القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الاربعيني الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )

 


رواية الاربعيني الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )



رواية الاربعيني الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )

الفصل السادس 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


زعلانه من الدنيا ...حاسه إن  طاقتك خلصت ...محتاجه تهربي لمكان بعيد مافيهوش حد 

أولاً حقك علي قلبي أنا من أي زعل أو وجع 

ثانيًا هقولك اهربي بس مش لمكان بعيد لا 

أفردي سجادتك في ركن و أسجدي...اهربي من الدنيا و روحي للي خلقها أدعيلو و أشتكيلو 

قسمًا بمن أحل القسم هيسمعك و هيجبرك و يراضيكي ...هيطبطب علي قلبك الطيب و يعوضك عوض ينسيكي كل الهم إلى شيلتيه أنا واثقة 

و بحبك


جحظت عيناها بصدمة و وجهها أصبح جمرًا ملتهب حينما سمعته يرد علي أمه بمنتهي الوقاحة: طب ما تخليها تدعكلي ضهري أحسن يا سعاد 


و سعاد ترد عليه بكيد و تبجح : و مالو يا قلب أمك ماهي مراتك حلالك إن شالله ترضعك بالمره 


عااااااا...هكذا صرخت سمر التي كادت أن تبكي من شده خجلها و لسان حالها يقول بغيظ : أيه العيله السافله دي 


بينما كانت تحاول أن تسحب يدها من كفه الذي ضغط عليه بقوة رافضًا تركها 


كان يرد علي أمه و هو ينوي الرحيل من أمامها : و مالو يا سعاد ...أنا فهمت الليلة و كنت عارف ...و رحمه أبويا ما هفوتهالك و الشاطر إلى يضحك فالآخر ...و فقط جر تلك المسكينة التي لا تفقه شيء مما يحدث حولها و أتجه بها إلى الأعلى 


بداخله يغلي كالمرجل و لسان حاله يقول : أشتغلتيني يا سعاد ...كنت عارف أقسم بالله ما هعدي إلى عملتيه ده أبدااااا 


جلست براحة فوق أحد المقاعد و عيناها تملأها الشماته بل كانت أبتسامتها تتسع شيئًا فا شيء 


جلست قبالتها دعاء و قالت بغيظ : ضحكتك ما شاء الله من الودن للودن دبستي الواد و أرتحتي يا ماما 


و كأنها لم تسمع ما قيل ردت بفرحه : تصدقي البت طلعت حلوه ده أمه دعياله في ليله القدر ...أدب و جمال مفيش بعد كده 


تطلعت لها دعاء بذهول ثم قالت : ماما حببتي أنتي واعيه للي بتقوليه ...دي عيله أبنك قدها مرتين تقريبًا 


هااااااا...يبقي أنتي إلى وري الفيلم ده كله عشان تجوزيه يا نهار أسود لا تكوني وري خطفها كمان 


نظرت لها بغيظ و قالت : طلعتي أمك خطافه كمان يا هبله ...و ببراعة تامة قلبت دفه الحديث تمامًا حينما أكملت : أيوه صح ما أنتي هبله فعلا هو أنتي لو كنتي ست واعيه كده و مدردحه كان زمان المعدول جوزك كل شويه يضحك عليكي بكلمتين عشان يدور علي حل شعره 


تطلعت لها بصدمة ثم قالت : طب أيه إلى دخل محمد في الموضوع دلوقت ...و بعدين يا ماما يضحك عليا أيه بس ده بيسافر تبع شغله 


حركت فمها يمينًا و يسارًا ثم قالت : أقطع دراعي من هنا أن ما كان أتجوز عليكي خليكي قاعده كده زي خيبتها لحد ما يدخل عليكي بيها يا موكوسه يا بت الموكوسه 


بالأعلى بعد أن دلف بها غرفته أغلق الباب بقوة جعل جسدها ينتفض رعبًا ثم أخذ يدور حول نفسه بجنون 


أنكمشت علي نفسها دون أن تتجرأ علي التحرك أو التفوه بحرف و فجأة....ثبت في مكانه 


ثم قال بهدوء تام ليس له صله بجنونه منذ قليل : تعالي يا سمر أقعدي واقفه ليه 


نظرت له بذهول فأكمل بنفاذ صبر : تعالي ياما أقعدي عايز أقولك كلمتين عشان أنام 


تحركت بخوف نحو الأريكه الموضوعه في أحد الأركان ثم جلست علي حافتها 


زفر بحنق ثم قال بعدما جلس جانبها تاركًا مسافه لا بأس بها : طبعًا أنتي عارفه ظروف جوازنا صح 


هزت راسها بموافقة فأكمل : قبل ما أقولك أي حاجة حابب أعرف ...أنتي مرتبطه في حد في حياتك يعني 


تطلعت له بصدمة و ردت بتسرع كما أعتادت : عيب كده يا أستاذ أنت ...أنت قصدك ماشيه مع شاب و كده و عملت معاه علاقه يا نهار أسود من أولها بتشك فيا أنا م....


اااااه ....قطعت حديثها و هي تصرخ برعب بعدما أمسك أصبعها التي كانت تلوح به أمامه 


نظر لها بغضب ثم قال : مش بكره في حياتي قد حاجتين ...الصوت العالي و الرغي الكتير ....ضيفي عليهم الغباء 


لمعت عيناه بشر و هو يكمل بغضب جم : أنتي غبيه يا بت هو أنا بقولك أتجوزتي عرفي كام مرة ....أنا بسألك أتنيلتي علي عينك حبيتي حد ....حد من زمايلك في الجامعة أطس في نظره و عجبتيه فا فكر يخطبك ...شغل التلامذة ده يعني 


كانت تسمعه بصدمه ...ما الذي يقوله هذا المختل...ما كل تلك الوقاحة التي يمتلكها بل طمع فيها كلها 


حاولت سحب اصبعها منه و هي تقول : لو سمحت يا ريت تتكلم معايا بأسلوب أرقي من كده ...كاد أن ينهرها إلا أنها أكملت بجديه : أنا عمري ما حبيت و لا حتي سمحت لأي زميل ليا يتجاوز حدوده معايا 


أصلا مش بكلم حد في الجامعه و لا ولاد و لا بنات ...مش ليا غير صحبتي واحده بس أسمها رانيا كريم ...كده تمام يا حضرة الظابط و لا في أي اتهامات تانيه المفروض اجاوب عليها 


شعر ببعض تأنيب الضمير ...بعضه فقط

ترك أصبعها وقال : أنا مش بتهمك أنا بتكلم علي أساس عادات الشباب اليومين دول ...ما علينا أسمعي مني الكلمتين دول عشان الفترة إلى هنعشها مع بعض تعدي علي خير 


زوت بين حاجبيها و قالت باستغراب : فترة ...مش فاهمة تقصد أيه 

سالم : اه فترة و لا هما فهموكي أنه جواز بجد 

أحمر وجهها خجلاً و نظرت للأسفل...لم تقوي علي الرد عليه بالفعل هي أعتقدت ذلك بعد حديث زوج أمها معها رغم أنها كانت ترفض الفكره من الأساس ...إلا أن رفضه هو لها بتلك الطريقة المهينه ألمها من الداخل 


زفر بحنق ثم قال: تمام فهمت ...بصي يا بنت الناس أول حاجة أظن إنك شايفه فرق السن الكبير إلى بيني و بينك 


ثانيًا أنا أساسًا مبطقش أي مؤنث يعدي من جنبي فما بالك بقي ...هل ممكن أتقبل فكره إن واحدة تلزق فيا بقيت عمري أستحاله 


دمعت عيناها و حاربت ألا تسيل دموعها أمامه ثم قالت : حضرتك أنا مش عارفة الموضوع حصل إزاي بس واضح إن أهلي أجبروك علي جوازك مني ...وقفت من مجلسها ثم أكملت بأختناق : أنا أسفه ...أنا بحلك من أي 


أترزعي ...هكذا قطع حديثها و أمرها بالجلوس و حينما جلست بخوف 

نظر لها بغضب ثم قال : أولاً محدش يجرؤ أنه يجبر سالم الشريف علي حاجه مش عايزها 


ثانيًا أيًا كان ظروف الجواز أيه فا أنتي دلوقت مراتي قدام الكل ...صمت للحظة ثم أكمل : مراتي قدام الكل و بس ...إنما بيني و بينك أعتبريني أخوكي الكبير ...تقوليلي يا أبيه سالم 


هنقل ورق الجامعة بتاعتك هنا ...تقدري تعيشي حياتك زي ما أنتي عايزه في حدود الأحترام و الأدب طبعًا ...و لو فكرتي ترتبطي أو حسيتي إن قلبك مال لحد من زمايلك تعالي قوليلي وقتها أنا هتصرف كأخ ليكي تمام 


هزت رأسها بخوف من أسلوبه الصعب فأكمل : طبعًا كل إلى قولته ده ميطلعش لحد أبدا مهما كان مين ....جز علي أسنانه كمدًا ثم أكمل بغيظ : خصوصًااااا ...أمي الكونتيسه سعاد ...إلي الفيلم ده كله من تأليفها و إخراجها....يا ريت متعرفش حاجة عن أتفاقنا بدل ما تعمله جزء تاني ماشي 


نظرت له بعدم فهم ثم قالت : كل إلى قولته في الأول أوكي معنديش أي مشكله فيه ...بس من أول الكونتيسه حقيقي مش فاهمة 


نظر لها شزراً ثم قال بهمجيه: أوكي....الله يرحم أمك كانت بتاكل الرز بلبيسه الجزمة 


شهقت بغيظ ثم قالت : هاااااا ....مسمحلكش تغلط في ماما أوكي ...نظر لها بغضب فاصححت سريعًا : قصدي ماشي يعني 


أبتسم بزهو حينما أستشف خوفها منه ...بل شعر بالتسليه فقال بداخله : شكل أيامك الي جايه بطيخ عالآخر يا سالم باشا 


كان الجد يجلس داخل غرفة سامح الذي أستضافه فيها عبده من باب كرم الضيافة 


سأل عزت عبر الهاتف : يعني بردو الظابط قالك نفس الكلام 

عزت بغل: أيوه يا جدي و مكنش طايقني...تقريبًا كرشني 


الجد : و أنا بردو موصلتش لحاجة ....رخمت عليهم و قولت أبات للصبح يمكن البت تيجي و لا أسمعهم بيكلمو حد عليها ...لكن مفيش 


حتي جوز أمها قالي أنه راح مع الظابط جارهم ده المديرية يعمل بلاغ 


عزت: أيوه صح مش بيكدب رجالتي كانو ماشيين وراه و قالولي 

الجد : طب و بعدين يا ولدي أنا مش أخد عالقاعده عند الناس


عزت : معلش يا جدي خليك يومين تعالي علي نفسك و أتحمل يمكن تظهر 


الجد : لااا يومين أيه أنا أخري هبات الليلة و بكره آخر النهار هرجع البلد ...أنا مش طايق ابص في وش بنت الكلب دي و حاسس إنها السبب في كل إلى حصل 


كانت تمر بالصدفة من أمام الباب المغلق ...و حينما سمعت صوته وقفت تسترق السمع 


و حينما تأخرت خرج عبده ليبحث عنها و حينما وجدها تلصق أذنها بالباب سحبها بهدوء رغم غضبه 


و بمجرد أن دلف حجرته قال بغضب : ينفع كده يا هند ...الراجل ضيف عندنا و مدينا الأمان و إحنا نتصنت عليه


ردت عليه بغل : الحمد لله أن سمعت إلى بيقولو يا عبده ...قصت عليه ما سمعته ثم أكملت بجنون: ابن الكلب قاعد في بيتي و بيسب فيا ...يخربيته لسه زي ما هو متهدش أبدا 


عبده بتعقل : يا حببتي ما إحنا عارفين أنه شاكك فينا ...إلى أنا أقصده إن إحنا ولاد أصول مش زيهم ...مينفعش يكون ضيف عندنا مهما كان مين و نيته أيه ...نتجسس عليه 


هند بحزن : أنا مقهورة يا عبده بنتي إلى بقالي سنين مشوفتهاش يبقي بيني و بينها خطوتين و أتحرم منها 


رد عليها بحنو : معلش يا حببتي أتحملي يوم و لا اتنين و هتكون في حضنك العمر كله 


خرج من المرحاض بعد أن أنعش جسده بحمام دافيء ...وجدها تجلس كما كانت  ..تحرك نحو غرفة ثيابه غاب داخلها لحظات ثم عاد حاملاً معه غطاء و وسادة 


تقدم نحوها و هو يقول : ده غطا و مخده هتنامي علي الكنبه تمام ...تطلع لها بتفحص ثم أكمل بوقاحة: هتكفيكي أنتي سوفيفه أصلا 


رفعت شفتها العليا و قالت بغيظ : سوفيفه 

لم يهتم بالرد عليها ...بل التف بجسده ثم أتجه نحو فراشة الذي تمدد فوقه براحة و بعد لحظات ذهب في نوم عميق 


مرت ساعة عليها و هي تجلس دون حراك ....شعرت بالدجر و قالت لحالها بهمس : طب أنا هفضل قاعدة كده أنا زهقت و مش عارفة أنام ...لو كان في شاحن كنت كلمت رانيا 


هااااا رانيا دي زمانها هتتجنن عليا أعمل أيه يا ربي ...نظرت تجاه الغافي بسلام ثم قالت بشجاعه زائفه ...أروح اسأله علي شاحن عادي يعني هو هياكولني 


أتجهت نحوه ثم وقفت جانب الفراش و ظلت تقول بهمس : يا أستاذ ...حضرتك ممكن تصحي 


لم تتلقي ردًا منه فقامت بوكزه بخفه و هي تقول بخوف : عايزة شاحن لو سمحت 


فتح عينه بصعوبة و قال بخمول : مش عارف 

لاحظت أنه لم ينتبه لها فقالت بصوت عالي نسبيًا : مش عارف عندك شاحن و لا لأ 


هنا أنتبهت حواسه ...فتح عينه ثم نظر لها بغضب و هو يقول : أنتي بتصحيني عشان شااااحن 


أبتعدت سريعًا و هي تقول برعب : أسفه و المصحف أسفه...نام سعادتك و لا أكني موجودة 

نفخ بغضب ثم عاد إلى نومه واضعًا الوسادة فوق رأسه ثم قال بتهديد صريح : فكري تقربي مني تاني ...و رحمه أبويا لأكون مبيتك في التخشيبه 


مر ساعتان و قد وصلت إلى أقصي مراحل تحملها لتجلس في هذا الصمت المطبق حولها 


لم تعتاد علي ذلك ...دائمًا ما كانت تحادث صديقتها عبر الهاتف أو حتي تستمع لهويدا التي كانت تقص لها ما تعانيه من زوجها و أهله...حتي عراك زوجه عزت معها 

حياتها صاخبه لا تقوي علي تحمل الهدوء 


أنتفضت من جلستها مقرره أن تذهب له مرة أخري كي توقظه ...إما أن يأتي لها بهاتف أو يجلس هو معها 


أتجهت ناحيته بمنتهي الشجاعة و أخذت توكزه و هي تقول بغيظ : حضرتك أنا مش عارفه أنام خاااالص....لو سمحت يا تجبلي شاحن عشان أكلم صاحبتي أو تقعد أنت معايا أنا مش أخده علي السكوت ده ل ....ااااااااه 


قطعت ثرثرتها بفزع بعدما وجدته فجأة يسحبها ليلقيها فوق الفراش 

فقد كاد أن يغفو ....منذ أن أيقظته في المرة الأولي وجد صعوبه في العودة مرة أخري إلي النوم ...و ها هو بعد معاناه كادت عينه أن تغلق و لكن تلك الكارثة التي حلت عليه فجأة قد أضاعت أمنيته في نوم هاديء ادراج الرياح 


أشرف عليها بجسده دون أن يمسها بعدما رفع يداها الأثنان فوق رأسها و قيدهم بيد واحدة 

نظر لها بغضب جم ثم قال بفجور: لو عايزة تتسلي أنا ممكن أمتعك مش أسيليكي بس ....بس بطريقتي 


دمعت عيناها من شدة الرعب و قالت ببهوت : يعني أيه حضرتك ...اااا...


قاطعها قائلًا بوقاحة كي يخيفها منه : يعني أنا راجل عندي أربعين سنه. ....بقالي سنين ملمستش ست ...تفتكري لما تصحيني من عز نومي إلى هو ممكن وقتها أكون بحلم حلم وسخ ...وقتها هعمل أيه 


زاغت عيناها برعب و سالت دموعها جانب وجهها ثم سألته بهمس بعد أن وقف عقلها عن العمل : اااا...اااايه 


قرب وجه من خاصتها ثم نظر لها بعيون لامعه بشيء ما ثم.......


ماذا سيحدث يا تري


سنري


انتظروووووني


بقلمي / فريده الحلواني



الأربعيني 


الفصل السابع 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


خليكي قويه أوعي حاجه تهز ثقتك في نفسك ....مهما كان إلى قدامك عمره. ما هيكون أقوي منك 

أنتي أحسن منهم و فوق الكل أنا واثقه 

و بحبك


رعب ...كل ما شعرت به هو الرعب من ذلك المشرف عليها بجسده ...عيناها تهتز بجنون لم يستطع عقلها أن يترجم تلك الكلمات الوقحه التي ألقاها عليها 


أما هو...بعد أن كان غاضبًا لا يعلم كيف خمدت نيران غضبه و أصبحت عينه تفترس ملامحها البريئة 


وجنتها الناعمه التي وجد أصابعه تملس عليها دون إدراك...تنفسه الذي بدأ يعلو رغمًا عنه ...مشاعر كثيره أصبحت تهاجم دواخله بهوجائيه مما جعله يوقن أن تلك الصغيره المرتعشه بين يداه...تمثل خطر كارثي عليه و يجب أن يحظر منها 


أجبرته علي الخروج من تلك الحاله المزريه التي أصبح عليها حينما قالت بصوت مهزوز: حضرتك ..أنا مش فاهمه...اااا..

خلاص مش عايزه شاحن 


قال بداخله: ميتين أم الشاحن عالي أخترعه 

نظر لها بغضب ثم أكمل بسفاله : يكون الأفضل ليكي لو نسيتي الشاحن ده خالص عشان إلى عندي كبير 


زوت بين حاجبيها و سألت ببراءة : كبير إزاي حضرتك مش كله مقاس واحد 


لن يستطع تمالك حاله  ...إذ ملأ الغرفه ضحكًا بهستيريه بينما أعتدل من فوقها مما جعلها تنظر له بتعجب 


و لكن ضحكاته الرجوليه الجميله جعلتها تبتسم دون إرادة 


هدأ قليلاً ثم قال بمغزي : لا طبعًا ده أحجام يا بنتي ...تحولت ملامحه للتجهم فجأة ثم قال بأمر: قوووومي 


أنتفضت بذعر ثم هرولت تجاه الأريكه ....ألقت جسدها عليها و سحبت الغطاء ليغطي جسدها بأكمله حتي رأسها 


أما هو ...أتجه نحو المرحاض و ما إن دلف داخله أغلق الباب بقوة ثم وقف يستند بكفيه علي الحوض الصغير ....نظر لنفسه في المرأه و قال بذهول : ااااايه ....لالالالا البت دي لا يمكن تقعد معايا هنا تاني أبدااااا....أعقب قوله بوضع رأسه أسفل الماء البارد كي يستفيق من تلك الحاله المزريه التي وجد حاله عليها فجأة 


مرت تلك الليله الكارثيه بصعوبه ....و ها هو الصباح قد أتي محملاً بالعديد من المفاجأت 


أرتدي ثيابه بعد أن أخذ حمام بارد ...نظر لتلك الغارقه في نوم عميق و لم تشعر بكل ما يحدث حولها 


زفر بغيظ ثم قال : منك لله ...نايمه زي القتيله و طيرتي النوم من عيني 


ترك الغرفه سريعًا و هبط إلى ....منبع المصائب ...أمه الغاليه 


وجدها تجلس بأريحيه تشاهد أحد البرامج الصباحيه و حينما رأته أبتسمت بأتساع و قالت : صباح الخير يا قلب أمك ....وشك منور الله أكبر عليك 


جز علي أسنانه كمدًا ثم قال بغل : أنتي ليه محسساني إن إنهاردة الصباحيه بتاعتي 


أبتسمت بفرحه و قالت : يسمع من بقك ربنا يا سولم 


جلس قبالتها ثم وضع مرفقيه فوق ركبتيه 

أمال جسده للأمام قليلاً ثم شبك كفيه لبعضهما و قال : بصي يا حجه ....سيبك مالفيلم الهندي ده و أسمعي الكلمتين إلى هقولهم كويس ....بلاش تشغلي دماغك عليا عشان منزعلش من بعض 


ردت بمسكنه : أنا يابني ...الله يسامحك هو أنا أقدر علي زعلك يا قلب أمك 


نظر لها بغيظ ثم قال : أيوه أيوه حافظ أنا الكلمتين دول ....مالآخر المصيبه إلى فوق دي مش هتنام عندي تاني ماااشي 


ردت عليه بأستهبال: معندناش أوض زياده ننيمها في المطبخ يعني 


سالم: تنام معاكي أوضتك كبيره و تكفي أربعة 

سعاد : لا طبعًا استحاله ...أنا بحب ابرطع في سريري براحتي مبحبش حد ينام جنبي 


عض شفته السفلي بغل ثم قال : خلاص تنام مع دعاء 


سعاد : يا سلاااام إزاي بقي و بنتها بتنام جنبها ....مثلت الغضب و هي تكمل : بقولك أيه يا واد أنت شغل الظباط ده مش عليا أنت أوضتك كبيره و بعدين بقت مراتك خلاص متقرفنيش بقي الله 


نظر لها بغضب جم ثم قال بجنون : مين دي إلى مراتي يا وليه أنتي مصدقه نفسك 


نظرت له بغضب مفتعل ثم قالت: ااااه  يا قليل الأدب يااللي معرفتش أربيك بتقول لأمك وليه 


كاد أن يرد عليها إلا أنه وقف مبهوتًا من تلك الكارثة الأتية إليهم بخجل 


أبتسمت سعاد بأتساع ثم قالت : صباح العسل يا سماره أيه القمر ده ...هتاخد منك حته و ربنا 


قبل أن ترد عليها وجدت هذا الهمجي يصرخ بجنون : نهااار أبوكي أسود ...عملتي أيه في الترنج يا بت 


هرولت تجاه سعاد كي تقف خلفها ثم قالت بخوف : أخدت شاور و مش لقيت حاجه البسها ....دورت علي أي حاجه بس كل هدومك كبيره ....أعمل ايه يعني قصيته و ظبطه علي مقاسي 


نظرت لها سعاد بفرحه ثم قالت : بسم الله ماشاء الله ...طلعتي ست بيت شاطره و دماغك شغاله 


سالم بجنون و هو يجذب شعره: ده إلى ربنا قدرك عليه يا سعااااد....أنتي عارفة ده بكام 


سمر بغضب : لو سمحت شوف تمنه و أنا هقول لمامتي تدفعهولك ....محصلش حاجه يعني ده حتي مش أوي يعني 


كاد أن يهجم عليها فصرخت بذعر ...فردت سعاد ذراعيها و قالت : طب فكر تقرب منها و أنا أخدها علي محكمه الأسرة 


لاااااا...هذا كثير ...لن يتحمل أكثر ...من الأفضل أن يترك لهم المكان قبل أن يقوم بقتل أحداهما 


هرول تجاه الباب دون أن يتفوه بحرف و لكن قبل أن يخرج سمع أمه تقول بكيد : مش هتفطر يا حبيبي 


أغلق الباب خلفه بقوه دون أن يرد عليها 

أما هي ضحكت بصخب ثم سحبت سمر من يدها و هي تقول  : سيبك منه ده مجنون تعالي نفطر أنا جعانه 


وصل مكتبه بوجه متجهم للغايه ...حتي أن الجميع تجنبه 

دلف عليه سعيد وجده يدخن بشراهه 


جلس بوجل ثم قال : مالك يا باشا الكل خايف يدخلك حصل أيه 


زفر بغضب ثم قال : أمي بلتني بكارثه مخلتنيش أعرف أنام 


كتم سعيد ضحكته بصعوبه ثم قال : ليه بس دي البت شكلها غلبان ...و بعدين مش هو جواز كده و كده 


سالم بغضب : المفروض ...بس الحجه بقي مشغلي دماغها عالآخر و مفكره إن ممكن يبقي بجد ....تطلع للأمام بشر ثم أكمل بتصميم : بس علي مين ...و ديني ما أنا سايبك يا سعاد 


جلست داخل أحضان أمها تبكي بحزن و أشتياق ...و الأخري تبكي معها و تضمها بقوة 


دعاء بحزن : كفايه بكي يا جماعه الحمد لله ربنا جمعكم إن شاء الله مش هتتفرقو أبدا 


هند : من و هي عندها سنتين خدوها مني ...حرموني منها كل السنين دي بحارب عشان أرجعها لحضني بس فشلت 


سعاد : خلاص يا حببتي أهي بقت في حضنك و سالم عمره ما هيسمح لحد يبعدها عنك و لا عنه أبدا 


أبتعدت سمر و قالت بعفويه: يا مامتي ده بيزعق علي طول 


نظرت لها هند بأستغراب فوجدت سعاد تقول سريعًا : لا ده العادي بتاعي انا و هو ...ضحكت بسماجه ثم أكملت : أنتي مش عارفه مناقرتي أنا و هو ....دعاء قومي حضري الغدا بسرعة 


هند : لا مش هينفع دا أنا خلعت من جدها بالعافيه بحجه أني هاجي اسأل سالم علي المحضر 


سمر بخوف : هو هيمشي أمتي أنا خايفه 

ربتت علي يدها بحنو و قالت : هو قال يومين يا بنتي و حتي لو طول متخافيش طول ما أنتي هنا 


جلست داخل غرفة سالم بعد أن أخذت هاتف سعاد كي تحادث صديقتها ....و بعد أن قصت لها كل شيء منذ أختطافها إلى الآن أكملت بحزن : بس كده ده كل إلى حصل 


رانيا بحزن : يا قلب أختك كل ده شوفتيه و أنا مش معاكي يا نور عيني ....دا أنا كنت هتجنن من يومها و مش عارفه أطمن عليكي....حتي لما طنط قالتلي إنك رجعتي بعتتلي رساله خافت أبو لهب يسمعها و هي بتتكلم 


سمر بغيظ دون أن تشعر بمن يقف خلفها : إذا كان جدو أبو لهب ...فأنا عايشه من إمبارح مع حنظله 


برقت عيناه غضبًا و لكنه فضل أن ينتظر كي يسمع ما ستقول 


رانيا بذهول: يا نهار أسود حنظله ...هو شكله وحش أوي كده 


سمر : وحش أيه يا بنتي ده قمررر ...بصي مش هو كبير بس موز المزاميز 


رانيا بإهتمام : أمال بتقولي عليه كده ليه يالي تنشكي 


سمر بغيظ : ماهو قمر بس بالستر يا حببتي ...شكله حاجه و صوته و عصبيته حاجه تانيه و لا قله أدبه يا لهوووي 


رانيا بفضول : عمل أيه أنطقي أنتي هتنقطيني كلمه كلمه 


سمر : مش عارفه يا روني بس موقف الشاحن ده حسسني أنه مش مؤدب...و بعدين عصبي أوي أيه ده بجد 


رانيا : حاسه مش متأكده يا قلب أختك 

سمر : يعني أيه 

رانيا : يعني تبعدي عنه خالص مش هو قالك إنك أخته الصغيره


سمر : ااااه و قالي كمان أقوله يا أبيه 

رانيا : يبقي محترم و إحنا ظلمناه...طول عمرك هبله و بتفهمي غلط 


ردت عليها بغيظ : أنا هبله يا كلبه البحر ...امممم تفتكري ظلمته ...اه تصدقي صح ...أصله كبير و ليه هيبه كده مش معقول يفكر في حاجه قليله أدب...لا شكله ميقولش أنه ليه في الكلام ده 


جحظت عيناه من الصدمه و أعتبرها إهانه ...قرر أن يثبت لها رجولته و أن .....قله الأدب...صفه أصيله فيه 


تحرك بتمهل ثم فجأة...لف ذراعه حول خصرها من الخلف و قال : بتسوئي سمعتي 


صرخت بفزع و دون شعور منها ألقت الهاتف بعيدًا

ضغط علي خصرها ثم مال علي أذنها و قال بخبث : عارفه لو الفون ده أتكسر سعاد هتعمل فيكي أيه 


نسيت وضعها و لفت رأسها كي تواجهه و هي تقول برعب : يا نهار أسود ده غالي ...بس أنت السبب 


هل يسمعها ...بالطبع لا ...سرح داخل عيناها العسليه ...و بسبب قربها المهلك لرجولته...أبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بهمس : طب ليه رمتيه 


أهتزت عيناها و هي تقول بعدما حاولت فك حصاره : اااا...أصل أتخضيت...

صرخت فجأة بغضب حينما رفض بعدها : حضرتك عيب كده ....كل شويه تقرب مني ....عيب علي فكره عيب هااااا 


لا يعلم لما لم يغضبه صراخها ....بل بمنتهي الهدوء ...مال علي وجنتها الحمراء ثم وضع فوقها قبله رطبه ....أبتعد عنها ناويًا المغادرة و هو يقول : أبيه بقي و كده ....و فقط أنطلق للخارج سريعًا كي يهرب مما شعر به الآن 


أحقًا سالم جسدك تحرك تجاه طفله لم تراها إلا بضع مرات ....أمن المعقول أن يطالبك بها ....

حقًا ...هذا ضربًا من الجنون و يجب إيقافه سريعًا 


جلس داخل سيارته ثم أتصل علي رقم ما و حينما جائه الرد قال بصوت حاد : فينك 


ردت عليه بلهفة مغلفه بالحزن: أنا لسه فاكرني يا سالم بيه 


سالم بنزق : مي ....مش بحب الرغي الكتير سألتك فينك تردي علي طول 


مي : أنا في البيت ...و بعدين هو مش من حقي أزعل من جوزي و لا أيه 


رد عليها بهمجيه : أنتي مصدقه نفسك يا روح أمك و لا أيه ....إحنا اتفاقنا من الأول كان واضح ...و لا أنا ضحكت عليكي و لا أنتي كنتي مجبره توافقي 


تنهدت مي بحزن ثم قالت : عندك حق ...أنت صح كان بينا إتفاق و مينفعش أرجع فيه 


رد عليها بمغزي : لا تقدري عادي ...هي ورقه هتتقطع و قدر محصلش 


مي بدموع كتمتها بصعوبه : عندك حق ....مثلت المزاح و هي تكمل : معلش هرمونات ما بعد البريوت بقي أنت فاهم 


تقبل مزحتها التي يعلم تمام العلم أنها أفتعلتها كي تتجنب غضبه 


مثل الضحك و هو يقول : ااااه هرمونات إذا كان كده ماشي ....أنا طالع علي الشقه أسبقيني 


مي : أنا أصلا هناك 

قطب جبينه ثم قال : هناك...بتعملي أيه 

ردت كذبًا : كنت في المول...قابلتني شويه حاجات محتاجها جبتها و كنت قريبه قولت أطلعها بس كده ...يلا يا بابا متتأخرش هجهز أكل سريع علي ما توصل 


أدار مفتاح السياره ثم أنطلق بها و هو يقول : تمام ...مسافة السكه هكون عندك سلام 


مر أسبوعًا لم يحدث فيه جديد غير تجنب سالم لسمر نهائيًا لدرجه أنه من الممكن أن يغيب يومان عن المنزل بحجه العمل 

أما هي ...قضته ما بين الجلوس مع أمها و أخيها بعد رحيل جدها خالي الوفاض و ما بين حديثها مع صديقتها الذي لا ينتهي 


و سعاد قررت أن تهدأ قليلاً و تراقب من بعيد و لكن عقلها يعمل بجد لتنفيذ خطه محكمه توقع ولدها العنيد في تلك البريئة التي أحبتها كثيرًا 


في إحدي الدول الأجنبية ...كانت تلك العاهرة ممدده فوق الفراش عاريه تمامًا إلا من قميصه الذي خلعه منذ قليل 


و يقف هو قبالتها يصورها بذلك الوضع ...نظرت للهاتف و أبتسمت بسعادة ثم قالت : حبيبي كل الصور دي ابعتهالي 


أبتسم لها ثم قال : من عنيه بس أقلعي القميص عايز أصور كل حته فيكي براحتي عشان خلاص ...أشار بعينه نحو رجولته المنتصبه ثم أكمل : بقيت علي أخري 


ضحكت بعهر ثم قالت : مش أنت إلى مش عايز تخلص هو ده وقت تصوير 


محمد : شكلك بيبقي سكسي أوي قبل المعركه يا منوش ..أغلق الهاتف ثم وضعه فوق الكومود ....صعد فوقها ثم قال بهياج ؛ كفايه كده ....لما أفرمك نبقي نتصور سوي


أعقب قوله بالتهام  ثغرها ليس هذا فقط بل كل أنش فيها و هي لم تتركه ...بل كانت تأوهاتها و أفعالها معه ما تزيده إلا هياجًا لدرجه أنه غفل عن الهاتف الذي يصدح بنغمه خاصه ....يعلم جيدًا لمن تكون 


و المسكينه الغافله نهش القلق قلبها حينما ظلت تحاول الإتصال به و لم تجد ردًا 


تنهدت بخوف فسألتها سعاد بحنو : مردش بردو 

دعاء بدموع : لا يا ماما ...بقالي أكتر من تلت ساعات بحاول أكلمه و مش بيرد 


سعاد: يمكن في إجتماع يا بنتي ...أصبري شويه و أكيد أول ما يخلص هيكلمك 


دلفت عليهم سمر بإحراج فقالت سعاد بهدوء : تعالي يا سموره مالك يا حببتي واقفه كده ليه 


أقتربت منهم ثم قالت بخجل : ااا...أصل عايزه أعرف هعمل أيه في الجامعه ماما قالتلي هتحول ورقي هنا ...و كمان أنا طلبت من ماما أنزل أشتري لبس معاها و كده ....فا مش عارفة أقول لأبيه و لا أعمل أيه 


جحظت عيناها بذهول ثم قالت بغيظ و صدمه :: أبيييييه....أبيه مين يا بت 

أنتفضت سمر بخوف ثم زاغت بعيناها و لم تجد ردًا ...فقد نسيت اتفاقه معها أن تناديه بذلك اللقب فيما بينهما لا أمام العائله 


أنقذتها دعاء حينما قالت : أيه يا ماما بالراحه عالبنت ...أكيد مكسوفه تقول أسمه عشان لسه ماخدتش عليه 


ردت سمر سريعًا : اااه ...صح ...مظبوط 

رفعت سعاد حاجبها الأيسر بقوة ثم قالت : و ماله يا سموره...بكره تاخدي عليه يا حببتي ماهو جوزك يعني مش حد غريب 


قررت الهروب من أمامها لعدم قدرتها علي مجابهتها...

تحركت سريعًا و هي تقول : اااا....أنا طالعه أخد شاور ...و فقط أعقبت قولها بالصعود جريًا إلي الأعلي مقرره بالفعل أن تنعم بحمام دافيء في غياب ذلك ال ...حنظله 


و يا ليتها لم تفعل ....فلسوء حظها قد قرر هو الآخر العوده الي المنزل كي يبدل ثيابه بعدما لوثت ببعض الطين أثناء وجوده في إحدي المأموريات 


لم يجد أحدا في بهو الشقه ...لم يهتم كثيرًا بل أتجه إلى غرفته معتقدًا أن تلك الكارثه غير موجوده ...بالطبع يجب أن يعتقد ذلك فلقد أعتاد دومًا حينما يأتي يسمع صوتها تثرثر مع صديقتها التي لم يتعرف عليها بعد 


بمجرد أن فتح الباب و رفع عينه تصنم مكانه ...و كأن الطير وقف علي رأسه فقد رأي ......


ماذا سيحدث يا تري 


سنري


انتظروووني 


بقلمي / فريده الحلواني



الأربعيني 


الفصل الثامن 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


اللهم هون ثم هون ثم هون ....ثم اجبر قلبا أرهقه التمني 

ربنا يجبر قلبك و يراضيكي و يرضي عنك 

أنا بحبك 


كانت تشعر بالمرض ....ألما حاد يقطع أحشائها...بكت بصمت كما تفعل دائمًا ليس بيدها حيله الا البكاء 


لا أهل يهتمون و لا زوج يتقي الله فيها 

لم يكن لديها إلا تلك المجنونه الطيبه و التي كانت تهون عليها كثيرًا رغم فارق العمر بينهما إلا أنها كانت السند و الكلمه الطيبه التي تهون عليها ما تعانيه 


و لأن الله رحيم بعباده قد جعل ملازها يأتي اليها دون أن تشعر


وجدت هاتفها يصدح بنغمه سمر التي خصصتها لها...رغم الألم الذي تشعر به إلا أنها أنتفضت كي تأخذ الهاتف من أبنتها الصغيرة بلهفه 


ردت عليها بأشتياق من بين دموعها : سمر ...أنتي سمر صح أنتي رجعتي طمنيني ...كده تسيبيني 


بكت سمر هي الأخري و قالت بأختناق : أيوه سمر ...أهدي يا حببتي ...قوليلي الأول أنتي تحت و لا في شقتك 


هويدا : أنا فوق بطني هتتقطع مش قادره بالعافيه حماتي سابتني أطلع ارتاح شويه 


سمر بحزن : الف سلامه عليكي يا دودو...بصي قبل ما نتكلم في أي حاجه ...أنا مش عايزه حد يعرف أني بكلمك 


هويدا بعدم فهم : إزاي ...هو أنتي مرجعتيش يعني أنتي هربتي بجد زي ما بيقولو مش مخطوفه يعني 


سمر : هما بيقولو أني هربت ...حسبي الله ...المهم أنا هحكيلك كل الي حصل بس أوعي تغلطي بكلمه قدام حد بالذات حماتك أنتي عارفه إنها صاحبت أم عزت 


هويدا: و الله أبدا و لا هنطق بحرف طمنيني بقي أنتي فين و أيه إلي حصلك أنا هتجنن عليكي 


قصت لها كل ما حدث تفصيلا و بعدما أنتهت قالت : بس كده ده كل إلي حصلي و حاليا أنا خايفه أنزل من البيت عشان رجاله عزت ....سامح أخويا بيقولي بقالهم يومين مش ظاهرين بس أنا خايفه بردو 


نسيت هويدا ألمها بعدما أعطت كل تركيزها لأختها الروحيه 

و بعدما أنتهت قالت بحزن : يا قلب أختك كل ده شوفتيه...الحمد لله إن ربنا نجاكي يا حببتي ألف حمد و ألف شكر ليك يا رب 


بصي يا سموره أنتي عارفه إن  المزغوده حماتي بتيجي من عند أم عزت تحكي كل إلى حصل ...أنا بقي هعرف منها و أقولك علي طول 


سمر : تمام  يا دودو ربنا يخليكي ليا ...المهم طمنيني علي أخبارك عامله أيه و صوتك ماله 


تنهد بهم ثم قالت : مفيش جديد يا سمر نفس الهم إلى عايشه فيه بس الجديد بقي إن البيه عايز يتجوز عليا 


سمر بذهول : يا نهار أبيض ده إزاي ...يعني أيه هو قادر علي مصارفيكم لما عايز يفتح بيت تاني 


بكت بقهر و هي تقول : قوليلي بالله دا أنا بطني بتتقطع من الوجع و حماتي كل إلى ربنا قدرها عليه أنها تقولي أشربي يانسون أو أي حاجه دافيه أنتي عارفه الظروف 


سمر بغيظ : يعني أيه عارفه الزفت ...جوزك مسافر و كل إلى بيقبضه بيديه لأمه مش قادره تطلع منه حاجه توديكي بيها للدكتور 


هويدا : لسه مشتريه جاموسه و بتقولي أستلفت عشان تكمل حقها 


سمر : أنتي إلى مضيعه حقك يا هويدا من الأول خالص سكتي لحد ما بقيتي حرفيا بتخدميهم بلوقمتك غير إنك ملكيش أي خصوصية بيتك مفتوح ديما أي حد فيهم يطلع ياخد إلى عايزه حتي من هدومك ....تليفونك مرمي في إيد أي حد ...طول اليوم عامله زي الطور إلى مربوط في ساقيه مش بتقعدي 


كل ده كوم و إنك تهملي في صحتك ده كوم تاني ...قوليلها زي ما استلفت عشان الجاموسه تستلف و توديكي للدكتور ...صدقيني لو أترميني عالسرير بعيد الشر عنك يعني محدش هيشيلك 


هويدا : ماهي شايفاني يا سمر و أنا ماسكه بطني مش قادره أصلب طولي 


سمر : قوليلها يا بنتي ...أو كلمي النطع الواطي إلى عايز يتجوز ببعتلك أو يكلمها أوعي تسكتي علي نفسك 


هويدا بتسويف : حاضر يا حببتي المهم أنتي ديما طمنيني عليكي و أنا همسح الرقم عشان محدش يشوفه ...أول ما أكون لوحدي هرن عليكي خدي بالك من نفسك ماشي 


سمر : و الله أنتي بتريحيني و خلاص ...عالعموم ماشي يا دودو أي وقت كلميني عشان أطمن بالله عليكي....و أنا مش هرن عشان ميكونش في أيد حد منهم سلام 


أغلقت معها الهاتف و هي تشعر بالحزن علي ما تعيشه صديقتها المسكينه ...تعلم أن شخصيتها ضعيفه و لا تستطع إتخاذ أي موقف ...و معدومي الضمير سواء زوجها أو أمه يستغلون ذلك أسوأ استغلال ...ستقف معها و تظل تحنو عليها و تعلمها حتي تتغير و تغير حياتها البائسه 


لفت برأسها يمينًا و يسارًا بغيظ و ملل ثم قالت : طب أنا أضيع الوقت إزاي بقي...رانيا نامت و مفيش حد أكلمه و مش معايا أي كتب عشان أذاكر 


أبتسمت بأتساع بعدما علمت ماذا ستفعل ....عبثت في هاتفها قليلا ثم اختارت إحدي الأغاني التي تجيد الرقص عليها ...ثم وضعت سماعه الأذن التي أخذتها من أخيها و قامت بتشغيل الأغنيه 


سرحت في أنغام الموسيقي ...بل تناغم جسدها مع الإيقاع التي تسمعه و نسيت كل شيء ...تلك هوايتها المفضله و التي كانت تمارسها دومًا في الخفاء حينما تشعر بالملل أو الأختناق ...أو حتي الحزن من شيء ما 


حينما تمر بأي حاله من تلك الأحوال...تغمض عيناها و تترك جسدها يتمايل مع الأنغام....تشعر وقتها أنها تتخلص من كل شيء يؤرقها لتستطع البدء من جديد بل و تحمل المزيد مما كانت تعانيه مع تلك العائله البغيضه 


أنفصلت عن العالم و لم تشعر بمن يقف متصنما بعدما فتح الباب بتمهل اعتقادًا منه أنها خلدت إلى النوم ....حقا أنبهر بحركاتها المتقنه و رغم ذلك سأل حاله أين تعلمت الرقص بكل تلك الحرفيه 


لم يقوي علي تحمل ذلك المشهد الذي الهب رجولته ...رغم أنه قضي عدت ساعات مع تلك المدعوه مي فعلت فيها كل ما يرضيه ...لكنه لأول مرة منذ أن أقام علاقه معها لا يشعر بالرضي 


لما الآن تلك الصغيرة حركت دواخله ...هل بسبب رقصتها التي لو كانت ترتدي بدله مخصصه لها لكانت أصبحت أكثر فتنه 


أم لجنونها الذي يعيشه منذ أن ظهرت فجأة في حياته الهادئه....أم لأنه يشعر بالغضب دومًا منها و لا يعلم سبب لذلك 


كل هذا لا يهم ...الأهم هو جسده الذي يغلي ...حقًا شعر بغليان جعله يتحرك تجاهها دون إرادة منه

يعلم الله كم حاول إيقاف قدميه كي لا تخطو تجاهها ...كم جاهد كي يخرج صوته ليصيح بها ...ينهرها علي ما تفعله 


و لكن كل ذلك فشل فيه ...يوجد شيء خفي يتحكم فيه و يحركه تجاهها 


و المسكينه توليه ظهرها و لا تشعر بكل ذلك إلا حينما كبلها فجأة من الخلف 


توقع صراخها فقام بوضع كفه فوق ثغرها بعد أن لف ذراعه حول خصرها


مال عليها برأسه كي يسمع معها ما جعلها تنفصل عن العالم ...وجدها إحدي المقطوعات الموسيقية التي تسمي ...طبله فاضيه ....ضغط علي خصرها بقوة دون أن يهتم بمحاولتها التخلص من قبضته 


رفع يده من علي ثغرها ثم أزال إحدي السماعات و قال بغضب يغلفه الهياج : أنتي قلبتي الأوضه كباريه 


دمعت عيناها برعب و حاولت أن تتحدث و لكنها حقًا فشلت ...إحكام ذراعه عليها ...أنفاسه الساخنه داخل أذنها...خوفها من غضبه ...كل هذا كان كفيل بإخراسها 


أما هو ...ذلك الأقتراب ألهب حواسه أكثر خاصه مع صوت تنفسها العالي 


لفها بخفه دون أن يفلتها...أفترس ملامحها بعيناه ثم قال بهدوء جحيمي: بترقصي حلو أوي 


نظرت له بصدمة و لكن الخجل كاد أن يذيبها...فتحت فمها ثم أغلقته أكثر من مره في محاوله فاشله منها للتحدث 


و لا تعلم أن بتلك الحركه حطمت آخر ذرة تماسك كان يتحلي بها 


دون تفكير ...أو أحتساب عواقب ما سيحدث ...لا يهم ...الأهم هو تذوق ذلك الثغر الشهي الذي يلهث بأنفاس ساخنه 


في لحظه كان يرفعها من فوق الأرض لتجابه طوله ثم وضع يده خلف رأسها كي يجبرها علي الثبات ....و....التهام ...ذلك هو الوصف الدقيق لتلك القبله التي أكتشف أنه لم يتذوق مثلها قط 


هل يشعر بتحرك جسدها كي تتخلص منه ...لا بل جعله يشتعل أكثر ....هل ذاق طعم ملوحه دموعها التي سالت من شده الرعب التي تشعر به الآن ...بالطبع لا ...لم يهتم و لم يشعر حتي بأختناقها من قبلته الماجنه 


مثلما  كانت منفصله عن العالم بسبب تلك الرقصه الكارثيه 

أصبح هو مغيبًا عن كل شيء بسبب شفتيها الممتلأه بجمال و كمال ...بل ما جعل عقله يغيب حقًا هو جهلها بما يفعله ....إذا ...هو من فض عزريه ثغرها الشهي ...هل يكمل و .....


هنا ...فاق لحاله بعدما وصل لتلك النقطه ...كان ينوي الأبتعاد فجأة و لكن ...جسده رفض ذلك و بشده ....ارغم حاله علي فصل القبله ...فوجد شفتيه تسحب شفتها السفلي و كأنه يريد أخذها معه حين يبتعد 


شهقت بقوة و كأنها كانت أسفل مياه عميقه و خرجت لتوها تريد إدخال أكبر قدر من الأكسجين داخل رأتيها 


بكائها و خجلها بل و حزنها من تلك الفعله ...جعل منها فتنه تغويه ليأخذ المزيد 

و لكن سالم الشريف ....لن يتركها تقترب منه ...لن يتركها تسرقه ببرائتها و جنونها 


بل لن يسمح لها بالاقتراب 

حقا مختل ...من الذي أقترب أنت أم هي 


نفس علي وجنتها بحنان ثم قال ببرود عكس ناره المشتعله من الداخل : رقصك حلو أوي ....حبيت أشجعك  و أبدي أعجابي بيه ...و فقط

أنزلها برفق كي تقف علي الأرض ثم تركها و أتجه إلى المرحاض ببرود ظاهري 


أما بداخله يغلي كالمرجل مارس أقصى درجات ضبط النفس كي يتركها و يرحل ....حتي أنه لم يشعر بحاله حينما أغلق باب المرحاض بقوه أفزعتها و جعلتها تبكي أكثر 


لعن حاله آلاف اللعنات بل كان يشعر بصدمه قويه هزت دواخله ....كيف له أن يفعل ذلك بطفله إذا تزوج باكرًا لكان أنجب مثلها أو تصغرها ببضع سنوات قليله 


هو كاره للنساء رفض الزواج لعدم قدرته علي الأرتباط بواحده مدي حياته 


أما عن مي و من قبلها هن مجرد أداة لتلبيه احتياجه كرجل ليس أكثر....

نظر لنفسه في المرآه بعيون مشتعله غضبًا و رغبه ثم قال بذهول : في أيه ماااالك  ....دا أنت النسوان بيعملو البدع عشان يحركو شعره من راسك ...الواحده منهم بتتشقلب عشان تحس بحاجه ....ازاي عيله تعمل فيك كده ...أنت اتجننت يا سالم ...لو مكنتش لسه جاي من عند مي كنت أديتك عذر...إنما ...أووووف بقي أنسي كأن مفيش حاجه حصلت عشان لو ركزت فالي حصل الدنيا هتخرب و هتلبس...أعقب قوله بخلع ثيابه و أتجه نحو مرش المياه الذي وقف أسفله و هو يحاول جاهدًا أن ينسي شعوره و هي بين يديه و لكن للأمانه ...فشل فشلاً زريع 


أما بالخارج فكانت تبكي برعب أسفل الغطاء الذي اختبأت أسفله و قد أرسلت قبلها رساله صوتيه لصديقتها تقول بخوف من بين دموعها : رانيا أنا خايفه و محتجاكي...أنا عايزه أشوفك ...أنا خايفه أوووي 


جلست هند مع زوجها ليلا داخل غرفتهم ...و لكنها كانت صامته بشرود 


ربت علي يدها و قال بحنو : مالك يا حببتي سرحانه في أيه و شكلك مضايق 


تنهدت بحزن ثم قالت: مش مرتاحه يا عبده ...عايزه أجيب سمر تقعد معايا 


عبده. : أيه إلى حصل ...هي اشتكتلك من حاجه معتقدش إن حد زعلها ...و بعدين ما أنتي كل يوم بتطلعيلها أو هي بتنزلك 


هند : مش ده قصدي ...حرام محدش عملها حاجه دول شايلنها علي كفوف الراحه ...بس أنا من جوايا مش مرتاحه ...حاسه أني ظلمتها يا عبده 


يعني عشان أنقذها من عزت الكلب ده أرميها لواحد قد عمرها مرتين ...و لا تفكيره زي تفكيرها و لا طباعه زي طباعها 


كاد أن يرد عليها إلا أنها اوقفته سريعًا و هي تكمل: و متقارنهمش بينا ...أنت محدش زيك يا عبده أنت حبتني بجد و أتحملت كل ظروفي 


عشان حبتني كنت ضهري و سندي ...عاملتني أني بنتك قبل ما أكون مراتك ...مخلتنيش أحس أبدا بفرق السن 


مفتكرش سالم ممكن يعمل كده لأنه محبهاش هي بالنسباله واحده يساعدها و بس 


عبده : ماشي معاكي في كل ده ...بس مفتكرش أنه هيظلمها يا هند سالم راجل محترم و ابن ناس و لو محسش أنه عايزها مكنش وافق 


هند : هرجع و أقولك عايزها غير بيحبها يا عبده ...و هي ...هي محدش فكر في احساسها و إذا كانت متقبله سالم في حياتها و لا لأ 


عبده بحكمه : خلاص أقعدي معاها و اسأليها بالراحه شوفي هتقولك أيه و أيا كان قرارها أنا معاكم فيه 


خرج بعد فتره من المرحاض ...نظر تجاه الأريكه الممدده عليها تلك التي تهتز من شده البكاء 


زفر بحنق ثم قال بهمس وقح: قابل يا عم ...عشان حتت بوسه عملت مناحه أمال لو كملت كانت عملت أيه انتحرت 


كاد أن يتجاهلها و يتجه نحو فراشه ...و لكن رغمًا عنه شيء بداخله أجبره علي تغيير أتجاهه نحوها 


بمنتهي التبجح سحب الغطاء من فوق مما جعلها تصرخ و هي تنظر له برعب 


جز علي أسنانه بغيظ ثم قال بهمجيه : بتبصيلي كده ليه يا بت هو أنا اغتصبتك 


شهقت بذهول من وقاحته ثم قالت بغضب مهزوز : عيب علي فكره ...كفايه إلى أنت عملته من شويه ....عيب بجد و أنا عمري ما هسمحلك تقرب مني كده تاني ...


لمعت عيناه بغضب من ذلك الرد الذي أخذه علي محمل رفضها له 


سالم الشريف لن يقبل بذلك الرفض أبدا و من من ...من طفله ...


أمسك الغطاء ثم ألقاه بعيدًا ليجلس فوق الأريكه 


أنتفضت هي من فوقها كي تباعد عنه إلا أنه كان الأسرع حينما أمسكها من معصمها و يدها بقوه كي يجبرها علي الجلوس مرة أخري 


تطلعت له بخوف فقال بتبجح : بلاش البصه دي أحسنلك ...أترزعي خليني أقولك كلمتين و أروح أنام مااااشي 


هزت رأسها سريعًا كي تتجنب بطشه 

زفر بغضب ثم قال ببرود : أنسي إلى حصل من شويه....مش هيتكرر تاني بس أنتي بطلي تغريني أنا مهما كان راجل بردو 


جحظت عيناها بذهول ثم قالت بجنون: أنا بغريك.....أنا مش عارفة بتتعمل إزاي بس أنا مش بحتك بيك خالص يا أبيه ...حتي صباح الخير بخاف أقولها 


سالم : عارف ...بس لما أدخل الآقي واحدة بترقص بالطريقه دي في أوضتي ...نفخ بهياج ثم أكمل : و الصراحة شكلك طلقه و رقصك عسل ...يبقي أيه شعوري بقي هااااا...هقف أسقفلك و لا أعمل أيه 


زاغت ببصرحها ثم قالت بإحراج : أنا معرفش إنك راجع بدري ....أنا كنت زهقانه من القعده لوحدي ...


سالم : اتعلمتي ده كله فين و أنا علي حد علمي إن حياتك كانت مقفوله...يعني ما بين الجامعه إلى متعرفيش فيها غير رانيا صاحبتك ...و ما بين بيت جدك الي أصلا مش بطقيهم 


دمعت عيناها و قالت بحزن : من اليوتيوب ....عشان زي ما حضرتك قولت كده حياتي مقفوله....و حياتي عند جدو مكنتش سهله أبدا.....و لا إلى اتحملته ممكن واحده في سني تتحمله....من لما كنت في تانيه إعدادي ....صادفني فيديو تعليم الرقص الشرقي 


الأول عملتها بهزار مع نفسي إلى هو بتريق مكنتش مصدقه إن ممكن أتعلم من مجرد فيديو 


بس مره علي مره أتعلمت و بقت دي الطريقة الوحيده إلى أفرغ فيها غضبي أو أهون بيها علي نفسي إلى بشوفه هناك 


شعر بالحزن علي تلك الطفله التي من الواضح أنها عانت الأمرين....فجأة 

سحب يدها ليجبرها علي الجلوس فوق ساقه 


خافت و حاولت الرفض و لكنه قال بنبرة حاسمه رغم حنوها: متخافيش مش هعملك حاجه ...أنا قولتلك أنتي زي أختي الصغيرة و مش حابب أشوفك زعلانه مش عارف ليه


أبتسمت عيناها قبل ثغرها بعدما لمست الأمان في نبرته الهادئه ....

ابتسم بدوره و قال : ممكن تحكيلي حكايتك ...أنا سمعت منهم ....بس إلى أنتي عيشتيه محدش هيعرف يقوله غيرك ...و لا زيك 


تطلعت له بعيون يملأها الحزن و الإنكسار ثم قالت : .......


ماذا سيحدث يا تري 


سنري


انتظروووني


بقلمي/ فريده الحلواني


الأربعيني 


الفصل التاسع 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


خليكي قويه أوعي تخلي حاجه أو حد يكسرك....حياه صعبه ...مواقف بتوجع ...ناس في حياتك متستاهلش تكون موجوده فيها ....مش مهم كل ده هيعدي ...عارفه ليه لأنك أقوى من كل ده أنا واثقه 

و بحبك 


الحب ليس هام بقدر الأمان و الاحتواء 

الحنان يمتلكنا أكثر من العشق 

الدفيء هو من يجعل عيوننا تدمع فرحه و....اطمئنان 


نظرت له بأستغراب حينما وجدته يسألها عن حكايتها بصوت دافيء و نظرات حانيه 


نسيت أين تجلس و ضاع خجلها بمجرد نبرة حانيه سمعتها منه تنم علي الأهتمام ليس مجرد سؤال عابر و فقط 


أبتسم بهدوء ثم قال بعد أن لف ذراعه حولها : أحكي أنا سامعك...لو حابه أنا معاكي للصبح 


سألته بحيره يشوبها الفرحه : بجد....يعني مش متضايق و لا هعطلك 


سالم : أنا إلى سألتك و لأ أكيد مش مضايق...يلا يا بابا قولي كل إلى عايزاه 


أبتسمت بحزن ثم قالت : مش عارفه الصراحه ابدء  منين بس فالعموم حياتي مافيهاش حاجات كتير يعني 


أنا أتربيت في بيت جدو مشوفتش بابا لأنه مات و أنا تقريبًا عندي سنه 


و مكنتش أعرف مامتي مشوفتهاش و أنا صغيره ..


كنت لما اسأل عليها يقولولي أمك رمتك لينا عشان تتجوز و مش عايزاكي 


في مره كان عندي عشر سنين ...كنت لسه راجعه من المدرسه سمعت حد بيزعق جامد 


وقفت بره البيت خوفت أدخل ....بس سمعت واحده بتعيط و بتقول بحرقه ...منكم لله يا ظلمه أنا مش هسيب بنتي و هفضل أرفع عليكم قضايا لحد آخر نفس فيا ...سمر بنتي و مش هسيبكم تحرموني منها 


فهمت وقتها إن دي مامتي بس مكنتش فاهمه أي حاجه من كلامها إلا إنها عايزاني و هما إلى مش موافقين و طبعًا ده فهمته من رد عمي عليها لما قالها ....ملكيش بنات عندنا أنتي أتجوزتي و عشتي حياتك 


 أبويا طلب منك تتجوزنيني عشان أربي بنت أخويا و أنتي رفضتي يبقي تغوري من هنا و بينا المحاكم 


بكت بحرقه و هي تكمل : بعد ما خرجت و هي بتعيط ...نديت عليها ...قولتلها ماما ...أول مرة أنطق الكلمه دي في حياتي 


جريت عليا و حضنتني حضن عمري ما هنساه ....خطفوني منها و بقو يشدوني  عشان أسيبها ....عمري ما أنسى الموقف ده أبدا لحد دلوقت قلبي واجعني بسببه 


مسحت دموعها و هي تحاول التوقف عن البكاء ثم أكملت : بعدها بفترة صغيره لقيت مديره المدرسه بعتتلي 


روحت مكتبها لقيت ماما لابسه نقاب عشان تقدر تشوفني ....قعدت معايا كتير و قالتلي إنها مش نسيتني و كل السنين دي بتحاول تاخدني منهم 


أتفقت معايه تكلمني كل فتره علي فون المديره تطمن عليا ....فضلنا كده لحد ما خلصت الإعدادي و لما روحت الثانوي للأسف منفعش و لا تكلمني و لا تجيلي عشان مدير المدرسه صاحب عمو و كمان كان عزت بيوصلني 


كنت هتجنن عليها كام سنه معرفش عنها حاجه و لا هي كمان 


بعدين دخلت الجامعه أول سنه عزت بيوصلني و بعدها  زهق غير كمان مراته عملت مشاكل كتير لأنهم قررو يجوزوني ليه 


صمتت فجأة حينما رأت ملامحه تجهمت بل أصبحت عينه تخرج شرارات ملتهبه 


ظنت أنها اطالت في الحديث فقررت القيام من فوقه ساقيه بخجل و هي تقول : أسفه  ...أنا طولت عليك و....


أحكم إغلاق ذراعه حول خصرها و هو يقول بغضب لا يعلم سببه: رايحه فين ...أنا قولتلك قومي أو أسكتي 


خافت من مظهره الهمجي فقالت سريعًا : لا...الا...أصل شكلك مضايق 


زفر بحنق ثم قال بتبجح : علي فكره لو مضايق أو مش طايقك هقول أنا بجح خلي المعلومه دي في دماغك عشان ترتاحي ...أتفضلي كملي يلااااا 


أنتفضت بخوف من عصبيته الغير مبرره بالنسبه لها 

أبتلعت لعابها بوجل ثم وضعت بعض خصلاتها المتناثرة خلف أذنها و قالت: بدأت من تانيه جامعه أروح لوحدي و بعدها بابا عبده جالي معاها بعد ما عرف أني بروح لوحدي 


جابتلي فون بعدها بشويه لما هما جابولي فون الأول لأن ده كان ممنوع 


أتفقت معايا إن هي إلى تتصل بيا عشان عارفة أني متهوره...

تنحنحت بحرج ثم أكملت بعفويه : مامتي فاكره كده إنما أنا عاقله جدا علي فكره 


أبتسم بجانب فمه ثم قال : لا ماهو واضح ...كملي 

نظرت له بغيظ مكتوم ثم قالت : بس كده فضلنا بقي نتكلم و كده لحد إلى حصل ...بس كده ...اااااه ليا صحبتي الأنتيم رانيا ...و كمان هويدا ...رفعت كتفيها ثم أنزلتهم و هي تكمل : بس كده 


دمعت عيناها مرة أخري حينما سألها بإهتمام : هو عزت ده متجوز ...أنتي عايزاه يعني 


هزت رأسها برفض ثم قالت : أنا مش بكره في حياتي قده...إنسان غتت و أصلا كبير خالص عليا ...متجوز و عنده تلت بنات 

بيقول عايز يتجوزني عشان بنت عمه و أولي بيه 

بس هما عايزين يجوزوني ليه عشان أخلف ولد و الأهم ياخدو ورثي من بابا 


سالم بغضب مكتوم : و إيش ضمنهم إنك هتخلفي ولد ...و بعدين مش جدك أكيد موزع الورث عليهم 


سمر : لا ...أنا هفهمك ..بابا كان شغال في الخليج زمان عمل فلوس كويسه و بعدها رجع البلد أشتري أرض و مزرعه طبعًا ده كله بأسمه و هما بقي عايشين في كل الخير ده من وراه ...أنا الوريثه الوحيده ليه فبالتالي مش هيسمحو لحد غريب يتجوزني عشان مياخدش كله ده منهم فهمت 


هز رأسه بهدوء و قبل أن يتحدث وجدها تقول بحزن و دموع سالت رغمًا عنها : مامتي صعبانه عليا أوي يا أبيه ...أنا واثقه إنها مخبيه عني حاجات كتير بس للأسف مش عارفه أعملها حاجه ...دي خايفه تنزل معايا أجيب لبس عشان محدش يشوفني و ياخدني منها 


أصعب شيء أن تجد جسدك يتحرك دون إرادة منك ...تحاول تلجيمه و لكن للأسف تكتشف أنك فقدت القدرة علي السيطره عليه 


و هذا ما حدث معه حينما ضمها بقوه يخبأها داخل صدره ...يمنحها الحنان و الأمان ....يحتويها بقوة ...جعلها تشعر بكل تلك الأشياء التي حرمت منها طوال حياتها ...لم تجرب تلك الأحاسيس من قبل 


و هي ...استنشقت رائحه الأمان داخل صدره ...و ذاقت طعم الحنان ...راحه ما بعدها راحه شعرت بها فجأة و لأول مرة 


لدرجه أنها لم تشعر بحالها حينما أندست أكثر بين ذراعيه ...بل جعلت جسدها كله بينهما 


إذا غفت الآن لن يلومها أحد ...أخيرا ستنعم بالسلام ...لن تخاف من نظرات أحدهم القذرة....و لن يهددها أحد أن يسلب منها أعز ما تملك ليجبرها علي الزواج 


هنا و جدت الأمان...و السلام ...و..كفي 

أما هو ...لا يعلم ماذا أصابه أشياء غريبه تتحرك داخله لم يجربها من قبل و لا يعلم ماهيتها 

و لكن ...كل ما يهمه الآن هو احتواء تلك الصغيرة و شعوره أيضًا بالسعادة بعدما وجدها تقترب أكثر و كأنها ستخترق ضلوعه 


قطب جبينه فجأة حينما وجد قلبه يخفق بشده بعدما مرت تلك العبارة داخل عقله ...تخترق ضلوعه ...ماذا بك سالم ...أثبت و ضع الفارق بينكما نصب عيناك ...بالتأكيد ما تشعر به مجرد تعاطف معها ليس إلا 


أيها الكاذب ...هل لك أن تكذب و أنت بذلك العمر ...إذا كان ما تفكر به صحيحًا 

لما يدك تضمها إليك أكثر ...لما تحرك ثغرك كي يطبع فوق رأسها قبلات كثيره و كأنك تعتذر لها عن كل ما عانته قبل أن تخترق حياتك 


لااااا...حقًا جننت أيها السالم ماذا تفعل ...أبتعد ...إياك أن تفعلها ...ستندم أشد الندم و....


أخرس عقله الذي كان يصرخ بتلك الكلمات حينما وجده يبعدها برفق ثم كوب وجهها و قال بنبره حانيه لم يكن يعلم أنه يمتلكها : متزعليش ...أنسي كل إلى فات 


محدش هيجرؤ يمس شعره منك و لا يقربلك طول ما أنا معاكي ...أفترس ملامحها البريئة و هو يكمل : هتنزلي معايا ...أشتري كل إلى نفسك فيه ...من بكره هنقل أوراقك لجامعه هنا عشان تكملي تعليمك ....المهم متزعليش و لا تبكي تاني 


برقت عيناها بصدمه و بدأ قلبها يخفق بشده....فتحت فمها و أغلقته عده مرات في محاوله منها للتحدث و لكنها حقًا فشلت 


و أيضًا ....فشل هو في منع حاله من تقبيل تلك الشفاة المغريه...أساسًا حينما قبلها منذ قليل  ظل متذكرًا طعمها الشهي بل كان يتمني المزيد 


صدمت في باديء الأمر بل حاولت أن تبتعد بكل ما أوتيت من قوة ...و لكن ذلك الخبيث الخبير بدواخل النساء ...نجح في إخماد تلك المقاومة سريعًا 


بل بمنتهي الضعف و الأستسلام تركت له ثغرها يعبث به كيفما شاء 

و هو احتار في أمتصاص شفتها السفلي أم يلتهم العليا ...لا بل لسانها الذي كان يمتصه له طعمًا آخر جعله يلتهمه بنهم حتي كاد أن يخرجه من داخل فمها 


هنا ...بدأ يفقد السيطرة علي جسده بعدما أنتصبت رجولته بجنون ....و بمنتهي الهمجيه و الهياج الذي تحكم في كل ذرة داخل جسده رفع جسدها الضئيل كي يجبرها علي الجلوس فوقه و لف ساقيها حوله 


بشق الأنفس ترك ثغرها بعدما شعر أن قبلته طالت لدرجه الأختناق ....لم يتركها بل انتقل إلى ثائر وجهها يمطره بقبلات رطبه ماجنه و بعدها انتقل إلى جسدها الناعم كي يتذوق طعمه 


فاقت سريعًا من حاله التيه التي تلبستها حينما وجدت يده تتحسس نهديها بمجون 


حاولت كثيرًا  الأبتعاد و هي تقول : اااا...أبيه ...عيب ...كده 

أخيرا عاد إلى أرض الواقع بعد تلك الكلمات البسيطه التي ذكرته بوضعها معه 


رفع رأسه سريعًا ثم نظر لها بعيون حمراء ...كوب وجهها بقوة ثم قال بمنتهي التبجح : شفايفك حلوه أوي ...مقدرتش أمنع نفسي عنهم 


أعقب قوله بحملها و هو يقول ببرود ظاهري : يلا ننام 


نظرت له بذهول و خجل جم ثم قالت : ...اااا طب نزلني 

لم يهتم بما تقول بل أتجه نحو الفراش ثم مددها عليه و قال قبل أن يفلتها : لو عايزه الليله دي تعدي و أنتي زي ما أنتي ....نظر لها بجنون ثم أكمل بغضب منافي لحالته منذ قليل : أتخمدي هنا من غير ما أسمع صوتك ساااامعه


و فقط ...تركها بعد أن هزت رأسها بهستيريه ثم أتجه إلى المرحاض ....


من الواضح أن هذا المكان سيكون ملازه الأمن كي يهرب من تلك الصغيرة التي أوقدت ناره دون أي مجهود يذكر .....


ظل يلف حول نفسه بالداخل و هو يقول بغل : يا نهار أسود ...بتهيج علي عيله قولتلها تقولك يا أبيه ...يا نهار أسود يا سالم أنت أكيد اتجننت 


عض شفته السفلي بقوة ثم أكمل : أحسن حل أني أمشي ...أيوه صح هتصل بمي تجيلي 

هنا ...و بمجرد أن نطق بتلك الفكره التي اعتاد عليها ...وجد وحشه خمد فجأة و جسده أصبح باردًا ....ليس صغير أو قليل الخبره كي يحتار في تلك الحاله التي تلبسته و لكن ....قرر أن يقاوم تلك الفتنه بكل ما أوتي من قوة و....فقط 


أتى الصباح سريعًا عليهما ....غفت بسلام دون أن تشعر بمن يتلظي جانبها علي جمر ملتهب ....الماء البارد الذي ظل أسفله أكثر من ساعة لم يطفيء ناره 


و ها هو يتمدد جانبها يطالعها بشغف جعل قلبه لا يكف عن الخفقان ....أفكار كثيرة داخل عقله ...و لكن أهمها كيف لتلك الصغيرة....

الرقيقه ..المجنونه أن تتحمل كل تلك المعاناة


و قبل أن يجد إجابه وجدها تفتح عيناها بخمول 

قتلت أبتسامته في مهدها حينما رأي عيناها تجحظ بصدمة ثم صرخت بذعر : عاااااا...أنت أيه إلي جابك هنا 


في لمح البصر كان يضع يده علي فمها ...نظر لها بغضب جعلها ترتعش رعبًا ثم قال : أنتي هتفضحينا يخربيتك....ده سريري و أنتي إلى نايمه عليه 


أهتزت حدقتيها بخوف و لم تقوي علي الرد فأكمل : هشيل ايدي ....عارفه لو سمعت نفس ....هسيبك تتخيلي أنا ممكن أعمل فيكي أيه 


أعقب قوله بإزاحه يده ثم أنتفض من جانبها سريعًا مدعيًا الغضب و لكن في الحقيقه كان يهرب من مظهرها الطفولي الشهي 


بمجرد أن أغلق باب المرحاض وضعت يدها فوق صدرها و هي تقول بهمس : قلبي هيقف منك لله يا حنظله ....بالليل متحرش و بالنهار عشماوي....أنا هموت كده و أنا لسه صغيره 


أما بالأسفل....كانت سعاد تجلس بشرود و لم تشعر بأبنتها التي كانت تقول : أحضر الفطار يا ماما و لا هتستني سالم و سمر 


لم تجد ردًا منها فجلست جانبها ثم قالت بعد أن وكزتها بخفه : مامااااا 

نظرت لها فجأة بغضب ثم قالت : اااايه يا هبابة البرك حد قالك أني أطرشت 


تطلعت لها دعاء بغيظ ثم قالت : أنا عماله أكلمك و أنتي مش معايا خالص ....ضيقت عيناها بشك ثم قالت : سرحانه في أيه يا سوسو..شكل الموضوع كبير 


نظرت لها بحيرة ثم قالت : مش عارفة ....أصل شوفت أخوكي لما رجع بالليل بس ملحقتش أكلمه كنت لسه طالعه من أوضتي لقيته دخل أوضته علي طول و من ساعتها مخرجش 


سألتها دعاء بعدم فهم : طب و فيها أيه يا ماما يمكن راجع تعبان و حب ينام شويه مافيهاش حاجه يعني 


هزت رأسها برفض ثم قالت : لالا لا سالم عمره ما عملها ...مهما كان تعبان بيدخل ياخد دش و يغير و بعدها يجيلي أوضتي لو مكنتش مستنيه تحت 


دعاء بحيره : يمكن راحت عليه نومه 

نظرت لها بغيظ ثم قالت: أنتي هتفضلي طول عمرك هبله كده 


دعاء بغلب : و أنا عملت أيه يا ماما بس أنا بفكر معاكي 

سعاد بخبث : أنا بقول يمكن البت عجبته و قعد معاها ...غمزت لها و أكملت بأبتسامه عريضه: و أنتي فاهمه بقي 


شهقت دعاء بذهول ثم قالت: هااااا...معقول يا ماما ...إزاي تفكري كده في سالم أستحاله يقرب منها ده غير أنه مش طايقها أكيد فرق السن بينهم عاملة ألف حساب 


ردت عليها بحكمه رغم غيظها: بس يا هبله يا بت الهبله هو أيه إلى إزاي أفكر كده ...هو مش راجل و بعدين عايش عمره كله عازب أكيد مش هيقعد جنبها كده يعني 


و بعدين يا بنتي مفيش حاجه أسمها فرق السن في حاجه أسمها سند و أمان و لو قلبه مال ليها هيكون لها أب و أخ قبل زوج و حبيب 


قبل أن ترد عليها وجدته يأتي تجاههم و هو يقول  : يا صباح المؤامرات ....جلس علي أحد المقاعد ثم أكمل ؛ بتتفقو علي مين عالصبح كده 


سعاد بخبث : صباحك عسل يا قلب أمك ...عيني عليك باردة صاحي وشك منور إنهاردة 


نظر لها بغيظ ثم قال بوقاحة : نتلم....هااااا نتلم و نقول يا صبح ...بلاش دماغك الشمال دي يا سعاد متشغلهاش عليا 


نظرت له بغضب ثم قالت : صدق بالله أنت ما شوفت تربيه أنا غلطانه يا واطي أني بطمن عليك...البت فين منزلتش معاك ليه 


سالم ببرود : بتغير و نازله 

دعاء بمزاح : أكيد بتظبط ترنج جديد ههههههه 


سالم : لا بتلبس عشان هاخدها تشتري لبس ليها 


سعاد بمكر : طول عمرك حنين ...أبقى فسحها بقي و يا سلام لو قضيت اليوم بره معاها ...دي غلبانه و مطلعتش من البيت من يوم ما جت هنا 


دلفت عليهم بابتسامه هادئه ثم قالت : صباح الخير 

تفرستها سعاد بعيون ثاقبه ...لمحت خط رفيع باللون الأحمر فوق عنقها يكاد أن يظهر 


أبتسمت بأتساع ثم وقفت فاتحه ذراعيها لها و هي تقول : صباح الفل عليكي يا حببتي تعالي وحشتيني مشوفتكيش من إمبارح 


الجميع يتطلع لها بذهول و لكن ....حينما أحتضنتها أشارت من خلفها لولدها الذي عض شفته السفلي بغل ....حينما فهم ما تعنيه 


فقد وضعت أصبعها مكان العلامة و هي تحرك فمها يمينًا و يسارًا و عيناها تملأها الشماته 


أنتفض من مجلسه و قال بغيظ : أخلصي ياما أيه حضن المطارات ده 


أبتعدت عنها ثم نظرت له بتشفي و قالت بمغزي : لا ده حضن بعد ما طلعت من المطار ...إنما حضن إلى لسه نازله من الطيارة سيبته لناس تانيه 


كاد أن يخرج سلاحه الموضوع خلف ظهره و يهديها طلقه تخلصه من خبثها...و لكن للأسف ...أمه 


كل ما أستطاع فعله هو يسحب تلك المسكينه من يدها ثم تحرك بها من أمامهم و هو يقول بغل : يلا أنتي كمان مش ناقص عطله 


تحركت معه بخوف بينما تلك الخبيثه قالت بلؤم : مش هتفطر يا حبيبي 


وقف مكانه ثم نظر لها ببرود يشوبه الغيظ و قال بوقاحة صدمت الجميع : ......


ماذا سيحدث يا تري 


سنري


انتظروووني



الاربعيني

الفصل العاشر


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


بصي جواكي شوفي أتحملتي قد أيه ...عديتي بكام مشكله و كام موقف حسيتي أنه كسرك ...و برغم كل ده لسه واقفه علي رجلك و مكمله ...هتعافري و هتعدي كل المر إلى عشتيه عشان أنتي أبداااا مش ضعيفه أنا واثقة 

و بحبك


حينما يتخذ أحدنا الوقاحه عنوان له لا يمكن لأحد أن يقف أمامه أو يجابه في لسانه السليط 


و تلك الأم القويه الحنونه مهما كانت تمتلك من الجرأة في الرد عليه ...يأتي عليها وقت تقف عاجزه أمامه 


مجرد أن سمعها تسأله : مش هتفطر يا حبيبي 

رد عليها بمنتهي الوقاحه : هفطر بره ...بس أعمليلي عالغدا كوارع عشان البهاريز بتعمل شغل و كده...غمز لها ثم أكمل بمجون : أنتي فاهمه بقي يا سوسو...أعقب قوله بإطلاق ضحكاته الرجوليه حينما رآها تنظر له بذهول لم يهتم له كثيرًا و سحب تلك التي لا تفقه شيء و رحل ببرود ينافي غيظ أمه لعدم أستطاعتها الرد عليه 


نظرت لدعاء و قالت بجنون : شوفتي ابن الجذمه السافل يخربيت إلى رباك 


ضحكت دعاء ثم قالت: أنتي إلى أبتديتي يا ماما و أنتي عارفه لسانه مش بيسكت 


سعاد بغيظ : أنا معرفتش أربيكم أصلا يا خسارة تعبي و عمري إلى راح عليكم ...واحد بجح و التانيه هبله ....أديني الصبر يا رب 


دعاء بذهول : أنا مالي طيب 

سعاد : أنتي ....أنتي هتجلطيني ...جوزك فين يا دعاء داخل في شهرين محدش عارف عنه حاجة 


رغم شعورها بعدم الإرتياح تجاه زوجها و الذي كانت تحاول تجاهله إلا أنها ردت مدافعه كعادتها : ما أنتي عارفه يا ماما أنه مسافر في شغل و علي العموم خلاص راجع بعد بكره....شكلك زهقتي مننا 


سعاد : و الله ....أهربي ياختي أهربي ..أدى دقني أهي لو مدخلش عليكي بواحده تانيه ...أنا مستنيه يعملها بس عشان أخلي أخوكي يحبسه 


دعاء بذهول : أنتي عايزه محمد يتجوز عليا يا ماما ..طب ليه محمد طيب و بيحبني ده غير أنه محترم و أستحاله يعملها 


سعاد : أنا مش عارفة ليه قلبي بيقولي إن جوزك وراه حاجه ...أسمعي مني يا بنتي خدي بالك و حاولي تركزي معاه الرجاله كلها صنف واحد ...


داخل منزل الجد ...كان عزت في قمه غضبه فقد طال غياب سمر و الجميع بدأ يتحدث عن هروبها مع أحد الشباب 


صرخ بغل : بت أبنك جابتلنا العار يا جدي البلد كلها ملهاش سيره غير بت الدالي إلى هربت مع واحد


الجد : لو عملتها أنا إلى هقتلها بأيدي ...أصبر يا ولدي لما نشوف الظابط هيعمل أيه مش بيقولك بيدور 


شفيق : يابا ده باين عليه بيشتغلنا كل أما نروح نسأل يقول مفيش جديد ...شكل المحضر اترمي في الدرج 


أم عزت : يمكن عرف إنها مع واحد و عشان إحنا بلد أرياف قالك أريح دماغي و مقولش 


الجد : أمها وري كل ده أنا قلبي حاسس إنها عارفه مكانها ....الوليه قاعده بارده مش شكل واحده بتها مخطوفه أبدا 


عزت: مش بعيد تكون هي إلى هربتها كمان دي وليه قادره ممكن تعمل أي حاجه 


أم عزت : يمكن خلت بتها تعمل زي ما هي عملت مع المرحوم ....بعد ما فجرت معاه قالت أغتصبني و دبسته فيها 


شفيق بغل: الله يرحمه بقي متجوزش عليه غير الرحمه ....بلانا بواحدة قادره و لا عارفين ناخد معاها حق و لا باطل ....بعد ما بعدنا البت عنها كل السنين دي بردو أخدتها 


أم عزت : أكيد كانت بتخطط من زمان ...أدي دقني أهي لو ملقتوش قضيه مرفوعه عليكم تطالب بورثها 


الجد : بس أنا الوصي عليها متقدرش

ضحك عزت بغل ثم قال : لو البت أتجوزت يبقي الوصايا تروح لجوزها يا جدي ...يعني كل إلى عملناه طول السنين إلى فاتت راح عالفاضي


شفيق : طب و الحل 

عزت : أنا هرجع أراقب البيت بس من بعيد عشان ميحسوش بحاجه ....نظر لأمه و أكمل : و أنتي ياما عايزك تسألي أم رمضان إذا كانت سمر كلمت هويدا مرات ابنها و لا لا ...ماهو كانت صاحبتها 


أخيرا نطقت زوجته بعد أن كانت تسمع كل ما يدور حولها بغضب لا تستطع إظهاره: و أنت مفكر إن حتي لو كانت بتكلمها هويدا هتنطق بحرف .....أنسي 


أم عزت : كده كده البت هبله و هما راكبنها التلافون بتاعها مرمي في كل حته هقولها تفتش فيه 


جلست جانبه و هو يقود بهدوء و صمت تام ...أعتقدت أنه شارد أو يعطي كل تركيزه في الطريق دون أن يهتم بها 


سحبت هاتفها من الحقيبه مقرره أن تراسل صديقتها حتي لا تزعجه 


شهقت بفزع حينما وجدت الكثير من الرسائل و المكالمات التي أجرتها رانيا من بعد أن سمعت رسالتها الصوتيه ليلاً


فقد نهش القلق قلبها و لم تستطع أن تتصل بهند حتي لا تخيفها 


نظر لها سريعًا ثم عاد بصره إلى الطريق و قال : في أيه ...حد كلمك من أهلك 


نظرت له بوجل ثم قالت : لا هما مش يعرفو الرقم ده أصلا...اااا...دي رانيا صاحبتي أتصلت بيا كتير بس الفون ده صوتو واطي مسمعتش 


سالم بحنق : أم كهن البنات هو أنتي بايته في الشارع عشان تقلق كده ....كلميها و أخلصي قبل ما نوصل 


زمت شفتيها بغيظ ثم أتصلت علي صديقتها التي بمجرد أن رأت أسمها ردت بلهفه : فيكي أيه ...مالك ...حد عملك حاجه أنا هتجنن من الصبح و معرفتش أروح الكليه من قلقي عليكي 


سمر : أهدي يا حببتي حقك عليا ...أنتي عارفة الفون ده مش بسمعه هقول لماما تجبلي واحد جديد و....


علي أساس إن مش رااااجل قاعد جنبك و لا اااااايه ....هكذا صرخ بها بعد أن سمع  ما قالته مما جعلها تنظر له بخوف


بينما رانيا تقول برعب علي الطرف الأخر : يا لهوووي ...ده طلع حنظله بجد ...طب أقفلي دلوقت عشان ميتعصبش عليكي و لما يمشي كلميني يا قلب أختك 


سمر بغيظ : تمام يا حببتي معلش يا روني...أبيه سالم عصبي شويه 


جز علي أسنانه كمدًا بينما ضحكت رانيا و قالت بفطنه: بالله أنا ما راكبه معايا أبيه دي بعد الشخطه إلى قطعتلي الخلف دي ...روحي يا حببتي و لما تخلصي كلميني ...ضحكت ثم أكملت بخبث : بس أبقي قوليلي نوع الفون إلى ....أبيه هيجيبو ماشي 


ردت سمر بغيظ : غوووري في داهيه بقي ...يلا سلام يا روني 


نظر لها سريعًا ثم قال بعد أن صف سيارته أمام أحد المطاعم الفاخرة: غوري  و روني الأتنين مع بعض ....يا نهار أسود عليك يا سالم وقعت مع مخبوله 


لفت جسدها لتواجهه و هي تقول بشجاعه زائفه : من فضلك مسمحلكش أنا مش عملت حاجه عشان تغلط فيا كل شويه 


نظر لها بغضب ثم قال : بتتتتتت 

عادت للخلف سريعًا و ردت بأدب: نعم يا أبيه 


ضحك بصخب ثم قال : أنزلي عشان وصلنا و أنا جعان يلا ....أعقب قوله بالخروج من السيارة دون أن يهتم بعيناها التي جحظت بذهول علي تحوله السريع 


بمجرد أن دلف و هي جانبه ...رحب به أحد العمال بحفاوه ...و بينما يبتسم له بهدوء لمح شاب ينظر إلى تلك المبهوره بروعه المكان 


بمنتهي التملك الذي لا يعلم سببه لف ذراعه حول خصرها و تحرك للداخل بعد أن رحل الشاب بنظره مشتعله جعلته يضع عينه داخل طبقه دون أن يفكر مرتان 


بينما تخشب جسدها خجلا و ذهول من فعلته الجريئة و لكن دون أن تقوي علي الأعتراض 


بعد مرور بعض الوقت قضوه في تناول الفطور الشهي الذي وضع أمامهم بعد وصولهم ببعض دقائق 


وجد صوت يعلمه جيدا يقول بغضب مكتوم : سالم باشا ...صباح الفل أيه الصدفه الحلوه دي 


ترك شوكته بهدوء ثم رفع رأسة لينظر لها ببرود و يقول : مي...أهلا غريبه يعني مش في الشغل 


بمنتهي الوقاحة سحبت المقعد ثم جلست عليه أمام أنظار سمر المتوجسه من طريقتها الغريبه ثم قالت بغيظ : مليش مزاج أروح إنهاردة ...و بعدين ما أنت كمان مش في شغلك أهو 


ألقت نظره متفحصه علي سمر ثم أكملت : مش تعرفني عالكتكوته ...معتقدش إنها بنت أختك 


جز علي أسنانه بقوه كي يكتم غضبه من حديثها المتواري ثم قال بتبجح : مروحتش الشغل ليه ...دي حاجه تخصني....و مين دي ...دي حاجه متخصكيش 

مش قولتي صباح الخير أتفضلي بقي عشان عايز أكمل فطاري في هدوء 


ليس هي من شهقت من الصدمه فقط بل تلك التي برقت عيناها من هول ما سمعت ....يا الله كيف له أن يقول تلك الكلمات المحرجة للغايه 


اما عن مي ...اشتعل الغضب ليس داخل عيناها فقط بل أصبحت ملامحها كتله من نار ...وقفت سريعًا ثم قالت بمغزي فهمه جيدا : سوري يا باشا مقصدش أزعجك ....هكلمك إنهاردة الساعه عشرة ....هستناك ضروري ....و فقط تركتهم و غادرت المكان بأكمله و داخلها نارًا موقده...سؤال واحد يدور في عقلها ...من تلك الصغيرة ...حسنا أن الليل لناظره قريب سيأتي إلى و سأعلم منه ....صبرًا سالم ....صبرًا 


أما بالداخل نظرت له سمر بعتاب ثم قالت : ليه كده يا أبيه أحرجتها...دي شكلها كيوت خالص 


تطلع لها بتفحص و هو يقول بداخله : ما كل تلك البراءة ...لو تعلمين من تكون ما كان سيصبح رأيك هكذا ....لحظه صدمه شعر بها حينما سأله عقله سؤال بديهي ...هل ستهتم من الأساس إذا علمت هويتها ...و لما تهتم و أنت بالنسبه لها مجرد ...أبيه


و هي الآن تؤكد له تلك المعلومه حينما ظلت تقول : أبيه حضرتك سامعني 


لا يعلم لما شعر بغصه داخله و لكنه تجاهلها و قال: خلصي أكلك عشان نمشي 


أعادت بعض خصلاتها خلف أذنها ثم قالت بإحراج : شبعت الحمد لله 


ذهب معها في صمت تام إلى أحد محال الملابس النسائيه و التي وقفت في منتصفه تنظر بذهول بينما هو يجلس واضعًا ساق فوق الأخري و كأنه مالك المكان 


حينما طال وقوفها دون أن تختار شيء سألها بنفاذ صبر : طب أيه هتفضلي واقفه كده طول اليوم ...أختاري و خلصيني 


تطلعت له بخوف ثم فركت كفيها و قالت : اااا....أصل الصراحة الهدوم دي مش لسني ...دي لستات قد مامتي 


قبل أن يرد عليها وجد شاب قد سمع ما قالت تدخل قائلاً بإعجاب : عندها حق يا سالم باشا ...هنا مخصص لسيدات ممكن عشان حضرتك متعود تيجي مع الحاجه .....


قبل أن يكمل صمت برعب حينما أنتفض الذي شعر بنار تكوي جوفه و هو يقول بهمجيه : و أنت مال أمك ....حد طلب منك تدخل 


شهقت سمر بفزع ليس من هيئته الإجرامية فقط بل من وقاحته مع ذلك الشاب المسكين الذي كاد أن يتبول علي نفسه 


حاولت التدخل و لكنه أكمل بغضب : غووور من وشي لو مش عايزني أئذيك و ابعتلي أي بت شغاله هنا 


هرول الشاب سريعًا كي ينقذ حاله بينما هي قالت بشجاعه : عيب كده علي فكره أنت عمال من الصبح تحرج الناس و تغلط فيهم 


تطلع لها ببرود ظاهري ثم قال و هو يربت علي وجنتها بغيظ : تعرفي تسكتي ...هااااا بس يا بابا بس 


أتت عليهم فتاه و هي تقول بابتسامه بشوشه: مالك بس يا باشا الواد هيعملها علي نفسه من الرعب 


رد عليها بحنق: عيل رزل أنتو من أمتي بتشغلو شباب في القسم الحريمي يا نفين 


ردت عليه بإعتذار : أسفه و الله الغلطه عندي كنت في التويلت و قولتله يقف مكاني ....أنا معاك أهو شوف أيه إلى محتاجه و أنا تحت أمرك 


زفر بحنق ثم أشار إلى سمر و قال : خدي المدام هاتلها كل اللبس إلى يناسبها 


فغرت فاها بصدمه حينما قال ...المدام 

بينما نفين أبتسمت بأتساع و هي تقول: بجد أخيرا يا سالم بيه أكيد الحاجه طايره من الفرح 


أبتسم بغيظ ثم قال : أكيد بطلي تجبيلها عرايس بقي ماشي خلصنا 


ضحكت و قالت : و أنا مالي يا باشا الحاجه إلى طلبت مني ...نظرت لسمر المصدومه ثم قالت : ما شاء الله ربنا يباركلك فيها زي القمر ...تعالي يا حبيبتي 


سالم بأمر : نفين ...شغل المحزق ده مش معايا ...غمز لها ثم أكمل بمغزي فهمته سريعًا : و أهتمي بلبس البيت هااا عروسه جديده بقي و كده 


أشارت علي عيناها الأثنان ثم قالت بفرحة : من عنيه أنت تؤمر يا باشا ...بص هبهرك...أعقبت قولها بسحب سمر معها للداخل 


بينما هو أخرج هاتفه الذي يصدح و رد قائلا : أنا مش جاي إنهاردة عشان مترغيش كتير أمين 


سعيد بغيظ : طب قول صباح الخير الأول....أعوذ بالله ...أكمل بفضول : ليه بقي مش عوايدك تأجز الصبح ...أكمل بخبث : أنت بتزوغ بالليل بس 


سالم بوقاحة : حبيت أجرب بيقولو الصبح أحلي ...أعقب قوله بضحكه رجوليه صاخبه جعلت الأخر يجذب شعره بجنون من شده غيظه 


سعيد : مش هرد ...أنا راجل متربي ....علي العموم مأموريه إنهاردة هأجلها عشان التحريات ناقصه حبيت اقولك بس ....ااااه أنا جاي اتغدي عندكم مصريني نشفت مالأكل الجاهز 


سالم : ماشي بس تعالي علي خمسه كده أكون روحت 

سعيد بفضول : أنت فين بجد 

سالم : و أنت مال أمك بجد ....و فقط أغلق الهاتف دون أن يلقي عليه السلام ثم زفر بحنق و هو يقول : الناس كلها بقت حشريه ليه كده ميتين أبوهم كلهم 


مرت عده ساعات قضاها معها في التبضع ...أشتري لها كل ما تحتاجه ...كل شيء حتي أنه أشتري لها هاتف حديث ...رغم خجلها منه بسبب تلك الأشياء الكثيرة  و لكن داخلها كانت تطير فرحًا لأول مرة في حياتها تجلب ما تشتهيه دون قيد أو شرط 


بل بالعكس كلما قالت له ...كفايه كده ...رد عليها بحنو ...لا لسه عشان لما تروحي الجامعه مش هيكون عندك وقت تشتري حاجه 


وصلو المنزل بعد الميعاد الذي أعطاه لصديقه بساعة 

وجده ينظر له بذهول بعدما رأي حارس العقار يحمل الكثير من الحقائب 

سأل دعاء بهمس و صدمه : هو أخوكي كان معاها ...متأكدة أنه كان بيلف عالمحلات و أشتري كل ده 


دعاء : أكيد يعني أمال سابها لوحدها ...و بعدين فيها أيه 

سعيد بأستغراب : فيها أيه يعني أيه ...دا إحنا لما نروح نشتري بدله و لا أي حاجه يقولي هو محل واحد إلى هندخله و لو مخلصتش بسرعه هسيبك و أمشي 


دلف عليهم سالم و هو يقول : خلصت ودوده....يا سعاااااد خلصتي الأكل أنا جعان 


جائت إليه مهروله و هي تقول بمكر يشوبه الفرحة بعدما رأت كم الأشياء الموضوعة أرضا: أه يا حبيبي ...غمزت له و أكملت : عملتلك كوارع عشان ترم عضمك ....أنت بتتعب بردو و لازم أغذيك 


ضحك سعيد بصخب بينما سمر و دعاء لم يفقها شيء مما يقال 

و الوقح يرد ببرود : أهم حاجه البهاريز و الشوربه عشان بتعمل شغل يا سوسو 


جزت علي أسنانها بغيظ ثم قالت بوقاحة كي تخرسه: من عنيه يا قلب سعاد يكش يعمل بفايدة و أشوف أحفادي بقي ....و فقط عادت إلى الداخل دون أن تنتظر رده و لكنها قالت بأمر: تعالو يا بنات ساعدوني نرص السفره 


أنتهي اليوم سريعًا و لأول مرة لا يرغب في الخروج ليلاً ....رغم إتصالات مي المتكرره ناهيك عن كم الرسائل التي ظلت ترسلها لتخبره أنها في إنتظارة 


جلس فوق الفراش يتصنع العبث في الهاتف ...و لكنه كان يراقبها في الخفاء و هي تقف أمام زجاج الشرفه المغلق ... تقص لصديقتها عن كم الأشياء التي اشتراها لها بفرحه عارمه حتي أنها نسيت وجودة من الأساس 


يبتسم علي حديثها تاره و يقطب جبينه تاره أخري حينما تقص شيء ادجرها....ظنت أنه غير منتبه لها و هي تقول بهمس : الست دمها أتحرق ...أنا لو مكانها كنت طبقت في زماره رقبته ....أيه ده يا بنتي ماشي يهزئ في خلق الله ....و الغريبه بقي إن الكل بيخاف منه ....عارفه أنا لو مكانهم كنت أستحاله اسكتله أه و الله و عاااا 

هكذا صرخت برعب حينما ......


ماذا سيحدث يا تري 


سنري


تكملة الرواية من هنااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع