رواية بين نبضتين الفصل الثاني 2بقلم آيه طه (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بين نبضتين الفصل الثاني 2بقلم آيه طه (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
في اليوم التالي، دخلت سارة المستشفى، وكان وجهها متوترًا بعض الشيء، على الرغم من محاولاتها لإخفاء ذلك. كانت تحاول أن تركز في عملها، ولكن كان هناك شيء غير مريح يدور في ذهنها. كلما مرّت بجانب غرفة آدم، كان قلبها يتسارع، وكأن شيئًا ما يدفعها للذهاب إليه. هي لم تكن معتادة على هذا النوع من المشاعر؛ كانت دائمًا تضع العمل أولًا، ولا تسمح للمشاعر أن تسيطر عليها، لكن كل شيء في تلك الأيام بدأ يختلف.
دخلت غرفته، فوجدته جالسًا على السرير، يقرأ كتابًا صغيرًا في يده. نظر إليها بابتسامة خفيفة وقال: "صباح الخير، دكتورة".
"صباح النور، إزيك النهارده؟" قالت سارة وهي تقترب منه.
"أحسن من إمبارح، يمكن لأنكِ هنا." رد آدم، وكأن كلماته تحمل شيئًا أكثر من مجرد حديث عادي.
لم تكن سارة مستعدة لهذه النوعية من الردود. ابتسمت ابتسامة خفيفة، محاولة إخفاء ارتباكها، ثم بدأت الحديث عن حالته الصحية.
"أنا هراجع حالتك مرة تانية، ونشوف إذا كان فيه تحسن في حالتك."
"لكن في حاجة تانية حابة أعرفها، دكتورة." قال آدم وهو ينظر إليها بتركيز. "ممكن تحكي لي عن نفسك شويه؟ يعني... عن حياتك برا المستشفى؟"
سارة شعرت بأنها تتراجع خطوة إلى الوراء، تفضّل أن تبقى داخل حدود عملها، بعيدًا عن حياتها الشخصية. لكنها أدركت أن آدم لم يكن يقصد التدخل في حياتها بطريقة مزعجة، بل كان يطرح السؤال ببساطة.
"ما فيش حاجة تستاهل الحديث عنها." قالت بسرعة، محاولة أن تبقى إجاباتها سطحية.
"لكن ده مش الجواب اللي كنت متوقعه." قال آدم بنبرة هادئة. "يمكن أكون مريض هنا في المستشفى، لكن ده مش معناه إننا مش قادرين نكون صادقين مع بعض."
كلمات آدم كانت تحمل نوعًا من العناد الخفيف، وكان صوته خاليًا من أي تهديد أو محاولة للمساومة. لكنه كان يعبر عن رغبة في الوصول إلى شيء أعمق.
سارة شعرت بشيء غريب في قلبها، شيء لم تشعر به من قبل. كانت تحاول دائمًا الحفاظ على مسافة بين مشاعرها ومرضى المستشفى، ولكن هذا الرجل، آدم، كان يثير شيئًا في نفسها يجعل من الصعب تجاهل مشاعرها.
"ممكن ما يكونش في وقت للحاجات دي دلوقتي." قالت وهي تحاول أن تكون عملية.
"مفيش وقت للحاجات دي؟" قال آدم بنبرة ساخرة. "إحنا مش بس بنعالج المرض، إحنا بنعالج الحياة كلها. وأنتِ كمان، محتاجة تشتغلي على حياتك، مش بس على شغل المستشفى."
توقف الزمن في تلك اللحظة بالنسبة لسارة. كانت تشعر وكأن آدم يراها بعمق يفوق أي شخص آخر قابلته في حياتها. وكان ما يقوله يتسلل إلى قلبها كما لو كان يشير إلى شيء كانت قد أخفته عن نفسها طوال هذه السنوات.
"أنت مش زي أي مريض." قالت سارة أخيرًا، محاولة أن تظهر بعض القوة في صوتها.
"وأنتِ مش زي أي دكتورة." رد آدم، وكانت نبرته مليئة بالغموض، كما لو كان يقصد شيئًا أكبر بكثير من مجرد كلمات عادية.
صمتت سارة لفترة، وكانت تشعر بثقل هذه الكلمات في قلبها. كانت لا تعرف كيف تتعامل مع هذا التوتر الذي بدأ يتصاعد بينها وبينه. لم تكن تعلم إن كانت تحترم رغباته في الحديث عن نفسه، أم أنها كانت تشعر بأن الأمر يتجاوز الحدود المهنية.
أخذت نفسًا عميقًا وقالت: "أنا هراجع حالتك وأشوف إذا كان في تحسن. لكن ده كل اللي أقدر أعمله دلوقتي."
"والأمل؟" سأل آدم، وهو يرمقها بنظرة عميقة. "أنتِ هتخليه جزء من حياتك؟"
"أنا مش عارفة." قالت سارة بتردد، وهي تجاهد للحفاظ على هدوئها. "أعتقد إن الأمل مش كفاية لو مش متحقق في الحياة."
"لكن لو ما فيش أمل، يبقى فين الحياة؟" قال آدم، وهو يبتسم ابتسامة خفيفة، وكأن كلامه يحمل دلالة أعمق. "الأمل مش لازم يكون في الظروف، الأمل بيكون في الناس اللي حواليك."
سارة لم تعرف ماذا تقول، فكل ما كان يقال له كانت كلماته تحمل شيء غريب، شيء يجعلها تفكر في نفسها وفي حياتها أكثر مما تود.
"أنا هتركك علشان أراجع باقي الحالات." قالت سارة أخيرًا، وهي تحاول أن تهرب من هذا الحديث الذي بدأ يأخذها في اتجاه آخر.
"لكن خلي بالك، أنتِ مش لوحدك." قال آدم، بنبرة هادئة، وهو يراقبها بعينيه الهادئتين. "الناس كتير بتشوفك قوية، لكن حتى الأقوياء محتاجين يد تمسك بيهم."
سارة خرجت من الغرفة بسرعة، محاولة إخفاء تأثرها. كان هناك شيء عميق في كلماته لا يمكن تجاهله، لكن في نفس الوقت، كانت تشعر بأنها لا تستطيع الانغماس في هذا النوع من المشاعر.
مرت الأيام، وكان كل يوم يحمل تحديات جديدة. سارة كانت تواصل عملها بكفاءة، لكنها بدأت تشعر بتغيير غير مريح في نفسها. كلما اقتربت من غرفة آدم، كان قلبها يتسارع، وكلما تذكرت كلماته، شعرت بشيء يدفئ قلبها ثم يتركه يرتجف.
كانت الأيام تمضي، وسارة تحاول أن تحافظ على توازن حياتها المهنية والشخصية. لكنها لم تكن تستطيع أن تنكر أن هناك شيئًا ما كان يحدث بينهما، شيء لم تفهمه بعد.
وفي إحدى الليالي، بينما كانت تجلس في مكتبها في المستشفى بعد أن انتهت مناوبتها، رن هاتفها. نظرت إلى الشاشة، فوجدت اسم آدم يظهر على الشاشة.
"آدم؟" همست لنفسها بدهشة، وهي تجيب على الهاتف.
"أنا آسف لو كنت ضايقتك." قال آدم، بصوت هادئ ومتحفظ. "بس أنا كنت حابب أتأكد إنك بخير."
سارة شعرت بشيء غريب يتسلل إلى قلبها. لم تكن تتوقع أن يتصل بها بهذه الطريقة.
"أنا بخير، لكن كان لازم تريحني أكثر." قالت، محاولة أن تكون عملية.
"يمكن الأمل اللي بتدوري عليه يكون أقرب مما تتخيلي." قال آدم، وهو يبتسم، رغم أنه لم يكن يستطيع رؤيتها. "ويمكن الأمل ده يكون فيكِ."
توقف الزمن بالنسبة لسارة. كانت كلمات آدم تلتف حول قلبها وتخترق حواجزها، وهي لم تكن قادرة على الرد.
أكمل الفصل 2:
في اليوم التالي، كان صباحًا جديدًا، وهو ما كان يبدو مختلفًا عن الأيام التي مرت. رغم أن سارة كانت معتادة على الحياة اليومية في المستشفى، إلا أن شيء ما في روحها كان قد تغيّر. كانت تدرك أن ما حدث في الأيام الماضية، خصوصًا مع آدم، قد أحدث تأثيرًا عميقًا لم تكن تتوقعه. كان كل شيء يبدو مختلفًا، وكأنها تمشي على حافةٍ بين التزامها المهني وحاجة قلبها للأمل الذي بدأ يراودها في شكل كلمات آدم.
دخلت سارة المستشفى وهي تحاول أن تُبعد أي تفكير عن آدم، لكن لا مفر من أن تلتقي به مرة أخرى. الممرات كانت مزدحمة كعادتها، والصوت الذي يعم المكان كان يؤكد أن يومًا جديدًا قد بدأ.
قبل أن تصل إلى غرفة آدم، توقفت للحظة. نظرت إلى ساعتها، وتنفست بعمق. كانت تعلم أن وظيفتها تتطلب منها أن تبقى على مسافة عاطفية من المرضى، لكن تلك العلاقة التي بدأت تتشكل مع آدم كانت تضعها في موقف صعب. هي لم تكن معتادة على أن يكون أحد المرضى مؤثرًا بهذا الشكل. لا يمكن أن تتجاهل ما يجري بداخلها.
دخلت الغرفة أخيرًا. كان آدم جالسًا على السرير، وكان يبدو عليه التحسن الواضح. كان يبتسم عندما رآها تدخل، ولم يكن هناك شيء يعبّر عن المرض أو الألم في عينيه. نظرت إلى وجهه، فوجدت فيه شيئًا مختلفًا عن المرة السابقة. كان هناك هدوء داخلي غير معتاد، وكأن الأيام القليلة التي مرّت منذ لقائهما قد صنعت فيه تغييرًا غير مرئي.
"صباح الخير، دكتورة سارة"، قال آدم بابتسامة هادئة.
"صباح النور، كيف حالك اليوم؟" سألته، وهي تضع يديها على ملفه الطبي لتدقق فيه.
"أفضل بكثير، يبدو أنني بدأت أستجيب للعلاج"، أجاب آدم وهو يشيح نظره بعيدًا للحظة، وكأنما يتجنب أن ينظر في عينيها.
"ده كويس، لازم تلتزم بالراحة وتكمل العلاج. تقدر تستجيب وتتحسن أكتر إذا كنت ملتزم".
آدم نظر إليها مرة أخرى وقال، بنبرة غامضة بعض الشيء: "كنت عارف إنك هتقول كده".
سارة رفعت حاجبها بدهشة. "إزاي يعني؟"
"من أول مرة شفتك فيها، كنت شايف إنك شخص جاد جدًا. لكن في حاجة في عينيك بتقول إنك مش مرتاحة في حياتك كمان"، قال آدم.
كلمات آدم كانت بمثابة صدمة مفاجئة لسارة، لم تكن تتوقع أن يلاحظ شيئًا كهذا. شعرها بالتردد كان واضحًا، لكنها حاولت أن تخفي ذلك بابتسامة هادئة.
"أنا بخير، شكرًا لاهتمامك. المهم دلوقتي إنك تلتزم بالخطة العلاجية وتتحسن بسرعة"، قالت سارة وهي تحاول تغيير الموضوع.
"أنتِ متأكدة إنك بخير؟" عاد آدم ليقول، وهو يوجه نظره إليها بعمق.
تجمدت سارة للحظة، لكنها قررت أن تكمل عملها وتجاهل مشاعرها. "خليني أتابع معاك العلاج، ده أولى دلوقتي."
أخذت الملف الطبي وتابعت تقييم حالته، بينما كانت أفكارها مشوشة. كانت تلاحظ أن الكلمات التي خرجت من فم آدم كانت تحمل شيئًا غامضًا، شيئًا يتجاوز مجرد حديث بين طبيب ومريض. ربما كان يحاول أن يكشف شيئًا داخلها، أو ربما كان يشعر بشيء لم تلاحظه هي بعد.
مرت ساعات حتى جاءت نهاية الوردية. كانت سارة تشعر بإرهاق، لكن شيء ما كان يجعلها تستمر. في كل مرة تلتقي بآدم، كانت تشعر بمزيد من الارتباك، وكأن هناك شحنة غير مرئية تربطهما. لا يمكنها أن تشرح ذلك، لكنه كان شعورًا حقيقيًا.
عندما دخلت غرفة آدم في نهاية اليوم، وجدته مستلقيًا على سريره. كان هادئًا، وكان يرتدي ابتسامة شبه غامضة على وجهه. شعرت سارة بشيء غريب في قلبها، كأنما كان ينتظرها.
"أنت لسه هنا؟" قالت سارة بتعجب.
"كنت مستنيك. عرفت إنك هتيجي. عاوز أقولك حاجة"، قال آدم.
"قول"، ردت سارة، وهي تقترب منه.
"كل كلمة بتقولها لي، بتخليني أتحسن أكتر. مش بس جسديًا، لكن نفسيًا كمان. مش عارف ليه، لكن في حاجة في كلامك بتخليني أشعر بشيء غريب"، قال آدم بنبرة تحمل الكثير من الصدق.
كانت تلك الكلمات بمثابة انفجار صغير في قلب سارة. لا يمكنها أن تخفي مشاعرها بعد الآن. كان من الواضح أن العلاقة بينهما قد بدأت تأخذ منحى آخر. لكنها حاولت أن تكون متماسكة.
"أنت محتاج تركز في العلاج، ده اللي يهم دلوقتي"، قالت سارة، محاولة أن تركز على الموضوع المهم.
آدم ابتسم وقال: "وأنتِ؟ مش محتاجة تركز في حاجات تانية؟ في حاجة أهم من العلاج؟".
سارة شعرت بتوتر كبير في قلبها، وكانت كلمات آدم تلاحقها وتراودها طوال الوقت. "أنا بخير، لازم أركز في شغلي"، قالت أخيرًا.
"ممكن تخلصي شغلك بس لو زودتي الأمل في حياتك، زي ما أنا بحاول أزوده في حياتي"، قال آدم.
تجمدت سارة في مكانها، كانت عيون آدم تلاحقها، وكأنما هو يحاول إخبارها بشيء مهم. كل كلمة كانت تحمل لها رسالة غير مباشرة، ورغم محاولتها للتجاهل، كانت مشاعرها تتصاعد داخلها.
"أنا مش مريضة عشان احتاج الأمل"، قالت سارة أخيرًا، وهي تحاول أن تبقي الأمور تحت السيطرة.
آدم ابتسم وقال: "أنتِ مش مريضة، لكن زي كل الناس في الحياة، بتحتاجي الأمل. وده مش غلط، سارة".
ثم صمتت الغرفة لحظة، وكان صوت قلب سارة هو ما يسمعه العقل أكثر من أي شيء آخر.
تكملة الرواية من هنااااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا