رواية شط بحر الهوى الفصل الأخير 4بقلم سوما العربي
#شط_بحر_الهوى_الجزء_الأخير_حلقة٤
بهتت وجوه الجميع في ظل ذلك التدخل الذي لم يحسبوا له مطلقاً حساب، هل ستقوم القيامة! أم إنطبقت السماء على الأرض كي يدخلهم عليهم كاظم دخول الفاتحين يعلن إتخاذه موقفاً في حياته لأول مرة.
وما جعل جسد ضياء يتفزز ويكفهر وجهه هو مسارعة چيجي للوقوف خلف ظهر والدها تحتمي به وكأنها تدعم حديثه، كأنها تعلن رفضها...وهذا ما لن يسمح به.
ليهتف بحده:
-چيچي تعالي هنا.
إلى هنا وكفى، لن تتحمله زيادة فهتفت:
-أنا تقى، فوق....فوق بقااا.
ابتلع رمقه بصعوبه ثم قال مذعناً:
-حاضر..مش هغلط في إسمك تاني، بس بلاش هزار بايخ وتعالي نكتب الكتاب من جديد.
-لأ.
قالتها مجردة، بقوة وإستعلاء باتت تعلم انها بموقف القوة وقد دارت دورة الأيام والأن فقط جاء دورها.
وهو جن جنونه وبدأ يصرخ :
-نعم؟! يعني إيه لأ؟!
-زي ما سمعت يا ضياء، أنا مش موافقة عليك ومش عايزاك.
ربعت ذراعيها حول صدرها تردد:
-أنا كنت مغصوبه عليك من البداية.
ليهمس بجنون:
-مغصوبه عليا؟!!!
فاض صدرها من الفرحه والإنتشاء، تقف بموقف تأخر سنوات وهي تأخذ ثأرها منه، تلك السيدة العجيبة كانت محقة؛ الرفض والهرب لا يكفيان، الكافي حقاً هو رد الإعتبار، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وضياء كان دوما البادي، ربما حان دورها لتكن المبادرة ولو مرة.
لمعت عيناها وقالت:
-أيوه وجدك ساومني على ورثي ...أنت بالنسبة لي كنت مجرد صفقه، وافقت بصعوبة عليها
-أنا فلوس؟!! أنااااا..ضياء شديد كنتي مغصوبه عليا عشان ورث؟!
ضحك ساخراً يرفع احدى حاجبيه وردد:
-وجيتي لي ليه على المركب
زمت شفتيها بغيظ وغل من كبره المصاحب له يجري بعروقه مع كراته الحمراء:
-كانت محاولة، يمكن تعجبني وأرضى أكمل بس ماحصلش.
هزت كتفيها وتبخترت تتحرك أمامه مرددة:
-بدليل اني سيبتك قبل نص الرحلة ورجعت وانت الي جيت ورايا.
بهتت ملامحه يستوعب حدوث ماقالته فعلياً، فهل رفُض؟!!!
ليتدخل بوقتها شديد وقال:
-هو في ايه؟! مافيش اي حساب لوجود ناس كبيره في النص، إخرس أنت وهي.
ثم نظر لتقى يأمرها:
-وانتي يا تقى يالا عشان نكتب الكتاب مش عملتي وقولتي الي في نفسك يالا بقا يا حبيبة جدو.
لتصرخ فيه:
-أنا مش حبيبة جدو وعمري ماكنت هو الي طول عمره حبيب جده، إنت جوزتوا ليا وانت عارف إني مش بحبه، كنت شايف أني خسارة في أي حد تاني غير الوريث، ده انت كنت بتقولها لي صريحة، أنا مش هتجوزوا ولو أخر راجل في الدنيا.
حك ضياء أسفل فمه بغضب ثم تقدم منها يقبض على رثغها و يقول بتحذير:
-لأخر مره بقولك يالا ياتقى
هم كاظم كي يتدخل لكن منعته أشجان التي وقفت تتابع لترى تلك الفتاة مكسورة الجناح تنفش ريشها وتأخذ حقها، وقد فعلتها تقى بالفعل حين نفضت يده عنها بقوه شديدة ثم رفعت إصبع سبابتها في وجهه تنذره بخطاب شديد اللهجة:
-إسمع يالا انا اتحملتك وإتحملت غتاتك كتييير لكن أكتر من كده مش هتحمل مش عايزاك يا أخي..مش عايزه اتجوزك ..ايه هو بالعافية؟
ليجيب بقوة وتحد من و الأخر:
-أه بالعافية...ايه قولك بقا؟!
-وهتعمل كده ازاي؟!
نطق بها كاظم الذي رأى أن آوان تدخله قد حان فقال الجد:
-جرى ايه يا كاظم، أنت معانا ولا علينا؟
-أنا مع بنتي شوف أنت معاها ولا عليها؟
-بنتك طول عمرها بنتنا واحنا الي مربينها وعايزين ليها الصالح
لتهتف ناريمان بغيظ شديد:
-وانت جات لك الفوقة متأخر كده بعد تلاته وعشرين سنه جاي تتمخطر تعمل أب و مين الي انت ساحبها معاك دي كمان.
ابتسمت المعنية بإستاع فأخيراً قد أعطوها مكبر الصوت وستأخذ فرصتها لتتقدم مشيرة على نفسها تردد:
-أنتي إسألي أنا مين؟!! ياختشي طعمه.
لتتبدل ملامحها وتكمل:
-أنا أشجان مرات سي كاظم طليقك.
قالت كلمتها الأخيره بمعايره في الوقت الذي مال فيه كاظم على أذنها مردداً:
-أخيراً إعترفتي يا حته؟! أنا من زمان وانا عندي ميول أبقى سي كاظم زهقت من بيبي.
لتضحك تقى رغماً عنها فتصرخ فيها ناريمان:
-أنتي بتضحكي؟!
فشهقت أشجان:
-أحيييه، هما جمركوا الضحك ولا ايه..لأ لا يالا يابنتي تعالي معانا بتنا نقعد لمتنا وأشربك قهوتنا ونشوف لما فيلم لفاتن حمامة ولا سعاد حسني.
إتسعت عيناهم جميعاً وهم يرون تقى ستتحرك معاهم بالفعل ليصرخ ضياء:
-هي هتمشي بجد
اقترب منهم يقول:
-إمنعوها بأي طريقه..أي طريقه
لتهتف ناريمان بغضب :
-لو مشيتي من البيت انا هنتحر، سامعه ولا لا.
=تنتحري...وسعت منك دي كشكشيها شويه.
نظرت ناريمات لتلك السيده وقالت:
-انتي ايه الي دخلك مابينا
ثم نظرت لكاظم تعقب:
-طول عمرك رمرام.
همت أشجان لتنقض عليها مرددة:
-ر أيه؟! ر أيه يا عنيا.
ابتعدت ناريمان كم خطوة للوراء تبعتد عنها وكاظم يحاول أيقافها لكنها تهتف بغل:
-سيبني عليها كسر الحريم دي انا هربيها
ليهتف شديد:
-ايه الي بيحصل ده
-يا جماعة بجد ماحدش يعصبها انا مسيطر عليها بالعافيه دي فتحت دماغ سواق التاكسي عشان ١٥ جنيه زياده.
لكن أشجان لم تتوقف وظلت تحاول اللحاق بناريمان التي اخذت تبتعد عنها هرباً
__________سوما العربي________
الدخول للبيت الكبير هذه المره كان مختلف تماماً فقد عاد بها وهي زوجته وليست شقيقته ككل مره.
دلفوا للبيت ليجدوا الكل وبانتظارهما حساب طويل يحضرون له مذ علموا بعودتهم فقد عاد وقتها كل من مصطفى ومحمود الذهبي متحفزين لمعرفه ماذا يحدث بالضبط.
ولج للداجل يسحب نفس عميق يستعد للمواجهة التي شنها محمود مردداً:
-يا اهلاً أهلاً...حمد لله على السلامة...أخيراً نورتوا.
تقدم ماجد يبتسم بشرخ داخله ما عاد يتقبل فكرة ان هذا الرجل والده منذ غادر اول مقرراً اللاعودة لكن أجبر فيما بعد بسبب معذبته .
سحب نفس عميق ثم قال :
-الله يسلمك
-كنتوا فين؟! وازاي تخرجوا كده فجأة وتتاخروا كل الأيام دي
-فيروز كانت مكتئبة شويه وحبيت أسفرها شويه.
تعالت ألاصوات المعترضه لكن ماجد تعامل معهم ببرود يرد بإحابات منطقية الى أن انتهوا فصعدوا للطابق الثاني في بيتهم من جديد.
وكادت فيروز أن تدلف لغرفتها لكنه قبض على يدها يقول:
-رايحه فين؟!
-أوضتي..هنام.
سبحها معه لغرفته بعدما فتحها، أدخلها يغلق الباب ثم يحتضنها له قائلاً:
-المفروض تنامي مع جوزك يا حلوة.
فهمست معترضه:
-ماجد انت اتجننت مش هينفع
-هو ايه الي مش هينفع انا مش عملت لك الي انتي عايزاه ورجعتك واتحملت كل حاجه، عايز حقي فيكي بقا، أنتيّ جننتيني وطلعتي عيني.
فابتعدت تبتسم من صبابته و لهه بها تقول بدلال:
-تؤ...مش هينفع.
-بلاش تزوديها يا فيروز..أنا تعبت قوي معاكي.
لكنها عاندت مستلذة بعذابه ولهفته عليها لتخرج من الغرفة سريعاً مهرولة ليهرول خلفها يحاول الإمساك بها لولا صوت جده:
-في حاجة يا ماجد؟!
ضحكت فيروز شامته لينظر لها بغضب شديد ثم قال:
-لا ابداً، بس واضح انه اختي حبيبتي محتاجه رباية من جديد.
نظر لها بتوعد وهي ترد عليه بترفع شديد ولك يملك حالياً سوى ان يدخل ويغلق الباب خلفه
_________سوما العربي_______
لقد غادر الجميع وأنفضت الليلة بعدما نجحت ناريمان بتهديد ابنتها
ان غادرت.
وعلى مايبدو انها وصلت لما تريده فقد انتصف الليل وها هي تقى تنام في غرفتها القديمه بعدما تحررت من فستانها الثقيل وزينتها ثم نظفت بشرتها ترتدي ملابس النوم الحفيفة وذهبت تستلقي فوق الفراش.
لكنها أنتفضت بذعر حينما فتح الباب على حين فجأة ودلف منه ضياء مردداً:
-مساااااااء الخييير.
بهتت ملامحها وسألت:
-أنت ازاي تدخل كده لأوضتي وأيه الي جايبك هنا اصلا.
أقترب من فراشها ينتوي الإنضمام لها مردداً:
-جاي اقضي سهرتي مع مراتي الحلوة.
فصرخت:
-إنت إتجننت؟! مرات مين؟؟ أمشي أطلع برا أحسن لك
التصق بها يمسك يديها يطالع هيئتها في منامتها الرقيقة ويزيح الخصلات من على وجهها بينما يردد بأنفاس سخينه:
-مش معقول جمالك ده يا تقى..أنتي تجنني.
نفضت يده بحده:
-اطلع برا يا ضياء والا هصرخ والم البيت كله عليك.
-صرخي...أخرها ايه؟! هصلح غلطتي وده المطلوب إثباته.
-أمشي اطلع برااال...برررررا.
هز رأسه بأنفاس لاهثه:
-مين هيقدر يشوف قدامه احلامه من غير ما يلمسها يا تقى.
-دلوقتي بس عرفت اني تقى؟؟
اقترب يبتسم وملس على وجنتها يردد:
-أحلى تقى بالدنيا...انا اسف لو زعلتك في يوم ...خليني اصلح كل ده واعوضك بس أرجعي لي
-لا يا ضياء انا أستاهل واحد احسن منك مليون مره.
اشتعلت عيناه بغضب شديد وهتف:
-انتي اتجننتي؟ واقفة قدام ضياء شديد تقولي الكلام ده؟! راجل تاني؟!! ده انا اقتلك واقتله.
تحدته تردد:
-لسه زي ما انت الطبع بيطلع بطلوع الروح..مغرور وأناني...تقتلني؟! طب فكر تقربلي كده شوف هعمل فيك ايه؟
مع تحديها له هجم عليها يضمها له يقبلها بتملك وشراسه لتشعر يالضعف الشديد مضاهه به وعلى الفور تذكرت تلك الحركه التي علمتها لها أشجان فرفعت قدمها بقوه تضربه أسفل معدته جهلته يتأوه ويصرخ بجنون وهو يلتف حول نفسه ينظر عليها غير مصدق :
-تقى؟!!! أاااااااااه...يابنت المجنونة..
أرتمى على جانب الفراش متكوراً على نفسه بألم لتشهر إصبع سبابتها بوجهه تقول:
-لو فكرت تقرب مني تاني هقضي على مستقبلك الي ماحيلتكش غيره...أظن فاهم.
ثم التفت علي الفور تغادر الغرفه وتتركه يتأوه بألم مبرح وذهبت هي لغرفته توصد الباب عليها بالمفتاح وهي سعيده منتشية بعدما ضربته تردد:
-ضربته...الله..ده شعور حلو قوي.
مسحت على صدرها تكمل:
-وبيريح قوي...كويس اني ما مشيتش.
لتتقدم من فراشه مرتاحه تشعر بالنصر وشفيان غليلها فهي لم تشعر بذلك وهي معه بالسفينه ولا بعدما أتى راكضاً خلفها ولا مع توسله لها لأن تعود له ولا مع ولهه وصبابته وإعجابه الشديد بها...
ما شفاها حقاً هو ضربها له..القت بجسدها على سريره تردد:
-أشجان دي طلع سرها باتع.. ده أنا هعمل عمايل.
ثم أغلقت عيناها بأرتياح منذ سنوات طويلة من الظلم والنبذ
___________سوما العربي________
صباح يوم جديد
جلست زينب على سفرة الطعام بجوار والدها تستمع لما يقوله بشىء من الصدمه والاستغراب الى ان انتهى فسألته:
-بابا أنت كويس؟! ولا يمكن مثلاً محتاج تنام شويه كمان؟!
ضيق عيناه ورد بنزق:
-لا واعي وفايق يام لسانين وعارف بقول ايه
-ده بجد يعني؟! يعني فجأة كده بقدرة قادر حضرتك هتخليني أنزل شغل ومع عمو يحيى ..حضرتك كنت رافض مبدأ الشغل أصلاً
تنهد عبدالعزير ثم قال:
-كنت غلطان...لازم تخرجي من البيت وتتعلمي وتنشفي كده
-أنشف؟!!!!
-أاه..بصراحة انتي نايتي قوي.
-ماشي ياعم تشكر.
-مش عايز لماضة وطولت لسان خلصي فطار وتنزلي يالا...عمك يحي كان بيقول هيبعت حد ياخدك بالعربيه بس انا رفضت طبعاً
-وليه بقاااا..ليه حد يقول للراحة لا؟
-عشان تتعلمي تعتمدي على نفسك، من أولها عايزة حد يوديكي ويجيبك يابنت عبد العزيز؟! خلصي افطري وانزلي.
ذهبت زينب تستعد للخروج وقد تأنقت بزياده، داخلها أمل مقابلة يوسف تريده أن يراها حلوة جداً فقد إشتاقت لرؤية تلك النظرة بعيناه لها.
لكنها ذهبت لهناك ولم تجده مطلقاً بل علمت انه لا يأتي لهنا الا نادراً فأصابها الإحباط .
ليمر اليوم بها بين محاولة التكيف والتعلم لتعرف أن ما تدرسه بالجامعه شيء والحياه العملية شيء آخر.
انتصف اليوم وهي تعبت جداً ليتعالى صوت رنين هاتفها ولم تكن سوى نور التي هتفت ما ان فتح الهاتف:
-أهلاً بالندلة
-انا؟! الله يسامحك ياستي
-طبعاً مش روحتي وقولتي عدولي وكمان مختفيه خالص
-اصل انتي ماتعرفيش...مش بابا قرر يخليني أشتغل
-بجد؟! نزلتي شغل!
-ايوه والنهاردة أول يوم..عند باباكي كمان.
-عند بابا؟!!!
ليقف يوسف الذي يجلس بجوارها وهو من جعلها تهاتفها الان تحديداً يتحرك بسرعه مغادراً كي يذهب لعندها ويراها.
________سوما العربي______
كانت تقف في المرحاض تغسل وجهها ولجوارها بعض الفتيات الموظفات بالشركة يجدددن ضبط زينتهن ولا يتحدثن بنميمة على بعض الأمور.
بقت تتابعهم من بعيد ولم تندمج لهم بعد لتدلف واحده وتغلق الباب وعلى وجهها علامات التشويق تزف اليهم خبر جديد:
-يا بنات...حذروا فزروا مين برا.
انتبهوا لها جميعاً عدى زينب التي اهتمت اكثر بوضع الكحل في عيناها متأكدة ان من سيتحدثون عنه بالتأكيد شخصية لا تعرفها.
لكن توقفت يدها عن إكمال مهمتها حين سمعت الفتاه تكمل مخبرة:
-دكتور يوسف إبن مستر يحي...بس مش ممكن...قمور قوي وأحلو أكتر.
فخرجن كلهن كي يتثنى لهن مشاهدته عن قرب يرونه وهو يتجه نحو غرفة مكتب والده يرددن بصوت واحد:
-قمر قمر قمر.
لتشعر بتضخم دقات قلبها حين إستمعت لغزلهن الصريح به بداخلها شعور انهن يتحدثن عن سمة شئ يخصها.
_________سوما العربي_________
أغلق يحي الدفتر من يده بحده وتفاجئ وهو يرى يوسف الذي جاء لهنا على عكس تفضيلاته ليقول:
-يوسف؟! خير
-ايه ياوالدي؟ شوفت عفريت؟
ضيق يحي عيّناه وسأل:
-ايه الي جابك يا يوسف؟
-الحق عليا قولت اروح أساعد الحاج
-ولا بطل شغل اللوع بتاعك ده وتعالى دوغري، قال تساعد الحاج قال، من امتى؟ ده أنا لساني طلع فيه شعره وانا بتحايل عليك تيجي بدالي يوم ولا اتنين، غلبت اقولك أني كبرت وماعدتش زي الأول بس انت لا..نفسي وشغلي وبس ..تعالى لأبوك دوغري، كل مره كده بتلف وتدور وتضيع على نفسك فرص
لكن يوسف كعادته يعشق التحوير لذا أكمل:
-مظلوم والله، ده انا كنت قريب من هنا قولت اجي اسلم
-وسلمت؟! يالا زوق عجلك من هنا ورانا شغل.
صمت يوسف بإمتعاض ليقول يحي:
-مالكش انت في الدوغري بس انا ماعرفش غيره يا يوسف، وزينب تبعد عنها خالص سامعني ولا لا؟
-طب هي فين بس؟
هز يحي رأسه بيأس وقال:
-قوم شوف أشغالك يا يوسف خليني أكمل الي ورايا.
ليقف يوسف من مكانه ويتحرك مغادراً يبحث عن من جاء من البداية خلفها.
ظل يبحث ويبحث حتى لمح طيفها في في المكان المخصص لإعداد المشروبات تقف وهي مولية ظهرها له تصب القهوة لنفسها فتقدم منها يقف خلف ظهرها يبستم ثم مال على أذنها يهمس:
-وحشتيني.
شهقت ملتفة له عيناها متسعه و وجهها أحمر، تراه يطالعها بإشتياق حقيقي لكن مازالت بعيناه لمعة التلاعب يسأل:
-وانا؟!
-إنت إيه؟!
-ماوحشتكيش؟!
تذكرت على الفور كل أفعاله وعنجهيته في التصرف مما شجّعها قليلاً على عكس طبيعتها فشحنت نفسها ترد:
-لأ.
أبتسم بثقة كبيرة ولم يعر ما قالته اهتمام بل اقترب منها بزياده يصفف لها خصلات شعرها فوق غرتها بمشهد حميمي جداً جداً وهو يهمس بقرب خطير:
-كذابة يا زوزو، أنا وحشتك.
نهج صوتها وعلت وتيرة تنفسها وبات الكذب واضح عليها بالفعل حين ردت:
-لا...وأتفضل أمشي.
في نفس التوقيت كان يحي يمر على يخرج من المرحاض وسمع إحدى الفتيات تقول للبقية:
-يا بنات يا بنات...تعالوا شوفوا دكتور يحي مع البنت الجديدة.
فلم تلتف الفتيات فقط بل والشباب كذلك يقفون متلصصين عليهم يتابعوهم وهو ملتصق بها هكذا يصفف لها خصلاتها بروعة وحميمية فنطق أحدهم:
-هما مرتبطين؟!
وصلت الكلمة لمسامع يحي الذي فطن للتو ما يجري وردد:
-يابن الأيه يا يوسف، طول عمرم صايع.
وما ان لاحظت زينب وقوفهم حتى إستفاقت تزجره:
-أبعد..أيه الي انت بتعمله ده؟!
-زوزو عيب..صوتك بقا يعلى عليا كتير وكده مش حلو.
أعطاها أوامره ثم سأل:
-هتخلصي شغلك امتى؟!
لكنها نهرته بحده:
-مالكش دعوه..ارجع لورا خليني أعدي...سيب شعري ايه اللي بتعمله ده
هز رأسه مزعناً والتف خلفه يرى الجمع مجتمع فأبتسم:
-ولا حاجة يا روحي.
ثم همس في أذنها لترتفع شهقات الفتيات:
-كنت بعرفهم انك تخصيني..كده الرسالة وصلت...همشي دلوقتي بس راجعلك تاني.
قال ما قال ثم أرتدى نظارته الشمسية بشموخ وكبر وغادر يحمل معه النصر
__________سوما العربي_________
جلس ذلك الأجنبي البارد على الكرسي في بهو الفندق يتطلع لهاتفه كل دقيقة وهو يسب ويلعن تأخر تلك البلوة التي قد بلى بها نفسه.
ميعاده معها تسعه والساعه الان قد تعدت العاشرة والنصف فزفر بضيق ليبصرها تدلف ببذلة من الجينز العصري وقد دخلت عليه تقتحم جلسته في ثواني:
-صباح إسكندراني حاير طاير عليك ي…اه مش بتفهم مصري.
قالتها وهي تراه يجعد مابين حاجبيه وينظر لها بضيق شديد مردداً:
-ماذا قولتي للتو
فردت ببراءة:
-صباح الخير هذا فقط
-تكذبين…كل ذلك كان صباح الخير فقط، وتلك ليست أول مرة.
-أنت غريب جذاً بالمناسبة، تقف عند أمرر تافهه جداً
اتسعت عيناه من وقاحتها معه وهمس:
-أتقصدين بأنني تافه؟!
رمشت بعيناها وقد ضبطها هي بالفعل تراه هكذا خصوصاً هو يركض لهثاً خلف فتاة متزوجه بأخر يعتقدها حبيبته، ومع رمشها بعيناها فطن الجواب ليردد من بين أسنانه:
-لا أعلم ماهو سبب صبري عليكي؟ ولما لم أقتلك؟ لا بل تعملين معي وتأخذين راتب كبير.
-هذا لأنك رجل كريم.
لجأت لأن تضحك على عقله ترى كل الأجانب بعقول صغيره من السهل الضحك عليهم وبالفعل نجحت في ذلك وأنسته حين جلست لجواره بحماس تردد:
-هااا..ماهي مهام اليوم؟ اااه..تذكرت..لتعلم فقط أني مهنيه جداً وماهرة.
ثم أكملت بحنكة:
-لقد انهيت لك إقامتك في هذا الفندق وحجزت لك في أفخم الفنادق بالقاهرة مطلة على نيل مصر مباشرة وباليوم التالي سنبدأ في رحلة البحث عن فتاتك المثيرة…
ختمت حديثها بغمزة عين جعلته يبتسم يشرد بأحاسيس متخبطة.
بعد ساعة ونصف تقريباً كان يقف في منتصف جناحه الخاص في القاهرة يشاهد روعة المنظر المطل على النيل يردد:
-واو…رائع..تعالي لتري.
اقتربت تنضم له في الشرفه تردد بزهول:
-رائع بالفعل.
ثم أكملت بجدية :
-أمامك فرصة لساعتين كي تحظى بنوم هادئ ينسيك عناء السفر وبعدها سنتجه لمنطقة العجوزة حيث مكتب السيدة غنوة ستراها لأول مره.
غمزت له من جديد وهمت للتحرك قائلة:
-سأذهب فأنا ايضاً أحتاج للنوم.
جعد مابين حاجبيه وسأل:
-إلى أين؟! ألن تنامي هنا؟!
-نعم يا حلاوة
-ماذا قولتي…حالا قولي، وحذاري ان تغيري الحديث أو تختصريه كعادتك
حمحمت بارتباك ثم همست مدعية البراءة:
-لم اقل شيئاً يذكر سيدي كنت أخبرك أنه لا يجوز، فقط
نظر لها بإندهاش تلك الفتاة مراوغة لأقصى حد ثم سأل:
-ولما لا يجوز، كل من عملت معهن من مساعدات كن يقمن معي بجناحي أنى ذهبت كي يسرعن بمساعدتي متى طلبت وينجزن أعمالهن.
شرست من نبرة صوتها وقالت:
-أاااه..هذا هناك لديكم بأوروبا لكن انت هنا على ارض مصريه وستسير الأمور وفق عادتنا نحن.
اتسعت عيناه وهو يراها تقف متخصرة وتهتز محتجه:
-ثم إن بعد غرفه عن عرفة بنفس الفندق لن يعيق إنجاز المهام سيد ألبير..أتعتقدني ساذجه..أنا لا أقم بمهام ليلية هل فهمت؟! أم ترغب في ملاقاة نفس مصير مديدي المتحوش السابق.
أنهت حديثها تعطيه نظرة محذره تخبره انها واعيه له وبعدها غادرت وتركته مندهش ومالبث ان تحولت دهشته لضحكه مرحه بسبب تصرفاتها وتقلباتها المزاجية
___________سوما العربي__________
فارت القهوة على النار وهي أمامها لأنها كانت شاردة تماماً تفكر في القادم.
تتذكر تهديد جدها المتواري حين ذكرها بأن الوضع المادي لوالدها ما عاد يسر بعدما بدد الكثير أثناء ركضه خلف النساء وما بقى عنده فهو بالكاد يستره.
رسالة الجد ولو كانت مبطنة لكن وصلها مفادها بالصميم، انها ورقة ضغط جديدة يخبرونها بأنهم سيمنعون عنها أموالهم و والدها لن يعينها في حالة عدم عودتها للوريث من جديد.
لتدرك أن سنوات الرغد والغز قد تنتهي إن رغبت في سطر حياتها كما تريد.
فبدأ تفكيرها يتطرق للنقط الهامة، ما هي أساسيات الحياة التي ستجعلها تعيش عيشة كريمة والجواب بسيط و واضح(مأوى+عمل تجني منه المال)
فذهب تفكيرها لضرورة إيجاد فرصة عمل جيدة ومناسبة تدر مبلغ مالي يتناسب مع المستوى الذي عاشته طوال عمرها.
صبت القهوة بضيق كونها فارت وتنهدت على بداية اليوم الذي ابتدأ بفوران قهوتها ثم نظرت لها تقرر انها ستشربها على أي حال.
لكن اتسعت عيناها بصدمة وهي تشعر بجسد ساخن يطبع على جسدها يضمها له بتملك شديد بل قاتل ويهمس:
-صباح الخير يا روحي
لم يترك لها الفرصه للمبادرة أو التصرف وقوته كانت كفايه لكي يديرها بين يديه فيصبح وجهها مقابل لوجهه ينظر بتيه و وله لجمالها الناصع ثم يمرر يده على خدها ويهبط على عنقها ومن ثم صدرها الذي كان له معه وقفها جعلتها تصرخ فيه وهي تنفض يده عنها:
-أبعد عني...ايه الي بتعمله ده.
أبتسم بسماجة و قال:
-بتحرش بيكي.
بهت وجهها من فجاجة تصريحه ليزيد عليها ويكمل:
-مش كان زمنا بنعمل كل ده في الحلال، بس انتي رفضتيه.
هز كتفيه وكمل بتجبر:
-كتب الكتاب ده كان عشانك، انا كده كده بتعامل معاكي على إنك بتاعتي.
ثم مال على عنقها يقطف منه قبلات منعشه صباحيه، لكن تقى باتت على قدر معقول من القوة جعلتها تبعده عنها وفاجأته من تصرفه الجديد حين أطالت يدها ووو...صفعت الوريث...
ليقف وهو يضع يده حيث علّمت بكفها على وجه الوريث ضياء عاصم شديد...جعلته يقف متصنم وسيتخذ الأمر منه أكثر من دقيقة كي يستوعب انه قد صفع للتو على وجهه.
بينما تقى خرجت من المطبخ بجسد ينتفض بل يرقص فرحاً وقد نست مرار التحرش بعدما صفعته، ففي الليل ضربته أسفل الحزام وبالصباح لطمت خده لتصرخ داخلها بجنون و إنتشاااء:
-الللللللله.... شكراً يا أشجان شكراً.. سعيدة قوي.
لتفكر أن بقائها كان فيه الصواب على الأقل الى أن تنتقم وتخرج على جتته مرار ما جعلها تعيشه في طفولتها وما ان تشبع حتى التخمه وتشفى من جرح الطفولة وقتها قد تفكر بالرحيل مرتاحه.
………
صباح الخير تقييم الحلقات مش عاجبني خالص وده بيقلل حماسي ناحية كتابة الرواية دي للأسف وكل ما بسكت واتحرج اتكلم بتبخسوا بحقي أكتر ولذلك الحلقة الجديدة هتنزل أول ما الحلقة دي تكمل ١٢٠٠ لايك سواء كان النهاردة أو بكره وطبعاً أنتو عارفين اللايك بيتعمل ازاي وأد ايه مش بياخد وقت
دمتم في خير
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا