القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل السابع والثامن للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل السابع والثامن للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)





رواية عش العراب الفصل السابع والثامن للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)



رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع 


غادر النبوى وأخذ معه تلك الطفله وترك همس مع كارم بالكافيه. نظر كارم لها عقلة يقول: ألا تعلمين حبيبتي كم مره فكرت في الإنتحار كى ألحق بيك ونتقابل بين شظايا النيران نحترق سويا، لكن كآن القدر رسم لى البقاء كى تعودى إلي. تبسم كارم يقول: إقلعى النقاب اللى على وشك يا همس أظن مبقاش له لازمه بعد كده تخفى وشك عنى، انا كان عندى إحساس إنك هاميس بنت عمى ما يوم ما لمحتك في المقابر يوم جواز سلسبيل وقماح، ولقائتنا بعد كده مكنتش صدف أكيد كانت من ترتيب مين الله أعلم. رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت: لقائنا مره تانيه كان من ترتيب القدر يا كارم فاكر كنت بتقولى أيه دايما... هاميس هي العروسه اللى كان الفراعنه بيرموها في النيل كل سنه علشان الخير يفيض بعد كده. بس هاميس مماتتش فضلت عايشه في القلوب، إنها رمز للعطاء والتضحيه. تبسم كارم يقول: وأنتى ضحيتى ليه بحياتك قدامنا يا هاميس ليه رضيتى تبقى ميته خا، لم يكمل كارم كلمة خاطيه، وإسترد حديثه يقول: إحكى لى الحكايه من الأول يا هاميس. وهتصدقنى يا كارم. هكذا ردت همس. نظر لها كارم قائلا: لو مكنش عندي ثقه إنك بريئه يا همس مكنتش إتعذبت الفتره اللي فاتت وكنت نسيتك بسهوله جدا، شيلى النقاب عن رغم إن وشك عمره ما فارق خيالى بس وحشيتنى بسمة وشك يا همس. رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت بشعور الهزيمه: بسمتى إختفت يا كارم. بالفعل نظر كارم لملامح همس شعر بغصه قويه في قلبه، صورة وجهها كما هي لكن إختفت عينيها اللتان كانتا تضويان ببريق الطفوله حتى بريق الطفوله إنطفئ، أمامه وجه صبيه عابس، تحسر قلبه وقال: إحكى لى من أول الحكايه يا همس. نظرت له همس قائله: عاوز أنهى حكايه فيهم، حكاية إنى إزاى عايشه وبتنفس لغايه دلوقتى رغم إنى حاسه إن قلبى ميت وحياتى إنتهت، ولا الحكايه التانيه، حكايه همس اللى أتوصمت بكلمة، خا... قبل أن تكمل همس الكلمه تحدث كارم: إبدأى بأى حكايه فيهم يا همس. غص قلب همس وقالت: هبدأ بحكاية إزاى إنى لسه عايشه. فلاشباك بأحدى غرف المنزل كانت همس موضوعه على طاوله. دخلت هدايه الى الغرفه من أجل أن تقوم بتغسيل جسدها ومن ثم تكفينها، دخلت بقلب منفطر إحدى الزهرات التي تربت على يديها عقلها لا يصدق ما حدث قبل قليل، ولا حتى أن همس إرتكبت تلك الخطيئه بإرادتها هي من ربت حفيديتها وربتهن على العفه، سواء عفت النفس أو عفة البدن، الوجع يتضاعف بقلبها ليس وجع. بل فجع. فجيعه كبيره تقتسم بقلبها، إقتربت بدموع تسيل من عينيها كزخات مطر كحال الطقس الممطر، كآن السماء هي الآخرى تبكى لوجيعة قلب هدايه، أصبح جسد همس مسجى أمامها مباشره. كلما رفعت يدها لا تستطيع أن تصل الى جسد همس بسرعه تعود لجوارها، لكن وقع بصرها على جسد همس لاحظت مازالت الدماء تندفع منها بغزاره كما أنها سمعت صوت آنين خافت للغايه، أعتقدت أنها تتخيل ذالك... لا تعرف سبب لما مدت يدها بسرعه وضعتها فوق جرح همس الذي ينزف، شعرت بنبض يكاد يضيع، نظرت لوجه همس رآت شفاها إنفرجت تآن بلا صوت، مسحت دموع عينيها وإستقوت قائله: همس إنت لسه عايشه لسه فيكى الروح. آنت همس وكآنه الآنين الآخير، بالفعل بعدها صمتت همس، وضعت هدايه يدها على قلب همس مازال هنالك نبض ضعيف، فتحت ملابسها سريعا رأت مكان الرصاصه، وإندفاع الدماء منها، آتت بأقطان وقامت بوضعها فوق الجرح حاولت كتم غزارة الدماء، كى ترى مكان الجرح، لكن فوجئت الرصاصه قريبه من القلب كثيرا، عليها التصرف سريعا، أتخرج وتقول لهم أن همس مازالت حيه وتعطيهم أمل واهى سرعان ما يزول، فكر عقلها وقلبها معا بسرعه أخرجت ذالك الهاتف الخلوى القديم الطراز وقامت بالضغط على زر الإتصال لأحد الأرقام الموجوده على الهاتف وقفت تنتظر الرد الذي بنظرها تأخر فهذا الرنين الثانى لكن بنظرها لحظه قد تفرق بعودة همس للحياه أو مغادرتها نهائيا... سمعت رد عليها فقالت بلهفه: إنت فين يا نبوى مبتردش عليا من أول رنه ليه؟ رد النبوى متعجبا: أنا رديت علطول، أنا داخل عالوحده الصحيه أجيب دكتور يكشف على همس علشان أطلع تصريح الدفن وشهادة الوفاه. ردت هدايه بتسرع: مالوش لازمه إرچع للدار بسرعه تعالالى من الباب الورانى للأوضه اللى دخلنا فيها همس، بسرعه بجولك. قالت هدايه هذا وأغلقت الهاتف، وإقتربت من جسد همس مره أخرى، وضعت يدها على عنقها هنالك مازال النبض، كان القطن الموضوع على جرحها قد غرق من دمائها، أزاحت ذالك القطن ووضعت غيره تضغط عليه بقوه لولا خوفها لقامت بفتح جسد همس وأخرجت تلك الرصاصه من جسدها، عل خروجها ينهى هذا النزيف، لكن مهما كان لديها قلب جامد وبعض المهارات لكن لم تصل لتلك الخبره التي تحتاجها همس الآن تحتاج ليد طبيب متخصص، وقبل الطبيب تحتاج الى معحزه ليست بيد أحد سوا الله. بالفعل بعد دقائق معدوده دخل النبوى من باب الغرفه المطل على الحديقه تحدث بنهجان: في أيه يا أمى، خلتينى ليه أرجع قبل ما أوصل للوحده وأجيب الدكتور. ردت هدايه بهدوء قليل إكتسبته من خبرتها السابقه: همس لسه فيها الروح. ذهل النبوى قائلا: بتقولى أيه، إزاى! ردت هدايه: مش وجت إزاى دلوق، دلوق لازم نحاول ننجدها يمكن ربنا ياخد بيدها، ووجتها تظهر الحجيجه. إقترب النبوى من الطاوله الموضوعه عليها همس ووضع يده على عنقها، إنذهل حين شعر بنبض تحت يده، تبسم بتلقائيه لا يعرف كيف وقال: فيها الروح صحيح، هطلع أجول لناصر ومرته. مسكت هدايه يد النبوى وقالت: النبض ضعيف يا نبوى، بلاش تديهم أمل كداب، خدها للمستشفى، ونشوف الدكاتره هتجول أيه، يلا بسرعه يا ولدى الوجت مش في صالحها، النزيف مش عم يتوجف. نظر النبوى لهدايه وقال: وهطلعها إزاى من الأوضه جدام اللى موچدين بالدار. فكرت هدايه قائله: إستنى يا ولدى قالت هذا وآتت بملاءه ولفت بها جسد همس وقالت له: إطلع هات العربيه جدام باب الاوضه بسرعه، بالفعل لم ينتظر النبوى، وخرج وآتى بالسياره أمام باب الغرفه الخلفى، حمل همس سريعا وخرج بها من الغرفه ووضعها بالسياره، أشارت له هدايه أن ينطلق سريعا. بسرعة الرياح كان يسير النبوى بالسياره ووصل الى إحدى المشافى الخاصه، دخل الى الإستقبال يحمل همس ينادى بصوت جهور على أحد أن يآتى إليه للمساعده، دلوه على غرفة الاستقبال طلب النبوى التعامل السريع معها، وبالفعل تدخل الأطباء وحولوها الى العمليات مباشرة. وقف النبوى أمام باب غرفة العمليات ينتظر الوقت لا يمر، بعد دقائق من دخول همس لغرفة العمليات. خرج أحد الأطباء قائلا: المريضه النبض ضعيف للغايه وممكن في أثناء العمليه تموت. رغم شعور النبوى بالآلم القاتل لكن قال: أرجوك يا دكتور حاول تنقذها بأى شكل. رد الطبيب: مش في أيدى أنقذها دى بين إيدين ربنا، أنا بس حبيت أبلغك بالوضع، دلوقتي هدخل للعمليات وإدعى لها. بالفعل وقف النبوى أمام غرفة العمليات، لكن رن هاتفه، علم من تكون، رد عليها وقال: أنا في المستشفى والدكتور بيجول الآمل ضعيف للغايه. سآم قلب هدايه وقالت له: حتى لو كان يبجى عملنا اللى علينا يا ولدى، أنا مش هجول لحد إنها لسه عايشه وهتصرف. تعجب النبوى قائلا: هتتصرفى إزاى يا أمى هتحطى عروسه من القطن في كفن بدالها، رأيي نستنى نشوف الدكتور هيجول أيه تانى وأيه اللى هيحصل. ردت هدايه: مش هتفرق يا ولدى عروسه قطن من چتت همس، الوجت بيمر وممكن الشك ولا الكلام يتنطور على اللى حصل بين الخلج، لو همس رچعت تانى للحياه وجتها مش هنغلب نجول للناس إنها لساتها عايشه بس كان غلط الدكتور، قالت هدايه هذا وصمتت تتآلم ثم قالت بآنين: ولو سلمت روحها للى خلجها مش هنغلب في دفنها، خليك يا ولدى لحد الدكتور ما يطلع شوف هيجولك أيه وأنا هنا هتصرف. أغلقت هدايه هاتفها. ونظرت حولها بالغرفه، هنالك كنبه بالغرفه عليها مرتبه، توجهت لها وقامت بشقها من المنتصف، وقامت بتخيط مجسم لجسد همس وقامت بحشوه بآقطان من تلك المرتبه، أصبح من يراها إن لم يقترب منها لا يعلم أنها عروس بنموذج جسد بشريه لكن من القطن، إنتظرت بعض الوقت قبل أن تخرج... لكن سمعت طرق على الغرفه، قامت بغطاء العروس ورسمت الدموع وتوجهت الى باب الغرفه الداخلى وفتحته، وجدت أمامها عطيات التي تبكى بتمثيل قائله: همس فين، رايده أشوفها قبل ما تندفن في التراب، يا حسرة جلبى على شبابها، جرالها إيه أنا مش مصدجه اللى حصل. ردت هدايه: اللى حصل ربنا رايده وأنا خلاص غسلتها وكفنتها وحرام نكشفها من تانى ونعذبها، أنا مستنيه النبوى على ما يرچع هو جالى جدامه ساعه بالكتير يكون چاب تصريح الدفن على ما يچهزوا لها القبر. نظرت عطيات نظره خاطفه على تلك الطاوله، بالفعل تبدوا إنتهت من تغسيل وتكفين همس، قالت عطيات بعويل بعض كلمات الندب. تحدثت هدايه بصرامه: إكتمى ندب، أدعى لها بالرحمه واقرى لها قرآن، مسمعش كلمة ندب عاد. بالفعل كتمت عطيات صوتها وبكت بتمثيل متعجبه من تلك القويه التي تحدثت معها بصرامه. بعد وقت بالمشفى خرج الطبيب من غرفة العمليات تلهف عليه النبوى قائلا: طمنى يا دكتور، هتعيش. جصدى لسه عايشه. رد الطبيب بمهنيه: هي لسه عايشه بس الأمل ضعيف جدا. رد النبوى وقال: يعنى أيه يا دكتور. رد الطبيب: فيها روح وفينا روح الله أعلم، هقولك حالتها بالضبط، المريضه واصله لينا متأخر، الرصاصه من رحمة ربنا تفادت القلب بأقل من إتنين سنتى، بس واضح المريضه نزفت دم كتير قبل ما تجى لهنا في المستشفى، وتقريبا توقف ضخ الدم في باقى الجسم وده أدى نقص في وصول الأوكسچين للمخ، والمريضه تعتبر في غيبوبه الله أعلم هتفوق منها أو لأ غير منعرفش جسمها هيقاوم أو لأ، توقع الأسوء. أغمض النبوى عينيه بتآثر. تحدث الطبيب: أنا هبلغ أمن المستشفى عشان يتخذ الإجراءات الازمه، دى حاله خطيره ومضروبه بالرصاص. أماء النبوى رأسه بصمت فسهل عليه حل مشكلة الأمن بالمال فالمشفى بالنهايه خاص. بعد قليل إتصل على هدايه التي ردت سريعا، أخبرها بما قاله الطبيب له، أغمضت هي الأخرى عينيها وتدمعت مره أخرى وقالت له تعالى للدار بسرعه يا نبوى. بالفعل عاد بعد قليل للدار، وحمل العروس القطنيه ووضعها بنعش وحملوه، وخرجوا من الغرفه التي أغلقت أبوابها هدايه سريعا بالمفتاح. ووقت الدفن هو من حمل العروس ووضعها بالقبر، لتنتهى مراسم الدفن المزيف. مر أكثر من ثلاث أسابيع مازالت همس تعيش بفضل الأجهزه الطبيه ربما عدت مرحلة الخطر، لكن لم تفيق مازالت سابحه بملكوتها الخاص، كان النبوى وهدايه يقومون بزيارتها يوميا، حاول الاطباء إفاقة همس أكثر من مره لكن لم تكن تستجيب، أرجح الأطباء أن ربما ذالك بسبب نقص وصول الأوكسچين للدماغ بعد تعرضها للنزف لفتره طويله. لكن فوجئ الطبيب المباشر لها ببعض مؤشرات الإفاقه بالفعل بدأت همس تفيق وتعود للوعى تدريجيا... نظر لها الطبيب ببسمه وقال: أهلا برجوعك مره تانيه... نظرت همس للطبيب وقالت بخفوت: أنا فين. رد الطبيب: فاكره إسمك أيه؟ همست بصوت خافت: هاميس. عندك كم سنه يا هاميس. حاولت همس التذكر، صمتت لبعض الوقت. لاحظ ذالك الطبيب ذالك وقال: إسم والداك أيه؟ صمتت همس تتذكر بصعوبه، لكن لا تتذكر. تحدث الطبيب: طب فاكره سبب إصابتك أيه؟ أغمضت همس عينيها، تتذكر رأت نفسها وهي تمسك السلاح بيدها تظغط عليه، وتذكرت وقوعها على الأرض. فتحت همس عينيها. تحدث الطبيب: حاولى متجهديش عقلك وقوليلى اللى فكراه بس. ردت همس: كارم، سلسبيل. هدايه. مين كارم؟ ردت همس: إبن عمى. تبسم الطبيب: طب مين سلسبيل؟ ردت همس: أختى الكبيره. سأل الطبيب: طب مين هدايه. ردت همس: أختى الصغيره، وكمان،؟ كمان أيه؟ تذكرت همس قائله: جدتى هدايه يبقى كمان إسم جدتى. تبسم الطبيب يقول: مش فاكره حد تانى. أغمضت همس عينيها تعتصرها وفتحتها تهز رأسها ب لا. رد الطبيب: تمام بلاش تجهدى عقلك مع الوقت هتفتكرى البقيه. أمائت همس برأسها، وقالت: أنا أزاى لسه عايشه؟ تبسم الطبيب يقول: أمر ربنا، واضح إن رحلتك لسه منتهتش، أنا بقول كفايه كده النهارده وياريت ترتاحى وبلاش تفكرى كتير، وكمان في ضيوف موجودين بالمستشفى علشانك، وحابين يطمنوا عليكى، مصدقوا إنك فوقتى. إنفرجت شفاه همس ببسمه طفيفه وقالت: مين. رد الطبيب: دلوقتي هيدخلوا ونشوف هتتعرفى عليهم ولا أيه اللى هيحصل. فتح الطبيب باب الغرفه، قائلا: إتفضلوا دخل النبوى يمسك يد هدايه التي تبسمت بإنشراح حين رأت همس تفتح عينيها، كذالك النبوى. إقترب الإثنان من الفراش، إنحنت هدايه قائله: حمدلله على سلامتك، يا همس. نظرت لها همس متعجبه تقول: همس مين؟ تعجبت هدايه كذالك النبوى الذي نظر للطبيب، أماء له الطبيب أن يحاول الحديث مع همس... بالفعل إقترب النبوى وإنحنى كى يقبل جبين همس، لكن برد تلقائى بعدت رأسها عنه، تتوجس منه، وكذالك نظرت لهدايه أيضا ببعض التوجس أقل من النبوى في البدايه ثم شعرت ببعض الألفه معها. بعد خرج النبوى بصحبة الطبيب وترك هدايه مع همس بالغرفه تحدثها ببعض الأشياء. بينما تحدث النبوى للطبيب: همس مالها ليه خافت منى؟ رد الطبيب: همس عندها فقدان جزئى للذاكره، بسبب الغيبوبه اللى كانت فيها لأكتر من تلات أسابيع ممكن تكون حاله نفسيه ومع الوقت هترجع لها الذاكره كامله، بس بلاش ضغط عليها لآن ممكن يجى لها إنتكاسه نفسيه رأيي المهم دلوقتي إنها فاقت من غيبوبتها والذاكره مع الوقت هترجع لها. تآلم النبوى قائلا: فعلا أهم شئ إنها رجعت للحياه من تانى. متشكر يا دكتور ياترى إمتى ممكن تخرج من المستشفى؟ رد الطبيب: هي حالتها الجسمانيه لحد كبير كويسه، بس ممكن تفضل هنا كم يوم تبقى تحت الرعايه تحسبا فقط لأى إنتكاسه، نقدر وقتها ندخل بسرعه، كمان لازم تتعرض على طبيب نفسي يشخص حالتها أفضل منى. رد النبوى: تمام حضرتك أكيد تعرف أطباء نفسيين ممكن تدلنى على واحد منهم. فكر الطبيب وقال: تمام أعرف دكتوره نفسيه وتبقى أخت زوجتى وهي متميزه في الطب النفسى. تبسم النبوى يقول بشكر: شكرا جدا يا دكتور ياريت تكلمها تتابع حالة همس. رد الطبيب بعمليه: تمام هكلمها دلوقتي وأديها تقرير كامل عن حالة همس، بس ليا إستفسار، وأنا بحاول معاها هي إفتكرت تلات أسماء بس ممكن لو إتقابلت مع واحد منهم يكون له تآثير وتسترد ذاكراتها بالكامل. رد النبوى بإستفسار: ومين اللى ذكرت أسمائهم. رد الطبيب: أول أسم ذكرته كان كارم وقالت إنه إبن عمها. للحظات دب الشك في قلب النبوى وسأل عقله أيعقل أن يكون كارم هو من إنتهك همس، لكن سرعان ما زال الشك عن رأسه كارم إعترف له أنه يريد الزواج من همس بعد نهاية هذا العام الدراسي، كما أنه أكثر من حزن عليها بصدق يرى ذالك بوضوح، لكن لما تذكرته همس جاوب عقله: ربما كانت تشعر بمشاعر كارم وتبادله نفس المشاعر. نظر النبوى للطبيب وقال: ومين الإسمين التانين؟ رد الطبيب: سلسبيل وهدايه، وقالت هدايه إسم أختها وإسم جدتها كمان، وأنا عارف الحجه هدايه لآنها كانت بتيجى معاك الفتره اللى فاتت زيارات ليها. تعجب النبوى يقول: طب طالما فاكره أمى ليه لما قربت منها خافت منها. رد الطبيب: بصراحه معرفش، علشان كده قولت محتاجين طبيب نفسى، أنا هكلم الدكتوره دلوقتي، وأشرح لها اللى شوفته وسمعته من همس وهخليها تجى من بكره تتابع معاها. مد النبوى يده للطبيب يصافحه قائلا: مره تانيه متشكر يا دكتور. صافحه الطبيب وغادر، بينما عاد النبوى الى داخل الغرفه وجد هدايه جالسه جوار همس على الفراش تضمها على صدرها وهمس صامته لا تتحدث، كذالك هدايه تحتويها تربت عليها بيديها بحنان. لكن حين رأت همس النبوى مره أخرى للحظه خافت منه وتمسكت بهدايه. ضمتها هدايه قائله: متخافيش يا همس ده عمك النبوى هو اللى أنقذك وجابك لهنا المستشفى، همس أنا لو مكنش عندى ثجه إنك مظلومه مكنتش خليت عمك ينجدك، كنت سيبتك تتعذبى لآخر لحظه بعمرك، يا بتى إن بشر وخطائين بس جدامنا فرص نصلح أغلاطنا وأنى إتعلمت من الأيام محكمش بظاهر الآمر الله أعلم باطنه أيه. تشبثت همس بهدايه قائله: ليه مش فاكره حاجه غير إن كان في إيدى سلاح وبعدها توهت وعقلى فصل، كمان مش فاكره حد غير سلسبيل وهدايه أخواتى وكمان كارم إبن عمى. دب نفس الشك في عقل هدايه حين قالت همس ذالك، رفعت بصرها ونظرت للنبوى الذي هز رأسه بلا مستحيل كارم أن يؤذى همس ذالك الإيذاء الفادح هو أعلم بقلب ولده... زال الشك من عقل هدايه وقالت لهمس: بكره تفتكرى كل شئ يا بتى، ودلوق هجول لأبوكى وأمك يچوا يزوركى، يمكن جرح جلبهم يخف. إبتعدت همس عن حضن هدايه وقالت برفض: لاء مش عاوز أقابل حد ومتعرفش عليه، أرجوك إنتى بتقولى إنك جدتى وأنا مش فاكراك بس حاسه براحه معاك، أرجوك بلاش أشوف في عنيهم نفس الصعبانيه اللى شيفاها في عينك إنتى واللى بتقولى عليه يبقى عمى، يمكن مع الوقت أفتكرهم مش عاوزه أصعب على حد تانى. جذبتها هدايه لحضنها وقبلت رأسها وحبست دمعه بعينيها وقالت لها: اللى تريديه يا بتى، أنا كنت بجول إنك خدتى منى الشكل بس، بس لاه يا بتى جوتى في منها چواكى ومع الأيام متأكده الحجيجه هتبان. غادر النبوى ومعه هدايه، بالسياره تبسم النبوى وقال: مش هنجول لناصر ومرته بجى يا أمى إن بتهم عايشه أهى خلاص أخيرا فاجت من الغيبوبه. ردت هدايه: لاه يا ولدى مسمعتش كلام الدكتور إنها عندها نجص في الذاكره وناسيه حاجات كتير، وكمان رغبتها، خلينا كيف ما أحنا مدارين عليها لحد ما تعود لهمس ذاكراتها، ووجتها تقرر هي اللى ريداه. إمتثل النبوى لحديث هدايه ووافق عليه، ربما مع مرور الأيام تتذكر همس وتعود كما كانت. بالفعل مع الآيام. بدأت همس علاج نفسي مع تلك الطبيبه التي كانت تجلس مع همس تستمع لها وأحيانا تعطى لها بعض الصور التي أخذتها من زيارات هدايه والنبوى لها بالمشفى، كانت همس كآنها تتعرف على أناس غرباء عنها. بعد مضى أسبوع خرجت همس من المشفى بصحبة هدايه والنبوى كان بداخلها شعور بالخوف لا تعلم تفسير له، طلبت منهم عدم العوده بها الى المنزل ووافقوا على طلبها. بالفعل بإحدى العمارات الراقيه بمدينة بنى سويف... فتح النبوى باب إحدى الشقق وقال: إدخلى يا أمى. دخلت هدايه ومعها همس تحت يدها، دخل النبوى خلفهن وأغلق الباب. تبسمت هدايه حين أقبلت عليها إمرأه بمنتصف الاربعين وإنحنت تقبل يد هدايه بحبور قائله: الحجه هدايه والله ليكى واحشه كبيره والله لما النبوى بيه جانى البلد وجالى الحجه هدايه جصداكى في خدمه تعمليها لها، جولت له رجابتى فداها، ده فضلها عليا أنا وبناتى كلياتهم لو مش هي يمكن كانوا ضاعوا منى، بعد المرحوم چوزى، بس مين العروسه الزينه اللى معاكى دى، لاه إستنى أنا جلبى حاسس إنى أعرفها زين. تبسمت هدايه وقالت: طمر فيكى العيش والملح يا وصيفه، ركزى زين إكده وجوليلى مين دى. تمعنت وصيفه وقالت: دى بتى همس، جصدى يعنى زى بتى أنا رضعتها من صدرى على بنتى لما الست نهله كانت واخده حمى شديده بعد ولادتها يچى بخمس شهور، ومكنتش بترضى لا تاكل ولا ترضع من الجزازه اللى كنتم بتحطوا لها فيها الحليب، وكنت عنديكم بالصدفه وجتها و خدتها منها ورفجتها لصدرى وهي قبلت ورضعت منى على بنتى اللى كانت أكبر منها بسنه. تبسمت هدايه وقالت: فعلا دى همس وأنا شيعت ليكى عشانها عاوزاك تجعدى إمعاها إهنه في الشجه دى، ومتسأليش ليه؟ تبسمت وصيفه وقالت: ينجطع لسانى لو سألت ليه يا حجه هدايه كلمتك ليا أمر، مع إنى بطلت خدمه وبيع الزبده في بيوت الناس الغنيه بعد ما چوزت آخر بناتى وأطمنت عليهم، جولت الحمد لله أعيش اللى باجلى من العمر، معاش المرحوم يكفينى وكفايه شجا بجى، بس إنتى تؤمرينى آمر، كفايه وجفتك چارى زمان وكمان ناصر بيه هو اللى دورلى على معاش من الحكومه، وغير خيركم اللى مغرجنى، في كل چوازه من بناتى كانت سترتها وفرشها وعزالها من خيركم، مع إنى كنت من بلد تانيه بعيده عن بلدكم، كنتم معرفه مع المرحوم چوزى، كان بيشتغل أچرى عيندكم، وكانت وصايته ليا لو چرالى حاچه روحى للحچه هدايه وولادها هيكرموكى وده اللى حصل. ردت هدايه: بلاش كلامك الماسخ ده، أنا متفضلتش عليكى ده كان رزجك من عند ربنا، وبلاش كلام كتير، همس أمانتك. ردت وصيفه: دى في عنيا يا حچه هدايه، إنى خدامتها. إستردت وصيفه حديثها وقالت: بس في حاچه إكده عاوزه أجولها بس لو موافجتيش أنا هبجى مع الأبله همس برضوا. رد النبوى: جولى أيه هي الحاچه دى، لو جصدك عالمرتب متخافيش اللى هتطلبيه مش هنختلف عليه. أخفضت وصيفه وجهها في الأرض وقالت: فهمتنى غلط يا نبوى بيه، أنى ميهمنيش الفلوس قد انى أرد جزء صغير من فضل الحچه هدايه عليا، أنا كل اللى فيها بت بنتى، ربنا خلجها بعيب إنها خارسه، وروحنا بيها لدكاتره كتير وأستعجبوا إزاى خارسه وبتسمع، بس ده أمر ربنا بجى الحمد لله وبنتها دى جاعده معايا دايما تاخد بحسى ومتعلجه فيا بزياده، هي عندها خمس سنين. تبسمت هدايه وقالت: وفيها أيه يا وصيفه هاتيها معاكى والنبوى يشوف لها حضانه جريبه من إهنه وكمان يعرضها على دكتور يمكن يكون في حل وعجدة لسانها تتفك. فرحت وصيفه وإنحنت على يد هدايه قائله: ربنا يزيد من خيرك يا حجه هدايه، وأنى هبجى تحت رچل، الابله همس اللى معزتها من معزة بناتى هي بتى زيهم بالتمام. سحبت هدايه يدها من أمام وصيفه تمنعها أن تقبل يدها وتبسمت، وكذالك همس شعرت براحه مع تلك المراه هي وتلك الطفله الصغيره التي من قدرة الله تسمع ولا تتحدث، ومرت أيام تصحبها أشهر إنتهى الربيع وأقبل الصيف، همس إستعادت جزء كبير من ذاكراتها بفضل الطبيبه النفسيه كذالك زيارات النبوى وهدايه لها غير أحاديثهم الهاتفيه. لكن حين طلبت منها هدايه العوده الى المنزل، بكت همس وقالت لها أنها غير قادره على مواجهتم، من الأفضل لها أن تظل بنظرهم ميته أفضل من نظرات الإتهام أواللوم و حتى الشفقه منهم لن تقدر على تحملها، الآن، ربما مع الوقت تعود لهم، لكن ليس الآن. لكن ذات يوم بالصدفه أثناء جلوس همس عصرا بشرفة تلك الشقه، كان هنالك كافيه كبير في المقابل للعماره، رأت دخول كارم الى هذا الكافيه عرفته من الصور، لا تعلم لما أرادت ان تراه عن قرب، بالفعل إرتدت ثيابها ووضعت على وجهها ذالك النقاب التي أصبحت ترتديه كلما خرجت من الشقه خشية ان يتعرف عليها أحد وهي لا تعرفه. بالفعل ذهبت الى ذالك الكافيه، دخلت إليه، جابت عينيها المكان الى أن وقع بصرها على مكان جلوس كارم، جلست خلف طاوله قريبه منه، رأت تلك البسمه التي شقت شفتاه حين نهض يسلم على أحد الأشخاص، تعجبت ذالك الشعور الجديد عليها لما اليوم تتمعن بملامح كارم بهذا الشكل تضارب بعقلها وقلبها الأحاسيس ماذا يعنى لها كارم، هي إستردت ذاكراتها كليا، جلست في المقابل له الى أن نهض ودفع الحساب وغادر الكافيه، عادت الى الشقه، تبسمت لتلك الطفله الصغيره التي تفاجئت أن إسمها همس هي الآخرى وسمتها جدتها تذكرا لهمس التي أرضعتها ذات يوم مع إبنتها، كانت تحب الأسم وظل عالقا برأسها، لكن همس الصغيره ولدت بلطف من الله معها، صماء حديثها همهمه غير مفهومه لمن لا يعرفها لكن ببقائها معها لوقت تعودت وفهمت همهمتها وأصبحت صديقتها الصغيره، او كما تنعتها إبنة أختها بالرضاعه... مر وقت آخر، أثناء زيارة النبوى لها في يوم أخبرها أن سلسبيل ستتزوج. فرحت بداخلها لكن سرعان ما غص قلبها، سلسبيل تتزوج بعد وفاتها بأشهر قليله أتكون نسيتها، جميعهم نسوها، تآلم قلبها المجروح، لكن تعجبت حين علمت بمن ستتزوج سلسبيل، قماح! سلسبيل كانت ربما لا تكره قماح، لكن كانت تتجنب مجلسه، كما أنها كانت تقول أنه هوائى من ناحية النساء. لم تظن أن سلسبيل جبرت على هذا الزواج فالأيام قادره على التغيير من المشاعر، وأكبر مثال على ذالك هى، كيف تغيرت مشاعرها اليوم عن الأمس القريب التي رأت فيه كارم، التي كانت سابقا لاتراه أكثر من أخ، اليوم ليس كذالك، كما أن مشاعرها ناحية قماح إنكشفت حقيقتها أمامها اليوم، لم تنسى حزنها يوم أن تزوج ب هند كم شعرت بالتعاسه وقتها، اليوم تبتسم، لكن كل ما يشغل بالها سلسبيل تمنت أن تراها عروس، لكن كيف. فكرت، وفكرت، وعقدت النيه ستحضر عرس سلسبيل... بالفعل إتصلت على النبوى يوم عرس سلسبيل صباحا، ذهب إليها. جلست معه تقول: عمى أنا هحضر فرح سلسبيل. تبسم النبوى وقال: بجد الفرح كده هيبجى فرحين، في جلبى، سلسبيل أكتر واحده إتمنيتها تبجى من نصيب قماح، وظهورك هيزود الفرحه في جلوبنا كلنا. ردت همس: أنا مش عاوزه أظهر يا عمى أناهحضر متنقبه زى ما بقيت بنزل للشارع بالنقاب، عمى أنا لسه مش قادره عالمواجهه، مش جاهزه ليها، وبعدين أفضلى تنسونى زى ما حصل كده، بعد موتى بكام شهر أهو فرح في دار العراب. نهض النبوى وقال لهمس قومى غيرى البيجامه اللى عليكى دى يا همس وتعالى معايا، مش عاوزه تحضرى فرح سلسبيل، ومفكره إننا نسيناكى، لازم تشوفى حاجه بعنيكى ووجتها أحكمى بنفسك. رغم تعجب همس لكن بدلت ملابسها وإرتدت نقاب على وجهها، وذهبت مع عمها، تعجبت أكثر حين دخل بها الى المقابر الخاصه بهم، تركها وإبتعد عنها لكن قبل ذالك قائلا: أكيد فاكره مكان قبر چدك الله يرحمه، حتى لو مش فاكره المكان في يافطه مكتوب عليها إسمه، أنا هستناكى هناك في العربيه، لحد ما ترچعى. بالفعل ذهبت همس الى مكان قبر جدها، لكن قبل أن تقترب من القبر تفاجئت بالواقف أمام القبر يضع زهره صفراؤ اللون على قبرها وتدمع عيناها يتحدث لمن بالقبر، علمت أن هذا القبر الجميع يعتقد أن همس مدفونه به، وقفت صامته تتابع همس كارم تتمنى أن تكون بداخل القبر تتسمع لما يقوله... لكن فجأه شعرت بشى يلعق قدمها، إنخضت وخرج منها صوت مسموع، أنتبه له كارم، فنظر ناحية الصوت. تصنم لدقيقه وهو ينظر لها، سار فجأه ناحيتها، لكن همس حين نظر لها إرتبكت وحين رأته يتقدم ناحيتها إرتجفت لم تدرى بنفسها وهي تجرى من أمامه تقطع المقابر التي كانت تخشى المرور من أمامها سابقا الآن هي بداخلها تجرى هربا من كارم... بينما كارم دخل له شعور أن تلك التي كانت واقفه يعرفها جيدا. هربت همس بسيارة النبوى، تبكى ذالك العاشق لها كيف يوما كانت ترفض مشاعره التي كانت ظاهره لها، عاقبها الله على ذالك ببعدها عنه ليس عنه فقط، بل عن جميع أحبائها. بالطريق توقف النبوى قائلا: إتأكدتى إننا نسيناكى، لسه عند رأيك ليه يا همس مش عاوزه ترجعى خايفه من أيه، أنا وجدتك لغاية دلوقتي دافنين سر إنك عايشه بسبب طلبك. ردت همس: مسيرى هرجع يا عمى بس لسه مش جاهزه للرجوع، ودلوقتي أنا هحضر فرح سلسبيل زيي زى أى حد مدعى للفرح، بالفعل بعد وقت كانت تجلس بين النسوه، ولإنشغال الجميع بالفرح المصغر لم ينتبه أحد لوجودها حتى هدايه التي قالت فيما بعد للنبوى لو كان أخبرها أن همس بالمنزل ما كانت جعلتها تخرج منه وكانت أفشت سر انها مازالت على قيد الحياه، لكن فات الآوان. بدات تمر أيام لاحظت همس مجئ كارم لذالك الكافيه كثيرا، كانت تراقب الكافيه من شرفة الشقه وحين تراه كانت تنزل وتدخل للكافيه، حتى ذالك اليوم التي إصطدمت به همس الصغيره، ربما كان القدر يريد أن تظهر أمام كارم، يومها كانت تحدثه وهي ترتجف من داخلها... أخبرت عمها عن لقائها بكارم، وأنه يتردد كثيرا على ذالك الكافيه، وتكررت لقائتها بكارم لأكثر من مره حتى أنه في إحدى المرات حاول الحديث مع همس الصغيره لكن لم ترد عليه وردت بدل عنها هاميس بحث عمها في ذالك الآمر وأكتشف ان كارم عرض على مدير الكافيه شراؤه، فكر النبوى وسبق كارم وأشترى الكافيه هو وسجله بأسم همس بوقت قصير للغايه. وها هي أمامه الآن بعد أن أكتشف من تكون. عادت همس من التذكر، يديها ترتعش ليست يدها بل جسدها بالكامل كما انها تبكى، نهض كارم من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لهمس ومد يده وأمسك يدها في البدايه بتردد سرعان ما ضغط عليها بقوه وقال بشفقه: كفايه يا همس بلاش تكملى الباقى دلوقتي. سحبت همس يدها من يد كارم سريعا بخوف، وكادت تنهض. تعجب كارم من ذالك هو شعر برعشة يد همس حين وضع يده عليها لكن قال لها: همس لازم ترجعى معايا وتواجهى الجميع إنك عايشه. عادت همس تجلس قائله: لأ مش هرجع يا كارم أنا مش قد المواجهه مش هتحمل لا لوم ولا عتاب ولا إتهام الأفضل لهم يفضلوا فاكرين إن همس مبقتش موجوده، أنا فرحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح. رد كارم بمفاجأه: يمكن سبب عدم رجوعك لدار العراب إنك مش قادره تتحملى إن قماح بقى جوز أختك سلسبيل. تفاجئت همس قائله: قصدك أيه؟ رد كارم: أنا كنت عارف إن عندك مشاعر ناحية قماح يا همس أوقات كنت بكرهه، كان نفسى تبصلى بنفس النظره اللى كانت عينيكى بتلمع بيها لما كنتى بتشوفى قماح وكمان لما كنتى بتحاولى تلفتى نظره ليكى، بس هو عمره ما شافك غير همس بنت عمه. تفاجئت همس وقالت: مش هكدب يا كارم ولا هكذب كلامك ده، بس هتصدقنى لو قولتلك إنى بلوم نفسى إنى فكرت في يوم إنى كنت مش هقول بحب قماح، كنت معجبه بيه مش أكتر، بس يوم زفافه هو وسلسبيل إتأكدت إنى كنت مراهقه عاجبها الشاب اللي له كلمه وسط الكبار، كان إعجاب مش أكتر من كده، موصلش لحب. رد كارم: طب مفيش حد تانى وصل لقلبك. تبسمت همس دون رد. تبسم كارم هو الآخر وقال: أفهم من سكوتك ده إنك موافقه على عرض بابا، إننا مش بس نتشارك في الكافيه ونتشارك في الحياه كلها، وأنا موافق يا همس إنك تفضلى بعيد عن العيله، بس متأكد في يوم هتكملى لى سرد بقية اللى حصل، ووقتها هنرجع للعيله وإيدينا في إيد بعض زى كده. أنهى كارم قوله وأمسك يد همس، لكن همس إرتجفت وسحبت يدها من يده بخوف وتدمعت عينيها. غص قلب كارم، يبدوا أن ما حدث بالماضى ترك أثرا على همس هي تخشى إقترابه او لمسه لها. يبدوا طريق عودة هاميس للحياه غير ممهد وعليه بالصبر والأحتواء. بالعوده لمنزل العراب. بالأتلييه الخاص بسلسبيل أثناء تشكيل سلسبيل لأحدى المنحوتات بالأتلييه، لا تعلم لما فجأه شعرت بدوخه بسيطه أغمضت عينيها، لترى طيف رداء أسود لإمرأه منقبه لا يظهر من وجهها سوى عينيها العسليه، التي تشبه عين، همس. فتحت سلسبيل عينيها سريعا تفكر في ذالك الخاطر التي رأته شرد عقلها همس في الفتره الأخيره أصبحت تأتى بخاطرها كثيرا في بداية موتها لم تكن تأتى بخاطرها، أيكون مثلما قالت هدى قبل قليل همس تريد إخبارها بشئ قد يظهر برائتها، يا ليت هذا يحدث وتظهر براءة همس وقتها سترفع رأسها أمام ذالك القاسى قماح الذي يستغل سيرتها أحيانا كثيره من أجل أن تخضع لما يريده متقبله بصمت. فى ذالك الأثناء دخلت هدى عليها وجلست على أحد مقاعد الغرفه ونفجت أوداجها تقول: أنا حاسه بملل فظيع، بقالى فتره طويله يمكن من بعد ما خلصت إمتحانات مخرجتش من البيت، كنا في الأول بنسلى بعض، بس من يوم ما أتجوزتى من قماح، وأنتى بقى معندكيش وقت ليا، كم ساعه بالنهار، لكن لما قماح يبقى في البيت بيبعدك مش بس عنى، عن الكل، يظهر جدتى كان عندها وجة نظر وإن الواد قماح ده بيحبك، بس بيدارى. سخرت سلسبيل وهمست لنفسها قائله: هتقوليلى، ده بيعشقنى لدرجة متتصورهاش، كله بالعنف أو الغصب أو المعايره، بس كله علشانك يا يهون. نهضت هدى تقول: بقولك أيه يا سلسبيل مش معاكى رخصة قيادة سيارات. ردت سلسبيل: أيوا بابا إستخرج ليا رخصه من فتره، بس بتسألى ليه. ردت هدى: أيه رأيك نخرج شويه في عربيه بره في الجنينه وأكيد السواق سايب المفاتيح فيها. تبسمت سلسبيل بموافقه وتفهم: قصدك نهرب من البيت نتهوى شويه. تبسمت هدى وقالت: ونشم عوادم السيارات وريحة أكل المطاعم وناكل من الشارع ومش بعيد بابا يجى القسم يضمنا، زى اللى حصل قبل كده وهمس كانت... صمتت هدى تشعر بغصه قويه في قلبها، كذالك شعرت سلسبيل، لكن قالت: لأ متخافيش المره دى معايا رخصة قياده وكمان نشغل Gps عالطريق يعرفنا الطرق المخالفه، ومنوقفش في مكان الونش يشيل العربيه زى المره اللى فاتت. تبسمت هدى قائله: طب أيه مش يلا بينا نتصرمح في الشوارع شويه. تبسمت سلسبيل قائله: يلا بينا، هطلع أغير هدومى دى... وأنتى رخصة القياده بتاعتى هتلاقيها في أوضتى اللى في شقة بابا في درج التسريحه روحى هاتيها وتعالى ونتقابل عند العربيه. تبسمت هدى بالفعل بعد دقائق كانتا الأثنتين بالسياره تبتسمان بمرح. آتى المساء أصبحت الساعه في حوالى التاسعه والنصف. دخل قماح برفقة ناصر الى غرفة هدايه. تحدث ناصر: حرم يا أمى عجبال ما تصلى في الحرم وأنا صحبه معاك. تبسمت هدايه ومدت يدها لقماح الذي ساعدها على النهوض من على الأرض وقالت: المره الجايه اللى هروح فيها الحرم النبوى، هاخد قماح وسلسبيل معايا ويكون ربنا رزجهم بالذريه الصالحه اللى تجمع بينهم وتقر عيونهم. تبسم قماح بموده وآمن على دعائها قائلا: يارب إن شاء الله. بينما تبسم ناصر وقال: أمال البنات فين، يا أمى. صمتت هدايه تنظر لقماح. بينما تلك الحقود قدريه التي يمتلئ قلبها الغلول من محبة الجميع لقماح، هي ليست فقط تكرهه هي تتمنى أن يختفى من الحياه مثلما أختفت أمه سابقا، لما تعلم لما عاد لهنا مره أخرى، يحصد حب وإعجاب الجميع، لكن لا لتدخل تشعل فتيل قد ينهى ذالك الحب الذي يحصده قماح من الجميع، وذالك عن طريق تلك الحمقاء سلسبيل قماح سبق أن طلق زوجته السابقه بسبب مخالفتها لأمره وخروجها دون إذن مسبق منه، يبدوا أن الحظ سيعود لها اليوم. من ملامح قماح، يبدوا أنه لا يعرف الحمقاء سلسبيل خرجت من المنزل، لتدخل وتضع أول شعله في عقل ذالك الحقير قماح. بالفعل دخلت بتلهف وإدعاء قائله: حجه هدايه الساعه قربت على عشره والبنات مرجعوش للبيت أنا خايفه يكون حصل لهم حاجه مش زينه. تعجب ناصر وقال: بنات مين اللى مرجعوش. ردت قدريه بتمثيل: أيه ده أنتم متعرفوش ياريتنى ما كنت أتكلمت. رد قماح: ردى على سؤال عمى. بنات مين؟ ردت قدريه تدعى الخوف واللهفه: هدى وسلسبيل خدوا العربيه من الجنينه وخرجوا من قبل المغربيه ولحد دلوق مرجعوش، يارب يرجعوا بالسلامه. نظر قماح لجدته التي تنظر لقدريه بتوعد، إستشف صدق قول زوجة والده، وفتح هاتفه، يتصل على سلسبيل الهاتف يرن ولا أحد يرد. بينما فتح ناصر هاتفه واتصل على هدى، التي أخبرته أنهن بالطريق عائدين للمنزل، خلال دقائق. أغلق ناصر الهاتف وقال: هدى بتجول إنهم بخير على وصول. نظرت قدريه لملامح قماح المتهجمه وقالت: يوصلوا بالسلامه، بداخلها نشوه لديها يقين أن قماح لن يفوت خروج سلسبيل من المنزل دون إذنه دون عقاب منه، تتمنى بداخلها أن يحدث الطلاق بينهما بأقرب، وقتها سيتفرق الجميع من حول قماح، ويصبح مكروه.


 الفصل الثامن



 قبل وقت قليل. بالشقه التي تسكن فيها همس. فتحت الباب ودخلت ثم دخل خلفها كارم، تبسم بود لتلك الطفله الصغيره التي آتت عليه مبتسمه، إنحنى يقبل وجنتيها، تبسمت له وهمهمت ببعض الكلمات لم يفهمها، لكن فهمتها همس، وقالت له: همس الصغيره بترحب بيك في الشقه وبتقولك أنها مبسوطه ونفسها تفرجك على الرسومات اللى رسمتها ليك. نظر كارم لها وقال: بتعرفى ترسمى كمان، أكيد فنانه موهوبه، وكمان رسمتينى طب فين الرسمه دى؟ همهمت الصغيره ببعض الكلمات فسرتها له همس قائله: بتقولك هتدخل تجيب كراسة الرسم بتاعتها وتجى. تبسم كارم والصغيره تهرول تدخل الى إحدى الغرف، نهض واقفا وكاد يقترب من همس، لم يبقى سوى خطوه واحده، إرتبكت همس وعادت بجسدها للخلف أكثر من خطوه دون إنتباه منها وكادت أن تتعثر في تلك الصغيره التي عادت من الغرفه. . إنتبه كارم لذالك بوضوح همس أصبح لديها فوبيا أن يقترب منها، تقطع نياط قلبه بداخله لديه يقين همس بريئه من تلك الوصمه التي نالتها، ربما كان يود معرفة كل ما حدث لها، لكن لو أكملت همس سرد باقى الذي حدث ربما ينهار عقلها، عليه التحلى بالصبر مع الوقت ستبوح همس بالباقى. فتحت الصغيره الكراسه، وهمهمت، إنحنى كارم بمستواها وجلس القرفصاء، قلبت الصغيره بين صفحات الكراسه هنالك رسمات كثيره لوجوه تشبه وجه كارم، تعجب كارم يقول: دى رسمات كتير قوى ليا، مش معقول من الكام مره اللى شوفتينى رسمتيهم، صحيح الملامح مش كلها ليا، بس قريبة الشبه منى. همهمت الصغيره ببعض الكلمات، رفع كارم وجهه ناحية همس كى تفسر له ما قالته. لكن همس صمتت، وأجابت بدلا عنها وصيفه التي آتت تقول: بتجولك هي رسمت الصور دى من الصوره اللى شافتها في يد همس الكبيره. نظر كارم ناحية همس وتبسم بحبور، بينما خجلت همس من قول وصيفه التى قالت بترحيب: إنت كارم بيه العراب، أنا خدتك بالشبه ل النبوى بيه إنت قريب الشبه منه، أنا كمان ياما دخلت بيت العراب يمكن متاخدش بالك منى. تبسم كارم يقول: فعلا أنا كارم النبوى العراب، معليشى فعلآ أنا مخدش بالى منك، بس بشكرك على إهتمامك ورعايتك لهمس الفتره اللى فاتت. تبسمت وصيفه وهي تنظر الى همس وقالت: همس زى بتى تمام أنا رضعتها من صدرى زمان وكمان كان عاچبنى إسمها وسميته لبت بتى، أنى هاخد همس الصغيره ونروح نعملك شاى صعيدى تجيل هيعچبك جوى، زى ما عچب همس وبجى إدمان عنديها. تبسم كارم رغم تعجبه همس سابقا لم تكن من هواة إحتساء الشاي حتى أنها كانت تسخر من إدمانه هو لأحتساء الشاي بكميات كبيره وأوقات متأخره أحيانا همس تغيرت كثيرا عن السابق. غادرت وصيفه ومعها الصغيره وتركوا همس وحدها مع كارم، الذي تحدث: هنفضل واقفين كده في مدخل الشقه. ردت همس: لأ خلينا ندخل للصالون. قالت هذا وأشارت نحو إحدى الغرف. دخل كارم وخلفه همس التي جلست بمقعد بعيد عن مكان جلوسه مقعد قريب من باب الغرفه، إنتبه كارم لذالك بتحسر بداخله، همس حقا مازالت على قيد الحياة لكن تبدلت بآخرى، حقا أمامه صورة همس لكن همس أخرى تبدلت للنقيض، كان لديها ألفه وثقه فيمن حولها في التعامل يبدوا بوضوح من أفعالها البسيطه فقدتهما تتعامل بحذر شديد حتى أنها كانت تتحدث كثيرا الآن أمامه تجلس صامته... تنحنح كارم يقول: تعرفى إنى بالصدفه سمعت سلسبيل بتقول لهدى إنها حلمت بيكى. تنهدت همس بشوق وقالت: تعرف إن أكتر أتنين مشتاقه قوى أشوف رد فعلهم سلسبيل وهدى لو عرفوا إنى لسه عايشه، مش عارفه رد فعلهم هيبقي أزاى. رد كارم بمفاجأه: وعمى ناصر ومرات عمى نهله، والعياه كلها متأكد إنهم هيفرحوا قوى كمان، همس إنتى ليكى معزه خاصه و... قاطعتها همس قائله: من فضلك يا كارم أنا مش عاوزه حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه، الأفضل لهم وليا يفضلوا فاكرنى ميته. رد كارم بتصميم: بس أنا هقولهم. نهضت همس قائله: وقتها هموت نفسى بجد زى ما سبق وقولت لعمى وجدتى. رد كارم بتسأول مذهولا: ليه يا همس عاوزه تفضلى ميته، ربنا له حكمه إنك لسه عايشه عشان تدافعى عن نفسك وحقيقة اللى حصل، همس... إنتفضت همس تقول بغضب: يظهر إنى غلطت لما كشفت لك إنى لسه عايشه. نهض كارم واقفا هو الآخر وكاد يقترب من همس، لكن أوقفته همس بكف يدها وقالت بإستهجان: كفايه يا كارم كده تقدر تمشى. توقف كارم وإبتلع جفاء همس المبرر وحاول تلطيف الحديث: بس أنا لسه مشربتش الشاي، ومعروف عن ولاد العراب إكرام الضيف. صمتت همس، تنظر لعين كارم عم الصمت كانت نظرات العين هي من تتحدث. عيني همس، تود البوح بالآلم القاسى التي تحمله بقلبها البرئ الذي إكتشف قساوة أفعال بعض الجناه لتغدر الحياه في لحظه. بينما عيني كارم: المتآلمه من إصرار همس على أن تبقى بنظر الجميع ميته، وأيضا ذالك الخوف الذي يراه بعينيها حين يقترب منها، ود كسر حاجز ذالك الخوف وجذبها لحضنه يطمئنها، لكن يخشى رد فعلها. فى ذالك الأثناء دخلت وصيفه بصنية قائله: چبت الشاى أها معليشى إتأخرت أصلى سويته على عين البوتاجاز مش في البتاع بتاع اليومين ده اللى تخط الفيشه في الحيطه الميه تغلى في ثوانى والشاى بتاعه بيبجى طعمه ماسخ، مايه مصبوغه. تبسمت همس قائله: إسمه كاتل، مش بتاع. تبسمت وصيفه قائله: لا كاتل ولا جاتل ماله البوتاچاز. وضعت وصيفه الصنيه وقالت: هروح لهمس الصغيره سايباها في المطبخ لا تلعب في حاچه. خرجت وصيفه وتركت كارم الذي مد يده وأخذ كوب من الشاى ومدها ناحية همس يعطيها لها. نظرت له همس ثم للكوب وأخذته منه، أخذ كارم الكوب الآخر وأرتشف بعض قطرات وقال: لأ شاى مظبوط تمام، مش زى اللى كنتم بتشربوه لحماد إبن عمتى عطيات. تنهدت همس ببسمه قائله: حماد كان بيغلث علينا وإحنا كنا بننتقم منه، كمان كان دايما بيغلس على سلسبيل ويكسر لها التماثيل اللى بتتعب سواء كان في نحتها أو تشكيلها، وياخد الطين بتاعها يرميه في أرضية الجنينه ويرش عليه مايه تبوظه، كنا بنحط له فلفل أسود في الشاى أونجيب نشارة خشب ونلونها أسود، وياسلام لو طلب شاى بلمون كنا بدل السكر بنحط له ملح لمون وكان بيعمل معاها شغل حلو يجزع نفسه، ومع ذالك نفسه كانت دايما مفتوحه للأكل. تبسم كارم يقول: كنتم بتكرهوه. ردت همس: وهو حماد فيه شئ يتحب، دى متسلق زى عمتى عطيات وكمان زهرت اللى رغم إنها فازت برباح بس جواها طول عمرها غيره من بنات ناصر العراب. رد كارم بتفهم: مش غيره. ده حقد في فرق بينهم... الغيره إنك تغيرى على شئ بتحبيه وتتمنى يبقى عندك زيه أو جزء منه، إنما الحقد إنك تتمنى الشئ اللى في إيد غيرك يزول، ويجى ليكى لوحدك حتى لو هتخطفيه من إيده غصب عنه، وده اللى زرعته في قلبها عمتى عطيات ومش بس في قلبها كمان في قلب حماد، بس يمكن حماد أقل من زهرت شويه. ردت همس بفهم: فعلا زهرت حقوده ومتأكده زمانها بتغل من سلسبيل، هي كانت بتغل منها أصلا بس أكيد بعد جوازها من قماح بقت تغل منها أكتر. رد كارم: هتصدقينى لو قولت لك مش عارف، أنا بقيت قليل لما بفضل في البيت، يمكن اوقات كتير يادوب بروح عالنوم بس، بس ماما قالتلى من كذا أسبوع إن زهرت حامل ولازم ابارك لها هي ورباح، بس مجتش فرصه أشوفهم، لأنى البيت فقد طعمه بعد غيابك يا همس حتى بالنسبه ليا فقد الروح اللى كانت فيه، كانت مشاغبتكم إنتم التلاته بتعمل للبيت روح جميله، الروح دى إنتهت بعدك يا همس، حتى هدى وسلسبيل خدوا جنب لوحدهم، إنتهت مشاغبتهم، أنا إتفاجئت بجواز سلسبيل وقماح، يمكن مستغربتش من قماح، قد ما إستغربت من موافقه او بالأصح إمتثال سلسبيل إنها تتجوز قماح، أنا كنت بشوف إزاى هي بتتجنب حتى ترد على كلمه هو قالها. تبسمت همس تقول: أنا كمان أتعجبت سلسبيل طول الوقت كانت بتنجنب قماح حتى لما كنا نتكلم عنه، كان رأيها أنه غامض ومغرور وعنده عنجهية الالهه اليونانيه. تبسم كارم يقول بمزح: مش إبن الأغريقيه، لازم النص اليونانى يكون له تآثير، وكمان عاش سبع سنين في اليونان، أكيد لهم آثر. تبسمت همس قائله: عندى سؤال محيرنى، إزاى عرفت إنى همس. رد كارم وهو ينظر لعين همس مبتسما: هتصدقينى لو قولتلك في البدايه من نبرة صوتك في المقابر، لما صرختى وبعدها أختفيتى، بس يومها شوفت عربية بابا قولت أكيد مش حقيقه فكرتك زى فيلم عروسة النيل لما رشدى أباظه كان بيشوف هاميس على جدران المعبد، بس لقيت ده وانا بدور عليكى في المقابر. قال كارم هذا وأخرج منديل قماش مطرز بنقوش فرعونيه نظرت همس للمنديل وتبسمت. تبسم كارم يقول: النقوش اللى على المنديل ده فاكر إنى كنت طلبت منك تطريزها وأنتى وقتها سألتينى معنى النقوش دى أيه فاكره... خجلت همس من الرد عليه. بينما تبسم كارم يقول: معناها إنت في الحياه من أجلى هاميس. حين يندمج الشيطان مع عقل إمرأه. ها هي الوسواسه تبخ سمها: مش عارفه ليه جلبى مش مطمن البنات غابوا جوى في الرچوع، هدى ردت على ناصر وجالت جدامها عشر دجايج وتوصل وأها مر نص ساعه بحالها والساعه عدت عشره بشويه في بنات ييجوا وحديهم عالطريج في وجت زى ده، القلق بدأ يدخل لجلبى إتصل على سلسبيل تانى يا قماح. بالفعل أخرج قماح هاتفه يهاتف سلسبيل، لكن لا رد مثل سابقا... بدأت تنفخ قدريه في النار، وقالت: إزاى متردش على إتصالك وتطنشه دى قلة إحترام منها. نظرت هدايه لقدريه وقالت بحده: بدل ما تجعدى إهنه، مفيش في خشمك كلمه عدله، جومى شوفى اللى في المطبخ خلصوا الوكل ولا لسه، أهو هناك هتلاجى اللى ترسمى نفسك عليهم. نهضت قدريه بغيظ وقالت بإدعاء: أنى غلطانه يعلم ربى أنا جلبى جلجان على البنات السكك مبجتش آمان. خرجت قدريه من الغرفه، رغم غيظها من هجاء هدايه لها لكن تبسمت بظفر، قماح مع طول الوقت يشتعل والليله ربما تنتهى بسقوط قماح أمام العائله، هي تكرهه مثلما كانت تكره والداته تلك اليونانيه التي لم تضحك على عقل النبوى فقط بل تلاعبت بعقل هدايه وحصلت على محبتها وتفضيلها عليها في الماضى، حتى حين أنجبت قماح فرحت هدايه به أكثر من ولدها رباح الأكبر منه، كانت تنعته بوجه الخير آتى للحياه وإذدهرت معه تجارة جده في ذالك الوقت، حتى حين فارق وذهب مع جدته الإغريقيه لم ينسوه ظل عالقا بأفئدتهم، كانت تستمع لشوقهم لعودته مره أخرى، حتى حين عاد إكتسب حب وتقدير الجميع لذكاؤه الفطرى الذي أسهم في توغل إسم وتجارة العراب في مجال الغلال بأنواعها، برأيها أن هذا ليس أكثر من صدف، وزواجه من سلسبيل بعد خطيئة همس أليس في نظرهم تكرم منه، ليتها ما لعبت برأس تلك الحمقاء سلسبيل وأخبرتها أن عليها الإمتثال لذالك الزواج من أجل أختيها سواءذكرى همس أو مصلحة هدى، فهنالك أحاديث تتسرب بالبلده حول همس أنها أخطأت وزواجها من قماح سيشغل البلده ويبعد إنتباههم لتلك الاشاعات التي قد تنال من سمعة همس وتؤثر على هدى أيضا، او ربما إن لم توافق هي على الزواج من قماح قد يتزوج من هدى، ظنت بذالك أنها تلاعبت بعقل الحمقاء سلسبيل التي لن ترضخ كثيرا لتسلط قماح عليها، وها هي تبدأ بأول قشه وسرعان ما سيتسحب باقى القش ويسقط العش، خروج سلسبيل دون إذن قماح، لن يفوته بسهوله الليله، تبسمت بنشوة ظفر. ربما بدأ الحظ يساندها وستستعيد مكانتها بهذا المنزل الذي أهدرها النبوى بزواجه من الأغريقيه، ها هو ولد الإغريقيه المفضل على أبنائها، ربما يطلق إبنة العراب الليله وتزول غلاوته لديهم، وتنال الإنتقام من إبن غريمتها التي قهرتها لسنوات حتى بعد رحيلها. بينما بتلك الغرفه كان قماح يجلس يغلى بداخله ينظر نحو هاتفه يدعى الهدوء، كذالك ناصر والنبوى ينظران لبعض بقلق، وهدايه تسبح وتستغفر وتدعى أن تمر الليله بسلام، ملامح وجه قماح لا تنذر بالخير، وسلسبيل مخطئه. بعد دقائق دخلت هدى الى الغرفة خلفها سلسبيل، تبسمت هدى قائله: مساء الخير مجمعين عند النبى إن شاء الله. آمن الجميع على قولها، كذالك قماح بينما قالت سلسبيل: مساء الخير... رد الجميع عدا قماح. نظرت له سلسبيل من ملامح وجهه المتهجمه بوضوح وعدم رده عليها، علمت أن الليله لن تنتهى بخير، أجزمت لنفسها لو تطاول قماح عليها سواء بالقول أو الفعل ستكون الليله هي النهايه لهذا الزواج التي تمقته من بدايته. بينما نظر لها قماح الجالس يضجع بظهره على المقعد يضع ساق فوق آخرى يظهر الهدوء بينما بداخله مراجل مشتعله لو أطلقها الآن سيحول سلسبيل لأشلاء، لكن مازال يكبت تلك المراجل بداخله، لكن لن يستطيع التحمل كثيرا، نهض بالفعل وأتجه يمد يده وكاد يمسك يد سلسبيل، لولا دخلت نهله بنفس الوقت وجذبت سلسبيل من يدها للخلف قائله: العشا جهز. نهضت هدايه سريعا قائله: يلا بينا نتعشى، انا مش متعوده عالسهر، يلا يا ولاد. نهض النبوى كذالك ناصر، بينما جذبت نهله يد سلسبيل ولم تنتظر وخرجت من الغرفه، وهمست لها أثناء سيرهن: كان فين عقلك لما أتسحبتم خرجتى إنتى وأختك من البيت كيف الحراميه، بدل ما تكونى الكبيره والعاقله، بتتجننى أكتر من أختك الصغيره من غير ما تحسبى حساب لجوزك، ربنا يستر وتعدى الليله على خير. نظرت سلسبيل لها بصمت كم تمنت أن تؤازر إحداهن لمره واحده او حتى تصمت دون أن تلومهن أو تكسر من عزيمتهن، سلبية والداتهن دائما تضعفهن، و تجعلهن يرضخن للآخرين. بينما قماح سار خلفهن يحاول كبت تلك المراجل المشتعله بداخله، عقاب خروج سلسبيل سيكون وخيم لا مانع ينتظر بعض الوقت. دخل الجميع الى غرفة الطعام وجلسوا بأماكنهم وبدأوا بتناول الطعام، لاحظت قدريه أن سلسبيل شبه لا تأكل، فقالت: مش بتاكلى ليه يا سلسبيل؟ ردت سلسبيل: أبدا انا باكل أهو. ردت هدى: بصراحه أحنا كنا أكلنا سندوتشات بره وأنا كمان مش جعانه. نظرت هدايه ناحية سلسبيل وقالت: سلسبيل ضعفانه اليومين دول، المفروض تتغذى شويه وسندوتشات بتاعة بره دى مفيهاش غذا، كمان ملاحظه إن زهرت ضعفانه، يمكن بسبب الحمل. إرتبكت زهرت وقالت: فعلا، نفسى مسدوده عن أى أكل باكل سد جوع بس، حتى مببقاش عاوزه أكل بس ماما قالتلى بلاش أطاوع نفسى على قلة الأكل. ردت هدايه: إسمعى كلام عطيات وبلاش تطاوعى نفسك الحبل محتاج الست الجويه، ربنا يجومك بالسلامه. كانت قدريه ستتحدث لكن قاطعتها هدايه قائله بحسم: كفايه حديت عالوكل الحديت بينجص بركة الوكل... تحدث كارم الذي دخل يقول وهو ينحنى يقبل رأس هدايه: كلامك زين يا چدتى، الحديت عالوكل بينجض بركته. تبسمت له هدى قائله: شكل حماتك بتحبك، چاى عالوكل. تبسم كارم يرد بمرح: أكيد حماتى بتحبنى دى هتبجى ملاك كيف چدتى إكده. تبسم ناصريقول: شكلكم بتتمسخروا وانتم بتتكلموا صعيدى إكده، دلوق اللهجه مش تجيله على لسانكم. ردت هدايه تنظر ناحية قماح الذي يأكل صامت: مين اللى جال إن اللهچه الصعيديه تجيله، قماح أها رغم السنين اللى عاشها بعيد عن إهنه، بس أوجات كتير بيتكلم بيها، هي بس مسأله تعود، يلا يا كارم إجعد مكانك عالسفره، وكيف ما جولت من هبابه كلوا وأنتم ساكتين وبعد الوكل إتحدتوا براحتكم. جلس كارم بمكانه جوار سلسبيل الذي تبسم لها وقال: بالهنا يا سلسبيل. أمائت سلسبيل له راسها بصمت، بينما بداخلها غصه بسبب كارم هي رأته اليوم أثناء خروجه من أحد الكافيهات وكانت تسير لجواره فتاه منقبه، كان ييدوا سعيدا، والآن أيضا سعيد، كيف تبدل حاله هكذا منذ أيام كان الحزن على رحيل همس مسيطر عليه، يبدوا أن أخرى دخلت لحياته أنسته همس، يبدوا أنها كانت مخطئه حين ظنت أن كارم ليس مثل قماح، يبدل في النساء كما تهوى نفسه، لكن مهلا تذكرت ذالك الطيف الذي راودها قبل خروجها مع هدى وقت ان كانت بالأتلييه الخاص بها، هذا تفسير ذالك الطيف، إمرأه ترتدى الاسود منقبه كالتى رأتها تسير جوار كارم، غص قلبها وأيقنت ربما موت همس أفضل لها من أن كانت تعيش وتنصدم في كارم الذي نسيها سريعا. أثناء تناولهم للطعام، رن هاتف قماح، أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه رد على من يتصل عليه، لينهض فجأه قائلا: أنا جاى مسافة السكه. نظرت له هدايه قائله: خير يا قماح، إيه اللى حصل؟ رد قماح: مضرب الرز اللى في أسيوط حصل فيه ماس كهربائى وحصل حريق في جزء منه، والمطافى ادخلت ولازم اروح أباشر التحقيقات وأشوف الضرر اللى حصل. إنخضت هدايه قائله: ربنا يستر ياولدى، بس إنت بتجول هتسافر دلوق، كيف يا ولدى الطريج مش آمان، أجولك خد محمد أخوك معاك. تحدثت قدريه بتسرع وغباء: لاه محمد لاه احنا بالليل وزى ما جولتى الطريج مش آمان... قالت قدريه هذا وعاودت الحديث بتبرير كاذب: جصدى بلاش لا محمد ولا قماح يسافروا دلوق، خليهم لبكره النهار له عين، بدل سفر الليل، الطريج مش آمان، أنا خايفه عليهم الإتنين. نظرت لها هدايه قائله: جولت محمد هيسافر مع قماح، وهما هيبجى معاهم سلاح، وأنتى ادعى لهم بالخير، هم يا محمد مع أخوك. نهض محمد مرحبابالذهاب مع قماح، بينما قماح إنحنى على سلسبيل وقال بنبرة توعد: لما أرجع هحاسبك متفكريش إنى هنسى عقاب خروجك بدون إذن منى. قال قماح ذالك وخرج من الغرفه خلفه أخيه محمد. بينما شعرت سلسبيل برجفه سارت في كامل جسدها، يصحبها شعور آخر، لا تعلم لما شعرت بغثيان حاولت التحكم في نفسها لكن نهضت. تحدثت قدريه حين رأت سلسبيل تنهض قائله: على فين مش هتكملى وكلك، ولا قماح جالك أيه سد نفسك. نظرت لها سلسبيل وخرجت من الغرفه دون رد. بينما نظرت زهرت ل رباح نظره فهم معناها أنها تود النهوض هي الآخرى هي تشعر بالغيظ كانت تود ذهاب رباح مع محمد بدل عن قماح، هدايه تتعمد إبراز أن قماح هو رجل العائله، كما أنه كان غياب رباح سيسهل عليها تنفيذ مخططها لتنتهى من كذبة أنها حامل. نهض رباح هو الآخر قال: أنا شبعت وبما إن قماح سافر هو ومحمد لأسيوط فا شغل هنا كله هيبقى عليا هطلع أستريح عشان أبقى فايق، يلا بينا يا زهرت تصبحوا على خير. ردت هدايه: وأنت من أهله، ربنا يعينك، تصبحى على خير يا زهرت. أمائت لها زهرت راسها ورسمت بسمه على شفاها قائله: وانتى من أهله. قالت زهرت هذا وفرت بخطوات سريعه تسبق رباح تخرج من الغرفه كأنها تتوارى من عين هدايه التي تشعر انها تعرى حقيقة كذبتها أنها حامل عليها التخلص من تلك الورطه بأقرب وقت قبل أن تنفضح كذبتها. بينما قدريه زاد إشتعال صدرها، فهمت لما فعلت هدايه ذالك ولم تعارض سفر قماح ليلا هي أرادت إبعاد قماح الليله عن المنزل، حتى يتسنى له الهدوء مع الوقت وينسى ولا يعاقب سلسبيل، على خروجها دون إذنه. بينما نهله نظرت لهدايه نظرة إمتنان، كذالك النبوى وناصر لتنتهى الليله هادئه دون حدوث مشكله. بعد قليل بشقة سلسبيل... خرجت من الحمام لا تعلم سبب لذالك المغص التي تشعر به أرجحت ذالك لتناولها الطعام من الشارع. جلست قليلا على الفراش تشعر بهبوط وضعف، وشعرت أيضا بالملل لبقائها بالشقه وحدها، حسمت أمرها وإرتدت إيسدال فوق منامتها ونزلت الى شقة والداها، لكن قبلها هاتفت هدى كى تفتح لها باب الشقه. تبسمت هدى وهي تفتح باب الشقه قائله بمزح: ايه مقدرتيش تنامى في الشقه مش قادره تستحملى غياب قماح. زغدت سلسبيل هدى قائله: وسعى خلينى أدخل، الحق عليا قولت البت هدى بتسهر طول الليل عالابتوب، اما أنزل أكبس على نفسها، ارحم عنيها شويه. أخذت هدى جنب ودخلت سلسبيل الى الشقه ودخلن الى غرفة هدى، نظرت سلسبيل الى الفراش وجدت عليه الابتوب الخاص بهدى، قالت لها: أهو جسم الجريمه عالسرير زى ما قولتلك. تبسمت هدى قائله: تعالى في حاجه كنت عاوزه أقولك عليها. جلسن على الفراش فتحت هدى الحاسوب على إحدى المواقع وقالت لها: شوفى الموقع ده كبير لمركز بيدى كورسات في نظم البرمجه إكتشفت إنه له فرع هنا بنى سويف، وقدمت من خلال النت على دوره هتبدأ بعد يومين. تبسمت سلسبيل قائله: طب كويس والله اهو تسلى وقتك على ما ترجع الدراسه تانى بدل ما أنتى خلاص قربتى عقلك يفوت. تبسمت هدى وقالت: وأنتى هتفضلى كده قاعده في البيت، مزهقتيش. ردت سلسبيل: زهقت والله وطلبت من بابا أشتغل قالى قولى لقماح، قماح رفض قولت ل بابا تانى من يومين يكلم قماح يمكن يقنعه، وأهو أنا مستنيه رد بابا. ردت هدى: طب وأفرضى قماح فضل مصر على رأيه إنك متشتغليش هتعملى أيه؟ ردت سلسبيل: مش عارفه هعمل أيه انا خلاص جبت آخرى من مرات عمك ومرات إبنها الإتنين ماسكينى في الراحه والجايه تلقيح، بس معتقدش قماح ممكن يرفض طلب بابا منه. تبسمت هدى وقالت: طب والمعرض اللى عاوزه تعمليه بالتماثيل بتاعتك. ردت سلسبيل: لأ معتقدش ده قماح ممكن يعترض عليه، زى ما هو معترض إنى أشتغل في المقر مع المحاسبين، المعرض هيبقى يوم أو إتنين بالكتير. تبسمت هدى وقالت: بتمنى بابا يقدر يقنع قماح يغير رأيه مع إنى مش شايفه سبب إن يعارض إنك تشتغلى، ده حتى ممكن يكون بفايده أكبر، لما هتشتغلى في المقر هتبقوا مع بعض في البيت والشغل كمان. ردت نهله التي دخلت عليهن بسخريه قائله: تشتغل ايه مش أما تعرف تحافظ على بيتها الأول تبقى تدور عالشغل، قولى لى ليه لما قماح كان ببتصل عليكى مكنتيش بتردى عليه: شعرن هدى وسلسبيل بغصه من حديث والداتهن، وقالت سلسبيل: مكنتش برد عليه لآن تليفونى مكنش معايا كنت نسيته في الاتلييه قبل مانخرج. ردت نهله: نسيتى الموبايل لكن الصياعه أنتى واختك منستوهاش وبالذات أنتى ناسيه إن ليكى زوج كان لازم تستأذنى منه قبل ما تخرجى من البيت، طب الصغيره هقول طايشه، وانتى كان فين عقلك، عارفه لو مش سفر قماح الليله الله اعلم كان أيه اللى ممكن يحصل. نهضت سلسبيل وتوجهت نحو باب الغرفه قائله: أيه اللى كان هيحصل وبعدين انا حاسه إنى مرهقه هروح أوضتى أنام فيها الليله وأفكر في اللى كان هيحصل، لو قماح بيه العراب مكنش من عليا وأتجوزنى، تصبحوا على خير. خرجت سلسبيل من غرفة هدى وذهبت الى غرفتها، بينما نظرت هدى لوالداتها بيأس ان تتغير وتساندهن حتى مره واحده. نظرت لها نهله وقالت بآمر: وانتى كمان اقفلى الابتوب ده اللى هيضيع نظرك ونامى، تصبحى على خير. ردت هدى بيآس: وانتى من أهله يا ماما. خلعت سلسبيل ذالك الايسدال وبقيت بالمنامه التي كانت ترتديها اسفله، وإرتمت بجسدها فوق فراشها القديم، تشعر كأنها كالطير الذي كان محبوس وعادت له حريته، تعلم أنها قد تكون تلك الحريه لليله واحده. بعد مضى يومين. ليلا بشقة رباح وزهرت. خرجت زهرت من الحمام تمثل الآلم أمام رباح الذي إنخض حين رأها تخرج من الحمام تضع إحدى يديها خلف ظهرها والآخرى أسفل بطنها، تجيد تمثيل الآلم. قال بخضه: زهرت مالك، ألبسى بسرعه وخلينا نروح للدكتوره تكشف عليكى، مش عارف أيه حكاية المغص اللى بقى بيجى ليكى كتير ده. رسمت زهرت الآلم وقالت: أنا أتصلت عالدكتوره اللى متابعه معاها الحمل وقولت لها عالمغص ده وأدتنى إسم علاج، وجبته واخدته من شويه وأهو بدأ المغص يخف... رد رباح: بكره لازم تروحى للدكتوره دى تكشف عليكى مباشر وتشوف سبب المغص ده. ردت زهرت: أنا فعلا محتاجه أروح لها، مش بس علشان المغص ده، عاوزه أطمن عالبيبى، لو عالمغص أنا أتحمل، بس البيبى ميجراش له حاجه. رد رباح: يهمنى إنتم الإتنين تكونوا بخير وانتى الأهم يا زهرت. تبسمت زهرت له، بداخلها لا داعى لتأجيل إنهاء كذبة هذا الحمل فهذا هو الوقت المناسب، وتستريح من نظرات هدايه التي تشعر انها بين لحظه وأخرى قد تكشف تلك الكذبه. بحوالي الحاديه عشر ليلا. عاد قماح من سفرته دخل الى المنزل كان هادئ وشبه مظلم، صعد مباشرة الى شقته مع سلسبيل، تعجب الشقه. مظلمه للغايه، يعلم أن سلسبيل تخاف من العتمه، أشعل ضوء وذهب الى غرفة النوم، وأشعل ضوئها تفاجئ سلسبيل ليست بالغرفه الفراش مرتب بنفس الفرش الذي كان عليه من يومين، إذن سلسبيل لم تنم هنا الليلتان الماضيتان، بتلقائيه تأكد ان سلسبيل كانت تنام بشقه والدايها، خرج من الغرفه والشقه ونزل الى شقة عمه، وقام برن جرس الشقه... لم يتنظر كثيرا، فتح له ناصر الباب، تبسم حين رأه وقال: إنت رجعت يا قماح حمدلله على السلامه. أماء قماح له وقال: الله يسلمك يا عمى، ياريت تصحى سلسبيل لو نايمه. تبسم ناصر له وقال: تعالى أدخل على ما أصحيها بلاش توقف عالباب كمان شكلك تعبان شويه. رد قماح: متشكر يا عمى، لأ مش تعبان هما شوية إرهاق من السواقه وانا راجع، انا طالع الشقه وحضرتك صحى سلسبيل خليها تحصلنى، تصبح على خير. تبسم ناصر له وقال: طيب هدخل اصحيها واقولها انك رجعت وانت من أهل الخير. صعد قماح مره اخرى للشقه ينتظر عودة سلسبيل، حك جبينه بيديه يشعر ببداية توعك في جسده، ظن في البدايه أنه ربما، إرهاق، فدخل الى الحمام ينعش جسده بحمام هادئ. بينما بشقه ناصر. كانت سلسبيل نائمه، ترى بمنامها همس تقترب منها. تحدثت سلسبيل: همس إنتى رجعتى تانى. أمائت همس لها بصمت وبدأت تبتعد عنها مره أخرى، تعجبت سلسبيل ونادت عليها تقول: همس إستنى سارت سلسبيل خلفها حتى وقفت أمام باب غرفتها، ونظرت لسلسبيل وتبسمت ثم دخلت الى الغرفه، دخلت سلسبيل خلفها الى الغرفه لكن وجدت الغرفه خاليه، تلفتت سلسبيل تنظر حولها تبحث عن همس، لكن همس إختفت، نادت سلسبيل لكن كآن صوتها إنكتم، لكن هنالك صوت آخر يسحب سلسبيل لتصحوا فتحت سلسبيل عينيها ونظرت الى من يوقظها ببسمه. تبسمت سلسبيل. تبسم ناصر يقول: قماح رجع ومستنيكى في شقتكم. إبتلعت سلسبيل حلقها التي شعرت كأنه جف وازاحت غطاء الفراش ونهضت من عليه، وأتت بإيسدال خاص بها وأرتدته فوق منامتها وضعت على رأسها وشاح ذالك الايسدال... وخرجت من شقة والداها وصعدت الى شقتها. دخلت الى الشقه تشعر ببعض الترقب قماح طوال اليومين الماضيين لم يهاتفها كزوج بعيد عن زوجته حتى كى يطمئنها عليه، كانت تعلم من والداها أنه هاتفه، لكن لم تسأل والداها أسأل عليها أم لا، لديها يقين أنه لم يسأل عليها لو أراد كان سهل أن يتصل عليها مباشر، لكن ذالك العنجهي دائما يشعرها بعدم أهميتها. دخلت سلسبيل الى غرفة النوم مباشرة، تفاجئت بقماح يخرج من الحمام شبه عارى بمنشفه حول خصره فقط. للحظه خجلت سلسبيل وأخفضت وجهها، بحياء. تبسم قماح بسخريه وقال: مالك وشك مخضوض كده ليه مكنتيش متوقعه أرجع تانى، ولا تكونى أول مره تشوفينى عريان. خجلت سلسبيل من حديثه وقالت: تحب أحضرلك عشا. نظر قماح لها بتفحص وإقترب منها وقال: لأ أنا أكلت سندوتشات في السكه وأنا جاى، حبيت أجرب آكل بره البيت. فهمت سلسبيل أن قماح يلمح الى خروج سلسبيل قبل يومين، علمت أن الليله سينفذ وعيده الذي قاله قبل يومين، إبتلعت ريقها، وصمتت تنتظر ماذا سيفعل. بالفعل إقترب قماح من سلسبيل وقام بجذبها من خصرها بقوه لتلتحم بصدره. إنخضت سلسبيل. بينما تبسم قماح بزهو وهو ينظر لعين سلسبيل المترقبه. فاجأها يلتهم شفاها بقبلات قويه وعنيفه، ترك شفاها، ووقفت ينظر لها وهي تلتقط أنفاسها الهاربه منها، دخل لعقله زهو وقبل أن تهدأ أنفاس سلسبيل جذبها مره أخرى يعاود تقبيلها بنفس القوه وترك شفاها ودفعها لتقع بجسدها فوق الفراش، جثى سريعا فوقها يعاود تقبيل عنقها وصولا لصدرها يترك أثار داميه على جسدها يعاود تقبيل شفاها بعنف يمارس عليها علاقه العنف عنوانها، بداخله لا يستلذ بتلك العلاقه، لكن لا يعرف سبب لما يفعل ذالك، هل عقاب لها إم يريدها أن تشعر بذالك الآلم الذي يغزو جسده يقاومه بممارسته العنيفه معها، كأنه يريد أن تشاركه ذالك الآلم الجسدى الذي يشعر به يتوغل لجسده. بينما هي عقلها يرفض كل ذالك الآلم التي تشعر به بجسدها تتمنى أن تنتهى تلك العلاقه البشعه التي جعلتها تمقت هذا الزواج أكثر من قبل، إن كان هذا هو العقاب الذي قال لها عليه، لن تجعل هذه الليله تنتهى قبل أن ينتهى هذا الزواج المقيت، كل ما تتمناه أن ينهض عنها ويحدث ما يحدث بعد ذالك. بالفعل نهض عنها وإرتمى بجسده على الفراش يلهث يتصبب عرقا يآن بآلم أقوى منها، أغمض عيناه فاقدا كل قواه. كل ما يشعر به آلم يفتك برأسه، جعله يهزى، بإسم والداته كأنه ينجيها أن تعود له يتخيل أنها تمد يدها له كى تسحبه لينام بأحضانها ويستمتع بتمسيدها على خصلات شعره. بينما هي تشعر أن ليس جسدها فقط من سحق، بل روحها، يكفى بعد هذه الليله البشعه إرتسمت نهايه واحده لهذا الزواج، الطلاق، حتى لو كلفها ذالك أن تترك هذا المنزل وتتخلى عن كنية العراب من إسمها.


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع