رواية غنوة يونس الفصل الحادى عشر 11بقلم سلوى عوض (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية غنوة يونس الفصل الحادى عشر 11بقلم سلوى عوض (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 11
عيسى (مصدومًا): إيه ده يا إنعام؟!
عيسى (بغضب): إيه اللي تحت المخدة ديتي؟
إنعام (بلجلجة): أصل...
عيسى: عاملالي عمل يا إنعام وحطاه تحت المخدة؟!
إنعام (بتمثيل البكاء): له عمل إيه؟! أنا بردك بتاعت عملات؟! أنا معرفش جاه منين، وحدش بيدخل هنا غير صدفة، وأنا مبتحركش من مكاني.
عيسى (بصدمة): يبجى صدفة اللي عاملاه وحطته هنا؟
إنعام: مش جولتلك عاوزين يسجطوني؟ مصدجتش! آه طبعًا، صدفة عملت كده عشان محدش يشارك عيالها في العز ديتي كله.
يصدقها عيسى وينزل إلى الأسفل غاضبًا، وينادي بصوت عالٍ على أهل المنزل.
عيسى (منفعلًا): انزلوا كلكم! تعالوا شوفوا اللي عاملة حالها غلبانة وطيبة وبتخدم الكل! عملت عمل لمرتي، عاوزه تسجطها!
ينزل الجميع إلى الأسفل بسرعة.
يعقوب (بقلق): فيه إيه؟ مالك؟ جرصتك حيه؟
عيسى (بغضب): آه، جرصتني حيه، والحيه تبجى الست صدفة، مرت ولدك!
صدفة (مصدومة): عملت إيه أنا بس؟
عيسى (بصوت مرتفع): معرفاش! عملتي عمل لإنعام عشان تسجط، ودستيه تحت المخدة! يا فجرك يا بت! صحيح إنك فاجرة وعينك غليضة!
دهبية (باندهاش): إيه الحديت ديتي يا ولدي؟!
في هذه الأثناء، تتصل إنعام بالخادمة عنايات، وتطلب منها أن تشهد بأن صدفة أرسلتها إلى الدجال لتحضر العمل الذي وُجد تحت المخدة.
عنايات (بتوتر): أخاف يا ست إنعام...
إنعام (بتهديد): هديكي خمسة آلاف جنيه، ولو مجولتيش، هجول إنك انتي اللي عملتي العمل، واخلي عيسى يحبسك ويجطع من جسمك!
عنايات: له، حاضر حاضر.
إنعام: تخشي وسطيهم، وتجولي: "أنا أشهد بالحج، وتروحي جايله كل اللي جولتهولك"، فاهمة ولا له؟
عنايات: فاهمة، فاهمة.
في هذه الأثناء، كان يعقوب يتحدث مع عيسى بغضب.
يعقوب (منفعلًا): اتحددت مع مرت خيك حديت محترم؟ متنساش إنها بت خالك، ورباية أمك، يعني انت كده بتغلط في أمك!
الخادمة عنايات (مقاطعة): بعد إذنكم يا بهوات، عاوزة أجول حاجة. الست صدفة بعتتني للشيخ، وادتني طرحة من حدا الست إنعام، وادتني فلوس كتيرة، وجالتلي: "روحي وديهم للشيخ، وهاتي الحاجة اللي هيديها لك، وتعالي، وأوعاكي تخبري حد!"
صدفة (تصرخ بغضب): كدابة! وحياة عيالي كدابة! حسبي الله ونعم الوكيل فيكي!
ممدوح (بصوت غاضب): انتي عملتي كده يا حجودة؟! يا غلاوية؟ معيزااش خيي يفرح بخلف مرته؟
دهبية (بانفعال): البت ديه كدابة!
عنايات: له، أنا ممكن أحددت الشيخ، وتسألوه براحتكم.
كانت إنعام قد جهزت كل شيء مسبقًا، فأعطت عنايات رقم الشيخ، وقالت لها: "أنا هخبر الشيخ، وهبعتلك رجمة، واتفج معاه يرد عليكي ويجول إيه."
ممدوح: اتصلي يابت انتي بالشيخ ديتي!
وبالفعل، تتصل عنايات بالدجال، ليأخذ ممدوح التليفون، ويفتح السماعة الخارجية.
الشيخ (على الهاتف): بت يا عنايات! كويس إنك اتصلتي! جولي لستك صدفة، العمل بتاع جوزها وحماها وحماتها جاهز! وكمان وجف الحال بتاع الأستاذ يونس! وكماني إنعام هتسجط النهارده، وهياجيها نزيف!
الكل كان في ذهول تام...
في التوقيت ده، إنعام كانت مرتبة كل حاجة، وكانت مخبية دجاجة، وذبحتها، وغرقت نفسها وملابسها بالدم. فجأة، صرخت بعد ما حدفت الدجاجة بعيد، ليسمع كل من في المنزل صوت صراخها.
عيسى طلع السلم مسرعًا، وهو مذهول من المنظر.
عيسى (بقلق): إنعام! مالك يا إنعام؟!
إنعام (بتمثيل وإعياء مصطنع): إلحقني يا عيسى، بسجّط ولدنا! جولتلك هيسجّطوني، مصدّجتش!
ممدوح على طول اتصل بالدكتورة، اللي هي قريبة الدجال، والدجال كان فاهِمها كل حاجة.
ممدوح (بانفعال): إلحقينا يا دكتورة! مرت أخوي بتسقط، إلحقينا بسرعة!
عيسى (يصرخ): والله لو مرتي وولدي جرالهم حاجة، ما رحمك يا صدفة!
صدفة كانت بتبكي، وتحلف بولادها إنها عمرها ما تعمل كده، وإنها كانت فرحانة إن عيالها هيجيهم ابن عم.
صدفة (تبكي بانهيار): والله العظيم ما عملتش حاجة!
إنعام (بتمثيل واستفزاز): حرام عليكي يا صدفة، ليه تعملي فيّا كده؟ ليه تحرميني من ولدي، وتعملي لنا عملات، وتأذي الكل؟
ممدوح: تاجي بس الدكتورة، وبعدها يحلها الحلال!
بعد دقائق، وصلت الدكتورة، وقالت للجميع:
الدكتورة: لو سمحتم، كلكم برا، عشان أكشف على المريضة.
وبالفعل، خرج الجميع من الغرفة.
دهبية (بحدة): انتي عملتي كده، صح، يا صدفة؟ انطقي بالحج!
صدفة (بانكسار): انتي تصدجي فيّا كده، يا عمتي؟
الحاج يعقوب: معيزش أسمع صوت حد، غير لما تخرج الدكتورة!
بعد عشر دقائق، خرجت الدكتورة والكل منتظر الخبر.
الدكتورة (ببرود): للأسف، فقدنا الطفل.
عيسى (مذهول): بتجولي إيه؟!
الدكتورة : المريضة أكلت أو شربت حاجة فيها برشام الستات، اللي بياخدوه عشان يسقطوا الحمل! مين المسؤول عن أكلها؟ ده كان ممكن يموتها!
عيسى : وهي زينة دلوقتي؟
الدكتورة: للأسف، حالتها الصحية مش مطمئنة، بس أنا إديتها حقنة توقف النزيف، وكويس إن ده حصل في الأول، يعني مش هنحتاج نعمل عملية تنظيف. بس خدوا بالكم منها ومن حالتها النفسية كويس.
بعدها، خرجت الدكتورة، واتصلت بالدجال.
الدكتورة: أنا كده تمام، عملت اللي عليّا.
الدجال: عدي عليا، خدي فلوسك، عشرين ألف بحالهم.
الدكتورة: قليلين!
الدجال: ما انتي واخدة خمسين ألف قبلهم، لما جُلتِ إن إنعام حامل! تعالي بس، وخديهم، وهجيب لك فلوس تاني!
الدكتورة: ماشي، أنا جاية لك.
أغلقت الهاتف، بينما في منزل الحاج يعقوب، كان عيسى منفعلًا.
عيسى: أديكم شوفتوا بعنيكم، وسمعتوا بودانكم! صدفة هي اللي كانت بتعمل الأكل والشرب لإنعام، وكانت بتجضي لها كل حاجة!
عيسى (ينظر إلى أمه دهبية): حتى انتي، يا أما، اتعاركتي مع إنعام، وجُلتِ إن الخدامين كتير، وكل واحدة تجضي لنفسها، لكن صدفه كانت بتجضي لإنعام! صح ولا غلط؟ بكدب أنا؟!
دهبية (بصوت منخفض): له، يا ولدي، كلامك كله صح.
ممدوح (بعصبية): صدفة، انتي طالق بالتلاتة! ومن النهارده، مش هتتسمي مرتي ولا على ذمتي! وعيالك تنسيهم، أنا هجيب لهم حد يربيهم، مش واحدة زيك بتاعت عملات، والله أعلم إيه بينك وبين الدجال!
صدفة (تصرخ بانهيار): بتطلجني، يا مندوح؟! وأنا مظلومة؟! الحجني يا أبا!
الحاج يعقوب (بحسم): انتي مخلّيتيش لنفسك فرصة تانية، ولا خليتي حد يقدر يدافع عنك!
صدفة (تنظر إلى دهبية): اتكلمي، يا عمة، ده أنا رباية يدك!
دهبية (تصيح بغضب، قبل أن تصفعها على وجهها): جرستيني، وفضحتيني، يابت أخوي! الله يلعنك في كل كتاب!
عيسى (بحزم): البت ديه متبيتش في البيت هنا، ولا دجيجه!
عيسى (بغضب شديد): والله لو جعدت لأخد، مرتي و أمشي، ومتعرفوش طريجنا فين!
يعقوب (بحزم): روحي يا صدفه، لمي حاجتك وهملينا!
صدفة (تبكي بانهيار): مظلومة والله، مظلومة، يا ناس!
كل ده، ويونس كان بيشوف اللي بيحصل، لكن عقله مش مصدق.
صدفة (تتوسل إلى ممدوح): أروح فين بس؟ انتو عارفين إن ناسي كلهم ميتين! أحب على رجلك يا ممدوح، رجّعني خدامة لعيالي!
الحاج يعقوب (بقسوة): هي كلمة جولتها! هملينا وغوري، ومالكيش عيال حدانا!
فريدة (بحزن): طيب هتروح فين بس؟ خليها لحد الصبح، وبعدين نبقى نشوف!
يونس: هملها يا أبوي، وأنا الصبح هغوّرها من البلد بحالها!
عيسى: له! تمشي دلوك!
ممدوح: وأنا معاك يا خيي!
يونس: تعالي يا صدفه!
صدفة (تصيح بانهيار): علي فين؟ هتوديني فين؟!
كان بكاءها يقطع القلوب، وهي بتصرخ:
صدفة: ولادي! حرام عليكم! مش ههمل ولادي!
يونس (بحزم): جولت تعالي معاي!
دهبية (توقف يونس): استنى يا يونس!
ثم تتوجه لزوجها، يعقوب: عشان خاطري يا يعقوب، خليها بايتة والصبح تغور من هنا!
عيسى (بغضب): أما
دهبية :جولت إيه يا يعقوب؟!
يعقوب (بحزم): خلاص، خليها تندلى، تبات مع الخدامين، وجبل طلوع الشمس تغور في داهية!
يعقوب (يأمر الجميع): يلا، كل واحد يخش مطرحه! خدها يا يونس، خليها تترزع تحت!
يونس: حاضر يا أبوي.
ينزل يونس مع صدفة للأسفل...
صدفة (بانهيار): انت مصدج اللي حصل، أستاذ يونس؟!
يونس (بهدوء): اسمعيني زين، ساعتين كده، وأنا هنزلك عشان أقولك هنعمل إيه.
صدفة (بتوسل): يعني انت مصدجني؟
يونس: أكيد طبعًا، بس ما فيش في إيدي دليل، اللعبة اتحبكت عليكي أوي... المهم، أنا معاكي، متخافيش، وربنا معانا.
صدفة: هروح فين؟ وهياخدوا عيالي مني!
يونس: قولتلك متخافيش، المهم، زي ما قلتلك، بعد ساعتين نتكلم. أو أقولك على طول، احنا هنمشي، هتسافري مصر بالطيارة. فين جواز سفرك وحاجتي؟
صدفه: فوج!أول مرة ركبت طيارة في حياتي لما طلعت العمرة مع عمتي دهبية، اللي صدجت اللي اتجال عليا! وربي يعلم إني مظلومة.
يونس: قولي يا رب... المهم، في حد تبعي هيقابلك في المطار، وهيودّيكي البيت عندي.
صدفة: عيالي، يا أستاذ يونس!
يونس: في عينيَّ، متخافيش! قولتلك، أنا لازم أثبت إنك بريئة من كل ده.
صدفة (بدعاء): شاله يخليك ويحميك يا رب... كده برضه؟! آخِرِت صبري عليك يا مندوح؟! تطلجني؟! حسبنا الله ونعم الوكيل!
يونس: بقولك، اللي عمل الحكاية حبكها على الآخر... ادخلي انتي الملحق بتاع الخدم، وزي ما قلتلك، ساعتين وتخرجي على طول.
صدفة (تبكي بشدة): حاضر.
_______________________________________
في شقة عيسى
كان عيسى حزينًا مهمومًا بما حدث، ولما أصاب زوجته، معتقدًا أنها فقدت الجنين.
إنعام (بتمثيل التعب، بصوت ضعيف): عيسى، حنّ عليك... أنا عاوزة بيت أسكن فيه لحالي!
عيسى : مخلاص، صدفة هتمشي.
إنعام : أرجوك يا عيسى، أنا لو جعدت هنا هتجن! حرام عليكم، ولدي... لو جعدت، هفتكر ولدي اللي جتلوه جبل مياجي للدنيا!
ثم تمثل الانهيار، وتضع يدها على بطنها كأنها تتألم...
عيسى (مستسلمًا): خلاص يا حبيبتي، حاضر، هنمشو.
إنعام (بتصميم): بيت أبوي كبير، وديني أقعد مع أمي، هي الوحيدة اللي هتخاف عليّ.
عيسى: حاضر، يا بت الناس، تروحي بس وأودّيكي.
إنعام (بتوسل): دلّوك يا عيسى، حاسة حالي لو جعدت أكتر من كده هموت هنيّه!
عيسى: انتي تعبانه، مش هتقدري.
إنعام: له، هجدر، حتى لو انت تشيلني!
عيسى (بتنهيدة): حاضر.
إنعام: هتعمل إيه مع عنايات؟
عيسى: هجطع خبرها!
إنعام (بخبث): مذنبهاش حاجة، طول عمرها بتخدمنا، كله من العجربة مرت أخوك! أقولك، أنا هاخدها معاي بيت أبوي، تخدمني هناك.
عيسى (مصدوم): حدّيت إيه ديتي؟ كيف يعني؟!
إنعام (بهدوء خبيث): متخافش، عشان تبقى تحت عين أمي على الأجل.
عيسى (بتردد): حاضر يا إنعام، انتي عارفة إني مجدرش أرفضلك أي طلب.
إنعام (بابتسامة نصر): ربنا يخليك لي، ويعوضنا عن ولدنا اللي راح.
عيسى: يارب يا إنعام.
_______________________________________
في ملحق الخدم
أم سامية (بحزن وعدم تصديق): أنا ممصدجاش اللي حصل! حضرتك يا ست صدفة أحنّ وأطيب واحدة في الدنيا، كيف يصدّقوا فيكي كده؟ الموضوع ديتي فيه حاجة مش طبيعية بتحصل!
صدفة (تبكي بانهيار): أمانة عليكي، خلي بالك من عيالي! أمانة عليكي، أوعاكي حد يكرهم فيّ، ولا يجولهم حاجة عفشة عني!
أم سامية (تدمع عيناها): أنا بعد منك ليش؟! جعاد مع الناس الظلمة دول؟!
صدفة (بتوسل): لو ليا خاطر عنديكي، تجعدي عشان عويلاتي!
أم سامية (تمسح دموعها): حاضر، هجعد عشان خاطرك، وربنا إن شاء الله ينصرك عليهم!
صدفة : انتي كيف المرحومة أمي
أم سامية : عارفة يا بتي، أنتي هتروحي فين؟
صدفة: أستاذ يونس كتر خيره، جالي هيجعدني عنده في بيته اللي في مصر.
أم سامية (بنبرة جادة): اسمعي الحديت ديتي زين! انتي ليكي خال عايش على وش الدنيا، وكمان غني جوي وواصل جوي!
صدفة : إني ليا خال؟ كيف ديتي؟ وليه مبيسألش عليا؟ ومحدش جالي عليه ليه؟
أم سامية : أنا هجولك على كل حاجة، يا بتي، وأمري لله...
ثم تنظر أم سامية إلى صدفة بحزن، وتأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ الحكاية:
أم سامية:
بعد وفاة أمك وأبوك وعمتك لما كنتوا كلكم رايحين إسكندرية تصيفوا، المستشفى كلمت الحج عجوب، وجالوله محدش طلع حي من الحادثة غير البت الصغيرة، اللي هي انتي.
جامت عمتك جالت له: إحنا هنجول لحكيم أبو رسلان، اللي هو خالك، إنك انتي كمان بعد الشر موتي في الحادثة. عشان أبوكي، الله يرحمه، كان سايب أرض وفلوس كتير، والحج عجوب كانت ظروفه على كده.
وعشان خالك، من بعد موت أبوكي، حرم الصعيد على نفسه...
عمتك هيّا وجوزها جالوله:
إن أبوكي مسابش حاجة غير خمس فدادين بس، وعمتك جالت له:
"أنا ظروفي عفشة، وانت حالتك مرتاحة، سيب لي الأرض ديتي والبيت."
وسمعت بعد كده إن خالك يعني بعيد عنك اتوفى... لكن عياله موجودين، وغناي جوي!
روحي لهم يا بتي، وسيبك من أستاذ يونس! دوله عيلة كلها ظلمة، وبلاص المش مينضحش عسل واصل!
صدفة (بتردد وحيرة): وهما يعرفوني كيف؟ ولا أنا هعرفهم كيف برضك؟
أم سامية (تمد لها صورة قديمة): خدي يا بتي... ديه صورة المرحومة أمك وأبوك وانتي معاهم وانتي صغيرة.
لو دججتي في أمك، هتلجيها نسخة منيكي!
وكمان اللي أعرفه، إن مرت خالك عايشة، وكانت صاحبة أمك جوي، وبتحبها جوي!
والحمد لله، انتي متعلمة، وتعرفي تروحي أي بكان. وديتي العنوان بتاعهم، أنا عارفاه من زمان، من وقت ما كنت بخدم عند أمك وأبوك، الله يرحمهم.
صدفة (بقلق): ما يمكن مشوا من العنوان ديتي؟
أم سامية: بتي سامية وجوزها شغالين حداهم في البيلا بتاعتهم، هما جاعدين في حتة اسمها 6 أكتوبر في مصر.
وهخلي ولدي يوصلك للجطر، وتاخدي بعضك وتروحي بيت خالك! ولاده هما بس اللي يجدرو يوجفوا لعجوب وعياله.
صدفة (بشك): ومين جالك بس إنهم هيصدقوني أو يجبلوني؟
أم سامية (بثقة): هيصدقوكي يا بتي، وخصوصي لما تجوليلهم إنك مش عاوزة حاجة منهم غير إنهم يوجفوا جارك!
وبعدين، ما أنا جولتلك إنك حتة من أمك في الشكل، بس أمك كانت شديدة، لكن دهبية!
منيها لله، هيّ وجوزها، كسرو نفسك من انتي صغيرة...
الحسنة الوحيدة اللي عملوها معاكي، إنهم علموكي وودوكي المعهد بتاع التجارة، وانتي كنتي شاطرة ومتفوقة.
صدفة (بحنق ومرارة): الله يجازيهم! جوزوني مندوح أبو قلب أسود!
أم سامية (بحنان وحزم): عيلة خالك وأمهم هما سندك بعد ربنا! متخليش حد يعرف لك طريج، ولا حتى يونس! حتى لو كان قلبه عليكي، مش هتاجي عنده زي ناسه.
صدفة (بتنهيدة مستسلمة): حاضر... كتر خيرك يا خالة!
أم سامية: أنا هنادي على عصران، ولدي، وهو هيركبك الجطر، وخدي العنوان، أهو معاكي.
وهحدد سامية في التلفون، عشان تستناكي!
ثم تخرج بعض النقود، وتضعها في يد صدفة:
أم سامية: خدي دوله، يا ست صدفة، خليهم معاكي.
صدفة (بامتنان، لكن بكرامة): له، كتر خيرك! يونس هيجيب لي ورجي وحاجتي، وهيديني فلوس.
أم سامية (بجدية): له! انتي هتمشي دلّوك، جبل يونس ما ينزل من فوق! لسه جدامه شوية.
ولو سال عليكي أنا هعمل حالي نعسانة... ولو سال، هجوله نزل عليا النوم، ونمت، ومحسيتش بحاجة! والله أعلم انتي روحتي فين...
صدفة (بنظرة وداع وامتنان): ربنا يخليكي، يا خالة...
ثم تضم الصورة إلى صدرها، وتحمل حقيبتها، وتنظر إلى الباب، مترددة بين الماضي الذي تحاول الهروب منه، والمجهول الذي ينتظرها.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا