رواية قلوب حائرة فصول خاصه (الاول والثاني والثالث) للكاتبة روز أمين (جميع الفصول كامله في مدونة قصر الروايات)
رواية قلوب حائرة فصول خاصه (الاول والثاني والثالث) للكاتبة روز أمين (جميع الفصول كامله في مدونة قصر الروايات)
رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص أول
في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
كان يقف أمام مراته بكامل هيئته ورجولته الطاغية على مظهره يعدل من رابطة عنقه بحرفية عالية وثقة لم تأته من فراغ.
خرجت عليه من المرحاض بثيابها المثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلب مشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانه ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقه الفريد وأذاقها من حنانه وشهد عسله ألوانا وألوان.
إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره محتضنة ظهره مما أستشاط داخله وتحدث بحنان: وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده
تحدثت بدلال ونبرة مثيرة لداخله: ومين قال لك إني عاوزة أروح، ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي: خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين.
نظر لها بعيون مسحورة ثم مال على جانب شفاها وألتهمه بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثا وتحدث بعيون هائمة: أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول؟
أجابته بدلال وهي تتعلق في عنقه ليرفعها هو وتصبح ساقيها معلقة في الهواء: الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان، وأكملت بتمرد: يا بيبي أنا نفسي أشبع منك.
أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه بدلال وعشق: عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها
سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مثيرة: طب والحل يا ياسين؟
أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق: للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين
أكملت هي بتعجب: قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده؟
وأكملت: ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين.
أجابها بإبتسامة ساحرة: طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي.
ثم مال على شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقه وجنونه الذي لا ينتهي.
وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردف قائلا بنبرة تحذيرية: إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالا علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك على محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي
تحركت سريع لترتدي ثيابها خشية من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه
نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه.
وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها
إقتربت منه ووضعت يدها على موضع قلبه لتستمع لدقات قلبه المتراقصة على نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامته وسعادته اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأته الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه، عشقه الأبدي مليكته.
تنفس بإنتشاء وتحدث بتساؤل: تعرفي إن بحر حبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه.
كانت مغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عمر خيرت بمراحل
أجابته بهمس عابث أثاره: خليك كده عطشان دايما في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص.
اجابها بهمس: اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه
خرجت من بين أحضانه سريعا وتحدثت برعب ظهر بعيناها: إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنت فاهم.
إبتسم لها بحب وتحدث بطاعة: حاضر
ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدث: ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني؟
تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد.
بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلى الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبه الذائب
كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي.
أما الصغيران فكانا يداعبان عز الذي تم عامه التالت وأصبح صورة مصغرة من ياسين حتى بطباعه
هرول الصغار إلى مليكة وياسين وهم يتسابقون على من يصل أسرع إلى أحضانهم
فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مشتاق لمصدر حنانه الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل له حصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنش بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحته الذكية العطرة بإنتشاء.
تحدث الصغير بدلال: إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا
أجابته بدلال وهي تكيل له وابل من القبلات المتفرقة فوق كل ما يقابلها منه: وإنت كمان وحشتني أوي يا قلب مامي.
أما ياسين الذي كان يحمل بيده الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلى مروان وقبله بإبوة وحمل أنس وتحرك إلى مجلس ثريا
وتحدث وهو يميل على جبينها ويقبله: صباح الخير يا ماما.
أجابته بإبتسامة حنون: صباح الخير يا حبيبي حمدالله على السلامه
تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيره: الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي؟
إبتسمت لها وتحدثت: عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم
ثم أكملت: أخلي علية تجهز لكم الفطار؟
أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يجلسها فوق ساقيه ويدللها وهو يطعمها بيده داخل Suite: فطرنا يا ماما الحمدلله
واكمل بإحترام: هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد
تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان: بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما؟
تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليكحل رموش عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبه وأنفاسه: خليهم تلات فناجين يا مليكة
حولت بصرها إليه وتحدثت: من عيوني يا عمو
وتحركت للداخل
نظر إلى حبيبة صباه فتاة عمره الضائع مثلما يلقبها، إمرأته المفضلة التي مهما مر العمر دائما ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها، بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحمرة وجنتيها،.
إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما منذ ثلاثة أيام
تحدث إليها بعيون عاشقة متفحصة لكل إنش في وجهها: أزيك يا ثريا.
أجابته بهدوء وراحة: أزيك إنت يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه؟
حديد، نطق بها عز بدعابة
إبتسم ياسين على ذلك العاشق الذي لم يكل ولم يمل يوم من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي.
حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني: يارب دايما يا سيادة اللوا
حول بصره إلى ياسين وتحدث: حمدالله على السلامه يا ياسين
إبتسم ياسين وتحدث مداعبا أباه: أخيرا أخدت بالك إني موجود يا باشا؟
أجابه عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا: مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين
هز رأسه بيأس وتحدث بمداعبة: عارف طبعا ومتأكد من ده يا باشا.
وبعد مدة نظر عز إلى ثريا وتحدث بإهتمام وجدية: بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا؟
أجابته بهدوء: صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا
رد عليها ياسين بإحترام: ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش.
أجابته بحنان: ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم.
جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعا يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها على كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزداد جمالا وسحرا أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه.
أما داخل منزل عز
كانت ليالي تتحدث إلى عمتها بنبرة متمردة: ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو
أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخرا: ياسين مابيتغيرش غير لما إنت بتتغيري يا ليالي
وأكملت بنبرة ملامة: للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين
أجابتها متحججة: وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايما شايفني جميلة؟
أجابتها منال بحكمة: أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها
زفرت وتحدثت بضيق: يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،.
لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد
تنهدت منال وحدثتها بإستسلام: أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنت بقي حرة
تحدثت بطاعة: حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد.
ليلا داخل فيلا عز
كان يجلس وتجاوره ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها ويحتسيان مشروب دافئ لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص
ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي
تحدث عز إلى جيجي وهو ينظر لبطنها المنتفخ: إنت إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنت مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟
وأكمل مداعبا إياها: أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين.
ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلى طارق: فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو
أردفت منال قائلة بسعادة: توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها، وقبلت الصغير وهي تتحدث: أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير
ثم حولت بصرها إلى ياسين وتسائلت: إيه رأيك يا ياسين؟
نظر ياسين إلى طارق وأردف قائلا بدعابة: مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله؟
تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليه طارق: طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك،
ونظر إلى جيجي وتحدث بإطراء: وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها
تحدثت ليالي بدعابة: مين يشهد للعروسة يا سي طارق
أجابها طارق مداعبا إياها: جوزها طبعا
ضحك الجميع وتحدثت منال: ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايما مبسوطين.
تملل الصغير وأشار إلى والده قائلا بنبرة صوت طفولية: بابي أنا عاوز أروح لمامي
وقف ياسين سريعا وحمل صغيره وقبله بنهم وتحدث بطاعة: يلا يا حبيبي نروح لها
أشار له عز قائلا: مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي
هلل الصغير بسعادة رافع يده: أناااااا
إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين: طبعا الباشا ماصدق علشان يروح لمامي
إبتسم ياسين وتحدث: طول عمرك وإنت قاريني صح يا باشا.
ضحك كلاهما وتحرك ياسين بصغيره إلى مليكة فؤاده.
جاء يوم الحفل
الذي أقيم داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة
كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكل رائع
نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة
تحرك ياسين متوجها إلى فيلا رائف حتى يجلب مليكتة للحفل وذلك بعدما خرج بصحبة ليالي أولا.
أما عمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلى تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينه الذي بلغ شهره الرابع حيث تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب
تحرك بها إلى تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه: هاي
نظرت لها نرمين وتحدثت: أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه؟
أجابتها وهي تنظر إلى عمر بإبتسامة: تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه.
ضحك عمر وتحدث بدعابة: دايما كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون
أجابته بدعابة: بفتري عليك يعني؟
ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء: عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه
أجابها عمر بدعابة: أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس.
جاء طارق من خلفه وتحدث: مساء الفل على جميلات عيلة المغربي
ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعه حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة
ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلته التي أكتمل شهرها السابع وتحدث: أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه؟
ضحكت جيجي وتحدثت: زي القردة ومش مبطلة خبط فيا، ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة: الأستاذة شكلها بتغير على الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل
ضحك الجميع وتحدث طارق مداعبا إياها: وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس.
حول الجميع أبصارهم على ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهار تام وذلك لإرتداء مليكة ثوب رقيق للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة
وذلك الذي يجاورها بتفاخر تحدث مداعبا إياها: الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي على الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.
ضحكت بإنوثة وأجابته: بس كدة إنت تؤمر يا عيون ليكة، وأكملت بتساؤل: تفتكر يا ياسين حجتك دخلت على ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها؟
ضحك برجولة وتحدث بنبرة لئيمة: وإنت إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟
نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلى شرسة وتحدثت بقلب مشتعل من الغيرة: نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله؟
ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة: إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها
إبتسمت خجلا لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معا
وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء: الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مبدع
تسائلت يسرا بإبتسامة: لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه على البحر يا مليكة؟
إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء: الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين
نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار: حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية؟
أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها: ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين
ردت عليها نرمين بهدوء: ياسين طول عمرة ذوقه لا يعلي عليه.
ثم حولت بصرها إلى ليالي وتحدثت بلؤم: وطبعا فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي؟
أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مدللة ياسين: إنت عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس على ذوق حد،
وأكملت بغرور: فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل.
نظرت جميعهن لبعضهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمن بعيد
إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدق: طول عمرك وإنت ذوقك مميز وفريد يا ليالي
نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء: ميرسي يا مليكة إنت كمان ذوقك هادي وجميل
نظرت يسرا إلى مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويله إلى هدوء وراحة.
كانت لمار تتحرك بجانب عمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلى مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما: أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جدا إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل؟
ضحك عمر وتحدث بتفاخر: السر كله يكمن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا.
ضحكت وتحدثت: حقيقي ياسين ده مختلف جدا اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا على حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلا جبار ويستحق الإشادة
ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها: تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه؟
أجابها بضحك: هو حد قال لك إني مستغني عن عمري
إبتسمت بتفاخر وتحدثت: أحبك وإنت فاهم وواعي.
أكمل هو مفسرا: وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولا أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،
ثانيا بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب
وأسترسل حديثه بعيون عاشقة: لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني
نظرت له بعشق وتحدثت: بحبك يا مارو
أجابها بهيام: بعشقك يا قلب مارو.
تحدثت بتذكر بنبرة عملية: بالمناسبة يا عمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين؟
أجابها عمر: ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا
وأكمل: وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 5 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناء على رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية على أولادها.
تحدثت لمار بحماس: يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد
أجابها بحيرة: مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع
تأفأفت وأجابته: أنا مش فاهمة إنت قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه؟
أجابها بتعقل: لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط
تحركت بجانبه بدون إقتناع.
دلفت من باب الدخول تلك الجميلة السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحلم حياتها الذي تحول إلى أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلها
نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها: يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده؟
تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها: مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جدا أهو إنت مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي؟
أجابها مضيق عيناه بإستغراب من حديثها: لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنت عوزاني كمان أبص على الستات وفساتينها؟
أجابته بشراسة: طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك
ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك: عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي
إبتسمت له بسعادة وتحدثت: دايما بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف.
في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب: كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي
أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين: معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه
مالت على علياء وهي تقبلها وتحتضنها وتحدثت: إيه يابنتي الجمال ده كله
أجابتها علياء: وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة
مد ياسين يده إلى شريف بترحاب: نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد.
إبتسم شريف وأجابه: الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا
ثم تحدث ياسين بإحترام إلى علياء: أزيك يا عاليا أخبارك ايه؟
أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يعاملها ويهتم بها كإبنه له: الحمدلله يا أبيه
وجهت مليكة حديثها
بتساؤل: امال فين حبيب عمتو؟
أجابتها علياء: سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها
تحدث ياسين: مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد؟
أجابته بإبتسامة: مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله.
أما ذلك الولهان الذي تحرك إلى تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما: مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم
تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه: وإنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا
نظر إلى سهير وتحدث: سهير هانم منورانا يا أفندم.
أجابته سهير بإحترام: ده نورك يا سيادة اللوا
ثم تحدث بتخابث ومكر ليس بجديد عليه: أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه؟
أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف: مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي
أجابها بمكر: تقريبا شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة
برقت عيناها بهلع وتسائلت: بنوته؟
أجابها بتخابث: أه بنت كده متدلعة تقريبا صديقة عمر إبني في الشغل
وقفت سريعا وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها
وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه متحدثا: شقي أوي سالم بيه.
أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله: هو بردوا اللي شقي؟
أجابها بعيون هائمة: ظلماني على فكرة
ثم أكمل بهيام: وبعدين معاكي يا ثريا؟
هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك
نظرت له خجلا وتحدثت بنبرة لائمة: وبعدين معاك إنت يا عز
أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته: يا جمال وسحر إسمي وإنت بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا.
أجابته بتوتر وأعتراض: حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت
تحدث وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام: لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري
نظرت إليه بإستغراب وتحدثت: ما إنت لو ليك كبير فعلا زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه
أجابها بهمس عابث أربكها: قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي، إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق.
واسترسل بنظرات هائمة: - طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا
توترت ووقفت سريعا معترضة على حديثه وتحركت هربا منه تحت إشتعال قلبه العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود.
2=رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص أول
في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
كان يقف أمام مراته بكامل هيئته ورجولته الطاغية على مظهره يعدل من رابطة عنقه بحرفية عالية وثقة لم تأته من فراغ.
خرجت عليه من المرحاض بثيابها المثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلب مشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانه ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقه الفريد وأذاقها من حنانه وشهد عسله ألوانا وألوان.
إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره محتضنة ظهره مما أستشاط داخله وتحدث بحنان: وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده
تحدثت بدلال ونبرة مثيرة لداخله: ومين قال لك إني عاوزة أروح، ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي: خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين.
نظر لها بعيون مسحورة ثم مال على جانب شفاها وألتهمه بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثا وتحدث بعيون هائمة: أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول؟
أجابته بدلال وهي تتعلق في عنقه ليرفعها هو وتصبح ساقيها معلقة في الهواء: الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان، وأكملت بتمرد: يا بيبي أنا نفسي أشبع منك.
أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه بدلال وعشق: عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها
سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مثيرة: طب والحل يا ياسين؟
أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق: للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين
أكملت هي بتعجب: قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده؟
وأكملت: ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين.
أجابها بإبتسامة ساحرة: طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي.
ثم مال على شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقه وجنونه الذي لا ينتهي.
وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردف قائلا بنبرة تحذيرية: إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالا علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك على محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي
تحركت سريع لترتدي ثيابها خشية من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه
نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه.
وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها
إقتربت منه ووضعت يدها على موضع قلبه لتستمع لدقات قلبه المتراقصة على نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامته وسعادته اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأته الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه، عشقه الأبدي مليكته.
تنفس بإنتشاء وتحدث بتساؤل: تعرفي إن بحر حبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه.
كانت مغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عمر خيرت بمراحل
أجابته بهمس عابث أثاره: خليك كده عطشان دايما في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص.
اجابها بهمس: اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه
خرجت من بين أحضانه سريعا وتحدثت برعب ظهر بعيناها: إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنت فاهم.
إبتسم لها بحب وتحدث بطاعة: حاضر
ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدث: ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني؟
تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد.
بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلى الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبه الذائب
كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي.
أما الصغيران فكانا يداعبان عز الذي تم عامه التالت وأصبح صورة مصغرة من ياسين حتى بطباعه
هرول الصغار إلى مليكة وياسين وهم يتسابقون على من يصل أسرع إلى أحضانهم
فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مشتاق لمصدر حنانه الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل له حصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنش بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحته الذكية العطرة بإنتشاء.
تحدث الصغير بدلال: إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا
أجابته بدلال وهي تكيل له وابل من القبلات المتفرقة فوق كل ما يقابلها منه: وإنت كمان وحشتني أوي يا قلب مامي.
أما ياسين الذي كان يحمل بيده الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلى مروان وقبله بإبوة وحمل أنس وتحرك إلى مجلس ثريا
وتحدث وهو يميل على جبينها ويقبله: صباح الخير يا ماما.
أجابته بإبتسامة حنون: صباح الخير يا حبيبي حمدالله على السلامه
تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيره: الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي؟
إبتسمت لها وتحدثت: عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم
ثم أكملت: أخلي علية تجهز لكم الفطار؟
أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يجلسها فوق ساقيه ويدللها وهو يطعمها بيده داخل Suite: فطرنا يا ماما الحمدلله
واكمل بإحترام: هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد
تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان: بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما؟
تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليكحل رموش عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبه وأنفاسه: خليهم تلات فناجين يا مليكة
حولت بصرها إليه وتحدثت: من عيوني يا عمو
وتحركت للداخل
نظر إلى حبيبة صباه فتاة عمره الضائع مثلما يلقبها، إمرأته المفضلة التي مهما مر العمر دائما ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها، بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحمرة وجنتيها،.
إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما منذ ثلاثة أيام
تحدث إليها بعيون عاشقة متفحصة لكل إنش في وجهها: أزيك يا ثريا.
أجابته بهدوء وراحة: أزيك إنت يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه؟
حديد، نطق بها عز بدعابة
إبتسم ياسين على ذلك العاشق الذي لم يكل ولم يمل يوم من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي.
حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني: يارب دايما يا سيادة اللوا
حول بصره إلى ياسين وتحدث: حمدالله على السلامه يا ياسين
إبتسم ياسين وتحدث مداعبا أباه: أخيرا أخدت بالك إني موجود يا باشا؟
أجابه عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا: مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين
هز رأسه بيأس وتحدث بمداعبة: عارف طبعا ومتأكد من ده يا باشا.
وبعد مدة نظر عز إلى ثريا وتحدث بإهتمام وجدية: بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا؟
أجابته بهدوء: صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا
رد عليها ياسين بإحترام: ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش.
أجابته بحنان: ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم.
جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعا يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها على كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزداد جمالا وسحرا أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه.
أما داخل منزل عز
كانت ليالي تتحدث إلى عمتها بنبرة متمردة: ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو
أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخرا: ياسين مابيتغيرش غير لما إنت بتتغيري يا ليالي
وأكملت بنبرة ملامة: للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين
أجابتها متحججة: وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايما شايفني جميلة؟
أجابتها منال بحكمة: أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها
زفرت وتحدثت بضيق: يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،.
لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد
تنهدت منال وحدثتها بإستسلام: أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنت بقي حرة
تحدثت بطاعة: حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد.
ليلا داخل فيلا عز
كان يجلس وتجاوره ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها ويحتسيان مشروب دافئ لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص
ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي
تحدث عز إلى جيجي وهو ينظر لبطنها المنتفخ: إنت إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنت مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟
وأكمل مداعبا إياها: أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين.
ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلى طارق: فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو
أردفت منال قائلة بسعادة: توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها، وقبلت الصغير وهي تتحدث: أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير
ثم حولت بصرها إلى ياسين وتسائلت: إيه رأيك يا ياسين؟
نظر ياسين إلى طارق وأردف قائلا بدعابة: مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله؟
تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليه طارق: طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك،
ونظر إلى جيجي وتحدث بإطراء: وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها
تحدثت ليالي بدعابة: مين يشهد للعروسة يا سي طارق
أجابها طارق مداعبا إياها: جوزها طبعا
ضحك الجميع وتحدثت منال: ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايما مبسوطين.
تملل الصغير وأشار إلى والده قائلا بنبرة صوت طفولية: بابي أنا عاوز أروح لمامي
وقف ياسين سريعا وحمل صغيره وقبله بنهم وتحدث بطاعة: يلا يا حبيبي نروح لها
أشار له عز قائلا: مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي
هلل الصغير بسعادة رافع يده: أناااااا
إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين: طبعا الباشا ماصدق علشان يروح لمامي
إبتسم ياسين وتحدث: طول عمرك وإنت قاريني صح يا باشا.
ضحك كلاهما وتحرك ياسين بصغيره إلى مليكة فؤاده.
جاء يوم الحفل
الذي أقيم داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة
كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكل رائع
نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة
تحرك ياسين متوجها إلى فيلا رائف حتى يجلب مليكتة للحفل وذلك بعدما خرج بصحبة ليالي أولا.
أما عمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلى تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينه الذي بلغ شهره الرابع حيث تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب
تحرك بها إلى تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه: هاي
نظرت لها نرمين وتحدثت: أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه؟
أجابتها وهي تنظر إلى عمر بإبتسامة: تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه.
ضحك عمر وتحدث بدعابة: دايما كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون
أجابته بدعابة: بفتري عليك يعني؟
ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء: عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه
أجابها عمر بدعابة: أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس.
جاء طارق من خلفه وتحدث: مساء الفل على جميلات عيلة المغربي
ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعه حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة
ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلته التي أكتمل شهرها السابع وتحدث: أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه؟
ضحكت جيجي وتحدثت: زي القردة ومش مبطلة خبط فيا، ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة: الأستاذة شكلها بتغير على الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل
ضحك الجميع وتحدث طارق مداعبا إياها: وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس.
حول الجميع أبصارهم على ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهار تام وذلك لإرتداء مليكة ثوب رقيق للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة
وذلك الذي يجاورها بتفاخر تحدث مداعبا إياها: الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي على الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.
ضحكت بإنوثة وأجابته: بس كدة إنت تؤمر يا عيون ليكة، وأكملت بتساؤل: تفتكر يا ياسين حجتك دخلت على ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها؟
ضحك برجولة وتحدث بنبرة لئيمة: وإنت إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟
نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلى شرسة وتحدثت بقلب مشتعل من الغيرة: نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله؟
ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة: إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها
إبتسمت خجلا لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معا
وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء: الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مبدع
تسائلت يسرا بإبتسامة: لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه على البحر يا مليكة؟
إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء: الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين
نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار: حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية؟
أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها: ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين
ردت عليها نرمين بهدوء: ياسين طول عمرة ذوقه لا يعلي عليه.
ثم حولت بصرها إلى ليالي وتحدثت بلؤم: وطبعا فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي؟
أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مدللة ياسين: إنت عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس على ذوق حد،
وأكملت بغرور: فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل.
نظرت جميعهن لبعضهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمن بعيد
إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدق: طول عمرك وإنت ذوقك مميز وفريد يا ليالي
نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء: ميرسي يا مليكة إنت كمان ذوقك هادي وجميل
نظرت يسرا إلى مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويله إلى هدوء وراحة.
كانت لمار تتحرك بجانب عمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلى مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما: أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جدا إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل؟
ضحك عمر وتحدث بتفاخر: السر كله يكمن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا.
ضحكت وتحدثت: حقيقي ياسين ده مختلف جدا اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا على حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلا جبار ويستحق الإشادة
ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها: تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه؟
أجابها بضحك: هو حد قال لك إني مستغني عن عمري
إبتسمت بتفاخر وتحدثت: أحبك وإنت فاهم وواعي.
أكمل هو مفسرا: وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولا أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،
ثانيا بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب
وأسترسل حديثه بعيون عاشقة: لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني
نظرت له بعشق وتحدثت: بحبك يا مارو
أجابها بهيام: بعشقك يا قلب مارو.
تحدثت بتذكر بنبرة عملية: بالمناسبة يا عمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين؟
أجابها عمر: ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا
وأكمل: وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 5 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناء على رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية على أولادها.
تحدثت لمار بحماس: يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد
أجابها بحيرة: مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع
تأفأفت وأجابته: أنا مش فاهمة إنت قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه؟
أجابها بتعقل: لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط
تحركت بجانبه بدون إقتناع.
دلفت من باب الدخول تلك الجميلة السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحلم حياتها الذي تحول إلى أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلها
نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها: يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده؟
تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها: مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جدا أهو إنت مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي؟
أجابها مضيق عيناه بإستغراب من حديثها: لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنت عوزاني كمان أبص على الستات وفساتينها؟
أجابته بشراسة: طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك
ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك: عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي
إبتسمت له بسعادة وتحدثت: دايما بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف.
في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب: كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي
أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين: معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه
مالت على علياء وهي تقبلها وتحتضنها وتحدثت: إيه يابنتي الجمال ده كله
أجابتها علياء: وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة
مد ياسين يده إلى شريف بترحاب: نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد.
إبتسم شريف وأجابه: الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا
ثم تحدث ياسين بإحترام إلى علياء: أزيك يا عاليا أخبارك ايه؟
أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يعاملها ويهتم بها كإبنه له: الحمدلله يا أبيه
وجهت مليكة حديثها
بتساؤل: امال فين حبيب عمتو؟
أجابتها علياء: سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها
تحدث ياسين: مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد؟
أجابته بإبتسامة: مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله.
أما ذلك الولهان الذي تحرك إلى تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما: مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم
تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه: وإنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا
نظر إلى سهير وتحدث: سهير هانم منورانا يا أفندم.
أجابته سهير بإحترام: ده نورك يا سيادة اللوا
ثم تحدث بتخابث ومكر ليس بجديد عليه: أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه؟
أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف: مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي
أجابها بمكر: تقريبا شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة
برقت عيناها بهلع وتسائلت: بنوته؟
أجابها بتخابث: أه بنت كده متدلعة تقريبا صديقة عمر إبني في الشغل
وقفت سريعا وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها
وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه متحدثا: شقي أوي سالم بيه.
أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله: هو بردوا اللي شقي؟
أجابها بعيون هائمة: ظلماني على فكرة
ثم أكمل بهيام: وبعدين معاكي يا ثريا؟
هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك
نظرت له خجلا وتحدثت بنبرة لائمة: وبعدين معاك إنت يا عز
أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته: يا جمال وسحر إسمي وإنت بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا.
أجابته بتوتر وأعتراض: حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت
تحدث وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام: لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري
نظرت إليه بإستغراب وتحدثت: ما إنت لو ليك كبير فعلا زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه
أجابها بهمس عابث أربكها: قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي، إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق.
واسترسل بنظرات هائمة: - طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا
توترت ووقفت سريعا معترضة على حديثه وتحركت هربا منه تحت إشتعال قلبه العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود.
3=رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص بعيد الحب
داخل فيلا عز المغربي
وبعد مرور الإحتفال برأس السنة الميلادية بشهر وعدة أيام.
كانت العائلة مجتمعة لتوديع ليالي وأيسل اللتان ستسافرتان للتو إلى ألمانيا بصحبة ياسين حيث قررت أيسل التي أتمت عامها الثامن عشر وأنهت دراستها بالثانوية العامة بمجموع فائق الألتحاق بجامعة هايدلبرغ الألمانية لدراسة الطب البشري وبدورها سترافقها ليالي التي أرادت السفر مع طفلتها كي لا تدعها لحالها وهذا أيضا كان شرط عز لموافقته لسفر أيسل، تحركت أيسل إلى عز الذي سحبها لداخل أحضانه وتحدث بنبرة متأثرة: خلي بالك من نفسك يا سيلا وإسمعي كلام مامي ومتتعبيهاش معاكي.
أجابته تلك الجميلة بطاعة وإبتسامة بشوش أنارت وجهها: حاضر يا جدو.
ثم تحركت إلى ثريا التي تبكي بإنهيار على فراق تلك الجميلة التي تعتبرها حفيدتها البكر، إحتضنتها أيسل ومسحت بأيديها على ظهرها بحنان كي تهدئ من روعها وأردفت قائلة بنبرة حنون متأثرة: أرجوك كفاية دموع يا نانا ليه محسساني إني مسافرة ومش راجعة تاني؟
اجابتها بلهفه وذعر: بعد الشر عنك يا حبيبتي متقوليش كده، وأكملت بحزن: أنا مش عارفة مين اللي طلع في دماغك حكاية التعليم في ألمانيا دي ما كليات الطب مالية البلد اهي والكلية الألمانية بذات نفسها ليها فرع هنا في إسكندرية تفرق إيه الكلية اللي إنت رايحاها عن اللي موجودة هنا ولا هو سفر وشحطتة وخلاص.
ردت على حديثها منال بتفاخر وكبرياء: تفرق كتير طبعا يا ثريا إنت عاوزة خريج جامعة هايدلبرغ يتساوي بخريج جامعة داخل مصر حتى لو كانت فرع لنفس الجامعة؟!
تحدثت أيسل إلى ثريا بهدوء: بصي يا نانا الجامعة اللي أنا هدرس فيها دي إختارتها بعد ماعملت سيرش وعرفت إنها من أفضل الجامعات اللي بتدرس الطب البشري وزي ما حضرتك عارفة إن أفضل دكاترة وأفضل رعاية طبية في العالم كله موجودة في المانيا.
إبتسمت لها ثريا وأحتضنتها مودعة إياها قائلة بنبرة حنون: بالتوفيق يا سيلا وإن شاء الله أشوفك أعظم جراحة في العالم كله وأسمك يلمع ويشرف مصر كلها.
تحركت إلى الخارج وهي تتذمر بتأفأف متسائلة عمها طارق: هو فين بابي يا عمو إتأخر ليه كده؟
أجابها طارق بهدوء ممتصا غضبها: إهدي يا سيلا بابا متأخرش ولا حاجة.
تحدثت بتذمر ونبرة صوت أظهرت غضبها: وهي الليدي مليكة مش هتعرف تيجي تسلم علينا لوحدها لازم يروح بنفسه يجيبها وتدخل بتشريفة؟
كاد طارق أن يتحدث أوقفه دخول ياسين من البوابة حاملا صغيره الذي تخطي عامه الثالث بسبعة أشهر وتجاوره تلك الحزينة بعيونها المنتفخة جراء بكائها وأثار الدموع وهذا لأجل ذهاب ياسين معهما والمكوث داخل ألمانيا لمدة إسبوع كامل.
إشتعل داخل أيسل عندما رأت والدها محتضن كف يد مليكة بتملك ورعاية وتملكت الغيرة من قلبها حيث أنها بالعامان المنصرمان زادت وأشتدت غيرتها على أبيها من مليكة وذلك بفضل عشق ياسين المجنون لمليكة والذي تخطي الحدود وظهر للعلن رغما عنه،
تحركت سريعا إلى أبيها ورمت حالها بين أحضانه بإتجاه مليكة مما جعل ياسين يترك يد مليكة ويلف ذراعه حول صغيرته برعاية، وخاصة عندما رأي غيرتها بعيناها.
تحدثت أيسل بغيرة ونبرة معاتبة: إتأخرت كده ليه يا بابي كده ممكن نتأخر على ميعاد الطيارة؟
أجابها ياسين وهو ينظر إلى صغيرة: مش كنت بجيب لك عز باشا الصغير علشان يسلم على أخته حبيبته قبل ما تسافر
نظرت إلى الصغير الذي إبتسم بدلال وتساءل بنبرة طفولية: هو إنت هتركبي الطيارة يا سيلا؟
خرجت من حضن أبيها وحملت شقيقها عنه وأحتضنته بحنو وأجابته بتأثر: أه يا قلب سيلا هسافر بالطيارة بس كل يوم هكلمك فيديو كول علشان أطمن على عزو حبيبي وأشوفه وهو بيكبر وكمان هبعت لك حاجات حلوة كتير من هناك
إبتسم لها الصغير وتحدث: طب خديني معاك أنا عاوز أركب الطيارة.
إبتسم له ياسين وملس على شعر رأسه البني الحريري الذي ورثه من مليكة وتحدث: إن شاء الله هاخدك إنت ومامي وحمزه وأنس ومروان في أجازة الترم ونركب الطيارة ونروح نقضي الاجازة كلها مع سيلا.
صفق الصغير بسعادة بكفي يداه الصغيرتان وتحمحمت مليكة لتسليك صوتها وتحدثت إلى أيسل التي تغيرت معاملتها كليا وذلك بفضل غيرتها الشديدة على أبيها: توصلي بالسلامة إن شاء الله يا سيلا.
أجابتها بتملل ونبرة جامدة دون حتى أن تكلف حالها عناء النظر لوجهها: ميرسي.
حزنت مليكة وأنزلت بصرها للأسفل مما أحزن ياسين الذي حاول مرارا أن يصلح علاقة أيسل بمليكة ولكن لم يجدي الأمر معه نفعا
تحركت مليكة إلى ليالي التي إحتضنتها وتحدثت بنبرة متأثرة: خلي بالك من حمزة يا مليكة حمزة أمانة في رقبتكم لحد مانرجع إن شاء الله.
تحدثت مليكة التي شددت من إحتضانها وتحدثت بدموع: هتوحشيني يا لي لي وهتوحشني مناقرتنا في بعض.
خرجت ليالي من داخل أحضانها وتحدثت بنيرة دعابية وأبتسامة ساخرة من بين دموعها: هوحشك بردوا يا بكاشة ده أنت تلاقي فرحتك مش سايعاكي علشان هسيب لك ياسين من غير منافس، ثم أكملت بتحذير مفتعل وهي تشير إليها بسبابتها: بس بلاش تتعودي على كده يا حبيبتي دي هي كلها سنة واحدة لحد ياسين ما يطمن على أيسل وأنها أستقرت في ألمانيا وتتأقلم مع الحراسة بتاعتها وبعدها هتلاقيني رجعت لك وصدقيني لأخد حقي في ياسين تعويض عن السنة دي كلها.
ضحكت مليكة على مداعبة ليالي لها وتحدثت بتأثر وحنين: والله هتوحشيني.
إقترب الجميع من ليالي وودعوها هي وأيسل منال التي كانت تبكي بمرارة وألم على فراق حفيدتها ومدللتها الغالية وأيضا إبنة شقيقها التي تعتبرها كإبنة ثانية لها بعد شيرين
وچيچي التي بكت بدموعها الحارقة أما لمار فلم تتأثر ولو قليلا ويرجع هذا لطبيعتها الجامدة
تحرك ياسين إلى مليكة وسحبها بجانب سور الفيلا بعيدا عن مسمع الجميع وقبل جبهتها.
وتحدث بعيون حزينة لفراقه الذي سيطول مدة أسبوع عنها: ممكن حبيبي يخلي باله من نفسه علشان أكون مطمن عليه؟
أجابته بدموعها الحارة:
حاضر بس ممكن علشان خاطري متتأخرش عليا.
إبتسم لها ووضع أنامله وجفف لها دموعها وتحدث بهدوء كي يهدئ من روعها: عيوني، ممكن بقي أعرف بتعيطي ليه؟
وأكمل مفسرا: ده كله إسبوع هطمن فيه على ليالي وأيسل وأرتب لهم الحراسة الكافية علشان أمانهم وأطمن إنهم إتأقلموا وأرجع لك على طول.
أجابته بدموعها بإعتراض: فاكر إن الإسبوع هيعدي عليا كده بسهولة؟
وأسترسلت حديثها بحنين: يا ياسين أنا اليوم اللي بتبات فيه عند ليالي مابيجليش فيه نوم ولا عيني بتغمض غير تاني يوم وإنت جنبي وجوة حضني.
نظر لها بجنون وإبتسم وأردف قائلا بإعتراف: عارفة يا مليكة أنا عشت عمري كله أحلم باللحظة اللي هسمع فيها إعترافك ليا بحبك وإني خلاص ملكت وجدانك وقلبك،.
وأكمل بعيون مغرمة: بس مهما تخيلت وحلمت عمري ما كنت أتخيل حلاوة اللحظة ولا رونق جمالها وإنت بتنطقيها.
إبتسمت وفاقا كلاهما على صوت عز وهو ينادي ياسين بدعابة: يلا يا روميو كده ميعاد الطيارة هيفوتكم يا حبيبي وهترجع تاني لمليكة قبل حتى ماتوحشها.
نظر لأبيه وأبتسم على دعابته وتحرك إليه وأحتضنه وبدوره شدد عز من إحتضانه وتحدث بتأكيد: ماتتحركش من هناك وترجع غير لما تأمن لهم الحراسة كويس جدا يا ياسين.
أجابه ياسين بطاعة: مش عاوزك تقلق يا باشا الموضوع هيتم زي ما حضرتك أمرت وأكتر كمان ده أمان بنتي الوحيدة ومراتي أكيد مش هقصر فيه.
هز له عز رأسه وتحدث: توصلوا بالسلامة ان شاء الله يا حبيبي.
وتحرك ثلاثتهم بصحبة طارق وعمر اللذان إصطحبوهم إلى المطار إنفجرت دموع منال ودلفت سريعا للداخل والجميع خلفها
تحركت إليها مليكة التي تحدثت بهدوء مصطنع رغم حزنها المرير من أجلهم جميعا: ليه بس الدموع دي يا طنط؟
وأكملت بتحفيز كي تمتص ألمها: المفروض تكوني أسعد واحدة في الدنيا علشان أيسل رايحة تحقق حلمها وإن شاء الله ترجع لنا مجدي يعقوب جديد وتشرفنا وتشرف بلدها ووطنها العربي كله.
اجابتها من بين دموعها: فراقهم صعب عليا أوي يا مليكة أول مرة يبعدوا عني المدة دي كلها.
إرتمي عليها عز الصغير الذي تحدث بحنو وهو يضع أنامله الصغيرة فوق وجنتها ويجفف لها دموعها قائلا: إنت زعلانه ليه يا نانا؟
إبتسمت وأحتضنته وقبلت وجنتيه بحنان وأجابته: أنا خلاص مش زعلانة طالما أخدت عزو حبيبي في حضني
تحدثت ثريا التي مازالت متأثرة وتبكي: إهدي يا منال متعمليش كده علشان حمزة.
إنتبهت وتلفتت حولها بهلع وهي تتساءل: هو فين حمزة يا ثريا؟
أجابتها چيچي من بين دموعها لطمئنتها: عمو عز أخده هو وأنس ومروان وراح يتمشي بيهم على البحر
إستكانت بجلستها وهدأت قليلا.
بعد خمسة أيام داخل ألمانيا
وبالتحديد داخل المنزل الذي إشتراه ياسين من أجل راحت فلذة كبده وزوجته، وقد قام بتأمينه بوضع حراسة مشددة حول المنزل بأكمله وذلك حرصا لظروف عمل ياسين
كانت تتمدد بجواره واضعة رأسها فوق صدره وهو يلف ذراعه حولها ويحتضنها برعاية بعدما أذاقها حلاوة عشقه فهي أيضا زوجته ولها عليه من الحقوق ما لمليكة.
إلا الذي يستكين بداخل قلبه وروحه ويتوغل بتشعب داخل كل ذرة بكيانة فهذا ليس عليه بسلطان.
تحدثت بنبرة قلقة: هو أنت فعلا هتسبنا هنا لوحدنا وترجع إسكندرية بعد كام يوم يا ياسين؟
أخذ نفس عميق ثم زفره بهدوء وأجابها بإستسلام: مفيش قدامي بديل يا ليالي ما أنت عارفة شغلي وتحكماته وإني مينفعش أبعد عنه أكتر من كده ده غير حمزة اللي أكيد حاسس بوحدة وإحنا كلنا بعيد عنه كده وعز اللي كل يوم بيعيط في التليفون ويقولي يلا تعالي.
وأكمل مطمئنا إياها: وبعدين أنا مش عاوزك تقلقي بالشكل ده علشان ما تنقليش قلقك لسيلا الحراسة اللي أنا عينتها لكم دي من أكفئ شركات الأمن هنا في ألمانيا، ده غير محمود الراجل بتاعي اللي هيكون ملازم ليكم زي ظلكم.
هزت رأسها بإيجاب وتحدثت: أنا مش قلقانة من كده يا ياسين وعارفة ومتأكدة إنك مش هتقصر في تأمينا،.
رفعت رأسها تنظر إليه مستندة بيدها فوق صدره وتحدثت: أنا متضايقة من بعدي عنك وعن حمزة كل المدة دي وبجد هفتقد الدفا والحب اللي بحسه وأنا في وسط العيلة
أخرج تنهيده حارة تدل على ثقل قلبه المحمل بالهموم وأجابها: على عيني وأنا ماشي وسايبكم يا ليالي بس ده مستقبل سيلا ودي أمنيتها وأنا مقدرش أمنعها من تحقيق حلمها وإن شاء الله أنا هبقي أجي أزوركم دايما وأقعد معاكم على قد ما وقت شغلي يسمح،.
وأكمل ليمسح عنها حزنها: وكلها سنة واحدة على ما سيلا تتعود على الحرس بتوعها وأنا أطمن عليها وأتأكد من إنها هتقدر تعيش لوحدها مع المرافقة بتاعتها والحرس وبعدها هرجعك لمصر على طول.
إبتسمت له ووضعت رأسها بهدوء من جديد فوق صدره
فتحدث وهو يمد يده جانبا ليلتقط علبة من داخل درج الكومود، رفعت رأسها من جديد تنظر إليه بإستغراب
إبتسم لها وتحدثت هي بسعادة وأستغراب: دي علشاني؟
جايب لي هدية يا ياسين؟
إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وأخرج هديته تحت عيناها المنبهرة قائلا هو: جايب لك هديه يا ليالي، وأكمل بدعابة لائما إياها بلطف: بس يارب تعجبك ومطلعيش فيها العبر زي كل مرة
نظرت لتلك القلادة الرقيقة والتي يتدلي من نهايتها حروف إسم ياسين مرصعة بحبات الزمرد بلونها الصارخ مما أعطي لها رونق باهر لكل من يتطلع إليها
إنبهرت برقتها وجمالها وتحدثت: حلوة أوي يا ياسين.
إعتدل بجلسته ووالاته هي ظهرها وألبسها إياها مع تقبيل يدها قائلا: كل سنة وانت طيبة يا ليالي
إبتسمت بسعادة وأعتدلت ورمت حالها من جديد لداخل أحضانه.
بعد ثلاثة أيام وبالتحديد ليلة عيد الحب
ومع بداية أول الليل داخل غرفة مليكة
كانت تجلس القرفصاء تضم ساقيها وتحتويهما بذراعيها وتتطلع للأمام في اللاشئ والحزن والألم يسيطران على ملامح وجهها بعدما كانت تنتظر وصول ياسين من ألمانيا بالأمس ولكنه اخبرها أنه أراد المكوث لليلتان إضافيتان بصحبة ليالي وأيسل.
فصور لها خيالها بأن ياسين فضل الإحتفال بعيد الحب داخل أحضان ليالي عوضا عن أحضانها وهذا ما جعل نار الغيرة تنهش بصدرها رغم عنها،
فبرغم تعاطفها الزائد مع ليالي وحزنها على سفرها هي وأيسل إلا أن غريزة الأنثي التي بداخلها هي التي تمكنت وأنتصرت
إنتصر عشقها المجنون وغيرتها الشديدة على رجلها وشعرت بروحها تتمزق كلما سرحت بأفكارها وتخيلت ياسينها وهو يضم ليالي إلى صدره أو يقبلها مثلها.
إنتبهت من شرودها على صوت دقات فوق الباب فدلفت مني بعد إستماعها للسماح بالدخول وتحدثت بإحترام: ست مليكة طارق بيه مستني حضرتك تحت في الجنينة وبيقول لك إلبسي وإنزلي له حالا لإن مدام نرمين تعبانة شوية ومحتاج لك معاه علشان تروحوا تطمنوا عليها بس من غير الست ثريا ما تعرف علشان متقلقش.
إنتفضت من جلستها وتحدثت بإرتباك ظهر بعيناها: تعبانة إزاي يعني؟
مدت مني شفتاها وأردفت قائلة: معرفش يا هانم أنا قولت لحضرتك اللي طارق باشا قاله لي بالظبط.
إستمعت لحديثها وارتدت ثياب عملية ولفت حجابها بعناية وتحدثت وهي تتحرك في الرواق بجانب مني متجهة إلى الدرج: خلي بالك من عز كويس أوي.
أجابتها مني: عز أخدته منال هانم من شوية علشان يقعد مع حمزة وقالت لثريا هانم إنها هتبلغك في التليفون إنه هيبات مع حمزة بالليل، ده حتى عز بيه جه أخد ثريا هانم ومروان وأنس علشان يسهروا معاهم في الفيلا.
هزت رأسها بتفهم فمنذ سفر أيسل وليالي وحمزة بحالة نفسية متأثرة وإما أن يأتي للنوم بجانب مروان وأنس وعز ليشعر بالتأنس وعدم الوحدة، أو تأتي منال لأخذ عز الصغير ليغفو بأحضان شقيقه وينسيه ألام إبتعاده عن شقيقته ووالدته وأيضا والده
تحركت إلى وقوف طارق وتساءلت هي بإستفسار: نرمين مالها يا طارق؟
أجابها بهدوء: معرفش إتصلت بيا وقالت إنها خرجت مع سراج وبعدها تعبت في المطعم اللي راحوه وجوزها أخدها عند دكتور قريب من المطعم قولت أخدك ونروح لها علشان تبقي معاها وتطمنيها
وتحرك أمامها ليفتح لها باب السيارة، إستقلت بجانبه وتحرك طارق منطلقا بسرعة
نظرت إليه وتساءلت بإستغراب: هو أنت مش كنت خارج إنت وجيجي تحتفلوا بال Valentine؟!
أجابها من بين أسنانه بغيظ: الله يسامحها نرمين بقي بس ماتقلقيش هوصلك وأرجع لجيجي بسرعة
ضيقت عيناها وهي تنظر إلى إتجاه طارق وتحدثت بإستفسار: توصلني وترجع؟!
إرتبك بحديثه وتحدث مغيرا مجري الحديث: عرفتي إن سليم جوز يسرا هينقل شغله هنا في إسكندرية.
تنهدت وأجابته بهدوء: أه يسرا قالت لي من يومين.
بات يحدثها ليلهيها حتى وصلا لوجهتهم وتوقف طارق نظرت إليه بإستغراب عندما وجدت حالها أمام الميناء وتحدثت بتعجب: إنت جايبنا هنا ليه يا طارق؟!
تحرك من السيارة وأتجه ناحية الباب الأخر وهو يفتح لها الباب وأجابها بدعابة: إجابة السؤال ده بقى مش هتلاقيها عندي.
ضيقت عيناها بإستغراب وبدأ يساورها الشك وتساءلت: أمال عند مين يا طارق؟!
أشار بيده ناحية ذاك الواقف بمقدمة اليخت الذي يقترب من مرسي الشاطئ.
نظرت بإتجاه إشارة طارق وبرقت عيناها بذهول وخرجت سريعا من السيارة وهي تنظر لذاك الوسيم بعيون سعيدة واضعه كف يدها فوق فمها غير مستوعبة وجود معشوقها وهو يقف بوسامة منتصب الظهر يرتدي حله سوداء برابطة عنق حمراء مصفف شعره بعناية ممسكا بيده باقة زهور جميعها باللون الأحمر المبهر.
أسرعت بمشيتها لذاك المبتسم الذي غمز لها بعيناه بحركة أذابتها وجعلتها تتحرك سريعا فوق الممشي الخشبي كي تصل لرجلها ورجل أحلامها دون شعور منها لذاك الطارق أو بعض الرجال المتواجدون بالمكان نظرا لطبيعة عملهم
وأخيرا وصلت إليه وبدون مقدمات رمت حالها بين أحضانه كمن وأخيرا وجد ضالته أخرجها هو سريعا لشدة غيرته من نظرات البعض، فخجلت من حالها حينما استشعرت بما قامت بفعله.
وتحمحمت خجلا فأعطاها هو باقة الزهور قائلا بإشراقة: كل سنة وإنت معايا يا مليكة.
إبتسمت بشده حتى ظهرت صفي أسنانها الناصعة البياض وتحدث طارق الذي ما زال متواجدا بالأسفل مشيرا إلى شقيقه بكف يده: حمدالله على السلام ة يا باشا أظن أنا كده تمام.
أجاب ياسين شقيقه: طول عمرك وإنت تمام طارق باشا.
نظرت مليكة إلى طارق بنظرات شاكرة ممتنه فتحدث هو: تصبحي على خير يا مليكة ومتقلقيش على الأولاد عمتي ثريا عارفة إنك مع ياسين وهتخلي بالها منهم.
حولت بصرها سريعا إلى ياسين فأكمل طارق بدعابة: بسلامته بلغ الكل إلا إنت كان حابب يعملها لك مفاجأة
وتحرك إلى سيارته وسحب عامل اليخت الممشي الخشبي وتحرك سائق اليخت مبحرا للداخل جذب ياسين مليكة من يدها متجها إلى الداخل.
أدلفها لداخل غرفة النوم المجهزة بتخت صغير بالكاد يكفيهما نظرت إليه وبدون مقدمات رمت حالها من جديد داخل أحضانه وبدورة حملها رافع إياها لأعلي ليثبتها داخل أحضانه وهو يضمها بقلب ينبض عشق وجسد يرتجف لضمت محبوبته بعد غياب دام لأكثر من إسبوع
وتحدث وهو يشدد من إحتضانها: وحشتيني يا حبيبي وحشتيني.
أبعدت رأسها عن أحضانه ووضعت كف يدها الرقيق تتلمس ذقنه النابتة التي تذوب بها كلما نظرت إليها وتحدثت بنبرة هائمة: إنت معايا بجد يا ياسين؟
يعني أنا مش بحلم وإنت لسه هناك في ألمانيا؟
وأكملت بنبرة حزينة: أنا كنت خلاص فقدت الأمل وقلت إنك حابب تقضي عيد الحب بعيد عن حضن مليكة
إبتسم لها وأردف قائلا بحنان: أي حاجة فيها حب يبقي مينفعش تتعاش برة حضن مليكة.
ومال على شفتاها وهو يلتقطها بين شفتاه بلهفه وجنون وأشتياق وبعد مدة فصل قبلته وأنزلها بهدوء متحاملا على حاله كي لا ينجرف وراء مشاعره الجياشة والتي تطالبه بالإنصياع لصوت داخله يحسه على أخذها بين أحضانه ودفنها بين ضلوع صدره وليذوبا معا بعالمهما الخاص كي يحتفل معها على طريقته التي يجيدها بإمتياز.
تحامل على حاله وأبتعد كي لا يضيع عليها لذة مفاجأة الليلة وتحرك إلى الأريكة الموضوعه وأقترب من صندوق كبير كان موضوع بعناية وأخرج من داخله ثوب باللون الأحمر مبهر ويشد البصر مرصع بأحجار سوداء جعلته مثيرا ومميزا لليلة كهذه
و تحدث إليها بنبرة حنون عاشقة: ده فستانك يا عروسة ومعاه الحجاب بتاعه.
وأكمل مداعبا إياها: هستناكي برة علشان الفرعون الصغير هيبدأ للإحتفال
إبتسمت خجلا وخرج هو وأنتظرها فوق سطح اليخت.
بعد قليل طلت عليه كأميرة خرجت للتو من إحدي أساطير الحكايات المبهرة، نظر لها بعيون منبهرة بجمالها الفائق الذي تخطي كل الحدود معه إبتلع لعابه وكتم أنفاسه من هيئتها ولكنه تحامل على حاله كي لا يحرمها من إكمال ليلتها محاربا بكل طاقته شعورا ملح بأن يسحبها للداخل ويغلق باب الغرفة كي يروي عطشه لها الذي فاق الحد.
رفع كف يدها إلى فمه واضع شفتاه المولعة عليه ولامسه بطريقة مثيرة مقبلا إياه مما جعل جسدها بالكامل يهتز
ثم قرب فمه من جانب أذنها وهمس وأسمعها بعض الكلمات بنبرة بعثرت كيانها وجعلت القشعريرة تسري بجسدها من جديد
ثم رفع يده وفتح جهاز ليزر ليطلق إشارة لذاك اليخت الذي يبتعد عنهما بمسافه كبيرة
وفجأة إنطلقت الألعاب النارية في السماء بطريقة متناسقة رسمت بها نقش كلمات كالأتي: كل سنة وإنت معايا يا مليكة قلبي.
كانت تنظر للسماء تقرأ ما يكتب بالألوان المنبثقة من الألعاب النارية بإنبهار وعيون متسعة بذهول غير مصدقه لما يحدث من حولها
وتحدثت بإنبهار: يا ياسين أنا بعشقك بجنون.
إبتسم لها ونظر للسماء من جديد ينظران إلى الألعاب النارية وألوانها المبهجة والتي كتبت أخيرا باألوان مبهجة متنوعة.
مليكة الياسين.
ضحكت من قلبها بسعادة وانتهت الألعاب وأشتغلت الموسيقي الهادئة فأخرج هو من داخل جيب معطفه علبة فتحها واخرج منها النسخة الثانية من القلادة الرقيقة التي قدمها لليالي والتي كتب عليها ياسين،
إتسعت عيناها بإنبهار حين وقعت عيناها على رقة القلادة وتحدث: تجنن يا ياسين ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
أجابها بعيون تنطق عشق: ويخليكي ليا يا قلب ياسين.
تحرك ووقف خلفها وألبسها تلك القلادة ثم أمسك يدها ووضع بها قبلة رقيقة وبدأ يرقصان تحت نجوم الليل اللامعة وتحت سعادتهما التي تخطت عنان السماء،
وبعد رقصتهما تحرك بها إلى الطاولة الموضوعة بمنتصف اليخت موضوع عليها شموع حمراء محاطه بغلاف زجاجي كي لا يطفئها الهواء.
سحب لها مقعدا واجلسها وجاء العامل ووضع لهما الطعام الساخن وبدأ بتناوله في جو يطغى عليه طابع الرومانسية الرقيق حيث الليل والسكون والنجوم اللامعة والشموع الحمراء ذات الرائحة العطرة، والموسيقي الهادئه وطعامهما الساخن المحبب لكلاهما وأيضا الجو المثلج التي تعشقه مليكة.
إنتها من طعامهما ورفع العامل الصحون وجاء بقالب الحلوي المصنوع على هيئة قلب أحمر وبه أول حرفان من إسميهما معا، قطعا معا قالب الحلوي وتناولا منه القليل وتحركا سريعا للداخل لقضاء ليلتهما الذي قرر ياسين قضائها باليخت هنا عوض لحبيبته عن الإسبوع المنصرم الذي قضاه بعيدا عن أحضانها.
دلفا للداخل وأوصدا باب الغرفة بالمفتاح وبات يذيقها من وابل قبلاته وعشقه الحار ما يروي عطش كلاهما للأخر،.
وتحدث أمام شفتاها المهلكة بالنسبة له: جوزك بيعشق هواكي يا مليكة، ياسين بيعشق النفس اللي بيخرج منك يا نور عيون ياسين.
أجابته بنبرة هائمة مغمضة العينان: ومليكة بتعشق التراب اللي جوزها بيمشي عليه.
إشتعل كيانه من حديثها المثير لرجولته وحملها بين ساعديه واتجه بها نحو الفراش وبات يزيدها من عشقه المميز، أما مليكة فكانت بعالم أخر من شدة سعادتها تخيلت للحظات أنها داخل حلم سعيد ولأجل أن تشعر بتواجده معها باتت تحدثه وتطلب منه أن يخبرها أنه وبالفعل هنا وبداخل أحضانها وليس حلم جميل وسينتهي.
فحقا أقصي ما تمنته بتلك الليلة أن يأتي لها ياسينها ويجذبها لداخل أحضانه وتقضي ليلها وهي واضعة رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه وهي تنبض بعشقها ولكن دائما مع ياسين الوضع يختلف وتحصل مليكة على أكثر ما تتمني.
وسيبقي عشق الياسين لمليكتة مميزا إلى الأبد.
4=رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص برأس السنة
تنويه هام
قارئاتي العزيزات، قبل قراءة هذه الحلقة وجب التنويه أنها حلقة فانتازيا ولا تمت بصلة لواقع سير الرواية، بل كتبتها بناء على رغبة بعض متابعاتي ممن كانوا يتمنون زواج عز المغربي وثريا بعد قرائتهم لرواية عبق الماضي وتعاطفهم الشديد مع ما مر به عز
والان سأترككم للإستمتاع مع الحلقة مع تمنياتي بأن تنال إعجابكم
أميرتي.
ياليت لي الحق بضمتك والدخول لعالمك المبهر.
ولتسمحي لي بدلوفي لأحضانك كي بدفئها أتنعم.
والنيل من شفتيك الوردية والنظر لعينيك بتمعن.
ولترأفي بحالتي وتسقني من شهدك المكرر.
كي ينتهي بتذوق عسلك رحلة عذابي وتألمي.
خاطرة عز المغربي
بقلمي روز امين.
بعد مرور عامان وفاة أحمد المغربي، وبرغم تألم روح عز وهو يري ذبول ثريا يوم بعد الاخر منذ فراق روحها التي دفنت مع حبيبها الأبدي، إلا أن روح العاشق الكامنة بداخله تحركت وثارت عليه، رغم عنه تحرك قلبه وصرخ مطالب إياه بأن يحقق له مناه ويجلب له حب العمر التي طالما خلم به وتمناه.
ذهب إلى المكان المتواجد به أباه، حيث كان في الأراضي الخضراء الواسعة المملوكة للعائلة، ألقي التحية على والده، فرحب به محمد وأشار بكفه في دعوة منه بالجلوس
جلس صامت لأكثر من خمس دقائق مرت عليه كدهر
رأي محمد ربكته فتحدث بنبرة مشجعة كي يحسه على الكلام: مالك يا عز، عاوز تقول حاجة يا إبني؟
تحمحم عز وتحدث بقلب يرتجف خشية جرح قلب أبيه الغالي: الحقيقة يا حاج فيه موضوع حابب أفاتح حضرتك فيه.
وأكمل بنبرة مرتبكة وجبين يتصبب عرق: بس خايف تفهمني غلط
دقق محمد النظر داخل مقلتاي نجله وتحدث بنبرة جادة: خش في الموضوع طوالي ومتخافش يا سيادة العقيد، وأستطرد بنبرة لائمة لفهمه حديث نجله بالخطأ: أبوك الراجل الفلاح بيفهم وبيعرف يوزن الأمور بردك
نطق عز سريع نافي: أستغفر الله يا حاج، أنا ما أقصدش بكلامي كدة أبدا.
ضيق محمد عيناه منتظرا تكملة حديثه، فأخذ عز نفس مطولا ونطق بشجاعة: أنا عاوز أتجوز ثريا بنت عمي وأربي ولاد أخويا جوة حضني
وأسترسل بإحترام: ده طبعا من بعد إذنك
إتسعت عيناي محمد ونظر عليه بعدم تصديق، فتسائل عز متوجس: أنا غلطت في حاجة يا حاج؟!
تنهد محمد بأريحية ظهرت على ملامحه: حاشي لله يا أبني.
وأكمل حديثه بإنسجام ورؤي متطابقة: أصل بالصدفة كنت بكلم أمك في الموضوع ده من حوالي شهر، وأمك هي اللي عجزتني ووقفتني إني افاتحك فيه، قالت لي إنك مش هتوافق علشان متزعلش منال وتيجي عليها
إنتفض قلبه وسأل والده متلهف: يعني إنت معندكش مانع يا حاج؟
تنهد محمد وتحدث بأسي ظهر على وجهه: من ساعة موت أخوك الله يرحمه وأنا قلبي واجعني على عياله اللي لسه صغار، ولا بنته اللي فاتها وهي حتة لحمة حمرا.
وأكمل بتمني: بقي كل اللي شاغلني إني أطمن عليهم قبل ما أقابل وجه كريم
هتف عز بحماس: ربنا يديك طولة العمر وتعيش لحد ما تجوزهم يا حاج
هز رأسه بوهن وأبتسم ونطق بيأس: أجوز مين يا ابني، البركة فيك تربيهم مع أمهم وتسلم البنات بإيدك لرجالتهم
واستطرد قائلا: أنا هكلم عمك صلاح وأطلب منه ثريا ولو إني عارف إنه مستنيها وشوفتها في عنيه كام مرة، ما هو اب هو كمان وعاوز يطمن على بنته.
وأكمل بإيضاح: وما تعتلش هم مراتك، أنا هفهمها بالراحة، وأعرفها إن الجوازة لازمن تتم علشان خاطر العيال يتربوا مع عمهم
تنهد وأردف: إن شاء الله يا حاج، إن شاء الله
بالفعل تحدث محمد إلى صلاح وابلغه بما طلبه منه عز مما أسعد صلاح وشعر بالطمانينة على إبنته وصغارها
داخل حجرة الجلوس المتواجدة بمنزل العائلة، يجلس صلاح وزوجته عزيزة وأولادهما، على وفريد وحسن وثريا
وأيضا محمد، وزوجته منيرة واولادهما، عز وعبدالرحمن.
أغلق محمد الغرفة بإحكام وطلب من زوجات اولادهم ان يصعدوا إلى الاعلي هم وأطفالهم وأخبرهم أنه وشقيقه وأولادهم سيتحدثون في موضوع خاص بالعائلة
تحدث صلاح موجه حديثه بنبرة حازمة كعادته: عز طلب إيدك على سنة الله ورسولة يا ثريا، وأنا وافقت وإن شاء الله كتب الكتاب الشهر الجاي.
شعور بالإرتياح إجتاح جميع المتواجدون بالحجرة حتى والدة أحمد التي كانت تريد الإطمئنان على صغار نجلها الراحل وذلك بعدما أصيبت بأمراض عديدة بفضل حزنها على فقيدها الغالي
عدا تلك الثريا التي جحظت عيناها من حديث والدها المهين لها والذي يبلغها بعدما حدد لها مصيرها هي وأولادها دون حتى إسنادها حقها الشرعي في الموافقة من عدمها.
شعر عز أيضا بمرارة من حديث عمه المقلل من شأن أميرته العالية وكاد أن يعترض لولا صوت تلك الحزينة التي إعترضت بنبرة هادئة إحترام لوجود والدها وعمها: بس أنا مبفكرش في الجواز تاني يا بابا
وحولت سريع بصرها لذاك الفارس الجالس بأنفاس مكتومة وعيناي مترقبة بشدة لنطقها للقرار الذي سيحيي قلبه ويجدد له الأمل، نعم فقد باتت تعلم بعشقه الهائل لها وهذا ما اخبرها به أحمد وهو على فراش الموت.
وأردفت بهدوء جابرة لخاطر ذاك الخلوق: إنت راجل محترم يا عز، وأنا طول عمري وأنا بشوفك زي على وفريد وحسن
وأكملت بنبرة زائفة لعلمها الحقيقة: وعارفة ومقدرة تضحيتك براحتك مع مراتك وولادك علشان خاطر ترضي عمي ومرات عمي
نظر لها بعيناي تكاد تصرخ ألم من شدة حزنها،
وحدث حاله قائلا: أهكذا ترين طلبي لتقربي من قلبك غاليتي؟
إني أهيم عشق وأكاد من ألم الإشتياق أذوب وأنتهي.
أضناني بعدك وجفاني نومي وبت على تلهف قلبي لضمتك غير قادر
هتف صلاح بنبرة حادة معنف صغيرته: عز ما بيرضيش حد يا بنت صلاح، عز راجل وهو اللي فكر لحاله من غير ما حد يكلمه، وقرر إنه ياخد ولاد أخوه في حضنه ويحاجي عليهم وعليكي، وأنا خلاص وافقت
تحدثت بإعتراض: وأنا قولت لحضرتك إني مش هتجوز بعد أحمد الله يرحمه.
تحدثت منيرة بنظرات مترجية: وافقي يا بنتي علشان خاطر ربنا، نفسي أموت وأنا مطمنة على ولاد أحمد علشان لما أقابله أطمنه عليكم
بات الجميع يضغط عليها كي توافق، منهم من إستخدم معها إسلوب الترهيب مثل أبيها، ومنهم من توسل إليها وترجاها تارة، وتحدث بالعقل تارة اخري.
كان ينظر إليها بعيناي متوسلة مترجية أن ترحم قلبه العاشق، بعدما وجد رفضها التام حزن من داخله وثارت عليه كرامته، فتحدث إلى صلاح لحفظ ماء الوجه: خلاص يا عمي، مفيش داعي تضغط عليها أكتر من كدة، أنا مش هجبرها ترضي بيا بالغصب.
حزنت لأجله وتألم قلبها لنبراته ونظراته التي يظهر بهما كم الألم الذي يعتصر قلبه ويتعرض له كيانه، وتحدثت لمراضاته: إفهمني من فضلك يا عز، أنا خايفة على ولادك وبيتك من التشتت والضياع، إنك تكون زوج وفاتح بيتين دي في حد ذاتها صعبة أوي
واسترسلت بتعقل: وصدقني إنت اللي هتتعب أكتر واحد في الموضوع كله، ده غير إني أكلت أنا ومنال من طبق واحد ولا يمكن أوافق على دبح. ها بأديا.
كانت هناك من تقف خلف الباب وتتنصت على ما يقال، إنها راقية التي إستمعت وهرولت إلى الأعلي لتنبه منال وتطلعها على كل ما جري، وبسرعة البرق نزلت منال بقلب يستشيط غيظ ودفعت الباب حينما إستمعت لكلمات تلك الثريا.
فوجئ الجميع بإقتحام منال للغرفة وتحدثت بهيأة غاضبة موجهة حديثها إلى ثريا التي إنكمشت على حالها: عملالي فيها محترمة وطيبة أوي وخايفة على مشاعري، ألاعيبك دي ووش الملاك اللي لابساه طول الوقت بليق عليهم كلهم إلا عليا
واسترسلت بحدة: فوقي يا ثريا وبلاش نغمة الطيبة دي لأنها مش لايقة عليكي، فوقي وشوفي أنا مين وإنت مين
وأكملت بقامة مرفوعة عاليا بغرور: - أنا منال العشري سليلة أكبر عائلات إسكندرية كلها.
واسترسلت بإهانة وتقليل من شأنها: تيجي إيه إنت في جمالي وشياكتي، ولا أصلي وتعليمي
هب واقف من جلسته وصاح بنبرة غاضبة بعدما إستمع لإهانة صغيرته على يد تلك المتعالية: منال، كلمة تانية وهتسمعي اللي مش هيرضيكي
وأكمل متسائلا بنبرة حادة مهينة: ثم إنت إزاي يا محترمة يا سليلة أكبر العائلات تقفي تتصنتي علينا وتقتحمي الباب من غير حتى ما تستأذني
هتف محمد بنبرة حادة: يا عيب الشوم عليك.
ضحكت ساخرة وربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدره. ا وتحدثت وهي ترمق الجميع بإستهانة واحتقار: ربنا بعتني في الوقت المناسب علشان أسمع بوداني وأشوف بعنيا ندالتكم وإنتوا بتتفقوا إنكم تجوزوا جوزي من أرملة أخوة من ورايا
تحدث محمد بهدوء كي يمتص غضبها ولكي لا يجعل بيت ولده ينهار: احنا مكناش هنعمل حاجة من وراكي يا بنتي، إحنا كنا بنحاول نقنع ثريا الاول وبعدها كنا هنبلغك ونقنعك ونراضيكي.
رمقته بنظرة إشمئزاز وصاحت بنبرة لا ترتقي بمعاملة والد زوجها: إنتوا أكيد إتجننتم، إنت فاكر إن أنا أو عيلتي هنقبل بالمسخرة والتخاريف اللي بتقولوها دي
منااال، كلمة قالها عز بنبرة حادة وهو يرمقها بنظرات تحذيرية
وأكمل مهددا: صبري على قلة أدبك وتجاوزاتك في الكلام ليه حدود
أردفت قائلة بنبرة ساخطة: هو أنت لسه شفت تجاوزات يا عز بيه.
واستطردت بكبرياء وهي تشير إليه بسبابتها بإشمئزاز: بقا أنت يا عز يا مغربي، عاوز تتجوز عليا أنا
نطقت منيرة في محاولة منها لتهدأة تلك الثائرة: ده مش جواز زي ما أنت فاكرة يا بنتي، ده هيكتب كتابه عليها علشان يخلي باله من عيال أخوه ويربيهم مش أكتر من كدة
ضحكت ساخرة وتحدثت بإهانة: هو حضرتك شيفاني جاهلة للدرجة دي ولا فكراني مغفلة علشان أصدق الهبل اللي بتقوليه ده.
إلي هنا ولم يستطع إهانتها لوالدته، هرول عليها وقام بصفعها على وجنتها وصاح بنبرة غاضبة وعيناي تطلق شزرا: كدة إنت إتعديتي خطوتك الحمرا ووجب عليا تأديبك
صعقت من صفعته لها، فلم تتوقع حتى بأسوء كوابيسها بأن عز المهذب والمعروف باللباقة وحسن الخلق أنه سيتخلي عن تهذيبه ويقوم بصفعها على الملاء وأمام العلن، وضعت يدها تتحسس موضع صفعته حيث علمت أصابعه على وجنتها جراء شدة الصفعة.
رمقته بنظرات كارهة وهتفت بغضب بعدما فقدت السيطرة على حالها قائلة بإهانة: إنت بتضربني يا جربوع، جت لك الجرأة تضرب منال العشري
وبدأت تتناقل بنظراتها إلى الجميع بتقزز وكراهية وتحدثت: مش كفاية إني إتنازلت أنا وعيلتي ورضيت بيك وبعيلتك وأهلك الفلاحين
إتسعت أعين الجميع وهم يشاهدون ويستمعون بأذنهم إهانتهم الصريحة من تلك المنال ومشاهدتها وهي تتعالي عليهم جميعا.
هتفت عزيزة بنبرة ساخطة: إخص عليك قليلة أصل وناكرة للجميل
أما منيرة التي صاحت ناهرة إياها: الفلاحين دول أشرف من أهلك المفلسين المديونين واللي سيرة فلسهم بقت على كل لسان
وأكملت موبخة إياها: الفلاحين اللي بتعايريهم دول خيرهم عليكي وعلى عيلتك ومغطيهم من ساسهم لراسهم يا بنت العشري.
إشتعلت نار صلاح وتحدث بنبرة حادة: إحنا فلاحين أه، بس عندنا من الأطيان والإملاك اللي خلت أهلك ولاد الحسب والنسب يجروا ورانا ويلهثوا زي الكلا، علشان يناسبونا،
منال، كلمة حادة نطق بها عز
رمقته بنظرة غاضبة فأكمل هو بثبات: إنت طالق، طالق يا بنت الاكابر
شهقت ثريا واضعة كف يدها فوق فمها، في حين هتفت منال قائلة بجنون: هي حصلت تطلقني يا عز؟
هتف محمد بنبرة حماسية مساندا نجله: عاشت البطن اللي شالتك يا سيادة العقيد
واسترسل حديثه وهو يرمقها شزرا: الحرمة اللي تتكبر على جوزها وأهله، متستحقش تعيش وسطيهم تاني ولا تاكل من خيرهم
رمقته منال شزرا وهتفت بغضب: هتدفع تمن كلامك ده غالي أوي، كلكم هتدفعوا التمن غالي، وحياة بابا لأخلي عيلتي تعرفكم مقامكم صح يا فلاحين يا جرابيع.
هتف عز بحدة متمالك غضبه بصعوبة بالغة: أنا ماسك نفسي عنك بالعافية وده علشان خاطر ولادي،
واستطرد مهددا: لكن هتقلي أدبك بكلمة تانية قسما بالله هرميكي برة البيت بالهدوم إلى عليك دي
كانت تستمع إليه بعيناي تطلق شزرا وقلب يشتعل من شدة نارها، حول عز بصره ونظر إلى شقيقه عبدالرحمن قائلا بنبرة صارمة: عبدالرحمن، جهز العربية على ما المدام تجهز شنطة هدومها علشان هنوصلها لحد بيت أبوها.
وأكمل متهكم وهو يشير إليها بإتجاه الباب: إتفضلي قدامي يا بنت الأكابر
هرولت والغضب يتطاير من عيناها وتحرك هو خلفها
تحدثت ثريا إلى الجميع: عاجبكم كدة، أهو عز بيته إتخرب من ورا إقتراحكم
وأكملت بنظرات ملامة للجميع: وأنا طلعت الحرباية خرابة البيوت اللي خطفت الراجل من مراته، يارب تكونوا إرتاحتوا
نطقت منيرة مبررة: وإنت ذنبك إيه في اللي حصل يا بنتي، هي اللي ست قليلة أصل وأهلها قصروا في ربايتها.
وجوازها من إبني كانت غلطة
صاح محمد بنبرة إستحسانية: واهو طلع راجل من ظهر راجل وصححها يا أم عز
أما صلاح الذي نطق بنبرة هادئة في محاولة منه لإمتصاص غضب شقيقه: بلاش خراب البيوت يا محمد يا أخويا، كفاية يوديها عند أهلها تترمي لها هناك شهر ولا إتنين لحد ما تتعلم الأدب وبعدها يردها علشان العيال
أبدا، عظيم تلاتة ما هي داخلة بيتي تاني عديمة الرباية دي. جملة نطقها محمد بنبرة حانقة.
تحرك عز صاعدا الدرج بجانب تلك المتعالية حتى وصلا معا إلى مسكن الزوجية، وجد ياسين يحمل الرضيع عمر ويجاوراه وطارق وشيرين وهم يداعبون الصغير
هتفت منال بنبرة حادة وملامح وجه غاضبة وهي تنظر إلى ياسين: ياسين، إدي عمر لطارق وقوم لم معايا هدومك إنت واخواتك علشان هنروح نعيش في بيت جدو
نظر لها الصبي وتسائل بإستفهام: وإحنا إيه اللي يخلينا نسيب بيتنا يا ماما؟
نظرت على عز الواقف ينظر عليها بغضب وأكملت: هنسيب بيتنا علشان المحترم بباك طلقني وهيتجوز الحقيرة اللي إسمها ثريا
إشتعل قلبه بالغضب عندما إستمع لسبابها لحبيبته صاحبة الخلق، أمسك ذراعها وقام بسحبها بعنف وتحرك بها داخل غرفتهما الخاصة وذلك حفاظ على مشاعر أطفاله، وهتف بنبرة تحذيرية بعدما أغلق باب الغرفة: إحترمي نفسك وخلي عندك كرامة بدل ما اخليها تنداس تحت الجزم.
وأكمل وهو يدفعها لتسقط فوق التخت: قدامك نص ساعة تكوني لميتي فيها كل حاجة تخصك
واسترسل موضح لها: وموضوع عيالك ده تنسيه نهائي، مش عيلة المغربي اللي عيالها يتربوا في بيوت الأغراب ويسيبوا خير أهاليهم
واسترسل متهكم: وبعدين لو فرضنا إني هوافق أديهم لك، تقدري تقولي لي هتعيشيهم وتصرفي عليهم منين؟
اجابته بغرور وتعالي: أهلي هيجبروك تجيب لي فيلا أعيش فيها معاهم وتصرف علينا غصب عنك.
ضحك ساخرا لتناسيها أو تغافلها عن منصبه الرفيع وتحدث قائلا: يظهر إنك ناسية إنت واقفة وبتتكلمي مع مين
واسترسل بصرامة اربكتها: - انا العقيد عز المغربي يا مدام، ليا وضعي في جهاز المخابرات وعندي السلطة اللي تخليني أخسف بأهلك اللي فرحانة بيهم دول الأرض
واستطرد مهددا: فمن الأحسن ليكي وليهم إنكم تبعدوا نهائي عن سكتي وتتقوا شري.
رمقته بنظرة إشمئزاز وتحدثت بنبرة حاقدة: خليهم لك إشبع بيهم حاليا، وأنا متأكدة إنك مش هتكمل شهرين وهتيجي تترجاني إني أخدهم، وإبقي وريني الهانم هتتحمل أربع أولاد إزاي
ضحك وأردف متهكم: ده على أساس إن سيادتك اللي بتربيهم مش أمي وثريا؟!
وأكمل بتذكير: ده حتى في الرضاعة، ثريا كانت بترضع طارق وشيرين مع رائف ونرمين أكتر ما رضعتيهم سيادتك
في الخارج.
وضع ياسين الرضيع فوق الأريكة وتركه في رعاية طارق، وتحرك إلى غرفة والداه وطرقها مرتان، سمح له والده بالدخول، وبالفعل خطي بساقيه وجد والدته تجمع أشيائها بهرولة وهيئة غاضبة، ووالده يرتدي ملابس تناسب الخروج من المنزل
تحدث على إستحياء إلى والدته: حضرتك بتعملي إيه يا ماما؟
هتفت بنبرة حادة لائمة صغيرها: سايبة البيت وماشية علشان بباك يتجوز عمتك ثريا اللي حضرتك بتحبها براحته.
وأكملت بنبرة غاضبة: وبعدين أقعد إزاي وأنا إطلقت، أبوك طلقني علشان يخلي له الجو مع الخسيسة اللي رمت شباكها عليه وهو زي الأهبل وقع على بوزه
إستاء ياسين من اللهجة البذيئة التي تتفوه بها والدته عن أباه
في حين صاح عز بصوت يشتد كظم: إحترمي نفسك وبلاش نخليني أقل من قيمتك قدام إبنك، على الأقل حافظي على شكلك كست محترمة قدامه.
إبتلع ياسين لعابه بإضطراب وأردف متسائلا بنبرة قلقة: بابا، الكلام اللي ماما بتقوله ده حقيقي؟
وأستطرد: حضرتك فعلا طلقتها علشان هتتجوز عمتي ثريا؟
ربعت ساعديها ووضعتهما أمام صدره. ا وهي تنظر إلى عز بحقد منتظرة بتمعن إجابته على نجلهما
أما عز الذي تحدث لإبنه قائلا بنبرة حذرة: من الافضل إنك متدخلش نفسك في الموضوع ده يا ياسين.
صاحت تلك الشامتة به قائلة بإحتدام: إيه يا سيادة العقيد، مكسوف تحكي لإبنك إنك ما صدقت أخوك يموت وقوام بصيت لمراته واتمنيتها
رمقها بنظرة إحتقار وهتف بإشمئزاز: إنت ست مريضة وغلطة عمري إني إرتبط بإنسانة بشعة وحقودة زيك
ثم حول بصره لإبنه وأردف شارح: أنا طلقت أمك لما غلطت في عيلتك يا ياسين، والدتك المحترمة بنت الأصول، هانت جدودك تحت وقالت لهم يا فلاحين يا جرابيع.
إتسعت عيناي ياسين بذهول وحول بصره إلى والدته سريع وهتف متسائلا بعدم إستيعاب: حضرتك فعلا قولتي لجدي محمد وجدي صلاح كده يا أمي؟
رفعت قامتها لأعلي بكبرياء وأردفت بصفاقة: مش دي حقيقتهم ولا أنا بفتري عليهم
وتسائلت بوقاحة: ولا هي الحقيقة بقت بتزعل وتوجع أصحابها؟
غصة مرة تملكت من قلب ياسين وأصابته بالحزن، أما عز الذي جن جنونه مما جعله يركض سريع إلى خزانة ملابسها المفتوحة وأختطف منها ما تبقي من الثياب بطريقة عنيفة وهرول إلى الحقيبة الموضوعة فوق التخت وقام بإلقاء الملابس بإهمال وقام بغلقها
وتحدث بنبرة حادة تنم عن وصوله إلى قمة غضبه: إتفضلي قدامي علشان أوصلك على بيت أهلك قبل ما أفقد أعصابي.
بالفعل تحركت منال وأوصلها عز إلى منزل شقيقها وأبلغه بما بدر منها تحت غضب شقيقها من عز
في اليوم التالي ذهب شقيقيها إلى منزل المغربي ليتحدثا فيما جري وطالبا بمنزل مستقل لشقيقتهم وأن يردها عز إلى عصمته من جديد، وتشرطا عليهم بعدم زواجه عليها،.
رفض محمد وعز حديثهما بل وكادا أن يطرداهما من المنزل بعدما تعدوا على العائلة ببعض الإهانات بجانب التعالي والتفاخر اللذان كانا يتحدثان به مما جعل محمد يستشيط غضب ويقرر مع صلاح سرعة عقد قران عز على ثريا تحت نفور وحزن وألم ثريا مما جعل الحزن يسكن قلب ذاك العاشق.
تم عقد القران الذي عقد بحضور جميع عائلة المغربي، وبعدها صعد عز بجانب ثريا إلى مسكن زوجيه جديد، حيث طلب عبدالرحمن من أبيه تبديل مسكنه بمسكن أحمد، وذلك كي لا يزيد من حزن شقيقه وهو يري زوجته تعيش بجانبه في نفس المكان التي عاشت به أجمل سنواتها بأحضان حبيبها الراحل
فتح عز الباب وأشار لها بيده لتدلف، تحركت بساقان مهتزتان وتنفست بضيق وقلب محمل بأثقال الهموم.
تحمحم عز وتحدث بقلب يكاد يتوقف من شدة سعادته، برغم معرفته أنها مرغمة على تلك الزيجة: نورتي شقتك يا ثريا
نظرت إليه بعيناي ظهر بهما الإرتباك وأردفت قائلة بنبرة خافتة: متشكرة
شعر بخجلها الذي يعتريها فتحدث وهو يشير لها بكف يده إلى إحدي الأرائك المتواجدة بالردهة، وذلك كي يطمئن قلبها: تعالي إقعدي يا ثريا، أنا عاوز أتكلم معاك شوية.
إرتبكت لكنها بالفعل تحركت ووصلت للأريكة وجلست بطرفها، وجلس هو بالطرف الأخر مبتعدا عنها كي لا يزعجها
وتحدث بنبرة هادئة: من فضلك بصي لي يا ثريا وإسمعيني كويس
نظرت له على إستحياء فاستطرد هو: أنا عارف إنك إنجبرتي على جوازك مني، وعارف كمان إنك مش متقبلاني كزوج في حياتك، بس أنا عاوزك تطمني وتتأكدي إني عمري ما هجبرك على أي حاجة إنت مش عوزاها.
نظرت إليه وتحدثت بنبرة خجلة: أنا مش هنكر إني مكنتش حابة أتجوز بعد أحمد الله يرحمه، وده مش رفض لشخصك لا سمح الله، لكن طالما بقيت مراتك رسمي، فأصبح ليك عليا كل الحقوق
وأسترسلت بنبرة شديدة الخجل والإرتباك وهي تفرك كفيها ببعضهما: ولازم تتأكد إني عمري ما همنعك من حلال ربنا وحقك فيا كزوجة شرعية ليك.
إبتسم بتفهم وتحدث بهدوء وصل إليها: وأنا مش حيوان للدرجة دي يا ثريا، أنا لو محسيتش إنك عوزاني عمري ما هقرب منك
وأسترسل بنبرة صادقة: وصدقيني أنا مش هحاول أضايقك خالص في الموضوع ده لحد ما أشوف القبول في عنيكي وأحس إن إنت بنفسك اللي عاوزة ده يحصل بينا
نظرت له بإستغراب، هي على دراية كاملة بعشقه الهائل لها، كيف له بأن يكون بكل هذا التسامح والصبر، كيف له أن يستطيع ويصبر على البعاد بعدما أصبحت زوجته شرعا.
نظر لها وابتسم بهدوء وتحدث لطمأنت روحها: قومي إدخلي اوضتك وغيري هدومك ونامي،
وأشار إلى غرفة الأطفال وتحدث: أنا هنام في أوضة الأولاد النهاردة، ومن بكرة هجيب لك ولادك من تحت علشان يناموا في أوضتهم
وأكمل وهو يشير لها على تلك الأريكة: وأنا هبقي أنام هنا على الكنبة.
في تلك اللحظة زاد إحترام ثريا له أضعاف مضاعفة، وتنهدت بإرتياح، وقفت وتحدثت بنبرة هادئة: لو عوزت شاي أو أي حاجة إنده عليا، أنا مش هعرف أنام وأنا بعيدة عن الأولاد
نظر لها بعيون العاشق وأردف قائلا بنبرة صادقة: لو تحبي أنزل أجيبهم لك حالا من عند مرات عمي
أشارت له بكف يدها ونطقت سريع قبل أن يتحرك: بلاش يا عز، واسترسلت وهي تنظر للأسفل متطلعة على قدميها خجلا: هيقولوا علينا إيه وقتها.
إبتسم على خجلها الذي جعل قلبه يرتجف من شدة لهفته وعشقه الجارف لها، وتحدث بهدوء مطمأن إياها: ثريا، من هنا ورايح مش عاوزك تعملي حساب لأي حد في حياتك غير للي يريح بالك ويطمن قلبك وبس
رفعت نظرها تتطلع إليه بإحترام وتقدير فأسترسل هو مكملا: حتى لو كان الشخص ده أنا شخصيا
وعاوزك تتأكدي إني عمري ما هجبرك على أي حاجة، ولا في يوم هقف عقبة في طريقك
أردفت بإبتسامة خافتة: تصبح على خير يا عز.
كان هائم في عالمه الحالم، تدركه مشاعر جياشة سيطرت على كله من مجرد نطقها إسمه من بين شفتاها بذاك الخجل وتلك الهيئة التي وبرغم حزنها إلا أنها رائعة، فقد بدت بثوبها الجميل وزينة وجهها البسيطة كحورية ذات طلة ساحرة هاربة للتو من إحدي الأساطير
ضل متسمرا بوقفته ينظر عليها كالمسحور حتى وصلت إلى باب الحجرة واغلقت بابها وهي تنظر عليه بخجل، صرخ قلبه معنف إياه ومطالب بالهرولة إليها والدخول لجنة غرامها السامي.
تنهد وخطي بساقية نحو غرفة الأطفال، خلع عنه حلة بذلته ونظر حوله وتذكر حينها أنه لم يحضر ثياب له من غرفته، تهلل وجهه وخطي مهرولا إلى غرفتها يسوقه قلبه إليها ودقات قلبه تتسارع وتتعالي من شدة سعادته، وما أن فتحت له الباب حتى تسمر بوقفته وتعلقت عيناه فوق منامتها الرقيقة الحريرية التي صنعت خصيص كي ترتديها تلك فاتنة الجمال
إستعاد وعيه عندما أخرجت صوتها العذب وسألته بإستفسار: فيه حاجة يا عز؟
إنتبه وتحدث بنبرة مرتبكة شعرت هي بها: أنا اسف يا ثريا، بس اصلي نسيت أخد بيچامتي اللي هنام بيها
وأسترسل وهو ينظر للداخل پعيناه: هتلاقيها عندك على الفوتيه.
هزت رأسها بطاعة وخطت للداخل تحت نظرات ذاك الولهان وحملت بين كفاها منامته وعادت إليه وناولته إياها بصمت، أخذها وعاد إلى حجرة الأطفال بعد أن شكرها، وما أن أغلق باب غرفته حتى إحتضن منامته ورفعها لمستوي أنفه وبدأ بإستنشاقها بشدة، ثم وضع وجنته عليها وبات يتلمس موضع كفاها الرقيقة بحالمية عاشق.
مرت ليلتهما صعبة على كل منهما، ثريا التي قضتها بدموع عيناها الغزيرة وتوجع روحها كلما تذكرت أنها نقضت الوعد التي قطعته على حالها أمام حبيبها الراحل، وبين تأوه قلبها على إبتعادها ولأول مرة عن صغارها التي تشتم برائحتهم وتري بوجوههم حبيبها الغائب،
وذاك المتيم لحبيبته التي باتت قريبة جدا بالمكان لكنها مازالت بعيدة بروحها.
مرت الأيام والشهور ومازال الوضع بينهما على حاله، ولكن قربت العشرة بينهما وهيأت أجواء عائلية دافئة بينهما وأولادهم
أصبحت ثريا مسؤلة مسؤلية كاملة عن أطفال عز، تهتم بكل أمورهم بعدما أنشئ الحاج محمد منزل مستقل مجاورا لمنزل العائلة كي يسع أولاد عز وأحمد معا، وانسجم الأطفال سريع واندمجوا وذلك لما وجدوه من حنان وإهتمام زائد من ثريا التي وبالأصل كانت تهتم بهم في وجود منال.
سكن عز بغرفة مشتركة مع ثريا، وقد ذاق الأمرين من إقترابه الشديد من ثريا ونومه بجانبها في تخت واحد لا يفصل بينهم شئ سوي إستمرار عدم قبول من ثريا لإتمام زواجهما وجعله فعلي وشرعي، كان يتمدد كل يوم بجوارها وكأنه ينام على جمر يكوي جسده وقلبه.
أما شقيقي منال فقد ارسلا إلى الحاج محمد وعز وطلبا منهما أن يرد عز شقيقتهم إلى عصمته من جديد، وأبلغاه أنهم موافقون على إستمرار زيجته من ثريا، لكن محمد رفض وبشدة دخولها بينهم من جديد بعدما أهانتهم تلك المتعجرفة ونعتتهم بالفلاحين وحقرت من شأنهم.
بعد مرور خمسة أشهر مضت على زواج عز وثريا
، داخل منزل العائلة كان الجميع مجتمع على طاولة العشاء كعادتهم، يتناولون طعامهم في جو ملئ بالأولفة، بعد قليل جلس الرجال يتناولون مشروب الشاي وهم يتبادلون الأحاديث بينهم
أما النساء فتوجهن إلى المطبخ، جلست عزيزة ومنيرة على الطاولة المستديرة تصنعن مشروب القهوة فوق السبرتاية ووقفت ثريا وراقية تجليان الأواني.
وجهت راقية سؤالا خبيث مثلها: إيه يا ثريا، مش ناوية تفرحينا وتجيبي لنا نونو جديد ولا إيه؟
وأكملت بلؤم: ولا يكونش عز مش عاوز يخلف منك؟
شعرت بالخجل من تلميحات تلك الغليظة وأردفت بنبرة هادئة وهي تتابع الجلي دون النظر إليها: أنا وعز عندنا أولاد كفاية، ومتفقين من الأول إننا مش هنخلف.
هتفت منيرة بنبرة حادة لتوقيف تلك دائمة التداخل في غير شؤونها: ما تسيبك يا اختي من ثريا وعز وخليكي في جوزك اللي طول الوقت قاعد مهموم وشايل طاجن سته وعامل زي اللي زرعها مانجة طلعت بطيخ
قهقهت عزيزة وابتسمت ثريا تحت إستشاطة راقية التي رمقتها بنظرات حقودة على المساندة والدعم التي تتلقاه تلك الثريا دائما من جميع أفراد العائلة.
إنتهت السهرة وعاد عز بعائلته إلى منزلهم المجاور، جلس عز داخل بهو المنزل وأمسك الجريدة وبدأ بتصفحها، جاوره ياسين الذي أشعل جهاز التلفاز وبدأ بمشاهدة أحد الأفلام، ودخلت ثريا بالأطفال إلى الحمام حممتهم وأدخلتهم داخل غرفهم ودثرتهم جيدا تحت أغطيتهم لتدفئتهم وخرجت
تحركت إلى المطبخ صنعت مشروب باردا وقدمته إلى عز وياسين وأردفت بهدوء: عملت لكم برتقال فريش
تناول عز الكأس وتحدث بإبتسامة: تسلم إيدك يا ست الكل.
إبتسمت له وحولت الصنية إلى ياسين الذي إبتسم وشكرها قائلا: تسلم إيدك يا عمتي
بالهنا والشفا يا حبيبي. جملة حنون نطقت بها ثريا إلى ياسين ثم جاورته الجلوس وتناولت مشروبها وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تشاهد فيلم السهرة مع ياسين
بعد إنتهاء الفيلم قام ياسين وانسحب لداخل غرفته ليغفو، نظرت ثريا إلى عز وسألته بإهتمام: أعمل لك حاجة تشربها يا عز؟
نظر لها بقلب يتألم وينكوي بنار جمر الهوي من عدم سماحها إلى الان بدلوفه إلى عالمها الذي طالما تمناه وحلم به وتحدث بلباقة بنبرة خافتة: أكون شاكر لو تعملي لي فنجان قهوة
واسترسل بأدمية: ده طبعا لو قادرة، لكن لو تعبانة بلاش وأنا هقوم أعمله لنفسي
ردت سريع وهي تقف: حالا هيكون عندك فنجان القهوة المظبوط.
سارت بإتجاة المطبخ وأستندت بظهرها على الحائط واغمضت عيناها بألم وقلبها يصرخ على ذاك العاشق التي لم تستطع حقا إعطائه حقه الشرعي، جمعت شتاتها وتحركت، أمسكت الركوة ووضعت بها مسحوق القهوة ودمجته مع السكر والماء وتحركت إلى الموقد ووقفت أمامه تحرك بالملعقة.
تنهدت ونظرت للاعلي شاردة في حالها، إنتبهت على صوت فوران القهوة، أمسكت الركوة سريع وكانت ساخنة للغاية فأحرقت أصابعها مما جعلها تصرخ بتأوه وتركتها سريع لتقع على أرضية المطبخ ويتناثر السائل
إستمع عز إلى صوتها ولم يدري بحاله إلا وهو أمام باب المطبخ، إتسعت عيناه رعب حين وجدها تقف بملامح وجه منكمشة، ممسكة بكف يدها وهي تزفر به بفمها كي تبرد من سخونته.
هرول إليها وأمسك كف يدها يتفحصه وسحبها إلى حوض المطبخ وتحدث بلهفة بعدما أدار صنبور المياة الباردة ووضع كف يدها تحتها: إهدي يا حبيبتي، إهدي ومتخافيش، بسيطة إن شاء الله
حدثته بملامح وجه يبدوا عليها التألم: أنا أسفة يا عز، القهوة إدلقت غصب عني والله، أنا هعمل لك غيرها حالا
أجابها بذعر: قهوة إيه بس اللي بتتكلمي عنها.
وأسترسل بصدق بين وما زال ممسك بكف يدها ويثبته تحت الماء: أهم حاجة عندي سلامتك وإني أطمن على إيدك
واستطرد متلهف وهو ينظر إلى ساقيها ويتفحصها بعيناه: إوعي تكون القهوة إندلقت على رجليكي؟
هزت رأسها سريع بنفي لطمأنة ذاك المرتاع: أنا كويسة يا عز، متقلقش.
لو ماخفتش وقلقت عليكي، هخاف على مين يا ثريا، جملة صادقة نطقها عز بعيناي تقطر عشق.
إنتفض قلب ثريا من نظراته وقربه وملامسة كف يده، سحبت يدها بهدوء من بين راحة يده وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه الموقد: إيدي خلاص هديت، هعمل لك قهوتك
ومالت على الأرض تلتقط الركوة، أسرع عليها ومال يلتقطها بدلا عنها، نظرت عليه وألتقت العيون، أمسك الركوة بيده وانتصب بوقفته وأوقفها معه وتحدث: سيبي كل حاجة وروحي غيري هدومك، وأنا هنضف الأرضية والبوتجاز
هزت رأسها قائلة بإعتراض هادئ: لا طبعا، مايصحش.
تحدث بإقتصار: وبعدين معاك يا ثريا، إسمعي الكلام أومال
بالفعل تحركت إلى غرفتها ومنها إلى الحمام المرفق بها، إغتسلت وبدلت ثيابها وخرجت وجدت ذاك العاشق ينتظرها بلهفة كي يطمئن عليها، تحرك إليها وسألها مستفسرا وهو يمسك بكفها وينظر به بعناية واهتمام: إيدك عاملة إيه؟
شعرت بحرارة ورعشة تسري بكل جسدها لمجرد لمسة يده، شعر بها وبرعشتها، رفع راحة يدها لمستوي فمه وقام بوضع قبلة رقيقة داخل باطن كفها تحت إرتفاع دقات قلبها، ثم رفع عيناه لتلتقي بعيناها، كانت نظراته تلتهم ملامح وجهها بوله وعشق، وهنا قررت تلك الجميلة أن ترحم قلب هذا المتيم الذي أذاب الغرام قلبه وانهي عليه.
رفعت يدها ووضعتها على شعر رأسه وتخللت بأصابعها داخل خصلاته شديدة السواد مما أثار جنونه ونطقت هي بنبرة حنون: إنت طيب وحنين أوي يا عز
وبحبك أوي يا ثريا، كلمات نطقها بنبرة متأثرة وعيناي هائمة
إبتسمت له وتحدثت بإعتذار: أنا عارفة إني تعبتك أوي معايا
واسترسلت بعيناي متأثرة: أنا أسفة
مال برأسه يترجاها بعيناه بأن يكون ما وصله منها صحيح وإلا سينتهي قلبه ويقضي عليه، وصلها سؤال عيناه فأبتسمت له وأومأت بإيجاب.
شعر بدقات قلبه بدأت تتزايد بوتيرة عالية حتى كادت أن تتوقف أمسك كتفاها بيداها وجذبها برقة وأدخلها بأحضانه، وأغمض عيناه وبدأ بالتأوه بصوت مسموع قائلا: أه يا ثريا، لو تعرفي قد إيه أنا حلمت باللحظة دي وإستنيتها، بس أخيرا ربنا حققها لي.
ضل محتضن إياها مستمتع بطعم حضنها الدافئ الذي طالما وطالما تمناه وحلم به، وصلتها سعادته الامتناهية، وبدأت تشعر ببعض المشاعر الإيجابية تجاهه، لفت ساعديها حول كتفاه مما جعله يشعر بتحليقه هائم في سماء عشقها
إبتعد قليلا ثم إحتضن وجنتيها براحتي يداه وتعمق بوله داخل مقلتيها وتحدث: إنت جميلة أوي يا ثريا، وجمالك بيكمن في رقتك وخجلك اللي بيميزك عن غيرك.
إبتسمت له فمال برأسه واقترب على شفتاها ليتذوق ويقتطف أولي قبلاتها الشهية، والتي بدأت برقة سرعان ما تحولت لشغوفة
بعد قليل، كانت يتمدد فوق تختهما محتضن إياها بإحتواء ومشددا عليها، من شدة وصوله في لذة العشق إلى منتهاها، كان يرغب في شق صدره وإدخالها بين ضلوعة ليخبأها بمكانها الأمثل، بجانب قلبه.
رفع ذقنها لأعلي لتتلاقي أعينهم في نظرات مختلفة بين العشق والهيام والخجل، إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون: أخيرا يا حبيبتي رضيتي على عز المسكين.
إبتسمت بخجل وشعرت بتعطشه للحنان وحرمانه من المشاعر الصادقة، فقررت أن تضحي بحالها وتجنب مشاعرها الخاصة بزوجها الراحل ومتيم روحها، وتسعد قدر ما أستطاعت ذاك العاشق الذي قضي حياته مطرودا من جنة عشقها، فكم من المرات التي رأت بها أهات وصرخات قلبه الظاهرة بعيناه بعدما أخبرها أحمد عن عشق عز لها.
وضعت كف يدها وتحسست وجنته برقة عالية ونظرت بحنان داخل عيناه التي تكاد تصرخ من شدة سعادتها وأردفت قائلة: إنت جميل أوي يا عز وتستاهل أحسن ست في الدنيا
وأنا بشوفك بعيوني أحسن وأجمل وأرق ست في الكون. جملة صادقة نطق بها عز بنبرة رجل عاشق حتى النخاع
أمسكت رأسه وأدخلتها بلطف داخل صدرها الحنون مما جعل هرمون السعادة يقفز لأعلي معدلاته، شعر بقلبه المسكين سيتوقف من وصوله لمنتهي ما تمني بل وأكثر.
ما شعر بحاله إلا وهو يحاوطها بذراعيه ويشدد من ضمته لها دافن وجهه أكثر داخل حضنها العطوف، وبدأت هي بوضع يدها فوق شعر رأسه وأطلقت العنان لأصابعها لتتخلل بحنان داخل خصلاته مما جعله يغمض عيناه ويستسلم لها بإستمتاع عميق
أردف مستفسرا بصوت هائم وهو يشدد من ضمتها: ثريا، هو إنت بجد وخداني في حضنك وبتلعبي لي في شعري، ولا ده حلم وهصحي منه ألاقي نفسي لسه مطرود من جنتك؟
إبتسمت بألم على ذاك الولهان الذي تعذب كثيرا وتحدثت وهي تحتويه بذراعيها أكثر: اللي إحنا فيه ده حقيقة وعلم يا عز، ومن النهاردة أنا هكون لك الزوجة اللي عشت عمرك تحلم بيها وأكتر كمان
تنهد وشعر بالسكينة تغزو روحه وتتوغل، وبعد قليل تمدد بجسده ومال برأسه فوق الوسادة ثم قام ببسط ذراعه وسحب حبيبته وأدخلها بأحضانه واضع رأسها فوق ذراعة واحتواها به، ولأول مرة يغفو بقلب مطمئن وروح سالمة وكيان مستسلم بتراخي.
بعد مرور عامان
داخل حديقة المنزل الكبير المتواجد بحي المغربي والذي أنشأه عز وأشقائه وبعض من عائلتهم على قطعة الأرض التي قامت العائلة بشرائها من ذي قبل، كان ياسين يجلس فوق أحد المقاعد ممسك بيده بكتيب ويقرأ به، وتجاوره يسرا ونرمين وعمر وشيرين، أما طارق ورائف كانوا يمارسون لعبة كرة القدم المفضلة لديهم.
خرجت ثريا من باب المنزل هي وإحدي العاملات وكلتاهما تحملتان صنيتان موضوع عليهما بعض المعجنات الساخنة والحلوي والمشروبات الباردة المحببة لدي الأطفال
وقف ياسين سريع وتحدث وهو يحمل الصنية من يدها: عنك يا يا عمتي
نظر للمعجنات بتشهي وهو يشتمها وأردف قائلا بإشادة: تسلم إيدك يا عمتي، ريحة الكيك وشكل القراقيش يفتحوا النفس.
إبتسمت له وتحدثت بحنان: بألف هنا على قلبك يا حبيبي.
جري عليها طارق ورائف الذي هتف بسعادة: الكيك جه في وقته يا ماما، أنا جعان جدا.
وأكمل طارق على حديثه: وأنا كمان، الجري ورا الكورة جوعني
أردفت إليهم بوجه بشوش: إدخلوا إغسلوا إديكم على ما اصحي بابا ونيجي ناكل مع بعض
ونظرت إلى يسرا واسترسلت: خدي عمر وشيرين ونرمين وخليهم يغسلوا إديهم كويس يا يسرا
أجابتها الفتاة: حاضر يا ماما.
خطت للداخل حتى وصلت لغرفة ذاك الذي يغفو فوق تخته وقت القيلولة، سارت على أطراف أصابعها حتى بلغت مكانه، جلست بجانبه ووضعت كف يدها على وجنته وهمست بنعومة: عز، عز، إصحي يا حبيبي
حرك أهدابه وبدأ بفتح عيناه، ثم تمطئ بجسده وتحدث بنبرة متحشرجة: الساعة كام يا حبيبتي
أجابته: الساعة خمسة والولاد مستنيينك في الجنينة.
جذبها من خصرها وثبتها فوق جسده مما جعلها تطلق ضحكة خجولة وتحدثت بتذمر: وبعدين معاك يا عز، يلا قوم وبطل جنان
إبتسم لها وهو يرفع رأسه ويضع قبلة سريعة فوق شفتاها: وهو فيه أحسن من الجنان معاكي يا حب عمري
إبتسمت وأردفت وهي تتملص منه ونزلت بجسدها عنه: طب يلا قوم بقا الكيك والقراقيش هيبردوا
إنتفض سريع وتحدث: طالما فيها كيك وقراقيش يبقا لازم أقوم.
وقف قبالتها وأقترب منها محاوط خصرها وهمس أمام عيناها: بحبك يا ثريا.
إبتسمت بسعادة واتجه هو إلى الحمام، وبعد قليل كان هو وهي وجميع أطفالهم يجتمعون بالحديقة ويتناولون الطعام في جو ملئ بالألفة والحب والسعادة
تحدثت يسرا إليه بإستفسار: هو إحنا هنروح بكرة نزور جدي ونينا يا عمي؟
أجابها مبتسم: وهو إحنا نقدر نفوت يوم جمعة من غير ما نقضية في بيت العيلة يا يسرا، كان جدك محمد وجدك صلاح يقيموا علينا الحد على طول.
هلل الأطفال وصفقوا بسعادة، بعد مدة إنتهوا من تناول الطعام وقام الأطفال يمرحون من جديد،
وجلس الثنائي يحتسون قهوتهما، تنهد عز وأرجع ظهره للخلف بإسترخاء ونظر لها وتحدث بسعادة وارتياح: اللهم لك الحمد والشكر على كل السعادة اللي منحتها لي
ثم تعمق بعيناها وأردف بهيام: وأولهم حبيبة عمري اللي أهدتني حبها ورزقتني رضاها عليا
تنهدت براحة وأمسكت كف يده وأردفت بعيون تقطر حنان: إنت طيب وحنين وتستاهل كل خير يا عز.
واسترسلت بحنان: ربنا يخليك لينا ويبارك في عمرك
أجابها بعيناي سعيدة: ويخليكي ليا يا حبيبة قلبى
ثم تنهد ونظر على الأطفال من حوله وأبتسم برضا وسعادة.
تمت
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا