رواية أسرت قلبه الفصل السابع عشر 17بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات) #أسرت_قلبه
رواية أسرت قلبه الفصل السابع عشر 17بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات) #أسرت_قلبه
الفصل السابع عشر(بين يدي شيطان )
وقفت وهي تستمع إلى كلمات والدتها وهي ترمش ...غير مستوعبة ما تقوله ....كانت جامدة بالفعل وهي تتمنى أن تكون قد سمعت عن طريق الخطأ ....
-بتقولي ايه ؟!
قالت كلمتها بنبرة جافة ...نظرت رحيق بتوتر إلى دلال التي ابتسمت وقالت:
-بقول أن فيه عريس متقدم لك يا نوران ...عشان كده بوضب البيت ...
ارتعشت من الداخل ...وشعرت أنها سوف تفقد وعيها بينما والدتها تتكلم بتلك البساطة ...كيف ...كيف تفعل هذا ...من أعطاها الحق بفعل هذا !!!
فكرت بغضب .....كان كل ما يحدث يخنقها ...ماذا يريدون حقا منها ...هل يريدون موتها !!!
فكرت بغضب وهي تنظر إلى والدتها التي بادلتها النظر بحيرة ....
-هو ايه فيه عريس متقدم لك دي ؟!هو انا مليش رأي ...خلاص قررتوا تجوزوني من غير ما تاخدوا رأي حتى .... هو انا حتى في جوازي مش هيكون فيه رأي
قالتها بغضب وقد احتشدت الدموع بعينيها ...نظرت والدتها إليها بحيرة وهي تقول :
-مين اللي قال ملكيش رأي يا نوران ...مش بقول كده ...بالعكس اقعدي معاه ولو مش عاجبك مفيش حد هيجبرك على حاجة ...
ثم ابتسمت وقالت :
-بس أنا واثقة أنه هيعجبك ....
-مش هتجوز !!
قالتها بقوة ...لترفع والدتها حاجبيها وتقول :
-يا بنتي أنتِ شوفتي العريس عشان ترفضيه ...ايه بس اللي بتقوليه ده ...
كانت دلال متكدرة وهي تنظر إليها بينما قالت نوران :
-انا بقول مش هتجوز ...مش عايزة اتجوز خالص ... فاهمين...محدش يجيب ليا عرسان ...أنا مش محتاجة حد يدور ليا على عرسان ...أنا مش بايرة زي ناس ...
ثم نظرت الى رحيق الذي احتقن وجهها وقد احتشدت الدموع بعينيها ثم قالت بإرتجاف :
-انا ...أنا هروح اغسل المواعين ...
ثم لاذت بالفرار نحو المطبخ والدموع تنسكب من عينيها ....نظرت دلال بصدمة الى ابنتها وكل الكلمات القاسية التي خرجت من فم نوران ؛
-ليه كده يا بنتي ..جرحتيها اوووي حرام عليكي !!!!
رفعت نوران وجهها وقالت بنبرة باردة :
-انا معملتش حاجة بس اللي على رأسه بطحة بيحسس عليها ...مش ذنبي أنها بايرة!!!
-انتِ فعلا متربتيش ولا شوفتي ترباية !!!
صرخت دلال في ابنتها التي نظرت إليها لوجه محتقن وصرخت :
-مش هتجوز ومش هتجبروني على حاجة انتوا فاهمين والا وديني انتحر واخلص منكم ....
-نوران !!!!
قالها أمجد وهو يلج الى المنزل ...كان ينظر لشقيقته بصدمة لا يصدق ما خرج من فمها....نظرت نوران الى شقيقها وازدردت ريقها ولكنها رفعت راسها وهي تنظر لعينيه العسلية التي كانت تشع من الغضب
اقترب امجد منها وأمسك ذراعها وصرخ بها :
-مالك انتِ اتجننتي !!!!
سحبت ذراعها :
-ايوة اتجننت ...ابعد عني بقا !!!!
ثم تركته وركضت نحو غرفتها
ولجت لغرفتها وهي تبكي بينما ولج شقيقها خلفها ....
-انا عايز اعرف ايه اللي بتعمليه ده...ايه اللي بيحصل معاكي يا نوران ...ليه بتعاملي اختك بالطريقة دي ...وبتعاملي امك بالطريقة دي ...وبتتكلمي عننا بالشكل ده كأننا اعداءك....
-ايوة انتوا اعدائي ..وانا بكرهكم كلكم...كلكم!!!دلوقتي افتكرتوا ان أنا موجودة ...دلوقتي بتفكروا في جوازي عشان تخلصوا مني ؛!!!
رمش بصدمة وقال:
-نخلص منك ...ايه اللي بتقوليه ده !!
-انا بموت ..بموت محدش حاسس بيا ...محدش حاسس بيا ...
صرخت بها وهي تبكي وتضرب وجهها بقوة ...هلع أمجد وهو يراها تبكي بتلك الطريقة ...اقترب منها سريعا ثم ضمها بقوة لصدره وهو يربت على شعرها ويقول :
-اهدي...اهدي يا حبيبتي ...
-لا مش ههدى...يارب اموت ...اموت عشان الكل يرتاح ...اموت عشان أنا ارحمك وارحم نفسي ...يارب اموت ...يارب اموت ...
كان يضمها بشدة ...لا يعرف ماذا يحدث لها ...لماذا هي في تلك الحالة....سحبها برفق واجلسها على الفراش بينما تبكي بعنف ...ثم وضع كفه على رأسها وبدأ يقرأ القرآن ....
بعد قليل
تنهد براحة وهو يشعر انها قد سكنت قليلا ...ربت على راسها واخذ يمسح دموعها التي اخذت تنساب دون توقف وقال:
-عايز اعرف ...ايه اللي عملته وزعلك بالشكل ده يا نوران ...ايه اللي بيحصل معاكي ...
-انا....أنا مش عايزة اتجوز ....
ثالتها وهي تبكي وترتعش ليتنهد بتعب ويقول :
-ليه...انتِ عارفة مين اللي متقدملك اصلا عشان ترفضيه !!!!
-انا مش عايزة اتجوز اصلا ...أنا حرة...مش عايزة !!!
نظر إليها بحيرة ثم قال وهو يحاول أن يكتم غضبه ؛
-هو فيه حد تاني في حياتك !!فيه حد يا نوران بتحبيه او بيحبك !!!
شحب وجهها كالاموات وشعرت انه يعرف كل شئظ..اهتز جسدها بنفور...رباه لو عرف سوف يقتلها بكل تأكيد ..لن يرحمها ابدا ...سيعتبر ان الخطأ خطأها وحدها ...أخيرا استجاعت جمع بعض من شجاعتها وقد ساعدها غضبها الكبير منه ونظرت إليه وقالت:
-مفيش حد ...بس أنا مش عايزة اتجوز ...مش عايز اتجوز واعيش حياة ماما ....مش عايزة اتجوز واحد ممكن يخوني ويتجوز عليا زي ما بابا ...وكمان يجيب بنته تعيش في بيتي ...عايزني اعيش نفس المأساه
عبس وهو ينظر لشقيقته دون تصديق ...لا يصدق أنها تفكر بتلك الطريقة ...ولكنه قرر أن يتعامل مع الأمر بهدوء وقال:
-بصي يا حبيبتي ...اللي عمله والدك مش خيانة ..اللي عمله والدك ده شرع ربنا ...حاجة ربنا شرعها ليه ..رخصة وهو استخدمها ...وماما لو كانت مش حابة الوضع ده كانت قالت بس هي اتقبلت الوضع رغم أنه صعب جدا أنا عارف ...بس هي اتقبلته ...حتى انها بتحب رحيق ...هي اتجاوزت اللي حصل واتقبلت بابا يتجوز وعاشت معاه لأنها بتحبه ....بس مش شرط اللي حصل مع ماما يحصل معاكي ....يعني أنا صحيح بقول حق الراجل واحدة واتنين وتلاتة وأربعة بس انا عن نفسي لما هتجوز هتجوز واحدة بس ...فاهماني ..مش لازم اللي حصل مع ماما يحصل معاكي ...بعدين احنا مش بنقولك اتجوزي دلوقتي ...بنقولك شوفي العريس ...لعل وعسى يعجبك...بعدين يا ستي لو عرفتي هو مين انا واثق انك هتوافقي علطول ....
عبست وهي تنظر إليه وقالت وهي تمسح دموعها :
-يعني هيكون مين ؟!أمير ..ملك !!!ميهمنيش المبدأ برضه مرفوض ...أنا مش عايزة اتجوز ...محدش هيقدر يجبرني ...
ابتسم بحنان وهو يضمها إليه ويقول :
-محدش خالص هيجبرك ...أنا متأكد انك هتوافقي على العريس ده بمزاجك...احتارت أكثر ونظرت إليه وهي لا تفهم ..وقالت ؛
-عايزة اعرف مين ده اللي انت متأكد اني هوافق عليه ؟ هاااا مين ؟؟!!
-جاسم ...ابن خالتك منيرة ...
-.......
شحب وجهه كالأموات وهو ينظر إليه ...
كان جلال الحسيني ينظر إليه...ملامحه متقلصة من الغضب ..كل ما يريده الآن ان يقتل هذا الرجل الذي دمر حياة مياس ...تلك الفتاة المسكينة ...
-فاكر اني مكنتش هعرف اللي عملته في مياس...فاكر اني غبي ؟!!ها....انطق ...
ارتعش بقوة وعينيه تزوغان في كل مكان ...ومن بعيد كانت زوجته المسكينة تقف خلف الحائط وهي تضع كفها على فمها وهي تفكر انها قد وقعت بيد شيطان ....هذا الرجل مختل عقليا...لا تصدق انها وقعت بين يديه...
-انا ...أنا معملتش حاجة ..
كررها وهو يرتعش امام جلال الحسيني ...كيف حدث وعرف جلال بما فعله!!!!لقد ظن ان لن يعرف احد بما فعله.....
توسعت عينيه اكثر وهو يتذكر ما حدث هذا اليوم .....
.....
كان يقف بعيدا عن بنايتها يراقب المارة النادرين ....كان الوقت مبكرا وبارد قليلا ....نظر حوله وهو يغطي وجهه بينما ينتظر خروجها من بنايتها ...عينيه.كانت تلمع بغضب وهو يمسك زجاجة الحمض بقوة ...لقد تعب من كثر ما رفضها..لقد اهانته كثيرا برفضها كأنه شخص ليس لديه قيمة ولا يمكن أن تنظر إليه ...وفي النهاية فضلت عليه شخص مقيت كالذي يُدعى عمر .....كان غاضب للغاية منها ....حاول نسيانها كثيراً ...حتى أنه تزوج ولكنه لم يستطع ان يمحيها من عقله ....وعندما عرف بخطبتها أقام الدنيا ....واصر ان يدمر حياتها....سوف يسلب.جمالها ...ذلك الجمال الذي تتباهي به ...هذا الجمال الذي جعله يعشقها ...سوف يسلبها منه ...سوف يدمر حياتها ...وسوف يجعل خطيبها يتركها....كما قتلته سيقتلها ...
اهتز وهو يراها تخرج من البناية...جميلة كالعادة ...رقيقة كالعادة ...تبدو كزهرة نادرة وجميلة ...بينما تمسك الهاتف وتكلم أحدهما وهي تبتسم بهيام....قضم شفتيه بغضب وهو يشد على زجاجة الحمض...لا بد انها تكلم خطيبها هذا ....ذلك الحقير الذي سلبها منه ....اتجه إليها ... بخطوات سريعة وهو يغطي وجهه بالكامل لا يظهر منه الا عينيه ....اقترب اكثر منها لتتوقف وهي تنظر إليه بخوف ....رق قلبه للحظات ...فهو كان حقاً يعشقها ...ولكنها كسرته....ولن يغفر ...
فكر وهو يلقى زجاجة الحمض على وجهها .....رآها تسقط على الأرض وجمالها الذي سلب عقله يتلاشى تماماً!!
....
خرج من شروده وهو ينظر الى جلال الحسيني الذي ينظر إليه بغضب ...اقترب جلال الحسيني منه وقال :
-لو فكرت تقرب من مياس تاني هقتلك ...لو مش عايز تعرف اللي أنت عملته فيها يبقى تختفي من حياتها ....لاني مش هكتفي اني هقولها بس اللي عملته...لا أنا كمان هقتلك يا معاذ ...هقتلك فعلا!!!
ثم تركه بينما النيران تشتعل بعيني معاذ ...صرخ قجأة بقوة وهو يحطم كل ما يقابله ...
وضعت زوجته كفها برعب على فمها وهي تراه قد كسر المزهرية الكبيرة ثم كسر الطاولة الزجاجية...كان يبدو كوحش هادر...طفرت الدموع من عينيها وهي تدعو ربها ان تتخلص من هذا الوحش ...ليتها لم تتزوجه ...ليتها بقت في الفقر طوال حياتها ولم تتزوجه!!!ليتها لم تسمع كلام والدتها ....تصرفاته الان ترعبها ...تراجعت للخلف لكي تلوذ بالهرب للغرفة وتغلقها جيداً حتى الصباح ولكنه شعر بها ...نظر إليها بعينين حمراء كالدماء...وضعت كفها على فمها وهي تشعر بالرعب يحتل كل أنش في جسدها....حاولت أن تسرع للغرفة ولكنه كان اسرع منها وهو يقترب منها ويمسكها من شعرها ...ثم يدفعها نحو الغرفة....
-بترفضيني يا مياس .!!!
هدر بقوة وهو يفتح خزانته ويخرج المقص الكبير الذي يحتفظ به...
حاولت التملص منه بينما هو يمسكها بقوة ...الدموع كانت تطرف من عينيها بينما يمسك شعرها بكف وباليد الأخرى يمسك المقص ...توسعت عيني عهد بصدمة وهي تبكي وتقول :
-معاذ انت...انت بتعمل ايه؟!
-ده عقاب ليكي عشان متعارضنيش تاني يا مياس ....بتعارضيني قدام عمك...وتخلي ابن عمك يطردني كمان رايحة تتجوزي ابن عمك ....
-فوق أنا مش مياس أنا عهد...ايه اللي بتقوله ده
صرخت به وهي تحاول الهروب منه ولكنها فشلت تماماً ...كان يبدو كأنه فقد عقله ...كان يهذي بقوة
راقبته بصدمة وهو يجلسها على الأرض بقوة ثم بدأ بقص شعرها سريعاً وسط صدمتها ودموعها !!
اخيرا انتهى وابتعد عنها وهو ينظر إليها بأبتسامة ساد ية وقال وهو ينحني نحوها ثم يمسك رأسها الحليق ويقول بهو س.:
-ده عقا بك عشان مسمعتيش كلامي ....متزعليش مني ...أنا بحبك ...بس لازم أدبك ....مينفعش تخرجي عن طوع جوزك يا مياس ...صح ...انتِ بتاعتي أنا يا مياس ...بتاعتي أنا وبس ...
هزت رأسها برعب وهي تبكي ...هذا المجنو.ن ...سوف يقتـ لها يوما ما ...ابتسم براحة وهو يجدها توافق على كلامه ...ثم امسكها من يدها وساعدها على النهوض....كان تقف وهي ترتعش ...اتجه بإبتسامة سعيدة نحو الخزانة وأخرج منه غلالة زرقاء لا تترك للمخيلة شئ وقال:
-بحب اللون الأزرق اووي لانه ييفكرني بعيونك يا مياس ...يالا يا حبيبتي ...يالا...
ثم استدار نحوها ونظر إليها بينما هي تبكي وترتعش وقال وهو يمد الغلالة نحوها ويقول :
-البسي ده يا روحي وابسطي جوزك !!!...
هزت رأسها بالنفي وهي تبكي بقوة ...لتشتعل عينيه مجددا وهي يشد شعرها ويصرخ بها :
-نعم يا روح امك ...انتِ بتعارضيني يا بت ...طيب وديني لاقتلك ....
ثم صفعها بقوة حتى انفجرت الدماء من فمها ...ثم دفعها حتى سقطت على الأرض اتجه إلى الخزانة وهو يخرج طوق بنطاله ...ثم اتجه إليها وملامحه تكسوها الإجرام ثم بدأ يضربها بقوة !!
.....
بعد قليل ...
رمي الحزام وهو يبصق عليها ويقول بينما يلهث...
-ده جزاء اللي بيعارضني ....وحقوقي برضه هاخدها يا مياس ....
ثم سحبها من شعرها متجهاً بها للفراش لينتهكها مثل كل مرة !!لتموت هي بين يديه للمرة الألف...
.....
-عزمي بيه ؟!!
قالتها بتول بتوتر وهي ترى والد جورج امامها وينظر إليها بعينين زرقاء حادة ...ابتلعت بتول ريقها بينما اتجهت عيني عزمي لشخص آخر وهي سيلا ....ولج للمنزل بثقة وكأنه يملكه....مرر عينيه بتقييم سريع للمنزل البسيط ولكن المنظم ..ثم وقعت عينيه على سيلا التي تنظر إليه بصدمة ....كانت تحاول اخفاء توترها خلف قناع البرود الذي ارتدته بسرعة ولكن لم تستطع...شعرت ان شجاعتها تتهاوي وهو ينظر إليها بتلك الطريقة ....مرر عينيه عليها بينما تقلصت ملامحه من القرف...شعرت بالاهانة وهو ينظر إليها بتلك الطريقة. ..ارادت ان تصرخ به ولكن بدا وكأنها فقدت القدرة على الكلام ....
-رجعتي ليه يا سيلا ؟!مش اتفقنا تبعدي عن حياة جورج والا أنا بنفسي هقول على اللي عرفته عنك...عايزاه يكرهك اكتر ما هو بيكرهك فعلياً...
.....
نظرت إليه وهي تحاول استجماع شجاعتها وقالت بنبرة مرتعشة ؛
-انا جاية عشان جورج وهاخده ..
ضحكت هو بقوة ...ضحك حقا ...لا يصدق كم هي وقحة بلا أخلاق ...
-انا بجد مش عارف اهلك كانوا فين ...معقول محدش فيهم فكر يربيكي شوية ... يعلمك الادب...او الاخلاق...جورج راجل متجوز ...افهمي متجوز ازاي عايزاه يبصلك ....
طفرت الدموع من عينيها وقالت:
-جورج ملكي أنا وبس يا عزمي بيه ...انت وابويا حرمتوني منه...خوفت منكم أول مرة بس المرة دي أنا مش خايفة ...حبي هيرجع ليا ...بأي شكل أنا ميهمنيش ...
-بجد وقحة ...
صرخ فيها بغضب ثم أكمل ؛
-يا ترى جورج هيسامحك لما يعرف حقيقتك...يعرف ان الست اللي بيحبها ضحكت عليه هيكون فرحان !!!
ابتلعت ريقها بعسر وقالت ؛
-جورج بيحبني وهيسامحني ....
-جورج بيحب ماريانا ...ام ابنه ...ماريانا حامل ...وهو مش هيسيب مراته ام ابنه ويجري ورا واحدة كانت معاه عشان فلوسه
-جورج بتاعي أنا وبس ....بيحبني أنا وبس ...سامع...جورج مش هيكون لغيري ابدا ...جورج هيرجعلي وهيسامحني ...وهتشوف يا عزمي بيه ....
اقترب منها اكثر ونظر اليها:
-وانا اللي هقف في وشك يا سيلا ...أنا اللي هحمي ابني ومراته منك ..وانا واثق ان ابني مستحيل يتخلى عن جوهرة زي مراته ويجري ورا واحدة رخيصة زيك ...واحدة بتاعة فلوس !!
ثم تركها وذهب!!!
-سيلا ابوس ايديكي انسي جورج خالص وسافري تاني ...مينفعش تقعدي هنا ...عزمي بيه مش هيكست ....شوفتي عمل ايه المرة اللي فاتت ...أنا مش عايزة مشاكل مع جوزي يا سيلا .. .
قالتها بتول بتوتر ...نظرت إليها سيلا بجمود وقالت:
-لا مش هرجع...أنا مش خايفة منه يا بتول ...معنديش حاجة اخسرها ....أنا عايزة جورج وهاخده....
ابتلت عيني شقيقتها بالدموع وقالت:
-بس أنا عندي اللي اخسره يا سيلا ...أنا مش مستعدة اخسر بيتي جوزي بسببكمش ناقصة مشاكل ..عشان كده لو سمحتي امشي من بيتي!!!
....
كانا بمنزلهما ...تجلس هي على الأريكة وهي تضمه بقوة ....ابتسامة رائعة على شفتيها تظهر نواجزها الجميلة ....كانت سعيدة كما لم تكن من قبل ....كانت أقرب إليه من اي وقت ...قلبه يهدر تحت رأسها ...كانت تغمض عينيها بإستمتاع ...غير مهتمة ابدا بذلك الفيلم الرومانسي الذي يعرض على التلفاز والذي كان فيلمها المفضل ...والذي أجبرت جورج على مشاهدته معها ...كان يشاهده هو بملل بينما هي تزيد من احتضانه ...
شعر بالضيق قليلا وقال متذمراً :
-براحة يا ماريانا أنا مش ههرب منك !!!
-قول انك بتحبني يا جورج ..نفسي اسمعها تاني .
قالتها وهي تضمه أكثر متجاهلة كلامه المستفز ليظهر الألم بعينيه ...أنه يخدعها ...هذا غير صحيح ...هو لا يحبها ولو حتى قليلاً...فكيف يكذب عليها ...ولكنه سلك الطريق بإرادته...هو اختار الا يخسرها هي وطفله ....هو اختار حياته معها ...فقصته مع سيلا انتهت...لهذا يجب أن يتقبل الواقع ...وجد نفسه يميل إليها ويقبل رأسها وهو يقول بلطف :
-بحبك ...
تنفست بقوة وتلك الكلمة البسيطة تهزها بقوة ...كم تمنتها...حلمت بها لمرات عجزت عن عدها...حلمت أن يخبرها أنه يحبها ولا يحب سواها ....
فتحت عينيها ونظرت إليه بعشق ...عينيها تخبرانه كم تحبه ....تنطق بالعشق الخالص له ...
-تعرف اني بحبك كتير ...بحب اووي اكتر من حبك ليا ...انت حياتي ...حياتي يا جورج ...كل اللي عايزاه منك أنك تحبني....
ابتسم بلطف شديد وقال :
-وانا بحبك يا ستي ...خلاص ...بس متخنقنيش يا ماريانا وخلينا اتفرج على الفيلم أنا مش هطير يا حبيبتي ...
ثم ابعدها برفق وهو يوجه انتباهه للتلفاز!!
........
-انا عمري ما هسامحك...عمري ...أنتِ اللي قتلتيني...أنتِ ...
قالها معتز وهو ينظر إليها بكره لا يناسب طفل كان يلقي اللوم عليها ....اكمل بنبرة تقطر حقداً:
-بتمنالك.الموت ...بتمنى أن ربنا ميسامحكيش على اي حاجة عملتيها فيا ...أنا بكرهك....بكرهك...
شهقت بقوة وهي تبكي أمامه وتقول بنبرة مرتجفة ...
-لا يا معتز ...حرام متظلمنيش ...أنا معملتش حاجة معملتش ....معتز ...معتز ...
صرخت من جملتها الأخيرة وهي تبكي بعنف ...نهضت من نومها والدموع تنفجر من عينيها كانت تشعر أن قلبها سوف ينفجر من الألم ....قلبها يحرقها ...كانت الدموع تغرق وجهها. ..نظرت بجوارها ورأت صغيرها قد استشقظ وهو يفرك عينيه بحيرة بينما ينظر إليها ويقول بخوف :
-فيه حاجة يا ماما ؟!
ضمته إليها بقوة وهي تهز رأسها وتقول:
-مفيش ...مفيش يا حبيب ماما ..مفيش ...
كانت تضمه وهي تطمئنه وتستمد منه الامان أيضا ...كانت الدموع تفيض من عينيها دون توقف وكابوسها احضر لها المزيد من الذكريات الشنيعة قبلت رأس محمد
ثم تسطحت مع طفلها وهي تضمه مرة أخرى لتجعله ينام بينما قلبها ينتفض داخل صدرها والذكريات القاسية تعاود مهاجمتها ...ذكريات حاولت كثيرا أن تقتلعها ولكنها ظلت متواجدة بعقلها !!!...
أغمضت عينيها والدموع تنسكب أكثر من عينيها دون توقف .......تنهدت وذكرى تلمع بعقلها......
.........
كان عيد ميلاد ابنها معتز ...كان قد أتم السابعة من عمره....أما هي فكانت في شهرها الاخير في الحمل في محمد ....كان تضع كفها على بطنها المنتفخ بينما تنظر إلى معتز وهي تبتسم بسعادة وعينيها دامعة ..كان والده قد احضر له كعكة عيد ميلاد رائعة وهدايا كثيرة له....كانت ترى سعادة كبيرة بعيني ابنها...تلك السعادة التي كانت تخفف من شعورها بالذنب بسبب معرفتها بعمل زوجها الحقيقي ...ورغم أنها تعرف فهي لا تتكلم ...تصمت وهي تعرف أن زوجها المسؤول عن تدمير حياة الكثير ...طيلة الوقت هي في صراع بسبب ضميرها ...ضميرها الذي يصرخ بها إلا تصمت ...ولكن سعادة ابنائها كانت كافية لتسكين ضميرها ..لجعله يصمت ....
نهضت وتقدمت من طفلها وهي تمسك كفه بينما لطيف أمسك كفه الآخر بينما يغنيان:
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بني، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي
يا جمالك يا طعامتك) عمري يطول بإبتسامتك)
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بني، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي...كل سنة وأنت طيب يا جميل
ثم أطفأ الصغير الشمع ليصفق والده ووالدته ......
ثم أتجه لطيف إلى صندوق كبير للغاية ...كان الصندوق مزين وكانت ماجدة حائرة عما بداخله ..
أزاح لطيف الصندوق لينكشف أسفله سيارة ركوب كهربائية تناسب حجم معتز ...ما أن نظر إليها الصغير حتى صرخ بسعادة وهو يلمس السيارة بينما يقول بسعادة :
-دي بتاعتي ...دي بتاعتي صح ...
ابتسم لطيف وهو يلمس شعره ويقول :
-وبكرة لما تكبر يا بطل هجيبلك الحقيقية !!...
-أنا بحبك...بحبك يا بابا اووي ...
قالها معتز ثم عانق والده ..
كانت جالسة على الفراش بتعب عينيها شاخصة للأمام بينما طبقة رقيقة من الدموع تغطي عينيها ....ولج لطيف للغرفة ونظر إليها وهي جالسة ...كانت هيئتها وهي تحمل صغيره اجمل ما يكون ...اقترب منها ثم جلس بجوارها وهو يقول بلطف:
-اوعي تفتكري اني جبت هدية لمعتز ونسيتك يا حياتي ...أنا كمان افتكرتك النهاردة ...شوفتي جبتلك ايه ...
ثم نهض واخرج من الخزانة عبوة مخملية ثم اقترب منها وفتح العبوة ليظهر عقد ماسي رائع ...كان مرصع بالالماس بينما تتوسطه ماسة زرقاء رائعة...لو في حالتها العادية لكانت قفزت من السعادة ...وضع العبوة جانباً ثم أمسك العقد وألبسها إياه لتغمض عينيها وهي تشعر أن العقد ثقيل للغاية على قلبها...تشعر أن هذا العقد ملطخ بدماء الكثير ..
-شيل العقد ...شيله لو سمحت ...
قالتها بنبرة متقطعة بينما تبكي ...نظر إليها لطيف بحيرة وقال:
-فيه ايه يا ماجدة ....
نهضت بعنف وهي تشهق بكاءا .
-فيه أن العقد ده ملوث...ملوث بدم اللي انت قتلتهم !!!....
تجهم وجهه وهو ينظر إليها ...كان لا يصدق أنها تعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى ...كلما حاول جعلها تنساه تتذكره وتتهمه ...ماذا يفعل لتنسى...ماذا يفعل لتتقبل ...
-انا بموت كل يوم بسبب تأنيب الضمير ...بموت وانا حاسة اني شريكتك في الجريمة ...مش قادرة اتنفس يا لطيف . والله بموت ....
اقترب منه ثم شدها إليه وقال :
-ايه اللي يرضيكي....
انفجرت الدموع من عينيها وقالت بإختناق:
-انا تسيب الشغلانة دي ...أننا ناكل بالحلال ...
تجهم وجهه وهو يبتعد عنها وقال بإستنكار:
-وهناكل منين يا ماجدة ...اولادك هيعيشوا من فين ...أنا لو سيبت الشغل ده هنموت من الجوع ...عيالك مش هيعيشوا في نفس المستوى ...هنضطر نمد أيدينا للي يسوى واللي ميسواش ...أنتِ عايزة كده ...قوليلي عايزة كده ...
بكت بعنف وهي تنظر اليه...كانت نقطة ضعفها هي ابنائها ...ولم تستطع ابدا ان ترد عليه...بدلا من ذلك وجدت نفسها تصمت وتتقبل الواقع مرة أخرى ؛!!
....
عادت من شرودها والدموع تغرق وجهها ....ليتها لم تتبعه ...ليتها !!!!
....
في غرفة التدريب.....
كان يجري على آلى الركض ...يلهث بقوة بينما العرق يغرق وجهه وصدره ...الذكريات تندفع لعقله بشراسة .... ذكرياته معاها ...المرأة التي اختارها ولكنها خذلته ...وخانته!!!
-انا عايز اعرف أنتِ ازاي ام ......انتِ متعرفيش حاجة عن الأمومة ...أنتِ زوجة فاشلة وأم فاشلة ...
صرخ عاصي بدارين التي كانت ترتدي حلقها ...نفخت بضيق وقالت وهي تنهض :
-يووه هو كل يوم ؟!...هو انا عشان ابقى زوجة كويسة وام كويسة اتحبس في البيت ...انت ت متجوزني عشان تستعبدني ولا ايه ؟!!هااا....هو أنا مفروض اقعد اراعيك واراعي بنتك !!!
-بنتي ؟!!!
قالها بصدمة ثم اكمل :
-هي مش بنتك انتِ كمان ولا ايه يا شيرين ؟!
-أووف بقا ...انت بقيت لا تُطاق...هي جات اشتكتلك...ما هي عايشة حياتها اهي ....معاها الدادة بتاعتها ...أنا مش عندي دماغ للأطفال ...متنساش أنك اللي اجبرتني اخلفها ...أنا كنت عايزة اجهض عشان مش مستعدة اكون ام.....لما اتجوزتك كان عندي احلام كتيرة...بس البركة فيك ضيعت كل احلامي!!!!
رمش بصدمة وهو ينظر إليها ...كان لا يصدق انها تقول هذا ....
-انا ضيعت كل احلامك.!!!
رفعت رأسها وهي تقول بقوة :
-ايوة ضيعتها ....أنا مكنتش عايزة اخلف...أنا عايزة أعيش حياتي ...اطلع واتفسح ...افتكرت أنك بتحبني وهتحققلي كل احلامي ....بس انت دمرتني ....دمرت حياتي واحلامي....
رفع رأسه وقال:
-طيب ما ملحوقة ...يالا اطلقك وتروحي من هنا وتسيبي بنتي معايا ...أنا كده كده مبقتش عايزك ...مبقتش طايقك !!!
ثم تركها وذهب تاركاً اياها مصدومة ؛!!!
....
خرج من شروده وهو يلهث بقوة ...لقد اختار خطأ....واختياره الخاطئ تسبب بتدمير حياة ابنته الصغيرة ...لذلك يجب أن يصحح خطأه الآن ...يجب ألا تكون أي حياة لرحيق غير ابنته ...لا يجب أن يكون لها أي أولويات غير ابنته أملاك...حتى عملها ستتركه
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا