رواية عش العراب الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
19=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع عشر حين دخلت هدايه الى الدار تسمعت لتلك الأصوات العاليه، توجهت الى مكان الأصوات، نظرت بتعجب لما يحدث من هياج قدريه وقالت بإستفسار متعجبه: في أيه اللى بيحصل إهنه، ليه بترعجى إكده كيف التور الهايچ يا قدريه. ردت قدريه بصفاقه ووقاحه: الحربايه كبيره الدار أخيرا شرفت كنتى فين طول اليوم بدبرى لأيه، ولا يمكن كنتى مع إبنك عند العروسه الچديده ومش بعيد تكونى إنتى اللى كنتى مرسال الوصل بينهم حربايه طول عمرك بتكرهينى. من فتره كل يوم والتانى تاخدى نفسك وتغورى من الدار. غضب النبوى وكاد أن يضرب قدريه، لكن قالت هدايه بقوه ونهي: نبوى. إمتلك النبوى غضبه بصعوبه. بينما قالت هدايه: أنا عمرى ما كرهتك يا قدريه إنتى اللى قلبك كان حقود، كنتى عاوزه تاخدى السيطره وتتمريسى عالدار كنتى تجدرى تاخديهم بالراحه بس إنتى إتكبرتى وفكرتى إن الوقاحه وجلة الأدب واللسان الزفر هما اللى هيخلوكى كبيرة الدار، ربنا لما يكره بنى آدم يسلط عليه عقله يخليه يفكر إن بالكبر والقلب الحقود هيوصل لمبتغاه. سخرت قدريه قائله: الحجه هدايه بتجول حكم، كنتى عاوزانى خدامه كيف نهله، ولا ألعبان كيف الأغريقيه اللى ضحكت على ولدك وباركتى چوازها منيه. بينما النبوى قائلا: ياريتك كنتى زى واحده منيهم يمكن مكناش وصلنا للحال ده، كفايه يا قدريه معدش ليكى مكان إهنه في دار العراب. فى ذالك الوقت دخل ناصر متعجب من حديث أخيه بعد سماعه لحديث قدريه السافر، وقال بنفور: في أيه حصل عاد، إهنه، صوتك واصل الشارع يا قدريه. ردت قدريه: جاي منين إنت كمان، يمكن كنت الشاهد التانى، على چواز أخوك الشاهد الأول ولدى وإنت الشاهد التانى تعجب ناصر من حديث قدريه، أيقن أن قدريه تهلوس من جمرة قلبها الحاقد. بينما زهرت تتضارب بداخلها المشاعر بين فرح وبعض الحزن على حال عمتها لكن المسيطر عليها الفرح عمتها لم تساندها سابقا، بل أرادت زوجه أخرى غيرها لكنها إمتثلت بسبب ضغط رباح، كذالك إنشغالها دائما بالتخطيط لأخذ مكان هدايه. وتسيطر على دار العراب، عمتها فشلت فيما أردات أن تصل إليه ذات يوم، تسحبت بهدوء وتركت المكان، الى أن خرجت الى حديقة المنزل، تنفست بعض الهواء، وفكرت أتهاتف رباح وتقول له على ما حدث التي لا تفهم منه شئ سوا طلاق أبيه وأقوال أمه الغير مفهومه منها سوا أن النبوى تزوج بأخرى، وهو أنكر ذالك، فكرت حتى إن آتى رباح ماذا سيفعل، لا داعى لذالك، في أثناء ذالك صدح الهاتف بيدها برنين، للحظه أنخضت لكن تبسمت حين رأت إسم من يهاتفها على شاشة الهاتف. بالعوده للداخل، رد ناصر بعدم فهم: شاهد على جواز مين؟ مين اللى إتجوز! مش فاهم حاچه، أنا كنت مع تاجر بنتعامل معاه. تهكمت قدريه وقالت بسواد: ما أنت دايما متأخر حتى في خاطية بتك... قاطعتها هدايه قائله بحسم وقوه: همس مش خاطيه يا قدريه وإلزمى حدك، وأقفلى خاشمك، خاشمك ده اللى ربنا سايجه يكره فيكى خلقه، كفياكى عاد إكده. نظرت قدريه لها بغلول. بينما قال النبوى بإنهزام: كل حقوقك هتوصلك لحد بيت أخوكى يا قدريه، معدش ليكى مكان هنا، مهما تجولى مش هيبجى أسوء من اللى جولتيه قبل إكده. بغلول وحقد يهلك قلبها قبل الآخرين غادرت قدريه المنزل. فى نفس اللحظه، تحدث ناصر قائلا: مش فاهم أيه اللى حصل، ومين اللى إتجوز. نظر النبوى ل هدايه وقال: اللى حصل كان لازم يخصل من زمان قدريه كان لازم تطلع من حياتى، بس القدر. رد ناصر: طب ومين اللى إتجوز. رد النبوى وهو ينظر ل قدريه: كان كتب بنت واحد عزيز عليا، وكفايه اسئله لحد إكده، أنا عندى صداع هطلع أرتاح. تعجب ناصر، وشغل عقله تبادل النظرات بين النبوى ووالداته، لكن تحدثت نهله وهي تقترب من سلسبيل، وكشفت معصم يدها، وجدته به أثر قوى لضربة قدريه لها، نظرت ل قماح وقالت: مش عارفه قدريه ليه مغلوله من بناتى، بتعايرنى بواحده والتانيه كانت عاوزه تسجطها كيف ما كانت عملت فيا زمان وأنا حبله في سلسبيل رفصتنى برچلها في بطنى وجتها، وربنا نجانى. تعجبت هدايه ونظرت ليد سلسبيل ثم نظرت ل قماح وتبسمت. بعد قليل، بالغرفه التي كان يشارك النبوى فيها گارولين... دخلت هدايه، وجدته يجلس على مقعد جوار الفراش منكب برأسه على الفراش، يحمل بين يديه صوره يضمها لصدره، وضعت يدها على كتفه، قائله: عارفه إنى ظلمتك يا ولدى وحملتك فوق طاجتك كتير، بس إنت إبنى البكرى وكنت سندى من بعد أبوك. رفع النبوى رأسه ونظر لهدايه ومسك يدها التي كانت فوق كتفه وقربها من فمه وقبلها قائلا: إنتى مظلمتنيش يا أمى، ده كان قدرى، ومكنش بيدى، وكان لازم أتحمله، قدريه يعلم ربنا أنا كنت بحاول معاها كتير، ترجع عن السواد اللى في قلبها، بس هي إستسلمت له، أنا كنت عارف إنها هي السبب في موت كارولين، ومع ذالك والست عليها عشان ولادى التانين ميتربوش بعيد عنى وتسجى في جلوبهم السواد والغل اللى سجته ل رباح. وبجيت متوكد خلاص إنها كانت السبب في بعد قماح كمان عننا لفتره معرفش أيه اللى حصله فيها خلاه بالقسوه دى، ويقسى على الوحيده اللى قلبه دق ليها، كنت شايف نظراته ل سلسبيل من وجت ما رچع، كنت مستنى لحظة ما يجولى أنا بحب سلسبيل، ورايد أتجوزها، لما جه وجالى أنا ناويت أتجوز أول مره كنت حاسس هيقولى على سلسبيل، بس وجتها خيب ظنى، وجولت يمكن زى ما جال وجتها زميلته في الچامعه وقلبه حبها، بس بعد فتره صغيره، إنفصل عنها، حتى هند لما شافها وهي بتشتغل مع أبوها لفتت نظره وطلب منى أطلبها له، كنت زعلان، بس من جوايا جولت يمكن خير، ل سلسبيل إنها متبجاش من نصيبه، بس دى كمان متحملش وطلجها، بس لما جه رجب ونائل عشان يطلبوا سلسبيل، هو إتهز وعرف إنه مش هيقدر يشوف سلسبيل مع حد غيره، يمكن مكنش متوقع إن حد يقدر يقرب ويطلبها للجواز، أو كان بيكابر قلبه، بس لما حس إن سلسبيل هتبعد عن عينيه مقدرش يتحمل، بس بعد كده عمل أيه مجدرش يحافظ على سلسبيل، كان نفسى يبجى زى كارم ويحارب عشان يوصل لجلبها، بس هو إستسهل العنف معاها، بس النهارده لما وجف جدام قدريه وحمى سلسبيل منها قد ما كنت حزين من كلام قدريه فرحت إن قماح ظهر حبه ل سلسبيل وخوفه عليها. ردت هدايه: سلسبيل وقماح راچل ومرته والراچل ومرته ياما بيحصل بيناتهم، وفي الأول وفي الآخر بيرچعوا لبعض، ياولدى ربك هو اللى بيوفج الجلوب، كان من يصدج إن كارولين تچى لإهنه رحلة سياحه وتجابلها وتعشجها وتعشجك، صحيح كان القدر له حكم تانى، بس ربنا خلى من كارولين قماح ذكرى، وكمان كارم مخدش طباع قدريه الغلاويه، وحارب عشان يفوز ب همس، وعندى يقين إنه هيرجعها من تانى همس الجديمه. رغم غصة قلب النبوى لكن تبسم وقال: حصل أيه بعد ما أنا مشيت من الشجه. سىردت هدايه له ما حدث. تنهد النبوى قائلا: أنا كنت فكرت همس بدأت تتخطى حاجز الخوف، مش عارف حياتها مع كارم في بلد غريبه هيبحى شكلها أيه مع حالة الخوف اللى عندها دى. ردت هدايه: هتبجى زينه وبكره تشوف، بس إنت زيح الهم عن جلبك، كل أمر ربنا خير. تبسم النبوى وقال: إنشاء الله خير، يمكن خروج قدريه من حياتى إتأخر كتير، كان الفضل ليكى إنى بقدر أتحكم في نفسى عشان ولادى ميبعدوش ويتربوا بعيد عنى، بس خلاص كبروا دلوق، ويعرفوا مصلحتهم. بشقة سلسبيل بغرفة النوم. وقفت تضع أحد المراهم على معصم يدها، في ذالك الوقت دخل قماح الى الغرفه، كانت سلسبيل تقف بمنامه بلا أكمام، نظر قماح لها، خجلت سلسبيل وجذبت ذالك المئزر الذي كان موضوع فوق الفراش وإرتدت كم منه لكن لوجع يدها لم تستطع إكمال إرتداء الكم الآخر بسبب ألم يدها. للحظه تبسم قماح هل تظن سلسبيل أنه كان ينظر لجسدها، إقترب قماح من سلسبيل، قام بمسك يدها المصابه ونظر لها بغصه قائلا: إيدك زرقه، وأكيد بتوجعم، إلبسى هدومك وخلينا نروح لدكتور يشوفهالك ويكتبلك مسكن. جذبت سلسبيل يدها من يد قماح وتهمكت تنظر له صامته، لكن بداخلها تبتسم بسخريه أحقا يشعر قماح بآلم يدها، أليس هو من كان يتلذذ بترك أثار علاماته على جسدها. بينما قالت له بحده: مالوش لازمه الدكتور، حطيت مرهم عليها والصبح هخلى جدتى تدلها لى، والوجع هيروح ده وجع بسيط، مش جديد عليا أتحملت زيه قبل كده. قالت سلسبيل هذا ورغم ألم يدها الى أنها جذبت المئزر عليها وخرجت من الغرفه وتركت قماح الذي فهم الى ماذا تلمح سلسبيل، بالتأكيد لمعاملته العنيفه لها سابقا، شعر بآلم وندم. بعد مرور شهر. صباح أمام بقالة العم نسيم. تفاجئ محمد بنقر على زجاج باب سيارته، فتح زجاج باب السياره، ونظر لمن يقف أمامه يقول: ممكن نتكلم كلمتين يا أبنى في محل البقاله بتاعى. رغم تعجب محمد لكن نزل من السياره، وأتبع العم نسيم الى داخل محل البقاله تفاجئ محمد بقول نسيم: قولى يا أبنى أيه أخرة لعب العيال اللى بتعمله ده. تعجب محمد وقال: مش فاهم قصدك. رد نسيم: لأ فاهم انت بقالك فتره بتجى الصبح توقف هنا في الشارع، ولما تشوف سميحه بتمشى وراها بعربيتك، عاوز توصل لأيه، أنا كان سهل عليا أخلى شباب المنطقه يتعاملوا معاك بطريقه مش كويسه أقل ما فيها يضربوك ويخلوك تحرم تخطى عشر شوارع قدام الشارع ده بس أنا راجل أفهم في الناس كويس، شكلك وهيئتك إبن ناس، كمان محاولتش تتحرش حتى لفظيا بسميحه، بس وقفتك دى غير كمان تعقبك لها بعربيتك، فيها شئ غريب خلص يا أبنى وهات من الآخر. إرتبك محمد قائلا: أنا فعلا إبن ناس، ومش قصدى أعاكس ولا بتسلى، و بصراحه أنا معجب بالآنسه سميحه، بس. تبسم نسيم: بس أيه. رد محمد: خايف تكون مرتبطه، بالشخص اللى أوقات كتير بيوصلها للجامعه. تبسم نسيم قائلا: لأ متخافش مش مرتبطه، ده أخوها الكبير، دكتور في الجامعه. فرح قلب محمد وظهر ذالك بوضوح على وجهه. بينما قال نسيم: بص يا أبنى الخط المستقيم هو أقصر الطرق دايما، عجباك سميحه أدخل البيت من بابه بلاش توقف كده في الشارع تراقبها زى المخبرين. تحدث محمد بدون فهم: مش فاهم يعنى ايه أدخل البيت من بابه! رد نسيم: يعنى هات أهلك وتعالى أطلب إيدها من أمها وأخوها، سميحه متلاقيش زيها، أدب وأخلاق وكرامه. إرتبك محمد قليلا وقال: طب مش ممكن يكون في حياتها غيرى وترفضنى وقتها. رد نسيم: زى ما قولتلك في الاول الخط المستقيم هو أقصر الطرق، لو في حياتها شخص غيرك وقتها يبقى تبعد عن هنا وملهاش لازمه وقفتك دى هنا كل يوم. أعاد محمد حديث نسيم في رأسه بالفعل هو محق. تبسم محمد بموافقه وقال: أنا هقول لبابا وهو يقول لجدتى ونجى نطلب أيد سميحه في أقرب وقت. تبسم نسيم يقول: الكلام أخدنا ونسيت أسألك إنت إسمك أيه ومنين؟ رد محمد: أنا محمد النبوى العراب. قبل أن يكمل محمد حديثه أوقفه نسيم قائلا: إنت إبن النبوى العراب التاجر المعروف بتاع الغلال. أماء محمد برأسه قائلا: أيوه. تبسم نسيم يقول: يعنى إنت حفيد الحجه هدايه. أماء محمد بموافقه. تبسم نسيم يقول: أنا نظرتى فيك مخيبتش، قولت واد ناس طيبين، لو قاصد شر كان من زمان لفت نظر سميحه له بأى طريقه، حتى لو عاكسها في الشارع، بص يا أبنى سميحه تربيتى من وهي صغيره لو قربت منها هتطلق عليك لسانها، مفيش غير الطريق المباشر قدامك، أدخل البيت من بابه. ظهرا بالأمارات العربيه نظرت همس بساعه معلقه بصالة الشقه. تعجبت الوقت فات على ميعاد مجئ كارم اليومى الى الشقه، فهو تعود على تناول وجبة الغداء معها يوميا، ثم يعود للعمل بذالك المطعم مره أخرى، شعرت همس ببعض التوجس، فكرت في الإتصال عليه، بالفعل آتت بهاتفها، لكن بآخر لحظه تراجعت عن الإتصال، تذكرت طوال الشهر المنصرم كارم لم يضغك عليها بأى شئ تنام بغرفه وهو بغرفه أخرى بينما حديث هادئ. حتى أنه يصطحبها للقاء تلك الطبيبه حسب المواعيد، لكن تشعر بوجود غصه في قلب كارم بعد أن عرف أن والده قد طلق والداته وأنها تعيش بمنزل أخيها، حاول الاتصال عليها للإطمئنان عليها لكنها ترفض الرد عليه، لم ترد عليه سوا مره واحده وذمته وإتهمته أنه ساعد في طلاقها من والده، وكيف سافر ولم يخبرها سابقا، بالتأكيد هرب حتى لا يواجهها، ربما لم يبوح لها كارم بذالك لكن هي سمعت حديثه مع عمها صدفه، شعرت بغصه قويه كارم فقد والداته بسبب زواجه منها، وذالك بسبب خوفها من معرفة أحد أنها مازالت تعيش، تذكرت حديثها الأخير مع الطبيبه حين سألتها عن مدى تقاربها من كارم كزوجين أخبرتها أن كارم لم يتخطى حدوده معها، بالتأكيد خائف أن تخشى منه ويسيطر عليها ذالك الرهاب، طلبت منها الطبيبه أن تحاول البدء بالتقرب من كارم، بالفعل هي ستبدأ الخطوه الأولى عليها المحاوله لبدأ حياه جديده، كارم بعد ما فعله من أجلها يستحق أن تجازف من أجله، وتشعره أنها تشعر لجواره بالآمان، لكن تعحبت لما لم يأتى مثل كل يوم لتناول الغداء معها. بأحد البنوك في بنى سويف. وقفت زهرت مذهوله تقول لمدير ذالك البنك الذي أمامها: يعنى أيه متقدرش تصرفلى الشيك ده. رد المدير: لأن الشخص اللى كتبلك الشيك ده إتجمدت إمضته على الحساب اللى كان بيسحب منه في البنك عندنا. تعجبت زهرت قائله: يعنى أيه، بس ده جوزى وإزاى كتبلى الشيك. رد المدير: معرفش تقدرى تسأليه بنفسك متأسف مقدرش أصرفلك قيمة الشيك. خجلت زهرت من المدير ودون حديث تركته وخرجت تشتعل غضبا، كيف حدث ذالك ولم يخبرها رباح بذالك، لكن جاء إليها شك أن يكون رباح نفسه لا يعرف، فكرت أن تهاتفه وتخبره بذالك، لكن تراجعت عن ذالك وهاتفت شخص آخر رد عليها بسرعه. تبسمت بمكر قائله: هند السنهورى بقالك شهر مكلمتنيش قولت أسأل عليكى أنا. رغم شعور هند بنفور ناحية زهرت لكن، حاولت إخفاء ذالك وقالت: أبدا والله انتى عارفه معزتك عندى بس مشاغل مع بابا في التجاره. ردت زهرت: ربنا يعينك، بس أيه مقضيه حياتك كده شغل أيه رأيك نتقابل أنتى وحشانى، وكمان نتكلم شويه نفضفض لبعض. فكرت هند، زهرت هي من تعطيها أخبار قماح، لما لا تقابلها وتعرف جديده. تبسمت هند وقالت: خلينا نتغدى سوا في المطعم اللى إتقابلنا فيه سوا في بنى سويف. ردت زهرت: وماله أنا قريبه منه وقربنا عالغدا، هستناكى هناك بلاش تتأخرى عاوزه أرجع ل دار العراب الوليه العقربه هدايه من يوم طلاق عمتى وهي ماسكه عليا بالحيله على ما عرفت أخرج من الدار ومش عاوزه اتأخر ترسم نفسها عليا. ردت هند: لأ نص ساعه واكون في المطعم. توجهت زهرت الى ذالك المطعم وجلست على إحدى الطاولات تفكر فيما قاله مدير البنك لها، حول تجميد إمضاء رباح، بالتأكيد ل سلسبيل يد بهذا، لما حين عملت بالحسابات تجمدت إمضاء رباح، إذن لتشغل عقلها ب هند. بعد قليل. نهضت زهرت ترسم بسمة رياء وقامت بحضن هند والترحيب بها وعتابها المزعوم منها بررت لها هند عدم إتصالها بإنشغالها. جلسن الأثنتين بالمطعم. تحدثت زهرت: أخيرا إتقابلنا كنتى وحشانى قوى. ردت هند برياء: والله أنتى أكتر. تبسمت زهرت: والله لما كنا سلايف كنا منسجمين مع بعض، وده كان عامل إزعاج ل عمتى قدريه وكمان للحجه هدايه، اللى بعد طلاق عمتى زى ما يكون مفيش قدامها غيرى شكلها عاوزه ترتاح منى. ردت هند: ورباح هيسمح بكده، رباح بيموت فيكى، طب ياريت قماح كان حبنى نص حب رباح ليكى، يمكن مكنش طلقنى. ردت زهرت بمكر: قماح هوائى وشكله كده بدأ يمل ويكل من الست سلسبيل، ولو مش حامل وكمان خايف من هدايه، يمكن كان طلقها بسبب معارضتها له إنها تشتغل غصب عنه. غص قلب هند وقالت: ده اللى بستغربله، قماح لما أتجوزنا ممنعنيش إنى أشتغل ليه عارض شغل سلسبيل. ردت زهرت: سلسبيل عاوزه تفرد نفسها وتبين أنها فيها من قوة وعقل العقربه هدايه، وده يمكن اللى مخلى قماح معارض شغلها، خايف تتنفخ عليه، زى العقربه هدايه كده ما لها كلمه على كل اللى في دار العراب الكبير قبل الصغير. ردت هند: أو يمكن بيحبها وبيغير عليها. ضحكت زهرت بسخريه وقالت: قماح يحب، ضحكتينى، طب تراهنينى إن لو ظهر واحده جديده قدام قماح مش بعيد يتجوزها على السلسبيل، او حتى يطلقها. وسوست زهرت بحديثها في رأس هند، التي قالت: قصدك أيه، يعنى قماح ممكن يتجوز للمره الرابعه. ردت هند بمكر: أو يعيد واحده من الإتنين اللى سبق وطلقهم، لو إستخدمتى ذكائك وقربتى من قماح ممكن جدا يفكر يرجعك، بالذات وأن الست سلسبيل بقت مشغوله في الشغل في المقر ومش فاضيه له. شعللت زهرت رأس هند، التي تبسمت لها بسمة موافقه. بالمقر كان هذا وقت الغداء بمكتب قماح. لم يخرج لتناول الغداء. بل ظل بمكتبه بتابع عبر حاسوبه كاميرات المراقبه. جلوس سلسبيل مع زملائها بالمكتب، يتناولون الغداء في جو من المرح بينهم، وبساطة سلسبيل في التعامل معهم، رأى جلوس أحد المحاسبين جوارها وحديثه معها وإبتسامها له، شعر بغيره قويه، ود أن يذهب اليها ويأتى بها تجلس معه ولا تبتسم لأحد غيره، كان قرار خاطئ حين إمتثل لقرارها بالعمل، هي لا تعلم أنه لم يكن يمنعها تجبر منه، بل غيره عليها، أجل يغار حين تتحدث مع أى رجل غيره، بالأخص هؤلاء الموظفين بالمقر، سابقا حين كانت تأتى بعض الوقت تقوم ببعض التدريب أثناء دراستها كان يشعر بالغيره حين يراها تتحدث معهم، وكان ذالك لوقت قصير ساعتين بالأكثر ومره مرتين بالأسبوع، والآن لوقت طويل ويوميا زفر انفاسه، وفكر في شئ قد يجعلها تذهب الى مكتبه، رفع سماعة هاتفه وطلب من السكرتيره الخاصه به، طلب بعض ملفات المحاسبه من الحسابات، وأن تأتى بها سلسبيل. بالفعل بعد وقت. دخلت سلسبيل ببعض الملفات تبسم قماح خفيه وقال: شايف إنك بسرعه تأقلمتى مع الموظفين في المقر. ردت سلسبيل: عادى، سبق وكنت باجى وانا في الجامعه هنا وليا معرفه سابقه معاهم، بس أكيد مطلبتنيش عشان كده، دى الملفات الخاصه اللى طلبتها من سكيرتيرتك. تبسم قماح: فعلا طلبتك عشان شغل، الملفات دى فيها حسابات لبعض الموردين اللى إنتهى تعاملنا معاهم، وكنت عاوز أخد فكره عن إجمالى معاملاتهم معانا، وبصراحه معنديش وقت أقرى الملفات دى ممكن تختصرلى الموجود فيها شفهيا. ردت سلسبيل: تمام. نهض قماح من على المقعد خلف المكتب، وإقترب من سلسبيل قائلا: خلينا نقعد هناك، حتى نبقى قريبين من بعض وأفهم أكتر. نظرت سلسبيل الى المكان الذي أشار لها عليه، كانت أريكه جلديه وامامها طاوله صغيره، بالفعل ذهبت للمكان وجلست خلف جلوس قماح، وبدأت في توضيح الملفات له، لكن هو لم يكن يركز في ذالك كان يركز معها هى، ود أن يجذبها ويقبلها يروى ظمأه لشفاها بسبب هجرها له الفتره الماضيه، بالفعل أقترب أكثر من سلسبيل ووضع يده على كتفها يقربها منه. إرتبكت سلسبيل حين شعرت بيده التي وضعها عليها، ورفعت بصرها عن تلك الملفات ونظرت له. نظر قماح لها أيضا، كادت سلسبيل أن تتوه في عيناه، وكذالك قماح الذي جذبها عليه لم يعد يفصل بين شفاهم سوا سنتميترات قليله، لكن في تلك اللحظه فتح باب المكتب دون إستئذان. مما أربك سلسبيل، وجعلها تفيق من تلك السطوه وتراجعت برأسها تنظر الى من دخلت عليهم دون إستئذان ترسم بسمة دهاء قائله: قماح وحشتني. نهضت سلسبيل من جوار قماح تسير ونظرت لها بإشمئزاز قائله: متشوفيش وحش، أظن أنا خلصت توضيح الملفات لك أسيبك ل هند السنهورى اللى وحشتها وجايه تشوفك وتملى عيونها بيك. تضايق قماح من ذالك بشده كم ود أن يطرد هند الآن من المكتب ويطلب من سلسبيل البقاء معه. لكن خروج سلسبيل السريع منعه من ذالك، نهض هو الاخر من مجلسه وذهب الى خلف مكتبه وجلس على المقعد قائلا بفتور: خير يا أستاذه هند جايه ليه النهارده. شعرت هند بوخز في قلبها، ليس فقط من حديث قماح الفاتر، بل حين دخلت ورأت قماح قريب من سلسبيل بدرجه قريبه للغايه ربما لو لم تدخل بالوقت المناسب لكان قبلها، لكن رسمت بسمه قائله بعتاب مدلل: أستاذه هند، من أمتى كان بينا رسميات يا قماح، بصراحه، أنا كنت هنا قريبه من المقر بتغدى مع تاجر بنتعامل معاه ومستظرفتوش أستأذنت منه ولما لقيتنى قريبه قولت آجى أسلم عليك. رد قماح: وأيه سبب عدم إستظرافك للتاجر عالعموم ميهمنيش، وكان لازم قبل ما تدخلى للمكتب تاخدى إذن منى. ردت هند وهي تتغاضى عن فتور حديث قماح: أبدا تاجر غلس شويه وكذا مره لمحلى بإعجابه بيا، وأنا بصراحه مش برتاح لنظراته، أنت عارف إنى بحب أشتغل مع التجار اللى برتاح لهم، بس بابا ضغط عليا أقابله، وأتكلمت معاه في الشغل ولما لقيته هيتعدى حدوده إستاذنت منه بحجة إنى عندى ميعاد معاك هنا في المقر. قالت هند هذا وسارت بدلال الى أن أقتربت من مكان جلوس قماح وإنحنت على مكتبه أمامه قائله: شكلك أضايقت من مجيي لهنا عالعموم... قطع حديث هند، سماع طرق على الباب، ودخول سلسبيل بعده التي إنصدمت للحظات من وقوف هند وإنحنائها على مكتب قماح، لكن أظهرت الامبالاه وقالت بتريقه: آسفه إن كنت قاطعتكم، نسيت الملفات وكنت راجعه عشان أخدهم، بالفعل أخذت سلسبيل الملفات وخرجت سريعا. بينما نهض قماح ونظر ل هند قائلا بحده: أظن سبق وقولت ليكى، اللى بينا شغل وبس، ياريت تتفضلى، مش فاضى وبعد كده قبل ما تجى للمقر، تبقى تطلبى ميعاد الاول. تضايقت هند من جفاء قماح ورسمت الدموع وقالت: قماح إنت ليه بتعاملنى بالطريقه دى، إنت عارف إنت أيه بالنسبه ليا، قماح أنا معنديش مانع إنى أكون زوجه تانيه لك. بالمركز التعليمى. إنتهت تلك المحاضره، وخرج معظم المتدربين من الغرفه، أثناء سير هدى للخروج كادت تتصادم مع إحداهن التي دخلت ببسمه تقول بعشم: نظيم إتأخرت ليه، بقالى نص ساعه مستنياك تحت السنتر ولما زهقت قولت أطلع أكبس عليك لا تكون موزه غيرى بتعاكسك. تبسم لها نظيم بقبول. بينما نظرت هدى لها تتفحصها تبدوا بسيطه، ولاحظت اللدغه، لا تعرف لما شعرت بالغيره منها وعادت بنظرها الى نظيم الذي تقابلت عيناه مع عيني هدى، تبسم لها، بادلته هدى بعدم أهتمام وخرجت مباشرة، لكن فكرها مشغول من تكون تلك الفتاه، التي قبل أن تحدثه ارسلت له قبله في الهواء، وهو تبسم لها. ليلا بعد منتصف الليل، بالأمارات. كانت همس تجلس أمام شاشة التلفاز تشعر بالقلق، كارم لم يأتى طوال اليوم، وهاتفته عدة مرات ولم يرد عليها، فكر عقلها أن تذهب الى ذالك المطعم، حسمت أمرها، ستبدل ملابسها وتذهب الى المطعم، لكن قبل أن تدخل الى غرفة النوم، سمعت تكات فتح باب الشقه. ذهبت سريعا نحو الباب، تبسمت حين رأت كارم يدخل، بتلقائيه منها أرتمت في حضنه قائله: الحمد لله إنك بخير. رجف قلب كارم ولف يديه حولها سعيد بذالك. لكن إنتبهت همس لنفسها وشعرت برجفه وإبتعدت عن كارم سريعا وقالت بإرتباك: أيه اللى آخرك لنص الليل وكمان مجتش عالغدا و طول اليوم بتصل عليك مش بترد. شعر كارم بنغزه في قلبه بعد أن إبتعدت همس، لكن في نفس الوقت تذكر حضنها له فأبتسم قائلا: أبدا، حالنا عميل وطلب تأجير المطعم العشا على شرف حفله مهمه له، وكنت مشغول مع العمال طول اليوم، عشان تعرفى وشك حلو عليا يا همس، العميل ده رجل اعمال وطلب منى أنه يعمل حفلات ولقاءات خاصه بشركته عندى في المطعم من وقت للتانى. تبسمت همس قائله: مش وشى اللى حلو عليك، إنت اللى ضميره سالك. ضحك كارم يقول بتكرار: هاميس ناصر العراب اللى كانت بتدرس في مدارس لغات تقول كلمة سالك. تبسمت همس قائله: دى كلمه عاديه على فكره مش محتاجه مدارس لغات، وبعدين بطل تريقه. تبسم كارم يقول: هبطل تريقه لأنى جعان طول اليوم مأكلتش. تبسمت همس قائله: مش كنت في المطعم طب ليه مأكلتش طول اليوم. تبسم كارم يقول: إتعودت خلاص، لازم ناكل سوا ونتكلم واحنا بناكل. تبسمت همس قائله: بس جدتى هدايه كانت دايما تقولنا لا كلام على طعام. تبسم كارم يقول: ده أحلى الكلام هو اللى بيتقال على الطعام. بشقة سلسبيل تقلبت سلسبيل في فراشها تشعر بضجر، لكن فجأه سمعت صوت فتح باب الغرفه، نظرت بإتجاه الباب تبسمت حين رأت دخول قماح نصف عارى، تبسم هو الآخر لها وأقترب من الفراش، وإنحنى عليها وقبل جانب عنقها، ورفع رأسه ينظر لعين سلسبيل. تبسمت له بقبول، إنحنى قماح يقبلها مره أخرى، تجاوبت معه سلسبيل ولفت يديها حول عنقه مستمتعه بقبلاته.
20=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العشرون بعد منتصف الليل ب دبى إستيقط كارم يشعر بالظمأ لم يجد ماء بالغرفه، نهض من على سريره وخرج من الغرفه كى يذهب الى المطبخ، لكن لاحظ خط نور ساطع من باب غرفة همس الموارب قليلا تعجب، وقام بالطرق على الباب، دخل مبتسما بعد أن سمحت له همس، دخل مبتسما وهو يقترب من الفراش قائلا: أيه اللى مسهرك لحد دلوقتي، وأيه القماش الكتير والورق اللى على السرير ده. تبسمت همس قائله: بصمم باترون عشان أبدأ في تنفيذ كسوة سبوع إبن سلسبيل. بعد كارم بعض القماش وجلس على الفراش قائلا: أنا شايف إسم ناصر مكتوب على بعض القماش ليه. تبسمت همس قائله: مش بتقول جدتى بتأكد أن سلسبيل حامل في ولد يبقى متأكده سلسبيل هتسميه. ناصر. رد كارم: أيه سبب اليقين اللى عنده ده. شعرت همس بغصه وقالت: عشان إحنا التلاته كنا متعاهدين إن أول ولد هنخلفه هنسميه ناصر. ضحك كارم قائلا: يعنى بكده في المستقبل إنشاء الله هيبقى في تلاته ناصر. غص قلب همس وقالت: إنشاء الله. تبسم كارم قائلا: واضح أن عمى ناصر محظوظ، بتلات بنات، أحلى من بعض. تبسمت همس تشعر بشوق لوالديها وأختيها. لكن نفضت عن رأسها قليلا وقالت: كارم كان في موضوع عاوزه تكلم معاك فيه. عاوزه أعرف رأيك أيه. رد كارم: وأيه الموضوع ده. ردت همس: وانا بشترى القماش المستلزمات دى، من محل القماش، المحل ده له إسم كويس هنا في دبي، لما إشتريت مستلزمات كتير، الست صاحبة المحل سألتنى و خدت معاها في الكلام، ولما قولت إنى بعرف أخيط وبطرز مفارش و كمان بشتغل شغل تريكو كويس، وكان معايا منديل أنا مطرازه لما شافت تطريزه إتهوست بيه وقالتلى إن عندها كمان مشغل كبير لشغل الهاند ميد، سواء التطريز او التريكو اليدوى، لأن في بعض العملاء بيحبوا نوعية الشغل ده، ويبقى ربحها أكبر، و لو أحب أشتغل معاها وأساعد في تعليم البنات في المشغل هي معندهاش مانع، بس أنا قولت لها أن ممكن اشتغل طلبيات وأنا هنا في الشقه، إنما عرض إنى أعلم البنات في المشغل ده صعب. تبسم كارم وقال: طب والله عرض كويس أنتى متمكنه في التطريز، وليه صعب تشتغلى معاها تعلمى البنات في المشغل سهل تشتغلى يومين في الأسبوع تعلمى البنات، ومتنسيش منه تدريب عملى على دراستك اللى لازم تخلصى من السنه دى بقى. فرحت همس وقالت: يعنى ده رأيك، اوافق على عرضها. تبسم كارم يقول: طبعا توافقى، دى فرصه كويسه ومتأكد مع الوقت هيبقى عندك مشغل خاص بيكى. فرحت همس كثيرا قائله: إنت عارف إنى كنت ناويه أفتح مشغل بعد ما أخلص الدراسه، بس... توقفت همس عن إستكمال حديثها وشعرت بآلم في قلبها، بسبب ما حدث لها دمر أحلامها. شعر كارم بذالك وقال: الفرصه لسه قدامك يا همس، ويمكن قبل ما تخلصى دراسه يكون عندك المشغل، وأهو كمان تساعدينى في بنى مستقبلنا مع بعض. تبسمت همس قائله: فلوس العراب هي اللى أشترت لينا شقه ومطعم هنا. تبسم كارم وقال: الفلوس دى دين عليا وهسدده ل بابا على دفعات مع الوقت، ده كان إتفاقى معاه من قبل ما نسافر ما هو مش هنفضل معتمدين على فلوس العراب، لازم يكون لينا حياتنا الخاصه بينا وبأولادنا. نظرت همس ل كارم بشعور مؤلم حين قال، أولادنا. هل سيكون لهم أطفال بالمستقبل، مازال ذالك الرهاب يتملك منها، كارم لم يتعدى حدود إبن عمها الى الآن. بينما تبسم كارم قائلا: همس بابا قال للعيله إنى أتجوزت. تعجبت همس برعشة صوت قائله: بجد طب كويس، متأكده عمى مش هيقولهم إني لسه عايشه، فا مش هيفرق معاهم إتجوزت مين. رد كارم: لحد أمتى يا همس هتفضلى مخبيه عنهم إنك لسه عايشه. إرتعش صوت همس أكثر وأخفضت وجهها قليلا تخفى تلك الدمعه بعينيها وقالت: معرفش لحد أمتى ومن فضلك بلاش تضغط عليا في الموضوع ده، وسيب القرار للقدر هو اللى يقرر أمتى الوقت. إقترب كارم من مكان جلوس همس ووضع إحدى يديه على يديها التي تفركهما ببعض، وباليد الأخرى رفع رأسها، ونظر لعينيها. فرت دمعة همس دون شعور منها جفف كارم بإنامله تلك الدمعه، تلاقت عينيه مع عيني همس، تبادلت العيون النظرات لبعضها تبوح بمكنون القلوب الجريحه التي دواؤها أمامها لكن مر تذوقه. ملس كارم على وجنتي همس بأنامله كأن يمسك زجاج يخشى أن ينكسر بين يده، للحظه أغمضت همس عينيها مستمتعه بملمس أنامله التي تسير على وجهها، بذالك الحنان، لكن فجأه آتت تلك الذكرى المره أمامها، تذكرت صفعات هذان الوغدان لها. فتحت عينيها سريعا وعادت برأسها للخلف سريعا صامته. لاحظ كارم ذالك، لكن لم يستسلم ومد يده على وجهها يعود يتلمسه براحه، ورفع يده الأخرى أحكم وجهها بين يديه. إرتعش جسد همس، شعر كارم برعشة همس بل ورأى إرتعاش شفتاها، التي ملس بأنامله عليها، دون وعى منه لما سيحدث بعد ذالك، لكن قلبه مشتاق إقترب برأسه منها وإلتقم شفاها بقبلة شوق وتوق، ترك شفاها بسرعه يقبل وجنتها، لم يفيق الإ حين تذوق طعم دموعها بين شفتيه... إبتعد سريعا للخلف، ينظر لوجهها عينيها المغمضه رغم ذالك تسيل دموعها على وجهها. تحدث بصوت شجي: همس. فتحت همس عينيها بصعوبه نظرت لوجه كارم الذي تبسم وقال لهما بتتويه: أنا كفايه سهر لحد كده عشان عنيكى ونامى دلوقتي وأبقى كملى بالنهار، لسه بدرى على ميعاد ولادة سلسبيل. تبسمت همس هي الآخرى وأمائت رأسها بموافقه. نهض كارم من فوق الفراش وقام بجذب القماش والأوراق ووضعها على أريكه بالغرفه، بينما تمددت همس على الفراش، عاد كارم مره أخرى قريب من الفراش وجذب عليها الغطاء قائلا: تصبحى على خير. تبسمت همس: وإنت من أهله. تبسم كارم وسار يخرح من الغرفه، بعد أن أخفض نورها. وقف جوار الباب يتنهد بفرحه رغم دموع همس التي غصت بقلبه، لكن همس لم تخاف منه كما كان يحدث في السابق، تذكر حديثه مع الطبيبه المعالجه مع همس اليوم التي ذهب إليها وقت إستراحة العمل بالمطعم. حين سألها عن مدى تقدم حالة همس النفسيه، وأنها أصبحت لا تخاف منه حين يقترب مثل السابق حين كانت تخاف حين فقط تشعر أنه يكاد يلمس يدها، الآن أحيانا تتلامس إيديهم بعفويه ولا تخاف منه. ردت عليه الطبيبه: هكلمك بصراحه، أنا لما تواصلت معايا زميلتى الدكتوره اللى كانت مشرفه على حالة همس من البدايه وتحاورت معاها في حالة همس وأبعادها، والرهاب اللى أصبح ملازم لها وخوفها إن أى حد يقرب منه، بس كان في إتنين بس هما اللى بتثق فيهم، توصلنا إن الرهاب ده ممكن مع الوقت مش هقول يروخ وترجع لحالتها القديمه، بس ممكن الموضوع ده يخف مع الوقت، بالذات لما تبعد عن المكان اللى حصل لها فيه الحادثه الصعبه اللى مرت بها، وكمان هي هنا في غربه ومتعرفش حد غيرك، وكمان عايشين في نفس الشقه، بالتالى بتقضوا وقت كبير مع بعض في نفس المكان، فالرهاب اللى عندها منك بدأ يقل وتثق فيك أكتر، سبق وقولتلى أنكم ولاد عم ومتربين سوا، قبل كده حاولت تمسك إيدها أو تحضنها مثلا؟ رد كارم: طبعا كان مستحيل أحضنها دى كانت بنت عمى ومكنتش شايفها زى أختى، إنما مسكت إيدها كتير قبل كده بنوايا طيبه. تبسمت الطبيه: أهى النوايا الطيبه دى يمكن هي اللى أثرت على تحسن حالتها في الفتره القصيره اللى فاتت، همس عندها يقين إنك مش هتأذيها بس الخوف اللى جواها بيتحكم فيها، والخوف بدأ بالتدريج يختفى، أنا عاوزاك تتعمد ومثلا تتأخر في الرجوع للسكن وتشوف رد فعلها هيكون أيه، وكمان ممكن تزيد ومثلا تحضنها. تحدث كارم بإستفسار: طب وده مش ممكن يجيب نتيجه عكسيه وترجع تخاف منى تانى وترجع لحالتها القديمه وتنزوى عنى. ردت الطبيبه: لأ إطمن، همس مبقاش قدامها غيرك تثق فيه دلوقتي. تبسم كارم وهو يتذكر حضن همس له حين عاد، وأيضا تلك القبله التي قبلها ل همس قبل قليل، حقا آلمه دموع همس، لكن همس لم تخاف منه إنشرح صدره، فالطريق لم يعد طويل لرجوع هاميس القديمه. بينما بغرفة همس. وضعت يدها على شفاها تتذكر تلك القبله، كم كانت رقيقه وعفويه، سأل عقلها لما للحظات تجنب عنها ذالك الرهاب وأستسلمت لتلك القبله لكن في نفس الوقت تذكرت محاولة الوغدان تقبيلها لكن وقتها بسبب تلك الاقنعه التي كانوا يخفون وجوههم بها منع ذالك تلك كانت أول قبله لها شعورها يمزج بين الحنيه والمراره في نفس الوقت، لكن ربما أكثر شعور تشعر به الآن هو تجربة تلك القبله مره أخرى ومعرفة أى شعور يطغى عليها وقتها. بدار العراب إستمتعت سلسبيل بتلك القبلات المتشوقه الخاليه من العنف قبلات تجعلها تشعر أن لديها مكان بقلب قماح، مدت يدها كى تجذبه عليها أكثر، لكن فجأه شعرت بخواء بين يديها... فتحت سلسبيل عينيها تفاجئت بنور الغرفه الخافت، نظرت حولها الغرفه فارغه، ما كانت تشعر به قبل قليل لم يكن سوا حلم أو ربما وهم لن يحدث، ويقبلها قماح بتلك الطريقه الرقيقه، ظلت مستيقظه لوقت، شعرت بالضجر، فكرت أن تنهض من على الفراش وتذهب الى غرفة المعيشه تشاهد أحد الأفلام بالفعل خرجت من الغرفه لكن أثناء سيرها كان باب غرفة النوم الأخرى مفتوح، لا تعرف لما ساقتها قدميها للدخول للغرفه وأشعلت ضوء خافت نظرت نحو الفراش، وجدت قماح مثل عادته ينام ببطنه على إحدى يديه، كان شبه عارى بسبب إنحصار ذالك الغطاء عليه، كان هنالك بعض البروده بالغرفه، بالتأكيد بسبب ذالك المكيف وأيضا الطقس أصبخ يميل نحو البروده، أطفئت المكيف، وذهبت نحو الفراش وقامت بتغطية قماح ثم أطفئت النور سريعا وخرجت من الغرفه، وبدل أن تذهب الى حجرة المعيشه ذهبت الى غرفة النوم مره أخرى وتسطحت على الفراش تتنهد بشعور لا تعرف له تفسير ولا لذالك الحلم الذي بسببه إستيقظت من نومها أيعقل أنها تشتاق ل قماح أن يكون بتلك الرقه. بالتأكيد لا، هذا مجرد وهم. بينما قماح لم يكن نائم كان يشعر بالضجر وحراره تغزو جسده غير قادر على إطفائها سوا سلسبيل، شعر بها حين أشعلت ضوء الغرفه وأغلقت المكيف، وأيضا حين قامت بإلقاء غطاء الفراش عليه، للحظه فكر أن يستدير لها ويجذبها إليه يروى شوقه وتوقه لها لكن تراجع في قرارة نفسه لا يريدها أن تعرف أنه يشعر بالضجر بسبب هجرها له بصباح اليوم التالى. بدار العراب بشقة النبوى باكرا، آستيقظ على طرق باب غرفته. بالتأكيد عرف من يطرق عليه فقال: إدخل يا محمد. دخل محمد قائلا: عرفت إنى محمد إزاى. تبسم النبوى قائلا: هو في حد تالت معانا في الشقه، صباح الخير. إنتبه محمد وخبط على رأسه قائلا: أه صحيح، صباح النور. وقف محمد متوترا بعد ذالك تحدث النبوى قائلا: مالك واقف متوتر كده ليه، جاي تشتكى من أفعال رباح معاك. رد محمد: لأ من يوم ما حضرتك كلمته آخر مره وهو بقى بيعاملنى يعنى أهو كويس شويه، بس فيه حاجه لحظتها عليه، بيشتكى من صداع في دماغه. إنخض النبوى وقال: من أمتى لاحظت إنه بيشتكى من صداع. رد محمد: هو صدفه كنت دخلت عليه وأتعصب عليا، وشوفته خد حبايه ولما سألته قالى أنه عنده صداع بيجى له من فتره للتانيه بس الدوا ده بيريحه. تنهد النبوى وقال: طب جولى چاى لى باكر إكده ليه مش بعاده تصحى بدرى إكده. بتوتر قال محمد: كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع خاص يهمنى، وووو. رد النبوى بتحفيز: وأيه أدخل مباشر في الموضوع. رد محمد بمط في الموضوع: طبعا حضرتك قولت لينا إن كارم أتجوز، وبالشكل ده مبقاش عازب غيرى. تبسم النبوى وقال: فعلا مبقاش في عيلة العراب عازب غيرك، بس ده دخله أيه في الموضوع اللى عاوز تكلمنى فيه. رد محمد بتوتر: بصراحه أنا كمان بفكر أتجوز. تبسم النبوى وقال: تتجوز مره واحده كده. رد محمد: لأ طبعا مش مره واحده، طبعا هيكون في فترة خطوبه، وبعدها أتجوز. تبسم النبوى وقال بمكر: هقول للحجه هدايه تشوفلك عروسه زينه إكده. رد محمد بتسرع: لاه أنا خلاص لقيت العروسه. تبسم النبوى وقال: بچد، طب هي مين، بنت حد نعرفه. رد محمد: لأ، بصراحه هي بنت شوفتها كذا مره وعجبتني، وقولت أتقدم لها رسمى. تبسم النبوى يقول: وزينه البنت دى على إكده وبنت مين؟ رد محمد: هي زينه وحلوه، بس مش من البلد هنا، هي من بلد جنبنا. تبسم النبوى وقال: تمام، هاتلى إسمها وإسم عيلتها أسأل عنهم، وإن كانت بنت ناس طيبين يبقى على بركة الله. تبسم محمد بإنشراح وقال: هي بنت ناس طيبين انا سألت عنها. تبسم النبوى وقال: مفيش مانع نسأل زيادة ثقه، ومتخافش طالما إنت واثق إنها بنت ناس طيبين، زى ما بتجول. رد محمد: تمام يا بابا هقولك إسمها وإسم عيلتها، ومكان بيتهم كمان. تبسم النبوى ماكرا: واضح إنك واقع لشوشتك، إطمن إنشاء الله تطلع بنت ناس طيبين وتكون ونصيبك، بس إدينى يومين كده أسأل عنها، ده جواز العمر كله يا ولدى، ولازم يكون بين ناس طيبين. بالمقر تبسم النبوى لدخول سلسبيل عليه المكتب، وقال: أهلا بالحجه هدايه الصغيره، رأيي إن ناصر أخويا كان لازم يسميكى إنتى هدايه، مش هدى، إنت اللى واخده من صفاتها كتير، أولها القلب الحامى في الشغل. تبسمت سلسبيل وقالت: كويس إن فيا حاجه منها. تبسم النبوى ونهض من خلف مكتبه وأقترب من سلسبيل وقال: خلينا نقعد شويه نتحدت مع بعضينا، كنت عاوزك في موضوع مهم. تبسمت سلسبيل له وذهبت وجلست لحواره على أريكه بالغرفه. وضع النبوى يده على كتف سلسبيل قائلا بمفاجأه: أخبار قماح أيه. ردت سلسبيل بتعلثم: قصدك أيه بأخبار قماح، هو حضرتك مش عايش معانا وشايفه بنفسك. رد النبوى: أنا قصدى أخباره معاك أيه، لسه بنفس طباعه القديمه. تعلثمت سلسبيل وقالت: لأ إتغير شويه. تبسم النبوى وقال: إتغير شويه كتار ولا صغيرين. لم تعرف سلسبيل أن ترد عليه وتقول ماذا، أنهما شبه منفصلان رغم أنهما يعيشان بشقه واحده، لكن أنقذها من الرد دخول محمد، تبسم ل سلسبيل وقال: كنت بدور عليكى في الحسابات قالولى إنك هنا عند بابا في مكتبه، الملف اللى طلبتيه منى اهو. تبسمت سلسبيل وأخذت الملف من محمد. الذى نظر لوالده وقال له: شكلى جيت في وقت غير مناسب، الكنه وحماها شكلهم بيخططوا لحاجه الله يكون في عونك يا قماح، أنا لما أتجوز مش هخلى مراتى تقرب من بابا ليقويها عليا. تبسمت سلسبيل. بينما قال النبوى: إنصرف أحسنلك وروح شوف شغلك بدل ما أكنسل عالموضوع إياه. تبسم محمد وقال بمرح: لأ وعلى أيه الطيب أحسن، عندى شوية شغل هروح أكملهم، بدل ما تنفذ تهديدك إنت النبوى العراب برضوا. إنصرف محمد وترك النبوى، وسلسبيل، التي قالت بفضول: أيه موضوع محمد ده. تبسم النبوى وقال: محمد عاوز يتجوز، وقالى على عروسه وبعت اللى يسأل عنها ولو طلعت زى ما بيجول بت ناس طيبين يبجى عالبركه، أجوزه وميبجاش فاضل غير هدى. تبسمت سلسبيل لكن غص قلبها وقالت: أنا أستغربت لما قولت لينا أن كارم أتجوز وعايش مع مراته في دبي، مكنتش أتوقع أنه ينسى همس بالسرعه دى؟ أخطأ النبوى وكاد لسانه يزلف، لكن تدارك حاله قبل إخبار سلسبيل أن زوجة كارم هي همس حين قال: ومين اللى قالك أنه نسيها يا بتى، بس الحياه بتستمر. خلينا في موضوعنا عن قماح، بصى يا سلسبيل عارف عقلك طول عمره كبير، قماح لما بعد عننا مكنش كده، معرفش أيه اللى حصله في السنين اللى غاب عننا فيها، حكمى قلبك يا بنتى معاه بلاش عقلك، قماح يمكن غامض وقليل الكلام غير أنه تقريبا مالوش أصحاب يقدر يفضفض لهم، لكن متأكد إن ليك جواه معزه خاصه، حاولى تقربى منه، وصدقينى وقتها هيظهر قماح الطفل البرئ اللى سلبت عقله عيله صغيره إسمها سلسبيل وكان بيرجع من المدرسه يدور على مكانها ويضايق لو لقاها نايمه. تعجبت سلسبيل من حديث عمها وقالت بخجل: عمى ليه سميت قماح بالأسم الغريب ده. تبسم النبوى وقال: مش أنا اللى سميتوه، ده چدك رباح الله يرحمه، كنا بعد موسم القمح، ووجتها كنا أشترينا القمح من الفلاحين وخزناه، وكان عندنا خزين السنه اللى قبلها متبعش هو كمان، كانت جدتك هدايه كل شويه تقلب فيه وخايفه يسوس، ويهدر معانا، قماح إتولد الفجريه، الضحى لقيت جدك داخل الدار، هيطير من الفرحه، وقال: رزق المولود الجديد وصل معاه، الحكومه فتحت لشراء القمح، ومعظم الفلاحين والتجار خلاص صرفوا بضاعتهم، والحكومه علت سعر توريد القمح الضعف، وأحنا عندنا مخزون سنتين، وأنا أتفقت مع الجمعيه الزراعيه اللى في بنى سويف أورد لهم المخزون على دفعات وكمان الحكومه هتدفع حق القمح فورى. وجتها چدتك هدايه سجدت لله في نفس اللحظه، كانت خايفه على مخزون القمح ده يعطب او يسوس بسبب مدة خزينه، وقتها جدك قال قماح. إستغربنا، بس الوحيده اللى فهمته جدتك وقالت هو ده إسم الصبى، قماح، بركة القمح تصحبه طول حياته، وقتها بيعنا القمح وبمكسبه إشترينا عشر فدادين أرض، وجدك قال لازم أول زرعه يزرعها في الأرض دى هي القمح، وكمان الإسم عجب كارولين كتير ووافقت عليه، جدك كان بيحب قماح قوى، يمكن أكتر من ولادى التانين وكان دايما ياخده معاه من وهو حتى متفطمش عن صدر كارولين، علم قماح كتير من طباعه، واللى كان أولها محدش يقوله لأ على قرار هو خده حتى الحجه هدايه نفسها، لما كانت تعارضه في شئ، بس الحجه هدايه طبعا لها طرقها الخاصه اللى تلين اللى قدامها لها بسهوله، حتى جدك كان بيلين ليها. تبسمت سلسبيل له بفهم. لكن بذالك الوقت رن هاتف النبوى، تبسم قائلا: حتى العشر دقايق اللى كنت عاوز أقعدهم مع بنتى مستكترينهم عليا. تبسمت سلسبيل قائله: هسيبك تشوف شغلك يا عمى. تبسم النبوى لها وقال: على فكره انا جمدت توقيع رباح ومحمد وقماح كمان، لو مش أنتى اللى نبهتينى للمبالغ اللى كانت بتنسحب من رصيدنا في البنوك. تبسمت سلسبيل له وقالت: ده شغلى يا عمى، هسيبك ترد عالموبايل اللى مش مبطل رن، أوعى تكون عروسه جديده هتدخل دار العراب. تبسم النبوى وقال: هو الواضح كده. تبسمت سلسبيل وقالت: وطبعا لازم عراب دار العراب يجيب قرارها الأول، يلا سلام. تبسم النبوى ل سلسبيل التي غادرت، ثم فتح هاتفه يستمع لمن بتحدث إليه، ثم أغلق الهاتف يتنهد ببسمة راحه. مساء بدار العراب بغرفة هدايه تحدثت هدايه قائله: يعنى إنت سألت عن البنت وأهلها. رد النبوى: أيوه، هي بنت يتيمه أبوها كان بيشتغل عندنا زمان، وحتى سألت ناصر عنه، وقالى كان مؤتمن وإن أخوها كان بيشتغل عندنا كمان، وتعرفى يا حجه أخوها ده بجى دكتور في الچامعه دلوق، وهي أخلاقها زينه. تبسمت هدايه قائله: يبجى على خيرة الله يا ولدى، باكر إنشاء الله هعمل زياره لهم وأشوفها بعينى وأطلبها، وربنا يجعل الخير من نصيب محمد. فى ظهيرة اليوم التالى بمنزل سميحه. فتحت الباب ببسمتها المعتاده تفاجئت بتلك المرأه العجوز التي لا تعرفها، لكن رحبت بها. فى نفس اللحظه دخلت قلب هدايه ببسمتها البشوشه، وقامت بالطبطبه على كتفها، نفس الشعور شعرت به سميحه، وهي تتنحى جانبا من الباب حتى تدخل هدايه التى سمت الله ودخلت الى المنزل، في نفس اللحظه أتت فتحيه تسأل من الذي آتى. ردت هدايه: أنا الحجه هدايه العراب. تبسمت فتحيه بترحيب قائله: إتفضلى يا حجه هدايه، نورتى دارك ومطرحك. تبسمت هدايه قائله: تسلمي يا بتى. دخلت فتحيه وهدايه الى غرفة الجلوس، وكانت خلفهم سميحه متعجبه من ترحيب والداتها الزائد بتلك المرأه البشوشه التي شعرت معها بالألفه، لكن قالت فتحيه: روحى يا سميحه هاتى للحجه هدايه حاجه ساقعه، ولا أقولك حضرى الغدا، الحجه هدايه تبارك سفرتنا. تبسمت هدايه قائله: مالوش لزوم يا بتى، كل اللى عاوزاه شربة مايه من يد عروستنا الحلوه دى. لم تفهم سميحه مغزى حديث هدايه، إعتقدت أنها مجامله منها وذهبت كى تأتى بالمياه، بينما مازالت فتحيه ترحب بهدايه بحفاوه، حتى عادت سميحه بالمياه، وأعطتها لهدايه التي أخذتها إرتشفت القليل، ثم وضعت الكوب امامها، مبتسمه، تقول: روحى يا سميحه وسيبينى مع أمك شويه. تبسمت سميحه وإمتثلت لأمر هدايه، مما زاد من إعجابها ب سميحه، التي رغم فضولها لكن بعد وقت ستعرف من تلك المرأه البشوشه. نظرت هدايه ل فتحيه قائله: بصى يا بتى، أنا جيالك في طلب... قاطعتها فتحيه قائله: عنيا للحجه هدايه بس أشرى. تبسمت هدايه قائله: بلاش تجاطعينى في الحديت يا بتى، بصى أنا حفيدى الصغير إسم الله عليه دلوق بجى شاب زين، ووچب يكمل دينه ويتزوج، وولاد الحلال دلونا عالصبيه سميحه بتك، وزى ما شوفت من بشاشة وشها، وسمعت عنها كل خير، جايلك أطلب يدها لحفيدى محمد... قاطعت فتحيه هدايه وقالت: أنا أجيبها خدامه لرجلك يا حجه هدايه. ردت هدايه: لاه يا بتى انا عندى صبايا كيف سميحه ومرضاش تكون خدامه، دى هتبجى زيهم حفيدتى، أسألى عننا وشاورى بتك وأخوها وهستنى ردك عليا. تبسمت فتحيه لها، وقالت: صيت العرابين سابقهم، ويا بختها اللى الحجه هدايه ترضى عنها. بعد قليل نهضت هدايه وأخرجت ورقه من جيبها قائله: دى نمرة تليفون دار العراب، هستنى إتصالك عليا بالرد، ودلوق إندهى ل سميحه أسلم عليها قبل ما أمشى، بصراحه دخلت جلبى جوى. تبسمت فتحيه ونادت على سميحه التي آتت لها. جذبتها هدايه وقامت بحضنها قائله: حلوه اللدغه بتاعتك دى يا بتى، بتفكرنى بأمى الله يىحمها كانت لدغه زييك إكده. لم تتذمر سميحه وإبتسمت لها. مساء لم يكن نظيم فقط المتعجب من ما سردته لهم والداتهم حول طلب هدايه ليد سميحه لأحد أحفادها، وقبول فتحيه، لكن قال نظيم: لازم نسأل عنه الاول، يا ماما، على راسى كلامك عن الحجه هدايه، وكمان سبق وإتعاملت مع واحد منهم، بس صوابعك مش زى بعضها، والوقت إتغير ردت سميحه: رغم إنى حسيت مع الست دى براحه وقبول بس برضوا كلام نظيم صح، أفرضى كان عيل سيس. ضحك نظيم وقال بتريقه: ممكن يكون عيل ثيث، الفلوس بتفسد الأخلاق برضوا. بعد مرور يومين إتصلت فتحيه على هدايه تبلغها الرد بالموافقه، إتفقت معها هدايه على أن تكون الخطبه على الضيق بسبب وفاة زوج إبنة زوجها من قريب، وقالت لها، أنها ستأتى بصحبة العريس وأبيه وعمه فقط، لقراءة الفاتحه بالغد وأيضا شراء الذهب. ثانى يوم بمنزل سميحه. دخلت الى غرفة الجلوس، تحمل صنيه عليها بعض المشروبات تخفض رأسها بحياء، ولفت بالصنيه على من بالغرفه، حتى وصلت الى محمد رفعت بصرها ونظرت له، تذكرته سريعا، هو ذالك الشاب الذي كان يقف ببقالة العم نسيم، ذالك اليوم، تلاقت عينيهم، تبسم محمد بينما سميحه خجلت ووضعت الصنيه وخرجت من الغرفه. بينما لاحظت هدايه ذالك وإبتسمت قائله: إحنا چاين دلوق، نقرى فاتحة سميحه ونروح بعدها نچيب شبكة العروسه من عند الصايغ. خلونا نقرى الفاتحه الأول عشان البركه وتكون فاتحة خير علينا يارب. بعد قليل إنتهوا من قراءة الفاتحه، تحدثت هدايه قائله: مبارك، وبالمناسبه دى إننا خلاص بجينا أهل، أنا بعزمكم يوم الچمعه تشرفوا دار العراب، ده اليوم اللى بتتجمع فيه كل العيله وانتم خلاص بجيتوا من العيله. تبسم نظيم يفكر في رد فعل هدى حين تراه أمامها في دار العراب. يوم الجمعه قبل الظهر بالأتلييه الخاص ب سلسبيل. تفاجئت هي وهدى بدخول حماد عليهن الأتلييه. تبسم لهن وقال: مالكم وشكم أتغير كده ليه، أنا عملت حاجه غلط، لما جيت لهنا، أنا سألت عنكم الشغاله قالتلى في الأتلييه في الجنينه قولت أجى أسلم عليكم، وبالمره أشوف الاتلييه أول مره أدخله من زمان، تجولت عين كارم على المنحتوتات الموجوده بالاتلييه وقال بإنبهار، اللى يشوف المنحوتات دى يقول حقيقيه مش تقليد إنتى عندك موهبه جامده، لازم أخد صور للمنحوتات دى، عندى واحد صديقى عنده بازار بيبع تحف ومتأكد لو شاف المنحوتات دى هيشتريها منك بالتمن اللى تطلبيه منه. بالفعل بدأ حماد بتصوير تلك المنحوتات، لكن رغم نفور هدى وسلسبيل من وجوده معهن بالاتلييه، رسمن بسمة مجامله إنتهى حماد من تصوير المنحوتات على هاتفه، ثم عاد لمكان وقوفهن وقال بإنبهار: أنا بتأسف إنى زمان كنت بضايقك يا سلسبيل وبرمى الطين في الجنينه، بصراحه كنت غلطان إنتى عندك موهبه جامده يا بيلا. تحدث من دخل بحده قائلا: إسمها سلسبيل يا حماد. نظر حماد خلفه، ورسم بسمه وقال: صباح الخير يا قماح، ومالك مضايق إنى بنادى على سلسبيل، ب بيلا، دى دلعها من وإحنا صغيرين كنا بنقوله لها. رد قماح بتعسف: أهو قولت كنتم صغيرين دلوقتى كبرتوا مينفعش تنادى عليها بأسم الدلع، بعدين أيه اللى جابك هنا الاتلييه مع البنات. رد حماد بإرتباك: جيت أسلم عليهم مش بنات خالى. رد قماح: كنت تقدر تنتظر تسلم عليهم جوه في قلب الدار مش هنا، بعد كده ممنوع تدخل الاتلييه ودلوقتي إتفضل أطلع من هنا. شعر حماد بخذو وغضب ساحق من حديث قماح الفظ معه، وخرج يشعر بالكره الكبير له. بينما قالت سلسبيل بهجاء: مكنش لازم تكلمه بالطريقه الفظه دى، متنساش إنه إبن عمتنا، وإحنا متربين سوا من صغرنا، يعنى زى أخونا. نظر قماح ل هدى، التي تنحنحت قائله: هسيبكم مع بعض وأروح أساعد ماما في المطبخ. نظر قماح الى مغادرة هدى واغلاقها خلفها باب الاتلييه، وقال: عيدى اللى قولتيه كده، حماد، إبن عمتك ومتربين سوا، ويا ترى بقى تربيتك تسمحلك بشاب يدخل لأوضه مقفوله وفيها بنتين، لأ قصدى مدام وأختها الصغيره. ردت سلسبيل: والله إنت دخلت ولقيتنا واقفين معاه بإحترامنا مش بنتمايص زى اللى بتجيلك مكتبك تتمايص وإنت مبسوط بكده. رد قماح: يعنى أيه، عاوزه تتمايصى على حماد، ده بعينك. قال قماح هذا، وجذب سلسبيل من عضدها لتلتحم بصدره وقبلها بقوه. دفعته سلسبيل عنها بقوه أيضا تركها قماح تلهث. لكن تعجب حين قالت له: قولتلك قبل كده، متقربش منى جوازنا إنتهى، كفايه كده، كل ما أقول في فرصه إن جوازنا يستمر إنت بضيعها بغبائك، وشكك، حماد بالنسبه ليا مش أكتر من شخص إنتهازى وإستغلالى وبيسعى وراء هدف هو عاوز يوصله في الاول كانت همس، دلوقتي بقى هدى، وكنا مضايقين من دخوله لهنا، بس ميصحش نطرده زى إنت ما عملت. رد قماح بتهكم: وكنتى عاوزانى أعمله أيه أصقف له وأقوله برا وا وهو بيمدح في مراتى لأ وكمان بيدلعها، وهي بتضحك له، يظهر عاجبك كلامه. ردت سلسبيل بحده: قماح أوعى لمعنى كلامك، قولت لك حماد مالوش صفه عند أى واحده مننا غير إنه إبن عمتنا. رد قماح: هصدقك وأكدب ودانى اللى سمعت دلعه ليك، ولا بعد شويه لما يشوف مكانك فين ويقعد جانبك. تعصبت سلسبيل عليه قائله: والله أنا بكره يوم الجمعه ده عشان الاجتماع ده بالذات، جدتى مفكره إنها بكده بتجمع العيله بس الحقيقه العيله الحقيقه أصبح ملهاش وجود، غير منظر قدام الناس. إقترب قماح من سلسبيل مره أخرى وأمسكها من عضدي يديها وجذبها بقوه عليه وقال: العيله موجوده، فعلا، إنتى مش متقبله وجودها، يمكن كان نفسك تخرحى براها، وتوافقى على الجواز من نائل مثلا... نائل كان إمبارح عندك في المقر بيعمل أيه. حاولت سلسبيل دفع قماح عنها، لكن فشلت بسبب تمسكه بها، لكن قالت له بحده: أيه إنت بتراقبنى في المقر ولا أيه، أقولك نائل كان جاي ليه، إكتشف غلط في الحسابات، وكان جاي بسببه، يا خساره فوت على هند فرصه إنها تجي لك المقر، وتملى نظرها بشوفة وشك اللى بتعشقه، ويمكن إنت كمان بتعش. لم تكمل سلسبيل حديثها، حين إنقض قماح على شفتاها بالقبلات الشغوفه ليست عنيفه لكن كانت مغلفه بالغيره، مد قماح يديه على ملابس سلسبيل حاول أن يزيلها عنها، بالفعل فتح أزرار الجزء العلوى من ملابسها، وجذبها معه الى تلك الأريكه، الموجوده بالأتلييه، كان يود الالتحام معها، يتشوق لها يؤلمه هجرها الذي طال، يريد أن يثبت لها أنها مازالت ملكه وستظل ذالك، لكن سلسبيل للحظات خانها جسدها وكاد يمتثل ل طغيان قماح، لولا رنين هاتفها، أفاقهما الأثنين، دفعت سلسبيل قماح كى ينهض من فوقها، لكن قماح لا يريد ذالك يريد سلسبيل تحت إمرته. تحدثت سلسبيل: قوم من فوقى يا قماح، ناسى إنى حامل، كفايه مش هسمحلك تأذى الجنين اللى في بطنى، وكمان مش ملاحظ إننا في الاتلييه وممكن أى حد يدخل علينا، زى حماد كده. نهض قماح من فوق سلسبيل يشعر بغضب، نهضت سلسبيل تزم ملابسها عليها، وذهبت الى مكان هاتفها الذي مازال يرن، نظرت لشاشته، ثم نظرت ل قماح ونظراته المترقبه. تحدث قماح بإستعلام وهو يقترب من سلسبيل: مين اللى بيتصل عليكى وليه مش بتردى، بس أنا هعرف مين. قال قماح هذا وأخذ الهاتف من يدها، ثار عقله حين رأى إسم المتصل عليها وقال: نائل بيتصل عليكى ليه دلوقتي. ردت سلسبيل: معرفش، أرد عليه قدامك أسأله وأعرف ليه بيتصل عليا. تعصب قماح قائلا: ممنوع تردى عليه، وكمان أعملى حسابك إن مفيش رجوع للشغل تانى، أنا سمحت بس الفتره اللى فاتت بمزاجى، لكن كفايه، ولا مصدقه كلمات الاعجاب بتاع الموظفين، ببنت العراب الذكيه اللى أول شئ عملته أنها نقلت ل بابا تحركات أرصدتنا في البنوك عشان يجمد توقيعنا، ويفضل توقيعك إنتى وبس، عاوزه توصلى لأيه، إنك تثبتى أنك التوب في شركة العراب، الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب. ردت سلسبيل: أنا فعلا الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب، كفاية إنى رضخت من البدايه وقبلت أتجوز شخص عنجهى عنده داء يدوس على آلام اللى قدامه ويشك فيه، رغم انه هو كله مساوئ، أنا عرفت ليه هند بتقلل من كرامتها وبتجرى وراك، لانها فهماك كويس ومينفعكش غيرها، يا قماح واحده ترضخ لك، أنا مش هرضخ تانى لأى حد يا قماح، وقبل ما تخرج من هنا، بقولك طلقنى بس قبلها هقولك مش أنا اللى قولت لعمى يجمد توقيعك ولا توقيع أخواتك، عشان أبقى أنا التوب في المقر، أنا أتفاجئت بكده، ولما سألت عمى، قالى أنه جمد توقيعاتكم كلكم عشان محيطش الحقد بينكم، وأنا ساب توقيعى لأن ده قرار بابا اللى شريك زيه بالظبط. تحدث قماح: قولتلك قبل كده إنسى انى أطلقك يا سلسبيل. قال قماح هذا وخرج من الاتلييه يصفع خلفه الباب، بينما سلسبيل، ندمت، كلما حاولت إعطاء فرصه لهذا الزواج تتفاجئ بالهزيمه من غباء وعنجهية وشك قماح. بعد وقت تحدثت هدايه: الغايب حجته معاه، قماح إتأخر خلونا إحنا نجوم نتغدى. بالفعل دخل الجميع الى غرفة السفره وجلسوا بأماكنهم، وبدأو بتناول الطعام، لكن في ذالك الحين دخل قماح وألقى السلام عليهم. رد الجميع عليه، بينما نظرت له هدايه وقبل أن تتحدث فوجئت بمن دخلت خلفه تقول: متجمعين عند النبى. نظر الجميع، لصوت هند تبسمت زهرت لغمزة عين هند لها كذالك رباح، لديه شك بسبب الفرحه المرسومه على وجه هند. بينما إستغربت هدايه، والنبوى وناصر، وجود هند لكن تأكد حدث زهرت ورباح حين قالت هند بفرحه: أنا سعيده إنى رجعت تانى فرد من عيلة العراب، قماح ردنى تانى لعصمته. إنصدم الجميع، بين شامت وعاتب وشافق على الأثنين، سلسبيل وقماح حياتهم معا دخلت الى متاهه بسبب غباء وتسرع وعنجهية قماح. نظر قماح نحو سلسبيل، ينتظر رد فعلها لكن سلسبيل عادت تتناول الطعام و أظهرت عدم المبالاه كآن الأمر لا يعنيها. شعر قماح بالندم أكثر هو وقع بخطأ جسيم سيدفع ثمنه بعد وجفاء سلسبيل التي لو طلبت الطلاق الآن هدايه نفسها ستاندها. بينما دوى بالمكان صوت صفعه قويه، إرتج الجميع ونظروا بذهول وإندهاش الى قماح الذي تلقى الصفعه، حتى سلسبيل نفسها تفاجئت من ذالك ووقفت اللقمه بحلقها وسعلت كثيرا لتفاجئ مره أخرى باليد التي تعطى لها كوب الماء، هي نفسها اليد التي صفعت قماح.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا