رواية أسرت قلبه الفصل السادس عشر 16بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
رواية أسرت قلبه الفصل السادس عشر 16بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
#أسرت_قلبه
الفصل السادس عشر(حطام أمرأة)
تنهد وهو يستمع لكلماتها...ربما هي على حق ....ربما عليه أن يسمع ماريانا ما تريده ...يخبرها أنه لم يعشق غيرها ...أن كان هذا سيسعدها ...كان يجب أن يفعل هذا من البداية وفي هذا الوقت بالذات ...هي امرأة حامل وكان يجب أن يراعي أنها تمر بفترة صعبة ....ولكنه ضغط عليها ...أخبرها دوما أنه لا يحبها .
.هل فقد عقله ليفعل هذا ؟!!!
-رد عليا يا جورج ...هتهتم ببنتي ولا تسيبها عندي أنا مش هسمحلك تأذيها مرة تانية ...بنتي لو جات تعيط منك أنا مش هخليك تشوف شعرة منها حتى ...انت اللي اختار ...
كانت حازمة معه بشدة ...صحيح انها تدافع عنه أمام ماريانا ولكنها تفعل هذا كي لا تفسد علاقة ماريانا مع زوجها وتعاني ابنتها ...هي تعرف كم أن ماريانا تعشق زوجها ...تحبه لدرجة كبيرة ولو انفصلت عنه سوف تتدمر ...وكما أنها حامل ...ولا لا تريد أن ينشأ الطفل في عائلة مشتتة ولأنها تعرف كم أن جورج رجل يحب تحمل المسؤولية لم يكن ليترك طفله يبتعد عنه...نعم هي استغلت تلك النقطة
-حاضر يا حماتي ...
قالها بتعب ...فردت عليه :
-حاضر ايه ؟!
نظر إليه وقد خبت لمعة عينيه ورد:
-هقول لماريانا اني بحبها ...هقولها اني محبتش غيرها ...هقول أنها كل حياتي ...أنا عايز ماريانا يا حياتي ...عايزها هي وابني ...واوعدك مش هزعلها تاني ابدا ...
رفعت رأسها وقالت:
-يستحسن متزعلهاش تاني عشان والله يا جورج المرة اللي جاية فعلا مش هخليك تشوف ضفرها حتى ...
هز رأسه وهو يزدرد ريقه بخوف ...الخوف الجديد من خسارة ماريانا ...وها هو خوف جديد يُضاف لحياته....
..........
كانت تجلس على الفراش تضم ساقيها إليها بينما تنظر للفراغ ...الدموع تطرف من عينيها ...تتذكر الأخطاء التي ارتكبتها بحق حبيبها الوحيد وبحق نفسها ...
كانت صغيرة ...صغيرة للغاية ...لم تكمل السبع عشر عام ...كانت في سنتها الأخيرة بالثانوية العامة ...كانت فتاة مجتهدة لديها احلام كثيرة ...لم يكن في بالها الا دراستها ....الا أن والدها قرر أن يدمر براءتها تلك ...وحياتها بالكامل !!!
اأتي إليها يوما بعد شهادة الثانوية العامة ....واخبرها لاول مرة بخطته ....فقد كان يرسم خطط دوما لبناته !!!
......
-جورج الحكيم ...اكيد عارفاه ...زميلك في المدرسة وكمان هيكون زميلك في الكلية ...هو دخل طب عين شمس زيك !!
قالها نشأت والد سيلا ...نظرت إليه بدون فهم وقالت؛
-اكيد يا بابا عارفة جورج...ده زميلي ...الحقيقة أنا وهو دايما علي خلاف عشان كنا بنافس بعض ...بس طبعا بنتك اتفوقت عليه ....
قالت جملتها الأخيرة وهي تشعر بالفخر ولكن والدها لم يبتسم بل أكمل :
-انا عايزك تخليه يحبك !!!
-نعم ؟!!
قالت كلمتها ببهوت...كانت تنظر إليه وعينيها متسعة بصدمة ...ماذا يقول والدها ...هل هو جاد ...
هل ما يقوله هذا منطقي.....هل فقد عقله أم ماذا ؟!!!كيف تجعله يحبها ....كلمته تلك لم تدخل عقلها ..رمشت عدة مرات وهي تنظر إلى ملامحه الجامدة ....كان يبدو جاداً .
-أخليه يحبني ازاي يا بابا مش فاهمة يعني ؟!
قالتها بتوجس وهي تنظر لوالدها وكأنه فقد عقله ليعقد حاجبيه بغضب ويقول :
-زي الناس يا حبيبتي ....خليه يحبك ....دوبيه فيكي ....
-انا مش فاهمة حاجة ...
قالتها وهي تشعر أن رأسها أصبح يؤلمها من التفكير الا أن والدها أراحها قليلا وقال:
-جورج الحكيم يبقى ابن عزمي الحكيم من رجال الأعمال الكبار في البلد....وانا شوفته في المدرسة كذا مرة لما كنت بجيلك واقدر اضمنلك أنه معجب بيكي. ...
-برضه مش فاهمة ...
قالتها بتوتر وهي تحاول أن تنفي ما فهمته ...
-أنتِ غبية يا بت ...الواد معجب بيكي...جاريه لحد ما توقعيه ويتجوزك وتبقى ثروته ملكك
نهضت بعنف وقالت بإرتعاش:
-انا مستحيل اعمل كده يا بابا انت بتقول ايه ؟!
نهض هو وأمسكها من شعرها وقال:
-نهارك زي وشك ...بتقولي لمين لا يا بت أنتِ ...انتِ فاكرة الموضوع بمزاجك ...أنتِ هتعملي كده غصب عنك والا والله أطين عيشتك معايا ...متنسيش ان امك اللي كانت بتدافع عنك ماتت خلاص واختك هتتجوز وانا ممكن احول حياتك لجحيم ...
كانت الدموع تطرف من عينيها وهي ترى والدها وقد تحول كليا إلى شخص قاسي...ولكنها لم تكن أبدا متفاجئة ...تلك هي طبيعته حتى لو ادعى العكس ...كان دوما زوجاً سيئاً ووالداً أسوأ...لا يهمه الا المال ومصلحته....كيف ظنت أنها سوف تنجو من جشعه ...لقد كانت شقيقتها اذكى منها فتزوجت سريعا ما أن تخرجت واستنجدت بجدها ولكن جدها الان مات ...من سوف يساعدها !!!
...
عادت من شرودها وهي تنتحب وكل ما يحدث حولها يخنقها!!!
......
كان جالس على ركبتيه أرضاً أمامها بينما كانت تجلس على الأريكة ..تطرق بعينيها للأسفل وقد غطى شعرها كامل وجهها ...مد كفه وأمسك ذقنها ثم رفع وجهها إليه ...كانت مكسورة ....محطمة ...لم يصدق أنه هو من احدث كل هذا الخراب داخلها !!
انسابت الدموع من عينيها ومسحهما برفق ...تردد قليلا ثم تكلم وقال:
-أنا بحبك يا ماريانا ..بحبك!!
توسعت عينيها بصدمة وكلماته دفعت المزيد من الدموع لعينيها وهي تقول بلهفة :
-أنت بتحبني ...بجد بتحبني !!
كانت تشعر أنها سوف تفقد عقلها ...ابتسم بلطف ثم نهض قليلا وقبل رأسها وقال :
-ايوة بحبك ...وحاليا مبحبش غيرك....
ثم ضمها إليه لتضمه بقوة وهي تبكي ....كانت اسعد أمراة الان ...جورج يحبها ....يحبها ...حبيبها أصبح لها أخيراً...لقد محت ذكرى سيلا من عقله ...لا يمكنها أن تكون أكثر سعادة !!!
............
كانت متسطحة على فراشها تضم ابنها لها بينما تنظر للسقف ...شاردة بعينيها ...تهاجمها ذكرياتها التعيسة فتمزق قلبها ...تشعر أنها سجينة للماضي لا تستطيع أن تتخطاه ..هي تبتسم ...تضحك ...تحاول المضي قدما ولكن الجرح الذي في قلبها لايندمل ....كلما حاولت المضي قدما تعود لنفس النقطة ....أن ضميرها قاسي ..قاسي عليها للغاية...يجلدها دون رحمة أو شفقة ....يخبرها أنها هي السبب أن لها يد في موت ابنها ...تظل تصرخ داخلها أن ليس لها ذنب ...تصرخ وتصرخ حتي تشعر بالإنهاك ولكن رغم ذلك ضميرها لا يتوقف ...يواجهها بالحقيقة التي تريد أن تتهرب منها ....وشئ داخلها يعترف فعليا أنها لها يد ...أن ابنها معتز مات بسببها ...بسبب سلبيتها.....بسبب أنها قبلت أموال الحرام ....
أغمضت عينيها والدموع تنساب من عينيها دون توقف والذكريات لا تتوقف عن مهاجمتها...لا ترحمها ذكرياتها ....
.......
-تاجر مخدرات !!!
خرجت الكلمات من فمها مرتعشة ...كانت تشعر بالدوار وزوجها يعترف بهذا لها ...نظرت إلى وجهه ...عينيه السوداء الحالكة تبحث عن أي لمحة عن مزاح أو كذب فتختنق وهي تدرك أنه جاد للغاية ...لا ...لا يمكن هذا كررت داخل عقلها وبدأت حد يخرج مختنقاً...
-انت بتكدب ...بتكدب عليا صح !!!مستحيل يكون ده صح ...انت مش كده يا لطيف ...قول أن ده كدب ...لطيف بلاش هزار عشان خاطري....قول أن ده كدب !!!
كان ماجدة تكرر كلماتها بطريقة محمومة ..تكاد تموت الان لينفي كلماته تلك !!!.
ازدرد ريقه وهو يرى شحوبها ...ترى هل أخطأ وهو يخبرها بهذا ولكن ضميره لم يتحمل أن يكذب عليها.....ولكن هل هو لديه ضمير من الأساس ...من يدمر جيل بأكمله هل لديه ضمير !!!!!
رأى الدموع تنفجر من عينيها وشعر بألم كبير في قلبه....يخاف أن تقرر تركه ....سيموت لو فعلت هذا ...هو يحبها ...لا يستطيع أن يبتعد عنها ...هي روحه...نعم روحه التي لا يستطيع أن يتخلى عنها ...كان يستطيع أن يكذب عليها ...يجعلها تعيش بأوهام معتقدة أنه رجل شريف .. لكنه لم يفعل ذلك ...هي بالذات لم يكن ليستطيع ان ينظر إليها ويكذب ...لا يقوى قلبه على فعلها ...قلبه العاشق لها ...كيف يخدعها ...أيخدع الانسان روحه ...لا يستطيع فعل هذا ....لا يستطيع أن ينظر الى عينيها ويخبرها انه رجل شريف ....
-لطيف رد.عليا وقولي ايه اللي بتقوله ده...قول أنك بتهزر ...
نبرتها كانت كلها أمل...عينيها تنظر إليه بلهفة لعله ينفي ما قاله ...رباه تلك ستكون كارثة كبيرة ...فكرت هي ....ازدرد ريقه وقال بنبرة وأدت الامل داخلها:
-لا مش بهزر ...هو ده أنا ...دي حقيقتي...
ابعدت يديها عنه كالملسوعة وانفجرت الدموع من عينيها دون توقف ثم ارتفع صوت بكاؤها ...وحلمها بعائلة سعيدة قد.تحطم الآن !!!
انتحبت وهي تقول :
-ليه...ليه؟!
نهض وهو يقول بحرقة :
-ليه..مش عارفة ليه؟!!عشان اعرف اعيش في البلد دي يا ماجدة ...اشتغلت الشغلانة.دي عشان اعيش ولادي حياة كريمة...عشان متبقهاش حقوقهم اماني ليهم...عشان بكرة ممدش ايدي لحد عشان اكل عيال ...ايوة أنا اشتغلت الشغلانة دي بس مع احوالي اتقلبت بعد ما الشركة بتاعة العيلة فلست ...فكان قدامي حلين اما نموت من الجوع او نعيش...وانا اختارت اعيش ...واختارت ده عشانكم انتوا...عشانك يا ماجدة وعشان ولادنا...انتِ عايزة معتز وابني اللي في بطنك يعيشوا محرومين ...عايزة كده يا ماجدة !!!
طفرت الدموع من عينيها ..
وشيطانها تغلب عليها وهي تطرق برأسها صامتة ...وصمتها اعطاه الجواب الذي يريده!!!
.....
خرجت من شرودها وهي تمسح الدموع التي أغرقت وجهها...كتمت فمها بكفها كي لا تنفلت شهقاتها ...لا تريد أن تجعل ابنها يستيقظ...اغمضت عينيها وهي تحاول ان تسيطر بينما دموعها لا تتوقف كالألم في قلبها ....هي تستحق هذا الألم تستحقه لانها سكتت عن الحق ...وما زالت صامتة ....فتحت عينيها...
نظرت الى ابنها وهي تتأمله بينما الدموع تنساب من عينيها دون توقف ...هو من تبقى لها ...هو من يجب أن تحارب من اجله...يجب ان تقف على قدميها من أجل طفلها ...يجب أن تنسى الماضي ..
لا يمكنها ان تنهار الآن
..لن تسمح لنفسها بالإنهيار ...ضمته إليها وهي تتشممه ...هو حياتها...روحها سوف تحارب من اجله...سوف تحارب نفسها ...سوف تحارب لطيف ...وكل شخص يحاول أن يؤذي ابنها ...
...........
كان جالس على الاريكة الأثيرة ...ينظر الى منزله الفاخر ...كان قد جدده منذ ايام ....هو يعيش حياة رائعة ...أي أحد يتمنى تلك الحياة .....لديه أموال طائلة في حسابه البنكي ...عمل ثابت ...ولكنه وحيد ....قلبه يؤلمه وهو يفكر انه سوف يموت وحيداً....نهض وهو يضع الكتاب الذي كان من المفترض ان يقرأه الآن ...كان قد فقد شهيته للقراءة...وقرر ان يتحمم وينام ..
فتح خزانته ليخرج له الملابس ...فجأة وهو يبحث وقع البوم به صور ....نظر بقلب خافق الى الألبوم الذي يعرفه جيدا ....ذكرياتهما سوياً
انحنى على ركبته وأمسك الألبوم وهو يفتحه...ابتسامة شاردة تشكلت على شفتيه وهو ينظر لصوره مع نسرين ...يشعر بحنين غريب ...ليس العشق القوى او الهوس بل هو اشتياق للمشاعر التي كان يشعر بها ...تلك المشاعر اللذيذة التي كان يشعر بها معها ....السعادة الغريبة التي كانت تغزو قلبه معها ....ان الحب اصله شئ ىائع ولكن اختياره كان خاطئ تماما ...العشق لم يكن ابدا لعنة...بل اختيارنا لمن نحب يجعله لعنة...ولكن كيف للإنسان ان يتحكم بقلبه !!!
نهض وخرج بألبوم الصور ...ثم وضع الصور بمنفضة الدخان المعدنية الكبيرة وأشعل بها النار...ربما عليه أن يتجاوز هذا ...عليه أن ينساها ...يتجاوز الماضي ...أن ينظر للحاضر...المستقبل ...ومع تفكيره بالمستقبل برزت هي بعقله ....زفر بضيق وهو يهز رأسه ليخرجها من عقله لابد أنه فقد عقله ...ترك الصور تحترق حتى النهاية ثم ولج لغرفته وهو يخرج ملابسه بينما عينيها السوداء لا تتركانه وشأنه
........
في اليوم التالي ....
-معقول وكل ده محاولش يصالحك.؟!
قالتها سلوى بصدمة لتنهمر الدموع من عيني أريام وتقول :
-انا مش مصدقة يا سلوى ...ده زي ما يكون ما صدق ما خلص مني ...حتى بطل يبص في وشي ....لحد دلوقتي اهلى ميعرفوش اني فسخت الخطوبة ...امي فاكرة ان مشكلة بسيطة ما بيننا ...
عقدت سلوى حاجبيها بحيرة وقالت :
-وانتِ مقولتيش لوالدتك الحقيقة ليه؟!
-عشان امي مبتحبش أمجد...شايفة اني مينفعش اعيش معاه ...شايفة انه مش هيعيشني في المستوى اللى.انا استحقه ...عشان كده أنا مكنتش عايزة اقولها اني فسخت الخطوبة ...
-او يمكن عشان عندك آمل ترجعوا ...
قالتها سلوى ببساطة فأبتلعت أريام ريقها وقد انحنت عينيها وهي تقر بالحقيقة ...نعم هي لديها آمل أن يحاول أمجد ان يسترضيها....ولكنه حطم كل احلامها وهو يتجاهلها بكل برود ...وكأنه مرتاح اخيراً لانه ابتعد عنها ...لم تشعر ابدا بمشاعره...كانت تظن انه معجب بها في البداية ولكن بعد الخطبة باتت تشعر انها لا تهمه ...تعرف كم هو رجل ملتزم ولكن لم تراه يوماً يشبع انوثتها...رغم انه كان رائع ...كريم ويحترم والديها ...ورغم ان والدتها قللت منه مرات عديدة ولكنه لم يحاول ابدا ان يقلل من احترامها ...كان يوقفها عند حدودها بطريقة مهذبة لا تحمل الإهانة ولا تقلل من والدتها ...انه رائع مع الجميع ...حتى معها هي ...ولكن تجاهله لها يؤلمها ...ذلك الجفاء الذي صدر منه بعد ان ألقت خاتم الخطبة بوجهه يؤلمها ....
-هو غلط ولازم يعتذر يا سلوى !!!
قالتها بضيق لترد سلوى :
-بس أنا بصراحة مش شايفة أنه غلط بس حاسة بتعملي كده عشان بس تضغطي عليه...
-معلش تقصدي ايه يا سلوي ؟!
قالتها أريام وقد بدأت تشعر بالضيق من تلميحات صديقتها ...ارتبكت سلوى قليلا وقالت وهي تربت على كتفها برفق :
-مش قصدي حاجة ....بس بقولك على اللي حاساه ...يمكن مش قصدك تعملي كده ...بس في نيتك فعلا أنك.تضغطي على أمجد عشان يسيب المنطقة اللي عايش فيها وتعيشوا في مكان تاني...
ابتلعت ريقها وهي تشعر انها مكشوفة للجميع...ابتسمت سلوى بحزن لحالتها واكملت؛
-جيلان بنت صغيرة يا أريام ...ممكن تكون انجذبت لأمجد ...وأمجد راجل محترم ومتدين...وانتِ مشوفتهوش في وضع مش كويس ولا حاجة ...حاسة أنك كبرتي المشكلة ...حتى لو هي بتحبه هو اختارك انتِ وبس ....بس دي يمكن كانت فرصة ليكي عشان تضغطي عليه ...
نظرت إليها وهي تشعر بالجرح وقالت:
-يااااه للدرجادي شايفاني وحشة كده ...
-والله ابداً...انتِ اختي يا أريام اللي امي مجابتهاش ...بس أنا فاهماكي ...وفاهمة ان للأسف غضب عنك بتتأثري بكلام والدتك ...انتِ بتعملي كده عشان تضغطي على أمجد....بس نصيحة مني بلاش لان الموضوع ممكن يتقلب ضدك ...ممكن امجد فعلا ينهي الموضوع ...
ارتعبت وهي تفكر في تلك النقطة ...رباه لا يمكن أن يحدث هذا ...لا يمكن أن يتركها أمجد...لقد كشفتها بالفعل سلوى ...واجهتها لما حاولت انكاره الايام التي مضت... ولكنها لفتت انتباهها لنقطة أن أمجد يمكنه أن يتخلى عنها ...يمكن أن يتركها وهذا سيقتلها...هي لا يمكنها أن تخسره ...هو حب حياتها ...صحيح انها لم تخبره ابدا ...ولكنها حقاً تحبه ...وكل ما تفعله كي لا يحدث أي شئ يعيق زواجهما ؛!
-لا ان شاء الله مش هيحصل كده امجد مش هيسيبني ....
تنهدت سلوى بحزن وقالت بإستسلام:
-يارب ....
.....
كان يعمل بكتبه على احد التصميمات مشروع مهم يعمل به منذ فترة ...كان مشغول لدرجة انه لم يسمع صوت طرقة الباب او دخول خطيبته أريام ...
توقفت أريام وهي تنظر إليه ...قلبها يقفز داخل صدرها برعب ...لا تعرف ماذا سيقول...هل.سيتجاهلها الآن أيضاً...هي حقا لا تعرف ....
-أمجد...
قالت أسمه بتردد فرفع رأسه لها ...وفي اللحظة التانية اخفض عينيه ونهض ثم وقف أمامها وهو ينظر أرضا ويقول :
-خير يا أنسة أريام فيه حاجة !!
نظرت إليه وقالت بنبرة جريحة:
-وكمان انت اللي زعلان!!!
-انسة أريام أنا عندي شغل فعلا ...لو كلامك برا الشغل ياريت نأجله
ثم عزم ان يستدير ليعود الى عمله
-أنت حتى مهانش عليك توضحلي ولا تيجي تحاول تطيب خاطري ...
قالتها بكسرة ليتوقف مكانه ويقول دون أن ينظر إليها ؛
-مفيش حاجة اوضحها ...ولا مفروض اطيب خاطرك عشان أنا مغلطش....جيلان اختى الصغيرة...عادي واحدة لسه في أولى كلية يعني مراهقة مبتفكرش كويس ....عيلة بمعنى اصح ...هناخد بكلام عيلة ...لو هتحطي عقلك بعقلها يبقى نفضها سيرة احسن ...أنا اللي مفروض اكون متضايق مش أنتِ ...كلامك كان فيه إهانة ليا وانا مقبلهوش يا آنسة أريام ...بالنسبة للخطوبة فدي براحتك عايزة نفسخها مفيش اي مشكلة أنا هكلم والدك ومتقلقيش مش هجيب سيرتك بحاجة ....وربنا يوفقك مع حد احسن مني ...
وضعت كفها على قلبها وقالت بصدمة :
-عايز تفسخ الخطوبة ...
-مش أنا اللي عايز ...أنتِ اللي عايزة يا آنسة أريام ...أنتِ اللي رميتي الخاتم في وشي ولا أنا شخص صعب كنت عمري ما اسامحك على الحركة دي بس انا قدرت شعورك لما سمعتي كلام جيلان ...وانا عمري ما هغصب حد عليا....عادي ده هيكون نصيب ...لو مش شايفة اني مناسب ليكي عادي
-بس أنا مش عايزة افسخ الخطوبة !!!
قالتها برعب ثم أكملت :
-انا عايزة اكمل معاك ....بس انا برضه إنسانة وبحس ....وبعد اللي سمعته من بنت خالتك دي مستحيل اتعامل معاها عادي ...هفضل في شك طول حياتي
تنهد وقال:
-عشان حياتنا مع بعض تكمل لازم تثقي فيا ...
هزت رأسها وقالت بقوة ..
-لا عشان حياتنا مع بعض تكمل لازم توافق أننا نعيش بعد الجواز في مكان تاني غير بيت عيلتك ...حتى في شارع تاني بعيد عنهم !!!
............... .
في المساء ...
-أنا عايز الجواز يكون الشهر اللي جاي ....
قالها عاصي بهدوء بينما يجلس بجوار الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه ابنته...كان يمسك كف أملاك ابنته بلطف بينما يقول كلماته لأمجد .....
اطرقت رحيق برأسها بينما تركت امجد من يتكلم ....تنهد أمجد وقال:
-مش شايف ان ده بدري شوية ...انتوا لسه مخطوبين وبعدين لسه مجهزناش حاجة .. ..
قاطعه عاصي بلطف وقال :
-مفيش داعي لاي جهاز أنا جددت الفيلا وبعدين مش محتاجين تجهزوا اي حاجة ...آنسة رحيق أوضحت رغبتها أن الفرح بتاعها يكون اسلامي بسيط وانا معنديش مانع ...وفستان الفرح أنا وصيت عليه ...وشايف أن مفيش اي حاجة ممكن تعطلنا...الا لما قلقان مني يا شيخ أمجد وحابب تسأل عني مرة تانية ...
ابتسم امجد بلطف وقال:
-لا طبعا يا عاصي بيه ...انت لا غبار عليك ...عموما الرأي رأي رحيق ...أنا هحترم رأيها مهما كان...
ثم نظر لشقيقته رحيق وقال:
-ها يا حبيبتي ايه رايك موافقة على كلام عاصي ؟!
هزت رأسها بهدوء موافقة على كلامه ...هي تعرف لماذا سوف تتزوجه فلماذا الادعاء إذن ...لماذا التجهيزات تلك كأنها عروس عادية...هي لم تكن يوما عادية !!!
نظرت إلى الطفلة الصغيرة وقلبها يعتصر ألماً على حالها ..تلك الصغيرة هي من جعلتها تتمسك بتلك الزيجة ...لقد أحبتها من المرة الأولى....وقد عاهدت ربها أنها سوف ترعاها دوما ولن تقصر معها أبداً....
نهضت بهدوء وقالت :
-هقعد ما أملاك شوية ...
ثم اتجهت نحو الصغيرة وابتسمت لها من تحت نقابها وهي تدفع المقعد المتحرك بعيدا قليلاً لتلعب معها في الجزء الآخر من صالة المنزل ...
كان عاصي يراقب كل هذا وهو يشعر بالرضا بينما يرى ابتسامة ابنته تتسع شيئا فشئ
.......
بعد قليل ..كان جالس يحتسي القهوة الخاصة به بينما ينظر إلى ابنته التي تجلس مع رحيق بعيدا ...كان يبدو عليها السعادة وتضحك من داخل قلبها ...ضحكاتها تلك أثلجت قلبه ...وعرف أنه قد اختار صح ...رحيق هي الأم المثالية لابنته ..لم يرى أملاك ابنته تنسجم مع أحد كما انسجمت مع رحيق ...ظروفها الصحية جعلتها طفلة وحيدة ...صحيح أنه تحدى كل شئ وأدخلها مدرسة ...حاول أن يساعدها لتكوين صداقات ولكنها كانت دوما خائفة كما أنها لم تسلم من التنمر ....وهو وقف عاجز بينما لا يعرف كيف يسعد ابنته .....ولكنه ها هو يراها تضحك من قلبها بينما يرى كيف تعاملها رحيق بحنان فطري...حنان لم تتلقاه من والدتها الحقيقية !!!
وعند.تذكر زوجته السابقة تجهم وجهه وهو يضغط على أسنانه بقوة ..لن يسامحها ابدا على ما فعلته ...رغم أنها ماتت إلا أنه لن يسامحها حتى لو ذهبت للجحيم
.........
كان جالس بغرفته ينظر للفراغ بينما شعور قاسي يسحق قلبه...لا يصدق أنها ذهبت لغيره ...كانت بين يديه ...كاد أن يحصل عليها....ولكنه كان أجبن من أن يدافع عن حبه ليخسرها للأبد ....لمعت عينيه بفعل الدموع كان يشعر بالاختناق ...كل ما يرغب به الان ان يحطم كل شئ أمامه ...يرغب أن يصرخ ويصرخ ...أنه غبي ...غبي ...لماذا لا يحارب ...لماذا انتظر حتى ذهبت لغيره....الآن هو بعض أنامله من الندم ....يريد أن يذهب إليها يترجاها لتعطيه فرصة أخرى ....أن يخبرها أنه أخطأ لانه تخلى عنها ...ولكنها خطيبة رجل آخر....ليس من أخلاقه أن يحاول سرقة ما ليس له ...
ولجت والدته لغرفته لتجده جالس في الظلام ينظر للفراغ ...عقدت حاجبيها بحيرة وقالت:
-مؤيد قاعد ليه يا بني كده وقافل النور ليه ...
فتحت الضوء لينتشر الضوء مبددا الظلام بسهولة ....
نظرت إليه وهي تراه جالس على فراشه ...عينيه جامدة بينما يقبض على فراش السرير بعنف ...كان يبدو في حالة غريبة ...كان يبدو ضائعاً....
-مؤيد مالك ؟!
قالتها بتوجس وهي تراه هكذا ...كان الدمار يظهر.بوضوح.على وجهه ..ابنها الذي كان يضحك دوما فقد سعادته ....لم يعد يبتسم الا نادرا ...حتى في المرات النادرة التي يبتسم فيها تكون بسمته دون روح ....
-مؤيد ابني رد عليا فيه ايه ...قاعد كده ليه ؟!
-ماما لو سمحتي روحي ...لو سمحتي سيبيني في حالي ....
عقدت حاجبيها وهي تنظر إليها وقال :
-مالك يا مؤيد بتكلمني كده ليه !!!
-ليه...ليه عملتي كده ؟!
قالها وهو محطم بينما الدموع تحرق عينيه ...مرارة الخسارة يشعر بها بحلقه ...نظرت إليه بحيرة وقالت :
-عملت ايه يا بني مش فاهمة ؟!
نهض وقال بقهر :
-كسرتي قلبي ...حرمتيني من البنت اللي أنا حبيتها ...أنا حبيت رحيق يا ماما ...حبيتها بجد ..دي مش مشاعر مراهقة أنا مش صغير ...وحبيتها...والإنسان مش بيختار اللي بيحبه...بس انتِ وقفتي في وش سعادتي ...استخسرتي فيا افرح ...
وضعت كفها على صدرها وقالت بنبرة جريحة :
-انا يا مؤيد ...أنا استخسرت فيك انك تفرح..
أنا ...
-ايوة أنتِ ...أنتِ يا ماما ...قولتلك بحبها ...عايزها بس أنتِ ضغطتي عليا وخيرتيني بينك وبينها وأنتِ عارفة اني مستحيل اختارها عليكي ...ولو رجع الزمن بيا كنت هختارك برضه بس حابة اقولك انك كسرتي قلبي ...
هزت رأسها دون تصديق وصرخت به :
-كسرت قلبك ايه ؟!!دي اكبر منك ب٥سنين يا ابني .....انت عايز تقضي حياتك مع واحدة اكبر منك ...فرصها في الخلفة قليلة ......واحدة ملامحها اكبر من ملامحك ..اللي يشوفها يقول انها امك!!!
-أمي رحيق مش باين عليها السن ولا حاجة...متبالغيش ...بعدين ده.كان اختياري وانا بحبها ...واهي ضاعت من ايدي ...وانا ضعت ...ضعت يا أمي ...
-خلاص لو عايزها ارجعلها عشان مبقاش ظلمتك ...ارجعلها ومش هتكلم عشان متحيش تلومني بكرة ...بس لما اختيارك يفشل متجيش تشتكي لاني مش هدعمك ...
قالتها والدته بنبرة قوية ليقول بإنهزام :
-خلاص هي ضاعت من ايدي يا ماما ...رحيق اتخطبت لواحد تاني!!
.........
كانت تتسطح بجوار عمر وتقرأ له أحد قصص الاطفال لكي يغفو ...بينما أمير كان واقف على الباب ينظر إليها ....كان شارد ويفكر في تصرفاته المتناقضة معها...ويفكر كم هي أمرأة قوية لأنها لم تنكسر رغم ما يفعله ...بل دوما تتحداه ...تشعره أن ليس له أهمية ابدا بحياتها ...احيانا يشعر أنها تحبه ولكن أحيانا أخرى يشعر أنه لا يمثل لديها أي شئ.
تنهد وهو يراها قد وضعت الغطاء على جسد صغيره ثم وضعت القصة جانبا ونهضت وهي تخرج من الغرفة ..خرجت من دون أن تنظر إليه حتى !!!!
خرج خلفها وأمسك ذراعها برفق....نظرت إليه وهي عاقدة حاجبيها وقالت:
-خير فيه ايه ؟؛
-سما أنا عارف اني اتصرفت بسخافة الايام اللي فاتت ...معرفش ليه احيانا بتصرف بالطريقة دي معاكي ...أنا مبيكنش اقصد اني اجرحك ...بالعكس أنتِ بتربي ابني و....
-عايز ايه يا أمير ...
قالتها ببرود وهي تسحب ذراعها ليرد هو سريعاً :
-عايز نرجع أصحاب ...
-كان فيه وخلص يا حبيبي....امير أنا هنا أم عمر وبس ...لكن لا هكون صاحبتك ولا مراتك ...دور على واحدة تاني تقوم بالدور ده ...عن اذنك !!
قالتها ثم تركته وذهبت !
.........
في اليوم التالي
-انا مش مستعدة اكون بديل لحد يا عمي ؟!ابنك عايز يتجاوز أحزانه بيا أنا ...
قالتها مياس وهي على طاولة الافطار ...كانت اخر مرة قد رفضت عرض سيف ...لا تريد أن تكون تلك حياتها ...هذا سيكون مثير للشفقة ...لا يمكن أن تقبل أن تكون الدواء لجروحه...لا تستطيع ...كيف تداوي شخص وهي من الأساس مجروحة...
نظر إليها برجاء وقال:
-مياس...
قاطعته وقالت بإنفعال:
-انت بجد بتعمل ده كله ...والندم اللي بتحاول تبينهولي عشان اتجوز ابنك وابقى مسكن ليه؟! عمي انت ازاي بتفكر ...ابنك مش محتاج مسكن محتاج يتخطى حبه الاول ويحب من جديد ...يبدأ من جديد مش نتجاهل جرحه ونجوزه...دي طريقة فاشلة وانا مش هكون طرف فيها....
-وأنا بترجاكي انك تتجوزيه ...ابوس ايديكي يا بنتي اتجوزيه!!!
توسعت عينيها بصدمة وهي تنظر إليه ...كانت لا تصدق ما يقوله ...هل يتوسلها لكي تتزوج ابنه ولكن لماذا ...لماذا يفعل هذا ولماذا يتوسل ...كانت تحاول ان تفهم ولكن لا تستطيع
-انا بجد مش فاهماك ...لو عايز ابنك ينسى ليه متجوزهوش واحدة تاني غيري....واحدة على الأقل ...
صمتت قليلاً وقالت بنبرة مختنقة وقد برزت الدموع بعينيها وأكملت ؛
-واحدة تكون حلوة تقدر تملأ عينين ابنك مش واحدة زيي ..جوازي أنا و ابنك محكوم عليه بالفشل ...
-انا عايزك أنتِ تتجوزيه يا مياس...ده طلبي الاخير منك ومش هطلب منك اي حاجة ابدا ...بالله عليكي يا بنتي اتجوزي سيف ....عشان خاطري ......
كانت تنظر إليه وهي مصدومة لا تصدق ما يقوله ...هل يترجاها لكي تتزوج ابنه ...شعرت أنها داخل متاهة ...لم تستطع أن ترد ...ماذا تقول ؟!
أمسك جلال كفها وقال:
-انا عارف اني غلطت في حقك غلط كبير ...مش أنا وبس ..لا سيف كمان ...وانا عايز بس فرصة اصلح غلطي في حقك ...صدقيني يا مياس سيف وانا هنعوضك عن كل لحظة حزن وقهر عشتيها ...بس اسمحيلنا نقرب منك ...اسمحيلنا نحميكي ...وصدقيني جوازك.من ابني مش هيوقف حياتك ...بالعكس أنا هوقف جمبك في كل خطوة ...ده كلامي وربنا شاهد عليه ...
ازدردت ريقها بعسر وهي تنظر إليه ...لا تعرف ماذا تقول له ...كانت ملامحها تحمل التوسل ...شعرت أن عقلها قد توقف لوهلة ... لدرجة أن لسانها عجز عن رفض طلبه ...شعرت بالحصار وكأن كلمة لا أضحت مستحيلة!!!
بينما جلال يشد علي يدها...لا يمنحها الوقت لكي تفكر حتى ...شعرت بالتشتت ...نظر إليها وقد رق لحالها...كان يحاصرها بالزاوية لكي توافق...نعم يعترف أنه يفعل هذا ...قد لا تفهم الان ولكنه لا يفعل هذا من أجل ابنه بل من أجلها ...لأنه يخاف عليها ...يريد أن يطمئن أنها سوف تكون تحت رعاية سيف !!.كي لا يؤذيها احد ...لقد نالت كفايتها وقد اذاها هذا الرجل بما فيه الكفاية ...
تنهدت بتعب لا تصدق انها ستقول هذا
-موافقة بس ليا شروط....
في المساء ....
-انا بجد مش مصدق انك وافقتي عليا ...اوعدك مش هتندمي....
قالها سيف براحة بينما نظرت إليه بحيرة ...لا تعرف ولكنها تشك أن تلك العائلة قد فقدت عقلها ...
-قولت لعمي لازم الاول تشوف وشي كويس عشان نتمم الجواز ده ...
-انا شوفته كتير ..
قالها ببساطة لترد :
-معلش شوفه تاني ....
قالتها ثم رفعت النقاب لينظر الى وجهها ببساطة بينما لا تظهر على ملامحه أي شئ ....فقط مجرد ابتسامة هادئة تحتل وجهه...تساقطت الدموع من عينيها وقالت بإختناق:
-انت ازاي قادر تمثل بالشكل ده ...أنا ذات نفسي مبطقش ابص في وشي في المرايا ...
-ليه ؟!
توسعت عينيها بصدمة وقالت:
-ليه ايه؟!انت اعمي.مش شايف...أنا .....
قاطعها بقوة وقال :
-انا شايف أنك بتشفقي على نفسك زيادة عن اللزوم ...شايفة أنك مسودة الدنيا في وشك يا مياس ...انتِ اللي بس حاسة ان الناس قرفانة منك ..رغم ان محدش حسسك بكدة حتى ..مياس أنا.طلبتك وانا شوفت وشك عادي ...وده مش هيمنعني اني هتجوزك....مش هقولك حب لان ده هيكون كذب...بس أنا فعلا عايز اتجوزك ...
-عشان تنسى حبيبتك القديمة صح.!!!
قالتها والدموع ملء عينيها ...
-مش هنكر...بس ده جزء من الاسباب ...
مسحت الدموع التي انسابت من عينيها وتنهدت
-فيه شروط عشان نتمم الجواز ده ...
قالتها بقوة قم أكملت وهي تنظر لسيف بقوة :
-جوازنا يكون على ورق ....ويكون مؤقت في الوقت اللي أنا عايزة اتطلق فيه اتطلق متمنعنيش.....
عبس وهو ينظر إليها لتكمل كلامها :
-هكمل تعليمي ...متحاولش في مرة تمنعني ...اليوم اللي هتحاول تمنعني فيه انا من حقي اتطلق....متحاولش تخونني او تتجوز عليا ...لو حبيت تعيش حياتك بشكل طبيعي مع حد تاني تعالى.بكل بساطة وقولى عايز اتجوز ونتطلق وانا وقتها هتنازل على كامل حقوقي مادام احترمتني وصارحتني بالحقيقة ....هي دي شروطي عشان نتجوز ...متقبلها يا سيف ...موافق تكمل ..
ابتسم بحزن وقال ؛
-بحس انك بتطفشيني ...
ابتسمت بعينين دامعة وقالت :
-اعتبرها كده ....
-وأنا موافق ...بس اسمعي شرطي الوحيد جوازنا هيتم.في خلال أسبوع !!!بابا جهز دعاوي الفرح من دلوقتي ....
-كنتوا متأكدين اني هوافق ولا ايه ؟!
قالتها بحيرة ليهز رأسه ويقول :
-بصراحة كده أيوة ...
د......
في اليوم التالي
في منزل معاذ ...
كان ينظر إلى جلال الحسيني بحقد بينما الرجل يبنظر إليه بسعادة خبيثة ..
-مياس خلاص هتتجوز ابني !!!
قالها جلال الحسيني بإنتصار وهو يمد لمعاذ دعوة الزفاف ..احمرت عيني معاذ بغضب وهمس من بين أسنانه:
-ده على جثتي !!
ضحك جلال وقال؛
-مش هتقدر تعمل حاجة تاني لمياس يا معاذ ...هي خلاص بقت تحت حمايتي ...وهتتجوز ابني ..وسيف بنفسه هيحميها ...المرة دي مش هتواجه مياس لوحدها ...هتواجهني أنا وسيف قبلها وصدقني سيف مش هيتردد يقتلك لو عرف اللي عملته في مياس ...
ارتبك معاذ وقال بتوتر :
-تقصد ايه ؟!
تجهم وجهه ولمع عينيه بغضب وقال:
-انا عارف انك انت اللي شوهت وش مياس !!!انت اللي رشيت عليها ماية النار!!!!
.. .....
انتهت محاضراتها على خير وخرجت وهي تضم كتبها لصدرها...تطرق أرضا وتمشي مسرعة قليلاً كعادتها الايام الفائتة....تشكر الله انها لم تجده امامها ...فهو لم يكن يأتي الى الكلية وتتمنى الا تراه حتى تتخرج من كليتها وتبتعد عنه ...حينها قد قررت سوف تفعل ...سوف تعمل في مجالها هندسة الديكور وتنسى كل شئ ...ولن تتزوج أبداً...فلن يقبل احد بفتاة فرطت في شرفها ...اغمضت عينيها والدموع الساخنة تنساب من عينيها ...تلك الفكرة تكاد تقتلها ...الايام الفائتة ..اصبح شقيقها قريب منها اكثر من قبل ...اصبح يهتم بها ...حتى ان رحيق تعاملها كالعادة بلطف ولكنها تتجاهلها...لا تريد أن تلين من ناحيتها ...لا تريد أن تقع بالفخ.كما وقع شقيقها ووالدتها ....بالايام التي مضت تقربت من ربها ....صلت وأخذت تدعو كثيرا ان يغفر لها ذنبها وان يرحمها ...والا يفضحها ...ارادت ما حدث الا ينكشف ابدا ...أرادت أن تنسى للابد ما اقترفته بحق نفسها .... فجأة تجمدت مكانها وهي تشعر وكأن جسدها بأكمله تجمده وهي تراه أمامها ...يقف بتكاسل وهو يضع كفيه بجيب بنطاله بينما تتشكل على شفتيه ابتسامة خبيثة برمقها بحرارة ويذكرها باليوم الذي سلب منها كل شىء ..اليوم الذي حولها لحطام أنثى !!!
اقترب منها وتشدق مبتسماً
-يا اهلا وسهلا بالعروسة ...أخيراً جيتي الكلية ....أنا محظوظ اني جيت بالصدفة وشوفتك بجد كنتِ وحشاني....آخر مرة ....
صمت قليلا وهو ينظر إليها بإبتسامة خبيثة ...ابتسامة جعلتها تشعر بالغثيان ...ابتسامته ذكرتها بما عاشته على يديه.....
تنهد وهو يصفر وأكمل :
-كنتي بطل اووي بصراحة...مش قادر انسى اليوم ده وبعيده كل يوم في احلامي....
-ابعد !!
قالتها بصوت مكتوم وبدموع تنفجر من عينيها ....ارتدى قناع الحزن وقال:
-ايه ده يظهر أنك.منبسطيش ...ممكن نكرر ده مرة تانية وتبقى في الاعادة إفادة ....ممكن تنبسطي المرة دي
وضعت كفها على فمها وهي تشعر بالغثيان ثم تجاوزته وهي تركض نحو الحمام ...نظر هو إليها وهو يبتسم بخبث ...لقد حطم كبرياءها ...وقلبها...فعل ما كان يريده... ..لقد أصبحت تحت قدميه ويعرف أنه في الوقت الذي سوف يطلبها ستأتيه خوفاً منه
.......
فتحت الباب الحمام ثم سقطت بعنف بجوار المرحاض وهي تتقيأ
بعنف اخذت تتقيأ في الحمام وهي تشعر ان روحها سوف تخرج من جسدها ...اخذت الذكريات العنيفة تطاردها ...ما فعله بها يثير اشمئزازها...يجعلها تموت من القرف ...هي تمشئز من نفسها ....احيانا ترغب في ان تسلخ جلدها لانه لمسه يوماً...هي هالكة لا محالة....جل ما تتمناه الآن ان يرحمها الله ويقبض روحها!!!لا تريد أن تعيش مجددا...كلما حاولت النسيان أتى هو وذكرها بما ارتكبته !!!نهضت بتعب ثم اتجهت للحوض وهي تغسل وجهها بينما تشعر بالمرض ...أمسكت المحارم الورقية وبدأت بمسح وجهها
خرجت من الحمام وهي تتجه لبوابة الجامعة كي تذهب مسرعة ...كان هو يقف بعيدا وينظر إليها بشرود ...لقد حقق ما يريده...ليكن صريحا ..هو قد أُعجب بنوران ...ارادها بشدة ولكن هو الابن المدلل للرجل الثري لا يليق به ان يتزوج فتاة مثلها من الطبقة المتوسطة...هي ليست مناسبة ليجعلها زوجته ويدخلها عائلته...لذلك قرر ان يأخذها دون زواج وقد خطط وفعل المستحيل وبقت له ...ولكن هذا لا يكفيه...هو يريدها مرة أخرى. ..يريد ان ينعم بقربها...تلك اللحظات التي عاشها معها كانت لا تضاهي أي لحظة عاشها من قبل ...صحيح انه اخذها عنوة...كانت تقاومه حتى انها بكت وتوسلت ان يتركها الا انه لم يسمعها...كان يريدها واخذها ...والان يريدها مرة أخرى ...حسنا عليه ان يضع خطة مرة أخرى !!!
ابتسم ثم أخذ يصفر وهو يتجه للمطعم الخاص بالكلية
..........
كانت جالسة بوسيلة المواصلات العامة تسند رأسها على الزجاج ...تشعر ان عينيها اصبحت متقرحة بسبب ,كثرة البكاء ...باتت تشعر بجمود بكل جسدها
تشعر انها مستنزفة و الذكريات لا تتوقف عن مهاجمتها ذكرياتها كعدو متربص بها يذكرها دوما بأخكائها ...ما فعلته بنفسها ..اغمضت عينيها والصوت تهاجمها بشراسة ....
....
-لا يا عادل ابوس ايديك سيبني امشي !!!
قالتها بتوسل وهي تبكي ...بينما تقف بمنتصف الغرفة ...ترتجف كورقة ضعيفة تواجه رياح عاتية..تظن الورقة انها ستنجو ولكنها تضيع ...وكانت هي مثل تلك الورقة ..ظلت انها سوف تواجه الرياح ولن تتزحزح ولكن هي الأخرى على وشك الضياع الآن الا لو قرر هو أن يرحمها....
خلع قميصه وقال :
-هخليكي تمشي ...بس لما اخد اللي انا عايزه ..فيالا بقا ننجز مش عايز ازعلك في اول يوم لينا مع بعض ...
اخذ جسمها يرتجف بشكل واضح ليقول هو :
-قربي ....
هزت رأسها بالنفي والدموع تنفجر من عينيها...
اقترب بغتة ثم شدها من حجابها حتى قربها منه ...توسعت عينيها بصدمة وانفجرت الدموع اكثر وهي تنظر إليه بينما تقول بإرتجاف:
-ابوس..ايديك...خليني امشي ...وحياة اغلى حاجة عندك ..عايزة امشي بالله عليك متأذنيش...
لم يهتم بتوسلاتها بل شد حجابها حتى انسدل شعرها على كتفها ...ابتسم بشراسة وهو يتلمس شعرها ثم قال بإنبهار:
-أنتِ جميلة اووي...اجمل مما تخيلت ...
ثم قرب وجهه ليقبلها لكنها ابتعدت عنه برعب ...ابتسم وقال بخبث :
-شكلك.عايزة نبدأ علطول ...
وبغتة دفعها نحو الفراش وهو يهجم عليها مدمراً أحلامها ....
خرجت من شروده وهي تضع كفها على فمها تقتل نحيب كاد أن يخرج ...بينما دموعها انسابت بغزارة
......
وصلت للمنزل وولجت إليه وهي تتنهد بتعب ...تشعر بغثيان في معدتها ....وانها مرهقة للغاية ....توقفت فجأة في المنزل وهي ترى والدتها قد قلبت المنزل رأساً على عقب هي ورحيق...عقدت حاجبيها بحيرة وقالت:
-ايه اللي انتوا بتعملوه ده ...
ابتسمت دلال بسعادة وقالت:
-بنوضب البيت عشان متقدملك عريس يا عروسة
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا