القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب فى المنفى الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية قلب فى المنفى الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)  




رواية قلب فى المنفى الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)  


البارت الرابع من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹


وصل آدم لمصدر الصوت... و رأى أسيل على الارض تصرخ و الرجل يحاول الاعتـ,ـداء و لمـ,ـسها و هي تحاول ابعاده لكنه اقوى منها !! 

ضم قبضته بغضب و ركض اليه مسرعًا دفعه بقدمه بعيدا عنها... تفاجئت أسيل عندما رأت آدم لكنها سعدت بوجوده معها لأول مرة لأنه انقذها من هذا القذ*ر... 

ابتلع الرجل ريقه بخوف عندما وجد آدم أمامه... و عروق يد آدم برزت من الغضب كلما تذكر كيف كان يحاول تعجيز حركتها ليكمل جريمتـ,ـه 

" قبل ما دماغك تفكر تمِس شعرة منها... فكرت هي تبع مين الاول ؟! 

* انت مين ؟؟ 

" انا اللي هدفنك حي هنا !! 

بمجرد ما قالها إنهال عليه باللكمات في وجهه و أجزاء متفرقة في جسده... بَرَحُه ضر*با بكل غِل و مشهد ذلك القذ*ر و هي يحاول لمـ,ـس زوجته أمام عينه... مما يزيد غضبه أكثر فأكثر و ظل يضر*به و الرجل لم يجد فرصة لرد له اي ضر*بة بسبب أن آدم كان غاضب للغاية لدرجة ان عروق جبهته برزت ولا يرى أمامه سوى ذلك المشهد الذي فيه هذا القذ*ر و هو يتعـ,ـدى على ممتلكاته... نز*ف الرجل دَمًا كثيرا من انفه و فمه ولا يستطيع ان يتحرك و آدم مستمر في ضر*به كأنه سيقتـ,ـله بيده... 

خافت أسيل من رؤية آدم هكذا... الرجل سيـ,ـموت في يده !! 

نهضت رغم الا*لم في قدمها... اقتربت من آدم و قالت 

' سيبه يا آدم خلاص... هيمو*ت في ايدك !! 

وضعت يدها على كتفه بتردد لكن صرخ فيها قائلًا 

" متدخليش !! 

خافت من صوته و شكله المخيف كأنه تحو*ل لمجر*م... لكن يجب ان تمنعه من قتـ,ـله حتى لا يدخل السجن... 

دفعت آدم بقوة بعيدا عن ذلك القذ*ر... لكنه لم يهتم و اقترب مجددا ليواصل في إنهاء حياته لكن أسيل وقفت أمامه و قامت بلف يداها حول عنقه و عانقته بشدة و صرخت قائلة و هي تبكي 

' بس كفاية سيبه !! 

" بتدافعي عن الو*سخ بعد ما كان هيغتصـ,ـبك !! 

' انا مش بدافع عنه... انا خايفة يمو*ت في ايدك و تدخل السجن... انا خايفة عليك انت... كفاية و النبي... 

لوهلة بدأ في استعادة وعيه... نظر الى الرجل وجده على الارض بين د*مه... انه على قيد الحياة لكن لا يستطيع النهوض بسبب آدم الذي كان سيقـ,ـتله بالفعل لان جَن جنونه عندما وجده يحاول لمـ,ـس زوجته... 

ظل آدم يأخذ شهيقًا و زفيرا حتى هدأ بالتدريج... استوعب أن أسيل تعانقه... حاوط جسدها بيداه معانقًا لها... رغم ان أسيل لا تحبه لكن لأول مرة شعرت بالأمان في عناقه لها و لم تبتعد عنه و المطر ينزل عليهم... 

" خوفت عليكي... 

قالها آدم بضعف عكس القوة التي تظهر عليه دائما... قالت أسيل و هي ترتعش 

' كان هيغـ,ـتصبني... الحمد لله انك جيت... متقلقش انا كويسة... 

" قولتلك متهربيش مني... 

' خوفت منك... 

" متخافيش... انا مش بأذ*يكي... 

اخرجها من حضنه و حاوط وجهها بكلتا يداه و قال 

" إياكي تبعدي عني تاني... افرض كنت اتأخرت... افرض القذ*ر ده كمل جريمـ,ـته... كان هيحصلي انا ايه ؟ كنت هعمل ايه من غيرك ؟؟ 

' لو كان اغتصـ,ـبني او قتـ,ـلني... ده كان هيهمك في حاجة ؟؟ 

صرخ قائلا 

" اه طبعا هيهمني !! متتصوريش اد ايه انا خوفت عليكي يا أسيل !! 

' بتقول كده ليه ؟ مش انت مبتحبنيش اصلا و متجوزني عشان تبسط نفسك و بس... مش ده كلامك ولا نسيته ؟! 

فاق قليلا و استوعب ما قاله لها الآن... صمت و لم يتكلم 

' سكت ليه ؟؟ 

" انتي بردتي... يلا نرجع... 

حاولت المشي لكن قدمها ألمـ,ـتها كثيرا و أصدرت انين أ*لم... نظر آدم الى قدمها و رأى الجر*ح 

" رجلك اتجر*حت ازاي ؟ 

' و انا بنط من فوق سور بيتك... وقعت على الازاز و اتجر*حت... 

" نطيتي من فوق السور عشان تهربي ؟! 

' انت مسبتليش اي اختيار تاني... 

" طب خليني اساعدك... 

' لا... و ملكش دعوة... 

كانت ستحاول ان تسند على اي شيء لتمشي لكن تفاجئت بآدم يحملها بين يداه... شهقت بزعر و قالت بغضب 

' آدم نزلني !! 

" اسكتي يا أسيل !! 

خافت من علو نبرته... من الواضح انه عاد لطبيعته المخيفة... صمتت و هو مشى بها حتى وصل لسيارته... 

' وصلنا اهو يلا نزلني... 

انزلها على الارض برفق و قال 

" اركبي يلا... 

و قبل ان يلتفت امسكت يده و اوقفته 

' انت جبتني ليه من الجيزة للاسكندرية ؟ و متنكرش انا عرفت و فهمت كل حاجة... و العصير اللي شربتهولي ده في يومها كنت انت حاطت فيه منوم... عشان كده انا صحيت لقيت نفسي في بيتك... بس طول الوقت ده كنت مفكرة اني في الجيزة... و بيت اهلي قريب من هنا... في طلعت جبتني هنا !! ليه بعدتني عنهم ؟! 

" مزاجي كده يا أسيل... يلا اركبي عشان نرجع البيت... 

' مش هتحرك من مكاني... جاوب على سؤالي الاول !! 

" أسيل... اخلصي اركبي العربية... 

' مش هركب غير لما ترد على اسئلتي !! انت غريب و انا مش فهماك... ايه غايتك من ده كله ؟ هتستفيد ايه ؟ 

" مش هستفيد ولا حاجة... قولتلك بعدين هتفهمي ان ده لمصلحتك... 

' مصلحتي هتكون في ايه انك تبعدني عن اهلي و تغير نمط حياتي كله ؟؟! 

" على اساس الحياة اللي كنتي عايشاها معاهم دي كانت حياة اصلا ؟! 

' انت مالك ؟! ملكش دعوة بحياتي... على الاقل كنت مرتاحة... 

" فين الراحة دي لما كنتي تشتغلي في كافيه واقفة على رجلك طول اليوم عشان تكملي جامعتك في حين ان ابوكي قاعد مستريح في البيت و بياكل من ورا مرتبك و مستنيكي تشتريله اكله معاكي ؟؟ فين الراحة و انتي مش قادرة تفضي نفسك حتى يوم واحد في الاسبوع تستريحي فيه ؟ فين الراحة و انتي بتفضلي تشتغلي طول اليوم و تحوشي الفلوس بالشهور عشان تعرفي تشتري بلوزة عجبتك ؟ فين الراحة و انتي حياتك و صحتك بتخلص بدري من كوم المسؤوليات اللي انتي شيلاها و من و انتي طفلة ؟! انهي راحة دي بالضبط يا أسيل ؟ 

' مش من حقك تتدخل في تفاصيل حياتي بالشكل ده... بعدين انت عرفت ازاي كله و امتى و ازاي ؟ 

" انا اعرف حاجات كتير عنك يا أسيل... و بحاول اخلصك من القر*ف اللي انتي فيه بس انتي مش فاهمة... و عايزة ترجعي للحياة دي تاني... 

' بتحاول تخلصني من القر*ف اللي انا فيه بأني ابسطك بجسمـ,ـي و تديني تمن انبساطك صح ؟ 

" اذا كنتي شايفة كده فـ اه يا أسيل انا بنبسط بجسـ,ـمك و بعد كده بديكي تمن انبساطي بالنوم معاكي ! 

امتلأت عيناها بالدموع و قالت 

' انت وحش... مش هرجع بيتك... رجعني الجيزة... عايزة اشوف اهلي... 

" قولتلك انسيهم لانك مش هتشوفيهم تاني !! 

' ازاي يعني مش هشوفهم تاني ؟! 

" ده الجديد من هنا و رايح... ملكيش اي صلة بالناس دي تاني... اعتبري انهم ما*توا... 

' انت بتتز*فت تقول ايه ؟! اللي بتتكلم عليهم دول عيلتي و اهلي... مش من حقك تحرمني منهم !! 

" لا من حقي و ده اللي عندي... 

' انا غلطانة لاني بتكلم معاك اصلا... مش راجعة معاك... انا راجعة على بيت اهلي... 

إلتفتت لتذهب لكنه امسكها من يدها بشدة و قال بغضب 

" رجعالهم حتى بعد ما بعو*كي ليا و قضبوا تمنك مقابل انهم يتخلوا عنك للأبد !! 

' انت بتكذب... انت بتقول ايه ؟! 

" بقول الحقيقة اللي حاولت اخبيها عنك عشان متزعليش بس انتي مُصممة تعرفي فـ اعرفي كل حاجة كاملة بالمرة... اهلك اللي انتي طالعة نازلة بإسمهم و عايزة ترجعيلهم بأي شكل لدرجة انك هربتي من بيتي و عرضتي نفسك للخطر عشان ترجعيلهم... اهلك دول شرطت عليهم عشان ياخدوا الفلوس انهم يتخلوا عنك للأبد... يعني مجرد ما الفلوس تبقى في ايدهم ينسوا انك بنتهم... لا يشوفوكي تاني و لا تشوفيهم... و هم قبلوا بالشرط ده... قبلوا انهم يبعدوا عنك... اوعي تكوني فاكرة ان الفلوس دي اديتهالهم عشان اتجوزك بس... لاااا مش كده خاالص... كده كده كنت هتجوزك غصب عن اي حد... الفلوس دي اساسها الشرط ده... و هم قبلوا بيه و اخدوا الفلوس... عشان كده بقولك تنسيهم لانك مش هتشوفيهم تاني !! 

كلامه نزل عليها ڪالسكـ,ـاكين اختر*قت قلبها ألف مرة في ذات الوقت... نظرت للأرض و دموعها اختلطت بالمطر... دفعت يده بعيدا عنها و اعطته ظهرها و كانت ستذهب... لكنها وقفت... الى اين ستذهب ؟ لم يعُد لها عائلة أساسًا !! 

كان آدم سامع صوت بكائها... يعرف انه قام بفتح جر*ح كبير في قلبها لن ينغلق... غضب من نفسه لانه قال لها ذلك... لكن نفذ صبره عليها و قال لها الحقيقة القا*سية التي تتمنى أسيل ان تكون مجرد كذ*بة منه لتكر*ه اهلها... إلتفتت و نظرت له بعيناها الحزينة و المقهورة... ظل صامتًا لا يعرف ماذا يقول لها... لا يعرف كيف يواسيها... وسط هذا الصمت الذي بينهم... قالت أسيل ببكاء

' أنا كنت حاسة انهم مش بيحبوني... بس متوصلش لدرجة انهم يقبلوا بكلامك و ياخدوا الفلوس و يتخلوا عني !! 

اقترب منها و قال 

" أسيل... انا مكنتش عايز اعمل كده من الاول... انا لما عاندت معاكي و قولت مش هسيبك تنتصري عليا و اصريت اعمل اللي في دماغي و اتقدمتلك كان غرضي اخد حقي منك لانك كسر*تي كرامتي... سيبك من كده المهم انا لقيت كلام اهلك كله عن الفلوس... حسيت بحاجة غريبة فيهم... فسألت عنك و عرفت انك اللي شايلة البيت كله على كتافك و انتي بتشتغلي من زمان اوي عشان تأكليهم... فعرضت عليهم الفلوس و الشرط ده عشان ياخدوها... كان قصدي بس اختبر حبهم ليكي مش اكتر... لكن انا اتفاجئت زيك لما لقيتهم وافقوا على بعدك عنهم لطول العمر... فعرفت ان لازم تبعدي عنهم بجد لانهم مش بيحبوكي... انتي ضيعتي سنين كتيرة معاهم... في الاخر هم نسيوا تعبك عشانهم و بعو*كي في لحظة... عشان انا كده صممت اتجوزك و جبتك هنا عشان تسبيهم و تمسحيهم من حياتك لانهم ميستاهلوش حتى تفكري فيهم... و انا عارف اني مش ملاك...  بس لازم تعرفي إن انا اللي باقيلك... انا و بس... 

كانت تنظر للارض و صامتة... هزت رأسها بتفهم و قالت و هي تمسح دموعها 

' ماشي... براحتهم... اصلا عادي مش مهم... 

كان آدم يعرف ان ورا تلك الكلمات الباردة أ*لم كبير تحاول ان تخفيه... 

" أسيل... 

' انا كويسة...

' أسيل بُصيلي... 

لم ترد عليه فامسك ذقنها و رفع رأسها إليه... نظر لعيناها التي تعبت من البكاء...

" أسيل... في حاجة لازم تفهميها كويس اوي... جُهنـ,ـمي انا اهون بكتير من الجهـ,ـنم اللي بره... افهمي كده كويس... اديكي شوفتي بنفسك كان هيحصلك ايه لما هربتي... 

نظرت له لوهلة ثم اومأت له بهدوء و بدون اي اعتراض... كيف ستعترض بعد ان اهلها تخلوا عنها و جعلوها رخيـ,ـصة أمامه و أمام نفسها ؟! لمس وجنتها الباردة و مسح دموعها و المطر يسقط عليهم... 

" انتي بردتي... تعالى اركبي... 

بدون ان يمسك يدها و يرغمها على ذلك... ركبت لوحدها... ركب آدم أيضا... وضعت أسيل حزام الأمان و جلست هادئة لكن رغم جمودها الا ان عيناها لم تكُف من البكاء... شغل آدم السيارة و ذهبوا... 


*************

في البيت...... 

بعد ان استحمت أسيل و جففت شعرها و لبست بيجامة صوف... كانت جالسة في منتصف السرير... ضامة نفسها و تبكي بلا صوت... قلبها مكسـ,ـور للغاية... اهلها رموها لآدم بنفسهم و بإرادتهم... لم يحبوها او يتمسكوا بها حتى... بل تخلوا عنها في اقرب فرصة أتت إليهم... هي فقط كانت مجرد شخص يعمل و تأكلهم و تصرف عليهم لا أكثر... لا يوجد حب ولا غيره في قلبهم إتجاهها... كم هذا مؤ*لم ان تدرك كل هذا و تحاول ان تتعايش معه و تكمل حياتها بمفردها ؟ ماذا يعني انها اصبحت بدون عائلة ؟! 

فُتح باب الغرفة و دخل آدم... هو الآخر استحم و بَدَل ملابسه المُبتلة... رأته أسيل و مسحت دموعها في الحال... لا تريده ان يراها ضعيفة بهذا الشكل... يكفي انها رخيـ,ـصة في نظره بسبب افعال عائلتها الجشـ,ـعة... اغلق الباب و اقترب منها... جلس على طرف السرير و كان بيده صندوق الإسعافات الأولية... 

" وريني رجلك... 

' ليه ؟ 

" عشان اعالجها... 

' مش لازم... ابقا انا اعمل كده بعدين... 

" وريني رجلك يا أسيل و اخلصي... 

' لا...

نظر لها ببرود و رفع الغطاء... وضع وسادة بجانبه و امسك قدمها المجر*وحة وضعها فوق الوسادة... فتح صندوق الإسعافات و اخرج منه المُطهر و المرهم و الشريط الطبي... رفع بنطال البيجامة قليلا ليرى الجر*ح بوضوح 

' انت بتعمل ايه ؟ 

" اسكتي... 

' انا هعرف اعمل ده... ملكش دعوة... 

" بقول اسكتي !! 

نظر لها بحِدة ثم مسح الد*م الذي على الجر*ح بالقُطنة جيدا ثم وضع المُطهر عليه... تأ*لمت أسيل لان المُطهر احر*قها... لاحظ آدم ذلك... وضع المرهم و بدأ بلَف قدمها بالشريط الطبي...اثناء ما هو يفعل ذلك قال لها

" أنا آسف... 

نظرت له و قالت 

' بتتأسف على ايه ؟ 

" لان اللي حصلك النهاردة ده بسببي... يمكن لو قولتلك كل حاجة من الاول مكنش حصل ده كله... 

' مش مهم... 

" هو ايه اللي مش مهم ؟ 

' كل اللي حصل النهاردة مش مهم... متفكرنيش بده تاني... 

" ماشي... 

واصل في ربط قدمها حتى انتهى... نظرت له و قالت 

' مبسوط يا آدم ؟ 

" هنبسط على ايه ؟ 

' لانك انتصرت عليا... كسـ,ـرت كبريائي و دفعتني تمن تطاولي عليك كويس اوي... اخدتني و اخدت حياتي كلها... و بدل ما اهلي ينصفوني... با*عوني ليك و بقيت رخيـ,ـصة اوي... اظن ده بَسَطك اوي... عرفت تنتـ,ـقم مني كويس... بجد شاطر ابهرتني يا آدم نصار !! 

" متشيلنيش ذنب جشـ,ـع اهلك !! 

' لولا ظهورك في حياتي مكنش ده كله حصل... 

" كنتي هتبقي مبسوطة و انتي عايشة معاهم و مخدو*عة فيهم طول العمر ؟! 

' اه كنت هبقى مبسوطة... على الاقل كان اسمهم اهلي برضو... حتى لو حبهم ليا مش حقيقي... بس كفاية اني كنت وسطهم و هم عيلتي و البيت اللي اتربيت فيه بيتي... أما دلوقتي معنديش حاجة... كل ده بسببك... خسرتني كل حاجة... عشان كده بسألك مبسوط بعد ما اخدت انتقا*مك مني ؟ 

اقترب منها و نظر في عيناها و قال ببرود

" اه مبسوط... مبسوط اوي كمان ! 

' بكر*هك اوي ! 

ابتسم و امسك خصلاتها أزاحها للوراء و قال 

" لو فضلتي تقولي الكلمة دي مش هيتهزلي شعرة يا أسيل... لان ميهمنيش... ف وفري على نفسك و دوري على طريقة تاني تضايقيني بيها... 

' على أساس عندك د*م اصلا و بتحس ؟ 

" لا بس الحمد لله مش بعيط على حاجات تافهة زيك... 

' ان في لمح البصر ابقا من غير عيلة... فطبيعي اعيط لانهم اتخلوا عني... بتسمي ده حاجة تافهة ؟! 

" اه حاجة تافهة... 

' عندي سؤال... 

" اسألي... 

قالها بهدوء و هو ينظر لعيناها التي تشبه موج البحر و لجمالها الذي يخطف عقله في كل مرة يركز فيها 

' فين عيلتك ؟ 

" عيلتي انا ؟ 

' اه عيلتك انت... 

" موجودين بس مش موجودين في نفس الوقت... 

' يعني ؟ 

" يعني وجودهم زي عَدَمُه بالضبط... مش مهم... 

' اتخلوا عنك ؟ 

صمت لوهلة ليستدرك تلك الكلمة " التخلي " هل هو بالفعل يعرف معنى تلك الكلمة ؟! تذكر الحقيقة التي يحاول ينساها... انهم موجودين و معهم كل شيء ولا ينقصهم أي شيء ليقصروا في تربيتهم له و اهتمامهم به... لكن مع ذلك لم يهتموا به... لم يكونوا له العائلة التي تمناها... لم يحبوه... كانوا أنا*نيين و لا يفكرون الا بأنفسهم... هو كبر لوحده و مازال وحيدًا... لذلك هو لا يؤمن بالحُب... ببساطة لانه لم يشعر به قَطْ... لم يعيشه ولا مرة... لم يراه في اعينهم... قلبه مُحطم منذ سنين لأنهم خذلوه كثيرا... قلبه فارغ و ضعيف... لذلك لا يهتم به... لا يحُب... و لن يُحب ! هو أبعد أسيل عن اهلها لكي لا تعيش كَم الخذلان الذي هو عاش فيه طوال حياته و عائلته معه في نفس البيت... لا يريد ان تصبح مشاعرها جافة و قا*سية مثله بسبب افعالهم... هو يعرف أكثر ما معنى ان تعيش مع عائلة لا تحبك... لذلك اخذها منهم...

' سكت ليه ؟ 

فاق من شروده و قال بإنزعاج

" قولتلك متدخليش في حياتي... 

ابتعد عنها و خرج... لم تفهم أسيل سبب انزعاجه من كلامها... جاءت الخادمة بالطعام و قالت 

* آدم بيه بيقولك كُلي كويس و خدي الڤيتامينات دي... 

' ماشي... 

ذهبت الخادمة و هي جلست لتأكل ليس من اجل آدم... فقط لانها جائعة كثيرا... لكن كانت تأكل بصعوبة... لان يداها الاثنتان مجرو*حة... 

دخل آدم الغرفة... وضع الشاحن في المكبس و اوصله بهاتفه ليشحن... جلس على السرير بجانب هاتفه و يقلب فيه... و أسيل تأكل لكن تؤ*لمها يدها كلما امسكت الملعقة و الخبز أيضا... كان آدم ينظر لها من الحين للآخر... لاحظ ان هناك شيء فيها... 

" في حاجة معاكي ؟ 

' لا... خليك في نفسك... 

بمجرد ما قالتها وقعت منها الملعقة على الارض لان لم تستطع حملها بيدها المشو*هة... نهض آدم على الفور و اقترب منها... 

" مالك ؟ 

' مفيش حاجة... 

جست على ركبتاها لتُلملم حبات المكرونة التي وقعت على الارض... لا يفهم آدم ماذا تخبئ عليه... نظر لها و لاحظ كَف يدها و الجر*وح التي به... تفاجئ و جسَّ على ركبتاه... اخذ المكرونة من يدها و وضعها على الطاولة... امسك يداها الاثنتان و نظر لهما و رأى الشرو*خ التي بهم... قال بقلق

" اديكي اتجر*حوا كده ازاي ؟ 

صمتت فقال بإستدراك 

" من سور البيت برضو ؟ 

اومأت له... تنهد بضيق و قال 

" قومي... 

' المكرونة مينفعش تبقى على الارض كده... 

" ابقا الخدامة تشيلهم... قومي انتي... 

نهضت و جلست على الاريكة... اتصل آدم على الخادمة... احضرت له صندوق الاسعافات و نظفت الارض ثم انصرفت... 

فتح آدم الصندوق و اخرج منه القطن و المرهم و الشريط الطبي... امسك كف يدها الايمن... مسحه جيدا بالقطن ثم وضع المرهم و ربطه بالشريط... و نفس الشيء فعله ليدها اليسرى... نظر لكلتا يداها و هي ملفوفة بالشريط الطبي و تذكر شيئًا سيئًا... 

F

عندما كان طفلا في سن الخامسة... ركض لوالدته و هو يبكي 

" ماما انا كنت بلعب في الجنينة بالكورة و وقعت... ايديا الاتنين اتجر*حوا... حتى بُصي عليهم... 

رفع يداه بوجهها ليُريها جر*وحه... لكنها ازاحتها بعيدا عنها و قالت وهي تكمل وضع مساحيق التجميل

* امشي يا آدم دلوقتي مش فاضية عندي ضيوف مهمين... 

" ماما هو انتي كل شوية عندك ضيوف ؟ انتي مبتلعبيش معايا و طول اليوم انا قاعد لوحدي... 

* بقولك يا آدم امشي دلوقتي... 

" بس يا ماما ايديا... 

* يا دادة تعالى خدي آدم من هنا !! 

صحيح ان جر*وح يده اختفت... لكن جر*ح قلبه مازال موجودا ! شعر بإنزعاج و هو يتذكر هذا... امسك يدها اليُمني و قَبَل باطن يدها فوق الشريط الملفوف حول كفها... فتحت أسيل فمها بصدمة... و امسك يدها اليسرى و قَبَل باطن يدها أيضا... نظر لأسيل وجدها تنظر له بتفاجئ 

' انت عملت كده ليه ؟ 

" عملت ايه ؟ 

نظرت ليداها ف فهم ما تقصده... شعر بالحرج قليلا... هو ايضا لا يعرف كيف قَبَل يداها... فعل هذا من تلقاء نفسه... 

" كملي اكلك... 

' لا خلاص شبعت... 

" انتي حتى مكملتيش الطبق... 

' بكره لما افك ايديا... 

فهم ان العائق في يداها... 

اخذ ملعقة مكرونة و قرَّبها اليها... هزت أسيل رأسها بمعنى' ماذا ؟ '

" كُلي... 

' مش عايزة... 

" متكذبيش... انا عارف انك بتحبي المكرونة... 

' عرفت من فين ؟! 

و قبل ان يجاوبها قالت 

' اه نسيت انت آدم نصار الكبير... مفيش حاجة تخفى عليك... عايش دور مفتش كورومبو

ضحك آدم... لاحظت أسيل انه اخيرا ضحك غير ضحكته الشريرة... ضحكته هذه بريئة للغاية... و جميلة !! 

" اه انا مفتش كورومبو... يلا كُلي... 

' بس... 

وضع ملعقة المكرونة داخل فمها و اضطرت لأكلها حتى لا تختنق... استمر في إطعامها حتى قالت 

' لا كفاية... اكلت كتير... بطني اتنفخت... 

" كويس... 

' و انت... 

" انا ايه ؟ 

' اكلت ؟ 

" لا... 

' ليه ؟ 

" عامل دايت... 

' ااااه... بتاكل كام وجبة ؟ 

" اتنين... فطار و غدا 

' و بتنام من غير عشاء ؟؟ 

" لا طبعا في عشاء... 

' فينه ده ؟ 

نظر لشفتاها و هو يبتسم ابتسامته الخبيـ,ـثة... فهمت مقصده فتوترت و نهضت من جانبه... 

" رايحة فين ؟ 

' هنام... 

جلست على السرير و تزحلقت تحت الغطاء 

" استني انتي ما اخدتيش الڤيتامين... 

' ڤيتامين ده ولا منوم ؟؟ 

ضحك و فهم الى ما تشير اليه... اخرج حبة الڤيتامين من العلبة... و اخذ كوب ماء... ذهب اليها و جلس طرف السرير... 

" قومي اشربيه... 

' لا... مش هاخد حاجة منك بعد المنوم اللي شربتهولي ساعتها... تلاقي الڤيتامين ده حاجة وحشة... ده شبه أكل السمك ! 

" مش أكل سمك ده... ده ڤيتامين الزنك... كويس اوي... 

' يعني ده مش استر*وكس ؟ 

" استر*وكس ايه ؟! والله ده ڤيتامين عادي...

' اممم... هحاول اصدقك

" متقلقيش... يلا خدي اشربيه... 

اخذت منه الحبة و وضعتها في فمها و اشربها بنفسه الماء... 

' شكرا... 

وضع الكوب على الكمودينو... نظر لها و قال 

" هتنامي ؟ 

' اه... 

" ماشي... 

قبل ان ينهض لاحظ علامة حمراء في رقبتها... كأنها خربشة... تذكر ان صاحب الشاحنة الذي حاول الاعتـ,ـداء عليها و هذه العلامة مكانه... غضب آدم كثيرا... هو لا يريد احد غيره ان يلمـ,ـسها... رغم انه انقذها قبل ان يكمل ذلك الرجل فعلته القذ*رة... لكن وجود علامة من رجل غيره عليها هذا سيجعله يُجن ! 

وضع يده على خصرها و شدها إليه... تفاجئت أسيل و قالت 

' انت بتعمل ايه ؟ أنا عايزة انام... 

ازاح خصلات شعرها للخلف و قال 

" أسيل... 

' نعم ؟ 

نظر لعيناها الزرقاء و قال 

' انتي مِلكي انا بس... سامعة ؟ انا و بس يا أسيل ! 

اقترب أكثر دفن رأسه في عنقها و يُقبل رقبتها قُبلات متفرقة... ليُزيل علامة ذاك القذ*ر و يضع علامته هو... هو فقط ! 

لم تعترض أسيل و تركته يضع علامته هو لانه زوجها و تريد ان تنسى ذاك الذي حاول الاعتـ,ـداء عليها... كانت قُبلاته حانية و حنونة... و بعد دقائق حتى هدأ من غضب غِيرتُه عليها... ابتعد قليلا... نظر لأسيل التي وجدها هادئة عكس دائمًا عندما ترفض اقترابه منها... 

" مبتعدتنيش ليه زي ما بتعملي ؟ 

' لان أنا كمان زيك... عايزة انسى انه حاول يغتصـ.... 

وضع إبهامه على فمها قبل ان تكمل تلك الكلمة و قال 

" خلاص انسي... محدش يقدر يقربلك في وجودي... انسي اللي حصل... 

اومأت له فنظر لشفتاها... انه يضعف كثيرا أمامها ولا يفهم معنى ذلك الضعف... لماذا هو مشدود لها لهذه الدرجة ؟! ألم يكن ذلك مجرد شهـ,ـوة و رغبة في امتلاكها لا أكثر ؟!... لكنه تزوجها بالفعل... اذن ماذا بعد ؟ لماذا رغبته اتجاهها لم تنتهي ؟ لن يستطع مقاومتها اكثر من ذلك و قال 

" عايز ابو*سك... 

' و بتاخد اذني ؟ 

" بجرب اخدك برضاكي... 

' على أساس لو قولت لا... هتبعد ؟ 

" لا... بس هعرف انك مش عيزاني... 

' انت مين ؟ 

تعجب من سؤالها و قال 

" تقصدي ايه ؟ 

' انت غريب اوي... بحاول افهمك بس مش عارفة... انت مين يا آدم ؟ 

" عايزة تعرفي أنا مين ؟ 

' اه... 

" احسنلك متعرفيش و تكتفي بالجانب اللي انا بظهرهولك... 

' جانب انك قا*سي و أنا*ني و معندكش د*م ؟  

" مفيش حد مبسوط لانه قا*سي... كل واحد فيه الكويس و الوحش

' قصدك ان جواك جانب كويس ؟ 

صمت و نظر لها لوهلة... نزلت عيناه لشفتاها... لن يقدر على تحمل أكثر من ذلك... وضع يده على وجنتها و عانق شفتاها  بشفتاه و قَبلها برفق... بادلته أسيل و هذا جعل آدم يتفاجئ... ان يكون مرغوبًا اتجاهها هذا جعله أكثر شغفًا في الاقتراب منها... ظل يُقبلها و سعيد بمبادلتها له القُبلة... لكنها توقفت ف ابتعد و قال بضيق

" وقفتي ليه ؟ كملي... 

' مينفعش... 

" هو ايه اللي مينفعش ؟ 

' اصل افتكرت انك مبتحبنيش... ف مينفعش اقرب منك اكتر من كده... 

" و هو لازم احبك عشان تقربي مني ؟ 

' اومال انت فاكر ايه ؟ 

ابتعد تمامًا و نهض... نظر لها و قال بحدة

" انا مش بتاع حُب... 

' ما انا عارفة... انت بتتسلى بس... 

" اه بتسلى يا أسيل إن كان عاجبك... نامي بقا... 

اخذ وسادة و غطاء من السرير و وضعهم على الأريكة... استلقى و سحب الغطاء عليه و اغلق نور الاباجورة... و كذلك أسيل استلقت و نامت لانها كانت متعبة... 

وضع آدم اصبعه على شفتاه و تذكر قبلتهم منذ قليل... كم كانت مبادلتها له لطيفة... جعلته يشعر بإحساس جميل كأنه في عالم آخر... عزلته عن الكوكب للحظات ثم سلبت منه هذا في غمضة عين... لماذا يجب عليه ان يحبها لتقترب منه برغبتها و تبادله و تعطيه هذا الشعور مجددا ؟ حُب ؟! هذا سخيف حقًا... 

*************

في اليوم التالي........ 

شعرت أسيل بيد تمشي على وجهها برفق... فتحت عيناها بتثاقل و تفاجئت عندما رأت أمامها صديقتها تسنيم... اتسعت عيناها و اعتدلت... ابتسمت تسنيم و قالت

* صباح الخير يا قمر... 

' تسنيم ! 

ضحكت تسنيم لانها متفاجئة من وجودها هنا... فركت أسيل عيناها لتتأكد انها لا تحلم و قالت بعدم تصديق 

' انتي هنا بجد ولا انا بحلم ؟ 

* انا هنا بجد و انتي مش بتحلمي... حتى عشان تصدقي هعمل الحركة اللي بتكرهيها... 

قر*صتها تسنيم في يدها... تأ*لمت أسيل... هذه قر*صة صديقتها التي تكره ان تفعل هذا بها... اذنً هي أمامها الآن و لا تتخيل ذلك !! 

' تعالي في حضني ! 

عانقتها أسيل و تسنيم بادلتها العناق بحُب... 

' وحشتيني اوي... 

* انتي كمان وحشتيني... 

ابتعدت أسيل عنها و قالت بتساؤل 

' عرفتي ازاي اني هنا ؟ و جيتي ازاي و امتى ؟ 

* جوزك قالي انك هنا... 

' آدم ؟ 

* اتصل عليا امبارح من تليفونك... انا رديت فكرتك انتي... قولت اخيرا فتحتي تليفونك و رنيتي عليا بس طلع هو... قالي لازم اجي و انتي محتجاني و كده... و قالي متشيليش هم المشوار بس المهم اجيلك... و بعت عربية لحد بيتي و وصلتني لهنا... انا لسه واصلة حالًا... قالي انك نايمة دلوقتي بس اطلعي ليها و اقعدي معاها... و انا جيت صحيتك... مش لسه كمان هستنى سيادتك تصحي... 

ابتسمت أسيل لان صديقتها المقربة بجانبها الآن... لكن تفاجئت حقًا لان آدم احضر صديقتها إليها... هي فكرت انه ابعدها عن كل الناس الذين تحبهم... و سيُمحي حياتها السابقة كلها... لكن الواضح انه يعرف الكثير عنها لدرجة انه تواصل مع صديقتها و لا يريد ان تجلس بمفردها حزينة على فراق عائلتها... 

' مبسوطة اوي انا لاني شوفتك... 

* انا كمان... بس ايه الڤيلا الجامدة دي... ده من اول البوابة لحد هنا و انا قولت كميات تحفة مقولتهاش في حياتي قبل كده... ده حتى الستاير تحفة... 

ضحكت أسيل و قالت 

' البيت بيتك يا تسنيم... فطرتي ؟ 

* لا بس انا مش جعانة... مفيش داعي... كوباية عصير و يبقى كده فل... 

' والله ما يحصل... هتفطري معايا... 

* بس... 

' بت اخرسي ! 

* اللي تشوفيه يا صحبتي ( لاحظت يداها المربوطة فشهقت بذعر و امسكت يداها ) ايه اللي عمل كده في ايديكي يا أسيل ؟ اوعى يكون جوزك بيتحول بالليل ! 

' هو فعلا بيتحول و مش بالليل بس... بس مش هو اللي عمل كده... انا اتجر*حت... حوار طويل ابقا احكيلك... 

نهضت أسيل و دخلت غرفة الملابس... و تسنيم دخلت خلفها فتحت فمها مترين و قالت 

* كمان الاوضة فيها لركن للهدوم لوحدها ! بت انتي وقعتي واقفة بجد... انا مش بحسد بس لو سيبتي جوزك ده هتبقي عبيـ,ـطة بجد... 

' الراحة مش الفلوس ولا في البيت الفخم يا تسنيم... 

* يا جدع ؟ اومال الراحة فين ؟ 

' في الأمان و الحنية و الدفى... 

* يعني عايزة تفهميني ان جوزك مش حنين معاكي ؟ لو هو مش حنين مكنش هيفكر يجيبني ليكي عشان متقعديش لوحدك... ده معناه انه مهتم و بيفكر في راحتك... 

صمتت أسيل لوهلة لتدرك كلام تسنيم... هل هو بالفعل يفكر بها ؟ ابعدت أسيل تلك الافكار من رأسها لانها تعرف جيدا لماذا تزوج بها... اختارت بيجامة لتسنيم 

' ايه رأيك في دي ؟ 

* تحفة بجد... لمين دي ؟ 

' ليكي... خدي البسيها بدل الجينز لانه مش مريح... و يكون في علمك هتقعدي معايا اليوم كله... و هتصل على مامتك اتحايل عليها تباتي معايا هنا... 

* لا ابات ايه مينفعش... انتي متجوزة مينفعش ابات معاكي خالص... انا هقضي اليوم معاكي بس... 

' يوووه... طب خدي البسي دي... 

* ماشي... اغير هنا ولا فين ؟ 

' اللي يريحك... غيري هنا... و المراية جمبك اهي... هنزل تحت اجيب الفطار لحد ما تكوني غيرتي... 

* ماشي... 

ذهبت أسيل و تركت صديقتها تبدل ملابسها... فتحت الباب و نزلت للأسفل... دخلت المطبخ وجدت آدم جالس على الطاولة... فاتح اللاب خاصته و بيده قهوته الصباحية... و واضح من ملابسه انه خارج لعمله... اقتربت منه ف رفع عيناه و وجدها أمامه... اخذ رشفة من القهوة و قال 

" الباب مفتوح في وشك اهو... اهربي تاني لو عايزة... 

' ما انت قولت ان جهنـ,ـمك انت اهون من جهنـ,ـم اللي بره... 

" يعني افهم من كده انك اتعلمتي الدرس ؟ 

' تحب اقولك الدروس المستفادة منه كمان ؟ 

ابتسم ابتسامة خفيفة و عاد للنظر في اللاب... فهمت أسيل انه مشغول... فتحت الثلاجة لتُعِد الافطار لصديقتها... وجدت مربى و جبن... اخذتهم و اغلقت الثلاجة... إلتفتت وجدت آدم يقف خلفها 

" بتعملي ايه ؟  

' بحضر الفطار لتسنيم... 

" الخدم يحضروه... ( اخذ ما بيدها و وضعهم على الرخام ) متمسكيش حاجة لحد ما ايديكي يخفوا... 

' ايديا خفوا... 

" و رجلك ؟  

' خفت عن امبارح بكتير... بقدر امشي عليها... 

" طب كويس بس برضو انتبهي لنفسك اكتر من كده... متعمليش حاجة... هخلي الخدم يحضرولك الفطار انتي و صحبتك... 

' انت عرفت تسنيم ازاي ؟ 

" انا اعرف اي حاجة تخُصك...

' سجِل مدني يعني ؟ 

" حاجة زي كده... بعدين لو انا مش متأكد ان صحبتك دي جدعة و باقية على عِشرتك و بتحبك بجد مكنتش هجيبها هنا أساسًا ولا اخليها تشوفك اصلا... جبتهالك من اول اليوم عشان تقضي وقت كتير معاها... 

ابتسمت أسيل و هذه اول مرة تشعر ان بداخله إنسان جيد... أراد إسعادها و نجح في ذلك... رؤية صديقتها المقربة بعد كل هذا تعني لها الكثير... 

" اغيرلك الشريط الطبي من على ايديكي و رجلك ؟ 

كانت تنظر له و صامتة... كأنها شردت فيه... 

" أسيل... ساكتة ليه ؟ 

لم ترد عليه... وضعت أسيل يداها على صدره... وقفت على أطراف اصابع قدماها لتصل اليه فهو طويل عنها... و قَبَلته على خده بلطف... اتسعت عينا آدم بصدمة... لم يصدق انها فعلت هذا بنفسها ! ابتعدت عنه و نظرت لعيناه السوداء الحادة و هو نظر لعيناها الزرقاء الجميلة و كل واحد شرد في عيون الآخر... ابتسمت أسيل و قالت 

' شكرا... 

" على ايه ؟ 

' لانك فكرت تغير مزاجي لاني بجد كنت داخلة على مرحلة اكتئاب هتجيب اجلي... شكرا لانك فكرت فيا... 

" فكرت فيكي ! 

قالها بتفاجئ و استدراك لمعناها... 

" عشان انا جبت صحبتك تقعد معاكي شوية يبقى انا فكرت فيكي ؟ 

اومأت له و هي تبتسم... شعر آدم بغرابة... لم يعتقد انه بفعلته هذه انه يفكر بها... هو فقط شعر بأن يجب عليه فعل ذلك و فعل... لم يكن يوجد في تفكيره اي شيء آخر... لم يفكر بها كما هي تعتقد... او فكر بها لكن هو لا يعرف معنى ذلك من الأساس ! 

حمحم بصوته الرجولي و يحاول تلاشي النظر اليها لان قُربها منه يُهلكه... و بدون اي كلمة ابتعد و اخذ اللاب خاصته و مفاتيح السيارة و خرج... شعرت أسيل بغرابة... لم يرد عليها حتى كأنها قالت شيئًا خاطئ... او بالفعل هذا خطأ من منظوره... لم يفعل له أحد شيء من قبل دليلا انه " يفكر به " لذلك هو لا يعرف معنى هذا...


يُتبع...... 

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع