القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ملاذى وقسوتي الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دهب عطية

 رواية ملاذى وقسوتي الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دهب عطية 




رواية ملاذى وقسوتي الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دهب عطية 


الفصل الأول🌹

الشخصيات

سالم شاهين قاضي( نجع العرب)

ذكي حكيم لم يكن يوماً هين مع جنس حواء….

قاسي في بعد الاوقات…له هيبه وهيمنه طاغية

على كل شيءٍ من حوله…..ولكن برغم من طباع شخصيته هو حنون القلب يهتم بعائلته ومسؤول عنهم..العمر٣٤عام….درس الطب ولكن لم

يعمل بشهادته…..يمتلك مصنع لصناعة المواد الغذئية

داخل نجع العرب….

حياة….الشخصية مرحه مجنونة بعد الاوقات

سريعةٍ في ردة فعلها عنيدة…ولكن داخلها قلب

انثى يشتاق لدفء وحنان رجل يحمل لها أفضل

المشاعر التي تعوضها عن حرمان طفولتها ومراهقتها

معاً … العمر٢٤عام….تعيش في نجع العرب

من يوم ان اصبح حسن زوجها ليموت حسن

وتصبح تحت سطوة سالم شاهين بالاجبار بسبب

ابنتها ورد….

فارس صديق سالم …هيظهر في الاحداث القادمة…

شخصية مرحه يمتلك صفات الصديق الحقيقي

وهو الاقرب لسالم….العمر ٣٣سنه….

ريم ابنة عم سالم….شخصية مرحه طيبة القلب

هي صديقة حياة ولاقرب لها دوماً صديقه يعتمد

عليها في كل شيء العمر ٢٢عام……

ريهام شقيقة ريم ولكن من ناحية الاب وابنة عم سالم ايضاً…. شخصية خبيث حاقدة تكره حياة

ومهوسه بسالم من صغرها يعتبر حلمها المستحيل

منذ الصغر وهي تسعى اليه…العمر ٢٧عام ..تزوجت

ثلاث مرات ولم توفق في حياتها الزوجية قط…

وهذا بسبب اهداف ما..

وليد ابن عم سالم وشقيق ريم وريهام ولكنه شقيق ريهام من نفس الام ! …شخصية خبيث مزواج بكثرة يبدل النساء كاملابسه …..حاقد يكره سالم

بشدة بسبب مكانته في نجع العرب ولذي وصل

لها في وقت قياسي…..العمر ٣٥عام

~~~~~~~~~~~~~~~

نهض من على مقعده قائلاً بغضب والعروقه برزة

في جبهته بتشنج واضح بعد حديث والده معه….

“تتجوز؟… مين ده اللي يجرأ يتجوز مرات حسن شاهين ..”

رد والده بغيظًا شديدًا منه…

قعد يا سالم انت مضايق ليه؟ ده حقها انها تعيش حياتها فات على موت اخوك تلات سنين وهي عايشه معانا ولا فتحت ده عن ده ..وانت اللي بتتحكم فيها لا وكمان منعها تخرج من باب البيت وهي صابره عشان خاطر بنتها الصغيره….. لكن كفايه لحد كده ياسالم طالما رافض انك تجوزها وتربي بنت اخوك سبها لابن عمك وهو أولى بيها و وليد برضه من ريحة المرحوم ..”

شعر بدماء تغلي في عروقه من حديث والده عن زواجها من شخص اخر …انفعل بشدة وصرخ

بحده كالمغيب…

“انت بتقول إيه يابوي حياة مش هتجوز غيري “

اتسعت عينا رافت بعد تصريح ابنه العصبي

ثم ابتسم بعدها بمكر وهو يسأله بخبث…..

“يعني ابلغ وليد ان حياة بقت مخطوبه لسالم دلوقتي..”

اخذ مفاتيح سيارته ونهض من جلسته مُجيب

عليه بتهكم….

“اعمل اللي تعمله انا لازم امشي دلوقتي

عشان المصنع …. “

خرج من مكتب والده وجدها تقف على اول سلالم

الدرج تنزل دموعها بلا توقف ويبدو انها سمعت حديثه هو ووالده العالِ …كانت ترتدي عبائة

فضفاضة محتشمة تخفي بها انوثتها وقوامها الممشوق وعلى راسها تلف جحاب ناعم رقيق

يزيد جمال وجهها الجميل وعينيها ذات البني

الداكن التي تتألق بالكحل الاسود العربي

عليها….

اقترب منها ببطء وعيناه تحاصر عينيها ..

توترت من قربه فهي تخشاه بشدة و تكرهه ايضاً بقوة…… هيئته وقوته وقسوته وجفاء معاملته معها تجعلها صامته مسالمه امام اوامره الحارقة لروحها …

وصل امامها قائلا بحدة

“اسمعيني ياحضريه انتِ ..انا بدِويِ وااه بتكلم زي بلاد البندر ومتعلم فيها لكن انا عرباوي ومطبع بطبع العرب وعيشين في صحراء زي مانتِ شايفه مفيهاش حد غريب اهلنا وناسنا وانا وانتِ عمرنا

ماتفقنا ولا قبلنا بعض بس للأسف جه اليوم اللي اتجوز فيه حضريه لا وكمان من اسكندريه ..”

قال الاسم الأخير بسخرية لإذاعة وتابع حديثه

بـ…

“اوعي تفكري ان جوازك مني هيغير حاجه من معاملتي ليكِ لا انتِ زي مانتِ في نظري بنت

البندر اللي لا ليها اصل ولا فصل ايش كان يجول حسن انك ااه كنتي في ملجأ….. ممم ولا مو مصدق ان أنتِ بقيتي من عيلة شاهين لا ونبغي نتزوجك كمان….. وهتنولي الشرف مرتين مره مرات حسن اخوي ومره مراتي مم …”

ارتعشت شفتيها قائلة بضعف وحزن…

“بس انا يا دكتور سالم مش عايزه اتجوز انا عايزه اعيش على بنتي بلاش جواز و اوعدك مش هطلع من البيت ده غير على قبري زي ماحضرتك قولت قبل كده ….”

نظر لها قال ببرود وهو يشير على نفسه بتعالِ…

“مش بمزاجك ياحضريه دا بمزاج حضرتي ولم حضرتي ياامر الحريم تنفذ …ولا إيه يابنت الاصول ..”انهأ الجمله بلهجة ساخره…..

انزلت مقلتاها بانكسار واصبحت تلعنه في سرها

بافظع الكلمات فاقت على صوته الصارم بحدة…

“هتفضلي وقفه كده كتير ياحضريه على فوق …”

نظرت الى عيناه السوداء الغاضبة ..وصعدت بعد ان القت عليه نظرة مُشتعلة بالغيظ والكره …

نظر لها ببرود بعد ان صعدت وتمتم قائلاً بتوعد

“هدفعك تمن النظره دي بس لم ارجع ….”

—————————————————

وصل سالم الى قاعة كبيرة يستخدمها لإدارة

شئون (نجع العرب)كاقاضي وحاكم ينهي به

جلس على مقعده الكبير وسط هذه الغرفة

الشاسعه…واشار الى رجل عملاق من رجاله

قال بخشونة

“جابر دخل ……الناس اللي وقفه بره …”

رد جابر بإحترام

“اوامرك ياكبير ….”

دخل رجل في عمر الثلاثين ويبدو عليه الشقاء ولعناء وطيبة ايضاً..ودخل ورآه رجل…. رجل اخر اكبر سنٍ بشوش الوجه وعلى جبهته علامة صلاه …

نظر سالم لهم بتفحص قال بشموخ وهو يرحب

بهم…..

“شااخباركم نورتو…….اتفضله….. ويش فيه بينكم

انت واخوك محمد……”

رد الرجل الاصغر سنٍ قال بقلة حيلة…

“الحكاية عنده هو ياكبير النجع …اخوي الكبير يريد يحرمني انا وأخواتي البنات من ورث ابوي… يرضيك كده ياكبير نجع العرب …عايز يخالف

شرع ربنا …. “

نظر سالم الى منعم منتظر رده على إتهام شقيقة

الأصغر محمد ..

“ايش رايك في الكلام ده يامنعم….. انت تريد

تحرم اخواتك البنات من ورثهم وكمان هتحرم اخوك معاهم ..”

رد منعم بحدةٍ وسخريةٍ….

” دي عادتنا ياقاضي نجع العرب ..الحريم مالهمش

ورث عندنا …..”

شعر سالم ان حديثه بادي بتقليل من شأنه

وشعر ايضاً انه لا يخجل من فعلته ….

حاول سالم الامساك بصبر ولو للاحظة فالا أحد

يقدر على تحدث معه بهذهِ الطريقة التي يتحدث

بها المدعو منعم ….

“معاك حق من عوايدنا اننا نخالف شرع ربنا …. بس نبغي نفهم منك انت رافض تعطي اخوك ورثه ليه متصنف من الحريم إياك ….”

رد منعم بسرعة ونفي….

“لا بس انا عرضت عليه نقسم ورث ابوي علينا

احنا الاتنين بس هو رفض وصمم قبل ماياخد

جرش واحد اعطي لاخواتي البنات حقهم ..وانا قولتله اني هعطيهم مبلغ بسيط كده من الورث ا …”

قاطعه سالم قال بسخط…

“هتعطيهم صدقه يعني ، ولا وفيك الخير ياولاد

العم ، كمل يامنعم ساكت ليه ..ولا اكمل انا

عنك فى قررت تشيل لحالك… وتمن الفلوس

الى هتورثها من ابوك ، طب لم تقابل ربنا هتقوله

إيه …والغريبه ان علامة الصلاة على جبهتك

يعني عارف ربنا…… واكيد جه وقت عليك وقرأت

القران ووقفت عند سوره معينه بتقول

(بسم الله الرحمن الرحيم …

يوصيكم الله في اولـٰدكم للذكرِ مِثل حظِ الأنثيـين )

صدق الله العظيم ….في نفس الاية ربك قال

…بسم الله الرحمن الرحيم

(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنـٰتٍ تجرىِ من تحتها الأنهـٰر خـٰلدِين فيها…)صدق

الله العظيم ….وطبعاً اللي هيخالف حدود الله

هينول عكس اللي ربنا ذكره….ها اي رايك ياحج

منعم ….”

زمجر الرجل قليلاً وهو يتطلع الى شقيقة محمد الاصغر الذي يحدق به لعله يتراجع عن قراره

هتف منعم بعض برهة بتشتت واضح…

“بس دي عادتنا ومش لازم نغَيرهَا …”

رد عليه سالم قائلا بثبات….

“عادات غلط لا الشرع حلالها ولا ربنا ورسول

وصى بيها بالعكس ربنا اكد ان الست ليها حق

تورث مع الراجل وراجل ربنا كرمه لم اعطاه مثل حظ

الاثنين ….وبعدين بلاش مماطلة في الحديث انت عارف انك لو منعت اخواتك البنات واخوك من الورث هتكون بتشيل ذنب إنت مش قده وراح يضله متعلق في رقبتك لحد يوم الدين ….وانا مش بغصبك ياحج منعم انت اكبر مني وفاهم دينك إيه ….”

هذا هو سالم يرمي نصيحته في وجه احدهم وياتي بادله واثبات تجعل المعارض حائراً وبعد ان يكتشف حيرته يتركه قال افعل ماشئت …

لم تكن كل المشاكل المطروح دوماً من هذا النوع ولكن اكثرها تكن من اجل ورث وطمع وعادات مزال متمسك بها البعض حتى بعد علمهم انها تخالف شرع الله وكتابه الكريم …..

قال منعم بعد صمت متلعثم بحرج …

“انا محتاج اعيد كلامك في دماغي ياكبير وان شاء الله هعمل الى ربنا يقدرني عليه….”

ابتسم محمد بامل وقال….

“الله يرضى عليك ياخوي صلي استخاره وتقرب من ربنا واكيد هيلهمك بي اللي يرضى لينا وليك …”

اومأ الرجل قال بحرج….

“الله المستعان ، بعد اذنك ياسالم بيه ….”

اوما سالم له براسه وغادر الأخوة مع بعضهم

مال جابر هذا الضخم الذي يعتبر ذراع سالم اليمين

يسأل سالم بتعجب…

“ليه كلمته بالحسنى ياكبير كان بامكانك تجبره

انه يتنزل لاخواته عن ورثهم …”

رد عليه سالم قائلا بخشونة متريثاً…..

“في حاجات لا تسير بالقوة ياجابر لازم تيجي عن إقتناع….. ومنعم راجل كبير وعارف دينه كويس لكن ساعات العادات اللي تربينه عليها بتجبارنا نعملها بدون ما نفكر حرام ولا حلال وكله عشان اللي حواليك مايحكي عنك شين…”

اومأ جابر بتفهم وابتسم قائلا بإعجاب من حديث

سالم الذي دوماً يفاجئه بتفكيره وحكمته وذكاؤه

مع اهالي هذا النجع …

“بصراحه ياسالم بيه انت قليل اوي على انك تكون

قاضي بس في نجع العرب …”

“إيه حكاوي الحريم ديه ياجابر …”

دوى من خلفهم صوت بغيض خرج من لسان

وليد ابن عم سالم الذي دلف

الى القاعة بعدها….جالساً على مقعداً ما بجانب

سالم قال بغلاظة…

“اي ياسالم ياابن عمي مش تنقي رجالتك

اللي مش فالحين غير في تطبيل ليك…”

هتف سالم بغضب

“ولــــــيــــد…….هتقعد هنا تقعد بأدبك انا مش بحب الطريقه الرخيصه دي في الحديث …”

نظر وليد الى جابر الذي ابتسم نحوه بتشفي

ثم التفت الى سالم مخفف من بغضه الواضح إليه…

“حقك عليه ياابن عمي ..اصلي مزاجي مش رايق اليومين دول …..”

نظر له قال بستهزاء سائلاً بسخط…

“ليه ان شاء الله … بدور على عروسه مكان اللي طلقتها …”

ابتسم وليد بمكر حاول اخفاءه متابع بحزن

“بصراحه انا طلقت الحريم كلها اللي كانت على ذمتي وناوي اختم حياتي مع واحده بس ….هو عمي رافت مش حكيلك ولا إيه اني نبغي مرات المرحوم

زوجه ليا…. “

نهض سالم بغضب بعد ان سمع باقي حديثه…

“وليد .”..اشار بيداه الى آلرجال الذين يقفون في

قاعة المجلس …برحيل فهم الجميع اشارته فوراً

وتركوهم وحدهم….مسك وليد فجأه من لياقة

جلبابه الأبيض بقوة وهو يهدر من بين اسنانه بحده….

“عيب تكلم عن حريم بيت رافت شاهين في

قاعة مجلس مليانه رجاله في كل حته ….

وكمان اللي بتكلم عليها ديه هتكون مراتي….

ومن هنا لوقتها ما نريد تخطي برجلك عتبت

البيت تاني…..”

ترك لياقة جلبابه الأبيض قال باستفزاز وهو

يربت على كتفه ببرود..

“وااه نسيت أخبرك….طلبك مرفوض وبلغت الحج رافت يبلغك بيه بس شكله نسي …فى انا ببلغك

بنفسي ….”

نظر له وليد بغل وحقد ثم ترك القاعة وذهب وهو يلعنه ويلعن هذا الحظ الذي دوماً يرافق هذا السالم وحده.. ..

___________________________________

تقف في المطبخ ذو المساحة الكبيرة

تبأشر الطعام مع خدم البيت الكبير …..

قالت بسعادة

“انا هحضر حاجه حلوه لورد يامريم وكملي إنتِ

وام خالد بقيت الاكل ….”

اومأت مريم بإجابية مع ابتسامة رقيقةٍ

ابتسمت ام خالد السيدة الكبيرة قائله بود …

“متقلقيش ياحياه يابنتي كل حاجه هتبقى جاهزه

في معادها ….اعملي انتي الحلا لورد وفرحيها .”

ابتسمت حياة قائلة بسعادة ..

“انا هعمل كريم كراميل للبيت كله وهعمل حسابكم

كمان …..”

بدات تفتح الادراج تبحث عن المكونات بحماس وابتسامة تزين ثغرها …..

دخلت ورد ذات الأربعة سنوات على حياة في المطبخ فتاة جميلة رقيقة عنيده ..تشبه امها في

كل شيء في ملامحها وفي بعض الطباع …

“ماما …… بتعملي إيه …”

تركت حياة ما بيداها وهبطت لمستوى الصغيرة

وابتسمت بامومة وهي تمرر أصبعها على انف الصغيرة قائلة بحنان …

“بعمل كريم كراميل لاحلى ورد في البيت …… “

ابتسمت ورد ببراءة وقالت..

“طب هساعدك ….”

نظرت حياة يمين ويسار وللاعلى وللاسفل كا

علامةٍ على التفكير بطريقة طفولية مضحكه ..

“بصي هو انا طبعاً نفسي تساعديني وكل حاجه

بس تيته راضيه فوق قعده لواحدها تفتكري

هتزعل لو سبناها احنا الاتنين وقعدنا هنا نعمل

الكريم كراميل وهي لوحدها فوق ….”

ردت الصغيرة بعد تفكير طفولي وقالت

“لا ياماما مينفعش خلاص انا هروح قعد معاها على ماتخلصي …..”قبلت والدتها وركضت للاعلى حيث غرفة الجدة راضية …

ابتسمت حياة بعد خروج ابنتها لتعود الى

ماكانت تنوي البدأ به ….

بعد نصف ساعه خرجت حياة الى غرفتها بعد ان وضعت الحلوه في المبرد ….

دخلت اخذت حمام بارد فاليوم من ايام الصيف

الحار بشدةٍ وبذات في المناطق الصحراوية مثل

هذا النجع …..ارتدت منامة قصيرة قطنية …

وجلست تمشط شعرها لياتي في ذهنها موقف مر عليه اكتر من شهر مع هذا السالم …

كانت تخلع حجابها بضيق فى اليوم اتت أمرأه من نساء نجع العرب لتطلبها لأبنها ..في قلب بيت

رافت شاهين كانت غافلة عن بوابل الاسئله المتناثرة

على مسامعها ، اشتدّ غيظها أكثر عندما ظلت تلك المراة السمينة تتفحص جسدها بيداها وخلعت أيضاً

حجابها بحجة رأيت شعرها الأسود الناعم وكانت المرأه في منتهى قلة الذوق معها وهي تفتفش فيها وكانها بضاعة اتت الى باب منزلها وقد دفعت بها

مالاً باهظاً ويجب التاكد من الجودة بها ! …….

احتقن وجه حياة وقتها وهتفت باستنكار وهي تنهض بغضب…..

” انتي بتعملي اي ياست انتِ …… “

مسمست المرأة السمينة شفتيها بعدم رضا

قائلة ببرود…

“ست مين ياحبيبتي….دا انا هبقى حماتك قريب اوي …..يامرات ابني…. “

لم تنسى حياة الصدمة الجالية على وجهها التي تحولت في لحظة لعتاب للجدة راضية

التي كانت تجلس معهم وشعرت بالحرج لعدم معرفة حياة بالموضوع مسبقاً ولكن كان هذا العريس رجلاً من عائلة شاهين فكانت ترى راضية انهُ المناسب بعد ان علمت ان سالم دوماً يعنف حياة وينبذها بالحديث ويظهر دوماً كرهه وغطرسته عليها ….

فى كان الأنسب رجل اخر يتزوج حياة

ويكون من عائلة شاهين …

نزلت دموعها بعد ان جلست على الفراش تنظر لحالها في المرأه بكره وعتاب فالحياة دوماً تقسى عليها حتى بعدما اصبحت زوجه وام ضربتها في عرض الحائط وجعلتها لا شيء كما كانت في بداية

حياتها….وحيده بلا سند….بلا هوايه…..

تفاجات به يدخل غرفتها فجأه كالثور الهائج نهضت هي بفزع وشعرت ان هناك كارثه فعلتها ليدخل

سالم عليها بهذا الشكل …اقترب منها صاح

بحدة بعد ان اغلق الباب بقوة عليهم….

“انتِ إيه اللي نزلك تحت ياحضريه بدون إذني… إيه كان عاجبك المهزله اللي بتحصل تحت ديه …”

بلعت ريقها قائلة بتوتر….

“انا مكنتش اعرف انها جايه عشان تطلبني لابنها

انا كنت برحب بيها كا ضيفه مش اكتر …”

رجعت للخلف ببطء وارتباك….وبدأ هو بتقدم منها

بحدةٍ وكاثور الهائج لم يهدأ بل وكان حديثها

يزيد من اشتعاله ولهيبه…. انتفض في قلبه بقوة

لا يعرف من اين خُلقت …..وقعت على الفراش بسبب توترها وقلة تركيزها بسبب عصبيته

الواضحة امام عيناها …

مالى هو عليها قال بجمود حاد…

“اسمعيني كويس انتِ هنا بس عشان خاطر بنتك لكن لو حبه تجوزي وتعيشي حياتك يبقى برا النجع

ده …وكمان لوحدك تنسي ورد نهائي.. لكن لو عايزه تفضلي هنا عشان خاطر بنتك يبقى تنسي الجواز

ومش هتطلعي من البيت ده غير على قبرك ..فهمتي ياحضريه ….”

نزلت دموعها وحاوط شعرها وجهها الشاحب بعد حديثه المتملك …هزت راسها بنعم …

شعر في لحظةٍ بالفضول نحوها يريد ان يلامس

هذا الشلال الأسود الذي يحاوط وجهها الشاحب

وآآه ان تخلى فقط عن هيبته وكبرياء رجولته معها

والقى المنطق بعرض الحائط ولمسه هذهِ الشفاه

التي ترتجف ببطء امام عينيه المظلمة ….

كل مافيها يجذبه ويحرك رجولته …..

يكرهها ويكره نفسه في كل لحظة يريد ان يقترب ويلامس ما ليس من حقه…..انها زوجة أخيك…

هل نسيت….

ظلت النظرات المتبادلة بينهم هي المحور الاساسي عين كاصقر تراقب بتفحص ..وعين حزينه مرتبكه

من هذا الوضع ….

قال بغطرسة وهو يلامس شعرها ببطء حاني…

“ويترى كنتِ نزله للست دي بشعرك كده ….”

هتفت بنفي سريع

“لاء وللهِ ياسالم انا كنت نزله بالحجاب انا لسه خلعه دلوقتي ….”

شعر بنبض عالٍ فجأه داخل ضلوعه ..مع همسها باسمه مجرداً…. نفض هذا الأحساس الذي يفترس اعماقه ولا يعرف مصدر له….

اشتدت ملامحه سريعاً وهو يقول بضيق بعد ان ترك خصلات شعرها بنفور….

“بلاش تنطقي اسمي كده تاني ياحضريه …

بلاش تنسي نفسك ولا ناسيه اخويا متجوزك منين ….”

تركها وخرج سريعاً من الغرفة ….

ولا احد يعرف انه خرج فقط حتى لا يفعل

شيء يندم عليه مع هذهِ الساحرة الصغيرة..

فاقت من هذهِ الذكرى على دمعه حزينة تنزل ببطء على وجنتيها تحدثت لنفسها بضيق

“كفايه عياط ياحياة..إنتِ هتوفقي على جوازك منه بس عشان خاطر بنتك ورد ..بس لازم تكوني اقوى من كده ..ولازم يتعلم يحترمك ويناديكي باسمك بدل اللقب رخم ده اللي كل شويه يناديكي بيه .”

قلدت صوته بستهزاء…..

“حضريه حضريه هاتي ده تعالي من هنا اسمعي ده ياحضريه …… اووووف بنادم غبي …”

صدح صوت سالم في صالة البيت الكبير…..

“سلام عليكم يااهل الدار ….”

بلعت ريقها بخوف بعد ان سمعت صوته بالاسفل

اغمضت عيناها بتوتر وللحظة خشت ان يكون

سمع سبها إليه……

نظرت لنفسها بصدمة عبر المرآة ….

“اي شغل العيال ده ياحياة مش قولنا هتبقي

جامده وهتربيه….. ايو هو كده ….”

فتحت خزانة الملابس لتخرج عباءة محتشمة… للنزول بها فقد اتى وقت طعام الغداء وحضر سالم بعض يوماً كباقي الأيام في عمله مابين المصنع

وقاعة المفاوضات …

بعد طعام الغداء في صالون البيت

يجلس الجميع سوياً ..سالم و ورد ابنة حياة

ولجدة راضية …. ورافت والد سالم …

فقدت هذه العائلة اهم شخصين بها..

الام ولاخ الاصغر (حسن) منذ سنوات …

ولكن وجود (حياة)و ( ورد) بهذا المنزل يشرقان الحيآة عليهم……

اجلس سالم ورد في احضانه قائلا بحنان

“ورد الجوري بتاعتنا…… عامله ايه انهارده …”

عانقته الصغيرة بحب وقالت ببراءة

“الحمدلله زين ……زين ياعمي ….”

ضحك الجميع عليها وعلى شقاوة هذه الورد..

اتت حياة وهي تحمل صنية عليها بعد اطباق الحلوى التي اعدتها بيدها اقتربت منهم قائلة بمحبة ولطف…

“يلا ياجماعه دوقه الكريم كراميل ده وقالولي رايكم

فيه ….”

اخذت راضيه الطبق المقدم إليها من يد حياة

قائله بطيبه …

“تسلم ايدك ياحياة يابنتي اكيد زين عشان من ايدك …..”

اخذ رافت ايضاً من يدها وهو يقول بمجاملة…

“تسلم ايدك ياحياه يابنتي وبعدين من قبل ما

دوقه انا عارف انه لا يقاوم مش اول مره ادوق من ايدك ..”

ابتسمت هي إليه بإحترام …اتت امام سالم ومدت يداها بطبق الحلوى وقالت بخفوت ..

“اتفضل يادكتور سالم ….”

رفع مقلتاه وجد خصلة كبيرة من شعرها الأسود

تخرج بوضوح من حجابها الوردي …اشتعلت عيناه

وهو ينظر الى والده والجدة راضية الذين راوها هكذا ..

نهض مره واحده قال بزمجرة …

“هاتيه على اوضتي فوق ..واعملي حسابك جوازنا

هيكون كمان اسبوع دا بعد اذنكم….”

نظر رافت له قال بصدمه…

“اسبوع مش كفايه ياسالم دا فرح ولازم النجع كله

يعرف انك اتجوزت ولا انت هتجوز سُكيتي كده

ماتقولي حاجه ياامي ..”

ردت راضية بتأكيد على حديث رافت مُضيفه باعتراض…

“صح كلامك يارافت لازم نعمل فرح وناس كلها تعرف ..”

نظر إليهم قال بنفي…

“انا مش عايز فرح ولو على الاشهار وناس تعرف فى دي حاجه بسيطه ….” ثم حول نظرة الى حياة

قال بغطرسه….

“لكن لو الحضرية نفسها يتعملها فرح زي سابق …

فى ده بقه هتكون فيها ترتيب تاني ….”

جلست على الاريكة واخذت ابنتها في احضانها وكانها تحتمي بها….و هي ترد عليه بضيق وجمود

“لا مش عايزه فرح ….ولو عليا مش عايزه جواز من الأساس بس هنعمل إيه حكم القوي …..”

نظر لها بقسوةٍ قال بهدوء مهيب

“حياه ، ياريت كمان نص ساعه تبقي في اوضتي ..”ومال قليلاً عليها تحت إنظار الجميع

قال بسخرية وتوعد

“عشان عايز ادوق عمايل أيدك …”

غادر الى الاعلى حيثُ غرفته …بلعت ريقها بارتبك

وغمغمت بتردد…

.”اطلع اوضته ازاي يعني انا عمري مادخلتها…انا مش هعمل اللي هو عايزه انا مش خدامه عنده ..”

بعد مرور نصف ساعة …

اطرقت على باب غرفته بعد ان اقنعت نفسها بعد تفكير ان تصعد لغرفة سالم وتتحدث معه في رفضها لزواج منه ورفض هذه الفكرة وانها على كامل استعداد للعيش معهم من اجل تربية ابنتها فقط تحت رعايتهم…..تمتمت قائلة بإقتناع…

“ان شاء الله لو كلمته براحه ممكن يقتنع ماهو مش معقول اكون مرات حد تاني غير حسن …”

فتح لها الباب وهو يرتدي بنطال قطني مريح

عاري الصدر يضع المنشفة حول عنقه ويبدو

انه مزال خارج من حمام غرفته الخاص ..

شهقت واغمضت عيناها وهي ممسكه صنية

عليها طبق الحلوى.. قائله بحرج وعفوية

“استغفر الله العظيم …”

فلتت منه ابتسامة بسيطة على مظهرها

المضحك ..ثم استعاد هيبته قال بصوت

أجش بارد …..

“مكسوفه من إيه ياحضريه دا انا حتى هكون جوزك عن قريب وهنعيش مع بعض في نفس الأوضة وعلى نفس السرير …..”

شهقت بعد حديثه قائلة بحدةٍ وعناد

“مستحيل طبعاً دا بعينك …”

اخذ منها الصنية التي تحملها بهدوء ووضعها

على طاولة صغيرة في قلب غرفته …ثم

في لحظة عاد إليها وسحبها في ثواني معدودة

الى داخل غرفته أغلق الباب في لحظة وحاصر

جسدها الصغير خلف ظهر الباب المُغلق

وهو يقول بحدة وهو متجهم الملامح…

“بعيني ازاي يعني ياحضريه مش فاهم هتعصي كلامي مثلاً..”

تشجعت وردت عليه قائلة بكبرياء انثى…..

“ولي لا انا من حقي اقول لا..ومن حقي اقول

اني مش بحبك ..واني بحب حسن اخوك ، وانا مش حضريه انا مرات اخوك حسن الله يرحمه ولو

مش بتحب تناديني باسمي يبقى تقولي ياام ورد

لكن بلاش اللقب المستفز ده بيحاسسني اني جايا من كوكب تاني ….”

نظر الى عنادها امامه ثم رد عليها بغرور وتسلط…

“مش سالم اللي حرمه تعطيه اوامر يعمل إيه

ويتكلم ازاي …..عارفه لو كنتِ رفضتي الجواز

مني بإحترام اكيد كنت هوافق واحترم وجهت نظرك ..لكن طالما طلبتيه بقلة احترام وبلوي دراع وعناد يبقى اعملي حسابك جوازنا هيكون كمان اسبوع ….”

كادت ان تنطق ولكن قاطعها قال بغضب

“ولو اكلمتي كلمه زياده مجتش على هوايا ..هكتب عليكي دلوقتِ …..”

كادت ان تعترض ولكن طرق على باب غرفته الذي

تستند عليه اوقفها بل افزعها ايضاً لتضع يدها

بتلقائيه على صدره العاري وتشهق شهقتٍ مكتومه

نظر الى عيناها ووجهها القريب منه ، ولمسة يدها

على صدره العاري التي كانت كالصاعقة لمشاعره الرجولية المدفونة تحت رماد حياته العملية …

نظرت له بتوتر قائلة بتلعثم…

“الباب بيخبط لو حد شافني معاك وإنت بشكل ده

هيقول عليا إيه …..”

ابتعد عنها حتى يسيطر على هذه الشهوة التي تنميها تلك الحضرية بلمستها وانفاسها الساخنة المضطربه والقريبه منه وحتى حديثها الخائف كل شيءٍ بها يثيره بشدة….رد ببرود بعد صمت طال…

“مين ؟…..”

ردت مريم الخادمة قائله …

“انا ياسالم بيه …الحج رافت مستنيك

فالمكتب “

رد عليها بخشونة…

“خلاص …..روحي أنتِ يامريم ….”

ذهبت من امام باب غرفته المغلق ….

ارتدى جلبابه الابيض قائلا بصوتٍ رخيم وهو

ينظر لها…

“الكلام اللي بينا لسه مخلصش ياحضريه ..”

فتح الباب وكادَ ان يخرج ولكن التفت لها قال بتملك وصلابة….

“ياريت بعد كده تعدلي الطرحه على راسك وتخفي

شعرك ده اصلك مش قعده لوحدك انتِ

معاكِ ناس في نفس البيت…..وعتبري ده تحذير ..”

خرج وتركها تقف في وسط الغرفة

تنظر بذهول الى إثره…….

يتبع…


الفصل الثاني🌹

جلست حياة بشرفة مع الجدة راضية

عينيها تتابع بشرود حزين منظر الأشجار والورود الذي يطل على شرفة المنزل …

سالتها راضية بنبرةٍ حانية

“مالك ياحياة يابنتي ….”

نظرت لها حياة وقالت بطريقة صريحه فهي تعتبر

راضيه بمثابة امها….

“يعني مش عارفه مالي ياماما راضيه ..هتجوز ابن ابنك كمان يومين ….”ترقرقت الدموع في عيناها

عنوة عنها وهي تهتف بعبارتها…

ابتسمت راضية بود قائلة …

” حياة انتِ عارفه انا بحبك قد إيه وبعتبرك زي حفيدتي وبنتي الصغيره كمان ، زائد بقه ان سالم طيب وابن حلال …ادي انتِ بس نفسك فرصه وقربي منه وان شاء الله هتعرفي ان كلامي عنه مش مجامله عشان هو حفيدي ….”

نظرت لها حياة بحزن وقالت بحنين ….

“بس انا لسه بحب حسن ابو بنتي، ازاي انسى واكمل مع اخوه الكبير كده عادي لا وكمان ادي نفسي فرصه أقرب من سالم طب ازاي بس …”زفرت بإختناق ناظرة امامها بحنق..

ضيقت راضيه عينيها وهي تسألها بطريقة مبهمه…

” عايزه اسألك سؤال ياحياة واعتبري مش اللي مات ده حفيدي ….”

نظرت لها حياة واجابتها بخفوت

“اتفضلي ياماما راضيه أسألي ….”

تابعت راضية بجدية….

“لو بعد الشر يعني ..كنتِ انتِ اللي موتي مكان حسن وسبتي ليه ورد صغيره مش كان هيتجوز

عشان يعوضها عن أم تانيه تربيها ويمكن كان

حبها مع الوقت ومن التعود زي اي إتنين متجوزين..”

بلعت ريقها بصعوبة وردت عليها

بإقتضاب “اكيد !….”

نظرت العجوزه في عمق عيناها بثبات…

“طب ليه الرفض ياحياة انتِ عارفه انك كده بتحرمي نفسك من متع الدنيا وانتِ لسه صغيره ولسا مشفتيش الفرح وكل اللي عشتيه مع حسن

سنتين او اقل وحتى لو قولنا انك صح في عميلك

دي ياترى حسن شايف كمان انك صح في انك تحرمي نفسك من الجواز وتحرمي بنتك من أب حنين زي سالم حفيدي ….”

نظرت للناحية الأخر بشرود… باغتتها راضيه

بجملتها التي اصابتها في صميم …

“ولا إنتِ خايفه تحبي سالم وتتعودي على وجوده في حياتك وبعدين متلقيش منه غير الفرض !…”

____________________________________

يجلس في مكتبه في المصنع الكبير

(مصنع لتصدير الفواكه ولعصائر الطازجه )

دلف اليه صديقة فارس ….قائلا بمرح

“كالعاده هاري نفسك شغل ….”

نهض سالم بإبتسامة تعلو ثغره..

“فارس …..يخرب عقلك جيت امته ….”

ابتسم فارس مجيب بسعادة وهو يسلم عليه

“لسا واصل دلوقتي بعد مالحج رافت كلمني من يومين واكد عليا معاد فرحك مجتش منك

ياصاحبي …”

فتح سالم المبرد الصغير واخرج له علبه من

العصير قائلا بود …

“اتفضل ياسيدي …”جلس امامه

ورد سالم على عتابه بهدوء بعد تنهيدة عميقة..

“انا عارف اني مأثر معاك بس الشغل قد كده على دماغي دا غير موضوع قاضي النجع ده ..الصبح

في المجلس واخر النهار في المصنع وبليل على النوم قليل اوي لم تلاقيني بقعد اتغدى مع اهلي …”

رد عليه فارس بسخرية ….

“ربنا يعينك مانا عارفك متجوز الشغل الله يكون في عون مراتك ….”

“مراتي ؟!….”

تذوق الكلمة على لسانه بإقتضاب…

ابتسم فارس وهو يسأله بتشكيك….

“ااه مراتك ..نبرتك مش عجباني إنت مغصوب ولا

اي ياشبح …”

نهض ليقف امام نافذة مكتبه التي تطل على ارض صحراويه مكان هادى لا يوجد به غير مصنعه

الكبير ….رد على سؤال رفيقه بحيره واضحه….

“مش عارف إذا كنت مغصوب فعلاً او بغصبها هي عليه ….”

نظر له فارس ومزال يجلس وراء ظهره …

“ليه بتقول كده ….انت مش عارفها كويس …”

استدار سالم له وهو يقول بحيرة أكبر….

“المشكله الحقيقي اني عارفها كويس اوي يافارس !؟..”

ساله فارس بعدم فهم ..

” مش فاهم كلامك اتكلم على طول ياسالم في

إيه…. “

“العروسه هي حياة مرات حسن الله يرحمه ..”

حدق فارس به في داهشةٍ ثم قال بعد ان استوعب

حديثه …”طب لو إنت مش مستعد تجوزها ولا حتى حبتها ليه تعمل كده من الأساس؟…”

نظر مره اخرى الى الصحراء الخالية مثل قلبه ..”مش عارف … بس بحس انها مسئوله مني

ولازم تفضل قدام عنيه دايماً عشان كده طلبت اتجوزها …لكن موضوع احبها وهل انا فعلاً مستعد اكون ليها زوج وتكون ليه زوجه دا اللي مش قادر

احدده.. لاني مش قادر اشوفها غير مرات حسن

اخوي الصغير ، وبصراحه مش قادر اديها اكتر من

كده في حياتي …”

بس إنت كده بتظلمها هي محتاجه تعيش

معاك من جديد وتنسوا اللي فات وتبدأ إنت وهي من اول السطر ….ومتزعلش مني بس حسن مات وإنت وهي لسه عايشين وللي انتَ بتفكر فيه ده غلط لازم تدي لنفسك فرصه معاها ..”ثم اردف بمزاح ليغير

هذا الجو المشحون بتوتر …

“وبعدين انا مش قادر اصدق واحد عنده اربع وتلاتين سنه و دافن نفسه في الشغل لأ عمرى حب ولا فكر في واحده مش شايف انك معقد وصعب اوي وهتتعبها معاك (ياصخره لاتهتز… ) “

ضحك سالم على هذا اللقب الذي ميقن انه يشبه

قلبه وشخصيته ..ثم رد عليه ساخراً…

“سبنالك انت السرمحا …..”

ضحك فارس معقباً…..

“ايوا كده طالما نقرتني يبقى انت زي الفل ..يلا بقه عشان انا جعان واكل البدو ده واحشني بس كترو الشحم زي مابتقوله ( اللحم )…”

ضحك سالم ونظر الى ساعة معصمه واجابه

بمزاح…

“عمرك ماهتتغير ..بس كده تمام اوي لان ده معاد غدا….. حماتك اللي مدعي عليها بتحبك …”

“هي حماتي بس ….دا بنتها وأخده دعوات

” الشعب كله عشان هتقع في دبديبي ….”

ضحك سالم وهو يخرج معلق بسخرية

“سبحان الله كل وأحد عارف قيمة نفسه ….”

____________________________________

كانت حياة تقف في المطبخ تحضر الطعام مع

الخدم …و علمت ان سالم سيأتي الى المنزل

ومعه ضيف من القاهره ….

اتت مريم قائلة بارهاق …

“الحمدلله نضفت اوضة الضيوف وخلتها مش نقصها حاجه …”

ابتسمت حياة وهي تقلب الطعام…

“برافو عليكي يامريم …”

اتت مريم عليها قائلة بود….

“قعدي انتِ ياست حياه وانا هكمل انا وام خالد

الأكل عنك …”

ردت عليها حياة وهي تطهي بصمت …

“لا يامريم خليكي استريحي شويه شكلك تعبانه “

كادت ان تعترض ولكن اشارة لها حياة بصرامه وأمر بالجلوس قليلاً بجانبهم في المطبخ على

مقعد ما ….

“سلام عليكم يااهل الدار ….”دلف سالم الى المنزل برفقة فارس …

لج الى صالون البيت الكبير برفقة صديقه ..كانت تجلس راضيه ورافت هناك ….

رافت بإبتسامة وترحيب…

“اخيراً جيت يافارس وحشتنى ياراجل …”

سلم فارس عليه وهتف بمزاح كعادته..

“انتوا اكتر بس كلامكم ده هيخليني اتشجع وقعد هنا سنه بحالها ….”

ضحكة راضيه وهي تسلم عليه بحبور…

“لا طبعاً سنه قليله خليها عشره…. العمر كله انت تنور يصاحب الغالي ..”

قبل يدها قال بمحبه ….

“وحشتيني ياحلى تيته في الدنيا بس اي الجمال

ده….. اي الحلاوه ديه بتكبري ولا بتصغري….”

ضاحكة راضية على حديثها….

“ياواد يابكاش …طول عمرك دمك خفيف يافارس ..”

” ايوا اضحكي كده محدش واخد منها حاجه

وطبعاً دمي خفيف امال هطلع زي ابن ابنك المكشر ده دايماا ..” اشارا على سالم …نظر له سالم بزمجره وتحذير ابتسم فارس وتحدث معهم في مواضيع

اخره …….

“عمووووو فارس …..”ركضت ورد لي احضان فارس بسعادة وحماس….

احتضنها فارس بحنان قائلا بمشاكسة …

“عروستي الحلوه ، عامله إيه …”

ردت بطفوليه حاده …

“الحمدلله بس زعلانه منك ليه غبت ده كله بقلي تلات شهور مشفتكش خالص…. …..”

وضع يده على وجنته قال بطريقة مسرحية…

“لا اخص عليه واطي واطي يعني..بس خلاص من هنا ورايح هاجي اشوفك كل اسبوع او اسبوعين كده يعني اي رايك …..”

غمزة له قائله بمزاح …

“هو ده الكلام تعالى بقه افرجك على الشجره بتاعتي اللي زرعتها من تلات شهور انا وماما في حوش البيت هنا …” حاولت سحبه لينهض معها…

نظر سالم الى ورد قائلاً باللطف

” ورد ….خلي موضوع الشجره ده بعدين دلوقتي لازم نتغدا وعمو فارس جعان، يلا ادخلي اعطيهم خبر اننا جينا ومستنيّن الأكل ….”

اومات له بإحترام وقالت…

“حاضر ياعمي .. هقول لماما ….”

ركضت الصغيره بحماس حيثُ المطبخ ….

ابتسم فارس قال بإعجاب….

“حلو انها بتسمع الكلام ومش عنيده ..ربنا يحفظها ويبارك لحياه فيها ….”

ردد الجميع الدعاء …إلا هو يقف شارد الذهن في هذه الزيجة التي ستبدأ بعد يومين كيف سيتعامل معها اى يضع لها حدود ام يعيش معها حياة طبيعية ولكن كيف ؟…..ظل عقله شاراً بين دومات افكاره المشتت ولأول مره يقف عند حل مشكلةٍ ما ولمخجل في الامر انه قاضي يحل امور الجميع ويخرج الحل من اعماق الظلام… وها هو ياتي عند حياته وبالأخص ان كانت حياة عائلية يقف مكتوف الأيدي غير ممسك بزمام الأمور …..

سمع صوت الخادمة تنادي عليهم ان الطعام اصبح

جاهزٍ على سفرة…..

قبل ذاك الوقت بعد ان علمت حياة بقدوم سالم

صعدت الى غرفتها واخذت حمام بارد حتى تختفي رائحة الطهي ولأرهاق في هذا الجو الحار بحمام منعش لروحها وافكارها المزدحمة بعد حديث الجده راضية …ارتدت عباءة من اللون الابيض تتناثر عليها بعض الورود الرقيقه من اللون الازرق وارتدت حجاب يليق بها حاولت ان تظبط لفت حجابها حتى لا يتحدث معها سالم مره اخرى….

هندمت نفسها امام المرآة ولم تضع اي شئ على وجهها …فقط وضعت على جسدها كريم مرطب

برائحة الورد له رائحة خفيفه على الأنف فقط

من يجلس بجانبها هو من يستنشقها بوضوح ..

نظرت لنفسها برضا ونزلت لتسلم على فارس

وتحضر معهم طعام الغداء …

______________________________________

دلفت الى غرفة الطعام كان الجميع منشغل

في طعامه وحديثه مع فارس رمت السلام

عليهم قائله بصوتٍ عذب ….

“سلام عليكم ….ازيك يادكتور فارس …”

رفع فارس عيناه عليها مردداً بإحترام

“اهل ياام ورد عامله إيه ، اخبارك …”

“الحمدلله “ردت بخفوت

كان سالم ياكل طعامه بدون ان يلتفت لها وكانها لم تاتي من الأساس ….

ابتسمت راضية لها قائلة…

” قعدي ياحياة يابنتي وقفه ليه ….”

اومات لها وكادت ان تجلس في اخر مقعد في السفرة ..قالت راضيه بسرعه

“بلاش تقعدي بعيد كده ياحياه ..روحي قعدي جمب سالم …”

فتحت شفتيها بصدمه كالبلهاء

“هااا….”

رفع سالم عيناه الى جدته بعدم رضا ….

أضاف رافت بهدوء وهو ياكل …

“يلا ياحياة يابنتي قعدي جمب جوزك عشان تاكلي هتفضلي واقفه كده كتير ….”

احمرت وجنتيها غضباً منهم جميعاً ، جلست بجانبه بإقتضاب ….

ارتبكات قليلاً وهي تاكل الطعام بالقرب منه

كان فارس مُنشغل مع ورد ويطعمها ايضاً بيده والصغيرة منسجمه جدا معه….وراضيه ورافت يتحدثون مرةٍ مع فارس ومره اخره

مع بعضهم …..

بدأ هو ياكل بصمت واختلس بعض النظرات لها متفحصها بدون ان تلاحظ، أنتبه انها تعبث في طعامها بحرج علق بسخرية محافظ على نبرة

صوته الخافته نحوها..

“مالك بتلعبي في طبق كده ليه زي العيال…”

نظرت له بحده ولم ترد ولكن غمغمت بصوتٍ خافض…

“عيال …دا انت بارد اوي ماتخليك في حالك …”

مال قليلاً عليها بعد ان سمع حديثها قال بشك وتحذير …”مين ده اللي بارد ….”

مسكت كوب الماء بتوتر ورتشفت منه قليلاً

قائله بتردد

“الـ… المايه بارده هيكون مين يعني …”

ابتسم على طريقتها الطفوليه ثم قال بستهزاء

“اكتر حاجه تميزك عن الباقي شجاعتك

ياحضريه “

نظرت له بتبرم واقتضاب وهي تهمس بداخلها …

“شجاعتي …الله يرحمها …”

تابع اكل طعامه بصمت لياتي في انفه رائحة

معطره خفيفه على الأنف ولكنها تغمر أنفه

بوضوح….. جز على اسنانه وهو ينظر لها

وجدها منشغلة في طعامها ….

نهض فجأه قائلا بخشونة..

“الحمدلله ……”

ثم التفت الى حياة سريعاً وقال ..

“ام ورد ممكن لو سمحتي تطلعي اوضتي تجبيلي ألتلفون بتاعي من فوق اصلي محتاج اعمل مكالمه مهمه ….”

رد رافت عليه بتعجب …

“طب خلي مريم تجبهولك ياسالم ..لسه حياه بتتغدا…”

نهضت حياة قائلة بحرج…

“لا انا الحمدلله شبعت ….”

ثم نظرت الى سالم وقالت…

“ان هطلع اجيب التلفون وانزل على طول …”

اومأ لها بهدوء مريب ..ثم صعدت الى الأعلى…

وعين كصقر الثاقب تتابعها ….

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

بدات تبحث عن الهاتف في كل ركن من غرفته

ولم تجده ….تفاجئت به يدخل الغرفة عليها

ويغلق الباب بالمفتاح ..إتسعت عينا حياة

وقالت برتباك…

“اي ده انت بتقفل الباب ليه ..”

اقترب منها ومسك ذراعها بقوة وهدر بغضب

“اي الزفت اللي انتِ حطاه ده…”

لم تفهم مايعنيه سألته بحماقة….

“زفت إيه انا مش فاهمه حاجه ..وبعدين إنت بتكلمني كده ليه… سيب ايدي لو سمحت ….”

قربها منه اكثر وإصطدمت بصدره …

“انتِ هتستهبلي …اللي رشى منه على جسمك

قبل ماتطلعي من اوضتك …”

نظرت له بغضب قائلة بتبرير

“انا مش رشه حاجه ده كريم مرطب بريحة الورد و…. “

نظر لها بستهزء معقباً …

“تصدقي كده انا ظلمتك ….”

نظرت له بسخرية بعد ان شعرت بسخريته

نحوها قالت بستفزاز…

“عشان تعرف بس انك ظالم …”

عالى صوته بحده

“إنتِ بتهزري …”

توترت هي قليلاً وصمتت برهبه من فرط عصبيته عليها….

قربها منه اكثر واصبحت انفاسه تحرق وجهها

الأبيض وقال بصرامة…

“بصي ياحياة لو عايزاني اكون كويس معاكي

يبقى لازم تحاولي مطلعيش عفريتي عليكِ لانك

مش هتتحملي قلبتي المره الجايا….ورد فعلي مش هيعجبك لو اللي عملتيه ده اتكرر تاني……”

نظرت الى عيناه وقسمات وجهه الرجولي ولحيته

النابتة بجاذبية، حتى في أوقات غضبه يجذب عينيها ويرهق روحها ويقلق قلبها من القادم بقربه …اغمضت عيناها بخوف حين شعرت به يقترب اكتر من وجهها …

للحظه فقد صوابه امام نظراتها المتفحصة له للحظه فقد افكاره وترتيبه في تعامل معها، افعالها وتفحصها البريء نحوه حرك الرغبة داخله حتى أقتراب وجهها من وجهه يزيده اشتعالاً ، كاد ان يقطف هذه الشفاه الحمراء التي ترتجف بدون توقف تغري رجولته أكثر …ولكن رجع الماضي امامه صورت اخيه الأصغر و وصيته عليهم قبل موته عشق حسن لها وخوفه عليها حتى وهو على فراش الموت ..ارجع له عقله الذي توقف لثواني امام عيناها الخلابة…..

ابتعد عنها فجأه قال ببرود

“تقدري تخرجي دلوقتِ…”

فتحت عيناها بحرج وصدمه من مافعلته امامه

كانت ستسلم الرايا البيضا له بدون ان يبذل اي

مجهود يُذكر ….خرجت بسرعه وهي تعنف نفسها بافظع الكلمات وعقلها لأ يتوقف عن جملةٍ واحده

(لم تخدرتي امام عيناه وامام لمسته لكِ اى كنتِ تنتظرين المزيد منه ؟.)

___________________________________

بعد ان ذهب الجميع الى النوم في غرفهم

ظلت هي مستيقظه في احضان ابنتها ورد

تفكر وتفكر ولعقل مزال مشوش ضائع بين

حديث سالم وحديث راضيه وماحدث بينهم في الغرفة او ما كان سيحدث ..وكل موقف

ولو صغير حدث بينهم لا يعني غير قسوته

وغطرسته عليها دوماً…..نهضت من على الفراش ووقفت في شرفة غرفتها بثوب صيفي انيقه وشعر يتطاير مع الهواء العابر .. وعقلها لايمل من اعادة هذا الأستسلام الذي شعرت به بقربه…

نهض من على الفراش وتحدث في الهاتف بعصبيه

“يعني إيه لغبطه في حسابات المصنع ..المحاسب فين طب اقفل وصبح انا جاي اشوف الموضوع ده …. “

اغلق الهاتف بضيق واتجه نحو شرفة غرفته

وهو ينفث سجارته بضيق ومزال عقله يفكر

في هذه الحياة التي ميقن انها اذا اصبحت

زوجته ستقلب حياته.. لكن هل ستنقلب للأفضل

ام للأسواء ؟…..

لمحها تجلس على مقعد ما في شرفة غرفتها

نظر حوله بغضب ليجد المكان خالي من البشر فالساعة متاخرة الآن ……

دخل الى غرفته مره اخره وبعث في هاتفه بغضب

مكتوم ….

مسكت هاتفها بين يداها ونظرت له وجدت رسالة

من سالم فتحت محتواها بتردد….

(ادخلي نامي ياهانم وكفايه مسخره لحد كده ..)

اكفهر وجهها منه ودخلت مغلقة باب الشرفة

خلفها توسدت الفراش بظهرها وهي تتمتم

بضجر….

“ربنا يصبرني عليك وعلى تحكماتك…بنادم بارد.. “

______________________________________

في صباح اليوم الثاني …..

كان يجلس الجميع على مادة الإفطار ….بصمت

وكانت تجلس حياة بجانب سالم ….

ظل يتابع اكلها بجواره للحظات قبل ان يقول بخفوت هاكماً….

“كُلي… مش كل ما تيجي تقعدي جمبي تفضلي تلعبي في الاكل كده ، وبدخلي اللقمه في بوقك بالعافيه ….مكسوفه من إيه ماتكلي عدل ….”

نظرت له بضيق ولوت شفتيها هامسه له بإقتضاب

“انا مش مكسوفه انا باكل عادي ..وشكراً على اهتمامك وطريقة كلامك اللي لا تقاوم بجد …”

نظر لها بعدم فهم قائلا…

“مالها طريقة كلامي …..بتتريقي …”

لم ترد عليه نظرت له بتكبر واشاحت بوجهها

ناظرة للناحية الأخرى….نظر لها بضيق ثم حرك قدمه

قليلاً تحت الطاولة ليريح اياها على قدمها الصغير

متكأ عليها قليلاً لتشعر به…

شهقت حياة بصدمه وهي تنظر له….

“هاااااا …”

نظر الجميع لها بإنتباه ….قالت راضيه بقلق

“مالك ياحياة في حاجه وجعكي …”

أحمرت وجنتها بخجل وحرج ومزال سالم يريح

قدمه عليها…بل ويأكل بهدوء وكانه لم يفعل شيء….

ردت عليها بتوتر …

“لا دا…. دي….انا بس زورت …” تنحنحت

قبل ان ترتشف القليل من الماء بحرج عاد الجميع لطعامه بفتور نظرت الى سالم بحنق هامسه بضيق

” شيل رجلك لو سمحت عيب كده …”

اتكأ اكثر على قدمها وهو يقول ببرود وسخط…

“هي دي رجلك دا انا افتكرتها رجل السفرة…..”

توسلت اياه بحرج وحنق منه…

“اديك عرفت انها رجلي…. شيل رجلك بقه عشان ميصحش كده…..”

نظر لها بحزم …

“عندك حق ميصحش…بس يصح انتي اكلمك تبصيلي بقرف ومترديش كمان عليا…. اسميه

إيه ده بقه ….”

صمتت ولم ترد عليه….قال بمكر

“ممكن تعتذري وانا هقبل اعتذارك عادي….”

نظرت له بتكبر قائلة بمهس

“مستحيل انتَ بتحلم !…”

رد عليها بمكر…

“طول عمري بحب الصعب …”

اتكأ اكثر على قدمها فتأوهت بصوتٍ مكتوم…. وهي تنظر له وجدته ينظر لها ببرود لا يخلو من الاصرار

المريض منها على عنادها وتحديها له…

عضت على شفتيها وهي تنظر لكوب الماء بجوارها

فما كان أمامها إلا ان توقع إياه على سطح الطاولة ثم تناثرت قطرات الماء على ملابسها وانتبه لها الجميع وهو اولهم وقد ارتخت قدمه عليها مما جعلها تنهض وهي تعتذر للجميع بخبث …..

“انا اسفه مخدتش بالي هجيب حاجه عشان امسحها…….”القت عليه نظره غاضبة متوعده

إليه….

اخترقت شفتاه اليابسة إبتسامة إعجاب لها..ثم لم يلبث كثيراً إلا وهو ينهض متنحنح بخشونة وهو يقول لوالده وجدته….

“انا عندي شغل مهم في المصنع هخلص وهرجع

على البيت على طول يالا يافارس هتيجي معايا

ولا قاعد “

نهض فارس بسرعة وهو يبتلع ما بي فمه…

“لا معاك طبعاً هقعد اعمل إيه يلا بينا وبالمره اتفرج على النجع ….”

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

بعد مرور ساعتين …

كانت تجلس حياة مع الجده راضيه في صالون البيت امام التلفاز ..وتطعم ورد بحب مع بعض المشاكسة الجميله من ورد لوالدتها……

دخلت في هذا الوقت ريهام شقيقة وليد وابنة عم

سالم ….”سلام عليكم …”

ابتسمت راضيه لها قائلة بسعادة وترحيب

“ريهام كيفك يابنتي …. جيتِ امته من المنصوره ..”

جلست بعد ان سلمت على جدتها ولم تعير حياة

اي اهتمام ..قائله بطيبه مزيفه

“امبارح وصلت شاخبارك ياحني

(تقصد جدتها)..وصحتك زينه…. “

اومات لها قائلة بشكر…

“الحمدلله بخير يابنتي …”

التفت ريهام الى حياة قائلة بخبث

“ازيك يامرات حسن ان شاء الله تكوني مرتاحه

معانا.. “

اومأت لها حياة بإقتضاب قائلة…

“مرتاحه ولم شوفتك ارتحت اكتر ياريهام ..”

ثم تابعت حياة بستفزاز ودلع….ض

“ايووووه نسيت نعزمو عليكِ بحاجه… تشربي إيه

ياريهام…”

نظرت ريهام لها بغل قائلة …

“لم احب اشرب حاجه هقوم اعملها بنفسي انا مش غريبه …”ثم بحثت بعينيها بفضول في أرجأ المنزل وهي تسأل راضيه بلهفة..

” هو سالم فين ياحنيي لسه نايم ..”

ردت عليها راضية وهي تعبث في سبحتها بهدوء

“لاء يابنتي دا في شغله لو كنتِ بدارتي ساعتين

بس كُنتِ لحقتيه ….”

تنهدت بحزن ثم قالت بوقاحة..

“مش مهم استنى..اصله وحشني اوي ..تعرفي ياحنيي لو فضلت اللف الدنيا دي كلها على كعب

رجلي مش هلاقي نسخه تانيه زي سالم ابن عمي ..”

ردت حياة بتبرم داخلها..

“ااه إنتِ هتقوليلي ماهو واضح …”

سألتها راضية بقلق بعد حديثها هذا عن سالم

“إنتِ جايه مع جوزك ولأ لوحدك ياريهام ..”

لوت شفتيها قال بحسره زائفة…

“جوزي هو انتِ متعرفيش اني اطلقت قبل مارجع النجع بكام يوم …”

خبطت راضيه على صدرها بصدمه

“ليه كده ياريهام دي تالت جوازه ليكِ يابنتي

وتنتهي بطلاق ..انتِ مش ناويه تعاقلي يابنتي ..”

نظرت الناحية الأخره قائة بضيق وقح..

“ما كله من حفيدك مش قادره اشوف راجل غيره ولا قدره احب غيره ….”

نظرت راضية الى حياة التي حدقت في ريهام بصدمه بعد حديثها الوقح …

وجهت راضية حديثها الى ريهام بحرج..

“مالوش لازمه الكلام ده يا ريهام اللي فات فات

وبعدين سالم هيتجوز كمان يومين …”

اتسعت مقلتيها قائلة بصدمه وحقد…

“يتجوز؟ يتجوز مين ..ومين دي اللي قدرت تغير تفكير سالم عن الحريم…. لا وكمان هيتجوزها بسرعه دي….”

نظرت حياة لها بخبث لانها تعلم جيداً انها حاقده ولا تحبها بل ودوماً تتعامل معها بتكبر وقلة تقدير

لذالك شعرت أنها فرصه لقهر تلك الشيطانه

أمامها….

ردت عليها حياة بمكر ..

“بصراحه مش عايزه اصدمك اكتر من كده بس العروسه تبقى انااا..”

يتبع…


3🌹4

“بس النجع هنا مليان بيوت وناس..

وبرغم كده المكان هادي وكل واحد قافل على

نفسه بيته ……”تحدث فارس وهو يتجول بعيناه في اركان هذهِ الغرفة الكبيرة ماتسمى بمجلس قاضي نجع العرب …


ابتسم سالم وهو ينفث سجارته مُجيباً بهدوء..

“فعلاً هي دي حيات البدو و الأماكن الصحراويه

مش زي المدينه خالص …”


أومأ له فارس بتاكيد ..


” ادخل ياحرامي ادخل ….”قال جابر جملته وهو يمسك مؤخرة عنق جلباب صبي في سن

الخامسة عشر عاماً ، دخل به الى سالم وفارس

الجالسين في قاعة المجلس الشاسع …


ساله سالم وهو يتفحص الصبي باعين ثاقبة…

“في إيه ياجابر ……ومالك مسكه كده ليه ..”


رد جابر بإحترام….وضيق من هذا الصبي…

“الواد ده بيسرق ياكبير التين من لأراضي

وبيبع اللي سرقة في سوق كل اسبوع بعد مايجمع ليه يجي تلات اقفصه من التين ….”


ظل يبكي الصبي بخوف ويتطلع على سالم بهلع

ثم بعد ان إنتهى جابر من حديثه ، جثى الصبي

على ركبته امام سالم وقبلى يده قائلاً

بدموع ورجاء…

“عشان خاطر سيدنا محمد بلاش تحبسني ابوس ايدك يابيه ، مش عشاني وللهِ بس عشان خاطر اخواتي الصغيرين..” نزلت دموع الصبي بكثرة وهو يقبل يد سالم الذي نزع يده فوراً عنه ونظر له بعتاب وهو يسأله…

” اسمك إيه ؟..”


“اسمي عمرو ….اناا عارف اني غلط لم سرقت بس محدش راضي يشغلني عنده بعد اللي عمي عمله

في ابويه بعد ماسرق ورثه… وطلع ابويه حرامي ، وانا ولله ماسرقت غير من ارض عمي عشان اأكل اخواتي اللي اصغر مني انا عارف ان السرقه حرام

بس كمان اخواتي جعانين وابوي لازم اجبله العلاج

اللي بياخده….حقك عليا ياقاضي نجع العرب بس انا كبير اخواتي وكان لازم اتصرف حتى لو هسرق ..”

مع كل حرف كانت تنزل منه دموع قلة الحيله وندم ولإنكسار ولخوف من قرار سالم وحكمه الوشيك عليه كان ينظر له بترجي، يترجاه ان يتركه فقط لإطعام أشِقّاءُ هذهِ كانت اقصى احلامه ان يطعم من هم اصغر منه مطوقين في عنقه ومسؤول عنهم …


نظر سالم له ثم قال بلهجة لا تنم على أي تعاطف

او تأثر معه…..


“احكيلي حكايتك ياعمرو عشان اعرف حكايتك قبل

ماحكم عليك بنفسي ؟!..”


ارتبك عمرو قليلاً بعد ان علم ان ليس هناك مفر

من عقاب سالم …..

“اناا كبير اخواتي وكنت في مدرسه وكان

ابويا وامي عايشين ومن كام سنه وانا عندي ١١سنه مات جدي وساب لينا عشرين فدان زراعي وبيت جدي الكبير …..وقتها كانت امي مريضه ومحتاجه عمليه ….راح ابويا عشان ياخد ورث جدي من عمي بس عمي استغل احتياج

ابويا وخد الورث بربع التمن ،وقتها ابويا باع بيتنا

الكبير عشان يكمل على فلوس العمليه ومصريف

المستشفى …. لكن امي ماتت بعد العمليه بأسبوع ورجعنا النجع وطلبنا من عمي يساعدنا رفض وأتهم ابويا بسرقه ومن ساعتها النجع كله بيتكلم علينا ان احنا بيت الحرامي وبناكل حرام

ومكنش قدامي حل غير اني اسرق من ارض عمي اللي هي ارض ابويه وعمي نصب علينا فيها وخدها منناا بأرخص تمن…. ”


سأله سالم باستغراب…

“وابوك ليه مش شغال….. ليه سابك تسرق ..”


ابتلع عمرو مافي حلقه قال بحرج…

“ابويا بعد موت امي تعب جامد بعدها… وللاسف مبقاش قادر يمشي من الضغط اللي حصله بعد فراق امي ونصب عمي عليه…. طلعت انا عشان اســ…”


نظر له سالم بعتاب واكمل عنه بخزي….

“طلعت تأكل اخواتك حرام وتعالج ابوك من الحرام مش كده ياعمرو ..”


نظر له بندم وايضاً بقلة حيلة …

فالحياة تختبره وهو مزال صغير على فهم اختبارتها له ماذا يفعل ان فقد الشخص الأمان والحنان معاً واصبح مسؤول عن صغار يحتاجون اليه ويتمنون

ان لأ يخزلهم….

رد بصدق عليه ..

“انا عارف اني غلط بس انا كنت عايز اساعدهم بقي طريقه..”


تنهد سالم ببطء ثم اخرج مبلغ كبير من جيب سترته واعطاه الى عمرو قائلاً بهدوء..

“خد ياعمرو دول عشان تجيب الاكل لاخواتك وعلاج ابوك كمان …”


ابعد عمرو يد سالم الممتدة له وقال بضيق

“انا مش عايز شفقه منك …”


نظر سالم لفعلته بصدمه وعصبيته المفرطة معه

في لحديث وايضاً فارس اندهش وهو يسمع الحديث من بدايته ولكن لم يتحدث ظل يستمع ويرى في صمت …..


توجه جابر نحو الصبي صاح بعصبية…

“انت اتجننت ياحرامي إنت ….حد يزق ايد الكبير

كده… ”


رد عمرو بجدية وهو ينظر الى سالم مره اخره تعمّد إلا ينظر او يتحدث الى هذا الجابر الذي لا يتفاهم معه أبداً ..

“انا مش عايز فلوس انا بس عايز اشتغل وصرف على اخواتي ورجعهم المدرسه من تاني ، انا عارف

انك في المصنع بتاعك مش بتعين شباب سنهم صغير بس انا ممكن اشتغل بنص تمن المرتب

الشهري بس الله يخليك شغلني وسامحني على

سرقتي لعمي …”


رد عليه سالم بخشونة …

“مالفلوس دي يااستاذ عمرو بتاعت مرتب الشهر لانك هتشتغل في المصنع من انهارده وكمان هخلي جابر يقدملك في المدرسة من تاني بس منازل يعني هتشتغل في المصنع وتدرس في لبيت واخر السنه هتنجح عشان متزعلنيش منك ،وكمان جابر بكره هينقلك انت واخوتك وابوك لبيت تاني ودي

مش شفقه ده لمصلحتي انا عشان عيني تبقى

دايماً عليك وكمان لان المصنع قريب من البيت ولمدرسه ، فاضل بقه موضوع اسامحك ممكن

اسامحك بس بشرط تنجح في كل حاجه ذكرتها

شغلك….درستك ….إخوتك…. مسئولية

ابوك وراعيتك ليه متقلش ….واكيد لو ثبّت نفسك في كل ده هسامحك ياعمرو …ها قولت إيه..”


ابتسم عمرو بسعادة وقال….

“اوعدك هعمل كل اللي طلبته مني كتر خيرك ..”


اشار سالم بيده الى رجل من رجاله الواقفين بجانبه اتى عليه احدهم

“سيد خد عمرو على المصنع وخلي المهندس علي يعلمه على مكنة الـ*** ..”


اومأ له الرجل وغادر هو وعمرو الى حيثُ المصنع


قال جابر بضيق ….

“ازاي تعمل كده بس معاه ياكبير دى عيل حرامي واكيد بيكدب …”


ضيق سالم عينيه ناظراً له بصمت قبل ان يسأله باختصار……

“بيكدب ازاي يعني الأرض اللي كان بيسرق منها

مش ارض عمه ..”


قال جابر بحرج

“ايوا ارض عمه…. ”


“طب يعني مش بيكدب لم إعترف ان سرق من ارض عمه ..”


رد عليه جابر بضيق…

“بس ياكبير احنا هنصدقه في حتة الورث ديه اكيد بيكدب عشان يفلت من العقاب ..”


نظر له سالم قال بشك …

“موضوع الورث ده انا هعرفه من الطرف التاني ”


ساله جابر بتوتر…

“اللي هو مين ؟ .”


رد عليه سالم ببساطة وهو يرمقه بشتكيك…

“عمه ! إيه مالك نبرة صوتك مش مريحاني ..”


رد عليه جابر بحرج ….

“عمه يبقى غريب الصعيدي ….وانا من رأيي

بلاش ندخل سكت غريب الصعيدي بلاش

دا راجل شراني ومش بيسيب حقه دا غير انه من

عرق صعيدي ومش بيتفاهم دايما رصاصه هو اللي

بيرد …..بلاش ياكبير ……”


ابتسم سالم بسخرية ورد عليه بسخط…

“اول مره اعرف ان دراعي اليمين دراع حرمة مش

راجل بشنبات ..”


اسلب عينيه جابر بحرج وهتف باعتذر……

“مش قصدي ياكبير انا مش خايف على نفسي

انا خايف عليك غريب الصعيدي غدار ولو وقفنا

على سكته هـ”


رفع سالم كفه للأمام كعلامةٍ تدل على أخرس

جابر عن المتابعة وبالفعل حينما سكت جابر هتف

سالم بصلابة وحزم……..

“خلّص الحديث لحد هنا غريب الصعيدي لو فعلاً واكل حق عمرو وأخواته يبقى انا اللي هجيبه ..

بس انا هأجل الموضوع لبعد بكره وساعتها هتصل بيك واقولك تجبلي غريب ازاي وعلى فين …”


غادر القاعة الكبيرة وبرفقته فارس يسير معه

وهو يتحدث إليه عن كل ماحدث داخل قاعة المجلس….


رد سالم بجدية….

“كان لازم اعمل كده يافارس إنت نسيت اني عشت

جزء بسيط من حكاية عمرو ، بس انا كان عندي أبويا وجدتي راضيه في ضهري وكمان حسن الله يرحمه كان معايا في كل خطوه فحياتي ..”

تنهد سالم بتعب لعله يقدر على اخراج ماضيه

الأسود مع عمه( بكر) وابنه( وليد )….


فلاش بااااك


“امضي يارافت بقه متتعبناش معاك ..”تحدث بكر شقيق رافت ووالد وليد بإقتضاب …


نظر رافت الى سالم ذو الخامسة عشر بقلة حيله ،

ثم وجه نظره الى شقيقه قائلا بترجي

“مش شايف يابكر ياخويه ان الفلوس قليله اوي

على الارض اللي ببعها ليك …ماانت عارف انها كل

ما أملك في ورث ابونا ..”


رد بكر بجمود ….

“مش عايز بلاش ….وخلي مراتك مرميه في المستشفى مستنيه عفو ربنا وحنية جوزها اللي بيبص على كام مليم زيادة ….مع اني شايف اني بديك اكتر من حقك لانك لأ اشتغلت في اراضي ولأ تعبت مع ابوك في حياتك زيي دايماً عايش في البندر وتعلمت هناك وجوزت وعشت كمان هناك وبعد موت ابوك جاي تطلب ورثك …… عجايب ..”انهى بكر كلامه وهو يمط شفتيه بسخط وسخرية للعينه….


ابتسم وليد قائلا بستهزاء…..

“امضي ياعمي بقه ورأنا مصالح تانيه مش نقصين

فقرة الشحاته اللي على الصبح…..”


تقدم سالم بغضب وكادَ ان يلكم وليد ولكن منع تقدُمه والده وهو يهتف له بترجي ….

“خلاص ياسالم خلاص يابني …… عفى الله عم

سلف ..”


صمت سالم ، و وقف بجوار والده بإحترام وظل يرسل الى وليد نظرات قاتله حارقة استقبلها وليد ببرود ساخر وشماته لإذاعة ..


مضى رافت على العقد واخذ نقود عملية زوجته

وخرج من الغرفة الى خارج البيت بأكمله…


كادَ ان يخرج سالم ويتبع والده ولكنه توقف

للحظات واستدار لهم قائلا بصرامه صادقة لا

تناسب عمره…..

“يمكن رافت شاهين هيخرج من نجع العرب وهو لايملك شئ فيه ….لكن سالم رافت شاهين هيرجع نجع العرب وهو اكبر واغنى واحد فيه …واعتبره ده وعد مني ليكم…..”


إنتهى الفلاش باااك


ابتسم سالم وهو يقود سيارته فقد تخلى عن حلمه فإن يكون طبيب مشهوراً في مجاله كي يصل لحلم وهدف أكبر في هذا النجع الكبير وقد حقق ماتمنى في فترة قصيرة وأصبح كما هو عليه الآن !! ….


قال فارس بصدق وإعجاب بصديق طفولته ..

“قدرت توفي بوعدك وبقيت اغنى واكبر واهم واحد في نجع العرب ، بجد تستحق اللي وصلت ليه

ياصاحبي ربنا ياقويك ..”


اومأ له بامتنان …وللحظة اتى في ذاكرته (حياة )وعبثه وعناده معها على مادة الإفطار

ابتسم وهو شارد ابتسامة لاول مره تشق ثغره نعم

فكانت ابتسامة من نوع خاص ! …


قال فارس بخبث بعد ان لمح شروده وابتسامته اليابسة……

“ركز ياشبح في سكه لحسان نعمل حادثه

وبعدين كفايه سرحان كلها ربع ساعه ونبقى قدام البيت ونشوف تيته راضيه مش كنت بتفكر برضو في تيته راضيه …” انتهى فارس من جملته بغمزة مراوغة…


نظر سالم الى الطريق ولم يرد عليه وتلاشت ابتسامته سريعاً…..

______________________________________

كانت تجلس حياة تقلب في شاشة هاتفها ببعضًا من الملل وهي تطلع بين الحين ولاخر على هذهِ الوقحة ريهام التي تجلس تشاهد التلفاز وتضع قدم على الأخره وكانها في بيتها …


قالت ريهام بخبث…

“إنتِ قاعده مستنيه إيه ياحياة ماتدخلي تنامي دا حتى الوقت اتاخر وكل اللي في البيت نامو دا حتى الضيف ده اللي اسمه فارس جه العصر اتغدى معانا ودخل اوضته مطلعش منها…”


ردت عليها ببرود ساخر…

“عنده دم بصراحه ، مش زي ناس قعده هنا من الصبح ودم عندها اتحول لمايه سقعه .. ”


ابتسمت ريهام بضيق على تلميح حياة وقالت بالامبالاة…

“انا من رأييّ تدخلي تنامي وتاخدي بنتك اللي

نايمه على الكنبه جمبك ديه على فوق ..”


زفرت حياة بضيق ثم ابتسمت بمكر قائلة…

“لا انا هستنى سالم عشان احضرله العشا

اصله محضرش معانا الغدى ومن ساعت ماطلع الصبح مرجعش وانا قلقانه عليه اوي …عندك اعتراض ياريهام استنى خطيبي ..”


ضحكة ريهام بسخرية قائلة…

“ده إيه البجاحة دي خطيبك قوام كده نسيتي حسن ابن عمي الله يرحمه ابو بنتك ..حكم هنتظر إيه من واحده لا ليها اصل ولا فصل …”


كادت ان ترد وتعنفها ولكن هناك صوت جهوري

صاح بحدةٍ باسم هذهِ الوقحة

“ريــــــهــــــام ..”


نهضت ريهام ووضعت الحجاب بطريقة عشوائية على راسها واتجهت إليه قائله بابتسامة مهزوزة… وصوت ارغمته على ان يكون ناعمًا الى ابعد حد

“حمدال على سلامتك ياابن عمي ..”


اول ما اصبحت امامه مسك ذراعها بقوة

قائلاً بغضب صارم….

“انا مش مية مره قولتلك بلاش تلغبطي

في كلام مع حد من أهلي ..واي حد يخصني… ”


فغرت حياة شفتيها من الكلمة برغم من تشفيها

في ريهام إلا ان كلمة (تخصه )لم تروقها ابداً بل اغضبتها لانها لأ تخصه ولأ يملكها رجل بعد زوجها الراحل !…


نظرت ريهام له بإرتباك ثم قالت باعتذار… ..

“حقك عليه ياابن عمي ، بس انا عصبيه شويه ماانت عارف و…”


“انتِ مش غلطانه فيا انا ، أنتِ غلطِ فى مراتي ولازم تعتذري ليها …”

قاطعها بهذه الجملة التى اثارتها غضباً

داخلها ولكن حاولت الظهور امامه بوجه يملأه الندم وطيبة ثم قالت وهي تلتفت الى حياة…

“حقك عليه يامرات سالم مكنتش اقصد ازعلك .”


شعرت حياة بغصة حاده لأ تقدر على بلعها ليس

من تأسف ريهام ، فهي تعلم انه زائف مثل كلماتها

ولكن كلمة (مرات سالم )نعم ستكون زوجته عاجلاً ام اجلاً ستكون غداً ستكون ملكاً له !..


نظر الى ساعته وهو يقول لها بضيق….

“أنتِ مروحتيش ليه ياريهام لحد دلوقتي…. .”


انحرجت من سؤاله ثم قالت بتلعثم..

“اصل الوقت خدني وانا قعده اتكلم مع حياة فى محستش بالوقت ..”


رفعت حياة حاجبيها من هذه الكاذبة المخادعه

أمامها ….


قال سالم بزفرت حنق…..

“طب اطلعي نامي في اوضتك اللي كنتِ دايماً بتيجي تباتي فيها ..”


نظرت له بإبتسامة رقيقه وهمست برقه ناعمة

“تسلم ياابن عمي …..تصبح على خير ..”


صعدت الى فوق بهدوء وتمايلت في خطوتها ظنٍ منها ان سالم يتطلع عليها ولكن كانت عيناه تطلع فعلاً ولكن على هذهِ الحياة التي حملت ابنتها على يداها متوجها بها الى الأعلى حيثُ غرفتها هي وابنتها ..


اوقفها سالم قائلاً بخشونة

“على فين ؟…”


وقفت ونظرت له باستغراب مجيبه…

“هيكون على فين…. على اوضتي هنام انا وبنتي

في حاجه ..”


نظر لها قال ببرود

“ااه فيه انا جعان ”


ارتبكات قليلاً ثم قالت بهدوء

“طب الخدم كلهم ناموا و…”


“مين قال اني عايز الخدم… حطيلي إنتِ الأكل ولا صعب ..”رد باقتضاب واقترب منها وحمل ورد

على ذراعه بخفه عكسها تماماً قال بضيق منها …

“بلاش ورد تنام بره اوضتها تاني وتبقي مضطره تشليها على دراعك البنت كبرت واكيد تقيله على أيدك.. .”


نظرت له بعدم فهم …


صعد على السلالم وهتف بأمر بارد…

“حضريلي الأكل وهاتيه على اوضتي ”


اغمضت عيناها بضيق وهي تتمتم بضجر…

“اوضته تاني …استغفر الله العظيم يارب …هو بيتلكك ده ولا اي……”


وضع الصغيرة في غرفة والدتها ودثرها جيداً بالغطاء ثم أخفض الأنوار حتى لا تخشى من الظلام

الكاحل….


توجه فوراً الى غرفته لياخذ حمام بارد يمحي

به اثر تعب اليوم مابين المجلس للمصنع ومناطق

اخره من المفاوضات بين عائلات كبيرة في لنجع

أدى كل هذا الى تأخره خارج المنزل الى نصف الليل ….


ارتدى ملابسه بأكملها ثم مشط شعره امام المرآة وهو يتنهد بتعب قبل ان يستلقي على الفراش بإرهاق منتظر الطعام حتى ياكل وياخذ قسط من الراحه فاليوم كان يدور هنا وهناك بدون ان يأكل او حتى يستريح قليلاً…..


طرق خفيف على الباب رد عليه تعب وارهاق

قائلاً “ادخل …”


دخلت حياة بحرج الى غرفته وجدت سالم مستلقي على الفراش بتعب وارهاق واضح عليه وضعت صنية الطعام على طاولة الصغيرة وقالت بهدوء

“الأكل يادكتور سالم …”


نهض وجلس على الفراش قائلاً بتعب واضح

“حياة مفيش معاكِ برشام صداع ، دماغي وجعاني اوي …”


“عندي بس كل الاول عشان تاخد البرشام وتنام على طول …”قالت جملتها وهي تضع الصنية امامه …..


رد بهدوء وارهاق وطريقة حديثه الهادئة صدمتها

ولكن اقنعت نفسها انه بسبب وجع راسه ليس إلا


“مش عايز اكل معلشي روحي هاتي البرشامه الأول عشان مش هعرف اكل وانا تعبان كده ..”قال بلهجة

هادئه..


ابتسمت وهي تغمغم بداخلها بدعاء..

“يارب تفضل هادي كده دايماً .، يلا هساعدك عشان خاطر بس زعيقك ونصرك ليه قدام الصفرا بنت عمك ..”


حملت صنية الطعام مره اخره بعيداً عنه

ثم قالت بفتور وهي تضع الوسادة على فخذيها

قائلة بحرج …

“ممكن اعملك مساج لراسك وان شاء الله الوجع يروح وتعرف تأكل ولو رجع الصداع تاني خد

برشامه ونام بس انا وثقه ان بعد المساج ده هيروح …”


ظل يتطلع عليها قليلاً اهيَ جاده يضع رأسه في

في أحضانها لم يفعل هذا مع اي امرأه إلا والدته منذ زمن هي من كانت حين يشتكي من راسه يضع راسه في احضانها وتبدأ باصابعها الحنونة تخفي الالم من رأسه بسحرها الخالص …


نظر لها بشك وتعب متسائلاً….

“بتعرفي …”


اومأت له بحرج وابتسامة بسيطة

وضع راسه على الوسادة التي تضعها على فخذيها

حتى لا تزيد الحرج عليها اكثر ….

بدأت تدلك ببطء كل أنشأ ولو صغيره في راسه باللطف وحنان ينبع من اسفل يداها الناعمة….


شعر وقتها براحه وكان الآلم يمحى بعد لمست اصابعها لكل انشأ في راسه ابتسم براحه وارتخت ملامح وجهه الذي كان يعتريها الإرهاق منذ دقائق فقط …


بعد اكثر من ربع ساعة كان يشعر ان كل الاوجاع أختفت بعد لمساتها الحانية وكاد أيضاً ان يغفى

بين يداها الناعمة ولكن همست له برقةٍ لا تخلو من التوتر……

“بلاش تنام يادكتور سالم كُل الأول وبعدين نام ..”


فتح عيناه محدق الى بنييتان عينيها الامعة ولأول مره يرى هذه الملامح عن قرب جميله ومن ينكر هذا الجمال البسيط المجذب لي اي عين تراها بهذا القرب وبرغم من انها تلف حجابها بأتقان حول راسها الى ان بعد الخصلات تنزل منه حتى تكمل صورت حياة بحق الحياة امام عيناه الشاردة…


ارتبكت من تفحصه الجريء هذا إليها نهضت فجآه قائله بحرج وهي تضع امامه الطعام

“اتفضل كل انا لازم امشي ..”


كادت ان تذهب اوقفها صوته سائلا…

“راحه فين ..”


نظرت له بدهشة وقالت…

“اكيد على اوضتي …”


نظر لها بشك وتسائل..

“إنتِ اتعشيتي؟ ..”


“لا، اصلي مش باكل بليل ….شكراً..”


مسك معصمها واجلسها رغمًا عنها قائلا بتحكم

“مينفعش معايا الكلام ده …تعالي كُل معايا… ”


نظرت له بضيق وهتفت بعناد

“بس انا مش جعانه ،وياريت متغصبش عليا في حاجه انا مش عيزاها…..”


نظر لها بحدةٍ من هذا العناد الذي يظهر دوماً امامه ، قال ببرود عكس مابدخله ..

“يعني إيه ياحضريه بتعصي أومري مثلاً ؟”


كادت ان ترد ولكن لمحة طيف الغضب يحتل

وجهه وعيناه السوداء تذيد سواد قاتم محذر إياها بتحذير مهيب….


ردت بعد الأستغفار قائلة ببعضٍ الهدوء…

“انا مش بعصي اوامرك انا بس عايزه اقول اني ..”


وضع المعلقه في الارز وقربها منها قال بتحكم

“ومتقوليش حاجه كُلي وكفاية كلام ..”


فتحت فمها بصدمه لي تتلقى اول معلقة منه

عنوة عنها حدقت به بغرابه قائله ..

“إنت هتاكلني ..”


وضع المعلقة في فمه هو ايضاً

ورد عليها قال ببرود …

“للاسف مفيش غير معلقة واحده وهناكل منها احنا الأتنين وبما ان حضرتك معترضه انك تاكلي بليل

فأنا من رأيي اكلك بنفسي ….افتحي بوقك. .”

قال اخر جملته وهو يضع في فمها اللحم ..


انحرجت من افعاله وتمتمت قائلة بخجل حتى

تهرب من هذا المأزق ..

“طب انا هروح اجيب معلقه تانيه يعني

مينفعش ناكل من نفس المعلقه …”نهضت وهي تتحدث أمسك معصمها واجلسها مره اخره على الفراش امامه قائلاً ببرود…

“مفيهاش حاجه لو كلناا من نفس المعلقه ..بلاش تحاولي تشتغليني عشان عيب ..”نظر لها بتحذير


ظلت تاكل تارةٍ من يده وياكل هو وعيناه لاتفارق وجهها الخجول ، هو يعلم ان مافعله تحدي وعناد

لها ليس إلا ولكن كان الطعام معها وبمفردهم

لأول مره له احساس من نوع اخر …


قال باستفزاز وهو ينظر لها ببرود

” الحمدلله ……شكراً ياحضريه على الأكل ..”


نظرت له بإمتعاض واومات له بإبتسامة صفراء

حملت الصنية وكادت ان تخرج نداها قائلاً بأمر ..

“ودي الصنية وعمليلي كوبية شاي تقيله ، بس بسرعه قبل ما انام …”


اومات له ببرود ….

وخرجت وهي تلعن نفسها وليوم الذي تزوجت به حسن لتقابل هذا المتعجرف عديم الأحساس ..

ولكن بعد ان دلفت الى المطبخ اتى في بالها

فكرة شيطانيه فأبتسمت بخبث وتوعد له….

…………………………………………………………

وقفت ريهام في شرفة الغرفة تتحدث في

الهاتف بحدةٍ قائله لاخيها..

“يعني إيه ياوليد امشي اليوم كده عادي من

غير حتى ماحاول اوقف الجوازه إنت عايز

تقهرني…..”


رد وليد عليها من الناحية الاخره قال بصرامة

“ماتعاقلي بقه ياريهام اصبري لحد مايتجوزها وساعتها هنوقع مابينهم …وبعدين بلاش تنسي مصلحتنا احنا الاتنين أنتِ عايزه سالم وانا عايز حياة فا نصبر شويه وبعد جوازهم انا أخطط وأنتِ تنفذي ، وحاولي على قد ماتقدري تطولي في القعده عند سالم عشان التنفيذ يبقى اسهل …”


سالته بشك

“طب وابوك هيوفق على قعدتي هنا في بيت

رافت شاهين ..”


ضحك وليد وقال بسخرية…

“ابوكي نفسه تفضلي في بيت رافت شاهين على طول عشان يرجع حبل الود مابينهم ومصالحة تمشي تاني معاهم….يعني لو اتجوزتي سالم ابوكي اول واحد هيستنفع من النسب ده فاركزي إنتِ بس معايا وسيبي حوار ابوكي ده على جنب ..”


****


صعدت الى غرفته وهي تبتسم بمكر وتحمل

بين يداها كوب الشاي الذي طلبه منها….


طرقة على باب غرفته اذن لها بدخول ، دلفت ووضعت كوب الشاي امامه وقالت بهدوء غريب

عليها ..”تأمر بحاجه تانيه يادكتور سالم ..”


نظر لها بشك ثم رد عليها قال بالامبالاة …

“لا شكراً ، روحي نامي بقه عشان الوقت اتأخر

وإنتِ بتصحي بدري ..”


تمتمت بتبرم وهي تخرج من الغرفة…

“ياسلام على الشهامة لسا فاكر ان الوقت اتأخر واني بصحى بدري….حلال فيك اللي هيحصلك بعد الشاي….”


ارتشف الشاي بإستمتاع وبعد ان انهى كوب الشاي

ووضع راسه على الوسادة ليأخذ قسط من الراحة

قليلاً وكاد ان يغرق في نوم إلا انه استيقظ فجأه

وهو يدلف الى المرحاض ممسك معدته التي

تتلوى من داخل بقوة وضطراب مسببه له وجع

غريب لن يرتاح منه إلا بدخوله إلا الحمام….


خرج من المرحاض بعدها بدقائق ممسك معدته

بتعب والارهاق زاد وتضاعف على وجهه…شرد

بعينيه للباب المغلق خلفها وهو يلفظ بتوعد …

“اقسم بالله ماهفوت المقلب السخيف ده ياحضريه


يتبع…

“بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما في

خير… “انتشلتها تلك الجمله من تراكم أفكارها..


كان يجلس مع بعض الأقارب من عائلة شاهين يباركون لسالم بسعادةٍ وفرح حقيقي ، هناك دوماً حاقد لك ولكن اعلم ان هناك ايضاً محب لك ! ..


” مبروك ياحياة….” باركت لها ريم ابنة عم سالم الوحيد (بكر شاهين )ريم التي تختلف عنهم كثيراً فهي حنونه طيبة القلب الأقرب الى حياة دوماً وحافظة اسراره ….


تبرم وجه حياة قائله بضيق

” مبروك على إيه ياريم ، على خبتي اني اتجوزت

ابن عمك …”


نظرت ريم لها بتوبيخ ومن ثم عادت بنظرها الى سالم قائله بإعجاب صادق ..

“أنتِ عميه يابت ياريت ياختي كل الجواز يبقى بالخيبه ديه اتجوز وقتي ..”


قالت حياة بزمجره حادة ….

“اتفضليه ياختي مش عايزاه ..”


ضحكة ريم معقبة…..

“ياريت ينفع …قلبي شيفه اخ ..” اشارت الى قلبها بطريقه مسرحية..


ابتسمت حياة باللطف لها..

“عقبالك ياروما ..”


قالت ريم باقتضاب…..

“بعد الشر اتجوز من آلعرب وهنا من قلب نجع العرب عشان بعد الجواز بسنه يدخل عليا بضرتين معايا في البيت الله الغني من دي دعوه …”


ضحكت حياة بخفوت وقالت بإقناع لها…

“يابت يام لسانين كفايه مقوحه يمكن تلاقي فيهم واحد اخلاقه وطباعه بعيد عن التقاليد الغريبه دي ..”


طقطقت بشفتيها بعدم اقتناع وهي تقول بنفي…

“استحاله… كلهم واحد ، كل اللي فالحين فيه الشرع محلل اربعه ..فهمين الدين غلط ، وابويا على ذمته

إتنين غير امي ولاتنين داخلين على امي واحده فيهم فلسعت وماتت وتانيه شرانيه وعيالها طالعين زيها…. دا غير بقه الجوازات اللي قبلهم وتيجي تشوفي امي تلاقيها اكبر من سنها اللي مكتوب في البطاقه …ولا اخويه اللي عمال يبدل في ستات زي الفراخ البلدي ….بصراحه بعد الى شوفته لو موتوني مش هتجوز منهم ابداً ، بصراحه شيلت الموضوع ده من دماغي ….اوباااه مين الفسدق ده ..”انهت اخر جمله لها وهي تتطلع على فارس الذي يهنأ سالم ويتحدث مع عمها رافت بمزاح وارتياح وكانه شخصاً من العائلة ..


ضحكت حياة وغمزة لها بخبث …

” دا صاحب سالم الدكتور فارس ….عايش في القاهره … ”


ضحكت ريم قائله بمزاح…

“لاء دا انا امي دعيالي في ليلة القدر دا نفس المواصفات بس مستورد…”


ضحكت حياة عنوة عنها بقوة وهي تقول


“يابنتي ارحميني هموت وللهِ منك….”


تابع كل تصرفاتها بغضب وضيق ضحكها بصوت عالٍ حركتها داخل هذه العباءة التي برغم من حشمتها

إلا انها تزيدها جمالاً يجذب العين !…


“عينك هتوجعك ياصاحبي ..”همس له فارس بهذه الجملة بمكر…


نظر له سالم بضجر وكاد ان يرد لكن قطع الحوار

وليد الذي هنأ سالم بطيبه زائفة…

“مبروك ياابن عمي وللهِ فرحتلك ..”


نظر سالم له بأشمئزاز ووليد ياعانقه بمباركة خبيثه

همس إليه وليد اثناء تهنيائه بمكر…

“خد بالك من حياة اصلي خايف عليها اوي منك ..”


ابتسم سالم بخبث وحاوط بيداه ظهر وليد متكا على عضلت ظهره بشدة قائلاً بنبرة مهيبة…

“أوعى تخاف يا ابن عمي دي مرات سالم شاهين اوعى تنسى دي…… حرم سـالم شاهين …”اتكأ باسنانة على آخر كلمة لعل الغبي يفهم مكانتها

الآن أمامه..


تركه بحدة خفيه …نظر له وليد بإبتسامة مستفزه وابتعد عنه …


بعد مغادرة الجميع بساعتين ..


قال فارس بحماس وهو يخرج مفتاح من جيب بنطاله ..”خد ياصاحبي هدية جوازك ..”


كانت تجلس حياة بجانب راضية وتابعت الحديث بإنتباه وقلق….


سأله سالم باستفهام

“اي ده يافارس مش فاهم ..”


رد فارس بأيجاز…

” ده ياسيدي مفتاح الشليه اللي في اسكندريه بتاعي قدام البحر مانتَ عرفه ، خد مراتك وقضي كام يوم هناك …. واهوه جدعانه قبل ماسافر دبي بكره وريحك من غتتي… .”


عقب سالم بـ…..

“انت مسافر بكره …”


“ااه رايح اشوف اهلي وقضي معاهم اجازة الصيف

المهم سيبك مني قولت إيه هتروح الشليه ولأ إيه ”


وقبل ان يرد ويعترض على الذهب الى اي مكان بسبب عمله ..


ردت حياة قائلة بحدة خفيه ولكن شعر بها بوضوح

سالم من لهجة اعترضها ..

“اكيد مش هنروح عشان شغل الدكتور سالم وعشان ورد بنتي ، شكراً يادكتور فارس بــ..”


نظر سالم لها نظره اخرستها حادة الى ابعد حد و

رد بصرامه قائلاً بعناد فقط ينولد امام رفض رغبتها

لشيء “اكيد هاجي وهقعد في اسكندريه شهر بحاله شهر عسل.. ..” نظر لها بتوعد قاتم….


بلعت ريقها بخوف قائلة بتوتر ..

“طب و…..و ورد هنسبها لوحدها مينفعش و..”


” ورد هتيجي معانا متقلقيش ياام ورد ..”

نبرته كانت مُخيفه ومحذره لها بضراوةً يصحبها التحذير عن اي اعتراض قادم الان منها امام

الجميع…..


لفظ بأمر…..

“اطلعي حضري الشنط احنا لازم نمشي دلوقتي ،

شهر العسل بدأ ياعروسه ..”رمقها بسخريه لإذاعة…


ربتت راضية على يدها هامسه بإقناع لها..

“اسمعي كلام جوزك ياحياة صدقيني سالم طيب بس عايز اللي يفهمه ….ويغيره وده في ايدك…”


ظلت تنظر لها باستهجان من كل ما يحدث حولها….


استعجلها سالم مرة اخرى بنبرته الشامخة…

” يلا ياام ورد قدامنا سفر طويل بالعربية على مانوصل اسكندريه ..”


نهضت قائله بتوتر ورهبه داخلها …

“اقسم بالله ما مرتحالك شكلك ناويلي على نيه

شبه قلبك …”


وقفت عند ركن ما في البيت بعيداً عن الأنظار رفعت سماعة الهاتف على أذنيها قائلة بحده ..

“بقولك وليد سالم والزفته حياة مسافرين اسكندريه ويمكن يقعدُه هناك شهر بحاله …”


رد عليها وليد من الناحية الاخرى بفرحة مريضة..

“حلو اوي البعد ده …حاولي تعرفي ليا هيقعدُه فين بظبط في اسكندريه عشان نبدأ نتكتك ، وساعتها التنفيذ يبقى اسهل !؟”


………….٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠……………..

صعدت بجواره داخل سيارته وفي احضانها ورد

الصغيرة التي غفت بعد ان انتلقت السيارة بربع ساعه فقط ….


نظر سالم نحوها بهدوء

“نامت ..”


مررت يداها على شعر ورد قائله بخفوت

“ااه شكلها بدوخ من العربيات فى نامت على طول….”


اومأ لها بهدوء ثم اوقف السيارة وفتح مقعد سيارته من الخلف كسرير صغير ..حمل الصغيرة ووضعها

في المقعد الخلفي ودثرها بالغطاء جيداً ثم نظر الى حياة بفتور “لو حبى تنامي ارجعلك الكرسي لورا وتريحي شوي عشان المشوار لسه طويل ..


هزت راسها بنفي وحرج قائلة…

” لا شكراً…….مش عايزه انام ..”


انطلق بسيارته مرة أخرى بدون ان يعلق…

ظلت تتطلع من نافذة السيارة بشرود من تقلب الحياة معها من يوم ان كانت فتاة بضفاير في ملجأ للفتيات تعرضت لمواقف عديدة إهانات وجع تعب وايضاً تحرش من أشخاص من المفترض انهم في سن جدها كانت تحيا حياة قاسية لا تعلم عن حياتها شيء غير اسمها (حياة)اصبحت حياتها جافة

يحملها الغموض بعد زواجها من هذا السالم

تعلم إنها ليست ضعيفه او سهلة المنال بعد ما رأته في هذا الملجأ المشؤوم والحياة به ، ولكن ايضاً سالم ليس هين برغم من كرهها لتسلطه واومره

عليها و زواجها منه بنهاية … وانها برغم كل شئ كانت تريد العيش لأجل ابنتها وذكريتها مع زوجها حسن إلا انها لا تنكر ان سالم مصدر إعجاب لها كلما نظرت الى قسوته وحدّته معها حتى امتلاكه وغيرته على كل من يخصه يكن بداخلها الإعجاب ويزيد بشكلٍ مُخيف ، هذا الإعجاب تخشاه اوقات

واوقات تقنع نفسها ان الجميع يأتي عليه فترة زمنيه يشعر بها بالإعجاب بأشخاص عابرين من حياته ،(ولكن هل سالم شخص عابر بعد هذا العقد الأبدي ياحياة بينكم ؟ .)…سالها عقلها باستنكار …..

تنهدت بصوت مسموع وخوف من تطور هذا الإعجاب لشيء اكبر بعد هذا العقد بينهم والذي تبرهن انه مدى الحياة حتى ان لم يتفاهمون يوماً ….


نظر لها بعد ان زفرت بارهاق واضح من كثرت التفكير

ذهب عقله الى جملة اخيه حسن له قبل موته وهو

ميقن ان اذا كان الله أطال في عمر حسن دقيقةٍ واحده كان اوصى عليه بان يتزوج حياة ويرعاها

هي وابنته الصغيرة ….


منذ ثلاث سنوات


كان حسن يستلقي على فراش المشفى بعد حادث

لعين لم يعثر على مدبره حتى الان ….قال حسن بتعب “سالم ..”


اقترب منه سالم بحزن وقلق عليه وهو يتفقد

شقيقه الصغير وصديق عمره وابنه ايضاً بهذا

الشكل المتعب لروحه ..

“ايو ياحسن…. بلاش تكلم الدكتور قال ان الكلام غلط عليك ….”


رد عليه باصرار وتعب…

“اسمعني ياسالم مفيش وقت ..انا عايزك تاخد بالك من حياه و ورد بنتي …سالم عايلتي الصغيره امانه في رقبتك وانت سندهم ولازم تحميهم ..”


رد سالم عليه بتفهم وهدوء ….

“متخفش ورد في عنيه وان شاء الله تقوم بسلامه وتربيها بنفسك بس كفايه كلام …”


قال حسن بجدية…..

“عشان خاطري ياسالم خد بالك من ورد وحياة احميهم وحافظ عليهم وبذات حياة اوعى تبعدها

عنك لحظه انا عارف انك الوحيد اللي ممكن تفهمها

وتفهمك ويمكن تقدرو تكملو بعض و… “سعل بقوة

وهو يحاول التقاط أنفاسه وقد بدات الأجهزة الموصله بها تعطي جرس إنذار ..هلع سالم

للخارج ينادي الطبيب

لياتي بعد الفحص الطويل الخبر الصاعق له.. وتظل الوصيه التي لم تكتمل تدوي في باذنيه دوماً

باصرار غريب…


نفض الأفكار من عقله بضيق فإن صدق ما يملي

عليه ضميره سيجعله يتهاون مع هذهِ الفتاة التي لا تستحق غير هذهِ المعاملة منه …(القسوة ) لم

تكون هي او اي أمرأه غيرها (ملاذه )يوماً بل مستحيل ان يحدث هذا مستحيل ان يضع قلبه المتحجر في يد اي امراه… لم يكن له تجارب مع هذا الجنس الناعم ولم يكن معقد يوماً منهم ! ولكن اخذها قاعده بحياته ان هناك زواج واطفال نعم وهناك عشرة وتاقلم حتماً لكن لم يكن في قواعد الزواج( حب )لم يكن ولن يكون عنده هذا الشيء ابداً وهو غير معترف بهذا الضعف المزين امام الجميع على هيئة حب ومشاعر متبادلة !….

(نضع القواعد بأنفسنا ولكن يختار القدر قواعده الخاصه لنا… وبدون اختيار منك تجد نفسك تحيا بقواعد تختلف عليك كلياً….. ؟!)


اوقف السيارة قليلاً واستدار لها قائلاً قبل ان يخرج

” هجيب سجاير وجاي ، تحبي اجبلك حاجه معايا ”


هزت راسها بنفي ، زفر بضيق وهو يغادر يعلم انها حتى إذا كانت تريد شيءٍ فلن تخبره …


دخل( السوبر ماركت) واشترى سجائر وبعض

الأشياء السريع لاكلها …دلف للسيارة مره اخرى وجلس قليلاً وضع الاكياس امامها ..نظرت له بعدم فهم وسائلة “انا قولتلك يادكتور سالم اني مش عايزه حاجـ…”

قاطعها ببرود وهو ينفث سجارته على مضض…

“ده مش ليكِ ….. ده لورد لم تصحى من النوم ”


سعلت بشدة وبدات تحرك كف يدها في الهواء امام وجهها بضيق من هذهِ الرائحة التي تفوح من سجارته …


حدق بها قليلاً ونظر الى ورد الذي تنام في المقعد الخلفي فتح سيارته مرة اخرى وأغلق الباب عليهم

وظل ينفث في سجارته خارج السيارة اي بجانبها.


نظرت له وهو يوليها ظهره ونظرت الى الأكياس بجانبها بدأت معدتها تصدر أصوات مزعجة ….

تنهدت بتافف وهي تختلس النظر إليه ثم قالت بتبرم …..

“انا جعانه اوي ماكلتش من الصبح ، وهو قليل الذوق مش هاين عليه يغصب عليا اكل… ”

بدات تقلد صوته

بضيق “ده مش ليكِ ده لورد لم تصحى من النوم….غتت اوي ..” فتحت بعضاً من الاشياء الموضوعة امامها وبدأت باكلها بجوع بعضا من الشوكلاته وبعضا من الكيك والبسكوت وشبيسي ومياة غازيه لأ تعرف كم مر من الوقت وهي تاكل بهذا الجوع ولكن هي كانت تتضهور جوعاً فمن الصباح لم تاكل واصبحت الساعة الخامسة مساءٍ ….


انهى سجارته واستدار لها لكِ يصعد سيارته ويكمل رحلتهم لكنه وجدها تاكل بسرعه وبجوع شديد وايضاً بأن عليها التزمر ….


ابتسم على حركتها الطفولية يشعر دوماً ان ورد ابنتها تفوقها ذكاءٍ وحسن تصرف …


انتظرها قليلاً حتى انتهت وصعد السيارة بعد مدة وجيزة نظر لها سائلاً بمكر …..

“اي ده هي الأكياس خست في ايدك كده ليه انا كنت جايب تلات كياس دلوقتِ بقه اتنين… التاني راح فين …”


نظرت الى الناحية الاخرة قائلة بحرج …

“معرفش شوف بقه انت ودتهم فين …”


كبح ضحكته ثم اسطرد بجدية خبيثه…

“عندك حق ..انا نازل اشوف الراجل بتاع السوبر ماركت ده يمكن نستهم جوا….”


مسكت يداه قائلة بترجي وارتباك …

“انا من رأي عفا الله عما سلف و…..و يلا بينا عشان اتاخرنا …”


رد عليها بخبث….

“ازي يعني انا لازم ادخل اشوف الاكياس راحت فين…. .”


احمر وجهها بحرج اكتر من الازم وبدأت تموت خجلاً أمامه، شعرت بندم من اكلها بهذهِ الطريقه عنفت نفسها بشدة وغضب…


ابتسم سالم على صمتها وتشنج ملامحها الواضح عليها ….أكتفى بهذا القدر الأن فمزال أمامه

الكثير ليفعله بها بعد مقلبها السخيف معه….


اقترب من وجهها ببطء ونظرت هي له بتوتر

قائله بخجل….

“دكتور سالم في إيه انتـ ”


“هششش …”اكتفى بهذا الصوت لتصمت وانفاسه تداعب وجهها الأحمر وقربه يخدر حركتها ويشتت عقلها بدات تتنفس ببطء وتوتر وصدرها يصعد ويهبط امامه من شدة قربه منها…

مد يده وبدأ بمسح شفتيها السفلى وما حولهم ببطء وهو يحدق في عينيها بقوة…. أغلقت عيناها بخجل من لمست أصابعه الخشنة على خطوط شفتيها وكانتى عيناه تطوف على ملامحها المشدودة الحمراء بجرأه لم يعرفها إلا مع تلك المرأه…..


بعد ان انتهى ابتعد عنها قليلاً قائلاً بسخرية لاذعة…

“حاولي لم تيجي تاكلي بلاش تأكلي وشك معاه!؟”


اتسعت مقلتاها بصدمة وغضب وحرج منه

انطلقت السيارة بعدها بصمت مريب …..

وبها شَخص مُنتصر واخر يموت حقدٍ من

انتصاره عليه …..


———————————————————

بعد مرور ساعتين ..

دلف سالم وحياة الى داخل هذهِ الفيلا الصغيرة

ذات الديكور وتصميم مبهج وانيق يريح النظر إليه….ومايميزها انها تطل مباشرةً على البحر …


نظر سالم لها قال بارهاق …

“اطلعي على فوق هتلاقي على ايدك اليمين اوضتين جمب بعض ، نايمي ورد في واحده منهم …”


صعدت الى فوق وملامح الأستغراب تكسو وجهها

وسؤال يتردد في عقلها ….

من اين علم بدقة تلك التفاصيل ؟ مؤكد أنه اتى الى هنا عدة مرات مع صديقه فارس شهقت فجأه قبل ان تكمل الصعود بعد ان اتى في عقلها التحليل المنطقي لهذا الأمر .نظرت له بصدمة


كان يحدق بها بعد ان سمع شهقتها العالية

وحدقت هي به بحنق ……سالها بعدم فهم ..

“مالك وفقه كده ليه …..”


سألته بخفوت ….

“هو انت كنت بتيجي هنا مع صاحبك فارس كتير”


رد عليها بجديةٍ صادقه


“ااه كتير بتسألي ليه …”


مزالت تحمل ورد النائمة بين احضانها

و قالت بسرعة وعفوية….

“يالهوي يعني انتوا كنتُ بتجيبو ستات

هنا …”


فغر شفتيه بصدمه من هذا الظن المشين له ثم لم

يلبث إلا قليلاً حتى رد عليها بابتسامة خبيثة..

مجيب بمروغه …..

“يااااه ياحياة فكرتيني ليه ماكُنت نسيت

الحاجات دي… برضو الذكريات إللي من النوع ده بتحرك المشاعر ولاحاسيس وانا بنادم من لحم ودم …..استغفر الله العظيم …”


احمرت وجنتيها بخجل وحرج وضيق ليس غيرة بل

قلة إحترام لها وحتى ان حدث هذا الشيء واخبرها بمنتعى الصدق كما يفعل الآن، لماذا يتحدث بكل

هذا الفخر عن نزواته وتجاربه عن هذا المكان القذر الذي إتى بها اليه….تمتمت بضيق وصوت خافض…

“البجاحه مش بتطلع غير من الرجاله وبذات وهما بيتكلموا عن نزواتهم مع ستات مشفتش نص ساعه

تربيه ..”


سمع حديثها بوضوح…

نفث سجارته التي اشعلها واجابها بلهجة تحذير…….


“مم انتِ صح ..بس لسانك الطويل ده هيوديكِ معايا لطريق مسدود…. لانها مش بجاحا دي صراحه ياحضريه صراحه بس انتوا للأسف مش بتتقبلوها !..”


نظرت له باستفزاز وقالت بخبث لترد له اهانته

لكبرياء انوثتها….

“فعلاً الصراحه متزعلش حد….. تعرف انا كمان بصراحه يعني جيت على البحر هنا كتيير اوي وعلى الشاطي برضه وكتير اكلت لب وترمس وفريسكا وايس كريم وهحح…… ايام ياسولي…. ايام ..”


ضيق عيناه واقترب منها سائلا بخفوت مريب…

“لوحدك طبعاً…….”


القت القنبلة بكذب وفخر انثوي أحمق…..

“لوحدي هو في واحده قمر كده زيي تروح البحر لوحدها ليه قلقاسه انا ولا اي ..”


لم تكمل الجملة ….فقد صعدت بسرعه للأعلى

وهي تبتسم بنصر على اشعال غضبه لم تشعر بالغيرة قط…. لكن كبريائها كانثى يحتم عليها ان تكون امامه الأولى والأخيره وحتى ان لم يكن بينهم حب يكفي عقد يثبت رابط قوي بينهم وقواعد هي

(احترام لي الذات ، و احترام مشاعر بعضهما لبعض….. ) …


———————————————————

اخذت حمام بارد يرطب جسدها من ارهاق السفر ويغيب عقلها ولو للحظات عن التفكير بسالم

زواجها الذي تم اليوم منه…..

خرجت من المرحاض ونظرت الى ورد التي تنام منذ اكثر من اربع ساعات قبلتها بحنان في وجنتيها… وارتدت قميص اسود اللون قصير ذات حمالات رفيعه يظهر قوامها الفاتن للعيون ويعكس بشرتها البيضاء بطريقةٍ مُغريه ..وكانت تطلق شعرها الأسود الناعم بحرية على ظهرها ….


اوسدت الباب جيداً عليها بالمفتاح ودلفت الى الفراش بجانب ابنتها لتاخذ قسط من… الراحه …اغمضت عيناها بارهاق وتجاهلت الخروج الى سالم مرةٍ اخره…..فهو لم يراه منذ ان صعدت بابنتها للأعلى…..


جلس في غرفته ينفث سجارته بضيق وشراسة وهو يفكر في حديثها الوقح معه قال بضيق

ساخر..

“كنت منتظر اي يعني ياسالم من واحده حضريه عاشت لوحدها سنين بعد ما طلعت من الملجأ وحسن ..”زفر بحدةٍ متابع بمقت…

“حسن هو اللي وقعنا فيها الله يرحمك ويسامحك ياحسن على اختيارك اللي هفضل ادفع تمنه لحد

مموت …”نظر الى ساعته بضيق مرت اكثر من ساعتين وهي داخل هذه الغرفة تختبئ بها ..


نهض بضيق بعد ان اطفى سجارته …

واتجه نحو الغرفة الماكثه بها كاد ان يطرق على الباب ولكن علم ان ورد تنام بداخل معها …مسك مقبض الباب وحاول فتحه ولكن ارتفع حاجبه فوراً بإستنكار بعد ان علم انها اوسدت الباب عليها….

قال بتوعد غاضب ….

” بتزودي على نفسك اكتر ياحياه ، زودي اكتر وماله……”


دلف الى غرفته من جديد ثم احضر نسخة اخره للغرفة ووضع المفتاح بمزلاج الباب فتح ودلف بهدوء وجد الغرفة هادئة يكسوها ظلام الكاحل ….


اقترب من الفراش ببطء وتطلع إليها وجدها نائما

بجانب ابنتها وتكاد لأ تشعر بنفسها من شدة الأرهاق حاول ايقظها فظلام… فالغرفة مظلمة وفقط مايضيء الغرفة انوار خافته منبعثة من الباب المفتوح عليهم ….


“حياة…. حياة قومي عايزك ..”


تمايلت بضيق ولم تتحدث فقط حركتها تدل على عدم الرضا عن إيقاظه لها …


مسح على وجهه بضيق متمتماً بإصرار…

“ماهو كل اللي عملتيه من امبارح لنهارده مش هيعدي بنومك جمب بنتك…. وقفلك للباب …”

حملها على ذراعه بخفه وهدوء لخارج الغرفة


خرج بها من الغرفة ونظر لها بحدة لكنه تفاجأ بهذا الشكل التي تنام به ذاك القميص القصير الذي يكشف اكثر مما يخفي والذي عكس واظهر جسدها التي كانت تخفيه عن عيونه بملابس محتشمة واسعه

الى ابعد حد…. وشعرها الأسود الذي ينساب وراء ذراعه الموضع عليه مؤخرة رقبتها …اطلع بعيناه

على ملامحها البريئة والهادئه التي تخفي خلفها (العناد )و (تحدي )تمنى ان تصبح هكذا لا عناد ولا تحدي ولا خلاف بينهم يبرهن انها ستكون افضل

من ما هي عليه ….


بلع مافي حلقة برغبةٍ اشتعلت داخله فجأه..

وحتى ان كان رجلاً صلباً لم يتأثر يوماً بالجنس الناعم ..إلا ان تلك المرأة تحرك رجولته وشهوته المدفونة تحت رماد حياته العملية …


اغمض عيناه وهو يدلف بها الى غرفته وضعها على الفراش بأهمال وقوة استيقظت سريعاً بعدها….


فتحت عيناها بعد ان شعرت بارتطام جسدها بشيئاً

ما نظرت حولها بهلع لتجد سالم ينظر لها بدون

تعبير مقروء…..


“اي ده انا جيت هنا امتى ….انت بتعمل إيه ..”

قالت اخر جمله لها وهي تحدق به بصدمة…


فقد كان سالم يخلع ملابسه امامها ليقف امامها بقطعه واحده فقط داخليه يرتديها في لاسفل ..

رد عليها بمكر مستفز …

“على مااعتقد انهارده ليلة دخلتنا ومينفعش خالص تنامي وتسيبي عريسك نايم في اوضة تانيه لوحده مش اصول خالص …”رفع حاجبه باستنكار مستفز

وهو ينظر لها بمكر ..


وقفت امامه قائلة بحدة وكد تناست ما ترتديه تماماً وبدات تحرك جسدها بعفوية اكثر من

الازم لتبرز مفاتنها أكثر وهي تهدر بضجر ..

“إياك تكون بتفكر في حاجه كدا ولا كده…انا مش هعمل معاك حآجه برضا أبداً…لكن لو عايز تغصبني

دا شيء تاني….”


نظر لها بشهوة وهي تتحرك امامه بطريقة مثيرة

جداً ولكن حاول اخفاء الرغبه داخله واكمال

مسرحيته لاغاظتها أكثر وقال …

“مش سالم شاهين اللي يلمس واحده غصب عنها ..بالعكس أنتِ اللي هترضي بده وكمان هتتجوبي معايا من غير اي ضغط عليكِ ..”


اقترب منها بعبث ابتعدت هي بتلقائية لأخر الفراش

وهي تقول بتوتر….

“على فكره احنا جوزنا على الورق انت متجوزني عشان خاطر ورد بنتي ولا نسيت… .”


“اكيد ده سبب من الأسباب …”رد عليها ببرود وهو يميل عليها اكثر اغمضت عيناها بخوف واشاحت براسها بعيداً عنه ..


مال هو على اذنيها وهتف بخبث…

“ماتيجي نتكلم شوي وانا وإنتِ بالوضع ده يمكن

ألاقي اجابه صدقه منك على عمايلك السودا معايا..”


فتحت عينيها قائله بخوف وارتباك

” عمايل إيه انا معملتش حاجه انـ”


قاطعها وهو يفول بجدية

“والملين اللطيف اللي كان في شاي …”


بلعت ريقها وهتفت بتوتر وسرعة…

“دا …..دي غلطه بس مش مقصوده…”


“كدابه …”


نظرت له وهي تكاد تبكي من هذا القرب اللعين

هي نائمه على الفراش وهو فوقها ويضع كلتا يداه

الأثنين على الفراش ليحاوط إياها بهم ويحاصر افكارها ويشتت عقلها بهذهِ الانفاس الساخنة المحملة رائحة عطره ، حتى عيناه السوداء الامعة بشهوة ورغبة جامحة بها تربكها أكثر …..طلته عليها من قرب تبعثر مشاعرها وردها عليه ..


“انت عايز إيه ” سألته بخجل من هذا الوضع بعد صمت طال بينهم…


اكمل حديثه بحنق مذكره بما فعلته منذ ساعات …

“لا وكمان بتكلمي بكل بجاحه من ساعتين وبتقولي البحر وشاطئ والبرسيم …”


ردت عليه بحنق

“انا مقولتش برسيم …”


نظر لها بضيق وهو يحدق الى شفتاها بجوع

ثم نفض الأفكار وتابع بتبرم …

“ده اللي انتِ فالحه فيه تصلحي كلامك لكن

توازني الكلام اللي بيطلع ليا لا ….. صح …”


احتدت عيناها وردت بعناد….

“انا مش غلطانه في حاجه ، وبعدين انا حُرة..”


وضع كف يداه الاثنين على يداها ليقيد حركتها اكثر

على الفراش ..وقال بضراوة قاسية وهو يقترب

من شفتيها الذي اصابته بتخدير منذ ان راها تحركهم بتبرم وعناد …

“فعلاً انا حـر فيكِ لكن إنتِي مش حرة ابداً في نفسك …”


هبط على شفتاها معتصر إياها بشراسة وتلذذ

بين شفتاه الغليظة ، بقسوة نعم اتت القسوة فقط ليعاقبها على هذا السحر الذي تخلقه امام عيناه ، قسوته تظهر أمام طيف عنادها وتحديها اللعين

إليه…..


كانت تقاوم عنفه بقوة ولكن هو الأقوى وجسده يفوقها قوة وصلابة في حرب صعب المقارنة بها

مهما حاولت التملص والبعد من بين يده ..رفعها إليه اكثر واجلسها على قدميه في احضانه ومزال يلتهم شفتيها بشهوه وبدون هوادة…..مسك راسها اكثر ليقربها إليه بشدة متعمق في هذهِ القبُلة التي تعبث في عقلة

من يوم ان اثارته بعنادها وقوتها امامه وضع يده

على جسدها ببطء ومرر يده بحرية على مفاتنها ..

بدات تعنفه اكثر وتبعده عنها بغضب شعرت ان روحها تكاد تفارق الحياة من قلة الهواء ومن مدت طول قبلته العنيفه ….


كان يلتهم بدون حساب لشيء لم يهمه تلويها بين ذراعه ورفضها له…. كل مايهم الان الاستمتاع بقربها الذي بات للعنة تحاصر أفكاره بشدة…


تركها فقط حين تذوق طعم الملح في فمها ..ايقن

انهُ تذوق دماء شفتيها من عنف قبلته …ابتعد عنها

ومزالت تجلس على في احضانه وتلهث بشدة وهو ايضاً يلهث بكثرة وينظر الى عيناها التي رفعتهم بحدة اليه…

نزلت بغضب من بين احضانه وهدرت بتوبيخ حاد نحوه ..

“انت فكرني اي واحده من اللي كنت بتجبهم

هنا تتسلى بيها انت وصاحبك ..” وضعت اصابعها

على شفتاها قائلة بضيق وهي تتحسس شفتيها

المنتفخة باصابعها …ولحمراء أيضاً بنقاط

الدماء التي تحكي اثأر عنف قبلته معها ..

“انت ازاي تعمل كده ازاي تاخد حاجه انا رافضاها

انت نسيت اني مرات اخوك ..”


كان يرتدي ملابسه وهي تتحدث اليه انتهى من ارتدى ملابسه…وقال وهو يكاد يخرج من الغرفة ..

“لا مش ناسي انك كنتِي مرات اخوي حسن الله يرحمه …بس كمان بلاش تنسي اني بقيت جوزك ..”


ردت عليه ببكاء وكره ….

“وانا رفضه لمستك حتى لو بقيت جوزي شعوري من ناحيتك متغيرش يادكتور سالم …”


لم ينكر ان جملتها إثرت عليه …والحقيقة هو يرغب بها ولكن ليس حب فقط شهوة ورغبه تحركه بشدة نحوها…..

نفض افكاره واستعاد صلابته…

وهو يرد عليها بغطرسة…..

“مخك ميروحش لبعيد ياحضريه ..انا مش عايز

حاجه فيكِ غير جسمك وبس…. ومش لازم اوصل لقلبك عشان اوصل لحقوقي الشرعيه منك

ممكن اخدها من غير ما ابص للتفاهات دي … ”


وقفت امامه قائلة بتحدي وجراة وكره لنفسها بعد حديثه وغايته بها …خلعت هذا القميص القصير و وقفت امامه بملابسها الداخليه لترد عليه بكره وغضب اعمى …..

“تقدر تاخد حقوقك الشرعيه مني زي ماانت عايز ..بس ياريت تقبل فكرت جسم بس معاك لا

روح ولا قلب لانهم ادفنو مع اخوك في تربته


يتبع…


5🌹

كانت تجلس امام البحر شاردة الذهن ….تطلع على سالم و ورد وهم يسبحون بمهارة داخل البقعة الزرقاء مـر ثلاثة ايام على وجودهم في تلك الفيلة

الصغيرة التي تطل على البحر مباشرةً …كانت الحياة بينها وبين سالم هادئة منفصلة بالبعد عن بعضهم آخر مره تحدث لها كان منذ يومين حين نزعت ملابسها امامه واخبرته بمنتهى الجمود

انه له حق امتلاك جسده لكنه ليس له اية حق بامتلاك روحها وقلبها لأنهم ملكاً لأخيه…. لن تنسى نظرت عتابه وغضبه منها ولم تنسى جملته التي

القت على مسامعها قبل ان يخرج من الغرفة ويتركها…..

(غطي جسمك ياحضريه عشان لا مستاهل قربي منه ولا لمستي عليه …)

تعلم انها متسرعة في ردة فعلها ، ودوماً تفقد رشدها امامه ولكن لن تستسلم وتحيا معه كأي زوجين ….هو يعلم جيداً ضغطه عليها للموافقة على تلك الزيجة منه من اجل ابنتها ورد …استسلمت له ولي أوامره ولكن لن تستسلم لمشاعرها الخائنه ، من الممكن ان تنجذب إليه ان اقترب كلاً منهم للآخر فهي بنهاية من لحم ودم وطبيعي تضعف كأي أنثى أمامه ، ولكن اذا وضعت بينهم مسافات لن تجازف في علاقتهم اكثر من هذا يكفي عقد بينهم يكفي…….


فاقت من شرودها على صوت ضحكات ورد

التي تتعلم السباحة على يد سالم في قلب البحر

تابعته بتبرم واستنكار وهي تقول بسخط ….

“بلبط ياخوي بلبط ولا كانك عملت حاجه…. ”


وقفت على الشاطئ أمرأه شقراء فاتنة ويبدو

انها تتجول على الشاطئ وتلتقط أيضاً لنفسها

بعض الصور ….


خرج سالم يحمل ورد الى بر البحر وضعها على الرمال الصفراء لتركض الصغيرة على حياة التي تقدمت منها بتلقائية بالمنشفة لتجفف جسدها…


كاد سالم ان يغادر المكان ولكن اوقفه صوت الأنثى الشقراء قائلة برقةٍ وتهذيب وهي تمد يدها

بالكاميرا الصغيرة….

“المعذرة ممكن ان تلتقط لي بعض الصور من فضلك ..”


رفع سالم عيناه على حياة التي كانت تجفف جسد ورد وتساعدها في ارتدى ملابسها ولم تتوقف عن اختلس النظر له و لهذهِ الشقراء بمنتهى الازدراء…


ابتسم باللطف لها وهو يهز رأسه لها ببساطة…


وقفت الفتاة على الرمال الصفراء و خلفها البحر التقط لها سالم عدة صور ولم يتوقف عن متابعة

الابتسامات والمغازلات لتلك الشقراء الفاتنة فقط ليزيد وتيرة الغيرة التي تشتبك بقلب زوجته أكثر…


“قعدي هنا ياورد…. شويه وجيالك …”وضعت ابنتها على المقعد …وذهبت اليه بوجهاً محتقن وقفت امامه قائلة بإبتسامة صفراء

“اي يا سولي ياحبيبي لس بدري على المرقعه ..

اقصد مش ناوي تعلمني العوم …..”


نظر لها بتعجب ثم ابتسم قائلاً بخبث …

“لاء انا بفكر أعلم تيا….”


“وحيات امك …”قالتها بصوتٍ عالٍ


نظر لها بحدة ارعبتها…..


تراجعت للخلف قليلاً وهي تقول بتبرير كالأطفال

“على فكره دي مش شتيمه ..اكيد وانت صغير كنت حيات امك ودنيتها …فى عشان كده بفكرك بس بالغاليه مش اكتر …”


عض على شفتيه بغيظ من اسلوبها وطريقتها معه التي تحتاج لضبط وتهذيب !!…


نظر الى تيا قائلاً بخبث…

“تيا ما رايك ان نسبح قليلاً..”


ابتسمت بسعادة ثم قائلة ..

“حقاً اتمنى ولكني لأ اجيد السباحه ..”


“ساعلمكِ هيا بنا ….”


عضت حياة على شفتيها قائلة بتوعد

“ماشي ياابن زهيره انت اللي بدأت …”


اقتربت حياة من تيا قبل ان تذهب ووقفت امامها .

وهمست لها في اذنيها ببعض

الكلمات ……

اتسعت عينا تيا وعبس وجهها ، ثم نظرت لسالم باحتقار وذهبت سريعاً من امامه …


ابتسمت حياة بشماته له ..


ضيق سالم عيناه وهو ينظر لحياة بشك….

“إنتِ قولتلها إيه خلاها تجري كده زي المجنونه ..”


ردت عليه ببرود…

“معرفش روح اسألها ..” كادت ان تذهب

امسك معصمها وهتف بحدة افزعتها ..

“حياه بلاش تستفزيني اكتر من كده… قولتلها إيه… ”


كادت ان تزيد لهيبه ولكنها اجابته بخوفٍ من غضبه الجالي على وجهه ….. ردت بتلعثم وخوف


“ابداً يعني آلموضوع مش محتاج كل العصبيه دي

آنا بس قولتها انك متحرش تحت الماء ..”


اتسعت عينا سالم بدهشة تمتذج بالغضب من

ما قالته هتف من تحت أسنانه بغل ….

“يعني أنتِ قولتِ عليا اني متحرش ..”


كبحت ضحكتها وردت عليه ببرود مستفز …

“نسيت تقول تحت الماء …”


رفعها فجأه من على الأرض الى ذراعيه بغضب ..


شهقت بصدمه وهتفت بارتباك…

“بتعمل ايه يادكتور سالم ….”


رد عليها بسخط وهو يدخل بها الى البحر ..

“انتِ خليتي فيها دكتور ياستي خلي البساط احمدي وبعدين خايفه من أي انا نازل اتحرش تحت الماء …”


“وواخدني معاك ليه انا مالي….”


رد عليها باستفزاز…

“اكيد مش هتحرش بسمك يعني ….افهمي أنتِ وجودك مهم ….. ”


قالت بترجي كالاطفال ..

” لا انا منفعش سبني ابوس ايدك ..”


وضعها امامه في قلب الماء وهو يقول بخبث ووقاحة …

“بلاش استعجال كدا كده هنبوس …”


نظرت له بترجي وتردد….

“اا انا اسفه أوعدك الموضوع ده مش هيتكرر تاتي …..”


نظر لها بخبث قائلا بمكر شيطاني ….

“وصرفها فين بقه اسفه دي …”


عضت على شفتيها قائلة بارتباك

“انت عايز اي بظبط …”


نظر الى عيناها البنية الامعة والى وجهها الشاحب بخجل والمرتاب بشدةٍ منه وحتى هذا السؤال الذي طرحته عليه هو عاجز بقوة عن أجابه مناسبه له


رد بمصدقية وحيرة يعجز القلم عن وصفها …

” انا ذات نفسي مش عارف انا عايز ايه منك … بس انا محتاج إنك انتي إللي تفهمي انا عايز إيه منك…”


رمقته بعدم فهم فشعرت بيداه تعتصر

خصرها اكثر من الازم ..

“سالم انت بتوجعني …”هتفت بحرج من

قربه لها وهذا الجسد القوي العريض الذي تشعر بحرارته برغم من وجودهم في قلب الماء البارد ..

وضعت يداها بتلقأئية على صدره العاري العريض

بسبب القفز فوق الأمواج العابرة …

اغمضت عيناها من انفاسه الساخنة التي تغمر

رقبتها وتسري القشعريرة بكامل جسدها …


ابتسم على هذا الأستسلام فقد اقتربت فرصة اهانتها منه هذا ما خطط له حين اعتصر خصرها بقوة وحين مالى عليها ببطء …لكن لا يعرف ماذا حدث فقد انقلب السحر على الساحر فجأه ..وبدأ يلثم عنقها ببطء وحرارة …


اغمضت عيناها باستسلام لم تكابر هذهِ المره فقد

كانت كالمخدرة امام لمساته الحانية وامام تلك المشاعر التي و للعجب كان لها مذاق اخر على جسدها واصدق بالمشاعر المجهولة عليه وعليها ..


بدأ يقبل وجهها ببطء وتروي وهي مغمضة العين ضاعت بين يديه بضعف وصرخات ضميرها تزيد بداخلها بدون هوادة عليها.. والمخجل في لأمر ايضا

ان أسم زوجها حسن يتردد في اذنيها بضراوة وهي لا تلتفت ولا تتوقف كالمغيبة تاركه نفسها لتلك العاصفة الجامحة…


ارتفعت حرارة جسده ورغبته بها تشتعل لا يعرف اهي رغبة بها ، ام انهُ أدمن قربها الذي يجذبه نحوها كالمغناطيس ……


توقف عن تقبيل وجهها ونظر الى شفتيها باشتياق

وكاد ان يقطف هذه الشفاه في قبلة يطوق

لتجربتها مره اخرى بعد ان تلامسها اول مره منذ يومين ، ولكن فاق من هذهِ النشوة والمشاعر المغيبة عن العقل ….. حين همست حياة برجاء

وهي تبعد راسها عنه ….


“سالم لو سمحت ……..كفايه !!!”


اغمض عيناه بضيق منها ومن تهوره معها ومن ذلك الضعف الذي يظهر امامها بوضوح… نعم كل ما يحدث امامها منه ليس إلا ضعف ومراهقه متأخرة لديه….


ابتعد عنها وحملها على ذراعيه الى بر البحر

وضعها على رمال الشاطئ قائلاً بضيق مكتوم من

نفسه وهو يغرز اصابعه في شعره….

“حياة انا مش عارف دا حصل ازاي بس انـ”


قاطعته قائلة بجدية….

“سالم احنا لازم نتكلم مع بعض شويه ..”


” تمام غيري هدومك وتعالي نتكلم ..”


“لا خلينا اخر اليوم اكون اكلت ورد ونايمتها لان الكلام اللي لازم نقوله مش لازم ورد تسمع بيه او اي حد يعرف عنه حاجه …”ذهبت الى الداخل وهي تحمل ابنتها الصغيرة في احضانها …


حك ذقنه بفضول من حديثها الجاد معه ولاول

مره تكون جدية هكذا …كور كف يده بغضب

بعد ان خمن عقله حديثها الغامض… قال بضيق

“استحاله اطلقها حتى لو دي رغبتها ….”


………………………………………………

وضعت ابنتها على الفراش وغطاتها جيداً

وقبلتها واخفضت الأضواء عليها …..


دلفت الى شرفة غرفتها تحاول التفكير وترتيب ما ستوليه على مسامع سالم ، تشعر بدومات داخلها

وتشويش مزمن داخل عقلها …لا تزال غير مهيئة

لبدأ الحديث معه ؟…


صدح هاتفها التي تحتفظ به بين يديها بعدم اهتمام نظرت الى اسم المتصل ، تنهدت بتوتر بعد ان رأت اسم سالم يضيء الهاتف

“الوو…”


“ورد نامت ولا لسه ..”


عضت على شفتيها بإرتباك… نعم متأكده انه ينتظرها مثلما قالت له منذ ساعات …

(اكيد لن يتجاهل حديثك كفاكِ حماقةٍ ياحياة)

رد عقلها عليها مُستنكر سؤالها…


طال صمتها على ان تجيب عليه…. علم انها تتردد في هذا الحديث الذي يبرهن انه شئ لن يروقه ابداً..


“حياة انا قاعد على البحر هستناكِ ياريت

متتاخريش عليا ..”اكتفى بجملةٍ هادئه

بها امراً يقطع التردد بداخلها….


اغلق الخط وزفر بما يعتريه ..سأله عقله بتردد

(ماذا تفعل اذا طلبت الطلاق ..”


رد بحدة وتسارع

“هدفنها مكنها …”


رد عقله باستنكار

“هل اعجبت بها ام ان العلاقة من لمسه واحده قد تطورات داخلك ياسالم ، تأثرت بجنس حواء

واصبحت تتحدث كالمجنون… اذا كانت تريد

البعد وافق…. وانتقم منها بحرمانها من ابنتها

ورد …”


“دا اللي هيحصل …”رد بدون تفكير ..

فقط كل مايشعر به معها انجذاب إليها شهوة

داخله تريدها ، هو على يقين أنه اذا اكتملت العلاقة

بينهم كاي زوجين سياتي يوماً ويمل منها ويبتعد عنها لن تكون حياة( ملاذه) الى لأجل شهوة ورغبة

بها رغبة تحركه فقط لأجلها هذا ماقنع

نفسه به…


لكن لهذا القلب الخام في قربها رأي اخر ولكن

منذ متى وسالم ينظر الى مشاعره وقلبه وتلك التراهات كما دوماً يعتقد ؟!..


ارتدت فستان طويل محتشم ازرق يزينة بعض الورود الصغيرة مع حجاب رقيق اللون وحذاء رياضي يسهل السير على رمال الشاطئ …


خرجت إليه ورفعت عيناها وهي تسير للامام وجدته يجلس شارداً ويغرز اصابعه في رمال الصفراء وكان المكان هادئ والبحر في اجمل اوقاته الساهرة (الليل) والقمر يداعب الاموج العالية بطلته المعاكسة عليها وهذهِ الرياح العابرة تبرد نيران مخادعه اشعلتها قلوب ؟ لم يفهم اصحابها اوجاعها المتناثرة !…


جلست امامه وتنهدت بهدوء ولم تحاول ان تلتفت

بوجهها له..فعل هو نفس الشيء لم يرفع عينيه عليها بل ظل ينظر امام البحر بشرود …. وهكذا حياة فعلت شردت في ارتطام الأمواج العالية برمال الصفراء… وكأن الهواء العابر يرفرف حجابها

بجمالاً….


“ساقعانه ؟ …”سالها وهو مزال ينظر امامه ببرود


“لا ابداً الجو جميل ..”عضت على شفتيها بتوتر اكثر وعقلها يصرخ بها ان تكف عن الحماقة

وتتحدث معه …


“قولي ياحياه انا سمعك …”تحدث مره اخره بهدوء مريب كما يقال السكون الذي يسبق العاصفة ….


بلعت ريقها بتوتر مما يدور بداخلها الان..

هل ترتب الحديث ام تتحدث بتلقائية وهي تعلم

ان تلقائيتها في الحديث تدمر كل شئ …

ردت عليه بخفوت ورتباك وهي تنظر له

“احنا لازم نتكلم في علاقتنا انا وانت مش معقول

هنسيب كل حاجه ماشيه كده ..”


نظر لها بحدة وهتف باستهزاء

“مالها يعني علاقتنا ببعض….. زوجين زي اي زوجين ….. ”


“لا احنا مش زي اي زوجين ولا جوزنا كان طبيعي ولا كان في بينا اي استلطاف او حتى إحترام …”نظرت له بتفحص لترى أثار حديثها عليه وتغير ملامحه بغضب قبض على كف يده ونظر لها بحدةٍ قائلا بصرامة قاسية ..


“إنتِ عايز اي بظبط ، لو بتقولي الكلمتين دول دلوقتي عشان تطلبي الطلاق….”صمت لبرهة ثم

تابع بضيق….

” خليكي عارفه ان لو ده حصل مش هتشوفي ضُفر وأحد من بنتك لو طلقتك ومش بس كده أنتِ مش هيكون ليكِ قعده معانا في البيت ولا في النجع فى اوزني كلامك كويس عشان هتخسري كتير ياحضريه…”


(حين يغضب يناديها بالحضريه كا علامةٍ على سخريته منها…. وحين يكون هادئاً يناديها باسمها

لديه شخصية تصيبها باحتقار نفسها من هذا المأزق الذي وضعت نفسها به بأن تكون زوجت هذا السالم…)


نظرت له بهدوء تخفي اثار حديثه وقسوته معها

وقالت…


“احنا ممكن نتفق مع بعض على حاجه

بس ياريت تخليني اكمل كلامي للاخر…..

يادكتور سالم ..”


نظر لها بانزعاج واغاظه اللقب المصاحب لاسمه

فقال بضيق…..

“اتفضلي سمعيني….يادكتوره حياة ..”


“انت هتتريق بعد اذنك ..”ردت عليه بحنق وكادت ان تنهض من جانبه …مسك معصم يدها قائلاً

بلهجة حاول ان تكون أقل حادة..

” قعدي هنا…….. انا سامعك …”


زفرت بضيق ثم تابعت وهي تنظر امامها

“الكلام دي هيكون بيني وبينك يعني محدش هيعرف بيها….”


رد عليها بتأكيد….

“دا شئ طبيعي ان اللي بينا احنا الاتنين مش هيخرج برا ..”…


تابعت الحديث وقالت…..

“احنا اتجوزنا عشان سبب واحد وهو (ورد )بنتي

انا اتجوزتك عشان افضل جمب بنتي وانت اتجوزتني عشان تحافظ على بنت اخوك حسن اللي هو جوزي …..”


رد بتهكم عليها …

” استغفرالله العظيم….. قصدك اللي كان جوزك ”


تابعت بتردد …

“ااه…… المهم ان كل اللي عايزه اوصله ليك

اني مش مستعده لي لــ …”صمتت بحرج من المتابعه فالكلام في هذا الموضوع حساس خصوصا بينهم فهم لا يزالون اغراب عن بعضهم…..


نظر لها ليرى خجلها وارتبكها في المتابعة

رد هو بالامبالاة ….

” قصدك ان مينفعش المسك دلوقتي صح ..”


توردت وجنتيها بالخجل والحنق وهي تكمل…

“انا مش مستعده لحاجه زي دي ، احنا لازم ندي

لبعض فرصه …فرصه نحترم بيها بعض ونقرب بيها من بعض كصحاب مش كزوجين ولو ارتحنا في

حياتنا بعدها اكيد هيكون كل واحد شايل لتاني

مشاعر وغلاوه…. وذكره حلوه نقدر نعدي بيها المرحلة دي…واهوه نخفف على بعض الضغط.. ”


اعجب بحديثها جداً هي محقه علاقتهم تحتاج الى فرصة وقرب بدون اي ضغوطات ….

اذا تعاملت معه حياة كازوج دوماً سترى (حسن )امامها

وسالم ايضاً سيراها زوجة شقيقة الصغير عنوة عنه… لكن اذا سمح له ولها ببعض التفاهم والتقرب الودي ممكن ان تنجح الزيجة مع بعض الاحترام والتفاهم……ويتاقلم كلاً منهم على طباع الآخر مع الوقت……


اكملت حياة حديثها بتريث …

” ولو مقدرناش نكمل…وجوزنا منجحش …يبقى لازم أخد منك حريتي وطلقني ومش بس كده كمان ورد هتفضل في حضني طول مانا عايشه …”


نظر لها قائلا بهدوء بارد كالثلج..

“موافق بس انا كمان ليا شرط …”


نظرت له قائلة بتوجس

“شرط إيه؟ ..”


تنهد وهو ينظر الى سواد البحر آثار الليل الكاحل عليها…

“اولاً هتباتي معايا في نفس الاوضه دا بعد طبعاً

ما تطمني على بنتك وتنام في حضنك زي كل

يوم ، تاني حاجه انا موافق على كلامك وهنفذ اللي انتي عيزاه…..ومعاملتي من النهاردة هتتغير معاكي

ومش هتلاقي مني غير كل آدب واحترام ليكي وبنتك هتفضل في عنيا ودي مش محتاج اطمنك عليها عشان ورد غلاوتها من غلاوة الغالي الله يرحمه…..بس اعرفي ان هعمل كل ده عشان خاطر ورد متبعدش لا عنك ولا عننا….وكمان عشان دي وصية اخويه قبل مايموت اللي وصاني عليكي

وعلى بنتك قبل ما يموت بدقايق……”


عقدت حياة حاجبيه وهي تهتف بعدم فهم…

“مش فاهمه…ازاي وصاك علينا…..”


تنهد سالم بعمق وهو يحكي لها حديث أخيه عنهما وهو على فراش الموت…..


تابع سالم حديثه قال ببرود…

“دي كل الحكايه….يعني جوازي منك من الأول مكنش بارادتي…انا بنفذ وصية اخويه وبحافظ على مراته وبنته زي ماكان عايز…. ”


تحجرت الدموع بعينان حياة وهي تنظر للبحر بحزن

وحنين لزوجها الراحل ولا تعرف لم احتل فمها

مرارة كالعلقم القاسي وهي تعيد جملة سالم التي اصابتها في مقتلها….

(يعني جوازي منك من الأول….مكنش بارادتي)


تابع سالم حديثه وهو يتأمل حزنها بهدوء……

“بصي ياحياه انا عارف ان طبعيّ صعب عليكِ ويمكن اكون غير حسن ومختلفين في حاجات كتير بس لازم تعرفي اني مكمل عشان وصية اخويه مش اكتر ولازم انتِ كمان تكملي معايا عشان كده وعشان بنتك واذا كان على حقوقي الشرعيه منك فى انا عمري ماهطلبك بيها غير لم احسى ان احنا بقينا فعلاً زي اي اتنين متجوزين… ”


نظرت له سائلة…

“وانت شايف ان ده هيحصل ازاي واحنا مش..”


“هيحصل مع العشرة والتعود …انا مش محتاج حاجه منك غير كده و وجودك معايا كازوجه إحترامك ليا ولاهلي وانك تفهمي مع الوقت

طباعي وارتاح معاكي دا عندي كفايه أوي…..”


سألته بتردد وحرج…

“يعني معندكش مشكله لو مقدرتش احبك او

انت مقدرتش تحبني …”


رد عليها ببرود …

“لا متقلقيش انا مش من النوع اللي بيجري ورا الحب والتفاهات دي ،انا اهم حاجه عندي في الجواز

واحده تفهمني وتريحني وتقضيلي طلباتي…وتكون

ام ولادي بعض كده….غير كده مبدورش لا على حب ولا غيره…..”


شعرت بصدمه من كلامه ولكنها ايقنت ان هذا وسالم وسالم والحب صعب يتقابلان……لم تعرف لمَ

طرحت هذا السؤال بمنتهى الجرأه…..

“طب افرض حبيت في يوم من الأيام …”


نظر لها لبرهة قبل ان يجيب بين اصوت الأمواج المتراطمة بحدة وكأنه عزف قاسي يدوي على مشاعرهم الباردة معاً…نظر لها نظرة خاليه من

التعبير ومجردة من المشاعر …

“الحب لو قابلني ياحياة هيتعب جامد معايا

واستحاله يقبلني زي مانا واستحال اقبله

زي ماهوا ..”


بعد مرور ساعتين ..


خرجت من المرحاض بعد ان ارتدت بجامه

انيقه من اللون الأصفر وتركت شعرها ينساب على ظهرها بحرية …دلفت الى الفراش بتنهيدة تحمل الكثير والكثير من الحيرة وتوتر ولأرتياح ايضاً بعد حديثها مع (سالم ) نعم ارتاح قلبها قليلاً بعد ان علمت ان زواجها منه رغبة من حسن من

البداية ! ، وفيض الراحة تزايد اكثر حينما اعطى

لها سالم بعض الحرية في طلب حقوقة الشرعية

منها التي ستتأجل حتى تكن هي على استعداد لها

وهي لن تكون على استعداد حتى ان انتظر العمر

كله…….

شرد عقلها عنوة عنه في حديث سالم عن الحب ورايته الغريبة عن الزواج… مجرد واجبات يقوم

بها الزوجين بدون مشاعر او عاطفة بينهم كيف

هذا هل هناك من يعيش في تلك الكوابيس

غيرها…….


اغمضت عينيها وهي تذكر نفسها انها اول واحده

ستعيش تلك الحياة الجافة معه….لكن لا بأس

هذا افضل فهي ليست خاوية المشاعر والقلب لتفكر بارتباط عاطفي مع سالم بعد موت زوجها يكفي حب واحد اغلق عليه القلب واكتفى…….


اغمضت عيناها بعد كل تلك الأفكار المزدحمه

داخلها منها السلبية ومنها الإيجابية ولكن الحيرة

مزالت تنهش عقلها بكثير من الاسئلة …


دخل الى الغرفة وجدها ساكنة هادئه يعتريها الظلام أشعل نور الأبجورة الخافضة ..ونظر لها وجدها مغمضت العين ولكن انفاسها الغير منتظمة ورموشها الذي تهتز بقوة دليلاً على توترها ..جعله متيقن انها تتصنع النوم حتى تتجنب وجوده معها في نفس الغرفة…


دلف الى المرحاض بعد ان اخذ ملابس مريحة ليبدلها قبل ان يدلف الى النوم …


تنفست بإرتياح بعد ان اغلق الباب عليه وهتفت برتباك …..

“وبعدين ياحياة هتنامي معاه ازاي لوحدك في نفس الأوضه .. دا مسافة ما دخل الأوضة حسيت

اني هموت من الرعب ، ياربي دي اول مره ننام سوا في اوضه واحدة ….”


وضعت الوسادة الطويلة في نصف الفراش واستلقت بجسدها على الفراش وهي ترى ان تلك الوسادة ذرع حامي لها منه….


فتح سالم باب الحمام أغمضت عيناها بسرعة وتصنعت النوم ..ولكن لمح سالم هذا

المشهد فابتسم باستياء من ان تتغير حياة

وتنضج قليلاً في تصرفاتها …


جفف وجهه وشعره الكثيف جيداً ثم خلع التيشرت

القطني الذي يرتديه وكما يفضل دوماً

النوم عاري الصدر في هذا الجو الحار….نظر بسخط الى الوسادة التي تُضع في منتصف الفراش …

ضيق عيناه بتراقب ثم قال بنفاذ صبر…

“ماشاء الله مساحة السرير كبيرة لدرجة إنك

تحطى مخده في نص…. ”


لم ترد عليه وتصنعت النوم بحرج …..


“انا عارف انك صاحيه ياحياة.. فى ردي عليه عشان عيب اوي اكون بكلمك وطنشي…”


فتحت عيناها ونظرت له بتردد قائلة بغباء وتبرير..

“على فكره انا لسه صاحيه ….والمخده دي عـ عشان بحب احضن وانا نايمه …”


ابتسم بخبث قائلاً بمزاح ساخر….

“لأ بقه طالما بتحبي تحضني وانتِ نايمه يبقى انتِ جيتي للخبره كلها …”


رفعت حاجباها لترد بشك واستنكار..

“انت بتتريق صح …”


تشدق بجزع….

“اكيد بتزفت اتريق…. شيلي المخده دي ياحياة وستهدي بالله ونامي وخليكِ واثقه اني لو عايز اعمل حاجه المخده اللي أنتِ حطاها بينا دي مش هتمنعني عنك…. ”


عضت على شفتيها بحرج ثم كادت ان تحمل “الوسادة الكبيرة ….حملها عنها قال بهدوء

“خليكي انا هشلها …”


بعد ان القاها بعيداً دلف الى السرير بهدوء

شهقت حياة قائله بصدمة…

“انت هتنام ازي كده ، انت مش مراعي اني معاك في نفس الأوضه …”


ابتسم وهو يقول بمزاح ساخر وهو يستلقي

على الفراش بجوارها….

“لأ مراعي بس انا بحب انام كده في الجوا ده… وبعدين انتي مش غريبه انتي مراتي ولا إيه ”


احمرت وجنتيها خجلاً ثم دلفت هي ايضاً

واولته ظهرها وهي تحاول اخفاء جسدها بأكمله

بالغطاء….حتى سالم اولها ظهره أيضاً واغمض عينيه

بعد تنهيده عميقه تحمل ابتسامة غربية شقت شفتيه

للحظات قبل ان يستسلم للنوم…..


يتبع…


تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع