القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب فى المنفى الفصل السادس 6 بقلم هدير محمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية قلب فى المنفى الفصل السادس 6 بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات) 






رواية قلب فى المنفى الفصل السادس 6 بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات) 


بارت طويل اهو و تفاعلوا عشان انزل اللي بعده 🫵🫵


البارت السادس من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹


" انا اتجوزتك عشان مبقاش بعمل حاجة غلط... 

' بس الصح انك تنام معايا بغرض تتسلى و خلاص !! مش كده يا آدم نصار ؟ 

" عايزة توصلي لإيه ؟ 

' اسمع اللي هقوله ده كويس... عمري ما هقرب منك برضايا طالما انت شايفني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و بس... انسى !! 

ابعدت عيناها عنه و نظرت للجانب الآخر و دموعها تسقط على وجنتها... و الصدمة أن آدم لم يبتعد... بل اقترب منها و فعل ما يريده... اخذها بالاجبار مجددا !! في كل لمـ,ـسة لمسـ,ـها لها كان قلب أسيل يتحـ,ـطم ألف مرة... هذه المرة كرِهته بالفعل... وقعت مع رجل أناني... لا يحب الا نفسه ! 


**************

في اليوم التالي..... 

كانت أسيل في الحمام... جالسة على الارض خلف الباب و تبكي بشدة... هي تمنت ان تتزوج رجل يحبها و يُقدرها... ليس رجل يحب جسـ,ـدها فقط... لا يهتم لمشاعرها و قلبها و عندما يجد بديلا عنها... سيتخلى عنها بلمح البصر... هذا يعني هي موجودة معه الآن حتى يجد إمرأة اخرى اجمل منها و تنال اعجابه فيترك أسيل على الفور... لان ببساطة لا توجد مشاعر بينهم... لا يوجد حُب... لا يوجد غَيرة... لا يوجد إخلاص... كل هذا ليس موجود... اذن لماذا سيتمسك بها ؟! لقد اصبحت تكره  جسـ,ـدها بسببه...

استيقظ آدم و فتح عيناه بتثاقل... لقد حَلَ الصباح... نظر جانبه على السرير لم يجد أسيل... ربما هي في الحمام... اعتدل قليلا و لاحظ صدره العا*ري و تذكر ما حدث بالامس... و تذكر كلام أسيل... 

تنهد بضيق و ازاح شعره للخلف... كيف رغبته بها جعلته اعمى عن كلامها و دموعها ! لم يشعر بها لدقيقة حتى... و لمسـ,ـها بدون موافقتها... كيف فعل هذا بها ؟ هو يضعف كثيرا بها... لكن هذا لا يعني ان يد*هس على قلبها و يُفَضِل رغبته الأنانية عليها ! 

نهض و ارتدى تيشيرته... فُتح باب الحمام و خرجت أسيل و التي لا يبدو عليها انها بخير... لم تنظر اليه... لم تُعيره اي اهتمام كأنه ليس موجود... اقتربت من السرير لترتبه... 

اقترب آدم منها و قال 

" أسيل... 

لم ترد عليه و اكملت ما تفعله... امسك يدها و قال 

" أسيل انا بكلمك ! 

دفعت يده و قالت بغضب

' متحطش ايدك عليا تاني... انت فاهم !! 

" طب اهدي... 

' اهدى ؟ عايزني بعد اللي انت عملته اهدى ؟ 

" انا عملت ايه ؟ 

' كمان بتسأل ؟! 

" بخصوص امبارح انا... 

' انت ايه !! تحب انا اقولك انت ايه ؟ ( اقتربت منه و نظرت في عيناه بغضب و اكملت ) انت واحد حيـ,ـوان بجد ! ابعد عني لاني قر*فانة منك و من نفسي... 

التفتت لتذهب لكنه امسكها من يدها و قال بغضب 

" مضايقة لاني اخدت حقي ؟! 

' مش حقك... مش حقك طالما انا رافضة... 

" انا حاولت اخد موافقتك... 

' اه فعلا حاولت... حاولت تفهمني اني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و خلاص... كتر خيرك الصراحة...  

" اومال عيزاني اعمل ايه ؟ عيزاني احبك ؟ 

' لا مش عيزاك تحبني... بس على الاقل اعملي قيمة حتى... انت حسستني اني وحدة من البنات الر*خيصة اللي بتقابلهم و بتنام معاهم... 

نظر لها بصدمة لتُكمل بدموع 

' كل مرة اتكلمت معاك فيها عرفت اد انا وحدة ر*خيصة في نظرك... اتجوزتني لمجرد مرضيتش انام معاك... و رفضي ليك في الاول جر*حك اوي ف انتـ,ـقمت... شايفني جسـ,ـم اشتريته و خلاص... ماشي بمبدأ هاخد اللي عايزه منك مهما عملتي... كأني مش انسانة... كأني مش بحس ولا عندي مشاعر... ليه يا آدم ؟ ليه بجد ؟ انا مستاهلش قِلة القيمة دي !! 

حاوط وجهها بكفوفه و قال 

" مين قال انك ملكيش قيمة عندي ؟ 

' افعالك... 

" أسيل افهمي انا مش بحبك و.... 

دفعت يداه بعيدا و صرخت فيه قائلة 

' يبقى بتقرب مني ليه هااا ؟ ازاي تنام مع وحدة مش بتحبها و قلبك مفهوش مشاعر ليها ؟ ازاي بيجيلك نفس اصلا تعمل كده ؟! 

صمت و لم يرد... جَن جنونها و اقتربت منه... ضر*بته على صدره بقوة و قالت و هي تبكي 

' مين اللي انت بتحبها يا آدم ؟! انطق !! 

امسك يداه و قال بغضب

" اهدي يا أسيل !! 

نظرت للأرض و قالت ببكاء 

' قول ان في وحدة في حياتك و انت بتحبها... ريحني و قول كده... متخفش انا مش هعمل حاجة والله ولا هفرقكم عن بعض... بس على الاقل خليني اعرف انا مكاني هيبقى ايه... خليني افهم انت بتعمل معايا كده ليه ؟ 

حزن آدم من رؤيتها هكذا... ضمها اليه لتهدأ لكنها دفعته فورا و قالت 

' ابعد عني... إياك تقربلي... انا مش عيزاك !! روحلها هي... خليها تاخدك في حضنها... 

" انا مبحبش حد يا أسيل !! 

نظرت له مما قاله الآن و تابع بغضب شديد 

" انا لا بحبك انتي ولا بحب وحدة تانية... مفيش حد في قلبي ولا هيبقي فيه... عارفة ليه ؟ 

اقترب منها فرجعت للورا حتى اصطدمت بالحائط... حاوطها و اكمل 

" لان انا مش بؤمن للحُب...و الحُب مش موجود اصلا... ف مستغربيش لما اقولك اني مش بحبك !! 

' مين قالك كده ؟ الحُب موجود و.... 

صرخ فيها قائلا

" مش موجود !! مش موجود يا أسيل... الحُب موجود بالنسبة للاغبية اللي زيك... اللي بيجروا ورا قلبهم في كل حاجة... و في الاخر بيخسروا كل حاجة... انا مش زيك و عمري ما هكون زيك يا أسيل... تعرفي ليه ؟ ( أشار لعقله و اكمل ) لان انا بفكر بده... بفكر بعقلي في كل حاجة... و برجع كسبان في كل مرة... عقلي عمره ما خسرني حاجة ولا خذلني في مرة... و النتيجة اللي وصلتلها ايه ؟ بقيت آدم نصار اللي كل واحد لما يسمع اسمي يخاف و يعملي مليون حساب قبل ما يشوفني حتى... على فكرة انتي لسه متعرفنيش... متعرفنيش بدليل انك جاية بكل ساذجة تسأليني مين البنت اللي بحبها ؟ متعرفيش ان آدم نصار قلبه ميـ,ـت اصلا ! متعرفيش ان آدم نصار بيحب نفسه و بس ! نفسه و بس يا أسيل !! 

نظرت له بخوف و لعيناه المخيفة كأنه تحول في لحظة... كانت ستذهب لكنه امسك يدها و ارجعها امامه و قال 

" مش هنكر انك عجبتيني يا أسيل... و عجبتيني اكتر لما رفضتيني برغم ان ده مَس كرامتي بس عحبتيني... عجبني عنادك و إصرارك انك متسلميش نفسك ليا برغم حجم الفلوس اللي عرضتها عليكي لـ ليلة وحدة بس... عشان كده اصريت اخدك بأي طريقة لاني مش بهدى غير لما انفذ اللي في دماغي... و نفذته ! و لان الشخصيات العنيدة اللي زيك بتشدني و انا مش بهدى غير لما اكسـ,ـرها و اكسـ,ـر غرورها... و ده بالضبط اللي عملته فيكي !! 

نظرت له بصدمة و دموعها تنزل من عيناها بشدة... اما هو تابع بقسو*ته و غضبه كأنه بر*كان و انفـ,ـجر فيها  

" انتي بتفكري بقلبك اهو... شايفة ان الحُب حل لكل حاجة... شايفة ان لقلبك دور مهم اوي لدرجة انك نسيتي ان ليكي عقل تفكري بيه... قوليلي يا أسيل... قوليلي حاجة وحدة بس كسبتيها من ورا التفكير بقلبك ؟! 

نظرت للأرض و ظلت صامتة... ضحك آدم بسخرية و قال 

" مفيش طبعا ! شوفتي الفرق بيني و بينك ايه يا أسيل ؟ انا اخدت كل حاجة انا عايزها... عملت كل حاجة اتمنيتها و قاعد ملك وسط شركاتي اللي ظهرت و ثروتي اللي ملهاش آخر... انتي اخدتي ايه ؟ قضيتي طفولتك بتشتغلي في المحلات و بتغيبي من مدرستك عشان تعرفي تشتغلي... كبرتي و مازلتي على نفس النمط... حتى في الكلية بتاخدي درجات الرأفة عشان تعدي من الترم ده للترم ده... لانك يا حرام مش لاقية وقت تخصصيه لمذاكرتك... هتخصصي وقت ازاي اصلا و انتي بتجري من الشغل ده لـ ده ؟ في الاخر معملتيش حاجة عِدلة في حياتك... عارفة ايه السبب ؟ ( أشار لقلبها ) ده السبب... قلبك هو سبب تأخرك في تحقيق احلامك... عارفة ليه برضو ؟ لان بقلبك ده فكرتي بكل الناس اللي حواليكي و نسيتي نفسك كأنها مش موجودة... فكرتي بأهلك من و انتي طفلة و قولتي كفاية عليهم انهم جابوني للدنيا و انا هتولى الباقي... نسيتي ان ليكي حقوق عندهم... حق انهم يعيشوكي زي غيرك مش يسيبوا ايديكي تظهر عليها التجاعيد بدري... و حق انهم يعيشوكي مرتاحة... انتي شيلتي المسؤوليات اللي مفروض دي واجبهم عليكي مش العكس... اوهموكي انهم غلابة و مش لاقيين ياكلوا و هم ارتاحوا على قفاكي لانك ساذجة و غبية... و في الاخر بعد كل اللي عملتيه عشانهم... هم عملوا عشانك ايه ؟ ( اقترب منها و اكمل بخُبـ,ـث ) عارفة عملوا ايه ؟ اول ما حطيت شنطة الفلوس قدامهم.... اتبروا منك و با*عوكي ليا ! 

صفعـ,ـته على وجهه بقوة... تفاجئ آدم و نظر لها بغضب شديد... نظرت له أسيل بكُره و قالت و الدموع في عيناها 

' كل اللي قولته صح... بس انت نسيت تضيف اهم حاجة... انت... نسيت تضيف نفسك... انت اسوأ و او*سخ شخص مَر على حياتي !! 

وضع يده على رقبتها كأنه سيقتـ,ـلها... لم تهتم أسيل و نظرت بعيدا... هو قتلـ,ـها بالفعل منذ ان رأته و سود حياتها... جَزَ على أسنانه بغضب و قال 

" ازاي جاتلك الجرأة تمدي ايدك عليا ؟ مش خايفة اقتـ,ـلك ؟ 

نظرت له بحِدة و قالت 

' مش مهم... كده كده انت قتلـ,ـتني... بكلامك و افعالك... بلعـ,ـن اليوم اللي شوفتك فيه... بكر*هك ! 

كان ينظران لبعضهما بغضب و كُره... 

" لو كررتي الحركة دي تاني... هخلي كل اللي يعرفك يلبس اسود عليكي !! 

تركها و خرج... ظلت أسيل تُكسـ,ـر في الغرفة... كسـ,ـرت كل شيء... جلست على الارض... ضَمَت نفسها بكلتا يداها و خرج آنين بكائها بشدة... قلبها يحتر*ق من الأ*لم... هذا كثير عليها... كثير جدا !! 

************

كان جرس بيت مصطفى يرن بقوة... مصطفى كان نائم و استيقظ على صوت الجرس الذي يرن بإستمرار... 

* حاضر ياللي بترن... حتى في يوم إجازتي مش عارف انام زي الناس !! 

فتح الباب و وجد آدم... 

* آدم ؟ ايه اللي جابك من الصبح كده ؟ 

" اوعى كده من قدامي ! 

دفعه آدم و دخل... لاحظ مصطفى ان صديقه غاضب للغاية... توجه آدم للمطبخ و يبحث عن زجاجة خمـ,ـرة بجنون... و عندما لم يجد قال لمصطفى 

" فين الخمـ,ـرة ؟ 

* يعني انت جاي الصبح كده عشان تدور على الخمـ,ـرة ؟

" مش عندك ولا ايه ؟ 

* عندي آخر ازازة في الاوضة... كنت سايبها للنهاردة... بس مش خسارة فيك... 

ذهب آدم الى غرفة مصطفى و وجد زجاجة الخمـ,ـر... فتحها و شرب منها مباشرةً بدون ان يصُب في الكأس 

* يخربيتك ! بالراحة يا آدم ده مش عصير تفاح عشان تشرب كده و على الصبح !! 

" اقولك ايه... انزل من على دماغي النهاردة حفاظًا على حياتك يا مصطفى ! 

* طب في ايه ؟ مين ضايقك ؟ 

جلس آدم على الاريكة و ارخى ظهره للخلف و شرب المزيد من الخمـ,ـر... بدأ تأثير الخمـ,ـر يظهر عليه... ضحك آدم بشدة و قال 

" الغبية... عيزاني احبها !! 

* مين الغبية ؟ 

" مراتي... 

* اه آسف مقصدش... اه عشان انت كده جاي على ملى وشك و متعصب... حصل ايه ؟ 

" اتخانقت انا و هي... 

لاحظ مصطفى ان خَدْ آدم الأيمن لونه احمر... كأن احد صفعـ,ـه... 

* اه باين الخناق ( اخفض صوته ) دي لسعتـ,ـه كَف جامد... ازاي سابها عايشة بعد كده ؟ الحمد لله متجوزتش... 

" بتقول حاجة ؟ 

* لا لا... يعني بسأل ايه اللي خلاكم تتخانقوا بالشكل ده ؟ 

" كانت مفكرة اني عملت ده كله عشان بحبها... قولتلها اني مبحبهاش... فكرت اني بحب وحدة تانية... و لما قولتلها ان آدم نصار مش بيحب صنف وحدة على الارض ولا هيحب اصلا... اتصدمت و زعلت... 

* ما انت عارف يا آدم... البنات عامًة مبتحبش حد يستغلها... 

" اه بس بيحبوا اللي يرسم عليهم دور الحُب حتى لو بالكذب... و انا صراحتي زعلتها... 

* صراحتك !! كده اتأكد انك مرحمتهاش طالما قولت صراحتك... صراحتك دي لوحدها قُنبـ,ـلة نووية... 

" هي مسبتليش خيار تاني... اللي هيجنني جرائتها... حتى بعد ما كسـ,ـرت كبريائها لسه زي ما هي جريئة... عينها واسعة و عنيدة... دماغها الناشفة دي نفسي افجـ,ـرها !

* تفـ,ـجر ايه ؟ اهدى على البنت شوية... 

" هو انا فيا حاجة غلط ؟ 

* ليه بتقول كده ؟ 

" رد على سؤالي... هل انا فيا حاجة ناقصة ؟ 

* لا طبعا يا صاحبي... ده انت الف وحدة تتمناك... 

" اومال هي مش عيزاني ليه ؟ ليه دايما بشوف رفضها ليا في عيونها... و كلامها... و افعالها... اول مرة اترفض بالشكل الكامل ده... مفيش حاجة وحدة فيا عجباها... لا شكلي... ولا فلوسي... ولا سُلطتي... مش شايف اي اعجاب فيها ناحيتي... كأني مليان عيوب... مع اني اي وحدة غيرها تتمنى نظرة وحدة مني بس... اما هي غير... دماغها ناشفة و لسه مُصممة على رأيها... 

* رأيها اللي هو ايه ؟ 

" ان مفيش اي حاجة فيا شدت انتباها من اول ما قابلتها لحد اللحظة دي !! ده هيجنني... هي ليه كده ؟ 

* عشان هي عكسك... هي واثقة ان الحُب موجود... هي مش بتدور على الفلوس... هي بتدور على اللي يحبها...

" و انا مش هحبها !! ليه اتجننت في دماغي عشان احب دي ؟! 

* و مالها دي يعني... شكلك نسيت انك من اول ما شوفتها عجبتك و دخلت دماغك... و صممت تتجوزها... 

" اتجوزتها عشان اخد اللي انا عايزه و بس... 

* و بعد ما اخدته... مالك مضايق ليه انها رفضاك ؟ يعني انت عايزها تترمي في حضنك و بعد كده تقولها انك متجوزها عشان تتسلى و بس و انك استحالة تحبها و تكملوا زي أي اتنين بيحبوا بعض و يكونوا اسرة... بعد كده مش عايزها ترفضك ؟؟ 

نظر آدم لزجاحة الخمـ,ـر و صمت... و صدره يعلو و يهبط بغضب... و بعد صمت طويل قال  

" انت عارف كويس ليه مينفعش احبها... 

* عارف و فاهمك... بس زي ما انا قولت... هي عكسك خالص و مستحيل تفهمك... 

" ميهمنيش... في ستيـن دا*هية !! 

قال ذلك بإنفعال ثم شرب من الخمـ,ـر مجددا... 

* يا بني كفاية كده غلط !! 

" اسكت عشان متعصبش عليك... 

* طب طلقها و ريح دماغك ! 

نظر له آدم بصدمة و قال 

" اطلقها ؟! 

* ايوة طلقها... مالك مستغرب ليه ؟ 

صمت آدم و هي يستوعب ما قاله صديقه 

* آدم... انت كده كده مبتحبهاش... و عملت اللي في راسك و اخدتها اهو... سيبها... ليه تتعب نفسك في علاقة انت مرفوض فيها ؟ طلقها و سيبها ترجع لحياتها و بما انك عايز تحس انك مرغوب من الجنس الآخر شوف اي وحدة من اللي انت مش معبرهم... الف وحدة تتمنى رضاك... الدنيا مش هتقف على دي... 

" بس انا عايز دي ! 

قالها بحزن ثم نظر لصديقه 

" مش عايز اسيبها... 

* ليه ؟ ما انت مش بتحبها ! 

" بس انا دمـ,ـرت حياتها... مبقاش ليها حد في حياتها غيري... مستحيل اسيبها لوحدها... 

* خلاص حِبها... 

" هو انا هقعد ازيد و اعيد تاني في كلامي يا مصطفى ؟ 

* امرك غريب... يعني ايه مش عايز تسيبها و في نفس الوقت مش بتحبها ؟ حِبها بما انك مش عايز تسيبها... 

" قولت لا !! بعدين انت عارف اني لو سيبتها تكمل حياتها و يمكن... 

قاطعه قائلا 

* يمكن تلاقي الراجل اللي يحبها و تكمل معاه... ف صعب عليك تسيبها لراجل تاني... 

نظر له من فِهمه له بسهولة... ترك زجاجة الخمـ,ـر ثم ازاح شعره للوراء و تنهد بضيق 

" انت عارف اني مبحبش حاجة بتاعتي تروح لغيري... 

* عارف... عشان كده صعب تسيبها و الاصعب انك تحبها... 

" و مش هحبها !! 

استلقى على الاريكة و وضع يده خلف رأسه و نظر للسقف بشرود 

* طالما متمسك بيها اديها فرصة...

نظر لمصطفى فاكمل 

* ايوة اديها فرصة... مش يمكن تطلع بنت كويسة و تعرف تحتوي الفراغ اللي جواك... جرب مش هتخسر حاجة... 

" لو جربت هخسر نفسي... نفسي اللي انا فضلت ابنيها لسنين طويلة لوحدي... انا مستحيل اكرر نفس الغلط و اخسر خسارة اكبر من الاولى... 

* انا مش بقولك كرر نفس الغلط... انا بقول اديها فرصة... يمكن تحبك... و لو منفعش خلاص فكك... 

صمت آدم ف وقف مصطفى و وضع يده على كتفه و قال 

* هقولك حاجة مهمة يا صاحبي... طالما البنت دي حاسس انها مختلفة و غير اي وحدة قابلتها في حياتك... امشي ورا احساسك لمرة... يمكن تكسب ليه لا ؟ بعدين انا شايف جوازك منها مش مجرد نذ*وة... هي عجبتك و ده وارد بس تمسكك بيها و خوفك عليها ده وراه حاجة تانية... البنت اللي تخلي آدم نصار يحتار بالشكل ده... اكيد فيها حاجة مميزة انت بس اللي شوفتها و خايف متلاقيش زيها لو سيبتها... عشان كده بقولك جرب... لمرة امشي ورا قلبك... و لو حسيت انك مش مرتاح انسحب فورا و ارجع امشي ورا عقلك و اعمل اللي يريحك...

نظر له آدم و هو يدرك كلامه... ابتسم له مصطفى و قال 

* هقفل النور و اسيبك تريح دماغك شوية... حتى نام لو عايز... لسه بدري على شغلك... 

اومأ له و اغلق مصطفى ضوء الغرفة و خرج... اغمض آدم عيناه ليحاول النوم و يبتعد عن هذا التفكير الذي هَزَ ثباته... جاء امامه مشهد عندما عانقته بالغابة... كانت تعانقه بشده كأنه هو ملجأها الوحيد... ذلك الشعور و هي مختبأه فيه كأن آمان العالم كله موجود فيه هو فقط... شعر بدقات قلبه... فتح عيناه و وضع يده على قلبه و هو يدُق... مرت سنوات و هو لم يشعر بدقاته كما في تلك اللحظة... أيعقل ان يحبها ؟ تنهد بضيق و قال لقبله اللعيـ,ـن 

" لا مستحيل... مش هخليك تخسرني تاني... انسى ان ارجع اخد رأيك في حاجة... انت دمر*تني و بتحاول تد*مرني تاني... بس انا اتعلمت من الدرس... فإنسى اعمل اللي انت عايزه و بتحاول توقعني فيه... انسى !! 

************

كانت أسيل في المطبخ... شعرها مليئ بالدقيق و تصنع بعض المخبوزات... لان تلك الطريقة الوحيدة التي تهدأ بها غضبها... كانت الخادمة معها في المطبخ... لقد اعدت أسيل تاسع طبق من الكوكيز !! 

* يا هانم.... 

كانت أسيل شاردة و هي تزين الاطباق التي بها " الكوكيز " و لم تسمع الخادمة و هي تنادي عليها... وضعت الخادمة يدها على كتفها و قالت

* أسيل هانم ؟ 

فاقت أسيل من شرودها و قالت 

' ايه ؟ 

* دي تاسع صنية كوكيز تعمليها... لمين ده كله ؟ 

نظرت أسيل للطاولة التي عليها 9 صوانٍ كلهم ممتلئين بالكوكيز... 

' ايه الكمية اللي انا عملتها كلها دي ؟ 

* أسيل هانم عندك ضيوف ؟ 

' لا...

* اومال لمين ده كله ؟ 

' ليا... 

* هتقدري تاكليهم كلهم ؟ متأخذنيش في سؤالي بس انا خايفة على صحتك و السكر الكتير غلط... 

' طب ما تاكلي معايا انتي... 

* انا اخري قطعتين مش 9 صواني... 

' عندك حق... هم كتير فعلا... 

* طب انتي هتبعتيهم لحد مثلا ؟ 

' لا... انا بس عملتهم عشان كنت متعصبة و انا بهدي اعصابي في المطبخ... 

* اه فهمتك... طب ممكن اشيلهم في التلاجة... بحيث تاخدي وقت ما تحبي... 

' مينفعش يباتوا اصلا... الجو برد و طعمهم هيتغير و مش هيبقى حلو... 

* امممم... طب اتسلي عليهم انتي و آدم بيه... 

عادت لغضبها عندما ذكرت اسمه... امسكت كيس دقيق جديد لتفتحه فقالت الخادمة بسرعة 

* أسيل هانم انتي هتعملي الصنية العاشرة ولا ايه ! 

' اه هعمل... 

* براحتك البيت بيتك... بس مين هياكل كل ده ؟ 

توقفت أسيل عن فتح كيس الدقيق... يجب ان تسيطر على غضبها... تنهدت بضجر و بدأت اعادت كل شيء في مكانه...

* عنك يا هانم انا هرتب المطبخ... 

' انا عملت الفوضى دي كلها... انا هرتبه... روحي انتي ارتاحي... 

* بس يا هانم.... 

' معلش قولت انا هرتبه... تقدري تخرجي... 

* اللي تشوفيه يا هانم... 

خرجت الخادمة و إلتقت بالخادمة الاخرى التي تنظف الصالون

- مالها الهانم من الصبح في المطبخ... 

* بتعمل كوكيز... 

ضحكت و قالت 

- كوكيز مرة وحدة... بس ريحتهم تحفة 

* انا اتفاجئت انها بتعرف تعمل حاجات كتير في المطبخ... 

- تعمل براحتها... بس الكمية كبيرة... هي مفكرة ان العيد بكره ولا ايه ؟ 

* لا... قالتلي انها لما بتضايق بتطلع عصبيتها في المطبخ... 

- ايه ده ! هي و آدم بيه لحقوا يتخانقوا ؟! 

* الظاهر كده اه... اتعصبت اوي لما جيبت سيرته قدامها... 

- دول يادوب ليهم اسبوعين متجوزين... لحقوا يقلبوا على بعض ؟ 

* ممكن اتحسدوا... بس الصراحة لايقين على بعض... و فيهم طبع العِند زي بعض... مستنية على نار آدم بيه يجي يشوف كل الكوكيز اللي عملته... 

- هيشرشحنا انا و انتي عشان سايبينها تنضف المطبخ لوحدها... 

* والله قولتلها عنك انا هنضفه... هي موافقتش خالص و طلعتني بره... 

- طب تعالي ساعديني شوية في الصالون... 

* ماشي... 

***********


جففت أسيل يداها من الماء و نظرت نظرة افتخار لانها اعادت المطبخ نظيف كما كان... نظرت للطاولة التي عليها صوانٍ الكوكيز و تفكر ماذا ستفعل بهذه الكمية... رن هاتفها... رأت اسم المتصل... انها تسنيم... ابتسمت لانها جاءت في وقتها و تريد الدردشة معها كثيرا... امسكت الهاتف و فتحته 

' الو ازيك يا تسنيم ؟ 

* انا زي الفل... و انتي يا أسيل ؟ 

' اديني قاعدة... 

* مالك ؟ صوتك متغير ليه ؟ 

' اخدت شوية برد... 

* برد بس متأكدة ؟ 

' برد و اللي ربنا ابتلاني بيه ضايقني... 

* الله ! ليه كده ؟ جوزك زعلك في ايه ؟ 

' متجبليش سيرته... متتكلميش معايا عنه... خليني انساه شوية قبل ما يجي و يوريني وشه المستفز ده... 

* كل ده ؟ ده يبقى الحوار كبير كده... 

' كبير... مش كبير... ميهمش... فكك منه... انتي وحشاني... 

* و انتي كمان يا حبيبتي وحشاني موت... 

' استني اكمل اللي بعمله في المطبخ و بعد كده هتصل عليكي مكالمة فيديو عشان نتكلم اكتر... 

* ماااشي... بس قبل ما تقفلي في حد عايز يطمن عليكي... 

' مين ؟ 

- الو يا أسيل... عاملة ايه ؟ 

تفاجئت اسيل... انه صوت والدتها !! 

' ماما !! 

قالتها بحزن و اشتياق لوالدتها و الدموع تجمعت في عيناها... كذلك وفاء بكت من اشتياقها لابنتها 

* جيت مخصوص لتسنيم عشان اكلمك و اسمع صوتك... متتصوريش اد ايه انتي وحشاني يا أسيل ! 

' و انتي كمان يا ماما وح... 

قبل ان تكمل جملتها تذكرت كلام آدم " فكرتي بأهلك من و انتي طفلة و قولتي كفاية عليهم انهم جابوني للدنيا و انا هتولى الباقي... اوهموكي انهم غلابة و مش لاقيين ياكلوا و هم ارتاحوا على قفاكي لانك ساذجة و غبية... و في الاخر بعد كل اللي عملتيه عشانهم... هم عملوا عشانك ايه ؟ عارفة عملوا ايه ؟ اول ما حطيت شنطة الفلوس قدامهم.... اتبروا منك و با*عوكي ليا ! "

بكَت أسيل بشدة عندما تذكرت كلامه... رغم ان ما قاله لها قا*سي و مؤ*لم... لكن تلك حقيقة لا يمكن ان تتغير... يجب ان تتقبلها... يجب ان تتقبل انهم سلموها لذلك الوحش مقابل ذاك المال ! 

سمعت وفاء آنين بكائها و قالت بقلق عليها 

- أسيل حبيبتي... بتعيطي ليه ؟ مالك يا بنتي ؟ 

مسحت أسيل دموعها و تظاهرت بالقوة و قالت بجمود 

' انتي متصلة عليا ليه ؟ 

- ده سؤال تسأليه يا أسيل ؟ انا مامتك و خوفت عليكي بسبب ان تليفونك مقفول على طول... 

' انتي مش امي !! 

صُدمت وفاء و قالت 

- يعني ايه ؟ انتي بتقولي كده ليه يا أسيل ؟ 

' بقولك اللي سمعتيه... انتي مش امي... انا مش بنتك... مفيش ام تعمل اللي عملتيه فيا ده ! سلمتيني له عشان جشـ,ـعك انتي و بابا على الفلوس !! 

- يا أسيل انتي مش فاهمة حاجة  و.... 

قاطعتها بغضب

' لا انا فاهمة كل حاجة !! انا فاهمة كل حاجة كويس... بطلي تضحكي عليا بكلامك ده... أسيل العبيـ,ـطة اللي كنتي تضحكي عليها بكلمتين و بتصدقك في كل حاجة بتقوليها خلاص ما*تت... طالما بعتيـ,ـني للراجل ده بدم بارد يبقى انا مش بنتك و انتي مش امي... و تسنيم ليا حساب معاها عشان ادتك التليفون تكلميني... و انسيني يا وفاء هانم و روحي فكري انتي و حسن هتشتروا ڤيلا في انهي كمبواند... ادلعوا بفلوس آدم نصار و انا هنا معاه كأني مسجـ,ـونة... مش هسامح حد فيكم و ابعدوا عني اعتبروني اني ميـ,ـتة... انا مو*ت فعلا بسبب عمايلكم فيا... يارب تكونوا مبسوطين بعد ما رخصتـ,ـوني بالشكل ده !! 

- يا أسيل اسمعيني انا... 

اغلقت أسيل الهاتف في وجهها... بكت وفاء و دخلت تسنيم الغرفة و قالت 

* طنط وفاء... بتعيطي ليه ؟ 

- أسيل مضايقة مني اوي... اول مرة بتكلمني بالاسلوب ده... والله يا تسنيم انا مكنتش اعرف ان حسن و آدم نصار اتفقوا على كده... لو كنت اعرف كده من الاول كنت هعمل المستحيل عشان بنتي متبعدش عني ! 

ربتت تسنيم على ظهرها و قالت بحزن 

* ان شاء الله يجي وقت و أسيل تعرف ان ملكيش يد في اللي حصل ده... 

- انا خايفة عليها اوي... واضح انها مش مرتاحة مع الراجل ده... الله اعلم بيعمل فيها ايه ولا بيعاملها ازاي ! 

* استاذ آدم على حَد عِلمي انه راجل كويس... انا قولتلك انه جابني لحد عندها عشان كانت زعلانة... لو كان وحش مكنش عمل كده... 

- لا لا... بنتي مش مبسوطة معاه... انا لازم اشوفها و افهمها... لازم اروحلها... فين عنوانها في الاسكندرية ؟ 

* جوزها حذرني مقولش على العنوان لحد... 

- و النبي يا تسنيم ما تعملي فيا كده... دي بنتي و عايزة اشوفها... 

* يعني هتروحيلها لحد هناك يا طنط وفاء ؟ 

- انا اسافرلها بلاد... المهم اشوفها و اخدها في حضني !... ارجوكي يا تسنيم هاتي العنوان... 

* حاضر... 

**********

* و زي قولت ليك يا آدم... اهتمامنا و الصرف على القناة هيأثر بالايجاب على الشركة... و الإيرادات هتزيد... 

كانت تتكلم سلمى و آدم شارد... في عالم آخر و لا يدرك ماذا تقول... لاحظت سلمى انه شارد منذ مجيئه للشركة 

* آدم... 

لم يرد عليها و يحرك القلم بيده بلامبلاه... وضعت يدها على كتفه

* آدم انت سامعني ؟ 

نظر لها فابعدت يدها... حمحم بصوته الرجولي و قال 

" كنتي بتقولي ايه ؟ 

* كنت بقول ايه ! ده انا مش معايا خالص... انا بقالي ساعة بتكلم على الخطة اللي رسمتها لتطوير قناة الشركة... 

" اه القناة... انا مركز معاكي اهو... 

* واضح انك مركز ! 

إلتفت و وضغطت على زِر ماكينة القهوة... اعدته له كوب و قدمته لها و قالت 

* اتفضل صحصح شوية... 

" شكرا يا سلمى... 

اخذ الكوب و شرب منه رشفة و هو ينظر للأمام بشرود... 

* آدم ؟ 

" ها ؟ 

* سرحان في ايه ؟ 

" مفيش... 

* متأكد ؟ 

اومأ لها و اخذ رشفة اخرى من القهوة... و الفضول يقـ,ـتل سلمى... تريد ان تعرف ماذا به... 

* حساك مش في المود النهاردة... 

" مش في المود ازاي ؟ 

* من اول ما جيت الشركة و انت كده... غريب و بتسرح كتير... 

" تعبان شوية... 

* طالما تعبان كنت قعدت استريحت و نمت شوية... طب اتصلك على الدكتور ؟ 

" لا لا مفيش حاجة... انا كويس بس راسي وجـ,ـعاني شوية... 

* لو مضايق من حاجة ممكن تحكيلي... احنا مش صحاب ولا ايه ؟ 

" صحاب طبعا... بس انا مش حابب احكي... 

* زي ما تحب... صح انا بطلت اشوفك في البا*ر... 

" اه ليا كتير مروحتش... 

* ليه ؟ 

" مليش مزاج... 

* ملكش مزاج ولا لقيت وحدة كده تحتويك ؟ 

" ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا سلمى ؟ ما انتي عرفاني... مفيش وحدة في حياتي... 

لمعت عينا سلمى بسعادة... الساحة فارغة لها ! 

" مش قادر اركز من الصداع... انا همشي... 

* راجع القصر ! 

" لا... 

* يوووه اومال امتى ؟ 

" قريب... معلش هسيبك... بس لو في حاجة ضرورية رني عليا... 

اومأت له و لبس معطفه... اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و ذهب... ابتسمت سلمى و قالت 

* مفيش وحدة في حياته... حلو اوي !! 

**************

' توزعي العِلب دي كل واحد فيكم ياخد عِلبة... انا كمان عاملة حساب الرجالة اللي واقفين على البوابة... 

* و العِلب دي فيها ايه يا أسيل هانم ؟ 

' كوكيز بالشيكولاتة و شوية بالفراولة... 

* انتي هتوزعيهم علينا ؟ 

' اه... انتوا بتشتغلوا و بتتعبوا... هدية بسيطة مني... 

* والله مش عارفة اقولك ايه يا هانم... انتي طيبة اوي... 

' تسلميلي... وزعيهم و متنسيش حد... 

* و انتي يا أسيل هانم ؟ ما اخدتيش ليكي ؟ 

' زي ما قولتي انا سرحت و عملت كتير اوي... انا سايبة طبق منهم ليا... 

* و آدم بيه سيباله معاكي ؟ 

تضايقت أسيل لانها تذكرته... 

' اه متقلقيش... يلا روحي وزعي العِلب... 

* حاضر يا هانم... 

خرجت الخادمة لتوزع العُلب على كل الخدم الذين بالڤيلا و رجال الآمن ايضا... بعد قليل جاء آدم... نزل من السيارة و لاحظ ان الرجال الأمن مُلتفين حول بعض و بيدهم عُلب و ياكلون شيء ما و يدردشون... نادى على احدهم و جاء له فورا... 

* أوامرك يا آدم بيه ؟ 

" خد المفتاح حُط العربية في الجراج... 

* حاضر... 

اخذ منه المفتاح و لاحظ آدم ان بيده عُلبة ايضا و يأكل منها 

" هو ايه اللي في ايدك ده ؟ 

* دي كوكيز... 

" انت و الرجالة نقلتوا من الفراخ المشوية للكوكيز ؟ 

* لا مش احنا اشتراناها... ده مدام حضرتك كتر خيرها هي عملتهم و وزعت علينا... 

" المدام ! 

* اه... الصراحة طعمهم احلى من بتاع بره و دافيين... 

" طب هات وحدة كده... 

اعطاه قطعة كوكيز من العُلبة... اكلها آدم... تفاجئ من مذاقها الجميل... ربما هذه افضل قطعة كوكيز تناولها حتى الآن !... لم يعرف من قبل ان زوجته ماهرة بالطبخ لهذه الدرجة ! 

" تصدق طعمها حلو... 

* قولتلك يا آدم بيه... حلو اوي 

" طب يلا حبيبي انت و هم خلصوا اللي في ايدكم ده و كل واحد يرجع مكانه... 

* حاضر يا آدم بيه ! 

مشى آدم ليدخل بيته... لكنه لمحها من زجاج نافذة المطبخ المُطل على الحديقة... وقف ليراقبها... كانت تجلس على الطاولة و تأكل و تشاهد التلفاز... كان شكلها مُبعثر و مليئة بالدقيق في ملابسها و وجهها و شعرها... شكلها مضحك للغاية ! انهت الطبق الذي امامها و امسكت جهاز التحكم و اغلقت التلفاز... تنهدت بضيق و سندت رأسها على يداها بحزن و ظلت صامتة للحظات و تنفخ بضيق... تبدو حزينة للغاية... كل الكلام الذي قال لها لم يفارقها لثوانٍ... لقد جر*حها جدا بكلامه الذي اشبه بالسكيـ,ـنة اختر*ق قلبها و مزّقُه... 

شعر آدم بالحزن... آخر ما فعله معها كان قا*سيًا للغاية... لم يُشفق للحظة على قلبها الرقيق... فَتَك به بدون رحمة ! 

تحركت قدماه اليها لكنه وقف... بأي وجه سيقابلها... بأي وجه سيتكلم معها بعد فِعلته هذه... مستحيل ان تسامحه ! 

نزعت أسيل مريول الطبخ و اغلقت ضوء المطبخ و خرجت متوجة لغرفتها... 

دخل آدم المطبخ و فتح الضوء... بالتأكيد انها تركت له من الكوكيز مثلما ما فعلت في الكيكة و الكراميل... لكن لم يجد شيء... فتح الثلاجة على أمل ان يجد بها طبقًا مخصوص له مثل المرة السابقة و لكن لم يجد...

" يعني هي وزعت على رجالة الڤيلا و الخدم... و عندي انا مسبتليش اي حاجة ! طب قطعة وحدة حتى... مفيش ! 

تذكر انها غاضبة منه في الاساس... ف لماذا ستترك له بعض من الكوكيز ؟ هل ستكافئك على افعالك القا*سية معها ؟ يا لك من غبي يا آدم... كيف ستترك لك مما اعدته و انت سبب حزنها ؟ 

تنهد آدم بضيق و توجه لغرفته... 

**********

دخل و لم يجدها... و الشرفة فارغة... امسك مقبض باب الحمام لكنه لم يفتح ف فهم انها بالداخل... 

جلس على الاريكة ينتظرها تخرج لانه يريد ان يستحم حتى يُريح رأسه قليلا... و بعد دقائق خرجت أسيل و هي ترتدي بيجامة صوف لونها بني و شعرها يسقط منه قطرات المياه... رأت آدم لكنها لم تهتم... امسكت مجفف الشعر و بدأت في تجفيف شعرها الطويل الذي يعشقه آدم... نظر لها لوهلة ثم دخل الحمام ليستحم... قالت أسيل بغضب 

' نطـ,ـع... معندهوش صنف الدم... ربنا يكون في عوني لاني بشوفه كل يوم...

اكملت تجفيف شعرها... بينما آدم مُستلقي بداخل البانيو و بيده سيجارته و يريح اعصابه داخل المياة المُثلجة... فجأة انقطعت الكهرباء و الظلام انتشر... زفر آدم بضيق و قال

" الواحد ما صدق يريح اعصابه تقوم الكهربا تقطع !! قطعت ليه اصلا ؟ يلا مش مهم... 

لم يهتم و لم يتحرك من مكانه لانه لا يُبالي بالظلام... بينما أسيل ارتفعت دقات قلبها لانها تخاف من الظلام كثيرا... الغرفة بأكلمها اصبحت باللون الاسود من شدة الظلام ! 

مشت بحذر و تتحسس كل شيء بيدها حتى وصلت لهاتفها... لكنه مغلق ! 

' اووف التليفون فاصل شحن و مفيش اي كشاف هنا ! 

ذهبت للشرفة و رأت الحديقة بأكملها انتشر فيها الظلام ولا يوجد اي مصباح مفتوح حتى... خافت اكثر و عادت للغرفة... جلست على الارض و ضمت نفسها بكلتا يداها... تأكل اظافرها بإرتباك و عقلها يُهيئ لها بعض التخيلات المُخيفة... اغمضت عيناها و صدرها بعلو و يهبط بخوف و عيناها اتملأت بالدموع... لم تحتمل أكثر من ذلك و صرخت بإسمه " آدم "  

فتح آدم عيناه عندما سمع صوت صراخها فنهض بسرعة... ارتدى بنطاله و خرج... سمع آنين بكائها... 

" أسيل انتي فين ؟ 

' انا هنا... ارجوك تعالى... 

" انا مش شايف حاجة... لحظة بس... 

ظل يبحث عن هاتفه حتى وجده داخل معطفه... فتح الكشاف و رآها جالسة على الارض خلف السرير... 

" أسيل ! 

رفعت أسيل عيناها المليئة الدموع و رأته... نهضت و اقتربت منه و لَفَت يداها حول ظهره و اسندت راسها على صدره الصلب و قالت ببكاء 

' خوفت اوي... 

" متخافيش انا هنا... 

بادلها العناق و قَبَل رأسها... و ظل يُرَبِت على ظهرها لتهدأ... و بعد دقائق هدأت تدريجيًا... انتبهت ان رأسها على موضع قلبه... سمعت دقات قلبه و شعرت بالأمان... و هو سعيد بعناقها له... عَمَ الهدوء بينهم للحظات حتى قالت

' متسبنيش في مكان ضلمة لوحدي... 

" حاضر... 

' مخرجتش ليه اول ما النور قطع ؟ 

" عادي... 

' هو ايه اللي عادي ؟ انت مش شايف الاوضة ضلمة ازاي ؟ و كمان انت كنت في الحمام... ازاي مخوفتش ؟ 

" مبخافش انا يا أسيل... 

' بس انا بخاف... بخاف من الضلمة اوي ! 

" اهدي انا معاكي اهو... 

صمتت قليلا ثم قالت ببكاء 

' هو السبب... هو اللي خلاني اخاف من الضلمة بالشكل ده... 

" هو مين ؟ 

' بابا ! 

تفاجئ آدم و هي تابعت و جسدها يرتعش بين يداه 

' و انا صغيرة لما مكنتش اسمع كلامه في حاجة كان بياخدني للاوضة اللي في السطح... مكنش فيها نور ولا شباك... كان يحبسني فيها باليوم... بقعد اصرخ و انادي لكن محدش كان بيفتحلي الباب... كنت لوحدي في وسط الضلمة... عمل كده كذا مرة لحد ما بقيت بكره الضلمة اوي و بخاف منها و بقيت بخاف اعصي كلامه عشان ميسبنيش لوحدي في الضلمة جوه الاوضة دي... 

صُدم آدم مما سمعه الآن... اي والد هذا يفعل بإبنته هكذا ؟ كان سيتكلم لكن قاطعته قائلة 

' اوعى تكون مفكر اني كنت مبسوطة و انا بشتغل من و انا طفلة و سايبة مدرستي... مفيش طفل هيحب يسيب حياته الطفولية و يعيش حياة الكبار من سن صغير اللي مفروض يتعلم فيه مش يشيل مسؤوليات اكبر منه... كنت بخرج اشتغل هنا و هنا عشان اجيبله الفلوس آخر اليوم... لان لو معملتش كده هيضر*بني و هيحبسني في نفس الاوضة الضلمة دي... 

عانقته اكثر و قالت و هي تبكي بشدة 

' عشان كده بقولك متسبنيش في الضلمة... ارجوك متعملش زيه... 

ضغط آدم على اسنانه بغضب و توعد لوالدها ذاك... مَسد على شعرها برفق و قال هامسًا لها 

" مستحيل اخلى حد يقرب منك... انا معاكي... متخافيش... 

هدأت من نبرته الحنونة و عانقها لها... ظلت في حِضنه... اقترب من رقبتها و اشتم رائحتها الجميلة بتخدير... قَبَل عنقها ف اتسعت عينا أسيل بصدمة و دفعته بعيدا عنها... 

" أسيل... 

' متقربش مني !! 

" انتي اللي قربتي على فكرة... 

' مكنتش في وعيي و انت شايف الحالة اللي انا فيها و انت بتحاول تستغل ده لمصلحتك و بس ! 

" أسيل انا جوزك... 

' لا مش جوزي... و عمرك ما هتكون... عايز تتسلى عندك البنات اللي في البا*رات... روح نام معاهم... هيرحبوا بيك كويس...

غضب من كلامها... هي لا تراه سوى بهذا الشكل... اقترب منها و امسك يدها بشدة فصرخت متأ*لمة

' سيب ايدي !!

" احترمي نفسك و انتي بتتكلمي معايا عشان مقلبش عليكي ! متخلنيش اتعصب عليكي... 

' لو اتعصبت هتعمل ايه هااا ؟ انا عارفة انت هتعمل ايه... هتقلب زي امبارح و تطلع اسوأ ما فيك في وشي... صح يا آدم نصار ولا لا !! 

" بالضبط يا أسيل... عشان كده بقولك اتقي شَري احسنلك... و اللي شوفتيه امبارح كان مجرد 1% بس من الو*ساخة اللي فيا... ف متجبرنيش ازعلك !! 

' ارجوك متقربش مني... مش عايزة... كفاية... 

" كده هغلب يعني ؟ مليون وحدة تتمنى اللي انتي رفضتيه ده... 

' خلاص روحلهم و سيبني في حالي... انا مش عيزاك... كفاية.... انا قر*فت منك و من نفسي ! روحلهم و انا مش همنعك... لو عايز تجيبها هنا في الاوضة مش هتكلم بس ارجوك متقربش مني بأي شكل !! 

غضب آدم كثيرا من كلامها... يُجَن جنونه كلما رفضته و يرى رفضها له في عيناها و كلامها... دفعها للحائط بغضب ف اصطدم كتفها بالحائط بشدة و تأ*لمت... نظر لها بغضب و ترك هاتفه المفتوح على كشاف الضوء و نزل للاسفل ليرى ما حدث بالكهرباء... 

جلست أسيل على الاريكة و تحاول تهدئة نفسها... وضعت يدها على عنقها و تحاول تُزيل قُبلته من عليها... 

' مُقر*ف... بكر*هك يا آدم !! 

نادى آدم على احد رجاله 

" يا علي ! 

جاء علي و الكشاف في يده... 

* نعم يا آدم بيه ؟ 

" الكهربا قطعت عن الڤيلا كلها ليه ؟ 

* حضرتك قولت نغير المُنظم الرئيسي بتاع الكهربا... 

" حبكت دلوقتي يعني ؟ 

* ما الكهربي جه على المعاد اللي اتفقتوا عليه و بدأ شغله...

" اه صح... انا نسيت... طب هو هيطول ؟ 

* لا... نص ساعة و هيخلص... 

" تمام... خليك واقف معاه لو احتاج حاجة... و شوفه هيشرب ايه... 

* حاضر يا آدم بيه... 

ذهب آدم للمطبخ و اخذ الكشاف الكبير... 

بينما أسيل في غرفتها... رغم ان كشاف الهاتف قوي لكن تشعر بالخوف و تتذكر أشياء سيئة لا تحب ان تتذكرها لكن العقل لا يرحمها... رن هاتف آدم... قلبته على وجهه و رأت اسم المتصل و الذي كانت سلمى... 

' مين سلمى دي ؟ و بترن ليه بالليل كده ؟ 

انتهت الرَّنة و اتصلت مجددا 

' الله دي مُصرة بقا ! 

لا تعرف لماذا غضبت رغم انها تعرف ان علاقاته النسائية كثيرة... 

' يا ترى سلمى دي شكلها ايه ؟ اكيد حلوة و فورتيكة... اومال هيعرفها ازاي اذا مكنتش حلوة... هستنى ايه من واحد عامل و*شم في ايده !! 

سمعت خطواته آتية للغرفة ف تركت الهاتف كما كان... دخل آدم و وضع الكشاف الكبير على الطاولة... لاحظ ان هاتفه يرن... و عندما راى اسم سلمى اخذ الهاتف و ذهب ليتحدث في الشرفة...  

* معلش رنيت عليك في الوقت ده... 

" ولا يهمك يا سلمى... في حاجة حصلت ؟ 

* لا الشركة بخير... بس في حاجة تانية... 

" حاجة ايه ؟ 

* عمو فريد كان بيتكلم مع اخوك مراد... 

جمع آدم قبضته بغضب عندما ذكرت اسمه و قال 

" و بعدين ؟ 

* اتكلمت مع عمو فريد و اللي عرفته منه ان مراد هيرجع من إيطاليا بعد اسبوعين... 

" هيرجع لوحده ؟ 

* أكيد لا... مراته معاه... 

" اممم... طب كويس انك قولتيلي... مش كنتي بدري بتسأليني انا راجع القصر امتى ؟ 

* اه سألت... 

" هاجي في نفس اليوم اللي جاي فيه مراد... 

* آدم... ارجوك متعملش حاجة مجنونة... كفاية مشاكل... 

" لا لا مش هعمل... هرحب بيه بس... ده اخويا ! تصبحي على خير يا سلمى... 

* و انت من اهله... 

اغلق آدم هاتفه و ازاح شعره للخلف... و قال بغضب 

" حلو اوي... خلينا نفتح الدفاتر القديمة من تاني... بس المرة دي على طريقتي انا ! 


يُتبع....... 

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع