بغل وهو يرى سيارة أجرة تتوقف بعد سيارته وتترجل منها بكل حسنها وبهائها.


بمنتهى الثبات والوقار ترجل من سيارته،تحرك بخطى ثابتة نحوها.


لا سلام ولا كلام فقط سحبها بيده من يدها وعينه تنذر عن غضب شديد.


كانت تتحرك خلفه مٌسيره وليست مٌخيره وهو يقودها يفتح باب السيارة لتصعد دون اى اعتراض و التف حول السياره يصعد هو الآخر.


انفاس عاليه غاضبه،وصمت تام مخيف.


بصوت خافت لكن به من الرعب والحسم مايكفى ردد:إحنا هنتجوز النهاردة......


الخامس عشر 


صباح نفس اليوم


كانت تقف فى ميعادها على المضبوط،تهندم معطفها البمبى المصنوع من قماش الجوخ على بنطال من الجلد الأسود بحذاء اسود لامع تدخل نهاية بنطالها به،احكمت لف حجابها الاسود ولم تنسى الشئ الأساسى المميز بها.... كحل عينيها.


خرجت من غرفتها وذهبت لغرفة شقيقتها تفتح الباب بهدوء ،وكما توقعت وجدتها غارقه فى النوم الذي تتهرب فيه من أى شىء دوماً.


أغلقت الباب عليها ثانية ثم خرجت تتناول حقيبة يدها تهم كى تفتح باب الشقه كى تغادر لعملها .


لكنها توقفت مستغربه وهى ترى اشجان تقف امامها مرتديه عباءه سوداء وبيدها حقيبة سفر صغيره.


زوت مابين حاجبيها تسأل: إيه ده؟!انتى مسافره؟


زمت شفتيها بيأس تقول: حصلت حالة وفاه عند أهل امى فى الصعيد ولازم اروح.


فتحت غنوة شفتيها بصدمه تردد:ياااه الصعيد،ده بعيد أوى.


رددت أشجان بقله حيله:هعمل ايه بقا ظروف،المهم تخلى بالك من نفسك لحد ما ارجع ،فاهمه.


هزت غنوة رأسها تردد: ماشى،هاجى معاكى اوصلك.


رفضت أشجان بحزم تقول: لأ روحى انتى على شغلك عشان ما تتأخريش وأنا هتكل على الله محطة مصر قريبه.


غنوة باعتراض:بس...


قاطعتها أشجان بإصرار: مابسش،يالا ربنا معاكى.


بالفعل خرجت كل منهما اتجهت أشجان لمحطة القطار بينما غنوة اتجهت اولا لذلك المكان الذي كانت تعمل به فيروز تسأل عن اى معلومه عنها،وهل أتت ؟


لكن احبطتت كل محاولاتها،فقد اخبروها أنها منذ فتره لم تأتى ولا أحد لديه اى معلومه عنها.


وهى تعلم،فيروز ليست تلك الشخصيه التى تنخرط مع الجميع وتكون صداقات قويه،دائما وطوال كل السنوات التى عرفتها بها كانت القريبه البعيدة.


كانت قريبه فهى موجوده فى حياتها بشكل كبير كل فتره يتقابلان تجلس كل منهما تخبر الأخرى انها حزينه وان الحياة ليست عادله بما يكفى.


عندما تشعر بانقباض فى صدرها كانت هى اول من تفكر فيها للحديث معها والعكس.


لكنها البعيدة ايضا فهى لم تكن تحكى عنها الكثير فقط أطراف المواضيع..مثل تعب والدتها ثم والدها واعجابها بشاب إسمه عمر.


كانت غنوة دائما تراها هكذا وعلى ما يبدو انه ألان.. الآن فقط شعرت انها لا تفرق كثيرا عن فيروز.


هى أيضا بالنسبه للجميع القريبه البعيدة حتى شقيقتها التى ظهرت لها من الاشئ،هى كذلك معها تجلس وتحكى تقص هوامش المواضيع بينما نغم عفويه وما بقلبه تقوله سريعاً.


زمت شفتيها بيأس وعجز كيف تتصرف ،ومن هذان الرجلان اللذان اتيا واخذوها معهم،وكيف يقولان انهما والدها وشقيقها وقد مات العم شعبان كما قال ذلك الرجل.


بالتأكيد فيروز الأن فى ورطة كبيرة وتحتاج لمساعدة ،ربما كانت مخطوفه او تم الأتجار بها.


تدعو وتبتهل إلا يكن حدثها صحيح ،نظرت فى ساعة  يدها وجدت أن الوقت تأخر كثيراً .


يجب ان تذهب لعملها ،ويجب عليها التفكير أيضا كيف ومن سيوصلها لتلك المسكينه فيروز.


وصلت لعملها تترجل من سيارة الأجرة تخرج النقود من حقيبتها تعطيها للسائق ثم تسير عدة خطوات وهى تحاول غلق حقيبة يدها لا ترى امامها ولم تلاحظ أحد.


شهقت وهى تجد يد تقبض على يدها تسحبها دون سلام او كلام .


بالطبع عرفته،تعرفه من بين ألف رجل.


ظل يقودها دون التفوه بحرف يتجه ناحية سيارته يفتح لها الباب يطلب بأمر دون التحدث ان تصعد.


لم تجادل خصوصا بحالته تلك مع احمرار عينيه،هل شعرت بالقلق عليه؟


حالته كانت مذريه لدرجه كبيره ،ملابسه ليست بتلك الهندمه والترتيب الذان تعودت على أن تراه بهما.


استدار حول السياره يصعد هو الآخر بمكانه خلف عجلة القيادة يبدو كمن خرج من حرب طاحنه للتو.


وتحدث بطريقه فيها من الثبات والحزم ما يكفي: إحنا هنتجوز النهاردة.


اتسعت عيناها الجميله وفتحت فما ،ماذا يقول هو،على مايبدو انه فقط يخبرها.


رمشت بعينها تحاول فقط الاستيعاب،وهو ينظر لها بترقب ينتظر اى شئ إلا الرفض.


هزت رأسها باستنكار تردد بجنون: أنت بتقول ايه؟


بدأ غضب طفيف ينمو داخله وهو يسألها مستنكراً جداً: إيه؟!مش موافقه ولا ايه؟


اخذت نفس عميق ثم قالت: هارون ماينفعش كده ،احنا مش عيال صغيره ،الجواز ده حاجه كبيره اوى وانا لسه عارفاك ماكملتش اسبوعين،ازاى اتجوزك بس،ده غير انك راجل خاطب ،مش متخيله الى انت بتقولو بجد.


اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم ينظر لها يستجديها قائلا:غنوة أنا بجد محتاجك في حياتى اوى،قولتلك قبل كده أنا من وقت ما شوفتك وأنا مش بلاقى الراحه إلا وانتى معايا ،انا محتاج اقرب منك بطريقة اكبر ،نفسى انام فى حضنك واحكيلك على كل الى بيحصل معايا،انا متدمر من كل ناحيه.


مد يده يتناول كف يدها وبعيون لامعه  لرجل يقسم ألا يرى اى شخص ضعفه قال: أنتى الشخص الوحيد الى بيطيب روحى،انا فى صراع مع شخص أنا نفسى مش عارفه ولا عارف بيعمل كده ليه؟


سحبت يدها من يده تزم شفتيها بتوتر ،زوى مابين حاجبيه وهو يرى تلبكها متأكد من كونها تريد قول شيء وتمنعه بالقوه فسأل:فى ايه يا غنوة؟


اهتزت شفتيها تحاول التحدث بصعوبه ،حسمت امرها وقالت:بس بيتهيئلى أنا عرفت مين بيحاول يعمل فيك كده.


استوحشن عيناه ينظر لها بوجه كله غل يسأل:نعم؟! أزاى يعنى؟!


ابتلعت رمقها بصعوبه وبتردد كبير تحت نظراته التى تلتقط كل حركة ورد فعل منها دست يدها فى حقيبتها تخرج هاتفها تسمعه حديث مختار مع ابنته ،فقد كانت سريعة البديهه حاضرة الذهن وقامت بتسجيل كل شيء.


كان يصك أسنانه وهو يستمع لحديث مختار القذر عنه يتأكد بما لا يحمل مجال للشك أنه من يحاول قتله ،خصوصا بعدما تأكد أيضا أن عمه كاظم لم يكن هو من يفعل كل ذلك.


ندم كبير غزى عروقه ،ايضا غل وغضب يتراقصان بعيناه.


فرد قدماه وتمدد بظهره بوضع أكثر راحة من شدة تعبه يريح رأسه على ظهر مقعده ،يغمض عيناه وهو يردد بصوت باكى: شوفتى الى انا فيه،وبتقولى عايز تتجوزنى ليه؟


اشفقت عليه كثيراً ،سمحت لنفسها تمد يدها تربط على صدره تهدهده قليلا بإشفاق شديد.


أبتسم من بين ملامح وجهه العابثه المثقله بالهموم ومال برأسه يمرره على كف يدها التى تربط عليه.


قشعريرة لذيذه بشعور جميل غزت جسد كل منهما كأنها ماس كهربائي واصل بينهما.


تحدث وهو مازال يمرر وجنته على جلد يدها قائلا بصوت مبحوح من فرط مشاعره بتلك اللحظه الخطره:لازم نتجوز يا غنوة ،والنهارده،لأ دلوقتي.


أنهى حديثه وهو يميل بشفتيه يطبع قبله على جلد يدها ،فانتفضت كالصاعقة،فقد تسارعت أنفاسها ،قبلته على يدها زلزلت بها شئ ما،حديثه عن زواجه منها بالأساس وحده يهز جبال لمجرد التخيل فقط.


لكنها أبعدت يدها وأشاحت بوجهها صامته ،فاعتدل بجلسته ينظر لها باهتمام مرددا بحيره:مالك بس ؟


زمت شفتيها بحرج ثم وبصعوبة وارتباك أخبرته: أى اتنين بيتجوزوا لازم يكون بيحبوا بعض ،او على الأقل بينهم حاجه.


أبتسم بألم يغمض عينيه بحنان كبير خالى حقا من التلاعب يقول لها:طب ما أنا بحبك يا غنوة حياتي .


نظرت له بصدمه واستغراب ،ابتلعت رمقها مجددا بصعوبه ثم قالت: أز.. أزاى؟! إحنا ماكملناش اسبوعين عارفين بعض.


اخذ نفس ساخن يمد يده يتحسس كف يدها وينظر في عيناها مرددا: اسبوعين إيه بس يا غنوتى،انا بحبك من اول يوم شوفتك فيه ،فاكره .


حرر احدى كفيها بكفه التى رفعها يلامس جلد وجنتها مرددا بوله مسحور بجمالها حقا:لما الصدفة اخدتنى للباركينج بتاع المول وسمعت صوت حد بيعيط ،لفيت اشوف فيه ايه ،ولاقيت بنت لابسه فستان جميل،انا حتى لسه فاكر الفستان ده كان اسود فى ابيض،كنتى قاعده بيه على الأرض وبتعيطى ،ولما كلمتك ورفعتى وشك ليا شوفت أحلى عيون اتخلقت فى الدنيا كلها ،يومها كنت بحاول أطول معاكى فى الكلام على أد ما اقدر بس انتى كنتى عايزه تخلصى كلامك معايا وتمشى وانا بتمنى الزمن يقف أصلا.


أبتسم ينظر لعيناها الجميله وهو يكمل: حاولت اكون عادى واشوف الى ورايا بس لاقيتنى بدور عليكى زى الأهبل وسط المكان بس للأسف كنتى اختفيتى.


ضحك بسخرية يقول:لحد ما لاقيتك انتى الى جايه تنظمى خطوبتي،هههه،شوفتى سخرية القدر.


تلاشت ضحكته وهو يرى تحول ملامح وجهها تردد:اديك قولت بنفسك ،انت خاطب واحده تانيه.


أغمض عينه بتعب ثم قال: خطوبتي بلمى كلها مصالح وورق وعقود واعتقد أنها كمان عارفه كده والدليل الكلام الى لسه مسمعهولى دلوقتي،وعشان أكون صريح معاكى أنا لسه مش هلغى خطوبتى منها دلوقتي،اللعب مع مختار عايز تكتيك تانى.


اتسعت عيناها لما تسمعه ،عض جانب فمه من الداخل وأكمل : عشان كده إحنا هنتجوز عرفى عند محامى.


بغضب كبير أزاحت يده التى كانت ماتزال تلمس بحراره على وجهها تناظره بأعين تطلق الرصاص.


اخذ نفس عميق ثم قال بتروى:مؤقتاً لحد ما انهى كل الابواب المفتحه عليا دى، أنا بينى وبين مختار شغل بمليارات تقريباً كل شغلى وانتى سمعتى بنفسك أنه زى ما انا ماسك عليه ورق هو كمان ماسك عليا ،وواضح ان كمان ده مش عاجبه وبيخطط عشان ياخد كل حاجه.


أشاحت بوجهها بعيدا عنه فوضع يده على كتفها يستجديها ان توافق يلح عليها مرددا:وافقى والله ومش هتندمى ،انا مستحيل أذيكى ده انتى روحى وحبيبتى.


زلزلت الكلمه شئ ما بها فالتفت بوجهها تنظر له بلهفه تسأل:حبيبتك؟!


ابتسم لها ابتسامه حلوه يردد بصدق شديد: ايوه،انتى حبيبتى يا غنوة.


لم ينتظر كلمه منها وإنما اعتدل تتسع عيناها باستغراب وهى تسمعه يشعل مقود السيارة يتحرك بها فسألت بقلق:انت رايح فين.


ابتسم لها بعبث وفرحه تملئ وجهه ولم يجيب إنما رفع هاتفه يحادث أحدهم تسمعه وهو يقول: أيوه يا ماجد،تعالالى عند المحامى بتاعى دلوقتي ومعاك بطاقتك وشوفلى واحد كمان معاك.


اتعست عيناها بصدمه فهو يأخذ حتى القرار بدلاً عنها تسمعه وهو يقهقه عالياً يقول لصديقه:ايوه يا واطى ،يالا مستنيك ماتتأخرش.


أغلق الهاتف ينظر لها مبتسماً يردد بسعادة كبيرة: أنا مبسوط اوى اوى يا حبيبتي أنتى مش متخيله.


هزت رأسها باستنكار شديد تسأل:هارون؟!انت بتعمل ايه.


جذب كف يدها يقبله وهو يقود ثم قال بكل ثقه وتأكيد:بعمل الصح ياروح هارون،حياتك بقت حياتى ولازم اخدلك كل قراراتك انتى كل حاجه فيكى هى أنا.


نظرت له بجنون تردد: ايوه بس انا ماوافقتش لسه.


هارون:هتوافقى يا حبيبتي،هتوافقى.


صمتت تنظر له بمشاعر غير محددة الهويه إلى أن وصلا لعند المحامى وجدت شخص ينتظره عند الباب بسيارته فقال لها: ده ماجد صاحبى ،لازم أعرفك عليه، يالا بينا انزلى.


اوقفته من يده تنظر له مطولاً ثم قالت: أيوه بس أنا ليا شروط.


هارون بلهفه:من غير ما تقولى يا حبيبتي النهاردة هيتفتح حساب بإسمك فى البنك وفيه مليون جنيه بأسمك اعتبريه مهرك وكل إلى تؤمرى بيه هيحصل بس ابوس ايدك يالا بينا بسرعه عايزك مراتى دلوقتي.


نظرت له بصمت تقول:اوعدنى الأول انك هتنفذ كل الى هطلبه.


من شدة استعجاله قال : اوعدك يالا بقا يا حبيبتي،معاكى بطاقتك؟


امأت رأسها إيجاباً فترجل من سيارته بلهفه مجنونه والتف حول سيارته يفتح لها باب سيارته ثم يصعد لعند المحامى هو وماجد ورجل أخر حضر كشاهد.


بغضمة عين انتهى كل شيء ووقعت على عقد الزواج .


وقف من مكانه يضمها له بلهفه مرددا : مبروك يا حبيبتي.


ابتمست بتشوش تقول: الله يبارك فيك بس....قاطعهم ماجد وهو يقف بينهم مرددا بسماجه: ألف الف مبروك والله فرحتلك ياصاحبى ،وشك منور وكأنك اول مره تتجوز.


اتعست عيناها بصدمه فلكزه هارون حتى تأوه يردد:ااااه.. إيه فى إيه.


أنذره هارون بعيناه فحمحم مرتبكا يحاول اصلاح ما قاله يردد لغنوة: اصل تأثيرك ساحر أنا شهدت على جوازه كتير عمره ما كان فرح..أااااااااه.


كانت أعين على غنوة تتسع بصدمه أكبر وقد ضرب هارون ماجد بقدمه فهو لا يصلح ما قاله بل يزيده سوءاً.


حمحم ماجد وقال:انا بس كنت عايز أقول.... سلام عليكم.


تركهم وغادر سريعاً بدل من زيادة الأمر سوءاً أكثر وأكثر.


غادر ماجد ونظرت غنوة لهارون بإتهام واضح فقال مبتسماً:هو ماجد كده دايما هزاره تقيل وبايخ.


كانت صامته تماما ،لا تستطيع تصديقه بكل تأكيد.


اقترب منها يحتضنها ،شعر بإرتجاف جسدها تحت يديه فابتسم يرفع وجهها بأنامله مقابل وجهها وردد ببالغ الحنان والأحتواء بصوت مبحوح: إيه يا حبيبتي بتترعشى كده ليه،انا بقيت جوزك خلاص.


ابتلعت رمقها بصعوبه ولم تتحدث إنما اخفضت وجهها تنظر أرضا تشعر بالتورط،انها قد ورطتت نفسها بشئ مشين مع رجل على مايبدو خبره بما يفعله ومعتاد عليه.


حاول احتضانها واعتصارها داخل صدره يردد:يالا بينا.


انتفضت تبعده عنها مردده:على فين.


أبتسم لها يردد بلهفه شوق شديدان:على بيتنا يا حبيبتي.


هوى قلبها بين قدميها ،ترى أنها قد تذهب فى طريق الاعوده،لقد تزوجته عرفيا فقط كيف بغضمة عين تنتقل للعيش معه.


شحب وجهها وهى تردد:بيتنا ازاى يعنى.


مسح على كتفيها صعودا. هبوطاً بكفيه يردد:هو إيه الى بيتنا ازاى يا حبيبتي انتى خلاص بقيتى مراتى ولازم تيجى معايا دلوقتي .


بخوف شديد ونفس متهدج قالت: إيه الى خلاه لازم يعمى؟!ده جواز عرفى يا هارون.


أبتسم لها يقول بتفهم:ماهو بكره العرفى يقلب رسمى لما اخلص حكايتى مع مختار ولحد الوقت ده انا عايزك معايا وجنبى ،فى حضنك بالظبط .


ابتعدت عنه مرتعده تحاول تنظيم تنفسها تهز رأسها بخوف وهلع وقالت: لأ لأ مش هقدر،مش هقدر.


اتسعت عيناه بغضب يردد:هو إيه الى مش هينفع ياغنوة ،انا هنام النهاردة فى حضنك يعنى هنام فى حضنك.


هزت رأسها بقوه تردد:مش انت وعدتنى تنفذ كل شروطى؟


هارون:ايوه بس وانتى معايا .


كتفت ذراعيها تحاول إيجادة القوة والثبات تقول:انت اديتنى وعد وانا على اساسه جيت معاك ،لازم تنفذ وعدك وانا عندى شروط مش شرط.


اخذ نفس عميق ثم قال : إيه هى بقا؟!


ابتلعت رمقها بترقب ثم بدأت تقول:اول حاجه أنا مش هينفع اجى اعيش معاك لأن ليا أخت عايشه معايا وهى كبيره مش صغيره لازم امهد لها كل حاجه ،كمان أنا مش هبقى مراتك غير لما اطلع عروسه من بيت بابا،دى امنيتى الوحيده.


تشنج فكه يردد : نعم؟! أنتى النهاردة هتبقى مراتى ودى مافيهاش صبر خالص .


رفعت رأسها تقول بحسم: وهى دى شروطى يا هارون يا كده يا خلاص،هى أصلا ورقه نقطعها  ،هتبقى كل حاجه خلصت.


اتسعت عيناه بغضب شديد وهو يراها تستهون بالرابط الوحيد بينهم،كانت لحظه مضيئه ،شعر حيالها بالندم،عصفورته لم يحكم تقييدها بعد،ربما كان عليه عقد زواج رسمى عليها كى لا تتخذ الأمر لعبه هكذا معتبره ما يربطهم هى مجرد ورقه لو قطعت او وقع عليها كوب ماء لانتهى كل شيء.


رفع حاجبه وردد: وماله يا غنوتى ،الغلط يتصلح .


نظرت له متوجسه تسأل: قصدك ايه؟!


أبتسم يقول: أقصد أن جوازنا لازم يبقى رسمى عشان ماتقوليش كده.


اتسعت عيناها  تقول: رسمى؟؟


أبتسم يمسح على رأسها من فوق حجابها وقال: أيوه ياحبيبتي.


حاولت اخذ انفاسها ثم قالت بصعوبه وارتباك:أنا لازم امشى.


هدر عليا بصوت فززها يقول:تمشى تروحى فين بقولك انتى أخيرا بقيتى مراتى.


نظرت لعينه تقول بإصرار شديد: وأنا لسه قايله لك شروطى،كمان أنا عندى شغل دلوقتي مانتظمتش فيه يومين على بعض بسببك.


هارون بجنون: شغل إيه الى بتتكلمى عنه،انتى بقيتى مراتى يعنى هتسيبى شغلك وتتفرغيلى ،شوفى بتاخدى كام فى شغلك وانا اديهولك بس تبطلى .


نظرت له بعمق تقول:انا بشتغل من يوم ما اتخرجت ،والى اتعودت تشتغل وتجيب الجنيه ماتعرفش تمد ايدها وتاخد فلوس من حد.


ردد بحزن:انا حد يا غنوة.

غنوة:ماقصدش انا بتكلم فى العموم .


صمتت تنظر له بضيق ثم أكملت: ده غير ان شغلى هو سندى وهو الى بقيلى،احنا كل الى بينا زى ما قولتلك ورقه لو انقطعت مش هيكون في حاجه بينا.


شعر بالألم يغزو صدره ينهشه ومد يده يمسح على وجنتها  يقول: كل ده مش هيطول وقريب اوى هتبقى بورق رسمى.


أبعدت يده عنها تقول: ولا انت مشكلتك أنى شغاله عند خطيبتك.


ضحكت بسخرية وألم حقيقى تردد: والله مهزله لما اكون شغاله عند خطيبة جوزى مش كده؟!


هارون: غنوة حبيبتى ماتقوليش كده أنا....


قاطعته هى تقول بتعب: أنا اتأخرت ولازم امشى.


شملته بنظره متألمه حزينه تقول: واكيد مش هينفع انت الى توصلنى لهناك عشان خطيبتك،ده معاد وصولها وأكيد هتشوفك مش كده؟


كان ينظر لها بصدمه متسع العين يرى لأين وصل تفكيرها،يشعر بتسببه فى ألم كبير لها .


فهمت صمته بطريقتها وغادرت سريعا بأعين لامعه من الدمع وهو يناديها يحاول اللحاق بها.


لكنها كانت الأسرع في استوقاف سيارة أجرة صعدت بها وتحركت سريعاً.


فوقف ينظر لأثرها بحزن وغضب يركل الأرض بقدمه .


___________سوما العربى___________


وصل للبيت أخيرا بتعب يفكر في تلك الشيطانه التى غزت حياته تسدد له كل ضربه واخرى اقوى من الأولى.


صعد الدرج وهو يلاحظ أن الخادمه تبدأ فى وضع الغداء على الطاولة الكبيرة.


تنهد بتعب واكمل صعوده لغرفته يرى أخرى تخرج من غرفة فيروز.


استوقفها يسأل:فى حاجه؟


الخادمه:لا ده انا بعرف الهانم انها لازم تنزل عشان الغدا.


امأ لها برأسه يأمرها وهو يرى فيروز تخرج من غرفتها: طب روحى انتى.


رأها ترمقه بنظره ساخره وتتخطاه متجهه للسلم كى تهبط لأسفل.


بحركه سريعه منه جذبها من ذراعها يوقفها أمامه ينظر لها ومازال صامت.


ابتسمت ياستمتاع تردد:اهليييين أخويا ماجد .


كان مازال صامت ينظر لها بعمق فمدت يدها تسمح على كتفه كأنها تزيح شئ وهمى ورددت بخفوت:ألا قولى يا ميجو،لما أنا أعمل عبيطه وانت تقتنع انى عبيطه يبقى مين فينا العبيط؟


ارفقت حديثها بغمزه عابثه وابتسامه متشفيه .


لم يهتم بالرد عليها وإنما سأل سؤال يشغله كثيرا: إيه الى مسكتك يا فيروز،ليه لحد دلوقتي ماقولتيش كل حاجه؟!


تحركت تلف حوله كالأفعى ثم قالت:فى حكمة بتقول لا يؤلم الشاة سلخها بعد ذبحها يا ميجو .


نظر لها برعب فابتسمت تكمل :ده غير أنى لما يجيبلى موقف يعلم لازم اتعلم منه وانت الشهاده لله علمتنى يا ميجو،مش انت الى ثولتلى اعرفى عدوك واعرفى ايه قدراته،زى ما زوت تحاليلى ،هتقدر تزور ١٠٠ تحليل يثبت انك ابن محمود.


كان ينظر لها بألم يردد:عدوك؟!انتى وخدانى عدو ليكى يا فيروز؟!


ابتعدت خطوه تنظر له بكره ونفور مردده: امال أنت إيه غير كده،ده انت فى غمضة عين زوت تحاليلى وكنت عايز تطلعنى بت نصابه ويرمونى برا.


صرخ بها يردد:عشاان....صمت بعجز يزم شفتيه بغضب وهو يرى ندى تتقدم تنظر لهم باستغراب وعدم ارتياح.


وقفت تكتف ذراعيها حول صدرها تسأل بحاجب مرفوع: واقفين كده ليه؟!


نظرت لها فيروز من اسفلها لأعلاها بإذدراء ثم غادرت دون التفوه بحرف.


استطشاطت غصبا تردد لماجد: هى ازاى تبصلى كده وتمشى كمان من غير ماترد عليا.


زفر بضيق واضح منها في وجهها وتركها غادر مصدومه تردد: لااا ده انا اتهزقت اووى.


بعد دقائق كان قد بديل ثيابه لترننج بيتى مريح يهبط الدرج يقترب منهم يراها وهى تقلب فى صحنها شارده ينظر لها كأنه يود أخذها فى أحضانه أمام الجميع يعتذر لها.


الكل يحاول الإندماج فى طعامه وكل منهم يجول بخاطره الكثير.


كان مصطفى هو من بادر بقطع ذلك الصمت الذى لا يتخلله شوى صوت المعالق يقول مبتسماً: بعد الى حصل لازم نعمل حفله كبيره اوى نعزم كل قرايبنا ومعارفنا وكل الصحافة كمان عشان نعرفهم ببنت عيلة الدهبى الى رجعت لها بعد سنين .


نظر على فيروز يقول بحنان كبير :هتبقى على شرف فيروز محمود مصطفى الدهبى،ده اقل حاجه نقدمها.


أشاح بوجهه عن فيروز ينظر ناحية ماجد يأمره:رتب كل حاجه يا ماجد ،عايز حفله تليق ببنت عيلة الدهبى الجميله دى.


ابتلع رمقه بصعوبه يقول:عيونى حاضر.


كانت عيناها متبلده،ولا شئ مما يفعلوه سيعوضها يوماً من المعاناة والحرمان وسكن المقابر ،ومرض والدتها الذى كان يأخذ كل ما تعمل به بالكاد عمل والدها شعبان كان يكفى خبر وجبن .


رفعت عيناها تتجنب النظر لمحمود،حتى لو هو للأسف فعلياً والدها البيلوجى لكنها للأن لا تستطيع تقبل الأمر ولا الأعتراف به.


بل نظرت لمصطفى تقول: أنا عايزة اكمل تعليمي.


زوى ماجد مابين حاجبيه يردد: هو انتى مش مكمله تعليمك؟!!


لم تنظر له إنما كانت عيناها على مصطفى ،جدها.


ابتلع لعابه بمراره يرى انه يزيد من كرهها له بكل ما يفعل كى يحافظ على المال ويضمنه.


زادت مرارة حلقه ووجع قلبه وهو يسمعها تقص حكايتها وأنها اضطرت لترك التعليم فلم تكن تملك مصاريفه ... قالت ذلك فقط لا تقص كل شيء لنهايته ابدا .


متحفظة دائما يرونها القريبه البعيدة ايضا.


أبتسم محمود يقول: وعايزه تدخلى كلية إيه؟


نظرت له بعدم تقبل وأشاحت بوجهها تنظر لجدها : أنا كنت جايبه مجموع هندسه .


أبتسم عليها ماجد يناظرها بفخر وحنان ،كذلك محمود مصطفى ،اما ندى وفريال فعلى النقيض تماماً.


تشدق مصطفى يقول:أمرى،شوفى عايزه تدخلى انهى جامعة وأنا من بكره ادفع كل المصاريف.


تدخل ماجد بفرحه شديدة ولهفه يقول:انا من بكره هجيبلك ليسته بأحسن واغلى الجامعات الخاصة إلى فى مصر واختارى منها براحتك.


نظرت له بصمت ثم اتجهت بأنظارها لمصطفى تقول: لأ... أنا عايزة اقدم فى كامبريدج.


كانت الصدمة من نصيب ماجد الذى هوى قلبه بين قدميه ينتفض من على مقعده بقوه جعلت المقعد يرتد من خلفه ويسقط أرضا مصدراً صوت عالى ينظر لها كمن تٌسحب روحه منه.....

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع