القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين نبضتين الفصل الاول1 بقلم آيه طه (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 



رواية بين نبضتين الفصل الاول1 بقلم آيه طه (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية بين نبضتين الفصل الاول1 بقلم آيه طه (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


في ليلة هادئة مثقلة برائحة المطر وهدير الرياح الباردة، كانت المستشفى تشع بنور خافت. الممرات الفارغة تعكس صدى خطوات سريعة وحادة؛ سارة، الطبيبة الجادة التي نادرًا ما تفقد هدوءها، تتنقل بين الغرف وهي تحمل مزيجًا من التعب والإصرار في عينيها. كانت المناوبة قد بدأت قبل ساعات، ولكن شعورها بضغط العمل لم يترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها. وسط الهدوء المشوب بالترقب، كانت تتفحص حالات المرضى وتراجع ملفاتهم بعناية.


عند وصولها إلى غرفة الطوارئ، كان المرضى يتحدثون همسًا، والجو مشحون بتوتر خفي. وقفت للحظة، تمسكت بجهازها اللوحي، وتنفست بعمق قبل أن تبدأ بمراجعة الحالات. في تلك اللحظة، سُمِع صوت خافت قادم من إحدى الغرف: "ممكن الدكتورة تيجي؟". كان الصوت مشوبًا بالضعف، لكنه أطلق موجة من الفضول في نفس سارة. تقدمت نحو الغرفة بخطوات حذرة، فتحت الباب لتجد رجلاً ذا نظرات متعبة وعينين تعكس الأوجاع المخفية.


التقت أعينهما للحظة، شعرت بارتجاف طفيف في صدرها، وكأن شيئًا ما غير مرئي يربط بينهما. قال الرجل بصوت هادئ، متكئًا على حافة السرير: "مكنتش أعرف إن القلوب بتخون بالشكل ده، حتى لو كانت قوية زى حالتي".


ابتسمت سارة بابتسامة خفيفة تحمل مسحة من الأسى: "القلوب مش مجرد عضلة، ساعات بتشيل حاجات كتير... الضعف، الخوف، والأمل كمان".


صمت لبرهة ثم قال: "بس الأمل ساعات بيكون عبء، مش كده؟".


هزت رأسها بتفهم: "ساعات، بس برضه هو اللي بيدينا القوة نكمل".


لم تكن تعلم أن كلماتها ستظل تتردد في ذهن آدم طوال الوقت. لم يكن يعرف أن تلك الليلة ستكون بداية مختلفة عن كل ما مر به. وبالنسبة لسارة، كانت تلك اللحظة بداية رحلة مشاعر دفينة تكتشفها لأول مرة.


صوت الممرضة قطع الصمت: "دكتورة، في حالة طارئة".


نظرت سارة لآدم: "هارجع أطمن عليك قريب".


رد بابتسامة خفيفة: "هستنى".


غادرت الغرفة، لكن نظراتهما الأخيرة كانت كافية لتزرع بذور قصة لم تبدأ بعد.


عادت سارة إلى الممرات بخطوات سريعة، وصوت قلبها يتردد في أذنيها مع كل خطوة. لم تستطع تجاهل النظرات الأخيرة التي تبادلتها مع آدم. كانت مشاعرها مرتبكة، وعقلها يحاول أن يوازن بين الواجب المهني والانجذاب الغامض الذي شعرت به.


دخلت غرفة العمليات، حيث كان الفريق الطبي يستعد للتعامل مع حالة طارئة. ألقت نظرة سريعة على الأجهزة والأدوات، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تركز كل انتباهها على العمل الذي ينتظرها. كان عليها أن تضع مشاعرها جانبًا وأن تتحلى بالتركيز التام، فحياة إنسان آخر تعتمد على قراراتها.


مرّت الساعات بثقل، وكلما نظرت إلى الساعة، تذكرت الوعد الذي قطعته لآدم بالعودة. كانت تتساءل في داخلها عما إذا كان ينتظرها فعلًا أم أن كلماتها كانت مجرد عبور عابر في ليلة طويلة.


عندما انتهت العملية بنجاح، شعرت بتعب مضاعف يغمرها. خرجت من غرفة العمليات، وجسدها منهك، لكن ذهنها كان يقظًا. تذكرت وعدها وعادت إلى غرفة آدم. فتحت الباب ببطء، فرأته نائمًا، وجهه يبدد القليل من القلق الذي كان يعلوه. اقتربت بهدوء، ألقت نظرة عليه قبل أن تهمس: "نام بسلام، بكرة يوم جديد".


خرجت من الغرفة، وهي تشعر بارتياح غريب. وكأن لقاءها بآدم قد أشعل شرارة أمل دفين كانت تظن أنه اختفى منذ زمن.


في اليوم التالي، عندما عادت إلى المستشفى لمناوبتها، كانت تتوقع أن يكون اليوم عاديًا مثل أي يوم آخر، لكن ما إن دخلت حتى رأته يجلس في سريره، عينيه تلاحقانها بنظرة لم تفهمها تمامًا. بادرها بابتسامة صغيرة وقال: "صباح الخير، دكتورة".


ابتسمت وهي تقترب منه: "صباح النور، إزيك النهارده؟".


رد وهو يشيح بنظره نحو النافذة: "أحسن بكتير، يمكن علشان سمعت كلامك... الأمل فعلاً بيعمل فرق".


شعرت سارة بحرارة تملأ قلبها، لم تتوقع أن يكون لكلماتها هذا الأثر العميق عليه. جلست بجانبه وأخذت تتحدث معه عن حالته الصحية وكيف يمكنهم العمل على تحسينها. وبينما كانت تتحدث، كان آدم يستمع بتمعن، ولكن نظرته كانت تحمل ما هو أبعد من مجرد اهتمام بالعلاج.


أكملت سارة حديثها عن الخطة العلاجية، وتوقفت للحظة وهي تلاحظ الصمت الذي عم الغرفة. التقت عيناها بعيني آدم، فوجدت فيهما بريقًا غامضًا. قال آدم بصوت هادئ: "عمرك فكرتي إن حياتنا ممكن تتغير بلحظة؟ إن كلمة واحدة ممكن تقلب كل الموازين؟".


ترددت سارة قبل أن ترد بابتسامة صغيرة: "يمكن، بس في المستشفى، بنشوف ده كل يوم. الحياة دايمًا بين الأمل والخوف، بين الوجع والأمل".


ضحك آدم بخفة وقال: "كنت فاكر إن الحياة بتتغير بالأحداث الكبيرة، بس اكتشفت إنها بتتغير بكلمات بسيطة من ناس مش متوقعين. زي ما حصل معايا".


لم تعرف سارة كيف ترد، فالصراحة التي أظهرها آدم كانت تحمل مشاعر لم تتوقع أن تراها في مريض بهذه السرعة. تغيرت تعبيراتها للحظة، شعرت وكأنها ترى شيئًا عميقًا في هذا الرجل الغريب. قالت له بابتسامة مرتبكة: "طيب، خلينا نكمل العلاج ونشوف إزاي ممكن نخلي الأمل جزء من روتينك اليومي".


رد آدم بنبرة فيها القليل من التحدي: "وأنتِ، يا دكتورة، هتخلي الأمل جزء من حياتك؟".


ضحكت سارة وهي تشيح بنظرها بعيدًا: "أنا ليا شغل كتير، مفيش وقت للحاجات دي".


هز آدم رأسه وكأنه يدرك شيئًا لم تقله. قال بهدوء: "يمكن ده اللي محتاج يتغير، يمكن تكوني محتاجة الأمل زي ما محتاجاه أنا".


تجمدت سارة للحظة، ثم حاولت أن تخفي تأثرها بابتسامة خفيفة وقالت: "خلينا نركز في العلاج دلوقتي".


تحدثا لبضع دقائق أخرى، ثم تركته سارة لتكمل جولتها بين المرضى، لكن كلمات آدم ظلت تتردد في ذهنها. كان هناك شيء في تلك المحادثة أعمق مما أرادت أن تعترف به.


في اليوم التالي، دخلت سارة المستشفى بتوتر غير مبرر. كانت الممرات كالعادة هادئة، لكن قلبها كان غير هادئ. قبل أن تصل إلى غرفة آدم، مرّت على عدد من المرضى، حاولت أن تركز على مهامها، لكن ذهنها كان مشغولًا.


عندما اقتربت من غرفته، لمحت آدم وهو يجلس على السرير، عينيه تتبعان حركاتها. كان يبتسم ابتسامة خفيفة، وكأن ما حدث البارحة لم يكن سوى بداية لحوار طويل.


سارة: "صباح الخير، إزيك النهارده؟"


آدم: "صباح النور. أحسن بكتير، يمكن علشان سمعت كلامك. الأمل فعلاً بيعمل فرق."


سارة ابتسمت بخجل، مش عارفة رد فعلها إيه. كانت مش متوقعة إن كلامها له التأثير ده عليه.


سارة: "ده طبيعي، الأمل جزء من العلاج. لكن لازم نكمل العلاج ونمشي على الخطة."


آدم: "عارفة، لكن في حاجة تانية. عمرك فكرت إن الحياة ممكن تتغير بلحظة؟"


سارة حست إن فيه حاجة غامضة في كلامه، بس حاولت تضلل الموضوع.


سارة: "في شغل كتير، وما فيش وقت للتفكير في ده."


آدم ضحك ضحكة خفيفة وكأنه يقرأ ما في قلبها.


آدم: "يمكن كده، بس أنا شايف إنك مش متقبلة الموضوع. الأمل مش بس للمرضى."


سارة: "أنا مش مريضة."


آدم: "بس يمكن تحتاجي شوية أمل. زي ما أنا محتاجه."


سارة حاولت تتجاهل الكلام ده وتكمل شغلها، لكن حاجات كتير كانت بتشغل بالها. لما خلصت من الزيارة، خرجت بسرعة. لكن دماغها كانت مليانة أفكار.


في المساء، لما رجعت للمستشفى تاني، لقيت آدم في نفس مكانه، مستني زي اللي عارف إنه هيشوفها.


آدم: "رجعتِ تاني؟"


سارة: "في شغل لازم أخلصه."


آدم: "العمل مهم، بس مش كل حاجة."


سارة كانت مشغولة بالأفكار، فمش قادرة تركز في كلامه. هي عارفة إنه بيحاول يوصل لها حاجة، بس هي مش عايزة تتورط في مشاعر جديدة.


سارة: "أنت خلاص حاسنت حالك؟"


آدم: "حاسس إني بأحسن كل يوم. والفضل ليك."


سارة: "إنتَ مش محتاجني، محتاج تلتزم بالخطة العلاجية."


آدم: "وأنتِ؟ هل هتلتزمي بحاجة؟"


الكلام ده خلاها تدمج في صمت. كانت عارفة إنه بيشاور على حاجات تانية غير العلاج. قاعدت تفكر في كلامه، وافتكرت كلامه عن الأمل. هي كمان كانت محتاجة الأمل ده، لكن خايفة تتعلق بحاجة تانية.


آدم: "الناس بتغير حياتك في لحظة. وكلمة واحدة بتقلب الموازين."


سارة: "بس مش دايمًا الكلمة دي بيكون ليها تأثير."


آدم: "إنتِ مش فاهمة... الكلمة اللي قولتيها ليا، كانت بداية لشيء جديد في حياتي."


سارة حسّت بوجع في صدرها. هي مش متوقعة إن كلامها كان له تأثير بهذا الشكل. حاولت تبتسم، لكنها مش قادرة.


سارة: "خلينا نركز في العلاج، ده الأهم."


آدم: "وأنتِ، هتخلّي الأمل جزء من حياتك؟"


الكلمات دي ضربتها. هي مش عارفة تجيب جواب. ما كانتش متوقعة إن آدم يحاول يدخل في حياتها بالطريقة دي.


سارة: "محتاجين نكمل العلاج دلوقتي."


آدم: "أنا مش هضيع الوقت، زي ما إنتِ مش هتضيعيه."


سارة وقفت للحظة، بصت فيه ثم ابتسمت وقالت: "أوعى تسيب العلاج تروح عليه."


لكن آدم ضحك وقال: "ممكن العلاج يكون مش كفاية. أنا محتاجك."


بكده، الكلمة دي كانت زي الشرارة اللي ولعت داخل سارة، لكنها حاولت تخفي مشاعرها.


سارة: "خلصت زياراتي، لازم أكمل."


آدم: "على الأقل حاولتي تكوني صادقة مع نفسك."


كلامه ده كان بمثابة طعنة خفيفة في قلبها. سارة كانت مش حابة تشوف نفسها في الموقف ده. خرجت من الغرفة بسرعة، لكنها حست إن شيء عميق بدأ يتغير جواها.


تكملة الرواية من هنااااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع