رواية بين قلبي وقلبك الفصل الرابع 4بقلم الكاتبه نور محمد (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
رواية بين قلبي وقلبك الفصل الرابع 4بقلم الكاتبه نور محمد (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
4
ابتسمت جميلة بفرح اما عيسي ونوح ف لم يعجبهم ذلك الخبر مطلقا
نظرت جميلة لعيسي وهي تتذكر ذلك اليوم
فلاش باك
هتف عيسي وهو يلهث اطلعي طلعيلي جاكت للبدلة وانا هحط الاكل لأحسن كده مش هسيبك ركضت جميلة من امامه اما هو فنظر لكاسين العصير التي حضرتهم جميلة ثم اخرج شريط من جيبه ووضع حبه بأحد الكاسين وهتف بحز**ن: انا اسف يا جميلة
تذكرت جميلة انها لم تضع علي الطعام ملح ف عادت لتخبره لتجده يضع هذا الدواء لها
باك
نظرت جميلة ل نوح اما هو فقال:مبروك يا جميلة
ابتسمت له جميلة وقالت:عقبالك لما تتجوز يا نوح
استأذن نوح وخرج وعيسي مازال علي وضعه وقال:نزليه يا جميلة
خرجت جميلة من الغرفة وتركته وحيد
______________
نظرت له فريدة ببكاء اما هو فقال:انا كويس واللهي متقلقيش انا بس حاسس بشوية وجع
ابتسم ياسين لها وقال:خا*يفة عليا كانت ستغادر لكنه جذبها اليه وقبلها بكل عشق
اما فريدة فظلت هادئة ولم تتحرك وياسين مكمل ف مشاعره ليها
ابتعد عنها وهو يلتقط نفسه وهتف بحز*ن:عارف انك مش قابله وجودي وولا قربي منك بس هخليكي تحبيني انا مش و*حش يا فريدة
_______________
خرجت جميلة من المستشفى وهي تلتقط نفسها وتبكي
جميلة:خلاص يا عيسي كفاية كده
وضعت يدها علي بطنها ونظرت تجاهه انه نوح لكن ماذا به ركضت تجاهه
أقتربت منه وقالت بذ*عر:نوح فيه ايه مالك
رد نوح ويكاد صوته منعدم:العربية
جميلة:انت تعبا*ن استني انادي حد
امسك يدها وقال بتعب:الانسولين يا جميلة ف العربية
لم تفهم وقالت:انسولين
سقط نوح أرضا اما هي ف ركضت تجاه سيارته وبدأت بالبحث وهي تبكي حتي وجدته
اقتربت منه سريعا ونظرت له قليلا بتردد ثم اعطتها له بذراعه
كان عيسي يبحث عنها ولم يجدها فشعر بالقلق عليها
نظرت جميلة لنوح الذي قد بدأ يستعيد وعيه وقالت:نوح انت كويس
هتف نوح بتعب وهو يعتدل:انا تمام
هتفت ببكاء:من امتي وانت بتاخده
رد نوح بهدوء:بقالي سنتين
نظر نوح لعينيها وقال:محدش يعرف يا جميلة اوعي
هزت جميلة رأسها بهدوء وقالت:حاضر بس خلي بالك من نفسك
هز نوح رأسه اما هي فامسكت يده وساعدته حتي يقف
بعد وقت
عاد الكل لمنزله اما عيسي ف لم يراها ومازال يبحث عنها ف عاد للمنزل
كنت جميلة تلم ملابسها وقد انتهت وهو دلف للغرفة ليجدها
اقترب منها عيسي ليلمسها فقالت:طلقني
عيسي:جميلة اهدي
هتفت جميلة بغ*ضب:اديتك بدل الفرصه اتنين وثلاثة وعشرة عملت ايه كنت بتحطلي منع حمل ف العصير ليه وصلت للدرجة ديه انا عايزة اكون ام حتي لو هبعد عنك فاهم
كانت ستغادر لكنه امسك ذراعها وقال:مش هينفع يا جميلة
صرخت جميلة:ليه مش هينفع
صر*خ عيسي بها:عشان ممكن تمو*تي وممكن اخسرk مستحيل يا جميلة
هتفت جميلة بعدم فهم:امو*ت
عيسي:الدكتورة قالت إن عندك مشاكل ف الرحم ولو الحمل كمل ممكن تمو*تي
ضحكت جميلة وجلست علي الفراش لتقول بعن*ف:انت انا*ني لأنك بدل ما تقولي اخترت عني
ده ابني انا وده جسمي انا وديه حياتي انا
صا*ح عيسي وهو يمسك يدها:وانا عارفك ومستحيل اسمحلك انك تختاري المو*ت
حاولت جميلة ان تفلت من يده وضر**بته ف صدره بكل قوتها وقالت:انا اللي اختار مش انت
صمت عيسي للحظة واخذ نفسا عميقا وهو ينظر لها ثم امسك يديها التي تضر*به بها وثبتها علي الفراش
صر*خت جميلة وهي تحاول ابعاده عنها وهي تقول ببكاء:مش هيا*ذيني يا عيسي هبقي كويسة ارجوك متعملش كده
هتف عيسي بحز*ن :مش مستعد اخسر*ك حتي لو ده معناه انك تكر*هيني طول حياتك
كانت جميلة تبكي وجسدها يرتجف من المقاومة ولم تسطيع ابعاده عنها
جميلة بصوت متقطع مليء بالأ*لم:
"عيسى... أرجوك... بلاش تعمل كده...
كان عيسي ممسكًا بها بقوة يداه ثابتتان على جسدها كل صرخة منها كانت تمز*ق قلبه لكنه لم يكن يملك خيارًا آخر الأ*لم كان الوسيلة الوحيدة لحمايتها وعندما أمسك يديها محاولًا تهدئتها شعر برجفة جسدها تحت قبضته.
جميلة بصوت ضع*يف وهي تحاول التوسل:
حرام عليك يا عيسى... ده أنا!
إزاي إيدك تعمل كده؟ إزاي؟!
صوتها كان يرتجف لكنه لم يتراجع اقترب منها أكثر جسده يضغط على جسدها وهي تحاول التحرك تحته بأي طريقة لكن دون جدوى عيناها كانت ممتلئة بالدموع وفي كل لحظة كان الأ*لم الجسدي يزداد وكأن خن*جرًا ينغر*س في بطنها مع كل حركة.
جميلة بصوت مخنوق وهي تبكي بشدة:
عيسى بطني... بتوجعني مش قادرة أتنفس... أرجوك، سيبني أنا بمو*ت... أنا فعلًا بمو*ت.
جميلة بصوت مبحوح ومتقطع وكأنها تختنق:
عيسى... وقف... لو بتحبني... وقف. أنا بمو*ت مش قادرة أستحمل أكتر...
عيسى توقف للحظة عيناه غارقتان في الدموع لكنه لم يتركها صوته كان مكسورًا وهو يهمس:
جميلة... أنا آسف، بس ده عشانك... عشانك
جميلة صر*خت صرخة عالية وكأنها أفر*غت آخر ذرة قوة بداخلها جسدها كان يحترق بالأ*لم وعيناها أصبحت شاحبة صوتها بدأ يضعف تدريجيًا حتى انهارت تمامًا بين يديه
تحولت الغرفة إلى صمت لم يبقَي سوى صوت أنفاسها المتقطعة وجسدها المرتخي بين يديه عيناها نصف مغلقتين وجهها شاحب كالمو*تي وجسدها لا يكاد يتحرك شعر عيسى بر*عب لم يشعر به من قبل وكأن الزمن توقف للحظة كأن قلبه سقط في هاوية لا نهاية لها
عيسى بصوت مرتجف وهو يهزها برفق: جميلة؟ جميلة، ردي عليّ! بالله عليكِ، متسيبينيش كده...
لكنها لم ترد
يداه التي كانت تمسك بها بقوة قبل لحظات أصبحت الآن تائهة تبحث عن أي علامة تدل على أنها لا تزال معه لا تزال تتنفس وضع يده المرتجفة على وجهها على عنقها يحاول أن يشعر بنبضها لكنه لم يكن متأكدًا إن كان قلبه هو الذي يرتجف أم قلبها هو الذي توقف.
عيسى بصوت مختنق وهو يصرخ: جميلة! افتحي عنيكي، بالله عليكي، متسبينيش
أخذها بين ذراعيه، يهزها بخفة، لكن جسدها كان هامدًا، دموعه سقطت لأول مرة بلا مقاومة كأنها إعلان استسلام.
عيسى وهو ينهض بها بين يديه: استحملي بالله عليكِ استحملي... مش هسمحلك تروحي مني كده
ركض خارج الغرفة لا يرى أمامه سوى صورتها لا يسمع سوى صدى كلماتها الأخيرة وهي تتوسله أن يتوقف أن يتركها لكنه لم يفعل لم يفعل لأنه كان يظن أنه يحميها لكنه الآن يشعر وكأنه قت*لها بيديه
في المستشفى
كانت الممرات تضج بأصوات العجلات التي تتحرك بسرعة والأطباء والممرضات يركضون حول النقالة التي تحمل جميلة جسدها الهامد يترنح مع كل حركة بينما كانت أنفاسها ضعيفة بالكاد تُسمع.
عيسى وهو يركض بجانبها يمسك يدها بقوة: جميلة متقفليش عنيكي بالله عليكي متسيبينيش
لكنها لم ترد لم تتحرك حتى.
وصلوا إلى غرفة الطوارئ ودُفِع عيسى إلى الخلف بينما اجتمع الأطباء حولها
طبيب الطوارئ وهو ينظر إلى حالتها: عندنا نز*يف داخلي احتمال تمز*ق في الرحم جهزوا اوضه العمليات فورًا
عيسى بصوت مذ*عور:هي هتبقى كويسة، صح؟ قولولي إنها هتبقى كويسة
لم يرد أحد عليه كانوا جميعًا منشغلين بمحاولة إنقاذها شعر أن الغرفة تدور به أن جسده فقد توازنه لكنه لم يكن يستطيع السقوط الآن ليس الآن
بعد ساعات
جلس عيسى على الأرض خارج غرفة العمليات رأسه بين يديه لا يشعر بشيء سوى ثقل الذنب والخوف لم يكن يدري كم مرّ من الوقت فقط كان ينتظر... ينتظر أي شيء أي صوت أي خبر...
وأخيرًا، خرج الطبيب، وجهه متجهم، وعيناه تحملان خبرًا لم يكن عيسى مستعدًا لسماعه.
الطبيب وهو ينظر إليه بجدية: إحنا أنقذنا حياتها، لكن...
رفع عيسى رأسه بسرعة قلبه كاد يتوقف مع تلك الكلمة
عيسى بصوت متقطع: لكن إيه؟
تنهد الطبيب قبل أن يقول: "كان لازم نعمل استئصال جزئي للرحم...
سقطت الكلمات على عيسى كالصاعقة. وقف مكانه كأن جسده تجمد وكأن الهواء من حوله اختفى تمامًا لم يكن يعرف كيف يتنفس كيف يتكلم كيف يواجهها بهذا الخبر
عند ياسين وفريدة
كانت الغرفة هادئة… أكثر مما يجب
فريدة جلست على حافة السرير كانت عيناها تائهتين في الفراغ هذه الليلة… لم تكن كما حلمت بها يومًا هكذا
لم تكن مستعدة لكنها لم تملك خيارًا
كانت تراقب ياسين وهو يخلع سترته بحذر كاشفًا عن الجر*ح في كتفه. كان عميقًا… أكثر مما كان يجب أن يكون
اقترب وجلس أمامها على الأرض ينظر إليها من الأسفل وكأنه يريدها أن تشعر أنه ليس فوقها ليس مسيطرًا بل مجرد رجل يريد أن يطمئنها
مد يده وأمسك بيدها برفق دون إجبا*ر، فقط دفء بسيط لم تكن تعلم كم هي بحاجة إليه
"إنتي فاكرة إني مش حاسس بخو*فك؟ فاكرة إني مش شايف إزاي مش مرتاحة؟
كان صوته هادئًا غير غا*ضب غير مستنكر… بل مليء بالحنان الذي لم تتوقعه منه
"بس عايزك تفهمي حاجة… أنا عمر ما كان في حاجة في حياتي أهم منك"
رفعت رأسها ببطء، عيناها مليئتان بالدهشة وكأنها تسمع الكلمات للمرة الأولى
"أنا بحبك يا فريدة."
كانت الجملة صريحة واضحة لا مجال للهرب منها
هو لم يكن يريد منها ردًا لم يكن يريد منها حتى تصديقًا فوريًا
هو فقط أرادها أن تعرف
"وأنا هنا… مش عشان أجبرك على حاجة ولا عشان أضغط عليك أنا هنا عشانك ومعاكي مهما أخد الأمر وقت."
فريدة لم تكن تعرف ماذا تقول فقط نظرت إلى يده التي تمسك يدها وإلى عينيه التي لم ترَ فيها سوى الأمان الذي افتقدته طويلًا
ورغم أنها لم تتكلم إلا أن ياسين رأى في نظرتها… أن خو*فها بدأ يتراجع، ولو قليلًا
كان الجو قد أصبح أخف قليلًا بعد حديث ياسين وشعر أنه ربما… فقط ربما استطاع أن يهدئها ولو قليلًا
رآها تنظر إلى يده التي تمسك يدها
لم تسحبها لكنها أيضًا لم تشد عليها وكأنها ما زالت بين الصد والقبول
ابتسم قليلًا محاولًا التخفيف عنها ومد يده نحو طرف فستانها وهو يقول بنبرة مرحة:
"طب ما تيجي نشوف بقى اللي بعده؟"
كان مجرد مزاح، مجرد محاولة لكسر التوتر لم يكن جادًا لم يكن حتى يفكر في الأمر بجدية
لكنه لم يكن مستعدًا لرده فعلها
عيناها اتسعتا في هلع تراجعت للخلف بسرعة حتى اصطدمت برأس السرير أنفاسها تسارعت يداها ارتجفت وكأنها تحاول الهروب حتى وهي محاصرة
"لا… لا يا ياسين بلاش"
تجمد مكانه
كأنه تلقى صفعة غير متوقعة
لم يتحرك لم يحاول الاقتراب فقط حدق فيها مصدومًا من كمية الخو*ف في عينيها
"فريدة…" كان صوته مختلفًا منخفضًا يحمل في طياته صدمة وو*جعًا لم يستطع إخفاءه
لكنها كانت غارقة في خو*فها كانت تراه بشكل لم يكن يومًا يريد أن يكونه في عينيها
"أنا مش هعمل حاجة… أنا كنت بهزر يا فريدة."
لكنها لم تسمعه فورًا كانت تحاول استيعاب أنه لم يكن جادًا أنه لم يكن سيؤ*ذيها
يدها كانت على صدرها كأنها تحاول تهدئة قلبها الذي ينبض بجنون
أدرك ياسين أنه تسبب في شيء لم يكن بنيته أبدًا
شعر كأنه كسرها أكثر بدل أن يحميها
تنفس بعمق ثم تراجع خطوة للخلف… ثم خطوة أخرى
حتى لم يعد بينهما سوى المسافة التي تحتاجها لتشعر بالأمان
ثم، بصوت هادئ ومليء بالأسف، قال:
"أنا آسف يا فريدة."
كانت هذه المرة الأولى التي تراه يعتذر بهذه الطريقة
لكنها لم تقل شيئًا، فقط استمرت في محاولتها التقاط أنفاسها
وياسين؟
كان قلبه يوجعه… ليس منها بل لأجلها
وقف ياسين في مكانه عيناه لا تزالان مثبتتين على فريدة التي كانت تحاول التقاط أنفاسها كأنها تقاوم أشباحًا لا يراها سواه
لم يكن يعلم الكثير عن خوفها لم تخبره يومًا لكنه الآن رآه بوضوح… لمسته شعر به في رعشة يدها وفي التوتر الذي سكن جسدها
لم يكن هذا مجرد خجل أو ارتباك… بل خوف حقيقي.
"فريدة… أنا مش هقرب منك ولا هلمسك أقسم لك مستحيل اعملها."
صوته كان هادئًا بطيئًا وكأنه يحاول أن يطمئنها مثلما يطمئن أحدًا يوشك على السقوط من على حافة جبل
رآها تبلع ريقها ويدها ترتفع ببطء إلى عنقها كأنها تحاول التأكد من أنها لا تزال قادرة على التنفس
لم يتحمل رؤيتها بهذا الشكل
لم يكن يريد أن يكون سببًا لهذا الرعب في عينيها
جلس ببطء على الكرسي المقابل للسرير بعيدًا عنها تمامًا لكنه ظل يراقبها بحذر منتظرًا اللحظة التي تستعيد فيها نفسها
أخذت فريدة نفسًا مرتجفًا ثم آخر وبعد لحظات بدت وكأنها بدأت تهدأ… أو على الأقل تحاول
"أنا… آسفة."
قالتها بصوت ضعيف بالكاد مسموع لكنه كان مليئًا بالخجل والارتباك
رفع ياسين رأسه فورًا نظراته لم تحمل أي غضب فقط حزنًا عميقًا
"متقوليش كده."
هزت رأسها ببطء وكأنها تحاول شرح شيء لم تستطع أن تجد له كلمات
"أنا بس… مش متعودة، وياسين أنا…"
توقفت، لم تستطع أن تكمل وكأنها إن نطقت بالحقيقة فستصبح واقعًا لا يمكنها الهروب منه
لكن ياسين فهم
لم يكن بحاجة لكلمات لأن عيونها قالت كل شيء
تنفس ببطء ثم مال بجسده للأمام قليلًا دون أن يتحرك أكثر فقط ليجعل كلماته تصل إليها بوضوح:
"إنتي أمانة عندي يا فريدة ولو آخر يوم في عمري مش هكسرها."
لم تكن تتوقع هذه الكلمات هذه اللهجة الصادقة هذه العينين التي لم تحمل أي شيء سوى الحماية
لم تعرف كيف ترد لكنها شعرت بشيء غريب لأول مرة منذ بدأت هذه الليلة…
شعرت أنها بأمان
حتى لو للحظات قليلة
اما هو فخرج من الغرفة ليترك لها القليل من المساحة
ف صباح يوم جديد عند جميلة
فتحت جميلة عينيها ببطء الأ*لم ينهش جسدها لكن أول ما وقع عليه نظرها كان وجه عيسى وعيناه الغارقتان في الدموع حاولت أن تتكلم لكن صوتها خرج ضعيفًا
جميلة بصوت خافت: عيسى... البيبي...
أغمض عيسى عينيه للحظة يحاول أن يمنع دموعه من السقوط لكنه فشل أمسك يدها برفق قبلها بحزن ثم همس:
"آسف يا جميلة... البيبي راح، وأنتِ..."
توقفت كلماته لم يستطع أن يكمل
لكن جميلة فهمت نظرت إليه بعيون زائغة كأنها لا تستوعب ما قاله للتو
جميلة بصوت مكسو*ر: مش... مش هقدر أحمل تاني؟
أخفض عيسى رأسه لم يستطع النظر في عينيها فقط شدد قبضته على يدها كأنه يحاول أن يتمسك بها قبل أن تنهار
جميلة وهي تهمس بصدمة والدموع تملأ عينيها: ليه يا عيسى ليه
لم يكن لديه إجابة لم يكن هناك أي شيء يمكن أن يقوله ليصلح ما انك*سر
كانت الغرفة تضيق بجسدها كأن الجدران تنطبق عليها وكأن كل الهواء اختفى كل شيء من حولها لم يعد له معنى لم يعد له صوت لم يبقَ سوى إحساسها بالفقدان ينهش قلبها وروحها معًا
بدأت أنفاسها تتسارع ثم تحولت إلى شهقات متقطعة قبل أن تنفجر في بكاء هستيري
جميلة وهي تضرب السرير بيديها بع*نف تصرخ بألم:
"مش عايزة أعيش مش عايزة أعيش كده ليه عملت فيا كده؟ ليه يا عيسي "
كانت تضرب الوسادة السرير أي شيء تصل إليه يدها كأنها تحاول أن تخرج هذا الأ*لم القابع داخلها لكنها كانت تعرف أنه لن يخرج لن يختفي لن يزول أبدًا
جميلة وهي تصرخ بجنون:
"رجّع لي ابني رجّعهولي مش عايزة حاجة مش عايزة حياتي مش عايزة أي حاجة غيره إنت خدت مني كل حاجة"
كانت تهتز، جسدها يرتجف صوتها ينكسر في كل لحظة أمسكت بغطاء السرير وجذبته بقوة حتى سقطت الوسائد على الأرض ثم وضعت يديها على رأسها شدّت شعرها كأنها تحاول أن تفيق من هذا الكابو*س لكنها لم تستطع
جميلة بانهيار وهي تضرب صدرها بيديها:
"أنا السبب أنا السبب إني صدقتك إني حبيتك إني افتكرتك هتحميني"
كان عيسى عاجزًا لم يتحرك خطوة لم يكن يستطيع أن يقترب منها لأنها في هذه اللحظة لم تكن جميلة التي يعرفها كانت شخصًا محطمًا مكسورًا بطريقة لا يمكن إصلاحها.
حاولت الممرضة الدخول عندما سمعت صراخها لكنها توقفت عند الباب وعيسى رفع يده بإشارة صغيرة كأنه يقول: "سيبوها سيبوها تطلع كل حاجة."
حولها.
جميلة:
"أنا مش هبقى أم... أنا مش هبقى أم... خلاص... كل حاجة راحت..."
وضعت يديها على بطنها مرة أخرى وكأنها تحاول أن تستوعب الفراغ الموجود هناك ثم همست بصوت مختنق بالكاد يُسمع:
"كان المفروض يكون هنا... كان المفروض يكون جوّايا... بس إنت قتلته."
نظرت لعيسى أخيرًا نظرة لم تحمل سوى شيء واحد: الكرا*هية.
جميلة بصوت عالي لكنه مليء بالكر*ه:
"أنا مش هسامحك مش دلوقتي مش بعدين مش طول ما أنا عايشة."
اقتحم الطبيب الغرفة بسرعة قائلا:جهزوا حقنة مهدئة فورًا"
الممرضات تحركن بسرعة إحداهن أمسكت بذراع جميلة لتحقنها بالمهدئ لكن جميلة كانت تقاوم تحاول إبعادهن عنها تصرخ رغم ضعفها
جميلة بصوت متعب: "متقربوش مني متلمسونيش"
لكن جسدها لم يكن بقوة غضبها وسرعان ما شعرت بوخز الإبرة ثم بدأ جسدها يرتخي شيئًا فشيئًا حتى أصبحت شهقاتها أكثر هدوءًا وعيناها بدأت تثقلان
قبل أن تفقد وعيها تمامًا ألقت نظرة أخيرة على عيسى الذي كان واقفًا في الزاوية عاجزًا عن فعل أي شيء مجرد ظل لرجل قت*ل كل شيء جميل بينهما
ثم... أغلقت عينيها
خرج الأطباء والممرضات بعد أن استقرت حالتها مجددًا وعاد الصمت إلى المكان لكن هذا الصمت كان أشد وطأة على عيسى من أي صراخ
وقف هناك، يحدق في الأرض، يشعر بثقل رهيب في صدره وكأنه لا يستطيع التنفس رفع يده إلى وجهه ثم مسح دموعه بعنف، كأنه يحاول محو الضعف محو الذنب لكنه لم يستطع
ظهر الطبيب أمامه كان وجهه أكثر جدية
الطبيب بصوت بارد: "حالتها النفسية أخطر من حالتها الجسدية لو استمرت كده ممكن تنهار تمامًا."
نظر إليه عيسى بعينين فارغتين لم يعد يدري ماذا يقول هل يخبره أنه يعرف ذلك؟ أنه يرى بعينيه كيف فقدت جميلة الرغبة في الحياة؟
لكن الطبيب لم يكن بحاجة لإجابة فقط نظر إليه نظرة عميقة ثم أضاف:
الطبيب: "وأعتقد... إنها مش عايزة تشوفك تاني."
كانت تلك الضربة القاضية لم تكن مفاجئة لكنه لم يكن مستعدًا لسماعها
حاول أن يبتلع جفاف حلقه أن يتظاهر بالقوة لكنه شعر بشيء داخله ينهار تمامًا نظر عبر الزجاج إليها إلى جسدها الضعيف إلى وجهها الذي أصبح مجرد شبح من جميلة التي عرفها.
وأدرك حينها...
هو لم ينقذها
هو قت*لها بطريقة مختلفة.
غادر الطبيب من امامه اما هو ف جلس علي ذلك الكرسي بهدوء مره اخري
عند ياسين
كان يعمل بمكتبه حتي دلف نوح ونظر له بهدوء وقال له:جاي الشغل النهارده وانت كده
ابتسم ياسين بهدوء وقال:عشان الجر*ح ف انا تمام
نوح بنفي:لا بس اللي يشوفك امبارح مع فريدة مكنش يقول انك هتيجي النهاردة بس
ابتسم ياسين بمرا*رة ثم صمت
عند عيسي
نظر إلى هاتفه وتردد للحظة لكنه في النهاية ضغط على اسم ياسين أخو جميلة
رن الهاتف مرتين قبل أن يأتيه صوت ياسين الحاد والملي بالتساؤل
ياسين: "نعم يا عيسي خير في إيه؟"
بلع عيسى ريقه وكأن الكلام عالق في حلقه ثم قال بصوت مبحوح:
عيسى: "جميلة في المستشفى."
ساد صمت للحظة، ثم جاء صوت ياسين أكثر قلقًا
ياسين: "إيه؟ حصلها إيه؟"
أغمض عيسى عينيه شعر أن الهواء أصبح ثقيلًا حوله لكنه لم يكن يستطيع أن يخبره الحقيقة كاملة عبر الهاتف
عيسى بصوت متحشرج: "تعالى المستشفى... وانت تعرف."
ياسين بحده: "عيسى، متلعبش بأعصابي! قولي حصلها إيه؟!"
لكن عيسى لم يرد فقط أغلق الخط لأنه يعلم أن ياسين لن يتأخر دقيقة واحدة بعد سماع تلك الجملة..
ظل عيسي ممسكًا بالهاتف يحدق في الفراغ كان يعلم أن المواجهة أصبحت قريبة جدًا...
وأنه هذه المرة لن يستطيع الهروب من عواقب ما فعله
كم من الوقت مر لكن المكان كان لا يزال كما هو باردًا صامتًا ومليئًا بالذكريات التي لا تريدها
أدارت رأسها قليلًا لم يكن عيسى هناك. للحظة شعرت وكأنها تستطيع التنفس من جديد لكن قلبها لم يكن هادئًا بل كان مليئًا بثقل رهيب كأنها تحمل بداخله ق*برًا مفتوحًا لا يمكن إغلاقه.
وضعت يدها المرتجفة على بطنها حيث كان طفلها يومًا ما حيث كان قلب صغير ينبض بداخلها.
ثم، بصوت خافت بالكاد مسموع همست لنفسها:
"مفيش حاجة هترجع زي الأول... ولا حتى أنا."
المشهد التالي
دلف ياسين إلي المستشفى ومعه نوح وعيناه تبحثان بجنو*ن عن عيسى ما إن وقعت عيناه عليه حتى اتجه نحوه بخطوات سريعة صوته خرج كالعاصفة:
ياسين بانفعال شديد: "عيسى قولت لك متلعبش بأعصابي حصل إيه لجميلة"
وقف عيسى مكانه لم يحاول حتى الدفاع عن نفسه عيناه كانت زائغتين وصدره يعلو ويهبط كأنه يختنق بكلماته وأخيرًا قال بصوت بالكاد يخرج
عيسى بصوت مبحوح: جميلة... سقطت
في لحظة لم يدرك ياسين كيف تحركت يده لكنه شعر بقبضته تصطدم بقوة بوجه عيسى صوت الضر*بة دوى في الممر الهادئ للمستشفى ترنح عيسى للخلف لكنه لم يدافع لم يحاول حتى أن يبرر فقط أغلق عينيه للحظة وكأنه يتقبل العقا*ب
نوح الذي كان واقفًا بجوارهم اتسعت عيناه بصدمة: إنتوا بتعملوا ايه
لكن قبل أن يرد أحد جاءهم صوت ضعيف متحشرج صوت جميلة
جميلة بضعف وهي تخرج من غرفتها، متكئة على الحائط: "ياسين...
بمجرد أن التفت الجميع نحوها كانت جميلة واقفة عند باب غرفتها جسدها بالكاد يحملها عيناها غارقتان في الدموع شاحبة وضعيفة كأن الحياة انسحبت منها لم تستطع الصمود أكثر فقد خا*نتها قدماها فجأة وانهارت على الأرض قبل أن تصل إليهم
صرخ ياسين بذعر: جميلة
اندفع نحوها بسرعة قبل أن تسقط تمامًا أمسك بها بين ذراعيه قبل أن تصطدم بالأرض شعر ببرودة جسدها وبرجفتها الخفيفة كأنها قطعة هشة من الزجاج قابلة للتحطم بأي لحظة
جميلة بصوت ضعيف، بالكاد يُسمع: ياسين... انا تعبت... ثم انسابت دموعها بصمت كأنها تستسلم لكل شيء.
نظر ياسين إلى وجهها المرهق شعر بانكسا*ر قلبه وهو يراها بهذا الحال ترُي ماذا حدث بها؟
رفعها بين ذراعيه دون تردد وضمها إليه بحنان وكأنها طفلته الصغيرة ثم سار بها نحو الغرفة بينما نوح كان يسير خلفه بقلق وعيسى واقف في مكانه عاجزًا حتى عن التنفس عيناه مليئتان بالندم لكنه لم يجرؤ على الاقتراب
أدخلها ياسين إلى الغرفة وضعها برفق على السرير سحب الغطاء ليغطيها ثم جلس بجوارها يراقب دموعها بصمت شعر بقبضة من الغضب والحزن تعتصر قلبه لكنه الآن لم يكن وقت اللوم بل وقت التمسك بها حتى لا تضيع أكثر
مسح دموعها بيده وقال بصوت هادئ مليء بالدفء: أنا هنا يا جميلة... مش هسيبك أبدا
لكن جميلة لم ترد فقط أغمضت عينيها، ودموعها لا تزال تنهمر...
بعد مرور القليل من الوقت
نظر ياسين إلى جميلة التي ما زالت غارقة في دموعها قلبه يتألم لرؤيتها بهذا الضعف لكنه لم يستطع إجبا*رها على الحديث فجأة همست بصوت مرتعش بالكاد يُسمع:
عايزة أروح البيت يا ياسين
تجمد للحظة نظر إلى عينيها المنكسر*تين
استدار نوح فورًا وكأنه كان ينتظر أي إشارة للتحرك وقال بحزم:أنا هطلع أخلص ورق الخروج
خرج من الغرفة بخطوات سريعة بينما ياسين بقي بجوارها يمسك يدها برفق يحاول أن يبعث فيها بعض الطمأنينة
ياسين:هتروحي البيت يا جميلة وكل حاجة هتبقى كويسة
لكنها لم ترد فقط أغلقت عينيها ودموعها لا تزال تنهمر بصمت
بعد ساعات في المنزل...
لم يتغير شيء، ما زالت جميلة في مكانها في نفس الوضعية وكأنها أصبحت جزءًا من الفراش لم تنطق بكلمة لم تحرك جسدها حتى أنفاسها كانت بالكاد تُسمع
خرجت فريدة من غرفتها كانت عيناها مليئتين بالأسف وهي تنظر إلى ياسين وتقول بصوت خافت: بتعيط بس
شعر نوح بأنه مخت*نق كأن شيئًا ما يضغط على صدره ويمنعه من التنفس أما ياسين فلم يحتمل أكثر فدلف إلى الغرفة دون تفكير
اقترب منها جلس بجوارها على الفراش نظر إلى ملامحها التي انطفأت تمامًا وكأن الحياة فُرغت منها كانت عيناها شاخصتين في الفراغ وجسدها ما زال يهتز بشكل لا إرادي كما لو أن الصدمة لا تزال تمسك بها بقوة
همس ياسين بصوت دافئ لكنه مكسور:ممكن تيجي في حضني؟
لكنها لم تتحرك لم تجبه فقط استمر جسدها في الارتعاش تنهد ياسين شعر بعجزه شعر بأنه خذلها ثم قال بصوت يملؤه الندم:
عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي؟ حاسس إني كسرتك لما سبتك ومَسألتش عنك عشان صممتي تتجوزيه وحاسس إني كسرت وعدي لأهلي إني أحميكي وأحافظ عليكي بس أكتر حاجة وجعا*ني إني كنت فاكر انك هتكوني ف أمان
عند كلماته وكأن شيئًا داخلها قد انهار ارتمت جميلة في حضنه بقوة جسدها كان يرتجف بع*نف كما لو أنها لم تعد تتحمل حمل الأ*لم وحدها
اترجيته يا ياسين اترجيته يبعد عني
كانت شهقاتها تتقطع بين الكلمات وكأنها تختنق بها وكأنها تحاول أن تخرج الأ*لم الذي يسكنها بأي طريقة
قلتله إنه مش هيأذ*يني كنت واثقة إنه مش هيأذ*يني
ازداد بكاؤها أصبح أعمق أكثر حُرقة حتى أن يديها أمسكتا بملابس ياسين كأنها تتشبث به كأنها تحاول العثور على شيء ينقذها من هذا المستنقع الذي سقطت فيه
جميلة:معرفتش أبعده كان ماسكني جامد حاولت صرخت عيطت اتوسلته قلتله لو بيحبني يبطل بس... بس هو...
انهارت مجددًا دفنت وجهها في صدره وكأنها لا تريد أن تواجه أي شيء آخر
ثم فجأة وضعت يدها على بطنها وكأنها شعرت بنفس الأ*لم الذي مز*قها في تلك اللحظة وقالت بصوت ضعيف متقطع:
بطني... بطني كانت بتو*جعني... مكنتش قادرة أتنفس... قلتله إني بمو*ت وكنت فعلاً بمو*ت كنت حاسة إن روحي بتتسحب مني كنت حاسة إني خلاص... وهوا..
ارتجفت شفتيها وهي تهمس بصوت بالكاد يُسمع:
ودلوقتي... بقيت كده
نظر إليها ياسين، شعر بأ*لمها وكأنه سك*ين ينغرس في قلبه شعر بأن كلماته لن تكفي وأن اعتذاراته لن تُصلح شيئًا لكنه شدد من احتضانها وكأنه يخبرها بأنه لن يتركها تواجه هذا بمفردها بأنه حتى لو لم يستطع تغيير ما حدث فسيظل معها حتى تجد القوة لتبدأ من جديد.
همس ياسين بصوت مليء بالغ*ضب المكتوم:
حقك مش هيضيع يا جميلة... أقسم بالله مش هيعدي اللي عمله هخليه يدفع التمن غالي ه
قبل أن يكمل جملته قاطعته جميلة بانهيار رفعت وجهها الغارق في الدموع ونظرت إليه برجاء صوتها كان مخنوقًا وهي تهتف:
لا يا ياسين... مش عايزة حاجة غير الطلاق بالله عليك خليني أطلق وخلاص أنا تعبت
ثم وكأنها أدركت فجأة الحقيقة الأكثر وجعًا وضعت يدها على بطنها شهقت بحر*قة وانهارت في بكاء أكثر حدة:كفاية
كفاية إني مش هبقى أم تاني بسببه بسببه يا ياسين حرمني من أكتر حاجة كنت بحلم بيها
تجمد ياسين في مكانه وعيناه اتسعتا بذهول وقال:ايه
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا