القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية هوى الزيات الفصل الثالث 3 بقلم ساره الحلفاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية هوى الزيات الفصل الثالث 3 بقلم ساره الحلفاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية هوى الزيات الفصل الثالث 3 بقلم ساره الحلفاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


الفصل الثالث

إستفاقت من نومها تبحث عن شربة ماء تروي بها ظمأها، فوجدته نائم و هو جالس على الأريكة لتطالعُه بضيقٍ ثم دلفت للمطبخ لتشرب، دلفت للمرحاض بعدها تغتسل بعد أن حادثت والدتها أن تجلب لها بعض الملابس، خرجت من المرحاض تلف منشفة حول جسدها بتوتر من أن يراها، خرجت من المرحاض جالسة على الفراش قدميها تهتز بعجلةٍ هامسة:

- إتأخرتي يامَّا!!!


وضعت كفها فوق المنشقة و أسرعت تنهضت و لكنها توقفت مصدومةً عندما وجدتُه يدلف الغُرفة، تراجعت خطوتان من سهام عينيه التي ضربت جسدها و هي تتأملُه بصمت، حاولت إرتداء قناع الشجاعة و مرت من جواره لتخرج و هي تقسم أن قدميها يهتزان، لكنها وجدت من يقبض فوق ذراعها ليدفعها للحائط يهمس أمام شفتيها:

- رايحة فين .. بمنظرك ده!!!


أسرعت نور تضع كفها فوق صدرُه تدفعه لكي يبتعد قائلة بـ توتر أكل قلبها:

- ر .. رايحة أخد من أمي لبس!!


نظر لخُصلاتها الطويلة المبتلة و هي تنهمر فوق كتفيها، نزلت عيناه لوجهها الذي تمنى تقبيل كل إنشٍ صغير به، ثم إلى عنقها ليجد قطرة من المياة تتسحب لتدلف إلى صدرٍ تغطّى بالمنشفة، فأسرع يقطع طريقها و هو يقول بهدوء يعاكس نبرته التحذيرية:

- ممم .. يعني طالعة لأمك على السلم بفوطة، و طبعًا أمك مش هتديكِ اللبس بس .. هتقولك عملتوا إيه و حكاوي النسوان اللي بتبقى في الصباحية دي، و لو حد طالع ولا نازل هيشوفك، هيشوف مرات الزيات واقفة بفوطة على السلم!!!


لم تستطع الرد، إرتجف قلبها عندما مال بأنفه لـ عنقها يستنشق تلك الرائحة التي أذهبت بعقلُه، رائحة جسدها أُختُلِطت بـ رائحة صابون منعشة، أغمضت عيناها و إزدردت ريقها ثم همست:

- أنا .. أنا مكنتش هقف معاها على السلم، كُنت هدخل آآآ


صمتت و كإنها إبتلعت لسانها الذي كانت تتحدث به عندما وجدته طبع قبلة فوق عظمة الترقوة الخاصة بها، ثم قال بهدوء:

- سكتي ليه!


- إبعد عني!!!

هتفت بضيقٍ من الفوضى الذي أحدثها بها من مجرد قبلة، أخذت تتمسك بتلك المنشفة، فـ رفع شفتيه لـ شامة في وسط عن عنقها يُقبلها، أغمضت هي عيناها تشعر بحرارة جسدها ترتفع أكثر، إبتعد عنها فجأة ثم نظر لها بجمودٍ صفعها، ليقول بثباتٍ زائف:

- دخّليها وأنا أصلًا ماشي، بس هرجع بعد ساعتين تكوني لبستي فيهم عشان نروح ڤيلتي!!!


- أنا مش عايزه أمشي من هنا!! مش هروح معاك في حتة إنت فاهم!!!

صرخت بها بإندفاعٍ في وجهه تشير بـ إصبعها أمام عيناه، نظر لها و لإصبعها ثم أمسك به، كانت تظنُه سيُشدد عليه لكنُه أنزلهُ محتفظًا به بـ أحضان كفُه، يقول ينفس الهدوء:

- صوتك ميعلاش يا نور!!!


ثم تابع ينظر لإرتباك عيناها:

- و إنتِ هتروحي مع جوزك في أي مكان هو فيه!


- إنت بتعمل ليه كدا!!

قالتها بدهشةٍ تطالعُه بحيرة، فـ رمقها بهدوء ثم هتف بإبتسامة خفيفة:

- بعمل إيه؟


كادت تتحدث لكن قاطعها صوت رنين جرس الشقة، فأسرعت تكاد تذهب من أمامه لكنها شهقت عندما حاوط ذراعيها مقربها له يهدر بها:

- إياكِ تتحركي برا الأوضة دي!!!


ثم تركها تبتلع بصدمتها بمرارة، خرج فريد ليفتح الباب لوالدتها التي أطلقت زغرودة ما إن رأتُه! تقول بصوتٍ عالٍ فرِح:

- ألف ألف مبروك يابني!!!


لكن شهقت عندما وجدته يرتدي نفس ملابس البارحة فهتفت بحيرة:

- يوه!!! إنت لسه بلبسك ليه؟


قال فريد بمكرٍ:

- هو في عريس بردو هيفضل بلبسُه في ليلة دخلتُه يا حجّة، أنا لبست نفس اللبس عشان ماشي، و قولت لـ نور إني هاجي كمان ساعتين و هاخدها عشان نقعد في ڤيلتي!!


إبتسمت نادية بفرحةٍ و غمغمت:

- ربنا يسعدكوا يابني، روح إنت شوف مصالحك عقبال هي ما تجهز و تلبس!!!


أعطاها إيماءة خفيفة ثم ذهب بالفعل، دلفت نادية إلى نور فوجدتها جالسة على الفراش شاردة أمامها لتجلس جوارها تقول بحنان:

- مبروك يا نور!!!


نظرت لها نور بحدة ثم صرخت في وجهها:

- مبروك!!! جوزتيني لشخص معرفوش و لا طايقاه و بتقوليلي مبروك!!!!


إحتدت نبرة نادية لتهدر بعنف:

- أنا عملت اللي فيه مصلحتك .. ولا ةكُنتي حابة الناس يتكلموا عليكِ و يمرمغوا بشرفك الأراضي!!!!


- إنتِ اللي سمحتيلهم بكدا ياما!!!

هتفت و لأول مرة يحمل صوتها ذلك الجرح، لتذرف دموعًا أليمة تصرخ بها بصوتٍ قد بُحَّ:

- إنتِ اللي شكيتي في شرفي قبلهم .. مع إنك أكتر واحدة عارفاني و مربياني و عارفة إني محبِش الحال المايل و لا العوَجان!!!


طالعتها نادية ببعضِ الندم و لم تجيبها، لتكمل نور بألمٍ:

- ليه ياما .. ليه رميتيني الرمية دي!!!


صاحت بها نادية بإحتجاجٍ:

- رمية!!! رمية إيه يا بنت بطني!!!! ده إنتِ متجوزة راجل أُبهة معاه شيء و شويات و لو مشي على الفلوس كدا متخلصش، إنتِ مش شايفة عربيته!!! و بعدين ده مش راجل مكحكح كبير في السن .. ده شاب أهو و في عز شبابُه يعني مافيهوش عيب .. و بسم الله ما شاء الله عليه زي القمر و ستات و بنات الحارة إمبارح كانوا هيتجننوا عليه و مالهمش سيرة إلا هو!!! فـ متقوليليش رمية يا روح أمك إنتِ متجوزة جوازة مكُنتيش تحلمي بيها!!!


- و أنــا!!! هو أنا مش في حساباتك خــالـص!!! إنتِ أُم إزاي رُدي عليا، رفعتي على أبويا خلع زمان و سيبتيه بحسرتُه و منعتيه يشوفني و مات لوحدُه في شقتُه بعد ما حسرتيه بجوازك من راجل زبالة بَص لبنتك و طِمع فيها و إنتِ عاملة نفسك مش واخدة بالك عشان بيتك ميتخربش!!!!


نظرت لها نادية مصدومةً، و لم تكبح غضبها فـ تلقت نور صفعة منها جعلتها تصمتت للحظات واضعة كفها فوق وجنتها، لتلتفت بوجهها لها تقول بـ قهرٍ:

- أنا مش مسامحاكِ، و أنا فعلًا همشي مع جوزي و مش هتعرفي عني أي حاجه تاني!!!!

ألقت نادية الملابس في وجهها و صرخت بها:

- في ستين داهية تاخدك و تغوري من حياتي!!!


ثم غادرت، لم تؤلمها صفعتها بقدر ما ألمتها كلماتها التي بصقتها في وجهها و ذهبت، و كأنها ليست فلذة كبدها .. بل كأنها بالأساس لا تمُت لها بصِلة، إرتمت نور على الأرض تاركة العنان لصرخات بُكائها التي كتمتها منذ سنوات رافضة ذرف دمعة واحدة، بكت و صرخت حتى شعرت بأحبال صوتها تتقطع لتضرب فوق الأرضية بكلتا كفيها و خصلاتها تنسدل على وجهها، دخل جسدها في حالة من الرجفة تمقتها، فـ هي كُلما حزنت حُزنًا شديدًا يفوق طاقتها الذهنية و الجدية ترتجف كـ طفلٍ يقف وحدُه في ليالي قارصة البرد و الأمطار تنهمر فوق رأسه، ظلت تبكي و ترتجف لأكثر من ساعة نائمة على الأرضية في وضعٍ جنينيّ لا يصدُر منها سوى همهماتٍ هافتة بـ:

- بـ .. بابا!!


لم تعي دخول فريد الغرفة، الذي إرتسمت الصدمة على مِحياه و هو يراها على تلك الحالة، خطى نحوها لينزل لمستواها يميل بجسدُه عليها يُبعد خصلاتها المُلتصقة بجبينها من شدة تعرُقها، ينظر لوجهها شديد الإحمرار و إلى شهقات بُكائها النابعة منها، نزلت عيناه لجسدها الذي يرتجف بـلا رحمة أسفل تلك المنشفة، و في لحظاتٍ كان حملها بين ذراعيه ليُريح جسدها فوق الفراش، نظر لـ علامات الأصابع التي تركت أثرًا بغيضًا على وجهها فـ إشتعلت عيناه و بدون وعيًا منه أطاح بمزهرية كانت تجاور الفراش فسقطت أرضًا، لينتفض جسدها من ذلك الصوت العالي الذي إقتحم أذنها، جلس جوارها ليحاوط وجهها بكفيه يُردف:

- سامعاني يا نور؟


أومأت و لازالت الدمعات تُذرف من عيناها المُغمضة، فـ همس برفقٍ:

- طب إفتحي عينيكِ .. بُصيلي!


أظهر عن عيناهت و ليتها لم تفعل، فـ مجرد النظر لـ بُنيتها الدامعة تجعل قلبه يُعتصر، أعاد خصلاتها للخلف و قال بهدوء:

- أمك اللي ضربتك؟


أومأت مجددًا لتزداد وتيرة إرتجافها فـ نامت على جنبها تضم قدميها لصدرها في محاولة بائسة لتهدئة جسدها، مسح فوق خصلاتها بحنان لأول مرة يظهر في تصرفاتُه معها، إنزاحت المنشفة قليلًا من على جسدها ولم تنتبه، فـ جلب بذراعه الطويل ملابسها المعلقة على الأرض بعد أن مال على الأرضية قليلًا، ثم دفع كتفها برفق لكي تنام على ظهرها، تنهد و همّ بـ القبض على تلك المنشفة و إزاحتها بعيدًا لكنها قالت برُعب تضم المنشفة لصدرها:

- إنت هتعمل .. إيه!!!


- هلَبسك يا نور!!!

هتف هو بهدوء لكن أسرعت هي نافية بفزع:

- لالالالا ... سيبني .. أنا هلبس سيبني!!


- هتقدري؟

قال و هو يراها تعتدل في جسدها تحاول بيأسٍ سحب المنشفة لأسفل لكي تخفي فخذيها تومئ مسرعةً، لم ينتوي الضغط على أعصابها أكثر من ذلك فتركها و خرج من الغرفة، لتخرج هي الأخرى بعد دقائق ما إن إرتدت ثيابها، نظر لعيناها التي شردت في نقطة فارغة ليقف أمامها، رفع ذقنها بإبهامه و سبابته معًا يسألها و عيناه تتشرب مِحياها:

- إنتِ كويسة؟


إبتسمت ساخرة، فهي تُقسم أن طيلة سنوات حياتها لم يسألها أحد ما إن كانت بخير أم لا، أجابتُه بإبتسامة فاضت ألمًا:

- مش هتفرق! 


سحب كفها بـ كفُه ليغادرا بصمتٍ، ترجلا من الدرج ليخرج منذر من الشقة في ذات الوقت، طالعتُه نور بـ مقتٍ ليصع فريد كفه فوق خصرها و يخفيها وراءُه، أراد الآخر إستفزاز فريد فـ قال بـ خبثٍ:

- هتوحشيني .. قصدي هتوحشينا يا نور!!!


لم يتحمل فريد الذي كان ينتظر أقل خطأ من ذلك الرجل لكي يُريه من هو فريد الزيات، إندفع نحوه وسط صـ.ـرخات نور المصدومة ليسدد له لكـ.ـمات في وجهه أوقعتُه أرضًا، مال فوقه و أمسك تلابيب قميصه ليرفعُه من فوق الأرض ثلاثة سنتيمتر ثم أنزلهُ بقسـ.ـوة ليصرخ الآخر بألمٍ من فقرات ظهره التي شعر بها تهـ.ـشمت و كلمات فريد تقتحم أذنيه:

- يا إبن الـكـ** يا نِجس!!!!


إندفعت نور نحو فريد تمسك بكتفُه قائلة برجاء:

- خلاص خلاص سيبُه لو سمحت!!!


خرجت نادية من شقتها لتشهق فورما رأت ذلك المشهد أمامها، ركت جوا زوجها تتمسك برأسه و هي تراه يكاد يغشى عليه تصرخ به:

- مـنـذر!!! حبيبي قوم!!!


نهض فريد عنه و صدرُه يعلو و يهبط بيننا نور تتمسك بذراعه لكي لا يفعل شيء آخر، لترفع نادية وجهها لهم تصرخ بهم بإنفعال:

- إنت غـبـي!!! إيه اللي إنت هببتُه ده!!!!!


كاد أن يندفع بجسدُه لها لولا كفي نور التي تشبثت بذراعُه مُقربة جسدها منه ترجوه بهمس:

- خلاص يا فريد!!!


يكاد يجزم أنه وسط ما يحدث يود أن يتلفت لها و يخبرها أن تعيد إسمه مرارًا و تكرارًا على شفتيها، فـ هو لأول مرة يشعر أن إسمه في غاية الجمال هكذا، نظر لجسدها القريب من ذراعه العضليّ، لينظر إلى نادية التي تحاول إفاقة منذر و هو يتوعد لها هي الأخرى، يقول بحدة:

- و إنـتِ لولا إنك مَــرا أنا كنت مديت إيدي عليكِ، بس عقابك إني هحرمك من بنتك و مش هخليكِ تشوفيها لو حصل إيــه!!


صرخت به بغِلظة قلب:

- أنــا أصلًا مش عايزه أشوف وشـها!! أنا مصدّقت إرتحت منها و من قرفها!! 


تهدّلا كتفي نور و نظرت أرضًا و كفيها ينحدرا من فوق ذراعه بـ بُطئ لكنه أسرع يحيط ظهر كفها بـ باطن كفُه يثبته فوق ذراعه يقول لـ تلك التي نُزعت من قلبها جل معاني الأمومة:

- أنا هخليكِ تتمنشي تشوفي ضُفرها .. و مش هطوليه!!!


ثم جذب زوجته خلفه و خرجت من تلك العمارة، سارت نور وراءُه تشعر بـ إن قلبها تهشّـ.ـم بقسوةٍ، فتح لها باب سيارتُه و وضع كفُه فوق ظهرها يحُثها على الولوج فـ فعلت، ليجاورها يقود السياره و ذهنه كلُه مع تلك الجالسة جواره بصمتِ أحزنُه، إلتقط كفها من حِجرها ليأخذ على قدمُه مُغلغلًا أصابعه في فراغات أصابعها، طالعتُه للحظاتٍ دون حديث، ثم نظرت أمامها لدقائق لتهمس بعدها بلا وعي:

- هي ليه مبتحبنيش؟


- تعالي!!

قالها فاردًا ذراعه لها فـ نظرت له بتردد حسمهُ هو عندما جذبها من كتفها لصدرُه فـ أغمضت عيناها و إنهمرت الدموع فوق وجنتيها تهمس بصوت جعلُه يشدد أكثر على عناقها:

- يعني ليه رافضاني؟ .. ليه عُمرها ما طيبت خاطري بكلمة؟ 


و بدون وعي منها تشبثت في قميصه المفتوح أول ثلاثة أزرار منه، فـ لامست أناملها الباردة صدرُه الدافئ فـ إبتسم رغم حُزنه على حالتها، إستنشق عبير خُصلاتها ليمرر كفُه فوق كتفها يقول بهدوء حاول إصطناعه:

- أمك كانت عارفة باللي النجس ده بيعملُه؟ 


- لـ .. لاء!!

همهمت بحزن، فـ قال بهدوء:

- أكيد حسِت بنظراتُه ليكِ .. و ده خلاها كارهاكِ و عايزة تبعدك عنها عشان بيتها .. ميتخربش!!!


أغمضت عيناها و هي تشعر بأن كلماته مئة بالمئة صحيح، ضمت جسدها لصدرُه أكثر تهمس برجفةٍ:

- يعني هو .. أهم منها عندي صح؟


- نَفْسها أهم منكوا إنتوا الإتنين!

قال بهدوءٍ فـ صمتت تُفكر في تحليله للأمر لكن صُدمت عندما أخبرها بهدوء:

- و إنتِ عندي .. أهم من أي حد!!


رفعت وجهها تنظر له بصدمةٍ مما سمعت، إبتعدت عنها تنظر خارج النافذة بإرتباك، لتشرد بكُل ما مرت به حتى وجدت نفسها أمام ڤيلا يدلف لها من خلال بوابة فُتحت تلقائيًا فورما وجدت سيارته، نظرت حولها بإنبهارٍ و ترجلت من السيارة لا تصدق ما تراه عيناها، فتحت باب السيارة عندما توقفت و ترجلت منها، رفعت رأسها لضخامة المبنى، وقف جوارها فـ نظرت له قائلة:

- كلها بتاعتك؟


- آه

قالها بهدوء و هو ينظر لها، فـ سألت بدهشة:

- حد عايش فيها معاك؟ 


- لاء!

إزدادت دهشتها لتسأل مجددًا:

- فين باباك و مامتك؟


- ميتين!

هتف و التأثر لا يظهر البتة على وجهه، فـ غمغمت بهدوء:

- الله يرحمهم!!


نظرت لذلك المسبح و تلك الورود المزروعة في جانب بمفردها و من الواضح أنها تحظى بإهتمامٍ كبير، لفحها الهواء فـ ضمت نفسها بذراعيها و إتجهت ناحية باب الڤيلا و هو يسير خلفها، وقف مباشرةً خلصها و وضع كفه الأيسر فوق خصرها يزيحها قليلًا لكي يفتح الباب بالمفتاح، حمحمت بحرجٍ من لمستُه و دلفت، أعتلت الصدمة مِحياها تنظر حولها و لم تكن تظن بحياتها أن مثل هذا الترف موجود بتلك الحياة، أخرجها من شرودها عندما وجدتُه يمسك بكفها يسير بها إلى الدرج، فـ توقفت تقول بضيق:

- رايح فين، و بطّل بتجُرني كدا!!!


- رايحين أوضة النوم، و أجُرك أحسن ما أشيلك .. ولا عايزاني أشيلك؟

قال بخبثٍ ظهر في نبرتُه فـ أبعد كفها عن مرمى كفه و قالت بحدة:

- لا ده و لا ده!!


ثم همست بتوتر:

- سيبني أتفرج على الڤيلا شوية!!!

 

شعر بالصُداع يفتك رأسه، ليجلس على الأريكة يعطيها ظهره الذي أراحة على ظهر أريكتُه الوثيرة، يقول عائدًا برأسه مغمضًا عيناه يشعر و كأن شخص يضرب بمطرقة فوق رأسه:

- إتفرجي يا نور!


زفرت براحة و دلفت إلى ما إتضح أنه مطبخ، كادت تشهق من جمالُه لتفتح الثلاجة و ترى فيها كل ما لذ و طاب، إلتقطت تفاحة لتتذكر أنها كانت ظائمًا تستأذن أمها لتأكل شيء من الثلاجة و تسمح لها أو لا، وقفت على مدخل المطبخ و قالت بهدوء:

- ينفع أكُل تفاحة؟


رغم ألم رأسه إلا أنه فتح عيناه و نظر لها ساخرًا يقول:

- بتستأذني عشان تاكلي في بيت جوزك؟!!


أخفت مِحياها الخزينة و دلفت إلى المطبخ مجددًا و هي تقضم التفاحة بجوعٍ، فهي لم تأكل منذ البارحة، رفعت صوتهاة ليصل له تقول مستفسرةً:

- مين بيساعدك في الهلُمة دي كُلها!!!


جائها صوته هادئ كعادتُه:

- الخدامين!!!


شهقت من كلمته لتتجه له تقول ببراءة وضحت له في نبرتها:

- مش بنقول عليهم خدامين!!! ممكن نقول مساعدين أو أي حاجه تانية!!!


إبتسم رغمًا عنه ينظر لعيناه، يريد أن ينهال بقبلاته فوق تلك الجفون التي تحاوط أجمل عينان قد رآها بحياتُه، صمت و لم يرد فـ سألت و هي تقضم من التفاحة و عيناها تلُف الڤيلا:

- هُما فين بقى!!!


- في أجازة! 

قال بهدوء، فـ هتفت بدهشة:

- ليه .. بمناسبة إيه يعني؟


- بمناسبة إنهم مينفعش يبقوا موجودين في ليلة دُخلتنا يا نور!!

قال و هو ينهض واقفًا أمامها يطالعها بأعين خبيثة، صُدمت مما قال لتقف قطعة التفاحة في حلقها فـ أخذت تسعل تميل برأسها للأمام واضعة كفها على صدرها، أسرع يصُب لها كأس من الماء كان موضوع على المنضدة، ليحاوط ظهرها يُقرب الكوب من شفتيها هامسًا بقلق نهش قلبُه:

- اسم الله عليكِ .. إشربي!!!


شربت من المياه مسرعةً بعطش، و عندما أنهتها وضعها جانبًا، ليعود يتفرس وجهها بقلقٍ عليها، فـ إذا مسَّه السوء مسُه، مسح على خصلاتها يسألها بهدوء منافي لنيران قلبُه:

- إنتِ كويسة؟


أومأت برأسها و هي تربت على صدرها مغمضة عيناها، إبتسم ليدرك سبب سعلتها المُفاجئ:

- كل ده عشان قولتلك دُخلتنا!


عادت تنظر له بتوتر، تنظر لذلك القرب بينهما لتجحظ عيناها له بصدمة عندما قال بمكرٍ:

- إنتِ ليه مُتخيلة إني هاكلك؟ هو أنا هاكلك فعلًا بس مش بالصورة اللي إنتِ مُتخيلاها!


- إنت .. إنت بتقول إيه بجد!!!

هتفت مصدومة، فـ مال يحملها بين ذراعيه لتشهق تتمسك في قميصُه تركل الهواء بقدميها تصرخ بخوف شديد:

- نزلني!!! رايح فين بيا بقول نزلني!!!!!


صعد الدرج بها وسط قولُه بضيق:

- نور .. أنا صبري نفَد، و عايز أتمم جوازنا قُدام ربنا!!!


نفت برأسها بهيستيرية تقول برُعبٍ:

- لاء .. لاء!!!!


تنهد و دلف بها الغرفة ثم أنزلها في وسَطها، وقبل أن تركُض منه و بالفعل كادت تفعل حاوط خصرها بغضبٍ جليّ يهدر بوجهها:

- إيه شغل العيال ده! بتـجـري مـني!!!


ظلت تضربُه على صدرُه تصيح به بعنف:

- و هقتـ.ـلك كمان لو فكرت تقربلي و لا تلمس مني شعرة!!!


أغمض عيناه و عاد برأسه للخلف يحاول التحكم في شيطان غضبُه لكي لا يقسو عليها، و لكن غلبُه إنفعالُه و قبض فوق خصرها بعنـ.ـف شديد يقربها منه حتى تآوهت هي و هي تبعد وجهها عن وجهه، تمسّكت بقميصه تحاول خلق مسافة بينهما هادرة بوجهه:

- إبعد عني!! آآه!!


تآوهت من قوة قبضته على جسدها فـ خفف يدُه و رمى قسوة كلماتُه بوجهها بحدة:

- شُغل عيال و دلع مش عايز يا نور!!!


نزعت كفُه دلّكت مكان قبضتُه و الألم يغزو تلك المنطقة من خصرها و ظهرها بالكامل تشعر بجروحه التي لم تطيب تفتّحت بفعلِ قسوته، طالعتُه بمقتٍ لتتحول لنظراتِ مصعوقة عندما و بكل جرأة رفع كنزتها قليلًا ليرى مكان أصابعهُ تارك أثار عنيـ.ـفة، حاولت دفع يده و ستر جسدها إلا أنها فشلت فـ قد صرخ بوجهها حتى إنتفضت مخضوضةً:

- بــــس فـــرك بـقـى!!! 


- إنـت إزاي بتزعقلي كدا!!!

صاحت به بمِثل غضبه فـ همس و هو ينظر لتلك التي ستُكدم حتمًا:

- ده أنا هديكِ بالجـ.ـزمة!!!


- إنت قليل الأدب!!!

قالتها بغلٍ، فـ إبتسم يرفع عيناه لها:

- بلاش تخليني أوريكِ قلة الأدب اللي بجد!!!


حاولت خداعه بمحاولة دفعه خارج الغرفة حتى تغلق الباب ترجوه بحزن زائف:

- طب ممكن بس تخرج أستحمى و أغيَّر!!!


أعتدل بوقفته ينظر لها بمكر:

- الحمام عندك إدخلي إستحمي .. و غيّري هدومك في الأوضة دي، فيها لبس ليكِ و كل حاجه ممكن تحتاجيها


أشار بعيناه لغرفة تبديل الملابس، فـ لم تجد حلًا سوى حبس نفسها بتلك الغرفة، تركتُه و دلفت للمرحاض لتغلقه جيدًا على نفسها تنزع ثيابها لتنظر لجسدها بحزن، إلتفتت تنظر لظهرها لتشهق بحسرة على حالة ظهرها الذي إمتلأ بآثارٍ حمراء غليظة تؤلمها، لا تعلم لِم تخشى إشمئزازُه منها، فهو رجل مُكتمل الرجولة لا ينقصهُ شيئًا، رُبما إن رآها بتلك الحالة سيُطلقها و يعيدها إلى أمها و زوجها، شهقت من مجرد الفكرة و تساقطت دمعاتها لتختلط بالمياة الساخنة التي هدرت فوق جروح ظهرها فألهبتها أكثر تاركة إياها تتآوه و تإن من شدة الألم، تذكرت عندما ضر.به بلا رحمة فـ شفى به غليلها، فهي إن كانت طلبت منه يتوقف عن ضر.بُه لإنه فقط كاد يموت بين يداه، و رغم ما فعلته أمها فهي لا تريد تركها وحيدة بدونه حتى و إن كان حقيرًا، ما دام لم يؤذي أمها بشيء! نظّفت جسدها قليلًا ثم خرجت من المرحاض لتنظر لـ العطور و الكريمات المرطبة الأنثوية المتراصة فوق الرخام أمام المرآة، طالعتهم بحيرة و قالت:

- هو جايبهم ليا؟ و لا كان في حد هنا قبلي؟!!


تغاضت عن الفكرة و بدأت في ترطيب جسدها و تعطيرُه، ثم إرتدت ذلك البشكير الذي ستر جسدها أكثر من مجرد منشفة، و خرجت لتجدُه واقف في الشرفة يوليها ظهره و الظاهر أنه ينفث دخان لُفافة تبغُه، أسرعت داخل غرفة تبديل الملابس لكن صُدمت عندما وجدتها بدون مفتاح، لا تدري ماذا ستفعل، أتضع شيئا  خلف الباب؟ ولكن ماذا ستضع و لا يوجد شيء تستطيع تحريكه، فالغرفة لا يوجد بها سوى خزانات زجاجية فخمة، و مزينة من نفس الهيئة، تساقطت عبراتٍ من مقلتيها و أغلقت الباب عليها ثم بحثت في الخزانة التي قد إمتلئت بثياب نوم فاضحة جعلتها تهق من صدمتها، إنتقت أكثرهم إحتشامًا و كان عبارة عن قميص أسود بحمالات مفتوح الصدر يصل لمنتصف فخذها و فوقه روب وسط إلى ركبتيها، إرتدته بضيق تحادث نفسها:

- إزاي مافيش بيچامة واحدة!!! كل اللي جايبُه سافل زيُه!!!


نظرت لنفسها في المرآة و قد ضاهى سواد القميص بياضها، إبتسمت و هي تُسدل خصلاتها البُنية المبللة، وجدت مجفف كهربائي رأته كثيرًا في الأفلام، فـ أمسكت به و حاولت تجفيف خصلاتها بحذر، حتى تجففت بالفعل، جلست على أريكة موجودة بالغرفة و همست لنفسها:

- شكلُه نسيني! يارب يكون نام!!


أغمضت عيناها لكن إنتفضت عندما سمعت طرقات على الباب، فـ صرخت به بعنف:

- عـايز إيـه!!!!


إنفتح الباب بقسوة حتى إرتطم بالحائط خلفُه لينكمش جسدها بخوف من فعلتُه لاسيما عندما وجدت مِحياه الغاضبة، رأته يتجه نحوها فـ إرتجف جسدها ليقبض على ذراعيها يُنهضها قائلًا بعنف:

- و رحمة أبويا صوتك لو عِلي بالشكل ده تاني هخليكِ تندمي ندم عمرك يا بنت الراوي!!!!


نظرت له بتوجس لا تنكر خوفها، غضبُه أعماه عما ترتديه، فكاد يبُخ بها غضبُه لولا عيناه التي إلتقطت كُتلة الأنوثة المتجسده بها و الموجودة بين يداه، أغمض عيناه يحاول التحكم في رغبتُه الجامحة بها، دفعها بضيق يوليها ظهرُه يهمس لنفسه كيف ترتدي الأسود!! ألم تجد سوى اللون الذي طالما عشقُه عليها، يكاد يجزم أن لولا عِلمُه بشخصيتها لكان ظن بها أنها تعرض نفسها عليه، إلتفت لها و هي تقف مشدوهة لا تعلم ماذا يحدث له ليصيح بها بحدةٍ:

- إيه اللي لبسك قميص نوم إسود!!! ما ترُدي!!!

لم تجيبه بل نظرت له حائرة من أمرُه، لتهمس بعد ثوانٍ:

- مش .. مش فاهمة، أنا لبستُه عشان محترم شوية!!!


تعالت نبرتها تقول بحدة:

- كل اللي في الدولاب حاجات سافلة و قليلة الأدب و آآآ


بتر كلماتها عندما وجدته يندفع نحوها يحاوط وجهها و هو يستند بجبينُه فوق جبينها يهمس بـ صوتٍ خافت:

- إستحملي اللي هيجرالك بقى يا نور!


- إنت .. آآ أنا آآآ

بـ ماذا ستنطق؟ و من أين ستأتي بحروفٍ لـ تُركبها و أنفاسُه الحارة تضرب بشرتها ، أغمضت عيناها و لم تحسب حساب إستسلامها بين يداه، لم تظُن أبدًا أن تأثير كلماته، و لمساته ستكُن بهذا القدر على قلبها، هي التي كانت تجزم و تقسم بأنها لم و لن تترك نفسها له، لن تتركه ينولها مهما حدث و لن تكُن لُقمة سائغة بين فكيه، و ها هي الآن كالحمقاء تتجاوب معُه و تستجيب لِم يفعل، و تم الأمر .. و أصبحت زوجته قولًا و فعلًا، و أصبحت بين يداه كما تمنى، لكن لِم يشعر أنه ليس راضٍ بعد؟ لِم يشعر بأن هنالك ما ينقصُه، كان يظُن أن لا شيء سيصل له بعد أن وصل لـها، لكن لماذا يشعر أن هنالك الكثير بعد .. و أن وِجهته لم تكُن لغَرض جسدها فقط! رغم سعادته التي لم يشعر بها من قبل و هي بين ذراعيه، و رغم تلك الليلة التي ستظل محفورة بقلبه طيلة حياته .. إلا أن الضيق تلبّس قلبُه، فـ دثّرها بالغطاء ونهض يقف في الشرفة صافعًا بابها خلفُه، تاركًا إياها مصدمة من الأمر برمته، من إستسلامها له و من ردة فعلُه، شعرت بقلبها تهشّم ظنًا منها أنها لم تلقَ إستحسانه، بالتأكيد أثار الضرب على ظهرها أثارت إشمئزازُه، لم تتحمل كومة النيران التي إشتعلت في وسط صدرها، إرتدت روبها و نهضت و هي تتوعد له، ستثأر لكرامتها التي بعثرها على الأراضي، فتحت الشرفة ليضربها الهواء بقسوة، إلتفت لها بإستغراب ليجدها إقتربت منه و وقفت أمامه تردف بحدةٍ و دموع القهر ملئت عيناها:

- أنا بـكـرهـك!!!


- في إيه!!

قالها بدهشةٍ و إهتمام حقيقي، هل أذاها؟هل لتلك الدرجة تألمت بسببه؟ هل كان عنيفًا معها بفعل رغبتُه القاتلة بها!


لم تتحكم في عيناها الخائنة لتُملأ بالدمعات تضربه على صدرُه بقبضة عنيفة صارخة بوجهه بصوت شعر بالألم بـ طياته:

- لو أنا معجبتكش للدرجة دي كان مُمكن على الأقل تنام جنبي!! مش تقوم من جنبي!!!!


ثم إنهالت دمعاتها فوق وجنتيها تصرخ بوجهه فيستشعر دمعاتها 

و كأنها سوط يسقط على جسدُه:

- مدام قرفت من العلامات اللي على ضهري كُنت طلقتني و خدناها من قصيرها!


- عـلامـات!!!

أعاد الكلمة مرة أخرى على لسانه لا يُصدق ما نطقت به، و في لحظة كان يدفعها للداخل يغلق الشرفة جيدًا ثم إلتفت لها يقبض على ذراعيها يغمغم مصدومًا:

- علامات إيه اللي على ضهرك، لفي!!!


تلوت بين ذراعيه تهدر ببكاء:

- إبعد عني!!


- لــفـــي بـقـول!!!

صرخ بها وقد إستوحشت عيناه من شدة غضبُه يدفعها من كتفها لكي تستدير و توليه ظهرها، فعلت فـ فتح ذلك الروب لتشهق بخجل و هي تراه يُنزع ذلك الروب من فوق جسدها فـ سقط لتضُم ذراعيها لصدرها بخجلٍ رهيب، نظر لتلك العلامات مصدومًا، علامات ضرب حمراء بارزة عن الجلد نفسه بقليل، رفع إبهامُه يتلمس تلك الآثار فـ إرتجف جسدها، لينطق بصعوبة بعد أن شعر بلسانة مُكبلًا:

- مين عمل فيكِ .. كدا؟


- جوزها!!!

قالت تصُم كفيها لصدرها، لتنتفض عندما وجدته يضرب فوق باب الشرفة ضربة تلي الغرفة فـ أسرعت تخفي جسدها بالروب تلتقطه لترتديه و هي تتراجع للخلف من تلك الحالة المصعورة التي هو عليها، أخذ يضرب باب الشرفة و يزيح كل مقتنياته من فوق المزينة و يزيح تلك المزهرية المسكينة التي سقطت أرضًا متهشمة لشظايا زجاج، أغمضت عيناها بثباتٍ لا تدري ماذا عليها أن تفعل، لتفتح عيناها عندما وجدتُه يتنفس بسُرعة و كأنه للتو خرج رابحًا من سباق الماراثون، وجدته يختطف هاتفه يغضط على شاشته و ترى صدرُه العاري يعلو و يهبط، لتحده يضعه على أذنه يصرخ به بعنف:

- ديــاب!!! تقوم حالًا تجيبي واحد و** إسمه منذر ساكن في عين شمس عُمارة *** الدور الأولاني!!!


شهقت لتركض ناحيته تقف أمام تضع كفيها على صدرُه ترجوه و لأول مرة:

- لاء لاء و حياة أغلى حاجه عندك متعملش كدا!!! أمي تموت فيها والله تموت!!!


نظر لها للحظات ثم تابع حديثُه يقول بحدة:

- مش عايز الساعة دي تعدي إلا و هو في المخزن يا دياب!!!


كتمت شهقتها بكفيها ليغلق الهاتف معه يصرخ بها بعنف:

- أنـــا مـــش عــايــز أسـمـعـلـك صوت!!!!!!!


- ماما كدا هيحرالها حاجه!!!

قالت و هي تنظر له بصدمة و لم تسمع لما قال، فـ أمسك بكتفيها يصرخ بوجهها:

- فـي سـتين داهـية!!!! مجرالهاش حاجه عليكِ هيجرالها على النجس ده!!


ليتابع بشراسةً:

- مقولتيليش لـيـه من بدري!!! لــيــه!!!!


تركته و ذهبت جالسة على الفراش واضعة رأسها بين كفيها بألم، أخذ دقائق يحاول تهدئة نفسه، حتى أنطلق للكومود اليدذي يجاور الفراش ثم أخرج منه مرهم للجروح، ألقى به على الكومود ثم إتجه ناحيتها، ليُميل عليها يحملها بين ذراعيه، تعلّقت برقبته تقول بخضة:

- بتعمل إيه!!


وضعها على بداية الفراش ليجعلها تستلقي، يضع ذراعُه خلف ظهرها، يميل بجسده عليها فـ وضعت كفيها فوق صدرُه تنظر له بعدم فهم، أخذ كفّها ثم قبّل باطنُه لتُصدم، همس بحنان ينبع من صوتُه لأول مرة:

- هغطيكِ .. و هتديني ضهرك عشان أحطلك مرهم على اللي في ضهرك ده!!!!


جحظت بعيناها تُسرع قائلة:

- لاء لاء! أنا هبقى أعمل كدا!!!


أغمض عيناه ليستند بـ جبينه فوق مقدمة رأسها يقول بوهنٍ:

- نور .. مش عايز مُناهدة و عِند، أنا فيا اللي مكفيني صدقيني!


إبتعد عنها ثم قال بهدوء:

- يلا .. و أنا هغطيكِ عشان متتكسفيش!!


تنهدت بحُزن و إلتفتت بالفعل تعطي ظهرها له، سحب الغطاء على جسدها من آخر ظهرها ململمًا خصلاتها و برفقٍ أبعد ذلك المئزر عن جسدها ليرى ظهرها الأبيض تشـ.وّه بتلك العلامات القاسية على قلبُه قبل أن تكون على جسدها،و أخذ عبوة الكريم و هو يشعر بتمـ.زُق قلبُه، ثُم أفرغ القليل بين أصابعه، و أدفأ برودته بين مقدمة أنامله ثم وضع القليل على الجرح الذي إشتد إحمرارُه، سمع تآوهاتها فأغمض عيناه يبعد أناملُه عن ظهرها، ثم عاد يضعها مجددًا برفق شديد، ترك أثر و إتجه للآخر، حتى أنهى جميع جروحها، مال بشفتيه و نفث الهواء على الكريم لكي يجف، غلغل أناملُه بخُصلاتها فوجدها قد نامت، إبتسم و ظل يمسح فوق شعرها يقول متوعدًا:

- عهد عليا ما هسيب حقك، و هنسل أوسخ حزام عندي على جتتُه و هخليه يجيلك راكع يطلب منك تسامحيه!!!


ظل جوارها حتى إمتص جلدها المرهم، سقط بشفتيه يُقبل كُل جرح صغير طُبع على ظهرها، ينثر قبلات بطيئة حنونة مُتألمة على ظهرها، ثم دثرها جيدًا، و إرتدى ملابسه و غادر منتويًا على ما خطط له!!!

يُتبع

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع