روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الواحد والثلاثون والثانى
والثلاثون و الخاتمه الأخيرة بقلم رانيا الخولى
روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الواحد والثلاثون والثانى
والثلاثون و الخاتمه الأخيرة بقلم رانيا الخولى
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الواحد والثلاثون ……… ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بريبة _ بس خايفة مصطفى يرفض. تمتمت برجاء وعينيها تذرف دموعًا تحاكي الموت _ لو عايزاني أقنعه مش هتأخر المهم جوزي يرجعلي وانتي الوحيدة اللي هتقدري ترجعيه واحلفلك إنك مش هتندمي بس أرجعي ياحلم. لم تعد تبالي لشئ ستذهب إليه ولن يردعها أحد أغلقت حلم الهاتف واستدارت لتخرج من الغرفة لكنها تفاجئت به أمامها ينظر إليها بغضب هم بالانصراف فلم يعد شئ يقال بعد اتخاذ قرارها دون العودة إليه لكنها أسرعت إليه تجذبه من يده وتمنعه من الرحيل _ مصطفى اسمعني الأول جذب يده من يدها بعنف وهدر بها _ مش عايز اسمع ولا أشوفك قدامي دلوقت هم بالابتعاد لكنها وقفت أمامه ترجوه _ لأ لازم تسمعني الموضوع مش زي ما انت فاهم صاح بها وهو يبعدها عنه _ لأ انا فاهم كويس وعارف إنك بتتابعي اخباره اول بأول من البنت اللي عندكم غير اتصلاتك عليه تسمعي صوته من غير ما تردي، لما انتي مش قادرة تبعدي عنه كنتي بتدخلي حياتي ليه؟ قطبت جبينها بدهشة من تفكيره وسألته بعدم استيعاب _ انت بتقول ايه؟ تقدم منها لينظر إليها بغضب لم تراه به من قبل وتمتم من بين أسنانه بحدة _ بقول الحقيقة إنك بتحبيه وكل حكايتي معاكي إني الفارس اللي انقذك من السجن اللي كنتي فيه وبس إنما قلبك وتفكيرك مع مهران هزت رأسها بصدمة من اتهامه وقالت بعدم استيعاب _ انت فاهم معنى كلامك؟ اعماه الغضب فلم يعي ما يقول وتابع باحتدام _ ايوة فاهم ولا فاكرة إني نايم على وداني ومش عارف انتي بتكلمي مين وتعرفي منها أخباره، ولا اتصالك ليه وأول ما تسمعي صوته تقفلي، لو كنتي فاكرة إن حبي ليكي هو اللي سكتني تبقي غلطانة كل الحكاية إني محبتش أظلم وقلت اتأكد الأول. رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول استيعاب ذلك الاتهام وتابع هو جلده _ عايزة تروحي مش همنعك ولا اعيشك معايا بالعافية دي حياتك وانتي بعد النهاردة حره فيها انا عملت اللي عليا وزيادة خرج وصفق الباب خلفه بعنف وتركها وكلماته الذابحة تنحر عنقها بغير رحمة لن تبقى معها لحظة واحدة لكن أولاً ستذهب إلى أصولها وترحمه من عذاب ضميره وحينها ستستقل بحياتها بعيدًا عن الجميع. دلفت الغرفة وجمعت ملابسها داخل الحقيبة وكذلك ملابس ابنها وحمدت ربها بأن والدته خرجت لزيارة قبر والدها كي لا تمنعها أخذت ابنها وطلبت من حارس المبنى حمل حقائبها واوقفت سيارة أجرة لتصعد وهو تقول بثبات _ موقف القطار لو سمحت. ……… عادت مرح بعد انتهاء الجلسة الأخيرة لأخيها وقد استطاع أخيرًا التحدث دون عائق وضعت الحقيبة على الطاولة وقالت بابتسامة _ هروح حالاً اعمل الغدا وبعدين نخرج نتمشى شوية تمام؟ اومأ لها بصمت ضايقها وتمتمت بزعل _ اتكلم. تهته الطفل لكن بوضوح _ تما..م ابتسمت براحة ودلفت المطبخ لتعد الطعام فيأتي اخيها بعد قليل وهو يمسك هاتفها ويتمتم _ الفو..ن .. طنط.. آما..ل امسكت الهاتف وهي ترد بابتسامة _ ازيك ياطنط عاملة ايه؟ _ الحمد لله ياحبيبتي كويسة يارب تكونوا بخير _ الحمد لله كلنا كويس. تحدثت آمال بمكر _ هو سليم معداش عليكي يطمن على عمر قطبت جبينها بحيرة وأجابت بنفي _ لأ مجاش بس هو في القاهرة بيعمل ايه؟ تابعت آمال مكرها _ اصله بيختار لخطيبته الشبكة وقالي انه وهو راجع هيعدي عليكم. اتسعت عينيها بصدمة وسألتها بعدم فهم _ خطيبته؟ _ اه اصله خطب بنت خاله وأصرت انها تجيب الشبكة من محل(……) وزمانهم وصلوا دلوقت. ضغطت مرح على أسنانها بغيظ حتى كادت ان تدميها، إذًا فقد قرر التخلي عنها لمرة أخرى وأختار غيرها _ مرح انتي معايا؟ انتبهت للهاتف في يدها وتمتمت بثبات _ معلش ياطنط هقفل دلوقت واكلمك بعد شوية علمت آمال بأن خطتها تسير كما خططت لها _ طيب ياحبيبتي بس تبقى تطمنيني غمغمت بتوعد خفي _ هطمنك متقلقيش أغلقت الهاتف وأخذت حقيبتها دون أن تبدل ملابسها وطرقت على الشقة المقابلة لها فخرجت فتاة في عمر العشرون وقالت لها _ معلش ياشهد خلي بالك من عمر لحد مرجع اومأت لها الفتاة ونزلت مسرعة وهي تتوعد له ولتلك التي حكمت على نفسها بالهلاك اوقفت سيارة اجرة وقالت للرجل _ عايزة اكون خلال تلات دقايق في ….. اندهش الرجل وتمتم بعدم استيعاب _ ده اللي هو ازي مش فاهم ده انا لو سقت بأقصى سرعتي مش هقل عن ربع ساعة _ حاول بس وهديك اللي انت عايزة _ والمخلفات؟ _ هدفعها اخلص بقا _ والله شكلك ناوية على أخرتك النهاردة انطلق السائق بسرعة جنونية اجفلتها هي وكأنه داخل سباق فتمتمت بخوف _ لأ مش أوي كدة هدي. غمغم السائق بيأس _ استغفر الله العظيم ياستي انتي مش قلتي عايزة اوصل في خمس دقايق؟ تمتمت مرح بغيظ _ للمحل مش للأخرة. هز رأسه باستسلام _ حاضر. خفف الرجل من سرعته وتخيلت هي المشهد أمامها وهذه الفتاة تختار وهو يشاركها فعادت تطلب منه ازدياد السرعة. فغمغم الرجل بنمق _ لا حول ولاقوة الا بالله وبعدين ياهانم ماترسي على رأي _ سوق بسرعة خليني الحقهم قبل ما يمشوا هز رأسه باستغراب منها وعاد يزود سرعته حتى وصل إلى المحل المنشود أخرجت من حقيبتها بعض النقود ووضعتهم في يده وخرجت مسرعة تقدمت من المكان فتنصدم برجل يتحدث في هاتفه فاعتذر لها ودلفت المحل لتجده واقفًا بجوارها بالفعل وتنتقي الخاتم وتشاركه في اختيارها تقدمت منهم لتقف في المنتصف فترتد الفتاة حتى كادت أن تسقط لكنها لم تبالي لها وقالت للرجل بغيظ _ لو سمحت عايزة مجموعة اختار منها لإن خطيبي جاي ورايا دلوقت تفاجئ سليم بصوتها فرفع عينيه إليها كي يتأكد وبالفعل هي، سألها بجدية _ مرح! انتي بتعملي ايه هنا؟ عدلت الفتاة من وقفتها وقالت بامتعاض _ ايه قلت الذوق دي؟ مش تحاسبي. لم تلتفت لها بل تابعت حديثها مع صاحب المحل _ بسرعة لو سمحت لإن خطيبي بيركن العربية برة انفعل سليم من حديثها وجذبها من ذراعها بغيرة لتنظر إليه وسألها بحدة _ بقولك ايه اللي جابك هنا ومين خطيبك ده؟ تطلعت إليه بغيظ وغمغمت بانفعال _ ميخصكش وخليك في الصفرة اللي معاك دي. زمت الفتاة فمها بغيظ وتحدثت بحنق _ صفرة مين يابتاعة انتي.. قاطعها سليم بتحذير _ سلمى خلاص. عاد بنظره إليها وسألها _ وضحي معلش قلتي مين جاي وراكي. حمحمت تلتمس الشجاعة وقالت بثبات زائف _ بقول خطيبي زم فمه بحنق من تعندها وأراد لأن يحطم ذلك الرأس الصلب وتوعد لها بالأشد والأقسى وهو يتمتم بثبات _ طيب من هنا لحد ما ييجي اركني كدة عشان اختار مع خطيبتي ضغطت على أسنانها بغيظ وغمغمت بانفعال _ وبتقولها عادي كدة؟ لم يبالي لها ونادى عليها لتعاود اختيارها مما جعلها تصل لأقصى درجة وغمغمت بتوعد _ بقا كدة؟ ماشي انهالت عليهما بالدبل التي يختاروا منها فوق رأسهم وأخذت تقذفهم بكل ما تجده أمامها وتتمتم بغيظ _ انت سافل وخاين وملكش آمان كانت تتحدث وهي تقذفهم بالاشياء أمامها وصاحب المحل مذهول مما يحدث حاول سليم منعها لكن كلما حاول الوصول إليها تقذفهم أكثر، فأسرع الرجل بالاتصال بالشرطة وخرجت هي من المحل حاول الخروج خلفها لكن الرجل منعه وكذلك رجل الأمن خرجت لتجد السائق قد انتهى من تغيير عجلة القيادة فصعدت دون استأذان وقالت بأمر _ رجعني بسرعة. ضرب الشاب كف بالآخر وغمغم بامتعاض _ هو انا اصطبحت بوش مين النهاردة؟ نظرت من النافذة لتجد رجل الأمن يمنعه من الخروج وصوته الذي يخبره بالتعويض عمّ حدث وأن يتركه دقيقية واحدة لكنهم رفضوا ذلك نظر الرجل إلى المحل وشعر بالقلق منها وعندما لاحظت ذلك قالت بجدية _ متخفش ده خطيبي كان بيشتري الشبكة للحيوانه اللي معاه. لم يفهم الشاب شيئًا مما تقوله فستغفر ربه وعاد إلى مقعده وهو يتمتم باستياء _ انا كان مالي ومال الشغلانة دي عاد بها للبناية وهمت بدفع الأجرة لكنه منعها _ لأ ادتيني بزيادة اتفضلي الله يكرمك زمت فمها بغيظ وترجلت من السيارة وصعدت إلى شقتها القت الحقيبة على الأريكة بحدة ثم غمغمت بحنق _ ماشي إن ما قلبته غم على دماغك يبقى انا استاهل. لم يمضي الكثير وسمعت جرس الباب فتحت الباب ظناً منها بأنها شهد لكنها تفاجئت به أمامها يدفع الباب بحدة ودلف ليغلقه خلفه بعنف وقال بانفعال _ ممكن اعرف ايه اللي عملتيه ده؟ لم تجيبه وتقدمت من الباب لتفتحه لكنه وقف أمامها يمنعها _ سيبك من الباب وردي عليا. هتفت به بانفعال _ عايزني اعمل ايه وحضرتك بتخطب وبتختار معها كمان _ وانتي مالك؟ يخصك في ايه؟ انا بعدت زي ما طلبتي جاية انتي ورايا ليه؟ تطلعت إليه بصدمة من تعنيفه لها وتابع هو تجريحه _ انتي خلاص أختارتي حياتك بعيد عني سيبيني انا كمان اختار حياتي والاقي اللي تعيش معايا وهي بتكبرني مش واحدة كل شوية تحسسني بعجزي مع إني كنت على استعداد اتخلى عن روحي عشانها. اندهشت مرح من حديثه وخاصة عندما تابع _ وافقتي عمك بس عشان تجرحيني مع انك بسهولة كان ممكن ترفضي حتى لو هتعملي زي ما عملتي دلوقت، بس لأ وافقتي وعيشتي في نفس البيت حتى لما بعدت مرحمتنيش وكل شوية تظهري قدامي عشان تعذبيني أكتر عشان تحسسيني بالخيانة وانا شايفك قدامي ومش قادر ابعد عينيه عنك قلتلك واترجيتك إنك تبعدي بس لأ لازم تقوي شيطاني وتعذبيني ومع اقرب فرصة بعدتي عني وجرحتي رجُلتي وانتي بتقوليها إني جبان تقدم منها خطوة وتابع جلده _ المرة دي انا اللي بقولك لأ وبقولهلك صريحة انا اللي مش عايزك في حياتي. استدار ليخرج لكن يدها منعته وهي تجذبه برجاء _ سليم. ظل على وضعه كي لا ينظر إليها ويضعف أمامها ولكنها لم ترحمه إذ تقدمت منه لتواجهه وتمتمت بندم _ انت كدة بتدبحني مش هقدر اتحمل تكون لغيري. رفع حاجبيه مندهشًا وتمتم بثبات _ جربي شعوري وحسي باللي مريت بيه وشوفي انا اتعذبت قد ايه؟ بس وقتها مش هينفعك ندم لإني عمري ما كنت خاين ولا هكون وهي ملهاش ذنب إنها تكون معايا وتفكيري مع غيرها. لا لن تتخلى تلك المرة هي من تعذبت بحبه وهو أصبح حق مكتسب ولن تتخلى أبدًا مهما كان المقابل _ وإن قلتلك إني مش هسمح بكدة؟ اشاح بوجهه بعيدًا عنها لكنها لم تتركه وأجبرته على النظر إليها وتحدثت بحدة _ بص في عينيه وقول إنك تقدر تعملها اهتزت نظراته وحاول أن يثبت أمام تلك المشاعر التي عادت تتدفق بقوة في أوردته وتابعت بقوة _ قولها ياسليم وانك خرجتني من حياتك وهتكمل مع غيري، قول إنك هتغدر وتخون وانا اتعذبت واتهنت وانا بحافظ على نفسي عشانك. قطب جبينه بعدم فهم فتابعت تلك المرة ببكاء _ قولي انك هتقدر تقرب منها وتلمسها مع إني رفضت عمك يقرب مني ويلمسني عشان احافظ على نفسي عشانك، اتحملت ضرب واهانة وتعذيب عشانك وانت جاي بتتهمني إني انا اللي اتخليت عنك عايز تمشي أمشي واتجوز وعيش حياتك بس خليك عارف كويس إني مش هتخلى عن حقي تاني وانت حقي ومش هتنازل عنه. كان لدموعها مفعول السحر بذلك العنيد ودون إرادته وجد انامله تمحي دموعها وهو يردد كلماتها بقلبه وعقله لعله يصدق ما سمعه كم أراد بتلك اللحظة احتضانها وأن تستكين بهدوء بين ذراعيه لكنه احكم تلك الرغبة وتمتم بوله _ وانتي متخيلة إن في واحدة ممكن تاخد مكانك؟ رفعت عينيها إليه ولم تفهم شئ من حديثه فأكد لها _ دي بنت خالتي وزي اختي بالظبط وكانت بتشتري هي وخطيبها الشبكة وخالتي طلبت مني إني اكون معاهم عشان هما لوحدهم. ضيقت عينيها بشك وتذكرت بأنها كانت وحيدة معه _ ازاي وده وانتو لوحدكم ومكنش فيه حد غيركم؟ _ لا كان موجود بس جاله فون مهم وكان بيرد عليه برة. تذكرت أمر الشاب الذي صدمت به أثناء دخولها المحل وتمتمت بخفوت _ يعني مكنتش هتتجوز غيري؟ رد بابتسامة بثت الاطمئنان بداخلها _ عمري ما في واحدة تقدر تاخد مكانك وانتي عارفة كدة كويس تلاقت النظرات لتحكي بما لا تستطيع الشفاة التفوه به وسأله بريبة _ هترجعي معايا؟ تبدلت ملامحها للحزن وغمغمت بهدوء _ بس انا قلتلك إني مش عايزة ارجع البيت ده تاني مش هقدر. _ هتقدري لإنك أقوى من كدة بكتير، هتروحي لمهرة وتفضلي معاها لحد ميعاد الفرح. لم تصدق اذناها وسألته بدهشة _ فرح؟ أومأ لها بتأكيد _ أيوة فرح ولا عايزانا نتجوز بأمضا وبس! اومأت له بخجل وسألها _ اومال فين عمر؟ انتبهت لغيابه وغمغمت _ عند الجيران هروح اجيبه ❈-❈-❈ انطلق القطار الذي سار لساعات شعرت بها كأنها أيام وعقلها يعيد اتهامات مصطفى لها بالخيانة. لما ذلك وهو يعلم جيدًا كم تعشقه قد تكون اخطأت في إخفاءها للأمر لكن هو يعلم بحديثها مع سامية ومن الطبيعي أن تسألها عليه فهو ابن عمها وما يسري في عروقهم دم واحد. ادمعت عينيها وهي لا تتخيل الحياة بدونه لكنها لن تبقى معه بعد ذلك الاتهام وصلت للبلدة وعادت بذكرياتها عند عودتها من الجامعة لتجده كل مرة واقفًا أمام محطة القطار ينتظرها انتابها ذلك الشعور بالحنين إليه رغم فتوره معها وظلت تتساءل من المنتظرها الآن؟ مهران القديم التي أحبته كأخٍ لها في طفولتهم؟ أم القاسي الذي قسى عليها بغير رحمة؟ توقفت السيارة أمام القصر وقلبها أخذ يهدر بعنف عقلها يطالبها بالانسحاب وشئ آخر بداخلها يطالبها بالرأفة بتلك المرأة التي تعاني وحدها ترجلت من السيارة لتقف أمام تلك البوابة الكبيرة فتنفتح أمامها ويخرج منها وهدان الذي تفاجئ بوجودها _ ست حلم؟ اومأت له _ ازيك ياوهدان. نظر إلى طفلها الذي تحمله وحاول اخفاء العتاب عن عينيه وحمل حقيبتها وهو يجيب بثبات _ الله يسلمك ياهانم اتفضلي مهران به هيفرح أوي لما يشوفك. طمئنها عندما لاحظ الخوف في عينيها _ متخافيش مهران بيه اتغير كتير من وقت ما مشيتي. دلفت للداخل وكل خطوة تخطوها تذكرها بمواقف محبة لقلبها وأخرى سيئة دلفت القصر وكانت مهرة في انتظارها تنتظرها على احر من الجمر وعند رؤيتها ادمعت عينيها بسعادة كبيرة ونهضت من مقعدها بصعوبة لترحب بها فقد اصبحت في شهرها السابع وأصبحت حركتها ثقيلة. تقدمت منها حلم عندما لاحظت تعبها وسألتها _ انتي مهرة؟ أومأت مهرة وهي تنظر إليها بامتنان _ أيوة أنا مهرة وانتي أكيد حلم بس انتي احلى من الصورة بكتير ابتسمت بمجاملة وتمتمت بأسف _ انا مكنتش اعرف باللي حصله ولو كنت اعرف مكنتش هتأخر لحظة واحدة _ عارفة بس مهران فعلاً اتغير وندمان على كل اللي عمله معاكي، هو محتاجلك دلوقت اطلعي ومتخافيش. رفعت عينيها للأعلى ثم نظرت إلى طفلها الذي غفى على ذراعها وشعرت بالاحراج من الصعود به ففهمت مهرة ما تفكر به وقالت لها _ هاتي ابنك وانتي اطلعي ومتخافيش عليه . لم تستطيع مهرة حمله لصعوبة حركتها فنادت سامية التي فرحت كثيرا بعودة حلم صعدت إليه لتقف أمام غرفته بوجل لا تعرف ماذا تفعل ……. عاد إلى شقته وهو يشعر بالندم على رعونته معها لقد تمادى حقًا في غيرته ونسى بأنها تخلت عن كل شئ لأجله أندهش عندما لم يجدها في غرفتها ولا اثر لها تفاجئ بتلك الرسالة الموضوعة على الفراش فقام بقراءة محتواها والتي تخبره عن ذهابها لبلدها كي تقف بجوار ابن عمها في محنته ولن تعود اليه طوى الورقة وألقلها بغضب على الأرض ثم اتصل على المطار _ في طيارة للمنيا دلوقت _ … _ تمام احجزي عليها. أغلق الهاتف وقام بالاتصال عليها لكن هاتفها قيد الإغلاق انتظر مضي تلك الساعة ثم انطلق إلى المطار وهو يتوعد لها. ………….. اقتربت من الباب وقلبها يطرق بعنف شديد فتحت الباب بتردد لتنظر للداخل ترددت قليلاً ثم حسمت أمرها ودلفت فتجده جالسًا على المقعد في وجوم تام ويبد عليه الشرود ملامحه تبدلت وظهر عليها الشحوب وكأن ذلك القاسي لم يعد له وجود همست باسمه _ مهران في بادء الأمر لم يتحرك فتقدمت منه برهبة لتجده يغمض عينيه بشتات وكأنه يتخيل صوتها عادت تناديه _ مهران. فتح عينيه واصغى قليلا كي يتأكد من تكراره تألمت بشدة على رؤيته بهذا الشكل وتمتمت بريبة _ مهران انا حلم التفت إليها وعينيه لا تصدق ما تراه كانت الغرفة مظلمة مما جعله يشعر بأنه يحلم تقدمت من النافذة لتبعد الستائر وتوضح الرؤية وها هي أمامه حقًا نهض من مقعده وتحرك خطوة لكنه تراجع وتمتم بعدم استيعاب _ حلم؟! ابتسمت له وهي تتقدم منه وتقول بتأكيد _ أيوة حلم عامل ايه؟ رمش بعينيه دلالة على مدى صعوبة استيعابه لوجودها وتمتم _ انتي حقيقي؟ أومأت له وقد شعرت بغصة مؤلمة في قلبها وقالت بتأكيد _ انا حقيقي لإني ممتش انا لسة عايشة وكنت مسافرة ولسة راجعة من فترة. عقد حاجبيه بحيرة وسألها _ بس انا دورت عليكي في كل مكان حتى في المطار رأفت بحاله وشعرت بالندم لما فعلته وقالت بهدوء _ هحكيلك كل حاجة من البداية انتهت حلم من سرد كل شئ حتى اتصال مهرة بها لكنها لم تخبره عن مساعدة سامية _ وفي الوقت اللي قدرت اوصل لسامية واكلمها اتفاجئت بمراتك بتكلمني وبتترجاني إني ارجع. اخفض عينيه بألم وهو لا يعرف ماذا يفعل هل يخبرها بحقيقة الرسالة ام يلتزم الصمت ويسعد بعودتها، لكنه حمل قد اثقل عاتقه ولن يستطيع أحد حمله معه سواها. _ انا مش بلومك على اللي حصل بالعكس كان لازم ده يحصل ياإما هنقع إحنا الاتنين في وزر هيفضل ملازمنا العمر كله عقدت حاجبيها بدهشة وسألته _ ازاي؟ تنهد بتعب شديد وقرر التحدث وأخبارها بكل شئ تقدم من فراشه وأخرج الرسالة من اسفل الوسادة ودنى منها ليناولها إياها تحت نظراتها المندهشة اخذت الرسالة وقامت بفتحها وقراءة محتواها فتنصدم بدورها حتى سقطت الدموع من عينيها هزت رأسها بعدم استيعاب ودموعها تنزل بغزارة من عينيها لا تصدق ما تقرأه طوت الرسالة وهي تنظر إليه بذهول وترجوه ان يكذب الخبر لكنه أكد لها بألم _ للأسف دي الحقيقة، الحقيقة اللي كسرتني وخلتني مش قادر أخرج واواجه حد اكتشفت إني انسان ضعيف أوي وملوش أي قيمة حتى مراتي مبقتش قادر اتعامل معها والأصعب من كدة ده إن الغلطة اللي غلطها ابوكي وشارك فيها عمك كانت هتدمرنا أكتر وهو جدك بيجبرنا نتجوز. تابع بتهكم _ كل حاجة في حياتنا كانت غلطة كبيرة منهم واتحملناها احنا. مازالت لا تستوعب حقيقة الأمر ونظرت إليه بضياع _ يعني طول الفترة اللي فاتت دي واحنا عايشين على إننا ولاد عم واحنا في الحقيقة اخوات؟ هزت رأسها بعدم استيعاب وسألت بانفعال _ ايه الناس دي؟ طبيعتهم ايه؟ وحوش ولا شياطين ولا أيه؟ مش ممكن يكون فيه بشر بالحقارة والانحطاط ده. _ للاسف فيه واتحكم علينا نكون من نسلهم ازدادت دموعها واجهشت فالبكاء وهي تمتمت من بين شهقاتها _ مستحيل نكون منهم وميشرفنيش يكون ليا صله بيهم عشت بسببهم في جحيم وهما عايشين ولما ماتوا عيشنا في جحيم أشد، افرض كنت استسلمت لحكم جدك واتجوزنا كان هيبقى ايه مصيرنا، كنا هنعمل ايه وقتها. هزت راسها بيأس وشعرت بأنها تود الأرتماء بي أحضانه تواشيه ويواسيها شعور متبادل بألقاء كل منهما في أحضان الآخر يلتمس كلا منهم العزاء لبعضهم البعض تشبثت به وتشبث بها وكلاهما يبحث في الآخر عن دواء لداءهم. هبطت الطائرة المطار وخرج هو والغضب يعمي بصيرته لم يخبر أحد بمجيئه وانطلق مسرعًا إلى ذلك القصر وهو يتوعد لها وصل وعينيه تقدح شررًا ليتقدم من بوابته ليقول بأمر للحارس _ افتح الباب هم الرجل بالرفض لكنه غمغم بحنق _ أنا جاي لمراتي لسة واصلة حالاً لم يستطيع الرجل الوقوف امامه وسمح له بالدخول اندفع مصطفى للداخل فلم يجد أحد سوى مهرة التي تقف اعلى الدرج تنتظر خروجهم اندهشت مهرة من وجود ذلك الغريب داخل القصر فقامت بوضع حجابها وسألته بحدة _ انت مين؟ وازاي تدخل كدة؟ صعد الدرج ولم يبالي لها ونظر للغرف بغضب وسألها _ هي فين؟ اخذ يفتح في الغرف ويبحث داخلها حتى تفاجئ بها وهي باحضانه…
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الأخيرة …….. خرج مسرعًا من الغرفة وهي خلفه لتقول برجاء _ استنى يامصطفى اسمعني الأول نزل الدرج وهي تحاول اللحاق به _ مصطفى والله فهمت غلط أنا .. قاطعها صائحًا وهو يستدير لها _ غلط ايه اللي فهمته وانا شايفك في حضنه ياهانم هزت راسها بنفي _ والله الموضوع مش كدة خالص انا هفهمك بس اسمعني. ابى الرضوخ لها وغمغم بسخط _ بعد اللي شوفته ده مش عايز اعرفك تاني انتي طالق. تسمرت مكانها من هول الصدمة وقد شعرت بالدنيا تتوقف من حولها فلا تعي بشئ من حولها بعد تلك الكلمة. ذهب وتركها دون أن يستمع إليها ولم تنتبه لصوت مهران ولا لمهرة التي تواسيها وتوعدها بتصحيح ما افسدته هي كل شئ توقف عندما تركها حبيبها ورحل لا تصدق بأنه طلقها، كيف طاوعه لسانه وعقله على التفوه بها بعد كل الحب الذي عاشاه هزت رأسها بنفي وقد استطاعت أخيرًا النطق بشئ وتمتمت بضياه _ طلقني ونهى كل حاجة بينا بكلمة واحدة ربت مهران على كتفها وتمتم بثقة _ هيرجع متقلقيش انا هتكلم معاه واقوله كل حاجة. اعتذرت مهرة بتأثر _ حقك عليا انا السبب في كل ده رأفت حلم بحالها وقالت بتأثر _ انتي ملكيش ذنب هو اللي سمح للشك أنه يدخل جواه فطبيعي انه يعمل كدة. تنهد مهران بتعب وتمتم بثقة _ اطلعي اوضتك ارتاحي وانا هتصرف، من النهاردة مش عايزك تشيلي هم حاجة. أومأت له بابتسامة حزينة وسألت عن ابنها فقالت مهرة بثقة _ اطلعي ارتاحي وابنك في عينينا، اوضتك زي ما هي كانت بتتنضف باستمرار زي ما يكون قلبه حاسس إنك راجعة. أومأت حلم بحزن وصعدت لغرفتها بقلب ملتاع نظرت مهرة إليه وتمتمت بتأثر _ انا السبب لو كنت اعرف مكنتش كلمتها جذبها مهران إليه بحنين جارف وتمتم بامتنان _ كل حاجة هتتصلح متقلقيش عليها. ابتسمت له بسعادة كبيرة وقد عاد أخيرًا إليها وقالت بحب _ وحشتني أوي يامهران. طبع قبلة تحمل امتنان وعشق لها وتمتم بوله _ عارف إني تعبتك الفترة دي معايا بس خلاص راحت وانتهت.. غمغم من بين أسنانه _ بس ليكي عقاب مش هعديه مهما عملتي قطبت جبينها بدهشة وسألته _ عملت ايه؟ _ الرسالة اللي أخدتيها من المزرعة ضيقت عينيها بحيرة وسألته بريبة _ وانت عرفت إزاي؟ _ وهدان اللي اتصل عليا وقالي إن سامية راحت المزرعة وراجعة مخبية حاجة في هدومها عرفت وقتها إنك انتي اللي بعتها وسيبتك تعرفي وضعت يدها على خده وتمتمت بخفوت _ كان لازم اعرف الورقة دي فيها ايه عشان اقدر اساعدك والحمد لله ربنا أكرمنا ورجعتلي من تاني. ابتسم بعشق ثم وضع يده على بطنها يتحسسه بشوق وتمتم بوله _ عاملين ايه معاكي؟ عقدت حاجبيها وتمتمت بتزمر _ تعبني أوي زي أبوهم بس اديني متحملة. ابتسمت بسعادة عندما سمعت ضحكته التي افتقدتها وقال باستسلام _ معلش اتحملينا بقا قدرك كدة. _ أجمل قدر وأجمل تعب حسيت بيه، اه قبل ما انسا مرح اتصالحت مع سليم وهتيجي النهاردة عشان يطلبها منك تنهد بتعب مصطنع وتمتم _ مسؤولياتي كترت أوي واحدة عايزة تتجوز والتانية عايزة ترجع لجوزها واتنين جايين في السكة بشايرهم متطمنش ربنا معايا بقا. ضحكت مهرة وعادت إلى أحضانه تتشبث به كطوق نجاة. …… كان صعبًا عليه العودة للقاهرة في نفس الوقت وكذلك لن يتركه أحد في منزل جده إذا مر عليهم توجه مباشرةً إلى موقف القطار وجلس ينتظر انطلاقه لوقت طويل لا يصدق ما حدث الآن عاتبه قلبه على فعلته لكن عقله آبى الاعتراف بخطأه لقد رآها في أحضانه وداخل غرفته ماذا ينتظر أكثر من ذلك، ومن الذي يستطيع تحمل ذلك ويمر الأمر مرور الكرام زوجته في احضان ابن عمها وتبكي على كتفه وداخل غرفة مغلقة كيف التحمل؟ رفض قلبه الإعتراف بذلك والتمس لها آلاف الاعذار لو كانت تحبه لم تخلت عن كل شئ وذهبت إليه وتمسكت به. كان دائما تحكي له عن مشاعرها تجاه مهران بأنه أخ فتحت عينيها عن الدنيا لتجده أمامها تذكر حديثها مع سارة وهي تخبرها عن ذكريات طفولتهم ومدى تعلقها به لكن ليس لدرجة أن تتركه يحتضنها ويحيطها بذراعيه غلبت غيرته تعقله وأبى الاعتراف بخطأه مقررًا الذهاب دون عودة وينهي كل شئ بينهم لكنه لن يترك طفله معهم حتى لو اضطر لخطفه ❈-❈-❈ توقف سليم بالسيارة في منتصف الطريق مما جعلها تندهش وسألته _ وقفت ليه؟ استدار لينظر لعمر كي يتأكد من نومه ثم نظر إليها قائلًا _ كنت عايز اتكلم معاكي شوية قبل ما تروحي لمهرة _ خير؟ _ انتي عارفة كويس علاقتي بمهران حساسة قد أيه وصعب أوي إني احط ايدي في ايده بعد اللي حصل وغدره بعمي وفي نفس الوقت مش هآمن عليكي ترجعي بيت أهلك وتفضلي لوحدك. عقدت حاجبيها بدهشة وسألته _ تقصد ايه؟ _ عايزك ترجعي البيت وانا اللي هخرج منه لحد ميعاد الفرح. رمشت بأهدابها وقد اربكها حديثه فقالت برفض _ مش هينفع. _ ليه؟ في الأول والآخر ده بيتك وليكي نصيب فيه ومحدش هيقول ….. قاطعته بإصرار _ لأ ياسليم مش هرجع البيت دلوقت على الأقل خليني مع مهرة واتحمل شوية زي ما انت كمان اتحملت مهران مغلطش لما بلغ عنه وهو بيتاجر في دمار بلده هو اللي سلك الطريق الغلط ومتلومش حد بعد عن الطريق ده ووضعله نهاية زم فمه دلاله على صعوبة تقبله للأمر وسألها _ يعني ده قرارك؟ أومأت بصمت فيهز رأسه بتفاهم وعاد ينظر للطريق وانطلق بالسيارة ظل طوال الطريق يفكر في حل آخر لكن لم يجد مر الوقت بصمت حتى وصلوا للقصر وترجلت من السيارة وكذلك هو اسرع أحد الحرس بحمل الحقائب وهو يرحب بها فهو يوم ملئ بالزيارات كان مهران في انتظارهم وقد تبدل حاله بعد عودة حلم رحب به لكن سليم قابله بجمود جلس كلاهما في مكتبه وتحدث سليم باقتضاب _ انا جاي اطلب منك ايد مرح زي ما طلبت رفع مهران حاجبيه مندهشًا وسأله _ زي ماطلبت؟! هز راسه بتأكيد _ ايوة ولولا كدة انا مكنتش حطيت ايدي في ايدك. ابتسم مهران وعاد بظهره للوراء ليتحدث بتسليه _ يعني هي سايبة القراركدة؟! ليا اوافق أو أرفض! تنهد بضيق وهو يحاول بصعوبة التحكم في أعصابه _ لأ مش كدة ابدًا ولو كان كدة انا مكنتش هوافق وهي حرة في اختيارها بس هي مصرة انها تفضل مع بنت عمها لحد ميعاد الفرح فطبيعي إني آجي استأذنك مش أكتر. أعجبه الأمر وأراد اشعال ناره أكثر فقال بمكر _ وتفتكر إن أهلها هيسمحوا بده؟ عقد حاجبيه متسائلًا _ تقصد أيه؟ _ أقصد أن كبار العيلة مش هيسمحوا إن بنتهم تتجوز عن طريق واحد غريب عنها أنا يادوب جوز بنت عمها وطبيعي إنك تطلبها منهم عشان متتعداش الأصول لم يفكر سليم في هذا الأمر مطلقًا فهو محق بكل كلمة وتابع مهران _ روح للحاج سلام واطلبها منه وهي عندي معززة مكرمة لحد ما تيجي تاخدها عروسة. أومأ سليم ونهض ليخرج من القصر دون قول شيء ومهران يضحك بتسلية على ذلك العاشق الذي اكتوى بنيران العشق فتحت مهرة الباب وقد استمعت لحديثهم فدنت منه لتقول بعتاب _ ليه كدة يامهران نهض مهران ليساعدها على الجلوس وجلس بجوارها وهو يقول بروية _ لازم منتعداش الأصول ولازم سليم يحس إن لها أهل وعزوة وليهم كلمة في حياتها، مش مجرد انه ييجي يطلبها مني وخلصت الحكاية فهمتي. وضعت يدها على بطنها وقد أصبح الألم متواصل فغمغمت بضيق _ بس انا خايفة يرفضوا. طمئنها بثقة _ متخافيش انا واثق انهم مش هيرفضوا وخصوصاً أن الحاج سلام شخصية جديرة بالاحترام وهيعرف يتعامل مع الموضوع. _ طيب وحلم. من وقت اللي حصل وهي قافلة على نفسها وصعبانة عليا أوي. _ انا طبعًا مقدرش ألومه لإن اي حد مكانه كان هيعمل كدة إن شاء الله هسافرله بكرة القاهرة واتكلم معاه وضعت يدها على جوفها وقد ازداد الألم ولم تعد تستطيع تحمله لكنها خاولت إخفاءه كي لا تقلقه وتمتمت برهبة _ بس انا قلقانه اوي لإن مصطفى باين عليه متهور لاحظ مهران على ملامحها وصوتها الألم الذي تخفيه فسألها بريبة _ مهرة انتي كويسة؟ عادها الألم لكن أشد وأقوى تلك المرة فصدرت منها آهه قوية جعلته يجفل وسألها بريبة _ مالك في أيه؟ تمتمت وهي على وشك البكاء _ تعبانه أوي مش قادرة اتحمل. انقبض قلب مهران ولم يستطع التصرف من خوفه تذكر حلم بأنها طبيبة وقد تساعدهم _ سامية قالها مهران بقلق فتسرع إليه سامية تسأله بريبة عندما رأت مهرة بتلك الحالة _ خير يا بيه ؟ _ اطلعي بسرعة نادي حلم اسرعت سامية بالصعود إليها وقلب مهران يتمزق بقلق على محبوبته ساعدها على النهوض كي يحملها ويصعد بها غرفتهم فنزلت حلم مسرعة وكذلك مرح _ في ايه؟ مالك يامهرة؟ لم تستطيع مهرة التحدث من شدة الألم فقال مهران بخوف _ هو الألم ده عادي ولا أيه؟ توترت حلم من حالة مهرة وقالت بقلق _ طيب طلعها اوضتها الأول عشان اكشف عليها. حملها مهران وصعد بها غرفتهم وطلبت منه أن يخرج كي تعاينها وقف أمام الغرفة ينتظر خروجهم والخوف يفعم قلبه عليها خرجت حلم مسرعة وهي تقول بقلق _ دي ولادة ولازم تروح المستشفى حالًا انقبض قلبه خوفًا وقال بوجل _ ازاي دي لسة في السابع؟ _ مش وقته يلا بسرعة ندويها المستشفى. وقف جميعهم أمام غرفة العمليات بقلق بالغ فولادتها حقًا متعصرة وخاصةً بأنهم اثنين استمر الحال ما يقارب الساعتين وصرخاتها تهز ارجاء المكان ومرح لا تكف عن البكاء عليها حاولت حلم تهدئتها لكن لا فائدة نظرت إلى مهران الذي وقف يتعذب من خوفه فشعرت به و بمعاناته فتقدمت منه لتتمتم بتعاطف _ متقلقش إن شاء الله هتقوم بالسلامة. هز مهران رأسه بضياع وأسند ظهره على الحائط وتمتم بعذاب _ مقلقش إزاي وانتي سمعتي بنفسك كلام الدكتورة، لو جرلهم حاجة مش هقدر اتحمل ربتت على ذراعه وتمتمت بتأثر _ خلي املك في ربنا كبير صوت صغيرته التي اعلنت قدومها للحياة بذلك الصوت الواهن جعله يطمئن قليلًا وانفرج فمه عن ابتسامة أمل _ الحمد لله لم يمضي دقائق معدودة وصدح صوت آخر جعلت السعادة تكتمل داخل قلوبهم خرجت الطفلتين بعد قليل على ايدي الممرضات وتقدموا من مهران الذي أخذ ينظر إليهم برهبة وشعور غريب يكتاحه ابتسم بسعادة عندما نظر إلى إحداهما ووجدها تجعد وجهها ببكاء وتمتم بوله _ حور. علمت حلم بأنه اسم والدته وسألته _ والتانية؟ نظر إليها بمكر قائلًا _ كان نفسي اسميها حلم بس خليها مرة تانية وهسميها ورد على اسم ام مهرة. _ ماشي نعديها المرة دي. استأذنت الممرضة لضرورة وضعهم في الحضانات فشعر بأن روحه تنسحب معهم خرجت مهرة بعد قليل على الحامل وقد ظهر عليها الإجهاد فما عانته بالداخل يهز الجبال اسرعوا جميعاً خلفها ومرح مازالت تبكي بشدة عليها قام مهران بحملها ووضعها على السرير وقد شعر بالخوف عندما وجدها ساكنة دون حراك سأل الممرضة بقلق _ هي مالها أجابت الممرضة بتعاطف _ هي متخدرة دلوقت سيبوها ترتاح لأنها تعبت أوي. ازدرد جفاف حلقه وأخذ يبعد خصلاتها التي التصقت بجبينها ومال عليها يقبله بشوق ظل بجوارها لا يستطيع مفارقتها ثانية واحدة حتى فتحت عينيها أخيرًا بعد وقت طويل _ حمد لله على السلامة أومأت بعينيها فلم تستطع التحدث تطلعت إليه بقلق فطمئنها قائلًا _ متقلقيش الدكتور أكدلي انهم كويسين وهما دلوقت في الحضانة عشان يطمنوا اكتر. دلفت مرح وحلم الغرفة فسعدوا بها فقالت مرح بسعادة _ حمد لله على السلامة يامهرة كنت هموت من الخوف عليكي. تقدمت حلم كذلك _ لسة جايين من عند البنات دلوقت اللهم بارك قمرات ميكس كدة بينك وبين مهران نظرت إلى مهران وتمتمت بوهن _ الحمد لله انهم بخير. ❈-❈-❈ _ انت بتقول ايه؟ يعني ايه طلقتها قالتها سمر بدهشة عندما اخبرها مصطفى بأمر الطلاق نهض مصطفى من مقعده بغضب وغمغم بانفعال _ طلقتها يعني طلقتها خلاص حياتنا مع بعض انتهت لحد كدة. _ لا انت شكلك اتجننت بقا بعد وقفتها معاك واتخلت عن كل حاجة عشانك تيجي انت تطلقها بالسهولة دي. لم يرد سماع المزيد فيكفي قلبه الذي لا يرحمه فقال بعناد _ اللي حصل بقا ومش عايز كلام تاني في الموضوع هم بدخول غرفته لكنها وقفت أمامه تمنعه وقالت بحدة _ مش هسمحلك تهرب ولازم تقولي اللي حصل بالظبط. تنهد بملل وحاول التهرب لكنها لم تتركه فقال بانفعال _ عرفت باللي حصل لأبن عمها وأصرت انها تروحله وكسرت كلمتي. قطبت جبينها بدهشة وسألته بعدم استيعاب _ بقا تطلق مراتك عشان أختارت تقف مع ابن عمها في ظروفه دي. _ ابن عمها ده اللي كان بيهددها كل شوية وكان عايز يتجوزها بالغصب واخد كل أملاكها، نسيت كل ده وافتكرت بس انه ابن عمها ولازم تقف جانبه. _ ده دم يامصطفى، اللي بيجري في عروقهم ده دم واحد مهما قسوا على بعض الدم بيخليهم يحنوا، واديك شفت أبوك واللي عمله في أهله واول ما خبط على بابهم استقبله بحب، المفروض إنك تاخد اللي حصله فرصة تقربهم لبعض وتتخلص من الخوف اللي عايش فيه انت وهي، مش تطلقها ولا اللي عملت مصيبة هرب مصطفى إلى غرفته لا يريد سامع المزيد لكن سمر لم تيأس وقامت بالاتصال على سارة كي تجعل جاسر وجمال يتدخلوا في الأمر. _ انتي بتقولي ايه ياماما طلقها ازاي انتبه جاسر لتلك الكلمة فاعتدل في فراشه وسألها بحيرة _ طلاق مين؟ اشارت له أن ينتظر حتى انهت المكالمة مع والدتها ثم نظرت إليه بعدم استيعاب وغمغمت _ مصطفى طلق حلم. قطب جبينه بذهول وسألها _ ليه؟ _ عشان راحت لمهران غصب عنه نهض من فراشه وقام بارتداء قميصه القطني فسألته _ رايح فين؟ أخذ هاتفه وخرج من الغرفة _ رايح اكلمك المجنون ده اشوفه عمل كدة ليه. محاولات كثيرة للاتصال به باءت بالفشل وهو يجده قيد الإغلاق عاد إلى غرفته ليجدها هي أيضًا تحاول الوصول لحلم لكن لا فائدة _ برضه مقفول. زم فمه باستياء وغمغم بانفعال _ متخلف _ خلينا نعرف السبب الأول وبعدين نحكم جلس على المقعد وأسند مرفقيه على ساقه وتحدث بحدة _ سبب ايه! واحدة وعرفت إن ابن عمها اللي اتربت معاه في الظروف دي إزاي تتخلى عنه، وبعدين قولنا وحكينا كتير مهران اتغير، حقيقي اتغير وأكبر دليل أنه استقبلها ومقتلهاش زي ماكان بيقول، ولا هو بقا موضوع غيرة. نهضت لتجلس على المقعد المجاور وقالت بتعاطف مع أخيها _ مش عارفة بس مصطفى بيحب حلم ومستحيل يقدر يتخلى عنه، اكيد كانت لحظة غضب وهيرجعلها تاني. _ يرجعلها ايه! الموضوع مش سهل زي ما انتي فاكرة يطلق بمزاجه ويرجع بمزاجه وأنا بأكدلك إن مهران مخلاش أخوكي يحفى عشان يرجعها مبقاش انا جاسر. شعرت بالقلق إزاء هذا الأمر فإذا فعل مهران ذلك لن يلومه أحد _ وبعدين هنعمل ايه؟ عاد بظهره للوراء وتحدث بيأس _ ولا حاجة اطربقت على دماغه وخلاص الصبح هتكلم مع أبويا واشوف هنعمل أيه؟ _ بلاش تعرف عمي. _ لأ عمك هيدخل وجدك كمان وتبقى فرصة لمهران يطلعه على عينينا زفر بضيق وتابع _ قومي نامي والصبح هنشوف نعمل ايه ولا نوصل لأيه. …. فتحت مهرة عينيها بتثاقل فتأن بألم عندما حاولت التحرك استيقظ ذلك الغافي على الأريكة فأسرع إليها بلهفة _ مهرة انتي كويسة؟ اومأت مهرة بعينيها وتمتمت بصوت مبحوح _ البنات… طمئنها بثقة _ كويسين متقلقيش عليهم نظر في ساعته وقال بثبوت _ كلها ساعتين والنهار يطلع وأخدك تشوفيهم. قرب المقعد من الفراش وجلس عليه لتحتضن يده يدها وتمتم بوله _ حمد لله على السلامة ياحبيبتي عيشتيني ساعتين هفضل فاكرهم العمر كله. ابتسمت بوهن وهمهمت بضعف _ الحمد لله كانت محنة ومرت، أومال فين حلم ومرح _ روحتهم بالعافية عشان الولاد _ كلمت جوزها؟ ربت على يدها وقال بحنان _ متفكريش في حاجة خالص وسيبي كل حاجة عليا ومصطفى ده هخليه يبوس ايديها عشان ترجعله بس اصبروا عليا. ابتسمت بحب له وبصعوبة ابتعدت قليلًا كي تفسح له مكان لينام بجوارها وتمتمت بحب _ عايزة انام في حضنك أومأ لها بابتسامة ونهض ليغلق الباب وعاد إليها يستلقي بجوارها ويضع رأسها على صدره رغم تألمها من تلك الوضعية إلا أن الراحة التي شعرت بها وهي تستمع لدقات قلبه الرتيبة جعلتها تستكين بهدوء وتنعم بدفئه. قبل جبينها بكل ما يحمله من حب تجاهها وظل يداعب خصلاتها حتى عادت للنوم. ….. ظل قابعًا في غرفته ينظر إلى مكانها في الفراش بحنين لكن صورتها وهي في أحضانه تجعله يسخط عليها الغيرة لا ترحمه وقلبه أيضًا ناقمًا عليه وعقله يجبره على الثبات ومعاقبتها زم فمه بغضب شديد يحاول السيطرة على لهيب قلبه لكن كيف ظل على حاله حتى اشرقت الشمس بنورها فقام بأخذ حمام بارد كي يطفي لهيبه لكن لا فائدة من أي محاولة ذهب إلى الشركة وضغط على نفسه بالعمل لكن مازالت صورتها معه محفورة بعقله رن هاتف الشركة فاضطر للرد عليه ليجد صوت عمه الحازم يقول بغضب _ النهاردة تكون عندي بأي طريقة أغمض عينيه بضيق وغمغم باعتراض _ مش هينفع لإني مضغوط .. قاطعه بلهجة لا تقبل نقاش _ قلت النهاردة تكون قدامي ياإما انا اللي هتصرف المرة دي. أغلق جمال الهاتف في وجهه فزفر مصطفى بضيق ومسح على وجهه بكف يده كي يهدئ قليلًا لكنه شعر بالنيران تشتعل أكثر لما يتحامل عليه الجميع لأجلها ولا أحد منهم يشعر بآلامه وما يعانيه؟! …… في منزل عمران كان جمال ثائرًا منذ أن علم بأمر الطلاق فلم يجد سوى جاسر يخرج به غضبه _ أنا اللي استاهل إني وثقت في شوية عيال زيكم وعاملتهم على إنهم رجاله وانتم ولا تعرفوا حاجة عنها رايح تساعده وتهرب البنت من أهلها وتتعدى الأصول والآخر صغرنا تاني وركبنا الغلط بطلاقها في بيت أهلها هتخلوني وانا في السن ده اروح لواحد من سن ولادي واقوله احنا غلطانين وحقك علينا ضغط على أسنانه حتى كاد أن يدميها وتابع بسخط _ وللأسف مش هقدر اقولكم صلحوا اللي عملتوه عشان مش هثق فيكم تاني ولا هعملكم رجالة، بس الحيوان ده لما ييجي هاخده يعتذر ويستسمح مهران أنه يرجعله مراته وابنه وشوف بقى اللي هيعمله فيه وانا مقدرش ألومه. ظل جاسر يبحث عن مبرر لمساعدته لكنه حقًا لم يجد فغمغم بتعند _ بس احنا مغلطناش احنا طلبناها من خالها وهو اللي جوزها. _ برضه ده مش مبرر الاصول كان تطلب البنت من جدها _ وجدها رفض _ وقتها الكبار تدخل مش تهربوها وتطلبوا من خالها يجوزها اخفض جاسر عينيه لكن من داخله يتوعد لمصطفى بسخط ……. سمحت الطبيبة لمهرة بالخروج وعادت إلى القصر وهي تشعر بالحزن على تركها لهم لكن ستتحمل لأجلهم عادوا إلى المنزل ومهران يسندها حتى وصلوا للدرج سألها _ أشيلك؟ هزت راسها بنفي لكنه لم يطاوعها وحملها صاعدًا بها وغمغم بألم مصطنع _ تقيلة برضه انا قلت هتولدي وتخفي شوية ضربته بوهن على كتفه وقالت بغيظ _ خلاص نزلني مطلبتش منك تشيلني. ضحك مهران وتمتم بولع _ دا انا اشيلك بقلبي ياقلبي. ابتسمت بسعادة بالغة لعودته إليها في هذا الوقت خاصة وكأن القدر كف عن قسوته عليهما دلف الغرفة ووضعها على الفراش وجلس بجوارها يقبل يدها بحب وتمتمت هي بوله _ وحشتني أوي يامهران متعرفش الأيام دي مرت عليا إزاي. ربت على يدها التي مازال محتويها وتمتم بتأثر _ كانت اصعب عليا أكتر وانا بكتشف إني عشت جوة كدبة كبيره أوي وأولهم إني ابن حـ… وضعت يدها على فمه تمنعه من قولها وتمتمت بتحذير _ اوعى تقولها، مش عايزة اسمعها تاني، بلاش نعذب نفسها على حاجة مش بادينا ولا لينا ذنب فيها أنا قررت انسى وانت كمان بلاش تفكر فيه خلي اللي راح يتنسي وكأنه معداش على حياتنا ونبدأ صفحة مستقلة بعيدة عن قسوتهم خلينا نكون سويين عشان نقدر نعوض حرمنا ده في ولادنا ونديهم الحب اللي اتحرمنا منه تنهد بتعب شديد وغمغم بوجل _ خايف مقدرش اعوضهم _ هتقدر طول ما انا جانبك هتقدر تعدى أي محنة بس لازم تحذف الماضي من حياتك زي ما عملت انا. ابتسم بامتنان لها فلولاها لكان مازال ذلك المنبوذ الذي زهد الدنيا ودفن قلبه وروحه في الماضي الأليم _ نامي شوية؟ هزت رأسها بنفي فغمغم هو باعتراض _ بس أنا منمتش خالص الليلة دي هستأذن بقا أروح أنام في اوضة تانية واسيبك مع البنات زمانهم واقفين على الباب مستنيني أخرج. خرج من الغرفة ليجد مرح واقفة حقًا تنتظر خروجه _ ادخلي انتي وانا هنام في اوضة تانية. اومأت له بإحراج ودلفت لحلم وذهب هو لغرفة اخرى. …… في منزل الحاج سلام استقبل سليم بترحاب ودعاه للجلوس معه دون أن يعلم سبب زيارته شعر سليم بالإحراج ولا يعلم من أين يبدأ حتى تجرأ أخيرًا وتمتم برهبة _ انا عارف انك بتسأل عن سبب زيارتي وانا هدخل في الموضوع على طول من غير مقدمات انا عايز اطلب منك ايد مرح. اندهش سلام من طلبه وظن لوهلة بأنه يفعل ذلك ضمانًا لحقها الذي ورثته عن عمه،فأراد التأكد أكثر فسأله بشك _ مش غريبة شوية إنك جاي تطلب ايد أرملة عمك؟! وبعدين مرح رفضت تقعد في البلد بعد اللي حصل وسافرت القاهرة مع أخوها مظنش انها هتوافق. شعر سليم بأنه يضعه في الزاوية كي يستشف سبب طلبه _ انا جاي اتقدم لمرح بنتكم مش ارملة عمي لأنك عارف كويس سبب الجوازة دي وجاي اطلبها بصفتك كبير العيلة وفي مقام ابوها. أعجب سلام بحديثه وقال بحكمة _ انا عن نفسي معنديش مانع وبالنسبة لباقي العيلة انا هتكلم معاهم لإن الرأي مش رأيي لوحدي بس اطمنك إن محدش هيرفض مادام خبطت على بابنا وطلبتها مننا ومقولتش ملهاش أهل واطلب أيدها وخلاص. شعر بالاحراج من نفسه وعلم أن مهران محق فيما قاله فتمتم بثبات _ على العموم أنا موافق لكل شروطهم واللي هما عايزينه. _ واحنا مش عايزين غير راحت بناتنا لما عرفنا موضوع بنت عمها كنا قادرين نقف قدام مهران وناخدها منه بس آمنت عليها معاه لإني لو طاوعت ابوها ورجعتها كانت هتتأذي أكتر، ولما اتكلمت معاه لقيت إن اللي جواه مش بس انتقام فوقفت انا قدام أبوها وسبتها أمانة معاه. عايز اسيب مرح كمان معاك وانا مطمن. أكد سليم بصدق _ اطمن هشيلها في عينيه أومأ له سلام _ على خيرة الله، بكرة إن شاء الله هجتمع بباقي العيلة واتكلم معاهم. زم سليم فمه باستياء فلن يستطيع الانتظار كل ذلك الوقت لكنه رد باستسلام _ تمام اللي تشوفه. ❈-❈-❈ توقفت السيارة أمام منزل عمران وترجل مصطفى منها وهو يشعر بالضيق من إصرار عمه على المجيء طرق الباب بتردد ويتفاجئ بعمه يفتح الباب أشار له بالدخول بصمت مطبق جعل مصطفى يشعر بالخوف منه لأول مرة دلف للداخل فيجد الجميع جالسًا في بهو المنزل وقد أصابهم الوجوم وبالاخص جاسر حمحم بثبات زائف وألقى عليهم السلام _ السلام عليكم
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الخاتمة …….. _ لما انت مش راجل وملكش كلمة كنت بتخطف بنات الناس ليه؟ قالها جمال بغضب وقد وصل إلى اقصى درجة من تهور ابن أخيه لكن مصطفى رفض اتهامه وتحدث بقوة _ لو سمحت ياعمي أنا مقبلش.. تقدم منه جمال ليمسكه من تلابيبه وقاطعه بسخط _ متقبلش ايه وانت استندلت معها وطلقتها في قلب بيتهم وصغرتني وصغرت جدك قدام ابن عمها تقدم جاسر منهم ليفك يد والده لكن جمال نهره بغضب _ اركن انت لسة حسابك جاي لأنك عيل زيه. ابتعد جاسر على مضد وهنا تحدث عمران بهدوء _ استنى ياجمال نعرف ايه السبب الأول. تقدمت جليلة منه وقالت برجاء _ سيبه وخلينا نتكلم بالعقل عشان خاطري ياابني. استسلم جمال لرجاء والدته وأزاحه بيده وجلس على الأريكة مستندًا بمرفقية على ساقه وتحدث بصبر نافذ _ اتفضل احكي ايه اللي حصل تقدمت جليلة منه لتربت على صدره وقالت بتعاطف _ اقعد واحكلنا طلقتها ليه؟ جلس مصطفى على المقعد وهو يخفض رأسه ليس احراجًا من الموقف لكن لأنه لا يعرف ماذا يخبره لن يستطيع التفوه بكلمة مما رآه لن يشوه صورتها أمامهم فغمغم بثبات _ لما عرفت اللي حصل لابن عمها أصرت أنها تروح تشوفه وانا رفضت بس هي كسرت كلامي وسافرت غصب عني ازداد انفعال جمال أكثر وغمغم بغضب _ تقوم تطلقها! وتسيبها وتسيب ابنك وتيجي. اشاح بوجهه بعيدًا عنه فتابع جمال _ تقوم معايا من سكات ترد يمينك وتيجي نشوف هنعمل ايه مع مهران. تحدث مصطفى بحدة رافضًا الرضوخ لقرار عمه _ مش هعمل حاجة ومش هروح مادام هي أختارته بيقى خليها معاه. تمتمت جليلة برفض _ تخليها معاه ازاي وفي بينكم طفل ولا مفكرتش فيه. غمغم بتعند _ هاخد ابني منهم مستحيل اسيبه معاهم. تحدث جاسر بوجل وهو ينظر لوالده _ بس هو في حضانتها ومينفعش تخده منها. لم يجيبه فتحدث جمال بتهديد _ إذا كان ده قرارك انت حر بس متزعلش من اللي هعمله. قطب جبينه بحيرة وسأله _ تقصد ايه؟ نظر اليه جمال بسخرية لاذعة _ وانت فاكر إن الطلاق في الصعيد بيتم كدة وخلاص انا بنفسي هروح واعتذر لمهران واقوله إن عيالي مش قد كلمتهم وحقك علينا واللي هيحكم به انا هنفذه. هم مصطفى بالاعتراض لكن عمران تحدث بلهجة حازمة _ الكلام اللي هقوله ده مش عايز مراجعة فيه هتروح مع عمك ترد يمينك وتطلع على مهران تعتذر لمراتك وتجيبها وتيجي، وإن رفضت محدش منكم يضغط عليها سيبوها لحد ما تهدى وبعدين تروح لها تاني. تحدث جمال بتهكم _ وتفتكر إن مهران هيعدي الموضوع كدة ويسبها ترجع معاه أومأ عمران بثقة _ مهران بيفهم في الأصول كويس ولو انت روحت معاه مش هيقدر يرفض وعلى الاقل هسيب القرار لها نظر جمال لمصطفى بامتعاض فأخطاء الماضي حقًا لا تمر دون حساب أشار له بسخط _ اتفضل معايا. لم يستطيع مصطفى الإعتراض واضطر للذهاب معه فيتنهد حازم براحة _ الحمد لله بمرت بسلام واسمي مجاش في الموضوع نظر إليه جاسر وتحدث بانفعال _ لا وحياتك انا مش هتنفخ لوحدي متفرحش كدة نهض حازم وتمتم بمكر _ انا رايح لجدي عاصم اشوفه عايزني ليه سلام أسرع حازم بالهرب فغمغم معتز باستياء _ خلع الندل. عادت سارة مع وسيلة من المشفى وهي تعيد عليها ما تجبرها على قوله _ زي ما قلتلك الدكتورة قالت بنت هزت وسيلة رأسها بيأس من عنادها وقالت بحيرة _ طيب ليه بس ننكد عليه ما نقوله الحقيقة وخلاص. ردت بإصرار وهي تدلف من باب المنزل _ مستحيل لازم انكد عليه زي ما نكد عليا ومش هعرفه إلا وقت مااولد دلفت للداخل لتجده جالسًا وحده في وجوم وعند رؤيتهم نهض مسرعًا يسألهم عن شئ يبدد قلقه فسألها بلهفة _ عملتي ايه؟ نظرت إلى وسيلة تغمز لها بعينيها وقالت بثبات _ الحمد لله طمنتنا وكله تمام. اومأ لها ينتظر الباقي لكنها ادعت الجهل _ بس. عقد حاجبيه يريد التوضيح أكثر _ بس ايه؟ عرفتي ولد ولا بنت؟ نظرت إلى وسيلة بتحذير ألا تخبره وتمتمت بثبات _ اه ياحبيبي أخت لسيلا إن شاء الله نظرت إلى وسيلة كي تؤكد لها _ صح ياماما هزت وسيلة رأسها بيأس منهم وتمتمت بيأس _ هقول أيه ربنا يهديكم. وتركتهم صاعده إلى غرفتها نظرت سارة إلى جاسر الذي ينظر إليها بغيظ فعلمت بما يعتمل بداخله ويحاول السيطرة عليه فغمغمت بتعند _ الله وانا مالي بتبصلي كدة ليه؟ غمغم بتعند أيضًا _ وانا كمان مالي؟! ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة _ لأ طبعًا مالك، حاجة زي دي منك انت مش مني انا وبعدين انت عملت كدة في وسيلا ودلوقت مش بتقدر تبعد عنك لحظة. وافقها قولها وهو يقول بتسويف _ يبقى كدة عداني العيب بس المرة التانية تقيلة عليا. اهتزت نظراتها بوجل وسألته بعدم فهم _ تقصد ايه مش فاهمة؟ اجفلت بترقب عندما وجدته يتقدم منها وتمتم بجوار أذنها _ يعني التالتة تابتة اتسعت عينيها بصدمة وقالت بغيظ _ ليه متجوز أرنبة؟ تحدث بتهكم _ على اساس إنك أنتي اللي بتربي حضرتك مش كل ما تعيط تلزقيها لامي ولا جدتي. هزت كتفيها وتمتمت بتهتهة _ عادي جداً لأن أول عيل مكنش عندي خبرة فيه إنما التاني غير. نظرت وسيلة إليهم من أعلى الدرج وقالت بيأس _ اطمن ياحبيبي ولد. القت كلمتها وتركتهم لتعود إلى إلى غرفتها. نظرت سارة بوجل من جانب عينيها فتنتفض بخوف عندما رأته يتقدم منها بغيظ فتسرع بالهرب منه وهي تقول بهلع _ كنت بهزر معاك يارمضان انت مبتهزرش. غمغم من بين اسنانه بتوعد وهو يصعد خلفها _ بتهزري ماشي صرخت عندما وجدته يحملها عن الأرض وتحدث بتوعد وهو يدلف غرفتهم _ يعني انا متكدر من الصبح بسبب اخوكي وانتي جاية تكملي طيب استلقي وعدك.. ❈-❈-❈ اوقف مصطفى السيارة أمام بوابة القصر على مضد ولم يحرك ساكنًا تحدث جمال بأمر _ اتفضل انزل. ترجل مصطفى وهو يحاول بصعوبة محو ذلك المشهد الذي يعاد أمامه ولا يترك مخيلته. وبالأخص زوجته تلك الغبية التي وقفت أمام الغرفة وتركتهم داخل باب مغلق، لم يرى عليها الغيرة بل قلق وترقب لا غير. استيقظ مهران الذي لم يستطيع النوم جيدًا على صوت الباب نهض بتثاقل وسمح للطارق بالدخول وكانت سامية _ جوز الست حلم وعمه جمال تحت. ازاح مهران الغطاء عنه وسألها بجدية _ جمال المنياوي؟ _ أيوة يابيه هو. دلف المرحاض ليغسل وجهه وقال بأمر _ ضايفيهم وانا جاي حالاً خرج بعد.قليل ليجد حلم واقفة أمام غرفته بتوتر وعند رؤيته أسرعت إليه لتخبره _ مصطفى وعمي تحت. ابتسم ليطمئنها وتمتم بهدوء _ اطمني انا عارف هعمل ايه كويس بس اللي هقولك عليه تنفذيه انا مش هقدر اعارض عمه عشان جاه بنفسه فلازم هوافق ترجعي وهنا دورك انتي ترفضي تمام؟ أومأت له بطاعة فربت على كتفها _ طيب انا هنزل عشان مينفعش اسيبهم اكتر من كدة وبعدين هعرف انا بعمل كدة ليه. جلس مصطفى وهو يضع قبضته على فمه وتحدث بامتعاض _ شايف قلة الذوق؟ زم جمال فمه بغضب من رعونته وغمغم باحتدام _ احنا اللي جايين من غير ميعاد وبعدين منتظر ايه أول ما يسمع إن جنابك شرفت يجري ياخدك بالحضن! دلف مهران المكتب وهو يرحب بجمال متجاهلاً مصطفى _ أهلاً ياحاج جمال نورت القصر صافحه جمال بثبات _ منور بأهله جلس مهران وهو ينظر إلى مصطفى بفتور كأنه ينتظر حديثه لكن جمال هو من تحدث _ مصطفى جاي عشان يصلح اللي حصل وعايز مراته وابنه يرجعوا معاه. نظر مهران إلى مصطفى وتحدث بجمود _ وهو فاكر إن اللي حصل ده هيعدي بسهولة، إن كان عدى قبل كدة فمش هينعاد من تاني، وبعدين انت سيد من يفهم في الأصول. نظر جمال لمصطفى بسخط حاول السيطرة عليه ثم رد قائلاً _ عارف وعشان كدة انا جاي بنفسي أصلح اللي حصل وبطلب منك انها ترجع معايا مش معاه وبعدين دي كانت بدافع الغيرة أنها كسرت كلامه وسافرت من غير موافقته وانت صعيدي وعارف إن ده أكيد ميصحش. استشف مهران من حديث جمال بأن مصطفى لم يخبره بما رأه وقد كانت لافتة جيدة منه فتمتم بتأكيد _ عندك حق وانا غلطها في حاجة زي دي بس الغلط كان من البداية لما دخل بيتي وأخد حرمته وهرب بيها وابنك كان عارف وساعده على ده، وهو دلوقت طلقها في نفس البيت اللي أخدها منه يبقى يوم ما يفكر يرجعها يمشي تبع الأصول ولعلمك لولا مكانتك عندي وعارف إن كله حصل من وراك أنا مكنتش دخلته بيتي ولا خليته يشوف ضفرها مرة تانية. اندهش مصطفى من حديثه والثقة التي يتحدث بها وهم بالاعتراض لكن ليس أمام عمه وتابع مهران بحزم _ انا هبعتلها عشان تقعد معها وتقنعها وإن وافقت معنديش مانع وإن رفضت ده بيتها ومقدرش أجبرها انها ترجع. أشار مهران لجمال كي يتقدمه ويخرج إلى بهو القصر كي يتحدث مع حلم. عاد مهران بعد قليل ليجد مصطفى على نفس وجومه تقدم ليجلس قبالته وغمغم برصانة _ فهمت إنك متكلمتش عن اللي حصل قدام عمك وعشان كدة أخدتها نقطة في صالحك. نظر إليه مصطفى بسخط وغمغم بغضب _ لإني حفيد عمران المنياوي واني مينفعش أخوض في عرضي قدام حد حتى لو كان اقرب الناس ليا ومتفتكرش إن اللي حصل ده هيعدي بالساهل انا جيت بس عشان مصغرش عمي لكن اللي حصل ده مش هيعدي. ابتسم مهران وتحدث بثقة _ لا هيعدي وعملتك انت القديمة او الجديدة اللي مش هتعدي. قطب جبينه بحيرة وتحدث بانفعال _ انا اه حرضتها على الهرب بس اتجوزتها بموافقة امها وخالها مش خطفتها زي ما بتقول واتجوزتها من ورا أهلها. هز مهران رأسه بتفاهم واسند مرفقيه على ساقه وتحدث بجدية _ انا اه كنت حاضنها وهي كمان كانت حضناني اشتعل الغضب بداخل مصطفى وهم بالتحدث لكن صوت مهران منعه _ لإن طبيعي الواحد يحضن أخته. زم فمه بغضب شديد من حديثه وغمغم باحتدام _ اختك بأمارة أيه؟ انك كنت عايز تتجوزها لدرجة التهديد رد مهران بحدة _ أختي لأنها فعلاً أختي ومكنش حد مننا يعرف عقد حاجبيه بشك فأومأ له مهران _ أنا اخوها مش ابن عمها زي ما كنا متخايلين والحاجة الوحيدة اللي شفعتلك إنك انقذتنا من مصيبة كنا هنقع فيها ومش عارف وقتها كان مصيرنا هيبقى ايه. في الخارج جلست حلم بجوار جمال الذي حمل مالك بحفاوة وفرحة حقيقية بإضافة حفيد آخر لضمن احفاده نظر إليها وتحدث بتعاطف _ عاملة ايه ياحلم؟ ابتسمت بامتنان _ الحمد لله احسن متشركة لمجيك وسؤالك عني. _ على ايه؟ بصرف النظر عن مصطفى بس انتي زي بنتي ووأكيد عارفة كدة. اومأت بتأكيد _ عارفة طبعاً ياعمي اتفضل أقعد جلس بجوارها وتحدث بجدية _انا عارف طبعاً إنك مجروحه من مصطفى وليكي حق بس كانت لحظة غضب وخلاص جاي عشان يرجعك. اخفضت عينيها بأسف _ صعب أوي أرجعله بالسهولة دي حضرتك متقبلهاش على ليلى _ عارف ومقدر بس في بينكم طفل لا هو هيقدر يبعد عنه ولا انتي تقدري تحرميه من أبوه. انكرت برفض _ ياعمي انا مش بحرمه من ابنه كل الحكاية إني محتاجة وقت عشان انسى جرحه ليا، وبعدين هو مش ردني يبقى خلاص قله يطمن مش ههرب منه. _ طيب ليه متقوليش أنه مش قادر يبعد عنك؟ _ وليه برضه متقولش أنه تملك _ وهو التملك بييجي من غير حب؟! شوفي ياحلم مفيش حد في الدنيا بيحب يملك حاجة هو مش بيحبها، وانتي عارفة كويس أوي أن مصطفى بيحبك والموضوع قصة غيرة مش أكتر. قطبت جبينها بحيرة من حديثه وتحدثت برفض _ وهي الغيرة تخليه يمنعني إني اقف معاه ومع مراته في الظروف اللي كانت فيها دي، وانت عارف إنه ملوش حد غيري. _ لأنه كان خايف عليكي مش أكتر. اشاحت بوجهها وغمغمت بتعند _ معلش ياعمي ارجوك سيبني شوية على الأقل عشان خاطر مراته اللي محتجاني معاها. عقد حاجبيه متسائلاً فأخبرته قائلة _ أصل مراته ولدت امبارح والبنات في الحضانة مينفعش اسيبهم دلوقت أومأ لها بتعاطف _ اه طبعًا خليكي معاهم وانا هدخل اتكلم معاه افهمه. اعطاها مالك وعاد للمكتب فيجد مصطفى في حالة وجوم غريبة تقدم من مهران وتحدث بحبور _ مبروك يامهران مع انها جات متأخرة انا لسة عارف دلوقت من حلم. رد مهران بابتسامة _ مش متأخرة ولا حاجة الفرحة اللي بجد يوم ما يخرجوا من المستشفى. _ إن شاء الله يخرجوا بألف سلامة نظر إلى مصطفى وقال _ يلا يامصطفى. رمش مصطفى بعينيه وكأنه استوعب لنفسه بعد تلك الصدمة التي تلقاها من مهران، فتمتم برفض _ مش همشي من غير مراتي وابني. قطب جمال جبينه بحيرة واندهش من إصراره وهو من اجبره على المجيء _ بس هي رفضت وقالت انها عايزة تفضل مع مرات مهران لحد ما تتحسن. رد بإصرار أشد _ خلوني اتكلم معها واقنعها بس مش همشي من غيرها. رفض مهران تلك المرة وتحدث بحزم _ سيبها دلوقت ولما تكون جاهزة أنا بنفسي اللي هكلمك عشان تاخدها إنما دلوقت لأ، انا عملت تقدير لمجي عمك وإلا مكنتش هسمحلك تدخل القصر بعد اللي عملته لو هي عايزة تروح معاك مكنتش همنعها بس هي طلبت إنها تبعد شوية يبقى تسيبها براحتها لحد ما تهدى. أكد جمال رأي مهران _ سيبها ولما تهدي يبقى اتكلم معها. حاول الاعتراض لكن جمال تحدث بحزم _ قلت سيبها بلش أكرر كلامي وافق على مضد وخرج مع عمه ومازالت تلك الصدمة مسيطرة على تفكيره. ……. عاد إلى المنزل ومصطفى في حالة وجوم ادهش جمال حاول التحدث معه عن السبب لكنه آبى التحدث دلف للداخل فوجد الجميع في انتظارهم القى عليهم السلام وتوجه مسرعًا إلى غرفته همت سارة باللحاق به لكن جمال منعها _ سيبيه ياسارة خليه لوحده شوية نظرت لعمها بقلق وسألته _ ليه ايه اللي حصل؟ جلس جمال على المقعد وتحدث بحيرة _ مش عارف مهرن قاله أيه خلاه بالحالة دي انا سيبتهم وروحت اتكلم مع حلم رجعت لقيته مسهم كدة غمغم جاسر بحدة _ اوعى يكون قل ادبه معاكم؟ _ الراجل اتكلم بكل ذوق واحترام ومكنش ممانع لحد ما هي قالت لأ. تمتمت وسيلة بتأثر _ على قد ما هو صعبان عليا بس هي كمان غصب عنها ومن حقها اللي عملته، يلا ربنا يهديهم لبعض. نظر اليها جمال وقال بجدية _ يبقا خدي سارة وروحلها وبالمرة تباركوا لمراته لأنها ولدت. فرحت سارة بذلك الخبر فقد حبت تلك الفتاة من أول مرة رأتها فيها وأرادت حقًا التعرف عليها ❈-❈-❈ تلقى سليم خبر موافقة العائلة على زواجهم بفرحة عارمة وشرع في استعداده للزواج لا يريد الانتظار لحظة واحدة بدأت مهرة تسترد صحتها ولم تتركها مرح وحلم لحظة واحدة اما مهران فكان سعيدًا بتلك العائلة التي ملئت فراغه وقضت على الوحدة التي كان يعاني منها وعودة حلم التي أعادت إليه الحياة وقضت على شعور الذنب الذي أرقه ليالي طويلة وكم زادت سعادته بحضور جاسر ومعه والدته وزوجته وفي نفس الوقت آتى سليم ليخبره بموافقة الجميع على زواجه من حلم توصدت العلاقة بين الجميع وبالأخص بين سارة ومهرة التي احبتها صدقًا أصرت مهرة على الذهاب إلى المشفى لترى أطفالها ولم يستطع مهران رفض رجاءها ذهب معها إلى المشفى وهي تستند عليه وحنين جارف يأخذها لأطفالها وقفت أمام زجاج الغرفة التي تفصلها عنهم وفور رؤيتها لأطفالها داخل الحضانة ادمعت عينيها بحنين إليهم ونظرت إلى مهران لتقول برجاء _ مهران عايزة المسهم. _ بس لو لمستيهم هيبقى صعب أوي تسيبيهم، عشان كدة مكنتش عايز أجيب تشوفيهم. وضعت يدها على الزجاج تملس عليه وكأنها تريد أختراقه لتلمسه _ مش هقدر اشوفهم كدة وملمسهمش رأف مهران بحالها _ حاضر هكلم الدكتور ولو ينفع هخليه يطلعهم وتشليهم. ذهب للطبيب وتركها تنظر إليهم بشوق حتى عاد إليها يخبرها بموافقة الطبيب جلسا في غرفة جانبية ينتظروا رؤيتهما حتى مر وقت طويل نظرت إلى مهران وسألته بقلق _ هما أخروا كدة ليه؟ طمئنها مهران _ اكيد بيلبسوهم عشان مينفعش يطلعوا كدة في البرد ده؟ وبعد وقت قصير مر عليهم سنين جاءت الممرضتين حاملين ابنتيها أخذت احداهما بين يديها بلهفة وحنين والأخرى أخذها مهران بقلب لهيف عليها ابتسمت بسعادة وهي تلمس يدها الصغيرة وتمتمت لها بوله _ حتة مني ومن جوة قلبي. أحاطها مهران بذراعه الأخرى ليكونوا جميعهم في أحضانه وتمتم بحب _ الحمد لله الدكتور قال إننا نقدر نخرجهم من الحضانة. رفعت بصرها إليه تستفهم معني كلمته فيومأ لها مؤكدًا فتتسع ابتسامتها بسعادة كبيرة وهي تنهض بابنتها وكذلك هو وعادوا بهما إلى المنزل ملئت السعادة ذلك القصر الذي شاهد الكثير والكثير من المآسي ولم يعد يلقب بقصر الاشباح كما اطلقوا عليه من قبل لم ييأس مصطفى من طلب العفو منها بل ظل مرارًا وتكرارًا يذهب إليها وهي مازالت على إصرارها بالرفض واليوم آتى مصرًا على التحدث معها وقف الجميع في غرفة الطفلتين بسعادة لعودتهما سالمين وظل مالك يبقى كي يحمل واحدة منهم عندما وجد عمر يحمل الأخرى فقال مهران بغيظ _ احنا بدأنا من دلوقت ولا أبوك موصيك تردها واحدة قصاد التانية ضحك الجميع وقالت مهرة بغيظ _ انت هتعمل حما من أولها ولا أيه اهدي كدة وسيب الولد يشيلها اخذت حلم حور ووضعتها بين يدي مالك الصغيرة فضحك بسعادة ومال عليها يقبلها مما جعل مهران يغمغم بضيق _ هي فيها بوس كمان. رفعت حلم حور من بين يدي مالك واعطتها له قائلة _ خلاص اتحسبت عليها وكدة لازم يتجوزها حمل طفلته من يد حلم ونظر إلى مرح التي تجلس بجوار عمر وقال بثبوت _ ايه رأيك نعمل الفرح وعقيقة البنات في يوم واحد يامرح سليم مش مبطل زن. ابتسمت مرح بخجل وتمتمت برهبة _ اللي تشوفه _ الاسبوع الجاي كويس؟ رفضت مهرة _ لأ طبعاً اسبوع ايه! مش هنلحق ايدت حلم رأيه _ لا هنلحق هي كل حاجة جاهز والفستان في يوم ننزل نختاره وخلصت الحكاية. نظرت مهرة إليها لتسألها _ ايه رأيك يامرح؟ هزت كتفيها بخجل وتمتمت بخفوت _ اللي تشوفيه طرق الباب ودلفت سامية وتقدمت منهم وقالت لمهران _ مصطفى بيه برة وعايز حضرتك. نظر مهران لحلم وتحدث بجدية _ اظن كفاية عقاب لحد كدة وارجعي مع جوزك، عشان خاطر ابنك على الأقل. هزت راسها بنفي وقالت من خلف قلبها _ بس انا مش جاهزة دلوقت _ طيب على الأقل اقعدي معاه مينفعش تسيبيه كدة. وافقت على مضد ونزلت الدرج لتجده جالسًا في بهو المنزل ينتظرها وفور رؤيتها تقدم منها ليقول بحنين _ ازيك حلم استطاعت بعناء الثبات أمامه وقالت بهدوء _ الحمد لله نظر إلى عينيها بلوعة وتمتم بوله _ وحشتيني اوي اهتزت نظراتها وشعرت برعشة تنتابها فتمتمت بجمود _ خير؟ دنى منها اكثر وامسك بيدها يقبلها وتحدث بشوق _ البيت وحش أوي من غيرك كفاية بقا وارجعي. ازدردت لعابها بصعوبة وقلبها أخذ يهدر بعنف يطالبها بالعودة إليه وقالت بثبات زائف _ بس انا مش جاهزة دلوقت على الأقل سيبني وضع يده على فمها واحاط ذراعها بيده الأخرى غير عابئ بالمكان ولا الزمان وتمتم بحنين _ مش هقدر أخطي برة القصر ده من غيرك حتى لو وصلت إني أفضل معاكي هنا بس مش هسيبك وامشي رفرفت باهدابها لينتفض سرب الفراشات فيلتهب قلبه بفعلتها وتابع بولع _ أرجوكي أنا اتعاقبت بما فيه الكفاية وخلاص مبقتش قادر اتحمل، شهر بحاله وانا بتعذب ليل نهار وخلاص تعبت. رفعت عينيها إليه ليقضي بعينيه التي ترجوها على ما تبقى من ثباتها واردف بوله _ أرجعي ياحلم عشان خاطري. لم تستطيع الصمود اكثر من ذلك ووجدت نفسها تتستجيب لعناقه وهو يقربها من قلبه الذي يطالب بها لكن ابتعدا عن بعضهم عندما سمعوا حمحمت مهران فنظرت إلى مهران بخجل وتمتمت برهبة _ انا هطلع اشوف مالك وأسرعت بالهرب للأعلى. نظر اليه مهران بمكر وتحدث بجدية _ اتفضل نتكلم في المكتب أومأ له مصطفى ودخل خلفه المكتب وقال بثبوت _ أنا عايز مراتي. أشار له بالجلوس وقال بهدوء _ اتفضل اقعد الأول. جلس مصطفى على مضد وجلس معران قبالته وتحدث بجدية _ انا معنديش مانع أنها تروح معاك بس.. عقد مصطفى حاجبيه متسائلاً فتابع مهران _ بس أنا محتاجها معايا الأسبوع ده _ ممكن تتكرم وتعرفني السبب؟ عاد مهران بظهره للوراء وتحدث بثبات _ أكيد طبعًا والسبب إني عامل مناسبة برجوع بناتي وفرح على بنت عم مراتي وبما إنها وحيدة فكنت محتاج أختي تكون معها، ويوم الفرح تقدر تاخدها وتمشي مش همنعك. حاول مصطفى السيطرة على رغبته بأن يأخذها عنوة ويلقي بتعقله عرض الحائط لكنه جمح تلك الرغبة وتمتم بثبات _ وانا ذنبي ايه؟ ابتسم مهران بتهكم وقال بثبوت _ عادي بقا مجتش على أسبوع كمان. أومأ له مرغمًا ونهض _ طيب أنا همشي دلوقت ويوم الفرح مش هقبل أي أعذار نهض مهران بدوره ووقف أمامه ليقول بحكمة _ انا اديتك كلمتي ومادام قلتلك يوم الفرح يبقا خلاص. مرت الأيام وجاء يوم الزفاف ومرح لا تصدق بأنها أخيرًا أصبحت له كانت تقف مع حلم ومهرة وسارة التي أصرت عليها حلم لحضوره نظرت مرح إلى مهرة وسألتها بقلق _ مهرة أنا بحلم؟ ضحكت مهرة ونفت قائلة _ لأ مش بتحلمي والواد واقف تحت هيتجنن مستنيكي تنزلي. نظرت إلى صورتها في المرآة وتمتمت بوجل _ انا حلوة؟ قلبت حلم عينيها بيأس من تكرار ذلك السؤال وقالت _ والله حلوة وزي القمر يلا بقا ننزل. نهضت سارة بصعوبة وهي تضيع يدها على جوفها الممتلئ وتمتمت بضيق _ أنا شوية كمان وهنكد عليكم وابيتكم معايا في المستشفى ضحكت حلم وقالت بتمني _ ياريت والله وأهو بالمرة تخلي مصطفى يقول حقي برقابتي طرق الباب ودخل مهران ليسألهم _ جاهزين ولا اخليه يمشي. تقدمت مهرة منه وقالت _ لأ خلاص جاهزة ساعدتها حلم ومهرة في نزول الدرج فتجد سليم ينتظرها ببدلته التي تراه بها لأول مرة كان ينظر إليها ومازال لا يصدق بأنها أصبحت أخيرًا ملكًا له ظل يتطلع إليها ومع كل درجة تقربها منه تخطف أنفاسه حتى كادت أن تزهق روحه في الدرجة الأخيرة تقدم منها بلوعه ولم يبالي بمن حوله فقط عينيها التي تنظر إليه بحياء أرهق قلبه قضى على المسافة الفاصلة بينهما ومال عليها ليتمتم بخفوت بجوار أذنها _ تيجي نهرب؟ ازداد خجلها فابتعد عنها قليلاً كي يعرف ردها والتي لم تبخل عليه به فهزت رأسها بالموافقة ولم ينتظر حينها لحظة واحدة وقام بجذبها من يدها وركض بها خارج القصر وسط ضحكات الجميع وساعدها على الصعود داخل السيارة وأخذ هو مقعده متوليًا القيادة وانطلق بها إلى وجهته. نظر مهران إلى مهرة وقال براحة _ أحسن، انا أصلاً تعبان وعايز انام بدري نظر إلى مصطفى الذي تقدم من حلم واردف _ وادي حلم التانية جوزها جاي ياخدها ويجري وميبقاش غيري انا وانت ياقمر. تقدم مصطفى من حلم وقال باشتياق _ حلم يلا عشان نروح بيتنا. لم تسمعه لأنشغالها بسارة التي استندت على جاسر بتعب وقالت بقلق _ استنى نشوف سارة مالها نظر مصطفى إلى حيث تقف سارة ووجد التعب واضحًا عليها ورغم قلقه إلا أنه غمغم بغيظ _ وانا مالي نظرت إليه بحدة _ وانت مالك ازاي. انتبه لجاسر الذي يناديه _ مصطفى جهز العربية عشان نروح المستشفى تقدم مهران وزوجته منهم وسألتها بقلق _ مالك ياسارة. تحدثت سارة بألم _ قلتلكم خلصوا ياإما ابيتكم في المستشفى البسوا بقا كتم مهران ضحكته ونظر إلى مهرة قائلاً _ اطلعي انتي للبنات وانا هروح معهم أومأت له مجبرة وذهب معه مهران بسيارته وظل معهم ❈-❈-❈
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الخاتمة ٢ ……… اوقف سليم السيارة أمام المنزل والتفت إلى معشوقته التي تنظر إليه بخجل لا يصدق حتى الآن بأنها أصبحت زوجته، استلذ نطق تلك الكلمة وهي جالسة بجواره بثوب الزفاف الذي انتقاه لها وتمتم بوله _ مبروك. هربت بعينيها بعيدًا عنه لكنه أمسك ذقنها بأنامله يجبرها على النظر إليه وتحدث بولع _ بلاش تبعديهم عن لإني خايف أكون بحلم وعايز اشبع منهم قبل ما افوق تطلعت بعينيه التي تحتويها بشغف كبير وتمتمت بخفوت _ وانا كمان حسة أنه حلم جميل وخايفة افوق منه. جال بعينيه على ملامحها وتمتم بشوق _ ونفوق ليه! خلينا جواه استقرت عينيه على ثغرها الذي أراد تذوقة وأردف بعشق _ لو كان حلم مش عايز افوق منه إلا لما اعرف طعمهم الأول. وقبل أن تفهم مقصده وجدت ثغرها بين شفتيه يقبلها بحب وشوق، بلهفة وحنين، بعنف وروية وهي مستسلمة بين يديه تنعم بذلك الدفئ الذي غلفها به كانت شفتيه تحكي مدى اشتياقه وشغفه بها وهي مستسلمة بين يديه ابتعد عنها بعد.قليل عندما شعر بحاجتها للهواء وقد احمرت وجنتيها بخجل من فعلته وضع جبينه على خاصتها وتمتم بحشرجة _ بحبك. أخفت وجهها داخل صدره ليضحك هو من فعلتها ثم يفتح الباب ويترجل بهدوء ويلتف ليفتح لها الباب من حهتها ويساعدها على النزول وقف ينظر إليها بسعادة وكأنها شئ مقدس استطاع الوصول إليه بعد عناء فتمتم بلوعة وهو ينظر إلى شفتيها _ لما سألت عن الخمرة وليه الناس بتحبها كدة ومتعلقة بيها قالوا انها كل ما تشرب منها كل ما تعطش لها أكتر، زي ما حصل من شوية لما دقتهم عطشت ليهم أكتر بس للأسف هتحمل شوية اندهشت من حديثه وفجأة جذبها ودلف بها للمنزل كان الجميع نيام فأخذها وسار بها لغرفة الملحق في حديقة المنزل سألته بدهشة _ احنا جايين هنا ليه؟ سحبها من يدها ودلف بها للداخل وهو يقول _ اصبري ومتستعجليش. لكن قبل أن يفتح الباب قام بأخذ عصابة بيضاء موضوعة على مقبض الباب وكأن من وضعها يعلم ما فائدتها ووقف خلفها تحت نظراتها المندهشة ليقوم بوضعها على عينيها وهي تسأله بريبة _ سليم انت بتعمل ايه؟ أخذ بيدها بعد أن فتح الباب وجذبها للداخل وهو يقول بهدوء _ براحة كدة وأدخلي دلفت الغرفة وهي تتشبث بيده حتى وقف بها في منتصفها وأدارها بين يديه ليرفع تلك العصابة عن عينيها فتتفاجئ بالغرفة التي فرشت بالورود على الأرضية وعلى الفراش الوسير والشموع التي أضاءت المكان بهالة تخطف الأنفاس لم تجد الكلمات التي تصف بها مدى سعادتها وشعرت بيديه تحيطها من الخلف لتقربها إلى صدره العريض وقال بوله _ حبيت اول ليلة تكون عوض عن ليالي العذاب اللي عشتها في المكان ده. التفت بين يديه لتنظر إليه بعيون عاشقة تناجي عينيه التي تلتهمها بشوق وتمتمت بهيام _ أي مكان هيجمعنا هيكون بالنسبة لي جنة حتى لو عشنا مع بعض في الجحيم، الماضي ده صفحة وانقطعت من عمرنا ودلوقت هنملى صفحاتنا بادينا من غير ما حد يدخل يدمرها ابتسم بشغف وتمتم بحبور _ وانا أوعدك إني مش هسمح للحزن يدخل بينا وهعيش عمري كله عشان أسعدك. لم يعد يطيق صبرًا أمام تلك المشاعر التي فرضه وجودها أمامه فترك لها العنان وهو يقربها منه ليلتقف ثغرها بقبله بث فيها مدى اشتياقه وولعه بها وكلما ارتوى من شهدها كلما شعر بالظمأ أكثر وهي مستكينه بين يديه ترحب بتلك المشاعر التي تجتاحها ❈-❈-❈ عاد مهران إلى غرفته بعد أن اطمئن على زوجة جاسر وترك أخته مع زوجها واسرع بالعودة إليها وجدها نائمة على الفراش كالملائكة وخصلاتها التي تعذبه بلا رأفة متناثرة على الوسادة وتسقط بعضًا منها محياها العاشق لملامحه خلع جلبابه وألقاه على المقعد ثم استلقى على الفراش بجوارها ورفع أنامله ليبعد تلك الخصلات بعيدًا عن وجهها الذي يعشقه شعرت به ورفعت جفنيها بتثاقل فينشق ثغرها عن ابتسامة ساحرة ارهقت قلبه وتمتمت بصوتها الأسر _ رجعت أمتى؟ ابتسم لها بحب وتمتمت بعشق _ لسة راجع دلوقت. غاصت في أحضانه ليحتويها أكثر ويزرعها داخل ضلوعه فتظل داخلها لا تبعد عنها مهما حدث لكن لم يكن هذا ما يريده بل يريد هو الغوص في شموسها المضيئة وينعم بدفئهما الذي لم يرى له مثيل ابعد وجهها عن صدره وتمتم باحتواء _ مش عايز العيون دي تبعد عني لحظة واحدة عايزهم ديمًا قدام عينيا ميغبوش لإنهم لو غابوا هتسود دنيتي من تاني. تطلعت إليه بهيام ولذلك الرجل الذي أبدل حياتها كلها وأنقذها من ضياع محتم وأمسك بيدها لتسير معه في طريق مليء بالورود _ مهران انت الحاجة الحلوة الوحيدة اللي صادفتها في حياتي وأجمل عوض ربنا عوضني بيه عن العذاب اللي شوفته. ملس بابهامه على وجنتها وتمتم بحبور _ نفس احساسي يمكن اكتر بكتير، اقتحمتي حياتي وصحيتي قلبي اللي حكموا عليه بالموت عشان يكون بالقسوة اللي كان عليها بس انتي غيرتي كل ده وبدلتي دنيتي ورجعتيني من طريق نهايته دمار والأهم من كل ده انك رجعتيلي ثقتي بنفسي. _ طيب وبناتك؟ هز كتفيه ببساطة وتمتم بجدية مصطنعة _ لأ دي عادي لأن لو واحدة غيرك هتعملها، سهلة يعني. ضحك باستمتاع عندما وكزته في كتفه وقالت بغيظ _ تصدق انت رخم. اتسعت عينيها بصدمة وهو ينظر لمكان ضربتها وغمغم بحدة مزيفة _ انتي قد الضربة دي؟ هزت رأسها بتأكيد _ اه قدها هتعمل ايه يعني؟ تمتم بتوعد __ لاااا في دي بقا هعمل كتير بس انتي اتحملي عقابك. مال عليها يقبل تلك الشفاة التي ارهقته ولم يعد يتحمل البعد عنها اكثر من ذلك عافرت معه فمازالت مستاءه منه لكنه استطاع ترويضها وجعلها تستسلم لتلك المشاعر التي فرضها العشق عليها فتجد نفسها تبادله قبله وتغوص معه في ذلك العالم الذي لا يدخله سواهم. ❈-❈-❈ حمل جاسر ابنه بسعادة بالغة وتقدم من سارة ليضعه بين يديها كي تطعمه ونظرت إليه بلهفة وهي تتأمل ملامحه التي شابهت كثيرًا ملامح والدها بل نقول صدقًا ملامح منصور وكأنه نسخة أخرى خلقت له لكنها لم تقول ذلك بل تمتمت بترقب _ فيه شبه كبير منك. صحح لها _ لا وحياتك ملامحه اكتر لمنصور، زي ما يكون انكتب عليا. نظرت بحنين لملامحه وصورة والدها لا تفارق مخيلتها وشعور جارف بالحنين إليه مهما فعل سيظل والدها ويظل ذلك الحنين يربطها به مهما فعل. وقد شعر جاسر بما يعتمل في داخلها فجلس بجوارها ليضم كلاهما إلى صدره وتحدث بثبات _ هنقضيها نكد.ولا أيه أنا روحتهم كلهم عشان نعيش الفرحة دي مع بعض بلاش نضيعها. ضيقت عينيها بشك وسألته _ فرحتك بالولد يعني؟ ابتسم لها بحب وتحدث بصدق _ فرحتي بمولود جديد نور حياتنا مش قصة ولد ولا بنت، فرحتي بأنك قمتي بالسلامة والفرحة الأكبر بعيلتي اللي بتكبر شوية بشوية ولد بنت دي حاجة بايد ربنا ملناش دخل فيها، المهم انتي وبس انتهت من اطعام طفلها فأخذه جاسر ليضعه في مهده ثم عاد إليها ليستلقي بجوارها. وضع رأسها على صدره ليقبل جبينها بحب وشوق وتمتم باحتواء _ بحس إن الدنيا كلها بين ايديا وانتي في حضني اخفت وجهها في تجويف عنقه وتمتمت بخفوت _ وانا بحس بالأمان اللي معرفتوش إلا وانا معاك وفي حضنك ❈-❈-❈ خرجت من المرحاض وتقدمت من المرآة لتمشط شعرها وهو مستلقي على الفراش ينتظرها تقابلت اعينهما في المرآة ونظرات العتاب التي تطلعت إليه بها ارهقته فنهض ليدنو منها كالمسحور بذلك الجمال الذي يراه أمامه ازدرد لعابه بصعوبة وهو ينظر لأكتافها العارية وتلك المنشفة تحيط خصرها بتملك وضع يده على اكتافها يقربها من صدره ويميل على عنقها يستنشق عطرها النادي ويطبع قبله عليه جعلت نبضاتها تزداد بعنف ونظرات العتاب تحولت لعشق لن تغيره السنين ببطئ وهدوء أخذ منها الفرشاة وبدأ هو بتمشيط شعرها وعينيه لا تفارق عينيها كان يمشط خصلاتها ببطئ وهدوء ويضع قبله على كتفيها بين الحين والآخر حتى انتهى والقاها باهمال على الطاولة وأدار حلم التهائه في بحوره بين يديه وغمغم باعتذار _ آسف. كانت كلمة واحدة لكن أظهرت مدى تأثره بفراقهما فلم تعد تستطيع الثبات أكثر من ذلك و جدت ذراعيها تحيطه بحب وتمتمت بوله _ سامحتك من أول ما جيت عشان ترجعني مع إنك كنت مجبور، بس سامحتك لإني عارفاك أكتر من نفسي وعارفة إن الحب اللي جواك مستحيل يتحول من لحظة شك، وإن الغيرة اللي دفعتك لكدة لكن كان لازم اعاقبك على الكلمة دي…. وضع يده على ثغرها يمنعها من المواصلة وتحدث برفض _ مش عايزين نفكر في أي حاجة غير رجوعنا تاني لبعض واوعدك إن اللي حصل مش هيتكرر تاني. توقفت الألسن عن الكلام وبدأ حوار النظرات والتي لم تدوم طويلًا ومال عليها يقبلها بشفاه تحكي لها عن مدى اشتياقه لها قبله اختلفت كثيرًا عن ما قبلها كانت يديه تقربها إليه كأنه يريد زرعها بداخله لكنه خففها قليلًا عندما صدرت منها أهه خفيفة وترك لفمه التعبير عن اشتياقه وولعه بها. ❈-❈-❈ ظلت وسيلة تزرع الغرفة ذهابًا وإياباً حتى تهدئ الصغيرة و لكن لافائدة تنهد جمال بيأس ونهض من فراشه وتقدم منها ليأخذ الفتاة _ هاتي انا أنيمها أخذها جمال في احضانه لتستكين بين يديه أخيرًا وتنام فيضعها جمال في فراشها وهو يغمغم بغيظ _ هو يخلف وانا أربي. ضحكت وسيلة وتقدمت منها ليحتويها بذراعيه وتمتم بغيظ _ ماشي اضحكي براحتك. اوقفت ضحكتها بصعوبة وقالت بدلال _ اصلك محسسني إننا لسة صغيرين ياحبيبي انت بقيت جد. رفع حاجبيه متسائلًا _ يعني انتي شيفاني عجزت وخلاص اتركن على بقا الرف؟ هزت كتفيها وتمتمت بغنج _ لأ مش باين عليك بس انا اللي عجزت خلاص. جال بعينيه على ملامحها التي لم يظهر عليها الكبر سوى من بعض الخصل الرمادية والتي زادتها جمالًا وتمتم بحبور _ مين اللي يقدر يقول كدة! انا لسة شايفك البنت اللي خطفت قلبي وعلقتني بيها وعمر السن ما يغير فيها حاجة قبل عينيها وتمتمت بوله _ عينيكي اللي بغرق فيهم كل ما ابصلهم وخدك اللي بيحمر بخجل كل ما اغازلهم وشفايفك اللي بتغريني وبتخليني افضل عطشان ليهم يبقى ايه اللي اتغير كان يتحدث وهو يقبل كل ما تقع عليه عيناه حتى وصل إلى شفتيها التي لم يستطيع تركها وغرق بهما يبث لها مدى ولعه بها
تمت بحمد الله
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا