رواية هل الضربة قاضية الفصل الثالث 3 بقلم نهال عبد الواحد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية هل الضربة قاضية الفصل الثالث 3 بقلم نهال عبد الواحد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
(الفصل الثالث)
بقلم نهال عبدالواحد
دقت الساعة الحادية عشر وكانت الفتاتان متجهتين خارج المحل بعد انتهاء فترة عملهما، وقد بدلتا ملابسهما لبنطال من الجينز وكنزة ملونة وحذاء أرضي مريح.
سارتا بمحاذاة المحل حتى وصلتا إلى الطريق العام فركبتا إحدى سيارات الأجرة.
كانت هاجر لازالت تحكي مع حبيبة وتمزح معها لتنسيها ذلك الموقف السخيف، لكن بعد فترة لاحظت شرودها مع اقتضاب ملامحها والتماع عينيها منذرة بتسلل دمعة.
كانت حبيبة شاردة تنظر إلى اللاشيء...
لكنها ترى صورة أمها عندما كانت لاتزال طفلة وتذهب معها إلى عملها...
طفلة بريئة فائقة الجمال وملامحها تميل إلى الشركسية؛ بسبب أصول عائلية، جالسة على أحد المقاعد في إحدى الحضانات الأهلية ممسكة بيدها (سندوتش) من الخبز البلدي متأملة الأطفال من حولها يلعبون بالأراجيح والألعاب المختلفة، منهم من يمسك بيده أكياس الحلوي بأشكالٍ وأنواعٍ مختلفة، فنظرت نحوهم تدقق النظر لما في أيديهم ثم تنظر أرضاً وتقضم قضمة صغيرة من طعامها، تنظر إلى ملابسها القديمة ثم ترفع عينيها وتنظر نحو ملابسهم الجميلة وأحذيتهم الرائعة، ثم تنهض مقررة فجأة أن تلعب معهم بالأراجيح وما أن اقتربت منهم...
حتى ينكمش طفل تلو الآخر نافرين منها جميعًا؛ فهيئتها مختلفة عنهم وملابسها غيرهم حتى ملامحها بدت لهم غريبة.
كانت تلح على كل طفل منهم ليقبل مشاركتها في اللعب معهم ولا تفهم سر نفورهم؛ لكن سرعان ما تسمع أصواتهم المتداخلة ليشتكوا لمعلمتهم : يا ميس يا ميس! حبيبة بنت الدادة جاية تلعب معانا!
وكأنه جرم اقترفته تلك البريئة أن ترغب في اللعب!
فتفاجأت بصياح تلك المعلمة التي لا تستحق لقبها وزادت الطين بلة وهي تنادي بملئ صوتها : يا هناء! تعالي هنا!
فأجد أمي مهرولة نحوها وهي تنزل أكمامها المرفوعة ماسحة يديها في عباءتها القديمة تعدّل من هيئتها وهيئة حجابها، ثم تقف خاضعة أمامها قائلة بصوتٍ مرتعش: نعم يا ميس، خير!
فتسرع مهاجمة بقولها: أنا كام مرة أقولك ما تجبيش بنتك هنا.
فتقول أمي وهي تحاول تمالك نفسها لألا تبكي: يا ميس هسيبها فين بس؟
فتجيب بوقاحة: يبقي تقعديها جنبك زي أختك ما بتعمل مع بتها، الولاد بيروحوا يحكوا لأهاليهم والأهالي بتيجي تتخانق مش عايزين بنتك دي -وتشير نحوي بمهانة- تحتك بولادهم.
فتقول أمي وقد بدأ صوتها يختلط بالبكاء: والله البت نضيفة وزي الفل! بحميها كل يوم وشعرها نضيف، دي في الآخر عيلة وعايزة تلعب.
فتصيح فيها فتفزعنا معًا: إنتِ شغلتك هنا تنضفي وتمسحي وتودي الولاد الحمام، خلي بنتك جنبك يمكن تتعلم حاجة تنفع مستقبلها...
ثم تدفعني في اتجاه أمي وهي تصيح في وجهي: غوري يلا عند أمك.
فتمسك بي أمي قبل أن أقع أرضًا محاولة إخفاء دموعها عني ومسحها بطرف كمها، وتضمني في صدرها معانقة ومربتة، فتصيح تلك المسماة بالمعلمة: ابقي دلعيها ف بيتكم يا ماما! يلا من هنا مكانكم عند الحمامات!
فتحملني أمي وتهرول بي بعيدًا عنها ثم نذهب ونجلس جوار الحمامات فأجد خالتي عايدة تخرج من أحد الحمامات وهي تمسك في يدها أحد الأطفال بعد أن قامت بغسل يديه ووجهه وأنفه، ذهبت به إلى مكانه ثم عادت مسرعة لأمي، ربتُّ عليها وأنا أمسح بيدي الصغيرة دموعها ولا أفهم ماذا جري!
فأسمع خالتي تقول بصوتٍ حانٍ وهي تجلس على إحدي درجات السلم فتجئ إليها هاجر وتلتصق بحجر أمها: وبعدين يا هناء! هو كل يوم الموال ده!
فتجيب أمي ولازالت تبكي: مش عارفة شايلانا فوق رأسها وزاعقة ليه؟! هي البت أجرمت ولا أجرمت! طب تكلمني بالراحة، ليه تقلل منا كده؟! ما كلنا بني آدمين!
فتزم خالتي شفتيها وتقول بتنهيدة: ناس ما عندهاش رحمة، معلش يا ختي لينا رب اسمه الكريم.
فأقول وأنا أبكي: إشمعنى هم يلعبوا بالمراجيح وأنا لأ! كنت هلعب مرة واحدة بس، والله ما كنتش هاخد م الحاجات اللي بياكلوها دي! أنا باكل الأكل اللي بتعمليهولي وبس، ليه تزعقلي كده وتزعقلك كمان؟! دي ست شريرة ووحشة...
ابتسمت حبيبة بوجعٍ من سذاجتها في طفولتها وتتسلل تلك الدمعة الحارة فتمسحها سريعًا ثم تهمس في نفسها قائلة: الله يرحمك يا ماما ويا خالتي.
أما رياض فبعد أن انتهى مع ابن عمه من عشاءهما وأكملا جلستهما مع صديقهما مصطفى ثم غادرا بعد وعد لتكرار اللقاءات وعودة العلاقات.
كان رياض شاردًا طوال الوقت مجاهدًا نفسه ليظل على طبيعته معهما، عاد لبيته فسلّم على أمه نادية ثم استأذن ودخل حجرته فارتمى في فراشه بملابسه محملقًا في سقف حجرته متنهدًا بصوتٍ مسموع.
بعد فترة نهض واقفًا وأبدل ملابسه فارتدى ملابس منزلية شبابية، فتح باب حجرته فوجد المكان مظلم بالخارج وهذا دليل علي ذهاب أمه للنوم فدخل حجرته مجددًا مغلقًا بابه، ارتمى في فراشه متململًا يجافيه النوم، تارةً يحك رأسه وتارةً يفرك ذقنه بإبهامه وسبابته، ثم ينهض جالسًا زافرًا محدثًا نفسه بحنق: يا خربيت كده!
ثم عاد بظهره للخلف فيعود لوسادته يتقلب على يمينه ثم يساره فتأفف، نهض قليلًا، وضع وسادتين خلف ظهره واتكأ عليهما، حملق في سقف حجرته وهو يحدث نفسه: حلو أوي كده! في إيه بأه! إيه الزهق ده! ما انا لازم أنام ورايا مشاوير بكرة!
ثم يتساءل مع نفسه: يا ترى إيه حكايتك يا ست حبيبة!
ثم تأفف ضاربًا وجهه بقبضة يده: ده إيه التفاهة اللي انت فيها دي! ما تتنيل وتتخمد.
فيجذب وسادة ويرمي رأسه فوق الأخرى ثم يضعها فوق رأسه، وبعد فترة ينهض جالسًا من جديد متأففًا، فقرر الإمساك بهاتفه، عبث به ما بين مواقع التواصل الاجتماعي ذهابًا وإيابًا دون جديد، ثم فتح إحدى الألعاب وقرر أن يلعب.
لكنه قد شرد مسترجعًا كل ما حدث أمام عينيه، وفجأة انتبه للعبة فوجد نفسه وقد خسر فتأفف وقذف بهاتفه جانبًا، رمى رأسه على وسادته.... وبعد فترة يمسك بهاتفه ويعيد الكَرَّة.
وضع رأسه على وسادته ثم نظر جانبه فوجدها جواره محملقة فيه ببندقيتيها فنهض متكئًا محملقًا بعينيها وهمس: نفسي أرسى على بر وأعرف لون عينيكِ إيه!
ضحكت فأشرق وجهها وتراقصت غمازتاها وقالت بدلال: وهو يفرق معاك يعني!
فابتسم قائلًا: هو أنا لو قولتلك إنك جميلة أوي هاخد خُطافية يُمنى!
فضحكت تومئ نافية، مد يده متلمسًا وجنتها برقة، رفع تلك الخصلات المتدلية على وجهها ثم أخذ نفسًا عميقًا، اقترب ناظرًا إلى كرزتيها ود تذوق شهدهما فأغمضت عينيها مستكينة موحية إليه بالتقدم نحوها...
لكن فجأة فتح عينيه فلم يجد أحدًا! فنهض جالسًا فاركًا وجهه بحنق فقال لنفسه: ده طلع حلم
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا