القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب الباشا الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)

 

رواية قلب الباشا الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)





رواية قلب الباشا الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)

مقدمة 

 قلب الباشا    بقلم الكاتبه 


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


                            


بعد ان اهان انوثتها و نعتها بصفه الرجال اقسمت ان تريه الهلاك

كان ابيها خارج الحاره ...وجدتها فرصه عظيمه لها..... اخبرت امها ان احدي صديقتها من ايام الجامعه هاتفتها لتدعوها لحضور حفل خطبتها ...بالطبع كل هذا كذبا و هي من الاساس لا تعرف اين ستذهب و لكن لا بأس المهم ان تنفذ ما رسمته داخل عقلها الخبيث

و بعد محاولات عديده مع امها الحبيبه وافقت و لكن بشرط الا تتاخر ....و من حسن حظها ان امها ذهب لذياره ام الباشا .....الباشا الذي سيقضي عليها بعشقه المستحيل

اصبح المنزل خاويا الا منها فتجهزت باجمل طله 

ارتدت فستانا احمر يصل طوله الي بعد الركبه ذو اكمام طويله واسعه و فتحته صدر مثلثه...وضعت زينه مبهره فوق وجهها البهي و ما ذاده بهائا حينما طلت شفتيها باللون الاحمر القاني...تركت سلاسل الذهب خاصتها تتمايل خلف ظهرها بحريه و ارتدت حذائا فضي اللون ذو كعبا عالي و معه حقيبه يد صغيره من نفس اللون

نظرت لنفسها بغرور بعد ان انبهرت هي نفسها من جمالها و جسدها المهلك الذي اظهره هذا الثوب ....خافت قليلا و لكنها شجعت نفسها و خرجت من المنزل بقلبا مرتعب و لكن لم يظهر عليها اي شىء و اخذت تمشي بثقه و غرور يذداد كلما رات افواه الماره مفتوحه و عيونهم جاحظه من هول جمالها ....غير صافرات الشباب التي انطلقت اعجابا بها و هم لا يصدقون ان تلك هي ندي ( المسترجله ) كما يطلقون عليها

اخذ قلبها يخفق بشده كلما اقتربت من المرور امامه

وهو كان يشرب ارجيلته و يقول لصديقه باستغراب : هي العيال دي بتصفر كده ليه اتخبلو و لا ايه الواحد مصدع خلقه هو..........قطع حديثه الاااان ...قد علم لما كل تلك الجلبه ....لم يصدق عينه انها هي من تمشي بخيلاء امامه و انها تمتلك كل هذه الفتنه ....القي خرطوم الارجيله من يده وهو يقول بغضب جم : يا نهااااار ابوكي اسووووود .......ندددددي

انتفضت و ارتعش جسدها اثر صراخه باسمها و لكنها ابدااا لن تظهر خوفها منه ....بل وقفت ببرود تنظر له وهي تقول بدلال : بتزعق ليه يا باشااا هو انا طرشه

وقف قبالتها بعيون تقدح شررا و لم يهتم بمن يقف ليشاهد ماذا سيفعل بها حسن الباشا فالجميع يعلم انها بمثابه اخت صغيره له حتي في بعض الاحيان يذهب اليه هو من يريد ان يتقدم لخطبتها ليتوسط له عندها

جز علي اسنانه بغيظ و قال : ايييه الي مهبباه في نفسك ده يا بت

اغتاظت منه و قالت : ليا اسم علي فكره انت فاكرني عيله صغيره

نظر لها بصدمه غاضبه وقال : و انتي كبرتي امتي يا ست ندي دانتي يا بت لسه من كام سنه كنتي بتعمليها علي بنطلوني

عمي عيناها الغضب و ضربت بكعبها فوق الارض و قالت بدون وعي : انا كبرت و من زمااااان علي فكره بس انت الي اعمي و مش شايف يااااا ....حسن

لا يعلم لما خفق قلبه بعد نطقها اسمه بتلك الطريقه و لكنه جن جنونه حينما تحدثت معه بجرائه امام الجميع فما كان منه الا ان يمسكها من زراعها بقوه و يسحبها خلفه داخل المعرض الخاص به و لم يهتم بصراخها عليه فهي تذيد حسابها معه

اما من كان يقف ليشاهد فقد اشفقو عليها مما ستلاقيه علي يد هذا الهمجي

و.................




********** قلب الباشا *******************


                      بقلم الكاتبه 


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


__          🩵🩵🩵🩵  الفصل الاول 🩵🩵🩵🩵


اعشق كثيرا تلك الاحياء الشعبيه التي يتميز قاطنيها بالبساطه و عيشهم جميعا مثل الاسره الواحده

تجدهم جميعا يعرفون بعضهم البعض و يتشاركون معا احزانهم قبل الافراح

دعونا نعيش تلك الاجواء داخل حاره الطيبين او كما اشتهرت مؤخرا بحاره الباشا و نري كيف يعيش ابطالنا داخلها و كيف ستكون حياتهم فيها


داخل احد البنايات المختلفه كليا عن باقي مثيلتها داخل حاره الباشا فهي تتميز بتصميم رائع بعد ان اعاد حسن الباشا ترميمها و تجميل واجهتها لتصبح غايه فالروعه و كانها قطعه من احدي الاحياء الراقيه 

حينما نفتح الباب الحديدي الكبير و ندلف منه نجد ساحه ليست بالكبيره  مغطاه بارضيه رخاميه ذات اللون البني .....بعد ان تمر من خلالها تجد خمس درجات سلم بعرض المدخل و عندما تنتهي  منها تمشي قليلا لتجد امامك بابا لشقه مغلقه في الدور الارضي.....تصعد عدت درجات حتي تصل للطابق الاول و الذي توجد به شقه واحده بمساحه البنايه و هي ملكا لعبدالجواد الصعيدي و قد اسسها بكل تلك المساحه لتكون مركزا للعائله.....اما الطابق الثاني نجد فيه شقتان واحده لعبدالرحيم الصعيدي و المجاوره لها تركوها فارغه حتي يقرر ولده وليد الزواج تصبح وقتها مسكنا له......الطابق الثالث شقتان واحده للحسين و الاخري لخديجه

الطابق الرابع شقتان ايضا لزوجات الباشا 

اما الطابق الخامس فترك فارغا كليا و من فوقه سطح البنايه الذي تستخدمه النساء في زراعه بعض النباتات و تربيه الطيور....و لكن يوجد به جزءا مخصص للباشا و قد اقام فيه برجا كبير لتربيه الحمام فهذه هوايته منذ الصغر


كان يبيت ليلته اليوم عند عزه و التي لا تضيع اي فرصه للتقرب منه و تكون هي المفضله لديه و برغم محاولاتها في الثماني سنوات الماضيه وهم عمر زواجها منه الا انها لم تنجح حتي الان و ظل قلبه مغلقا لم تستطع حتي...مواربه بابه

وقف يمشط شعره البني الغزير امام المرأه بعد ان اخذ حماما منعش و ارتدي بنطالا من الجينس الازرق و فوقه قميصا رمادي اللون و بينما انتهي ووقف ينثر عطره الفواح وجدها تدلف له وهي تمسك بين يديها قدحا من القهوه و تقول بدلال مصطنع : قهوتك يا حسن

نظر لها باستغراب و قال : انتي ايه الي مقعدك لحد دلوقت هنا و منزلتيش لامي تحضري معاها الفطاااار

تصنعت الحزن و قالت وهي تقترب منه بعد ان وضعت ما بيدها فوق الطاوله : قولت يمكن تحتاج حاجه كده و لا كده و بعدين ما الكل معاها تحت يعني وجودي مش هيفرق كتير

نظر لها بمغزي و قال : روحي شوفي الي وراكي تحت يا عزه بلاش كيد النسوان ده عالصبح انا مش رايقلك

تصنعت عدم الفهم و قالت بطيبه : ليه مالك يا سيد الرجاله قولي مين عكر مزاجك كده

صرخ بها بنفاذ صبر : عززززززه 

انزلي معاهم و اخلصي

انتفضت رعبا و قالت. و هي تهرول للخارج : حاااضر ياخويا انا مشيت خلاص

سحبت وشاحا تغطي به راسها و هبطت الي الاسفل و هي تسبه بداخلها ....فقط و هل تجرؤ علي ان تتفوه بما لا يليق به امام احد ...لا و الله

اما هو فقد اخذ قهوته ليرتشفها داخل الشرفه و قال بعدما اشعل سيجاره : نسوان عايزه الحرق عالصبح فكراني مش فاهم لوع الحريم الي بتعملو .. الله يسامحك ياما 


                                  


              

                    


تجمعت العائله حول مائده الافطار كما المعتاد دائما من ايام الراحل عبدالجواد و قد اخذ مكانه علي راس الطاوله ابنه البكر حسن و يجاوره عن يمينه امه و بعدها خديجه ابنتها يليها ايناس زوجته الاولي بعدها عزه زوجته الثانيه يليها الاطفال

و عن يساره يجلس اخيه الحسين يليه كرم ابن خالته و زوج اخته يليه وليد ابن عمه و يجاوره صفيه امه و علي راس المائده فالجهه الاخري يجلس عمه عبدالرحيم

بعد ان بدأو الطعام وجدو الباشا يقول لولده الاكبر اياد : ولا اياد انت من النهارده هتنزل معايه الشغل جهز نفسك بعد الفطار 

رد عليه الطفل بفرحه : بجد يا بابا ربنا يخليك اخيراااا وافقت

عزه بغيظ : مش لسه بدري عالواد يا حسن ده لسه صغير

رد عليها بفظاظه : انتي ايه الي حشرك بيني و بين ابني بعدين ولاد الباشا مش عيال لازم يدوقو الشقي من صغرهم عشان عضمهم ينشف و يبقو رجاله و مش ولادي بس محمود ابن حسين و بيجو و سيف ولاد.كرم سنه و لا اتنين و هينزلو معانا ادام فالاجازه و مفيش مدارس

ام الباشا بفخر : يسلم لسانك يا ولدي ايوه كده اعمل زي ما ابوك الله يرحمه ما عمل معاكم نزلكو معاه من و انتو لسه عيال و اهووو بسم الله ما شاء الله الكل بيحلف بيكم 

عبد الرحيم : و الله جدع يا حسن احسن ماهو عمال طول النهار يلعب فالشارع و مفيش وراه غير المشاكل

اياد : ليه كده يا جدي ماتخليك محضر خير انت بتقوم ابويا عليا

حسين بضحك : ابوك نفسه لو عرف بلاويك هيعلقك 

اياد بغيظ : هو كده يعني معرفش الله يكرمك اعمي

ضحكو عليه جميعا و قال جواد ابنه الاصغر : و انا يا بابا عايز اشتغل

ايناس : اسمالله عليكم طلعين رجاله زي ابوكم من يومكم

صفيه بحقد : ربنا يكرمك بالواد الي يخاوي بتك و يبقي معاهم يا بتي

حسن بعصبيه : ما تصطبحووو و قولو يا صبح انتو هتقفلو اليوم بتلقيح النسوان ده حاجه تقرررف.....اعقب قوله بالقيام و الخروج سريعا من المنزل وهو يقول : خلصو و حصلوني عندنا شغل كتير انهارده...كان يقصد بهذا القول رجال العائله


اما في منزل بطلتنا فقد دخلت عليها امها فوجدتها تقف امام المراه تنظر لشعرها بغيظ فقالت بتعجب : مالك يابت انتي اتجنيتي بتتخانقي مع شعرك

ردت عليه و هي تمثل البكاء : الصبغه ملحقتش تقعد شهرين و بدات تروح

ردت عليها امها بقله حيله : يابنتي حرام عليكي شعرك حلو و طويل و تقيل كتر الصبغه هتبوظو انا مش عارفه ايه الي عاجبك في لون الرقاصات ده

ضحكت بميوعه و قالت لتغيظ امها : اصل كان نفسي اووووي اطلع رقاصه بس مجموعي مجبش هههههههه

خلعت الام خفها من قدمها و القته عليها و قالت بغضب : صبرني يااااارب علي بت الجزمه دي

اتي علي صراخها وجيه و قال : مالكم في ايه هو موال كل يوم ده مش ناويين تاخدو اجازه منه

قبل ان ترد تلك الام المسكينه وجدت تلك الشيطانه تقول : ابدا يا بابتي بقولها نفسي اتحجب و هي مش راضيه 

نظرت لها الام بصدمه و قالت : يخربيتك دانا صدقتك و ربنا 

ضحكا ثلاثتهم معا و قال الاب و هو يتوجه للخارج : طب يلا عشان نفطر اتاخرت علي فتح المحل انهارده


            


              

                    


جلس امام احدي المعارض المملوكه له و كان يجاوره  صديقه و الذي لاحظ تجهم وجهه فقال : الباشا ماله معفر ليه كده

رد عليه بعصبيه : هو في غير الحريم ...تحرق دمك قبل ما تفكر تغسل وشك ياخي الله يحرقهم

قبل ان يرد عليه جاء اليهم عامل القهوه و يدعي سعيد وهو يحمل الارجيله و صينيه صغيره فوقها قدحان من القهوه و كوب ماء وضعهم علي الطاوله الصغيره الموضوعه امامهم وهو يقول بصوته المرتفع كالمعتاد : صباحو فل و منور يا باشاااا حاره الباشا

حسن : حط الحاجه يا سعيد و اخلع عشان مش فايقلك انهارده

سعيد بطيبه : ليه يا باشا الباشاوات قولي مين عكر مزاجك و انا اولعلك في امه

ضحك بيبو علي ما قاله فابتسم حسن بغلب و قال : روح يا سعيد شوف شغلك الله يكرمك

تركهم و غادر سريعا فقال بيبو : مين فيهم الي نكدت عليك يا جوز لتنين مع ان اشك ان حد يقدرلك علي حاجه هههههه

حسن : كنت عجنتهم لو واحده بس فكرت تتعوج بس كيد النسوان ده انا مبحبوش يا صاحبي الواحد دماغو مش فاضي للعمايل الوسخه دي انا اصلا مكنتش ناوي اتجوز بس ابويا الله يرحمه و يسامحو بقي دبسني في بت عمي و بعدها امي ....سحب نفسا عميقا من خرطوم الارجيله الذي يمسكه بيده اليسري و اكمل :  ست الحبايب عايزه تشوف خلفه ابنها البكري قامت مدبساني فالتانيه و حاااااجه تقرف هو انا كنت طايق واحده لما اتبلي باتنين

ضحك بيبو عليه بصخب فهو يعلم كل هذا و يعلم ايضا ان صديقه يكره النساء كثيرا

قال بعد ان هدأ قليلا : شوف ربك يا اخي واحد بيكره صنف الحريم ربنا يديلو اتنين وواحد يحب واحده يطلع عين امه علي ما ياخودها ....صمت لبضع ثواني و اكمل : بس عارف يا حسن لو كنت حبيت مكنش ده هيبقي حالك ..كنت هتحب كلامها حتي لو كان تافه و اوقات تلاقي نفسك سايب الدنيا بحالها عشان بس تبقي معاها

نظر له بغيظ و قال : سيبنالك انت الحب يا نحنوح ...حب ايه و كلام فاضي ايه يااااض كل دي اشتغالات ...الي ميعرفش يطول واحده يقولها بحبك و الي عايز يمشي مع واحده يقولها بحبك حتي الي عايز يتجوز واحده بردو يقول كده عشان بس يخلي الحكايه تحلو بكلمتين من دول بس فالاخر كل الحريم عالسرير واحد ههههههههههه

هكذا اطلق ضحكاته الرجوليه التي توقع النساء من جمالها بعد ان اكمل حديثه الوقح 

وقف حسن من مجلسه بغضب و قال : يلعن ابو شكلك ياخي يخربيت ام لسانك الزفر الي عايز قطعه ده ...انا رايح اشوف الي ورايا احسن...

اعقب قوله بالمغادره سريعا قبل ان يسمع المذيد من الكلام البذيء الذي يقوله ذلك المتجبر و يصف به اي علاقه حب علي انها مجرد كلمه افتتاحيه لبدأ اي عمليه جنسيه ...هكذا رئيه و لم يستطع احدا تغييره .....اممممم حتي الان


بعد ان ساعدت امها في ترتيب المنزل كما المعتاد دلفت الي حجرتها و ارتدت بنطالا من الجينس التلجي فوقه قميصا قطني له قبعه ملتصقه به من الخلف ثم قامت بعقص شعرها علي هيئه كحكه غير مرتبه كما اعتادت فهي لا تخرج به مفرودا ابدا و انتعلت في قدميها الصغيره حذائا رياضي و خرجت لتودع امها و التي قالت بنفاذ صبر بعدما رات تلك الهيئه و التي تصيبها بالجنون : ياااا بنتي يا حببتي نفسي اشوفك لابسه جيبه قبل ما اموت ده ايه الغلب ده يا ربي كل لبسك شبه الصبيان كده انا زهقت منك

اقتربت من امها ثم حاوطتها بزراع و قالت : يا سنسن يا حببتي اللبس ده خفيف و بيساعدني فالشغل مع بابا يعني بتحرك براحتي ...ابتعدت قليلا و اكملت بجديه زائفه : و كمان بزمتك الحاره المعفنه دي ينفع البس و لا اتشيك فيها 

نظرت لها سناء باقتناع و قالت بطيبه : تصدقي صح بس يا بنتي احنا حياتنا كلها فيها ملناش حد براها عشان نروحله يبقي هتفضلي كده ...البسي عشان نفسك يا ندي مش عشان حد يا بنتي

لم تتاثر بهذا الحديث الذي اعتادت علي سماعه و قالت و هي تتجه للخارج بمزاح : حاضر يا سنسن هشتري فستان بربرق و افضل قعدالك بيه عشان تحسي اني بنت ههههههه

اعقبت قولها بغلق الباب خلفها قبل ان يطالها ( شبشب ) امها الغاليه


            


              

                    


كانت تمشي وسط الحاره مثل الصبيه و هي تلقي السلام علي رجالها الكبار الذين يجلسون امام محالهم تاركين العاملين لديهم يقومون بمهام العمل 

ندي : صباحو فل يا عم سيد

المعلم سيد : صباحك اشطه يا ست البنات

مرت من امامه بعد القاء تحيه الصباح و لكنها وقفت حينما سمعت من يهتف باسمها فالتفتت و قالت بنزق : خلاااص يام احمد الحاره كلها سمعتك و انتي بتندهي عليا 

ردت عليها تلك المراه الطيبه و التي تجلس علي احد الارصفه و امامها الكثير من الخضراوات الطازجه حتي تقوم ببيعها لتنفق علي اولادها الايتام : اصل انا عرفاكي ما صدقتي تلاقيني مشغوله مع الوليه ام محمد و كنتي هتخلعي مني و انا موصياكي من بليل صح و لا لا

ندي : هو مفيش غيري يجبلك عيش يام احمد ما تبعتي الواد ابنك الي صايع طول اليوم بالعجله 

ام احمد : انتي الوحيده الي ابو صلاح بيديها العيش من غير طابور و كمان بينقيه بالواحده و يدهولك كله قابب و وشه احمر اللهي يسعدك يا ندوش خدي البطاقه اهه و هاتيلي عشره زي كل مره

قبل ان ترد عليها وجدت ذلك السمج يتدخل فالحديث و يقول : لازم يعمل كده يام احمد انتي عايزه برنسيسه الحاره تقف مع شويه الغجر دول ...نظر اليها بتسبيل و اكمل : صباحك مسكر يا ست البنات

تخسرت بحده و قالت : صباحك خرااا علي دماغك ايش حشرك فالكلام يااااض انت لو ماتهزقتش مني الصبح متتكيفش باقي اليوم صح

نظر لها ذلك الشاب و الذي يدعي محيي و قد تقدم لخطبتها كثيرا و لكن تقابله بالرفض كل مره فقال بزعل : ليه كده يا ست البنات انا متحمل بس عشان شاري مش قله رجوله مني 

ندي : و انا قولت يفتح الله يا محيي مش ناويه اتجوز فوكك مني بقي و شوف حالك يابن الناس .....نظرت الي ام احمد التي تكتم ضحكاتها غصبا حتي لا تحرج هذا الشاب الطيب ...سحبت منها البطاقه الخاصه بشراء الخبز و قالت بغيظ : طلعيها بدل ما روحك تطلع يام احمد ....و فقط تركتهم و غادرت و هي لا تري امامها من الغضب الذي ينقاد داخلها كلما فاتحها احد الشباب في موضوع الخطبه او كلما رات نظارات الاعجاب تملأ عيون الماره الذين يتمنون ان تبتسم لهم فقط ...الا هو ذلك القاسي متحجر القلب ...تتمني ان تري تلك النظره داخل عينه العسليه و التي تذوب من جمالها و لو لمره واحده و لتفارق الحياه بعدها لا يهم 

و بينما كانت مندمجه في حديثها الداخلي و الذي دائما ينتهي بالسباب البذيء لذلك ال....باشا ....وجدته يهتف باسمها و يقول : بت يا ندي تعالي هنا مالك ماشيه تتخانقي مع دبان وشك ليه يا جلابه المصايب

.....نظرت له بعيون تقدح شررا وهي تقول بداخلها : و الله ماحد هيجبلي مصيبه تاخد اجلي غيرك ...ردت عليه بغضب و قالت : انت متعرفش تقول صباح الخير زي البني ادمين ابداااااا

ابتسم حسن ليغيظها و قال : وهما فين البني ادمين دول هو الواحد بيشوف هنا ايه غير اشكال عكره ...المهم العوق كان مع مين انهارده

لمعت عيناها بحزن و لكن سريعا ما اخفته و قالت بنزق : محيي افندي مش عايز يحس علي دمه و يبطل يزاولني فالرايحه و الجايه ..اديتو علي دماغه يمكن يحس علي دم الي جابوه

نظر لها بقرف و قال : دي الفاظ تقولها يعني ...نظر لها بتقييم و اكمل باستهزاء استشعرته بسهوله : الي مفروض انها بنت بس هقول ايه الرجاله اتعمت في عيونهم انا عارف هيموتو عليكي ليه 

هل تسمعون هذا الصوت ....نعم انه صوت كسرا جديدا داخل قلبها المسكين و الذي يتحطم داخلها ببطىء كلما سمعت منه  هذا الحديث المهين و الذي دائما ما يقوله لها  دون ان يشعر حتي بذره ندم واحده ...و لكن هل تظنون انها ستظهر له هو بالذات ما بداخلها لا و الله ...رسمت البرود علي وجهها ببراعه و قالت : و انت مزعل نفسك ليه ان شاء الله

رد عليها بلا مبالاه : عشان المعرض اتقلب موقع للزواج يا قطه كل شويه واحد يدخل عليا عشان يطلب ايدك مني 

ندي : قولهم ابوها موجود ...سهله اهي و ريح دماغك يا عم المهم

حسن : للاسف عارفين ان انا اخوكي الكبير و ليا كلمه عليكي و علي ابوكي عشان كده بيجولي ...المهم رايحه فين

كادت ان تقول له و ما شأنك و لكنها لم تجرؤ فقالت بلامبالاه : رايحه اجيب عيش لام احمد و بعدين هروح لابويا السوبر ماركت 

حسن : طب يلا و متغيبيش و بطلي تهزري مع الي رايح و الي جاي 

القت عليه نظره مغتاظه و تحركت من امامه و هي تقول بهمس : انا لسه صغيره عالجلطه و ربنا ...هتجلطني ببرودك ...منك لله يا باشا يا عسل انت 


            


              

                    


جلست النساء يحضرون طعام وجبت الغداء كما اعتادو و كانت تجلس معهم صفيه بوجه متجهم لاحظته ام الباشا و تجاهلتها كالمعتاد و لكنها انتبهت بغضب حينما سمعت ذلك الحوار الدائر بين سماح زوجه الحسين و بين امها و فضلت ان تنتظر الي اخر الحديث  لتحاسبهم جيدا

سماح : مالك يا ماما من الصبح و انتي شكلك زعلان

ايناس : تلاقيها واخده علي خاطرها من رد حسن عليها بس هو ميقصدش و الله 

خديجه : انتو عارفين ان حسن بيبقي الصبح مش طايق نفسه و مش بيحب الرغي الكتير يبقي ايه لزومه بقي الي حصل هو قال كلمتين لابنه مكنش المفروض حد يدخل 

عزه بكيد : عندك حق يا ديجه يعني هو غلط في ايه لما حب يعلم ابنه اصول الشغل مش بردو ولاده دول هما الي هيبقو في ضهره و سند ليه 

سماح بحقد كما اعتادت فالاونه الاخيره : اااااه يا حببتي ولاده امال ايه عايزهم يتودكو من صغرهم عشان يكوشو علي كل حاجه زي ما هو عامل

سماااااااااح

هكذا صرخت الحاجه فاطمه فانتفضت النساء جميعهم بخوف و لكن ما ارعبهم حقا حينما سمعوها تقول : ااااه يا نسوان وسخه ملقيتش الي يربيها ....عايزين تفرقو بين ولادي يا مره منك ليها ...

ايناس برعب : ليه بس كده يا ماما م......قاطعتها صارخه بغضب اعمي : اخررررسي مسمعش صوت واحده فيكم ...انا سيباكم تتكلمو من الصبح ...نظرت لسماح و اكملت : و تبخو سمكم الي فاكرينو هيفرق بين ولادي بس ده بعدكم اللللله فسمااااااه لاخلي الاتنين يطلقوكم و تغورو في داهيه علي بيوت اهاليكم الي مالاساس معرفوش يربوكم و كماااان ملكومش ولاد عندنا زي ما دخلتو فاضيين هتطلعو فاضيين و من بكررررره هقعدهم حاطين رجل علي رجل و قدامهم طابور نسوان ينقو منهم علي عجب عينهم سااااامعين

صفيه بخوف : ليه بس كده يا حجه دول بناتك بردو و تعتبري مربياهم يهونو عليكي تخربي بيتهم

فاطمه بتجبر : اااااايوه ياختي يهونو و اهرسهم تحت رجلي كمان بس ارجع و اقول انتي السبب عماله تبوخي سمك فدماغ الكبيره عشان تجيب الواد و الصغيره الي كان جوزها بيموت فيها بقي مش طايقها بسببك بعد ما مليتي دماغها بكلامك الي يخلي الاخوات تقطع بعض ...بس نقبك طلع علي شونه يا صفيه لان ولادي رجاله من ضهر راجل و عمرهم ما يسمعو للحريم و لا يخسرو بعض لو علي ماااال الدنيا 

و انتي يا سماح ...ميغوركيش طيبه الحسين و صبره عليكي لما هيجيب اخره هيرميكي زي الكلبه و خلي امك تنفعك

يلااااااا انتي و هي كل واحده علي شقتها مش طايقه اشوف خلقه واحده فيكم

انتفضت عزه بزعر و قالت : يا لهوي يبقي انتي ناويه تكبري الحكايه و تحكي لرجالتنا عالي حصل ...سايق عليكي النبي يا حاجه بلاش انتي عارفه حسن مش هيستني يعرف مين الي غلطان و هياخد عاطل مع باطل 

ايناس : حقك عليا انا يا ماما خلاص و الله

فاطمه : انا قولت كلمه و مش هتنيها هدخل اتوضي عشان اصلي الضهر ارجع ملاقيش واحده فيكم.......و فقط اختفت فالداخل غير عابئه بمن يموتون خوفا مما هم مقبلين عليه


في منزل يدل علي الدفىء بداخله كانت مني تمسك هاتفها و تطلب رقما ما بعد ان تجهزت هي و اطفالها و حينما جائها الرد قالت : عامل ايه يا قلب مني

بيبو : الحمد لله يا حببتي ايه لبستي انتي و العيال

مني : اه يا حبيبي و قولت اكلمك قبل ما انزل ...اوعي تتاخر يا بيبو عشان امي متزعلش

بيبو : لو مش هتاخر عشان زعلها مش هتاخر عشان المحشي الي محدش بيعملو زيها يا قلب بيبو

ضحكت بميوعه و قالت : طب خلي المحشي ينفعك انا بايته عندها انهارده

بيبو بوقاحه : بعد الضحكه دي انا ممكن اولع فالمحشي و اجيلك جري هههههه

ردت عليه بحب : متشلش هم يا قلبي العيال هتبات عند امي انهارده و احنا بقي ....الليل و طوله


جلست بجانب امها بعد ان وصلت منذ قليل و جاورتهم ندي بعد ان ابدلت ثيابها فوجدت اختها تقول : يا بت مش ناويه تسيبك من وقفه السوبر ماركت دي امال كملتي علامك و دخلتي كليه التربيه ليه واحده غيرك كانت اجرت اي شقه و عملتها سنتر للدروس ده المدرسين بيكسبو دهب 

ندي : انا كنت بذاكر لنفسي بالعافيه هطيق العيال دي كلها هو انا ناقصه عيل يتغابه و افتحله دماغه و تيجي امه تعمل معايه عوق و مش هسكوتلها بردو ...الله الغني انا مرتاحه كده

سناء : يعني و لا عايزه تشتغلي بشهادتك و لا عايزه تتجوزي هتفضلي عالحال ده لحد امتي يا بنتي

نظرت لامها بحزن دارته ببراعه و لكن اختها و اكثر من يفهمها و يعرف ما بداخلها قد لمحته و سمعتها تقول : انا عاجبني حالي كده يا ماما لحد ما يجي النصيب

وقفت مني و قالت : تعالي يا ندي عيزاكي في كلمتين

ندي : حاضر ياختي اكيد عيزاني اشتريلك حاجه جديده تشخلعي بيها بيبو عشان يعرف يجيب جون هههههههه

الام بجنون : ااااه يابت الجزمه يالي مشوفتيش ربايه 

ضحكت لامها و قالت قبل ان تغلق باب غرفتها : لا شوفتها فالتلفزيون يا سونسون ههههههه.....اغلقت الباب و هي تضحك و لكن قطعت تلك الضحكات و التي حتما لم تخرج من قلبها الحزين حينما وجدت مني تقف و تنظر لها بنظرات ذات مغزي فقالت و هي تمثل عدم الفهم : مالك يا مونه بتبوصيلي كده ليه

مني : ...........

ماذا سيحدث يا تري

سنري



***************** قلب الباشا *******************


                      بقلم الكاتبه 


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


__          🩵🩵🩵🩵  الفصل الثاني🩵🩵🩵🩵


                                    

                                          


بعد ان عاد رجال العائله وقت الغداء كما المعتاد وقف حسن ينظر بغرابه لاخته التي تضع اطباق الطعام فوق الطاوله وحدها و لا يري حتي الاطفال كما اعتاد ان يراهم جالسين حول امه فقال : هو البيت فاضي كده ليه يا ديجه و امك فين ...اكمل بقلق : اوعي تكون تعبانه

وقفت تلك المسكينه و لا تعرف ماذا تقول فسمعت الحسين يسالها برفق : مالك يا ديجه وشك اصفر ليه يا حببتي احكيلي حصل ايه

خرجت في تلك اللحظه فاطمه وهي تقول : انا كرشتهم هتلاقو كل واحده مرزوعه في بيتها

عبدالرحيم : ليه يا حاجه عملولك ايه و انا اكسرلك رقابيهم

حسن : لييييه ملهومش رجاله يحكموهم يا عمي و لا احنا مش ماليين عينك 

وليد : انت عارف ان ابويا ميقصدش يا حسن هو بس بيراضي الحاجه ...اكمل بغيظ حاول ان يكتمه : حاول تهدي نفسك شويه يا باشا بلاش تقف عالكلمه كده

حسن بقوه : لا ياخويا دانا اقف عالحرف و النقطه كماااان الزمن ده الي بتفوتلو مره بيركبك......ايااااااد ....هكذا صرخ علي ولده و الذي وقف امامه بادب يقول : نعم يا بابا 

حسن : اطلع نادي امك و باقي الحريم من فوق بسرعه


جلسو جميعا برعب امام هذا المتجبر الذي ينطلق من عيناه شرارات الغضب بعد ان قصت له امه ما حدث بالحرف و بعد سكوت هالك للاعصاب قال بهدوء مميت : كل واحده فيكم تلزم بيت ابوها و لما تتربي و تعرف ان ولاد عبدالجواد الصعيدي مفيش حريم تنفع توقع بينهم و لا هيسمحو لحد حتي لو كان ابنه الي من صلبه يفرق بينهم و لو عشان كنوز الارض...نظر للجميع بغضب و اكمل : انا و اخويا و كمان كرم جوز اختي و الي اتربي في وسطنا من صغره و بقي زيه زي اي واحد فينا بنعلم ولادنا من صغرهم انهم اخوات و ميخلوش حد يدخل بينهم ...لما يجي بقي شويه حريم ملهومش لازمه بكلمه مني اغورهم و اجيب بدالهم و احسن منهم كمان تبوخ سمها في ودان العيال من صغرهم عشان كل واحد يطمع فالي في ايد غيره يبقي متلزمونيش

كانت الثلاث نساء يبكين بقهر و لكن سماح قالت بحقد : طب انت ليك حكم علي الاتنين الي علي زمتك تمام مقولناش حاجه انما انا تكرشني ليه مليش راجل ......صفعه .....صفعه قويه هبطت فوق وجنتها من يد الحسين و بعد سماع صراخها قال : كلمه كمان و هتكوني طااالق ساااامعه و كلمه اخويا تمشي علي الكلللللل

وليد بغضب : انت بتمد ايدك عليها قدام ابوها و اخوهااااا جري ايه انتو محدش مالي عينكم لييييه

كرم : اهدي يا وليد متشعللهاش اكتر ما هي والعه

عبد الرحيم : اختك الي غلطانه و عايزه كسر رقبتها كمان

صرخ وليد بغل : خليك انت كده كل حاجه يعملوها ولاد اخوك تبقي صح لحد مخليتهم ركبوناااا ...اعقب قوله بالهروله خارج المنزل قبل ان ينال عقابه من ذلك الذي يجلس بهدوء ما قبل العاصفه و ما ذاده غضبا هو قول امه : شوفتو يالي عايزين حش رقبيكم البيت ولع و الرجاله هتمسك في بعضها بسببكم منكم لله 

اعاد ظهره للوراء بعد ان اشعل سيجارا و وضع ساقا فوق الاخري ثم قال ببرود اغاظ الجميع : حضري الاكل ياما عشان جعان و لسه ورايه شغل كتير ...نظر للثلاث نساء و قال : مش عايز اشوف خلقه واحده فيكم قدامي كل واحده تلزم بيت ابوها يلاااااااااااا


                                  


              

                    


جلست عزه تندب حظها بجانب امها بعد ان جمعت بعض اغراضها و عادت الي بيت ابيها كما امر هذا المتجبر و هي تغلي من القهر فقالت لها امها و تدعي وجيده : انتي غلطانه يا بنت بطني قولتلك ميت مره انتي معاكي راجل جامد بس جدع و الكل بيحلف بيه قولتلك عيشي بما يرضي الله و بلاش عمايلك السوده دي مسمعتيش كلامي لحد ما جيتي تقعدي جنبي حتي من غير عيالك ...قولتلك عيشي يا بتي 

عزه بغل : اعيش مزلوله صححححح يداس عليا بالجزمه و اقول حاااضر صح هو ده الي انتي عيزاه ...بس ده عمره ما هيحصل انا عمري ما هبقي زيك ياما عشتي مزلوله و مكسوره مع ابويا يهينك و يذلك و انتي تقولي حاضر و نعم و فالاخر راح اتجوز عليكي و مقدرتيش بردو تقولي لاااااا 

انا لازم يكون ليا وضع فالبيت و في وسط العيله دي عشان ميدسوش عليا زيك

حزنت الام من كلام ابنتها القاسي و قالت : و انا استحملت ده كله ليه مش عشان خاطرك انتي و اخواتك يا بنتي

عزه : و انتي اصلا عملتيلنا اييييه هااااا اي حاجه ابويا يقول عليها مكنتيش تقدري تعترضي حتي لما كان بيضربنا كنتي تخافي تحوشي عننا و لما جه يجوزنا جوز اختي لابن اخوه عشان يضمن الورث في كرشه و جوزها لواحد هلهوله ملوش كلمه و لا شخصيه و انااااااا جوزني للباشاااا الي متجوز قبلي عشان يستفيد منه بردو فالشغل يعني احنا مجرد مصالح بيمشي بيها شغله ياما عشان يكوش علي الملايين و الي فالاخر هيورثها اسماعيل ابنك الصايع الحشاش و يضيعها عالهباب الي بيطفحه

وجيده بغضب : دلوقتي الباشا بقي وحش انتي مش كنتي هتموتي عليه و طيرتي مالفرحه لما اتقدملك 

عزه : ايوه منكرش كنت فرحانه عشان هطلع مالبيت ده و اخلص من ضرب ابويا و بخله و اعيش فالعز و النغنغه و كنت فاكره اني هقدر اميل قلبه ناحيتي و امشيه تحت طوعي لحد ما اخلص من ضرتي بس و لا هو قلبه مال و لا اقدرت اخلص منها خصوصا بعد ما خلفت منه


جلست بطلتنا ليلا بعد ان تركتهم مني و غادرت مع زوجها الحبيب و هي سارحه فيما قالته لها اختها 

فلاش باك

______________


بتبوصيلي كده ليه يا مني

سحبتها الاخيره و جلست معها فوق الفراش و قالت : و اخرتها يا بنت ابويا هتفضلي متعلقه فالحبال الدايبه لحد امتي الي قدك و اصغر منك اتخطبت و اتجوزت كمان و انتي احلاهم يا ندي و اجدعهم كمان كل يوم و التاني ترفضي عريس احسن من الي قابله و معيشه نفسك في وهم استحاله يحصل و انتي عارفه كده كويس

دمعت عيناها و لكن كبريائها منعها ان تسيل دموعها حتي ولو امام اختها الغاليه فسحبت نفسا عميقا و قالت و هي تضع يدها فوق قلبها الخافق و تقول بحروف تقطر عشقا : طب و ده اعمل فيه ايه يا مني ...انا فتحت عنيه علي حبه و فضل يكبر و يكبر جوايا لحد من غير ما احس لقيته بقي يجري في دمي ...عارفه ان متجوز بدل الواحده اتنين و عارفه انه مستحيل حتي يفكر فيه و لا اخطر علي باله مش قلبه ...و عارفه اني مش هقبل بيه و يكون مشاركني فيه واحده مش اتنين 

بس اعمل ايه مفيش في ايدي حاجه غير ان احبه و بس 

مني : طب ما تدي نفسك فرصه يا حببتي و وافقي علي اي واحد مالي هيموتو عليكي يمكن تنسي

ندي : انسي هههههه انسي ايه يا مني و لا انسي مين و لا مين اصلا يقدر ياخد مكانه ......عيزاني ابقي خاينه يا مني يبقي قلبي مع واحد و جسمي مع غيره ...مش هطيق حتي انه يلمسني ....انتي ممكن متحسيش بيا لانك حبيتي واحد كان بيحبك اصلا و الحمد لله علي النعمه الي انتي فيها ربنا ما يكتب علي اي واحده تحب واحد وهو مش شايفها اصلا....ههههه ضحكت بقهر و اكملت : ده بيجي يقنعني باي واحد يتقدملي عن طريقه و يكون شايف انه كويس ده غير تريقته عليا فالرايحه و الجايه الناس كلها شيفاني حلوه الا هو

مني : مانتي الي عامله كده في نفسك يا قلب اختك طول الوقت رابطه شعرك كحكه ده غير لبسك الرجالي ده الي مش بتغيريه وهو ما شاء الله معاه اتنين يحلو من علي حبل المشنقه و كل واحده فيهم بتعمل البدع في نفسها عشان تملي عينه

ردت عليها بغيره : بس و لا واحده فيهم ملت قلبه ...تنهدت بحزن و اكملت : و يمكن ده الي مريحني شويه ...قلبه مدقش الحب و لا انكوي بناره 

مني : طول عمره مش بيامن بالحب اصلا ههههه بيقول ده موحن 

ابتسمت بحزن و قالت : ربنا يدوقهوله و يخليه يتكوي بناره ياااااااارب....اكملت بداخلها :  بس معايه


            


              

                    


باااااااااااك

_____________


تنهدت بهم ثم تمددت فوق فراشها و هي عازمه علي امرا ما 


و ها قد اتي الصباح سريعا و الجميع قام بعمل نفس الروتين اليومي و ذهب كلا في طريقه

اما بطلتنا فقد اخرت نفسها قليلا عن موعدها التي اعتادت ان تذهب فيه مع ابيها و بعد ان نظرت من شرفتها و التي تطل علي احدي المعارض التي يملكها الباشا ابتسمت بحب حينما وجدته يجلس بهيبه و غرور غير متعمد يدخن ارجيلته الصباحيه و التي لا يبدأ يومه الا بها

عادت الي غرفتها و ارتدت ثيابها المعتاد و لكنها اليوم قررت ان تغير من شكلها قليلا فلم تعقص شعرها الحريري بل تركته حرا خلف ظهرها و كان مظهره حقا....رائع 

مشت داخل الحاره و هي تلقي السلام علي الجميع كما المعتاد و لكنها شعرت بزهو داخلها حينما ذادت نظرات الاعجاب ممن يرونها فتشجعت و تمنت ان يلاحظ هو الاخر ذلك التغيير البسيط

و بينما وقفت تلقي عليه تحيه الصباح نظر لها بزهول تزامنا مع مرور نسمه هواء جعلت شعرها الطويل يتطاير حول وجهها الحليبي مما جعل منها ايقونه للجمال برغم بساطه مظهرها .....بعد ان كانت ممتلئه بالثقه اهتذت بداخلها و خافت من نظرته الغاضبه و ما كادت ان تساله لما لم يرد عليها تحيتها حتي وجدته يقف من مجلسه ثم أتجه الي الداخل وهو يقول : تعاااالي ....و فقط 

زوت بين حاجبيها بحيره و دلفت خلفه و بمجرد ان وقف داخل مكتبه صرخ بها : ايه الهبااااب ده عالصبح يا بت انتي ربنا خلقك عشان تحرقي دم الي جابوني كل يوم

نظرت له باستغراب و قالت : الللله و انا عملت ايه طيب لكل ده انا يا دوب قولتلك صباح الخير

حسن : انتي من امتي بتفردي شعرك يا ندي ماشيه فرحنالي بطوله و لون الرقاصات الي مش بتغيريه.....بس عالاقل مكنش باين عشان بتلميه انما تتجني و تمشي فالحاره بالمنظر ده مش هسمحلك

تعلم انه يفعل كل ذلك من باب الاخوه المزعومه و لكن قلبها العاشق رأي ضوءا صغير ينير بداخله و تمني ان يكون كل هذا بدافع الغيره فسالت دون تفكير و هي تتمني ان تري داخل عينه ما يرضيها و لكنه ذادها.جرحا اخر حينما قال : و انت مزعل نفسك ليه ابويا نفسه مش بيعلق علي شكلي و لا انت شايف ان انا حلوه بذياده و خايف الخطاب يكتره

ضحك بصخب و قال بقسوه تعود عليها : مين الي ضحك عليكي و قالك كده يا قطه اوعي يا بت تفكري نفسك تسوي حاجه في سوق الحريم انتي اللون الاصفر الي بتضربي شعرك بيه هو الي محليكي عشان بيضه شويه ...روحي بوصي لنفسك فالمرايه و شوفي نفسك عامله ازاي دانتي مش باينلك ضهر من وش بلبس الرجاله الي ماشيه بيه ده اراهنك لو لبستي فستان هتبقي زي الهبله فيه و بعمل كل ده عشان خاطر ابوكي الي كل يوم لازم تجبيله مصيبه بسبب طريقتك الزباله مع الناس ...انا مش عارف انتي مسترجله و لا شايفه نفسك بت و عايزه تتعاكسي مترسيلك علي بر عشان الواحد يعرف يتعامل معاكي ازاي

كانت تنظر له بوجه خالي من اي تعابير و لكن قلبها ينزف دما ....تلك المره هي اكثر المرات التي اهانها فيها و لكنه دعس علي قلبها بقوه حتي ادماه.....لم تتفوه بحرف و لكنها التفت تاركه له المكان بهدوء ينافي ثورتها الداخليه ....عادت الي منزلها وهي تحارب دموعها الا تهبط امام احد و بمجرد ان اغلقت باب غرفتها عليها اجهشت في بكاء مرير


            


              

                    


اما هو وقف مكانه يلوم حاله ...قليلا فقط و لكنه عاد الي قسوته حينما سمع بيبو يقول : ليه كده يا حسن انت دوست عليها جامد المرادي انا سمعت كلامك ليها و مردتش ادخل عشان محرجهاش هي عملت ايه لكل ده

حسن : ندي ساقت فيها يا بيبو و بدأت تتغر من كتر الرجاله الي هتموت عليها و ابوها غلبان مش حمل مشاكل و انت عارف لو مكنش الحوش الي هنا عارفين انه يخصني الله اعلم كانو عملو فيه ايه ...دماغي لفت يا جدع لما لقيت النسوان قبل الرجاله هيكلوها بعنيهم و هي ما شاء الله حلوه و يتبصلها كان لازم اكسرها كده عشان ترجع لعقلها انت عارف انها زي خديجه بالظبط و انا الي مربيها من ساعه ما جت الحاره و هي عمرها لسه سنتين

بيبو : ايوه فاكر و من وهي عندها خمس سنين بعد ما بدات تنزل مع ابوها و هي متعلقه بيك و طول مانت فالحاره مكنتش بتسيبك ابدا ....دانا حتي فاكر يوم فرحك علي بت عمك كانت لسه عندها حوالي عشر سنين يومها موتت نفسها عياط كانت فاكره انك كده مش هتبقي معاها و لا تجبلها حاجات حلوه عشان اتجوزت 

جلس حسن بهم و قال : و يارتني متهببت يا جدع


هل تظنون ان تلك العنيده تستسلم بسهوله و تغلق علي حالها و تسمح لنفسها ان تنهار ....لا و الله ..اذا لم تعلمو من هي ندي بعد

انهت حاله البكاء التي انتابتها سريعا قبل حتي ان تشعر بها امها و بعد ان غسلت وجهها وقفت تنظر الي المراه المعلقه فوق حائط المرحاض وهي تقول بتصميم : انا هخليك تشوف مين الي ملهاش وش من ضهر و متسواش في سوق الحريم حاجه ماشي يا....باشا


دلفت لامها المطبخ و التي استغربت من عودتها فقالت : يوووه انتي رجعتي امتي يا بت و لا تكوني نسيتي حاجه

ندي : لا منسيتش بس انتي عارفه بابا مش هنا انهارده و انا يادوب بصيت علي حماده لقيته شغال كويس فقولت اطلع اقولك علي حاجه نسيت اقولك عليها امبارح

نظرت لها سناء باهتمام فاكملت : واحده صاحبتي من ايام الجامعه خطوبتها النهارده و عزماني ...و انا الصراحه عايزه اروح

سناء : و من امتي بتحبي تحضري افراح دانا بتحايل عليكي تيجي معايا اي مناسبه و انتي مش بترضي

ندي : يا ماما كل المناسبات جوه الحاره انما صاحبتي عامله فرحها في فندق كبير يعني هشوف ناس جديده و اغير جو شويه بالله عليكي وافقي بقي انا زهقانه

ظلت تحايلها و تقنعها حتي نالت موافقتها و لكنها قالت لها بتحزير : ماشي يا ندي روحي بس هي ساعه واحده و ترجعي ساااامعه

قبلت امها فوق وجنتها بفرحه و قالت : ربنا يخليكي ليا يا سونسون يا جميل انت

ابتسمت الام بحب و قالت : ماشي يا بكاشه المهم هتمشي من هنا الساعه كام

ندي : يعني علي تمانيه كده

سناء : بس انا مش هكون موجوده فالوقت ده

ندي باستغراب : ليه رايحه فين

سناء : شويه كده و هروح لام الباشا كلمتني و هي مدايقه قولت اروح اطول عليها و اهي تفضفض معايه بكلمتين يريحوها

ندي باهتمام : و هي ايه الي مزعلها تلاقي حسن عملها حاجه ...قالت ذلك بخبث حتي تعرف ما حدث

سناء : لا و الله هو فيه زي حسن ربنا يحميه يا رب دي متخانقه مع مرتات عيالها و اول ما رجع و عرف الي حصل كرش التلاته حتي مرات حسين 

لمعت عيناها بفرحه و قالت : طلقهم يعني

ضحكت الام و قالت : بقولك وداهم بيت اهلهم يا هبله انا لسه معرفش تفاصيل لما لقيتها زعلانه كده قولتلها هخلص الاكل و اجيلك

تركت امها و اتجهت الي غرفتها لتجهز حالها لاول معركه حقيقيه ستبدأها معه و هي تدعي بداخلها ان يطلق زوجاته و حينها لن يكون لغيرها ......تعلم ان تفكيرها خاطىء و تعلم انه لا يجب ان تبني سعادتها علي شقاء الاخرين ...و لكن هكذا القلب يجعلك تفعل كل شىء خارجا عن المنطق


            


              

                    


مر اليوم دون جديد و بعدما ذهبت امها الي ام الباشا.....الباشا الذي اهلكها بحبه المستحيل

اصبح المنزل خاويا الا منها دلفت الي حجرتها و تجهزت باجمل طله 

ارتدت فستانا احمر يصل طوله الي بعد الركبه ذو اكمام طويله واسعه و فتحه صدر مثلثه...وضعت زينه مبهره فوق وجهها البهي و ما ذاده بهائا حينما وضعت طلاء باللون الاحمر القاني فوق ثغرها المغوي فاصبح قابل للالتهام.......تركت سلاسل الذهب خاصتها تتمايل خلف ظهرها بحريه و ارتدت حذائا فضي اللون ذو كعبا عالي و معه حقيبه يد صغيره من نفس اللون

نظرت لنفسها بغرور بعد ان انبهرت هي نفسها من جمالها و جسدها المهلك الذي اظهره هذا الثوب ....خافت قليلا و لكنها شجعت نفسها و قالت : هيعملي ايه يعني و لا يقدرلي علي حاجه ..... خرجت من المنزل بقلبا مرتعب و لكن لم يظهر عليها اي شىء و اخذت تمشي بثقه و غرور يذداد كلما رات افواه الماره مفتوحه و عيونهم جاحظه من هول جمالها ....غير صافرات الشباب التي انطلقت اعجابا بها و هم لا يصدقون ان تلك هي ندي ( المسترجله ) كما يطلقون عليها

اخذ قلبها يخفق بشده كلما اقتربت من المرور امامه

وهو كان يشرب ارجيلته و يقول لصديقه باستغراب : هي العيال دي بتصفر كده ليه اتخبلو و لا ايه الواحد مصدع خلقه هو..........قطع حديثه الاااان ...قد علم لما كل تلك الجلبه ....لم يصدق عينه انها هي من تمشي بخيلاء امامه و انها تمتلك كل هذه الفتنه ....القي خرطوم الارجيله من يده وهو يقول بغضب جم : يا نهااااار ابوكي اسووووود .......ندددددي

انتفضت و ارتعش جسدها اثر صراخه باسمها و لكنها ابدااا لن تظهر خوفها منه ....بل وقفت ببرود تنظر له وهي تقول بدلال : بتزعق ليه يا باشااا هو انا طرشه

وقف قبالتها بعيون تقدح شررا و لم يهتم بمن يقف ليشاهد ماذا سيفعل بها حسن الباشا فالجميع يعلم انها بمثابه اخت صغيره له حتي في بعض الاحيان يذهب اليه هو من يريد ان يتقدم لخطبتها ليتوسط له عندها

جز علي اسنانه بغيظ و قال : ايييه الي مهبباه في نفسك ده يا بت

اغتاظت منه و قالت : ليا اسم علي فكره انت فاكرني عيله صغيره

نظر لها بصدمه غاضبه وقال : و انتي كبرتي امتي يا ست ندي دانتي يا بت لسه من كام سنه كنتي بتعمليها علي بنطلوني

عمي عيناها الغضب و ضربت بكعبها فوق الارض و قالت بدون وعي : انا كبرت و من زمااااان علي فكره بس انت الي اعمي و مش شايف يااااا ....حسن

لا يعلم لما خفق قلبه بعد نطقها اسمه بتلك الطريقه و لكنه جن جنونه حينما تحدثت معه بجرائه امام الجميع فما كان منه الا ان يمسكها من زراعها بقوه و يسحبها خلفه داخل المعرض الخاص به و لم يهتم بصراخها عليه فهي تذيد حسابها معه

اما من كان يقف ليشاهد فقد اشفقو عليها مما ستلاقيه علي يد هذا الهمجي 

ضرب بيبو كفا علي كف من هذا الجنون الذي يحدث امامه و قال بصوت عالي : يلا يا اخينا منك ليه السيما شطبت كل واحد يروح يشوف حاله


وقف يغلي كالمرجل و لم يترك زراعها بعد و برغم رعبها منه الا انها تحاملت علي الالم و وقفت تنظر داخل عينه الغاضبه بثبات تحسد عليه و لاول مره تطيل النظر داخلهم حتي قالت بداخلها : اذا كان هذا جمال عينيك عند الغضب ...كيف يكون حالهم حين ....تحب

افاقها من ابحارها داخل ابريق العسل خاصته صراخه بها وهو يهزها بعنف : يعني انا الصبح بهدلت كرامتك عشان بس نازله بشعرك مفرود ميفوتش كااااام سااااعه و تبقي رقاصه بجددددد

حاولت ان تنزع زراعها من يده الحديديه و لكنها لم تستطع فقالت بغضب قد تحكم بها بعد ان فاض بها الكيل : اااانت مزعل نفسك ليه كده مش انااا مسواش في سوق الحريم و مليش وش من ضهر يعني مهما اعمل محدش هيبوصلي يبقي اااااايه بقي 

لاول مره يجد حاله منجذبا لملامحها الفاتنه و قد انبهر بثغرها المغوي و شفتاها تتحرك مع حديثها الغاضب بطريقه جعلت عقله يتخيل ماذا سيحدث اذا قمت بازاله ذلك اللون المثير من فوق شفتيها بخاصتي .....عند تلك النقطه شعر انه صعق بكهرباء فانتفض بداخله وهو يتركها بهمجيه و قال حتي يلهي حاله عن هذا التفكير القذر : انتي مبقاش ليكي حااااكم و انا بقي هعرف اشكومك يا خراااااا

وقفت قبالته تجابهه بقوه و تعمدت ان تكون قريبه منه للغايه دون تلامس و لكن انفاسها الساخنه قد لفحت عنقه وهي تقول بحزن : هو انت ليه شايفني وحشه كده يا حسن كل شويه تقلل مني و تهني و انا اخلقلك الف عزر و اقول مش قصده و فالاخر شايف اني مليش حاكم مع اني متربيه علي ايدك و انت اكتر واحد عارف اخلاقي ....لمعت عيناها بالدموع لاول مره امامه و لم تمنعها و ما ذاد قلبه خفقا هو صوتها الذي خرج بنبره لم يسمعها منها قط و كانها تستجديه ان يشعر بها دون ان تنطق كلمه واحده تدل علي ذلك ..و لكن ملامحها ..لمعه عيناها ...صوتها الشجي ...كل هذا يطالبه ان يفهم ما بين السطور و هو يمتلك من الخبره و الذكاء ما يجعله يشعر  بما تريد ايصاله له ....و لكنه كذب حاله و رفض تلك الاقكار بل و نفضها خارج عقله ثم رد عليها برفق لاول مره  : عارفك اكتر من نفسك وواثق في اخلاقك يا ندي بس لازم احجمك عشان متضوريش نفسك ...انتي بقالك فتره متغيره و مشاكلك ذادت عن الحد و انتي مبقتيش صغيره لازم تعرفي انك بنت و طريقتك دي متنفعش خصوصا في منطقه شعبيه ذي دي ...تفتكري انا هقبل ان حد يقول عليكي كلمه متعجبنيش ...طبعا لا عشان كده بقسي عليكي انتي زي خديجه عندي و يعلم ربنا انا بتمنالك الخير قد ايه و نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك

كسر جديد ....و لكن قد اعتادت علي ذلك لا يهم

ردت عليه بنبره تصرخ عشقا و قالت ردا علي حديثه : ساعات الحنيه مفعولها بيبقي اكبر و احسن من القسوه يا .....باشا.....و فقط تركته مغادره المكان بعصبيه مفرطه و اتجهت الي منزلها و هي لا تسمع غير جمله واحده تعاد داخل عقلها : نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك

اغلقت باب غرفتها بقوه و القت بحالها فوق الفراش و هي تجذب شعرها للوراء بجنون و ........


انتظروووووووووني


بقلم. /فريده الحلواني


***************** قلب الباشا *******************


                  


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


__          🩵🩵🩵🩵  الفصل التالت 🩵🩵🩵🩵


                                    

                                       

________________


صباحا جديدا يشرق علي حاره الباشا

و لكن من بينهم لم يذق طعما للنوم ....دعونا نري


كانت تجلس مع زوجها الحبيب وهو يرتدي ثيابه  بعد ان تناولا طعام الافطار سويا و قد لاحظ شرودها فقال باهتمام : مالك يا مونه سرحانه فايه يا حببتي

مني : هاااا ابدا يا حبيبي متشغلش بالك

ترك قميصه الذي كان علي وشك ارتدائه و قال :  و انا عندي اغلي منك يا حببتي عشان اشغل بالي و قلبي بيه قبل يدها بحب و اكمل : قولي ايه الي شاغلك اوي كده و نفكر سوي زي ما اتعودنا

اخذت نفسا عميقا و اخرجته بحزن ثم قالت : قلبي واجعني علي ندي اوي يا بيبو مش عارفه اخرتها ايه معاها

عقد بين حاجبيه و قال : مالها ندي هو حصل حاجه تاني غير الي حكتلك عليه 

مني : يعني الي عملته امبارح ده قليل يا بيبو تلبس و تنزل بالمنظر ده قدام الناس و انت عارف و انا عارفه انها عملت كده بس عشان تلفت نظره ده غير امبارح ام جمال جارتنا الي فوق خبطت عليا بالليل قبل مانت ترجع و قالتلي ابن اختها شافها و طالب ايدها و طبعا لو قولتلها هترفض كالعاده

بيبو : انا مش فاهم اختك عايزه ايه ده هو حتي لو اتقدملها هترفضه عشان متجوز بدل الواحده اتنين وهو مش معترف بحاجه اسمها حب مالاساس ده غير انه بيعتبرها بجد اخته الصغيره ....زفر بهم و اكمل : مش عارف الحكايه دي اخرتها ايه البت صعبانه عليا هتضيع شبابها و هي بتحلم بحاجه مستحيله


كان يجلس امام معرضه كما اعتاد صباحا و لكن مزاجه عكرا للغايه و ما ذاده تجهم حينما مرت من امامه سريعا و لم تلقي عليه تحيه الصباح او تشاكسه كما اعتاد منها .....زفر بحنق و قال : البت بتتعوج عليا و عامله نفسها مقموصه كمااااان طيب يااا ندي

جاء اليه اخيه بابتسامه هادئه و قال : مالك يا شبح بتكلم نفسك ليه يا حبيب اخوك و لا عشان بيبو اتاخر انهارده

حسن : هو الي يشوف الاشكال العكره دي ميكلمش نفسه ...مش عارف اتاخر ليه انهارده 

الحسين : طب عشان تكمل حماك جاي علينا اهو

سب سبه نابيه و قال : هو يوم باين من اوله 

الحاج محمد ابو عزه : السلامو عليكم يا رجاله

رد الاخوان التحيه ووجدوه يجلس دون استاذان ...غمز الحسين لاخيه حتي يهدأ قليلا و يتحلي بالصبر ...

بدا الرجل حديثه قائلا : ينفع الي عملته مع البت ده يا باشا انا مردتش اجيلك يومها و قولت اسيبك تهدي شويه 

حسن : و انا عملت ايه يا حاج محمد هي جاتلك مضروبه مثلا

محمد : لا مكروشه يا باشا و من غير عيالها كمان ...هي عملت ايه لكل ده 

نظر له بغيظ و قال : هي مش حكيتلك 

هز الرجل راسه علامه الرفض فاكمل بفظاظه وهو ينوي الذهاب : خلاص لما تعرف عملت ايه ابقي تعالي عاتبني ...و فالبيت مش هنا ..هنا مكان اكل عيش يا حج ....و فقط تركهم متجها الي محل تلك الشرسه و لا يعرف لماذا اتجه الي هناك

شعر الحسين بالحرج من تصرف اخيه الفظ و لكنه قال : معلش يا حج انت عارف حسن مش بيحب يتكلم في حاجه تخص البيت هنا تعالي اتغدي معانه انهارده و كل حاجه ليها حل بامر الله

محمد : ماشي يا حسين هاجي عشان خاطرك سلام

اتي بيبو و قال بمزاح : الراجل ده عنده دم اوووي يا جدع قال هايجي عشان خاطرك قال تلاقيه مستخسر اللوقمه في بته عشان كده عايز يرجعها انا مشوفتش بخل كده هههههه


                                  


              

                    


دلف الي محل البقاله خاصه ابيها وجدها تنظم الاشياء بعصبيه فقال : براحه شويه الا الكياس تفرقع منك يا ندوووش

نظرت له بغيظ و لم ترد عليه و عادت لما كانت تفعله

من هي حتي لا تهتم لحديثه هل يصمت ...لا و الله ...في خطوه واحده كان يقف خلفها ممسكا اياها من ملابسها من الخلف و كانه القي القبض علي لصا و قال : انا مش بكلمك يا بت مش بتردي ليه

اذداد غضبها و حاولت ان تفلت حالها منه وهي تقول : سيبني يا حسن احسنلك انت قافش حراااامي

هزها للامام و الخلف و قال : و لو مسبتش هتعملي ايه يعني

نظرت له بعتاب و لم تنطق فتركها و قال : عايز حتتين جبنه رومي عشان هجيب عيش سخن و عايز احشيهم فيه

نظرت له بصدمه و قالت بداخلها : ما علاقه ما حدث بالجبن الرومي ...يا اللللله ساجن قريبا  ساجن علي يدك

نفضت افكارها و عادت لشراستها و قالت : عايز بكام 

حسن ببرود : انا عايز حتتين اوزني و شوفيهم بكام

جزت علي اسنانها بغيظ و قالت : انت جاي تتسلي و انا عندي شغل 

حسن : اتلمي يا بت عالصبح انتي عارفه اني بنكوشك عشان اراضيكي بعد ما حسيت اني اتكيت عليكي جامد امبارح

ندي : حسيت يعني مش متاكد

حسن : يا بت انا خايف عليكي ان......قاطعته بعصبيه و لكنها تمالكت حالها سريعا : عارفه زي اختك حفظت و الله و عالعموم متزعلش هي ساعه جنونه و راحت لحالها خلاص انا اصلا اصلا مش بحب حاجات البنات المايعه دي

ضحك بصخب خاطفا معه قلبها للمره التي لا تعلم عددها و قال : اصلا اصلا لا كده اطمنت يلا سلام يا ندوش

قالت بلهفه : و الجبنه يا حسن مش هتفطر

التف لها ثم نظر لها نظره لم تستطع فهمها و قال بهدوء : فطرت مع الحاجه قبل مانزل انا بس كنت عايز اراضيكي 

لمعت عيناها بفرحه و قالت : ربنا يراضيك و يرضي عنك ...اكملت بداخلها و لكن عيناها وشت بما تتمناه : و تحس بيا يارب

هرب من تلك النظره التي ظلت تطارده طوال الليل وهو يرفض تصديق ما شعر به داخلها و عاد الي مكان عمله و بمجرد.ما اندمج فيه نسي ما حدث......او تناسي


جلس رجال العائله و معهم الحاج محمد بعد ان تناولو طعام الغداء و حكي له حسن باختصار ما اغضبه فقال له بسماجه : خلاص بقي يا باشا حريمك و بيدلعو عليك كل واحده عايزه تبين نفسها قدامك مجراش حاجه يعني

حسن بفظاظه : ده عند امك يا حاااااج

انصدم الجميع من رده الوقح و لكنه اكمل : انا معنديش اغلي من اخواتي و اي حرمه تفكر توقع بينا ملهاش مكان فبيتي و حكايه الدلع و المياعه دي عندك انت مليش فيها انا و لا بحبها

تدخل عبدالرحيم لينقذ الموقف بعد ان وجد الرجل يتصبب عرقا من الاحراج وهو لا يقوي علي الرد فقال : خلاص يا حسن البنات عرفو غلطهم و مش هيتكرر تاني و انا و الله ما سكتلهم بهدلت كرامتهم و حلفو انهم مش هيكرروها تاني ...و بعدين عشان خاطر جميله بتك عيد ميلادها كمان يومين و لا انت ناوي تقطع العاده و مش هتعملو السنادي

نظر له ببرود و لم يرد فقال الحسين بتعقل : خلاص يا حسن عديها المرادي و انا كمان هفوتها عشان خاطر جميله ...نظر لعمه و قال بجديه : بس لو بتك فكرت تنطق حرف مالي امها ملت دماغها بيه مش هقعدها علي زمتي يوم ...تمام كده

حسن : و انا مش هكسرك كلمه يا حبيب اخوك خليهم يرجعو و اما نشوف اتربو و لا لا


            


              

                    


بعد ان عادت النساء الي منزلهم جلسو يعتزرون كثيرا لام الباشا حتي يراضوه ...وهو يجلس ممسكا بهاتفه يبحث عن احدي افلام الكرتون لتشاهدها ابنته التي تجلس فوق ساقيه ...رفع راسه ينظر الي عزه و هي تقول بطيبه زائفه : هتبات فين انهارده يا حسن

عند امي ....هكذا رد عليها ردا قاطع لم تستطع ان تنطق بعدها ....ابتسمت ام الباشا بكيد بعد ان علمت ان عقاب ولدها ما زال قائم فهو لا يصفي بسهوله

خديجه : هتعملو ايه لعيد الميلاد الي حصل مخلناش نجهز حاجه

حسن : انا متفق مع محل الحلويات علي كل حاجه انتو بقي بكره علقو الزينه و يبقي كده تمام

ايناس : طب و احنا مش هنشتري هدوم جديده يا حسن

ام الباشا : يا بتي دانتو الدولاب هيقع من كتر الهدوم الي لسه متلبستش حتي قضوها باي حاجه و خلاص

سماح : انا لسه مشتريه فستان جديده حضر بيه و خلاص و انتي يا نوسه مش ....

قطعت حديثها حينما وجدت الباشا يقف و يقول : اما انا داخل انام صحيني بدري عشان في بضاعه جديده جايلنا بدري ...كرم : انزل بدري عشان تتاكد ان المخزن جاهز

كرم : انا لسه معدي عليه قبل ماطلع اطمن كله تمام


مر يومان و لم يحدث فيهم اي جديد يذكر .....و ها قد جاء يوم الاحتفال بولد جميله ابيها كما يطلق عليها 

اجتمعت بطلتنا مع امها و اختها في ذلك اليوم صباحا حتي يذهبو معا الي بيت الباشا ليشاركوهم الاحتفال فقالت ندي باستفهام : ليه يا ماما هتروحي من بدري كده و انتي كمان يا مني

مني : بيبو قالي حسن الي طلب منه نقضي اليوم معاهم و كده 

سناء : و ام الباشا عامله عزومه كبيره و انا قولت اروح اساعدها انتي عارفاها في حكايت العزومات دي بتبقي عامله شىء و شويات ربنا يذيدها انا مش عارفه انتي مش عايزه تيجي معانه ليه و لا حتي نزلتي الدكان مع ابوكي

ردت عليها و هي تتصنع التكاسل حينما عبثت في شعرها و قالت : ابدا كسلانه خااالص انهارده هجيلكم بالليل و بعدين اصلا انا مش بطيق الي اسمها عزه دي بتقعد تتني و تتفرد و تهز في ايدها عشان الغوايش تشخلل هههههه فاكره نفسها نعمه الله مرات الحاج متولي

ضحكا عليها ثم قالت مني بمزاح : مش لازم تبين العز الي الباشا معيشها فيه بعد ما كانت مقشفه و هي في بيت ابوها النتن هههههههه


انقلب بيت الباشا الي خليه نحل و الكل يعمل بهمه و نشاط منذ الصباح الباكر حتي يستطيعو انهاء الوليمه التي اعتادت ان تحضرها ام الباشا في مثل ذلك اليوم و من ثم ياخذها رجال العائله و من يعملون معهم و يوزعوها علي اهالي الحي و الجميع ينتظر ذلك اليوم من كل عام لما ينالوه من اطعمه و حلويات لا يستطيعو شرائها

ام الباشا : بت يا ديجه اتصلي بام ندي شوفيها اتاخرت ليه

عزه : ماحنا كلنا حواليكي اهو يا ماما سيبيها براحتها

ام الباشا : هي الوحيده الي بتعمل الاكل زي و بتريحني الهي يريح بالها و تفرح ببتها ياااارب

صفيه بحقد : انا مش عارفه هي رافضه الجواز ليه ده الي قدها بقي معاهم عيال ...دي كل يوم و التاني متقدملها عريس و اتنين دلع مرق

ايناس : خليها كده لحد ما تبور انا مش عارفه عاجبهم فيها ايه المسترجله دي ده لولا شويه الصبغه الي مش بتشيلهم من علي شعرها و لا كان حد عبرها

ام الباشا : خليكم كده النار وكلاكم من جمالها دي البت اسم الله عليها زي فلقه القمر و جدعه و بميت راجل و لا هي عشان مش بتعرف تتمايع زي البنات تبقي بايره ...انا البت دي بحبها لله في لله كده و الله لو كان عندي ولد كمان مكنتش سبتها ابدااااا

سماح بغيظ : معلش يا ماما بكره نصيبها يجيلها لحد عندها ...اكملت بمغزي : و انتي ولادك خلاص بقو رجاله متجوزين و عيالهم قربو يبقو طولهم و كمان كبار عليها الحمد لله ههههههه


            


              

                    


بعد ان خلا المنزل الا منها ذهبت الي غرفتها سريعا و اخرجت الكثير من العبوات التي تحتوي علي اجود انواع المرطبات و الماسكات التي تذيد من نضاره البشره برغم عدم احتياجها لهم الا انها قررت ان تكون في ذلك اليوم ايقونه للجمال ...اقسمت ان تجعل عيناه تخرج من محجرها حينما يراها ....تعلم جيدا استحاله ارتباطهم و لكن قلبها يتمني ان يشعر بها حتي لو لم يكن من نصيبها

انقضت عده ساعات استغرقتها في الاهتمام ببشرتها حتي شعرها قد قامت بكيه و صنعت به تموجات جعلت مظهره غايه فالروعه 

وضعت زينه من يراها يظن انها لا تضع شيئا و لكنها اهتمت بطلاء الشفاه و الذي كان باللون النبيزي كما تفضله دائما كما انه يليق كثيرا بفستانها الاسود ذو القماشه اللامعه و تصميمه الذي جعلها مثل حوريات البحر حيث كان يلتف حول جسدها بنعومه مظهرا جماله الي ان يصل حد الركبه فيتسع بما يطلق عليه ( قصه السمكه ) ...اما فتحه صدره الدائريه رغم صغر حجمها الا انها اظهرت بياض بشرتها الحليبيه و لم تكتفي بكل هذا بل ذينت جيدها بسلسال من الذهب يتدلي منه اسم حبيبها و لكن باللغه اللاتينيه القديمه حتي لا يستطع احدا التعرف عليه و من يسالها عن ماهيه ذلك الاسم كانت ترد بكل ثقه : ده اسمي بالايطالي ..🤣🤣🤣

القت نظره تقيميه اخيره علي هيئتها الفاتنه ثم ابتسمت بخبث و قامت بامساك هاتفها و طلبت رقما ما و حينما جائها الرد قالت ببراءه لا تمت لها بصله : بقولك يا حسن بيبو مش عندك اصل بتصل بيه مش مجمع معايه

حسن : قدامي بس قاعد مع ناس محتاجه حاجه...صحيح انتي مجتيش ليه لحد دلوقت

ندي : ابدا كنت كسلانه بس انا جهزت خلاص و كنت عايزه بيبو يجي ياخدني من عند البيت عشان ممشيش في وسط الرجاله الي قاعدين معاكم بمنظري ده و بعد كده الاقيك بتبهدلني

زوي بين حاجبيه و قام ليبتعد عن من حوله ثم قال بهدوء خطر : منظرك ده الي هو ازاااي لامؤاخذه عشان بس اعرف مالاول قبل ما اخلي ليله الي جابوكي طين علي دماغك الجزمه دي

لطمت وجنتها بدون صوت و هي تقول لحالها : يالهوي هيعمل ايه لما يشوفني ....الله يرحمك يا ندي 

ببببببت روحتي فين.....هكذا افاقها من شرودها بصراخه فقالت بثبات تحسد عليه : معاك يا حسن ...و بعدين هكون عامله ايه يعني لابسه زي البنات مش حضر مناسبه و لا عايزني اروح بجينس و كوتشي المهم ابعتلي بيبو بقي عشان اتاخرت

تحرك ناحيه بنايتها وهو يقول : انا جايلك بنفسي ....و فقط اغلق الهاتف في وجهها و انطلق مثل الرصاصه اليها حتي انه لم ينتظرها بالاسفل بل وجد نفسه يصعد الدرج سريعا الي ان وصل امام بابها و الذي طرقه بحده لا يعلم سببها ......صدمه.....صدمه يصاحبها ماس كهربائي سار في جميع خلايا جسده حينما فتحت له تلك الفاتنه ووقفت تنظر له و علي وجهها اجمل ابتسامه رئاها يوما و قد ارتسمت علي ثغرها حينما رات تلك النظره و التي تمنتها كثيرا .....فلم تكن نظرته مجرد صدمه و فقط بل صاحبها اعجابا لم ينجح في مداراته

لم تتفوه بحرف حتي لا تفسد سحر اللحظه و تركته يتمعن بها بل ياكلها بعيناه التي لمعت ببريق لم تراه يوما داخلها وهو ينظر لها من اول منبت شعرها الحريري الي اخمص قدميها التي توارت داخل حذائا اسود ذو كعبا عالي جعل طولها يصل الي كتفه ...فقط

كلما اراد ان ينطق يفتح فمه و لكن سرعان ما يغلقه حينما يشعر ان لسانه قد عجز عن الحديث ....اما تلك الشيطانه بعد ان ارتوي قلبها بعد عطش سنين قررت ان ترحمه من تلك الحاله و يا ليتها لم ترحمه فهي ذادته تخبط حينما خرجت حروف اسمه من بين ثغرها المغوي بتلك الطريقه الناعمه : حسن ....مالك يا باشا

نظر داخل عيناها اللامعه بعشقه ووجد قلبه يرد بداخله : قلب الباشا انتي ....هناااااا افاقه عقله من تلك الحاله و لكن علي عكس المتوقع لم ينهرها و لم بعيدها و يرفض خروجها بتلك الطله  المهلكه بل وجد حاله يمد كفه الكبير محتضننا به يدها الصغيره الناعمه ساحبا اياها معه الي الاسفل بعد ان مد يده الاخري و اغلق الباب 

لم تتفوه بحرف بل سارت معه بقلبا قد تضخم من الفرحه حتي كاد ان يقفز خارج صدرها و هي تراه ينظر لجميع الرجال بشرر يتطاير من عينيه الملتهبه وهو يحزرهم بنظره مفادها : ايااااك ان تجرؤ و تنظر لها.....و بالطبع اخفض الجميع عينه ارضا خوفا من ذلك المتجبر فمن لديه الجرئه ان ينظر لشىء في يد ...الباشا

برغم ان المسافه بين بنايتها و خاصته لا تتعدي بضع امتار الا انه شعر بها بعيده لدرجه انه كان يتنفس بقوه و كانه كان يجري في سباق

دلف بها داخل البوابه الحديديه و حينها فقط ترك يدها و قال : متروحيش غير معايه ....و فقط اعطاها ظهره و خرج سريعا دون ان يضيف كلمه اخري و قام باغلاق البوابه خلفه

اما هي فقد احتضنت يدها التي كان يمسكها بها بفرحه لم تشعر بها يوما ثم قربتها الي ثغرها و قامت بتقبيلها و حينها استنشقت عطره الذي التصق بها ...سحبت نفسا عميقا و قالت بوله : بحبك يا ابوعلي


            


              

                    


شهقات عاليه خرجت من افواه النساء و صوت التكبير و البسمله قد غطي علي صوت الموسيقي الصاخبه حينما طلت عليهم تلك الفاتنه ....حتي امها لم تصدق عيناها و قالت : هل تلك ابنتي يا اللللله 

تداركت ام الباشا الموقف حينما وجدتها تقف مكانها باحراج حينما اتجهت اليها بفرحه و حب و هي تقول : الللله اكبر حصوه فعين الي ما يصلي عالنبي ...احتضنتها و اكملت : انا قولت مفيش احلي من ندوش فالحاره كلها ...ابتعدت و اكملت و هي تتفحصها باعجاب : كنتي مخبيه الحلاوه دي كلها فين يا بت لااااا انا لازم ابخرك ههههه

ابتسمت لها بخجل لم تعتاد عليه و قالت : ربنا يخليكي يا حاجه 

مالت ايناس علي اختها التي تقف بجانبها و هي يتاكلها الغيظ و قالت : خلي بالك من جوزك يا بت ابويا حماتك شكلها بترسم علي ندي 

نظرت لها بغضب يتخلله الحقد و قالت : دانا كنت اقتلها و اشرب من دمها انتي فكراني زيك و هقبل بضره لاااا يا ماما مش انا...نظرت تجاه تلك الجالسه بهدوء و قالت بغل : اصبري عليا بس انا ههد كل الهيصه الي اتعملتلها و هحرقلك دم الي جابوها

نظرت لها ايناس بقلق و قالت : ناويه علي ايه يا سماح بالله عليكي متخربيش عيد ميلاد بتي بجنانك ده

نظرت لها باستهزاء و قالت : متخفيش ياختي مش هعمل حاجه ..اتفرجي و انتي ساكته

ابتسمت بخبث و هي تتقدم من ندي و تقول : ايه الحلاوه دي يا ندوش و الله ما عرفتك

هل تصمت تلك الشرسه خاصا بعد ان لاحظت نظراتهم و تهامسهم و الذي من المؤكد كان عليها ...لا و الله 

ردت و علي وجهها ابتسامه اكثر خبثا و قالت : ابقي اكشفي نظر يا موووحه عشان تشوفيني كويس هههههه

كتمت سماح غيظها و قالت : ههههه يوه جتك ايه يا بت دمك خفيف ...بس قوليلي تعرفي ترقصي زي البنات و لا انتي ملكيش فالحاجات دي و اخرك تلبسي فستان و تلوني شعرك عشان تباني انك زيهم يعني

صمت حل علي المكان و الجميع يتوقع قيام معركه حاميه ...و قبل ان تتقدم ام الباشا لتنهي هذا الجدال و هي تتوعد لزوجه ابنها وجدت ندي تبتسم بكيد بعد ان وقفت قبالتها و قالت شغلي طبله بلدي و انتي تعرفي يا...... موووحه......اعقبت قولها بسحب الوشاح التي كانت تضعه سماح حول عنقها بغل ثم اتجهت الي منتصف المكان و قامت بلفه حول مؤخرتها و من ثم نظرت بتكبر الي عزه التي كانت تقف بجانب مكبر الصوت و قالت بامر .شغلييييه......و فقط لن نقول انها ترقص و فقط .....بل  نستطع القول اننا اذا ما قارناها بافضل راقصه لن تقارن بها ...كانت بارعه بشكل ملفت للانظار و هي تتمايل بجسدها الانثوي بليونه و بحركات متقنه للغايه متناغمه مع تلك الموسيقي الشعبيه و الجميع يصفق بحراره و يذداد حماسهم كلما ارتعش جسدها و كأنه اصابه ماس كهربائي شديد ......و فجأه خفق قلبها بقوه و انبئها ان حبيبها سيراها في تلك اللحظه ...ذادت من دلالها وهي تتمايل و ترفع شعرها بيدها للاعلي و عيونها مثبته تجاه الخارج و هي تكاد تكون علي يقين انه سيصعد الان .......لم يكذب قلبها و هلي قلب العاشق يعرف الكذب ...لا و الله

في نفس اللحظه التي خفق قلبها فيها كان هو يدلف الي البنايه صاعدا الي الاعلي حينما شعر باحتياجه لدخول المرحاض و لكنه تصنم مكانه فوق الدرج قبل ان ينهيه حينما راي تلك الفتنه تتمايل و كانها تتراقص علي اوتار قلبه....لم تشعره انها راته و هو لم يستطع التركيز من الاساس فاليوم يوم الصدمات منذ بدايته فكيف سينتهي ....سنري


اغمضت عيناها بوله و هي تتلوي بجسدها اللين مستمتعه بنظراته التي تاكلها و هو لا يقوي علي الحراك و لكنه افاق بدهشه حينما تفاجاه بامه امامه تهز كتفه و هي تقول بمكر : مالك يا باشا متخشب كده ليه ....نظرت الي تلك الراقصه و قالت بخبث : شوفت البت ...الله اكبر عليها انا مش عارفه كانت مهبيه ده كله فين......لم تتلقي اي رد منه وهو يقف امامها و لكنه كان ينظر للاسفل و يقول لحاله : تحرك ...تحدث الي امك ...ما بك ....هل اصبت بالشلل ....وكزه خفيفه فوق كتفه اعادته الي الحياه من جديد ...نظر الي امه و لم يتفوه بحرف بل هبط سريعا الي الاسفل و كان الشياطين تلاحقه......ابتسمت تلك المرأه الماكره و التي اكتسبت من الخبره ما جعلها تقرأ ما بداخل العيون ....هي تعلم ما تكنه تلك الفاتنه لابنها و لكن ...يبقي ذلك المتجبر ...هل يلين الحجر بعد الذي راه ....ابتسمت و قالت بهمس : و لو ملنش انا هلين ااااامه 


وقف داخل الباحه امام البنايه قبل ان يخرج ...اشعل سيجاره و اخذ يدخنها بغضب ...بحيره......بجنون ....وهو يشعر ان عقله اصبح فارغا و لكن بداخله صخب لا يعرف ماهيته ...اغمض عينه و حينما شعر ان هدأ قليلا خرج الي ضيوفه الجالسين امام بيته و قد عاد اليه رشده سريعا ....او هكذا ظن


انتهي الاحتفال و قامت هي بالاتصال عليه كما امرها لكي يعيدها الي منزلها كما جاء بها و حينما رد عليها قالت : احنا نازلين

حسن : انا قدام الباب ....هكذا فقط 

بيبو : هتسهر معايه عالقهوه و لا ايه

حسن : لا مليش مزاج انهارده و كمان الوقت اتاخر 

هبطت مع امها و اختها و هي تتصنع الهدوء لكن ما بداخلها لا يعلمه الا الله 

حسن : خد جماعتك يا بيبو و اتكل علي الله و انا هوصل الست ام ندي

سناء : متتعبش نفسك يابني ده هما خطوتين 

لم يكن لديه القدره علي الجدال فقال وهو يتحرك : يلا يا حاجه ....و فقط سار امامهم كالاسد الذي يحرس عرينه حتي اوصلهم امام البنايه و صعدت الام اولا اما هي حزنت حينما وجدته يتحاشي النظر اليها فقالت بهمس : تصبح علي خير يا حسن

هز راسه لها دون ان يرد عليها و لا حتي ينظر لها .....و هي لم تذيد علي ما قالته حرفا واحدا بل التفت لتلحق بامها سريعا


مرت اكثر من ساعتان منذ ان عادت الي منزلها و هي تجلس فوق فراسها تتذكر نظراته لها و تبتسم و ىكنها تصنمت مكانها حيزما رات هاتفها ينير باسمه فقامت بالرد سريعا و قالت باهفه : حسن مالك في حاجه

حسن : انزلي حالا انا واقف جوه مدخل بيتكم ......و فقط اغلق دون ان يستمع ردها و.........

ماذا سيحدث يا تري

سنري


انتظرووووووووني




***************** قلب الباشا *******************


                  


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


__          🩵🩵🩵🩵  الفصل الرابع🩵🩵🩵🩵


                                            

                                                  


بعد ان اوصلها الي بنايتها عاد الي بيته وهو يشعر بالتخبط 

صعد بتمهل فوق الدرج و كان جبلا فوق كتفه و حينما وصل امام شقه امه وجد حاله يكمل الي الاعلي وهو يحمد الله ان الجميع مشغول في ترتيب المكان بعد مغادره الضيوف فلم يراه احد

وقف امام برج الحمام الذي يعشقه كثيرا ينظر اليه ليطمان علي حماماته الغاليه ثم سحب مقعدا بلاستيكي و جلس عليه يدخن سجائره بشراهه و هو يقول لحاله : مالك يا حسن ايه الي جرالك ...انت عمرك ما حسيت باللغبطه دي جواك ...طول عمرك عاقل و.......ظل يحادث نفسه لبعض الوقت ثم وجد حاله يخرج هاتفه و يتصل بها ...اغمض عينه بعدما شعر باللهفه تملأ صوتها فقال سريعا : انا جايلك دلوقت انزليلي في مدخل البيت .....و فقط اغلق هاتفه و قفذ سريعا من مقعده ثم هرول الي الاسفل و كان رياحا عاتيه هي من تحرك جسده دون اراده منه

دلف الي البنايه و اغلق بابها ورائه تزامنا مع هبوطها من فوق الدرج و هي تهرول ناحيته و تقول بقلق : مالك يا حسن فيك حاجه.....انهت اخر كلمه وهي تقف امامه تناظره بقلبا وجل ....تفحصت عيناه تلك البيجامه المهلكه التي ترتديها و التي كانت عباره عن بنطال ضيق يصل الي الركبه و الجزء العلوي عباره عن بدي ضيق بحمالات رفيعه و لكنها تضع فوقه وشاحا اما شعرها المموج حول وجهها كان له قصه اخري

ظلت صامته تنتظر ان يتحدث و لكنه فاجأها حينما سحبها معه ليتواري بها في مكانا مظلم حتي لا يراه احد 

و قبل ان تفيق من صدمتها الاولي صدمها باخري اقوي حينما الصقها بالحائط و حشرها بينه و بين جسده ثم اسند جبينه فوق خاصتها و قال بتثاقل وهو ينظر داخل عيناها اللامعه بعشقه : انتي عايزه توصلي لايه يا ندي

لم تخجل و لم تكذب بل انتهزت الفرصه و قامت بمحاوطت وجهه بيدها و قالت بحروف تقطر عشقا : عايزه اوصل لقلبك يا حسن ...تعبت و انا بتمناك و احلم بيك لوحدي ...نفسي تحس بيا يا باشاااا

قرب فمه من ثغرها حد التلامس و قال بانفاس مضطربه : و انتي مش حاسه انك قلب الباشا يا ندي .....و فقط ....التهم ثغرها بقبله ....ناعمه......شغوفه ..  

متطلبه .....يصف من خلالها ما يشعر به و لا يستطع البوح لها ....و ما كان منها الا ان تحاوط عنقه بزراعيها و يدها تعبث داخل شعره الناعم الغزير مما جعله يرفعها بزراع واحده و الاخري يقرب بها راسها حتي يعمق قبلته اكثر ........

انتفض بزعر حينما سمع رنين هاتفه يصدح داخل جيبه و اخذ ينظر حوله بتيه ليكتشف انه مازال يجلس مكانه و ما كان هذا الا حلما زاره في غفوته القصيره

جذب شعره بغضب و قال : يخربيت امك يا حسن انت اتهبلت علي كبر 


اما جميلتنا فكانت تجلس فوق سحابه ورديه تسبح بها فوق سماء عشقه المستحيل و علي وجهها ابتسامه حالمه و هي تعيد ما حدث معها اليوم للمره التي لا تعرف عددها ...و بماذا يفيد العدد اذا كانت عيون حبيبها المتلهفه عليها هي ما تمر امامها .....القت بجسدها فوق الفراش وهي تقول بشقاوه حزينه : انا عارفه انك مش ليا بس انا مش هتجنن لوحدي لااازم اهبلك معايا هههههه


اشرق صباحا جديدا يحمل الكثير من المفاجات الغير ساره اطلاقا للجميع .....امممممم او هكذا نظن

استيقظ وجيه بقلب منقبض و لا يعرف سببا لذلك و لكنه قام من مرقده باكرا عن موعده المعتاد و حينما نظر الي الساعه المعلقه فوق الحائط ووجد ان الوقت ما زال باكرا لم يرد ايقاظ زوجته و تسحب علي مهل الي الخارج بعد ان اخذ ثيابه معه

ارتداها و صلي ركعتان الضحي ثم توجه الي باب المنزل خارجا منه ليهبط الي الاسفل متمنيا ان يوسع هواء الصباح العليل ضيق صدره الذي يشعر به

بينما كان يمر من امام معرض الباشا وجده مفتوح ...زوي بين حاجبيه باستغراب و قال : مين الي فاتح المعرض دلوقت ده الساعه لسه سته الصبح

لم يفكر مرتان حين دلف ليطمان علي المكان و لكنه وقف مستغربا حينما وجد حسن يتمدد فوق الاريكه داخل مكتبه و يمسك بيده سيجاره يدخنها بشرود

وجيه : حسن مالك يا بني فيك حاجه انا دخلت لما لقيت المعرض مفتوح و مفيش حد من العمال فيه خوفت ليكون حرامي

ابتسم له بمجامله و قال وهو يعتدل : و مين الي امه داعيه عليه عشان يفكر يسرق حسن الباشا يا عم وجيه

ابتسم له وجيه بهم و قال : عندك حق انا الي دماغي مش  فايق لسه

نظر له باهتمام و قال : مالك يا عم وجيه شكلك مدايق و نازل بدري ليه انت وراك مشوار

رد عليه باختناق بعد ان جلس علي احد المقاعد : لا موارييش حاجه بس صحيت مخنوق قولت انزل اشم شويه هوا يمكن صدري يفك حاسس قلبي مقبوض

حسن : صلي عالنبي كده و روق و احكيلي مالك انت اتشاكلت مع اخوك لما جالك من يومين و قابلته بره الحاره

وجيه : ايوه شديت انا وهو

حسن : ليه كده

وجيه : عايزين يخلصو من حكايه التار الي بقالها اكتر من عشرين سنه انت عارف لما حصل الي حصل انا خدت بناتي و مراتي و هجيت و سبتلهم البلد بالي فيها حتي ارضي الي ورثتها اخواتي اشتروها مني بنص التمن لما لاقوني استقريت هنا و مش ناوي ارجع تاني 

حسن : طب و ايه الي طلعها في دماغهم بعد العمر ده كله و بعدين لو عايزين يحلو الموضوع ما يحلوه بعيد عنك انت في ايدك ايه تعملو

نظر له بحزن و قال : هو كان عمال يلف و يدور فالكلام و فالاخر قالي هنشوف الحكايه هترسي علي ايه و هبلغك عشان ترجع بلدك و بكفياك غربه

حسن : بس افتكر انهم ميقدروش يغصبوك علي الرجوع انت حياتك كلها بقت هنا و كمان اهل بيتك مش هيعرفو يعيشو هناك .....مر عليهم الوقت سريعا و هم يتباحثان معا و بينما كان يدلف عليهم بيبو صدح هاتف وجيه برقم اخيه فانقبض قلبه اكثر و قال : خير يا رب بيتصل ليه من بدري كده

حسن : رد عليه و شوفه عايز ايه

فتح وجيه الخط و قال : صباح الخير يا حماد خير يارب 

حماد : احنا لجينا حل لجل ما نوجفو بحور الدم الي عم تاكل فولادنا يا ولد ابوي

وجيه : طب الحمد لله ربنا معاكم

حماد : طب مش تسال هنعملو ايه لاول

وجيه بقلق : ايه

حماد : اتفجنا ان عواد يتجوز بتك 

انتفض وجيه بغضب بعد ان سمع ذلك الحديث من اخيه و قال : انت اتجننت يا حماد عايزني اضحي ببنتي و اجوزها لواحد قد ابوها عشان خاطركم انا مليش فالحكايه دي خلصوها بمعرفتكم

صرخ به حماد بقوه : كنك اجينت ايااااك هتعلي صوتك علي خوك الكبير جاعدتك فمصر نستك عوايدنا ....خلاصه الجول انت خابر زين ان بناتنا كلياتها متجوزه مفاضلش غير بتك و هي الي عليها العين كماني اني جريت فتحتها هتصغر خوك يا وجيه جدام البلد

وجيه بجنون :: يعني ابيع بنتي و ادفنها بالحياه عشان خاطر ناس عمرهم ما شفوها و اذاي تقرا فتحتها من غير ما تقولي ....صمت لحظه و قال دون تفكير : انا بتي مخطوبه لواحد هنا فالحاره و مش عندنا الفاتحه كتب كتاب بردو

حماد بغضب : لاااااااه الكلام ده حدانه فالصعيد مش حدي المصراويه انا جايلك يوم الجمعه اخدك انت و بتك و اااااني هتصرف مع العيل الي بتجول عليه ديه .....و فقط اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد اخيه ليقينه انه لن يكسر له كلمه

وقف وجيه مبهوتا وولم يستطع النطق ....نظر حسن و بيبو لبعضهما و قد فهما ما حدث ....دلف علهم كرم و الحسين و حينما وجدو الكل متجهم سال الاخير بقلق : في ايه يا جماعه مالكم شكلكو بيقول ان فيه مصيبه

وقف حسن و اتجه ناحيه باب مكتبه و قال بصوت عالي : ولاااااا احمو

حضر ذلك الشاب الذي يعمل لديه و قال : امرك يا باشا

حسن اطلع انت و العمال بره المعرض و اقفل الباب الصاج علينا مش عايز حد يدخل غير لما اندهلك سااااامع

استغرب الشاب كثيرا و لكنه لم يقوي علي الاعتراض ...تحرك من امامه وهو يقول : من عنيه يا معلم حاضر ....و فقط خرج هو و باقي العاملين ثم قام باغلاق الباب الخارجي للمكان 


                                          


              

                    


جلس حسن مكانه و قال : اهدي يا عم وجيه و كل حاجه و ليها حل

كرم : ما تفهمونا يا جدعان في ايه 

قص له بيبو الموضوع باختصار فقال الحسين بغضب : يعني ايه هاييجي ياخدكم غصب ليييه هي الحاره مافيهاش رجاله و لا ايه

حسن بعقلانيه : لو حد غريب كنا اكلناه بسنانه يا حسين بس ده اخوه الكبير مينفعش يلملو ناس غرب يتخانقو معاه

وجيه : عندك حق يا بني و ده الي هيجنني انا مش هقدر اقف لاخويا و لا اعارضه و مش هقدر ارمي بنتي فالنار دول مختارين واحد تقريبا قدي و متجوز تلاته عياله اكبر منها اعمل ايه دلوني يا ناااااس

هنا لمعت الفكره في راس بيبو وهو يقول بداخله : لن يحميها غير الباشا و عشقها له كفيل ان يحرك ذلك الحجر الذي لم يدق لاحدا يوما ...كم اتمني صديقي ان تحيا مع من تحب حتي تتذوق حلاوه الحياه....فاق من شروده علي قول وجيه : حتي لما قولتله انها مخطوبه فكر انها مقري فتحتها علي عيل صغير هيقدر يسكته بكلمتين و يفض الخطوبه 

بيبو : انا لو مكنتش متجوز اختها كنت كتبت عليها ...صمت لحظه و اكمل بخبث : مفيش غير حل واحد

نظر له الجميع باهتمام و لكن ذلك الثعلب كان ينظر له بتهديد بعدما قرا ما يدور داخل عقله و لكنه لم يهتم و قال : انت حتي لو فكرت تجوزها لاي واحد من الي اتقدمولها مش هيقدر يقف في وش اهلك انما الوحيد الي يقدر يقف لاخواتك و يحمي بنتك هو ...حسن جوزهالو و هو هيتصرف

نظر له الجميع بصدمه و قال وجيه بحزن و كسره : هو انا هدلل علي بنتي ..هي دي اخرتها بعدين انا مقدرش اخرب علي حسن عشان بس يساعدني

اهتز الباشا من حديث هذا الرجل الذي يكن له كل احترام و حزن علي نبرته المنكسره و لم يرضاها ابدا له فحسته رجولته ان يقول : اوعي تقول كده يا عم وجيه ندي ست البنات و الف مين يتمناها ....نظر للجميع بقوه و اكمل : جهزو نفسكم بكره كتب كتابي علي ندي

وقف وجيه مبهوتا و قال : كتر خيرك يابني انا مش هقبل ابدا ان اخرب بيتك عشان انقذ بنتي انا هتصرف

بيبو : هو ده الحل الوحيد يا عم وجيه عشان اهلك مش هيقدرو يقفو قدام حسن

لم ينطق. كرم و حسين بحرف بل كلا منهم يفكر في الحريق الذي سيشتعل داخل منزلهم بعد قليل بعد ان يعلن عن هذا الخبر الكارثي

وجيه : يا بني ماتاخذنيش فالكلمه ندي بترفض شباب مفيش واحد فيهم خطب قبل كده حتي استحاله تقبل بواحد متجوز

رد بيبو سريعا : تعالي نطلع نتكلم معاها و ان شاء الله تقتنع


صعدو ثلاثتهم الي منزل وجيه بعد ان ذهب كرم و حسين الي اعمالهم بناءا علي اوامر الباشا

نظرت لهم سناء بقلبا وجل من مظهرهم المتجهم و قالت : مالكم يا جماعه في ايه

حسن : اندهي ندي يا خالتي و تعالي عايزنكم في كلمتين

نظرت له بوجل و لكنها لبت طلبه ....جلست هي و ابنتها بصدمه بعد ان قص لهم وجيه ما حدث و ما ان انتهي حتي انتفضت ندي من مجلسها و هي تصرخ بجنون : ااااااايه الكلام الفارغ الي بتقولوه ده انتو اتجننتووووووو

ندددددددي.... هكذا صرخ وجيه ليحجم جنونها الوشيك اكملت بقهر و لم تهتز لصراخ ابيها : ندي ....كويس انك عارف يا بابا ان انا ندي بنتك الي عايز ترميها لواحد متجوز اتنين عشان تنقذها من جوازها لواحد متجوز تلاته ههههههه للدرجادي انا بقيت رخيصه عندك....نظرت لمن تتمناه بقهر و اكملت : و انت ...عادي كده متجوز اتنين و هتجبلهم التالته و الرابعه لو حبيت ...انت اااااايه فاكر الستات مجرد جزم تقلع و تلبس فيها برااااااحتك ...انت لو ااااااخر راجل فالدنيا عمري ما هكون علي اسمك ساااااامع

كان الشرر يتطاير من عيناه و قد اعماه الغضب بعد ان ابت عليه رجولته ان ترفضه بتلك الطريقه المهينه بالنسبه له ....وقف فجأه و هو ينظر داخل عيناها الغاضبه ....و الحزينه ثم قال : بعد اذنك يا عم وجيه عايز ندي في كلمتين ....و فقط لم ينتظر الرد بل سحبها من يدها و دلف بها داخل حجرتها و قام باغلاق الباب بقوه اهتزت هي منها و قد بدأ الخوف يحتل مكان الغضب داخلها فمهما كانت قوتها الخارجيه هي في النهايه انثي هشه بداخلها و تهابه بشده

وقف قبالتها بملامح خاليه من اي تعبير و لكن بداخله مشاهد كثيره مرت داخل عقله بطريقه عشوائيه ....كان يري امامه تلك الطفله الصغيره ذو الخمس سنوات و التي كانت ترافقه اينما ذهب و يري امامه تلك المراهقه الجميله و التي دائما ما كانت تلجأ له لتشتكي معاكسات الشباب لها ....ثم مر امامه كثيرااا من مقابلاته معها ليقنعها بالموافقه علي احد المتقدمين لخطبتها ....راي تلك الفاتنه ذات الرداء الاحمر و من بعدها تلك المهلكه التي كانت تتراقص علي اوتار قلبه و اخيرااااا.......تذكر تفاصيل حلمه القصير و الذي لم يمر عليه بضع ساعات و الذي كان سببا في مبيته داخل معرضه و لم تذق عيناه طعما للنوم حتي الان.......حينما طال شروده قررت ان تعيده الي ارض الواقع بقولها : انت جايبني هنا عشان تسمعني سكوتك

الي هنا و كفي تلك الصغيره اصبحت خطرا عليك يا ...باشا ....يجب تحجيم ما تشعر به قبل ان تحجمها هي  ...و لم يجد طريقه لذلك الا قسوته التي اعتادت عليها

نظر لها بقوه و قال : انا هتجوزك يا ندي و ده كلام نهائي .....برغم فرحه قلبها الذي تمني ان يسمع تلك الكلمه كثيرا الا ان كرامتها ابت ان يقولها بتلك الطريقه .....و قبل ان ترد عليه كان يغرس سكينا بارد داخل قلبها العاشق حينما سمعته يقول : هنتجوز سنه عالورق بس عشان خاطر ابوكي ميموتش بقهرته لو اخواته جم اخدوكي من بيته ...انا عارف انك صغيره و عايزه واحد من سنك و من حقك يكون ملكك لوحدك ....و انا واحد اكبر منك بكتير و متجوز بدل الواحده اتنين و عندي بدل العيل تلاته يعني بكل الاحوال مننفعش لبعض و الاهم من كل ده ان مش قادر اشوفك غير اخت ليا و بس ...تنفس بعمق و اكمل وهو يتفرس وجهها الذي تحول الي اللون الاحمر القاني و اكمل : يعني دماغك الجزمه دي لازم تلين شويه عشان خاطر ابوكي ...و انا اوعدك اني هعاملك زي خديجه بالظبط و اكتر كمان ...بس.....نظر لها بوعيد و اكمل : الاتفاق ده سر بيني و بينك 

ببراعه تحسد عليها خبأت نزيف روحها و قالت : ست شهور....نظر لها بعدم فهم فاكملت بكبرياء عاشقه لن يزلها العشق ابدااا : هنتجوز ست شهور و بس مش هقدر اقعد علي زمتك سنه اضيعها من عمري عالفاضي

غضب ....كل ما تراه داخل عينه غضب ستهلك لا محاله اذا حاولت ان تنطق حرفا اخر او تعارضه فيما انتوي

ابتسم بشر و قال بعد ان ضربها علي وجنتها عده ضربات خفيفه : اسمعي الكلام يا قطه انتي واقفه قدام الباشاااا سامعه الي اقوله هيتنفذ انا عارف بعمل ايه مش حته عيله بشخه هتعارضني

نظرت له بتحدي قد انقاد بداخلها و هي تتوعد له و تقسم بكل ذره عشق تحملها له و بكل لحظه الم عاشتها بسببه ان تذيقه ما لا يقوي بشر علي تحمله فقالت : تماااام ...سنه ...هتجوزك سنه...هكون علي زمتك سنه....بس يارب تقدر تستحمل يا ....باشاااااا


            


              

                    


بعد ان اعلنت موافقتها ذهب الي بيته و طلب من امه ان يتحدث معها علي انفراد تحت نظرات النساء المستغربه 

و بعد ان جلسا معا داخل حجرتها اخذ نفسا عميقا و قال : انا هتجوز ياما

ضربت فاطمه علي صدرها بيدها و قالت : يا مصيبتي ااايه الي بتقوله ده يا ولدي

نظر لها بهدوء و قال : هتجوز ندي ياما ايه الغريب فالي بقولو

صدمه ...كل ما راه علي وجهها صدمه و التي تحولت بعد بضع ثواني الي فرحه كبيره ملات ملامحها و هي تقول : و النبي بجد يا فرحت قلبك يام الباشا ياما كان نفسي اجوزها لواحد فيكم ...البت خساره تروح لحد تاني ..احكيلي ايه الي طلعها فدماغك ياولا هي احلوت في عينك امبارح صح ..و هي وافقت و لا لسه مفتحتهاش

ابتسم بغلب و قال : اهدي يا حاجه في ايه انتي ما صدقتي اصبري عليا احكيلك الي حصل و انتي هتفهمي...نظرت له باستفهام فقص عليها كل ما حدث ثم قال بعدها : انا عارف انها هتتظلم معايه البت صغيره و حرام تتجوز واحد اكبر منها بكل السنين دي لا و كمان متجوز غيرها اتنين بس انا عم وجيه صعب عليا ...لو تشوفي كسرته وهو بيتكلم مقدرتش اشوفه بيغرق و ممدلوش ايدي ...بس الي حارقني ان هي بس الي هتتظلم فالحكايه دي ....علي يدك رفضت شباب زي الورد كانو يتمنولها الرضي ترضي و كمان كلام الناس مش هيرحمها الكل هيفكر انها طمعانه فيا و لا لفت عليا عشان تخطفني من مرتاتي ...بس انا ملقتش حل غير ده ..دبريني ياما اعمل ايه الي عملته صح و لا غلط 

نظرت له بحنان و هي تشعر بكل ذلك التخبط و الذي لاول مره تراه داخل ولدها الغالي و قالت بحكمه : انتي عملت عين العقل يا ولدي ...البت حلوه و جدعه و انت بنفسك بتقول الف مين يتمناها ...تنفست بهم و اكملت : احنا ظلمناك من الاول يابني الاول لما ابوك غصب عليك تتجوز بت عمك و بعدها لما جبرتك تتجوز عشان الخلفه ...مدنكش الحق انك تختار شريكه حياتك و لا صبرنا عليك لما قلبك يحب و تتعلق بوحده و تيجي تقول هي دي الي عايزها ...كله نصيب و متعرفش الخير فين ...و يمكن هي دي الي تحرك قلبك يا ولدي و تخليك تدوق الحب الي حرمناك منه بجهلنا ...عيش يا ولدي و اديها و ادي لنفسك فرصه ...بس متقفلش باب قلبك و تعاند معاها 

شعر بالتيه وهو يستمع لحديث امه الغاليه و لكن ايضا عناده جعله يرفض بداخله كل ما يشعر به و قال لحاله : امك بتتكلم كده فكراه جواز حقيقي ههههه يلا زي ما تيجي بقي


جلس ببرود يستمع لصراخ عزه الجنوني بعد ان فجر القنبله في وجههم مما جعلها تصيح بهستيريا : يا لهووووي هتتجوز علياااا يا حسن ليييييه دانا ايدالك صوابعي العشره شمع و بتمنالك الرضي ترضي ...طب لما اتجوزت علي بت عمك كان ليك عزر انما دلوقت اييييييه فراغه عين و خلاااالص ...نظرت لايناس التي تجلس و هي تبكي بصمت و قالت : ما تنطقي يااااا وليه مش جوزك ده 

نظرت لها بحزن و قالت : انا جربت الي انتي فيه ده قبل كده و روحي كانت بتتقطع جوايا ...بس دلوقت خلاص اخدت علي كده و ممكن بعد سنه تلاقيه جايب الرابعه ...انصحك متتعبيش نفسك عشان الي عايزه هو الي هيحصل لو اتقلبتي قرد قدامه

صرخت عزه قائله بقوه : علي جسسسسستي لو ده حصل سااااااامع

علي ورقتك ....هكذا قال بهدوء مثير للاعصاب نظرت له بصدمه فاكمل : انا هتجوز بكره مش عاجبك لمي هدومك و علي بيت ابوكي و المأذون الي هيكتب ندي علي اسمي هيكون قبلها مطلقك ...وقف ناويا الذهاب و لكن قال بتجبر : شوفي حالك يا بت الناس و انا معاكي فاي قرار مش هجبرك علي حاجه......و فقط ترك لهم المنزل باكمله و هبط الي الاسفل حتي بجهز للاحتفال غدا


الكل في حاله صدمه داخل حاره الباشا ...كيف و متي و لماذا .....ايعقل ان تلك الفاتنه التي رفضت خيره الشباب تصبح زوجه ثالثه لهذا الهمجي القاسي ....وقف محيي وهو يكاد يبكي من القهر وهو يقول لاحد اصدقائه : ازااااي ان عقلي هيشت مني بقي عماله ترفض عرسان اشكال و الوان و فالاخر تبقي ضره لاتنين

الشاب بخبث : الفلوس يا صاحبي تعمل اكتر من كده

محيي : لاااااا ندي مش بتاعه فلوس و بعدين ما محمود العسال كان غني و ابوه من اكبر تجار الخشب و بردو رفضته

الشاب : يبقي هو بقي البت احلوت في عينه انت مشوفتهوش امبارح كان ماشي بيها في وسط الحاره وهو مكلبش فاديها ازاي كان حد هيخطفها منه ...هي متجيش غير كده البت لما لبست و اتزوقت حليت في عين الباشا و لهفها و طبعا عم وجيه عمره ما يقدر يقوله لا 


جلست مني قبالت تلك الصامته منذ ذهابه من منزلهم و قالت : اتكلمي يا قلب اختك خرجي الي جواكي متكتميش كده لا يجرالك حاجه

و كأنها كانت تنتظر تلك الاشاره لتنفجر في بكاء مرير لاول مره في حياتها لا تقوي علي مدارات ضعفها و قالت من بين بكائها : هيتجوزني عشان بس ينقذ ابويا من اخواته ....مش قادر يشوفني غير اخته....جوازنا عالورق بس لمده سنه و بعدها هيطلقني يا مني ...شهقت بقوه و اكملت بقهر : الي طول عمري بتمناه مش شايفني اصلاااا ...اعمل ايه ...هعيش معاه تحت سقف واحد ازاي ...هتعامل معاه ازاي ....هقدر اخبي الي جوايا ازاااااي ..قوليلي اعمل ايه 

احتضنتها مني بحزن و تركتها تخرج كل ما بداخلها حتي تستطيع ان تستوعب ما انتوت ان تقوله لها......بعد فتره ليست بالقصيره بدأت تهدأ الا من بعض الشهقات المتفرقه ...اخرجتها مني من بين زراعيها و قالت لها بقوه وهي تنظر لها بتصميم : خلاص عيطنا و زعلنا ...نهدي بقي كده عشان انا عايزه ندي القويه العنيده هي الي تسمعني 

نظرت لها بعدم فهم فاكملت مني بتحدي : انتي طول عمرك جدعه و قويه و عمرك ما بينتي ضعفك قدام حد ابدااااا ....يبقي لما ربنا يبعتلك فرصه عمرك الي المفروض تستغليها تقومي تنهاري كده 

نظرت لها بتيه و قالت : مش فاهمه تقصدي ايه

مني : اقصد انك طول عمرك بتموتي فالتراب الي بيخطي عليه الباشا يا قلب اختك بس متخيلتيش ابدااا انه ممكن في يوم يتقفل عليكم باب و تعيشي معاه تحت سقف واحد و اهو ربنا كتبهالك يبقي لو بتحبيه بجد الكوره بقت في ملعبك و ربنا ادالك الفرصه الي بيها تقدري تقربيه منك و تخليه ميقدرش يستغني عنك و يحبك اكتر منك كمان و بدل ما هو الي شرط عليكي ان جوازكم عالورق و مؤقت تخليه يبوس ايدك عشان تبقي ملكه و تعيشي معاه بقيت عمرك

تحمست كل خليه داخلها و نفضت حاله الضعف التي انتابتها سريعا و قالت و هي تمسح بقايا دموعها : ازااااي اعمل كده ازاي يا مني بالله عليكي قوليلي

مني : بت انتي عيزاه بجد و عندك استعداد تعملي اي حاجه عشان تفضلي جنبه و لا كبريائك هياخدك و تقولي لا ده متجوز و لا انا مبدئش و الكلام الي مبياكلش عيش ده

ردت عليها بقوه : لا مش هقول كده و الله و هعمل اي حاجه عشان يحبني بس قوليلي اعمل ايه 

ابتسمت مني بمكر و قالت : هقولك يا قلب اختك ...ان ما خليته يعشقك مبقاش انا ...يلا استعنا عالشقي بالله 

ماذا سيحدث يا تري

سنري


انتظروووووووني


بقلم. /  فريده الحلواني 


يتبع

***************** قلب الباشا *******************


                     


            🌹🌹 فريده الحلواني 🌹🌹


 - 💙الفصل الخامس💙 - ا                  

                                          

 

_____________


تزينت حاره الباشا بالاضواء الملونه بعد ان اجبر الباشا العمال علي السهر طوال الليل ليكون المكان جاهز للاحتفال قبل ان تشرق شمس يوما جديد


و ها قد اشرقت شمسه بعدما تجهز هو و امه و اخته ليذهبو الي تلك العنيده ليفاجؤها بما اتفقو عليه

بينما كانت سناء و مني و ندي يقومون بترتيب المنزل لاستقبال الضيوف ليلا سمعو صوت زغاريط تقترب من منزلهم ...فتحت مني الباب سريعا و ابتسمت باتساع حينما وجدت ام الباشا و خديجه امامها فقالت بترحيب و فرحه كبيره : يا اهلا يا اهلا داحنا زارنا النبي يا حاجه تعالو اتفضلو

فاطمه : يذيد فضلك يا بت الاصول

و حينما تقدمت للداخل رات  امامها ندي تستقبلها بابتسامه خجله يشوبها الحيره من تلك الزياره ...و لكن اتسعت تلك الابتسامه حينما اختطفتها ام الباشا داخل احضانها و قد استشعرت الفرحه حينما قالت : تعالي يا غاليه يا مرات الغالي اخيرااا ربنا قبل دعايه و جعلك من نصيب ابني

وقفت متصنمه بعد سماع تلك الكلمات و تلك المرأه التي تعلمت من الزمن ما لا تعلمه اكبر الجامعات شعرت بحيرتها فاخرجتها من بين يديها و قالت و هي تجلسها بجانبها فوق الاريكه ؛ متستغربيش يا بتي انا كنت بتمناكي لواحد من ولادي و من زمان كمان بس لما كل واحد راح لنصيبه كنت بقول ديما خساره و الف خساره لو كان عندي ولد تالت مكنتش سيبتك ابدا ...و اهو ربنا مكسرش بخاطري و جعلك من نصيب اغلي الغوالي ....نظرت لها بحنان و اكملت بتمني : انا هقولك قدام امك و اختك كلمتين حطيهم حلقه في ودنك يا بتي .....تنبهت جميع حواسها لها فاكملت : ابني حسن اتظلم من صغره ابوه جبره علي بت عمه الي مكنش بيطيقها و بعدها انا الي اخترتله عزه عشان الخلفه وهو وافق عشان يرضيني ...بس طول عمره شقيان و شايل الحمل من صغره و ملقاش الي تطبطب علي قلبه و تحسسه انها بتحبه و شرياه عشانه هو مش عشان اسمه و لا فلوسه ...و امك عارفه كل حاجه و ياما اشتكتلها مالعقربتين الي واخدهم و كانت تصبرني و تقولي معلش ربنا يهدي ...و انا اصبر و ادعيلو ربنا يريح قلبه و باله و كان موني عيني اشوف في عينه السعاده و الفرحه الي عمره ما حس بيها وهو دافن نفسه فالشغل لحد ما الدنيا سحبته جوه دوامه كبيره خلته ينسي نفسه و ينسي انه بني ادم قلبه له حق عليه...ابتسمت بتمني و قالت : و انا حاسه انك انتي الي هتفتحي قلبه يا ندي و تخليه يحس بحلاوه الدنيا الي معشهاش....ممكن تقولي عليا انانيه بس انا يا بتي ام ...ام تعبت و شقيت مع جوزها لحد ما طلعت رجاله الكل بيحلف بيهم و معنديش اغلي منهم فالدنيا و كل الي بتمناه اني اشوفهم مرتاحين

لم تستطع الرد عليها و لكن ذلك الحديث وضعته جانب حديث اختها حينما تحدثا سويا بالامس و اعطتها الكثير من النصائح التي ستجعلها تملك .....قلب الباشا.....

سناء بدموع : و الله يا حاجه الواحد ما عارف يفرح و لا يحزن 

خديجه بلهفه : لااا افرحي يا خالتي و املي الدنيا زغاريط و الله العظيم انا من اول ما عرفت الخبر و انا طايره مالفرحه هما الي اتنين لايقين علي بعض و يستاهلو بعض و الي فرحني زياده لما لقيتو من بدري بيقولي انا و امي نجلكم عشان نروح نشتريلها احلي شبكه و فستان للخطوبه 

مني : و الله طول عمره بيفهم فالاصول ربنا يباركلو

سناء : احنا مجاش في بالنا الكلام ده خالص كل حاجه حصلت بسرعه و بعدين ملوش لزوم تكلفو نفسكم يا حاجه 

فاطمه بفرحه : و احنا عندنا اعز و لا اغلي من ست الصبايا عشان نجبلها الحلو كله

فهمت الحديث بطريقه خاطئه فقالت باندفاع : طب مش الاصول بتقول انه المفروض يكون معايه و انا بشتري شبكتي و لا انا غلطانه يا خالتي

ابتسمت بخبث و قالت : لا يا قلب خالتك عداكي العيب بس الباشا واقف مستني تحت بالعربيه هو و الحسين 

احمر وجهها خجلا و لم تستطع الرد فانقذتها خديجه حينما قالت : يلا و النبي اجهزو بسرعه عشان نلحق نشتري الي عايزينو


                                  


              

                    


جلست جانبه بقلبا يكاد يخرج من قفصها الصدري و لكنها حاولت مدارات فرحتها بجلوسها جانبه لاول مره....و قد كانت وحيده معه بعد ان صممت امه ان تتركهم وحدهم و الباقي يكون مع الحسين 

تفاجأت به يقول وهو يركز فالقياده دون ان ينظر لها : هتجيبي الفستان منين

ندي : من مول .......هو قريب من الصاغه عشان منلفش كتير كمان  في محلات حلوه 

حسن : طب يا ريت تنقي حاجه مقفوله ...كادت ان تبتسم و لكنها انمحت سريعا حينما اكمل : عشان مخليش ليله اهلك سوده 

هل تصمت   ...لا و الله التفت لتواجهه و هي تقول بغضب : انت مالك عايش الدور و مصدق نفسك اوي كده ليه ...انت ناا...ااااااه . ......هكذا صرخت بفزع بعدما كادت ان يرتطم راسها بمقدمه السياره حينما اوقفها بهمجيه دون ان يعبأ لا بها و لا بمن ياتي من خلفه ...و قبل ان تتفوه بحرف كان يمسكها من زراعها بقوه و يقول وهو يجز علي اسنانه : ااااسمعي يا بت انتي ...طريقتك دي متاكولش معايا تتكلمي باحترام معاياااا سامعه...انتي هتبقي مرات حسن الباشا يعني محسوبه عليا ....النفس الي هتاخديه هتتحاسبي عليه ....انسي ندي المسترجله و الي بتمشي تشاكل في طوب الارض .. من هنا و رايح تعملي حساب للكلمه قبل ما تنطقيها فااااهمه

حطي في دماغك انك بقيتي.. ..مراتي......مرات حسن الباشا... .....فليذهب كل ما قاله الي الجحيم و ليقطع زراعها المتالم تحت انامله الغليظه و يبقي فقط .....بقيتي مراتي ......مرات حسن الباشا

وجدها تنظر له ببلاهه بعد ان كانت جمره مشتعله من الغضب و ما ذاد استغرابه تلك اللمعه التي تنير عيناها ...صمت قليلا وهو ينتظر انفجارها به و لكنه ترك زراعها و جحظت عيناه بصدمه حينما سمعها تقول بمنتهي الهدوء و نبره شجيه تشي بالكثير : الباشا يؤمر و انا عليا انفذ و بس ...متقلقش يا حسن انا مش صغيره و عارفه كويس الوضع الجديد الي هكون فيه و عمررري ابدااا ما اخلي شكلك وحش قدام حد بسببي و لا اتصرف تصرف ميليقش .....بمرات الباشا

ابتسم لها بحلاوه و لم يتفوه بحرف بل عاد للقياده مره اخري و هو يشير للسائقين من حوله باعتزار


مر اليوم بسلام بعد ان قامو بشراء الكثير من الحلي الذهبيه بناء علي رغبته و تحت رفضها القاطع لهذا الكم ما كان منه الا ان يصر علي رائيه ليشعرها انها ليست اقل من مثيلتها بل هي الاغلي لديه

و ها قد جاء المأذون و جلس في المنتصف و الباشا يضع يده في يد العم وجيه و يردد ما يقال له و لكن .....هو جلس تلك الجلسه بدل المره اثنان لما تلك المره يشعر باختلاف كبير ....يوجد شىء بداخله يجبره علي الفرحه بما يحدث و لكنه لا يعرف ماهيته ....و حينما سمع الجمله المشهوره

بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكم بالخير ...ابتسم باتساع و لم يكن ذهنه حاضرا مع من يلقون عليه المباركات بل كانت عينه علي تلك الفاتنه و التي برغم ثوبها المحتشم كما امرها و زينتها البسيطه الا انها كانت مهلكه لرجولته .....بعد ان وضعت توقيعها علي وثيقه الزواج بانامل مرتعشه وقفت قبالته بعد ان مد لها يده ممسكا بكفها وهو يقول : مبروك يا عروسه .....

ردت بخجل : يباركلي فيك يا حسن ....مهلا ....مهلا ....ما بال جسدي يتحرك تجاهها دون اراده مني ....ما هذا الجنون يا حسن هل انت الان تطبع قبله ناعمه فوق جبهتها ...من اي اتيت بكل هذه الرقه ....يا الهي متي سرقت مني اول خفقه تزور قلبي ...ما ذلك الصخب داخل خافقي ....اهو يقرع طبول الفرح .....ام ....الحب

كل تلك الافكار كانت تدور في خلده حتي انه لا يعلم كيف و متي البسها شبكتها و لا كيف جلس بجانبها وهو ما زال محتفظا بيدها ....و لكن ام الباشا كانت تراقبه عن كثب و تبتسم مع كل لمحه او نفس يخرج من ولدها و قد علمت ان الحجر القابع داخل صدره قد تزحزح قليلا ....لا باس القادم افضل باذن الله


            


              

                    


جلست عزه و ايناس في شقه ام الباشا بعد ان رفضو حضور تقد قران زوجهم باخري 

كانت ايناس تنتحب بشده اما عزه فكانت شارده فيما سمعنه بالامس  ظهرت علي وجهها ابتسامه خبيثه و هي تفكر كيف تستغله لصالحها.....قاطع شرودها قول ايناس بغيظ : مالك ياختي قعده منشكحه كده ليه الي يشوفك و انتي هده الدنيا امبارح ميشوفكيش دولقت و انتي قاعده راقيه و لا علي بالك

عزه : و العياط هيفيد بايه ..نظرت لها بحقد و اكملت : خليه يفرحله يومين و بعدها هو الي هيرميها مش بره البيت بس لا بره الحاره كلها

ايناس : و ايه الي مخليكي بتتكلمي بثقه كده 

عزه : هقولك عشان تبقي معايه ااااااه مانا مش هقدر لوحدي


انقضي الاحتفال بسلام و لكن تلك الشيطانه الصغيره لم تستطع النوم قبل ان تشاكسه قليلا ....امسكت هاتفها و اتصلت عليه فقام بالرد عليها سريعا وهو يقول بلهفه : ندي ...في حاجه حصلت مالك

لم تسعها الدنيا من الفرحه بعد سماع صوته الملهوف قلقا عليها ...ردت عليه بهدوء : اهدي يا حسن مفيش حاجه

زوي بين حاجبيه باستغراب بعد ان نظر لساعه يده وجدها تخطت التانيه بعد منتصف الليل فقال : امال ايه الي مخليكي متصله دلوقت 

جزت علي اسنانها بغيظ و لكنها تمالكت حالها و قالت : كنت متصله ازاولك و كده بس انت سديت نفسي خلاص 

اطلق ضحكه صاخبه رن صداها في الفضاء حيث كان يقف امام برج الحمام ثم هدأ و قال : متبقيش ندي لو عديتي اليوم من غير مناكفه 

ضحكت هي الاخري و قالت :: طب ايه رايك بقي عقابا ليك هتخرجني بكره

حسن : و اخرجك ليه هو بكره العيد و انا معرفش

ابتسمت بحنين لتلك الذكري و قالت : فاكر يا حسن و انا صغيره كنت تاخدني فالعيد تفسحني و تقضي اليوم كله معايه ...كانت اجمل ايام عشتها في حياتي

ابتسم بهدوء هو الاخر و قال : و كانت اكتر ايام في حياتي عملت فيها مشاكل ههههه كل ما حد يعاكسك اضربه يا اشتمه هههه طول عمرك جلابه مصايب كل ده و انتي صغيره امال لو خرجت معاكي و انتي كبيره كده هعمل ايه اقتلهم 

ضحكت بدلال و قالت ؛ لا محصلتش القتل اضربهم بس و انا هساعدك ههههههه

حسن : انتي بلوه سوده و تكفير ذنوب يا ندي عارفه كده و لا لا

ردت عليه بفخر : طبعااااا عارفه و افتخر كمان

رد بغيظ : مالك يابت فرحانه كده ليه كاني بقولك بحبك يا ندي

ران الصمت فجأه بينهما برغم انه لا يقصد ابدااا ما قاله و لكن وقع الكلمه عليها كان عظيم ...وهو الاخر استغرب خفقان قلبه بعدما نطقها 

قطعت الصمت حتي لا تعطيه فرصه للتفكير و قالت بمزاح كاذب : لا ياخويا و لا احبك و لا تحبني انا عايزه اتفسح و بس

حسن : مالك يا بت شبطانه فالحكايه دي ليه انا مش فاضي عندي شغل

تصنعت البرائه و قالت : يرضيك يا حسن اهل الحاره يشمتو فيه

حسن : لا طبعا ليه بتقولي كده

ندي : عشان معروف ان تاني يوم الخطوبه العريس بيخرج مع عروسته و طبعا محدش يعرف الاتفاق الي بينا ...يرضيك يشمتو فيا و لا يقولو انك مش معبرني زي بقيت البنات

وجد.حديثها منطقي و لم يرد ان يضعها في ذلك الموقف وهو يعلم تمام العلم ما يدور داخل تلك الحاره فقال : خلاص يا ندوش و لا تزعلي نفسك هخرجك بكره عايزه تروح فين

ردت دون تفكير : اسكندريه

رد بزهول ؛ اسكندريه مره واحده كده اليوم كله هيضيع يا ندي و انا عندي شغل

ردت عليه بصدق استشعره في نبرتها : انت عمرك ما اخدت اجازه من شغلك يا حسن مجتش علي يوم تغير جو فيه صدقي هيفرق معاك اوي و طاقتك هتتجدد و النبي يا حسن بليز بليز بلييييييز

ضحك بصخب وهو يقول : رجعنا للزن بتاع زمان ..زفر بهدوء و اكمل : ماشي يا ندوش و انا مش هكسرلك كلمه ساعتين و تكوني جاهزه عشان نلحق نسافر  بدري و انا هكلم ابوكي وقت صلاه الفجر تمام 

ندي : تماااااام يا احلي ابو علي فالدنيا


            


              

                    


صعدت بجانبه و هي ممتلئه بالحماس و لكن لمعت عيناها باعجاب مغلف بالعشق حينما وجدته يرتدي بنطال من الجينس الازرق و فوقه قميصا باللون النبيذي مشمرا اكمامه الي مرفقيه و كان بالامس قد هزب لحيته الكثيفه و نظارته السوداء مع سيجارته الموضوعه بين اصبعيه ...كل هذا جعله ايقونه للرجوله ..همست بداخلها : يخربيت جمال امك ياخي هستحمل اقعد جمبك ازاااي ...صبرني ياااارب

كان يتابع كل تعابير وجهها التي تتغير بين الفينه و اخري فابتسم و قال : خلصتي فرجه و لا لسه شويه براحتك يعني لسه اليوم طويل

فاقت من شرودها به و نظرت له بشرر ثم قالت : صباح النكد يا حسن ....اغمضت عيناها و تنفست بعمق ثم اكملت : بوص انا مش هديك فرصه تبوظلي اليوم مهما استفذتني مش ههتم ...ابتسمت ببلاهه و اكملت : نبدأ مالاول بقي كاني لسه راكبه ...صباح الخير يا حسن

لم يستطع الاحتمال اكثر حين انطلقت منه ضحكاته الرجوليه و التي تهيم بها عشقا و بعدما هدأ قليلا قال : لا هو اليوم باين من اوله ...صباحك مسكر يا ندوش ...يلا توكلنا علي الله


لم يشعر بالطريق و لا طول المسافه مع حكاياتها المسليه و ضحكاتهم معا علي ذكريات طفولتها المريعه و كلما ذكرها بشىء لا يعجبها وكزته في زراعه و قالت : انا عشان بنت اصول مش هرد عليك بس انت عارف بلاويك كلها عندي ...فاكر لما قفشتك تحت بير السلم مع البت وفاء

ضحك بصخب و قال : الله يحرقك مبتنسيش حاجه ...و بعدين كان لازم تقفشيني مانتي ماشيه ورايه زي ضلي و عارفه كل حاجه حتي الي مينفعش احكيه كنتي بتعرفيه هههههه طول عمرك سوسه

ندي : سوسه ...انا سوسه ...ماشي يا حسن اعقبت قولها بوكزه في كتفه فقال بعد ان امسك كفها : اتهدي يا بت انتي من امتي بتمدي ايدك عليا

لم تسحب يدها و هو لم يفلتها 

و كأنما اتفقا الاثنان الا يفسدا سحر اللحظه ..صمتت هي ....و اكمل هو القياده

و كل واحدا منهم لا يعلم ما بداخله الا الله

وصلا الاسكندريه ...عروس البحر الابيض ....تلك المدينه الساحره ليلا و الصاخبه نهارا

جلسا معا لتناول الفطور في احدي المحال الشهيره و بعد ان انتهو طلبت منه ان يذهبا الي البحر لتمشي فوق رماله الساخنه ...


انتفض من نومه علي صوت شهقات مكتومه ...نظر حوله لم يجد زوجته بجانبه كالمعتاد امسك هاتفه ليري الوقت وجده ما زال باكرا ....اتجه الي الخارج وجد زوجته تجلس و هي منهاره من البكاء و من الواضح انها ظلت هكذا طوال الليل ....برغم فتور العلاقه بينهم فالاونه الوخيره الا انه مازال يحبها 

جلست بجانبها و قال بلهفه : مالك يا سماح انتي تعبانه فيكي حاجه اااانطقي

كانت تنظر له بالم و ضميرها يجلدها اكثر ابعد كل ما فعلته معه ما زال يحبها ....بكت اكثر و ارتمت داخل احضانه و هي تقول : انا اسفه يا حسين حقك عليا ..انا و الله بحبك ...و مقدرش اعيش من غيرك

ضمها بحنان و قال : انا معاكي اهو مالك بس ..اكمل بمزاح باطنه حقيقه : انتي خايفه اتجوز عليكي زي حسن و لا ايه

ابتعدت عنه و قالت بفزع : كنت اموووت و الله ..مقدرش استحمل حد يشاركني فيك يا حسين دانت حبيبي و عمري و حياتي كلها

ابتسم بحب و قال : ياااااه انا بقالي كتير اوي مسمعتش منك الكلام ده

سماح : حقك عليا انا غلطانه ...طول الليل و انا قاعده هنا جبت شريط حياتنا من اول ما اعترفتلي بحبك لحد الان ...لقيتك بتقدمي الحب و بتجبلي الخير كله و مش حارمني من حاجه ..يعني فيك كل حاجه اي ست تتمني تلاقيها في راجلها ...ده كفايه حبك و حنيتك عليا...بكت اكثر و اكملت : و انا فالمقابل عملت ايه ...نسيت كل ده و مشيت وري كلام امي لما بوظت حياتي و كنت هخسرك اكتر من مره ....حاوطت وجهه بيداها و اكملت بصدق : حقك عليا يا حبيبي انا عرفت غلطي و توبه توووبه اسمع لحد و لا اخلي حد يدخل بينا تاني ...و اوعدك من هنا و رايح مليش دعوه بيك انت و اخوك مهما حصل

مد يده يمسح دموعها ثم امسك كفيها و ازالهما من فوق وجهه و لكنه ظل محتفظا بهم و قال : يا سماح انا محبتش في حياتي غيرك حتي و انا فالجامعه شوفت بنات اشكال و الوان و لا واحده عرفت تاخد مكانك ...انا مش هحكيلك علي حسن لانك عرفاه كويس ....ليه تسمعي كلام امك الي مش بيجي من وراه غير الخراب ...امك اهم حاجه عندها مصلحتها و بس ...هي مبدأتش تزن عليكي غير بعد ما اختك خلفت بنت بالعافيه و بعد علاج سنين و في نفس الوقت عزه خلفت بدل الولد اتنين...هي كانت فاكره ان ايناس هتخلف و تكوش علي كل حاجه بعد عمر طويل بامر الله بس لما ايناس بقت كارت خسران حولت الدفه عليكي....طب انتي مش عارفه ان حسن هو الي عملنا كل ده ابويا و عمي مكنش عندهم غير معرضين واحد للجمله و التاني للتقسط و مخزن واحد ...حسن مكملش علامه و اكتفي بالثانوي و من قبلها وهو شغال مع ابويا الله يرحمه و بعد كام سنه المعرضين بقو خمسه و المخزن بقي اربعه حتي بعد ابويا ما مات كمل موقفش لحد ما الحمد لله بقي عندما تمن معارض انا و ابوكي و اخوكي و كرم مش ملاحقين علي شغلهم و طول اليوم بنلف من هنا لهنا عشان نتابع الشغل ...وهو ربنا يباركلو المعارض بتاعتو مخلي بيبو هو المسؤول عنها عشان ميتعبش حد فينا ...يبقي لو جينا للحق كل الي نملكه بتاع حسن من شقاه و تعبه و احنا ملناش غير المعرضين القدام و بس

ارتمت فوق صدره و قالت : انا غبيه حقك علي راسي يا حسين

ابعدها و قال بتمني : يعني خلاص مش هتسمعي لامك تاني و هترجعي سماح حببتي الي مفيش في طيبه قلبها

قبلته بعشق ثم قالت : انا رجعت خلاص يا حبيبي ...خوفي عليك رجعني يا حسين انا بعشقك اقسم بالله و مش هتحمل ابدا انك تبص لغيري و لما قعدت و حاسبت نفسي لقيت اني انا الي غلطانه و انا الي بضيعك من ايدي ..بس ملحوقه ...نظرت له بعشق كما السابق و قالت : سامحني

شعر بصدقها و نظراتها تخبره انها قد عادت له حبيبته الطيبه الحنونه ..لم يرد عليها بالحديث بل ما فعله كان ابلغ من اي كلام ....مال عليها مقبلا اياها بعشق و رغبه و اشتياق و بعد فتره فصلها و قال : حببتي وحشتني اوووووي


            


              

                    


انقضي اليوم و جاء الليل سريعا بعد ان تجولو في عده اماكن داخل المدينه و لم يشعرو بالوقت بل ايضا اشتري لها الكثير من الاشياء التي نالت اعجابها سواء من ثياب او حقائب حينما دلفو الي احدي المولات الشهيره

و بعد ان تناولو وجبه سمك في مطعم شهير كانا يسيران بتمهل علي الكورنيش فقالت له : عايزه ايس كريم يا حسن ...اهوووو محل عزه بتاع الجيلاتي اهوووو ....صمتت من صخبها فجأه و قالت بتقزز : عزه لااااا يغور من اسمه تعالي في جيلاتي مكرم قدام شويه 

نظر لها بزهول بعدها اطلق ضحكاته الصاخبه عليها وهو يسير معها تجاه المحل 

بعد ان صممت ان تجعله يشتري له واحده سار بجنبها وهو يقول بغيظ : بقي حسن الباشاااا يمشي عالبحر وهو بياكل ايس كريم 

ابتسمت و قالت : انسي بقي شويه الباشا و خليك في حسن ..نظرت له و اكملت : طب بزمتك انت انهارده حسيت بايه بعد اليوم الجامد الي قضيناه مع بعض ده 

ابتسم و قال بصدق : تعرفي اني اصلا مش فاكر اخر مره خرجت فيها امتي و لا ضحكت من قلبي امتي ...تنفس بعمق و اكمل : انتي رجعتيني سنين كتير يا ندي ايام ما كنت بخرج انا و بيبو يوم الاجازه او لما كنت اخدك افسحك و تصممي اني اجري وراكي فالشارع 

نظرت له بحنين و قالت : و انت مكنتش ترضي تزعلني و كنت تجري ورايا براحه عشان انا الي اكسب هههههه كنت هبله اوي

حينما وجدته ينظر لها بطريقه لم تعتادها شعرت بالخجل و ارادت ان تغير مجري الحديث فقالت : ما تجيب حته من بتاعتك يا حسن 

ضحك و قال : حتي دي منستهاش يا ندوش طول عمرك تشتري ايس كريم فراوله و فانليا و انا بحب المانجا بس كنتي بتصممي تاخدي حته من بتاعتي ههههه فاكره كنتي بتقولي ايه

ضحكت و قالت : كنت بعاكسك و اقولك مانجه بياكل مانجه هههههه.....المهم هتديني حته و لا ايه

نظر داخل عيناها و قال بهدوء : بس انتي كبرتي دلوقت مش هتقرفي تاكلي مكاني

لم تستطع مداراه عشقها و هي تقول بعيون لامعه : هات يا ابوعلي ...اعقبت قولها وهي تحاوط كفه الممسكه بالحلوي بكفها الصغير و قربتها من فمها ثم قضمت من اخر مكان اكل منه و هي تثبت عيناها داخل عيناه ....ابتعدت و قالت بوله وهي تستطعم مذاقه اللذيذ .: امممممم احلي مانجا

هو الان لا يقف فوق الارض بل يحلق في سماء السعاده و التي لم يذق طعما لها منذ زمن ...من بدايه اليوم وهو يشعر باشياء غريبه تحدث داخله و لكنه قرر ان يعيش ذلك اليوم بكل ما فيه دون اي تفكير و لا حسابات سيلغي عقله ...اليوم ...فقط

فاق من شروده بغضب حينما وضعت جزء من الحلوي فوق انفه و لكنها لم تعطيه الفرصه ليمسك بها حينما هرولت من امامه و هي تضحك بصخب

نظر لها بغيظ و قال : لو مسكتك مش هعتقك يا جزمه ...اعقب قوله بالهروله ورائها و حينما اقترب منها صرخت بخوف : خلااااص ااااسفه و الله ههههههه

استطاع الامساك بها ثم قام برفعها بيد واحده وهو يقول : هااااا ارميكي فالبحر و لا اعمل فيكي ااااايه

تعلقت في رقبته و قالت بخوف : لا و النبي اني اسف اني اسف

نظر لها بغيظ و قال : انا تخليني اجري وراكي كده يا بت الهيبه راحت خلاص

بمنتهي الجرئه وجدت حالها تلف ساقيها حول خصره بعد ان وجدت المكان خالي حولهم ثم كوبت وجهه و قالت بهمس عاشق : و لا عاش و لا كان الي يضيع هيبتك يا حسن

رغم صدمته من فعلتها الا انه تدارك حاله سريعا و اسندها بكفه من تحت مؤخرتها حتي لا تقع و لم يرد علي حديثها بل سرح في عيناها اللامعه ببريق العشق و في ذلك الوضع المهلك له و الذي يريد انهائه و لكن جسده الخائن رفض الانصياع لاوامر عقله

حينما طال صمته قالت : مالك يا ابو علي ..انت زعلت مني بجد

امسكها بيد واحده و الاخري اخذ يبعد شعرها الذي يطير مع نسمات البحر و قال بهدوء : ابو علي حاسس انه انهارده صغر اكتر من عشر سنين ...بجد شكرا عاليوم الحلو ده يا ندوش

اكملت جنونها بطبع قبله رقيقه فوق وجنته و قالت : مفيش شكر بينا ...اكملت بداخلها : يا قلب ندوش

ابتسم و قال وهو ينزلها برفق : طب يلي عشان الوضع كده بقي خطر ....اوووي

احمر وجهها خجلا و لا تنطق بل سارت امامه و هي راضيه كل الرضي علي ما حدث اليوم بل و مكتفيه به ايضا

ماذا سيحدث يا تري

سنري


انتظرووووووووووني


تكملة الرواية من هناااااااا


متابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  




تعليقات

التنقل السريع