القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث عشر 13بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث عشر 13بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)






رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث عشر 13بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



#لا_تخافي_عزيزتي

البارت الثالث عشر

صلوا على الحبيب


بدأت منشورات مصطفى تشتهر وأشخاص كثيرة يعجبهم الأعمال اليدوية تبع هدير وكان سعيدا للغاية يريد أن يذهب إليها ويخبرها إنهم نجحوا ولقد أتى لها الكثير من الزبائن تود أن تشتري منها هذه الأعمال . 


كانت ممسكة بيد أخواتها الصغار وتتوجه بهم إلى منزلها فسمعت صوته يناديها 


-آنسة هدير


إلتفتت إليه وكذلك الصغار ونظرت إليه باستفهام حتى تحدث وهو ينظر للصغار بإبتسامة:


"دول أخواتك؟ "


نظر له ياسين بهجوم:


"مين حضرتك وعارف إسم ديرو منين؟ "


ابتسم مصطفى وهو يردد إسمها بإعجاب:


"ديرو !" ♡


هتفت هدير:


"أيوة يا أستاذ عايز إيه ؟"


اقترب منها مصطفى وهو مبتسم وأخرج هاتفه ليريها كم من الأشخاص أعجبهم عملها فتفاجأ بدارين وياسين يقفون أمام أختهم يحمونها ويخافون أن يفعل بها شيٌء مؤذي. 


ضحكت هدير وهي تربت على أكتفاهم :


"اهدوا أنا عارفة عمو وشغالين سوا."


ثم عاودت النظر إليه باحراج:"معلش." 


ابتسم مصطفى:"لا عادي ."


ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج حلوى فأعطاهم إياها وهو يقول:"مين بيحب طعم الفراولة وبين بيحب طعم البرتقال؟"


صرخوا هم الإثنان بسعادة حين رأوا الحلوى دارين تقول بأنها تحب مذاق الفراولة وياسين يقول بأنه يحب مذاق البرتقال. 


أخذا الحلوى فرددت هدير بحدة:"بنقول إيه ؟"


ابتمسوا هم الإثنان لمصطفى قائلين بصوتٍ واحد:"شكرا يا عمو." 


أكمل حديثه معها بحماس:"شغلك عجب ناس كتير أوي... بصي...."


أعطاها هاتفه وأخذ يريها كم تعليقات الناس وناس أخرى ترسل لهم صور بأشكال مختلفة وتطلب أن يفعلوا مثل ذلك الشكل.


ابتسمت هدير بسعادة وهي تنظر اليه :


"الله كل دول عجبهم شغلي ! مكنتش أتخيل كل دول ! "


نظرت إليه بامتنان:


"شكرا بجد يا أستاذ مصطفى... مش عارفة أودي جمايلك فين... بجد شكرا."


-جمايل إيه بس ... أنا هشتغل معاكِ.


نظرت إليه باستغراب:"يعني إيه؟ "


-يعني أنا اللي هوصل الطلبات وأنتِ عليكِ تعملي الشغل. 


أعترضت بقوة:


"لا يا أستاذ معلش مش هت....... "


قاطعها بتوسل:


" أنا محتاج للشغلانة ومش هشتغل ببلاش... يعني هشتغل عندك مش أنتِ بترجعي من البيت الساعة 8  طول بقى فترة الصبح أنا هوصلك الطلبات وأنتِ في انشغالاتك التانية وفترة المساء عليكِ إنك تعملي الشغل وأعدي عليكِ الصبح أخده وأوصله للزباين... وهاخد في التوصيلة خمسة جنية."


سألته وهي تفكر:"هي القطعة ممكن تعملها كام؟ "


أجابهل:"على حسب هتشتري الكروشيه بكام وقد إيه الكمية؟"


-طب كده إيه؟؟ ما لازم أروح السوق عشان أشتري الكروشيه الأول وابدأ اشتغل. 


تحدث بحماس:"أعرف واحد كويس بيبيع بسعر حنين ممكن أوصلك ليه." 


ابتسمت هدير:"ينفع دلوقتي نروحه... الهمّة حلوة." 


-كويس ماشي... خدي شوفي الأشكال اللي الناس عايزاها ونبدأ نبلغهم الأوردر بتاعهم هيوصل إمتى... يلا بس نلحق نشتري كل الألوان اللي محتاجينها.


شعرت بالسعادة لاهتمامه بذلك الأمر ثم نظرت لأخواتها :"خايفة أخدهم معايا يضيعوا مني." 


-لا لا متقلقيش خدي أنتِ البنوتة وأنا همسك إيد الولد... أه صحيح أساميكم إيه ؟


أجابه كلًا منهم بأساميهم ورحلوا ليركبوا سيارة أجرة توصلهم لذلك المتجر الذي يبيع جميع أنواع الخيوط. 


_____________________________________


-عارفة لو كانت جوازة محترمة كان زمان العريس جايبلك شبكتك سوليتير أو ألماس... لكن ده رايح لبتاع الدهب... طول عمرك كده تحبي الفقر زي عينيكِ... مادام غلطي كنت تستنضفي شوية !


هتفت بها رحاب وهي ترمقها بغيظ فانزعجت يارا من حديثها قائلة بدفاع:


"وماله الدهب يا ماما ما كل الناس شبكتها دهب ؟" 


ابتسمت رحاب بسخرية:


"مهو أنتِ عشان اعتبرتي نفسك زي بقيت الناس وقللتي من نفسك فبالنسبالك عادي... لكن لو كنتِ عززتي نفسك كان زمانك أعلى من كل الناس." 


زفرت يارا بحزن من تفكير والدتها الذي لن يتغير وخرجت معها لتركب بسيارة عمر الذي كان ينتظرهم بالخارج وكانت دعاء وعلا معه فركبت يارا بجانب عمر ونظرت رحاب لدعاء وعلا باستحقار :


"لا أنا هروح في عربيتي." 


تحدث عمر بود:


"ليه بس يا طنط !... المشوار بسيط... وبعدين العربية واسعة وحضرتك ليكِ مكان." 


انزعجت دعاء من نظرات رحاب وقالت لها باستهزاء تود أن تشعلها غضبا عن قصد:


"اركبي يا روحبي ولو إنك تخنتي شوية لكن معلش حاولي تزنقي نفسك... تعالي كده يا علا شوية."


وحدث ما توقعته دعاء احمرّ وجه رحاب من كثرة الغضب تهتف بقوة:


"مين دي اللي تخنت !" 


-أنتِ.


هتفت بها دعاء وسمعت رحاب تقول بكبر:


"لا طبعا متخنتش فين ده؟؟... أهو."


دخلت السيارة وهي تحاول ضم جسدها بالدخول وأغلقت الباب:


"هزارك تقل يا دودو لسه زي مانت أهي كفتني وفي وسعة كمان."


ابتسمت دعاء بسماجة:"حبيبتي تسلميلي." 


ثم تحرك عمر بالسيارة وهو يدعو أن تمر تلك الليلة على خير. 


نسيت أن أقول لكم بأن دعاء ورحاب كانوا أصدقاء بالماضي وكانت صديقتهم الثالثة قمر والدة أسيل علاقتهم كانت متينة وقوية ولكن كل شيء تغير وافترقوا عندما تزوجت قمر من شريف وانتقلت رحاب إلى عمارة دعاء عندما تزوجت وظلت الصداقة بين دعاء ورحاب كما هي حتى توفت قمر و زوج رحاب قد توفى أيضا واندهشت دعاء بأن رحاب قد انتقلت لتسكن مع شريف بعدما تزوجته ومن بعدها لا يطيقان بعضهما البعض ولم تعد صداقتهم مثلما كانت فرحاب قد تغير أسلوبها في التعامل وصارت تنظر للجميع من الأعلى بتكبر.

_____________________________________


تفاجأ يزن برؤية أسيل تركض نحوهم وهي خائفة واستخبأت وراء يزن 


يسرى صرخت من رؤية تلك الغريبة قائلة:


"بسم الله مين دييي؟؟؟"


-اهدي يا أمي..(نظر لأسيل)فيه إيه يا أسيل بتجري من مين؟ 


همهمت أسيل بخوف وهي تشاور على قرد صغير"نسناس" يركض ورائها


أمسكت بثيابه وهي ترتعش من ذاك الكائن الصغير فضحك يزن عليها قائلا:


دي سوكا....حد يخاف منها تعالي هنا يا سوكا." 


فركض النسناس ليحتضنه بحب فابتعدت أسيل عنه بفزع ورجعت خطوات للوراء تنظر للنسناس بقلق


إلتفت إليها يزن ويحاول أن يطمئنها:


"متقلقيش ده نسناس... مش بيعض هو بس عشري حبتين و... "


قاطعته والدته بصخب:


"مين دي يا يزن؟؟"


نظرت أسيل للأعلى وتفاجأت إنها ترى امرأة فوق الخزانة ! 


أجابها يزن:


"انزلي طيب يا ماما وأعرفك عليها... أه...أسيل دي ماما... مكنتش حابب طبعا أول لقاء يبقى بالشكل ده." 


-وهو الضيف بيطلع لحد هنا ؟؟؟!


هتفت بها يسرى بغضب لأنها طبيبة وتخجل من رؤية شخص غريب حالها هكذا !


أحرجت أسيل وخرجت من الغرفة مسرعة فنظر يزن لوالدته بلوم:


"يا ماما كانت خايفة من سوكا... المهم انزلي عشان أعرفك عليها وأنا هروح أغير هدومي دي و آخد شاور علسريع."


خرج من الغرفة وهو ممسكًا بالنسناس وأدخلها معه غرفته لكي لا ترتعب أسيل مجددا دخل المرحاض وأخذ حماما سريعا ونزل للأسفل وجد والدته جالسة معها وتضحكان سويًا. 


اقترب يزن وهو يحمل "سوكا" بين يديه وحين رأت يسرى قفزت نحوها تعانقها بحب ويسرى تردد:


"حبيبت قلبي كلتي ولا لا؟" 


نظرت أسيل لتلك العائلة الغريبة تحاول أن تفهمها جيدا فتحدثت يسرى بحب :


"كان نفسنا نشوفك يا أسيل وأديني اتعرفت عليكِ." 


تساءل يزن:


"إيه ده عرفتيها؟ "


-أيوة كتبتلي في أجندة في شنطتها وعرفتني إنها بنت البشمهندس شريف عرفتها علطول وقولت دي أكيد أسيل ودي أنساها برضو ده أنت وجعت دماغنا بيها اليوم ده وأنت بتحاول تعرف كل كبيرة وصغيرة عنها. 


ضحكت أسيل بصوت خافض ونظرت ليسرى بترحاب فتحدثت يسرى :


"يا روح قلبي بدعيلك ربنا يشفيكي وإن شاء الله ترجعي تتكلمي تاني... بس يعني مقولتليش يا يزن شوفتها فين  ؟"


جلس يزن على الأريكة أمامهم مجيبًا:


"قابلتها كتير بعد جامعتها وأهو بقينا صحاب مع الوقت."


ابتسمت يسرى بحب :


"معقولة القمراية دي تكون صاحبتك أنت ! "


ضحك بزن بإحراج:


"ليه بس الغلط يا ست الكل !"


ضحكت أسيل ونظرت إليها يسرى :


"مكنتش أعرف إنك جميلة كده يا حبيبتي تبارك الرحمن وماما كانت حلوة برضو مش كده ؟"


هزت أسيل رأسها بإيجاب وهي تتذكر ملامح والدتها كان أجمل منها في شبابها.


همست يسرى بمزاح؛


"أحلى من طنط رحاب صح؟"


ضحكوا جميعًا وتحدثت يسرى موجهه حديثها إلى"سوكا" النسناسة:


"سلّمي يا سوكا على أسيل."


قال يزن محاولا أن يهدئها:


"متخافيش والله سوكا بتحب الناس أوي ومش بتإذي حد."


مدت أسيل اصبعها بتردد إلى سوكا فأمسكت سوكا بإصبعها فشعرت أسيل بحنان تجاهها وتفاجأت بها تقفز من بين يدي يسرى وتنتقل فوق رأسها تبحث بشيء بأصابعها الصغيرة بين خصلاتها. 


صرخت أسيل ونهضت من جلستها 


فضحك يزن وهو يقترب منها:


"استني بس يمكن تلاقي حاجة... دي منضفانا كلنا."


يسرى:


"بس يا واد البت مرعوبة قدامك... مش ناقصاك...سوكا... تعالي هنا."


استجابت سوكا لما تقوله يسرى وأتت إليها ووقفت أمامها فهتفت يسرى بحدة:


"دي ضيفة عندنا مينفعش حركاتك دي...(تتحدث معها وكأنها تفهمها !)والله يا أسيل دايما بحطها في أوضة لما بيجيلنا ضيوف لإن مش كله بيتقبلها لكن لو أعرف إنك جاية كنت حبستها حقك عليا يا بنتي عارفة إنك خايفة." 


هزت أسيل رأسها بنفي وابتسمت لسوكا وهي واقفة حزينة وتسمع يسرى بأدب فهبطت أسيل على الأرض وحاولت أن تربت على رأسها بحنان فنظرت إليها سوكا بأعين بريئة وابتسمت لها أسيل بحب. 

_____________________________________


كانت هدير تختار بين الخيوط وتبحث عن الألوان التي تحتاجها ومصطفى يساعدها وكم كان مستمتعًا بمساعدتها وبعد وقت طويل للغاية وجدوا ما كانوا يبحثون عنه وكانت هدير معها المال الكافي لسعر تلك الخيوط وبينما كان تمشي هي ومصطفى ويتحاوران بخصوص العمل. 


اعترضت هدير بقولها:


"لا بس خمسة جنيه قليلة أوي." 


ضحك مصطفى هو بالأساس كان لا يريد أخذ منها المال مقابل تلك المساعدة ولكن فعل هذا لكي لا تنزعج هدير هو يعلم إنها لن ترضى بمساعدته بدون أخذ حقه. 


-أنا لو كنت عاوز أكتر كنت هطلب... أنا بشتغل شغلانات تانية والخمسة على كل توصيل هيكفوني متقلقيش.


-بجد يا أستاذ لو احتاجت أكتر قولي بالله عليك ما تخبي عليا أنا عارفة إن العيشة بقت صعبة.


ابتسم لها بحب :


"حاضر."


صاح ياسين بحماس فجأة:


"الله العربيات اللي قولتلك عليها أهي يا ديرو."


كان ينظر ياسين للعبة التي كان يريدها فأجابته هدير بقلة حيلة:


"أوعدك أول الشهر... هجيبهالك بإذن الله."


هتفت دارين أيضا:


"وأنا يا ديرو قايلالك على العروسة اللي ليها عجلة بحطها فيها."


ابتسمت هدير لهم:


"لو الشغل ده مشي أوعدكم كل حاجة نفسكم فيها هجيبهالكم."


كان مصطفى يتابع حديثهم بصمت ويدعي ربه أن ذلك العمل يكفي حاجتها ويكون مصدر رزق لها بارك لها فيه يارب وأسعدها وأسعد هؤلاء الأطفال. 

_____________________________________


جاء عبد الله وحين تعرف على أسيل رحّب بها كثيرًا وضحكوا معًا وكانت جلسة ممتعة شعرت بها أسيل بدفئ العائلة وبعد قليل استأذنت أسيل بالرحيل وتوجه يزن معها ليوصلها إلى منزلها.


وقفت أمام السيارة وقبل أن تركب بها تذكرت آخر مرة ركبت بالسيارة ماذا حدث وتهور ذلك الفتى بالاقتراب منها. 


وقف أمامها يهتف:


"إيه يا أسيل اركبي؟" 


رجعت أسيل للوراء قليلا فتفاجأ يزن وقال بإستفهام:


"قلقانة من إيه؟ "


ظلّت صامتة فسكت يزن يحاول فهمها دون أن تتحدث وبعد دقائق استوعب لمَ هي تخجل من الركوب بالمرة الأخيرة حدث ما لم يكن يتوقعه فخجل من تذكر ذلك الأمر فذهب نحوها متفهمًا إياها قائلًا:


"طب إيه رأيك ناخدها مشي ولو تعبنا نرتاح شوية ونرجع نمشي تاني حاسس إني عاوز أتكلم معاكِ شوية." 


ابتسمت لاقتراحه ووافقت عليه ومشيت معه حادثته عبر الهاتف قائلة:


"عيلتك طيبة أوي ربنا يديمها عليك نعمة." 


ابتسم يزن حين قرأ الرسالة :


"الله يخليكِ كلها كام يوم وتبقي منهم من ضمن عيلتي." 


ابتسمت أسيل بهدوء فكتبت له:


"مامتك فكرتني بماما أوي... كانت نفس طبعها ونفس طريقة كلامها... حسيت إني شايفة ماما قدامي !" 


ابتسم يزن ونظر إليها فوجد دموعها تلتمع بعينيها:


"الله يرحمها ويغفر لها لو كانت عايشة دلوقتي كانت افتخرت بيكِ."


كتبت بيأس :


"تفتخر بيا ليه... أنا معرفتش أجيبلها حقها من أكتر حد أذاها في حياتها." 


فتساءل بفضول:


"مين أذاها؟ "


ضحكت بوجع وكتبت:


"ياااه كتير.... كتير أوي ماما أكتر واحدة اتأذت من كل اللي عرفتهم...كانوا بيتخانقوا بمين يحطمها الأول وأهم بيكملوا على بنتها."


نظر للرسالة بوجع وجلسا سويا على مقعد بالطريق تحت ضوء القمر والسماء مليئة بالنجوم.


كتبت له:


"متخيل كم الحب اللي شوفته مع عيلتك ده وبردو كنت لسه مقلقة." 


تحدث باستغراب:


"ليه؟... حد ضايقك؟" 


كتبت بسرعة:


"لا خالص والله أنا حسيت بجو العيلة وروح ومحبة منهم... لكن زي ما بيقولوا |من اعتاد القلق ظن أن الطمأنينة كمين|" 


صمت قليلا يقرأ تلك الجملة بتمعن وهو مستمع إليها بقلبه 


ثم كتبت له متسائلة: 


"صحيح أنت عرفت إسم دلع أيسو منين؟" 


شعر يزن بالاحراج وقال بصوت خافض:


"وأنا بفتح دفترك عشان أكتبلك فيه عيني جات على أول صفحة وأنتِ بتعرفي فيها نفسك كنتِ كاتبة مذكرات أيسو كما كانت تناديني أمي رحمها الله والصراحة الإسم عجبني وحاسس إنك لو سمعتي حد بيناديكِ بيه هتكوني سعيدة وهيفكرك بوالدتك الله يرحمها."


كتبت:


"صاحبك اللي فقدته ده كان عزيز عليك أوي كده؟"


صمت يزن وهو يتذكر صديقه"كريم" فقال بصوت مهزوز:


"كان صديقي الروح بالروح يا أسيل...متخيلتش في يوم إني ممكن أخسره بالطريقة دي...وإني أخسره عشان مسمعتوش..للدرجة دي الإنسان بيفقد الأمل في حياته لما ميلاقيش اللي يسمعله؟"


شعرت بصوته وكلامها قلبها عليه وكتبت:


"إحساسك بالذنب ده أكبر دليل بيثبت قد إيه كنت بتحبه بس لازم تكون مؤمن إن دي أقدار وإن كلمة "لو" مش في حسابات ربنا كله مكتوب وكمان الموضوع بيبقى إيماني أكتر يعني البني آدم نوعين نوع تعب وزهق من كم الابتلاء اللي في حياته ونوع صابر وواثق إن دي إختبارات ربنا حطها لينا عشان يشوف قدرة إيماننا وتحملنا وطلب مننا نصبر ونستنى عوضه لينا اللي بالتأكيد جاي صاحبك مكانش عاوز حد يسمعه، كان عاوز بس يقرب من ربنا شوية."


فكر بكلامها وإلى حد ما شعوره بالذنب بدأ يقل تدريجيًا وظلا صامتين ينظران بالسماء بهدوء فابتسمت أسيل وهي تنظر للنجوم وكتبت:


"كنت دايما أنا وماما نبص للنجوم ونعدّهم ونشوف مين عدّ أكتر من التاني أول رسمة رسمتها كانت للنجوم بليل لما بكون تعبانة بتكلم معاهم كانت ماما بتعمل كده وكنت معتقدة إن ماما فوق عند النجوم دي وأفضل أحكي معاهم كإني بكلم ماما بالظبط."


ابتسم حين قرأ الرسالة كم هي مليئة بالبراءة وظل شاردًا بها وبجمالها ويكفي تلك النظرات بينهم دون حديث يبوح منها يشعر بها وبروحها وكان ينظر للنجوم مثلها ولا يرى الفرق بينها وبينهم فكلاهما يلمع بعينيه ! ♡


-أنا مجهز شوية صور حلوين قولت هجيب رسام يرسمهم في بيتي لما أتجوز بس بما إني هتجوز رسامة هعرضهم عليكِ وأنتِ اللي عليكِ المهمة دي بصي...


أعطاها هاتفه لتنظر إلى الأشكال وكانت جميعهم تميل للحب واستوقفتها رسمة نظرت إليها بخجل كان لاثنان يعانقان بعضهما بكل حب



هتف يزن وهو ينظر إليها :


"دي قولت هرسمها في أوضة النوم... بس أنتِ موجودة بقى حاجة حلوة لو أنتِ اللي ترسمي رسومات حيطان بيتنا... أنتِ لسه مشوفتيش البيت هبقى أوريهولك في يوم." 


كتبت له أسيل:


"يزن... أنت ناسي إنه جواز صوري اللي أنت بتقوله ده لما يكونوا اتنين متجوزين عن حب... لازمته إيه كل ده والرسمة دي بتعبر عن حاجات كتيرة لاتنين بيحبوا بعض مش إحنا."


صمت يزن وهو يقرأ الرسالة هل نسي حقا ذلك الامر أم يتلاشاه عن قصد؟ 


ضحك قائلا:


"وفيها إيه؟؟... دي أول جوازة ليا مش من حقي أفرح أنا شغلي كله في الديكورات يا أسيل وبيتي وشكل البيت بالنسبالي أهم شيء كون إن جوازنا مش حقيقي ده يخليني أعمل البيت أي كلام ؟.. لا... وبعدين لو مش هتعرفي ترسمي الرسمة كنتِ قولي."


اتسعت عينيها وكتبت:


"مين قال مش عارفة ! أنا برسم حاجات أصعب من كده بكتير... أنا قصدي الوجهة ميبقاش جوازتنا مش حقيقية وراسمين البيت رسومات فيها حب وغرام خلينا صرحا عادي لو رسمنا رسومات طبيعية والبيت برضو هيبقى شكله حلو ومميز مش لازم رسومات نضحك بيها عالناس بقد إيه إحنا بيننا قصة حب."


-ملكيش دعوة يا أسيل أنا عاوز أرسم رسومات في بيتي حب يا ستي سيبيني على راحتي. 


نظرت إليه بشك ثم كتبت:


"يزن... متعملش حاجة تعشمك لإن مفيش أي حاجة ممكن تحصل بيننا... متوهمش نفسك بحاجات مش هتحصل." 


قرأ الرسالة وضحك بندم ألا يحق له أن يحلم هل حتى أحلامه تكتمها فنظر إليها مردفًا بألم بداخله:


"أعشّم نفسي بإيه؟؟.. شوية صور هتعشمني ! ما تقولي كلام يتعقل يا أسيل... إحنا مش بيننا إتفاق؟.. هل إحنا صغيرين عشان نتراجع فيه ؟ متقلقيش أنا بس حابب إن شكل بيتي يبقى بالمنظر اللي بتمناه طول عمري." 


كتبت له:


"طب ما تستنى واحدة تحبها وابقى إعمل كده في بيتكم."


أجاب ببساطة:


" منا متجوز عن حب قدام الناس وأهلي...أصل إيه اللي يخليني فجأة أقولهم إني عاوز أتجوز وأنا مبتعاملش مع صنف الحريم بتلاتة تعريفة واللي هينقذني عشان يوافقوا إني هقولهم إني بحبك."

.... 

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع