القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الثاني عشر والثالث عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الثاني عشر والثالث عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الثاني عشر والثالث عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


الفصل الثاني عشر(شرط)

-ايه ده يا حسام ..

قالتها مريم. هي تمسك الكيس الشفاف...ابتلع حسام ريقه وقال بنبرة متوترة وهو يمد كفه ليأخذ الكيس ولكن والدته ابعدته ثم بكفها الاخر صفعته بقوة ...ليغضب حسام ثم فجأة يبدأ بخنقها ...اتسعت عيني مريم وتبللت بالدموع ليبعد حسام كفيه وقد عاد الي وعيه وأطرق برأسه...هزت مريم راسها. وهي تمسح دموعها وقالت:

-والله عال ...هتضرب امك يا حسام ...بتمد ايدك عليا...طبعا مش رجعت للهباب ده تاني بعد ما عملت المستحيل عشان اعالجك ...

-يا ماما أنا ...

دفعته مريم وهي تقول:

-اخرس خالص ...اخرس مش عايزة اسمع صوتك ...يا خسارة اللي عملته عشان اعالجك ...يا خسارة الوقت اللي انا ضيعته وانا بحاول اعملك راجل ...

-يا ماما أنا مرجعتش للمخدرات ...

قالها بضيق لتلقي هي الكيس في وجهه بعصبية وتصرخ به :

-اومال ده ايه ..ايه ده ؟!!

امسكته من قميصه وقالت:

-يا اخي حرام عليك بعد كل اللي عملناه ترجع للقرف ده تاني ...انت كنت هتموت في أول مرة لولايا أنا وابوكي اللي دفعنا دم قلبنا في مصحة برة مصر عشان تتعالج وفي الاخر مجهودنا يتهد ويتساوي بالتراب ...انت عايز تموتني ...انت عايز تقهرني ...

اخذت تهزه بقوة :

-عايز ترجع للادمان...عايز ترجع واحد ملكش.لازمة ...اتفضل ...بس ساعتها تطلع برة بيتي انت فاهم ولا لا ...فاهم ...

اخذت تصرخ به وهي تبكي ..كانت قلبها يحترق ...عندما عرفت انه عاد لذلك السم شعرت بعالمها الذي جاهدت لإعادة بناؤه قد انهار مجددا واخذت تتساءل لماذا فعل هذا ...لماذا عاد بهما الي نقطة الصفر ...الي المعاناة التي عاشاها منذ سنة ...لقد كاد ان يموت بسبب هذا السم...كادت أن تفقده للأبد .....نشجت بعنف ثم سقطت ارضا وهي تبكي بقوة وتقول:

-ليه كده يا بني ...قولي ليه كده حرام عليك ...ده أنا اتذليت حرفيا عشان اعالجك ...ليه خلتني اعيش الكابوس ده تاني  ...ليه رجعتنا لنقطة الصفر حرام عليك البنت اللي انا خطبتهالك دي ذنبها ايه تمررها معاك ...

هزت رأسها ونهضت وهي تقول :

-انت لازم تفسخ الخطوبة دي حرام عليك البنت دي تعيش معاك ...حرام تشوف اللي شوفناه هي ملهاش ذنب...أنا هتصل بيهم واقول كل شئ قسمة ونصيب ....مستحيل اخليهم عايشين مخدوعين ...أنا ...

امسك حسام ذراعيها وهو يقول بتوسل:

-لا يا أمي ابوس ايديكِ ...أنا محتاج حياة في حياتي ...محتاجاها اووي ...صدقيني أنا مرجعتش للادمان ...ده بس فين وفين..وصدقيني خلاص هبطلها خالص ...بس ابوس ايديكِ متقوليش لحياة أي حاجة ولا حتي لبابا ...أنا خلاص اوعدك مش هرجع تاني ...

بكت مريم وقالت؛

-وايه ذنب المسكينة دي لو قررت ترجع ....هي مش مضطرة تعيش في المرار ده ...كده هبقي بخدعها وبرتكب ذنب ...حرام عليك افسخ الخطوبة دي ..

امسك حسام كف والدته ثم بدأ بتقبيله وهو يقول :

-صدقيني يا امي خلاص آخر مرة ...والله ما هرجع للقرف ده تاني ...بس ابوس ايديكي متبعدنيش عن حياة أنا محتاجاها ...أنا حاسس انها هتصلح حاجات كتير في حياتي ...

مسحت مريم دموعها ثم قالت :

-احلف بالله أنك مش هترجع للسم ده تاني .

-والله العظيم آخر مرة يا امي مش هرجع للهباب.ده تاني ...وعد مني ...

ضمته إليه مريم وهي تبكي وقالت:

-اوعي يا بني تخذلني مرة تانية والله أموت فيها ..

-متقلقيش يا ماما ...أنا خلاص وعدتك ...

.....

بعد دقائق 

ولج حسام لغرفته بتعب ..هز رأسه بيأس ثم أغلق الباب جيدا وذهب الي فراشه بسرعة رفع المرتبة وهو يتطلع الي الاكياس الموجودة بكثرة تحته ..اخذ كيس منهم ثم علي الطاولة افرغ محتوياته واخذ يستنشق بمتعة وهو يفكر انه يجب أن يحذر المرة القادمة !

........

حاولت أن تبعده عنها الا انه ضم نفسه بقوة إليها وهو يبكي ....كان يهذي بقوة وهي لا تفهم شيئا ...فقط يردد امي ..امي ...تنهدت وهي تبعد شعور التعاطف البغيض الذي احتل قلبها لثواني 

..هو يستحق هذا الألم ...يستحق هذا العذاب ...ولكن هذيانه وانهيار شخص مثله جعلها في حيرة من امرها وقد تزايد  الفضول داخلها...ارتفع حاجبيها بدهشة بينما برقت عينيها الزرقاء بقوة وهي تتكلم بصعوبة:

-مال مامتك ؟!

-ماتت !

قالها بنبرة ثقيلة  وهو ينشج ببكاء  ...لم ترد أن تشعر بالشفقة عليه ولكن اللعنة شعرت ...لانها أيضا تعاني بسبب موت والدتها وهي صغيرة ...تصاعدت الدموع لعينيها لتغمضها فتنساب دموعها ...حاولت السيطرة علي نفسها ولكن ذكرياتها عن والدتها اخذت في التدافع الي عقلها ...تتذكر كيف ان حياتها تدمرت عندما ماتت والدتها ...كيف اصبحت تحت سيطرة رجل ظالم لا يرحم ...كيف ان والدها دمرها وكاد ان يبيعها مرات عديدة ...لم يشعرها ابدا انه والدها ...كان دوما يحتقرها....يضربها ويهينها ...لم يقترب منها الا نادرا فقط ان اراد منها شئ واخر شئ فعله انه باعها كأنها جارية ...ابتسمت وتذكرت ان والدتها كانت علي النقيض تماما ...والدتها كانت تحبها ....رغم فقرهما ولكنها كانت تحاول توفير كل شئ لإبنتها ...لم تكن تريدها ان تعاني من الحرمان ...اعطتها الكثير من الحب...عوضتها عن قسوة والدها ...ولكن سعادتها لم تدوم ...تلك هي الحياة ...لا شئ دائم فيها خاصة السعادة ففي يوم ضاع هذا كله عندما ماتت والدتها ...حينها اهتز عالمها بقوة وعرفت ان لن يكون أي شئ كالسابق ...وان حياتها سوف تتغير كليا وبالفعل هذا ما حدث ...

-وحشتك صح ؟!

قالتها ودموعها تتساقط عليه ليرفع رأسه وينظر إليها ...ثم يمسك كفها ويقول بنبرة ثقيلة:

-منستهاش عشان توحشني ...أنا فاكر كل تفاصليها ...فاكر انها كانت كل الحياة بالنسبالي ...أنا كنت اتمنى اموت بس هي تعيش ...بس الحياة سابتها هي .....

اغمض عينيه وهو يشعر بألم كبير في قلبه ...الألم كان يمزقه ...لقد ظن انه تعافي من الماضي ولكن ما زالت ظلال الماضي تعكر حياته ....ما زال الماضي يخنقه والاسوا من هذا شعوره بالذنب لانه لم يصبح الشخص الذي ارادته والدته...فبدل من ان يبقي انسان صالح  أصبح تاجر مخدرات ودمر حياة الكثيرين ولكن العالم هو من جعله وحش ...العالم سرق منه والدته وقتل الجزء الابيض الذي داخله لتتشبع روحه بالسواد...انهكته الحياة حتي قرر ان يحاربها بأكثر الطرق شراسة ...فكما قال عمه ان الانسان دون مال لا يساوي شيئا وهو الان يمتلك المال ولكنه ليس سعيد ...هو مستعد ان يتخلي عن كل شئ لتعود والدته إليه ...تنهدت وعد وهي تنظر الي حالته ودون وعي اخذت تتلمس شعره وتقول؛

-وانا كمان امي وحشتني ...وحشتني اووي..

تنهد هو بألم وقال:

-أدفع كل اللي معايا بس ترجع ثانيتين وأحضنها...نفسي احضنها وابكي ...نفسي انام علي رجلها وتقعد تلعب في شعري لحد ما انام ...أنا واثق ان ساعتها هنام مرتاح ...حتي لو وقتها مت مش مهم ...

اخذت وعد تتلاعب في شعره دون وعي منها حتي ذهب هو في النوم ...

.....

بعد قليل ...

كانت تقف امام المرأة وهي تتأمل نفسها وتفكر ان لكل انسان نقطة ضعف وهي عرفت اليوم ما هي نقطة ضعف الصياد ...هو ليس رجل بلا مشاعر علي العكس تماما جزء كبير من قلبه متضرر ...رفعت خصلات شعرها للاعلي وهي تفكر ان لديها سلاحين  جيدين  تماما للقضاء عليه ...اولهما   جمالها ...والاخر ماضيه ...سوف تلعب علي تلك النقطة...سوف تجعل الصياد يعشقها وحينها يمكنها القضاء عليه ...

نظرت اليه من خلال المرآة وهي تعترف انها تتوق الي اليوم الذي ستجعل الصياد يركع لها!!!


........

كانت متسطحة علي فراشها ..مغمضة عينيها وهي تتذكر ليالي تلك ...تتذكر كيف اشتعلت نيران الغيرة بقلبها ...ابتسمت فجأة وهي تتذكر ان عدي استطاع اطفاء تلك النيران بحبه الواضح لها...

عادت احداث الساعات السابقة الي رأسها ...

......

-ليالي !

كررتها ملاك وهي تشعر ان سعادتها تتهاوي امامها...خاصة يوجد تلك اللمعة بعيني عدي والتي جرحت قلبها بعمق ...هل يحبها حتي الآن ؟!!..

ارادات الهروب أو الصراخ به لكن كل ما فعلته انها بقت مكانها تتلاعب بالمحارم منتظرة عدي ان يتكلم وفعلا بعد لحظات من الصمت نهض عدي وهو يبتسم ويصافح ليالي قائلا:

-امتي جيتي من دبي ؟وفين حازم؟!

تنهدت ليالي وقالت:

-جيت من ست شهور بعد ما اطلقت من حازم ...

شعرت ملاك ان الأرض تميد بها بينما حاولت رفع عينيها الا انها فشلت في هذا ....اخذ قلبها يدق بشكل مؤلم ...تخاف ان تجرح مرة اخري ...تخاف ان تكون مشاعر عدي بالنسبة لها مجرد سراب ...

تنهد عدي وقال :

-اسف مكنتش اعرف ..

هزت ليالي كتفيها وقالت:

-عادي ده نصيب ...

ثم اشارت لملاك وقالت:

-مش تعرفني؟!

نظر عدي الي ملاك بإبتسامة ثم امسك كفها لتنهض ...نهضت هي ليجذبها عدي إليه ويقول بسعادة:

-اعرفك يا ليالي دي ملاك خطيبتي ...

لم تغفل ملاك عن  الغيرة التي لمعت بعيني ليالي ..

اكمل عدي وقال:

-ليالي ..صديقة قديمة ...

رفعت ليالي حاجبيها وقالت:

-صديقة بس ...

ابتسمت ملاك بأدب وتدخلت في الحديث :

-هو الحقيقة عدي قالي أنك خطيبته القديمة ...هو بس محبش يحرجك ...

ربعت ليالي ذراعيها وقد لمعت عينيها بشراسة وردت:

-لا ويحرجني ليه؟!دي حقيقة أنا وعدي كنا بنحب بعض...

ابتسمت ملاك وردت:

-فعلا كنتوا ..

وضغطت علي خروف كلماتها الأخيرة ...

بعد ان ذهبت ليالي متجهمة ...ابتعدت ملاك عن عدي ولكنه امسك كفها وقال:

-انا قولتلك كل حاجة انها خطيبتي القديمة فليه واخده جنب وزعلانة..

ابعدت ملاك كفها وقالت بصوت مختنق:

-لسه بتحبها يا عدي ؟!!

ضحك عدي وقال:

-انتِ بتهزري صح ؟!! انتِ شوفتي في عيني أي حنين ليها ؟!

اختنقت ملاك وقالت:

-للوهلة الاولي عينيك لمعت ليها...

ابتسم وقال بخفوت:

-بتغيري ؟!

-انت بتغير الموضوع ..

هز رائع وأمسك ذقنها وقال بإصرار:

-بتغيري عليا ؟!

اطرقت وهي تهز رأسها ...ابتسم برضي وقال:

-انبسطت من غيرتك ...بس ده مش معناه اني بحبها ...أنا مبحبش ليالي واوعدك محطكيش في أي موقف يجرحك تاني يا ملاك ...

امسك كفها بقوة وأكمل :

-انا بحبك انتِ ...انتِ وبس ...

وبكلماته المطمئنة تلك اراح بالها كليا ...

عادت من شرودها وهي تبتسم بحب ...لم تظن ابدا ان يفهمها ويقدرها احد بتلك الطريقة ...كل يوم يمر تحبه اكثر واكثر ...رغم خوفها الطبيعي من ان تتطور تلك العلاقة ولكن اصبحت الآن تتوق لتصبح ملكه.....

.....

في المرسم الخاص بعدي...

كان متسطح علي الاريكة الصغيرة وهو يفكر في خطوته التالية ...يبدو جليا ان ملاك لا تعرف بشأن عمل والدها ولكن ماذا إن استخدمها كوسيلة ضغط علي عامر النجار ليسلم نفسه ...انحرف عقله لأفكار شريرة حاول بجهد ان يخرجها منه ولكن كانت تتشبث بعقله شيئا فشئ ولم يشعر بنفسه وغرق بالنوم ....

في اليوم التالي .  

استيقظ عدي علي رنين الجرس ونهض وهو يشعر بالدوار فتح الباب ليتجمد وهو يقول:

-ليالي؟!!

........

-رايحة تقابلي خطيبك ؟!

قالها يوسف وهو يتأمل حياة ...مشطها بنظراته وهو يفكر بتعجب انها لم تكن مهتمة بنفسها لتلك الدرجة  ..ففستانها الكريمي الطويل وحقيبتها الأنيقة بالاضافة الي مساحيق التجميل الرقيقة التي تجمل وجهها ...كل تلك الاشياء ليس من عادة حياة ان تفعلها...ليس بكل تلك المبالغة...تضايقت حياة من نظراته وقالت؛

-ايوة رايحة ...عن اذنك ...

وكادت أن تذهب الا انه قطع طريقها وقال:

-تعالي اوصلك ...

رسمت ابتسامة باردة علي شفتيها وقالت:

-لا شكرا مش عايزة...هركب تاكسي ...

ولكنه لم يسمح لها بالمرور وقال:

-كده كده رايح الجامعة عندي محاضرات  فتعالي اوصلك وبلاش عناد ...لو حابة اتصل بحسام اقوله ماشي ...انتِ زي اختي ولا نسيتي  ...

تنهدت بسخط وهي تقول:

-طيب ..طيب ...

ثم ذهبت امامه ليبتسم هو بغموض ويذهب خلفها  ...استقلت سيارته وهي تتنهد بتوتر ليركب هو بجوارها ...نظرت إليه وقالت:

-بس سوق بسرعة لو سمحت بقاله كتير مستنيني وانا اتأخرت !

نظر إليها بضيق وهز رأسه وهو يقود السيارة ...

بعد دقائق عديدة ...

بهتت حياة وهي تجد انه اتخذ طريقة مختلفا وقالت:

-ده مش طريق الكافية ...

ولكنه لم يرد عليها ...

-يوسف ده مش طريق الكافية...

صرخت به لينظر إليها ويقول:

-عارف ..بس أنا حابب نروح مكان ونتكلم سوا ...

-انت اتجننت صح ؟!

صرخت بذهول ليبتسم ويقول:

-بيقولي اني مخي لاسع شوية ودلوقتي اسكتي عشان اخلص كلامي معاكي وأوصلك لخطيبك ...

توسعت عينيها بذهول ...لا تصدق ما يفعله ...حقا ماذا يريد هذا منها ...لقد كان يتأفف دوما بسبب ملاحقتها له وعندما قررت الا تلاحقه الآن هو يتصرف بتلك الطريقة ...حقا هي تكاد ان تجن من تصرفاته..فتصرفاته تلك تليق بمراهق وليس رجل عاقل مثله!!!!!

.....

أخيرا توقف في مكان ما علي النهر ثم ترجل  وهو يستند علي الحاجز ...هزت حياة رأسها بذهول وهي تشك انه بالتأكيد فقد عقله تماما ...ترجلت هي الاخري من السيارة ووقفت بجواره ...ظل عدة لحظات صامتا لتغمض حياة عينيها بغضب وتقول:

-اكيد مجبتنيش هنا عشان تسمعني صمتك ...عايز ايه ..انا بالأصل متأخرة علي حسام وانت...

-مبسوطة مع حسام يا حياة ...

قالها بهدوء لتنحشر الكلمات في حلقها ويكمل وهو يقترب منها ..

-مبسوطة معاه ...بتحبيه يعني ؟!!عندك أي مشاعر ناحيته؟!

تراجعت بحذر وهي تقرأ ما فيه عينيه من غيرة ...لا هذا مستحيل ...مستحيل ان يكون يوسف يغار من حسام ...هذا جنون ...هو حتي لا يحبها ...لابد انها تتوهم ...

ضحكت بإرتباك وقالت:

-انت جايبني هنا عشان تسألني السؤال العبيط ده ...انت اتجننت يا يوسف ؟!!

هزت رأسها وكادت أن تغادر ولكنه امسك ذراعها وقال:

-متتجاهليش سؤالي يا حياة ...ردي عليا بتحبي حسام ؟!!ولا وافقتِ عليه عشان تهربي من مشاعرك ليا...

ضحكت بذهول وهي تهز رأسها وتقول :

-هو انت بتغير عليا يا يوسف؟!

........

وقفت امام المرأة وهي تنظر الي فستانها الأزرق الطويل  التي اقتنته من ضمن العديد من الفساتين التي احضرها لها الصياد والتي رفضت ان ترتدي أي منهما ولكن من اليوم تغيرت جميع خططها ...ستلاعبه علي طريقتها...امسكت المشط ومشطت شعرها الطويل وتركته حرا.... ثم اقتربت من الفراش حيث ينام الصياد وابتسمت بخبث ثم امسكت كوب الماء وسكبته علي وجهه ...فزع الصياد وهو ينهض وينظر حوله برعب ...ابتسمت وعد وهي تقول:

-صباح الخير.

شعر بالتشوش ...متي اتي الي هنا ؟!!

حك شعره وقال:

-انا جيت هنا ازاي ؟!

هزت كتفيها وقالت:

-متقلقش مبتمشيش وانت نايم...انت بس كنت سكران امبارح وجيت نمت هنا وانا حاولت اصحيك بس انت كنت عامل زي الاموات ...

تنهد وهو يتذكر ان الامس كان ذكري وفاة والدته لهذا كان بتلك الحالة ...نهض بصعوبة وكاد ان يغادر الا انه تجمد تماما بسبب ما سمعه ...

-موافقة ...أنا موافقة !

نظر إليها الصياد بحيرة لتتنهد وعد وهي تكتم ألمها وتقول:

-موافقة ابقي ليك !

ابتسم بإنتصار لتكمل هي بينما عينيها تلمعان بقوة: ..

-بس بعد كدة تحررني  منك ومتعترضتش طريقي تاني ...

ابتسم ورد:

-موافق ...ليكي شروط تانية ؟!

هزت رأسها بضعف وقالت :

-الشرط الأهم ان لو عايزني ابقي ليك يبقي بالحلال ...

-يعني ؟!

قالها والشرر يتطاير من عينيه لتلقي الكلمات بوجهه:

-يعني تتجوزني !!

ضحك ساخرا وقال:

-ودي احلام العصر صح ؟!!

رفعت رأسها وقالت:

-لا ده شرطي عشان اكون ليك ...أما كده او لا مش هكون ليك ابدا ومش هتقدر تأخد حاجة مني الا بالغصب بس ساعتها هقاومك لآخر نفس يا صياد ووقتها واحد مننا هيموت اما انت او أنا !!! 

يتبع


الفصل الثالث عشر (مفاجأة )

اتسعت عينيه البنية ثم بدأ يضحك بسخرية...كان يضحك بصوت مرتفع وهي تملي عليه شروطه ...اقترب منها ثم أمسك ذراعها وأخذ يهزها قائلا:

-انتِ مجنونة ...بتحطِ شروط للصياد...الصياد!!!أنتِ مش عارفة اني ممكن اقتلك دلوقتي ..

-اقتلني ..

قالتها بهدوء ثم أكملت:

-متعرفش انك وقتها عملت معروف كبير ليا يا صياد ...

هزت كتفيها وقالت:

-بس لا انت مش عايز تقتلني ولا تغتصبني حتي انت عايزني اسلملك نفسي بمزاجي ...

رسمت ابتسامة متلاعبة علي شفتيها بينما برقت عينيها بخبث وهي تحاوط عنقه ثم تقترب من شفتيه هامسة:

-انت عايزني بأي طريقة ...أنا قدرت اجذبك ...وانا عارفة أن مش شكلي بس اللي جذبك ... قوتي كمان...انا  مش مجرد واحدة انت عايزها أنا عارفة اني قدرت اسيطر علي جزء منك والا كنت قتلتني من زمان علي اللي عملته معاك ...

ابتسم برضي وهو ينظر إليها وقال:

-واثقة من نفسك اووي ...

هزت رأسها موافقة إياها وقالت:

-تقدر تقول اني فهمتك ...انتصارك عليا اني اسلملك نفسي وبمزاجي صح ؟! 

صمت لتبتعد عنه وتتهادي في مشيتها وهي تبتسم بخبث...خطتها تعمل جيدا ...هي تلعب بطريقته الدنيئة وإن كان سلاحه القوة فسلاحها جمالها ...فجمالها ليس لعنة كما فكرت دوما ...بل اللعنة أنها لم تكن تعرف كيفية استخدامه ...جلست علي الفراش وهي تنظر إليه جيدا وتقول:

-مش هسلملك نفسي يا صياد الا بالطريقة دي ...الجواز ..غير كده لا ...

ضحك بسخرية وقال:

-انتِ متعرفيش اللي ممكن أعمله ؟!

برقت عينيها وقالت :

-هتعمل ايه هتقتلني مثلا ؟!

مطت شفتيها وردت علي نفسها قائلة:

-مظنش ...لو كنت عايز تقتلني كنت عملتها من زمان من وقت ما أنا حاولت أقتلك ...غير كده انت لسه عاوزني ...فلا مظنش هتقدر تستغني عني حاليا ...أو هتلجأ للاغتصاب مثلا ؟!!

مررت عينيها عليه وهي تبتسم بشدة:

-لا يا صياد ...صحيح انت حقير ومجرم ...

رفع حاجبيه من جرائتها لتكمل هي بلامبالاة :

-بس لا مظنش انك من نوع الرجالة اللي يلمسوا ست غصب عنهم ...كبرياءك هيتجرح وانا ببين نفوري منك ...هتحس انك رخيص وانت بتلمس واحدة غصب عنها ...ببساطة انت عايزاني وبمزاجي يبقي خلاص تتجوزني لو حتي ليومين وهديك اللي انت عايزه من غير اي عنف قولت ايه ...

-قولت انك متقدريش تلوي دراع الصياد يا وعد ...

توسعت عينيها  بدهشة مصطنعة وهي تقول:

-استغفر الله أنا مبلويش دراعك أنا بعرض عليك عرض ..

-وعرضك مرفوض !

هزت كتفيها وقالت:

-خلاص وانا مش هسمحلك تلمسني وهفضل اقاومك واللي تقدر تعمله اعمله ...

كانت تتحداه حرفيا ...تلك الصغيرة امتلكت الجراءة وتحدته في منزله دون أي خوف ...كيف تجرؤ علي هذا ألا  تخاف منه؟!!اقترب ببطء منها وعلي الرغم من الرعب الذي استبد داخلها بسبب نظراته المشتعلة الا أنها حافظت علي ثباتها من الخارج ...فجأة صرخت عندما قبض الصياد علي شعرها وشده بقوة ...

-انتِ بتتحديني يا روح أمك ...أنا الصياد ..يعني لا أنتِ ولا غيرك تحطوا صباعكم تحت ضرسي ...لو  فاكرة جمالك ده هيخليني خاتم في صباعك تبقي عبيطة .. 

تأوهت بألم وانسابت دموعها وهي تقول:

-عارفة انت مين ...وعارفة أن جمالي مش هيخليك تنفذ اللي أنا عايزاه ...بس ده شرطي انا مقدرش اعمل حاجة حرام ...حتي لو قتلتني ... مستحيل لو كنت ناوية علي الحرام كنت اديتك من البداية اللي انت عايزه عشان اتحرر من السجن اللي أنا عايشة فيه ده ...لكن أنا استحملت وهستحمل...لكن اقرب علي الحرام مستحيل ولو عايز تقتلني اقتلني مش هتفرق معايا ...

احمر وجهه من الغضب ثم دفعها بعنف علي الفراش وخرج غاضبا !!!!!

...........


-بتعملي ايه هنا؟!

قالها عدي بضيق ...ولجت ليالي وقالت:

-دي مش طريقة تعامل بها حبيبتك القديمة يا عدي... ذوقك في التعامل راح فين؟!.

تنهد عدي وقال:

-عايزة ايه ؟!!..

-لسه بترسم ؟!

سألته وهي تتطلع الي لوحاته ثم توقفت فجأة ورفعت حاجبيها وهي تري صورة تلك الفتاة التي رأتها معه من قبل وقالت:

-واضح جدا انك لقيت البديل ..بس للاسف يا عدي البديل ده ميرتقيش لمستوايا ...

ابتسم لها ...تلك الابتسامة تعرفها جيدا ...وتعرف أن بعدها سوف يقول شيئا سيؤذيها كثيرا وبالفعل رفع رأسه وقال:

-هي فعلا مش من مستواكي   ...لاني مظنش في حد ارخص منك يا ليالي ...ملاك هي ملاك وانتِ متوصليش لمستواها اصلا ...

تصاعدت الدموع في عينيها وقالت:

-انا مش مصدقة يا عدي ؟!

-مش مصدقة ايه يا ليالي ؟!اني خلاص مبقتش أحبك..طيب احبك ليه وأنتِ خاينة بعتيني في اكتر وقت كنت محتاجك فيه وبعد ما فسختي خطوبتنا بأسبوع اتجوزتِ ...فحضرتك راجعة متوقعة اني هكون عايش علي أطلال الأميرة ...فوقي يا حبيبتي انا خلاص رميتك برا حياتي في الوقت اللي قررتِ تغدريني فيه....أنا دلوقتي في حياتي واحدة انضف منك بكتير ...

اقتربت ليالي منه ...عينيها البنية لامعة بفعل الدموع ...جمالها في هذا الوقت كان مبهر ومهدد ...لقد شعر بالتهديد ولكن قرر ان يسيطر علي نفسه ...لن يجعل نفسه فريستها مجددا...هو قد تجاوزها الان ولديه هدف يجب أن يركز عليه ...اقتربت ليالي منه وهي تلمس وجنته وتقول:

-الكلام ده تخدع بيه حد غيري يا عدي ...انت مبتحبش البنت دي ...عينيك مش بتلمع ليها ...أنا اعرفك كويس لما تحب ...حافظاك صم ...حافظة ابتسامتك  اللي واخدة كل وشك مع البنت اللي بتحبها ...حافظة لمعة عينيك ...وتوترك وانا جمبها...كل الحاجات دي شوفتها وانا معاك ..عشان انا كنت حب حقيقي ...لكن انت بتقنع نفسك انك بتحبها وللاسف انت مبتحبهاش فبلاش تكدب علي نفسك ...

ابتسم بسخرية وقال:

-انتِ عايزة تصدقي كده عشان كبرياءك ميتجرحش ...يعني تشوفي المغفل اللي سيبتيه لسه فاكرك وعايش علي أطلالك ...مش عايزة تقتنعي أن خلاص بقا في حياتي واحدة تانية ومبقتش عايزك ...ووجودك هنا غير مرغوب فيه فلو سمحتي امشي من هنا ...

-انت كداب ...انت لسه بتحبني ...

وضعت كفها علي قلبه وهي تقول :

-انا لسه حاسة بقلبك اللي بيدق ليا ...ليا أنا وبس ...

شعر بالحنين للحظات لتستغل هي ضعفه للحظات ثم اقتربت لتقبله ...ظل ثواني مصدوم من فعلتها ولكنه بادلها قبلتها وانجرف معها وسرعان ما تجمد وهو يسمع صوت ضعيف مألوف:

-عدي!!!

ابتعد عدي بسرعة ليبهت وهو يجد ملاك تقف أمام الباب وتنظر إليه بتحطم ...دموعها تنساب بقوة علي وجهها والألم يرسم آثاره علي ملامحها الرقيقة ...

-ملاك أنا ...

ولكنها لم تستمع إليه بل ركضت بسرعة ...ركض عدي خلفها وحاول إيقافها ولكنها استقلت سيارتها وذهبت ...

وضع عدي كفيه علي رأسه بيأس...لقد تدمرت خطته تماما ...ملاك لن تثق به كالسابق ....لقد ألقت خطيبها خارج حياتها وفي ليلة زفافهما فماذا ستفعل به هو ....عاد بغضب للمرسم ليجد ليالي جالسة علي الأريكة براحة ...اقترب عدي بغضب وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها:

-اطلعي برة !!!

انتفضت ليالي وشعرت بالرعب وهي تري عدي بتلك الحالة ...

-عدي أنا ....

-اخرسي...اخرسي ...دمرتي حياتي قبل كده وجاية تدميرها تاني ..ضيعتي ملاك مني !!!

جذبها بقوة ثم دفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض  وقال:

-لو شوفتك هنا تاني هقتلك!!!

ثم اغلق الباب بعنف ...نظرت إلي الباب  بصدمة ...جنون غضبه كان غريب ...لقد خافت منه للمرة الأولى ....ليس هذا عدي حبيبها الذي كان يعشقها ...لقد أصبح شخص غريب تماما ...

في الداخل كان عدي يحطم اللوحات ...لقد تدمرت خطته بسبب تلك الغبية ليالي ...ملاك لن تعود إليه ...لن تعود وبالتالي لن يستطيع امساك عامر النجار !!!

.............


-بغير ؟!!

قالها يوسف بصدمة ثم أخذ يضحك بقوة وهو يهز رأسه ...كان لا يصدق أنها توصلت لهذا الاستنتاج الغبي ...ولكن أليست علي حق...الا يشعر هو بالغيرة ؟!أن كان الجواب لا ...إذن فلماذا متضايق لتلك الدرجة ...لماذا هذة الغيرة  الغريبة من  حسام ...لماذا منزعج من حياة التي اختارت أن تتجاوز حبه ...كان لا يفهم نفسه ...كل الأدلة تشير أنه يحترق من الغيرة ولكن كبرياؤه رفض الاعتراف فنظر إلي حياة وأكمل:

-مبيغريش ولا حاجة ...أنا بس قلقان عليكي...خايفة يكون اختيارك غلط عشان تهربي مني ...

رفعت حياة رأسها وقالت:

-متخافش يا يوسف ...حسام كويس جدا ...انسان محترم وانا مبسوطة معاه ...حاسة أنه هيعوضني عن حاجات كتير ...بتمني تهتم بحياتك أفضل وتشيلني من دماغك ...

شعر يوسف بالضيق منها ولكن رغم هذا لم يجادلها ابدا ...بل هز رأسه وقال:

-عندك حق أنا آسف ...بقيت بتدخل في خصوصياتك كتير مؤخرا وده مش صح ...سامحيني يا حياة

تنفست بعمق وردت ببساطة:

-مفيش مشكلة بس ياريت توصلني للكافية اللي فيه حسام ...أنا اتأخرت عليه اوووي ...

هز يوسف رأسه بطاعة ثم سبقها الي السيارة لتذهب هي خلفه وهي تحاول أن تسيطر علي قلبها الذي عاد ينبض بسرعة له ...لماذا لا يتركها بحالها كي تستطيع نسيانه ؟!!!...

استقلت السيارة بجواره ثم انطلقا بسرعة ....

......

في المقهي ...

كان حسام يجلس ويهز  ساقيه بتوتر ...لقد تأخرت عليه ...حاول الاتصال بها مرة أخري ولكن لا رد ....بدأت نيران الغضب تتصاعد داخله ...أخبر نفسه أنه سوف ينتظر لعشر دقائق فقط ثم سيذهب...أمام حياة فسيكون له معها تصرف اخر نتيجة لعدم احترامها له .....

مرت العشر دقائق ببطء ثم أخيرا نهض غاضبا وهو يأخذ هاتفه ومفاتيحه ثم خرج من المقهي ...ولكنه تجمد تماما وهو يري حياة تترجل من سيارة يوسف !!!!

اصبح وجهه متجمدا ...ونظراته تشبعت بالجليد ولكن داخله كان كمن يغلي علي مراجل الجحيم ...الهانم تخدعه وتقابل حبيبها القديم !!!نيران الشك والغيرة اخذت تعبث بعقله كليا ...مئات الأفكار أتت بعقله حتي شعر أن عقله سوف ينفجر ...اقتربت حياة منه بتوجس وهي تقول:

-اسفة علي التأخير ...أنا ...

ولكن يوسف قاطعها من خلفها وهو يقول بابتسامة بسيطة:

-انا بعتذر يا حسام ...أنا اللي اخرت حياة ...

كان حسام ينظر إليه ...ود لو يخرج عينيه من مكانهما ...

امسك يوسف ذراع حياة وشدها خلفه بطريقة فاجأت كل من يوسف وحياة !

-ابعد عن خطيبتي !

قالها حسام بعدوانية شديدة وهو ينظر إلي يوسف بكره بينما يقف أمام حياة...

-حسام!!

قالتها حياة موبخة...ولكن حسام تجاهلها تماما وهو يكمل تهديده ليوسف :

-هي مبقتش تخصك دلوقتي فأبعد عنها احسنلك والا هزعلك بجد ...

ابتسم يوسف ساخرا وقال:

-بتهددني عشان ابعد عن بنت خالتي ...انت اكيد مجنون ....

-هي بنت خالتك لكن بالنسبالي خطيبتي اللي هتبقي مراتي ...يعني ملكي أنا وبس 

استاءت حياة من حديثه وكادت أن تتدخل ألا إن كانت  ليوسف كلمته الأخيرة حينما قال:

-هي خطيبتك بس مش مراتك ...لما تكون مراتك يبقي افرض تحكماتك زي ما انت عايز مفهوم!!

ثم تركهما وذهب ...نظر حسام الي حياة ليجدها تنظر إليه بغضب ..

-حياة أنا ...

اوقفتها حياة بإشارة من كفها وقالت:

-كونك خطيبي ميدلكش الحق تتكلم كأني ملكية خاصة ليك مفروض تحترمني ولو غلطت تفهمني غلطي براحة ..أنا همشي دلوقتي لاني خلاص اتقفلت ...

ثم كادت أن تذهب ولكن حسام امسك ذراعها وقال:

-استني هوصلك ...

ولكن حياة أبعدته وردت ببرود:

-معلش حابة اتمشي لوحدي ...

ثم غادرت بسرعة تاركه إياه وهو يشعر بغضب كبير .لم يتوقع أن تكون متمردة لهذا الحد وهو لا يحب هذا ...ظن أنها ستفرح عندما يظهر غيرته ولكنه كان مخطئ تماما !!!

اخرج هاتفه واتصل بشخص ما وقال:

-ايوة يا عماد بقولك السهرة الليلة عندك صح ...ضبط بقا الأداء يا معلم .... أيوة طبعا معايا فلوس ..انت ضبط الدنيا وانا هضبطك !!

............

في المساء ...

استنشق حسام المسحوق الابيض بإنتشاء وشعر به يتغلغل الي روحه ليرفعه للاعلي ويفصله عن الأرض تماما ..شعر بعقله خفيف للغاية وأن العالم أصبح وردي لا مشاكل به ...هنا يشعر بالسعادة...وكأنها دخل الي أحد العوالم الخرافية التي لا تعترف بالحزن ...أخذ يضحك بقوة وهو يشعر بالدوار بينما اقتربت منه أحد الفتيات والتصقت به وهي تغازله...نظر إليها حسام وأخذ يتلاعب بشعرها وقال:

-تعرفي انك شبهها يا مانو ؟

-شبه مين ؟!

قالتها الفتاة وهي تشعل سيجارتها ...

ضحك حسام وقال:

-خطيبتي ..

-ايه ماتت؟!

سألته وهي تغمز بعينيها فهز رأسه وقال :

-لسه بس خلينا نكثف الدعاء أنها تغور ...

ضحكت الفتاة بشدة وقالت:

-طيب ما تسيبها يا معلم ...

اخد حسام السيجارة من الفتاة وقال:

-البت فرسة مقدرش اسيبها الا لما اخد اللي انا عايزه منها ...بس للاسف طالعة متمردة ...بفضل اعاملها بحنية ...لكن هي بتتكبر عليا ...وده حاجة غايظاني...عايزة اكسر مناخيرها يا مانو ...عايز اخليها ذليلة ليا ...متشوفش غيري أنا وبس ...

سحبت  منة السيجار علي حين غفلة وضحكت وهي تقول:

-طب ما الحل في ايدك يا معلم وانت مش واخد بالك ...

نظر إليها حسام بحيرة وقال:

-مش فاهم يا مانو قصدك ايه ؟!

أمسكت منة بالكيس الشفاف وقالت بلهجة شيطانية :

-خليها تدمن ....حطلها ده في  قهوة مثلا لما تخرجوا سوا في كافيه أو لما تيجي عندكم البيت  ...وزود الكمية لحد ما تبقي خاتم في صباعك وساعتها خد منها اللي انت عايزة !!!

ابتسم حسام وقد أعجبته الفكرة تماما !!

 ..........

أوقف سيارته أمام الفيلا ثم اسند رأسه علي المقعد واغمض عينيه ...رباه هو يريدها ....أصبحت تحتل جزء كبير من عقله ولن يرتاح الا عندما ينالها ...تلك المتوحشة صاحبة العينين الزرقاوتين ...ابتسم وهو يتذكر كيف أنها وقفت تملي شروطها عليه دون خوف ...لقد وقفت أمام الصياد بكل جبروت وأخبرته أنه يريدها ...حسنا هي محقة جدا...فهو الان لا يريد غيرها ...تأثيرها أعمق مما توقع ...يتخيل أحيانا ماذا سيكون شعوره عندما ينالها وتصبح له ...هل كان الأمر يستحق كل تلك المعاناة والانتظار ...هل يوافق علي الزواج منها لفترة ام ينتظر قليلا ربما تستلم...ولكن عينيها أخبرته أنها لن تستلم بسهولة ...أخبرته أنها ستحاربه للنهاية ...ورغم أنه يحب مشاكساتها الا ان صبره نفذ وإن كان الحل الوحيد لينالها هو الزواج فحقا ليس لديه مانع !!!سيتزوجها مؤقتا وينالها ثم يطلقها...بالتأكيد لن يخسر اي شئ ...خرج وهو سعيد بهذة الفكرة ولكنه لم يدرك أنه يخسر اهم شئ!!!!

 ....

ولج جاسر للفيلا ثم أتجه لغرفته مباشرة ...فتح الباب ليبهت وهو يري ملاك جالسة علي فراشه وهي تبكي...صدم جاسر واقترب منها وجذبها إليه وهو يقول برعب بينما يحاوط وجنتيها ؛

-ملاك حبيبتي !!مالك فيه ايه مين زعلك؟!

مسحت ملاك عينيها التي انتفخت من كثرة البكاء ونظرت إليه وقالت:

-انا اسفة يا جاسر...اسفة لاني كسرت قلبك .

هز رأسه  وهو يمسح دموعها برفق وقال:

-انا مش زعلان ولا اقدر ازعل منك  وبعدين دي مشاعرك وانتِ للاسف  مكنتيش بتحب . .

ولكن ملاك قاطعته وقالت:

-جاسر هو عرضك للجواز لسه ساري؟!

-نعم ...

أمسكت كفه وقالت وهي تبكي:

-انا موافقة اتجوزك!!!!

يتبع 


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع