القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عبق الماضي الفصل العشرون والواحد وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم روز أمين

 

رواية عبق الماضي الفصل العشرون والواحد وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم روز أمين 




رواية عبق الماضي الفصل العشرون والواحد وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم روز أمين 


بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين 


الفصل العشرون 


داخل مدينة الإسكندرية 

و بعد إسبوعٍ كان قد قضاهٌ عز بغرفة ياسين متجنبً تلك المتعجرفة كي يهذب روحها و يؤدبها مثلما أمر الشرع ،، كادت تجنٌ من تجاهلهٌ المتعمَد حتي أمام أهل المنزل بالأسفل مما جعلها تشعر بالإهانة و الذُلِ و الإنكسار 


شعرت منال بحجم خطأها الكبير التي إقترفته بحق زوجها الراقي و الذي لم يٌسئ إليها مطلقاً مٌنذ أن تزوجته ،، بل علي العكس دائماً ما يٌلبي لها جميع مٌتطلباتها من ملبس و مجوهرات و مأكل و حتي الخروجات و لكن بحدود و في أماكن ترقَي إلي مستوي عز و منصبة الرفيع ك عقيدٍ في جهاز المخابرات المصرية و ما لهُ من مكانه خاصة بداخل الجهاز 


ليلاً داخل غرفة ياسين و طارق 

كان يتمدد فوق تخت صغيرةُ طارق الغافي بجانبه بسلام ،، ناظراً في سقف الحُجرة بشرودٍ وتفكر   ،، أما ياسين فكان يجلس فوق مكتبه يتابع دروسهُ بإهتمام كعادتهِ 


إستمع إلي طرقات خفيفه فوق الباب و دلفت بعدها منال دون إنتظار الرد ،،نظرت خجلاً إلي عز و تحدثت بنيرة هادئة ٠٠٠ من فضلك يا عز،،  أنا عاوزة أتكلم معاك 


لم يعر لحديثها أية إهتمام بل ضل علي وضعه و لم يتحرك لهُ ساكن،، فتحدثت هي من جديد بصوتٍ راجي ٠٠٠ أرجوك يا عز  !! 


أجابها بصوتٍ رخيم بارد دون عناء النظر إلي وجهها  ٠٠٠ إتفضلي روحي علي أوضتك ،، أنا مش عاوز أتكلم مع حد !! 


تحركت إليه و أقتربت من تمدد جسدهِ و تحدثت بعيون راجية و صوتٍ يملؤهُ الندم ٠٠٠ أرجوك يا عز ،، أنا محتاجة أتكلم معاك ضروري 


كان الفتي يستمع لهما مُسلطً بصرة علي الكٌتيب الذي بيده كي لا يزيدها علي والدته أكثر و يُشعرها بالحرج من وضعها 


شعر عز بندمها الظاهر من خلال نبرة صوتها ، حول بصرة و نظر إليها وجد داخل مقلتيها الفيروزية لمعات لدمعات تٌريد من كبريائها الطاغي عليها أن يٌفسح لها المجال حتي تنساب بسلاسة و تنطلق هاربة للخارج و لكنهُ الكبرياء لعنة الله عليه 


تنهد بإستسلام و نظر إلي صغيرهٌ المٌنكب علي أوراقة و شعر بحزنهِ العميق الذي يٌحاول تخبأتهٌ تحت تلك النظرات الجامدة 


وافقها الرأي كي لا يزيدها علي صغيرة أكثر ،، إعتدل بجلسته ثم وقف و أشار لها بالتحرك أمامة ،، خرجت هي و تحرك هو متجهً إلي جلوس صغيرةٌ ،، نجل قلبه و صديقهٌ ،، رجٌلهٌ الصغير مثلما دائماً يٌلقبهٌ 


وقف الصغير إحتراماً و تقديراً إلي والده ،، أما عز فوضع كف يدهٌ العريضة فوق شعر ياسين الأسود يتلمسهٌ بحنان و أردف قائلاً بنبرة حنون ٠٠٠ ياسين ،، أنا مش عاوزك تشغل بالك بموضوعي أنا و ماما ،، اللي حصل بينا ده عادي جداً و بيحصل بين أي زوجين ،


و أكمل مُفسراً الوضع كي يرفع الحُزن عن كاهل صغيرهِ ٠٠٠ لازم تعرف إن الحياه مش كلها راحة و سعادة يا أبني ،، فيه أوقات صعبه بتيجي علينا بنٌخرج فيها عن شعورنا غصب عننا من كتر الكبت اللي بنوصل له من ضغط الحياة و البشر علينا و علي نفسيتنا 


تحدث الفتي ببراعة و تفهم ٠٠٠ أنا مش عاوز حضرتك تقلق و تشيل همي يا بابا ،، أنا فاهم كل الكلام ده و واثق من قٌدرة حضرتك في توصيلنا إحنا و ماما لبر الأمان،، أنا عارف إن ماما صعبة في طباعها  


و اكملَ بعيون راجية ٠٠٠ بس أنا بطلب منك تتحملها علشان خاطري أنا و شيرين و طارق،، أرجوك تعمل كده علشان خاطرنا كُلنا يا بابا 


كانت تلك هي رسالة الفتي الذكي إلي أبيه،، فعلم عز مغزاها و أومأ لهٌ برأسهْ و أبتسم بخفة كي يبُثُ بداخل روحهِ الطمأنينة،،  ثم خرج مٌتجهاً إلي غرفة نومهِ المشتركة مع زوجتة و أغلق بابها خلفة 


وجدها جالسة فوق الفراش ترتدي لباسٍ مثيرة للغاية،، واضعة علي وجهها بعض مساحيق التجميل الرقيقة مما جعل من ملامحها الجميلة بالأساس صارخة الجمال  ،، في خطة مدروسة منها بإغرائة كي يخُر راكعً تحت قدميها و بدلاً من ان تعتذر هي منه،،يُبادر هو بالإعتذارِ منها متأثراً بسحرِها ،، هكذا صور لها غبائها هذا السيناريو متغافلاً عن ذاك القوي الشخصية شامخ الكرامة المسمي بزوجها 


رمقها بنظرات ساخرة و ضل واقفً مٌبتعداً واضعً يداه داخل جيبي بنطال منامته و تحدث لها بتململ و عدم صبر ٠٠٠ إتفضلي إتكلمي يا هانم ،، أنا سامعك !! 


شعرت بالدماء تهرب من وجهها من شدة خجلها و غصة مريرة وقفت بحلقها من ذلك المتجاهل ل جمالها و أنوثتها الطاغية التي تجعل من الجماد ينطق ،، 


لكنها غفلت عن شئٍ غاية الأهمية،،  ألا و هو أنها متزوجة من عز المغربي سليل أل المغربي المعروف عن رجالهم بالكبرياء و الرجولة و الشموخ 


إستمدت القوة و الإصرار من داخلها و صممت علي إسترجاعة إليها من جديد حتي و لو تنازلت عن بعض كبريائها و شموخها الملازمان لها كظلها 


بادرت بالحركة إليه و أقتربت منه كثيراً،، ثم وضعت يدها علي صدره تتحسسهٌ بحنان و دلال إمرأة ثم تحدثت بنبرة آُنثوية مٌهلكة لأي رجل بالكون إلا من ذاك الغاضب مٌتيم حبيبتة  ٠٠٠ المفروض أنا اللي أزعل منك علي فكرة ،، و المفروض كمان إنتَ اللي تيجي و تصالحني مش العكس يا عز 


و أكملت و هي تُلصق جسدها بجسده بإغراءٍ له٠٠٠ بس أنا علشان بحبك و مش قادرة علي بٌعادك أكتر من كده ما أتحملتش و إتنازلت عن كبريائي و كرامتي و جيت لك رغم قسوتك عليا و إهانتك ليا قدام إبني 


ضيق بين حاجبية مٌستغربً حالتها و تقربها بهذا الشكل الغريب ،، بمنتهي البرود أمسك يدها و أنزلها عن صدرة بهدوء ،  و ذهب إلي الفراش و جلب لها مأزرها من فوقة و وضعهُ علي كتفيها و تحدثَ بنبرة جادة ٠٠٠ ألبسي الروب علشان محتاجين نتكلم شوية و نحط النقط علي الحروف علشان نرتب لحياتنا اللي جاية 


و أكملَ مٌهدداً إياها كي يٌرهبها و يجعلها تتخلي عن أفكارها الهدامة تلك ٠٠٠ علشان نشوف هل هنقدر نتفق و نكمل اللي باقي من حياتنا مع بعض ،، و لا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج ٠٠٠ 


لم يكمل جملتة لوضعها أناملها علي فمة سريعً منعاً لإكمالة جٌملتة و أردفت قائلة بنبرة حزينة ٠٠٠ ما تقولهاش أرجوك يا عز ،  هو إنتَ فاكر إني ممكن أكمل حياتي من غيرك ؟ 


نظر لها مٌستغربً حديثها فأكملت تبرر له بنبرة متألمة صادقة  ٠٠٠ أنا يمكن أكون ما بقدرش أعبر لك عن حبي ليك و أهمية وجودك في حياتي  ،،بس ده ما ينفيش إني فعلاً بحبك و إن حياتي من غيرك شبة مستحيلة  ،، 


و أكملت بإعتراف بنبرة صادقة حزينة ٠٠٠ و ده للأسف يرجع لطريقة ماما في تربيتي ،، كانت دايماً تقولي ما تظهريش حبك و مشاعرك لجوزك علشان ميعتبرهاش نقطة ضعف ليكي و يستعملها سلاح ضدك ،، و لازم شخصيتك تبقا قوية قدامة علشان يعمل لك ألف حساب في حياته و يبقا لك مكانة عالية في وسط عيلتة 


أجابها لائماً ٠٠٠ و فين عقلك يا خريجة المدارس الراقية ،، إزاي يا منال رضيتي علي نفسك تبقي مجرد مسخ تابع لآراء و تجارب الآخرين ؟


نظرت له بخجل و أكمل هو ٠٠٠ من أول ما أتجوزنا و أنا أخدت عهد علي نفسي إني أتقي الله فيكي ،، و عمري ما زعلتك و لا كسرت بخاطرك رغم أخطاءك ،، كنتي كل ما تغلطي أقول لنفسي معلش يا عز ،  دي ست و ضعيفة ما تستقواش عليها علشان ربنا ما يبعتلكش اللي أقوي منك و يتجبر عليك ،، و تكرري غلطك تاني و أصبر نفسي تاني و أقول معلش ،، اتحملها علشان خاطر ولادك يا عز ،، ولادك يستاهلوا و البصة في عيونهم تساوي الدنيا بحالها 


و أكملَ بنبرة صوت يائسة ٠٠٠ بس للأسف يا منال ،، فهمتي صبري عليكي و قوة تحملي علي إنه ضعف مني و بدأتي تزيدي في عندك و غرورك و كبريائك ،، و اللي خلي صبري عليكي نفذ و كبر الفجوة بينا أكتر هو كبريائك و إستعلائك علي أهلي ،، اللي هما أهل ولادك و سندهم و اللي المفروض تبقي مفتخرة بيهم و تكبريهم في نظر أولادك علشان يطلعوا ماسكين في عيلتهم ،، 


و اكمل بإتهام ٠٠٠  غرورك نساكي إن الواحد مهما بلغت ثروتة و منصبه من غير أهله بيبقا أضعف إنسان علي وجة الارض ،،


أهلك لتٌهلك يا هانم 


هٌنا لم تستطع التحمل و بكت بإنهيارٍ و تحدثت بأسف ٠٠٠ أنا أسفة يا عز ،، أرجوك حاول تفهمني،، أنا ظروف تربيتي كانت غير تربيتكم هنا ،، طول عمري و أنا ماما هي قدوتي ،  كانت دايماً تقول لنا إن القرايب عقارب ،، و إن عمر الأخ ما هيحب الخير لاخوة زي ما هيحبه لإبنة ،، دايماً كانت بتبعدنا عن أعمامنا و قرايبنا لحد ما كرهناهم و بقينا نشوفهم فعلاً أعداء لبابا و لينا


جففت دموعها وأخذت نفسً عميقً ثم زفرته،، و تحدثت بإستفهام و هي تٌمسك كف يدة و تتلمسها بحنان  ٠٠٠ قول لي أية اللي يرضيك يا عز و أنا أعملهولك بس بلاش الهَجر ده 


تنفس عالياً ثم زفر بهدوء و تحدث بشموخ رجُل أمراً ٠٠٠ أنا مش طالب منك غير إنك تتقي الله فيا و في اولادك و تحترمي الصغير قبل الكبير من أهلي و ما تدخليش في اللي ما يخصكيش علشان متسمعيش و متشوفيش مني اللي يهين كرامتك 


إبتلعت غصة مريرة من شدة حديثة و فظاظته ثم أردفت قائله بطاعة ٠٠٠ حاضر يا عز ،، عاوز حاجة تانية ؟ 


نظر لها وجد نظرت إنكسار بعيناها لم يرها من قبل فتنهد بحزن و جذبها بهدوء إلي أحضانة و حاوطها بساعدية مما أسعدها بشدة و باتت تُشدد هي الأخري من إحتضانة و تتحسس ظهرهِ بحنان حتي ذاب معاً و غاصاً داخل عالمهما الخاص  بهما 


و بعد مدة من الوقت كانت تستكين داخل أحضانه فوق تختهما المُشترك و تحدث هو و هو يتلمس وجنتها بحنان ٠٠٠ أرجوكِ يا منال توعديني إنك هتساعديني علشان نقدر نعدي بحياتنا و أولادنا لبر الأمان 


أجابته و هي تُدفن حالها أكثر  بين أحضانه الدافئة التي إشتاقتها حد الجنون ٠٠٠ حاضر يا عز،،  حاضر 


                ○○○○○○¤○○○○○○


بعد مرور خمسة أشهر مرت علي الجميع ببطئ شديد و ألمٍ مٌميت للبعض ،،مازال صلاح مٌصراً علي موقفه بكبرياء و عناد رٌغم إشتياقه بجنون إلي رؤية صغيرة الذي لم يأتي إلي المنزل و لو لمرة واحده مٌنذٌ خروجه منه شبه مطروداً  ، و برغم توسل ثريا إلي حسن و مطالبتها له بإستمرار بالعودة إلي المنزل إلا أنه مازال ثابتً علي موقفه 


و برغم أيضاً محاولات عز و أحمد المستميتة مع صلاح كي يتراجع عن عناده و موقفهُ الصارم  و يوافق علي إختيار حسن إلا أنه أصر أكثر و أكثر معانداً الجميع إلي أبعد حد  


ساءت حالة أحمد الصحية حتي أنهٌ بدأ بحجب ألامه عن أعيٌن ثٌريا كي تتوقف عن إصرارها الدائم بحثة بضرورة ذهابهٌ إلي الطبيب و أيضاً ضرورة إخبار العائلة بتعبه ،، و بدأ بزيادة جرعة المٌسكن ل يكظم ألامة و يٌخفيها عنها قدر الإمكان ،، و للأسف بدأ الجسم بأخذ مناعه من المٌسكن فاضطر إلي تغيير نوعه بأخر أشد قوة حتي يأتي بمفعول يهدأ من تسكين ألامه التي أصبحت مؤخراً فوق الإحتمال 


كان متمدداً بجوارها يغٌط في ثباتٍ عميق و بدون مقدمات هاجمته نوبة الألم فانتفض من ثباته نظر لتلك المجاورة له بنومها و كظم أنينهٌ و صرخاته كي لا تشعٌر هي به  ،، تحرك بهدوء من جانبها و تناول من حقيبته الخاصة بعمله تلك المسكنات التي خبأها بعيداً عن مرمي عيناها ،،


إبتلع جرعتان من الأقراص حيث لم تعٌد تأثر به جرعة واحدة ، ثم جاورها مرةً أخري كي يخلد لنومهِ و لكن ، من أين يأتي النوم و هذا الألم المٌميت مازال ينهش بجانبه الأيمن و يشتد علية أكثر 


شعرت به متيمة عيناه ،،افتحت عيناها ببٌطئٍ شديد ثم نظرت إليه بنٌعاس و تساءلت ٠٠٠ صاحي لية يا حبيبي  ؟ 


ضغط علي حاله لأبعد مدي و أجابها بهدوء و هو يٌربت علي كتفها بحنان ٠٠٠ ما فيش يا حبيبتي ،، قلقان شوية ،، نامي يا ماما إنتِ تعبانه من الحمل و محتاجه راحة 


نظرت إليه و شعرت بذٌعر عندما رأت الألم الساكن بعيناه ، فحتي لو خبأ ما بداخلة عن العالم أجمع فلن يستطع حجبهِ عن قلب تلك العاشقة ،، إنتفضت من نومتها عندما شعرت به يكزٌ علي فكيه و تساءلت بهلع ٠٠٠ الألم رجع لك تاني صح ؟ 


نظر إليها بضعف و آنكسار و بلحظة تأوة مٌمسكاً بيدة مكان ألمهِ المٌعتاد فلم يعد يستطيع تحمل الألم أكثر ،، صرخت هي منتفضه واقفه و تحدثت٠٠٠ حرام عليك يا أحمد ،  حرام عليك ،، إنتَ بتعمل فينا كدة ليه ؟ 


إتجهت إلي خزانتها و أنتقت ثوبً يستٌر جسدها و أرتدته تحت إستغرابه و تساءلة المُتعجب ٠٠٠ إنتِ بتلبسي و رايحه علي فين يا ثٌريا في الوقت المتأخر ده  ؟ 


أجابته و هي تلتقط حجابها ترتديه و تٌهرول إلي الخارج مسرعه تتخبط بمشيتها من شدة رٌعبها و هلعها ٠٠٠ رايحة أشوف حل للي إنتَ فيه ده يا أحمد 


صاح منادياً عليها ليمنعها فلم تستجب لمناداته و انطلقت إلي الخارج ك الريح 


و تحركت خارجً و بدأت بالطرق علي باب عبدالرحمن المقابل لبابها و لكنهُ لم يستجب


فتحركت سريعً إلي باب عز تطرقهٌ هو الآخر،، في ذلك التوقيت خرج عبدالرحمن مٌسرعً علي خبطاتها ، فعادت إليه مرةً أخري سريعً و هي تتحدث بدموعها التي بدأت بالإنسياب ٠٠٠إلحقني يا عبدالرحمن ،  أحمد تعبان أوي و محتاج لدكتور يشوفه ضروري 


في ذلك التوقيت خرج عز مٌتلهفً ينظر يميناً و يسارا بتخبط و ذلك لإستكشاف هوية الطارق  ،، جن جنونه عندما لمحها تقف مع عبدالرحمن و دموعها تنهمر فوق وجنتيها  بغزارة،، جري عليها بلهفه و تساءل و هو ينظر إلي بطنها المنتفخ جراء حملها بالشهر السابع ٠٠٠ مالك يا ثٌريا ،، إنتِ تعبانه ؟

حاسة بإية إتكلمي 


تحدثت من بين دموعها مما أشعل روحه ٠٠٠ أحمد تعبان أوي يا عز 


تحدث عبدالرحمن علي عجل إلي عز ٠٠٠ إتصل بأي دكتور بسرعه يا عز ! 


أسرع إثنتيهما بصحبتها للداخل،، جري عبدالرحمن و جاور جلوس ذاك المتلوي من شدة الألم و تساءل بلهفة ٠٠٠ مالك يا أحمد ،، أيه اللي بيوجعك يا حبيبي ؟ 


جنبي يا عبدالرحمن ،، ولعه قايدة في جنبي اليمين، ،،،، كانت تلك الكلمات كفيلة بإهتزاز داخل عز و عبدالرحمن و إرعابهما علي غاليهم 


وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها التي خرجت عُنوةً عنها،، في حين نظر لها أحمد و تحدث من بين ألامه و أنينهُ ليٌطمئنها ٠٠٠ متعيطيش يا حبيبتي ، أنا هبقا كويس إن شاء الله 


إقترب منه عز و تساءل مٌتلهفً ٠٠٠ فين مكان الألم بالظبط يا أحمد ؟ 


أمسك جانبهٌ الأيمن و أعتصرة بشدة و أردف قائلاً بأنين ٠٠٠ هنا يا عز ،،هنا 


تحرك عز إلي عٌليقة الثياب و أنتشل من عليها مأزر أخيه و أتجه إليه و تحدث أمراً ٠٠٠ قوم معايا يا أحمد علشان نروح المستشفي حالاً


هز رأسه نافياً بشدة و تحدث مُتذمراً كالأطفال ٠٠٠ مش هروح مستشفيات يا عز ،  إنتَ عارف إني بتخنق من جو المستشفيات و مبطقش حتي ريحتها 


تحدث عبدالرحمن بنبرة مرتعبة و هو يحث أخاه علي التحرك ٠٠٠ قوم يا أحمد إلبس الروب و بطل عِند خلينا نتحرك بسرعة 


أجابهم بإصرار مُعترضً بشدة ٠٠٠ مش هتحرك من هنا،، ريحوا نفسكم و سيبوني في حالي بقا 


رمقهٌ عز بنظرة غاضبة و أردف قائلاً بنبرة حاده من شدة رٌعبهِ علي شقيقة ٠٠٠ مش وقت دماغك الناشفه دي يا أحمد ،، الألم ده ممكن يكون إلتهاب في الزايدة و تحتاج ل عمليه فوراً،، و لو لا قدر الله إتأخرنا إنتَ عارف كويس أوي العواقب ممكن توصلنا لإية  !! 


أجابته ثٌريا بنبرة مُرتبكة و هي تُجفف دموعها بكفها الرقيق  ٠٠٠ لا مش زايدة يا عز ،، أحمد بقاله أكتر من عشر شهور بيشتكي بجنبه اليمين و بياخد له حبوب مسكنة للألم 


جحظت عيناه و نظر إليها بعيون غاضبه و أردف ناهراً إياها غير مبالي بحالتها و إرهاقها الظاهران للأعمي  ٠٠٠ عشر شهور و إنتَ قاعدة بتتفرجي عليه و هو بيتقطع قدامك يا ثٌريا ؟

يا قلبك يا بنت عمي !! 


بكت هي متأثره جراء إتهام عز لها و تحدث أحمد مدافعً عن متيمته رغم ألمهِ المُتزايد ٠٠٠ ثٌريا ملهاش ذنب يا عز علشان تلومها و تظلمها ،، أنا اللي ضغطت عليها و طلبت منها ما تقولش لحد علشان ماتضغطوش عليا و تودوني لدكتور 


تحدث عز و هو يتحرك سريعً إلي الخارج بوجهٍ مُبهم غاضب من تصرفات و حديث كلاهٌما المستفز بالنسبة له  ٠٠٠ أنا رايح ألبس بسرعه و هستناكم تحت عند العربيه،،  ربع ساعة بالكتير و تبقوا قدامي إنت و أخوك يا عبدالرحمن 


ساعد عبدالرحمن شقيقهٌ في إرتداء مأزرة و ذهب هو الآخر إلي مسكنه إرتدي ثيابه سريعً و تحركَوا بإتجاه الدرج تحت دموع ثُريا الغزيرة  ،،


وجدوا الجميع قد إستيقظوا قلقين من حالة الهرج و المرج التي حدثت و الكل ينظر إلي أحمد و ألامة بهلعٍ و رعب دب بأوصالهم 


بعد مدة من الوقت قضاها أحمد داخل غرفة الكشف ،، تركهٌ الطبيب مع عبدالرحمن داخل الغرفة حيث كان يعلق له إحدي المحاليل المغذية الموضوع بها إبر مٌسكنه شديدة المفعول كي يٌسيطر بها علي الألم المبرح 


تحدث الطبيب إلي الحاج مٌحمد الذي أصر علي الحضور مع غاليه ٠٠٠ إحنا هناخد منه عينة بول و عينة دم و هنفحصهم ،، و لو لا قدر الله ظني طلع في محله وقتها لازم نعمل أشعة بالصَبغه علي الكِلي علشان نتأكد أكتر 

  

نظر مٌحمد إلي الطبيب و الرعب بات يدبُ بأوصاله و تساءل بنبرة مهتزة مرتبكة ٠٠٠ إبني عنده أيه بالظبط يا دكتور ؟


يُتبع




بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


رواية عبق الماضي

بقلمي روز أمين


🦋البارت الحادي والعشرون🦋


نكَس الطبيب المعرفة رأسهٌ و أردفَ قائلاً بنبرة صوت بائسة ٠٠٠ بنسبة كبيرة الأستاذ أحمد عنده مشكلة كبيرة في الكلي  ،، و الخوف كله من الحبوب المُسكنة اللي أخدها طول المدة اللي فاتت و ده طبعاً بناءً علي كلامه


+


ثم نظر الي الحاج مٌحمد و تساءل لائمً بنبرة مُحب ٠٠٠ إنتوا ليه بس سبتوة المده دي كلها من غير علاج يا حاج محمد ؟


أما مٌحمد فكانت الصدمة و الذهول و الرعب من نصيبة ،، حيثٌ نزلت كلمات الطبيب علي قلبهِ الضعيف فزادته ضعفً و وهنً علي وهنه و زلزلت كيانهِ بالكامل


أما عز الذي تصنم بمكانه و ألجمت الصدمة لسانه ،، تحامل علي حاله و بالكاد أخرج صوته قائلاً بنبرة صوت يائسة ٠٠٠ أحمد كان مخبي علينا وجعه يا دكتور ،، كان خايف لنضغط عليه و نجيب له دكتور يكشف علية و يحتاج ل مستشفي ،،


و أكملَ مُبرراً حديثهُ٠٠٠ أحمد للأسف من صغرة و هو عنده فوبيا من الدكاترة و من المستشفيات و مانع التعامل معاهم  نهائي،، و ده من وقت ما جاله دور الحصبة و تعب و إضطر الحاج يحجزة في المستشفي علشان يلاقي رعاية صحية لأن جسمة وقتها كان ضعيف جدا و محتاج رعاية طبية ضروري علشان يعدي من الدور و يقوم بالسلامة  ،،


تنهد بيأس و أكمل  حديثهُ بصوتٍ واهن ٠٠٠ و من يوم ما أتحجز لوحدة في المستشفي و هو حصل له عقدة،، لدرجة إن حالياً لما حد عزيز عليه بيتحجز في مستشفي ما بيزرهوش


تفهم الطبيب موقفهم و أجري جميع الفحوصات اللازمه لمعرفة حالة أحمد المَرضية


و بعد مدة عاد الجميع إلي المنزل و أستُقبل أحمد بالدموع من والدته و ثريا و عزيزة التي تعتبرةُ نجلً من أنجالها و ليس مجرد زوج إبنتها فقط


تحركت والدته مُحتضنه إياه تتساءل بلهفه و هي تتفحص جسدهِ بتلهف  ٠٠٠ إنتَ كويس يا حبيبي،  طمني الدكتور قال لك أيه يا أحمد  ؟


أجابها عز مُربتً علي كتفها بحنان في محاولة منهُ بتهدأتِها  ٠٠٠ عملنا تحاليل و إن شاء الله كل خير يا أمي ،  سبيه حضرتك علشان يطلع ينام لأن جسمة محتاج للراحه بعد الحُقن المُسكنه اللي أخدها في المستشفي


رد عليه محمد بإعتراض و هو يُشير بيده إلي تلك الغرفة الجانبية المخصصه لمرضي العائلة أو لإستقبال حالات الولادة لنساء المنزل  ٠٠٠ دخل أخوك ينام في الأوضة دي يا سيادة العقيد


و أكملَ بحنين و هو ينظر إلي صغيرة المريض بنظرات ضعف ٠٠٠ علشان أنا هنام جنبة زي زمان


إبتسم لأبيه و تحرك مُنساقاً إلي الداخل بصحبته تحت عيون ثريا و قلبها الذي يتمزق لأجل متيمها التي تتيقن من داخلها أنها شاركت بصمتها المُخزي في تطور حالة المرض و تأخر حالته الصحية إلي الأسوء

   

دلفت مُنيرة بصحبة عزيزة لتجهيز الطعام الذي أمر به الطبيب إلي أحمد


و تفرق الجميع كُلٍ إلي وجهته إلا من عز الذي نظر إلي تلك الحزينة و دموعها التي تنزل علي قلبه تكوي كل ما تقابلهُ في طريقها


إقترب منها و تحدث إليها بنبرة معتزرة أسفه ٠٠٠ أنا أسف يا ثُريا إني إحتديت عليكي في الكلام ،، إنتِ عارفة قد أية غلاوتك عندي و إني أكيد ما كنتش أقصد أزعلك ، أنا بس إضايقت و ما كنتش عارف أنا بقول أيه لما شفت أحمد بيتألم بالشكل ده قدامي


و أكمل بنبرة حانيه و عيون متألمه لأجلها ٠٠٠ أرجوكِ يا ثريا متزعليش مني!!


نظرت إليه بضعف و تحدثت من بين دموعها الحارقة مما أتعب روحه و ألمها  ٠٠٠ و انا هزعل منك ليه يا عز و إنتَ معاك كل الحق


و أكملت و هي تُشير إلي حالها بإتهام ٠٠٠ أنا اللي غلطت لما سمعت كلم أحمد و خبيت عليكم تعبة و وجعه،،


و أكملت و عذاب الضمير ينهش داخل صدرِها ٠٠٠ و لو أحمد جري له أي حاجة عمري ما هقدر أسامح نفسي لأني هكون مُتأكدة من جوايا إن أنا بسلبيتي و سكوتي المُخجل اللي وصلته لكده 


حزن لأجل شعورها القاتل بالذنب و أردف قائلاً بهدوء كي يمسح عنها ذلك الحزن و الألم اللذان أصابَ قلبها الرقيق ٠٠٠ ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا ثريا ،  اللي حصل لأحمد ده مكتوب و مقدر من ربنا سبحانه و تعالي  ،،  ثم إحنا كلنا عارفين إن أحمد عندة فوبيا من الدكاترة من اللي حصل له زمان،، و أكيد هو اللي أثر عليكي و خلاكي غصب عنك تسكتي


أجابته بدموع حارقة ٠٠٠ متحاولش تخفف عني يا عز لأن مهما قولت عمرك ما هتعرف تشيل من جوايا شعور الذنب اللي بياكل في قلبي و محسسني إني قد أية مُذنبة


و بكت بإنهيار ثم تحركت متجهه إلي المطبخ تاركه إياه في حيرة لتتابع مع والدتها و والدة زوجها تحضير الطعام لزوجها المريض


نظر إلي طيفها بحزن ثم زفر بضيق لأجلها و تحرك متجهاً إلي الغرفة التي يتواجد بها شقيقة كي يطمئن عليه من جديد و يُجاورهُ الجلوس هو و أبيه


___________________________


بعد يومان ذهب عز إلي المشفي لجلب نتيجة الفحوصات و مٌحمد الذي أصّر علي الذهاب مع ولده كي يطمئن علي عزيزٌ أبية مهذب الروح،، عالي الأخلاق و الفضيلة


دلفا معاً إلي حجرة الطبيب و اجلسهما بعدما القوا عليه التحيه و تحدث إليه الحاج مٌحمد مٌتشاءلاً بنبرة مُتلهفة ٠٠٠ طمني يا دكتور علي حالة أحمد

أخذ الطبيب نفسً عالياً ثم أخرجه و تحدث إلية  بنبرة يائسة  ٠٠٠ للأسف يا حاج محمد ،، حالة أستاذ أحمد مؤسفه جدا و أكتر كمان مما كنت أتوقع


إبتلع عز لٌعابه رٌعبً و تساءل بعدما رأي ألم والدهٌ الذي ظهر بعيناه ٠٠٠ أخويا عنده أيه يا دكتور ؟



اجابهٌ الطبيب مُفسراً٠٠٠ للأسف يا سيادة العقيد ،، أستاذ أحمد كان عنده قصٌور في الكلي و كان سهل جداً إنه يتعالج و حالته تتحسن و يرجع لطبيعته ،،


ثم أكمل بنبرة حزينة ٠٠٠ لكن بفضل المسكنات اللي اخدها طول العشر شهور اللي فاتوا حولت الحالة من قصور لفشل كلوي مزمن


نزلت تلك التصريحات علي قلب كٌلٍ من مٌحمد و عز جلدته و كأنها مادة كاويه تحرق كل ما تقابله أمامها بدون رحمة


إنهار داخل مٌحمد علي شباب صغيرهٌ الذي سيخطفهٌ ذاك المرض الصعب إلي الموت الحتمي


فأخرج صوتهٌ بصعوبة بالغة مٌتسائلاً بنبرة مٌرتجفه ٠٠٠ و نسبة الشفا من المرض ده قد أيه يا دكتور ؟


أجابه الطبيب بنبرة هادئة  ٠٠٠ كل شئ بأمر الله يا حاج ،، أنا هبذل كل جٌهدي لكن الموضوع صعب بجد و محتاج متابعة ،، و أول حاجة لازم تحصل هو إن الأستاذ أحمد يتحجز في المستشفي علشان نقرر العلاج المناسب لحالته و يتحط تحت الملاحظة الطبية


نكس مُحمد رأسه بيأس و تحرك عز إليه و أصطحبهُ و خرجا معا و أستقل السيارة التي قادها عز، 


تحدث عز لذاك الجالس بجانبة و يعتصرهُ الألم ٠٠٠ أرجوك يا حاج تحاول تهدي و تهون علي نفسك علشان صحتك ما تتأثرش ،،  و أحمد إن شاء الله هيبقا كويس و هيصحي


إبتسم لإبنه بمرارة و تحدث بوهن ٠٠٠ إنتَ بتضحك علي نفسك و لا عليا يا عز،  هو المرض ده لما بيصيب حد بيبقا ليه قومه تاني


تحدث عز بيقين و إيمان بالله القادر علي كل شئ ٠٠٠  خلي إيمانك بالله قوي يا حاج و خليك دايماً متأكد إن ربنا قادر علي كل شئ و إن شاء الله يظهر لنا قوته و قدرته في شفاء أحمد


هز مُحمد رأسهُ بيقين و أردف قائلاً ٠٠٠ و نعم بالله العلي العظيم


                 ○○○○○○¤○○○○○○


عاد عز و محمد إلي المنزل و جلس بصحبة أحمد و أخبروه بالحقيقة في محاولة منهما بإقناعه بالذهاب إلي المشفي و المكوث بداخلها لفترة محدودة


بعد مدة أخرج أحمد صوتهٌ بصعوبه مٌتسائلاً بنبرة صوت يائسة ٠٠٠ الدكتور قال لكم فاضل لي قد أيه و أقابل وجة كريم ؟


نزلت كلماته تلك علي قلب عز زلزلته و تحدث مٌحمد بنبرة حازمة ناهراً إياه بشدة  ٠٠٠ مش عاوز اسمع منك و لا كلمة عن الموضوع ده ،، إنتَ فاهم ،،إنتَ هتخف و هتبقي كويس و هتربي ولادك و تعيش لحد ما تجوزهم بنفسك


و نظر له قائلاً بضعف واهن ٠٠٠ و يكون في معلومك،، محدش هيحل عليا الكفن غيرك إنتَ يا أحمد،  خليك قوي يا أبني علشان خاطر أبوك الضعيف


إبتسم بمرارة يائساً من وضعه و نظر لأسفل قدمية مٌنكس الرأس مفضلاً الصمت


و بالفعل أحتٌجز أحمد داخل المشفي مٌدة أسبوعان و قد تحسنت حالته بعض الشئ بفضل جرعة الأدوية المناسبة لحالتة والتي قررها الاطباء بعد مراقبة حالته و الفحص الجيد له  ،، و لكن اخبرهما الطبيب ان هذا التحسن للأسف سيثبت عند هذا الحد ،، لأن الحالة مٌعقدة و النهاية الحتمية له هي الموت الأكيد  ،، و كل ما بيدة ليفعلة لأجلة هو أن يحقنهٌ بالمسكنات المناسبة كي يمارس حياتهٌ دون أن يشعر بذاك الألم المميت   




جاء حسن من أسوان إلي المشفي لمؤازرة شقيقتهٌ الغالية التي إنقلبت حياتها رأسً علي عقب فور تلقيها خبر مرض زوجها القاتل ،،

جلس بجانبها بعد أن إصطحبها إلي الأسفل داخل حديقة المشفي لتتنفس الهواء النقي و لو قليلاً بعيداً عن رائحة الأدوية التي تقبض النفس و تؤرق النفس


أمسك كف يدها و وضعهُ بين راحتيه بحنان و تحدث إليها بإطمئنان ٠٠٠ متخافيش يا حبيبتي إن شاء الله أحمد هيقوم بالسلامة و هيبقا كويس و زي الفل !!


ردت عليه متلهفة بنبرة ضعيفة ٠٠٠ إدعي له يا حسن،  إدعي له و إنتَ بتصلي إن ربنا يشفيه و يقوم لي أنا و أولاده بالسلامة


أجابها بإبتسامة حانية كي يضع الطمأنينة داخل صدرها ٠٠٠ إن شاء الله ربنا هيشفيه يا حبيبتي و هيرجع أحسن من الاول كمان.،، خلي يقينك بربنا كبير يا ثُريا  !!


أردفت قائلة ٠٠٠ و نعم بالله العلي العظيم


دلف عز من بوابة المشفي بعد إنتهاء دوام عمله كي يقوم بزيارة أخيه و متابعة تطور حالته مع الاطباء مثلما يفعل كل يوم منذُ أن تم إحتجاز أخيه بالمشفي


وجدهما يجلسان فأقترب منهما و أحتضن حسن برعاية و حنين و جلس الجميع ثم تحدث إليه بنبرة مُلامة ٠٠٠ مش ناوي تعقل بقا و ترجع تنور بيتك و لا آية يا باشمهندس


نظر له حسن و تحدث إلية بنبرة حزينة ٠٠٠ تقصد البيت اللي إتطردت منه قدام العيلة كلها يا عز ؟


تنهد عز بأسي لاجله و تحدث إلية بتعقل ٠٠٠ و أية المشكله يعني لما أبوك إتعصب عليك و قال لك كلمتين بايخين في وقت زعله،  و بعدين اللي حصل بينكم ده حصل بين إخواتك و ولاد عمك اللي هما بردوا اخواتك،، فياريت متكبرش الموضوع و تدي له حجم أكبر من حجمة


ثم أخذ نفسً عميقً و تحدث بهدوء ٠٠٠ إرجع يا حسن البيت قبل الفجوة اللي بينك و بين عمي ما تكبر و ساعتها هيبقا صعب تصفوا لبعض تاني و ترجعوا مع بعض زي الأول


أردفت ثُريا قائله بتأكيد علي حديث عز ٠٠٠ عز عنده حق في كلامه يا حسن  ، البُعد بيولد الجفا يا حبيبي و ده مهما كان أبوك و ما ينفعش تقاطعة بالشكل ده  !!


أردف حسن متمللاً برجاء ٠٠٠ أرجوكم يا جماعة سيبوني علي راحتي و ياريت ما تضغطوش عليا أكتر من كدة ،، أنا مش راجع البيت غير لما بابا يقتنع برأيي و يديني الحق في إني أختار البنت اللي هعيش معاها باقي حياتي


صمت كلاهما بإحباط من عناد ذاك الحسن و أباة

 

 

و بعد زيارته القصيرة تلك سافر مباشرةً مرةً أخري إلي أسوان دون رؤية والدية كي يضغط عليهما بالرضوخ لزواجة من سمراءة


و بعد عدة أيام خرج أحمد من المشفي و آُجبر علي الإعتياد علي الأدوية و زيارة المشفي بين الحين و الأخر لتلقي العلاج اللازم 

    

            

          ○○○○○○¤○○○○○○    

        

بعد مرور عدة أسابيع أٌخر


داخل منزل دياب بأسوان الحبيبة


في الصباح الباكر و بعدما تناول الجميع وجبة إفطارة و ذهب كُلٍ إلي وجهته ،،  دياب إلي أرضه ليرعاها و يسعي علي رزقة و رزق أطفالة ،،

و بسمة إلي عملها داخل البزار،، و الصغار إلي مدارسهم


كانت الجده تجلس فوق الدكة الخشبية كعادتها و تربع ساقيها بإسترخاء مُمسكة بمسبحتها التي تُسبح الله و تذكرة بلسانها بخشوع  ،  خرجت إليها سُعاد و هي تحمل صَنية بين يديها موضوع عليها كوبان من مشروب الشاي الدافئ


وضعت سُعاد ما بين يدها فوق الدكة ليتوسطها هي و أم زوجها ثم جلست و تحدثت و هي تناولها كأس الشاي بيدها  ٠٠٠ الشاي يا أما


تناولت الجده منها الكوب و أردفت قائله بوجةٍ بشوش ٠٠٠ تسلم إيدك يا بنتي


و بدأ إثنتيهما بإحتساء المشروب، ثم تساءلت سعاد بنبرة بائسة محملة بالهموم  ٠٠٠ و بعدين يا أما، هنعمل أية مع اللي إسمه ناجي اللي واقف حال البنت ده ،  ده تاني عريس ييجي لها من وقت الجدع بتاع إسكندرية ما مشي و ناجي يهدده و يطفشه من برة ،، حتي من غير العريس ما يرجع يعتذر و يقول أيه أسبابه


كانت الجده تستمع إليها بهدوء و ملامح وجهٍ مستكينة ثم أجابتها بيقين ٠٠٠ سيبي كل حاجة لربنا و سبحانة و تعالي كفيل بإنه يحلها و يعدلها يا سُعاد، إحنا في حالنا و كافيين غيرنا شرنا و متوكلين عليه و هو شايف حال قلوبنا إزاي مُسالمة و بتخشاه


ثم هزت رأسها بإيماء و تحدثت بيقين ٠٠٠ ربنا إن شاءالله مش هيجيب لنا غير كل الخير يا بنتي


تنهدت سُعاد و أستغربت في حال نفسها إطمئنان و هدوء تلك العجوز و تساءل حالُها،، من أين تأتي بكل هذا الهدوء و الراحة و الثبات الظاهران بملامحها رُغم كل ما يُحيط بهما من مُشكلات


يُتبع






بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين 


الفصل الثاني و العشرون 


داخل مدينة أسوان الحبيبة 


كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق مُتفقدة المحال التجارية بعقلٍ مٌشتت تائه،،  جسدٍ بلا روح ،، قلبٍ بلا حياة ،، تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها ،، تراه هي في كل الوجوة و كأنهٌ أصبح بعيناها العالم بأكمل 


تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان ،، كم كانت تعيشُ معهُ أسعد أيامها،، إبتسمت تلقائياً عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما ،، كانت العيون تحتضن بعضها البعض،، و القلوب تٌربت بحنان ،، حقاً كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها 


تنهدت بإستسلام و روحٍ ممزقة،، و أكملت بطريقها ،، إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتياً عليها من بعيد ،، و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يترٌكها و يٌسرع إليه ليحتضنه مُتلهفً ،، و برٌغم حٌزنها الكبير الساكن بداخلها منه،، إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياقٍ جارف ظهر بداخلٌهما 


و ما كان حال ذلك العاشق ببعيدٍ عنها ،، فقد ثار قلبه عليه مُنتفضً من مكانه ،، كان يٌحدثهٌ بحده مُوبخاً إياة  ،، تحرك أيها الأبله ،، إذهب إلي فاتنتك و أحتضنها و ضمض جٌرحي النازف من إبتعادٌ عيناها عنك ،، لٌطفً بي تحرك إليها و أنهي عذابي المُميت ،، رجاءً إستمع لأنينٌ نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكينُ مٌنذٌ الرحيل 


تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء ،، و هُنا تحدثت العيون و صرخت القلوب و للأسف،، الفوز كان للوفاءِ بالوعد  !! 


تحرك كٌلٍ إلي وجهته ضاغطً علي قلبه و رغبتهِ الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصارخة ،،


أغمضت عيناها بألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها 


و تحركت مُستكملة طريقها إلي الأمام بإستسلام و إحباطٍ تام 


و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتي وجدت من يجاورها الطريق قائلاً بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة  ٠٠٠ خلاص يا بسمة ،، ما بقتش قادر علي البعاد أكتر من كدة  ،، من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني 


نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلي وجنتها فأسترسل هو حديثهٌ بتألم ٠٠٠ أنا مش عايش يا بسمة ،، كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة 


و الحل أيه يا حسن ،، جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة مُتألمة 


أجابها بيقين ٠٠٠ مش عارف ،، بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا ،، أنا و إنتِ معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي ،، ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل 


أجابته بتمني و لهفه ٠٠٠ يارب يا حسن ،، يارب 


تحدث إليها بقوة و حماس ٠٠٠ أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه،، و إن شآء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك ،، خلاص يا بسمة ،  مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي  


إبتسمت بشدة وسعدَ داخلُها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي ، و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد  ،، 


نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه ٠٠٠ إحنا إزاي وصلنا لحد هنا ؟ 


نظرت حولها تتطلع إلي المكان بإستغراب ،، فهي حقاً لم تشعٌر بحالها و هي معه و كأنها كانت مغيبه تماماً لاتري ما حولها إلا من عيناه الساحرة التي لم تحِل ناظريها عنهما مٌنذٌ أن إلتقيا بالصدفة ،، و يا لروعة صدفتهما 


إبتسمت بإشراقه واسعه أظهرت صفي اللؤلؤ مما أثار داخل ذاك العاشق و تحدثت هي ٠٠٠ لا فعلاً  إحنا إزاي وصلنا لهنا من غير ما نحس  ؟ 


أجابها بشغفٍ و هو ينظر لعسليتاها ٠٠٠ من وقت ما اتقابلنا و أنا مشفتش غير عيونك و مش عاوز أشوف غيرهم ،، عيونك و بسمتك هما دٌنيتي اللي نفسي أكمل بيهم اللي باقي لي من عمري يا سمرا 


إبتسمت له و أردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ أقولك علي سر 


نظر لها بتمعن و هز رأسهُ بموافقة فأكملت هي بحنين و حب ٠٠٠ إنا حبيت معاك سماري أوي ،، عمري ما كنت مفتخرة بلوني زي ما أنا معاك الوقت ،، قد أية حبيت نفسي و قد أيه بعشق منك لما تناديني يا سمرا 


اجابها مسحوراً بعيناها ٠٠٠ تعرفي أيه أكتر حاجة شدتني ليكي و سحرتني من أول طلة شافتك فيها عيوني  ؟ 


نظرت له بعيون فاتنه و ترقب لما هو قادم فأكمل هو بفخر و أعتزاز ٠٠٠ سمارك المٌلفت ،، قد أيه سمارك ساحر و فاتن و يشد أي حد من أول طلة  


و أكملَ بنبرة هائمة و عيون مٌهلكه لروحها العاشقة ٠٠٠ كٌلك فتنتيني يا بسمة عمري


إبتسمت و انزلت وجهها خجلاً فتحدث هو بعيون هائمة بالعشق ٠٠٠ وحشتيني أوي يا بسمه،  وحشتي قلبي 


إبتسمت بسعادة و اكملا حديثهما بقلوب راقصة بالعشق هائمة غير مٌدركين بتلك العيون المراقبة لهما بغلٍ و حقدٍ دفين 

   

           

               

و كالعادة أوصلها إلي البزار و تحرك هو مٌتجهً إلي وجهته قاصداً مقر عمله ،، و أثناء سيرهِ في إحدي الطرق الخالية من المارة قطع طريقهٌ ذاك الناجي عديم المروءة و الأخلاق و تحدث إليه بفحيحٍ و وجهٍ غاضب ٠٠٠ بردك مسمعتش الكلام يا أبن الناس و قابلتها رغم إني حظرتك  !! 


زفر حسن بضيق و قلب عيناه بتملل قائلاً و هو ينظر إليه ٠٠٠ هو آنتَ يا جدع إنتَ مش هتبطل تطلع لي كل شوية زي عفريت العلبه كده ؟؟ 


إقترب عليه واضعً يده خلف ظهرة و تحدثَ و هو ينظر لداخل عيناه بشر ٠٠٠ متقلقش يا أبن الذوات ،، أوعدك إن دي هتكون أخر مرة هتشوف وشي فيها 


و بلمح البصر أخرج يده من خلف ظهرة و إذ به تظهر بيده مطواه مٌدببه كان متمسكً بها بقوة حتي أن عروق يده كانت بارزة و بشدة ،، و بدون أن ترمش لهٌ طُرفة عين غرسها و بقوة بداخل جنب حسن الأيمن قاصداً بها تمزيق كَبده ،،


و بالفعل قد أصاب هدفة تحت ذهول ذاك المصدوم و الذي إتسعت عيناه و هو ينظر بذهول إلي الدماء الغزيرة التي بدأت تتدفق بشدة من جنبهِ


في حين تحدث ناجي بفحيح و هو يٌحرك المطواه المُستقرة بكبد حسن يميناً و يساراً دون رحمة حتي إستقرت للداخل و مزقت جزءً من الكبد ٠٠٠ أنا حذرتك قبل كدة و وعدتك إن حياتك هتكون تمن قربك من بسمه تاني  ،، و إنتَ اللي إختارت مصيرك بنفسك و حددته  ،، 


و أكمل بعيون غاضبة ٠٠٠و علشان وعد الحُر دين عليه ،، أنا نفذت وعدي ليك أهو 


كان يستمع لحديثهٌ الشامت غير مستوعب لما جري ،، و بدأ بحديثهٌ البائس مع النفس  ،،، أحقاً أتت النهاية بتلك السرعة و البساطة ،، أهكذا إنتهت حياتي بلحظة ؟؟ 


آااه،، ما أقرب الموت من الإنسان ،، لا ،، إنتظر آيها الموت قليلاً ،، أرجوك ،   فما زالت لدي الكثيرٌ من الأحلام لم أحققها بعد ،، ما زالت لدي حبيبة أشتاق و أتطلع لضمتها الحلال و تذوق حنانها 


ما زالت لدي أمً لم تٌشبع عيناها من طلتي بعد ،، ما زال لدي أبِ يريد أن يٌملي عيناه بطلة أنجالي و هم يلهونَ حولهُ 


  

تمهل أيها الموت أرجوك ،، فما زالت الأحلام و الأمنيات مُعلقة و لم أحقق الكثيرٌ منها بعد !!! 


شعر بعالمهْ ينهار من تحت قدماه حتي أنهٌ تهاوي بوقفته ، جثي علي ركبتية ناظراً لذاك الشامت التي زينت الإبتسامة ثغره ،، شعر بألم حاد مُبرح لم يشعر بمثلهِ من ذي قبل ،، و بلحظة بدأت غيمة سوداء تلوح و تقترب عليه رويداً رويدا و تٌحجب عن عيناه الرؤية الكاملة ،، و بلحظة بدأ بالتهاوي بجلسته 


و بلمح البصر خر واقعاً مُستسلماً فاقداً لوعيه ليستقبل مصيرهٌ المٌظلم الغير معلوم 


نظر إليه ذلك المجرم و أبتسم و قد قرر التحرك سريعً قبل أن يره أحد أو هكذا هو إعتقد  !! 


قبل ان يتحرك نظر لذاك الغائب عن الوعي الغارق في دمائة و تحدث إلية بفحيح و حقدٍ دفين ٠٠٠ إنتَ اللي جبت الأذي لنفسك و نهيت حياتك بإيدك 


و أكملَ بنيرة حنون لعاشق مٌلتاع أذاب العشق قلبهْ ٠٠٠ كنت عاوز تخطف مني نسمة حياتي اللي عشت عمري كله أستناها و آتحمل دلالها لجل ما أفوز بيها في الأخر و ترطب علي قلبي العاشق ! 


و أكمل بغل ٠٠٠ ده بعيد عن عينك يا آبن الأكابر 


كانت هناك عيون تختبئ جيداُ و تٌراقبه من بعيد ،، إنهُ الرجل الذي وضعةٌ مٌهرب الأثار مجدي حمدان الذي يعمل معه ناجي،، وذلك لمراقبته و نقل جميع تحركاتة ،، جحظت عين الرجل من هول المشهد ،، تحرك مهرولاً مع إتخاذ الحيطة لعدم رؤيتة من ذاك الناجي ،،ضل يُسرع حتي توقف أمام إحدي مكاتب التليفونات و دلف لإحدي الكبائن و طلب رقم مكتب مجدي حمدان ، رجٌل تهريب الأثار 


تحدث الرجل بصوتٍ هامس ٠٠٠ إلحقنا يا مجدي باشا ،، المجنون اللي إسمه ناجي قتل الباشمهندس بتاع إسكندرية ! 


إنتفض الرجل من فوق مقعدة كمن لدغهُ عقرب و تحدث بحدة بالغة  ٠٠٠ الله يخرب بيته ،، هيضيعنا الحمار و يودينا في ستين داهيه معاه 


ثم تساءل مُتمنياً بلهفة ٠٠٠ إنتَ متأكد إنه قتلة يا حامد ؟


تحدث حامد إليه بنبرة مذبذبة  ٠٠٠ أنا شفته غرس مطوة في بطنة و شفته و هو بيحركها في لحمة و بعدها لقيت الراجل وقع علي الأرض و هو فاقد الوعي يا باشا ،، بس معرفش إذا كان مات و لا لسه عايش


تحدث مجدي إلي حامد بنبرة غاضبة ساخطة ناهراً إياه بحدة ٠٠٠ و إنتَ كُنت فين يا بقف إنتَ كمان لما المصيبة دي حصلت،،  مجرتش عليه و منعته حتي و لو بالقوة ليه ؟ 


إرتبك حامد بوقفته ثم ثحدث بنبرة مرتجفة مُبرراً تصرفاته ٠٠٠ يا باشا هو أنا لحقت ،  ده طلع المطوة من ورا ظهرة و طعن الراجل في لمح البصر  ،  ده غير إن سعادتك كنت منبه عليا اني أراقب ناجي من بعيد و مخلهوش يلمحني و لا يحس بيا


قطع مجدي حديث حامد قائلاً بإستهجان و سخط ٠٠٠خلاص خلاص  ،  إنتَ هتحكي لي قصة حياتك و مغامراتك في المراقبة إنتَ كمان 


ثم تحدث مجدي بنبرة قوية أمراً إياه ٠٠٠إسمعني كويس يا حامد ،،  إنتَ تروح تشوف الحيوان ده فين الوقت و تقطع لي طريقه و تقول له إني محتاجه يجي لي علي المخزن القديم فوراً لأني محتاجه في شغل مستعجل 


و أكمل محذراً إياه ٠٠٠ إوعي تحسسه إنك عرفت أو شوفت حاجه يا حامد ، مفهوم 


أجابه الرجل بطاعه ٠٠٠ مفهوم يا باشا !! 


أنهي المكالمة ثم وضع سماعة الهاتف و دق علي مكتبة بحده عبرت عن مدي غضبه 


نظر له المدعو بديع المجاور له ، و الذي يعتبرهٌ مجدي ذراعهُ الأيمن لذا لا يٌفارقهٌ أبدا ،، 

و تحدث بحنكة و عقلٍ واعي بعدما قص عليه مجدي كل ما حدث ٠٠٠ و هتعمل أية مع الباشمهندس يا مجدي باشا ؟؟ 


أجابهٌ مجدي بنبرة ساخطة ٠٠٠ هعمل له أيه يعني يا بديع ،، أروح انقلة للمستشفي علشان أسلط العين عليا و أقول للي ميعرفش علاقتي باللي إسمة ناجي تعال إعرف ؟ 


و أكملَ بإحباط ٠٠٠ ده غير إن زمانه مات بعد اللي عملة فيه الغشيم الله يخرب بيته 


أردف بديع بحنكة و دهاء ٠٠٠ موضوع موته لسه مش مؤكد لحد الوقت و لازم سعادتك تعمل أقصي جهدك و تحاول تنقذة قبل ما يجري له أي حاجة ،، 


و أكمل مُفسراً ٠٠٠ الواد ده لو مات قيامتنا هتقوم مع موته يا باشا ،، إنتَ ناسي سعادة الباشا الكبير قال لسيادتك أية لما كان بيبلغك إن مش لازم ناجي يضايقة بأي شكل من الأشكال ؟ 


ضيق مجدي عيناه و تحدثَ مستفهماً ٠٠٠ قصدك علي إبن عمة عقيد المخابرات ؟ 


أكمل علي حديثة بديع مُذكراً إياه ٠٠٠ و عمة لوا الشرطة مدير الأمن اللي إسمة إسماعيل المغربي 


نظر مجدي إلية بتمعن و تحدث بإطراء إلي بديع ٠٠٠ كلامك كله صح و عين العقل يا بديع


ثم أكمل أمراً إياه بلهفة سريعة ٠٠٠  طب خلي حد من الرجالة يتصل حالاً من أي كبينة بالإسعاف و يبلغ بالمكان اللي بلغنا بيه حامد و يقول إنه لقي واحد مرمي و مطعون في بطنة 


واسترسل حديثهُ بحيطة ٠٠٠ بس من غير ما يقول أي بيانات عنه علشان ما ننكشفش يا بديع 


و أكملَ أمراً ٠٠٠ و أبعت حد من رجالتنا حالاً يحوم حوالين المهندس و يتابعه بس من بعيد و من غير ما حد يشوفة لحد ما الإسعاف توصل له و ييجي يبلغني إذا كان لسه عايش و لا اية 


أجابهُ بديع بطاعة عمياء  ٠٠٠ تمام يا باشا ،، نص ساعة بالكتير و كل اللي معاليك أمرت بيه هيتنفذ بالحرف الواحد 


قال بديع كلماته و أنصرف متجهً إلي الخارج لينفذ ما آُمر به و ترك مجدي يستشيطُ غضبً من تصرفات ذلك العنيد الذي لم يستمع إلي تهديدات مجدي السابقه إليه و رمي بها إلي عرض الحائط 

 

○○○○○○¤○○○○○○


بعد مرور حوالي نصف ساعة وصلت سيارة الإسعاف و الشرطة معاً إلي موقع حدوث الجريمة و بعد المعاينة الدقيقة حملوا حسن الغائب عن الوعي نتيجة النزيف الحاد الذي نتج عن تلك الطعنة الغادرة،، و ذهبوا به إلي مستشفي أسوان التخصصي و التي كانت مُجهزة علي أعلي المستويات الطبية لتكون جاهزة لإستقبال أي طوارئ تحدث للسائحين المتوافدين علي أسوان بكثرة في هذا التوقيت من كل عام 


هاتفت المشفي مكتب الباخرة الذي يعمل بها حسن و ذلك بعدما عاينوا اوراقة التي كان يحملها و وجدوا الكارنية الخاص بالعمل و رقم هاتف مكتب الباخرة المرفق به 


ذهب إلية أشرف و بعض أصدقائهم و أيضاً أحد مدرائة فور تلقيهم هذا الخبر المشؤوم  ، و قد أبلغ أشرف عائلة حسن علي رقم هاتفهم المنزلي و الذي أجاب عليه صلاح و تلقي صدمة الخبر،، أطلق صرخة بإسم صغيرة هز بها جميع أركان المنزل مما جعل الجميع يفزع ،، إنهيار تام و ذهول أصاب الجميع 


و بالاخص ثٌريا و عزيزة التي صرخت بوجة زوجها قائلة بقوة و دموع و أتهامٍ صريح ٠٠٠ إبني لو جرا له حاجة و هو بعيد عني عمري ما هسامحك يا صلاح 


ثم تحدثت بحده و دموع و صراخ ٠٠٠ إنت السبب في كل اللي حصل لإبني،  إنت السبب يا صلاح 


جذبها نجلها الأكبر فريد و احتضنها و تحدث مٌربتً علي كتفها بحنان ٠٠٠ إهدي يا أمي و أدخلي إلبسي علشان نلحق نسافر له قبل الدنيا ما تليل 


تحرك عز إلي عمه المٌنهار بوقفتة و ربت علي كتفه في محاولة منه بطمأنة قلب عمه علي عزيز عينة  ٠٠٠ إهدي يا عمي، إن شاء آلله خير، 


ثم تبادل النظر بين الجميع و تحدث ٠٠٠ شوفوا مين اللي هيسافر منكم و جهزوا نفسكم و أنا هتصل برئيس الجهاز عندي يأمر لنا بطيارة خاصة توصلنا لأسوان ،، و إن شاء الله هنكون عنده بسرعة و نتطمن علية 


تحدث مٌحمد إلي ولده مُستشيراً إياه ٠٠٠ أنا بقول تنقله هو بالطيارة هنا أحسن يا أبني ،  و أهو يبقا جنبنا كلنا و منضطرش نسافر و أكيد إسكندرية هيكون فيها رعاية صحية أحسن لحالته 


تحدث عز إلي والدة بتعقل ٠٠٠ الكلام ده لسه بدري اوي عليه  يا حاج  ، إحنا لحد الوقت ما نعرفش أي حاجة عن حالتة و لا أية اللي حصل له نتيجة الطعنة دي ،  أول حاجة لازم نسافر له و نتطمن من الدكاترة إن حالتة بقت مستقرة و تسمح بالنقل من غير لاقدر الله مايتعرض لأي مضاعفات ، و بعدها أكيد هننقله في وسطنا هنا 


أردف عبدالرحمن مؤكداً علي حديث أخاه ٠٠٠ كلام عز منطقي و فعلا لازم نتأكد من إستقرار حالة حسن علشان يقدر يتحمل نقلة 


وافقهما الجميع الرأي و تحرك عز إلي الهاتف و أستعان بمساعدة رئيس الجهاز الذي وافق سريعً و أخبرهٌ أن يستعد هو و عائلتة و أن الطائرة ستُقلع بهما فور تجهزهم مباشرةً 


كانت تبكي بإنهياراً تام ساندة أحشائها بكف يدها ،، تحرك إليها أحمد و أجلسها و جلس بجوارها بجسدٍ مٌنهكً و تحدث بإرهاق جراء حالتة الصحية المٌزرية  ٠٠٠ إهدي يا ثُريا ،، إهدي يا حبيبتي علشان اللي في بطنك  ، و بعدين عمي و مرات عمي هيسافروا و هيبقوا يطمنوكي علية 


إلتفتت إلية سريعً و تساءلت بذهول ٠٠٠ يا قلبك يا أحمد ،، إنتَ عاوزني أقعد أستني هنا و أخويا في أخر الدنيا و معرفش حصل له أيه ؟ 


تحدث عز إليها بعيون مترجية  ٠٠٠ إسمعي الكلام و أقعدي يا ثٌريا ،، أحمد تعبان و محتاج لك جنبة ،، و إنتِ حامل و تعبانة و في أي لحظة ممكن تولدي ، و السفر في ظروفك دي هيكون خطر عليكِ 


أصرت بقوة و بالفعل ذهبت بصحبة عز و والديها و شقيقها فريد و عمها مٌحمد تحت حزن أحمد منها و عليها 


يُتبع




بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين


الفصل الثالث و العشرون 


داخل مكتب مجدي حمدان 

مازال يجلس هو و بديع و القلق يٌسيطر علي حالتهما ينتظران بتلهف علي أحر من الجمر وصول الأخبار من رجالهم المتواجدون داخل المشفي ليطمئناهما علي حالة حسن ،، إتصل علي الرجل الأول داخل تشكيلهم العصابي الماكث داخل القاهرة 


و تحدث إلية الرجل بنبرة حادة بعدما قص مجدي علية ما حدث  ٠٠٠ الراجل بتاعك بقا كارت محروق و هيجرنا معاه واحد ورا التاني للهلاك يا مجدي 


طب و العمل يا باشا ؟ جملة تساءل بها مجدي 


فأجابه الرجل بحدة و حديث ذات مغزي ٠٠٠ نضف الفوضي اللي حصلت عندك فوراً يا مجدي ،، نضف من غير ما حد يحس بينا،،  فاهمني يا مجدي 


أغلق مجدي هاتفهٌ بعدما طمئن ذاك المُهم ثم نظر إلي بديع و تحدث إلية بنبرة أمرة ٠٠٠ بديع  ،،  خد معاك راجلين و هات لي اللي إسمه ناجي ده من تحت طقاطيق الأرض  


لم يٌكمل جملته حتي إستمع إلي طرقات خفيفة تلاها دخول السكرتيرة الخاصة حيثٌ تحدثت بنبرة هادئة ٠٠٠ ناجي عبدالسلام هنا و مٌصر إنه يقابل حضرتك يا أفندم 


جحظت أعين مجدي و تحدث متلهفً ٠٠٠ دخليه بسرعة 


دلف ناجي يتلفت حوله بنظرات مٌرتعبة و تحدث مٌستنجداً به ٠٠٠ إلحقني يا مجدي باشا ،، أنا وقعت في مصيبة و جاي لك عشان محدش غيرك هيعرف ينجدني و يخرجني منها 


وقف مجدي و أقترب عليه كالمجنون ماسكً إياه من تلابيب جلبابه و أردف قائلا بحده ٠٠٠ إنتَ إتجننت يا بني أدم ،، إنتَ إزاي تيجي لحد هنا بعد عملتك السودة اللي عملتها مع الباشمهندس ،، إنتَ عايز تفتح عيون الداخلية عليا و توديني في داهية يا حيوان 


نظر إليه ناجي بإستغراب و تساءل بغباء ٠٠٠ و إنتَ عرفت منين اللي حصل ؟ 


ثم أستعاد ذاكرته و تحدث بتذكر قائلاً ٠٠٠ آآااه ، نسيت إن جنابك ممشي جواسيسك ورايا 


ثم نظر إلية و تحدث بنيرة قوية ٠٠٠ إنتَ لازم تشوف لي حل يا باشا ،، أنا الراجل بتاعك و أكيد مش هتسيبني أروح في داهية 


أجايهٌ مجدي بنبرة ساخطة ٠٠٠ و عاوزني أعمل لك أيه بقا يا سي ناجي ،، ثم أنا يا بني أدم مش حظرتك قبل كدة و قٌلت لك تبعد عن اللي إسمة حسن ده و ما تتعرضلوش خالص 


تحدث ناجي بغلٍ ٠٠٠ اللي حصل بقا يا باشا ،، و الواد إتحداني و خد نصيبه مني ،، و الوقت لازم تثبت لي حمايتك ليا ،،إنتَ مش كل شوية كنت تقول لي متخافش طول ما أنتَ معايا ،، إنتَ تحت حمايتي يا ناجي 


تحدث مجدي بتخابث ٠٠٠ طب إسبقني علي المخزن السري و أنا هجي لك علي هناك و نتكلم و نشوف هنحلها إزاي مع بعض 


تحدث ناجي بحدة و عناد ٠٠٠ أنا لا رايح مخازن و لا غيره يا باشا ،، ما فيش قدامي وقت للكلام ده كله ،، أنا هطلع من هنا علي بيتي و لما الحكومة تيجي و تسألني هقول لهم إني في وقت الجريمة ما حصلت كُنت عند حضرتك هنا بنتكلم في شغل ! 


ثم حول بصرة إلي بديع و تحدث مٌستشهداً ٠٠٠ و بديع بيه هيشهد معانا و بكدة أطلع أنا منها زي الشعرة من العجينة و آكون خِلصت من اللي إسمة حسن و في نفس الوقت حميت نفسي 


كاد بديع أن يتحدث و لكن سبقه حديث مجدي الذي تحدث إلية بحده و جنون  ٠٠٠ إنت إتجننت يا بني أدم ،، إنتَ عاوز توديني في داهية ،، ثم شغل أية ده اللي هيكون بيني و بين واحد زيك يا غبي 


تحدث بديع بتخابث ٠٠٠ ما تخليش عقلك المُشتت من اللي حصل يخليك تقول كلام مش محسوب يا ناجي ،، الشغل اللي بينك و بين البشوات كله في السر و محدش يعرفه و حتي كل مقابلتنا في أماكن سريه ،  ثم بالعقل كدة،، شغل أيه اللي هيبقا بينك و بين مجدي بيه صاحب شركات التصدير و الإستيراد ؟ 


تحدث ناجي ساخراً ٠٠٠ ده علي أساس إن أسوان كلها متعرفش شغلكم الأساسي و لا ما يعرفوش إني شغال معاكم في الحفر عن الأثار و تهريبها برة البلد  ؟ 


أجابهٌ مجدي بدهاء نافيً٠٠٠ دي مجرد شكوك يا سي ناجي،، بس مفيش مخلوق عندة دليل واحد يقدر يثبت بيه أي حاجة علينا ،، و إنتَ بكلامك المعتوة ده عايزني أثبت عليا الإشاعات و كأني بقول للحكومة تعالي دوري ورايا 


تحدث ناجي بحدة و جنون مُهدداً مجدي ٠٠٠ إسمع يا مجدي باشا ،، لو بتفكر تتخلي عني إنتَ و بشواتك و تخلوني أشيل الليلة تبقوا غلطانيين ،، أنا لو إتسجنت مش هتسجن لوحدي ،، لااااا ،، ده أنا هجركم معايا واحد واحد و نقضيها صحبة حلوة كدة في السجن 


تحدث مجدي و هو يٌخرج مسدسهٌ المعبئ بطلقاتهِ النارية و مجهز سابقً من درج مكتبة و يضع به كاتم الصوت كي لا يصنع ضجة بالمكتب ٠٠٠ يبقا أنتَ اللي حكمت علي نفسك يا ناجي 


و بلمح البصر صَوب المسدس نحو نقطة ما بين العينين بحرفية عالية و أطلق علية تحت ذهول ناجي و عدم تصديقة بالتخلي عنه بتلك السهولة


وقع ناجي علي الفور صريعً بعد تلك الطلقة المدروسه القاتلة ،، تحرك بديع إلية سريعً يختبر نبضة وجدهٌ قد فارق الحياة علي الفور 

فتساءل مستفهماً بلهفة و رعبٍ دب بأوصالهِ ٠٠٠ هنعمل أية في الجثه دي يا باشا 


أجابهٌ مجدي ببرود و هو يُنظف مُسدسة بنفخهِ به و كأن شئً لم يكُن ٠٠٠ الأول خد الخنجر من جيبه و خلي الرجالة يروحوا يرموة بسرعه جنب المكان اللي إتقتل فية المهندس علشان البوليس يتأكد من إرتكاب ناجي للجريمة بعد ما يلاقوا بصماته علية 


و أشار بيدة علي السجادة الموضوعة أرضً ٠٠٠ و هات الرجالة و لفوة في السجادة دي و أربطوها علية كويس و خليهم يشيلوها عادي كأنهم مودينها للتنضيف و بعدها يرموة بيها في قلب النيل ،، 


و أكملَ بذكاء ٠٠٠٠ و متنسوش تربطوا معاه حجارة كبيرة علشان الجثة تغطس و تستقر في القاع و متطلعش لفوق علشان الطلقة اللي واخدها دي ،، خلي الحكومة تفتكر إنه خاف و هرب بعد ما قتل الباشمهندس حسن، 


و آسترسل حديثه بتأكيد مُنبهً إياه ٠٠٠مش عاوز ديول تظهر للموضوع يا بديع !! 


ثم أشار إلي الدماء المتناثرة فوق الأرض و تحدث بإشمئزاز ٠٠٠ و يلا هات رجالتك الموثوق فيهم و نضف لي القرف ده بسرعة ! 


تحدث بديع بهدوء ٠٠٠ أوامرك يا باشا ،، بس الأول هطلع أسرب السكرتيرة و اخليها تمشي علشان متحسش بحاجة من اللي هيحصل هنا 


و بالفعل خرج بديع و أعطا للسكرتيرة إجازة عارضة بحجة ذهابهما هو و مجدي إلي الخارج،، إذا لا داعي لتواجُدها بالمكتب ،،  و أيضاً إتخذ بديع كل ما يلزم من الحيطة لأمانهم و إبعاد الشبهات عنهما و سيدة،


بعد مدة أخذ الرجال جثة ذاك الهالك الذي لم ينجي بحياته و لا حتي بمماته من كثرة ذنوبة التي إقترفها بدنياة و لم يضع الله أمام ناظرية و يعمل علي إرضاءة و كسب أخرته 

  

              ○○○○○○¤○○○○○○


بعد حوالي ثلاث ساعات 

كانت قابعه أمام غرفة العمليات تجلسٌ أرضً بعينان متسمرتان لا يتحرك لهما رمشً ،، لا دموع ، لا وعي ، و لا حياة من دونه ،، 


تشعر و كأن دقات قلبها توقفت مترقبه دقاته ، لإن عَادَ عادت دقاتِها ، و إن فارقت فستلحق بها في الحال إلي حيثٌ الفناء الأخير ،، فلا حياة لقلبها الضعيف بعد الرحيل 


إنها ساحرته ، بسمةٌ الحسنِ

فإن عاد لها عادت لهٌ الأملِ 

وإن غابت شمس حياتهِ

غابت بسمتٌها إلي الأبدِ 


فقد أتت إلي هنا بعد ذهاب أشرف إليها داخل البزار مهدداً إياها إذا حدث شئً لصديقةٌ فسيجعلها تدفع الثمن باهظً هي و أهلها و ناجي الذي هدده  ،، و لكنهٌ إضطر لإصطحابها معه إلي المشفي بعد حالة الإنهيار التي أصابتها من جراء تلقيها ذلك الخبر المشؤؤم  


مما أدي إلي تعاطفهٌ الشديد معها بعدما كان ثائراً عليها و يُحدثها بحدة بالغه  ، و أيضاً لعلمهُ مدي عشق صديقةٌ لها 


و قد ذهبت أمنيه و أماني إلي بيت إبتسام و أخبرا والدها الذي أتي سريعً إلي إبنته ليأخدها إلي البيت و لكنها صممت بإصرار و ترجته  علي أن لا تتحرك من أمام غرفة العمليات حتي يُخرج أسر كيانها و تراه أمامها مُعافي البدن


في تلك اللحظات حضر الجميع من الأسكندرية و هم يسرعون بخطواتهم داخل رواق المشفي بتخبط و تشتُت ، 


أسرع الأب الملكوم إلي أشرف و تحدث إليه متسائلاً بلهفة ٠٠٠ طمني يا أبني ،، حسن أخباره أيه ؟؟ 


أجابهُ أشرف برأسٍ مٌنكسً و عينان يسكنهما الألم حزنً علي ما حدث إلي صديقه و رفيق دربة ٠٠٠ ما أعرفش أي حاجة يا عمي  ،  من وقت ما أخدوة جوة في العمليات من أكتر من تلات ساعات و نص،، و محدش خرج علينا و لا حتي طمنا علي حالتة 


تحدثت عزيزة إلي عز بدموعها الغزيرة التي تُدمي القلوب ٠٠٠ إتصرف يا عز و شوف لنا حد في المستشفي دي يطمنا علي إبني 


أمسك عز يدها و أجلسها فوق إحدي المقاعد و تحدث إليها مطمئنً إياها ٠٠٠ إهدي يا مرات عمي وأنا هتصرف و هطمنك 


و بالفعل تحرك الضابط المُصاحب له و المكلف من رئيس المخابرات شخصياً لتسهيل الأمور إلي سيادة العقيد داخل أسوان 


تحرك و أبلغ إدارة المشفي بشخصية عز المغربي و موقعةٌ مما أربك الإدارة و بعثوا له علي الفور بطبيبٍ ذو مكانة عالية بالمشفي كي يٌطمأنهم علي حسن و بالفعل ابلغهم أنه الأن داخل العمليات و بصحبته لفيفًٌ من أمهر الأطباء في هذا المشفي المجهز و المخصص لخدمة الأجانب الوافدين إلي تلك المحافظة السياحية العريقة 


بعد إنصراف الطبيب نظر عز إلي ثريا و جسدها المُنهك و أشار لها بأن تجلس كي تُريح حالها من عناء و مشقة السفر  فآستمعت إلية و بالفعل جلست ،  ثم تحدث إليها بقلبٍ مفطور لأجلها ٠٠٠ من فضلك يا ثُريا حاولي تهدي علشان حالتك الصحية مش متحملة توتر،، و كمان علشان الطفل ما يتأثرش و لا قدر الله يحصل أي حاجة 


أومأت لهُ برأسها بطاعة و هدوء و تحرك هو إلي عمهِ و جلس بجانبة كي يخفف عنه توترة  


لفت إنتباة ثٌريا تلك التي تفترش الأرض أمام غرفة العمليات بحالة مٌزرية و عينان مُنتفخة جراء بكائها المتواصل لمدة طويلة، و تيقنت بفطانتها أنها سمراء شقيقها و فاتنته 


تحركت إليها بهدوء و تساءلت بنبرة مٌتأثرة و هي تنظر إليها بتمعن ٠٠٠ إنتِ بسمة ؟  


يتبع


بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


رواية عبق الماضي 

بقلمي روز أمين 


الفصل الرابع و العشرون


نظرت لها ثُريا و تساءلت بإهتمام ٠٠٠ إنتِ بسمة  ؟ 


لم تَعِر لحديثها أية إهتمام و لم تنظر حتي إلي وجهها، بل ضلت علي حالتها تنظر أرضً بشرودٍ تام  ، حتي دموعها قد جفت و تحجرت داخل عسليتاها و كأن كُل ما بها قد توقف يترقب بإنتظار و تمعن خروجهُ من خلف هذة الجُدران التي تحجب عن عيناها رؤيتهِ و ضحكتهِ البهية و التي سوف تحييها من جديد  !! 


عذرتها ثريا ثم تحركت من جديد إلي والدتها و جاورتها الجلوس حيث أنها لم تعٌد تحتمل الألم و الوقوف جراء تعبها من حملها 


تحرك إليها دياب الواقف جانبً ينظر إلي الجميع و يراقب ردود أفعالهم  من بعيد ،  و وجه حديثهُ إليها بهدوء ٠٠٠ قومي يا بنتي خلينا نروح علي بيتنا  ، مبقاش ليها لازمة قعدتنا دي بعد ما أهلة جٌم 


  

نظرت إلي أبيها بذهول و كأنها إستفاقت من تيهتها للتو،، و تحدثت بحدة و هي تهز رأسها رفضً ٠٠٠ ريح نفسك يا بابا، أنا مش هتحرك من هنا غير لما أشوف حسن خارج من أوضة العمليات بعيوني دي،، و أتأكد إنه خلاص بقا كويس و بخير 


تنهد دياب و وقف مكانهٌ بثبات يتطلع إلي هؤلاء الرجال ذوات الهيبة و النفوذ و الجاه 


هٌنا قد أتي مدير المشفي و وقف أمام عز المغربي  ، أسرعت إليه ثٌريا و الجميع كي يطمأنوا علي غَاليهم  ،، أما تلك الشاردة فظلت ساكنه بجلستها و بجوارها أبيها المُرتعب داخلياً من فكرة صحة شكوكة نحو ناجي 


تحدث مدير المشفي إلي عز بإحترام ٠٠٠ أهلاً و سهلاً بحضرتك يا باشا ،  نورت أسوان 


ثم عرف عن حالة ٠٠٠ أنا دكتور مهران مدير المستشفي 


تحدث عز إليه بإستفسار ٠٠٠ أهلاً يا دكتور ،، من فضلك طمني علي حالة الباشمهندس 


أخبرهُ الطبيب بمهنية كي لا يتحدث أمام السيدات حتي لا ينهرن أكثر  ٠٠٠ ياريت حضرتك تتفضل معايا علي مكتبي علشان نتكلم هناك براحتنا يا سيادة العقيد 


قاطعتة عزيزة بصياحٍ حاد ٠٠٠ عاوزين تتكلموا بعيد عني لية ؟ يبقا أكيد إبني فية حاجة و عاوزين تخبوها عليا 


تحدث إليها صلاح كي يٌهدئ من ثورتها ٠٠٠ إهدي يا أم فريد و خلينا نفهم من الدكتور الأول 


تحدثت عزيزة بإصرار ٠٠٠ مش ههدي غير لما أعرف إبني فية أية و حالاً  


وجهَ عز حديثهُ إلي الطبيب كي يٌنهي هذا الجدال قائلاً٠٠٠ إتكلم من فضلك يا دكتور و إحنا سامعينك 


تحدث الطبيب بهدوء  ٠٠٠ أول حاجه عاوز حضراتكم تطمنوا و تتأكدوا من إن عندنا هنا في المستشفي أمهر متخصصين و إننا مش هنقصر في أي حاجه محتاج لها الباشمهندش 


تحدث صلاح بحده بعدما فقد السيطرة علي صبره  ٠٠٠ كل الكلام ده ميهمنيش ،، أنا عاوز أعرف إبني جوة في العمليات لية ؟

و أية هي حالتة بالظبط؟ 


تحدث الطبيب بهدوء متفهمً لحالة صلاح النفسية  ٠٠٠ للأسف يا أفندم ،  إبن حضرتك إتعرض لكذا طعنة في الكَبد من خنجر مٌدبب ، و المُجرم اللي طعنة حرك الخنجر و عمقة ،، و ده تسبب في تهتك في جزء من الكَبد،، و بالطبع تسبب في نزيف حاد و ده اللي بيحاولوا الدكاترة حالياً يوقفوة 


خبطت عزيزة صدرها بيدها و صرخت بإسم ولدها بإنهيار،، أما ثريا فوضعت يدها فوق فمها و بدأت ببكاءٍ مرير يٌقطع أنياط القلوب 


فتحدث صلاح بحدة ناهراً كلاهما ٠٠٠ مش عاوز أسمع و لا كلمة من واحدة فيكم 


صمتت إثنتيهما عِنوةً،  و ذهب الطبيب تحت إنهيار الجميع  ، و بعد مدة جاءت الشرطة عندما علمت بوجود عز المغربي بالمشفي و أيضاً لأخذ أقوال تلك البسمة و والدها في البلاغ المقدم من أشرف و الذي يتهم فية ناجي عبدالسلام بالشروع في قتل حسن المغربي و أستشهد ببسمة و أبيها 


أما عن بسمة فقد أخرجها من شرودها صوت أمين الشرطة الحاد حيثُ أوقفها عنوةً عنها بناءً علي توجيهات ضابط الشرطة له ، و تحركت ببطئ حيثُ تجمُع الجميع 


و تحدث إليها الضابط المسؤل عن التحقيق سائلاً إياها  ٠٠٠ قولي لي يا بسمة ،، هو المدعو ناجي إبن عمك هدد حسن بالقتل فعلاً زي ما أشرف إبراهيم بيتهمه ؟ 


أماءت برأسها بإيجاب و تحدثت سريعً بتأكيد ٠٠٠ أيوة يا أفندم حصل،، و جه البيت عندنا و هدد بابا و جدتي،، و بعدها بكام يوم هددني أنا شخصياً 


تدخل عز سائلاً إياها بإستفسار ٠٠٠ هددك قال لك أية بالنص يا آنسة بسمة ؟ 


نظرت إلية و أجابته بدموع ٠٠٠ قال لي لو خايفة علي عٌمر الباشمهندس خلية يبعد عنك !! 


تحدثت عزيزة بحدة و أتهام ٠٠٠ يعني اللي حصل لإبني ده كُله بسببك و بسبب أهلك ؟ 

و أكملت بحدة ٠٠٠ ربنا ينتقم منكم ،، حسبنا الله و نعم الوكيل فيكم 


إرتعبت بسمة من رؤيتها لغضب ملامح عزيزة و زادت في نحيبها و تحدثت مُفسرةً ما حدث ٠٠٠ و الله العظيم أنا بعدت عنه خالص ،، دي حتي جدتي لما عرفت إنكم رفضتم إرتباطنا طلبت منه يبعد عني خالص،، و حلفته ما يقربش من أي مكان أكون أنا موجودة فيه تاني،، و فعلاً حسن وفي بوعده لجدتي و عمل كده ،، لحد إنهاردة شافني صدفة في الطريق و مشي معايا و كلمني ،، 


و أكملت ببكاءٍ مرير يٌقطع أنياط قلب من يراها ٠٠٠ غصب عنه ضعف و مقدرش يكمل عهدة لجدتي ،، لحظة ضعف كلفته و كلفتني حياتنا 


وجه الظابط تساءلةٌ إليها ٠٠٠طب تفتكري يا بسمة إن ناجي هو اللي ممكن يكون عمل كدة في الباشمهندس و نفذ تهديدة ليه و ليكم  ؟ 


اجابته بتأكيد و حده من ببن دموعها ٠٠٠ أنا متأكده من إنه هو اللي عمل كدة 


و أكملت بنبرة حنون و عيون باكية ٠٠٠  حسن إنسان راقي و محترم و مستحيل يكون له أعداء ، هو ناجي مفيش غيرة اللي ممكن يعمل كده ،،  حسبنا الله و نعم الوكيل فيه 


حول الضابط بصرهِ إلي دياب و وجه إلية نفس الأسئلة التي طرحها علي بسمة،  و الذي أكد علي حديث إبنته بتهديد ناجي لهٌ و لأسرتة 


  

ثم تحدث الضابط إلي عز ٠٠٠ علي العموم إحنا لقينا الخنجر اللي الجاني إرتكب بيه الجريمة ، و حرزناه و بعتناه للطب الشرعي علشان نعرف إذا كان فعلاً الخنجر ده هو اللي إطعن بيه الباشمهندس و لا لاء ،، و النيابة بعتت دكتور من الطب الشرعي مع الباشمهندس جوة علشان يعاين الجرح و يقدر يُحكم 


و أكملَ ٠٠٠ و كمان هنعاين البصمات اللي موجودة علي الخنجر و اللي من خلالها هنتأكد إذا كان ناجي هو الجاني الحقيقي و لا لاء 


و ما أن إنتهي الضابط من حديثه حتي إستمع إلي صياح أحد العساكر الذي كان يأتي مهرولاً من خلال رواق المشفي مُتحدثً و هو يلهث قائلاً ٠٠٠ إلحق يا حضرة الظابط،، إلحق يا حضرة الظابط 


نظر له الضابط بإستغراب من حالته و تساءل مٌستفهماً ٠٠٠ فية أية يا عسكري ؟ 


نظر له الضابط بإستغراب من حالته المُزرية و تساءل مٌستفهماً ٠٠٠ فية أية يا عسكري،، إنطق ؟ 


تحدث العسكري بأنفاس لاهثة متقطعة ٠٠٠ فية باخرة سياحية قدمت بلاغ من حوالي ساعة ،، قالت فيه إن القبطان لاحظ تٌقل في حركة الباخرة ،، و لما الغطاس نزل يشوف الريشة فيها أيه،، لقي سجادة كبيرة محشورة في الريشة و جزء منها مقطوع 


و أكمل لاهثً ٠٠٠ طلع و طلب كذا غطاس معاه علشان يعرفوا يسلكوا السجادة لأنها كانت مربوطه بحجارة تقيلة و صعب يتحكم فيها لوحدة ،، و هما بيخرجوها هو و زمايلة من الريشة لقوا جواها جثة مقطوعه نصين ،،


خرجوها و طلعوها برة علي المرسي و فيه شهود من اللي كانوا واقفين شافوا الجثة و أتعرفوا علي وش القتيل اللي الريشة مجتش جنبة و كان سليم تماماً 


و أكمل بنبرة لاهثة من حديثهُ المُتلاحق ٠٠٠ و الجثة دي طلعت للمتهم اللي حضرتك أمرت بضبطة و إحضارة يا باشا 


ضيق عز عيناه و وجه تسائلاً إلي العسكري  بفطانة ٠٠٠ إنتَ تقصد إن الجثة اللي خرجوها طلعت جثة اللي إسمة ناجي ؟ 


هز العسكري رأسه بإيماء سريع و تحدث إلي عز بإعجاب ٠٠٠ عفارم عليك يا أفندي ،، هو كدة بالظبط ! 


حولت بسمة نظرها سريعً و نظرت إلي والدها بعيون حزينه مٌتألمة لأجل إبن عمها  ،، أما دياب الذي وضع يده فوق مقدمة رأسة و ظهر الألم و التأثر فوق ملامحه الحنونه ،، فمهما كان ناجي خاطئ و تغلب الشيطان علي رأسه و تملك منه ،  إلا أنه يضل إبن شقيقهٌ الغالي رحمة الله عليه،، عبدالسلام طيب القلب الحنون 


نظر الظابط إلي عز الذي تحدث بغموض ٠٠٠ ده كدة الموضوع وسع أوي يا حضرة الظابط 


ثم أكمل أمراً ٠٠٠  يلا بينا نتحرك ،،أنا لازم أحضر التحقيق ده و أطَلع علي كل المعلومات اللي جمعتوها بنفسي 


تحدث دياب بإنكسار و تألم ٠٠٠ و أنا جاي معاكم يا بهوات عشان أتأكد إذا كانت الجثة فعلاً بتاعت إبن أخويا و لا لاء 


ثم نظر إلي إبنته و أردف أمراً ٠٠٠ روحي علي البيت حالاً يا بسمة و خليكي مع جدتك زمانها عرفت بالخبر و تعبانه ،،الأخبار الشوم بتوصل بسرعة 


نظرت إلية بإستعطاف و أردفت قائله بترجي ٠٠٠ علشان خاطر ربنا يا بابا تخليني هنا لحد حسن ما يخرج و أطمن علية،، و بعدها أوعدك إني هروح علي طول 


نظر لها بإستسلام و ضعف،، فكيف يٌجبر قلبها العاشق علي الرحيل و الإبتعاد عن مٌتيمها ،،

و تحرك مع الظابط و عز و باقي القوة 


أما ثُريا التي نظرت إليها بتعاطف شديد و ذلك نظراً لحالتها المشتته ما بين حبيبها و متيم عيناها الراقد بالداخل يُصارع الحياة في جولة نتائجها غير مضمونة،، إما أن يخرج منها ناجيً بحياتهُ و حياتها،، أم ستهزمهُ هي و تنتصر عليه و يخرج من تلك الغرفة جُثة هامدة  ، و ما بين إبن عمها الذي قتلهُ الحقد و الشر،، و إتباعهُ طريق الشيطان بلا رجعه 


إقتربت منها ثُريا و تحدثت إليها ٠٠٠ البقاء لله يا بسمة 


أجابتها بدموع قد خانتها و نزلت متدفقة رُغمً عنها ٠٠٠ لا إله إلا الله 


                   ○○○○○○¤○○○○○○ 


أما داخل مكتب المدعو مجدي الذي تلقي بجنون خبر ظهور الجثة بعد حدفها بعدة ساعات فقط لا غير


فقد دبر بدقة فائقة لكل شئ و أجاد رسم خطتة بكل تفصيلها ،، و لكن تأتي إرادة الله فوق إرادة الجميع ،، فقد تحركت الجثة بفضل سٌرعة الرياح المفاجئة و قبل أن تستقر في القاع للأبد  ، إصطٌدمت بريشة الباخرة و حٌشرت بداخلها ليُكشف أمرها و أمر مُدبرها 


و تبقي إرادة الله و تدابيرة للكون هي العٌليا 


كاد يجن و هو يتحرك داخل المكتب و يجوبهُ إياباً و ذهابَ و تحدث بحدة إلي بديع موبخً إياه  ٠٠٠ أدي أخرة اللي يعتمد عليك إنتَ و رجالتك الخايبه يا سي بديع 


تحدث بديع بذهول مما حدث مدافعً عن حاله ٠٠٠ و أنا و الرجالة ذنبنا أيه بس يا باشا ،، الرجالة عملوا اللي إنطلب منهم بالحرف الواحد و رموه في وسط النيل زي ما حضرتك أمرت بالظبط،، بس الحظ محالفناش و جثته القذرة شبطت في ريشة الباخرة بدل متغطس في القاع،، 


و أسترسل حديثهُ بغيظ ٠٠٠  الله يجازية مطرح ما راح  ، مؤذي حتي و هو ميت 


و اكمل مطمئناً إياه ٠٠٠ و بعدين متقلقش أوي كده يا باشا ،، الحكومة كل اللي يهمها إنهم عرفوا مين اللي عمل كدة في إبن الأكابر ،،


و أكملَ ساخراً ٠٠٠  يطلع مين ناجي ده كمان علشان يشغلوا دماغهم بيه و يدورا علي مين اللي قتله


تساءل مجدي بلهفة كمن تعلق بقشة٠٠٠ تفتكر كدة يا بديع ؟ 


اجابهُ بتأكيد و طمأنه  ٠٠٠ ده أكيد يا باشا ،، إطمن سعادتك و ريح بالك 


ثم أكمل ساخراً ليخفف من توتر مجدي الذي أصابهُ ٠٠٠ ده مش بعيد الحكومة تعمل جواب شكر و تعلن عن جايزة مالية للي قتلة و خلص العالم من أذيته و شرُه


يتبع



بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 


رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين 


الفصل الخامس و العشرون 


ذهب دياب و تعرف علي جثة ناجي و نظر لهُ بقلبٍ ينزف دمً علي شباب إبن شقيقهُ الذي أضاعهُ هباءً و بالنهاية خسر حياته و أخرته أيضاً  ، و حولت النيابة الجثة إلي الطب الشرعي لتشريحها و معرفة سبب الوفاة  ،، أما عن عز المغربي الذي قرر أن يستغل ذكائه المخابراتي لكشف الجريمة سريعً ،،  حيث أمر رجالة بتتبع الخيط الذي أمسكهُ بين يديه و هو تلك السجادة التي وجدت بها الجثة،  


و أمر بمعرفة نوع السجادة و أين صٌنعت و لمن بيعت ،، و لحسن حظهم كانت تلك السجادة باهظة الثمن و نادرة و يصعب علي الأهالي إقتنائها  ،،و بدأ الضابط بالتحري و البحث عن صاحب تلك السجادة 


أما داخل المشفي خرج حسن من داخل العمليات بعدما مكث داخلها فوق الخمس ساعات حتي سيطروا علي النزيف و نقلوا له دمً تبرع به شقيقه فريد و عز الذي هما نفس فصيلتة   ،، 


خرج محمولاً علي ترولي و أتجهوا به إلي غرفة الإفاقة حيث أوصلوا جسده ببعض الأجهزة لخطورة حالتة الحرجة 


كانت تنتظرة تلك العاشقة أمام غرفة العمليات و ما أن رأتهُ يخرج بتلك الهيئة حتي إنهارت و دخلت في نوبة بكاءٍ شديد و أنهيارٍ تام عندما لمحته بتلك الحالة الصعب علي قلبها العاشق تحمُلها ،، مما أستدعي إستغراب عزيزة و صلاح و محمد و فريد ،، 

و كُلٍ تساءل داخل نفسه،،، متي خٌلق هذا العشق الهائل بين ذاك الثنائي برغم قُصر المدة 


كانت تنظر إلية من خلف الزجاج العازل بقلبٍ يتمزق لأجل حبيبها الغائب عن الوعي و بهيئتة التي هزت كيانها بالكامل،، 


جاورتها عزيزة الوقوف و هي تبكي بمرارة قلب أم كادت أن تفقد عزيزُ عيناها 


و تحدثت إليها برجاء و نبرة حانية بعدما إستشفت مدي عِشقها لولدها ٠٠٠ إدعي له ربنا ينجية يا بنتي،، إنتِ شكلك طيبة و قريبة من ربنا و إن شاء الله ربنا يتقبل دعواتك 


نظرت إليها و أردفت قائله بيقين و إيمان بالله  ٠٠٠ ما تقلقيش حضرتك ، ربنا عظيم و رحيم بعبادة و أكيد مش هنهون عليه يوجع قلوبنا و أرواحنا  ، إن شاءالله ربنا هيشفية و يقومه بالسلامة   


ثم حولت بصرها بإتجاهه مرةً أخري و أردفت قائله بقلبٍ مفطور لأجل عاشق عيناها و بنبرة مُرتجفة ٠٠٠ هو عارف و متأكد إن فيه ناس بتحبه و مش هتقدر تعيش في الدنيا لو مكنش هو موجود فيها  ،  و علشان كده هو هيقوي نفسه و يتحدي الصعب و يقوم علشان كُل اللي بيحبوة 


أردفت عزيزة قائلة بدموع ٠٠٠ يا رب يارب 


و بعد مدة عادت إبتسام إلي منزلها شاردة حزينة مٌتألمة،  وجدت جدتها و والدتها تنتحبان و تبكيان بمرارة علي ناجي و تجاورهما نساء المنطقة التي إرتدين الأسود و جئن ليقضين واجب العزاء و يقفن بجانب جيرانهم ذوات السمعة الطيبة و الأخلاق العالية 


تحركت من جوارهم و كأنها مُغيبه و لم تعي لما يدور من حولها،، دلفت لداخل غرفتها و الحزن ينهش داخلها ،تارة لأجل ما حل بحبيبها،، و تارةٍ آخري لأجل إبن عمها الذي خسر شبابهُ،،  ماذا فعلت بدُنياها ليلاحقها هذا الحظ العثر ،  ماذا إقترفت من أخطاء حتي تُجني كل هذا الوجع من خلف عشقها الطاهر التي لم تتخطي معهُ حدود الله التي أمرنا بها و فرضها علينا كمسلمات 


بعد قليل إستمعت لصياحٍ و صَريخ في الخارج ،، إنها نجية زوجة عمها التي أتت إلي منزلهم و أقتحمته كالثور الهائج حيثُ صرخت بوجة الجَده قائلة بحالة هياج و جنون و آتهام ٠٠٠ إرتاحتي يا بخيته ؟ 


إرتاحتي إنتِ و بنت إبنك اللي جابت أجل إبني بفٌجرها و مشيها مع الغريب ؟ 


وقفن بعض النساء ليُبعدن نجية من الإقتراب للجَدة أكثر، في حين ردت عليها الجَدة بحده و غضب عارم ظهر علي ملامحها التي دائماً ما تتسم بالطيبة و الحنان ٠٠٠ إخرسي يا مَرة و إتكلمي زين بدل ما أقطع لك لسانك اللي ما بيخرجش غير الكلام العفش اللي شبه وشك 


و أكملت بحده ٠٠٠ مش مكسوفة من نفسك و جاية تلومينا كمان ، واحدة غيرك كانت قتلت نفسها وقت ما سمعت خبر إبنها الشوم ،، إنتِ و طمعك و قلة دينك اللي وصلتي إبنك بإديكي علي الموت 

كنتي فاكرة إن أخرة طريقة العفش ده هيكون مفروش بالورود إياك ؟ 


إنتِ كنتي متوكده من جواكي إن أخرة طريقة الموت أو السجن و أنا ياما نبهتك و حذرتك  ،، بس الفلوس و العيشة الحرام عمت عنيكي عن الحقيقة و خلتك تبيعي دماغك و تسلمي ضميرك للشيطان و إنتي مبسوطة بالعز و الفلوس الحرام اللي إنتِ متمرمغه فيهم 


نظرت لها بحقد و تحدثت بذهول ٠٠٠ إنتِ شمتانه فيا يا بخيته ؟ 

مش صعبان عليكي إبن إبنك اللي راح في عز شبابه بسبب بت إبنك الخاطية 


أجابتها ناهرة إياها بحدة بالغة ٠٠٠ قولت لك إخرسي بدل ما أقوم أقطع لك لسانك ،، بت إبني مش خاطية ،، بت إبني متربية أحسن تربية و تعرف ربنا و حدودها اللي وضعها لها الدين زين ،، الدور و الباقي عليكي يا واكله الحرام و قاتلة ولدك بيدك ،، و بدل ما تخجلي و تحزني علي اللي وصلتي إبنك ليه ،، دايرة ترمي بلاويكي علي خلق الله 


و نهرتها طاردة إياها ٠٠٠ إمشي من هنا و إياكي تعتبي الدار ده تاني 


و بكت و تحدثت بنبرة قطعت أنياط قلب كُل من رأها ٠٠٠ إمشي يا شوم خليني أعرف أحزن علي واد الغالي اللي قصفتي عمرة و عمر أبوة بعشرتك الشينة


وقفت تتنقل النظر بين جميع الجالسات و هن يُلقين عليها النظرات الجالدة للذات و يتهامزن عليها بأصواتٍ خافتة يصدقن فيها علي حديث تلك العجوز ذات العقل الموزون ، 


تحركت للخارج عائدة إلي منزلها بألم جديد يضاف إلي ألمها الناتج عن مصيبتها من فقدان صغيرها،، و ذلك بعدما جلدتها بخيته بحديثها الحق و أزاحت الستار لتشاهد حقيقتها العارية بأم أعيٌنها 


                    ○○○○○○¤○○○○○○


مر أربعة أيام علي غياب الشاطر حسن عن الوعي و الحياة ،، أما عن بسمة فكانت تذهب له يومياً رٌغم إعتراض والديها و جدتها خشيةً عليها من حديث الناس الذي لا يرحم ،،  و لكنها أصرت و أستعطفتهم و بدورهم لان قلبهما أمام قلبها العاشق 


كانت تقف أمام غرفته بدموعها و أنهيارها ،، تنتظر إفاقته بين الحين و الأخر ،، لان قلب الجميع لها حتي أنهم شعروا بأنها فردً من العائلة، و تأكد صلاح أنه كان مخطئً حين أبعد تلك الملاك عن أحضان ولدهِ المٌلتاع بعشق تلك السمراء جميلة الملامح رائعة الحِس و الخٌلق 


و في خلال تلك الأربعة أيام إستطاع عز بمساعدة بعض الرجال من داخل جهاز المخابرات إيجاد خيط البداية للوصول لصاحب السجادة و ذلك بعد تتبعهم خط سير المصنع ثم البائعين حتي أن وصلت السجادة إلي أسوان ،، و ربط عز علاقة ثراء ذلك الناجي و بعض الإشاعات المتداولة بين الأهالي و التي إكتشف أنها ليست إلا الحقيقة المؤسفة لهؤلاء الخونة بائعي تاريخ بلدهم الحبيب  


داهموا رجال الشرطة مكتب مجدي حين كان يجلس هو بداخل مكتبة بصحبة بديع يتابعان عملهما ككُل يوم، 


دلفت السكرتيرة علي عجل دون أن تطرق الباب و نظرت إليه بإرتباك و أردف هو قائلاً بإستغراب لحالة الزعر التي إرتسمت علي وجهها ٠٠٠ إنتِ إتجننتي يا أسماء  ، من أمتي و إنتِ بتدخلي عليا كدة من غير ما تستأذني؟ 


تحدثت بتلعثم ٠٠٠ أنا أسفه يا أفندم بس فيه ناس عاوزة حض ٠٠٠


ثم إبتلعت باقي حديثها عندما داهم ضابط الشرطة و باقي القوة المصاحبة له المكتب موجهً حديثهُ إلي مجدي قائلاً بإبتسامة سمجة ٠٠٠ مش وقت عتابك لسكرتيرتك يا مجدي يا حمدان


إرتعب داخل مجدي و لكنهُ إدعي التماسك ثم وقف علي الفور و تحدث بنبرة ثابتة  ٠٠٠ خير يا حضرة الظابط  ، ممكن أعرف أية هي المناسبة السعيدة اللي خلت حضرتك تشرفني و تقتحم مكتبي بالطريقة دي حتي من غير ما تستأذن؟ 


نظر الضابط المكلف بالتحقيق في القضية و الذي يُدعي إيهاب عرفة إلي مجدي بإبتسامة شامتة،  فكم من المرات التي حاول بها إيقاع مجدي و البحث خلفه عن وجود دليل كي يُثبت علية تلك الإشاعات التي تدور حوله ،  و لكن باءت كل محاولاته بالفشل بل و ما كان يُحزن هذا الضابط أن ذاك المجدي كان يشتكية إلي رؤساءة و يتهمهُ بعرقلة عملة و التعمد إلي تسويئ سمعته داخل مدينة أسوان 


تحدث إلية الضابط إيهاب ساخراً و هو مُبتسم بشماته واضحة ٠٠٠ أوعدك إن دي أخر مرة هدخل عليك فيها من غير إستئذان  ،،  بعد كده يومياً و أنا داخل عليك البورش و العساكر جايبين لك التعيين في الأروانة هبقا أخبط علي سعادتك علي باب الزنزانة 


إبتلع لُعابهُ برعب و تحدث بكبرياء و صمود عكس ما يدور بداخلة ٠٠٠ هو حضرتك لسه ما زهقتش يا باشا من إتهاماتك الباطلة اللي من غير أي دليل دي  ؟ 


إبتسم له إيهاب و أردف قائلاً بتحدي ٠٠٠ المرة دي جاي لك و أنا معايا الدليل اللي إن شاء الله هيلف حبل المشنقة حوالين رقبتك يا مجدي 


ثم أشار إلي رجالة ٠٠٠ فتشوا المكتب كله 


إرتعب مجدي  و بدأوا الرجال بالتفتيش و من سوء حظة أنه لم يتخلص بعد من السلاح الذي إستخدمهُ في إرتكاب جريمته و أطلق منه تلك الرصاصة القاتلة علي جبين ناجي و التي أوقعته صريعً علي الفور 


و تم القبض الفوري علي مجدي و بديع اللذان أنكرا كُل ما حدث في البداية و لكن النيابة إحتجزتهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق لحين ظهور أدلة جديدة تثبت تورطهما أكثر 


و بعد البحث الدقيق من رجال المخابرات تم العثور على مخزن تحت الأرض تابع لذلك المجدي ملئ بالأثار النادرة و العملات الأجنبية المتنوعة، و قد إعترف الرجال القائمون علي حراستة ملكية المخزن لمجدي حمدان مما أثبت التهمة علية و ألصقها به 


ذهب عز إلي النيابة العامة مستأذنً إياهم و أتخذ إذنً بالسماح له بواسطة رئيسه بالعمل،  بالمشاركة في التحقيق مع مجدي و بديع و ذلك لعدم قانونيتة ،، و بالفعل بدأ بالتحقيق معهما بوجود رجلي نيابة أحدهما لمساعدة عز بالتحقيق و الأخر ليُسجل إعترافهما  ، لكنهما ضلا علي إصرارهما علي الإنكار و بعد ضغط عز عليهما و ممارسته أساليب الترهيب النفسي و التي تدرب عليها بإتقان داخل جهازةُ  و التي مارسها عليهما داخل التحقيق إنهارت أعصابهما و إعترفا بجريمتها الكاملة بقتل ناجي، 


و أعترفا أيضاً علي تجارتهما بالأثار،  و ذكروا أسماء باقي أعضاء التنظيم و الذي ضم شخصيات معروفة و مرموقة داخل الدولة و هذا ما عزز من موقع عز داخل الجهاز و الذي بالتأكيد سيحصل من ورائة علي ترقية عالية و وسام 


في اليوم الخامس ذهبت إبتسام كعادتها إلي المشفي وجدت ثٌريا جالسه و يبدوا وكأنها بإنتظارها  ،،


تحدثت إليها بسعادة ٠٠٠ حسن فاق يا بسمة و الدكاترة قالوا إن الحمدلله عدي مرحلة الخطر و نقلوة لأوضة عادية 


شعرت و كأن روحها قد رٌدت إليها من جديد و تحدثت إليها ٠٠٠الحمدلله ،، أنا كدة إطمنت علية ،، 

و أسترسلت حديثها بتألم ٠٠٠ خلي بالك منه كويس أوي يا ثٌريا ، و ياريت تحاولي تقنعية يسيب أسوان و يرجع إسكندرية معاكم 


و أكملت بدموع ٠٠٠ كفاية عليه اللي شافه من أسوان و ناسها 


نظرت إليها ثٌريا بعيون مٌتسعة و تساءلت بذهول ٠٠٠ معقولة يا بسمة اللي بسمعه منك ده  ،، قد كدة إنتِ طلعتي ضعيفة و هشه،  بالسهولة دي هتتخلي عن حسن و عن حلمك فية ؟ 


إبتسمت ساخرة بمرارة و أردفت قائلة بنبرة إمراة بائسة مهزومة ٠٠٠ حلمي هو اللي إتخلي عني مش انا اللي إتخليت عنه يا ثُريا ،، أنا و حسن إتقابلنا صدفة و أكتشفنا إن أرواحنا كانت بتتقابل في الملكوت قبل الزمان بزمان  ، حِلمنا نبني بيت جميل و أتمنينا نكمل حياتنا فية مع بعض ،، بس فجأة الحلم ده إتحول لكابوس و خنقنا جوا دوامتة اللي سحبتنا للقاع من غير رحمة 


و تحدثت بيقين و تأكيد  ٠٠٠ و أكيد بباكي اللي كان رافض جوازنا قيراط قبل ما يعرفني أو حتي يشوفني  ،  هيرفض أربعة و عشرين بعد اللي حصل من إبن عمي الله يرحمه و يسامحة 


تحدثت إليها ثٌريا بنبرة حزينه لعلمها بصحة حديثها ٠٠٠ طب حتي إدخلي سلمي علية لأخر مرة 


أجابتها بنبرة يائسة ٠٠٠ كدة أحسن ليا و ليه يا ثٌريا،  خلية يتعود من ده الوقت علي غيابي !! 


قالت كلماتها و أنسحبت للخارج تحت دموع ثريا التي إنهمرت بغزارة فوق وجنتيها ،، لم تدري أكانت دموعها تلك حٌزنً علي حال شقيقها و بسمته و ما أصابهما ؟ 


أم أنها علي ألمها الذي ينتظرها ،، فقد باتت تنتظر مؤخراً رحيل مالك روحها و متيمها الوحيد بين الحين و الآخر بعد أن تملك المرض من جسدة و أصبح الرحيل أمراً مٌحتم لا محال 


ضلت جالسة بالخارج حتي هدأت ملامح وجهها و زالت أثار البكاء كي لا يراها شقيقها بتلك الحالة و يحزن 


يُتبع


تكملة الرواية من هنااااااا


لمتابعة باقى الرواية زوروا قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع