القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم دهب عطية

 



رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم دهب عطية




رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم دهب عطية 

16🌹

كانت تجلس على الفراش بهدوء وبُنيتاها شاردة به

تبتسم تارة وتخجل تارةٍ أخره، وكانت يداها

لا تفارق هذهِ العقد الذهبي الذي أهداه سالم لها

مررت أصابعها على الاسم المحفور عليها

(ملاذ الحياة)للتتذكر حديث سالم صباحاً قبل

ذاهبه للعمل…….

دخلت بهدوء وفي يدها صنية عليها أطعمة الإفطار

رفعت عينيها عليه لتجده يقف امام المرآة يمشط شعره الغزير وعيناه شارده في مكان اخر…….

وضعت صنية الطعام على طاولة الصغيرة في الغرفة…

سارت على أطراف أصابعها بخبث وهي تقترب منه

بمشاكسة ،كادت ان تقترب منه لكنها وجدت الأرض تنسحب فجأه من تحت قدميها وجسدها بأكمله مرفوع قليلاً للأعلى بيد سالم القويتان !..

هتف سالم بمراوغه ……

“كده ياوحش عايز تخضني ينفع برضه… ”

ضحكت حياة بخفوت وهي تقول بإحباط…


“وحش إيه بقه هو انا لحقت ….شكلك مكنتش سرحان ولا حاجه وبتشتغلني…… ”

نظر لها بمكر وهو يسألها بعبث…….

“وانت كنت ناوي تعمل إيه ياوحش……. ”

كادت ان تعلق وسط ضحكتها على هذا الإسم الغريب والذي اول مره يناديها به…. ولكنها

ردت ببراءة..

“كنت ناويه اخضك بس…… ”

“بس؟….. تخضيني انا راحت الهيبه…. “هتف وهو مزال يرفعها على يداه و رأسها للأعلى يسند على رأسه يحملها وكانها طفله في العاشرة….. قالت بخجل وهي تبتسم على تعليقه….

“طب نزلني بقه ياسالم……. ”

نظر لها بلؤم..

“ولمقابل…….. ”

“هاااا مقابل إيه مش فهمه….. “تطلعت عليه بعدم فهم….

“لا… ازعل بجد ركز معايا ياوحش شوية دلوقتي انا هنزلك على الأرض مافيش حاجه بالمقابل وانتي متشعلقه فوق كده….. ”

حدقت به باستفهام ثم هتفت بجرأة باتت بها فقط

معه “بوسه ولا حضن…. ”

رفع حاجبه الأيمن بصدمة سرعان ما انفجر ضاحكاً

ابتسمت هي بحرج وهي تعض على شفتها السفلى

من وقاحة لسانها الذي يتجرأ فقط امام سالم شاهين بدون تردد…

رد عليها بعد ان انتهى من ضحكاته الرجولية…

“انتِ تفضلي إيه ياملاذي….. ”

لم ترد عليه لكن رفعت بُنيتيها الداكنة نحوه فترجم سريعاً احتياجها….

أنزلها على الأرض واقترب منها وضمها إليه كان عناقه دافئ حاني….. كانت تشعر انها في ساحتها

الخاصة…كم تعشق أحضانه من يوم ان تذوقتها

في اول شهر جواز لهم …..لن تنكر احساسها

بين احضانه ولأمان الذي يغمرها معه..

كانت تنكر في البداية تلك الاحاسيس حتى لنفسها ولكنها لم تنسى يوماً دفء ذراعه واشتياقها لتجربة عناقه في كل مرة يقف بها امامها…..

“ازاي عرفت…… “هتفت وهي تضع يدها حول خصره الرجولي المنحوت…

قبل كتفها الأيسر قائلاً بحنان

“إحساس مش أكتر…. ”

“تعرف أني بحب حضنك اوي… “قالت عبارتها له بتردد…..

ضمها برجولية وحنان طغى عليها…

“وانا بعشق قربك ياملاذي…. عايز افضل في حضنك لحد اخر نفس فى عمري…..”

“بعد شر عليك ياحبيبي ربنا يخليك ليا…”

“ويخليكي ليا…..بحبك…”قالها وهو يقبل قمة رأسها مُستنشق عبير شعرها بادمان…

“وانا بموت فيك….”

طرق على الباب قطع خلوتهم ببعضهم ابتعد

عن أحضانها بصعوبة وعلى مضض.. ذهبت حياة لتفتح باب الغرفة….. دخلت ورد بتزمر وعبس وجلست على حافة الفراش سريعاً بحنق …

راقبها سالم بأستفهام….

جلست بجانبها حياة متسائلة بقلق ….

“مالك ياحبيبتي زعلانه كده ليه…… ”

مطت الصغيرة شفتيها قائلة بعبوس….

“ماما انا زهقت من القعدة لوحدي…. انا عايزه اجيب سلمى صاحبتي هنا البيت تقعد معايا انا مش بشوف صحابي غير في الحضانه بس وزهقت من القاعده دي ….”

مررت حياة يدها على شعر ابنتها قائلة بحنان أم

“خلاص ياقلب ماما….خلي صحابك يجه

يقعده معاكِ ساعتين كل يوم عشان تلحقه تلعبو سوا… ”

هتفت ورد ببراءة طفله تتحدث بمنتهى الصراحة…

“مش بيوفقه ياماما …. اصل هم عندهم أخوات وبيلعبو معاهم ….ماما هو انا ليه معنديش اخوات

زي سلمى وميار صاحبي…. ”

رفعت حياة عينيها بتوتر على سالم الذي كان يتابع الحديث باهتمام وحين وصل الحديث الى تلك النقطة صب انظاره على حياة باهتمام بانتظار

ردها على سؤال ابنتها الصغيرة……..


تعلقت بُنيتاها في قواتم عينيه المتأهبه للقادم منها عادت بعينيها نحو ابنتها قائلة بتوتر……

“قريب… ان شاء الله هيبقى عندك أخوات تلعبي معهم… ”

فاقت من شرودها على دمعه حزينة على وجنتيها

لا تعرف ماسببها ولمَ انحدرت على وجهها بكل هذا الوهن…… هي ستفعل هذا لأجله لأجل الحب الذي

تحمله لسالم هو يستحق ان يكون أب يستحق ان

يحمل إبن هي من تكون والدته…. ستفعل هذا عن اقتناع يكفي اكثر من ثلاثة شهور تحرمه من كونه أب بهذه الأقراص ! هي من تمانع وتعلم ان هذا ذنب له سؤال عند ألله….. تعلم بالخطأ الذي فعلته ولكن مثل اي أنثى تمر بظروفها ستفعل اكثر من ذلك… ولكن انتهى الخوف وبدأت العلاقة بينهم

تاخذ طريق آخر أكثر أماناً وتفاهم ولن تنسى

الحب الذي ينبع داخل قلوب كلاهما ! ، أشياء

كثيرة تغيرت وهي تعترف بذلك…

لن تكمل ما بداته منذ عدة أشهر يجب ان تغير كل شيء لأجل حياتهم الجديدة معاً !..

سالم وعشقها له يستحقون ان تفعل لأجلهم

الكثير..

وضعت يدها تحت الوسادة الكبيرة واخرجت علبة أقراص منع الحمل رمقتها بعينيها قليلاً قبل ان تحسم أمرها وتفتح درج المنضدة التي بجوار

الفراش و وضعت العلبة اسفل علبةٍ زرقاء اللون

لا تعرف محتواها ولم تفتحها وضعت الأقراص اسفلها بإهمال وأغلقت الدرج سريعاً لم يأتي في عقلها ان من الافضل التخلص منها للأبد!

لكنها لم تضع حسبان لتلك النقطة فقد كانت تظن ان القاها في مكاناً آخر ينهي الأمر برمته..

فتحت القلب الفارغ الذي يحتل منتصف العقد الذهبي ذو فصوص الماس انيقة الشكل….

إبتسمت بعد ان اتى بخاطرها ملئ محتوى القلب من الجانبين بصورةٍ ما……قفزت متوجهه

للاسفل حيثُ وجهتٍ معينه…..

…………………………………………………..

جلست خيرية والدت ريهام على الاريكة بجانب ابنتها وهتفت بتوبيخ…..

“رجعتي ليه ياريهام من بيت سالم شاهين مش قولنا تفضلي هناك لحد مابنت البندر ديه تغور في

داهيه….. ”

عضت ريهام في أصابع يديها بغضب… وهتفت بعصبية مفرطة….

“كنت جايه اخد كام هدمه ليه ورجعه تاني ”

سألتها خيرية بشك…..

“مالك يابت فيكِ إيه…. هو سالم عملك حاجه…”

لوت شفتيها يمين ويسار وردت بسخط…

“سالم؟ هو فين سالم ده هو انا بشوف وشه من أصله…..دا طول الوقت في حضن بنت الـ*** ”

مسمست خيرية بشفتيها باستهجان..

“خليكِ كده خيبه وميله… يعني بنت البندر تربية الملاجئ خدتوه منك جتك ستين خيبه…. ده بدل

مترميها أنتِ في شارع وتبقي ست البيت وام

عياله…… بكره تملى البيت عليه عيال وأنتِ

قعده كده معايا زي البيت الوقف…… ”

ردت عليها ريهام باستنكار ….

“اجيب لمين عيال ….ما كل على يدك ياماا انا

ارض بور……. ”

وضعت خيرية يدها على فم ريهام وقالت بغضب

“وطي صوتك ياميله… انتِ عايزه فوزيه وبنتها يشمتو فيه…. ما مية مره قولتلك بلاش السيرة دي تيجي على لسانك محدش يعرف بآلموضوع ده غير انا وانتِ.. دا حتى ابوكي واخوكي ميعرفوش راحه أنتِ تسيحي لنفسك

” وبعدين ياختي اصبري لم تتجوزي ابن زهيره وساعتها هنتصرف في عيل ترميه ليه……

كل حاجه بتتحل بالفلوس ولعيال على قفى من يشيل…. اتجدعني أنتِ و وقعي ابن زهيره فيكِ لحد ميتجوزك ونخلص بقه… ”

غامت عينيها بإحباط وحقد من ناحية حياة التي

خطفت منها حلم طفولة ولمراهقة وشباب… حلم

ترآه صعب المنال (قلب سالم شاهين) ترآ هل سهل

الحصول عليه ؟……..

“راحتي فين ياريهام ركزي معايا…. انتِ مش بتقولي ان سالم بيرجع من شغل بليل في ساعة

متأخره …. ”

نظرت الى امها قائلة بتوجس…

“مش في كل الأوقات….. ”

“خدي ياريهام…..”مدت والدتها لها علبة أقراص

غريبة الشكل…

“اي ده يامااا … “نظرت نحو الاقراص بريبه..

قالت امها بخبث….

“البرشامه دي ياريهام …هتحل كل حاجة…. “


نظرت لها ريهام بتوجس اكبر…

“هتحل ازاي بتعمل إيه البرشامه دي…..”

ردت عليها امها بخفوت….

“البرشامه دي هتخلي سالم زي العجينه في ايدك….هترخي اعصابه لمده عشر دقايق…..يعني

عمله شبه المخدرات كده…..”

توسعت اعين ريهام وهي تقول بتردد…..

“زي المخدرات…..طب في العشر دقايق دول انا هعمل إيه…..”

تنهدت امها بحنق…

“اسمعي يأخرت صبري….هتحطي في العصير و…”

همست لها ببعض الكلمات بخفوت وسردت أيضاً مخططها اللعين وعلى ابنتها تنفيذه بالحرف……..

اتسعت عينا ريهام بصدمة وهي تهتف بغباء

“ولم أحطها ليه في العصير…. والبس قدامه هدوم مكشوفه بشكل ده…… افرضي حصل حاجه بسبب الحبايه دي…..انتي لسه قايله انها عمله شبه المخدارت….يعني ممكن يطاول عليا وهو مش

داري بحاجة…. ”

مطت خيرية شفتيها بتهكم ومكر…..

“هو ده المطلوب يقرب منك…. تقومي أنتِ مقطعه هدومك وتسبيه يقرب اكتر منك وفي ساعتها تصرخي وتلمي البيت عليكِ…… ساعتها بقه راضية

هتعمل إيه لم تلاقي حفيدتها معمول فيها كده

من سالم حفيدها و كبير العيله.. “نظرت لابنتها بلؤم….

هتفت ريهام بذهول من هذا المخطط الذهبي…

“هتغصب على سالم يتجوزني طبعاً …… ”

شهقت بصوت مكتوم من كانت تسمع حديثهم بصدفة….

أبتعدت ريم عن المكان الذي كانت تقف به…..

وهي متسعت الأعين…. لا تصدق ما سمعته

من المفترض أنها أم ماذا تنصح ابنتها

ماذا أعطت لها (أقراص *** )……

“انا لازم اكلم حياة……”

“ريم….. ياريم الاكل ياريم هيتحرق انتِ فين” “وضعت الهاتف في جيب بنطالها الجينز مرة

آخرى وهي ترد على امها بزفير حانق….

“جايا ياماما…. جايه….. “نظرت الى ساعة معصمها وهي تهتف بتوتر…..

“لسه بدري…… ساعتين ساعتين بظبط وهكلمها

يارب ألحق … ”

……………………………………….

دخلت حياة صالون المنزل بتلك العباءة

الملتصقة قليلاً على جسدها النحيف بألوان ناعمة على الابصار…. كان شعرها الاسود الناعم يتمايل بحرية على ظهرها الممشوق…….

“ماما راضية السكر بتاعنا.. بيعمل إيه من غيري.. ”

هتفت حياة وهي تقبل وجنتها بحب….

ربتت راضية بحنان على يداها قائلة بخفوت…

“أهوه ياحياة قعده بسمع قناة دينيه……… قعدي ياحياه هتستفيدي اوي منها…. ”

“ربنا يزيدك ايمان ياماما….. “جلست على الاريكة بجانبها وظلت تعبس قليلاً في ذراع المقعد قبل ان تهمس بتردد…

“ماما راضية هو أنتِ مش معاكِ صور لـ.. لسالم

اصلي مش لقيه ليه صور هنا و دورت

وملاقتش… ”

نظرت لها راضية بطرف عينيها بخبث وقالت بلؤم..

“وعايزه صوره لسالم ليه ياحياة مش كفايه عليكِ الأصل…… ”

احمرت وجنتيها بشدة …وقالت بتبرير

“هو يعني كُنت عايزه اتفرج على صور ليه

مش اكتر يعني ا…… ”

بترت حديثها الخجول وهي ترد عليها ببساطه…

“ألبوم الصور هتلاقيه في اوضتي في درج التسريحه… حاولي تقصي الصوره حلو عشان تملى قلب السلسلة…… ”

ضحكة راضية بخفوت بعد ان فغرت حياة شفتيها بدهشة……. قالت حياة بصدمة

“يالهوي ياماما راضية أنتِ دايماً قفشني كده مينفعش اعمل حاجه من وراكي… ”

ردت عليها وهي تبتسم بخبث…

“اي رايك عجوزه بس اروبه….. ”

نهضت حياة وعانقتها بحب وبسمة السعادة

تعلو ثغرها الوردي…..

“بحبك اوي اوي…. ياماما راضية…… ”

ربتت عليها راضية بحنان على منكبيها…

“وانا كمان بحبك اوي ياحياة…. إنتِ وسالم وورد حته من قلبي ربنا يسعدكم ويديني العمر عشان اشيل عيالكم على ايدي…. ويعوض عليكم بذرية الصالحة…”

ترقرقت الدموع في عيون حياة بمشاعر تنولد كل دقيقة في حب سالم وعائلته التي هميعائلتها من

يوم ان دخلت هذا البيت……..

وضعت صورة (سالم) في جزء من القلب وجزء آخر

يحتل صورة صغيرتها…

ظلت تطلع عليهم بحنان وشرود..لتجد نفسها تقبل صورة سالم بشوق …..

صدح هاتفها في تلك الاثناء معلن عن أتصال من زوجها……

فتحت الخط سريعاً وهي تبتسم بسعادة..

قالت بعفوية..

“سالم…. كنت بفكر فيك على فكره……. “


“عارف عشان كده اتصلت…..واكل عقلك انا صح.”

رد عليها بغطرسة فحياة دوماً تثير غريزته الرجوليه بهذا الاهتمام الصريح … فاكثر مايتمناه العاشق معشوقه تظل تصب حنانها واهتمامها وعشقها الخالص عليه ليرى نفسه الرجل المرغوب دوماً في عينيها…

وكم هذا الشعور كحلاوة الدنيا بنسبة لجنس ادم ….

هتفت حياة بتزمر على غروره…

“انت مغرور اوي على فكره..” تريثت برهة قبل

ان تسأله بمكر….” طب انت بقه رانن ليه… ”

“عادي وحشتيني ووحشني صوتك… “تحدث بمنتهى الفتور ..الفتور الذي لا يناسب هذا الحديث

العاطفي ..

بدأ قلبها الهائم به يخفق بسعادة واشتياق إليه….

سألها بصوت رخيم ساحر عبر الهاتف….

“حياة…. هو انا وحشتك ”

مسكت خصلة من شعرها وعبثت بها بين اطراف أصابعها قائلة بمشاكسة…..

“لا طبعاً مش بتوحشني….. ”

“خالص….. ”

“ايوه خالص خالص… لسه مش وحشني … ”

رد سالم بخبث ….

“ممم طب انا هتاخر شويه في شغل بقه لحد مبقا

اوحشك…….يا وحش …… ”

نهضت من على الفراش بسرعة وقالت بعفوية مفرطه

“لا…. ياسالم بالله عليك بلاش تأخير انت وحشتني اوي على فكره…… ”

“لا……. تقيل ياوحش…. “انفجر ضاحكاً من عفويته وجنون سرعتها في الحديث….

عضت على شفتيها السفلى بحرج من جنون

تلك الصراحه التي أوقات تتحول الى وقاحة بمعنى الكلمة…

تمتمت داخلها بتوجس على أفعالها الجديده والغريبة….

“ربنا يستر انا عمري ماكنت كده ”

تعترف انها كانت دوماً مع حسن الخجولة الهادئه التي لا تصارح عن مايدور في خلدها الى ببعض الكلمات البسيطة ولكن مع سالم…

مجنونة …مشاكسة …مشاغبة…قوية…عنيده وقحة…..جريئة في ردة فعلها …..

في ثلاث شهور كانت تكتشف شخصية اخرى داخلها غير التي اعتادت عليها ولا تخرج هذه الشخصية الى امامه ومعه……

سألها عبر الهاتف بعذوبة صوته…

“ساكته ليه ياملاذي …..”

ابتسمت حياة لترمي دومات الافكار وترد عليه

بمزاح….

“دوختني معاك شويه ملاذي وشوي ياوحش الاتنين مش راكبين على بعض على فكره ……”

حك في لحيته قال بخشونة جذابه …

“على فكره أنتِ كدابه ولو انتِ قدامي دلوقتي كان زماني معلم عليكي بعضه جديده ……..”

ضحكت وهي لا تفهم معنى حديثه ولكن حين تتذكر قضمة اسنانه على عنقها تموت خجلاً وحباً ولا تعرف ما السبب….

“انا كدابه طب ليه ….”

“عشان وحش او ملاذي ليقين عليكِ…

عارفه ليه…”

“ليه…..”

رد عليها بتكبر…..

“عشان من سالم شاهين …ويبخت اللي سالم شاهين يدلعها ……”

انفجرت ضاحكة لتقول وسط ضحكتها…

“في دي بقه عندك حق ….بجد بموت في

تواضعك… ”

“دي أقل حآجه عندنا ها مفيش بقه حاجه

تحت الحساب…..”

“لا طبعاً فيه بس احسن حآجه لم تيجي يعني هتبقى أحلى…..”

“ممم وجهت نظر برضه …..احكيلي ياحياة

ورد رجعت من الحضانه …ولحج رافت

رجع من عند عيلة حسان ….”

ردت عليه بهدوء قائلة…..

ورد كمان نص ساعة وجايه…….وباب رأفت..

………………………………………………….

“ها نويتي تعملي إيه ياخوخة….. “قالتها بسنت

وهي تراقب خوخة التي اغلقت الباب على والدتها المريضة…

هتفت خوخة بضيق…

“هو ده وقت يابسنت امي تسمعك …..”

مسكت بسنت يداها قائلة بهمس…

“طب تعالي نقف في البلكونه نتكلم… ”

وقفت في شرفة غرفتها تطلع على الحارة الشعبية

وعج الطريق بالمرؤون بها…

هذا المكان الذي تقطن بها في بعض الأوقات مع والدتها وشقائقها الصغار….

ردت عليها بعد برهة من الصمت….

“انا هأجل آلموضوع ده شويه لحد مأطمن على امي وساعتها هروح اسلم التسجيل لسالم شاهين واخد الفلوس منه زي متفقنا… ”

“طب ماتيجي نروح بكره….ونستغل فرصة إن وليد ده في لمستشفى ومش داري بحاجه……. ”

“لا لم أمي تخف الأول …وبعدين مين وليد ده اللي هخاف منه كان قدر يعمل دكر على اللي فشفش عضمه ونايمه على سرير أسبوعين وشهر قدام كمان……قال وليد قال”

كانت غافلة عن العيون التي تراقبها في الخفئ يراقبها من أسفل بنية شقتها الصغيرة…..

رفع سماعة الهاتف بتوجس…

“الو …..ايوه ياوليد بيه انا وصلت تحت بيتها

متقلقش عيني عليها مش هغفل عنها لحظه ….

تمام لو حسيت بي اي حركه غريبه هتصل بيك

تمام يابيه ….” اغلق الخط وجلس امام مقهي حارتها الشعبية وعيناه لا تحيد عن شرفة شقتها المتهالكه..

…………………………………………………..

صعدت على الدرج بخفة…. وعقلها شارد في

تاخير سيد قلبها…

وجدت من يجذبها لغرفتها ويغلق الباب عليهم سريعاً……فتحت بُنيتاها بزعر…..

لكن سرعانَ ما إبتسمت براحة وهي تهتف

باسمه بصعوبة…

“سالم …..خضتني …في حد يعمل كده ”

تفقد ملامحها بشوق وهو يسألها بحب….

“كنتِ فين ياملاذي…وحشتيني”بدأ بفك

الوشاح الملفوف حول رأسها…..

ابتلعت مابحلقها بتوتر من جنون لمسته…

“كنت مع ماما راضية و ورد…. هو انت جيت أمته

محدش شافك يعني وأنت طالع…… ”

“بعد ان حل هذا الوشاح ألقاه جانباً…

ومرر يداه على شعرها …وهو يهتف بوقاحه

“بقولك إيه اقلعي العبايه دي عايز اشوفك اكتر.. ”

“سالم انت بتقول إيه ركز معايا انت طلعت هنا ازاي وانا مخدتش بالي منك ولا شوفتك….. ”

“بذمتك ده سؤال يتسال في ظل الأوضاع

ديه.. “فك ازرار عبائتها من الإمام وهو يعانى مع

ملاذه العنيد فهي لم تفهم بعد رغبته بها الان واشتياقة الجامح لها ……


ضحكت بمروغة…..

“بصراحه لا…..بس برضه دا مش هيمانع انك طلعت فوق عشان مصالحتك …”

حملها بخفة وقال بعبث تشتبك بها غمزةٍ شقية

” عليكي نور………بظبط كده…”

وضعها على الفراش وهو فوقها همست بدلال

“سالم هو انا وحشتك بجد …….”

اكتفى بهمهمات طفيفة وهو يقبلها من عنقها بحرارة

سالته مره اخرى بضعف….

“بجد وحشتك اوي…”

اجابها بحب..

“وحشتيني اوي ياملاذي …انا بقه وحشتك ”

“لا خالص …آآآى….وحشتني وحشتني بطل عض بقه…..” انفجرت ضاحكة… برغم من أن قضمة اسنانه تألم قليلاً ولكنها تشعرها بسعادة ليس لها مثيل…..

مزالت غير مدركه سر تلك السعادة

لكنها تعلم انها تتقبل منه اي شيء في محيط عالمهم الخاص.. الحب و المزاح الخاص به….

ويبدو ان تلك الحركة الخاصه به هو فقط تروقها وتعد في إطار الحب ولمشاكسه بينهم ……..

غرق في برقة عينيها وهو يقول بمراوغه…

“شكلك بتحبي العض عشان كده بتكدبي كتير …”

نظرت له بضيق مصطنع…..

“على فكره انا عندي سنان زيك وخاف على عضلاتك مني ……”

الصق جبهته بخاصتها وهو يقول بنبرةٍ ذات معنى…

“خافي أنتِ على نفسك مني ياملاذي…..”

لمس شفتاه بشفتيها بطريقة حميمية

همست له بضعف …

“سالم……….”

رد عليها بجملة واحده قبل ان يجذبها لمكانهم الخاص “بحبك ……”

انتِ خلقتي داخلي قلب جعلكِ ملاذ حياتي

وخلقتي شيطان بجواري يتأهب دوماً للقسوة

عليكِ ،اصبحتِ تشكلي داخلي لقب يصعب

كتابته بين السطور (ملاذي وقسوتي )

…………………………………………………..

بعد ثلاث ساعات……

صدح هاتف حياة تناولته بين يداها ليضيء الهاتف باسم ريم …..جلست على حافة الفراش قائلة بابتسامة صادقة….

“ريم الوحشه مش بتسالي عني ليه يارخمه مسمعتش صوتك من آلصبح….. ”

هتفت ريم لها بصوتٍ خافض….

“حياة اسمعيني كويس …..”

خفق قلب حياة بخوفٍ …..

“في إيه ياريم مالك قلقتيني…… ”

“هقولك ركزي بس معايا وبلاش تقطعيني ….”

أخبرت ريم حياة بكل ما سمعته من ريهام و

زوجة أبيها شهقت حياة بصدمة….

“ايه القرف ده…. ازاي تفكيرهم يوصلهم لكده.. معقول في كده هي دي نصيحة الأم لبنتها…… ”

نزلت دموع ريم بحرج….

“انا معاكِ في كل اللي قولتيه…. وهي فعلاً خطه مقرفه وكمان ممكن تفشل بس كمان ممكن تنجح بالاعيب ريهام وشوية افترى منها على سالم وبعدها تيته راضية وعمو رافت هيتعطف معاها أكيد

وقتها…. ”

عضت حياة على شفتيها بغضب…

“بجد مش قادره اصدق…… ريم اقفلي لازم انزل اشوف سالم لحسان بقله ساعتين في مكتبه ”

نزلت دموع ريم قائلة بحزن…

“انا اسفه ياحياة… محدش فين بيختار أهله… وانا مختارتش ريهام ووليد….”صمتت برهة وهتفت بانكسار…..

“كان نفسي تكوني اختي ياحياة…… ”

ترقرقت الدموع بعين حياة بوهن ورتجف جسدها بحزن وشفقة على حالة ريم….. نعم (حياة) لقيطه

ولن تنكر تلك النقطة السوداء بحياتها ولكن كانت تعلم انها يتيمة بلا عائلة ولن يالمها شعور اليتم

طالما لم تعرف من هم عائلتها الحقيقه ولم تنعم بقربهم ….

لكنها تعلم ان هناك اصعب من إحساس (اليتم)

هناك المنبوذ الذي يحيا داخل عائلة ويكن امامهم منبوذ في كل شيء..اهتمام..حنان..حب..دفء الاسرة….. منبوذ من ان يجرب شعور واحد منهم…

وتلك هي حياة ريم منبوذة من عائلتها وليس هناك مساواة بينها وبين اشقاءها الذين لا يملئ قلوبهم

إلا الحقد والكره لها لمجرد أنها شقيقه من الاب فقط ومن هنا تبدأ العداوة بينهم ! ..كم كانت عائلتها مجرد لقب يشعرها بالخزي منهم ومن نفسها…

إذا تذوقت الحرمان يوماً فأعلم

انك على حافة (اليتم) تترنح ولن تنكر ذلك !……

“مين قال ان الاخوات بالاسم او بدم الاخوت بافعلهم وحبهم لبعض وأنتِ اختي ياريم وانا اختك الكبيرة وهدعي ربنا كل يوم عشان يجي اليوم اللي اشوفك فيه عروسة ولبسك بنفسي فستان فرحك……. ”

“ربنا يخليكِ ليا ياحياة انتي غاليه عندي اوي……”انفجرة ريم في البكاء…….

نزلت دموع حياة وهي تقول بضيق مصطنع…

“عارفه لو مبطلتيش عياط ياريم هعمل فيكِ ايه


لم أشوفك …..

” بطلي عياط ياهبله وروحي اغسلي وشك وانا هنزل اشوف سالم وام سحلول ديه ..”

سالتها ريم بصوت شاجن …

“حياة أنتِ واخده الموضوع ببساطه اوي كده ليه أنتِ مش غيرانه على سالم ……”

ردت بتشنج…

“اكيد متزفته بس انا لازم اوقعها في شر

اعملها…..”

وقفت ريهام تحضر كوب العصير بالبرتقال بالمطبخ كانت ترتدي عباءة سوداء الون ذات ازرار في المنتصف تبدأ من اول صدرها لاخر قدميها

تسهل عليها خلع إياها بعد تنفيذ اول خطوة

إبتسمت بمكر وهي تذوب القرص في كوب العصير……

دخلت مريم عليها….

” ست ريهام…….. تلفونك بيرن فوق ….”

نظرت لها ريهام بضجر…

“ومجبتوش معاكِ ليه يازفته انتِ……وسعي من وشي… واوعي تدخلي المطبخ لحسان توقعي العصير…..جتكم القرف شغالين اخر زمن ”

صعدت وهي تسب فيهم وكانها سيدة المنزل..

كانت تختفي حياة تحت الدرج في ركناً بعيداً عن الأنظار……

ظهرت حياة امام مريم وهي تضع يدها على قلبها ..

“حاولي تعطليها يامريم شويه على التلفون وانا مش هتاخر……”

سالتها مريم بفضول ….

“من عنيه ….بس ليه ده كله……”

نظرت لها حياة نظرة اخرستها لا تحب الفضول من اشخاص من المفترض ان الأمر لا يعني لهم

ولو حتى من بعيد ……

ابتعدت مريم عن المكان تُنفذ اوامر حياة بدون

نطق كلمة اخرى……

دلفت حياة للمطبخ لتسكب هذا العصير في …

وتغسل الكوب جيداً لتبدأ في سكب نفس نوع العصير في نفس الكوب بعد غسله جيداً…… ابتسمت حياة بسخرية تتشابك معها التشفي

على ريهام….

“للاسف تفكيرك المُقرف ده هو اللي هيخليكِي

تُقفي قدام سالم وقفه صعب اتخيلها….بس

لازم يشوفك على حقيقتك ..كده افضل ليه

وليا ويمكن ليكِي …….


يتبع…


17🌹

كان يجلس على مقعده خلف مكتبه مُنشغل في

بعض ملفات العمل…

دلفت إليه ريهام ولاحت من شفتيها الملطخة بالاحمر إبتسامة خبيثه…

تنحنحت وهي تضع كوب العصير امامه على سطح المكتب ثم لم تلبث الا وهي تقول برقة…

“اتفضل يابن عمي صبيتو ليك بنفسي… ”

ترك سالم الأوراق ناظراً لها باستغراب ثم رفع حاجبه للأعلى بتراقب من تلك الخطوة الغريبة منها…..


رد عليها ببرود…

“في حاجه ياريهام ….صاحيه ليه لحد دلوقتي ”

حمحمت بحرج من طريقته الفظه معها … حاولت الخروج من هذا المأزق واقناعه بارتشاف هذا الكوب قبل ان تفشل تلك الخطة الشيطانية المتوقفة على كذبها ولافتراء عليه بالباطل هي تعلم جيداً ان (سالم) لن يقع بسهولة في فخ الاغواء هذا تحتاج الى بعض الحيل اللعينة وهي متفوقة في ذلك…..

جلست على المقعد مقابل مقعده لا يفصلهم إلا المكتب الخشبي الكبير…….

قالت ببراءة وحزن خبيث…

“انت مش ملاحظ يابن عمي انك بتعملني بطريقه

وحشه اوي… ومن غير سبب بتكرهني…. ”

ارجع ظهره للخلف براحة مُستند أكثر على مقعده


قال بازدراء واضح….

“ده مش الرد على سؤالي يابنت عمي…. انا بسالك ليه صاحيه لحد دلوقتي….. ”

قالت بخفوت مطصنعه الحرج….

“كنت جاي اتكلم معاك ….وسالك ليه بتعملني بطريقه دي وانت عارف اني بحبك…… ”

“ريــــــهــــــام…..”صاح بصوته في اركان المكتب بتحذير……

ارتعدت داخلها قليلاً بعد تصريح غير مقبول أبداً

له ، حاولت التحلي بثبات اكثر من ذلك….

خاطبت إياه مصححه خطأها بمكر…

“انت اللي قطعتني يابن عمي… انا كنت هقولك اني بحبك وبعزك زي اخويا واكتر كمان……. ”

تمتم داخلها بنفور…..

“زي اخوكي اقسم بالله أنا لا طايقك ولا طايق اخوكي اقسم بربي لولا وجود الست الكبيره اللي تبقى أم ابوكم…. انا كنت قطعة صلة الرحم دي من زمان بس إكراماً ليها ولي صلة الدم اللي

جمعتنا صابر لحد دلوقتي عليكم.. ”

“ساكت ليه ياسالم…… انت ليه دايماً بتتجهلني وبتعملني وحش هو انا مستهلش منك كلمه حلوه

نحسن بيها علاقتنا سوا…… ‘”

نظر لها وفغر شفتاه وقال ببرود من حديثها الغريبة

“بعملك وحش إزاي يعني …… وكلمه حلوه اي اللي اقولها ليكي….. وعلاقة اي ياريهام….. أنتِ لي محسساني اننا كنا بعد شر يعني متجوزين…… “تحدث اخر جملة بفظاظة واستهزء……

احمر وجهها حرج وغضب من محاولاتٍ باتت تفشل في كل مره تجذب الحديث من على لسانه الثقيل دوماً معها…


تزعجها دوماً حقيقة مشاعره الباردة نحوها…

“طب تعاله نشرب العصير انا وانت ونقعد الخمس دقايق مع بعض زي اي اخوات واعتبرني اختك الصغيرة…….. ”

مسك كوب العصير وارتشف منه بدون كلمة آخرى وكانه يقول لها بكل وقاحة….

(سافعل هذا حتى ترحلي من امام وجهي…..)

نظر لها قال بتراقب وهو يرتشف العصير…..

“أنتِ مش قولتي ان احنا هنشرب العصير سوا. ”

ابتسمت بسعادة ظنت ان مفعول القرص اصبح له

سحر اخر في نبرة صوته الهادئ…..


“ايوه….. ”

إرجع انظاره على الصنية الفارغه على سطح مكتبه ومن ثم عليها وقال بصوتٍ هادئ…..

“امال ليه مش جيبه لنفسك عصير…… ”

“ااه تصدق شكلي نسيته على رخامة المطبخ ثواني وجايه…… “نهضت بسعادة وخطت عدت خطوات بداخل غرفة المكتب….

وقفت تبتسم بلؤم ثم وقفت فجاة لتشد انظار

سالم لها وبعد ان لمحة بطرف عينيها عيناه

عليها بتراقب…… رفعت قدميها فجأة وكأنها تعثرت في شيء

“ااااه يا سالم الحقني…… ااه يارجلي”

نهض سالم بعد ان وضع الكوب فارغٍ منه نسبة بسيطة……. اتجه لها وأمسك يداها بتلقائية سائلا إياها بفتور بارد مزق قلبها الحاقد …

ومزق قلب عاشقة تستمع الى

حديثهم خلف باب المكتب….. تألمت من سؤاله

لريهام “مالك ياريهام في حاجه وجعاكي ”

صوته وصل لها عبر هذا الباب الذي يفصلها عنهم

كان صوتٍ عادياً مجرداً من اية مشاعر او إهتمام

لكن غيرتها وحبها رسم لها صورة وهمية عن اهتمام وخوفه على أمرأه غيرها!…

“رجلي..رجلي وجعاني اوي اسندني يابن عمي قعد مش قادره اقف عليها….. ”

مسك يدها بقوة فقد كانت تضع كل ثقلها عليه باعياء كاذب مستمتعة بقرب جسده الرجولي منها.. كم تمنيت هذه الحظة التي تكن بها بين احضانه ولو حتى بالخطأ…..

عضت حياة على شفتيها بغضب وهي تشعر بسالم

يمسك بهذه الحية وهي تستغل هذا لتشبث به

لم تحتاج لرأيت المشهد هي تخيلته بقلب ينزف الحسرة….

“اجمدي ياحياة مش لازم تدخلي دلوقتي

لازم سالم يكتشف كدبها دلوقتي لازم تصبري اكتر”


مسكت بطرف عبائتها بقوة بين قبضة يداها الصغيرة …

وضعها على الاريكة…قال بخفوت خشن لا يمس

التعاطف بصلةٍ …

“استني هنادي حد من الخدم يطلعك على اوضتك.. لحد ما نشوف مالها رجلك.. ”

مسكت كف يده وقالت بصوتٍ ناعم لا يناسب تاوهات آلامها الزائفة منذ دقيقة واحدة……

“خليك ياسالم رايح فين الخدم نايمين… ولمكان

كله مفهوش حد صاحي غيرنا…… ”

نظر لها باستفهام خشن شعر ان هناك شيء مخطط من هذه الحية الملونة تتغير بمنتهى الخبث امام الجميع وللأسف هو على يقين على انها من سلالة ثعابين الأنس !……

سألها سالم بخشونة وشك…..

“في اي بظبط ياريهام أنتِ بتخططي لي إيه المرادي…. ”

نهضت من على الاريكة بخفة….. وخلعت هذه

العباءة المفتوحة وقذفتها جانباً ووقفت امامه بهذا

القميص القصير جداً ولمفتوح بدرجة إنحراف

عالي لم يترك للمخيلة شيء من شدة عُريه على جسدها المكشوف امام اعين سالم كالبضاعة الرخيصة المعروضة امامه بسخاء ! …..

نظر لها من أول رأسها لاسفل قدميها بستهانة قائلاً بازدراء…

“معقول دمك شبه وليد اخوكي رخيص اوي كده…

مش حلو الرخص ده يابنت عمي مش من مقام عيلة شاهين انك تعرضي جسمك لراجل غريب

عنك حتى لو كان جسمك وشرفك رخيص بشكل

ده عندك….”

كان يتحدث وهو يجلس بثبات على الاريكة


ولم تهتز شعره داخله باتجاه أفعالها المخجله تلك…

انتهى من جملته وهو ينظر الى مكان بعيد عنها.. فعل هذا من اجل حياة واهم من حياة….(الله) خوفاً من الله امام نظرة نحو تلك الحية التي اتفقت مع

الشيطان في مسرحية مثيرةٍ للاشمئزاز……

جلست تحت قدميه بوقحة ظنت انه ابعد وجهه عنها في مكان اخر ضعف من ان يخطأ معها ! ، وانها الآن على حافة خطوه آخره لتعلن هزيمة سالم امام جسدها ورغبته بها…. فهي تظن ان رغبة كل الرجال لا تفرق بين جسد من يلامس لا يفرق مع من سيبدأ بافراغ شهوته ، فقط رغبة جامحة مع اي جسد ايان كان ، لكنها لم تحسب ذلك جيداً فهناك رجال تعرف كلمة(حدود الله )ورجال تعرف معنى

(الوفاء في الحب)ورجال تعرف الإثنين بدون منازع (وسالم شاهين) واحداً منهم !..

كان سالم مما يحتل قلبه الاثنين الله وحدوده….. والوفاء لمن سلم لها قلبه وعاهد نفسه الحفاظ على قلبها وكرامتها كأنثى !…..

وضعت يداها على قدميها وقالت باغواء انوثي

“سالم انا بحبك… وكل اللي بعمله ده مش رخص

سميه حب….. حب وجنون بيك انت عارف انك..

اااااه… ”

مسك شعرها بين قبضة يده القويتان وعيناه كانت حمراء مشتعلة ببركتان من اللهيب من كثرة

وقاحتها وتماديها معه..

هدر بها بغضب……

“انا عارف كويس انك رخيصه وزباله وللاسف نفسي اقولك اكتر من كده بس مش عارف أبدا منين ومش عارف اسمعك الكلام اللي بيدور في دماغي دلوقتي عن وسختك…..ورخصك ولا لا ”

نظرت له بغضب وهو يمسك بشعرها بقوة بين يده يكاد يقتلعه كانتى أعينهما مقابلة لبعضها تحمل

ادنئ وابشع المشاعر لكلاهما..

قالت بغل وحقد….

“انا مش رخيصه انا بعمل زي ماعملت بنت الحرام معاك مش هي عملت كده برضه عشان تخليك تجوزها مش عرضت جسمها قبلي عليك….. ”

لم يسمح لها بالمزيد صاح بها بغضب ….

“اخــــــــــــرســــــي ….حياة اشرف منك مليون

مره……”

وضعت حياة يدها على شفتيها تمنع شهقتها العالية من الخروج ….يجب الدخول الان عليهم يكفي كل ما

اكتشفه سالم عن تلك الشيطانة…ولكن قدميها

كانت كالثلج متجمدة اسفلها لم تقدر على رفعهم بخطوة واحدة..

سمعت صوت ريهام يصيح بحقد وكره نحوها…

“لا مش هخرس …..انت كنت رافض الجواز وكنت بترفض اي واحده تقرب منك سوى في نجع او بلاد البندر اللي جاي منها ….

” بس من ساعة ما حسن اخوك مات وانت اتغيرت

وفضلت هي تحلو وتدلع قدام عينك لحد ماعرضت نفسها عليك وانت وفقت وتجوزتها …مكانتش ليه رخيصه في نظرك ليه بنت الحرام تربية الملاجئ…

أحسن مني في إيه…..”

فشل في سيطرة على نفسه فهي تجرح روحه


وتهين زوجته أمامه بمنتهى الوقاحة والحقد..

كان يود السيطرة اكثر حتى لا يمد يداه عليها وهو

لم يرفع يده يوماً على أمرأه ولكن تلك الشيطانة اوصلته لذروة غضبه فقد وصل بعصبيتة المفرطة

لطريق مغلق….

نهض بقوة وعصبية ومسك ذراعها ليرفعها على الارض بقوة…….قال بصوت زئير كالاسد الغاضب بالقرب من وجهها وحدج بها بنظرة مميته

جعلت جسدها يرتعد بخوف من التوعد الواضح

في عينيه….

“لم اتجوزت حياة تربية الملاجئ زي مابتقولي

اتجوزتها عشان بحبها عشان عايزها تكون مراتي

وام عيالي عشان مينفعش حياتي تكون من غيرها

ويمكن تكون حياة اتحرمت من انها تملك عيله عشان كده سمتيها أنتِ واللي زيك بنت حرام ….لكن نسيتي حاجه مهم هي بنت سالم شاهين مكتوبه في قلبي امي وحبيبتي وبنتي ….ركزي معايا اوي يابنت عمي حياة مش بنت حرام …حياة بنتي وانا ابوها قبل ماكون جوزها….وااه حياة اتربت من غير اب وام لكن موقفتش قدامي في يوم قبل جوزنا او حتى قبل ما افكر اتجوزها من غير حجاب على شعرها مش عريانه كده زيك وبتعرض جسمها

عليا …..”

بعد ان انتهى من حديثه الهادئ ..باغتها

بصفعة شديدة القوة تنزل على وجهها بقسوة

وبدون هوادة منه او شفقة على تاوهها المعدوم من وسط صفعاته القوية ولم يهتز لو للحظة عن وجهها الذي اصبح أحمر بين صفعاته القوية ودماء سالت في كل انشاء بوجهها ….

مسك شعرها بعد ان افرغ شحنة الغضب على وجهها

وكانه يصارع عشرة رجال بمفرده ….لم تقدر على الحديث فقد كانت تلتقط انفاسها بصعوبة وسط شهقات بكاءها…..

سالها بغضب وانفعالاً قوي وهو يلهس بصوت عالٍ…..

“انطقي يارخيصه كنتِ حطى إيه في العصير

خلاكي تتشجعي اوي كده وتقلعي قدامي وتوقفي بالبس اللي لبستيه مخصوص تحت العبايه عشان عرضك الرخيصة ده…..”

كانت تتاوه وهي تحاول التقاط أنفاسها ردت

بنفي وخوف….

“مكنتش حطه حاجه…. ”

ضحك بسخرية… وهتف بصراخ ….

“انطقي يابنت خيرية…. عشان لعبتك كلها مهروش


من ساعة ما دخلتي عندي ….انتِ فكراني صدقت

البوقين بتوع اخوات وعلاقتنا تتحسن ….انا وفقت اشرب العصير عشان اتفرج على اخر مسرحيه هتقدميها هنا مش من فترة برضه عملتي مسرحيه خبيثه من بتوعك ووقعتي حياة من على السلم وكنتِ ناويه تموتيها….”كان يتحدث بثقة وثبات جعلها ترد عليه بذهول وغباء…..

“عرفت ازاي….. “ثم توقفت عن التحدث بصدمة وهي لا تصدق سهولة اعترافها له……ويبدو انه كان يختبرها لان عيناه احتدت فجأه باللهيب مهدد

بالنزول على جسدها الرخيص…بعد اعترفها الغبي له….

شد خصلات شعرها بقوة وصرخ بغضب…

” يعني أنتِ اللي عملتيها أنتِ اللي حاولتي تاذيها

وكانت ممكن تموت فيها بسببك….انتِ إيه شيطانه

ليه عملتي كده………لـــيـــه…..”

لم تبالي باوجاعها المبرحة الذي سببها لها ..

ردت عليه بجنون وحقد….

“لـيـه …. عشان خدتك مني عشان انت مش من حقها انت من حقي انا….. بتاعي انا اللي استحقك مش هي ….”

نظر لها باحتقار وهتف بنفور

“انتِ مريضه ……”

قالت بجنون..

“مريضه بحبك …..”

رد عليها بنفور ولكن بلهجة اكثر ازدراء…

“بالعكس انتِ مريضه بحقدك وغلك ….ولي زيك عمر قلبه ما هيعرف طريق الحب … دا انتِ حتى مقدرتيش تحبي نفسك وتحترميها ….”

قذفها على الاريكة بشمئزاز كقماشةٍ متدنسة

الرائحة……

اشعل سجارته بغضب وهو يقول ببرود

“كنتِ حطى اي في العصير …سؤالي مش هيتكرر

كتير ……”

لم ترد ولم تحاول حتى التفكير في النطق فهي قررت ان لن يعرف ماذا وضعت… يكفي خطة فاشلة جعلتها تخسر( سالم شاهين) للابد…..

“ماتـنــطــقـي يابـــتـــــ……”

انتفض جسد ريهام على صوته خوفٍ من بطش كف يده الثقيل مره اخرى عليها فهي مزالت تعاني

من جروح وكدمات وجهها ……

ولكن سرعان ما التفتت لمصدر الصوت الذي اتى بعد ان فُتح باب المكتب واغلق…..

“العصير كان فيه حبوب ***…..”

بهت وجه سالم ونظر بصدمة نحو حياة والى ردها عليه الذي جعله يجفل للحظةٍ عن وجودها في هذا الوقت وردها الذي يعني انها كانت تسمع الحديث منذ البدايه خلف هذا الباب الخشبي …..

ردد جملة حياة بصدمة

“إيه الـ****؟؟؟؟ …….”

____________________________________

تسرعت أنفاسه بشدة وهو يحدق في حياة بنظرات حارقة … ماذا فعلت…

من اين علمت بهذهِ التفاصيل التي غافلاً هو عنها…

وجودها في هذهِ اللحظة يجعله متيقن انها كانت

خلف الباب منذ فترة او منذ بدأ المسرحية

او ممكن من قبل بدأ اي شيء كانت تعلم؟!…..

الأفكار تتزاحم داخله وزوبعات منها تدمر عقله…

لكن كانت ملامحه جامدة ….جامدة الى ابعد حد كان ماهر في أخفى توهج أفكاره ومشاعره واخفاءها خلف قناع الجمود وثبات……..

انزل عينيه من على وجه زوجته ونظر نحو ريهام

بغضب ولم يعقب على شيء…

فقد نسج الاحداث ببعضها وظهر امام عيناه اجابة كان يشك من وجودها ويكذب عقله الذي أولاه الاجابة بدون مجهود يُذكر في تفكير….ولكن حياة أكدت استنتج عقله…… ظل يبعث لريهام نظرات حانقة غاضبة لا بل يمتذج معها الاشمئزاز

ولاحتقار الذي يثير الغثيان الان منها…..


قال لها بسخرية….

“تعرفي اني عايز ارجع من كمية القرف اللي عرفتها عنك……. ”

نظرت له ريهام بريبه وخوف……ولم تعقب على حديثه او تقاطعه فقد أصبح جسدها هش امام همجية سالم عليها وعلى وجهها الذي لا تشعر به…..

نظرت لها حياة بشفقة…. ولكن الخوف تربع داخلها

مما فعله سالم في وجه ريهام ….

لا تعرف انه بهذه الوحشية حين يفقد صوابه لم

تدرك هذا قط !..

ازدرات مابحلقها بخوف ونظرت نحو سالم الذي

اكمل حديثه وهو ينفث سجارته ناظراً لريهام بسخط….

“انا بصراحه مش حابب اوسخ ايدي اكتر من كده… كفايه عليك اللي خدتيه مني مع ان مش كفاية خالص على عمايلك السواده معايا ومع مراتي وغيرتك وحقدك علينا اللي خلوكي شبه الحيه عايشه وسطينا ولا حسين بيها … ”

ثم تريث برهة وهو ينظر لها باحتقار وينفث سجارته بثبات بارد لا يناسب الجو الملتهب بنيران من حولهم…

ولن نستبعد هذا هو سالم وشخصيته اللا مبالاة وبرودة الأعصاب واقناعة آخرى يجد صنعها بمهارة……

هتف بحدة ومزال صوته هادئ بارد لا ابعد حد…..

“قومي البسي عبايتك عشان تروحي على بيت ابوكي دلوقتي اللي زيك مينفعش الواحد يغمضلو عين وانتِ بتشركينا نفس الهوا….. ”

هتفت حياة باعتراض وهي تنظر الى الساعة

المشيره لمنتصف الليل….

“بس ياسالم الوقت متأخر خليها الصــــــ…”

“اخــــــرســــــي مش عايز اسمع صـــوتـــــك”

هدر سالم بها بحدة صارمة مزقتها …

كانت مزالت تجلس ريهام تطلع على حياة بتشفي

ولكن عقلها بين دومات افكاره كيف علمت حياة بخططها وافسدتها بهذهِ السرعة… لم تتحدث امام

احد ولم يكن في غرفة المعيشة غيرها هي وامها….

“ريم”هتفت داخلها بشك…. ولكن نفضت الفكرة سريعاً لانها كانت تراقب ريم طوال الوقت كانت

تطهي فالمطبخ مع والدتها ولم تجلس للحظة فكان

هذا اليوم مزدحم ببعض رجال العائلات الكبيرة


وكأنو بعض الضيوف في غرفة الضيافة مع والدها وكانت ريم وولدتها يقومون بضيافتهم

فمن يترا الذي افسد المخطط واخبر حياة…… كانت تعصر عقلها لعلها تجد إجابة على سؤالها ولكن اصبحت مشوشة فالاحداث مزالت تنسج امامها كشريط فيديو…..

والبطل ولمعذب فيها هو حلم الطفولة الميؤس منها والذي بات الان من المستحيل الحصول عليه……

“أنتِ لــســه قـعــده عندك مــتــفزي غــوري من قدامي ….” صرخ بها سالم بعصبية ..

ارتجف جسدها وهي تنهض بخوف من بطش سالم لها مرة اخره برغم من الألم المبرح الذي يعتريها الى انها حاولت التماسك قليلاً ارتدت عبائتها ببطء وتعب امامهم فهي اصبحت مجردة من الكرامة بينهم ولاهم امام نفسها….. تزايد الحقد ولغل إتجاه (حياة) اكثر اشتعلت داخلها نيران للانتقام نحو كلاهما

وبلاخص هذا السالم الذي جعل منها حطام انثى بعد إهانته وهمجيته الغير متحضرة معها….

قد مزق كرامتها الى شذرات حادة متفرقة وحدتها حتماً ستجعلهم يعانون بعد ان وقفوا عليها

باقدامهم غير منتبهين بما فعلوه بايديهم ….

وجدت سالم يغلق الهاتف وهو ينظر لها قائلاً

ببرود…..

“جابر هيجي يوصلك لحد البيت…. ومتفكريش ده اكرامن ليكِ…. لا ده عشان شكلي قدام النجع والناس …..”

خرجت من غرفة المكتب وهي تسحب قدميها بقوة

لمهاجرة هذا المنزل ولكن ستعود يوماً عن قريب للانتقام من كلاهما وكلاً منهم له نصيب مختلف

عن الآخر……….

ذهب سالم واغلق الباب بالمفتاح…..

تطلعت عليه حياة بخوف من وجهه الاحمر غضباً

وعيناه المظلمة بطريقة مخيفة….وعضلاته التي تشعر بتشنجهم بعصبية مفرطة….. وصل امامها ومسك معصمها بقوة زقال ببطء وتوعد …..

“عرفتي منين ان لعصير كان فيه الحبوب دي… وازي ظهرتي كده قدامي فجاه وكانك كنتِ سامعه الكلام من أوله أنتِ كنتِ عارفه بمسرحيتها وسكته كنتِ عارفه… ولا كنتم متفقين سوا…. ردي عليا ساكته

ليه ”

ارتفع صوته بغضب وانفعالاً لم يقدر

السيطرة على نفسه امام صمتها اللعين وبُنيتيها

التي تحدق به بصدمة من ظنه المشين بها…..

ردت حياة بصدمة …

“انت بتقول إيه متفقه معاها ازاي…. وليه هعمل

كده.. ”

مسك كتفها بين يداه وبدأ يهزها بعنف…

“امال عرفتي منين… وازي ظهرتي فجأه كده

وتكلمتي بكل الهدوء ده وكانك كنتِ سمعه الحوار من أوله… ”

بلعت مابحلقها بمرارة من حديثه وغضبه عليها

ردت عليه بهدوء عكس خوفها منه….


“انا اتفاجئت بالموضوع زيك…. لم عرفت من

ريم… ”

“ريم…… “هتف بعدم فهم….

“اااه ريم كلمتني وحكتلي ان….. ”

أخبرته بمكالمة ريم لها ……..وبعد ان إنتهت من حديثها نظرت له بتردد قد ظنت ان بعد هذا الحديث سيشعر بندم من ظنه بها وممكن ان يعانقها ويطلب ان تسامحه على انفعاله عليها وظنه المشين بها….. ولكن صُدمت من ردة فعلة التالية….

نظر له سالم وابتسم بسخط..

“بجد شابو يامدام حياة……. بجد شابوه ليكِي تصدقي عجبني اوي تفكيرك…… ”

تطلعت عليه بعدم فهم من هذه السخرية والاستهانة الإذاعة على حديثها …

“انت بتكلم كده ليه…… ماله يعني تفكيري…. ”

“عقيم…. “هتف بالكلمة وهو يجلس امامها بهدوء على مقعد كبير يناسب جسده وهالة رجولته…..

“عقيم…… تفكيري عقيم ازاي يعني…. “حروفها كانت ضائعة وهي تسأله بدهشه……

نظر لها بتمعن ثم قال ببرود….

“اكيد لو مش تفكيرك عقيم…. مش هتعملي الفيلم الهندي دا كله….. كان ممكن اوي ياهانم تحكيلي

عن مكالمة ريم…… من غير ما نوصل انا وانتِ لهنا

ومن غير حتى ما شوف بنت عمي بشكل ده…

” وحضرتك وقفه ورا الباب بتسمعي جوزك هيتصرف ازاي مع واحده بتعرض جسمها عليه ببلاش…… ”

انفعلت من تلميح حديثه ولكن ردت عليه بصدق

“انا عملت كده عشان تعرفها على حقيقتها عشان

خفت احكيلك مكلمة ريم تكدبني….. ”

طأطأ رأسه للأسفل وتبث عينيه على الأرض

الصلبة ورد عليها قائلاً ببرود……

“مش بقولك تفكيرك عقيم…… طب وبنسبه لوجودها معايا في المكتب وعرضها الجبار ليه …تفتكري رفضت عرضها بقلة ذوق ولا بشياكه….. ”

ارتجفت شفتيها واحمرت عينيها من دموع تحرقها بدون هبوط وكانها تعذب مقلتيها مثلما يعذب سالم

قلبها بحديثه اللعين….. همست باسمه ليتوقف

“سالم……. ”

نهض وقد حضر الانفعال في كل خلايا به

وهدر بحدة مزقتها……

“سالم إيه ….. لا سبيني اكمل سبيني اقول ان

مراتي مش فارق معاها وجود واحده في مكتبي بتعرض جسمها عليا ببلاش….مع العلم ان مراتي على خبر بكل حاجه من قبلها…..لا ولا موضوع الثقه اللي مش قادره تستوعب اني بثق فيها وبصدقها

لسه فاكره اني ممكن اكدبها عشان ريهام او غيرها

” طب ليه هكدبك لو فعلاً مش بثق فيكِ زي مانتِ شايفه كده…. اتجوزتك ليه هعترفلك باللي بحسه ناحيتك بسرعه ديه ليه ……لو فعلاً مش بثق فيكِ وهكدبك……ليه خليتك في حياتي وتمنيتك ام ولادي ……دا انتِ في مكان مفيش واحده قدرت توصله…. “ضحك بسخرية….

“وفي لاخر بتقوليلي خايفه تكدبني….و زعلانه من اني بقول على تفكيرك عقيم بالعكس دا انا اختارت أقل كلمه من كلام كتير لو قولته ممكن يوجعك بجد ….”

حمل معطفه الأسود وارتداه وهو ينظر لها ثم هتف بخشونة وأمر……

“اطلعي نامي …..وبلاش أرجع اشوفك فى وشي

عشان معملش فيكي حاجه أندم عليها بعد كده”

تريث برهة قبل ان يرمقها بحدة ليخرج بعدها سريعاً وتركها بعد ان ألقى توعده المخيف عليها ..

وقفت صامته كالجسد بلا روح….. و روحها غادرت

مع من تركها بعصبية ورحل…

…………………………………………

” ادخلي يابت …..ينهار اسود مين اللي عمل في وشك كده ياريهام…..”هتفت خيرية بعبارتها وهي

تجلس بجانب ابنتها على حافة الفراش…..

“اوعي يكون سالم اللي عمل فيكِ كده….”

اومات لها بسخرية ….بمعنى (ومن غيره)

خبطت خيرية على صدرها بغضب…

“وليه يعمل فيكِ كده ابن زهيرة”

اخبرتها ريهام ماحدث….

صاحت خيرية بقهر….

“ااه يابن الـ****طب ويمين بالله ماانا ساكته لعمليه دي لازم ابـ…..”

بترت ريهام حديثها بحنق…

“وطي صوتك يامااا لو ابوي صحي وشافني كده هيبقى فيها سين وجيم ومش هخلص وساعتها

مش هعرف اقوله إيه وقتها…..”

مسمست خيرية بشفتيها بامتعاض ومزالت تحتفظ

بغضبها من سالم من ما فعله بوجه ابنتها….

“لازم ابوكي يعرف لازم يعرف عمايل ابن اخوه فيكِ ..”

“ولم يروح يسأل سالم ليه عملت كده في بنتي

ساعتها سالم هيقوله على كل حاجه ….”

هتفت خيرية بيقين خبيث …

“سالم مش هيفضحك انتي بنت عمه….”

هتفت ببرود لها…..

“بس هيفضحني قدام ابويه ووليد عشان هما اهلي واهله وانا مش عايزه حد يعرف اللى حصل ده …”

خبطت خيرية على فخذيها بغضب قائلة…

“ااه ياناري ….هموت واعرف مين بس اللي قال لي بنت الملاجئ دي على الموضوع دا احنا لسه كلامنا فيه مبردش….كلمتك بنهار وكنتِ بتنفذي بالليل مين بس اللي لحق يقولها بسرعه دي …..”

اغمضت ريهام عيناها بتعب وهي تتحدث لإنهاء النقاش فجسدها اصبح ثقيل ولا تشعر بنفسها

بعد هذه الليلة اللعينة……هتفت بحقد وتوعد

“مش عارفه ياماا…ومش عارفه افكر دلوقتي بس مين مايكون مش هرحمه ….اما بقه سالم وبنت الحرام اللي متجوزها دي فدول هاخد طاري منهم

قريب اوي بس الصبر جميل……”


…………………………………………………..

بعد مرور عدة ساعات في ركوب الخيل في

الصحراء الخالية مع هذا الجو البارد ليلاً ……

دخل من بوابة القصر بجسد ثقيل متعب …

ولكن رغماً عنه يفكر في هذه العنيدة الغبية ….

غبية وستفقده يوماً بسبب هذا الغباء الذي تحيا به …..ولكن بعد تفكير علم أنه أيضاً تمادى معها ،( حياة) فعلت هذا لأجله حتى ان كان بطريقةً خطأه… لكنها فعلت هذا لابعاد( ريهام) عنه وحتى يكتشف حقيقة ابنة عمه الغير مرئيه عليه ، لكنها لا تعلم ان تلك الحقيقة كان يغفل عنها عمداً

حتى لا يزعج والده وجدته بنفوره الزائد الأبناء عمه…

حياة أخطأت ولكن على حسب تفكيرها تصرفت..

ابتسم ببطء حين تذكر صدمتها بعد ان قال عنها

عقيمة التفكير….. يعلم انها كانت تود عناق حنون

وكلمات شغوفة مواساة حنونه منه بعد ان علمت

بحقد ريهام لها وتدبير حادثة الدرج لها… كان يود ان يعانقها ويبث الطمأنينة لها أنه دوماً بجوارها وقادر على حمايتها من جميع من يحاول تفريقهم عن بعض…

لكنه على اي حال فضل القسوة عليها حتى تمحي

من عقلها الصلب فكرة (قلة الثقة) التي دوماً تتظاهر أنه لا يمتلكها بينهم لكن في الحقيقة هي التي لا تثق به ولا بنفسها ولا حتى بحبهم لبعض…

كانت تجلس على الفراش تبكي بدون توقف ..

تلوم نفسها وعلى تفكيرها العقيم… سالم محق كان من الممكن إصلاح كل شيء بدون ان تترك ريهام تقترب من سالم وتعرض نفسها عليه ولكن..

اللعنة سرعة تفكيرها توصلها لكلمة سالم الجارحة

(تفكير عقيم) ليس فقط عقلها عقيم عن إيجاد حلاً افضل من هذا لا حتى قلبها كان عقيم في ايقافها

من اجل الحب، والغيرة التي احرقتها وهي تقف خلف باب مكتبه..

“غبيه ياحياه…….. غبيه….. ”

“هو انتِ فعلاً ساعات بتبقي غبيه… بس للأسف

اجمل غبيه…… “كان هذا صوت سالم وهو يجلس

بجوارها على حافة الفراش…. لم تشعر بوجوده حين دلف الى الغرفة أأ الى هذا الحد كانت شاردة…

“سالم انا….. ”

وضع أطراف أصابعه على فمها بتر إكمال حديثها بحنان…

“بس ياحياة مش عايز اسمع حاجه….. ”

مرر أصابعه تحت عيناها …. وقال بحنو…

“ليه كل العياط ده….عينك أحمرت ..انتِ عايزه تحرميني اني اشوف لونهم ولا إيه…. ”

“انا آسفه…..”قالتها حياة وهي تنفجر في البكاء….

“طب تعالي ياملاذي ….. ”

سحبها الى أحضانه بحنان وهمس لها

بحب ….

“ممكن ننسى الموضوع الرخم ده…

وننسى اي حاجه حصلت النهارده ونفكر في الجايا

ينفع تثقي فيه شويه وتحطي دايما في دماغك

اني بحبك وبصدقك …..وبثق فيكِ اكتر من نفسي ….. ”

ردت عليه وهي تريح وجهها على صدره كطفلة

صغيرة تخبر والدها بهموم قلبها…

“ولله ياسالم انا بحبك اوي وبغير عليك اوي… بس

خوفت متصدقنيش عشان كده عملت كده بس انت

عندك حق انا….. غبيه….. ”

انتزعها من أحضانه ببطء لمواجهة عيناها الحمراء موبخها بلطف….

“ممكن تبطلي تقولي على نفسك كده… أنتِ مش غبيه ياحياة انتِ متسرعه… متسرعه في تفكيرك

وفي رد فعلك عشان كده ساعات بتبقي … ”

“غبيه قولها ماخلاص انا معترفه…. “قاطعته بتزمر طفولي مضحك لا يناسب احمرار وجهها من أثر

الحزن والبكاء…..

ضحك وهو يمرر اصابعه مره اخره تحت عينيها بحنان ابوي …نعم وما الغرابة في كتابتها في النص فالحبيب الحنون والعاشق الصادق في عشقه هو لحبيبته الاب…والاخ ….والصديق …..والحبيب…

واخر شيء الزوج الحنون ……

قال سالم بحنان…

“أنتِ فعلاً غبيه بس غبيه بطعم الكريز…. ”

فغرت شفتيها ونسيت حزنها …متسائله بستفهام

“يعني إيه….. ”

حملها فجاة….وهو يقول بامر خشن مسكر على مسامعها….

“تعالي اغسلك وشك الاول….. وبعدين افهمك أنتِ

ازاي غبية بطعم الكريز….. ”

ابتسمت وسط طيات حزنها…. لتقسم داخلها ان الحياة بدون سالم ….مثل الحياة بدون هواء

بنسبة لها !…

………………………………………………….

بعد مرور شهر…..

كانت تقف بسنت وخوخة في شرفة غرفة خوخه

“ها نويتي على إيه….. “سالتها بسنت

اجابتها خوخة بخفوت….


“هكلمه بكره الصبح وهروح تاني يوم يكون حضر

الفلوس اللي هطلبها منه….. ”

تطلعت بسنت على هذا الرجل من خلال وقفتهم

في شرفة الغرفة الصغيرة…. التوت شفتيها بريبه

وبدون ان تظهر اي تعبير على وجهها قالت

لبسنت بهمس….

“بقولك إيه ياخوخة الواد ده يختي على طول قعد على القهوة اللي تحت بيتك وشكله كده مركز معاكِ اوي هو يعرفك ولا حاجه…. اصل شكله مش

مطمني…..”

نظرت خوخة بطرف عينيها مثلما فعلت بسنت حتى لا تثير شك الرجل أنهم يتحدثون عنه…

هتفت بتوتر بعد ان اختلست النظر له….

“شكله فعلاً جديد على الحته …” ثم هتفت بعدم اهتمام بعد ان استنتجت من تفكيرها انها ليس لديها اعداء لمراقبتها وفعل شيئاً ما لها

استبعدت الفكرة وهي تقول بسخرية….

“فكك يابسنت يمكن واحد من المقطيع اللي مش فالحين غير في لقعده على القهاوي ومرقبة الرايح والجاي تعالي جوا يابسنت نتكلم عشان عايز

اشيلك امانه.. ”

جلست بسنت على الفراش وهي تطلع عليها..

“في إيه ياخوخة امانة ايه اللي بتكلمي عليها… ”

فتحت خوخة خزانة ملابسها واخرجت منها شريحة

هارد خارجي…..

“خدي يابسنت الهارد ده عليه تسجيل وليد صوت

وصوره وهو بيعترف انه هو اللي قتل حسن اخو سالم خليها معاكِ…… ”

مسكتها بسنت بعدم فهم متسائله بريبه….

“اخليها معايا ليه انتِ مش رايحه لسالم دا

كمان يومين وهتكلميه بكره…… ”

“ايوه….. بس…. “صمتت خوخة لبرهة

وقالت بخوف يراودها منذ اكتر من اسبوع ولا

تعرف سببه…

“انا خايفه شويه وحسى ان ممكن يجرالي حاجه

عشان كده بامانك امانه لو حصلي حاجه قبل ما

وصل لبيت سالم شاهين….. ابعتي أنتِ ليه شريحة الهارد دي وخدي الفلوس اقسمي منها عليكِ وعلى امي وخواتي …..”

تسلل الخوف الى قلب بسنت وساد الصمت بينهم

للاحظات …. ولكن حاولت ان تتحدث بسنت معها بمزاح ملطف الجو المرعب من حديث صديقتها

عن الموت….

“بطلي نكد ياخوخه…. دا أنتِ هتعيشي اكتر مني ياهبله وأنتِ بنفسك اللي هتصرفي الفلوس ديه وتنغنغي اخواتك وامك بيها….دول نص مليون

جنيه….. “ابتسمت بسنت لها مشاكسه إياها..

ابتسمت خوخة بحزن…. وهي تضع الشريحة في

راحتي يد صديقتها واغلقتها عليها وهو تقول

بنبرة مبهمه….

“محدش ضامن عمره…

خليها معاكِي

إحتياطي ……يتبع


18🌹

نزل وليد من على الدرج يرتدي جلباب كحلي اللون

مصفف شعره للوراء ….ينفث سجارته بضيق وعيناه مُسلطه على باب الخروج……

“رايح فين ياوليد…..مش هتتغدى معانا “سألته خيرية والدته وهي تضع طعام الغداء على المادة الكبيرة …..

نظر لها وليد ثم الى ريهام التي تجلس على مقعد

أمام الطاول المستطيلة….

“لا مش عايز كلو أنتوا انا ورايا مشوار مهم….. ”

تحدث وهو يقترب من ريهام


مال عليها يسألها نفس ذات السؤال الذي لا يمل

من تكرره عليها من يوم ان خرج من المشفى…..

“برضه مش ناويه تحكيلي سبتي بيت سالم ليه

وإيه السبب……. ”

لم تتوتر ولم تهتز لحظة واحدة أمامه في كل مرة يسألها نفس السؤال… اجابة بثبات وجمود تتميز

به دوماً…

“مفيش أسباب… اتخنقت من القعده في بيت عمك فرجعت بيت أبويه إيه غريبه دي…. وبطل كل شويه تسأل نفس السؤال ….”

زفر بضيق…. فهو يعلم أنها لم تريح عقله بحديث صادق…..

تكذب عليه ويعلم ذلك… ولكن ماهو الشيء

الذي يجعل ريهام تدعي الكذب ؟….سأله عقله بتوجس….. نفض الأفكار بضجر وهو يخرج من

البيت فهو لديه الان موعد أهم من التفكير في

سبب مغادرة ريهام منزل( رأفت شاهين)….

اوقف سيارته في مكان شبه خالي من البشر تعتريه

رمال الصحراء والجو الصحرواي الطاغي من حولهم …..

وقف امامه هذا الرجل الذي كلفه وليد بمراقبة خوخة في تلك الحارة الشعبية الماكثه بها …..

“ها عملت إيه يا ايمن ……”

نظر له ايمن وقال بصوتٍ خشن مُطيع….

“انا براقب اللي أسمها خوخه دي يجي من شهر زي ماحضرتك أمرت… وكمان راقبت رقم تلفونها وسجلت كل المكالمات اللي عليه بعد ما رشيت صاحبي إللي حكتلك عنه ماهو ده يابيه شغال في شركة إتصالات وكمان هو اللي بيوصلي كل يوم مكلمات البت ديه عن طريق النت… ”

زفر وليد بقلة صبر وقال بضجر ….

“ما تخلص ياخويه انت هتحكيلي قصة كفاحك اللي بتاخد عليها فلوس مني قد كده…. انا جيت اقابلك عشان أنت قولتلي في تلفون ان فيه حاجه مهمه حصلت إيه هو المهم اللي منزلني من البيت

عشانه… أنجز بقه… ”

اخرج ايمن هاتفه ومد يده قال وهو يتطلع على وليد..

“اتفضل يابيه اسمع المكالمه ديه لسه صاحبي

بعتها ليا ظازه ……. ”

مسك وليد الهاتف بتافف وفتح هذا المسجل لسماع محتواه…….

خوخة…

ايوه يابسنت وصلتي البيت…….

بسنت…..

ااه وصلت…. بقولك ياخوخه ..أنتِ خلاص قررتي تكلمي سالم بكره وتحكيله عن التسجيل ده.. ”

خوخة….

“ااه طبعاً…. أنتَ نسيتي الفلوس ولا إيه…. ”

بسنت….

“لا طبعاً مش ناسيه… بس اوعي وأنتِ بتكلميها على تلفون يطلب منك تشغلي التسجيل ساعتها ممكن يعرف صوت الزفت اللي أسمه وليد وتروح علينا الفلوس….. ”

خوخة…

لا متقلقيش انا عارفه هعمل إيه كويس اوي وبعدين سالم أول مايعرف اني معايا التسجيل اللي هيعرفه مين هو إللي قتل اخوه وليه عمل كده هيوافق على طول يسلمني الفلوس وبعدين دول ****مش هيجو حاجه يعني من اللي عنده….. سبيها أنتِ بس على ربنا….”

بسنت…

“يارب…..ياخوخه…. الدنيا تضحك بقه في وشنا ولو مره واحده….

خوخة…

ان شاء الله يابسنت….. طب هقفل معاكِ انا بقه عشان نزله شغل في فرح كده قريب ويمكن أتأخر لنص اليل ….”

بسنت

“طب تمام هكلمك بليل…. ”

انتهت المكالمة بنغمة اخترقت أذنيه بقوة ألمته لا


لم يكن صوت نغمة تنبيه انتهاء المكالمة بل الحديث الذي أستمع له…. ماذا( سالم) سيعرف حقيقة قاتل شقيقه ومن سيخبره (خوخة)..

وعن طريق تسجيل سجل له بدون ان يلاحظ

خائنة… والخائنة عقابها الموت !…. وهي من حكمة

على نفسها بذلك وهو أسهل شيء عليه ازهق الروح

عن جسدها…… يدور الحديث داخله بلا هوادة وشيطان يولي له الحل الأمثل

(وما أسهل من ذلك على قلوب اتت لتفسد في لارض قبل رحيلها المكتوب !… )

أبتسم وليد بتهكم ثم نظر نحو أيمن قائلاً بنزق..

“انت عارف اللي اسمها خوخه دي فين دلوقت. ”

رد ايمن وهو ينظر في ساعة يده….

” المكالمة من حوالي تلات ساعات يعني زمنها دلوقتي في الفرح اللي قالت عليه…… ”

تسأل وليد وهو يصعد السيارة في محل القيادة…. وأشار الى ايمن بصعود بجانبه…..

“معاك عنوان المكان اللي فيه زفت ده…. ”

صعد أيمن بجواره إجابة بعملية…..

“ااه اعرفه واحد من رجالتي مستنيها هناك… بيرقبها مكاني يعني لحد ماراجع….. ”

نظر له وليد مُبتسم باعجاب من ذكاء وتفكير

هذا الايمن الذي يسهل عليه خططه الحاسمة….

“برافو عليك يا ايمن …هي دي الدماغ اللي تستحق

تشتغل مع وليد بكر شاهين….. “هتف اسمه بغرور

ولكن شعر آن الاسم ليس بهيبة هذا السالم… هتف بخفوت ساخرا….

“حتى الإسم متنمرد عليا…..”

نظر له ايمن باستغراب

“بتقول حاجه ياباشا…..”

اشار له وليد بي (لا)واكمل قيادة السيارة

لمسار معين……..

……………………………………………….

يجلسون على سفرة الطعام ….ويجلس رافت على راس مادة الطعام و راضية بالجانب الايسار على اول مقعد…. وسالم بالجانب الايمن مقابل لها… وحياة بجواره وبجانبها ورد ابنتها التي تاكل تارةٍ بيدها وتارة تاكل من يد حياة …..

كان سالم ياكل بهدوء وهو يختلس النظر نحو زوجته التي لم تضع في فمها الا معلقتين من الارز

من وقت ان جلسوا على مادة الغداء…..

ترك الملعقة التي ياكل بها …ثم امسك بملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة

تحت انظار رافت والجدة راضية الذين ينظرون لبعضهم بابتسامة ذات معنى …..

لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس المادة..

قال لزوجته بأمر …

“ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها …البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل….”

نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة..

“دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها..انت مش شايف ورد عمله ازاي دي رفيعه اوي ياسالم ولازم

تتغذى……”

مال عليها و قال بوقاحة وعبث….


“يعني هي طالعه رفيعه لمين ما ليكِ …انتِ

عارفه انتِ لو تزيدي شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت…”

نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها..

“ياسلام …..طب هو اللي واضح من كلامك كده انك مش عجبك عودي الفرنساويه….”

مال اكثر على أذنيها قال بمراوغه…

“بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل اللي عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك… وزي ماانتِ خايفه على ورد من قلة اكلها… انا كمان خايف عليكِ من انعدام اكلك ياملاذي….فهمتي…. ”

ابتسمت بسعادة تشرق وجهها الذي أصبح

ناصع واكثر حياة من أسمها بذاته….. العشق يفعل المعجزات العشق يولد حياة جديدة على يد سالم… سالم الذي بحنانه….و اهتمامه ….وعشقه لها جعلها تتذوق نعيم الدنيا الحقيقي في قربه وفي أحضانه الدافئة….

بدأت تضع الطعام في فمها وتمضغه…

نظر هو لها بتراقب وحب… ولكن وجدها متذمره وهي تمضغ الطعام للحظة كاد ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء…

“معلشي يامريم هعذبك معايا ينفع تجبيلي

حتة جبنه قديمه من جوه …عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده… ”

أبعدت الطبق من امامها على مضض وهي لا

تقدر حتى على النظر الى محتواه…….

نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب

“من امته وانتِ بتاكلي الحوادق ياحياه…. ”

وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن…

نظرت حياة الى الجبنة الحادقة ذات اللون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او اغمق قليلاً….

بدأت تاكل منه بشهية مفتوحة تحت أنظار سالم المراقب افعالها باهتمام….. إجابة حياة عليها

قائلة بحيرة….

“ولله ما عرفه ياماما راضية انا عن نفسي مستغربه بس نفسي رايحه ليها اوي وريحتها مش مفرقاني

من الصبح….. ”

ابتسمت الجدة راضية وهي تنظر الى سالم

وحياة بسعادة……

“ماشاء الله معقول…. ممكن تكوني حامل ياحياة…”

اتسعت بُنيتيها بعدم تصديق وهتفت بجملة

سريعة متهورة….. أشعلت قلب سالم الذي كان

قد نبع داخله فرحة عارمة اثار حديث( راضية) منذ قليل…..

“حامل…. مستحيل طبعاً…. لا مافيش الكلام ده انا اوقات كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا

مش ببقا بكلها أصلا …..”

أكملت راضية طعامها بإحباط وهي تنظر الى أبنها


رافت الذي بدوره حول انظاره الى أبنه الشارد

وكأنه كور نفسه في عالم اخر عنهم……

كان سالم شارد في حديث حياة الغريب والذي وللأسف آلام قلبه من هذه الجملة الأولة التي

نطقة بسرعة وعفوية….(حامل مستحيل طبعاً)

لم تكن العفوية شيئاً سيىء الى انها صُنفت في

بعض الأوقات بطباع السيئه فقط لأنها عفوية حديث صادق لم يتزين قبل الخروج للبشر لذلك جملة( حياة) العفوية لم تكن إلا الصدق بأنها لا

ترجح فكرة الانجاب منه…..

هل بعد كل شيءً بينهم مزالت لا تشعر بالأمان بتجاهه مثلما قالت لريم عبر الهاتف في اول

زواجهم

كانت تتحدث بكل هذه العفوية والإصرار عن رفض فكرة الإنجاب منه…. لكن السؤال الأهم هنا….

هل تاخذ شيئاً ما يجعلها تتحدث بكل هذه الثقة والحسم الذي من الواضح أنها تفرضه عليه وتحرمه منه بكل انانية…..

كور يده بغضب من وسوسة شيطانه له بكل هذا المكر في الأحاديث ولتفكير والشك بها ولكنه….

داخله كان يقسم بصدق…..

ان كانت فعلاً تتناول شيئاً ما لحرمانه من اقل حق

له منها كم يقال (طفل من صلبه)….. ان كانت تفعل فهي وضعت نفسها امام قسوة من لم يغفر

لها يوماً فعلتها تلك معه !……

وضعت يدها على يده وابتسمت له بحب متأملة

وجهه الرجولي الشارد….

“مالك ياسالم…. في حاجه مضايقك….. ”

هز راسه لها بـ(لا) ثم أكمل طعامه بصمت لا يريد

لهذا الشيطان التحكم به لا يريد ان يدمر ملاذه

بشك مشين وأفكار حمقاء فطفل سياتي يوماً ما

وسيستحوذ عليها في معظم الاوقات…. سياتي

يوماً ما لحياتهم لما العجلة والشك إذاً !…..

يعلم انه يفر من الحقيقة او يكذبها ولا يريد البحث خلفها فاذا بحث واكتشف ما يخشى تصديقه متاكد بعدها بل يثق انه سيدمر كل شيء وهي اول الأشياء التي ستنال الدمار حتماً !…..

…………………………………………………..

بعد ثلاث ساعات…

وقف وليد في مكان ما بعيد عن ضوضاء هذا الفرح الشعبي….. اتى عليه أيمن وقال بجدية..

“تحب نعمل إيه ياوليد بيه نخطفها ونجبهالك هنا متكتفه….. ”

اشعل وليد سجارته وقال بأمر خشن..

“لا مش لدرجادي….. انا هحل الموضوع ده بنفسي أنت تاخد رجالتك وتمشي دلوقت… وتستنى مني اتصال كمان ساعتين عشان عايزك في شغل مهم لازم يخلص قبل مالنهار يطلع علينا……وكمان الصبح لازم تدور على البت اللي كانت بتكلمها في تلفون تعرفلي عنوان بيتها فين …..”

هز ايمن رأسه بإيجابية….

“اللي تامر بيه ياباشا….. بعد اذنك…. ”

ذهب ايمن من امامه…… دلف وليد الى سيارته

وعيناه متربصة على المكان الذي ستخرج منه خوخة الآن…

بعد دقائق…. كانت تسير خوخة على رصيف الطريق الذي كان فارغاً من البشر وسيارات تسير فيه بسرعة كان يسير بسيارته خلفها ببطء وتراقب وعقله ينسج له الف سيناريو بشع لتخلص منها …..

نظرت خوخة خلفها بتوتر وارتجف قلبها وهي ترى

مراقبة هذه السيارة منها ببطء وتتابع سيرها

بإصرار…… وقبل ان تلتفت لترى من بها…. وجدت

السيارة تُسرع لتقف امامها مُصدرة سرينة عالية

جعلتها تغمض عينيها بخوف…..

خرج وليد من سيارته ناظراً إليها ببرود …

مُستمتع بملامحها الطاغي عليها الخوف وجسدها

الذي كان يرتجف بزعر واضح …. همس لها ببرود

“مافيش حمدال على سلامتك ياوليد….. ”

فتحت عينيها ببطء وهي لا تصدق أن السيارة المراقبة لها منذ قليل بتسلط ليست إلا سيارة وليد ولكن لم فعل ذلك ولم هو هنا الان…

“ايه بتبصي عليا كده ليه هو انا كنت بايت في حضنك ولا حاجه دا احنا بقلنا اكتر من شهر ونص منعرفش حاجه عن بعض …اي ده دا انا نسيت

ان احنا حتى مشفناش بعض من وقت اخر زياره

في المستشفى…. هو أنتِ زعلتي مني ولا إيه

ياخوختي…… ”

بلعت ريقها بخوف لا تعرف لما كل هذا الارتباك ولكن حين تنظر الى عينيه الشيطانية الماكرة …تتذكر معاد مقابلتها لسالم شاهين ولاموال التي ستحصل عليها.. تتوتر وخشيت ان يعلم وليد بغدرها له من خلال عينيها الزئغة خوفاً….

تأهبت للحديث وهي تقول بتبرير…

“انا كنت الفتره دي مشغوله وامي كانت تعبانه فا معرفتش ازورك و…… ”

لم يسمح لها بالمزيد….. قال بنبرة هادئه…

“صدقه ياخوختي….. بس انا من رايي نكمل كلمنا في حته تانيه…. تعالي اركبي…… ”

صعد السيارة وشغل وقود سيارته مُنتظر صعودها

كانت تسير للوصول الى سيارته ببطء وكأن احساسها بتذوق الموت كان الأصدق وسط كل تلك المشاعر المتفجرة داخلها…..

دلفت الى السيارة وانطلق هو سريعًا بها….


وقف في مكان شبه خالي من الحياة حتى السيارات معدومةٍ من المرور في هذا الطريق نظرت له خوخة بخوف وسائلة بخفوت ….

“هو احنا هنا ليه ياوليد….. ”

خرج وليد من السيارة واغلق الباب ليقف بمسافة بعيدة قليلاً عن سيارته يوليها ظهره وكان ضوء مصباح السيارة بتجاه ظهره مباشرةً ….

خرجت باقدام ثقيلة ترفعهم من على الارض

بصعوبة…….نظرت الى ظهره الذي يوليه إياها

سائلة مره اخرة بتردد….

“انت مش بترد عليا ليه ياوليد احنا هنا ليه في المكان المقطوع ده….. ”

التفت لها في لحظة وهو يرفع يده امامها لتنظر بصدمة الى هذا السلاح الذي يشهر به أمام وجهها…

قال وليد ببرود …

“أنتِ كده أكيد عرفتي احنا هنا ليه صح…. ”

ارتجف جسدها بخوف وهي متسعت الأعين بصدمة….

“أنت بتقول إيه انا مش فاهمه حاجه…. انت هتقتلني ….هتقتلني بجد.. طب ليه؟….. ”

ضحك بقوة وسخرية….وعيناه تنبع شرارةٍ من الشر الشيطاني نحوها و الذي جعلها تيقن ان الحياة انتهت بنسبه لها في تلك الدقائق المعدودة…..

اجابها وليد بسخط….

“انتِ بتسالي ليه….. طب اسمعي كده…. ”

شغل المسجل الذي بينها وبين بسنت…. لتسمع

حديث كلتاهما عن المسجل ولاموال الذي ستاخذه من سالم مقابل تلك الحقيقة التي حتماً ستجعل حبل المشنقة يلتف حول عنق وليد………

بعد ان انتهى المسجل قالت بخوف وهي ترجع

للخلف بخوف….

“ااانا…… انا…….. ياوليد كُنت…… ”

التوت شفتاه بامتعاض وهو ينظر لخوفها بتسليه

وتشفي…. استند بظهره على سيارته وقال ببرود

“كملي ياخوخه انا سمعك… التسجيل ده متفبرك صح وأنتِ فعلاً مش مسجله ليه حاجه…… صح


كلام ده…. ”

تصلبت قدميها فالارض ولم ترد عليه وبدات تفرك في يداها بتوتر وجسدها لم يتوقف للحظة عن الانتفاضة خوفٍ من القادم…..

هدر بها بصوت عالٍ…

“متردي يابت التسجيل ده متفبرك….. ”

اقتربت منه ومالت عليه وهي تقبل يداه ودموع تغرق وجنتيها وقالت بتوسل …

“ابوس ايدك ياوليد ارحمني بلاش تموتني انا اهلي يضيعه من غيري……”

مسك شعرها بقوة ليرفعها من على كف يده

لتواجه عيناه الحمراء غضباً ذات للهيب الشياطين

رد عليها بشر جنوني….

“متقلقيش ياخوختي على اخواتك وامك هم هيزروك في نفس الليله….”

سألته بتوتر

“تقصد إيه…… ”

قلب عيناه بملل وهو يرد عليها بفتور غريب

“يعني أنتِ خونتيني وسجلتي ليه اعترافي بقتل

حسن وأنا اكتشفت خيانتك يبقى طبيعي هحاول اتخلص منك ومن دليل اللي معاكِ ومن اي حاجه تخصك فمهتي يا……….خوختي….. ”

انهارت خوخة وهي تتوسل له ببكاء وخوف..

“لا بلاش ابوس ايدك بلاش امي وخواتي الصغيرين هم ملهمش ذنب موتني انا انا اللي خونتك هم ملهمش ذنب ابوس ايدك..ابوس ايدك بلاش امي واخواتي… ”

نفضها بعيداً عنه بنفور وقال باستعلاء وهو يهندم ملابسه…

“اي يابنتي الافوره ديه…… كرمشتي الهدوم… ”

نظرت له بذهول وكره كره نابع داخلها بفيضٍَ….

شهر سلاحه امام وجهها الشاحب وهو يقول ببرود…

“بصراحه أنتِ خدتي اكتر من وقتك وانا مش فاضي خالص للهبل ده ….. ”

نظرت له بصدمة ولكن في لحظة تحركت قدميها لتركض من امامه بسرعة حتى لا تصاب من هذا

السلاح المصوب نحوها…. ولكن بعد اربع خطوات

كانت تستقبلها الارض القاسية تستقبل جسد

بلا روح فقد هربت روحها سرعانَ ما اخترقت

رصاصة سلاحه جبهتها من الوراء…..

اقترب منها بعد ان سكن جسدها في مكانه…

ليقلب في ملابسها ليخرج كل متعلقات تثبت

هويتها حتى هاتفها المحمول اخفاه في جيب

بنطاله …..

صعد سيارته وهو يشغل إذاعة السيارة ويدندن باستمتاع وكان الموت وازهاق الارواح بات الاسهل لديه ولافضل في بعض الأحيان……

…………………………………………………..

خرجت حياة من المرحاض وهي تجفف شعرها

بعد ان اخذت حمام بارد…… وقفت أمام المرآة

لتكمل تجفيف وتمشيط شعرها الأسود…و تطلعت

الى صورتها عبر المرآة وصورة سالم الذي يجلس خلفها نسبياً على حافة الفراش يريح ظهره

للوراء مُمسك هاتفه بين يداه يعبث به باهتمام…. ظلت تتأمله بحب وهيام من هذهِ الوسامة الرجولية

الذي يتميز بها حبيبها عن غيره ….

لكن شد بُنيتاها وتركيزها عليه انه يجاهد لإخفاء شيئاً ما عنها ، يبدو عليه الضيق والانزعاج الذي يخفيه خلف قناع الهدوء ولانشغال في هذا الهاتف……

انتهت من تمشيط شعرها لتجعله ينساب على ظهرها بحرية…..تقدمت من سالم لتجلس بجانبه ولاحت منها بسمة رقيقه على ثغرها الوردي

وضعت يدها على يداه الممسكه بالهاتف برقه

وهي تقول بحب…

“هتفضل ماسك التلفون ده كتير مش ناوي تقعد

معايا شويه…..”

نظر لها ومن ثم وضع الهاتف جانباً وهو ينظر لها منتظر المزيد من حديث هي المبادرة به….

نظرت له والى صمته بشك ….ثم سالته بأهتمام

” مالك ياسالم في إيه …وساكت كده ليه مش عادتك يعني نبقى مع بعض وتفضل ساكت كده….وبعدين اي البصه دي…”

تريث برهة قبل ان يسألها بتردد لاول مره….

“حياه أنتِ متاكده انك بتحبيني ……”

نظرت له بعد فهم لا بل كانت تشعر بصاعقة صدمتها بقوة في كامل انحاء جسدها…..

“انت بتقول إيه ياسالم…. اي السؤال الغريب ده وايه اللي حصل مني عشان تسالني وتشك في حبي

ليك… ”

نهض من جلسته وهو يزمجر بسخرية يصحبها الحزن……

“حبك…. هو فين حبك ده ياحياة اللي مش شايفه


من الأساس…… انا بوهم نفسي دايماً انه موجود……بس هو في الحقيقه مش موجود من أصلا ….”

وقفت امامه بانفعال وهتفت بصوتٍ عالٍ …

“هو إيه بس اللي حصل مني عشان تقول ان حبي ليك مش موجود ومش شايفه…. إيه اللى انا عملته عشان تقول الكلام ده ياسالم …… ”

ابتسم بسخرية وهو يزمجر بها بصوتٍ عالٍ …

“بجد مش عارفه انتِ عملتي إيه وبتعملي إيه ..”

نظرت له وقالت بحيرة صادقه…

“لا مش عارفه فاهمني انا عملت إيه يخليك تكلم بشكل ده…….. ”

مرر يده على وجهه بغضب وانفاسة عالية متحشرجة من الغضب الذي يحتل جسده…

بعد عدة دقائق كانت النظرات كل واحد مصوبه

على الآخر تسأل سؤال لا يتجاوز كلمتين

(لماذا) تعني الكثير بنسبة لهم ولكل منهم سؤال

يختلف عن الاخر ولكن (لماذا) الكلمة الشائكة

بين لغة أعينهما ….

سألها سالم وهو يحدج بعينيها بقوة …

“هسالك سؤال وتجوبي عليه بصراحه…. أنتِ بتاخدي حاجه تمنع موضوع الخلفه….. ”

فغرت شفتيها بصدمة وهي ترمقه بعدم استيعاب

ما الإجابة المناسبة الآن؟ …..

“ليه بتقول كده…… ”

رد سالم عليها بضيق وصوت خشن…

“كلامك على الغدى هو اللي بيوضح كده.. لم حنيي قالتلك ممكن تكوني حامل أنتِ رديتي عليها بسرعه

وقولتي مستحيل….. ”

“ايوه قولت مستحيل….. ”

ردت نفس الرد الذي اشعل نار رجولته ليقول بحدة صارمة……

“ليه مستحيل…. مش متجوزه راجل مثلاً….”

هتفت بقلة صبر….

“سالم انا مبحبش الطريقه دي في الكلام… ”

اقترب منها بعصبية أكثر…

“بجد تصدقي المفروض اتكلم احسن من كده… أنتِ قولتي مستحيل وانا ابصم بالعشره ان مستحيل تخلفي مني لاني مش متصنف دكر في نظرك….. الطريقه دي احلى ياحياه صح…. ”

زفرت بغضب وكادت ان تتركه وتذهب… مسك ذراعها بقوة ممانع هروبها من أمامه…. هتف بصرامة

“تعالي هنا رايحه فين لم اكون بكلمك توقفي تكلميني مش تهربي زي العيال…… ”

انهارت وهي تتحدث لإنهاء هذا الشجار المشتعل

بينهم والذي سينتهي حتماً بجرح احدهم… وفي الحقيقة هي دوماً المجروحة من صرامته وقسوته في الحديث معها…….

“مية مره قولتلك اني مش عيله ….وكمان انا لم قولت مستحيل كان قصدي ان اكيد مافيش حمل

دلوقتي….. ااه كان رد غبي ومينفعش بس هو طلع

كده معايا….. وعلى فكره انا مش باخد حاجه تمنع الحمل…. وسيب دراعي بقه لو سمحت لانك

بتوجعني… ”

كان يتكأ على ذراعها بقوة ليغرز أصابعه بها من شدة قسوته وغضبه الذي كان سيخرج عليها منذ ثواني

فقط…… تركها وهو ينظر لها نظرة اخيرة قبل

ان يخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه بقوة قاسية

افزعتها في وقفتها……

جلست على الفراش وهي تبكي بقوة.. لا تصدق

حديثه وسخريته وتلك القسوة التي لن تنتهي

أبداً بينهم ظنت ان الحب سيغير بعض الطباع السيئة به ولكن الحقيقة التي اكتشفتها ان هناك طباع تتميز بصاحبها لا هو الذي يتميز بها… والقسوة تتمير بسالم لا هو الذي يتميز بها لذلك صعب ان تتغير…..لانه هو الطاغي عليها بشخصيته وليس آلعكس !…….

بعد اربع ساعات……

استلقى على الفراش بعد ان بدل ملابسه بأخرى مريحة نظر لها وجدها تستلقي نائمة على الفراش من الناحية الآخرة توليه ظهرها وجسدها ساكن……لم يتحدث إليها ولم يحاول حتى كل مايفكر بها الان النوم لتتوقف الشياطين عن ملاحقة أفكاره وتهدأ داخله زوبعات الاسئلة والشك بها…..

حتى بعد اعترافها يشعر ان هناك حلقة مفقودة بينهم… يستنشق رائحة الكذب في حديثها وهذا شيء طبيعي فهو حين اصبح( قاضي نجع العرب)

تميز بعدها بكشف الكذب ولخداع في داخل جلسات المفاوضة بين أهالي النجع ….

لم الآن هو عاجز عن تصديق حديثها هل هي تخفي شيء لا يعلمه…….

(كفاية )همس داخله بترجي لعلا عقله

ينسى ويصمت الان……

سمع صوتها المكتوم وهي تستلقي بجواره على الفراش وتوليه ظهرها جسدها بدأ ينتفض بخفة آثار البكاء الصامت والشهقات المكتومه داخلها…

اغمض عيناه بقوة وبرغم كل شيء حياة هي الحياة بنسبه لها حتى القسوة معها لها مدة وتختفي ولكن دوماً القسوة داخل سالم تعرف طريق خروجها امام حياة فقط امامها تكون قسوة تتغذى

على الجفاء والجمود حين فقط تكن هي الملامه أمامه…

حتى ان كانت تخفي شيء ام لا ….. دموعها تقتله وتجعل ضميره يشتعل بصوت مانب غير راضي عن بكاء (ملاذ حياته)….

مد ذراعه ليحاوط خصرها بامتلاك ويقربها منه كان ظهرها ملتصق بصدره العريض …توقفت عن البكاء فور لمسته لها ….وسكنت بين ذراعيه المشتبكة بها بإمتلاك…….

“بُصيلي ياحياة …… بلاش تخبي عينك عني …”

مسحت دموعها وهي مزالت على وضعها لم

تتحرك ولم تحاول حتى …….

همس لها بصوتٍ رجولي عذب….


“مين فين اللي المفروض يزعل من التاني ياحياه ….”

“انتَ …….. بس انت قاسي اوي في عتابك ياسالم…”همست بصوتٍ مبحوح من اثار

البكاء ….

اغمض عيناه وهو يميل على عنقها طابع قبله حانية عليه قبل ان يقول بحنان..

“اسف على عصبيتي وقسوتي معاكِ في الكلام…بس غصب عني……انتِ عارفه اني بحبك ياحياة…

ومش عايز أبعد عنك بسبب سوء تفاهم بينه… انا دايما بحس إنك مخبيه عليا حاجه.. مش فتحه قلبك ليه زي مأنا ما بعمل معاكي….. دايما بتحطي حاجز مابينا ومش عارف ليه… ”

نزلت دموعها وهي تقول بحزن…

“إحساسك غلط ياسالم…انا من ساعات ما حبيتك وأنا بحاول أبعد أي حاجز ممكن يبعدنا عن بعض..

ودايما بحاول أقرب منك أكتر.. وفهمك أكتر ساعات بفشل لما بلقيك بتتعصب وبتقلب عليا وبعدها بديك ألف وعذر وحمل نفسي الغلط كله ….”صمتت وهي تبتسم بسأم” حتى بعد كل ده انتَ شايف اني مش بحبك ..”اعادة جملتها التي المتها بشدة ولا تزال تتردد داخلها…

صمت بعد حديثها قليلاً لكنه مالى عليها وهو يتنهد بتعب من خلافاتهم الدائمه…قبلى كتفها وهو يقول بعتاب لها…

“قلبك أسود ياملاذي….هتعتبيني على كلمتين قولتهم

في ساعة غضب…”صمت قبل ان يقول…

“انا آسف مكنش ينفع اقول كده…” تريث برهة ثم قال بحب

“هتفضلي حرماني كتير كده من عينك.. ”

التفتت اليه واستلقت في احضانه وهي تبكي

بصمت هتفت وسط بكاءها…

“انا كمان اسفه …كان رد غبي مني بس انت عارف ان غصب عني ….صدقني ياسالم انا عايزه طفل منك زي مانت عايز ويمكن اكتر كمان …ولازم تصدق اني بحبك…ونفسي افضل معاك لأخر نفس في عمري…”

جذبها أكثر لاحضانه مُعتصر جسدها اللين بين ذراعيه كانت انفاسهم المتسرعة تسابق عشقهم ….برغم من الخصام ….برغم من شياطين الفراق التي تهدد حياتهم دوماً إلا ان الحب بينهم معجزة خلقت في قلوبهم ليصبح كلاً منهم متشبث بيد الآخر بقوة…

لم تكن قصة حب عادية بل هي حالة ، حالة اكبر

من الحب الذي يعترفون به أمام بعضهم..

هما جسد واحد وكل روح تعلقت بالاخر بقوة

هما النعيم

الملجأ والسكينة ياتي فقط بقربهم لبعضهم

وكلاً منهم يمنح الحياة للآخر بدون مقابل وبدون حتى ان يشعر احد منهم انهُ يعطي للاخر رحيق الحياة…..

ملاذي وقسوتي …كتبت لتحكي قصة

عن القسوة ولحب معاً وتلك من اصعب

المشاعر تقبلاً……

…………………………………………………..

في اليوم الثاني..

دخلت بسنت الحارة التي تمكث بها خوخة

و تفاجئت بهذا الازدحام تحت منزل صديقتها…..

“اي ده في إيه…. يام جلال…. “سألت بسنت امراة سمينة الجسد قصيرة البنيه….. وهي جارة والدت خوخة منذ زمن….

نزلت دموع المرأة بحزن وهي ترد عليها بصوت مبحوح……

“معرفش يابسنت يابنتي صحيت الصبح وشميت ريحة دخان جامد جاي من برا بفتح الباب وطلعت على سلالم الدور اللي فيه شقة ام خوخة عشان اسألها عن ريحة الدخان ديه لقيت الدخان ده

جاي من عندها….. الشقة كانت النار مسكه فيها بطريقه وحشه وعلى ماتصالنا بالأسعاف والمطافي

كانت الشقه ولي فيها كوم تراب….. ربنا يرحمها ويرحم عيالها…. ”

بكت المراة بحزن لتمسك بها ابنتها وتبعدها عن هذا المكان حتى لا يزيد حزنها على صديقتها وصغارها… اللذين خرجو من هذا الحادث اجساد مفحمة…

وضعت بسنت يدها على صدرها بخوف وحزن وقهر على صديقتها وعائلتها معاً….. وسؤال يدور داخلها بشك وخوف …

“مين اللي عمل كده….. معقول يكون سالم شاهين عرف بتسجيل وحاول يقتلها عشانه…. او او وليد

اكيد هو اللى عملها مش معقول النار هتمسك في الشقه كده مش معقول…… ”

ركضت على عامل من الإطفاء ….

“ممكن تقولي الله يخليك اي سبب الحريق …يعني دي انبوبه ولا ماس كهربى اللي مسك في

شقه….. ”

رد عليها الرجل بهمس….

“لا هو مش انبوبه ولا ماس عشان الحريق كان خارج من اوضه واحده والجثث الى خرجت كانو مربوطين بحبال… واضح انها بفعل فاعل…. أنتِ تقربلهم….. ”

ابتعدت بخوف وعيناها متحجرة بها الدموع…. وهمست داخلها بانهيار…

“قتلوكِ ياخوخة وقتل امك واخوتك أنتِ كنتِ حسى بكده كنتِ حسى انك هتموتي ……. ”

انهارت في البكاء كما ينهار قلبها وجسدها من الداخل …..

…………………………………………………..

“انا خايفه شويه وحسى ان ممكن يجرالي حاجه

عشان كده بامانك امانه لو حصلي حاجه قبل ماوصل لى بيت سالم شاهين….. ابعتي أنتِ ليه

شريحة الهارد ده وخدي الفلوس اقسمي منها عليكِ وعلى امي وخواتي …..

بطلي نكد ياخوخه…. دا أنتِ هتعيشي اكتر مني ياهبله وانتِ بنفسك اللي هتصرفي الفلوس ديه وتنغنغي اخواتك وامك بيها….. ”

ابتسمت خوخة بحزن…. وهي تضع الهارد في يد

صديقتها وتغلق عليه..

“محدش ضامن عمره….. خليه معاكِ

إحتياطي ……”

فاقت من شرودها على منديل ممدود لها من شخصاً ما نظرت له ولكن إتسعت عيناها بصدمة وارتجفت شفتيها بخوف…..

…………………………………………………..

تطلعت بسنت على هذا الرجل من خلال وقوفها

في هذهِ الشرفة الصغيرة…. التوت شفتيها بشك

وبدون ان تظهر اي تعبير على وجهها قالت بسنت

بهمس وشك….

“بقولك إيه ياخوخة الواد ده يختي على طول قعد على القهوة اللي تحت بيتكم وشكله كده مركز معاكِ اوي هو يعرفك ولا حاجه…. اصل شكله مش

مطمني…..”

نظرت خوخة بطرف عينيها مثلما فعلت بسنت حتى لا تثير شك الرجل انهم يتحدثون عنه…

“شكله فعلاً جديد في الحته …”

…………………………………………………


ابتسم ايمن ابتسامة بشعة وهو يقول لها

“امسحي دموعك….. يا انسه بسنت..”

رجعت للخلف بخوف علمت من هو نعم هو نفس الشخص الذي كان يراقب صديقتها عبر جلوسه

تحت بنيتها…… صرخت به بجنون

“عايز مني اي هتقتلني………. زي ماقتلتهم….. ”

ابتسم ايمن وهو يقترب منها ببطء ولم يبالي باحد فالمكان مزدحم حولهم ولأصوات حولهم كانت اكثر

صخبٍ من صراخها…..

“طالما عارفه كل حاجه يبقى اكيد فهمتي انا

هنا ليه…. ”

ارتجف جسدها مع قلبها ..ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلوذ بالفرار منه ركضت بخوف من امامه ولحق

بها( أيمن) سريعاً وسط الزحام……

ويتبع….

19🌹

كانت تقف (حياة) في المطبخ تطهي الطعام

مع مريم الخادمة……

قالت حياة لمريم وهي تقلب في أناء الحساء

“طب اعملي الرز أنتِ يامريم وانا هحمر الفراخ لحسان وقت الغدا قرب….. ”

قالت مريم وهي تبدأ في طهي الأرز ..

“طب خليكِ انتِ ياست حياة وانا هكمل بقيت

الغدا دا انتِ وقفه من الصبح …..”

“لا انا هكمله….”قالت حياة جملتها وهي تبدأ في تحمير الدجاج……

بدأت مريم تطهي الارز وحياة منشغلة هي الاخر

بطهي… بدأت تشعر اثناء وقوفها ان الارض تهتز من اسفلها قد فقدت توازن جسدها سريعاً وكاد ان يغشى عليها و…

“فين ماما ياورد …..”سأل سالم الصغيرة وهو يدلف من باب البيت بعد ان انتهى من روتين عمل اليوم..

كانت الصغيرة تلعب بدميتها في صالة البيت

إشارة نحو المطبخ وهي تقول ببراءة….


“بتعمل الأكل يابابا…..جبتلي الشوكلاته بتاعتي ولا نسيت…..”

ابتسم سالم لها وعلى صوتها الرقيق العذب حملها من على الارض بحب مشاكساً إياها بلطف…

“بصراحه نسيت …..”

عبس وجه الطفله بضيق…. وقالت

“ازاي نسيت انا قولتلك الصبح اني عايزه شوكلاته بيضه……. وكمان قولتلك على سر خطير ….”

ارتفع حاجباه مدعي النسيان ….وقال بعبث..

“سر؟……. سر إيه ده مش فاكر……”

مطت الصغيرة شفتيها باستياء…وقالت

“يابابا انت نسيت اني قولتلك ان ماما بتحب نوع الشوكلاته اللي بتجبها ليا وبنقسمها

سووا ……”

” اي ده بجد ممم انا نسيت السر ده…. على العموم اتفضلي ياورد الجوري…..”اخرج سالم قطعةٍ عريضة مغلفة من الشوكلاتة البيضاء ناعمة المذاق اعطاها لها…. وقال بمزاح..

“يلا انا عايز شكلاته بتاعتي انا كمان…. ”

قبلته ورد من وجنته بحب…

“بحبك اوي يابابا…. وبحب الشوكلاته اللي بتجبها… ”


ضحك بقوة وهو يقول بمزاح….

“الجينات بتثبت انك بنت حسن اخويه كان استغلالي كده برضه وبكاش….”

لم تستمع ورد الى باقي حديثه فقد

هربت سريعاً الى خارج البيت حيثُ الحديقة الصغيرة……

غير اتجاهه نحو المطبخ الذي لم يدلف له يوماً ولكن مع (ملاذه) يرى آلمستحيل في شخصيته يتغير لغير المعتاد عليه…

وصل امام عتبة باب المطبخ وراها تقف تطهي

بثبات ولكن التعب ظاهر على وجهها…. وجهها شاحب وعيناها مهزوزة وكانها تحارب لفتحهم وقدميها ترتجف لا بل أنها ستفقد توازنها الان

واين امام القِدر المليء بزيت الساخن……..

فقدت حياة توازنها في لحظة ولم تسيطر على ثبات قدميها لتجد نفسها تغمض عينيها باعياء…..

“حياة…… “فتحت بُنيتاها ببطء وتعب لتجد سالم يلتقطها قبل سقوطها على الأرض الصلبة….

“سالم…….. انا كويسه متقلقش….. ”

انعقد حاجباه بشدة وهو يمسك خصرها تلقائياً

هامساً بقلباً خافق….. وهو يزفر بضيق

“واضح انك كويسه ياحياة…….. واضح اوي….. ”

حملها وهو يصعد بها الى غرفتهم بدون ان

يلاحظ احد شيء باستثناء مريم التي كانت تراقب

الموقف بخوف من انفعال سالم عليها في الحديث

ولكنه لم يفعل بل كل اهتمامه كان مصوب على تلك العنيدة التي لا تهتم بنفسها ودوماً تبحث عن العناء ولارهاق لها……..

اكملت مريم الطعام وهي تلوي شفتيها بتحسر

على حالها…

“اوعدنا يارب بحد نفس المقدير دي…. ”

…………………………………………………..

ابتسم ايمن وهو يقترب منها ببطء ولم يبالي باحد فالمكان مزدحم حولهم ولأصوات حولهم كانت اكثر

صخبٍ من صراخها…..

“طالما عارفه كل حاجه يبقى اكيد فهمتي انا

هنا ليه… ”

ارتجف جسدها مع قلبها ..ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلوذ بالفرار منه ركضت بخوف من امامه ولحق

بها( أيمن) سريعاً وسط الزحام……

تركض… وتركض..ركضاً بدون حتى ألتفاته بسيطه منها للخلف ولكن كانت تشعر إنه خلفها مباشرةٍ او

بينهم مسافة ليست قصيرة……

تطلعت للخلف بتردد لتجده يسير خلفها بسرعة يكاد يركض ولكن يحافظ على سرعته في السير حتى لا يلفت الأنظار إليه فهو أصبح خارج الحارة آي في مكان اقل ازدحام……..

وقفت بسنت وهي تتنفس بصعوبة وتنظر خلفها مره آخره وجدت المسافة بينهم بعيده ولكن أيمن عيناه عليها ويسير بسرعة للأمساك بها…..


رفعت( بسنت) عينيها وهي تلهث بشدة من ركضها السريع ….وجدت امامها بعد المحلات المفتوحة للبيع ومخبز صغير بجانبهم مزدحم بكثرة…… نظرت بسرعة نحو أيمن الذي اقترب منها ولا يفصلهم إلا عدة خطوات……

ركضت بسنت الى المخبز المزدحم ودلفت وسط الازدحام بجسد يرتجف رعباً……

زفر ايمن بضيق وهو ينظر عليها وسط ازدحام هذا المخبز الذي اختفت داخله…….

“مالك ياحبيبتي بترتعشي كده ليه….”

سألت (بسنت) بريبه أمرأه سمينة الجسد قصيرة البنية…

ارتجف جسد بسنت بزعر وهي تقول…

“في واحد هنا ماشي ورايا من ساعة مانزلت من البيت وطول السكه وهو بيحاول يضيقني بكلام

مش كويس وكمان حط ايده عليا في شارع ولم جريت منه ودخلت هنا استخبى لحد مايمشي


وقف مستنيني برا لحد ماخرج انا خايفه اوي لحسان يعمل فيا حاجه وحشه…شكله إنسان زباله

وصايع وممكن يأذيني… ”

ترتجل ؟ وماذا تفعل إذاً فهي على وشك الموت

حتماً !…

كان جسدها لا يزال ينتفض بخوف ان لم يساعدها أحد سيبقى الفرار من براثن هذا المجرم صعب..

هتفت المراة بغضب وعينيها تتوهج بالغضب المستديم..

“ازاي يعني يعمل فيكِ كده….وفي عز نهار كده

يتحرش ببنات الناس…اما عيل صايع وعايز

يتربى صحيح… ”

قالت امرأه اخرى بصياح بعد ان سمعت الحديث من بدايته…

“انتِ هتسكتي ياأم وحيد ده لازم يتعلم الأدب عشان يبطلو هو والكلاب اللي شبهه يتعدى على بنات الناس أنتِ مش شايفه شكل البت ولا إيه…. ”

هدرت ام وحيد بدون تردد….

“طبعاً مش هسكت ياام حماده يلا يانسوان منك ليها نربي الكلب ده عشان بعد كده يحسب الف حساب قبل ماينزل من بيته يتحرش بابناتنا…”

قالت ام حمادة لنساء من حولها بصوتٍ عالٍ مماثل لها بضراوة …..

“يلا ياوليه منك ليها اعتبري الغلبانه دي بنتك وواحد بيتحرش بيها بكلام وسخ وكمان ايدي بتتمد على جسمها هتعملي في إيه ساعتها ….. ”

هتف الكل بغضب ولكل يتحدث بجملة مختلفة..

هناكله بسنانا……. هقعد عليه افطس امه… هبعته لمتولي جوزي يشفيه مع الخرفان اللي بيشفيهم….

ثانة ام حمادة وام وحيد ذراع عبائتهم وهم يهتفون بغضب…..

“طب وروني شاطرتكم……”ثم وجهت كلامها الى بسنت وهي تربت على ذرعها…

“شاوري عليه ياضنايا وسيبي الباقي علينا.. ”

إشارة بسنت على (أيمن) بخوف….. لتجد بعدها

اعداد هائلة من النساء يخرجون باتجاه أيمن….

“بقه انت وقف هنا مستني البنيه ولا همك حد يابجحتك….. “قالت ام حمادة عبارتها بغضب في وجه أيمن الذي احتل وجهه علامات عدم إستيعاب

حديثها..

“انا مش فاهم حاجه….. ”

قالت ام وحيد بغضب…

“احنا هنفهمك ياعرة الرجاله….. يلا ياوليه منك ليها عايزه اشوفه حتة قماشة مبقعه….. ”

صاح أيمن بغضب من حديث المرأة ….

“ماتحترمي نفسك ياوليه…. انتو مجانين ولا ايه”

صاحت ام وحيد بجنون للنساء….

“نسوان……………. انا بتشتم …….”

رفعت بسنت مقلتاها بخوف لتجد ايمن أختفى وسط دائرة النساء التي كان يقف داخلها……

ركضت بخوف بعيداً عن المكان لتوقف سيارة اجرة وتصعد بها وهي تهتف بخوف

“اطلع الله يخليك ياسطا محطة مصر…. لازم ألحق القطر اللي هيعدي على نجع العرب….. ”

أخرجت شريحة الهارد من حقيبتها وهي تطبق عليها بين قبضة يدها وههمست بخوف….

“يمكن الهارد كان هيوصل ليك ياسالم والتمن فلوس تعيشني انا وخوخه واهلها مرتحين لكن دلوقتي خوخه ماتت واهلها كمان ماته وانا متهدده

بالقتل في اي للحظه….. يبقى خلاص تمن السر اللي هسلمه ليك يضمنلي الأمان من وليد ابن

عمك ….”اغمضت عيناها بتعب وارتعاد من القادم…

…………………………………………………..

وضعها على الفراش وهو ينظر لها بعتاب

وهي تنظر له بتردد من غضبه القادم….

” أنتِ فطرتي انهارده ياحياة…”سألها وعيناه مشتعلة بغضب منها ومن اهمالها….

اسلبت بُنيتاها في الارض وهي تقول

“ااه فطرت…….”

‘”ممم ده بجد…… “رمقها بشك

نظرت له وهي تفرك في يداها بتوتر كالأطفال

“ااه ………بجد….. ”

أغمض سالم عينيه فوق ملامح شديدة التهكم..

ناظراً لها وهو يقول….

“لي بتكدبي عليا………انتِ مافطرتيش صح… ”

قالت حياة بحرج…

“انا مش بكدب انا فعلاً فطرت بس كلت ربع رغيف كده على الفطار لان مليش نفس …..”

مرر يداه على وجهه بنفاذ صبر….

“طب انا هحاول اتكلم براحه…. انتِ مش واكله الصبح كويس ليه وقفتي في المطبخ مع الخدم وليه بتتعبي نفسك…. ليه ياحياة مش بتسمعي الكلام هتبقي مبسوطه يعني لم يجرالك حاجه ..والحمدلله اني كنت قريب منك في الوقت ده كان ممكن الزيت اللي على النار يقع عليكِ…. ”

“الموضوع مش مستاهل دا كله دا ….. ”

قاطعها بحزم…

“دا؟ هي لسه فيها دا… اسكتي ياحياه اسكتي ربنا يهديكِ… “تحدث وهو ينهض بضيق من امامها ليغير ملابسه بمسافة قريبة منها….

حاولت النهوض وهي تتحدث بضيق

“بطل تعاملني زي العياله الصغيره…. ”

أشار لها بكف يده بضيق وصوت خشن…

“طب خليكي مكانك ياعاقله لحسان توقعي تاني… ”


جلست مكانها مثلما أمر وعقدت يداها بتزمر امام صدرها وهي تقول معاتبه إياه …..

“بطل طريقتك دي….. ”

نظر لها وهو عاري الصدر…

“مالها طرقتي دي….. ”

“رخمه…. رخمه اوي ومستفزه….. “نظرت له وهي ترى تأثير حديثها عليه ليقترب سالم منها ببطء وهو يقول يجدية….

“يعني انا رخم ومستفز….. ”

هزت راسها بتردد….

“مش انت طبعاً دي طريقتك…. ”

اصبح امامها مباشرةً وعيناه لا تحيد عنها مالى

عليها اكثر وقال بمراوغه……

“يعني أنا طرقتي رخمه ومستفزه… طب وبنسبه ليا

انا شبه طرقتي برضه…. “نظر لها بشك..

بعثر أنفاسه الرجولية على صفحة وجهها الحمراء خجلاً… أغمضت عيناها بضعف وهي تستنشق رائحته

الرجولية بادمان….

“سكته ليه ما تردي عليا انا كمان مستفز ورخم.. ”

“بالعكس دا انتَ قمر…” قالتها وهي مغمضة العين

حاول كبح ضحكته وهو يهز رأسه بانتشاء لصراحتها…

“بجد ……. واي كمان…. ”

“و.. يعني كل حاجه فيك حلو وتجنن و… آآآى سالم…… “افلت تأوه خافت من وسط حديثها فتحت بُنيتاها بحرج ليقابلها بقواتم عينيه الئيمة…

“العضه دي عشان كدبك عليا من شويه …. وبنسبه لإعجابك بيه فأحب اقولك انك مش اول واحده تصارح باعجابها ده “انتهى حديثه بغمزة خبيثة…

مررت يدها على عنقها بضيق بعد ان أشعل نار الغيرة بداخلها من هذا الحديث البغيض…

نهضت بغضب لتقف امامه وقالت بتبرم….

“ومين بقه اللي ضحك عليك وفاهمك إنك حلو…. ”

رفع حاجبه الايمن…. وهو يسالها بصدمة

“ضحك عليا….. إيه ده انت اتعميت ياوحش

ولا إيه ….”

هدرت بغيرة وغضب….

“لا مش عاميه ….انت مش حلو اصلاً ”

إنكماشت ملامحه بتمثيل بارع ثم لم يلبث الا قليلاً ليقول بعدها بمزاح…

“أنتِ بتغيري مني ياحياة اعترفي اعترفي وانا

هصدقك…… بس بلاش تكتمي جواكِ لحسان

تنفجري……. ”

انفجرت ضاحكة على حديثه لتنسى غيرتها وضيقها من فظاظة حديثه دوماً معها …..

حاوط خصرها وهي مزالت في دومات كلماته

تكركر بقوة….. همس لها بحب….

“يخربيت ضحكتك…..”قبلها من وجنتيها بحب…

ابتسمت بخجل وهي تنظر له بهيام…

“أفضل انتَ ثبتني كده بكلامك….وانا زي الهبله بصدقك… ”

قبل عنقها وهو يقول بحب…

“أنا مبعرفش أثبت انا بقول اللي جوايا وبس …”

ابتعد عنها وهو يحدج بعينيها بحنو…

” انا هدخل اخد دوش كده وأنتِ خليكِ مكانك على سرير هنتغدى في اوضتنا انهارده… و هخلي مريم تطلع ورد عندك عشان انا متاكد انك مش هترتحي غير لم تاكليه بايدك…. زي مانا هعمل معاكِ كده بظبط…. “ثم ابتسم وقبل ان يغلق باب

المرحاض قائلاً بمراوغه ….

“حضر نفسك ياوحش هزغتك زي البط…. ”

غمز لها بعبث وهو يغلق الباب…..

إبتسمت حياة بسعادة وهي تقف امام المرآة

ناظرة الى حمرة عنقها اوثار أسنانه عليها…

هزت رأسها باستياء…

“ياربي دا انا متعلم عليا بطريقه غير طبيعيه …”

إبتسمت بعدها بخجل.. وهي تتذكر شيئاً ما…

“بس انا شكلي بستهبل انا بتعمد اكدب عشان اوصل لنتيجه ديه…….”تنهدت بهيام..

” بجد انا ضعت في حبك ياسالم.. ”

جلست ورد بجانب حياة وسالم على المقعد بجانبهم بالقرب من حياة وصنية الطعام في

اوسطهم على طاولة الصغيرة……

“يلا كُلي ياورد…. افتحي بوقك يلا ….”

فتحت الصغيرة فمها بجزع من اهتمام والدتها المبالغ فيه…..

أبتسم سالم عليهم…. ليضع المعلقة في الأرز ويرفعها إتجاه فم حياة رفعت عينيها عليه وقطبت حاجبيها

باستفهام…

رفع حاجبيه قائلاً بأمر …

“افتحي بوقك عشان أأكلك….. ”

ضحكت ورد بخفوت ناظرة الى حياة وهي تضع كفها الصغير تكبح ضحكتها الخافته …..

ابتسمت حياة وهي تنظر الى ابنتها بتسأل

ممازح إياها..

“أنتِ بتضحكي على إيه أنتِ كمان…. ”

ردت الصغيرة بفتور.. وهي مزالت تضحك…

“مش عارفه….. ”

هزت حياة رأسها وصوبت بُنيتاها الداكنة

على سالم قائلة بهدوء…..

“طب كُل انت ياسالم وانا هبقى أكل ا….. ”

توقفت عن الحديث بعد ان وضع سالم محتوى المعلقة في فمها وهي تتحدث بتلك العبارة

احتقن وجهها وهي ترمقه بضيق بدلها النظرة

قائلاً ببرود..

“برفو عليك ياوحش بتسمع الكلام… يلا ابلع

بقه عشان الأكل ميوقفش في زورك…. ”


مضغت الطعام على مضض وهي تنظر له بتزمر…

هتفت ورد بطفولتها المعتادة متسائله..

“بابا هو مين الوحش اللي انت بتقول عليا ده… ”

نظر سالم نحو حياة بعبث ثم غمز لها بخبث

وإجابة الصغيرة بـ…

“دا موضوع كبار بس ممكن اقولك ان الوحش ده

حاجه كده مش بتكرر كتير …اصل وجود وحش في

حياتك برضه يعني تحسيه كده دمار شامل… ”

كان يتحدث وهو ينظر الى حياة وكان الحديث

لها هي وحدها….

سألته ورد ببراءة..

“دمار شامل…. ليه يابابا هو دمر إيه….”

نظر سالم الى حياة بعبث وقال بمراوغه. ..

“دمر سالم شاهين….. وقلب سالم شاهين…..”

عضت على شفتيها بخجل من تلميحة الصريح عنها…

زمت الصغيرة شفتيها قائلة….

“انا مش فاهمه حاجه ….”

كانت عيناه مصوبة على حياة ولكن ابعد انظاره

عنها بعد ان سمع حديث ورد ليرد عليها بحنان …ُ “قولتلك كلام كبار ….كلي ياروح بابا… وتعالي

نتكلم عن الحضانه والمذكره ….”

بعد ان انتهى الجميع من طعامه ….خرجت ورد من الغرفة للهو خارج البيت حيثُ الحديقة …..

خرج سالم من المرحاض بعد ان غسل يداه و كان يقف يجفف يده بالمنشفة….ناظراً الى حياة التي

تضع يدها على معدتها بتزمر……

“اول مره اشوف واحده زعلانه انها قامت شبعانه

من على الأكل….. “قال عبارته وهو يشعل صديقته

الودوة ( السجائر) جلس امامها على المقعد وهو يخرج الهواء الرمادي الناعم في الهواء……

“امته هتبطل العاده ديه….. “قالتها وهي ترمقه بسخط….

اخرج الدخان الرمادي من فمه مرة آخره قائلاً

بحب…

“ممكن احاول عشان خاطرك…..”

ابتسمت ببساطه وهي تنظر له بعشق صارخ

ولكن انتصارا عليها لسانها برغم المشاعر لتقول

“تعرف انك اجمل بكاش شافته عنيه….. ”

ابتسم وهو ينظر لها وعض على شفتيه قائلاً بغرور

“يعني بذمتك سالم شاهين بكاش…. ”

“سالم شاهين ده اكبر بكاش خطفني… “ردت بجرأة عليه وكان صراحة مشاعرها أمامه أصبحت الأسهل عليها…….

غمز لها وهو مزال يجلس في مكانه…..

“عشان تعرفي اني خطير ومدلعك….. ويابخت اللي سالم شاهين يدلعها…… ”

“ااه ونعم التواضع…… “قفزت بخفة عن جلستها

وهي تقول بخفوت

“انا راحه قعد مع ماما راضية شويه.. ”

لم يرد عليها بل اشار لها بإصبعه ان تأتي بتلك الحركة المتغطرسة …….

“تعالي…. عايزك…..”

ارجعت خصلات من شعرها خلف اذنيها وهي تنظر له بابتسامة ناعمة وبنيتيها تحدج به بفضول…

وقفت امامه وهو جالساً على المقعد مكانه… سحبها من يدها لتجلس على قدميه آي في احضانه مباشرةٍ همهمت وهي تسأله بوقاحة ومزاح…

“شكلك عايز قلة آدب…. ”

ضحك بقوة من حديثها العفوي معه لم يسمى بوقاحة في قاموس( سالم شاهين) العاشق لها بل

يسمى من وجهت نظره عفوية لذيذة المذاق…

رد عليها بوقاحةٍ وعبث …

“قلة آدب؟..حرام عليكي انتِ بتظلمي قلة الأدب معانا…. إحنا عدينا الكلمة دي من زمان.. ”

ضاحكة بخفوت وهي تعلم جيداً انه يسيرها في الحديث الذي من هذا النوع ولكن لن ينول منها

حرف اخر…..

“على فكره بقه انت معطلني وانا عايزه انزل اشوف ورد وماما راضية….. ”

“طب استني” مد يداه في جيب بنطاله واخرج قطعة من الشوكلاته نفس النوع الذي أعطاه لي

ورد منذ ساعات…..

سائلة حياة بشك….

” اي ده…… دي لورد….. ”

مرر يداه على شعرها وهو يقول بحب

“لا ياملاذي دي ليكِ… مش انتِ بتحبي النوع اللي

بشتريه لورد…. بعد كده هجبلك انتِ و ورد مع بعض … ”

شعرت أنه يتحدث لي طفله وليس الى امرأه

برتبة زوجته……

“أنت ليه بتعملني كاني طفله… لا… وساعات بحس انك بتعملني وكاني بنتك….. ”

دفن وجهه في عنقها بحب وهو يقول ببحة خاصة..

“ماهو انا بابا ياملاذي وانتِ بنوتي اللي تستأهل

تاخد عنيا بعد ماخطفت قلبي… ولازم تعرفي اني ابوكي واخوكي وجوزك وحبيبك واي حاجه وكل حاجه تبقى انا…. فهمتيني….. ”

كان يدغدغ عنقها بشفتيه الشهوانية..اغمضت عينيها بضعف وهي تتلذذ بحديثه الحاني المحمل بالمشاعر

العاطفية الجامحة منه…

أبتعد عنها وهي ينظر لعينيها المغمضة..ابتسم بحب وهو يطبع قبله سطحية على شفتيها المفتوحة قليلاً فهي تطالب بالمزيد منه…

سالم دوماً يشعل الرغبة بها لمجرد لمسة حميمية منه او كلام معسول يحمل الكثير من المعاني داخلها ..

بتر لذة المشاعر داخلها جملته الخبيثة..

“حياه… مش ناويه تفتحي الشوكلاته ودوقيني

معاكِ…..”هتف سالم بمكر وهو يكبح ضحكته ويخفي اثار شوقه لها بمهارة كبيرة….

عفواً هل تبخر الإحساس الآن…. نعم تبخر الواضح


ان المشتاق هنا هو انا… انا وليس هو

يريد قطعة من الحلوة وامامه الحلوة بأكملها….

هتفت بخفوت وسأم….

“لا بجد الفصلان ليه ناسُه …. ”

ابتسم بعيداً عن عينيها وهو يرى انكماش ملامحها

باحباط…… تحدث إليها وهو ينظر لها بتسلية

“بتقولي حاجه ياحياة……. ”

كادت ان تكدب ولكن لمحة نظرة تحذير وعيناه تترك عينيها وترسم دائرة صغيرة اخرة على عنقها المرمري…. للصمت غايتين إذا

(اصمتي ياحياة ماذا ستقولي له لم لا تقبلني …

أصبحتي منحرفة يافتاة !…..)

زمجرت داخلها بجزع من وضعها الذي يتبدل امام سالم وعيناه واهات من تلك العيون القاتمة ….

(كفى) صرخت داخلها ليتوقف هذا العاشق عن غزله بسالم شاهين…….. يكفي خفقاتك المتسرعة دوماً عند قربه او عند سماع أسمه يكفي فانت اغرقت( حياة) في بحر عشق سالم وانتهى الآمر بها مثيرة للشفقة فهي غارقة بإرادتها ! ….

فتحت غلاف الحلوة وهي تضعها امام فمه بهدوء

قائلة باقتضاب ….

“اتفضل…… ”

اخذ قطعة صغيرة ومرر إصبعه على خطوط شفتيها ببطء تحت انظارها التي تصرخ ببلاها عم ينوي فعله الآن ….

وضع سالم قطعة من الشوكلاته الصغيرة بين شفتيها قائلاً بصوت جائع…..

“الشوكلاته مش ببتاكل كده ياحياة…. دي بتتاكل

كده ……”

خطف شفتيها بين شفتيه الرجولية ذأبت ذوبًا بين شفتيها آثار حرارة قبلتهم الجامحة لبعضهم

لينال الاثنين طعمها ونعومة ملمسها…

انغمس كلاً منهم في عالمهم الخاص كانت

يداه تعبث بحرارة في شعرها مثبت راسها بقوة

وبرغم انها مسالمة مع إعصار قُبلته الا انه يخشى

ان تبتعد وتقطع اجمل اللحظات بينهم….. حملها وهو مزال ينهال من شفتيها بعدد قُبلات لا نهائيه…

وأجمل أيقونات العشق الناعم وصاخب أيضاً معه

رقة لمسة يده وحنانه المبالغ معها يماثل اهتمامه وعشقه لها ، وشرارة عنفه من اثار جنون قُبلاته

اللَّوَاتِي يعبر من خلالهم ان رحيق شفتيها هي

(ملاذ الحياة) الخالص له …..

أوقف اللحظات المسروقة من عمرهم بإرادتهم طرق على الباب….. ابتعد سالم عنها ببطء وهو ينظر لها بشوق جائعاً عاشق حد الجنون…..

لم ينطق بحرفٍ عيناه صارحة انها تحتاجها الآن…….

“سالم الباب رد يمكن ماما راضيه او عمي رافت عايزينك في حاجه ….”همست له حياة بخفوت….

زفر بضيق وهو ينهض مُبتعد عنها قائلاً بهمس وقح

“ماشي هشوف مين بس انا لسه ماخدتش حصتي

من الشوكلاته…. “غمز لها بعبث ابتسمت حياة وهي تبتعد بعينيها عنه……

فتح الباب ليجد مريم امامه سألها بفتور

“ايوه يامريم في حاجه…. ”

هتفت الخادمة ببوح…

“في واحده تحت عايزه حضرتك… وشكلها غريبه عن النجع وعماله تعيط وتتلفت حوليها وكانها وراها مصيبه…… ”

ارتفع حاجباه باستفهام ….

“واحده ومش من النجع….. وكمان بتعيط.. “صمت قليلاً ثم قال بهدوء

“طب ثواني وهنزل دخليها عندي في المكتب… ”

ردت مريم عليه بتهذيب….

“حاضر…. بس هي قعده في صالون مع الحاجه راضية والحاج رأفت….”

أغلق الباب بعد ان غادرت الخادمة…

دخل للغرفة مرة آخره وهو يتجه نحو المرحاض فتح صنبور المياة لغسل وجهه وعقله منشغل بتلك الضيفه الغريبه …….وقفت حياة امام

عتابة باب المرحاض تساله بضيق وغيرة تشتعل في بُنيتيها الداكنة….

“مين دي ياسالم…. وعايزه إيه منك…..”

جفف سالم ووجهه بالمنشفة قائلا بحيرة..

“اكيد لو عارف ياحياة هقولك انا لسه نازل اشوف مين ديه ……”كان يتحدث وهو يفتح باب الغرفة

خرج وتركها تعاني من للهيب الغيرة …بعد دقيقة واحده كانت تفتح خزانة ملابسها وتخرج عبائتها

منه وهي تقول بتبرم وغيرة جامحة..

“ومالو اشوف معاك مين الاخت وعايزه منك إيه …”

…………………………………………………..

وقف سالم أمام بسنت في صالون البيت تحت أنظار رأفت ولجدة راضية…. كان يتفحصها من اعلى راسها حتى أسفل قدميها اللتين يهتزان خوفاً وارتباك….

“انتِ مين……… وعايزه إيه….. ”

تطلعت بسنت حولها بخوف وهي تراقب الجالسين

أمامهم…… بللت شفتيها وهي تهمس بصوتٍ

متحشرج..

“ممكن نتكلم لوحدنا….. ”

“وليه تتكلمو لوحدكم في بينك وبينه سر مثلاً….”

هتفت حياة بعبارتها بحدة وهي تدلف الى صالون أمامها ..

ابتسم سالم بجزع وهو ينظر الى توهج عينيها بشرارة الغيرة نحو تلك الفتاة…

ٍهتف حتى تهدأ وتتحلى بصبر قليلاً……

“اسنتي ياحياة نفهم في إيه….. ”

هتفت بسنت بصدمة…

“انتِ حياة ارملة حسن شاهين ….. يبقى اكيد الموضوع اللي هقوله لسالم بيه يخصك أنتِ

كمان.. ”

نظر لها سالم بعدم فهم تبادلا الإثنين النظرات لبرهة

بحيرة مبهمه…

أخرجت بسنت شريحة الهارد الصغيرة وهي تقول بصوت مهزوز….


“الهارد ده عليه حقيقة قاتل اخوك وهو بيعترف

صوت وصوره

” الهارد ده تمنه كان موت صاحبتي وامها واخواتها الصغيرين بعد ما قتلهم اللي قتل اخوك لم عرف

انها معاها الدليل اللي هيلف حوالين رقبته حبل المشنقه … كمان انا كُنت هموت زيها واحصلها هي وأهلها لولا اني هربت من الراجل اللي كان ناوي يقتلني ولو كان حصلي حاجه…. مكنتش هعرف اوصل ليكم بتسجيل ده… ”

نظر لها بصدمة لا هو غير مدرك ما تقوله هذهِ الفتاة…. قاتل حسن وقاتل صديقتها وعائلتها

من اجل مسجل به الحقيقة الذي بحث عنه هو ورجال الشرطة منذ اكثر اربع سنوات وكان القاتل

اكثر ذكاءً ومكراً ولم يترك خلفه اي خيط رفيع ،

ولأن وبعد اربع سنوات تقع تحت يداه الحقيقة باعتراف القاتل صوت وصورة ومن يكون هذا القاتل؟؟

غريب عنه؟ ام احد يعرفه جيداً؟ او يعرف حسن؟ ولكن السؤال هنا الأهم ماذا فعل حسن لهذا المجرم حتى يقرر ان يتخلص منه بكل تلك القساوة الشيطانية….

حرمه من ابنته الوحيدة وأيضاً من زوجته ومن عائلته ومن كل شيء كان ينتمي له (حسن شاهين)

يوماً….

اخرج صوته من أعماق ظلماته وهو يقول لزوجته

“ادخلي هاتي الاب توب من جوا ياحياة.. ”

ذهبت وهي تكاد لا تقوى على السير…وعينيها غامت بحزن مما خلف هذا التسجيل…

كانت راضية تقف هي ورافت وجوههم يكسوها الذهول وصدمة فتح الماضي دوماً يجلب لك

الآلام واي آلاما هذا الذي سيخرج شخصاً اخر

غير (سالم شاهين) الذين يعلمونه جيداً….

من المؤكد ان سالم سياخذ ثأر أخيه بعد ان يعلم

من القاتل وهم أيضاً يسألون داخلهم ذاك السؤال

الغريب…

من هو القاتل…

فتح سالم الجهاز وظهرت شريحة الهارد به وكان الجميع يصوب أنظاره على الشاشة باهتمام و اولهم سالم الذي اسود وجهه من آثار آلتفكير ولغضب بطريقة الذي سياخذ بها ثأر اخيه…….

فتح سالم الفيديو وظهر الفيديو أمامه وكان (وليد)يعترف بكل شيء دبره لحادثة السيارة التي أنقلبت وحسن بداخلها…

شهق الجميع بصدمة……. لتتوهج عينان سالم بنيران تكاد تحرق الأخضر واليابس أمامه…. وهو يهتف كلمة خرجت من الأعماق على شفتيه المنفجرة بصدمة وذهول…

“ولــيـــد ……”

بقلم دهب عطيه


20🌹

“رايح فين ياسالم ….”هتفت حياة عبارتها وهي تقف امام عتبة باب الخروج …..

هدر بها سالم بحدة وانفعال…

“ابعدي عن طريقي ياحياة الساعادي….”

لم تبالي بحدته في الحديث ولم تهتز وهي تهتف مره اخرى ولكن بعناد….

“لا.. مش هبعد عن طريقك ….انت رايح تعمل إيه يسالم ….. هتقتله ….”

“ايوه هقتله ….وهشرب من دمه كمان…..

ابعدي عني بقه “صرخ بحدة ووجهه كان يتوهج بحمرة الغضب والعصبية المفرطه بعد رأيته لهذا المسجل ومعرفة الحقيقة من خلاله…

نزلت دموعها خوفاً من فقدانه بعد هذا التصريح العنيف ذو النبرة الحاسمة …


“لا… ياسالم عشان خاطري بلاش تضيع نفسك احنا هنسلم الفيديو دا للبوليس وهما يتصرفوه معاه و.. ”

التوت شفتيها بسخرية وهو يرد يقاطعها بسخط..

“البوليس…..ليه شايفه اني مش راجل مثلاً عشان


كده مش عارف اخد حق اخويه من اللي قتله… ”

مسحت دموعها بظهر يداها وهي ترد عليه لإقناعه

بما تفكر به….

“ومين قال ان اللي بيلجأ للحكومه بيبقى ضعيف

او مش راجل ياسالم…. مفيش حد متعلم زيك يقول الكلام ده ياسالم….سيب الكلام ده للجهله وخلينا نمشي بالقانون….. ”

رد عليها بصوت عالٍ غاضب من جدالها معه أمام الجميع …و وقوفه هكذا أمامها ينتظر ويستمع لها

لا ويجادل أيضاً معها في شيء لن يحدث أبداً..

“االقانون اللي عايزاني ألجأ ليه أيد القضية من اربع سنين ضدد مجهول مقدرش يجيب قاتل اخويه ودلوقتي وقع تحت ايدي الدليل اللي عرفت فيه مين هو اللي حرمني من أخويه وحرم بنته منه… لازم اجيب حق اخويه …وبنته.. “ثم نظر لها بحزن قائلاً بصعوبة عنوة عنه…

“وحقك أنتِ كمان ياحياة…… ”

مر بجانبها بعنف ليهتز جسدها في لحظة من آثار

همجيته وعصبيته في السير من جوارها …..


استدارت نحو الجدة راضية ورافت ودموعها تنزل بلا توقف هتفت بانهيار لهم…

“انتو هتسبوه يضيع نفسه…. هتسبيه ياماما راضيه سكتين ليه رد عليا هتسبوه يضيع نفسه… ”

اسلب (رافت)عينيه بانكسار فهو يعلم انه يصعب

على أحداً منهم تغير رأي سالم في شيءٍ مهماً

كآن !، وإذا كان هذا الشيء ثأر أخيه (حسن) الذي

كان بمثابة أبن وصديق قبل ان يكون أخاه

الصغير….

مستحيل ان يستجيب لنداء احد منهم مهما كانت مكانته عند سالم…. نيران الثأر صعب ان تخمد بعدة كلمات …..

اقتربت منها راضية لتعانقها بشفقه وحزن

وهي تقول بحزن…

“ربنا كبير يابنتي ان شاء الله خير….. خير…. ”

نزلت دموع حياة في احضان راضية وهي تقول بخوف عليه…..

“سالم هيضيع ياماما راضيه انا مش هقدر استحمل خساره تانيه ولو كانت الخساره دي سالم يبقى الموت اهون عليا…..انا حبيته او ياماما حبيته وخايفه عليه…… خايفه عليه اوي ”

انهارت في أحضان راضية أكثر واكثر….. نعم هي صادقة المشاعر… حزينه وترتعد داخلها من تلك الحقيقة المزريه مما كان خلف مقتل (حسن)… ولن تنكر انها مزالت تحت تأثير الصدمة ولكن هي تعلم جيداً ان الخوف انقصم داخلها لنصفين والنصف الاقوى عليها هو تهور( سالم) وجنون انتقامه من وليد… ولقتل هو الشيء الوحيد الذي سيأتي في

عقل سالم في لحظة شيطانية متهورة سينفذ ما يملي عليه شيطانه…..

………………………………………………….

“القهوة دي مطلعها لمين ياهنيه…. “قالت خيرية

عبارتها للخادمة……

نظرت الخادمة لي ما تحمله بين يداها وهي ترد عليها بتهذيب…

“دي قهوة لي سي وليد …..”

رفعت خيرية عينيها على التلفاز تتابع محتواه

باهتمام وهي تضع السودني المقرمش في فمها وتقول بفتور…

“طب روحي طلعيها بسرعه قبل ماتبرد وانجزي عشان معاد الغدا…. ”

اومات الخادمة وهي تصعد الى غرفة وليد….

اتت ريهام وجلست بجانب والدتها لتزفر بغضب

وهي تمد يداها في هذهِ المكسرات وتاكل منها بتزمر حاد…..

رفعت خيرية عينيها على ابنتها وهي تقول بإمتعاض

“هتفضلي قعده في وشي كده كتير إيه فرحانه بقعدتك في البيت كده…… وكلام نسوان النجع عليكِ… ”

زمجرت ريهام بحدة قائلة…..

“هو في إيه يامااا هو كل ماقعد جمبك تلقحي


عليا بكلام….. ”

مسمست خيرية بشفتيها بضجر وهي ترد عليها

مُبرره حديثها…..

“ألقح إيه ياقليلة الربايه…. انا كل اللي عايزاه منك ترجعي لطليقك اللي من ساعة ماطلقك وهو حافي ورآكِ ومش قادر على بعدك….. ”

تحدثت ريهام باشمئزاز وتكبر…

“افتكريلنا حاجه عدله…. قال طليقي قال…. ارجع لمين وسيب سالم لبنت الحرام ديه تستفرد بيه لوحدها…. ”

ضاحكة خيرية بتشفي وهي ترد عليها…

“بنت الحرام استفردت بيه من زمان…. شيلي الغمام اللي على عينك ياريهام ….. وعقلي ورجعي

لطليقك وكفايه كلام نسوان النجع علينا…… ”

نهضت ريهام بحدة وهي تتحدث بغضب…

“قطع لسان اي حد يتكلم عليا نص كلمه… هما إيه مش لاقيين غيري يتسلى عليه …قوليلي انهي واحده لسانها جاب سيرتي بالباطل وانا اقص لسانها بايدي … ”

رمقتها خيرية بلؤم وهي تمضغ المكسرات بتبرم

“وفري شرك على اللي خدت منك حبيب القلب وبتتمتع دلوقتي بخيره… واسمها لم بيتقال في قعدت نسوان الكل بيعملها الف حساب من غير حتى مايشوفوها……وكل ده عشان إيه…. عشان مرات سالم شاهين …ماهو اللي عملها هيبه بينهم غير انها مراته….حكم “فور انتهى خيرية من جملتها

مسمست بشفتيها بتبرم…..

عضت ريهام على شفتيها بحقد وغل من حياة ونيران الشر تشتعل وتود لو تحرق النجع بأكمله وحياة اولهم…….

“اااه يناري لو بس كانت الخطه مشيت زي مانا عايزه كان زماني مراته دلوقتي ونايمه في حضنه وحرق دمها ودم نسوان النجع كلهم… بس خيرها في غيرها مانا مش هسيبه ليها بساهل كده…. ”

دلف بكر والد ريهام الى صالون وهو يجلس

بارهاق على مقعده……

اقتربت منه زوجته خيرية وهي تقول بقلق


“مالك يابكر فيك إيه…… ”

رد عليها بنفي….

“مافيش دماغي مصدعه شوية…. اعمليلي شوية شاي تقيل….يمكن الصداع يروح… “فرك برأسه

بتعب…

ردت عليه خيرية وهي تذهب باتجاه المطبخ

“عيني ياخويه…..هدخل اعملهالك حالاً ”

صدح رنين جرس الباب بقوة وإصرار ولم يلبث الطارق ثواني واطرق بكل قوة وعنف على الباب

ذات الرفوع الحديدية والزجاج الذي يكسوها…

“شوفي مين ياريهام بيخبط كده … “دلفت خيرية الى المطبخ بعد ان امرت ريهام بتلك

الجملة….. وضعت ريهام الحجاب على شعرها

بإهمال….

فتحت الباب الكبير ليطل منه سالم بوجه يرعب الأعين.. وعيناه تشتعل بنار شديدة اللهيب هالة مُخيفة لا تبشر بالخير….

ابتسمت ريهام بسعادة وهي تهتف بأسمه بوقاحه

“سالم معقول انت هنا……”

عض على شفتيه بغضب وهو يسالها سؤال محدد

“اخوكي هنا ……”

ابتسمت بسعادة مُبتعده عن الباب وهي تجيبه

بنعومة…

“ااه هنا أدخل ياسالم…هو بس في اوضته استنى اناديلك عليه …..”

لج لداخل سريعاً لكنه وقف في بهو البيت ورفع عينيه المُشتعلة على عمه بكر بسخط….

وهو يرد على ريهام بتهكم ساخراً…….

“لا خليكي مرتاحه جمب ابوكي ….انا هطلع اشوفه بنفسي …”

نظر له بكر بستفهام وهو يساله بــ

“هو في إيه ياسالم انت عايز وليد ليه في شغل

بينكم …..”

ابتسم سالم بتهكم مره اخره..

وهو يضع هاتفه على الطاولة ويشغل هذا المسجل الذي صخب صوته في أرجاء البهو….وهو يقول بسخرية……

“التسجيل ده هيعرفك انا عايز ابنك في إيه

بظبط…….”

صعد على السلالم بسرعة وشياطين تلاحق به…

خرجت خيرية وهي تمسك في يداها صنية عليه كوب الشاي لتسمع اعتراف وليد من هذا المسجل يقول

(لا قتل حسن كان سهل أوي لعبت في فرامل العريبة بتاعته وهو بقه سقها وكمل الباقي… “صدحت ضحكته وهو يكمل “… ومش بس كده لا دا انا لعبت الحكومه على الشناكل لحد ما ملف القضيه اتايد

ضد مجهول…….)

وقعت الصنية من يدلها وهي تهتف باسم ابنها بخوف……

“وليد………. ابني…… ”

كانت تقف ريهام مصدومة ومشحوبة الوجه وكل ما تفكر بها الان ان فرصة زواجها من سالم قد تبخرت للأبد بعد ان أصبحت شقيقة قاتل حسن……..

ام بكر والدهم لم يتحمل سماع باقي التسجيل وتفصيل الذي يضفها وليد بعد قتل حسن او حتى قبل ان يدبر الحادث الشنيع…… ليقع بكر على الارض مُمسك قلبه بتعب……

ركضت عليه ريهام بخوف وكذالك خيرية زوجته

“ابو وليد….. ابو وليد رد عليه…… رد عليه….

هاتي مايه ياريهام……… هاتي مايه ”


ركضت ريهام نحو المطبخ بهلع……

____________________________________

مسك وليد الهاتف وهو يقف في شرفة غرفته بعصبية قائلاً بحدة…

“يعني إيه ياايمن هربت منك حتة بت زي دي تعدي من تحت ايدك ازاي…. يعني إيه في المستشفى وعضمك مفشفش… البت دي لازم تدور عليها ابعت حد من رجالتك يدور عليها البت دي لو وصلت لسالم يبقى انا هيتقري عليا الفاتحه….. ”

“و ازاي الفاتحه تتقري على واحد وسخ زيك .. ”

هتف سالم بعبارته وهو يغلق باب غرفة وليد بقوة

تحشرج صوت وليد ناظراً الى سالم بخوف

“سالم أنت هنا ..اا…جاي ليه……. ”

اقترب منه سالم ببطء ليقف امامه وجهاً لوجه

مُجيب إياه بنبرة خالية من المشاعر….

“عشان حسن …… طار اخويه …..هو انتَ مش ناوي تدفع اللي عليك ولا إيه… “لكمه بقوة في أنفه …

…………………………………………………..

“جبت السلاح….. “نطق غريب الصعيدي جملته

وهو ينظ لابن عمه….

وضع راجح السلاح في يداه وهو يقول باستفهام


“ناوي على إيه ياولد عمي….. ”

أمسك غريب السلاح بين يداه وهو يهتف بغضب

“ناوي اجتل اللي خد مني حجي وغصبني إني

امضي على نص املاكي لايهاب اخوي….. ”

“اهاه انت جولت بلسانك اخوك…. يعني ملزماش دم وسلاح عاد ياولد عمي… ده مهم كان سالم شاهين… وبعدين كيف يجي في بالك انك تضرب عليه نار في الضلمه…. أجده بتكون خدت بطارك منيه …. كده مش رجوله ياولد عمي…. وسالم مش مستحق آزيت حد واصل منك او من اهل النجع…… ”

هدر به غريب بغضب شيطاني…

“انت معايا ولا معاه ياراجح….. خليك في حالك واياك تفكر ولو حتى دماغك تحدفك ناحيت انك

تسلمني لسالم شاهين انا بحذرك ياراجح ….

انا في الخيانه مش هرحم اين كان يكون…. ”

اتسعت أعين راجح بصدمة ليهتف بعدم استيعاب

“انت بتهددني ياولد عمي…… ”

“سميها زي متسميها طاري من ولد رافت شاهين مش هاهمله وحج فلوسي وتمن حجزه ليا في المخزن بتاعه كماااان …انا مش هستريح غير لم اخد روحه بيدي اتنين……. “تحدث وهو يقبض على كف

يداه بغضب وكأنه يقبض على شيء وهمي… لكن ذهنه كان يتخيل روح سالم تغادر الحياة

على يداه …

هتف راجح بسأم..

“انت حُر ياولد عمي…واضح ان الكلام ممنوش فيده معاك…”

…………………………………………………..

اقترب منه سالم ببطء ليقف امامه وجهاً لوجه

مُجيب إياه بنبرة خالية من المشاعر….

“عشان حسن …… طار اخويه …..هو انتَ مش ناوي تدفع اللي عليك ولا إيه… “لكمه بقوة في أنفه…..

طاح وليد ارضاً بعد عدة لكمات اصابة وجهه

الذي كان سالم يصب غضبه في تلك المرحلة

الأولى على وجهه الذي أصبح يكسوه الدماء ولورم

ليلكم سالم معدته بقوة وجانبيه الإثنين بقوة ويسدد له بعض ركلات بقدميه مابين ساقيه ليتأوه وليد بقوة ويزيد عذاب الألم أكثر…

هدر سالم بغضب وصوت عالٍ وهو يركل وليد في معدته بعد ان وقع في لارض من آثار همجية سالم وعنف ضرباته عليه….

“قتلته ليه قتلته ليه…. عمل إيه حسن عشان يموت بسببك… اذاك فإيه…. دا كا بيعملك كأخ تاني ليه اذآآآك في إيه ياوليد عشان تقتله قتلته ليه…ليه…. ”

وبرغم من كل مايشعر به وليد من آلَاماً مبرح في ذاك الوقت العصيب ….رد عليه بجنون شيطاني…

“عملت كده عشان اشوفك قدامي مكسور …ونفسك تعيط زي الحريم على فراق اخوك….. ”

توقف سالم عن ركله وضربه العنيف لينزل الى مستواه ويهتف باحتقار…

“دموع والحزن عمرهم ماكانو من نصيب الراجل الضعيف….. وعشان انت شايف ان الضعيف بس هو اللي بيعيط على فرق اغلى الناس ليه… انا كمان هكسرك وهخليك تعيط على الحاجه اللي تميزك عن

الحريم… ”

اتسعت اعين وليد بخوف من تلميحه…

“قصدك إيه …. ”


ابتسم سالم بسخرية….

“مانت فهمت قصدي ايه وعارف ان بلمح

لإيه… ”

امسك به من عنق جلبابه وهو يرفعه للأعلى

وهو يقول بحدة…

“لازم تعرف انك مش هتشوف نور ربنا تاني… وقبل ماقتلك بأيدي لازم اشفي غليلي منك الأول..وحق أخويه هاخده منك تالت ومتلت ولازم أحرق دم أهلك عليك زي ماحرقت قلبنا عليه…”

ارتعد وليد وهو يسيل الدماء منه ليرد عليه بخوف

“سلمني للحكومه وهما هياخدو حق اخوك

مني……”

رمقه سالم بشر وهو يرد عليه بقساوة…

“مش قاضي نجع العرب اللي يروح للحكومه

عشان ياخدو حقه …. انا اقدر اخد حقي بايدي

و وفر على نفسك الكلام…….. لان الحساب بدأ …”

أنهى جملته وهو يصدم رأسه به ليفقد وليد توازنه ويقع ارضاً مغشياً عليه…..

قذف سالم عليه مابي فمه بتقزز ونفور من هذا

الوجه البغيض، رفع الهاتف على أذنيه قائلاً ببرود

“حضرت العربيه ياجابر….. طب أطلع خد الكلب

ده….اخلص عشان لسه هنطلع على المخزن

حضر إسماعيل الحكيم ورجاله….. تمام ”

بعد دقائق معدودة كان ينزل سالم بشموخ على سلالم بيت بكر شاهين نهض بكر بعد ان استعاد

وعيه من إغماءه منذ قليل……

رفع عينيه على وليد الذي يحمله جابر كشوال البطاطس وهو فاقد الوعي ووجهه يسيل منه الدماء وملامح وجهه اختفت تماماً من آثار ضرب سالم له…

“ابني…. ابني…… “ركضت خيرية إتجاه سالم وهي تبكي بخوف وتترجى سالم بهلع على ابنها الذي حدث له كل هذا من خلال نصف ساعة وماذا سيحدث له بعد ان ياخذهُ سالم معه ؟!…..

“ابوس ايدك ياسالم يابني سيب وليد سيبه ابوس ايدك انا……… انا محلتيش غيره…… ”

أشارا سالم بيداه الى جابر بذهاب وكان جابر في هذا الوقت يحمل وليد وتمنع مروره خيرية الواقفة امام سالم تبكي وتترجى …

ابعد جابر عنها ليمر من جانبها بقوة حيثُ الخارج…

صاح صوتها بهلع….

“بلاش تموته بلاش ابوس ايدك سيب وليد

سبوه…..”

رمقها سالم بسخرية وهو يرد بفظاظة معتاد اتقانها….

“متقلقيش وليد هيرجعلك تاني عشان تدفنيه

جمب الحبايب اللي بتروحي تقري عليهم الفاتحه


كل عيد…… ”

مسكت كف يداه برجاء وهي تنهار انهيار أم …

“لا… ابوس ايدك ياسالم ارحمه ده مهم كان ابن عمك ارحمه يابني ارحمه……انا مليش غيره”

نفض يداه بعيداً عنها بقسوة قائلاً ببرود…

“وهو رحم أخويه لم خطفه مننا وهو في عز شبابه

ويتم بنته ورمل مراته اربع سنين …انتِ ببترجيني

اني اسيب ابنك يعني حتى مش قادره تقوليلي من

باب العقل ابني قتل ولازم يتعاقب وسلمه للبوليس

بس بلاش تاخد حقك بإيدك…”ابتسم بسخط..

“بس انا هستغرب ليه مانتِ طول عمرك كده يامرات عمي حتى بعد ما عرفتي ان ابنك قتل اخويه كل اللي في دماغك إني اسيبه ورجعه ليكي بدمعتين

من بتوعك لا وكمان اسامحه ونرجع زي السمنه على العسل…مش كده يامرات عمي …”صمت ببرود وهو يقول…

“حضري تربة إبنك وقري عليه الفاتحه من دلوقتي.

دا لو حفظاها…”رمقها بسخط هي وعمه بكر وريهام المتسعت الأعين بدهشة وذهول من هول خروج الماضي بكل هذا السواد الذي كأن بطله الوحيد وليد شقيقها الذي افسد كل شيء كانت تنوي وتتمنى فعله……

خطى سالم عدة خطوات إتجاه باب الخروج اوقفته (خيرية) مرة أخرى محاولة استعطف قلبه نحو ابنها..

“انت راجل عارف ربنا وعارف ان حسن عمره انتهى لحد كده يعني بوليد او من غير وليد كان هيموت فى معاده….. ”

لم ينظر لها توقف وهو يوليها ظهره التوت شفتيه

بسخط من وقاحة هذهِ المرأة ليرد عليها بحزم

“انتِ صح حسن مات في معاده وكل واحد ليه

معاد هيروح بيه للخلقه….. ”

ابتسمت خيرية بأمل…….

تابع سالم حديثه قائلاً بنزق…

“وابنك جه معاده خلاص…. وكلنا لها……

حضري الكفن……. يامرات عمي….. ”

خرج سالم واصدر صوت وقود السيارة صوتٍ عالٍ

يخبرهم بمغادرته للمكان……

لطمت خيرية على وجهها وهي تهتف بعويل وبكاء

حاد…..

“ابني هيضيع ابني هيضيع يابكر إبنك هيروح على ايد ابن اخوك لازم تصرف لازم تعمل حاجه اتصرف يابكر اتصرف ….. ”

كان بكر يقف مكانه بثبات وعيناه مثبتة عليها بجمود…

اقتربت منه وهي تسأله بعويل وبكاء حاد

“انت ساكت ليه…… ابنك خلاص راح وليد خلاص هيروح مننا…… ”

هز راسه بقلة حيله وهو يهتف بصعوبة تلك

الحقيقة التي كان دوماً يهرب منها …

“مافيش فايده ياخيريه ابنك قتل ولي قتله ده يبقى ابن عمه اخو سالم شاهين ….. يعني ابنك مات من

ساعادي و محدش هيقدر يقف قدام سالم ياخيرية محدش هيقدر يمنع سالم من انه يأخد حق أخوه من إبنك..”

هبط على المقعد بقلة حيلة وحزن على أبنه

وخذلانه من تلك الجريمة التي اقترفها ابنه …


مهما كان الشر وطباع الطمع والمصالح الذي تسير في دماء (بكر شاهين) يبقى القتل ادنس الأشياء في عيون اي رجل وكبائر الأكبر هنا صعوبة انه قتل ابن عمه شخص من دماءه …وكان هذا بسبب الحقد والكره الذي ربى ابناءه عليه !..

…………………………………………………..

كانت حياة تجلس في صالون وعينيها لا تتوقف

عن البكاء أحمرت عينياها بكثرة وشحب وجهها باصفرار من آثار ضغطها على نفسها خوفاً وتفكيراً …

جلست بجانبها ريم التي اتت لهم منذ نصف ساعة

حين علمت الخبر من حياة عبر الهاتف….

“حياه ممكن تهدي… عينك ورمت وحمرت من كتر العياط دا غير وشك اللي الدم انسحب

منه… ”

انحدرت دموعها بغزرة على وجنتيها وهي تهتف وسط انهيار روحها…..

“مش قادره ياريم انا خايفه على سالم اوي ده ممكن يقتله ويروح فـ…. “شهقت وهي تكتم حديث تخشى حدوثه…..

احتضنتها ريم وهي تبكي في أحضانها بحرج منها ومن سالم ومن عمها وجدتها راضية فهي أخطأت حين اتت لهم في تلك اللحظة وهي على يقين ان وجودها غير مرحب به بسبب فعلت شقيقها الشنيعه

ولكنها اتت في هذا الوقت فقط من أجل حياة

خوفاً عليها ….حياة بنسبة لريم الأخت الكبرى الصديقة الوحيدة وصادقة في حياتها.. فلم لا

تكن بجوارها في تلك الأوقات العصيبه وهي

تحتاج لمن يهون عليها خوفها من القادم على

يد زوجها…

“ان شاء الله خير ياحياة خير…… ”

كانت راضية تمسك المصحف بين يداها وتقرأ به

بتركيز وتنحدر آلدموع من عينيها بخوف من ضياع الحفيد الوحيد لديها… والعوض على الحفيد الثاني

الذي قتل وافسد في لارض ذنوبٍ بسبب حقده

وغيرته من اولاد عمه (حسن)…. و(سالم) الذي تخشى من فقدانه هو أيضاً…….

خرج رأفت من باب مكتبه قفزت حياة بسرعة من جلستها واقتربت منه وهي تقول بلهفة…..

“عملت إيه يابابا رافت وصلت لحاجه عرفت سالم

خد وليد على فين…… ”

هز رافت راسه بنفي وهو يقول باحباط

“كلمت كل ألناس اللي ممكن تعرف هو راح فين… لكن مافيش فايده….. الواحيد اللي يعرف هو فين جابر دراعه اليمين هو اكيد معاه دلوقتي…. ”

أغلقت راضية المصحف وهي تنهض وتقول بثبات


“اطلعي على اوضتك ياحياة… خديها ياريم… ”

رفعت حياة عينيها ناظرة الى راضية بعدم فهم

وهتفت بدهشة…..

“أنتِ بتقولي إيه ياماما راضيه….. انتِ ناسيه سالم فين دلوقت.. ”

“لا.. مش ناسيه…. بس كمان سالم راجل ومن ضهر راجل ولوو عمل اي حاجه في وليد يبقى حقه.. ”

هتفت حياة بصياح وانهيار…

“بس ده ممكن يقتله….. ”

زفرت راضية بتعب وصعدت بدون ان تتحدث إليهم فهي لم تقف لتجادل حياة لأنها تعلم عنادها واصرارها على رؤية سالم الآن …وهي متيقنه

ان مهم حدث من كلاهما لن يتنازل سالم عن اخذ ثأره من وليد وهذا مايجعلها لا تقوي على الصمود أمامهم…… لهذا فضلت راضية الجلوس في غرفتها بمفردها….

قال رافت وهو يهم بالخروج من المنزل…..

“انا هروح كده اسأل على جابر او اي حد يعرف هو فين وان شاء الله اوصل لسالم…..اطمني ياحياة يابنتي… ”

خرج رافت تاركاً حياة تنظر للفراغ بحزن…

تجلس بسنت تتابع كل مايحدث بصمت عقلها مشوش تخشى ان يؤذيها سالم بعد ان ينتقم من

ابن عمه او يتهمها بي شيءٍ وهمي مثلاً …هي لا تعلم نواي هذا السالم ولكن هي سلمت له المسجل فقط من اجل ان يضمن لها الأمان من ابن عمه ورجاله المجرمين ..

تمتمت بسنت داخلها بخوف بعد تشتت

الأفكار بها….

“ياترا هيعملو فياا إيه …… ”

بعد مرور ساعة ومزالت حياة على وضعها تبكي بدون توقف وعقلها لم ياخذ قسط وأحد من الراحة

من زوبعات الأفكار المتراكمة داخلها……

كانت ريم تجلس بجانبها تهدأها تارة… وتشرد تارةٍ آخره فالأيام القادمة على كلتاهما والتي لا تبشر بالخير وخصوصاً بعد فتخ بئر الماضي الذي

يهدد الآن باخذ ضحية اخرى قبل إغلاقه…….

اما بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة

الى الفراغ أيضاً بشرود والخوف يشتبك معها بإصرار ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها في هذا النجع…..

دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب الخادمة مريم……

رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه… ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام….

“لمؤاخذة ياست حياة ….اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في

قاهره …….”

نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوتٍ


مرتبك خوفٍ …..

“تروحني ….ازاي وراجل اللي ممكن يموتني ده و”

قاطعها جابر قائلاً بخشونه…..

“لا.. متقلقيش سالم بيه بعتني ليكِ عشان يوصلك

رساله ولأمانه ديه …..”

مد جابر يداه لها ببعض الأموال وهو يقول لها بتوضيح ….

“الفلوس دي بعتها ليكِ سالم بيه…

تعويضاً عن اللي حصلك قبل ماتيجي ليه…..وهو كمان بيوصلك انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب والامان اللي طلبتيه منه هتاخديه ولو برضو عايزه ترجعي من مكان ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان اللي كان مكلف رجالته بموتك هو دلوقتي تحت أيده….. ”

صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر

الى هذه الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال

التي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها… ولكن ماذا

تفعل الآن ؟….لم تتمكن من الجلوس في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في المدينة …..سترحل من هنا

(سالم شاهين) ليس مضطراً للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلاً ام آجلاً…..

اخذت حقيبة الأموال من جابر وهي تنظر له

قائلة بحرج…..

“خلاص انا جايه معاك…….. ”

استني يابسنت انا كمان جايه معاكِ استنو ثوني

هلبس ونزله….. “هتفت حياة بتلك الجملة بثبات

اتسعت عينا ريم وجابر أيضاً …..ام بسنت فاومات لها بدون أكتراث……

سألها جابر بإحترام….

“لمؤاخذه ياست حياة لكن حضرتك راحه فين مع لانسه بسنت….. ”

رفعت حياة عينيها إليه وهي تهتف بكذب….

“قبل مانت تدخل كان سالم لسه قافل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح….. كان عايز يقولك انك توصل بسنت لمحطة القطر…. وتوصلني انا مكان ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه. ”

رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس

“ازاي بس التلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال

من سالم بيه….. انا هتصل بيه وتاكد من آلكلام ده… ”

رفعت حياة عينيها الى ريم لتنقذها وتساعدتها في هذه الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم….

خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له

بضيق زائف…..

“تتاكد من إيه…. انت بتكدب مرات سالم شاهين

ياجابر… هي هتكدب عليك ليه يعني…. نفذ الاوامر

واسمع كلام ستك حياة…. ”

قال جابر بعتراض….

“بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه…. ”

اخذت ريم الهاتف واخفته بين يداها وقالت بجدية

“مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة لسالم عشان تديله الاورق المهمه اللي عايزها…. ”

ثم رفعت ريم عينيها على حياة قائلة بنبرة ذات معنى…..

“يلا ياحياة اطلعي البسي اتأخرتي على سالم…. ”

ابتسمت حياة بامتنان الى ريم وشهامة صديقتها


دوماً معها….. صعدت سريعاً تحت انظار الجميع….

تعلم ان ماستفعله له عواقب كبيرة وقاسية من

(سالم شاهين) ولكن كل ما تفكر به رؤيته ومنعه

مما يود اقترافه ، بقتل هذا الدنيء ذات الدم الدنس……..

يتبع..


تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع