رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل الثالث عشر
فتح عيناه علي لمسات حانية تداعب وجهه ابتسم بحب ما أن قابله وجه زوجته الحبيبة وهي تحمل طفلته وتحرك كفها الصغير علي وجهه.
اعتدل بحب وآخذ طفلته بين أحضانه يقبلها بحنان تسالت بتول بفضول:
-صاحبك عامل ايه ؟
وضع طفلته في المنتصف وارجع ظهره الي الخلف مغمغما بهدوء :
-بقي احسن الحمد لله.
رددت بحذر :
-الحمد لله طيب انت مالك مضايق ليه في حاجة حصلت ؟
ضيق حاجبيه بضيق وقال :
-فاكرة عاصم صاحبي ؟
أومئت بتأكيد وتسالت :
-اه مش ده الشريك الخفي ؟
هز رأسه بإيجاب ورد:
-أيوه هو.
غمغمت بعدم فهم :
-طيب ماله وايه داخله بتعب صاحبك الي هنا ؟
اجاب بتوضيح:
-يبقي ابن عمه واخو طليقته.
اتسعت عيناها بعدم فهم وقالت :
-طليقته مين هو متجوز أصلا ؟
رمق زوجته بملل وقال :
-دي حكاية طويلة ملخصها انه كان متجوز بنت عمه وحصل خلاف وانفصلت عنه هو سافر وهي اتجوزت اخوه .
تمتمت بتول بحزن :
-اتجوزت أخوه ملقتش غيره يعني وأخوه أصلا ازاي وافق يتجوز مرات اخوه وياخد مكانه.
ضحك بيجاد ساخراً :
-هو عمل ده كله أصلا عشان ياخد مكانه .
قطبت جبينها بعدم فهم وقالت :
-ازاي مش فاهمة هو عمل ايه أصلا ؟
لعق شفتيه بلسانه وهتف بتبرير :
-دي مقدرش أحكيها يا قلبي ده سر صاحبي وأنا مؤتمن عليه.
ابتسمت بتفهم وقالت :
-تمام يا حبيبي ولا يهمك انا هنزل اساعد ماما في الغداء محتاج حاجة ؟
حرك رأسه بلا وقال:
-تسلمي يا حبيبتي.
اقتربت لحمل الصغيرة لكن تحدث بذعر:
-بتعملي ايه سبيها هتدخلي بيها قدر حصل لها حاجة خليها معايا.
ابتسمت بتفهم وردت :
-حاضر هسيبها اجيبلك فطار ؟
صمت قليلاً مفكراً وقال :
-فنجان قهوة واي سندوتش.
حركت رأسها بإيجاب ونهضت مغادرة.
انتظر قليلاً حتي أغلقت الباب واخرج هاتفه يجري اتصال هاتفي برفيق دربه يعلمه بما يحدث هنا.
لكن أثناء هذا بدأت صغيرته بالتذمر والبكاء قام بحملها يهدأها بلطف حتي تهدأ.
وبالفعل ما أن حملها والدها هدأت تمام وصمتت ابتسم بحب علي هذه الماكرة الصغيرة وقبل جبينها في انتظار الرد من الطرف الآخر لم ينتظر قليلاً ورد علي المكالمة.
سرد له كل ما عارفه وأيضاً مرض يوسف لم يستمع الي رد الآخر فقط صوت أنفاسه العالية دلالة علي غضبه ومحاولته البائسة كي لا يعود الأن ويضرب كل ما مر به سابقا في عرض الحائط وبعدها أغلق الخط.
تنهد بأسف علي حال صديقه وتطلع الي طفلته بحنان وضمها الي صدره بقوة هو لا يستطيع الابتعاد عن صغيرته ليوما واحد فما حال رفيقه الذي افترق عن طفليه لعامين كاملين دون وجه حق.
❈-❈-❈
علي الطرف الآخر.
اغلق الهاتف مع المحامي ووضع الهاتف علي مكتبه بإهمال وأرجع خصلات شعره السوداء للخلف وحرك كرسي مقعده يمينا ويسارا بشرود يفكر فيما سمعه الأن هل حانت نهاية عامر بالفعل أم. أن الحظ حليفه هذه المرة وسينتصر من جديد فليس لديه ما يخسره مرة اخري.
لم يمر سوي دقائق وأتاه مكالمة آخري من صديقه بيجاد رد فمن المؤكد أنه يريد الإطمئنان على العمل ولكن فجأه بما قاله وعن حالة صديقه يبدأ أن حقد عامر ونيرانه لن تهدأ ولن تنطفئ بل ستظل تحرق ما حولها لم يستطيع الرد عليه بل ظل صامتا وأنفاسه عالية وعيناه حمراء بشدة دلالة علي كتمانه لغضبه لم يدري بنفسه سوي وهو. يغلق الهاتف ويضعه جانبا.
ظل صامتا لدقائق الي أن أزاح ما علي المكتب بعنف وخو يصيح بصوت عالي يحاول أن يحرر بركان غضبه انتهي من ثورته وظل ينهج بقوة حمد الله داخله أن الغرفة عازلة للصوت لو كان غير ذلك لاجتمع كل من في المشفي أمامه الأن ومن المؤكد سيوضع بقسم الأمراض النفسية بحالته هذه لا محالة.
❈-❈-❈
عادت من الخارج وخطت ااي الداخل بشرود وأسي فاقت منه علي صرخة أطفالها فرحا بعودتها جلست علي الأرض وفتحت ذراعيها وتلقفتهم في أحضانها بحنان وضمتهم بقوة لكن ليس من أجل أن تدعمهم هي لا ولكن كي يدعموها هم وتستمد منهم القوة علي مواجهة القادم.
دفنت وجهها في ثنايا عنقهم وظلت علي وضعها دقائق حتي شعرت بيد حانية توضع علي كتفها.
ابتعدت عنهم برفق ونهضت بخجل تلتفت لصاحب اليد بتوتر.
تحدث بهدوء وتعقل:
-حمد الله علي السلامة.
ردت بخزي:
-الله يسلمك أخبارك أيه دلوقتي ؟
رد بهدوء :
-الحمد لله عملتي أيه عند المحامي ؟
غمغمت بتوضيح :
-قال قبل ما ياخد اي خطوة هيتكلم معاهم ودي الأول وهيبلغك بكل حاجه.
هز رأسه بتفهم وقال :
-تمام بس أنتي متأكدة من الخطوة دي ؟ ولا فيه أمل ترجعي.
تنهدت باسف وقالت :
-لا طبعاً مفيش أمل أرجع خلاص كفاية اوي كده هغيش لولادي بس.
ضرب جبينها بخفة وصحح :
مش ولادك لوحدك ولادي انا كمان.
دمعت عيناها بأسف والقت نفسها داخل أحضانه هاتفه بإعتزار :
-حقك عليا سامحني انا سابب في الي حصلك.
ضمها لأحضانه بحب وقال :
-بس يا هبلة سبب ايه وبعدين انا فيا ايه ؟ انا زي الفل قدامك أهو ومين قالك أني زعلان منك أصلا في حد يزعل من روحه.
تمتمت بحب :
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك.
رد بحب :
-ولا يحرمني منك يا قلب يوسف.
❈-❈-❈
انتفض من فوق مكتبه كالملسوع وهو يستمع إلى الطرف الآخر في الهاتف صاح بعصبية :
-بتقول أيه ؟ ترفع قضية طلاق كانت عندك امتي وقالت ايه سبب الطلاق ؟
تنهد براحة وأكمل بضيق :
-اه وجنابك بتتصل ليه ان شاء الله مش أنت محامي الهانم.
صمت يستمع الي الطرف الآخر بغضب شديد وتحدث بغل:
-بتكلمني عشان تتفاوض معايا لا الهانم عايزة تطلق بشكل ودي يبقي هي الي تيجي ليا ونتكلم سوا من غير ما جنابك تدخل.
نعم الهانم مش عايزة تقابلني اه ده كلامها ولا كلام يوسف بيه ؟ كلامها هي تمام بلغها رسالتي عايزة تطلق ودي تيجي هي بنفسها ليا مش عايزة براحتها والمحاكم ما بينا.
اغلق الهاتف وجلس بضيق شديد واضعا رأسه بين كفيه مغمغما بتوعد:
-بقي كده يا عليا عايزة تخلصي مني ماشي صبرك عليا والأيام ما بينا.
فتح باب المكتب ودلف علي.
زفر بحنق وتمتم بتذمر:
-كملت هي كانت نقصاك.
اقترب علي منه وتسأل:
-في ايه صوتك عالي ليه ؟
قلب عينيه بضجر وقال:
-الهانم راحة للمحامي ترفع قضية طلاق عليا.
تهاوي علي مقعده وتنهد بأسف قائلاً :
-أهو ده إلي كنت عامل حسابه طيب أنت ناوي على أيه ؟
ارجع الآخر ظهره للخلف وقال :
-مش هطلق وهرجعها بطريقتي.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-أزاي مش فاهم أنت ناوي علي أيه وجبت الثقة دي منين ؟
عليا إستحالة ترجع ليك بعد إلي حصل فوق من الي انت فيه يا عامر بلاش تكدب الكدبة وتصدقها.
وضع عامر ساق فوق ساق بغرور وقال:
-لأ أنا بكدب الكدبة وأصدقها سمعت عن المثل الي بيقول الي يحضر العفريت وميعرفش يصرفه أهو أنا بقي العفريت وعليا حضرتني تستحمل بقي الي يحصل لها.
رفع علي يده محذرا وقال :
-عامر عليا خط أحمر دي بنت عمنا يعني لحمنا ودمنا قبل ما تبقي مراتك وأم لحمنا أعمل حسابك أنا الي هقف ليك لو فكرت تأذيها .
ضحك عامر ساخراً وعقب متهكما :
-يعني هتاخد صفهم ضد أخوك شقيقك ؟
رد علي بتحدي:
-أنا مش معاهم علي أخويا لا أنا مع الحق فكر بعقلك وبلاش تخرب الدنيا أكتر ما هي خربانة بعد إذنك.
ألقي جملته وغادر صافعا الباب خلفه بعنف.
تبسم عامر ساخراً وقال :
-آديك قولتها خربانة يبقي خلصانة بشياكة والشاطر الي يضحك في الآخر.
استيقظ بفزع وهو يضع يده على عنقه وينهج بشده ووجهه متعرق كأنه في سباق ماراثون أو ما شابه تطلع حوله وجد الظلام يحيطه من كل مكان دلالة أنه مازال الوقت ليلا ولم تشرق الشمس بعد جذب هاتفه ليلقي نظرة على الساعة وجدها مازالت الثانية منتصف الليل وضع الهاتف في مكانه مرة آخري ونهض متجها إلي الشرفة وفتحها داعب وجهه نسمات الليل الباردة لكن لا يهم فهذا ما يريده لعل برودة الجو تهدأ من نيران قلبه وهو يعيد تذكر كابوسه الذي راوده منذ قليل لكن ليس كابوسا بل واقع مرير عاشه علي مدار عامين ولازال يدفع ثمنه حتى الأن دون وجه حق يعاقب علي ذنبا لم يقترفه بقصدا حتي خسر به زوجته وأطفاله وأصبح طريد يحيي بمفرده كأنه منبوذا من الجميع ومن تسبب في مأساته يتمتع هو بما حرم منه آخذ زوجته وأطفاله وحرم هو منهم.
قبض علي يده بقوة حتي غرست أظافره بكف يده وباتت الدماء تسيل ولكن لا يشعر بأي آلم فيبدو أن ما ذاقه من آلم ووجع جعل منه مسخ مشوه لا يشعر بشئ.
عندما شعر بسائل علي يده القي نظرة عابرة علي الدماء التي تسيل وتوجه إلى الداخل قام بفتح زر الإضاءة وجلس أمام المرآة بعد آن أحضر محرمة ورقية يضعها علي جرحه.
تطلع إلي نفسه في المرآة متأملا وجهه القمحي والغمازتين الذين يزيين وجنتيه ورثهم هو عن والدته وورثهم منه طفله الأكبر يزيد كما ورث عنه خصلات شعره السوداء الغزيرة وعيونه العسلية كنبع العسل الصافي فكان نسخة مصغرة منه أه كم اشتاق اليه يود ان يأخذه في أحضانه يستمع إلى صوته علي الاقل حرم من كل هذا كما حرم من احتضان طفله الآخر يزن.
كل هذا بفضل من بفضل أخيه الأصغر الذي طالما اعتبره عدوا له وليس أخ عكس شقيقه علي الاقرب اليه والي قلبه.
لا يهم ما مضى حقه يسترجعه مهما طال الزمن ويعود مرة آخري رافعا رأسه و يسترد ما آخذ منه بالقوة كما اخذ بالقوة وهذا أصبح قريب مكالمة المحامي اراحته كثيرا وكذلك رسالة بيجاد التي طمأنت قلبه قليلاً رغم حزنه علي رفيق دربه وما أصابه لكن هو علي يقين أن النهاية أوشكت.
"الحقوق لا تطالب بل تنتزع بالقوة فما آخذ بالقوة لا يسترد إلا بها "
❈-❈-❈
في الصعيد.
يجلس سالم واضعا رأسه بين كفيه جواره زوجته تبكي بجزن وجوارها حنين وعهد يهدأونا.
بينما يجلس شادي شاردا .
رفع سالم رأسه وتسأل بحزن:
-هنفضل جاعدين اكده يا ولدي وخيك منعرفش أرضيه وين ؟
تنهد شادي بأسف وقال :
-والله ما أنا خابر يا أبوي ولا عارف أسوي الرچالة مش لاجين له آثر وهتبجي فضيحة كبيرة لو بلغنا البوليس بس طالما موصلناش لحاجة يبجي أكيد هو زين.
تحدثت وصفية من بين دموعها وقالت :
-وممكن يكون مش زي يا ولدي وخيك صابه أذي جلبي واكلني عليه يا ناس خسرت واحد واندفن تحت التراب والتاني هچ ومعرفش أراضيه وين.
ابتلع سالم ريقه بأسي وقال :
-هيرچع شريف هيرچع أن ماكنش الليلة هيبجي بكره أو بعده مسير الطير الي غايب يرچع لعشه محدش يجدر يبعد عن أهله وداره هو بس حابب يجعد لوحده يصفي عجله بس هيرچع أنا واثق في اكده وربنا مش هيكسر بخاطري واصل.
غمغمت بتمني:
-يارب يا حاچ يسمع منيك ربنا يرچع سالم غانم لينا ولمرته وولده.
علي ذكرها وذكر جنينها الذي ينبض داخل أحشائها شعرت بركلة خفيفة من جنينها كأنه يشعر بما يدور حولهم ويطمأنها هو آلآخر آن والده سيعود لهم مرة.
لكن هل سيعود كما هو ؟ أم أن للقدر رأي آخر وعاد إلي رشده من جديد بعد معرفته الحقيقة !
تحدث شادي بتعقل:
-أطمنوا يا أماي خير بإذن الله وشريف هيرچع وسطينا من تاني وينور داره يلا هجوم أنا أشج علي الأرض وأنتوا كلاتكم يلا قوموا أرتاحوا وانتي يا عند انتي وحنين الي في بطنكم محتاجين راحة وغذي يلا قوموا.
ردت عهد بتفهم :
-حاضر يا حبيبي أطمن هنقوم نرتاح وأنت كمان خليك هنا وأرتاح شوية.
تنهد باسي وقال:
-أنا زين بس لازما اشج علي مالنا المال السايب يعلم السرجة بالإذن.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام بقي الحال كما هو عليه أبلغ المحامي طلب عامر إلي عليا التي رفضته رفضا قاطع وبدأ في إجراءات رفع القضية.
وكذلك تحسنت حالة يوسف ونورسيل نوعا ما.
في صباح يوما جديد إستيقظ يوسف مبكرا ألقي نظرة علي زوجته وجدها تغط في ثبات عميق قبل جبينها بحب ونهض من جوارها بحذر حتي لا تستيقظ اتجه الي المرحاض واهذ حمامه وخرج بعد قليل وارتدي ملابسه العملية المكونة من بدلة كلاسيك سوداء وأسفلها قميص رمادي وكرافت سوداء انتهي من هندمة ملابسه وقام بتسريح شعره ونثر عطره وما ان انتهي لمح زوجته تتململ علي الفراش.
التفت لها مبتسماً وقال:
-صح النوم يا كسلانة.
اعتدلت بكسل وتسألت :
-أنت رايح فين كده وصاحي بدري ليه ؟
ابتسم ساخرا وقال:
-تفتكري صاحي بدري ليه ؟ أكيد رايح الشغل طبعاً.
عبثت ملامح وجهها وهتفت بضيق :
-شغل أيه بس أنت لسه تعبان.
حرك رأسه نافيا وأشار الي نفسه وقال:
-مين قال كده انا كويس الحمد لله أهو.
غمغمت بضيق :
-ولو بردوا أرتاح شوية يوسف أنا قلقانة عليك بلاش تخرج.
ضم حاجبيه بحيرة اقترب منها وجلس جوارها علي الفراش وتسأل بحيرة :
-نورسيل مالك في ايه أنتي كويسة ؟ حاسس انك مش طبيعية خالص تحبي تروحي للدكتور ؟
هزت رأسها بلا ووضعت رأسها فوق صدره ضمها برفق وقال :
-طيب طالما كويس مالك متقلقنيش عليكي.
هتفت بهمس :
-خايفة عليك.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-خايفة عليا من ايه ؟
هتفت بتهرب:
-يعني تتعب خليك معايا عشان خاطري يا يوسف .
أبعدها عنه وتسأل بحزم :
-نورسيل بلاش تلفي وتدوري خايفة من أيه ؟
تطلعت الي الجهة الاخري وقالت بحزن:
-شريف يا يوسف.
زفر بحنق وقال :
-ماله سي زفت ده كمان أوعي تكوني كلمتيه تاني ؟
صاحت علي الفور:
-لا والله ما حصل.
تنهد براحة وتسأل :
-طيب أيه بقي المشكلة خايفة منه ليه ؟
ردت بحذر:
-شريف من وقت الي حصل مختفي وأكيد بيفكر يأذيك ثاني وانا مش هقدر يا يوسف ولا هستحمل يحصل ليك حاجة.
تنهد يوسف بهدوء وقال :
-بصي يا قلبي آولا شريف مش هيقرب مني تاني بعد ما عرف الحقيقة ثانيا بقي والأهم ربنا لو كاتب ليا أنا حاجة تحصلي هتحصل حتي لو أنا نايم هنا في حضنك فهمتي أطمني يا قلبي ومتخافيش.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ونعم بالله.
قبل جبينها بحب ونهض قائلا :
-يلا يا قلبي أنا ماشي محتاجة حاجة ؟
هزت رأسها بلا وقالت :
-عايزاك ترجعلي سالم.
ابتسم بحب ورد:
-بإذن الله سلام عليكم.
ردت بشرود:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
غادر يوسف وتمددت هي مرة أخري بشرود وعدم راحة وأمان كان الراحة والامان تستمدهم من مالك قلبها فقط .
يُتبع..
الفصل الرابع عشر.
في الحديقة أسفل السماء الصافية وضوء الشمس تجلس تحتسي فنجان القهوة وتطالع أطفالها من حين لآخر تفكر بهم وفي الخطوة التالية أولادها لم يسألوا عن عامر مرة واحدة حتي الأن ويمكن هذا ما يريح قلبها لو قليل لكن إلي متي سيستمر هذا.
تنهدت بأسي علي ما تمر به لو لم يفعل عاصم فعلته الدنيئة ما كانت وصلت الأمور إلي ذلك وكانوا أسعد زوجين هما وأطفالهم وما كان حدث كل هذا.
لكن ليس كل ما يتنماه المرء يحدث وها هي هتدفع الثمن هي وأطفالها ويحاسبون علي ذنب لم يقترفوه بدون وجه حق.
فاقت من شرودها علي يد حانية تمسد علي ظهرها رفعت رأسها بإبتسامة تستقبل بها والدتها ، جلست جوار ابنتها وتحدثت ببشاشة :
-سرحانة في ايه يا حبيتي ؟
أغمضت عيناها بألم وردت :
-سرحانة في أولادي يا أمي.
تألمت صفاء بأسف وقالت :
-ولادك الحمد لله بخير أهو يا بنتي احمدي ربنا انك مخلفتيش من عامر.
ردت باحتصار:
-الحمد لله يا أمي.
صمتت صفاء قليلاً وبعدها تسألت بحذر:
-مش ناوية تقولي بردوا ليه انفصلتي عن عاصم ؟
نظرت عليا إلي الجهة الأخرى بتهرب:
-ماما حكاية عاصم انتهت من زمان.
تنهدت صفاء بيأس :
-علي راحتك يا بنتي مش هغصبك عليكي بس ناوية تعملي ايه مع ولادك ؟
قطبت جبينها بفهم وتسألت:
-هعمل ايه ؟ مش فاهماكي !
تحدثت صفاء بحذر:
-الأفضل ولادك يعرفوا الحقيقة وأنا عامر مش أبوهم ممكن ميهتموش يسألوا عن عامر الفترة دي وده طبيعي لأنهم خايفين منه بسبب الي حصل قدامهم لكن يوم والثاني هيسألوا عن أبوهم ولادك مش صغيرين يزيد عنده أربع سنين ويزن سنتين وارد ان يزن ينسي عامر زي ما يزيد نسي عاصم لكن معتقدش يزيد هينسي عامر كمان.
امتعض وجهها وقالت بحزم :
-ماما عاصم وعامر بره حياتي ودول ولادي انا هعرف اتصرف معاهم اطمني رجوع عاصم او عامر لحياتهم يعني دمار ليهم وأنا مش هسمح بده انه يحصل.
تنهدت صفاء بقلة حيلة وقالت :
-ربنا يرشدك للصواب يا بنتي.
صمت كليهما ونظرهم مسلط علي الأطفال.
بعد قليل اقتربت نورسيل وبرفقتها نايا وجلسوا برفقتهم بعد ان القوا عليهم التحية.
تحدثت صفاء بعتاب موجهة حديثها لنورسيل :
-أيه إلي نزلك يا بنتي من اوضتك بس ؟
ردت نورسيل بعبوث:
-زهقت من القعدة في الاوضة طول النهار وكمان يوسف مشي وسابني .
هتفت صفاء مازحة :
-ما هو لازم يروح الشغل ولا عايزاه يفضل قاعد جنبك الثمن شهور الي فاضلين ؟
ردت الآخري بعفوية :
-ياريت والله.
ضحك الجميع عليها وعقبت صفاء بحنان :
-يا سلام لا يوسف يبقي يسمع الكلام ده ونشوف رأيه في الكلام ده.
تسالت عليا بتذكر :
-صحيح يا نايا معادك عند الدكتور امتي ؟
غمغمت نايا بانتباه :
-الأسبوع الجاي بإذن الله.
أومئت بتفهم وقالت :
-تمام طيب هتروحي معاها يا نورسيل ولا هتبعي عند دكتور تاني ؟
مطت نورسيل شفتيها بحيرة وقالت :
-مش عارفة هشوف يوسف هيقول أيه لو موافق نروح ليه.
هزت رأسها بتفهم وقالت :
-ربنا يكمل ليكم بخير يا رب.
ردد الجميع :
-يارب.
❈-❈-❈
اقترب الأطفال من والدتهم ابتسمت بحنان وفتحت ذراعها لأطفالها .
وحملتهم بخفة وقالت :
-حبايب قلب ماما خلصتم لعب ؟
رد يزيد بطفولة:
-اه يا مامي أنا جعان.
قبلته بخفة وتسألت :
-حبيبي تأكل أيه ؟
رد ببراءة :
-نفسي في كيكة بالشوكلاه .
رد يزن ببراءة :
-أنا كمان يا ماما عايز كيك.
نهضت نورسيل بعزم وهي تقول :
-يلا يا حبايبي هروح معاكم نعملها سوا.
صقف الطفلين بفرحة وركضوا تجاهه.
تحدثت صفاء بلهفة :
-لا هتتعبي نفسك لا انا هقوم اعمل ليهم.
هزت نورسيل راسها نافية وقالت :
-لا مش تعب ولا حاجة انا أصلا زهقانة هقعد علي الكرسي واشتغل .
نهضت نايا بخفة وقالت :
-هاجي أساعدكم.
حركت نورسيل رأسها بايجاب :
-تمام تعالي.
تحركوا سويا وهتفت صفاء بقلة حيلة :
-ربنا يكملك حملك بخير يا نورسيل يارب كفاية على يوسف كده مش حمل صدمات تاني .
تمتمت عليا بدعاء:
-يارب يا أمي يسمع منك ربنا يوسف تعب في حياته كتير ربنا يعوضه خير.
تمتمت صفاء بتمني :
-يارب يا بنتي يارب.
❈-❈-❈
هبطت من السيارة وهي تحمل طفلتها وخلفها زوجها يحمل حقيبتهم صعدوا لأعلي و طرقوا الباب لم يمر سوي دقائق وفتحت هنا لهم بابتسامة وهي تحمل طفلها :
-حمد الله علي السلامة أتأخرتوا كده ليه ؟
ضمتها بتول بحب وقبلت زين وردت بتبرير :
-الطريق كان زحمة.
ولجت الي الداخل يتبعها بيجاد الذي القي السلام علي هنا وآخذ الطفل منه وحمله بحب :
-قلب عمو وحشتني اوي.
جلسوا سويا وتحدث بيجاد متسائلا :
-جاسر فين ؟
ردت بتوضيح:
-لسه راجع من المحكمة بياخد شور هقوم اجهز الغداء ليكم.
وضعت بتول الطفلة بأحضان والدها ونهضت :
-استني هاجي أساعدك.
تحركوا سويا وجلس بيجاد حاملا الطفلين يداعبهم بخفة دقائق وجاء جاسر مرحباً بشقيقه :
-حمد الله علي السلامة يا دوك.
انحني مقبلا اياه واخذ حياة منه يقبلها بحب :
-يويو قلبي وحشتيني يا صغنن .
جلس جوار شقيقه وتسأل بفضول :
-أخبارك أيه يا حبيبي ؟
رد بيجاد بابتسامة :
-الحمد لله يا حبيبي بخير.
ردد الاخر :
-الحمد لله.
تنهد بيجاد وقال:
-شوف بقي يا سيدي أحنا هنروح نزور يوسف النهاردة.
قطب جاسر جبينه بحيرة :
-يوسف بتاعنا يوسف أخو عدي ؟
أماء بيجاد بتأكيد :
-أيوة هو .
تسأل جاسر بترقب :
-نزوره ليه هو في حاجة ؟
رد يوسف بإيجاب:
-أيوة كان تعبان شوية وهناخد بتول وهنا معانا يتعرفوا علي مراته هو وعدي.
حرك جاسر رأسه بإيجاب:
-تمام .
صمت قليلاً وتسأل بفضول:
-وعاصم عرف انه تعبان ؟
تنهد بيجاد قائلا :
-أه عرفته.
انتبه جاسر وقال:
-طيب مش هيجي ؟
تنهد بيجاد بأسف وقال:
-لا.
حزن جاسر بأسف وقال:
-بجد قلبي وجعني عليه وعلي أولاده ازاي قادر يبعد عنهم وميشوفهمش ؟ انا مقدرش مشوفش زين أصلا علي الاقل مرة في اليوم.
رد بيجاد بأسف:
-الله يعينه متتخدعش بالمظاهر سبحان من صبره فعلا بعد ولاده مراته اتجوزت اخوه غيره دي لوحدها تخلي الدم يغلي وطول عمره لوحده وأبوه سايبه كل حاجة كانت ضده بس الحمد لله ربنا يعينه ويعوضه خير.
رد جاسر :
-يارب يا حبيبي يارب ومحدش يدوق الي شافه .
❈-❈-❈
القي ما بيده بوهن ورجع بظهره الي الخلف وأغمض عينه متنهدا بشرود حتي انه لم ينتبه الي الطرق علي الباب ولا دخول شقيقه حتي.
وقف شقيقه يتطلع له بقلق وتسأل:
-يوسف أنت كويس ؟
فتح يوسف عيناه وردد بانتباه:
-أه يا حبيبي بخير محتاج حاجة
هز عدي رأسه نافيا :
-لا يا حبيبي بطمئن عليك.
أومئ يوسف بتفهم:
-أطمن انا بخير الحمد لله بس أنت عارف بقالي فترة بعيد عن الشغل صدعت شوية.
تنهد عدي بحزن وقال :
-مش عارف ليه أصريت تنزل كنت خليك شوية.
ابتسم يوسف وقال:
-الشغل مش بيتعبني ده راحتي ومتعتي أنا بس موضوع عليا شاغل دماغي.
تنهد عدي بأسف ورد:
-الله يعينها كلمت المحامي ؟
حرك يوسف رأسه بإيجاب :
-ايوة.
جلس عدي وتسأل بفضول:
-قالك أيه ؟
زفر بضيق ورد:
-قال انه شغال في اوراق القضية بس بيقول كده هتحصل مشاكل ونحاول نحل بشكل ودي.
قطب عدي جبينه بحيرة وقال :
-شكل ودي وأنت موافق على كده ؟
هز يوسف رأسه نافيا :
-لا طبعا حتي لو وافقنا الموضوع يتم ودي عامر مش هيمشيها ناسي رسالته للمحامي ان عليا هي الي تروح ليه اتجنن ده .
رد عدي متهكما :
-عامر ده النسخة المصغرة من عمك عوني .
ضحك يوسف مؤيدا:
-في دي عندك حق مع الأسف صحيح بيجاد وجاسر جايين النهاردة يزورنا.
ابتسم عدي باشتياق وقال:
-ياه واحشني الواد جاسر أوي سمعت أنه خلف.
أومئ يوسف بتأكيد :
-أيوة ولد زين وبيجاد خلف بنوتة حياة.
ابتسم عدي بحنان :
-ما شاء الله ربنا يحفظهم.
أمن يوسف علي دعائه :
-اللهم آمين.
نهض عدي مستئذنا:
-يلا هسيبك وأروح أشوف شغلي محتاج حاجة ؟
هز يوسف رأسه نافيا:
-لا يا حبيبي تسلم.
غادر عدي وعاد يوسف إلي عمله مرة آخري.
❈-❈-❈
انتهت نورسيل من تحضير الكيك بالشوكلاه وقامت بإخراجه وسط تصقيف الأطفال بحرارة.
بدأت بتقطيع الكيك ووضعت لكل طفل قطعة وبدأوا في تناوله ببراءة.
ابتسمت نايا بحب وهي تحمل يزين تطعمه :
-ما شاء الله عليهم يتكلوا أكل ربنا يحفظهم لعليا يارب.
أمنت نورسيل علي دعائها:
-يارب يا حبيبتي.
نهضت نورسيل مرة اخري تطلب من الخادمة شئ نظرت لها نايا بترقب وتسألت:
-أنتي هتعملي بسبوسة ؟
ردت نورسيل بابتسامة :
-أيوة يوسف نفسه فيها.
ابتسمت نايا وقالت :
-طيب ارتاحي انتي وأنا هعملها
ردت نورسيل نافية :
-لا أنا هعملها أنا الولاد خلصوا خرجيهم لمامتهم بقي.
اومأت نايا بتفهم وقالت:
-تمام هوديهم محتاجة مساعدة ؟
حركت نورسيل رأسها بلا :
-لا يا حبيبتي تسلمي.
أخذت نايا الطفلين بيدها وغادرت بهم الي الخارج وركضوا تجاه والدتهم وجدتهم وجلست هي برفقتهم.
بعد ما يقارب الساعة عاد يوسف وعدي وجلسوا برفقتهم.
تسأل يوسف بانتباه :
هي نورسيل نايمة ولا ايه ؟
نظروا الي بعضهم وتحدثت صفاء بحذر:
-لأ يا حبيبي هي صاحية وبتعملك بسبوسة.
اتسعت عيناه مرددا بعدم تصديق :
-بسبوسة ايه الي بتعملها المجنونة دي وهي تعبانه.
نهض علي الفور متجها إلي المطبخ اسفل ضحكاتهم فور دخوله خرج الخدم من المطبخ ووقفت نورسيل أمامه بوداعة.
وضع يوسف يده بخصره وتحدث بضيق:
-ممكن أعرف حضرتك بتعملي أيه وأنتي تعبانة ؟
طوقت رقبته بذراعها بدلال وقالت :
-أنا بخير قدامك أهو ومينفعش حبيبي يبقي نفسه في حاجة ومعملهاش ليه .
لف يده حول خصرها وفتح نصف عين وقال:
-بتثبتنى يعني ؟
ضحكت بخفة وهتفت :
-حبيبي والله أنا بخير قدامك أهو وكويس انك جيت في وقتك يلا ناكلها هوي سخنة ابتعدت عنه وأحضرت الصينية والشوكة واقتربت منه برقة.
هز رأسه ضاحكا من هذه الماكرة وقام حملها بخفة ووضعها علي طاولة وبدأت في إطعامه تارة وهي تارة اخري بنفس الشوكة حتي أنتهوا منها.
لعق شفتيه بتلذذ وقال:
-تسلم ايدك.
ردت بحب :
-ألف هنا يا حبيبي عجبتك ؟
ابتسم بحب وقبل يديها برقة وقال :
-تعجب الباشا عشان من ايدك الحلوين بس احنا أكلنا الصنية كلها هما هياكلوا ايه ؟
ردت بعفوية :
-عاملة واحدة كمان ليهم وفي كيك شوكولاه.
تسأل بحذر :
-أنتي الي عملتي ده كله ؟
عضت علي شفتيها بخجل وهزت رأسها بإيجاب.
رمقها معاتبا وقال:
-ماشي يا نورسيل هعديها المرة دي لكن متتكررش تاني فاهمة ؟
ردت بخجل :
-فاهمة.
ابتسم براحة وقال :
-تمام ريحتي قلبي يلا عشان نطلع نجهز جاي لينا ضيوف.
تسألت بحيرة :
-مين إلي جاي ؟
رد موضحا :
-دكتور يوسف وزوجته وأخوه وزوجته.
اومأت بتفهم وقالت :
-تمام .
أنزلها برفق وصعدوا سويا إلي غرفتهم وهبطوا بعد قليل وتناولوا الغداء سويا و جلسوا في انتظار ضيوفهم .
❈-❈-❈
وصل بيجاد بسيارته ويتبعه جاسر بسيارته هبط بيجاد من السيارة وفتح الباب لزوجته وأخد منها الطفلة وهبطت هي الاخري وحملتها منه .
وفعل جاسر المثل مع زوجته لكن ظل يحمل زين بحنان امسك كل منهم يد زوجته بحب واتجهوا الي الباب الداخلي وقام بيجاد برن الجرس .
بعد قليل فتحت الخادمة واقترب يوسف وعدي ووالدتهم منهم مرحبين بهم بحرارة وقادوهم إلي الداخل.
عرفوا النساء على بعضهم ورحبوا ببعضهم وجلست كل واحدة جوار زوجها بينما جلست عليا وطفليها جوار والدتها.
كانت نظرات بيجاد طوال الجلسة مسلطة على الطفلين بشكل آثار انتباه يوسف فيزيد ويزن ما هم إلا صورة مصغرة من والدهم.
تحدث جاسر مبتسما :
-حمد الله علي السلامة يا يوسف.
رد يوسف مبتسماً :
-الله يسلمك يا جاسر أخبارك ايه واخبار القضاء علي حسك ؟
ضحك جاسر وقال بتفاخر مصطنع :
-القضاء على حظي في تقدم كل الناس بقت تاخد براءة.
تدخل يوسف ساخراً :
-لا يا شيخ اكيد إعدام.
ابتسم الجميع بخفة وتسألت صفاء بفضول:
-چيجي عاملة أيه يا ولاد وولادكم وعمتكم وجدكم.
رد بيجاد بإحترام :
-بخير يا طنط وكلهم بيسلموا علي حضرتك.
هتفت صفاء بحنان :
-الله يسلمهم يارب.
نهض يوسف وقال:
-تعالي يا بيجاد نقعد أحنا في المكتب شوية.
نهض بيجاد هو الآخر :
-تمام يلا بينا.
تحدثت نورسيل بلهفة :
-أعملك قهوتك يا يوسف ؟
ألتفت لها مبتسماً :
-ماشي يا روحي لو مش هتعبك.
نهضت بحماس وقالت :
-تعبك راحة يا حبيبي .
ألتفت إلي بيجاد متسائلة :
-قهوتك ابه يأ دكتور ؟
أشار الي زوجته مازحاً وقال:
-المدام عندك أهه خديها معاكي تعملها بعد اذنك.
ألتفت نورسيل الي بتول مبتسمة:
-من عيوني ده تشرف مطبخنا المتواضع تفضلي معايا يا حبيبتي.
نهضت بتول بإحراج وأعطت الطفلة لعمها وتحركت برفقة نورسيل الي المطبخ .
❈-❈-❈
في مكتب يوسف.
جلس يوسف علي مقعده وجلس بيجاد أمامه.
تحدث يوسف مبتسماً :
-كويس انك خليت المدام تقوم معاها خليهم يتعرفوا علي بعض ويكونوا الصداقة.
هز بيجاد رأسه بإيجاب :
-بالظبط وده فعلا إلي عايزه يحصل.
أومئ يوسف رأسه بتفهم وتسأل بحذر:
-أيه رأيك في أولاد عاصم ؟
قطب الاخر جبينه بعدم فهم وقال :
-رأي فيهم أزاي مش فاهم ؟
ارجع يوسف ظهره للخلف وتلاعب بقلمه ورد:
-شكلوا أوي مش كده ؟
تنهد بيجاد وأجاب :
-أيوة شكله جدا ربنا يحفظهم.
رد يوسف بدعاء:
-يارب حسيت أنك مركز معاهم أوي كأنك عايز تأخذهم صورة.
ابتسم بيجاد ورد بصراحة مطلقة :
-ده الي نفسه أعمله فعلا عاصم مشفش ابنه الصغير خالص والكبير اخر مرة شافوا من سنتين.
رد يوسف بصدق:
-محدش منعه عاصم لو جه يشوف الولاد انا بنفسه هسلمهم ليه .
رد بيجاد مؤكدا :
-انا عارف ده وواثق منه كمان بس المشكلة..
قطع حديثهم طرق علي الباب ودخول نورسيل وهي تحمل فنجان وخلفها بتول وهي تحمل الآخر.
اتجهت كل منهم تجاه زوجها ووضعت الطبق خاصته أمامه ابتسم الرجال علي فعلتهم وقبل كلا منه يد زوجته.
يوسف بحب :
-تسلم ايدك يا قلبي.
اتسعت ابتسامة نورسيل وردت برقة :
-الف هنا يا حبيبي.
غمغم بيجاد بحنان:
-تسلم ايدك يا حبيبي.
ردت بتول بخجل:
-تسلم من كل شر.
غادر الفتاتين وعاد الرجلين لحديثهم بجدية تامة.
تنهد بيجاد براحة وتسأل مباشرة:
-يوسف أحنا مش عشرة يوم ولا اثنين لا ده عشرة سنين يا غالي فقول الي عندك.
ابتسم يوسف بثقة وقال :
-بيعجبني فيك إنك ذكي لماح يا دوك .
رد بيجاد ماكرا :
-زي ما بيعجبني فيك انك مش بتاع لف ودوران يا بن المغربي عايز تعرف ايه يوسف ؟
تسأل يوسف مباشرة :
-عاصم ساب البلد ليه بعد طلاق عليا وليه أتنازل عن وصاية ولاده وليه مرجعش تاني من الأساس!
زفر بيجاد بضيق ورد بكلمتين فقط:
-تجارة أعضاء.
يتبع… .
الفصل الخامس عشر
أتسعت عين يوسف مردد بعدم إستيعاب :
-تجارة أعضاء أيه مش فاهم عاصم بيتاجر في الأعضاء ؟ إستحالة طبعاً أنا أصدق اي حاجة الا الكلام الفاضي ده عاصم طول عمره نزيه وبيراعي ربنا في شغله وحياته ده دخل كلية الطب مخصوص عشان يبقي دكتور ويساعد الناس ويساهم في علاج المرضي تقولي تجارة أعضاء إستحالة.
تنهد بيجاد بوجع وقال:
-أنت سألت وأنا جاوبت علي إلي أعرفه.
مسح يوسف علي وجهه عدة مرات وتسأل:
-يعني ايه الي تعرفه فسر كلامك هو فعلاً بيتاجر فيها ؟
هز بيجاد رأسه نافيا وقال:
-لأ طبعا بس ده السر الي خلاه يسافر ويسيب هنا.
تحدث يوسف بتدارك :
-قصدك أن حد ورطوا بكده ؟
أومأ بيجاد بإيجاب ورد:
-أيوة مع الأسف وده إلي عرفته منه.
قطب يوسف جبينه بحيرة وقال :
-طيب مين عمل كده وأيه مصلحته في ده عاصم مكنش له أعداء من الأساس !
رفع الاخر كتفيه بحيرة دلالة علي عدم معرفته.
صمت يوسف مفكرا وتسأل مرة اخري:
-طيب ليه طلق عليا وليه سلم الوصاية لعمي ؟
رد بيجاد بعملية :
-مش عارف أعتقد مدام عليا عندها حل اللغز ده في حاجة هنا مانعة عاصم أنه يرجع وكمان يبعد عن ولاده واكيد حد ليه مصلحة لده .
هتف يوسف بحيرة وقال :
-قصدك أيه بكلامك عامر ؟ طيب ليه وايه دخل عامر أصلا في الموضوع الثاني وازاي هيقدر يمنع عاصم انه يرجع.
تحدث بيجاد بتوضيح:
-ده كله معنديش إجابة ليه من الأساس لكن الي واثق منه فعلا ان عامر ليه دخل في حاجة نظرته ليا لما شافني معاك كان فيها كره وحقد مش عارف مصدره الا لسبب واحد صداقته مع عاصم وأحنا في غربتنا سوا.
تنهد يوسف بضيق وقال :
-لأ الموضوع كده فيه سر والسر ده حله مع عاصم لان عليا السنين الي فاتت رفضت تتكلم حتي جوازها من عامر كنا معترضين عليه بس هي إلي أصرت علي ده ومرضناش نقف قدام اختيارها مع أننا كنا واثقين انه غلط عاصم مينفعش
يتبادل بعامر ولا يحل محله حتى .
زفر بيجاد بحنق وقال:
-كده موصلناش لحاجة كنت فاكر آنك هتساعدني.
ابتسم يوسف بغموض وقال:
-هساعدك طبعا.
تسأل بيجاد بعدم فهم :
-أزاي ؟
يوسف:
……
أتسعت عين الأخر وقال :
-تفتكر هتقدر تعمل ده ؟
تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:
-مش قدامي غير كده المهم الموضوع ده سر بينا حتي التنفيذ كمان.
أومئ بيجاد بتفهم :
-تمام.
آخرج يوسف هاتفه من جيبه وقال:
-هبعت ليك صور للولاد على الواتس.
ابتسم بيجاد باتساع وقال:
-يبقي كتر خيرك.
❈-❈-❈
في الخارج تحمل نورسيل حياة وتداعبها بخفة والصغيرة تبتسم بنعومة وبراءة.
تحدثت بتول مبتسمة :
-شكلك بتحبي الأطفال أوي ؟
ابتسمت نورسيل وقالت:
-بحبهم جدا ملايكة.
ردت بتول بتأكيد :
-ملايكة وبراءة بتحسي معاهم انك ملكتي الدنيا كلها ربنا يرزقك يارب.
أمنت نورسيل علي دعائها وقالت:
-يارب يا حبيتي أنا أصلا حامل.
ابتسمت بتول وقالت:
- تقومي بالسلامة يارب نفسك في ولد ولا بنت ؟
ردت علي الفور:
-ولد طبعا مش حابة أخلف بنات.
رمقتها بتول بإمتعاض لكن أكملت نورسيل بالفعل :
-أنا بحب البنات جدا بس خايفة أخلف بنت يوسف يحبها اكتر مني.
ضحك الجميع علي حديثها وعقبت صفاء :
-حتي لو خلفتي بنوتة يا نورسيل يوسف هيحبها من حبه فيكي صح يا بتول ؟
ضحكت بتول وقالت :
-حقيقة يا طنط وفعلا يا نورسيل بيجاد بيحب حياة جداااا فوق ما تتخيلي لكن حبه ليا حاجة تانية .
ردت نورسيل بتذمر:
-بردوا لا.
ضحك الجميع علي هذه الغيورة.
اقترب جاسر من عدي هامسا في أذنه بخفوت:
-هي مرات اخوك دي هبلة ؟
كتم عدي ضحكته بصعوبة وقال بهمس مماثل :
-ياخد الأوسكار بجدارة أنه مستحملها.
أومئ جاسر مؤيدا وقال:
-يوسف هادي وراسي كده عارف لو دي مراتك أنت مكنتش استغرب.
ابتسم عدي بخفة وقال :
-تبقي أخت مراتي الكبيرة.
اتسعت عين عدي غير مصدقا :
-سبحان الله مش هستغرب أوي يعني ربنا يهديهم لبعض.
أمن عدي علي دعائه وتسأل بفضول:
-علي أخباره أيه صحيح ؟
رد عدي باختصار:
-الحمد لله.
ردد جاسر بحذر :
-وعامر أخباره أيه ؟ متزعلش مني عامر ابن عمك ده مش بطيقه الصراحة من زمان شتان بينه وبين علي وعاصم .
❈-❈-❈
أكد عدي علي حديثه:
-فعلا عندك حق تحسه شيطان.
أومئ جاسر بتأكيد وقال:
-فعلا خبيث وبيحب يضرب من تحت.
تنهد عدي وقال :
-يلا ربنا ينتقم منه ويبعد أذاه عنا.
أمن جاسر علي دعائه:
-يارب يا حبيبي .
بكي الصغير في أحضان والدته ابتسم جاسر وقال:
-تعالي يا قلب بابا.
نهض وآخذ طفله من هنا وجلس مرة آخري جوار عدي يداعبه بخفة.
ابتسم عدي بحنان وقال :
-ربنا يحفظه الأبوة سهلة عشان أستعد من دلوقتي ؟
تنهد جاسر وابتسم نصف ابتسامة وقال:
-هي حلوة السهلة لكن المشكلة الوحيدة الصغنن ده ولا بينام ولا ليل ولا نهار ومطلع عيني انا ومامته.
ضحك عدي مازحاً وقال:
-أنت كده بطمني ولا بتخوفني عشان أحدد موقفي.
ابتسم جاسر وقال وهو يشير بأصبعيه :
-الاثنين الصراحة يعني أغشك.
في المكتب.
انتهي الجلسة السرية بين يوسف وبيجاد وخرجوا سويا وتحدث بيجاد مبتسما:
-أيه شباب مش يلا بينا ولا أيه ؟
نهض جاسر وهو يقول :
-يلا يا حبيبي.
تحدث يوسف معارضا:
-يلا فين بس أنتوا لسه قاعدين.
رد بيجاد بإيجاز:
-مرة تانية بإذن الله عشان الكتاكيت دول قالها وهويشير الي الأطفال.
ابتسم يوسف واتجه الي زوجته يحمل طفلها منها يقبلها بحب:
-اذا كان عشان السكر دي ماشي بس انا لسه مشبعتش منها .
رمقته نورسيل شذرا وآخذتها منه أعطتها إلي والدتها.
رفع حاجبيه مستنكرا وقال:
-ايه بنتي في ايه ؟
ردت بغيرة :
-شيل زين اشمعني حياة.
اتسعت عين يوسف بعدم تصديق هل تغار عليه من طفلة صغيرة كتم الجميع ضحكته .
وتحدث يوسف بنفاذ صبر وهو يتجه لزين الدي يحمله والده ويقبله بحب:
-أهو سي زين كمان مبسوطة كده ؟
ردت بدلال :
-اه.
همس جاسر في أذن يوسف قائلا:
-شكل المدام مسيطرة.
رمقه يوسف وقال بزهو :
-مين قال كده ده أنا ممشيها علي المسطرة.
ضحك جاسر ساخراً وقال :
-أه ما هو واضح أهو.
انتهت الأمسية وغادر الجميع بعد توديع حار.
❈-❈-❈
في فيلا عوني يجلس مع والده يحتسون القهوة بصمت تام قطع هذا الصمت عوني.
تحدث عوني بضجر:
-أيه الأخبار ؟
رد عامر بإستفسار :
-أخبار ايه مش فاهم ؟
زفر عوني بضيق وقال :
-أخبار أيه يعني يا عامر أخبار قضية عليا.
عض علي شفتيه بضيق وقال :
-المحامي بتاعهم شغال عليها وأنا وكلت محامي.
تسأل عوني بحيرة :
-مش أنت كنت بتقول هتقابل عليا وتحاول توصل معاها لحل.
رد عامر بحنق :
-رفضت والمحامي بلغني حاولت ابعت للهانم رسالة لةن عاملة ليا حظر.
تنهد عوني بضيق وقال :
-أنا خايف عليا تجنن وتقول حقيقتك للقاضي لو رفض يطلق وقتها هتبقي فضيحة بجلاجل والي ما يشتري يتفرج علينا.
زفر عامر بحنق وقال :
-لا معتقدش لو كانت ناوية تقول كانت قالت.
أومئ عوني بقلة حيلة وقال :
-لله الأمر من قبل ومن بعد.
تطلع عامر حوله وتسأل :
-هي ماما فين ؟
رد عوني باللامبالاة :
-عندها صداع ونايمة.
رد عامر بتفهم :
-تمام.
تحدث عوني بفضول :
-أخبارك أنت وأخوك علي أيه ؟
زفر عامر بحنق وقال:
-أخبارنا ما أنت عارف إلي فيها البيه واخد حسب الأعداء.
امتعض وجه عوني وقال:
-الواد دن زي القرع ديما يمد لبره بدل ما يقف جنب أخوه يقف معاهم هما
رد عامر بتهكم :
-ياريت كده وبس لا الباشا كمان هيقف ليا بالمرصاد وقالها ليا أنه هو الي هيقف بنفسه.
ضرب عوني كف بكف وقال :
-كمان تخيل من اخر مرة كان هنا ولا جه ولا سأل عني أنا ولا أمه.
ابتسم عامر بخبث وقال:
-هو طول عمره كده حتي أبنه بدل ما يسميه عوني علي إسم حضرتك سماه يوسف.
اشتعل وجه عوني بضيق وقال :
-اه مش كفاية علينا يوسف وأحد لا يبلينا بالتاني اه ياربي خبتي في ولادي الأتنين دايما بقول أني مخلفتش غير عامر وبس ربنا يخليك ليا يا أبني وتفضل في ضهري دايما وينصرك علي مين يعاديك .
ربت عامر علي فخذه بمكر وقال:
-ويخليك ليا يا حج وميحرمنيش منك يا غالي.
❈-❈-❈
يقف في الشرفة يدخن سيجاره بشرود تام غير عابئا ببرودة الجو القارصة ولا الثلج الذي يتساقط حوله فهو بات يشعر أن قطعة من الثلج هو الآخر تنهد بآلم من آول يوم ولد بهذه الدنيا وهو يشعر باليتم والمهانة ورغم ذلك حارب كل الظروف والضغوطات التي مر بها وصنع أسم وحياة جديدة له ولكن با أسفاه فقد تحطم كل هذا بريحة خبيثة جعلت مما بناه مجرد فتات صغير يحيي هو عليه.
فاق من دوامة أفكاره علي لسه خفيفة في اصبعه نظر لها وجد عقب سيجاره قد انتهي وحرق يده القي به بالخارج ووضع يده بجيبه غير عابئا بآلم هذا الحرق البسيط فحرق قلبه سابقاً جعل منه مسخ مشوه دون قلب أو شعور.
الجميع يعيش بسعادة وحياة مستقرة بينما هو يجلس هنا معزول عن البشر يتأمل الثلج المتساقط من حوله ورغم برودتها لا يسعر بها يبدوا أنه تأقلم علي هذه البرودة.
عامان مروا عليه وكل يوما يمر عليه يتذكر ما مر به سابقاً وسبب عزله إلي هنا لا ينكر أنه حقق نجاح باهر هنا بعد أن كان هاربا إلي هنا كالفأر خائفا من أن يقع داخل المصيدة ورغم نجاحه هذا وإسمه الذي يردد على ألسن جميع لم يمحي هذا مأساته السابقة وما عانه منه سيظل وصمة عار يتذكرها في كل ثانية تمر عليه.
انتبه الي صوت هاتفه منبها إياه بإستقبال رسالة أخرج هاتفه بالمبالاة ويفتح الرسالة التي وصلته للتو من رفيقه وجدها مجموعة صور قيد التحميل لا يدري اما يطرق قلبه بشدة في هذه اللحظة ثوان وعلم السبب فتحت الصور وما كانت الا سوي مجموعة صور لطفلين صغيرين صورة طبق الأصل منه .
ابتسم بفرحة ودموعه تتساقط على وجنتيه بشكل غير إرادي بدأ بتحريك يده على شاشة الهاتف كأنه يتحسسهم هما بالفعل ولم يكتفي عند هذا الحد بل ضم هاتف داخل أحضانه متمتما بفحيح :
-وربي وما أعبد يا ولاد قلبي بحق حرقة قلبي ووجعي عليكم لأدفعهم التمن غالي أوي.
❈-❈-❈
جلست علي الفراش تشاهد التلفاز بملل خرج هو من المرحاض بعد قليل وتمدد جوارها بصمت تام.
نظرت له بترقب وقالت:
-أنت هتنام ؟
لم يلتفت لها وتحدث بنفاذ صبر :
-أيوة هنام زي ما أنتي شايفة.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-أنت زعلان مني ؟
ألتفت لها وهتف ساخرا :
-هو أنتي عملتي حاجة تزعل عشان أزعل ؟
ردت ببساطة أثارت حتق الاخر:
-لأ عشان كده مستغربة
عض علي شفتيه بغيظ وقال :
-بجد مستغربة نورسيل تعرفي تطفي التلفزيون والنور عشان أنام.
هزت رأسها بلا وقالت :
-لا لما أعرف انت زعلان مني ليه انا معملتش حاجة تزعل النهاردة خالص .
رفع حاجبه ساخراً وقال :
-ده بجد من أيه ده يا آخرة صبري طيب نعد آول حاجة نزلتي وانتي تعبانة وعدتها وكمان دخلتي المطبخ أشتغلتي وعدتها تالت حاجة بقي العبط الي عملتيه قدام الضيوف تحت ده غيرانه من طفلة صغيرة ؟
هزت رأسها بإيجاب ورت بتملك :
-أيوة أغير منها وحتي لو بنتي كمان يوسف من مقدرش استحمل حد يشاركني فيك أنا تعبت في حياتي كتير وملقتش الحب والامان غير معاك أنت وبس تفتكر بعد ده كله هسمح حد يقاسمني فيك يوسف أنت لو بصيت لواحدة غيري ممكن أموت فيها .
تنهد يوسف بأسف يبدوا أن هرمونات الحمل أطاحت بما تبقي لديها من عقل.
نظر لها وفتح ذراعيه لها ابتسمت علي الفور واندست داخل أحضانه واضعة رأسها فوق صدرة مستمتعة بدقات قلبه أخذها هو في أحضانه وتحدث بصبر :
-أسمعيني يا نورسيل يا حبيبتي أنتي آول واخر واحدة تدخل قلبي وحياتي بمعني أصح واستحالة حد ياخد مكانك أو جزء منه أنسي الغيرة بتاعتك دي وأطمني يوسف محبش ولا هيحب غير نورسيل وبس.
ردت بلهفة وحب:
-ونورسيل بتعشقك يا يوسف وبتحمد ربنا في كل ثانية تمر عليها أن ربنا عوضها بيك.
قبل جبينها بحب وأغمض عينه وقال:
-وأنا بحمد ربنا يا قلب يوسف أنه عوضني بيكي نامي يا قلبي وارتاحي عشان نور الصغيرة .
ردت بتذمر:
-برودا نور.
فتح نصف عين وقال :
-وبعدين قولنا أيه
تنهدت بقلة حيلة وقالت :
-أمري لله نور نور.
ابتسم بخفة وقال :
-كده أحبك يا قلب يوسف .
❈-❈-❈
تمددت نايا بضعف شديد علي الفراش اقترب عدي منها بلهفة وتسأل:
-أنتي كويسة يا حبيبي؟
تنهدت براحة وقالت :
-الحمد لله بخير اطمن.
رد بعبوث وهو يشير عليها :
-اطمن ايه مش شايفة وشك أصفر ازاي وشكلك تعبان
ردت مبتسمة :
-والله انا بخير كل الحكاية اني كنت طول اليوم تحت ومرتحتش لكن خلاص هنام دلوقتي وهصحي زي الفل ان شاء الله.
تمتم عدي بقلة حيلة :
-لله الأمر من قبل ومن بعد.
صعد جوارها علي الفراش وتحدث أمرا:
-حسيتي بأي تعب تصحيني فورا سامعة حتي لو الم بسيط
ابتسمت بهدوء وقالت:
-حاضر يا حبيبي.
تمددت هي الاخري جواره واخذها داخل أحضانه وسرعان ما غفي كليهما بتعب.
❈-❈-❈
صعد إلي غرفته بمنزل والده بعد أن بخ سمومه في أذن والده تجاه علي هو الآخر.
دلف داخل غرفته وأغلق الباب خلفه بالمفتاح واتجه الي الفراش وقام بحمل المرتبة ووضعها أرضا اقترب من احدي الألواح الخشبية وقام بقلبها .
اتسعت ابتسامته عندما وجد ضالته فلاشة صغيرة الحجم يكاد لا يذكر حجمها لكن ما بداخلها حجم كبير.
اخذ الفلاشة وأرجع كل اللوح الخشبي مكانه وارجع كل شئ كما كان واتجه الي الطاولة واحضر حاسوبه الشخصي واخذه وجلس فوق الفراش وقام بفتحه بعد أن وضع الفلاشة به.
انتظر قليلاً حتى قام الجهاز بالتحميل نقر علي الفأرة وقام بتحميل محتوي الفلاشة ومع كل دقيقة تمر تزداد إبتسامته تدريجياً فهذه الفلاشة هي الفانوس السحري بالنسبة له.
وأخيرا قد فتح المحتوى وهو يشاهد بأعين ماكرة وهو يفكر في خطة دنيئة..
يتبع… .
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا