القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايه جواد و دهب الفصل الثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم فريده الحلواني( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)



روايه جواد و دهب الفصل الثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم فريده الحلواني( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)




روايه جواد و دهب الفصل الثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم فريده الحلواني( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)


 




روايه جواد و دهب

____________________


الحياه تمر بنا ....شئنا ام أبينا ..سنعيش كل ما فيها ...سنتألم ...ثم نسقط ...ثم نحاول ان نعود من جديد ..


ثم تعتصر قلوبنا الما ...حتي نعجز عن التنفس


و فجأه ...يأتي عوض الله و رحمته ينسينا كل وجع ...يربت علي قلوبنا برحمته....يبدل احزاننا افراح ....يشعرنا بحلاوه ....


الجبر ...بعد الصبر


دائما و ابدا ...كن علي يقين ...ان بعد الصبر جبر ...و ان عوض الله أتي لا محاله


الجميع يقف امام غرفه العمليات القابع بداخلها جواد و فهد بقلبا وجل ...قلبا رغم الالم الذي يعتصره الا انه لا يكف عن الدعاء لهم كي يعودو لهم سالمين


فبعد ان اصيب الاثنان و نطقا الشهاده معا....قام مصطفي بمساعده بعض رجال الفريق بنقلهم سريعا الي مشفي القوات المسلحه ....و تولي شريف قياده باقي الفريق و قام هو و تميم و مهند بعمل ملحمه داميه قضو فيها علي معظم هؤلاء الجبناء ...حتي يسرا بعد ان نفذت طلب صديقها الصدوق و قامت باسعاف ذلك الحقير حتي يظل حيا ....قامت باطلق الرصاص من الداخل علي عددا من الرجال كي تساعد رفاقها ...رغم دموعها الا انها حاربت معهم ببساله حتي قضو عليهم 


تم القبض علي من بقي منهم و نقلوهم الي مقر جهاز المخابرات ...و نقلو المصابين الي المشفي تحت حراسه مشدده


اتمو عملهم بنجاح ثم لحقو بمصطفي حتي يطمأنو علي من سيموتون الما اذا حدث لهم شيء


كان الحاج عبيد يقف بدموعا متحجره ...يحاول التماسك كي لا يسقط ...اقترب منه فارس و قال بصوت يملأه الحزن : تعالي اقعد يا بابا لسه بدري علي ما يطلعو


نظر له الاب بتيه و قال : اخوك يا فارس ....مش هقدر اتحمل لو جرالو حاجه 


فارس بدموع : ان شاء الله ربنا مش هيوجعنا عليه ...ادعيلو ....اهم حاجه ماما ...مش لازم تعرف علي الاقل دلوقت


عبيد : لما شريف اتصل بيا قولتها ان جواد عايزني في موضوع مهم ...فاكراني سيبت المستشفي و روحتلو ...بس قلبها حاسس....انتبه لشيء ما فقال سريعا : دهب ...مرات اخوك فين


فارس : محدش يعرف مكانها غيره ...للاسف 


عبيد : اكيد في حد من زمايله عارف ...الخبر هينتشر و اكيد هتعرف ...مينفعش تبقي لوحدها


نظر شريف لمصطفي الواقف بجمود و دماء جواد الذي حمله لينقذه تملأ يده و ملابسه....ما كاد ان يستوعب تلك الحقائق الذي سمعها من عباس حتي جائته الصدمه الكبري ....لا يعلم كيف استطاع حمل جواد وهو في حاله انهيار خوفا عليه. ...لا يصدق ان يفقده فهو يعني له الكثير 


تقدم منه شريف و قال له برفق : تعالي اغسل ايدك يا مصطفي


نظر له بعدم فهم و كأن أذنه قد اصابها الصمم 


اعاد شريف ما قاله فرد عليه ...دم جواد.....انا شيلتو و دمه بيتصفي ....انا مش قادر اتحرك ....جواااد


ربت شريف علي كتفه برفق و قال : هيطلع ...بامر الله الاتنين هيطلعو بالسلامه 


انضم اليهم فارس و سال : شريف ...فين مرات جواد اكيد تعرف مكانها


شريف : للاسف لا ...بس ....كاد ان يطلعه علي من يعلم مخبأها فوجده ياتي اليهم


وقف القائد امام عبيد و قال : اطمن يا حاج ...ان شاء الله. هيخرجو سالمين ...اكمل بثقه : انا واثق في لطف ربنا ...و في رجالتي ...رجالتي و ولادي اقوياء و كتير اتصابو و ربنا نجاهم


عبيد : ان شاء الله ...ربنا يحميهم لشبابهم


تقدم منهم شريف ...فارس...تميم و مهند فسال الاول : يا فندم عايزين نعرف مرات جواد فين ...اكيد الخبر هيوصلها و مينفعش تكون لوحدها 


القائد : هي في امان بس نصبر شويه نطمن عليهم لما يخرجو من العمليات و انا بنفسي هاخد فارس و نروح نجبها ...زفر بحزن و اكمل : دي امانه جواد ليا ...قبل ما يتحرك مع الفريق ...وصاني عليها ..كأنه كان حاسس بالي هيحصل


بكي عبيد ...نعم بكي ..لم يتحمل اكثر من ذلك فجواد يعني له الكثير ...رجلا يتمني الكثير ان يكون له ابنا مثله ...كان صديقا له ..لا يخفي عنه شيئا مهما كان ...لن يتحمل ان يفقده ...لن يتحمل ابداااااا


بعد مروره عده ساعات عصيبه للغايه انفتح باب الغرفه التي كانت كل الانظار متجهه اليها ...خرج الاطباء و علي وجوههم علامان الارهاق من المجهود المضني الذي بزلوه...ثم تحرك خلفهم الممرضين و هم يجران فراشان ممدد فوقها كلا من جواد و فهد 


اسرع الجميع نحوهم و لكن عبيد كان الاسرع فالتحدث بلهفه : طمنوني بالله عليكم


احد الاطباء و اكبرهم : الحمد لله ...فهد اصابته مكنتش خطيره لانها تحت الكتف بشويه ....صمت للحظه يحاول ان ينتطقي كلماته الاتيه كي لا يثير الزعر بداخلهم اكثر ...تنفس بعمق ثم اكمل بعمليه : انما جواد ...للاسف الطلقه الي خرجت من القناص كانت مصوبه باحترافيه بس ستر ربنا انه تقريبا اتحرك سنتي واحد بس وقت ما الطلقه اضربت ...هو ده الي انقذه و خلاها متخترقش القلب


مصطفي بصراخ : احناااا مش فاهمين حااااجه 


القائد : اصبر يا مصطفي ...نظر للطبيب و قال : وضح الحاله يا دكتور ...و بصراحه


الطبيب : الرصاصه بعدت عن القلب باقل من نص سنتي....بص اصابت شريان حيوي ...لتسبب في نزيف حاد ..عملنا نقل دم ...و العمليه نجحت ...بس للاسف دخل في غيبوبه بسبب نقص الدم الي مكنش واصل للمخ


تحول جميع الرجال الي ثيران هائجه ...لا يقبلون ما قيل لهم ...و الكل فقد اعصابه و بداو في سباب الاطباء و اتهامهم بالتقصير 


صرخ بهم القائد كي ينقذ الموقف : ثاااااابت ....ثابت مكان انت و هو ...وقف الضباط صامتين بغل احتراما لقائدهم لكن فارس و مصطفي و عبيد ...لن يهتمو بصراخه ...ظل عبي دعلقا علي كلمه ...ابني ...فارس يقول بتيه ...اخويااا لااااا....اما مصطفي خر علي عقبيه ارضا يبكي مثل الطفل الذي فقد ابيه


القائد بثبات ؛ يعني حالته حاليا ايه يا دكتور وضح اكتر


الطبيب : حاليا نقلناه العنايه المركزه ...بكره ان شاء الله هنجري ليه اشعه عشان نعرف حاله المخ ..و مدي تأثيره بالي حصل ...انما هيفوق امتي من الغيبوبه ...الله اعلم


القائد : و حاله فهد 


الطبيب : مكنتش اصابته خطيره الحمد لله ...الي صوب تجاهه مكنش محترف و الطلقه ما أصابتش اي عضو حيوي فيه ...هو حاليا في غرفه عاديه كلها ساعه و يفوق من البنج و تقدرو تطمنو عليه


بعد ان امتص الجميع الصدمه و اطمأنو علي فهد 


وجه القائد حديثه لعبيد و قال : انا محتاج فارس معايه يا حاج ...نروح نجيب مرات جواد ...هو اكيد محتاجلها دلوقت ...بس طبعا هي متعرفنيش عشان كده محتاج حد منكم معايه


عبيد : طبعا ..نظر لابنه و قال : اتصل بمراتك و خدها معاكم يابني متضمنش البت يحصلها ايه لما تسمع الخبر ...انت عارف هي متعلقه باخوك قد ايه و اكيد مش هتتحمل الخبر ده


تمت منهم يسرا التي اصرت ان تكون احدي مساعدات الطبيب اثناء اجراء الجراحه و قالت : انا هاجي معاكم ...هي عرفاني و هتطمن بوجودي 


بكت و هي تقول : جواد مش محتاج حد قدها دلوقت ...الي بيدخل في غيبوبه بيحس بالي حواليه غالبا ...هي الوحيده الي هتقدر ترجعو لينا ...بكت بقوه و هي تكمل : طول العمليات اسمها كان علي لسانه ...بينادي عليها ...انا مشوفتش كده ابدا


عبيد بحزن عميق : جواد بيعشقها من صغرها ...من اول ما اتولدت و هو متعلق بيها ...روحي يا بنتي معاهم ...هاتيلو دهبه ...بكي و هو يكمل بيقين : عشان هي الي هترجعو لينا ...بامر الله


اتصل فارس بهدي و امرها ان تردي ثيابها سريعا و تهبط له و حينما سالته الي اي مكان سياخذها صرخ بها : اااااخلصي ...مش وقت تحقيق ...البسي و انزلي انا هكلم الحرس يفتحولك يلاااااا


وصلو اربعتهم مقر جهاز المخابرات و لكنهم دلفو الي البنايه الملاصقه له ...و بالطبع لم يمنعهم الحرس الموكل بحمايتها ...ليس لان قائد الجهاز هو من حضر فقط ...بل لان هذا الجواد الذي لم يترك شيئا للصدفه كان قد اعطاهم الامر قبل ان يذهب ..ان يسمحو للقائد و من سيرافقه بالدخول اليها اذا ما حدث له شيء 


حينما سمعت طرقا فوق الباب تركت المصحف من يدها و تقدمت نحو الباب بخوف ...جوادها يمتلك مفاتحا لا يطرق الباب ابدا...


وقفت خلف الباب و سالت بصوتا مرتعش : مين


تمالكت يسرا حالها و قالت : انا يسرا يا دودو ...افتحي يا حببتي


فتحت الباب و قلبها ينبض بشده ...و قد اذاد خفقانه حينما رات الاربعه امامها ...وضعت يدها علي خافقها و قالت بهمس مرتعب : جوااااد ...


تقدمت منها هدي و يسرا ثم قالت الاخيره بثبات حاولت اتقانه : انا مش هقولك هو بخير ....لا ...هقولك جواد محتاجلك ...جه الوقت الي تمدي ايدك ليه ...و ترجعيه ليكي ...هطلت دموعها دون اراده منها ثم اكملت : و لينا كلنا


وصلو الي المشفي في وقت قياسي و قد تلبستها حاله من الجمود الي ان وصلت و وجددت هذا الكم الهائل من الرجال ...هنا فاقت من حاله الصدمه التي تلبستها ...انكمشت علي حالها و قالت : انا خايفه ...انا عايزه جواد


تقدم منها والدها الذي حضر منذ قليل و معه عبيد ..و حينما اراد ان يحتضنها ...عادت الي الخلف بزعر و هي تقول بصراخ : لاااا ...متلمسنيش ....جواااد قالي محدش يلمسني ...انا خايفه منكم ...فين جوااااا....لم تكمل باقي اسمه بعد ان شعرت ان الارض تدور حولها ...و لكن قبل ان تقعا ارضا مغشيا عليها ...كانت هدي و يسرا يمسكانها بقوه


ها هي تجلس بجانبه بعد ان اسعفتها يسرا و اطمأنت عليها ...تمسك كف يده بقوه ...تقبله كثيرا ...دموعها تهطل بغزاره و كأنها لم تبكي يوما ...


كوبت وجهه برقه ...قبلت ثغره بسطحيه ...ثم قالت من بين شهقاتها المريره : جوااادي ...هتهون عليك دهبك تسيبها لوحدها ...دهبك خايفه....انا تايهه ...مش انت جواد جوه قلب دهب ...قوم ...اتكلم ..اتحرك ...عشان قلب دهبك يرجع يدق


انا مليش غيرك ...ارجوك ارجعلي ....امسكت كف يده ثم وضعتها علي بطنها و اكملت بشهقات عاليه : ارجعلي انا و ابنك...انا حااامل يا جوادي....حته منك جوايه ....مش هقدر اكمل من غيرك


انا عايشه بيك و عشانك...لما كنت بعيد عني زمان ...كنت بصبر نفسي انك اكيد هترجعلي و هشكيلك ...و هقولك علي كل الي واجعني ...و مخيبتش ظني فيك ...رجعتلي و اشتكتلك ...حضنتي و طبطبت علي قلبي ....طيبت كل جروحي ....بكت بقوه و اكملت : بس وجع بعدك مفيش حاجه هتداويه ...مش هسامحك لو سبتني ...حاولت مسح دموعها و اكملت بطفوله ما زالت تتسم بها : و الله مش هسامحك ...عشان اصلا اصلا دهبك خايفه ....في ناس كتير بره ...و انا مش بعرف اتعامل مع حد ...مش انت عارف يا جوادي 


وضعت راسها فوق حافه صدره حتي لا تمس جرحه و اكملت بقهر : ارجعلي بقي ...اصحي ...عشان خاطري 


سمعت صوتا عالي يصدر من جهاز قياس النبض ..ارتعبت و ارتعش جسدها ظنا منها انه حدث له شيء


كادت ان تصرخ و تستغيث الا انها وجدت الاطباء في لحظه امامها ...انكمشت علي حالها برعب فتقدمت منعا يسرا و قالت مطمأنه اياها : متخافيش يا حببتي ...الدكاتره هيطمنو عليه مش اكتر


التف عددا من الاطباء حوله بعدما تلقو انذارا من هذا الجهاز ...قامو بفحصه و بعدها ابتسم كبيرهم و هو يقول بارتياح : الحمد لله ...اطمني ...واضح انك غاليه عنده اوي ...انتي كنتي بتكلميه


هزت راسها علامه الموافقه و هي متشبثه بيد يسرا 


اكمل الطبيب بفرحه : عشان كده استجاب ...هو اكيد سامعك و حاسس بيكي بس لانه مش قادر يرد عليكي ..نبضات القلب ذادت عن معدلها الطبيعي تأثيرا بالي قولتيه و دي اشاره كويسه ...استمري ...افضلي كلميه ...عقله الباطن هيستوعب كلامك ..و هيجبر عقله الواعي انه يفوق عشان يرد عليكي


اتي الصباح عليهم و هم ما زالو بالانتظار ...و قد انتشر الخبر كالنار فالهشيم 


علمت روبا اثناء تواجدها في مقر عملها بما حدث ...حلت الصدمه عليها و لكن قلبها حرضها علي الافاقه كي تسرع في الذهاب له


لم تهتم حتي ان تأخذ اذنا بالمغادره ...فليحترق العالم ...فهدها اصيب ...كم الالم الذي تشعر به الان ...كان كفيلا ان يعرفها مدي حبها له ...و الذي كانت و ما زالت تنكره و لم تعترف به يوما له برغم موافقتها علي الزواج منه ...الا انها لم تتفوه قط بتلك الكلمه التي تمني سماعها منها


وصلت سريعا الي المشفي و هرولت تجاه الغرفه التي استعلمت عنها ...دفعت الباب بهمجيه و اتجهت نحوه ملاشرتا دون ان تلاحظ زملائه و ابويه الجالسين حوله


ابتسم هو باتساع حينما راي لهفتها و دموعها و بمنتهي الوقاحه ...فتح زراعه السليمه كي يتلقاها و يحاوطها به ...ضمته بخوف و هي تبكي و تقول : فهددد ...انت كويس بالله عليك قول انك كويس ...انا هموت من خوفي عليك ...شهقت مثل الاطفال ...حقا تلك الروبا بداخلها طفله ...تحتاج من يحتويها ....انهار قناع المرأه الحديديه التي ترتديه ...حينما شعرت بفقدان الرجل الوحيد الذي احبها بصدق ...و اشعرها باحتوائه لها


ضمها بحنان و هو يقول بصوت واهن : يا حببتي اطمني ...انا زي القرد قدامك اهو


كان زملائه و ابويه يشاهدون ما يحدث باستمتاع...غمز له ابيه بخبث ...اما امه الغير راضيه عنها قالت بهمس لزوجها : ايه قله الحيا دي ...بتترمي في حضنه كده عادي 


اما هو فنظر للجميع و قال بوقاحه : العرض خلص يا جدعااان ...ايه مفيش دم ...مفيش واحد ناوي يتحرك علي بره و لا ايه


هنا ...فاقت من حالتها ...و علمت. فداحت فعلتها ...ابتعدت عنه سريعا بوجه متخضب بحمره الخجل ...و لم تقوي علي النظر لاحد


ضحك اصدقائه عليه بشماته و قال ابيه و هو يسحب زوجته للخارج ؛ عيال رخمه صحيح ...بوظته عليه اللحظه ...يلا يا حببتي احنا عندنا دم و هنطلع لوحدنا ...عشان ابن الكلب ده هيبيع الكل دلوقت 


القي لابيه قبله فالهواء و هو يقول بمزاح : احبيبي ابابي ...خد الكلاب دول معاك و النبي يا حاااااج


خرج الجميع بعد مشاكسته قليلا ...و بعد اغلاق الباب نطقت اخيرا بخجل : انا ...اسفه ...و الله مخدتش بالي ان في حد معاك ...بكت بحزن و هي تقول : انا اول ما شوفت الخبر عالنت محستش بنفسي مشيت ازاي و لا حتي سوقت العربيه لحد هنا ازاي ...بكت و هي تكمل بصدق لاول مره : انا معرفش اني بحبك اوي كده يا فهد


نظر لها بصدمه و بعد استيعابها قال بتيه و رجاء : قولتي ااايه ...بالله يا روبا قلبي هيقف قولتي اااااايه


ابتسمت له من بين دموعها و قالت : قولت اني بحبك يا فهد ...اوووي ..كنت بكدب نفسي و بقول انا وافقت عالجواز عشان راجل كويس و هيقدر يحميني و كده ...بس مجرد ما شوفت الخبر حسيت روحي بتطلع ...كنت هموت لو جرالك حاجه


علي غير المتوقع في تلك اللحظه وجدته يصرخ بها بغضبا جم : يخربيت اااامك يا روووووبا ...جايه تقوليلي بحبك و انا متجبس كده ...يعني مش هعرف ابوسك حتي بعد الكلام العسل ده


هو من جني علي حاله ...هو من اعاد اليها تلك الروبا القويه حينما نظرت له بشر ثم لكمته علي كتفه السليم و قالت : طب احترم نفسك بقي بدل ما اجبسلك التاااااني ...بووووس ااايه يا عنيااااا ...بتحلم ..واضح ان البنج اثر علي مخك


ثم تعالي هنا قولي ...متهببتش علي عينك ليييه و دخلت غيبوبه زي صاحبك و خلتني اعيش الدور بقي و اقولك ارجعلي تقوم محرك صوابعك و كده ....هااااا ...هو انا اقل من بتوع الروايات في ايه


اغمض عينه بقهر و قال مواسيا حاله : انا مني لله ....انا الي جبت ده كله لنفسي ...فتح عيناه التي تلتمع بالشر و قال بتهديد واضح جعلها ترتعش : بس و حياااااات امي يا روووبا الكلب ..لكون قاصص لسانك الي متبري منك ده ...كلها يومين و اطلع و هربيكي انتي و ابوكي ابن الكلب الي مدوخني


ردت بغضب : متغلطش فابويا احسنلك


فهد باستهزاء : يعني غلط فالبخاري ...فهد هيجي معايا و هينفخو .....صمت فجأه و ظهرت ملامح الحزن جليه علي وجهه و هو يكمل : ربنا يرجعك لينا بالسلامه يا صاحبي ...نظر لها و اكمل بقهر : الطلقه الي اخدها كانت المفروض تيجي فيا ...فداني بروحه يا روبا ...مش عقدر اتحمل لو جرالو حاجه ....جواد ده مش مجرد القائد بتاعي ...لا ده صاحبي و اخويا ...واحد من الناس القليله الي تتمني تقابليها في حياتك 


ردت عليه برفق لتواسيه : ربنا هيقومه بالسلامه ليك و لكل حبايبو ...اكمن ...و بعدين متحملش نفسك الذنب مانت كمان فديته بروحك يا فهد ...ده كل السوشيال ميديا مورهاش سيره غير عن الاتنين الظباط الي كل واحد فدي التاني بنفسه ...ادعيله ربنا كريم 


مر ثلاثه ايام علي هذا الوضع ...لم يحدث اي جديد ...توحيده اصيبت بشلل اثر اصابتها اصابه مباشره في العمود الفقري ... و قام الاطباء بمداوات جروح عباس و تم نقله الي محبسه لتحسن حالته الصحيه و لكنه ...كان في حاله صدمه و عدم استيعاب لكل ما حدث له ....


اما عن ايمان ...تلك الام المكلومه فقد انهارت بعدما علمت بما حدث لوليدها ...و لكن يد زوجها و سندها فالحياه كانت ممتده لها ...تسندها و تشد عليها كي تتحمل تلك الفاجعه ...شجعها علي ان تدعو له بدلا  من البكاء ...شد.من أذرها و قلبه من الداخل يتمزق خوفا علي ولده الغالي


اما تلك العاشقه الصغيره ...فقد وضعو لها فراشا بجوار جوادها الراقد بسلام


لا تكل و لا تمل من التحدث له ...و قلبها المتيم به و روحها المتعلقه بروحه....يخبرانها انه سيعود لها ....فهو يسمعها بقلبه ...الذي فهمت دقاته التي تعلو كلما قبلته او القت عليه كلمات الحب ...و التي لا تعلم حقا من اين اتت بها 


حتي انها قد قامت بالغناء له ذلك المقطع الذي كانت دائما تسمعه حينما كان بعيد عنها


من اغنيه نجاه الصغيره الطير المهاجر


و بعتنا ...و قولنا ...ليه غيبتو عنا ...يا نور عيونا ...و حكايتك ايه ....


جلست  جانبه تمسح علي وجهه بحنان و هي تقول : وحشتني يا جوادي ...اصحي بقي ...اكملت بمزاح : عارف كنت عامله صنيه مكرونه بالباشاميل تحفه ....و مغرقاها جبنه زي ما بتحبها ....شهقت بخضه و قالت بغيظ : هااااااا ...انا نسيت احطها فالتلاجه ....يا خساره زمانها باظت ....الله يسامحك يا جواد بجد بقي ...دي كانت كلها جبنه ...ايه ده بقي ده يااااا ربي


تصنمت بموضعها حينما سمعت صوته الواهن يقول بغلب : يعني مش شايله هم جوزك الي متصاب ...و قهرانه عالجبنه الي مغرقه المكرونه .....ااااه يا غلبك يا جواااد ...ده اكيد ذنب انا عملته و ربنا بيخلصو مني


دهب : ...........




روايه جواد و دهب (الأعمى)الفصل الرابع والاربعون 44بقلم فريده الحلواني( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)


لا تصدق انها سمعته ...فهو مازال مغمض العينان....هي تتخيل ...من كثره حديثها معه تخيلت رده عليها



هذا هو ما هداها له عقلها ....ابتسمت بدموع و قالت : حتي و انت نايم بتخيل ردك الحاضر جوه دماغي يا جوادي




مد يده السليمه ثم وضعها خلف راسها ليقربها اليه و يخطف ثغرها في قبله مشتاقه الي حد اللعنه ....و كأنه كان غائبا عنها دهرا




تصنمت ...تيبس جسده فوقه....هل تتخيل ...لا انه هو ...جوادها ...نفس جموحه حتي لو كان واهنا ....حاولت الابتعاد كي تراه.....و هو اشفق عليها ففصل قبلته المتعطشه و قال بصوتا يملأه العشق : وحشتيني يا قلب جواد الدهب




بكت ...ضحكت.....تحسست وجه بيد .مرتعشه  و هي لا تصدق انه عاد لها ...حادثته بهمس هستيري : جوااااد.....انت فوقت ...انت رجعتلي ....شهقت بقوه و اكملت : انا كنت بمووووت من غيرك ....مش هسامحك ابداااا عالي عملته فيا ....




كوب وجهها برفق و قال : حقك عليا ...غصب عني 


ابتعدت قليلا و قالت ببكاء معاتب : لااااا  ...انت عارف اني مليش غيرك ...و بخااااف ...قولتلك ارجعلي




اعتدل بصعوبه بعد ان تحامل علي الم صدره الذي بدأ يتصاعد ثم ضمها اليه بقوه و اخذ يقبل راسها باسف و يقول : انا اهو معاكي يا حبيبي ...اهدي ...دي اصابه بسيطه الحمد لله عدت علي خير....انا معاكي ...و مش هسيبك ابدااااا




ابتعدت عنه بعدما تمالكت حالها و قالت بفرحه : خلاص مش مهم ...المهم انك فوقت بعد تلت ايام كانت غايب فيهم ...اااا...انا هروح انده الدكتور بسرعه و اطمن الناس الي بره عليك




ها هو قد عاد جوادها الجامح الذي تاكله الغيره عليها مهما كان وضعه او حالته .....حينما همت ان تتحرك امسكها من زراعها و قال بغضب : راااايحه فين يا رووووح امك ...انتي كنتي بتكلمي الدكاتره و انا نايم ...لا و رايحه تندهلهم ...دانتو بقيتو عشره بقي و اخدتو علي بعض




نظرت له بزهول ثم اطلقت ضحكاتا صاخبه ثم قالت من بينها بعشقا خالص : حمد الله علي سلامتك يا جوادي...انا كده اطمنت عليك




نظر لها بعيون طفل غاضب و قال : اترزعي هنااا ...في زرار اهو هضغط عليه الدكتور هينط هنا علي طول


نظرت له ببراءه و قالت : ايه ده بجد


ابتسم رغما عنه عليها و قال : ايوه بجد ما انا خبره كل كام شهر كنت باجي هنا اريحلي يومين ....بعد اي اصابه




حضر الاطباء سريعا بعد ان ضغط علي زر الاستدعاء ....و قد جعلها تقف في ركنا بعيد الي ان ينتهو من فحصه و الاطمأنان عليه 




ابتسم الطبيب و قال بعدما القي عليها نظره سريعه جعلت جواد يقرر ان يفتك به : لااااا الحمد لله ...واضح ان المدام تأثيرها قوي عليك


زمجر بقوه بعد ان انطلقت السنه اللهب من عينه و هو يقول : طب انجز يا دكتور  و خلي عينك هنا بدل ما ارقدك  مكاني


صدم الاطباء مما قاله هذا المختل ..اما كبيرهم هز راسه بياس و قال : يابني عيب دانا قد ابوك ...و مراتك اصغر من ولادي 




رد عليه باحراج....امممممم او لنكن صادقين هو مثل الاحراج و قال : اااا....انا بغير عليها عندك مانع


وضعت يدها فوق وجهها بغلب فذلك الهمجي بدلا ان يعتزر قد ذاد الطين بله




ابتسم الطبيب و قال : هقول ايه انا من خلال عشرتي معاك عارف انك مجنون ...نظر له و اكمل بخبث كي يغيظه : بس دلوقت الكل بقي عارف انك مجنون دهب ...او دهبك زي ما كنت بتقول و انت فالبنج هههههههه




نظر له بغيظ و قال : خلااااص يا دكتور مالك فخووور اوي و انت بتقولها كانك مسكت عليا ذله مثلا......مش هنخلص من ام الغيار الي بقالك ساعه فيه ده




ضحك الطبيب بصخب و قال : لا انا خلصت بس كنت بتلكع عشان اغيظك ...و اربيك علي طوله لسانك.....المهم الحمد لله انت بقيت زي الفل و هننقلك اوضه عاديه عشان اهلك و صحابك يطمنو عليك




جواد بوقاحه : يا ريت تبقي اوضه كبيره ...و لو مفيش سرير كبير ....الزقو اتنين في بعض


فغر الطبيب فاه مما سمع اما باقي الاطباء لم يتمالكو حالهم و ضحكو بصخب علي هذا المتبجح ...و الذي يعتقد انه في احدي الفنادق و يرتب لما يريده 




خرجو جميعا بعد ان جن جنونهم منه و قامر باطمأنان الجميع عليه ....و بعد مرور بعض الوقت انتقل لغرفه بنفس المواصفات التي طلبها ...و ها هم الجميع ملتف حوله ...اخوته ...اصدقائه ...و معهم ابيه الذي كان يبكي قهرا و فرحا 




نظر له جواد بحنو ثم قبل يده و قال : اهدي يا بابا انا كويس الحمد لله ...ماما فين ...هي عرفت


عبيد : و مين معرفش يابني ... 


جواد : هي فين 


عبيد : بتصلي لسه معرفتش انك فوقت 


جواد : انت قولتلها ايه ...عرفت تفاصيل 


عبيد : لا انا بس قولتلها لما يفوق هحكيلك عشان مش رايق اتكلم




نظر لفهد الذي يطالعه بعتاب و قال بمرح : في اايه يااااض هو انا قتلت ابوك


اقترب فهد حتي وصل اليه ثم احتضنه بقوه و قال بدموع لاول مره : لو كان جرالك حاجه بسببي مكنتش هسامحك ابدا يا صاحبي ....اااانت غبي تدي ضهرك للقناااااص




ضمه جواد و قال بابتسامه : زي مانت اديت ضهرك لبنت الكلب عشان تفديني بروحك ....محدش فينا كان هيسامح نفسه لو مفداش التاني يا صاحبي




شريف بمزاح : ايه جو العشق الممنوع ده يا ريس ..بقي جواد بيتكلم بالحنيه دي هههههه


ضحكو جميعا عليه فقال فارس : هو بس تأثير البنج ..شويه و هيرجهلكم تاني متقلقش




حضرت ايمان بلهفه ام كادت ان تجن علي صغيرها ...الذي مهما كبر سيظل صغيرا في نظرها ....اقتربت منه بدموع منهمره ....جلست قبالته ثم ضمته بخوف و حب و هي تقول بانهيار : ااااابني ....الحمد لله ...الف حمد و شكر ليك يا رب ...ربنا ما يوجع قلبي عليك ابداااا




جمها بحنو ثم قبل راسها و قال بهدوء : اهدي يا حاجه ...انا زي القرد قدامك اهوو


ابتعدت و قالت من بين دموعها : ديما حسك فالدنيا يابني 


نظر لها و قال : بدعواتك يا ست الكل




تطلعت عليه بصدمه حينما رات لمعه عينه ...و التي غابت منذ سنتان ...وضعت يدها فوق وجنته بارتعاش و قالت بعدم فهم : جوااااد ...ااااا....انت شايفني




سحب كفها ثم قبله باجلال و قال : شايف احسن ام فالدنيا ...لسه جميله زي مانتي يا ايمي


انهارت اكثر و هي تحمد الله علي هذا الخبر المفرح


في نفس الوقت الذي كان عبيد ينظر لولده شزرا ...فبرغم تأثره بما يحدث امامه الا انه يحمل هم اخبارها بكل ما حدث. ....و ان ذلك الخبيث كان يري منذ مده 




انتهت فقره الاحزان بعد ان ظل اصدقائه يمزحون معه هو و امه كي يخففو عنها فقالت بتذكر : دهب فين يا ولاد ...و مصطفي




فارس بغيظ : الغلبانه محبوسه جوه الحمام ...و مصطفي راح هو و عم محمد يشترو. اكل و يجيبو لبابا غيارات عشان هدومو الي هنا اتبهدلت




نظرت له بغيظ و قالت : حرااام عليك يابني ليه كده ...نظرت لاصدقائهو قالت بوقاحه : و انت و هو مش اطمنتو خلاص مفيش دم ....طول مانتو لازقين هنا البت هتفضل محبوسه ...انا عارفه ابني مخبول




مال مهند علي تميم و قال بغيظ مازح : عرفت جواد طالع لمين


ضحك تميم و قال : طب و الاكل يا حاجه ...بقالنا تلت ايام علي لحم بطننا 




ايمان بفرحه : اطمن انت بالذات عارفاك بتموت فالتكل مع ان مش باين عليك...انا ناويه بامر الله ادبح كام عجل لله و هعزمكم عندنا فالسرايا تقضو اسبوع كده ترفهو عن نفسكم .....نظرت بخبث و اكملت : و اعلفكم شويه قبل ما ترجعو تتسحلو في الشغل تاني




شريف : اصيله يا حاجه ...بس اوعي تكوني هتعلفينا عشان ...رفع يده تجاه عنقه و اشار بعلامه الذبح ....فضحكت و هي تقول : انت و نصيبك بقي 




جلست بين يديه بعد خروج الجميع و لم تخلو جلستها من وقاحته و حركاته الجريئه حتي صرخت به بغيظ : بااااس بقي ...عيب كده احنا في مستشفي




عض شفته السفلي و قال : ده احلي وقت و ربنا ...فاكره لما كنتي محجوزه عند يسرا 




كادت ان توبخه الا ان طرقا شديدا فوق الباب افزعها ...و ما جعلها تتشبث به زعرا حينما اقتحم سليمان الغرفه عليهم و هو يقول بغل : بقووووولك اااايه قسما بالله لو ما قولتلي البت فين لكون مرجعك العمليات تاني ساااااامع




ضم المرتعشه بجانبه و قال بهدوء خطر : فليك جمد يا سولي ....شايف الباب ده تطلع منه حالا ....بدل ما احلف ماتشوفها تاني




مثل سليمان البكاء و قال بتذلل : الله يخليلك حببتك يا جواد ...كده مينفعش ...ماحنا خلصنا اهو 


هل ينتهي الجنون اليوم ...لا و الله ....اقتحمت يسرا الغرفه و هي تمسك بيدها مشرطا تستخدمه فالجراحه ...وجهته ناحيه عنقه بغضب مما جعل دهب تصرخ خوفا ...ظنا منها ان ما يحدث حقيقه




نظرت لها يسرا و قالت ببلطجه : متخافيش يا بسكوته ...اعادت نظرها له و قالت بشر : اااسمع اما اقولك ...عشان انا عارفه دماغك الشمااال دي ...ادام لزقت السريرين في بعض يبقي ناوي تطول و تاخد راحتك هنا ...و انا عايزه ارجع بيتي


صرخت بغلب : بقاااالي سنتين سيباه و مجرجرني وراك في كل حته ....اسمع امااااا اقولك دي اخر معرفتي بيك سااااامع




نظر لها ببرود و قال : كده تخضي البت ...بصي بتترعش ازاي


يسرا بجنون : يااااا برودك ياخي ....ابتسمت بخبث فجأه ثم اكملت : علي فكره بلاش تلزق فيها كده عشان البت حامل و مش قدك ....و مفيش اي تقارب لمده شهره ..بس هااااا اشرب بقي يا حلو




حلت الصدمه عليه لدرجه ان تلك القابعه تحت زراعه شعرت بتخشب جسده و ضغطه عليها ...ديق بين عيناه و زوي بين حاجبيه ثم قال بتيه و قلبا ينبض بجنون : معلش ثانيه ...مين الي حامل 




ضحكت يسرا و سليمان بصخب علي صدمته ...و ابتسمت دهبه بفرحه ...فصرخ بهم : حد يرد عليااااااا




ابتعدت عنه دهب و قالت بهمس خجل : انا حامل يا جواد


نظر لها بعيون لامعه ...لاول مره تري تلك النظره ....ظل يطالعها بوله و لسانه عجز عن النطق....انسحبت يسرا و معها سليمان بهدوء ثم اغلقو الباب خلفهم حتي يتيحا لهما الفرصه لتتعبير عن مشاعرهما 




كوبت وجهه بيدها الصغيره و قالت بنبره تقطر عشقا : حبيبي ساكت ليه ...انت مش فرحان


قد يعجبك ايضا

رد بهمس : مش مصدق ...بجد مش عارف استوعب...امسكها من كتفيها و قال : قولي ان الي سمعته صح ...انا بصدقك انتي مش بتعرفي تكدبي ...قولي يا دهبي


أفضل الهدايا لأحبائكم



ابتسمت من بين دموع الفرح : حاااامل ...و حياتي جوادي ابو قلب دهب حامل ...امسكت يده ثم وضعتها فوق بطنها و اكملت : هنا في بيبي....حته مني و منك ....انا بردو م.....قاطعها بعناق صاحق مما جعل جرح صدره ينزف و لكنه لم يهتم ....سياخذ منها قبله الحياه التي ستداوي كل جروحه ....قبلها و قبلها و قبلها ...الي ان كاد ان تقطع انفاسها ....حاولت ابعاده لاحتياجها للهواء ...ففصلها و قال بلهاث : بنت قلبي ...كبرت ...حبيبي هيجبلي حته منه ....دهب الجواد ...شايله ابني جواها ....قلبي مش متحمل الفرحه يا ديبو 




دهب : قلبك يستاهل الفرحه و بس ...كفايه تعب و حزن بقي


جواد : عشان بس هو قلب دهب هيفرح ....تذكر شيئا هاما فقال باستغراب : بس يسرا كانت حقناكي بدوا ياجل الحمل ست شهور ...البت دي علاجها مضروب و لا ايه دانا هعلقها




ضحكت بصخب و قالت : لا ماهي قالتلي اننا كانت حالتي كويسه ...بس قالت تديني حقنه التلت شهور كاجراء احتياطي ...نظرت له بعشق و اكملت : بس ضحكت عليك و قالتلك سته عشان انت كنت قلقان بذياده عليا فهمت




ضمها بحنان ...برقه...بجموح....بكثير من عشقا ملأ قلبه و احتل خلاياه ...قبل اعلي راسها و قال : مهما اوصفلك فرحتي مش هتتخيليها ...ربنا يحفظك و يديمك ليا


و كما عادته لا يتكر فرصه الا و يستغلها ...ابتسم بخبث و اكمل : كده يا حبيبي مش هينفع نسافر زي ما كنت واعدك ...اصلا مش هينفع تتحركي عشان الحمل و لا تقومي من عالسرير




ابتعدت عنه سريعا و قالت بغيظ : ليييبه هو مشلوله و لا حاما يا جوااااد ...انت ما صدقت عشان تفضل حابسني صح ...انت لئيم اووووي علي فكره




رد ببراءه لا تمت له بصله و قال : انااا ...اخص عليكي ...مش كل الحوامل بيفضلو عالسرير التسع شهور ...ده جزائي اني خايف عليكي


صرحت به بجنون : جوااااااد


ملس علي مفاتنها بوقاحه و قال : اهي جواااد دي الي جابتني الارض ...تعالي بقي اطمن عالعيال الي جوه دي




انتفضت من فوق الفراش و هي تقول بهستيريا : انت مجنوووون ...اقسم بالله مجنون ...سيبك من المكان الي احنا فيه ...ضغطت علي زر استدعاء الطبيب ثم اكملت : جرحك نزف من حضن و بوسه يا حبيبي




مر اسبوعا علي اخر الاحداث ...و قد تم شفاء جواد و فهد ...و قد خرجا من المشفي ليله امس


طلب من القائد ان يؤجل التحقيق مع هؤلاء الحقراء الي ان يعيد ترتيب حياه من حوله ...طالما تم القبض عليهم فلا بأس ان ينتظرو حتي يقوم باراحه الجميع و انهاء جميع المشاكل العالقه ...ثم يقرر ماذا سيفعل معهم 




عادو الي السرايا جميعا و بصحبتهم ذينب و الاء و اطفالها ...و سهير و ولدها الذي تعافي تركها جواد في نفس المكان الامن حتي ميعاد المحاكمه و التي ستكون هي من ضمن الشهود ...و شيكا ايضا اصبح شاهد ملك كما وعده جواد




كانت حاله روان و مصطفي محزنه للغابه و لكن كانت المهمه الاصعب بالنسبه له ...هو مواجهه محمود ..ولده الروحي الذي كان صامتا بشكلا مريب في تلك الفتره الماضيه ...فقد علم بما حدث سواء من مصطفي الذي قص عليهم ما فعلوه دون ان ينتبه لوجوده ...او من علي مواقع التواصل التي نشرت الاخبار بالتفصيل




وقف داخل شرفه جناحه يشاهد ابنته حبيبه تحاول ان تجعله يلعب معها و لكنه ظل مكانه صامتا ينظر للامام 


قرر ان يحادثه ...يعيده اليه مره اخري ...سيحارب حتي يجعله طفلا سويا و رجلا صالح ...يعلم ان الجرح عميق و سيظل اثره بالداخل مهما طال به العمر ...و لكن سيكون دوره هو ان يخفف عليه المه الي ان يلتئم ....




هبط الدرج بتمهل ثم خرج الي الحديقه و هتف باسمه....نظر له الطفل بحزن عميق و اقترب منه ثم قال بنبره خاليه من الحياه : افندم يا عمو


جواد بتفهم  : عموووو ....امممم تمام ...تحرك تجاه الاسطبل و هو يقول بامر : تعالي معايا يا حبيب عمو ...و فقط اسرع في خطاه الغاضبه ...و لحق به الطفل في سكون تام




اخرج الادهم ثم جهزه بنفسه ...صعد فوقه بمهاره ...مد يده الي الصبي و هو يقول : هات ايدددك يابن قلبي 


نظر له الطفل بحزن و تيه حينما شعر ان الجمله لم يكن المقصود منها فقط ...ان يساعده في الصعود علي ظهر الجواد ....ظل متصنما مكانه ينظر ليد عمه الممدوده و بداخله يقول : اذا وضعت يدي الان ...بالتاكيد سيفلتها يوما




بالطبع ...فهم ابيه الروحي ما يدور بداخله ...مال بجسده تجاهه ثم حمله بخفه و قام بوضعه امامه و قال بمغزي : ادام معرفتش اشدك .....هشيلك يابن قلبي ....و فقط ...ضرب جانبي الجواد بقدميه فانطلق بهما مسرعا الي مكانه الخاص ...و كله عزم علي ان يعيد ترتيب الفوضي التي ملأت دواخل طفل ...مجرد طفل كل ذنبه ان ابويه حقراء




ماذا سيحدث يا تري 


سنري





روايه جواد و دهب( الأعمى)الفصل الخامس والاربعون 45بقلم فريده الحلواني( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)



الحمل ذاد عليكي ....تعبتي...حاسه ان مبقاش عندك طاقه تكملي....كل ده تمام ...بس انا عرفاكي قويه ...لحظه ضعف و ياس و هتروح لحالها...هتقفي تاني و هتعافري ...و هتوصلي....انا واثقه فيكي


و بحبك




حينما تجد من يمسك بيدك...يحنو عليك....يساندك في اصعب لحظات ضعفك....دون قيدا او شرط....تمسك به جيدا ...فلن تجد مثله مهما حييت



جلس تحت شجره كبيره ....و كان امامه الصبي يحاوطهم صمت مهيب ....أخذ جواد يتطلع اليه و هو شارد بعيون فارغه ...ضاع منها بريق الحياه



جواد بحنو : اتكلم ...خرج الي جواك و انا هسمعك ...مش احنا صحاب


نظر له بدموع ترقرقت داخل عيناه الحزينه و قال بياس : معنديش حاجه أقولها ...يا ..عمو ..و هنا لم يتحمل الكتمان اكثر من ذلك انفجر في بكاءا مرير ...و لكن ذلك الجواد الحاني اخذه سريعا بين زراعيه ليبثه الامان الذي افتقده...و الاحتواء الذي يحتاجه ...و بشده



تركه يفرغ كل ما بداخله ...كي يستطع استيعاب ما سيقوله له ...ظل هكذا فتره الي ان هدأ من نوبه البكاء الحاره


ابعده قليلا بعد ان قبل راسه بحنو ....أخذ يمسح وجه بكفيه ليس ليجفف دموعه فقط بل كي تصله رساله مبطنه سيفهما الصبي سريعا مفادها ...يدي دائما محاوطه بك ...تمسح دموعك...تشد يدك اذا ما اردت السقوط ...لتمنعك



جواد بحكمه يشوبها الحب الابوي الخالص : احنا مش اتكلمنا قبل كده ...و انت وعدتني انك هتكون راجل و قد المسؤليه ...قلتلك محدش بيختار اهله صح....بس في حد بيختار يبقي وحش ...انا مش هعيد كلامي الي قولتو قبل كده ...بس بما انك سمعت كل الي حصل من عمك مصطفي ...اكيد عرفت ان بابا روان و مامتها مكنوش كويسين صح


هز محمود راسه علامه الموافقه فاكمل هو بتعقل : و ان احمد طلع اخو مصطفي مش روان



محمود باستغراب : بس انا مش فاهم ازاي كده


جواد : مش هعرف اشرحهالك دلوقت ...اكيد لما تكبر هتفهم ......و كمان بنات احمد اكيد هيزعلو لما يعرفو ان باباهم كان وحش ....يعني مش لوحدك الي اتضريت من اهلك.....كل ده ميهمنيش كل الي هاممني  انك خلفت وعدك معايا ...و انا ربيت ابني عالرجوله و ان كلمته تبقي سيف علي رقبته ..حقي ازعل و لا لا ....وعدتني تقولي يا بابا و رجعت في كلامك ...وعدتني انك تشيل كل الي حصل من دماغك و انا جنبك و معاك و رجعت في كلامك



بكي الصبي مره اخري و قال : اسف يا بابا غصب عني ...نظر له بانكسار. و اكمل : حضرتك عندك حبيبه و طنط حامل ...اكيد ولادك مش هيحبو حد يقولك الكلمه دي غيرهم ...شهق بقوه و اكمل : و انا وعدتك اتحمل ..بس غصب عني ...مش قادر ..بابا و ماما طلعو وحشين اووووي ...طب هقول لصاحبي ايه ..و الناس هتعاملني ازاي ...اكيد هيفكرو اني زيهم صح...نظر له برجاء واكمل : بس انا مش زيهم ...و الله انا مش وحش يا بابا



احتضنه برفق و قال : انت و لا زيهم و لا عمرك هتبقي كده ...صمت للحظه ثم قال بحكمه : محمود انت خرجت معايا قد ايه


رد عليه بضعف : كتير


جواد : فاكر اي حاجه مالي كنا بنعملها سوي



ابتعد قليلا و قال : فاكر كتييير و موبايلي مليان صور و فديوهات لينا سوي ...ابتسم من بين دموعه بحزن و اكمل : طول الفتره الي فاتت لما كنت بتوحشني بقعد اتفرج عليها ...و حبيبه تتغاظ و تقول ...هو بابتي مس عملتلي كده ليه ..انا مخمصاكم تنينات



ضحك جواد بخفه و قال : حبيبه عايزه مترجم و الله يابني ...المهم ...فاكر ايه عن فريد...ليه اي صوره معاك عالفون ....في ذكريات بينكم فاكرهالو ...هو او امك



نظر الطفل ارضا و هز راسه علامه الرفض....ابتسم جواد برضي ثم مد يده ووضعها اسفل زقنه و هو يقول بقوه : اووووعي توطي راسك ابداااا....انت محمود التهامي راسك ديما هتفضل مرفوعه



الاب يابني هو الي بيربي ...كتير اهالي رمت عيالها فالشارع او في ملجأ ....او حتي العيال عاشو في وسط اهاليهم بس متدمرين ...احمد ربنا انك عندك عيله كلها بتحبك 



ملس علي وجنته بحنو و اكمل : و عندك اب ...معندوش اغلي منك فالدنيا ...انت ابني البكري يا محمود ..هتكون اخ لاولادي الي جايين بامر الله ...و لاخواتك الي مكنتش تعرف عنهم حاجه



انت هتبقي كبير العيله يا ابن قلبي ...لازم تكون قوي ...هتحس بحزن...و هتتوجع ...بس هتعدي ...كله بيعدي ...و بنطلع من كل وجع اقوي من الاول ....



كوب وجهه بكفيه ثم نظر داخل عينه ليبثه القوه و اكمل : اناااا ...ابني....عمره ما كان ضعيف ...سااامع ...هتكبر و هتنسي ...جرحك هيسيب اثر جواك ...بس مش هيوجعك زي دلوقت ...لو بصيت علي النعم الي ربنا ادهالك ...صدقني كل حاجه هتهون 



ارتمي الطفل داخل صدره اباه الحقيقي ...هو الذي رباه ...علمه...اصبح له صديقا ...كان له كل شيء ...و سيظل هكذا ...دائما



قال بصدق : انا بحبك اووووي يا بابا ...ربنا يخليك ليا ...اوعدك هكون قد الثقه الي ادتهالي ...وعد


ضمه جواد بقوه و قال : و انا مصدقك يابن قلبي ....ابعده قليلا ثم قال : يلا بقي نرجع عشان عايز اخلص كل حاجه انهارده 



نظر له محمود بابتسامه و قال : يلا ....ااا


جواد : قول الي عايزه من غير تفكير


محمود : هو انا لو كبرت و حبيت اتجوز حبيبه هتوافق



ضحك جواد بصخب وهو يصعد فوق ظهر الادهم و معه ابنه الروحي ...انطلق و هو يقول : يابني خدها من دلوقت و اكسب فيا ثواب ...طب اقولك خدها و هديك فوقيها فدانين ارض و جاموسه حامل هديه ...انت خد البلوه الصغيره و انا افوق للبلوه الكبيره 



انتشر صدي ضحكاتهم مع الرياح التي يسابقها الادهم الذي يوكزه جواد كي يصل سريعا الي السرايا بعدما امر الجميع ان يكون حاضرا كي يغلق صفحه الماضي نهائيا و يبدأو جميعا حياه جديده خاليه من اي احقاد 



قبل ان يدلفا الي السرايا هبط بجسده ليوازي طول الصبي ...امسكه من كتفيه و قال بحنو : محمود ....خد العيال كلها و اقعد معاهم فالجنينه ...مش حابب يسمعو الي هيحصل جوه ...ماشي يا حبيب ابوك


محمود : حاضر يا بابا.....و فقط ذهب ليجمع الاطفال كي يلهيهم عما سيحدث مع ابائهم ...يكفي طفلا واحدا علم بالحقيقه و الله وحده يعلم كيف سيتخطاها 



القي عليهم السلام ...نظر لجميع الحضور ...سليمان و جيهان....سهير و شيكو ...زينب و محمد ....هدي و فارس.....الاء و توأمها الذي ذهب مع الاطفال ...و ابويه....و اخيرا صباح تلك الام التي لم تحظي باحتضان طفلتها الوحيده قط ....قلبها متلهف لرؤيتها ...تنتظرها علي احر من الجمر ...و ها هي تنظر لجواد برجاء ان ياتي بها كي تقر عيناها برؤيتها ...



هز راسه بتفهم و قال : انا طالع اجيب ...دهب...فين مصطفي و روان


هدي بحزن : روان نفسيتها تعبانه من ساعه الي حصل و تقريبا مش بتخرج من اوضتها من ساعه ما رجعنا



نظر جواد لامه و قال : ماما معلش اطلعي كلميها ...لازم الكل يكون حاضر ..خلينا نقفل صفحه الماضي بقي و نخلص.....اعقب قوله بالتحرك الي الاعلي كي يأتي بدهبه الذي يخاف عليها من تلك المواجهه الحتميه ...و لكن لا بأس هو معها ...سيشد علي يدها حتي تعبر تلك المحنه



دلف لها وجدها تجلس بوجها يملأه الحزن ...الخوف....الحيره


بمنتهي الهدوء ...ركع امامها ثم امسك كفيها و قبلهم بعشق و قال : حبيبي مالك ....


نظرت له بتيه و قالت : خايفه ....حاسه ان مش قد الي هيحصل ...بابا ..و ماما الحقيقيه ...مش عارفه هواجههم ازاي



ملس علي وجهها بحنان و قال بتشجيع : انا معاكي حبيبي متخافيش ...مامتك ست طيبه جدا و هتتجنن عليكي ...و ابوكي كان مظلوم من اول الحكايه و اي حاجه عملها كانت خارجه عن ارادته....انتي قويه يا ديبو ...لحظه صعبه و هتعدي صدقيني و بعدها هنرتاح كلنا



نظرت له بعيون يملأها الرجاء و قالت : خليك معايا ...متسبنيش لوحدي


ضمها باحتواء ثم قال : ديما معاكي و عمري ما هسيبك ...ابدااااا



طرقت ايمان باب الجناح الخاص بروان و مصطفي و حينما سمعت صوت الاخير يأذن بالدخول...ادارت المقبض و اتجهت لهم و علي وجهها ابتسامه بشوشه ...قطعتها فورا حينما وجدت تلك المسكينه منهاره من البكاء


وقف مصطفي احتراما لها و قال : تعالي يا مرات عمي شوفي الهبله دي عايزه ايه


جلست جانبها و قالت : عايزه ايه ...اكملت بفطنه : عايزه تسيب السرايا و تمشي صح



نظرت لها من بين دموعها و قالت بقهر : مش هقدر ..و الله ماهقدر ابص في وش حد بعد كل الي اهلي عملوه ....حتي انتو مهما حاولتو تنسو كل ما هتشوفوني قدامكم هتفتكرو كل القرف الي عملوه معاكم



مصطفي بحزن : يا حببتي طب مانا كمان طلع احمد اخويا 


روان بقهر : بس معملش كل البلاوي السوده الي ابويا عملها ..بكت بقوه و اكملت : ده عاش عمره كله يدمر في اخوه و اولاده ...مش هقدر اواجه عمو عبيد و الله ماااا هقدر



تركتها ايمان تفرغ ما في جوفها و حينما انتهت ...نظرت لها و قالت بحنو : انا مش هقولك متزعليش ...و لا محتاجه اقولك احنا بنحبك قد ايه ....انا الي ربيتك انتي و مصطفي مع ولادي ...امك الله يرحمها كان كل الي هاممها احمد ...مكنتش تعرف عنك حاجه ...و انا الي اخدتك في حضني و قولت ربنا بعتلي البنت الي كنت نفسي اخلفها....حتي لما كبرتي و بدأ ابوكي و احمد يحاولو يغيروكي من ناحيتنا ....معرفوش ...قلبك الطيب و تربيتي ليكي خلتك ترجعي لعقلك بسرعه و تبعدي عن سمهم الي كانو بيبخوه 



محدش له ذنب في حاجه يا بنتي ...كلنا اتظلمنا بس ربنا جاب حق الكل ...انتي ابوكي و امك و اخوكي ظلمو الكل ....دمعت عيناها و اكملت : و انا ابني ...ابني الي ربيتو بايدي طلع عايز يقتل اخوه غير البلاوي الي عملها ...تفتكري هكره ولاده عشان الي ابوهم عمله....كلنا اتوجعنا ...و كلنا هنفضل مع بعض نداوي جروحنا ...و هتعدي ....احتضنتها بحنو و اكملت : انتي بنتي اناااا ...و مش هسمحلك تبعدي عن حضني ...ابداااا



هبط بها الدرج و هو محتضنا لخصرها بتملك ....كلما شعر بارتعاش جسدها شد يده عليها كي يبثها الامان ...وقف بها امام الجميع.....انتفضت صباح و محمد من مجلسهما كي يقتربا منها 



نظرت لهم بدموع ....و لم تقوي علي التحرك ...و ذلك المتملك لم يفلتها ...فهو يقف بتحفز لما سيحدث بعد لحظات بالتاكيد ستحتضن امها و ابيها ...يا ويلك يا جواد ...لن تستطع منعها ...و لن تقوي علي تحمل نارك



قطع افكاره المهووسه اقتراب صباح من دهب و هي تبكي بانهيار و تقول بهمس مشتاق : بنتي ...مدت يدها المرتعشه و كوبت بها وجهها و اكملت و عيناها تطالع كل أنش في طفلتها : بنتي ...اخيراااا...شوفتك و لمستك ...خطفوكي مني قبل ما عيني تشوفك ...بعدوني عنك بالقوه ...ضغطت علي وجهها الباكي بيدها و اكملت : قتلوني يا بنتي عشان ياخدوكي مني ...سامحيني انا كنت ضعيفه ...مقدرتش احارب عشان ارجعك ليا ...خوفت عليكي ليأذوكي ....نظرت لها من بين دموعها و اكملت برجاء : نفسي احضنك ...ينفع و لا زعلانه مني



دون ذره تفكير كانت تزيل يد هذا المتملك من حولها و ترتمي داخل احضان امها باشتياق....يااااااا الله ...هذا هو حضن الام ....بكت بقوه و هي تقول : مش زعلت منك عشان اسامحك اصلا ....يا...ماما.....ضمتها صباح بقوه اكبر و هي تقول بانهيار : قوليها تاااااني ....قولي ماما ...قوليها يابنتي


نطقت دهب بانهيار : ماما ...اخيرا حسيت بالكلمه ...و عرفت يعني ايه حضن الام 



بكت النساء تأثرا بهذا الموقف العصيب حتي الرجال نظرو بقلوبا وجله لما يحدث....و بينما ينتظر محمد دوره للاعتزار و احتضان ابنته التي حرم منها لشهورا عديده ...وجد ذلك المهووس يفصل هذا العناق الحار و هو يسحب دهبه بالاجبار و يقول : كفاااايه كده....نظرت له صباح بخوف يشوبه الزهول فاكمل بتبرير وقح : معلش يا حماتي بنتك حامل و كده غلط عليها



نظرو له الجميع بزهول ...عن اي حماه يتحدث هذا المختل و هي من نفس عمره تقريبا ....لم يهتم بكل هذا بل حاوطها بقوه ثم قال لمحمد بتبجح : قول الكلمتين الي عندك عشان تقعد بقي ...الواقفه الكتير غلط عليها



صرخ عبيد بغيظ : احترم نفسك بابن الكلب ...سيب البت مع ابوها و امها ...هما هياكلوها 


جواد ببرود : انت زعلان علي صاحبك و انا خايف علي مراتي عادي يعني



همست له تلك المصدومه و قالت بعتاب رقيق : جوااااد ....دي مامتي الي عمري ما شوفتها


رد عليها بغيره حارقه : يعني امك اهم من قلبي الي بيتحرق يا دهبي 



تقدم منهم محمد و قال : انا مهما اعتزرت منك يا صباح مش هقدر اوفيكي حقك ...بس اقسملك بالله انا كان غصب عني ...اكيد جواد حكالك عالي حصل زمان الي انا نفسي مكنتش اعرفه ....انتي اتظلمتي كتير ...بنت الكلب اخدتك عيله عندها خمستاشر سنه ...عشان متقدريش تقفي قصادها ...و اتهمتني انا بقتلك ...عشت معاها غصب عني و انا متهدد ...غير عذاب الضمير .....شوفي ايه الي يرضيكي و يعوضك و انا هعمله 



ردت عليه برضي : انا مسمحاك يا باشمهندس ...كلنا اتظلمنا و محدش له حق عند التاني 


نظر لها بامتنان ثم التف لابنته و قال باسف : سامحيني يا بنتي ...مكنتش عارف الي بيحصل معاكي ...و انتي مفكرتيش تقوليلي اي حاجه ...حقك عليا ...مكنتش ليكي الاب الي بتتمنيه



ردت عليه من بين بكائها و هي تحاول الاقتراب منه الا ان ذلك الجواد يقبض عليها بيد من حديد : مسمحاك يا بابا ...اصلا اصلا انت كان غصب عنك ...جواد قالي علي كل حاجه ...متزعلش انت ...حقك عليا ...



حينما جاء ليقترب منها ليحتضنها وجد ذلك المهووس يتحرك بها تجاه احد الارائك و هو يقول : تعالي يا حبيبي اقعدي كفايه كده عشان متتعبيش.....تصنم محمد مكانه بينما هي لم تقوي علي الاعتراض و هو يحركها معه رغما عنها ...قالت له بحزن : انا مخصماك ...اياك تكلمني تاني



اجلسها بجانبه و الصقها به ثم رد ببرود : نبقي نشوف الموضوع ده بعدين ...اقعدي زي الشاطره كده و اياك اسمع صوتك لحد ما اخلص من اللمه السوده دي ...ربنا يصبرني علي وجودك وسط كل دول



أخذ نفسا عميقا ثم بدأ التحدث بجديه : كل الي موجود هنا كان جزء من الحكايه ....من اول مدام زينب الي اختها خطفت حبيبها ...لحماتي الي خطفو بنتها ...لمدام سهير و ابنها الي كانو سبب كبير في كشف جزء من الحقيقه ...نظر لصديقه و اكمل بابتسامه هادئه : لسليمان الي اتسرقت منه حببته 



نظر لالاء و اكمل : و الاء الي اتظلمت لمجرد ان ظروفها صعبه و ليها ام بتبيعها للي يدفع اكتر .....و هدي الي استحملت وجع قلبها و قبلت ان يكون ليها شريك في حبيبها ....  روان و مصطفي ...الي فجأه اخوها بقي اخو جوزها ...و حكايتهم اتلغبطت ...بس لسه ماسكين ايد بعض..... نظر الي والديه و اكمل بحزن : و ابويا و امي الي اكتشفو ان زرعتهم فيها فرع مايل ...بس للاسف راح قبل ما يحاولو يعدلوه ...و ساب وراه بلاوي ......و اخيرااااا التف لدهبه و اكمل بعشق لم يحاول ان يداريه ثم قال : و دهبي ...قلب جواد الدهب ....اكتر واحده اتعذبت فالحكايه ...ملس علي وجنتها الحمراء من الخجل و اكمل : بس اثبتتلي ان بنوتي الصغيره الي ربتها علي ايدي ...قويه ...و شجاعه ...اتحملت الي محدش في سنها و لا حتي اكبر منها يقدر عليه......كان عندها يقين اني هرجعلها ...و هتشكيلي ...و هجبلها حقها ....اثبتتلي فعلا انها ....تبان صغيره بس كبيره من جواها



انا هحكيلكم كل الي حصل من البدايه ...عشان كل واحد يكمل الجزء الناقص في حكايته و يحل اللغز ........



جلس الجميع بصمت مهيب بعد ان قص عليهم كل ما حدث و اكتملت قصه كل واحدا منهم ...الجميع ظلم من أناس حقراء لم يكن لديهم قلبا و لا ضمير


وسط بكاء النساء كلا علي حالها و عذابها الذي عاشته سنين كانت من بينهم ...واحده مجنونه تضحك و تبكي في أن واحد ...هدي ...تلك العاشقه التي ضحت من اجل حبيبها ...قبلت ان يكون لها شريكا به ..تحملت عذاب غيرتها عليه ...ها هو الله يكافئها علي صبرها و يعوضها ....صرخت بجنون و هي تنظر له : يعني انت متجوزتش عليااااا ....يعني كل ده كان تمثيل


قد يعجبك ايضا



بكت بفرحه و اكملت برجاء : قولي يا فارس ان الي سمعته حقيقي ...انا و الله كنت متقبله الي حصل و حطتلك الف عزر ...مش لازم تضحك عليا دلوقت خلاص كل حاجه انتهت و هي اخدت جزائها


ضمها بعشق و احتواء ثم قبل راسها و قال : اقسملك بالله ...ما لمست واحده غيرك و لا واحده اتكتبت علي اسمي غيرك ....انتي بس الي حببتي و مراتي و ام ولادي ....


تشبثت به بقوه و قلبها كاد ان يقفذ خارج قفصها الصدري من شده فرحتها



نظر الي مصطفي و روان ثم قال بجديه : طبعا انتو الاتنين مش محتاجين تعرفو غلاوتكم عندنا ...و انكم هنا زيكم زي انا و فارس ...اتمني الي حصل ميأثرش علي علاقتنا و نفضل اخوات زي ما اتربينا طول عمرنا......


روان ...الي حصل مش سهل انا معاكي ..بس الايام كفيله انها تنسي كل وجع عشناه 


هزت راسها له بتفهم مع ابتسامه هادئه حزينه رغما عنها



وجه حديثه الي زينب و صباح موضحا للاولي : طبعا انتي عارفه اني خليت الكلب رفيق يطلقك من فتره ...و قسيمه الطلاق مع بابا ...انتي فاضلك تقريبا يومين و عدتك تخلص ...نظر لمحمد بابتسامه و اكمل : تقدري تعيشي حياتك و تبدئي من جديد



نظر الي صباح و قال : و انتي يا حماتي طبعا من اول ما بابا حكي لعم محمد الي حصل ...هو طلقك لانه ميقدرش يظلمك اكتر من كده ...اكيد نفسك تعيشي حياتك زي اي واحده في سنك



ابتسمت صباح بهم و قالت : يا. باشا انا اه لسه عندي ٣٣ سنه بس واحده عندها القلب مفيش حياه اعيشها ...انا بس كل الي طلباه منك تخليني اطمن علي بنتي من وقت للتاني اجي ازورها



جواد باقرار : انتي اساسا هتقعدي هنا مع بنتك ...و في دكتور اجنبي هيوصل الاسبوع الجاي عشان يعملك العمليه ..انا بعتلو تقرير عن حالتك و اخر اشاعات عملتيها و قال ان شاء الله العمليه بسيطه و هتنجح



نظرت له دهب بفرحه و دموع ثم قالت : بجد يا جواااد ...بجد


همس لها بغيظ مازح : بلاش جواد دي متضيعيش الهيبه 



سهير : انا كده عملت الي عليا انا و ابني افتكر نقدر نرجع بيتنا و نشوف حياتنا


شيكو : و انا تحت امرك يا باشا وقت ما تطلبني للشهاده ...و ربنا يسامحني و يقبل توبتي....نظر لصباح بخجل و اكمل : و يرزقني ببنت الحلال الي ترضي بيا 



فهم جواد ما يعنيه فهو يعلم انه اعجب بها في تلك الفتره الماضيه و لكنه لم يفكر ان يلمح لها حتي عن هذا الاعجاب ....نظر له و قال بمغزي : اي واحده تتمناك يا شيكو انت راجل جدع و طيب ...بس ايه رايك تستقر هنا انت و الحاجه ....تشتغل معايا فالمصنع ...نظر لصباح سريعا ثم اعاد بصره له و اكمل : و تبقي جنب الكل انتو ملكمش حد هناك فالقاهره



ابتسم شيكو باتساع و قال : الي تشوفو يا باشا اا....قبل ان يكمل حديثه وجد من يدخل عليهم بغضب


وقف سليمان و جواد بتحفز لهذا الزائر الغير مرغوب فيه مع انكماش جيهان و خوفها من هيئته التي لا تبشر بالخير



ابو جيهان : سلامو عليكم


وقف عبيد و قال : و عليكم السلام اتفضل يا حاج


ابو جيهان : متاخذنيش يا بيه انا جاي اخد بتي كفايه كده بقالها كام شهر معرفش عنها حاجه ...انا عملت حساب كلمه جواد بيه و سيبتها بس كفايه كده



تقدم منه جواد ثم وقف قبالته واضعا يده في جيبه و قال بتجبر : و بنتك تلزمك في ايه ...نظر له بمكر و اكمل : و لا في حاجه فدماغك 



سليمان : انا اساسا كنت جاي بكره انا و اهلي نطلبها منك يا حاج ...


ابو جيهان : معلش يا بني مفيش نصيب


كاد ان يهجم عليه سليمان و هو يصرخ به : يعني ااااااايه ....الا ان جواد وضع يده امامه ليمنعه و قال : اصبر بس ....نظر لذلك المرتعب و لكنه يمثل القوه و قال : و ليه مفيش نصيب ...مش هتلاقي لبنتك احسن منه ....و لا في حد تاني



الرجل بتبجح : ايوااااا الحاج عبد الحكيم طلبها مني و دفع مهرها كمان ...و انا اديته كلمه 


قبل ان يتفوه احدهم بحرف كانت تلك المسكينه تنتفض من مكانها لتقترب منه و تقول بصراخ : تاااااااني ...عايز تبعني تاني ....انت اااااايه حرام عليك


صرخ بها بغضب : ااااخرسي يا بت الكلب يا فااااجره مش كفايه سيرتك بقت علي كل لسان من ساعه ما اطلقتي و اختفيتي ...اهو الراجل كتر خيره هيسترك



هنا...و لم بتحمل سليمان اهانتها ....هجم عليه ممسكا اياه من تلابيبه و قال بشر : اسمع اما اقولك ...انا ماسك نفسي بالعافيه عشان خاطرها هي بس......بس قسما بربي لو فكرت انك تعملها تاااااني لكون مخلص عليك ....جيهااااان مش هتبقي لغيري ساااااامع



تركه بغضب بعد ان تواعده ...فصرخ الرجل قائلا : انت بتهددني ....نظر لابنته الباكيه بشر و اكمل : شايفه ابوكي بيحصلو ايه بسببك ....هي كلمه واحده ...هاتيجي معايا و بطولك ...سيبلهم بناتهم هما اولي بيهم ...و الي انا عايزه هو الي هيحصل ساااامعه ...يا اما لا انتي بنتي و لا اعرفك و لا ليكي اهل مالاساس



نظرت له جيهان بعيون فارغه بعد ان توقف دموعها فجأه ...تشعر بالقهر و الضعف .....حولت نظراتها الاسفه تجاه ذلك الذي يشتعل غضبا ثم قالت بعد ان اعادت نظرها لابيها : .......



ماذا سيحدث يا تري


سنري

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع