القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت 60الاخير و الخاتمه بقلم ماهي احمد

 

رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت 60الاخير و الخاتمه بقلم ماهي احمد 




رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت 60الاخير و الخاتمه بقلم ماهي احمد 


الهجينه [ هل هذا حقيقه ]

الجزء الستون والاخيره 

الصفحه الجديده روايات بقلم ماهي احمد

بقلمي ماهي احمد 


ليتني أحبســكِ بين أضلُعي أيتها المدعوه بشمس ، ليتني أمتص منكِ حزنكِ، ليتني أستطيع الجلوس جوراكِ أثناء بكائكِ، ليتني لم أكون أنا


--------------------

الأيام سريعه ، سريعه كأحتراق ثقاب الكبريت عند اشعاله من يصدق أنه بمرور يومين قد حدث الكثير حتى أوصلته نتيجه ما حدث الى هنا يقف بمنتصف صحراء سيناء  العتمه والنيران المشتعله بكل مكان  ، الجميع يهرول هنا وهناك  يسمع صراخ الأطفال والأمهات من حوله ، يحيط بهِ رجال الدمنهوري بكل أتجاه ، اصبحت الصحراء ملكه من كثره عدد رجاله ابتسم الدمنهوري ساخراً :


ـ فاكر نفسك هتقدر تهرب مني ده أنا اجيبك لو روحت المريخ يلا 


لم يتوقع "ياسين" أن يجتمعا من جديد وخصوصاً بعدما رتب كل شىء لسفره  يعلم ان لقائهم هذا ستصبح نتيجته الكوارث طالعه "ياسين" باستخفاف وتحدث:


ـ بس أنا عمري ما هاروح المريخ ، بس ممكن اوديك  لو عايز 


نطق " الدمنهوري " مراوغاً :


ـ لسانك ده موديك في داهيه محلتكش غيره الا اما شوفتلك كلب حتى من فصيلتك يدافع عنك ولا حتى شوفت خلقت حد من أهلك ، حتى وأنا حبسك ذليل عندي ما شوفتش خلقت حد فيهم للدرجه دي مش عايزينك ، ده أنا كده بقى  هعمل ليهم خدمه واخلصهم منك خالص المفروض يشكروني بقى 


غزت الرعشه " جسده " حاول جاهداً ان يتماسك 

حتى لا يكتشف أمره أمام الجميع لا يهمه نفسه فالأهم عنده هو حياتهم ، ولكن فجأه خرج جسده عن السيطره حين شقت أظافره طريقاً للخروج وقبل أن يتحول أمسك " داغر " كف يده يقف بجواره يحثه على الهدوء هاتفاً :


ـ فعلاً ،  هنشكرك ، بس بطريقتنا 


قفزت "ميرا " أمامه تسند بيدها على الأرض تحفر أظافرها بداخلها :


ـ عيلته تقيله عليك قولنا يلعب بيك لوحده حبه 


وفي لمح البصر وجد " الطبيب " يقف خلفه وهو يقول :


ـ جيت في ملعبنا 


أتى بربروس من الخلف بابتسامه عريضه على وجهه :


ـ يافرحتــــاه ، لقد وقع الفأر بالمصيده 


ظهورهم من العدم اربكه ولكنه حاول اخفاء ارتباكه حين قال :


ـ والتلات دكوره والحرمه دول هما اللي هيحموك ، من الجيش ده 


اقترب " عز " ووقف من الناحيه الأخرى بجانبه يشهر سلاحه وينشر رجاله بكل مكان يحيطون برجال " الدمنهوري " يخبره بابتسامه ساخره:


ـ لاء ، انت ماتعرفش أن الحرمه دي بجيشك كله 


نظرات العيون لو انها تنطق لكانت حرب طاحنه الأن ، نعم انها ساعه الحرب وقد دقت الطبول ولكنها ستدق على رأس كل من يفكر في التقرب بالأذى من عائله الصاوي 


الخطوه الجريئه هذه سبقها الكثير من الاهوال ، كانت الايام السابقه بالنسبه لـ "ياسين" مليئه بالعديد والعديد من الأحداث ، بارعه الحياه حقاً في استغلال ولو لحظه واحده ، أتت ذكرى الى رأسهُ حين تذكر أخر كلماته مع" زوجته"  تطلب منه عدم الأنفصال في تلك الليله ووافقها هو ،  وافقها وكل انش بجسده يصرخ بالموافقه ، اومىء برأسه دون حديث وابتسمت عينيها دون حروف اومأت تبتسم لهُ في راحه وجوده  بجوارها هو الراحه ، رفع كف يده يزيل عباراتها الساخنه التي ما زالت تتساقط على وجنتيها دون توقف زاد اقترابه وكأنه يخبرها بعينيه  بأن تعانقه بشوق وعشق ، كادت أن تستجيب لنداء عينيه الصافيتين  ولكن فصل حديث الأعين  تلك صوت "زهره" تشعل مصباح القبو تقف بينهما رغماً عنهما تنطق بضيق :

- هو ده الوعد اللي وعدتهوني ياسي ياسين ، هو ده كلامك ليا 

تقصد بحديثها معهُ حين جلسا سوياً بكوخ 

" عم نصير " وادلى بوعده لها بأنهُ سيتخلى عن زوجته حينما تتيح لهُ الفرصه لذلك ، ابتعد عن زوجته يطالعها بغيظ وضاعفت " زهره" حديثها حين قالت : 

ـ مكانش لازم أصدقك مكانش لازم اصدق واحد زيك ولا اثق في كلامه ، واحد بيقول الكلمه وبيعمل عكسها ، من ناحيه توعدني انك هطلقها ومن ناحيه تانيه تاخدها في حضنك ، وانا متأكده انك انتَ اللي غصبها على كده ، كفايه بقى سيب بنتي في حالها ، ومش بنتي وبس سيبنا كلنا في حالنا وامشي كل اللي احنا فيه ده من تحت راسك 


توتر الأجواء هنا ليس كأي توتر بل اشتعال لم يخرج صوت "ياسين" كانت نظراته كافيه لقول كل شىء بل صدح صوت "شمس " التي قالت بأنفعال : 

- كفايه بقى ياماما ، حرام عليكي أنتِ مابتزهقيش ابداً 

صاحت في والدتها مما جعلها تقول بغير تصديق :

-بتزعقيلي ياشمس ، بتعلي صوتك على أمك عشان خايفه على مصلحتك يابنت المهدي ، بتقفي قصادي عشانه  ، عشان واحد قاتل ، قتل "فريد" بدم بارد 

وجهت حديثها للاخر حين قامت بسؤاله :

ـ كدبني لو كلامي غلط ياسي ياسين 

هنا فقد "ياسين" كل ذرة تعقل لديه وجذب "شمس" من مرفقها نحوه وقبل أن يرتكب اي شىء يجعله يندم على فعلته ،  أرتدى قناع البرود   بقول : 

ـ هترتاحي لما تعرفي  اذا كنت قتلته ولا لاء يازهره

أومأت برأسها بالأيجاب تؤكد على سؤاله :

ـ اكيد 

اقترب منها هامساً بضحكه مصطنعه :

ـ بس أنا بقى غلس ومش هريحك 

طالعته "زهره" بمقت تشير لـ "شمس"  بسبابتها ناحيته تؤكد على حديثه : 

ـ شايفه  ، حتى ما حاولش ينفي التهمه عنه ، محاولش يدافع عن نفسه ويقول انه ماقتلهوش بس يقول كده ازاي وقميصه اللي متغرق بدم فريد يشهد عليه وانتِ شوفتيه بعنيكي 

ركل المقعد الموضوع على الأرضيه بعنف صارخاً بقول :

- قميص ايه اللي عليه دم فريد انتِ جرى لمخك حاجه 

مما جعل "شمس" تمسك كفه مسرعه ، تقف بينهما في محاوله منها لأخماد ثورته :

- ياسين ... عشان خاطري ما تتهورش اهدى ياياسين دي أمي 

ابعدتها والدتها عنه وهي تتابع بغلظه :

- ابعدي أنتِ ياشمس ، انا عندي اموت على ايده عشان تشوفي حقيقته ويبان على أصله بدل ما ييجي في مره وتموتي انتِ وده اللي مش هقبله  أبداً

استدارت لوالدتها تابعت برجاء نابع من عينيها قبل فمها :

-أسكتِ ياماما بقى ، أسكتِ عشان خاطري أنتِ كده بتزوديه أكتر 

ولم تستجب "زهره" بل القت على مسامعه ما أصاب قلبه بغصه كالسهم الذي اخترق جسده :

ـ حتى شمس نفسها مش متأكده اذا كنت فعلاً ماقتلتهوش ولا لاء ، اسألها قولها ياشمس أنتِ واثقه أني مقتلتش فريد ولا لاء أسألها وشوف هترد عليك بأيه 

ابتلع ريقه وتباطىء حديثه خرجت منه الكلمات عنوه حين سألها : 

ـ صحيح الكلام ده ياشمس ، أنتِ شاكه اني ممكن اكون قتلته فعلاً 

هزت "شمس " رأسها رافضه حديثها ،فتابعت والدتها بحزم :

- ماتنطقي  ياشمس  ماتفضليش تهزي في راسك وبس قوليلوا انك مش متأكده أنه بريء وانه ممكن فعلاً يعمل حاجه زي كده 

بكت أكثر وهي تنظر الى كليهما ، وكأن الكلمات تقف على طرف شفاها ولا تستطيع الخروج ، شهدت الذهول على وجهُ وهو يسألها  :

ـ اللي بتقوله زهره ده صحيح ياشمس أنتِ فعلاً مصدقه أني قتلته 

قالها وعيونهم لا تتفارق ، توقع "ياسين" كل شىء

الا هذا لم تستطع الأجابه ،  وفضلت الصمت جذبها من مرفقها وصاح يكرر سؤاله : 

- ماتتكلمي ساكته ليه ياشمس 

بان الترقب على وجهه وألقت هي على مسامعه ما لديها : 

ـ معرفش 

كلمه مختصره قالتها لهُ وصوت نحيبها يتغللها ، 

وكأنها صفعته على وجهُ وتألم قلبه ، ابتسمت "زهره" ابتسامه بان بها الشماته وهي تقول :

ـ شوفت بقى أني ما كذبتش عليك هي نفسها مش حاسه معاك بالأمان لو عندك دم تطلقها 

لحظه تجمد الزمن بها لحظه يتلقى بها من الصدمات ما لن ينساه أبداً ولكن هذه المره كانت من الأقرب لقلبه ، تخطى "ياسين" الواقفه أمامه ليوجه حديثه هذه المره الى "زهره" يلقي عليها كلماته بثبات :

ـ لو طلقتها هترتاحي 

نطقت دون تردد وبلهفه :

ـ أكيد 

اقترب "ياسين" من "زهره " هامساً: 

ـ بس انا لسه غلس ومش هريحك 

لم تلتفت لهُ "زهره" بل تحركت عيناها ناحيه "شمس " بغيظ ، ثم أردف هو بقول :

ـ الظاهر ان مافيش حاجه ممكن اعملها تخليني اكسب ثقتك في يوم ياشمس ، انا عملت كتير عشانك عشان اخليكي تنسي اللي فات مني بس الظاهر مهما عملت الشرخ اللي جواكي من ناحيتي عمره ما هيترمم من جديد 

ـ هتفت "شمس" وعيناها لا تفارقه :

ياسين أنتَ مش فاهم 

بتر حديثها دون تردد :

ـ اللي فاهمه ان الشك جوه قلبك من ناحيتي وده كفايه 

تحرك خطوات للأمام ثم أكمل حديثه دون النظر للوراء :

ـ اللي اتفقنا عليه هيحصل اول ما اسافر 

وقبل ان ترمش لها عين أختفى من أمامها وكأنه تبخر ، حاولت الركض خلفه ، ولكن منعتها يد والدتها بثبات سائله: 

- انتِ اتفقتي  على ايه مع الغلس ده ، هيطلقك ؟ 

صاحت بوالدتها مجيبه من بين شهقاتها :

ـ أيوه ، هيطلقني ارتاحتي 

قالتها تحرر ذراعها من كف والدتها ، بعيون ملامه لما فعلته تركتها تحت أنظارها تغادر القبو حيث 

تنفست  "زهره" بعمق وقد تغللت الراحه اليها حين سمعت ما يرضيها ، صفعت "شمس " باب غرفتها وقد اتخذت قرارها المفاجىء توجهت "زهره" ناحيتها ولكنها ارتطمت بـ "مشيره" بالردهه حيث قالت : 

ـ مشيره أنتِ هنا من أمتى 

ارتبكت ، ولكنها ردت بهدوء محاوله الا تتوتر الأجواء :

ـ لسه راجعه من المستشفى حالاً 

كاذبه ، هي هنا منذ فتره وقد علمت بما حدث تراقصت الفرحه على وجهها ولم تستطع أخفاء فرحتها حين اردفت :

ـ أنا سمعتكم بالصدفه وشوفت ياسين وهو خارج  واللي عملتيه يازهره هو الصح ، ده اللي كان لازم يحصل من بدري 

اقتربت خطوات من زهره تربت على كتفها بلين :

ـ مش عايزاكي تبقي قلقانه خالص انا هاخد ياسين وارجع مكان ما جينا ووعد مني مش هخليه يرجع هنا تاني أبداً 


وردت عليها بضجر :

ـ كده الكل هيرتاح وانا مش عايزه في حياتي غير ان 


بتر حديثها تأويهات شمس ، فدلفت الى غرفتها دون استئذان تطالعها باستغراب :


ـ أنتِ بتعملي ايه 

ردت عليها " شمس" مما جعلها تنصت لها:

ـ زي ما أنتِ شايفه بلم هدومي وماشيه 

أخذت "شمس" متعلقاتها الموضوعه داخل خزانتها

ووقفت تستكمل توضيب حقائبها اوقفتها والدتها بقول :

ـ تعالي هنا ماشيه رايحه فين ؟ كل ده عشانه ؟ هتسيبي أمك عشانه ياشمس 

وضعت  ملابسها بداخل الحقيبه بضجر :

ـ  لاء ، عشاني 

نبهتها "زهره" للشىء الذي لا تنتبه لهُ :

ـ خللي بالك ياشمس أنتِ عارفه كويس لو روحتي وراه  مش هعرفك تاني 

ظلت "شمس" صامته لثواني قبل أن تقول بألم كاد أن يفتك بها :

ـ أنتِ عارفه مشكلتك ايه يا أمي ؟ أنك مابتشوفيش غير نفسك وبس ، مش مهم حد غيرك المهم تنفذي اللي أنتِ عايزاه 


نزلت دموعها وهي تكمل بقهر :

ـ شايفه اللي في دماغك هو الصح ولازم يتعمل مش مهم بنتي عايزه ايه ، عمرك جيتي وسألتيني  وقولتيلي أنتِ عايزه ايه ياشمس ، عايزه ياسين ولا لاء 


ضحكت بمراره وهي تقص على والدتها معاناتها الطويله : 

ـ طول السنين اللي فاتت دي وانا حاسه بالقهر على موت عمار وانه مات بسببي ، كنت بحس بتأنيب الضمير لما كبرت واكتشفت اني مكنتش بحبه وانه كان مجرد تعلق بحد اخد بأيدي وطلعني من اللي كنت فيه ، وده احساس كان بيموتني ، كنت بحس اني خاينه لي حتى وهو ميت ،  ماحسيتش ان روحي اتردت فيا من جديد الا لما ياسين رجعلي ، انا كنت عايشه على أمل انه يرجع واخيراً لما رجع لاقيتك واقفه قدامي وبقوه وبدافعي عن فريد ، فريد اللي كان هيغتصبني ولولا ياسين كنت زماني ميته ، اتحمل منك كتير وانا اتحملت منك اكتر ، كل اللي في البيت هنا اتحملك واتحمل انانيتك بس خلاص رصيدك خلص عند الكل ، وانتِ مش شايفه ده ، فاكره انك كده بتحميني ولكن في الحقيقه أنتِ بتأذيني 


ـ زاد انهيارها وهي تختم :

بس كفايه لحد كده ، انا مش هسمحلك تدخلي في حياتي تاني ، أنا كبيره كفايه وعارفه مصلحتي كويس ، مصلحتي اللي أنتِ عمرك ما شوفتيها 


ـ وبلا خوف صفعتها والدتها بكلماتها:

انا خايفه عليكي ، معاه عمرك ما هتحسي انك طبيعيه ، معاه عمرك ما هتعيشي حياه زي البني ادمين اللي احنا منهم انا ضحيت عشانك كتير واولهم علي ، علي اللي ماحبيتش ولا هحب حد غيره بس انا اختارتك انتِ وفضلتك عنه ، لما حسيت معاه اني خايفه ، خايفه في يوم مايتحكمش في نفسه ، ولما حسيت معاه اني مش هخلف تاني ، كان كل همي اني ما تجرحش واتعور  او اني اخليه يشم ريحه الدم لا يفقد السيطره على نفسه مكنتش عايزاكي تعيشي احساسي اللي حسيته 


كان ردها عليها كافياً لمضاعفه غضبها فردت بأنفعال : 


ـ ده كان أحساسك انتِ ، ومشاعرك أنتِ يا أمي مش مشاعري أنا ، ايه اللي يخليكي تحطيني مكانك ما ممكن انا اتقبل الشعور ده عادي جداً واتعود عليه ، وانا متأكده أني مع ياسين هتقبله عشان ياسين يستاهل أني أفضل معاه في كل حالاته 

ـ هزت رأسها تستكمل :

وعلي كمان كان يستاهل يا أمي أنك تتقبليه بكل حالاته 

قبضت على حقيبتها تحملها تتجه ناحيه الباب وقفت "زهره" امامها بعيون راجيه :


- ماتسبنيش ياشمس انا ماليش غيرك 

تركت لها المنزل ولم تستجب لحديثها ، نزلت وهي لا تعرف حتى الوجهه التي ستذهب اليها ، صافعه الباب من خلفها هرولت "زهره" للخارج ولكن أوقفها حديث " الطبيب" حين ظهر أمامها من العدم يطالعها بنظره شامته وابتسامه مكسوره بعض الشىء:


_ياخساره يازهره خسرتي كل اللي حواليكي حتى بنتك 


قال ما لديه ورحل ، تركها بقلب مرتجف خوفاً من القادم  وحيده بينما هناك من يقف خلفها يتابع ما يحدث باهتمام انها "مشيره" تلك التي لو ودت ان تحرق البيت بأكمله لحرقته وياليت يكفيها لتهدئه روحها 

-----------------بقلمي ماهي احمد--------------------

نسمات الهواء البارده قبيل الفجر كفيله بأن تنعش روح اي انسان إلا هو ، خُذلت روحه بعدما علم شعور "شمس " وما تفكر بهِ ، هو الأن يجلس بالقطار منتظر مغادرته بفارغ الصبر يريد الهروب ، الهروب حتى من نفسه يستند برأسه ناحيه النافذه المشبعه بقطرات الندا ،  في محاوله منه للأسترخاء ، من يراه من الخارج يقسم بأنه هادىء البال وتعرف الراحه طريقاً لقلبه ، ولكن من داخله ضجيج لو كان يُسمع لصم البشريه بأكملها صراع لا ينتهي أبداً ، لم ينتبه لشىء تفكيره منصب على شىء واحد وعلى جمله واحده حين قالت زهره :

ـ حتى شمس نفسها مش متأكده اذا كنت فعلاً ماقتلتهوش ولا لاء ، اسألها قولها ياشمس أنتِ واثقه أني مقتلتش فريد ولا لاء أسألها وشوف هترد عليك بأيه 


لم يهتز لحديث  زهره ولكن تألم لأجابه ابنتها  : 


ـ معرفش 


هنا تألم قلبه للمره التي تكاسل عن عدها ،  مسح بيده أسفل رأسه بتعب وبانت صدمته في اتساع عينيه ناحيه النافذه حين نادته "شمس" من الخلف رفعت كفيها الصغيرين تدق على النافذه بكل قوتها وقد لمعت عينيها وهي تراه يطالعها  فحثته على النزول بقول :


ـ ماتمشيش ياياسين ، ماتمشيش الا لما تسمعني


وأتاها الرد مدهشاً:


ـ ارجعي ياشمس بتعملي ايه هنا 


علت صافره القطار تعلن عن مغادرتها للمحطه تحرك  القطار ببطىء شديد ببادىء الأمر وتحركت هي معه لمعت عيناها  وهي تقول :


ـ انا مش سمعاك صوت الصفاره عالي أوي بس عارفه انك سامعني 


زادت ضربات قلبها ، والنهجه اعتلت صدرها ، ازدادت سرعه القطار وزاد ذلك من ركضها خلفه ترجته أكثر وزاد رجائها بقول :


ـ أنا ماقصدش أني مش واثقه فيك لما قولت اني معرفش اذا كنت قتلته ولا لاء  أنتَ فهمتني غلط ، اديني فرصه اشرحلك ارجوك 


ولم يخذل الرجاء في نبرتها حيث تحرك مسرعاً بأتجاه الباب يمد يدهُ لها ، اغتصبت ضحكه من بين دموعها وهرولت ناحيته حتى تشابكت ايديهم وجذبها من يدها بعيداً عن الباب  وما أن قفزت الى الداخل احتضنته وتشبثت به وكأنه الأمل الأخير وفصل هو عناقها بقول :

ـ اعملي حسابك هتنزلي المحطه الجايه 

اضطربت الاجواء وقد سددت "شمس" نظرات معاتبه ولكنها لم تؤثر كانت لا شىء أمام ألمه مما جعل شمس تقول :

ـ مش هنزل الا لما تسمعني 

رجاء من جديد وهي تستعطفه : 

ـ أرجوك 

لم يعطها حق الرد ، تبخر من أمامها وكأنه لم يكن دارت بعينيها في المكان ، بحثت عنه بكل مكان وبالأخير أدركت أنه من المحتمل بل بالتأكيد أنه على سطح القطار مكانه المفضل دائماً وابداً ، فتحت الباب و صعدت بحرص على الدرج الحديدي تتجه للأعلى وقد كانت قدماها ترتجف لم تسعفها على التوازن في ظل سرعه القطار ومع ذلك أجبرت قدميها على الصعود  ، وما أن صعدت حتى رأته بالفعل  بينها وبينه امتار قليله  نادته بأسمه بنبره مبطنه بالتوتر  :

ـ ياياسين 

استدار ليراها تكاد أن تقف ، المنظر مهيب .. الهواء الشديد .. تحرك القطار بسرعه كبيره .. الحقول على الجانبين ..  كل هذه العوامل اربكتها وأصابها الشعور  بعدم الاتزان ولكنها على الرغم من ذلك أتخذت قرارها بخطوتها الأولى نحوه وشكرت قدماها ألف مره على معاونتها وقدرتها على تحمل السير في حالتها هذه  ومع كل خطوه تفقد اتزانها أكثر صاح بها بقول :

ـ انزلي ياشمس 

رفضت طلبه بأصرار :

ـ مش نازله إلا لما تسمعني واللي عندي هقولوا 

رد بجفاء :

ـ مابقاش في بينا كلام عشان يتقال 

تحركت خطوه أخرى ناحيته وهي تنظر لموضع قدميها بتوتر :

ـ يبقى هفضل واقفه كده لحد ما تسمعني ان شالله اقع واموت 

ورد دون تفكير :

ـ حتى دي كمان مابقتش تهمني 

كلماته نجحت بالفعل لأحزانها أكثر ، نبرته الحاده كانت اكثر من ناجحه ولكنها نفضت كل ذلك عن تفكيرها حين نطقت بلين :


ـ مابقيتش تخاف عليا ياياسين 


أوجعته جملتها الاخيره ورأت في عينيه حزنه حين تذكر جملته نفس الجمله كان يخبرها بها دائماً منذ زمن مضى  تأثر بذلك وهرب من اي نقاش اخر بقول:

ـ قولي اللي عندك انا سامعك 


جاء قطار اخر بسرعه كبيره في الأتجاه المعاكس

لقطارهما أحدث ضجه عاليه فقدت تركيزها واتزانها بدأ يختل ،  انكمش جسدها وشعرت بالخوف وكادت أن تسقط لولا قبضته التي لحقتها وعيناه   تطلب منها اجابه وقف بجواراها كالعاده شعرت بالأمان باقترابه طالعته بامتنان على فعلته واخبرته بود :


ـ يبقى بتخاف عليا ياياسين 

---------------------

فاق "ياسين"  من شروده على صوت " ميرا " تتقدمهم تقف وجهاً لوجه أمام "الدمنهوري "  واسترجع حقيقه أنه  مازال هنا بمنتصف المعركه يقف بالمنتصف والجميع يحاوطه من جميع الاتجاهات حيث قالت "ميرا " ببرود مصطنع :


ـ هي كلمه حرمه دي تقصدني بيها أنا 


جاوبها " الدمنهوري " ساخراً :


ـ هو في حرمه هنا غيرك 


تحرك "ياسين" ناحيتها بسرعه وقبل أن ترد جاوب بدلاً عنها بقول :


ـ أه ... أنتَ ، ليك رأي تاني ولا ايه ؟


اتلف اعصابه وتحرك "الدمنهوري"خطوه للخلف هاتفاً  بحزم وقد قست تقاسيمه يأمر رجاله بالتالي :


ـ يارجاله عمروا أسلحتكم وانتوا عارفين هتعمروها بأيه 


يقصد بكلمه " تعمير الأسلحه " الحقن التي صنعها الغريب لقتلهم جميعاً فأتى "يزن " من جهه اليسار واضعاً كف يده بجيب بنطاله يخبره شامتاً : 


ـ ياترى هيعمروها بأيه ؟


وتصنع أنه تذكر شيئاً : 

اه ، افتكرت اوعى تقصد الحقن اللي غريب عملهالك أزعل اوي ، اصل الحقن اللي فاكر انها ممكن تأذينا ومتحامي فيها وموزعها على رجالتك دي مجرد كحول عشان تطمن وتيجي هنا برجليك لينا وتبعد عن القريه خالص ونبقى هنا مع بعضينا لوحدنا بقى بعيد عن الناس الغلابه اللي كنت عايز تاخدهم في الرجلين 


صاح بغضب بان في عينيه التي شنت حربً عليه :


ـ أنتَ كداب ، بدر عرف يجيبلي الراجل بتاعكم الغريب ، وده  اللي صنع الدوا بأيديه 


لم يكد "يزن" يرد حتى  رأى "الدمنهوري " من أتى من خلفه ، كان أخر من توقعه انه "بدر " ادرك الجزء الأهم في اللعبه علم أن ما حدث ما هو سوى فخ حتى يستدرجوه الى هنا وسط الصحراء المنعزله عن الجميع ، ضحك " ياسين " وعلت ضحكاته حين رأى الهلع اصاب تقاسيمه وطالعه "الدمنهوري" بغير تصديق  وانتظر على احر من الجمر كلمات "ياسين " التاليه حيث وجده قال :

ـ كل حلفاؤك خانوك يادمنهوري 

تهكمت ملامح وجهه وحول عيناه للون الأحمر القاتم حيث قال :

ـ عشان كده بقى 

نجح بجذب انتباه الجميع بكلماته الكل ينتظر سماع ما سيقوله ولكنه أذهلهم بقوله :

ـ انا عايز شيري كولا ، اصل بحس اني عايز اشربها لما احب اسمع حواديت 

ختم حديثه يغمز  للدمنهوري بطرف عينيه وبقى هو مكانه يطالعه بغير تصديق ثم نطق يشير لـ"بدر" بعينيه حتى يستكمل حديثه فأكمل "بدر" يواجهه بقول :

ـ أنتَ صحيح كنت هتقتلني وهتقتل خالتي وأي حد مكاني كان لازم ينفذ أوامرك بس انا المره دي نفذت اللي يمليه عليا ضميري ونفذت كل كلمه يزن قلهالي 


أشار برأسه ناحيه "أبو المعاطي " والذي كان يقف خلف" الدمنهوري " يسترسل حديثه :


ـ انا غلطت لما سمعت كلام أبو المعاطي الندل اللي باعني ليك من غير تمن 


شعر "ابو المعاطي" بالخطر فحاول التفاهم معه حين سأله  :


ـ أنا كنت معاك لحظه بلحظه أمتى قابلت يزن ؟


وأمام سؤاله ذكره هو بحدث مر حين ذهب لأيصال "غدير " الى منزلها ووعدها بأنه لن يؤذيها ولم يطمئن قلبه الا حين رأها تدخل منزلها بأمان  ولكنه لم يبرح مكانه ظل منتظراً لساعات طويله حتى رأه "يزن" من شرفه غرفته هبط الدرج مسرعاً وكان في قمه ثورته قبض بكف يدهُ على تلابيبه ، ولكنه نطق سريعاً يخبره مرتعباً  :


ـ أنا عارف عنكم كل حاجه غدير قالتلي على كل شىء ، بس يعلم ربنا اني مش ناوي على الغدر ووقفت هنا لساعات مستني أنك تنزل في اي وقت علشان اعرفك اللي بيحصل وتلحق تعمل اي شىء اللي مستنيكم مش هين 


قال هذا "بدر "  ببساطه مما جعل "يزن" ينفر من حديثه ويرد: 


ـ والمفروض بقى أن اصدق واحد زيك ، عنيه مليانه بالغدر وعشان ايه 


ـ عشان غدير 


امتلأت الدهشه تقاسيم "يزن" وانصت لما يقوله باهتمام ثم أكمل "بدر"  يؤكد على ما قاله من قبل :

ـ ايوه عشان غدير مش عايزها تتأذي ، ولو حد فيكم اتأذى أكنها هي اتأذت بالظبط ، عمرها ما هتسامح نفسها في يوم 

حظى بكامل اهتمامه فأردف بنبره مبطنه بالسخريه  :

ـ وانتَ بقى اللي هتأذينا 

ـ مش أنا ده الدمنهوري ، أنا لا يمكن أأذي غدير ، حظي الوحش اللي خلاني أقابلها في ظروف اوحش ، كنت محتاج لفلوس لما جاني واحد اسمه ابو المعاطي يتفق معايا اني هوقع بنت صغيره في الكلام واعرف منها اللي هما عايزين يعرفوه عمليه بسيطه وسهله هاخد منها الوف اقدر اعالج بيهم خالتي المريضه بس حصل اللي مكانش في حسابي 


لمعت عيناه بالعبارات يخبره بما داخله :


ـ حبيتها ، وكنت أتمنى أقابلها في ظروف غير دي 

انا دلوقتي قدامك وعارف أنتوا تقدروا تعملوا فيا ايه بس بالرغم من ده كله انا قدامك كان ممكن اهرب واقول ماليش فيه ، وابعد واسيب الدنيا تطربق من كل النواحي بس معملتش كده

ومعملتش كده عشانها هي وبس 


رأى الصدق بعينيه ، كل كلمه وكل حرف ينبع من داخله بصدق وهنا اطمئن لهُ "يزن" حيث اتفق معه انه سيبقى تحت رحمه "الدمنهوري " وهو من سيخبره عن الغريب وهنا اتضح كل شىء حيث جمع "ياسين" الخيوط ببعضها جميعاً  وتذكر حين غرس بهِ " الغريب" العقار المضاد لما يحقنه بهِ "الدمنهوري " وأصبح أقوى من ذي قبل مما ساعده ذلك على الهرب 


نطق "داغر " لأول مره في هذه الجلسه باستهجان :


ـ رغم كل اللي حصل يادمنهوري ورغم كل اللي بتعمله ، انا بديك فرصه انك تهرب 


ليكون جواب "ياسين" مقتضباً : 


ـ أنتَ بتقول ايه ؟ مين ده اللي يهرب 


ضغط "داغر" على كف يده يحثه على الهدوء واكمل يوجه حديثه للدمنهوري :


ـ أهرب يادمنهوري خد رجالتك من غير نقطه دم واحده ومن غير ما حد يتأذي ، أنتوا مجرد بشر  وانتَ عارف أحنا ممكن نقدر نعمل ايه 


ضرب "عز " سلاحه بكف يده بنبره تحذيريه : 


ـ ياسلام على طيبه قلبك ياداغر ، طول عمرك طيب ، بس بلاش مع الاشكال دي ماينفعش معاها الطيبه 


زئرت" ميرا " بصوت أرعب رجاله وبث الخوف بقلوبهم تراجع رجال "الدمنهوري"  خطوات للخلف يدورون بأعينهم بكل مكان وبان على تقاسيمهم الرعب الذي ملىء القلوب قرروا الانسحاب  ولكن اوقفهم صوت "مشيره " التي أتت من الخلف واضعه السلاح على رأس " الخاله " من يرى الخاله يقسم بأنها قد فقدت روحها من كثره ضعفها قائله ببسمه ماكره :


ـ مش على طول كده ياداغر 


التقط "داغر"  نبرة صوتها وبان ذلك على تقاسيمه ولكنه فشل في التعرف على المتحدث فاسترسلت حديثها بقول : 


ـ مافتكرش أنك هتعرفني ياداغر أصل دي اول مره 

تسمع صوتي فيها اعرفك بنفسي انا مشيره اللي الخاله جابتك مخصوص عشانها من المانيا وجمعتك انت وعز وميرا من جديد عشان تبقوا جنب ياسين في الوقت ده والحقيقه بقى اللي محدش يعرفها ان انا اللي خططت لكل ده 


أكملت تذكر مخططها دون خوف تشير الى "الخاله" باشمئزاز  :


ـ وانا اللي خليت الوليه العجوزه دي تشك فيا وتسمعني من ورا الباب عشان تسافر على مصر وتقول الحقوني لازم تتجمعوا من جديد 


أذهلت الجميع بتصريحها ، اصبح الجميع بحاله صدمه مما يعيشوه الأن ، تهكمت نبرتها حين نطقت كلماتها التاليه بقول : 


ـ واقهر قلب ياسين  مش بس على شمس لاء ، اقهر قلبه عليكم واحد واحد ، عايزاه يعيش شايف كل اللي حواليه بيموت يفضل عايش بجرحهم وان هو السبب في موتهم 


ضربت بكف يدها على موضع قلبها بقهر تواجهه بأنفعال  :


ـ زي ما قهرني وشرخ قلبي ورماني بره حياته بعد عشر سنين ، عشر سنين لميتوا من الشوارع اخدته في حضني وقفلت قلبي عليه ، عملت كل شىء ، علشان اقدر اخليه ينسى  شمس وابقى أنا مكانها بس مانسهاش ، وفي الاخر عمل ايه اختارها ، اختارها بعد ما باعته للمره المليون ولو كان عمار عايش مكانتش حتى بصت في وشه بعتني بالرخيص بعد ما اشتريتك بالغالي بس وحياتك يا  ياسين ياللي عمري ماحبيت حد قد ما حبيتك ، حبيتك قد ما بحب روحي ويمكن أكتر  ، عندي اموت ولا اشوفك متهني معاها في يوم 


كل تعابير "ياسين " ترسم ببراعه غضبه الجم من "مشيره " فأتى منه الرد :


ـ هتفضلي طول عمرك ***** اديتك الفرصه انك تطلعي بره حياتي ورحمتك من اللي هعمله فيكي ، بس الظاهر ان الرحمه خساره في اللي زيك،  ولو كنتي ذكيه كنتِ عرفتي ان الرصاص ده مابيأثرش فينا 


ضحكت ، ضحكت حتى سعلت بل وزاد هذا ضحكات الدمنهوري بصوت عالٍ حين قال بنبره منتصره  :


ـ افتكر انك بتستهون بذكاء مشيره ياياسين ، مشيره أذكى من كده 


وبنفس نبرته ردت :


ـ وتفتكر دي حاجه تفوت عليا ياياسين ، بعد ماخليت يزن وعلي يتأكدوا انهم ممكن يكونوا ضحكوا علينا بالكحول الاهبل اللي الغريب عمله خليت الدمنهوري يرجعوا بيته وخليت يزن يطمن انه خلاص رجع البيت في وسط عياله وبعدها كلكم جيته هنا ويــاحـــرام 


نطقت كلمتها الاخيره ببطىء ساخره من فعله  :


الغريب مكانش راضي يبيعكم أبداً ،  بس انا بقى قتلتله مراته وهددته لو معملش السم هقتله عياله كمان  ، شوفتوا الخاين باعكم عشان عياله وعمل السم  على طول حتى بص 


ـ والمفاجأه حين  أشهرت "مشيره" سلاحها ناحيه صدر "الخاله" واخترق جسدها العيار الناري  الممزوج بالسم القاتل وسقطت على الأرضيه  وارتوت الارض من دمائها صرخت ميرا بخوف على الخاله وكذلك "ياسين " الذي تجمدت عيناه وهو يرى والدته ملقاه على الأرض يفقد قطعه من روحه للمره الثانيه هرول ناحيتها وكذلك "الطبيب و بربروس " لحقوا به  وبلحظه هرول الجميع ناحيتها ولكن ازدادت الاعيره الناريه والتي قامت بتفرقتهم ،  اصبحت الدماء بكل مكان ، انطلقت الأعيره الناريه هنا وهناك والمقصود ابادتهم جميعاً صدحت بالأجواء من جهه اليمين  رجال "عز" يطلقون النيران ومن جهه اليسار تبادلهم طلقات رجال الدمنهوري انطلق "ياسين والطبيب علي " ناحيه الخاله هربت "مشيره" اتاها الفرار على طبق من ذهب ، هربت من هنا الى الأعلى ، تتجه لخطتها البديله ، انتشل ياسين الخاله وضمها الى صدره لم يهتم للضرب المتواصل من حوله بل حمل والدته التي تأن محاولاً بصعوبه تفادي الضرب وايجاد أي مخبىء لحمايتها قام بوضعها خلف كومه من الصخور ، قام "بربروس " من الخلف بحمايتهم والتصدي لأي احد بالأقتراب منهم ،  تسابقت دموعه على وجنتيه وهو  يراها بهذه الحاله يفقد والدته أمامه يراها تلفظ انفاسها الأخيره ، رفعت كف يدها تلمس وجهه بحنان تخبره بصعوبه من بين شفتيها :


ـ محدش يبكي ، ماتبكيش عليا ياعلي ، ولا أنت ياياسين دموعكم أغلى من أنها تنزل عشاني ياضنايا 


بان القهر في عيونه وهو يخبرها :


ـ انا السبب ، انا السبب في اللي بيجرالك يامـــاه 


كل أنش في جسدها يرتجف الأن ، غزته البروده ، نزلت الدموع من عينيها وهي تخبرهم ببسمه دامعه : 


ـ  اذا كنت السبب في شىء فانت سبب سعدي أنتَ واخوك ياولدي ، مين اسعد مني دلوقتي وانا بموت في حضن ولادي ، ايدك في ايد اخوك ياياسين 


وجهت حديثها للطبيب:


ـ ماتسيبش أخوك ياعلي مهما حصل ، ماتخليش حد يفرق بينكم في يوم ياولدي 


أخرج " الطبيب"  كلماته من بين شهقاته كالطفل الصغير وهو يقول :


ـ كانت غلطه ومش هتتكرر تاني ياماه ، ياللي من يوم ما طلعت على الدنيا وماسعنيش غير حضنك فيها 


مدت كف يدها تشبك كفه بكف الأخر قائله :


ـ اهو انا كده اطمنت ياولدي و هموت وانا حاسه بالراحه ياضنايا 


نزفت قلوبهم دماً ، وما هي إلا ثواني مضت وخرج  من بين شفتي "الخاله"  رغاوي سوداء لقد ادى السم مفعوله سريعاً من كثره ضعفها أغلقت عينيها وزهقت روحها ، زهقت بلا عوده  ، صرخ ياسين بأسمها ولكنه وجد الأرض تتفجر بالألغام في كل شبر بها تمالك الطبيب نفسه ومسح دموعه سريعاً ، أخذ يجذبه من قميصه حتى يتركها ويبتعدوا عن المكان ولكنه أبى تركها ،  فصرخ " الطبيب"  بوجهه من بين أصوات الرصاص وهو يقول :


ـ مش هسيبك ياياسين ، لو عايز تكون السبب في موتي  ماتتحركش دلوقتي عشان مش هتحرك غير بيك وهموت معاك انت فاهم ، هموت معاك ياياسين 


صاح "بربروس " بأنفعال يجرح اكبر عدد منهم :


ـ  ربـــــاه ، لا أريد قطع تلك الجلسه الوديه يجب عليك أرغامه لا مواساته  هيا قف أيها الوغد اللعين وخذ بثأر الخاله ياياسين 


قطع حديثه قاذفه ناريه ار بي چي تأتي بسرعه باتجاههم فرقتهم عن بعضهم وتدحرج جسد  كل منهما بأتجاه ، سعل ياسين وتمزقت ملابسه والجروح اصبحت بكل أنش بجسده حاول الوقوف يسند بكف يدهُ على الأرضيه ولكن أتت طائره هليكوبتر تقذف عليه الرصاص وكأن السماء تمطر طلقات ممزوجه بالسم القاتل ، هرول ياسين بسرعه رهيبه ، يتفادى الطلقات تهتز الأرض من كثرة سرعته تكاد أن لا تراه  ، تحامى بأول صخره كبيره واستند بظهره عليها لكي يلتقط أنفاسه ، حول عينيه للون الأحمر القاتم لكي يستطيع الرؤيه بوضوح في وسط تلك المعركه كالذئب المتربص  يحدد فريسته التاليه 


------------------------

هرول داغر ناحيه الجبال  يحاول كلاً من "يزن وبدر " مجاراته يطلق  "يزن " الأعيره الناريه على كل من يقف أمامهم ومن ثم تحدثت "هدير " بسماعه الأذن وهي تجلس بغرفه ما بمنزل "الصاوي " أمام الشاشات تحذر " داغر " وقد أصابت في شكها بقول :


ـ داغر زي ما شكيت بالظبط الراجل ده عايز يطلع أسوأ ما فينا عايز يعرف الكل حقيقتنا علشان الدنيا كلها تعرف بينا حاطت كاميرات في كل حته انا مراقبه المكان من عندي والكاميرا الطائره رصدت مكان الكاميرات بتاعته بس للأسف دي على النخل ده غير كمان الهيلكوبتر اللي بتصور يعني اي حد منا لو ظهرت حقيقته العالم كله هيتعاطف معاه وهيقولوا انهم كانوا بيبيدوا كائنات خطر على البشريه ، ماتخليش حد يتحول ياداغر ما تخليش حد يستخدم ضوافره ولا يجري بسرعه عاليه ، خليهم يتعاملوا زي البشر 


ومن ثم رأت بالشاشه قذيفه تأتي من الخلف صاحت تحذره :


- خللي بالك ياداغر وراك 


انتهت من تحذيره وانقطع البث نهائياً ، انقبض قلبها وبشده  وانقطعت الشاشات عن العمل

صوت صراخها أيقظ صغيرها "عمار"  من نومه يسألها بخوف :


ـ مالك ياماما بتصرخي ليه ؟


ضمته الى صدرها بهلع ووضعت قبله صغيره على رأسه  تحاول أضفاء بعض الهدوء ، ضمها الصغير وكانت هي من تحتاج لضمه نكرت من اجله حتى تنزع الخوف من قلبه  : 


ـ مافيش حاجه ياحبيبي انا بس حلمت حلم وحش نام أنتَ دلوقتي 


فرك عينيه بكفه الصغير معترضاً :


ـ لاء ، مش هنام الا لما تنامي معايا 


أفسح لها المجال على الفراش تحتضنه بهدوء عكس ما بداخلها ، تفرك بأصابعها بين خصلات شعره برويه وشردت ، ذهبت بذهنها حين كانوا بمنزلهم بألمانيا تلقوا اتصال  من " غرام  زوجه عز " على تطبيق الواتساب فتحت " هدير " الكاميرا مرحبه بها كالعاده ولكنها لم تجدها هي بل كانت "الخاله" هذه المره تراها بملامح وتقاسيم جامده سألتها بذعر من بين ملامحها العابسه :


ـ مالك ياخاله فيكي ايه أنتِ كويسه 


فجاوبت على سؤالها بسؤال أخر :


ـ أعذريني يابتي بس أنا محتاجه أتكلم مع داغر 


أتى "داغر " من الخلف وروت عليه ما حدث من البدايه حتى النهايه وقبل أن تطلب منه الانضمام لهم بادر هو بقول :


ـ انا جاي مصر ياخاله وطالما أنتِ عند عز يبقى اكيد عز معانا 


وكانت نتيجه مكالمته الهاتفيه انه هنا يقف بينهم بمنتصف المعركه فاقت من شرودها وقد عاد الأرسال لها مره أخرى  هرولت ناحيه الشاشات وشعرت بعودة روحها من جديد ، تنصت لصوت "داغر" بسماعه الأذن وهو يقول بهلع  : 


ـ هدير ، حدديلي بالظبط مكان الكاميرات بسرعه مافيش وقت 


هزت رأسها بالموافقه تفعل ما طُلب منها أخبرته بمكانها المحدد وأخبر يزن بما علمه وهو يقول :


ـ يزن مين أقرب حد في منطقه الشمال 


ساره هي اللي على الشمال من ناحيه البدو 


طلب منه مسرعاً : 


قولها بسرعه تعطل الكاميرات اللي هناك 


انصاع لأمره واتجه ناحيه "بدر " وأخرج سلاح من جيب بنطاله الخلفي ووضعه بكفه مبرراً : 


ـ السلاح ده علشان اي حد يحاول يأذيك تقتله ولازم تلاقي بربروس عرفه انه يحاول مايستخدمش قوته ويقول كده لياسين وعلي لحد ما نعطل الكاميرات فاهم لازم تلاقي بربروس بأي طريقه يابدر فاهمني 


هز رأسه بالموافقه وتركه ورحل يطلق الأعيره بلا هواده 


--------------------(بقلمي ماهي احمد)--------------

هناك بشر لا ننساهم أبداً من شدة حقدهم 

تَملك الخوف من "شمس " حين استيقظت لتجد نفسها في غرفه مظلمه مكبله بأصفاد من الحديد  هوى قلبها أرضاً شعرت بالخوف الشديد مقتت المكان تذكرها رائحته بالقبو المظلم والعفن التى عاشت بِه طوال حياتها ، صرخت بأعلى صوتها لعل ينجدها أحد صرخت بأسم " ياسين " مراراً وتكراراً دون فائده وزاد من صراخها حين شعرت بثقل جسدها ، وجدت نفسها ترتدي ستره ملغمه بقنبله رقميه تقل الثواني ومع كل ثانيه تنقص ينقص معها عمرها ، وضعت يدها على فمها تحاول كتم نحيبها عل ذلك يساعدها على التركيز لكي تصل الى ما اوصلها الى هنا شردت بذكرياتها حين وصلت مع "ياسين " الى جنوب سيناء تحديداً  منطقه جبل موسى ، وما ان وصل حتى رأوا حشد من الناس والاضواء الملونه بكل مكان المشاوي ولحم الماعز يتقلب على نار هادئه يعج المكان بالخيام الضخمه الرجال منفصله عن النساء ويغني أحد الحضور بالمنتصف أغاني خاصه بأهل سيناء رحب شيخ العرب بـ "ياسين " فور رؤيته لهُ وهو يقول : 


ـ مرحب بيك ياولدي ، طالت الغيبه 


رد باسماً :


ـ الغيبه مهما تطول بنرجع نتلاقى من جديد ياشيخ عزام  


تقدم "ياسين" الى موقعهما وبانت في عينيه الحيره فأرضى الشيخ عزام حيرته بقول :


ـ فرح بتي شهد الليله انتظرتك من باكر بس ما أچيت الله اعلم بظروفك ياياسين 


تحرك للأمام وتبعه ياسين يخبره :


ـ الطريق كان طويل واخد منا وقت كتير ياشيخنا 


اتفضل ياولدي اعتبر المكان هذا مكانك ، اليومين اللي هتقعد فيهم ويانا هتنورنا اكيد  افضال الخاله ماتتعدش وبتمنى ارد افضالها فيك ، بس ماتأخذنيش بالسؤال ياولدي الخاله مأكده عليا أنك هتكون وحدك ماقالتليش انك معاك ضيوف 


أشار برأسه الى تلك الواقفه بجواره وبدأ بسؤاله :


ـ هذي مرتك 


كانت شمس تنظر له تنتظر رده وأتاه الرد  :


ـ أيوه مراتي ياشيخ عزام 


يازين ما اختارت ياولدي 


قالها "الشيخ عزام " بابتسامه واسعه يرحب بها واقترح عليهم : 


ـ باين على ملامحك  التعب ، بس الليل لسه في اوله اقعد معانا السهره لسه طويله الماعز بيتشوي على النار لازم تاخد واجبك قبل ما تدخل تنام 


كاد أن يرفض بدا على ملامحه التعب من طول الطريق  يريد الراحه وبشده ولكن رد"شمس " كان الاسرع تشير بالأجابه :


ـ اكيد طبعاً انا جعانه اوي مأكلتش حاجه من الصبح 


طالعته بنظره تستعطفه بها فوافقها بقول :


ـ بس مش هنقعد كتير 


أشارت بالأيجاب مع بسمه واسعه جلس كلاهما أمام المشواه ترى الماعز تقلب على الجانبين فبدأت بسؤاله :


ـ أنتَ مش جعان 


رد بجفاء : 


ـ مش عايز 


تحركت تجلس بالجهه المقابله لهُ تدافع عن نفسها بقول :


ـ ياسين أنتَ طول الطريق ساكت ومابتتكلمش ولولا أني أصريت أني أجي معاك مكنتش أخدتني ، ياسين اللي حصل امبارح من أمي انا ماليش ذنب فيه 


وصرح وبقوه :


ـ لاء ، ليكي ياشمس لما ماتبقيش واثقه فيا لما اسألك وتقوليلي معرفش يبقى ليكي ذنب ، السؤال ده لو كان اتسألي أنا أنتِ اكيد كنتي عارفه ردي هيبقي أيه 


أكدت تكرر :

ـ عارفه ، بس أنتَ ساعات مابتبقاش في وعيك ياياسين أنتَ حاولت تقتلني أنا شخصياً مرتين فجأه بتتحول ما بتبقاش أنتَ ، وأنتَ عارف كده كويس أنا افتكرت ممكن وقتها يكون حصلك نفس اللي بيحصلك قبل كده وانتَ معايا واتهورت و .. 


بتر حديثها يستكمل جملتها :


ـ وقتلته صح 


انتبهت وسألته :


ياسين حط نفسك مكاني ، واسأل نفسك لو انا  مره واحده مابتحكمش في نفسي وحاولت اقتلك مرتين وحصل ومشيره اللي هي اكتر حد بكرهه اتقتلت وانا اللي في بيني وبينها عداوه ولاقيت هدومي عليها بقع دم أكيد هتفكر ، اكيد هتبقى مش عارف اللي بيحصل هتسأل نفسك على الأقل طيب الدم اللي على هدومي ده جه من أيه صح ولا أنا غلطانه لو انا غلطانه على الاقل عرفني الدم على قميصك ده جه منين 


شعرت بالتخبط من السؤال ولم تكن الأجابه سوى :


ـ غلطانه ، علشان انا عمري ما كنت هبقى مكانك عشان ثقتي مش هتتهز فيكي في يوم بالشكل ده حتى لو كنتي تعبانه ومريضه ومجنونه الكلمه اللي مش عايزه تنطقيها انا نطقتها بدالك عايزه تقولي اني مريض وبخرج عن السيطره اوقات كتير غصب عني ، بس افتكري ان في كل مره كنت بخرج فيها عن السيطره كنت بتحكم في نفسي علشانك مهما زادت قوة مرضي مافيش مرض ولا لعنه ولا قوه تخليني أأذيكي في يوم ياشمس وانا عارف ان لو انا قتلت فريد كده هعرضك للخطر وانا عمري ما هعمل ده 


تعلم هذا جيداً لامت نفسها على ما ظنته تحرك للأمام يبتعد عن الضجيج تبعته ولكن هناك من اعترض طريقها مجموعه من النساء وقفوا أمامها وبدأت واحده منهم بقول :


ـ ماشالله عليكي بدر منور ، مزوينه 


اجابتها "شمس" برفق  :

ـ أنتِ احلى 


سألتها أخرى بلين :

ـ الحاج عزام مصمم انك مش بس تاكلي من اكلنا وكمان تلبسي لبسنا ، همي يابنيه تعالي معانا 


ـ ايوه بس 


لم ينتظروا الرد جذبتها الفتيات من مرفقها بلين ودلفت الى احدى الخيام تطالع "ياسين" بقلق 


مرت على الأقل ساعه ، ساعه كامله ومازالت هي  بداخل الخيمه ثبت عينه عليها ينتظر خروجها بأي لحظه أتى "الشيخ عزام " بطبق من لحم الماعز المشوي يقدمه لهُ ببسمه رضا وهو يقول : 


ـ ماتقلقش ياولدي هي جوه مع الحريم شويه وهتلاقيها طالعه 


وضع يده على خصلاته بضيق وتصنع الجهل بسؤاله :


ـ هي مين 


ابتسم " الشيخ " يضع الطبق جواره :


ـ اللي ماشيلتش عينك من على خيمتها من ساعه ما دخلت جواها 


ربت على كتفه برفق :


ـ المشاكل بين الراجل ومرته مابتخلصش بس اللحظات الحلوه اللي زي دي هي اللي بتخلص ياياسين 


تركه ورحل أعطاه ظهره ، وطالع الخيمه من جديد 

خرجت الفتيات جميعاً  طالعت "شمس"  المرآه أولاً ، ثم رفعت كف يدها أمام عينيها تتأمل  الخاتم الموجود بأصبعها الذي صنعه لها ياسين بابتسامه ناعمه وغمر  قلبها السعاده وكانت هي أخر من خرج ، اقتربت منه وقد ارتدت زيي بنات سيناء وغطاء الوجه المطرز على الجانبين تغطي به وجهها  ،  كحلت عيناها بالكحل مما أبرز جمال عينيها ، كل مره يأسرها هو بنظراته ولكن الليله هي من أسرته بنظراتها الفاتنه و تحدثت متمنيه أجابه تسرها... اجابه تطمئن روحها :


ـ أيه رأيك الكحل حلو عليا 


كانت نظراته صادقه ، مؤثره ونبرته أكثر :


ـ هتصدقيني لو قولتلك أنك أنتِ اللي حلوه عليه 


احمرت وجنتيها خجلاً ونطق بما يريده طالباً :


ـ لو طلبت منك أنك تطلعي معايا الجبل أوريكي حاجه هناك هتطلعي معايا 


طالعت الجبل وصدمت من ارتفاعه شاهق للغايه وقبل أن ترفض صمم :


ـ اعتبري ان دي اخر مره هطلب منك طلب 


جذبها من يدها هذه المره برفق وهو يتوجه بها ناحيه الجبل وبالفعل ذهبت معه طلب منها الا تنزع غطاء الوجه حتى يصلوا الى وجهتهم ، تحركت معه  مسلوبه ،  ساعدها بالصعود وحملها بين ذراعيه صعد بها أكثر من سبعمائه وخمسون سلمه حتى وصل الى القمه وقف أمامها يطالع لحظات شروق الشمس وكأن الطبيعه ترسم لوحه فنيه بديعه حيث تقف جميع الكلمات عاجزه عن وصف جمالها ، فما بالك اذا كنت تستمتع بهذه اللحظه الفريده  مع من تحب على أشهر جبال مصر ، أكثر ما يميز جبل موسى هو شروق الشمس سيجعلك تنسى تعب رحله الصعود بأكملها وقفت "شمس" بجواره تستمتع بهذا المنظر البديع فأجابها على سؤالها بقول : 


ـ لما روحت لفريد اليوم اللي مات فيه كنت رايح ومافيش أي نيه جوايا لقتله ، كان مجرد تهديد مش اكتر انا وعدتك اني مش هأذيه وحافظت على وعدي ليكي ، بس هو كان أجبن حتى من أني المسه مجرد ما حولت لون عنيا ، عملها على روحه وبالرغم من كده حسيت بالغدر من ناحيته ليكي كورت ايدي وكنت لسه هضربه افتكرت وعدي ليكي من جديد وضربت أيدي في الحيطه بقوه جنب راسه وهددته اني لو لاحظت او عرفت انه بيقرب منك في يوم هو شاف ضربتي عامله ازاي ضربت أيدي شرخت الحيطه وهو بكده عرف مدى قوتي ايه  ، ايدي وقتها الدم نزل منها وانا مسحت الدم اللي نازل مني في قميصي يعني ده كان دمي أنا ياشمس مش دم فريد 


اقترب منها وحدثها بصدق  : 


ـ عايزك تعرفي ان الوعد اللي بوعده ليكي عقلي قبل قلبي بيحاربني عشان افضل محافظ عليه 


أشارت برأسها بالأيجاب وكان صريحاً معها وضاعف هذا نظراتها الأسره لهُ ،رفعت كف يدها ترفع غطاء الوجه  ولمس هو  وجنتيها بحنان :


ـ أهو أنا دلوقتي مافيش حد في سعادتي أنا الوحيد على كوكب الارض والمجارات المجاوره اللي شايف شمسين على كوكب واحد أنتِ بالنسبالي زي الشمس دي ياشمس الشمس بتنور حياه الناس وانتِ بتنوري حياتي 


هزمها فؤادها الأن ولما لا وهو ينظر لها هكذا : 


ـ أنتِ الحاجه الوحيده اللي حسستيني بضعفي في الدنيا ، انا بفكر فيكي ، وعشان اهرب من تفكيري بلجأ للنوم والاقيني أحلم بيكي


هي سعيده وان قالت شىء غير هذا فهي كاذبه ، هذا ما أدركته وهي تسمعه يقول بنبره هزت فؤادها الذي يعشقه : 


ـ أنا بحبك ياشمس 


كاد أن يقبلها واقترب حين رأى استجابتها ولكنها 

لاتقدر ابتعدت عنه و شعرت بنبضات قلبها من كثره ضجيجها سيسمع بها الأن ، استدارت ، وأعطته ظهرها ، وطالبته بنبره واحده أوشكت على البكاء :


ـ ماتسبنيش 


جذبها من مرفقها واستدارت اليه أنهارت أمام عينيه السوداء كسواد الليل ، تفتقد حديثه هذا وبشده أخيراً نطق بجمله واحده تريحها روى ظمأها بالأخير بتصريحه لها بحبه ، احتضنها ، وقال بلهفه عاشق محروم من حبه لسنين  :


ـ ياريت أنتِ اللي ماتسبينيش 


ولأول مره يقترب منها بهذا الشكل أنامله على جسدها تخبرها بأنه يريدها وبشده وبهذه اللحظه ، وقد شرع في فك غطاء الوجه بأنامله برفق طالباً منها :


ـ أنا عايزك ياشمس ومش قادر امنع نفسي عنك أكتر من كده 


وأمام قوله هربت الأقوال وأندثر كل شىء وصرحت لهُ :


ـ أنا كمان عايزاك ياياسين 


توقفت الأرض الأن في هذه اللحظه وقد أغدقت عليه بعطاياها ، كان الحدث الأفضل لهما منذ عشر سنوات هذا الحدث الذي يرغب أن يبقى للأبد ولا يمر أبداً 

----------------

فاقت من شرودها على صوت فتح الباب دلفت "مشيره " الى الغرفه تشعل الضوء تطالعها متصنعه دور المظلوم ببراعه :


ـ يرضيكي اللي عملتيه فينا ده 


تنهدت "شمس " بضجر فور رؤيتها أدركت بأنها سبب كل شىء ، الغل في عينيها فضح كل شىء 


--------------------(بقلمي ماهي احمد)---------------


ما أبغض أن تقف مشتتاً  بالمنتصف  ، لا تعلم ماذا تفعل تحاول ادراك ما يحدث  ولكنك تجد كل شىء يدفعك بقوه ناحيه العجز ترى أناس لطالما أحببتهم يعانون الواحد تلو الأخر تحاول المساعده 

بكل ما أوتيت من قوه تقف كلاً من ساره ومارال كعادتهم على مكان عالي حتى لا يصيبهم الأذى تصوب أحداهن على رجال الدمنهوري انزلق حجاب "مارال " من على رأسها للأسفل رفعته سريعاً  تعدل من حجابها ووجدت من يصوب عليها طلقاته في عز انشغالها  وظهرت نقطه حمراء على جسدها وكانت "ساره" هي الأسرع حين كشفت عن مكان ذلك القناص بسلاحها وأصابته بعيار ناري أصابه في مقتل فهمت " مارال " ماحدث للتو أومأت برأسها دليل على امتنانها لما فعلته وانقاذ حياتها ، رفعت حجابها وأتت لمحات مما حدث أتت على رأس "مارال "  حدث مر عليه يومين وهي تستيقظ كالعاده لوالدتها تساعدها على الوضوء لتأديه صلاة الفجر استمعت لـ "بربروس" وهو يتلي أيات الله عز وجل كالعاده في صلاته ولكن هذه الأيه تقشعر لها  الأبدان وهو يتلي أثناء صلاته : 


وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ  كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 


تجمدت للحظات مكانها وانتظرت حتى أنتهى من 

أنهاء صلاة الفجر ، جلست على سجاده الصلاه أمامه تربع قدميها كما يفعل هو  احتراماً لهُ وهي تسأله : 


ـ مش عايفه ليه يابيدقوس اتاخدت وأنتَ بتقيأ الأيه دي بالذات  في صلاتك النهايده مع أن انا على طول بسمعك بتقيا قيأن هي السويه اللي كنت بتقيا منها دي أسمها سويه ايه 


قلب حبات سبحته بأصبعه وانتهى من تسبيحه ثم أجابها بهدوء :


ـ هذه سورة ال عمران 


ـ ومعناها ايه ؟


سألت فأجاب :

ـ أي من سلك طريقاً سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين 


انتبهت جيداً وجذبها حديثه : 


-ممكن توضح أكتي 


وضع سبحته جانباً يبتسم لها وفكرها بحدث مر :


ـ قبل أن نتحدث بهذا الشأن دعيني اذكرك بأمراً جعلك مستاءة مني يازوجتي العزيزه ، حينما تحدثنا بالدين أتذكرين ، لقد وعدتك بألا نتحدث بمثل هذه الأمور مجدداً وأنا طالما حييت سنوات من عمري لن أنكث بوعدي يوم 


ابتسمت لهُ وأسرعت تقول في لهفه :

ـ لا لا الميه دي بجد مش هزعل وانا اللي بسألك انا بقالي فتيه كبييه بسأل وبقيأ كتيي وبفكي ليه ماما دخلت الأسلام ومتمسكه بي أوي كده ، ولما شوفت معاملتك وطيبتك وقد ايه طيقتك سهله وسلسه حبيت اعيف عن الأسلام اكتي واوعدك مش هزعل 


رمقها باستغراب ولكنه تفهم طلبها وأجابها بهدوء : 


ـ قبل الدخول في تفسير الآية الكريمة، أريد أن انبهك الى شيئاً ما يامارال  إلى أن الإسلام بمعناه العام، هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكلهم جاءوا بالدعوة إلى التوحيد، والاستسلام، والانقياد لله سبحانه، والتحذير من الشرك، وعبادة الأوثان ، وإن اختلفوا في بعض التشريعات التفصيلية


اعتدل في جلسته وما زالت "مارال " تنصت له باهتمام :


ـ وقد أخبرنا عز وجل عن كثير من الأنبياء بأنهم من المسلمين، وأنهم دعوا الله بأن يكونوا كذلك؛ قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ


أي نتبين من هذا أن للأنبياء دينا واحدا هو الإسلام، وشرائع مختلفه 

واذا عدنا لتفسير الأيه فسنعلم ان الدين عند الله الاسلام  الذي ارتضاه الله لعباده، فعمله مردود غير مقبول، لأن دين الإسلام هو المتضمن للاستسلام لله، إخلاصا، وانقيادا لرسله. فما لم يأت به العبد، لم يأت بسبب النجاة من عذاب الله، والفوز بثوابه، وكل دين سواه فباطل. والله أعلى وأعلم 


ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول :


ـ تقصد أن 


بتر حديثها قبل أن تسترسل يرفع كفيه ببراءه :


ـ الله أعلى وأعلم لقد طلبتي تفسير الأيه الكريمه ولقد فسرتها لكي كما ينبغي 


 استقام يقف من مكانه يطبع قبله بسيطه على جبينها برفق وهو يقول  : 


ـ استودعك الله 


وقفت أمامه وشهد الذهول على وجهها تسأله باستغراب :


ـ أنتَ يايح فين أنا هاجي معاك يابيدقوس مش هسيبك لوحدك في حاجه زي دي 


كان سيعترض ولكن أصرار مارال واضح هي تريد الذهاب معه بأي ثمن لذا قالت برجاء قبل أن يعلن "بربروس" الرفض : 


ـ قلبي الميه دي مش مطمن ، حاسه ان الميه دي مش هتعدي على خيي الحيب الميه اللي فاتت أخدت اخويا  مني ومش هستحمل الميه دي ابقى عايفه انك في خطي وافضل هنا ، مش قاديه اقولك ماتيحش ومش هقدي استناك انا هفضل زي ما انا زي ما الخاله مامعودانا انا وسايه هنبقى بعيد مش في قلب المعيكه بس على الأقل هشوفك وابقى معاك اوعى تيفض يامحمد عشان خطيي 


كمش حاجبيه باستغراب من نطقها لأسمه فهذه هي المره الأولى التي تناديه فيها بأسمه استغرب وهو يقول: 


ـ من الغريب أن تناديني بأسمي يامارال 


أخبرته وهي تحاول ان تمهد لهُ ما يدور في خاطرها منذ فتره :


ـ الأغييب من أني اناديك بأسمك هو أني لحد دلوقتي مادخلتش في الأسلام مع كل شىء وضحتهولي كنت دايماً بتعيفني قد ايه الاسلام على حق وكتيي كنت بشوف نظيات في عنيك من ناحيتي  تتمنى فيها أني أقولك الجمله بس باليغم من كده عمي لسانك ما نطقها ، لحد ما خلتني أنا اللي أجي واقولهالك يامحمد 


ـ صمتت لحظات ثم قالت بنبره باكيه كساها الرجاء :


ـ أنا عايزه أدخل في دين الأسلام يامحمد عايزه لو جيالي حاجه و مت في الحيب بكيه أموت وانا مسلمه 


فتح عينيه على وسعمها فقد وقع عليه ما تقول كدلوً بارد ، ولكن المياه البارده هذه انعشت روحه ، شعر بسعاده غامره حملها من كثرة  فرحته لا كزوجته بل كطفلته الصغيره ضحكت عالياً وتحدث هو مازحاً : 


ـ كنت أخشى عليكي من الموت الأن أصبح قلبي مطمئناً لطالما تمنيت هذا اليوم منذ سنين رددي ورائي أيتها الجميله 


نزلت بفرح تكرر ما يقوله وقد تشاهدت وأسلمت لله عز وجل في لحظه مرت عليهم لن تتكرر مره أخرى 


صوت  " ساره  " تنادي "مارال " أجبرها على العوده الى واقعها وهي تقول :


ـ خللي بالك "يزن" لسه جايلي دلوقت وعرفني مكان الكاميرات انا هتحرك بسرعه ناحيتها وهحاول ادمرها خللي بالك يامارال واحمي ضهر ميرا كويس 


هزت "مارال" رأسها بالأيجاب  وتحركت "ساره" جهه الشمال كما اخبرها "يزن" تصوب بالقنص ناحيه الكاميرات الموجوده بجهه الشمال وقد نجحت بذلك 


-----------------------

تأخر "بدر " في الرد حين أخبر "ياسين " بما طلبه منه "يزن" وهو عدم  تحوله واظهار حقيقته لحين قيام "ساره" بتعطيل الكاميرات ولكنه لم يستطع كبت رغبته الملحه في الانتقام ، حين رأى "الدمنهوري" يتجه لسيارته وسط حراسه مشدده يتحرك بسرعه شديده لم يأبه بما أمر به "داغر " طالع الجوار ورمق سياره من على بعد عدة أمتار هرول بأتجاهها حتى يتفادي اطلاق الاعيره الناريه الممزوجه بالسم ، شق الطريق شقاً ناحيه الدمنهوري ، أسرع الدمنهوري بالصعود الى سيارته

 يلتفت حوله وكأن الموت يهرول خلفه 

يعلم جيداً بأن لا مفر وقف رجال "الدمنهوري" أمام سيارة "ياسين " وهو يأتي من على بعد يطلقون اعيرتهم عليه ولكنه لم يهتم اصطدم بهم وتساوو بالأرض جميعاً ، هرب الدمنهوري بسيارته ولحقه كان يجلس خلف المقود يقود سيارته بسرعه جنونيه ليلحق بهِ راوغه عند المنحدر واصطدم بسيارته من الجانب ، تحكم الدمنهوري بسيارته 

وانقذ نفسه من الأصطدام عاد ياسين يكرر ما فعله مره اخرى


-------------------

في نفس التوقيت علم الجميع بتعطيل الكاميرات تحرك داغر بسرعه رهيبه وكذلك بربروس والطبيب وقف الثلاثه بالمنتصف يفتكون بكل من يقرب منهم  اشار "عز " الى ميرا ناحيه الهليكوبتر فعلمت مقصده أغمضت عينيها واتاحت لنفسها فرصه التحول تغير جسدها وتحولت الى ذئب بلون الأزرق هرولت ناحيه الجبال تصعد لأعلى قمه  فيها 

-----------------------------

ناحيه اليمين تستطيع رؤيه كلاً من" الطبيب  وبربروس "  يحتمي كل منهم بظهر الأخر يفتكون  بكل من يقترب منهم وعلى جهه اليسار يقف "داغر وعز  " يطلق عز الأعيره الناريه على أي شخص يحاول الاقتراب منه ، اما عن "داغر" فمازال يفعل هوايته المفضله وهي فصل الرأس عن الجسد 


----------------------------

في تلك الأوقات تشابك "يزن" مع أحد الرجال بالأيدي بعدما فرغت ذخيرته ، كانت "ساره"  تحميه من الخلف بقناصتها وتقتل من يقترب منه طالعها وابتسم أشار لها بسبابته ثم هرول باتجاه سياره "عز " حتى يملىء ذخيرته وقف أحد الرجال  يتحرك ناحيته ببطء ويتربص لهُ كي يطعنه  من الخلف ضغطت هي على الزناد واجتمع الحظ السىء عندما لاحظت أن ذخيرتها قد أنتهت طالعت الجوار ولم تجد مارال لم تعد تعلم ماذا تفعل هرولت ناحيه "يزن" تنادي عليه بأعلى صوتها 

ولكن المسافه بينهما كبيره ، ظل يبحث عن مكان الذخيره يتذكر جيداً المكان السري لعز في سيارته وعندما فتحه وجده فارغ لعن حظه الف مره أقترب الرجل منه اكثر وعند رؤيتها لذلك هرولت ناحيته بأقصى سرعتها رفع الرجل كف يده الممسك بالخنجر حتى يطعنه بظهره ، نادته ساره بأسمه وسمع ندائها هذه المره استدار "يزن" لها سريعاً ووجدها أمامه تتلقى الطعنه عنه جحظت عيناه من هول ما رأى ارتطمت بالأرضيه تحاول التنفس بصعوبه اشتبك "يزن" مع الرجل ونجح بخنقه هرول ناحيتها يضمها الى صدره فرد أخر قد روى دمه الأرض وهجوم شديد على الجميع وكان مقصدهم هو أبادتهم جميعاً ، كان يحاول تجميع الكلمات :


ـ ساره .. ازاي .. لاء 


لا يعلم ما حدث وكيف حدث وكانت أخر توقعاته أن تفدي حياتها بحياته ، مال نحوها وهو يرجوها بالعين والقلب وكل حواسه :


ـ لا ، ساره ، الا أنتِ


نطقت بنبره متقطعه وعيناها لم تفارق تقاسيمه :


ـ  أنا كده كده كنت ميته  .. على الأقل موتي جه بفايده 


جسده ثيبث من الصدمه ، الصدمه التي جعلت ألم قلبه يتزايد وكأنه ينزف أخر دقاته ، هنا أمتزجت صرخاته مع صوت الأعيره الناريه التي ما زالت تصدح بالأجواء فكانت القتيله هي نصفه الأخر في الحياه 


-----------------------

ظل "ياسين" يتبع الأخر فتره يحاول أيقافه ولكن "الدمنهوري" سرعته مهوله كل منهما يزيد سرعته وكأنهم بسباق ذلك المعتوه يسير بطرق وعره لا رجعه منها الصحراء كبيره ومن السهل الضياع فيها استطاع "ياسين " أخيراً ان يقطع الطريق عليه واصطدم بسيارته مره أخرى ولكن من جهه الأمام ، وانقلب كلاهما ، رأساً على عقب ركل "ياسين"باب سيارته بقدمه حتى يستطيع الخروج ، كان الطريق هنا بارد ، مظلم ، كئيب ، فقط ذلك الضوء الخافت والذي يثير الذعر أكثر 

اقترب من الدمنهوري بقلبٍ بارد وعرفت أظافره طريق الخروج ، وكلما اقترب من الدمنهوري زاد الرعب بقلبه تنفس بصعوبه قبض ياسين بكف يده على باب السياره يلقيه بعيداً يجذبه من تلابيبه للخارج حول عينيه للون الأحمر القاتم تغيرت ملامحه تماماً ، والرعب والخوف تملك من قلب الدمنهوري أكثر رفع سلاحه الذي ظهر من العدم واطلق عيار ناري ممزوج بالسم بداخل صدر ياسين 


----------------------

مازالت "ميرا " تحاول الصعود لأعلى قمه جبليه لتقترب من الطائره التي مازالت تمطر عليهم تلك الأعيره وعند بلوغها قمه الجبل ثبتت أعينها على ذلك القناص ، قفزت من أعلى الجبل  واخذت تمزقه بأسنانها الحاده الثقيله 


---------------------------

غرز " ياسين " اضافره بداخل صدره اخرج الرصاصه من صدره يتغلل السم بجسده ببطىء اقترب من " الدمنهوري " يراه يعود خطوات للخلف 

كان يرمقه بنظرات مشتعله ولو كان أعينه رصاص لسقط صريعه يخبره : 


ـ أنا دلوقتي في قمه سعادتي ياياسين عارف ليه عشان نفذت اللي ابني كان عايزه ، قدرت اقتلك ، السم دلوقت جواك وشويه ومش هتبقى بقوتك السم هيضعفك واحده واحده هيقتلك وببطىء زي ما كنت بتمنى وأكتر مايهمنيش موتي قد ما يهمني اني اخدت بتار ابني اللي أنتَ قتلته بأيديك 


تظاهر بالقوه أمامه ولكن الضغط يولد الأنفجار جمله تصف تحديداً حاله "ياسين " في هذه اللحظه كل شىء قرر الوقوف ضده ، حتى قراراته ولكنه استجمع شتاته نفسه بقول :


ـ أنا صحيح ماقتلتش أبنك بس في اللحظه دي أتمنى أني كنت اقتله 


اقترب خطوه وعاد الدمنهوري خطوه للخلف يستكمل حديثه :


ـ أنتَ اللي زيك الموت قليل عليه ، فاكر أن كل شىء تقدر تمشيه على كيفك وعلى كيف ابنك ، محدش يقدر يقول للدمنهوري لاء لازم الكل ينحني ويوطي ويبوس الأيادي أبنك كان مريض 

وانت السبب في مرضه ماتحملش ان واحده ترفضه وتقوله لاء وعلشان المرض وراثه في عيلتكم أنتَ ماشفتش أن الغلط من عندك أنتَ وجاي ترمي بلاك على غيرك وتلوم غيرك على قتل فريد لنفسه 


تقهقر الدمنهوري للخلف بذعر نظرات ياسين لا تبشر بالخير أبداً :


ـ أنا كل حاجه كنت بعملها في حياتي غلط عملتها وانا مش في وعيي بس الغلط اللي هعمله دلوقتي هعمله وانا في كامل وعيي ومش ندمان عليه عارف ليه عشان هخلص البشريه من واحد زيك 


نهى حديثه وهو يغرز أظافره بجسده ، وانتهى بفصل رأسه ، تنفس الصعداء بعدما ارتوت الأرض بدمائه طالع ذراعه وقد بدأت عروقه بالبروز باللون الأسود القاتم ابتلع ريقه يفكر بشمس فدمائها الوحيده القادره على شفائه 


------------------------

هدأت الأجواء قليلاً  وحل السكون المكان الاجساد متناثره بكل مكان ، دب الرعب بما تبقى من الرجال عند رؤيتهم بهذا الشكل هرب الكثير ومات منهم أكثر ابتسم بربروس عند رؤيه وجوههم تملأها الفزع عاد "ياسين" يخفي ذراعه لم يقل الا كلمه واحده حين توقف بسيارته :


ـ فين شمس ، محدش فيكم شاف شمس 


لم يستطع أخفاء الأعصار في عينيه عواصف الحزن التي لم تتركه وشأنه ، بان ارتباكه بنبرته يحاول ارتداء ثوب القوه ، نطق داغر وسأله :


ـ أنت كويس ياياسين 


قاطع رده أجابه عز :


ـ أنا شوفتها ،  كانت مشيره بتنزلها من عربيه وكان باين عليها متخدره بس مالحقتش انزل وراها اتلم عليا شويه عيال وبعدها لاقيت نفسي في وسط المعركه 


--------------------

العدوان ليس كلمه الان بل العدوان تمثل فيه عروقه البارزه وعرقه الغزير وحالته التي جعلت " مشيره " تدرك بأنها هالكه لا محاله ، يقف "ياسين" أمامها  الأن بعدما أوصله "عز" الى المكان المحدد طلب منه "ياسين" انتظاره بالسياره مرت الكثير من الأحداث أوصلتهم الى هنا الى هذه النقطه والى هذه الحرب تحديداً عندما علمت "مشيره " بنيه "ياسين " حين حادثها عبر الهاتف يخبرها بأنه لن يرحل ويترك " زوجته " بمفردها واذا ارادت العوده ستعود وحيده الى المانيا ولكن ليست برفقته ، هنا جن جنونها ووضعت يدها بيد الدمنهوري لأبادتهم جميعاً ولكن مخططها لم يسري على نحو جيد ، ودائما لديها خطه بديله اقتربت من "ياسين " تطالع ساعتها وقد امتلكها الملل بقول :


ـ اي ده ياياسين معقول المواعيد دي بقالي ساعه مستنياك ياراجل ينفع تسيبني كل ده وانا مستنياك 


كسا نظراته الحقد وهو يقول:


ـ ده أنتِ موتك على أيدي 


لم تتركه عيناها بل احاطت به ولم تفلته حين طلبت :


ـ تؤ ، تؤ ، تؤ ،تؤ أوعى تتهور واعقل كده أنتَ ماتعرفش أن روحها في أيدي ولا ايه 


لم يفهم مقصدها ، ولم تنتظر هي أشارت برأسها ناحيه الغرفه المغلقه هاتفه :


_ جوه الاوضه دي  هتلاقي شمس وهي ملفوفه بهديه حلوه ، قنبله صغيره كده على قدها شغاله بمؤقت واللي سبحان الله قدامه ١٧ دقيقه بس وينفجر 


ابتسمت بسمه واسعه بقول:


ـ وبعدها شمس هتبقى مجرد أشلاء 


لم يصدق بل صاح بها : 


ـ أنتِ كذابه 


هزت كتفها بلا مبالاه : 


ـ مش مصدقني أهي عندك أسألها 


اقترب من الباب الحديدي ينادي عليها بقهر : 


ـ شمس 


هرولت "شمس" باتجاه الباب تخبره بحقيقه ما يحدث لها وقد عاد لها الأمل عند سماع صوته :


ـ ياسين ، ياسين الحقني مشيره حاطه قنبله على جسمي ، قنبله رقميه ياياسين 


ابتلع ريقه وقد تمكن السم من جسده برز اللون الأسود بعروقه تحت رقبته ، حاول الصمود اكثر يوجه حديثه لمشيره :


ـ أنتِ عايزه ايه ؟


 قالها بهدوء شديد تبعه قولها الذي شعر به بنبره ساخره:


ـ أنا ، أنا هعوز ايه ، هو في حاجه أعوزها تبقى احسن من كده ، وانا شيفاك بتموت قدامي وهي قدامها اقل من ربع ساعه وتموت تفتكر ياياسين هبقى عايزه حاجه تاني 


ـ مشيره انا بموت لو عايزه حد يموت هيبقي انا سيبيها هي تخرج هي مالهاش ذنب 


تصنعت "مشيره" الصدمه وبدأت تحوقل ثم قالت وهي  تتصنع الأسى :


ـ لا حول ولا قوه الا بالله تصدق صعبت عليا ، مع ان انا مصعبتش عليك وأنتَ بتكلمني وتقولي ارجعي بلدك لوحدك ، ولا لما طردتني بعد كل اللي عملته عشانك ، سيبتني عشانها 


صاح بألم : 


ـ أنتِ عملتي ايــــــه ؟


جاوبته بقهر : 


- حبيتك ، وفضلت مستنياك وكان عندي استعداد استناك العمر كله عشان خاطر كلمه واحده منك بس ماحصلش ، ماحصلش وسيبتني ، بس انا مبسوطه ، مبسوطه اني هموت معاك وان احنا التلاته هنموت سوا ، اصل انا ماليش حد اعيش عشانه ولو أنت مت يبقى انا كمان مت ياياسين 


- في حين أغمض ياسين عينيه وقد اقتربت براكين غضبه وهو يقول : 


ـ أنا هقتلك 


رفعت مشيره السلاح توجهه ناحيه رأسها والدموع تملؤ وجنتيها تخبره بقهر :


ـ وانا مش هستناك تقتلني عشان انا هقتل نفسي 


وضعت يدها على الزناد يترقبها هو بحذر وهو يقول برجاء :


ـ استني ، ارجوكي قوليلي الرقم عشان اقدر اوقف القنبله 


انزلت المسدس من على رأسها بحسره : 


- للدرجه دي بتحبها 

لم تتلقى رد فصاحت بهِ بقول :


- جـــــاوب 


أشار براسه بالموافقه :


ايوه ، ايوه بحبها 


أغمضت عينيها ووضعت السلاح على رأسها تخبره بقهر :


ـ وانا كمان كنت بحبك 



أطلقت الرصاص على رأسها ووقعت صريعه فاقده لروحها ، هرول  "عز" للداخل فور سماعه لطلقات النار جثا "ياسين " على ركبتيه لم تستطع قدمه تحمله اكثر من ذلك ، اسند ظهره على الحائط يقول بنبره متقطعه تكاد ان تكون مسموعه :


ـ عز حاول تطلع "شمس " من هنا ، أنقذها ياعز 


قاطعه وقد هوى ثباته ارضاً ، وحل محله الأرتباك :


ـ هطلعها ماتقلقش بس قوم معايا أنتَ ياياسين أحنا لازم نوديك للغريب بأسرع وقت اكيد معاه العلاج 


رفض وبشده يبتلع ريقه وكأنه غصه مريره بحلقه :


ـ مش هتحرك ياعز ، حاول تطلعها بأي شكل ، القنبله ،  في قنبله ملفوفه حوالين جسمها 


صدمه بما أخبره ولكنه أنصت لهُ يعطيه كامل تركيزه :


ـ حاول تكسر الباب ماتسيبهاش 


أشار براسه بالأيجاب اتجه ناحيه الباب الحديدي واخرج سلاحه اطلق  اعيره ناريه ولكن بلا فائده ، وعلم بأن الباب الحديدي ضد الرصاص 

حاول فتحه مراراً وتكراراً دون جدوى جلست  "شمس" بجوار الباب تنطق بنبره باكيه : 


ـ خلاص ياعز امشي مافيش فايده ناقص اربع دقايق والقنبله تنفجر ، ابعد ياعز خد ياسين معاك وامشي 


ما الاصعب من أن تجد نفسك مجبوراً على فعل شىء تكره فعله ولكن ليس بيدك حيله فقال بنبره بان بها قله حيلته :


ـ أنا اسف ياشمس 


ابتسمت من بين دموعها بقول : 


ـ أنتَ عملت اللي عليك وزياده ماتسيبش ياسين خده معاك ياعز 


هنا فقط ارتفعت نبرة "ياسين " وللمره الأولى يصرخ بها :

ـ مش همشي ياشمس واسيبك 

اقترب زاحفاً  ببطىء ، يسند ظهره على الباب  وهي تكرر على أذنيه بنبره باكيه :

ـ عشان خاطري امشي ، أمشي وسيبني وعيش حياتك 

أخبرها بنبره  صادقه ومعبره عما بداخله :

ـ امشي اروح فين و اسيبك وامشي اروح لمين  

تدخل "عز " في محاوله منه لأنقاذ حياته :

ـ لازم تسيبها وتمشي ياياسين مافيش وقت 

القنــبله اللي عليها هتنفجر في اي لحظه

طالع "عز " المؤقت من فتحه صغيره استطاع ثقبها بالباب  بعيون مترقبه بان الهلع بهما وهو يبتلع ريقه وكأنه غصه مريره بحلقه  ، ربت "ياسين" على كتفه واغتصب ضحكه من بين شفتيه لكي يطمأنه بقوله  :

ـ امشي ياعز ، اهرب من هنا بسرعه أنتَ عملت اللي عليك وزياده أهرب غرام مستنياك ، مافيش وقت 

قاطعته "شمس " بصرخه نابعه من القلب :

ـ أنتَ كمان لازم تمشي أنا ماستهلش أنك تموت معايا 

طالعه " عز " ورأى الأصرار بعينيه ، اعتذر لهُ بأسى عما سيفعله :

ـ أنا أسف ياياسين ، بس لازم امشي 

هز رأسه بالموافقه ركض  تحت نظراتهما بكت "شمس " اكثر ترجوه بقول :

ـ أرجوك سيبني انا كل اللي بيقرب مني بيتأذي 

طالعت المؤقت بهلع وهي تخبره :

ـ مافيش وقت دقايق والقنبله هتنفجـر 

وضع كف يده على الباب الفاصل بينهما  وقد سقط تحت سحر دموعها  :

ـ أنا ازاي ضيعت الوقت ده كله وماقولتلكيش على اللي جوايا من زمان ازاي عذبت نفسي وعذبتك معايا السنين دي كلها 

تسارعت أنفاسها ، وضعت يدها هي الأخرى على الباب وكأنها شعرت بهِ وهي تخبره :


ـ كنت أحن حاجه جتلي في عمري ياياسين 

ـ كنتِ أحلى حاجه حصلتلي في يوم ياشمس 


-------------------------------

خرج "عز"يهرول بالخارج ، فأتى الطبيب مسرعاً وبدأ بسؤاله : 


ـ فين ياسين ، ياسين فين ياعز أنطق 


حاول الدخول ولكن منعته يد عز يسحبه معه بعيداً وما مضى سوى ثواني وحدث أنفجار رهيب أدى لألقاء كلاً من عز والطبيب بعيداً من شدة أنفجاره صرخ الطبيب صرخه مدويه صدحت بالأجواء يصرخ بأسم أخيه :


ـ يـــــاسيـــن ، أخويــــا 


فقد روحه ، بل وفقد عقله من هول المنظر حتى فقد وعيه ، ومن جديد ليله تجعلنا نهرول ، ليله تجعلنا نسأل هل حقاً سننساهم ونستطيع أن  نمضي بحياتنا قدماً

------------------------------------


ظل " الطبيب" يصرخ بأسمه بأسم ياسين يحرك رأسه على الفراش يساراً ويميناً بهلع وهو يقول :


ـ لاء ، ياسين لاء ماتسبنيش ياياسين أنتَ ما موتش أنتَ مش هتموت 


انتفض من على فراشه على صرخه واحده بأسمه :


ـ يـــــــاسين 


تجمع الجميع من حوله ، الجميع بلا استثنا طالع الجميع بعيون دامعه يتفحصهم واحد تلو الأخر نطق ياسين بذعر خوفاً عليه : 


ـ انا هنا ياعلي جنبك 


اقترب عمار منه وسأله بقلق :


ـ دكتور علي أنتَ كويس 


اقتربت غدير منه تلك الطفله التي لا تتعدى التاسعه من عمرها تحمل دميتها الصغيره تخبره بلين : 


ـ أنكل علي أنت بتصرخ ليه ؟ 


طالعته "شمس" باستغراب سائله :


ـ ما بك أيها الطبيب ؟ ماذا رأيت ؟ 


أقتربت منه الخاله وهي الوحيده التي تعلم ما بهِ 

طالعها واتضح انها مازالت شابه ترقبته لثواني تخبره :


ـ أنتَ شوفت المستقبل ياعلي 


واتضح أن كل ذلك كان مجرد رؤيه قبل المعركه 


ممكن الكل مستني الخاتمه عشان يعرف روايه الهجينه هتقفل على ايه بس حقيقي روايه الهجينه مكانتش بالنسبالي مجرد روايه دي روايه اتعلمت فيها حاجات كتير ناس وقفت جنبي ومعايا ، وناس بعدت عني وكرهتني برضوا فيها بسبب تأخيري وعدم انتظامي وموت عمار وكمان عشان غيرت السرد بصوا حاجات كتير بصراحه وكل واحد ولي اسبابه وكلهم على راسي والله المهم ان 

في روايه الهجينه عرفت يعني ايه معنى اني  اكتب روايه واتعب في سرد وادور على جُمل واشرح واعبر بأحساس  وماحكيش مجرد حكايه اللي بييجي في بالي اكتبه وبس وحتى من غير ما اصحح اخطائي الأملائيه 

مش بقلل من اللي كتبته قبل كده بس هفتخر باللي هكتبه بعد كده ، كانت نقطه تحول في حياتي عرفتني مين اللي بيحبني ومستعد يستناني سنين ومين اللي انا بالنسباله مجرد تسليه ، هتوحشوني بجد والله كل فانز الهجينه هيوحشني اوي وطبعاً اللي مش هيتابع معايا الروايه الجديده "لأنهُ موسى " لي كل الحق لأن التأخير في الهجينه كان اوڤر اوي وبيزهق وبتنسوا الأحداث كل ده انا عارفاه كويس وانتوا زهقتوا من مبرراتي فمش هبرر لأن ليكم كل الحق 


بس للي هيتابع فبأذن المولى تعالي "لأنهُ موسى " هتنزل اول بارت الخميس الساعه ١٢ بالليل  ، انا الروايه دي اخدت مني سنه تحضير ومحضراها من زمان وده عشان مرتكبش نفس غلط روايه الهجينه في التأخير هتبقى زي مخزون كده عندي يوم ما اعطل يبقى عندي استبن 


واللي قرروا انهم مش هيتابعوا عايزه اقولهم بجد هتوحشوني والله وكان شرف كبير ليا متابعتكم وكان في بينا كل الاحترام والتقدير وكمان 

هيوحشني ابطال الروايه اللي عيشنا معاهم سنتين الروايه دي اول روايه اعرف بدايه تاريخها ونهايته حفظاهم في قلبي بجد 


🌸البدايه 5/11/2022

🌸النهايه : الجمعه 17/1/2025


وداعاً" ياسين الصاوي" وعائلته ✨🫀

[علي ، بربروس ، عمار ، الخاله ، شمس، يزن ، ساره ، زهره ، حسان ، مارال ، فريد ، العربي، الغريب  ] ياعيله انا بعتبرها وش السعد عليا 


وداعاً "داغر الوحش" وعائلته ✨🫀

[هدير ، ميرا ، رعد ، غدير ، المنشاوي ، حسام ]


وداعاً" عز القدري"  وعائلته ✨🫀


[غرام ، ولاء، شريف ، عم حسين ] 


ومرحباً بعائله " ال موسى  " ✨🫀


[ نوح ، ادم ، لقمان ، يعقوب ، نعيمه ،بشر ، شهد ، حبيبه ، يحي ، أنس ، طه ، بلال ، هنان  ] 


اللي هنعيش معاهم يومياتهم وتفاصيلهم لحظه بلحظه الروايه دي انا قولت وهفضل اقول بجد بدون اي مبالغه بحضر ليها من سنه وبحضر شخصياتها اللي في الأغلب واقعيه جداً والشخصيات بس اللي حقيقيه بس مش حكاياتهم

انتظروهم  الخميس اللي جاي ان شاء الله للي هيقرر يتابع 


🌸


يلا نبدأ ✨🌸


صلوا على الحبيب ✨


لا علاقه بالريح بأشتهاء السفن ، كل ما في الأمر أننا نحاول لوم أي شىء ، حين نسلك الطرق الخاطئه 

نلوم القمر على ظلمه الأيام ـ نلوم البحر على ابتعاد السفن ـ ونلوم الحب بعد كل بكاء وبعد كل هجر 


* راقت لي 


ملحوظه ياشباب : احنا كده رجعنا للاحداث بتاعت قبل المعركه بتاعت العربي وحسام بيوم واحد لما كانوا لسه في مزرعه جدة داغر ومعظم الاحداث اللي هتحصل هنا مستوحاه من الليله دي

وليله الحرب اللي حصلت ما بينهم 


--------------------- ماهي أحمد -----------------------

استفاق "الطبيب"  من رؤيته الطويله ، ليجد نفسه محاطًا بالجميع ، طالع وجوههم لكنها بدت كأنها تعكس خيوطًا من ماضٍ وحاضر ينسجان واقعًا جديدًا كانت الغرفة مظلمه بأستثناء ضوء باهت يتسلل عبر النافذة الصغيره

كانت الغرفة مألوفة، لكنها بدت كأنها تسكن ذاكرته المجهده منذ الأزل حين فتح "الطبيب" عينيه لأول مره بعد رؤيتهُ الطويله ارتطم عقله بجدار من الحيره والارتباك كيف يمكن أن يكون ما رآه هو واقعهم الأليم ؟ 

كيف يمكن أن يعود الآن ليجدهم جميعًا هنا... أحياء؟


نهض ببطء ، أنفاسه ثقيلة كأنها تحمل على صدره جبالًا من الذكريات والكوابيس تطلّع حوله بعيون متسعة، ووجهه شاحب كمن شاهد شبحًا من عالم آخر كان كل شيء كما تركه قبل أن يرى رؤياه، لكنه يعرف أن هذا خطأ

فهو رآهم يموتون رأى العالم ينهار تحت وطأة أقدار لا ترحم كان الأمر أكثر من مجرد رؤيه ؛ كانت رؤى حقيقية، مشاهد متصلة، شديدة الوضوح، تطلعت إليه عبر نافذة الزمن وكشفت له مستقبلاً مليئًا بالفقدان والألم.


لكن الآن.. الآن كل شيء مختلف الأشخاص الذين بكى عليهم وأقسم أن حياتهم انتهت يقفون أمامه كما كانوا دائمًا كيف يمكن أن يكون هذا؟ أيمكن أن تكون كل تلك السنوات التي عاشها في عقله كذبه؟ هل خدعته رؤاه؟ أم أنه الآن هو الكذبه؟


مدّ "الطبيب" يده المرتعشه ليتأكد من أنهم حقيقيون، لكن صوته المتحشرج سبقه وهو يلفظ أسماءهم ببطىء شديد 


ـ يــاسين ، عـــمار ، شمس ، ساره ، والخاله أيضاً 


كلهم ما زالوا على قيد الحياه خرجت كلماته ضعيفه، مليئه بالدهشه والخوف.

استغرب الجميع وقد اعتلت ملامحهم الحيره لم يجيبه أحد، فقط نظروا إليه بابتسامات مطمئنه، كأنهم لا يحملون في عيونهم أي ذكرى لما رآه

كان يحدق فيهم واحدًا تلو الآخر، يحاول أن يلتقط خيطًا واحدًا يفسر هذه الفوضى في عقله همس لنفسه، وعيناه تفيض بالدموع يطالعهم بشوق :


ـ مستحيل ، أنا لا يمكن اسمح باللي هيحصل أبداً 


لقد شاهد بعينه نهايه كل شيء شاهدهم يُبتلعون في دوامه القدر فكيف عاد الزمن إلى الوراء؟ وكيف هم هنا الآن أحياء .. وكأن شيئًا لم يحدث شعر برجليه ترتجفان وكأنهما تحملان ثقل السنين الماضيه كلها استدار  بخطوات متردده في محاوله منه لأخفاء عباراته رأى "ياسين" تغيير تعابيره فنطق : 


ـ في ايه ياعلي شوفت ايه في المستقبل خلاك بالمنظر ده 


انكر ولم يجد مبرر ألا :


ـ ولا حاجه ياياسين الظاهر ان الرؤيه مكانتش واضحه المره دي 


ولم يقتنع بل تضاعف ضجره حين قال :


ـ عيال صغيره أحنا بقى عشان نصدق الكلام ده 


مسح "الطبيب" على وجهه ، يحاول ضبط أنفاسه ، حتى لا يفقد ثباته رأى "داغر " يقترب منه فحثه : 


ـ طمني ياعلي ، الخاله بتقول انك شوفت المستقبل هدير هتبقى كويسه وحسام الكلب ده مش هيمسها بسوء ولا هي ولا اللي في بطنها ، طمـنـــي 


قال كلمته الاخيره بأنفعالٍ واضح ، حاول "الطبيب" تهدئته وهو يبرر : 


ـ أهدى ياداغر دي كانت رؤيه عابره مش فاكر منها حاجه 


لاحظ "بربروس" رعشته التي يحاول اخفاؤها فاقترب  أكثر جواره  وأخذ يمسد على ظهره يطالبهُ برفق : 


ـ هون عليك أيها الطبيب ، فمن الواضح أن ما رأيته قد دب الرعب بداخل قلبك فوالله وبعقد الهاء مهما رأيت ومهما حاولت فلن تستطيع تغيير الأقدار يوماً ما 


رد "عز " مسرعاً : 


ـ يعني أيه ، معنى كلام بربروس أن احنا ممكن نخسر المعركه بكره ياعلي 


كان الجميع يتلهف لأي رد منه ، ينتظرون أن يسرد لهم رؤيته ولكنهم لم يتلقوا إلا الصمت ، بقى "ياسين" جواره يحاول بثه السكينه حتى نطق أخيراً : 


ـ المعركه هنكسبها بكره 


كلمات بسيطه ومختصره مبطنه بالحزن ولكنها بعثت الأمل في قلوبهم جميعاً ثم عاد لصمته تهامس الجميع في حيره فيما بينهم فاقتربت منه "زهره"  سائله بحزن :


ـ مالك ياعلي فيك ايه ، طمني عليك


أدار لها ظهره ولم يطالعها حتى فنطقت الخاله :


ـ سيبونا لوحدنا شويه ياجماعه ممكن لسه ذاكرتك مارجعتلكش ياياسين بس علي لما بيشوف رؤيه أذا كانت خير أو شر بياخد وقته على مايرجع طبيعي بعدها 


سألتها "زهره" بقلق يدمي قلبها :


ـ المهم انه يبقى كويس ياخاله 


طمئنتها "الخاله" بقول : 


ـ ماتقلقيش يازهره هيبقى بخير 


-------------------(بقلمي ماهي احمد)----------------

إنها أحدى الليالي التي يشعر فيها المرء أن قفصه الصدريّ لا يسع قلبه لشدة خفقانه ومن الواضح أن خلايا عقل " الخاله " بدأت تتلف ، وتضُمر أكثر حين  روى لها "الطبيب" ما حدث  بعدما أخرجت الجميع من الغرفه بلا استثنا ،  وما تبقى سواهم هما الاثنان فقد روى لها الطبيب كل شىء ، وما حدث من خلال رؤيته للعشر سنوات القادمه ، توقف عقلها عن التدبير وتوقفت هي عن الاسئله قطع "الطبيب" صوت الضجيج بداخل عقلها سائلاً :


ـ وبعدين ياخاله هنعمل ايه ، لو دخلنا الحرب بكره ضد العربي وحسام  عمار مش هيرجع معانا وهيموت احنا لازم ننقذه ، لازم ننقذ عمار ونقول لياسين على كل شىء هو الوحيد اللي هيقدر ينقذه وبالذات لو عرف انه ابنه اللي كان بيدور عليه سنين 


كقناص ماهر لم تبتعد عين "الخاله" عن الطبيب حين أردفت غاضبه :


ـ أنتَ بتقول ايه ياعلي ده على جثتي أنك تفتح بوقك بكلمه لياسين ، ياسين لو عرف ان عمار أبنه هيسيب كل شىء ويمشي هيسيبنا ويمشي قبل الحرب وده اللي لا يمكن اسمح بي أبداً ، المعركه هنكسبها بكره مهما حصل والعربي هيموت على ايد ياسين زي ما شوفت في الرؤيه بالظبط


استدار لـ " للخاله" موضحاً : 


ـ زي ما العربي هيموت على ايد ياسين عمار هيموت على ايد العربي ياخاله 


لم يتخل عن التعبير القاسي والذي تراه في وجهه كما رأته بالسابق وأضاف : 


ـ لو مش همك عمار فكري في ياسين ، فكري في اللي هيحصله من بعده ، ياسين اللي كنتي بتتمني انه يرجع يفتكرنا من جديد ويبقى معانا بعد ما الضبع بعده عنا سنين 


لم تجب فقد رمقته بخوف صاحبه القلق والاضطراب فأضاف بحديثه :


ـ أنتِ ايه مافيش في قلبك ذرة رحمه انا شفت في الرؤيه انه عاش عشر سنين تايه بعيد عننا ماشفش يوم حلو في حياته ، ياسين اللي بيضحك ويهزر والضحكه ما بتفارقش وشه دلوقتي مش هتشوفي الضحكه على وشه من جديد ، لأنه هيموت بموت أبنه ، هيموت من جواه وهو على قيد الحياه 


تقدم خطوه للأمام ثم اردف : 


ـ أنا متأكد ان احنا لو قولناله ان عمار هيموت بكره في المعركه وان العربي هو اللي هيقتله مش هيسيبنا ويمشي 


بترت حديثه بحده :


ـ لو عرف ان ابنه هيموت بكره مش هيسبنا أه ، بس هيمنع عمار انه يروح معاه وهتبقى هي هي ، مافيش جديد ياسين لسه قوته مارجعتلوش كفايه عشان يحارب العربي لوحده الاتنين لازم يبقوا في المعركه سوا يحاربوا ايد بأيد مع بعض 


قبض حاجبيه بأستغراب مما تتفوه بهِ طالعها بقلبً مفتور سائلاً :


ـ إحنا لو ماقولناش لياسين على الحقيقه عمار هيموت أنتِ فاهمه يعني ايه


مش مهم ، مش مهم مين يموت ، مش مهم أنا أو انتَ أو عمار أن شالله حتى ياسين نفسه المهم أن العربي يموت وننقذ البشريه كلها من الدمار إللي هيحصلها لازم ننقذ ملايين من الأطفال والستات والشيوخ والعواجيز من الدبح وسفك دمهم لازم العالم مايدمرش ويعيش في سلام حتى لو  على حساب موتي أنا وموتك أنت وموت أي حد فهمت ياعلي ، ماتخليش مشاعرك تنسيك العربي ممكن يعمل إيه ويحول العالم لأيه وملايين الأطفال هتموت إزاي 

والباقي منهم ده لو في حد باقي هيعيشوا تحت الأرض من الخوف والرعب البشريه هتنقرض وده على حساب مين واحد أو اتنين مننا أن شالله حتى نموت كلنا بس البشريه تعيش ، البشر اضعف من اللي هيحصلهم ياعلي 


جلست "الخاله" بعدما حبست الدموع في عينيها مانعه اياها ان تنزل فجلس " الطبيب" بعدما خانته قدماه على اقرب مقعد هاتفاً بنبره محاولاً استيعاب ما لفظت بهِ الخاله : 


-يعني ايه ياخاله ، يعني هنسيب عمار يموت 


هتف بسؤاله بنبره شبه باكيه ، نبره تحمل معاناته والصراع الداخلي الذي يتحمله قلبه فأجابته الخاله

وهي تبرر بثقه مما تقول : 


لو سألت عمار نفسه حياتك قصاد حياة البشريه كلها هيختار موته وان البشريه تعيش ، الموت انكتب عليه ولو كان انكتب عليا مكنتش هتردد لحظه  ، عشان حياتنا تمن بسيط لناس بريئه مالهمش ذنب عرفت ليه بقى انه مايهمش 

مايهمش ياعلي اي حد فينا يموت  


تقدمت بخطوات ثقيله تقف امامه بعيون راجيه :


-اوعدني ياعلي اوعدني انك ماتقولش شىء لياسين خللي كل شىء يمشي زي ما كان متقدرله عشان البشريه تعيش ، واللي حصل  بعد المعركه هنعرف نصلحه ياولدي 


ربتت على كتفه بلين تخبره برجاء نابع من عينيها قبل فمها :


ـ اوعدني ياضنايا 


طالع "الطبيب" النافذه التي أمامه ووقع بصره على " عمار " رأه يبتسم بسمه صافيه للواقف أمامه أنصت لحديثه ووجده يقول :


ـ بعد المعركه هنتجوز أنا وشمس وأنت وساره في ليله وواحده يايزن دي هتبقى ليله عسل 


لمعت عيناه ببريق مختلف ، بريق برز بهِ قله الحيله والخذلان أردفت "الخاله" تكرر حديثها طالبه :


ـ اوعدني ياعلي ، اوعدني ياضنايا 


نزلت عباراته منه على وجنتيه يحرك شفاهه ببطء وهو يقول :


ـ اوعدك ياخاله 


وما أن انتهى من وعده حتى وصل لأذانهم صوت تهشيم بالخارج وكأن شخصٍ ما يستمع لحديثهم 

تقدم نحو الباب مسرعاً فسألته الخاله مستفسره:


ـ في ايه بره ياعلي 


كانت تقف خلف الباب بعيون راجيه وقلب مضطرب بين أمل وخيبه تترجاه تلك الواقفه امامه بعينيها قبل لسانها بعدم البوح للخاله عن هويتها ، ابتلع الطبيب غصه مريره في حلقه وهو ينظر في عينيها نافياً ماتراه عيناه : 


ـ مافيش حاجه ياخاله ده تلاقي الهوا وقع الفاظه مش أكتر


وبعد جوابه نطقت : 


- طيب تعالي ياعلي عشان عايزاك 


أغلق الباب خلفه امام نظراتها الممتنه لهُ تاركاً أياها خلفه 

------------------(بقلمي ماهي احمد )--------------


عشر سنوات رأها "الطبيب" والمشهد ذاته يعيد نفسه كأن الزمن توقف في نقطة واحدة، يرفض أن يمضي ، الأحداث تتكرر كأنهم عالقون في دائرة لا تنكسر، الوجوه ذاتها، الحركات نفسها، حتى الكلمات تُقال بنفس النغمه كل شيء ثابت، ماعادا ماعلم بهِ "الطبيب" فقد اضاف  عبئًا على روحه، جعل المشهد أكثر ثقلاً، وأكثر إلحاحًا في ذاكرة لا تنسى هذا التكرار يحمل في طياته إحساسًا بالرهبة والحنين، مزيجًا من الألفة والضياع، كأنك تعيش في حلم متكرر، لا يمكنك الهروب منه ولا استيعابه كان "الطبيب" في طريقه للخروج ، استوقفه صراخ "ياسين" الذي صدر من الخارج هرول ناحيته وكذلك الجميع وأولهم "الخاله" التي لم تجد سوى "عمار " باشرت بسؤالها بقول :


ـ حصل ايه ياعمار وفين ياسين والصرخه اللي طلعت منه دي بسبب ايه ياولدي 


وما اتاها الرد سوى :


ـ معرفش 


كان هذا هو جوابه نفس الأحداث تتكرر يعلم "الطبيب" ما الذي يحدث بعد ذلك يعلم مالذي ستردف به الخاله وكان جوابها يعلمه قبل أن تنطقه ولفظ ما ستقوله بصوتٍ هامس يحرك شفتاه دون صوت مع حديثها بقول : 


ـ يعني أيه ماتعرفش هو مش كان واقف معاك 


حرك " الطبيب" عينيه تجاه عمار يأمل أن يتغير حديثه لتصبح رؤيته كاذبه ويتغير مصيره ولكنه رأى "عمار"  يهز رأسه مؤكداً يشرح لها :


ـ ايوه كان واقف معايا وكنا بنتكلم عن الغريب وانه طلع خاين بعد ما سمعناه بيتكلم في التليفون مع العربي وبينقله أخبارنا ومره واحده مسك دماغه ووقع على الأرض زي ما يكون افتكر حاجه  ومافيش ثواني وصرخ زي ماسمعتوه ببص مالقيتهوش 


في تلك اللحظة، شعر "الطبيب"  وكأن الهواء انسحب من رئتيه وكأن شيء عميق تحطم  بداخله لم يستطع أن ينطق، فقط أومأ برأسه بيأس كمن يحاول إقناع نفسه بتقبل الحقيقة التي تمنى ألا يسمعها أبدًا بل ويتمنى أن تكن الاجابه مختلفه فانتبه لحديث "الخاله" وهي تشير برأسها لـ"عمار" مستفسره : 


ـ وماروحتش دورت عليه ليه اول ما مالقيتهوش 


نفس الحديث نفس الرؤى نفس النظرات كل شىء يحدث من جديد و" الطبيب " يترقب لأي تغيير  


رمقها "عمار"بتهكم :


ـ واروح ليه هو كان من بقيه عيلتي 


ـ أيوه 


كان هذا جواب "الطبيب" جواب قصير ومختصر اتجهت انظار الجميع اليه انظار مستفسره ، فصحح "الطبيب" حديثه بنبره مليئه بالأرتباك : 


ـ اقصد ، أقصد ان كلنا هنا عيله واحده 


استكملت "الخاله" حديثها بحزم لتلفت الأنظار اليها :


ـ اعتراض تاني منك مش هتبقى منا ياعمار وكلامي يتسمع دور على ياسين وشوفه ماله


أمرته بقولها الأخير وعلق الواقف امامها بضيق : 


ـ اللي تشوفيه ياخاله بس الغريب 


ـ سيبلي أنا الغريب أنا عارفه كل شىء


أشارت "الخاله" بعينيها لعمار لكي يتتبع "ياسين" فما كان عليه سوا الطاعه وتنفيذ ما أمُر بهِ،  طالعت "الغريب" بعدما رحل "عمار" قائله:  


_تعالى معايا ياغريب،  عز وداغر مستنينا جوه 


نطق" بربروس" وهو يطالع "الطبيب علي" 


_ما الذي يحدث لياسين  ياعلي ، فقد عرف القلق طريقه لقلبي من جهته 


تنهد "الطبيب" يستعيد بعض من ثباته المفقود كل شىء حدث الأن قد رأه  بالفعل يعلم لما صرخ ياسين ، يعلم بالصراع الداخلي الذي ينتابه الأن حتى جوابه على "بربروس" قد أخبرهُ بهِ من قبل في رؤيته ووجد نفسه يعيد حديثه دون أن يشعر بقول : 


ماتقلقش يابربروس كل حاجه هتبقى كويسه،  كل حاجه هترجع زي الاول واحسن 


يحاول بث الطمأنينه بقلبه ولكن بداخله صراع يود لو ينتهي الأن أحقاً سيكون كل شىء بخير كما وعده ، كاذب يستحقر نفسه ولكن ما باليد حيله 

رحل "الطبيب" تحت أنظار "بربروس" المستفسره ولحق بهما يعلم بمكانهما ويعلم ما الذي سيدور بينهما هما الأن أمام البحيره خارج مزرعه "داغر" 

يقف كلاً منهما وأمامهم ترعه صغيره  يتبادلون اطراف الحديث الجديه 

وقف " الطبيب" في ظل شجره بعيده، مختبئًا بين الظلال، وعيناه تتنقلان بين الواقفين على بُعد أمتار منه كان الهواء يحمل كلماتهم إليه، كلمات حادة أشبه بخناجر صغيره تخترق صدره 

شعر بانقباض في قلبه، كأن كل كلمة تقال هناك تزيد من ألمه كانا يتحدثان عنها عن "شمس" بلغة خفية مليئة بالإشارات التي لا تخطئها أذنه حاول أن يزيح نظراته عنهما، لكنه بقي جامدًا في مكانه، كأن قدميه تجمدتا تحت الأرض.

مد يده ليمسك بجذع الشجرة، وكأنه يبحث عن سند يمنعه من الانهيار الأب وأبنه يتشاجران من أجل فتاه أمامه ولا يعلم كل منهما مدى القرابه بينهما 

فالتقطت أذناه حديث عمار الصارم مع "ياسين" حين قال : 


لو عشت بعد المعركه فأنتَ هتمو ت من الحزن وانا هعيش في سعاده جنبها وده وعد مني ليك 


أغلق "ياسين" عينيه من الحزن ليجد دمعه على جبينه فقد اعتصر قلبه بكلماته استدار يطالعه ليتبين خطوته التاليه وأجاب بما بداخله:  


خللي بالك منها  ، دي بنتي اللي ربتها  ،  وحبيبتي اللي حبيتها،  ومراتي اللي اتمنتها، أنا واثق انك حبيتها وهي من حبك ليها اصبحت حبيبها


وقف "عمار" مكانه بعدما كان يستعد للرحيل ادار لهُ وجهُ بعدما سمع كلماته فاسترسل "عمار" حديثه:  


مافيش فايده فيك ، انا همشي، بس قبل ما امشي عايز اقولك أنك أنتَ أخر حد ممكن اتكلم معاه، احنا اخرنا مع بعض معركه بكره  وبعد كده كل حاجه هتبقى خلصت وهترجع مالكش لازمه من جديد هترجع ضعيف وشمس هاخدها منك،  وهنتجوز وهنبقى سوا يا "ياسين"  باختيارها مش غصب عنها عارف ليه؟ عشان هي بتحبني أنا.. وعمرها ما حبيتك في يوم مهما حاولت تأثر فيها، مش هتعرف ولو ل 100 سنه قدام الحب اللي زرعته جواها بعمرك اللي عيشته واللى هتعيشه في يوم حبي ليها كفيل انها ماتنسانيش عمرها كله 


هز "الطبيب" رأسه بيأس يهمس بداخله :


ـ لو تعرف  اللي انا عرفته ياعمار مكنتش هتقول كده بس ده مش ذنبها هي نفسها ماتعرفش انها ممكن تكون بتحب ياسين بالشكل ده 


عاد "الطبيب" بغير ارادته خطوه للخلف ضغط بأحدى قدميه على قطعه من الخشب الفرعيه اصدرت صوتاً عالِ نسبياً وفي لحظة، توقفا الاثنان عن الحديث فجأة، وبدأت أعينهما تبحث حولهما، كأنهما شعرا بوجوده تراجع بخطوه صغيره إلى الخلف، محاولًا ألا يحدث صوتًا، وأخفض رأسه كي لا تلتقي أعينهم بعينيه كان كل ما يريده هو ألا يروه، أن يبقى مختفيًا، بعيدًا عن دائرة الضوء التي ستكشف كل ما في داخله من ضعف وحزن ونجح هو بالتسلل بعيداً عنهم دون أن يلاحظوا وجوده 


والنتيجه هو هنا يقف وحيد شريد صوت الضجيج بداخله أعلى من اي ضجيج ووقف الضجيج بداخله عند سماع صوت أتى من الخلف ناطقاً بأسمه 


ـ علي 


وما أن نادته "زهره" حتى حاربته المشاهد كانت الذكريات تهاجمه .. تهاجمه بلا رحمه الاحداث  التي لم تفارقه لحظه منذُ أن استفاق من رؤيته ، يرى أمامه أهانتها لهُ بقول : 


ـ وهو اللي مفهمك كده وطبعاً أنتَ زي الأهبل صدقته 


طريقتها البشعه معه ، واعترافها لهُ حين صارحته:


ـ أنا بخاف أنام بالليل جنبك ماتحسش بنفسك وتشرب من دمي 


استفزازها لهُ حين قالت : 


ـ ما أنا لو كنت متجوزه راجل مكانش ياسين قدر يعمل معايا كده


أصرارها على الطلاق وهجرها لهُ بقول : 


ـ أنا هاخد بنتي وهاخد حسان وامشي من هنا ، طلقني ياعلي 


اقتربت منه وقالت بأبتسامه : 


ـ مالك ياعلي ، من الصبح وانا مش عارفه اتلم عليك ، مش عارفه مالك بس من وقت ما صحيت وأنتَ مش على بعضك بتحاول تداري جواك بس انا أكتر واحده عرفاك ، أنتَ شفت حاجه غير اللي قولتها في الرؤيه ، هي شمس ممكن تتأذي بكره في المعركه 


كادت أن تسترسل اسئلتها ولكنه أوقفها ناطقاً : 


ـ بتحبيني يازهره 


سأل بما كانت لا تتوقعه وجاوبت بما يعلمه :


ـ وده سؤال برضوا ياعلي ، افتكر ده سؤال أنتَ عارف أجابته كويس مش محتاج اقولهولك 


استدار لها يعلق على هذا بخيبه أمل : 


ـ متأكده أني مش محتاج اعرفه 


أثار رده فضولها سألته زهره باستغراب:


ـ في أيه ياعلي ايه الاسئله الغريبه دي انتَ عارف أني بحبك 


ورد عليها "الطبيب" : 


ـ طب خلينا نقول السؤال بطريقه تانيه يازهره 

أنتِ بتخافي مني ؟


لم تعلم بماذا ترد هي قلقه خائفه ، وحين تلقى صمتها ، طرح عليها سؤال جعلها تنظر لهُ: 


ـ أنتِ خايفه من الحياه لو بقينا مع بعض يازهره 


ولمعت عيناها تصارحه بمخاوفها : 


ـ انا مش خايفه منك ، أنا خايفه من اللي أنتَ عليه ياعلي بس حبي ليك اكبر من خوفي منك ، عندي استعداد اني اعمل اي حاجه بس عشان أكون معاك ، بس في شعور جوايا بيحسسني أن احنا مش زي بعض ، جوازي من المهدي كمل عشان مكنتش اعرف هو ايه ، لكن انتَ ، انا عارفه عنك كل شىء وكل شىء بيقول أنك  مش زيي

ساعات بسأل نفسي ألف مره بكره انا هكبر وشكلي هيتغير وهيفضل هو شاب مابيكبرش اكيد هيبص لغيري ، اكيد هيبطل يحبني ويبص لبنات أصغر وده من حقك ، وده اللي مخوفني ياعلي 


ـ وليه ماقولتليش الكلام ده قبل كده ليه ماصارحتنيش بخوفك قبل كده 


وكان الجواب سهلاً هو يعلمه ، ولكن تخشى أن تفقده يوماً ما فجلست بجواره وهي تخبره بنبره باكيه : 


ـ علشان خايفه تبعد عني وماتبقاش معايا وانا ماقدرش أعيش من غيرك في يوم ، حبي ليك مغطي على خوفي منك على أنك ممكن تفقد السيطره في يوم على نفسك ، مش هاممني نفسي قد ما هممني أكون معاك 


قالت كلماتها بأنهيار تام وابتسم بعد قولها ، ربت على كتفها ونظراته تحثها أن تطمئن ثم تنهد وهو يمسح على وجهه بتعب يسألها : 


ـ قوليلي أطمنك ازاي يازهره وانا اعمل ده 


ارتسمت ابتسامه حانيه على وجهها تطالعه بلطف:


ـ طمني بيك ياعلي 


-------------------( بقلمي ماهي احمد)---------------

درجه الحراره مرتفعه الشمس في كبد السماء ولكن داخل غرفه "شمس " كانت الضعفين ليس بفعل الحراره فقط بل بسبب ما أكتشفته حين سمعت كل شىء الكلمات التي سمعتها قبل قليل تدور في رأسها لا تهدأ ، شعرت بأن الهواء من حولها اصبح ثقيلاً وأنها ليست قادره على استيعاب ما سيحدث بالغد أو حتى التفكير فيما سيحدث بعد ليله الغد 

بتر تفكيرها صوت طرق  الباب نظرت نحو الباب لكنها لم تتحرك ، بقيت في مكانها تغرق في بحر دموعها غير قادره على مد يدها لفتح الباب 

تعلم جيداً من الطارق ، حاولت خفض صوت شهقاتها ولكن الحزن كان اثقل من أن يخفى فسمعت صوت " الطبيب " من الخارج : 


ـ افتحي ياشمس 


تجاهلت طلبه وجلست على حافه السرير عيناها محمرتان وغارقاتان بالدموع كانت تضغط براحه يدها على صدرها وكأنها تحاول أن تخفف من وطأه الألم الذي تشعر بهِ تخبره بصوتٍ منكسر : 


ـ أرجوك... هل يمكنك أن تتركني وحدي الآن؟ أحتاج إلى بعض الوقت لنفسي لا اكثر


التقطت أذنه صوت بكاءها المبطن بداخل حديثها

وسألها دون تردد :


ـ شمس ، أنتِ بتبكي 


مسحت دموعها سريعاً براحه يدها نافيه :


ـ لا ، ولا تقلق بشأني هناك أناس آخرون ربما يستحقون قلقك أكثر مني، ليس أنا


تجاهل طلبها وطلب منها بأهتمام ظهر واضحاً في صوته : 


ـ ارجوكي ياشمس اسمحيلي ادخل ، اليوم بيعدي وانا محتاج اتكلم معاكي 


سمحتله بالدخول وحين دخل، وقع بصره على مشهد جعل قلبه يعتصر كانت جالسه على حافة السرير، تمسك وساده بين يديها وكأنها تحتمي بها، ووجهها كان مشوهًا بالدموع  نظرت إليه بعينين غارقتين في الدموع، عاجزه عن النطق، وكأن الكلمات قد خانتها في هذا الموقف

اقترب منها ببطء، وجلس بجانبها دون أن ينبس ببنت شفه كان صمته دعمًا، وحضوره طوق نجاة في محيط من الوحده فقرر  "الطبيب" كسر الصمت بقول : 


ـ الخاله قالتلي 


بترت هي حديثه بقول : 


ـ لقد سمعت 


ـ بس أنا مش قادر اسكت ياشمس عمار وياسين لازم يعرفوا الحـقـ


وضعت يدها على فمه مسرعه : 


ـ إياك أن تفكر في فعل ذلك أيها " الطبيب"  الخاله على حق فيما قالته فقد اكتسبت نصيباً من اسمها وهو الحكمه والحكمه فيما قالته لك و ليس من الضروري أبدًا أن يعلم ياسين أن عمار هو ابنه


بدا الغضب والتذمر على وجهه وهو يخبرها :


ـ أنتِ أخر واحده كنت اتوقع أنها ممكن تبقى موافقه على كلام الخاله ، بعد كل اللي سمعتيه وعرفتيه بعد ماعرفتي قد ايه اللي اتنين بيحبوكي وضحوا بحياتهم عشانك بعد ماعرفتي كل واحد فيهم هيتأذي بسببك ازاي  ، انا جيتلك عشان تشجعيني ان احنا نوقف الحرب عشان نمنع موت عمار وده المهم 


قاطعته وهي تقول بأصرار : 


ـ ولكن هناك الأهم ارواح ملايين البشر أهم من روح شخصً واحد 


تكرر حديث الخاله توافقها الرأي وبشده مما جعله

يتهمها بقول : 


ـ أنا عارف انك ماحبتهوش وعارف أنك بتحبي ياسين 


قطبت حاجبيها باستغراب واسترسل هو بقول : 


ـ أظنك سمعتي ايه اللي حصل بعد عشر سنين وسمعتي مقدار حبك لياسين ، حبك لياسين  كان اقوى بكتير من مقدار حبك لعمار دلوقتي ممكن انتِ لسه مش حاسه بحبك لياسين حالياً عشان لسه صغيره ومش فاهمه بس أنتِ ماحبتيش غير ياسين ياشمس ومن اللي بتقوليه دلوقتي بينلي ان مش فارق معاكي موت عمار 


كلماته لم تتوقعها " شمس "  ولكنها جعلتها تطالعه بظفر وهي تخبره : 


ـ أنا لا اعلم ما الذي سوف يحدث بعد عشر سنوات كما رأيت أنت ، ولكني سمعتك أيضاً حينما سردت معاناتي وألمي للخاله عندما اصطحبه الموت  


تحركت تبتعد عنه مكمله حديثها بقول : 


ـ ومهما تحدثت لن استطيع بوح ما اشعر بهِ الأن لأنك لن تفهم  


كان الأرتباك هو السائد والمسيطر فلم يسعفها الا أن تبرر وهي خارجه : 


ـ القدر أقوى من كل شىء وهذا قدره وليس بيدي أي شىء 


عارضها "الطبيب" بقول : 


ـ بس احنا نقدر نغيره 


غادرت الغرفه صافعه الباب من خلفها بقول : 


ـ وأنا سأفعل ما بوسعي حتى لا يتغير ما سيحدث بالغد 


------------------(بقلمي ماهي احمد)------------------


مر الكثير من الساعات وغابت الشمس وراء السحاب وبرز أحمرار الغروب 

كانت هناك نسمه منعشه تلامس وجهك،  تستطيع صوت سماع تطاير أوراق الشجر من حولك ورؤيه النجوم  مرصعه بالسماء سأل " ياسين " ذلك الجالس بجواره وهو ينظر الى وجهه العابس :


ـ مالك مكشملنا  وش رجلك ليه ياشيخ عجوه 


رفع "بربروس" رأسه فتقابلت عينه بعين "ياسين" نظر له نظره تبث عما بداخله من توتر وقلق ونظر أمامه من جديد:  


ـ اللاه ، خلاص ماتقولش طيب ماشوفتش علي طول النهار النهارده مش باين ، لا يكون خايف بكره من المعركه 


أتى " الطبيب" يجلس بجوارهما واصبح الطرف الثالث لهم وحين أقبل أخيراً بدى على وجهه مثقلاً بهموم لا تخطأها العين لاحظ " ياسين " ملامحه المتعبه فتبادل نظره سريعه مع " بربروس " قبل أن يسأله : 


ـ مالك أنتَ كمان من الصبح قالب وشك ليه مش كفايه علينا الشيخ عجوه 


مد " ياسين " كف يده الى " الطبيب" بمشروبه المفضل بعدما  اصبح يلازمه دائماً قائلاً وهو ينظر الى وجهه العابس:


ـ تاخد ياعلي 


مد "الطبيب"  كف يده يلتقط منه الزجاجه وهو ينظر الى عين " ياسين" وجد بهما من الحزن ما يكفي ولكنه يحاول اخفاء ذلك الحزن بين  ضحكاته المصطنعه يعلم ما بداخله من رفض "شمس" المستمر لهُ والمشاجره التي حدثت بينه وبين عمار  ولكنه حاول تجاهل كل هذا و بادر بسؤاله الى "بربروس " وهو يرتشف من المشروب:  


ـ ماعرفناش برضوا مالك يابربروس 


لم يتلقى رد ووجد " الطبيب" نفسه يكرر نفس الحديث الذي رأه برؤياه دون أن يشعر :


ـ بص انا عارف ان سكاتك ده وراه مارال فا أنتَ قولنا كده أيه اللي حصل مابينكم 


وضع "بربروس" وجهُ بين كفيه وقد تملك الحزن من ملامحه قائلاً:  


لقد اعترفت مارال لي بحبها هذا الصباح 


حاول " الطبيب" تصنع ملامح الدهشه على وجهه وكأنه يسمع هذا الحديث لأول مره يرسم بسمه مجبره على شفتيه :  


بجد ، قالتلك ايه،  اقصد يعني اعترفتلك ازاي 


مال "بربروس" بعينيه لـ "الطبيب"  مع ابتسامه لطف:  


«كنت أظنگ صاحبي وفجأه دخلت الراء والتاء بين الصاد والحاء»  


أرتشف "ياسين" من زجاجته وانكمش حاجبه عند سماع جملته وهو يشاور بسبابته يحاول استجماع ما قاله للتو:  


ـ "صرتاحبي" ازاي يعني مش فاهم 


ضرب " الطبيب " "ياسين" بمرفقه  بلين:  


ـ يابني افهم هي تقصد ان هي كانت فاكره انهم صحاب بس بعد كده صار حبها من الاخر 

"صرت حبي" 


أشار بأصبعه على باطن يده بأصرار:  


ـ أيوه ماشي بس فين الألف انا عايز الألف أكلت الألف ياشيخ عجوه ده حتى عيبه في حقك 


صك "بربروس"  على اسنانه ينظر لـ "ياسين" بغيظ:  


ـ فليلعنك الله وما همك أنت من حرف الألف ،  يكفي انها حاولت ان تتحدث بلغتي 


حاول  "الطبيب " أن يعيش تلك الاجواء بينهما المحببه لقلبه فأنه يعلم انها لن تتكرر تلك الجلسات بينهما مجدداً فرد عليه بلا مبالاه:  


ـ سيبك منه يابربروس كمل وبعدين عملت ايه؟ 


جلس" ياسين" مره أخرى ولكن هذه المره جلس بجوار "بربروس" اشار بعينيه له:  


ـ ماتنجز ياعجوتنا ؟  


_لم استطع قول شىء،  لم يكن ببالي شىء استطيع قوله في هذه اللحظه وهذا مايقهرني 


ارتشف " ياسين " القليل من مشروبه المفضل قائلاً بجديه :  


ـ كنت قولتلها "يا أحلى البشر والشين قاف"  


ضحك "الطبيب" بصوتً مرتفع بل وسعل من كثره الضحك لم يستطع تمالك نفسه قائلاً  وضحكاته ودموعه  تظهر في كلامه:  


_او كنت ، أو كنت  قولتلها 


هنا وقف و توقف عن الضحك وتحدث بنبره باكيه مما جعلهم يقفون خلفه باستغراب فأكمل الطبيب" عبارته : 


ـ كنت قولتلها يابربروس ،  اظنك مقرب حتي تبدلت الميم 


اكمل من بين شهقاته :


ـ الميم عين 


تبادلا كلاً من " ياسين وبربروس " النظرات وعم الصمت الأجواء انمحت البسمه من ملامحهم ببطىء عند رؤيتهم لمدى جدية " الطبيب"  ألقى "ياسين"  الزجاجه من يده بعيداً بعدما أدرك من ملامح "الطبيب"  التى ارتسمت عليها الحزن  أهميه الموقف وضع ذراعه على كتف " الطبيب"  بحب بعدما اعتلت الجديه وجهُ قائلاً:  


_  مالك ياعلي أنتَ بتبكي 


اقترب منه "بربروس" يمسد على ظهره بلين :  


ـ ما الذي حدث أيها الطبيب جعل القلب مكسور هكذا 


ابتلع "الطبيب"  ريقه يمسح دموعه بظهر يده وتنهد لتخرج كلماته مع  تنهيدته:  


ـ مافيش حاجه أنا بس ، أنا بس 


لم يعلم ماذا يخبرهم ، أيخبرهم بما رأه حقاً ، لم يستطع قوله ووجد لسانه ينطق عكس الحقيقه 


ـ انا بس متخانق مع زهره وخايف تسيبني 


ضربه «ياسين»  بكتفه بلين: 


_بقى تعيط عشان الوليه دي ياعلي  ، أنا مش عارف بتحب فيها ايه ، ولا هي ولا عشره زيها تخليك تبكي ياخويا وصحبي وعشره عمري اللي انا لسه مش فاكر العشره اللي ما بينا دي لحد دلوقتي 


قال اخر كلماته بابتسامه فابتسم "بربروس"  لهما هما الأثنان فأكمل حديثه:  


_أتعلمان  ،  ما الحسنه الوحيده الذي فعلها العربي بمسيرته المسيئه؟  


رد" ياسين" قائلاً وهو يضع يدهُ بجيبه الخلفي:  


_اكيد انه عرفك عليا دي حاجه معروفه يعني 


ابتسم بربروس وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً:  


_ايها اللعين  ، مع قبح وجهك هذا  ولكن كلماتك صحيحه 


ابتسم " الطبيب" على حديثه  وكان الألم واضحاً في عين كلاهما  ففتح "بربروس" ذراعيه ليخلق ملاذاً يحتضنهم بعيداً عن كل الألم  اقترب علي يرمي نفسه بأحضانه واعترض "ياسين " وكأن كبرياءه يعيقه عن البوح بحاجته لهذا الحضن وأخفى ما بداخله بجمله ساخره كعادته :


ـ لا ياعم انا ماليش في الألوان 


جذبه "الطبيب"  بغته ، وأمسك به، ساحبًا إياه بحبٍ لا يقبل الرفض مما جعله يلقي عليه نظراته الغاضبه التي لم يهتم بها وهو يضموا ولكنه 

حين اجتمعوا أخيرًا، ذابت كل المسافات بينهم. استسلم "ياسين" بين أحضانهم، وأغمض عينيه، فابتسم بسلام، وكأن دفء قلوبهم أشعل بداخله ضوءًا جديدًا لم يعرفه من قبل وماهي الا ثواني حتى وجد "بربروس" ناطقاً 


_انا احبكما 


سحب "ياسين " نفسه مسرعاً من بين أحضانه يعترض وبشده وهو يقول : 


- مش قولتلكم ماليش في الألوان 


-----------------(بقلمي ماهي احمد )--------------

تجلس على سطح المنزل وعلى أعلى أحد الأسوار 

كانت العتمه مسيطره على الاجواء عدا ضوء القمر 

فسمعت صوت يأتي من خلفها سائلاً :


ـ كنتى فين ياشمس؟  وايه اللي مقعدك كده 


كان هذا سؤال "عمار" لها بعدما تعب في البحث عنها  ، مسحت هي دموعها سريعاً حتى لا يراها، فسألها برفق وهو يجلس بجوارها 


ـ أنتِ كنتي بتعيطي؟ حد زعلك؟  في حد ضايقك؟  


وقبل أن ترد سمع خطوات تأتي من الخلف طالعها "عمار" بضجر متسائلاً  : 


ـ ايه اللي جاب ياسين هنا ياشمس أنتِ كنتِ مستنياه 


فرد عليه "ياسين " وهو يجلس جوارها من الناحيه الأخرى بحركه بهلوانيه  : 


ـ انتَ شايف ايه 


ثم غمز لهُ يتابع : 


ـ لا بس الجو هنا تحفه قعدتنا على السور دي هتخليني افكر في حاجات كتير


جعله فضوله سائلاً : 


ـ حاجات زي ايه 


رد " ياسين " مسرعاً :


ـ زي ان ارميك من هنا مثلاً ،  ويبقى قضاء وقدر طبعاً 


تجاهل " عمار " كلامه و كرر سؤاله : 


ـ ماتنطقي ياشمس أنتِ كنتِ مستنياه 


اكدت على حديثه بجديه واضافت : 


ـ كما كنت انتظرك أيضاً 


طالعها " عمار " باستغراب بينما أخرج "ياسين" لفافه تبغه بلا مبالاه يشعلها عرض على "عمار "

الذي رفض قائلاً : 


ـ بطلت 


مد كف يده بلفافه تبغه الى " شمس " غامزاً لها : 


ـ طيب تاخدي أنتِ ياشمس 


اعترض " عمار " بحده يزيح كف يده الممدود اليها : 


ـ أنتَ بتعمل ايه 


فردت "شمس" ناهيه الجدال : 


ـ كفى ،  لا أريد أيًّا منكم أن يتحدث أريدكم أن تستمعوا لي فقط  ، طوال الفتره الماضيه كنتم أنتم من يتحدث وكنت أنا من يستمع لكن اليوم جمعتكم هنا لأكون أنا من يتحدث وأنتم من يستمع 


اعترض "ياسين" بنبره متأثره برع في تصنعها : 


ـ انا ما اتكلمتش يا ابله هو اللي اتكلم 


رأى جديتها في الكلام ونبرة الصرامه التي ملأت حديثها، لكنه أدرك بحسه كيف ينتزع منها ضحكه، ولو رغماً عنها وبالفعل، أفلتت منها ضحكه صغيره لم تستطع كتمانها، فقد كان يعرف تماماً كيف يخرجها عن شعورها ويبدد حدة اللحظه وسرعان ما ادركت الموقف ورسمت الجديه مره أخرى على ملامحها بقول : 


ـ قلتُ إنني لا أريد أحدًا أن يتحدث


تنهدت تخبرهم بنبره أقل حده : 


ـ لا أحداً منا يعلم ما الذي سيحدث بالغد ولكن مصير كلاً منا سيتغير بالفعل بعد يوم الغد لا نعلم اذا كنا سنجتمع من جديد أم لا كل منا سيتخذ مساره 


استدار " عمار " ينظر لها وهو يرد : 


ـ ما ده الطبيعي ياشمس ، اكيد من بكره عمرنا ما هنتجمع تاني 


اشار بعينيه باشمئزاز على الجالس جوارها : 


ـ عشان انا عمري ما هتجمع مع الكائن ده في مكان تاني 


تنهد "ياسين" متصنعاً اللامبالاه  :


ـ سلامه الذاكره اسمي ياسين ، اللي بالمناسبه شمس بتخاف عليه 


نقل نظراته اليها سائلاً بتودد : 


ـ مش أنتِ بتخافي عليا ياشمس


وأمام حديثه هذا اشتبك معه "عمار" اكثر  : 


ـ أنتَ واهم نفسك شمس عمرها ما هتخاف عليك


انفلتت اعصاب " ياسين"  تماماً وصاح : 


ـ يبقى سلامه نظرك أنتَ أعمى مابتشوفش 


احتدم الشجار بينهما، فحاولت هي أن تضع حدًا له بصوت يملؤه الألم:


ـ كفاكم هذا!

كفاكم شجارًا حولي! أنا إنسانة، أشعر وأتألم، وشجاركم هذا يخنقني... يجعلني أشعر وكأنني مجرد لعبة، يرغب كل واحد منكم في امتلاكها لبعض الوقت، ومستعد لفعل أي شيء لينتزعها من الآخر هل فكر أحدكم يومًا في ما أريده أنا؟ في ما أحب؟ إلى أين سيأخذني هذا النزاع المستمر بينكم؟


وانهمرت دموعها بحرقة وهي تكمل بصوت مرتجف:


ـ حسنًا، هل تظنون أنني أستحق ما تفعلونه من أجلي؟ كل واحد منكم مستعد للتضحية بأي شيء من أجلي، ولكن أنا... كيف لي أن أضحي من أجلكم؟ وبماذا أستطيع أن أضحي؟


ابتسم " ياسين"  ابتسامه صفراء يخبرها بمعلومه ليس لها فائده يشير بعينيه على "عمار" : 


ـ ضحي بي 


قال جملته الأخيره بسخريه ودت لو ردت عليها صارخه بحرقه ولكنها مجبره على الصمت وتابعت حديثها بدموع بكلمه مختصره : 


ـ لا فائده 


مسحت دموعها وتنهدت قبل أن تضيف :


لقد قلت كثيرًا أنك تحبني، لكنك لم تحاول يومًا أن تستمع لي أو تفهمني ذات يوم

وأنت يا عمار، اعترفت لي بحبك، لكنك لم تحاول أن تفعل ما أريده إلا عندما كنت مُجبرًا عليه


وقبل أن تتركهم اخبرتهم يائسه  : 


لقد استسلمت ، سأرحل عنكما ، ولكن قبل أن أرحل، ستتمنيان لو أن ما حدث اليوم وهذه اللحظة التي جمعتنا يمكن أن تتكرر يومًا ما أتمنى أن تدركا الحقيقة قبل فوات الأوان واذا حدث لأحدنا شىء بالغد قبل أن نتصافى فيما بيننا في هذه الجلسه لن ولم أسامح الأخر منكم قط 


استدار كلاً منهما لها لمحوا الأنكسار في عينيها وسمعه في صوتها بعد حديثها هذا فقال ياسين  : 


ـ حقك عليا ياشمس ايه اللي يرضيكي  وانا هنفذه 


كان ودوداً معها في كلماته الأخيره فلم يستطع أن يحملها اكثر من طاقتها وهو يرى تلك النظرات في عينيها فردت بتلقائيه وهي تطلب : 


ـ عمار  ، عامله كما تحب أن تعامل نفسك 


فسألها " عمار" وقد طفح كيله : 


ـ ليه ، ليه عايزانا نقرب من بعض ياشمس انا مش محتاجه ولو على بكره 


وضعت يدها على فمه مسرعه ناهيه حديثه تخبره بنبره راجيه :


ـ ثق بي ، ثق بي  دون ان تسألني لما ذلك هل تستطيع الوثوق بي ولو لمره واحده وبعد يوم الغد ستعلم كل شىء  ، اعدك  


كل كلمه تفوهت بها كانت صادقه ونابعه من قلبها نبرتها المؤثره جعلته يوافق على ما تريد دون سؤال فانتقلت تستدير  بحديثها تناديه بأسمه :


ـ يـــاسين 


ـ ارغي ياشمس 


ارتسم على شفتيها ابتسامه وانتبهت لـ"ياسين" تخبره : 


ـ أرجو منك نفس الوعد ، عمار ستحميه في الغد بروحك  من أي شر هل تعدني بذلك 


انقبض قلبه وصمت لثواني بل وطال صمته فربتت على كفه بهدوء وهي تقول : 


ـ ثق بي 


ابتسم ابتسامه حانيه يشير اليها بالأجابه فلم تتردد بطلب اخر بقول :


ـ اريد منك وعداً اخر  ، بعد المعركه لا تحاول التغذي على  دماء البشر  مرةً ثانيه 


تنهد "ياسين" بنبره بان بها تأثره مما طلبت : 


ـ بس لازم دم البشر 


ثم غمز لها سائلاً : 


ـ يرضيكي اعيا ،  واموت  ، وخر دم 


ردت مسرعه برجاء  : 


تستطيع الأعتماد على شرب دماء الحيوانات 


صمت لثواني فأكملت رجائها : 


ـ أريد منك وعداً ياياسين ، يكفي سفك دماء البشر 


ابدى " ياسين " ضجره بقول : 


ـ أنتِ ليه محسساني أني ماشي في الشارع بقول اتبرعي يامدام يام شريان مليان 


فكررت طلبها بقول : 


ـ ستعدني أم ماذا أريد جوابك الأن 


فأخبرها "ياسين " سائلاً : 


ـ ده هيريحك 


هزت رأسها مؤكده على حديثه فوعدها : 


ـ وحياه عيونك دوول اللي بحبهم ما هشرب دم بني ادمين تاني ياشمس 


ابتسمت لهُ على وعده تطالعه وكأنها تحاول حفظ تقاسيمه وبعد صمت دام بينهما لثوانٍ قطع صمتهما ضجر "عمار" قائلاً : 


ـ امشي انا يعني ولا ايه ،  تحبي اطلبلكم اتنين ليمون 


ودون تردد جاوب "ياسين ": 


ـ  ساقع لو سمحت 


فأوقفته "شمس" بقول : 


ـ لا ترحل ارجوك تعلم جيداً انه يفعل هذا فقط لأستفزازك  


-------------------(بقلمي ماهي احمد)----------------


شروق يرتدي لون النقاء بعد عتمة الليل فيبث أنفاسه بنسمات تبعث في الروح أملاً بأن القادم أجمل بإذن الله 


كل شىء رأه "الطبيب" يتكرر من جديد صلواتهم ودعائهم تمسكهم ببعضهم البعض وكأنهم يدٍ واحده ، والنتيجه انهم هنا في منتصف المعركه 

يرتدون العباءات السوداء كباقي المستذئبين اعتلت مارال وساره النخيل واتخذ البقيه مواقعهم توغل كلاً من ياسين وعمار وميرا وبربروس والخاله بداخل جيش " العربي" يرتدون العباءات الخاصه بهم ولكن كما حدث بالرؤيه استطاع "العربي" اكتشافهم شنت الحرب بينهما 

صراع بين داغر وحسام على هدير والنتيجه كما رأها الطبيب بالفعل قضيت بفصل رأس " حسام " عن جسده ونشب صراع بين بقيه المسذئبين كل شىء حدث كما رأى الطبيب والنتيجه هما هنا من جديد بداخل القبو تمقته وتمقت ريحته ولكنها وجدت نفسها بداخله مره أخرى القى عمار جسده بالكامل على العربي يقطـ ـعه بأظافره الحاده  فكان الأثنان گ يد واحده تضرب العربي في مقتل

واحتمت "شمس" خلف "ياسين" من أذى "العربي"  نظرات " عمار" لها وكأن عيناه تبوح  بأسئلته التي بداخله لما هو ؟ 


ولكنه نفض كل ذلك عن رأسه و استطاعوا اخيراً هما الأثنان اضعافه ووقع أرضاً نظر كل منهما للأخر فأمسك عمار برأس العربي ويفسح المجال لياسين لشق رقبته ولكنه في هذه اللحظه شعر ياسين بصداع كاد ان يفتك برأسه من جديد وضع يديه على رأسه من كثرة الألم خر على الأرض وعادت له جميع ذكرياته  


حاول عمار أن يحادثه:  


ياسين انت بتعمل ايه  ، قوم مافيش وقت مش قادر عليه لوحدي 


كل شىء يعاد ، المشهد كما هو ، كما قص

"الطبيب" للـ " الخاله " وكما سمعته منه 

" شمس " كانت تعلم الذي سيحدث وقررت التدخل فأخرجت سلاحاً من بين ملابسها أتخذته من "عز" عنوه دون معرفته وضعتهُ على رأسها تهدد بهِ "العربي"بقول : 


_أعلم جيداً ، أذا مسيت عمار بسوء حينها سأقتل نفسي ، تعلم جيداً أني قادره على فعلها.. اذا قتلت نفسي فستصبح ضعيف  وسيصبح الموت محاوطاً لك بكل مكان 


طالع "عمار"  "شمس " بذهول فقد أحكم العربي قبضته على رقبته كالأفعى السامه ووضع أظافره على صدره بجهه قلبه فنطق من بين شفتاه بصعوبه بالغه :


ـ شمس نزلي السلاح 


ثم ألقى نظره على "ياسين" بقول:


فوء  يا ياسين  ، فــــــوء 


ولكنه كان شارد برؤيته يتذكر ما حدث بالماضي

كلمات تلك المرأه وهي تخبره  :


ـ ياسين ده عمار ابننا، انا سميته عمار عرفت اهرب بي من العربي قبل ما ياخده مني خللي بالك منه ياياسين 


تبع ذلك قول العربي: 


ـ مش هتموتي نفسك ياشمس أنتِ أجبن من أنك تقتلي نفسك دي تاني مره تهدديني فيها أنك هتقتلي نفسك ومابيحصلش ،


يقصد بحديثه عندما هددته بقتل نفسها منذ قليل في وسط الساحه لأنقاذ هدير وبالفعل لم تفعل فأكمل حديثه 


ـ عارفه ليه عشان أنتِ جبانه وعشان أنا هحرق قلب ياسين عليه 


رأت الجديه بحديثه يستهين بها ، لم يصدق أنها ستفعلها وسيقتله سينهي حياته امام عينيها وهذا شىء لن تسمح بهِ طالما مازالت حيه طالعت "عمار" بعينين كانت تحمل كل الوجع الذي لم تستطع الكلمات أن تخرجه نظراتها تائهة، مليئة بالألم الذي اخترق أعماق روحها طالعت "ياسين" وكأنها تحفظ ملامحه ، لكن كل شيء حولها كان ضبابياً، كأنها تتلاشى في عيون من تحب الدموع التي اغرقت  عينيها كانت آخر شيء يربطها بالعالم، بينما كانت أصابعها المرتعشة تُمسك بالسلاح قلبها كان ينزف بصمت، وعقلها لم يعد يحتمل نظراتها الأخيرة كانت مزيجاً من الوداع والندم، لكن في أعماق عينيها، كان هناك شيء غير مرئي، يكاد لا يُصدق كانت تسأل نفسها  في صمت، إن كان "ياسين " سيظل يذكرها بعد أن ينتهي كل شىء 


فاق  "ياسين" من شروده يتذكر الوحمه بداخل رأس عمار وكلام الخاله نظر أمامه ولم يستوعب عقله ما حدث للتو ليجد العربي ممسك بعمار من عنقه بقوه و "شمس" تضع سلاحها على رأسها لم يصدق من هول ما رأى ابنه وحبيته يراهم على حافه الموت أمام عينيه فنطق العربي ساخراً :


شايف من نظره عينك لأبنك انك افتكرت فضلت تحاول تدور عليه سنين مع ان الضبع كان ماسح ذاكرتك بس قلبك كان بيدلك عليه لحد أخر خمس سنين 


طالع ياسين ابنه بذهول فقد أحكم العربي قبضته على رقبه عمار كالأفعى السامه ووضع أظافره على صدره بجهه قلبه فاكمل حديثه: 


ايه رأيك مفاجئه مش كده، أن عمار يطلع ابنك افتكرت كل حاجه صح 


ابتلع ياسين ريقه وحاول ان يستجمع شتات روحه : 


سيبه، خدني أنا بداله 


لم يصدق " عمار " ما تلتقطه أذنه احقاً هو ابنه ، ابن ياسين  فأمر "ياسين" شمس :


ـ نزلي سلاحك ياشمس 


فرد العربي واثقاً مما يقول : 


ـ ولا ماتنزلش دي عمرها ما هتموت نفسها 


----------------------------


في نفس التوقيت كانت هناك من تلد صغيرها بمنتصف المعركه  تساندها غرام تخبرها بحماس 


ـ اهوه، اهوه انا شيفاه ياهدير خلاص نزل 


"يامخلص روح من روح "


كانت هذه كلمات هدير وهي تستعد لأخراج ابنها للحياه 


ابتسمت غرام وهي ممسكه بالطفل بين يديها ليذهب عز للخارج يبلغ داغر بولاده ابنه ليجده ملقى على الأرض يحاول جاهدآ ان يقف على قدمه 


------------------------------

اندفع ياسين باتجاه العربي ليمسك بهِ فوجدته "شمس" ينفذ تهديده بغرز أظافره بداخل جسد عمار ودون أن تشعر طالعت عيون " عمار" تحرك شفتيها بصمت قائله : 


ـ سامحني 


ضغطت على الزناد بكامل قوتها وارادتها ، لتخر شمس أرضاً تقع قتـ ـيله تفارق روحها الحياه هنا تجمدت الثواني وتجمد الوقت صرخ "عمار"  ناطقاً  بأسمها 


ـ شمـــس 


----------------------------


تعالت صرخات الطفل الى الحياه فقد انقطعت حياه عنا ، وتبعث حياه أخرى من جديد 


----------------------------

لم يصدق " العربي" ما حدث للتو ، فك قبضته من على رقبه " عمار" من كثرة ذهوله شعر بالضعف وقله الحيله التف " عمار" يحاول تحرير يدهُ التي مازالت ممسكه بهِ 


جلس ياسين ينظر الى "شمس" فالصدمه كانت كثيره على عقله نظر الى العربي صاح بتأويهات جعلت ياسين يندفع نحو العربي كالثور الهائج تجاهه ليغرز أظافره بقلبه وفصل رأسه عن جسده كان يملك قوه بهذا الوقت لا مثيل لها قوى لا محدوده، أرتجف جسد "عمار"  رعباً مما يعيشه الأن خاصةً حينما جلس القرفصاء يلمس جسد "شمس"  ليجدها قتيله امامه لا تتنفس ، هرول ياسين اليها  مسرعاً ضمها الى صدره يتحسس خصلات شعرها الكستنائيه  يتذكر كل ما فات رفع رأسه ينظر للسماء ووجد نفسه يصرخ بأعلى صوته قائلاً: 


_ شمــــس ، يـــــاما 


سمعت حكيمه صراخ ياسين ونظرت من حولها لتجد المستذئبين يخرون أرضاً جميعاً ، فعلمت بأن ياسين قام بمهتمه ولكن قلبها علم ايضاً بموت "شمس"  فهذه الصرخه ليست من فراغ لتجد نفسها قائله: 


"ياحسره قلبي على كسرة قلبك يابني" 


--------------------(بقلمي ماهي احمد)---------------


مرت عشر أعوام ، عشر أعوام ومازال يقف هنا أمام قبرها  عينيه تغرقان في الذكريات لم تنسها روحه يوماً، كل لحظة كانت معه، وكل كلمة قالتها، ما زالت حية في قلبه رغم مرور الزمن، بقيت صورتها في ذهنه، ولم يقدر على نسيان الحنين الذي يعتصره كلما وقف هنا امام اللوح الرخامي 

المدون عليه اسمها "شمس المهدي " ومعه تاريخ ميلادها  "٢٠_٢_٢٠٠٩ " عمرها قصير  أليس كذلك ولكن أفعالها كبيره لا تتسم مع صغر سنها لاحت ذكريات طفيفه الى مخيله "ياسين" يوم دفنها فراح بذاكرته وصولاً  الى يوم دفنتها  وأنزلوا النعش في لحظه مهيبه أتت زُهره من الخلف وهي تهرول وكأن المو ت يأتي خلفها أتت ولم تصدق ماحدث عندما سمعت بالخبر تشبثت بيد الطبيب وطالعها بحزن ليجدها لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك قدماها خانتها فأثنت ركبتها وجلست على الأرضيه أصبح التراب يملىء ملابسها،  الرجال يتقدمون عنهم والنساء في الخلف،  لا يوجد مكان خالي لقدم واحده الأزدحام رهيب تقدم عمار الى الأمام وكان هو اول من فتح بوابه القبر وأمسك بجثمانها هبط من بعدهِ ياسين يمسك بهِا هو الأخر ووضعوها داخل قبرها وسط صراخ العديد والبكاء عليها الكل يبكي بلا استثنا الكل تنهش القهره من قلوبهم ، أغلق رعد البوابه أخيراً ونزف قلب زهره مع أغلاق البوابه دماً،  ساره وقد اختلط وجهها بالدموع من يراها يقسم بأنها فقدت شىء لا يعوض أما عن بربروس فالدموع لمعت في عيناه وتأبى النزول هول اللحظه كان مهيب،  مهيب بالفعل ، الجميع بلا استثنا فقدوا شىء غالي على قلوبهم لا يمكن أن يعوضه الزمن 

وجد ياسين من يربت على كتفه فانتفض يستفيق من ذكرياته الأليمه ليجد " عمار " يقف خلفه يبتسم  وهو يقول : 


ـ اول ما جيت القريه دورت عليك مالقيتكش هناك  قولت أكيد هلاقيك هنا 


ما إن سمعه حتى مسح دموعه سريعاً، وأجبر عينيه على الثبات، يخفي حزنه خلف ملامح جامده، كأن شيئاً لم يكن  التف "ياسين" اليه وقد ابتسم وكأن كل شىء على ما يرام وبدأ بقول : 


ـ اتأخرت ليه ، أنتَ مش عارف ان الكل النهارده مستنيكم 


جلس "عمار" على الأرضيه بعدما قام بتنظيفها براحه يده وهو يبرر : 


ـ ماتنساش ان ده سفر ياياسين القاهره مش في الشارع اللي ورانا ، وبعدين ماتاخدنيش وتفضل تنزل بأسئله مالهاش لازمه قولي بقالك هنا قد ايه 


اقترب منه ببطىء وهو يقول بنظرات سائله : 


ـ ده تحقيق بقى


سدد له "عمار" نظرات موجهه تتحدى نظراته السائله وعلق :


ـ فاكر اليوم اللي شمس جمعتنا مع بعض فيه 


سأله باهتمام : 


ـ أيه اللي فكرك بي


هز كتفيه باستغراب : 

ـ وأنا من امتى نسيت ياياسين 


جلس " ياسين " على الأرضيه بجواره فأكمل " عمار " حديثه : 


- أحنا ازاي مافهمناش انها كانت بتودعنا وقتها 


كلماته اثارت اهتمامه حقاً فرد وكل حواسه منتبهه له : 


ـ علشان مكناش شايفين هي بتعاني قد ايه ، مهمهاش نفسها قد ما كنا احنا اكبر همها 


هز " عمار" رأسه نافياً : 


ـ مافتكرش اني كنت اخر همها ، انا ازاي مكنتش شايف الحقيقه ، انا كنت حاسس أنها بتحبك عشان كده مكنتش بطيق تقعد حتى جنبها ، عارف المشكله في ايه ، اني كنت راسم في خيالي بعد ما المعركه تخلص احلام كتيره مبنيه عليها ، كنت ماسك في ايدها كل ما كانت تيجي تسيب امسك فيها اكتر مكنتش عايز اسيبها شمس بالنسبالي كانت زي الحرب اللي كنا دخلينها لازم اكسبها علشان بعدها يدخل الهدوء والسكينه على قلبي اللي كنت محروم منهم طول عمري مكنتش شايف غيرها ومكنتش عايز اشوف غيرها بس للأسف انا كنت بالنسبالها طوق نجاه طلعت بي من اللي هي فيه ، كنت الشاب اللي بتشوفوا في احلامها ومستنياه يخلصها من كل اللي بيجرالها ، افتكرت أنها بتحبني بس في الحقيقه قلبها ماشافش غيرك ياياسين 


سأله محاولاً أيجاد تفسير لما قاله : 


ـ ليه بتفتح في الكلام ده دلوقتي ، فات على الكلام ده عشر سنين ياعمار انسى بقى 


اجاب على مطلبه بسؤال أخر : 


ـ طب وانتَ نسيت 


حرك "ياسين" رأسه بالأيجاب يخبره أنه نسى او ربما يتصنع انه نسى فانطلق حديث "عمار" الرافض بما اخبره : 


ـ يبقى بتكذب على نفسك ياياسين أنتَ لو كنت نسيت مكنتش فضلت واقف مكانك هنا قدام قبرها 


قطع حديثهما خطوات خفيفه من خلفهم ، تمشي بخطوات أقرب للتسحب التفت "ياسين" يتجاهل حديث عمار وكأن تلك الخطوات اتت للتهرب من حديثه طالعها ببسمه واسعه  : 


ـ شـــمــس 


توقفت شمس في مكانها وقد ارتسمت على ملامحها خيبة أمل بريئه ، وعبست شفتيها الصغيرة وكأن العالم قد كشف سرها الكبير قالت بصوتٍ منزعج: 


ـ أنتَ كل مره كده تكشفني يا أنكل ياسين مافيش مره تخليني  اعملك مفاجأه أبداً 


ضحك "ياسين " بحب وهو يجثو على ركبتيه ليصبح في مستواها قائلاً:


ـ مجرد ما اشوفك دي بالنسبالي أجمل مفاجأه ، وبعدين تعالي هنا 


مد يدها وحملها بلطف ، ثم حملها بين ذراعيه ، في أثناء خطواتهما للرجوع الى منزل 

" ال صاوي " وكانت تلك الطفله هي أعز ما يملك ضحك ضحكه صافيه وهو يحملها بين ذراعيه بحب قائلاً : 


ـ وبعدين تعالي هنا هو مين اللي المفروض يعمل للتاني مفاجأه ، مش النهارده عيد ميلادك 


أشارت برأسها بالايجاب ثم رفعت أبهامها تشير على والدها "عمار" تقول ببراءه : 


ـ ايوه ، بابا قالي أن النهارده عيد ميلادي وان عمو ياسين وطنط حكيمه وساره ويزن وكلكم عاملنلي مفاجأه بس قالي ماتقوليش لحد ان هو قالي ، بس انتَ ياياسين مش حد 


طبعت قبله بريئه على وجنته تتابع :


ـ أنتَ صحبي 


ضحك ياسين على مقولتها فاقتربت " فريده "  زوجه عمار تهبط الدرج مسرعه سائله بانزعاج : 


ـ  كنتوا فين  ياعمار انت وياسين كل ده  ، احنا خلاص هنطفي الشمع الخاله تعبانه ومش قادره تقعد اكتر من كده 


قالت جملتها تمد يدها تحمل الطفله منه على استعجال تدخل بها بداخل المنزل فسأله ياسين هامساً : 


ـ أنتَ برضوا لسه ماقولتش لمراتك اني ابقى ابوك مش اخوك 


اعترض " عمار" وهو يطلب منه برجاء: 


ـ أرجوك ماتفتحش الموضوع ده تاني ياياسين ازاي عايزني اقولها انك والدي وانت شكلك صغير بالشكل ده اكيد هتحس بأن في شىء غلط وانا عايز اعيش في سلام وبحاول انسى الماضي واعيش طبيعي زيي زي البشر ، انا متجوز فريده بقالي ست سنين عوضتني عن حاجات كتير فبلاش نعكر صفو العوض ده وانت بالنسبه لشمس بنتي عمها والخاله تبقى ستها كده احسن صدقني 


وافقه على حديثه بالايجاب فسمع كلاهما صوت غناء الموجودين بالداخل احتفالاً بعيد مولد تلك الصغيره اسرع " عمار" من خطوته يخبره : 


ـ بسرعه ياياسين لحسن هياكلوا التورته من غيرنا 


ابتسم "ياسين" على قوله ودلف الى المنزل من بعده ،  منزل " ال صاوي"  يغمره الظلام، كان الضوء الوحيد ينبعث من شموع صغيره متوهجه تتوسط قالب كعكة عيد الميلاد اجتمع الجميع حول الطاوله ، يغنون بفرح وقلوبهم مليئة بالدفء، يحتفلون بعيد ميلاد الطفله الصغيره التي ارتسمت على وجهها ابتسامه بريئه تنير كيانها.


كان يقف بعيدًا في الظل، يراقب المشهد بصمت. عيناه تتابعان تفاصيل كل وجه، كل حركه ، وكل ضحكه شعر وكأن الزمن قد مضى على الجميع سواه، كل واحد منهم أصبح له عالمه الخاص، قصه يرويها، حياه مليئه بالأحداث أما هو، فقد وقف مكانه، كأن حياته توقفت عند نقطه لم يعد يعرف كيف يتجاوزها


رغم الابتسامه التي زينت وجهه وهو ينظر إليهم، كان في داخله شعور بالوحده يشبه الظل الذي يحتضن وجوده ومع ذلك، لم يتقدم أو يفسد تلك اللحظة النقيه اكتفى بالمراقبه ، وكأن ضوء الشموع كان كافيًا ليمنح قلبه دفئًا مؤقتًا ، حيث الضوء الخافت من شموع الكعكه يرقص على الوجوه، وقف يراقب الجميع بصمت بابتسامه هادئه عينيه تنقلت بين ميرا ورعد، اللذين كانا يغنيان بسعاده، يمسكان ابنتهما الصغيره ذات العامين التي تبنياها حديثاً ، وقد ملأت ضحكاتهم الأجواء دفئًا. عاشا معًا قصة حب وسعاده وكأن العالم لا يحتوي سواهم.


ثم التفت إلى عز وغرام، اللذين أخيرًا عادت بينهما المحبه بعدما سامحت شريف وقد تجاوزت محنته  ويوسف ابنهما ذات التسع سنوات بات قريبًا منهما و بجوارهما، كان شريف يهمس لولاء أثناء الغناء، فابتسمت بضحكه صافيه كأنها نابعة من أعماق قلبها لأول مرة منذ زمن طويل.


في طرف آخر من الطاوله، كانت ساره تقف إلى جوار يزن كانت سعيده وممتنه لأنها علمت عن مرضها مبكرًا واستطاعت تجاوزه ليجمعها القدر أخيرًا بيزن في زواج مليء بالحب أما مارال، فقد خطفت الأنظار بجمال هدوئها وهي تقف مرتدية الحجاب ممسكه بيد بربروس الذي بدا فخورًا وسعيدًا بعد إعلانها إسلامها 


وسط أجواء الاحتفال الدافئه ، وقف داغر وهدير وغدير  بجانب الطاوله ، يتأملان بحب وسعاده قالب الكعكه المضيء بشموع عيد الميلاد كانت الضحكات تملأ المكان، والأنغام السعيده تتردد في الأرجاء.

رفع غالب، ابنهم ذو العشر سنوات، رأسه نحو والديه بابتسامه عريضه مليئه بالبراءه خطا بخطوات واثقه نحوهم، واقترب منهما بحنو. 

ثم في لحظه عفويه مليئه بالمحبه، وقف بينهما ووضع قبله على خد كلٍ منهما في نفس اللحظه.


ارتسمت على وجهيهما ابتسامه واسعه تعكس مدى سعادتهما وفخرهما بهذا الطفل الذي ملأ حياتهما نورًا وحبًا.


وفي طرف آخر من الطاوله ، كان الطبيب  يمسك بيد زهره، يتبادل معها نظرات مليئة بالحب والامتنان، بينهما حسان التي اتخذته زهره ولداً لها بعد فقدانها لأبنتها الحبيبه ، تجاورهما الخاله التي عادت الى طبيعتها وقد نحت الزمن معالمه على وجهها من جديد طالعت زهره ياسين بابتسامه رقيقة، وأشارت له بعينيها وهو بعيدًا و بادلها هو بنظرة لا تقل دفئًا عن ابتسامتها 


كل لحظة كانت تحمل قصه ، وكل نظره كانت تحمل ذكرى أو أملًا وهو يقف هناك، يراقب هذا المشهد الذي يعج بالسعاده والحب، لكنه في أعماقه شعر وكأنه وحده الزمن قد توقف عنده، كأنه مجرد شاهد على حياة الجميع، دون أن يكون له نصيب من تلك السعاده التي امتلأ بها المكان 


انتهى الجميع من الغناء، وارتفعت أصوات الضحكات وسط أجواء مليئة بالبهجه كانت الطفله الصغيره تهم بإطفاء الشموع، ولكن عمار أوقفها بلطف، قائلاً:


ـ استني ياشمس 


ثم ألقى نظرة سريعة حوله، يفتش عن أحدهم. لاحظ غياب ياسين، فتجول بعينيه في أرجاء المكان حتى لمح ياسين يقف بعيدًا، مستندًا إلى الجدار، يراقب المشهد بصمت.


اقترب عمار منه بابتسامه دافئه، ووضع يده على كتفه قائلاً بنبره ودوده: 


ـ مش هنطفي الشمع من غيرك، ياياسين


نظر إليه ياسين، وبدا عليه الامتنان لتلك الكلمات. لم يحتاج إلى الكثير من الإقناع، فقد كانت الدعوه تحمل دفئًا كسر عزلته، ليعود مع عمار حيث كانوا جميعًا ينتظرون لحظة الاحتفال التي لن تكتمل إلا بوجوده نفخ ياسين من روحه تلك الشموع بجانب الطفله التي بوجودها يشعر بأنه مازال على قيد الحياه 


هكذا هي الحياه، لم تكن يومًا كامله أو مثاليه. دائمًا ما تأخذ منا شيئًا لنشعر بمرارة الفقد، ثم تمنحنا بالمقابل شيئًا آخر وكأنها تحاول أن تعوضنا، ولكنها لا تفعل ذلك بعدل.


الحياه ليست عادله، فهي تعطي بيد وتأخذ بالأخرى، تترك فينا ندوبًا وذكريات، وتجبرنا على المضي قدمًا رغم كل شيء تعلمنا أن السعاده ليست دائمًا مجانيه ، وأن الألم جزء من معادلتها التي لا نفهمها إلا بعد أن نعيشها 


* تمت بحمدالله *


اشوفكم على خير يارب في روايه جديده اسمها لأنه موسى فاللي حابب يكمل معايا  ان شاء الله و يقرأها هتنزل 

يوم الخميس اللي جاي الساعه 12  اول حلقه تصبحوا على خير يارب

الرواية الجديدة من هناااااااااا




تعليقات

التنقل السريع