رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
"أحياناً يكون البعد عن من نحب هو الملاذ الوحيد والنجاة
والقرب منهم هو لعنة تهدم السعادة وتجعل منا أمساخ مشوه لا تعلم سوي العذاب والجحيم
فإذا كان البعد هو المنجاة والحياة فأسلك طريقه
العمر يعاش مرة واحدة فعشها كما تستهوي
قبل أن تعود نادماً عن ما مررت به
في وقت لا ينفع به الندم أو التراجع "
أتسعت حدقتي عينه مرددا بعدم إستيعاب وتسأل بحذر:
-عهد أنتي بتهزري صح ؟
تطلعت له بإنكسار وإستدارت بوجهها إلي الجهة الآخري بكبر ورددت بتأكيد:
-طلقني يا شادي أنت أكبر غلطة غلطها في حياتي من يوم ما اتجوزت وأنا في عذاب وبحاسب علي مشاريب غيري وفي الآخر كنت هخسر أبني وبسببك أنت.
قبض يده بقسوة شديدة وتحدث بأسي فهي محقة في كل كلمة منذ أن خطت بقدمها في حياته لم تري يوم جيد ولم تهنئ بحياة سعيدة بل تحملت تقلباته الفظة:
-عارف إنك تعبتي معايا وإستحملتي كتير لكن غصب عني والله العظيم غصب عني أنا كنت مسخ مشوه وعلي إيدك أنتي خرجتي من جحيم
صمت قليلاً ثم إستدرك متعجباً:
-أنا أصلا لغاية دلوقتى مش فاهم جبتي كلامك منين أني هتجوز غيرك جالك قلب تنطقيها ؟ أنا كنت بوصلها لأنها راحة نفسك المكان يا عهد كنت رايح الأرض إلي جنب بيتها ووصلتها عيني مش هتشوف غير وقلبي مفهوش مكانك لحد يشاركك فيه أيه بس إلي وصلك لكده ريحي قلبي ؟
إستدارت بوجهها وهتفت بأسي:
-سمعت والدك وهو بيقول لولدتك كده لو شريف مات لقدر الله هتتجوز حنين عشان تربي ابن أخوك .
ضيق ما بين حاجبيه بحيرة وتسأل:
-أبويا وأمي قالوا الكلام ده أقسم بالله ما أعرف حاجة عنه ولو ده كان حصل فعلاً إستحالة كنت أعملها يا عهد سامعة إستحالة ياريتك كنتي أتكلمتي معايا بعقل وأتفهمنا مكنش حصل ده كله عهد أنتي كنتي بتصارعي الموت جوه وأنا بموت بره.
آخذ نفس عميق وإستدرك حديثه بوجع:
-عهد أنا خيروني بينك وبين إبننا مضيت إقرار بموت أبني وقاعد علي ناري مستني أسمع إنك بخير واستلم جثة أبني أدفنه شوفتي وصلت لأيه ؟
أتسعت عيناها وحاولت الاعتدال بآلم وهي تتسأل بلهفة وشوق:
-أبني كويس صح ؟
أوقفها بحذر وأرجع جسدها إلي الخلف بحنان وتحدث برفق:
-إطمني يا عهد هو بخير .
تجاهلت حديثه وتمتمت بإصرار:
-أنا عايزه أشوف أبني.
أردف بنبرة متأثرة:
-حاضر يا عهد لما الدكتور يطمني عليكي هنروح نشوفه مش هينفع يجي من الحضانة.
رمتقه بوهن وتتمددت علي الفراش مرة آخري وذهنها شارد بوليدها.
بينما تحرك هو إلي المرحاض توضئ وخرج بعد دقائق قام بفرش المصلاة وأدي صلاته أمام ناظريها.
❈-❈-❈
منذ أن وطئت قدميهم إلي الغرفة وهو يسلط أبصاره أرضاً لا يمتلك القراءة علي رفع رأسه ولا مواجهة وجه أبيه يشعر بالخزي من تصرفاته الرعناء.
يتطلع له والده بإشتياق وراحة يعلم أنه مخطئ لكنه في النهاية أب لا يعلم سوي السماح المغفرة إلي أولاده يحمد الله داخله أنه عاد اليهم سالماً فهو وزوجته لم يتحملوا مرارة الفقد والحرمان مرة آخري.
طال صمتهم فأراد أن يحسم أمرهم وتحدث بجدية:
-هتفضل جاعد ساكت إكده ؟ أيه ندمان علي إلي عملته ؟
رفع رأسه بخجل وهتف بنبرة متأثرة:
-أيوة ندمان يا أبوي أنا كت خابر أني إكده باخد بتار خيي مكتش خابر الوهم إلي عايش فيه.
رمقه سالم معاتبا ورد بعد أن شمله بنظرة حزينة:
-فوجت بعد أيه يا ولدي ما أطربجت فوج دماغنا طيب جدر يوسف كات كت هتعمل أيه وجتها ؟ كان التار هيتاخد منك وخيك ياخد تارك وكان هيبجي الدم للركب يا ولدي شهاب مكنش زين وقديس زي ما كت خابر خيك كان شيطان متجسد في إنسان كت كل صلاة أدعي له بالهداية لكن مع الأسف ربنا ماردش.
تنهد شريف بأسي وتسأل بحسرة:
-حتي شادي كان خابر إكده أني الوحيد إلي كت مخدوع فيه ؟ للدرجة ده كت مغفل ؟
ربت سالم علي ظهره برفق وتحدث بنبرة حادة:
-إلي حصل حصل نطمئن علي مرت أخوك وتتوكل علي الله علي مصر.
ضم ما بين حاجبيه وتسأل:
-وه أسافر ليه ؟
رمقه والده بجدية وقال:
-عشان تتأسف ليوسف يا ولدي ولا عند جول تاني؟
تنهد شريف بأسي وقال:
-لاه يا أبوي أن طوع أمرك.
ربت سالم علي ظهره وآخذه في أحضانه بحنان واردف بنبرة متأثرة:
-الله يهديك يا ولدي ويرضي عنيك ويبعد عنك شيطانك.
❈-❈-❈
ابتعد عنه برفق وتسأل بحيرة:
-أنت كت وين يا ولدي ؟
تنهد شريف وابتعد بمرمي بصره بعيداً عن والده وقال:
-كت في الدنيا يا أبوي كت في الدنيا كان لازم ابعد يا أبوي عشان أفوج من إلي أنا كت فيه.
أماء سالم رأسه بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:
-صوح بس مش تختفي وتسيبنا هنا علي نار يا ولدي أما وأمك ولا عارفين أنت حي ولا ميت ولا مرتك وولدك مفكرتش فيهم اياك ؟
مسح علي وجهه بضيق وقال:
-لأه يا أبوي كت شايل همكم ويعمل ربنا بس مرتي كت هجعد وياها أزاي بعد إلي عملته فيها وكومان كانت رايدة تطلج.
صمت قليلاً وإستدرك متسائلا:
-صوح يا أبوي هي رچعت ميتي وكيف ؟ أنا روحت أرجعها رفضوا .
رد سالم بتوضيح:
-أنا وخيك روحنا رچعناها طلاج أيه إلي تطلجه إلي زي مرتك تحط فوج الراس وأعمل حسابك لو زعلتها في يوم أو كسرت بخاطرها أنا إلي هجف ليك سامع ولا لاه ؟
رفع يده لأعلي باستلام وأجاب مبتسماً:
-خلاص يا أبوي توبت وأتعملت الدرس صوح .
هز سالم رأسه بإقتناع وتحدث بتوضيح:
-لأزم يا ولدي تكون أتعملت الدرس لإنك لو متعلمتوش أنت إلي هتحاسب علي المشاريع يا ولدي يلا جوم يلا هم أتسبح وغير خلجاتك عشان نروح لخيك.
هز شريف رأسه بإيجاب وإستقام واقفاً مرددا بإيجاب:
-حاضر يا أبوي بالإذن.
تحرك شريف إلي الخارج وتنهد سالم براحة متمتة داخله بشرود:
الله يرضي عنيك يا ولدي الله يرضي عنيك ويهديك ويبعد شيطانك عنيك.
❈-❈-❈
سار بخطوات متثاقلة خارج الغرفة وصعد إلي أعلي متجهاً إلي غرفته فتح الباب ودلف إلي الداخل وجد زوجته تقف أمام المرآة تضع نقابها علي وجهها.
أغلق الباب خلفه وتوجه إلي الفراش دون أن ينبت بحرف واحد وألقي بثقل جسده علي الفراش.
لاحظت ما حدث من المرأة إنهت وضع نقابها وإتجهت إليه وتحدثت بحذر:
-أنا چهزت لك الحمام وخلجات نضيفة رايد حاچة تاني ؟
حرك راسه بلا وتسأل بحيرة:
-أنتي خلصتي الوكل ؟
ردت ببساطة:
-أيوة ده فروچ مسلوج ناجص بس أجهز خلجات عهد والعيل الصغير.
أعتدل بوهن ونهض مستنداً علي كفيه وقال:
-عجبال ما تچهزيهم هكون أتححمت وغيرت خلجاتي.
ردت باختصار قبل أن تتجه إلي باب الغرفة وتغادر:
-ماشي في إنتظارك .
غادرت هي ووقف هو بوهن وإتجه المرحاض يأخذ حمام دافئ يزيل من فوقه عناء السفر والأرق.
وقف قليلاً يقف أمام المرآة يطلع لهيئته المذرية الغير مهذبة بالمرة ذقنه نامية تنهد بأسي وإتجه إلي المرحاض كي لا يتأخر عليهم يجب أن يحل سوء الفهم بينه وبين شقيقه يجب أن يعلم ما يخبئه عنه فقد حان وقت المواجهة ولا مجال للتفاوض.
ما أن أنهي صلاته تفاجئ بطرق خفيف علي الباب الغرفة لاحت علي ذاكرته والدته من المؤكد هي فقد تناسها بالخارج نهض علي الفور وقام بطي المصلاة ووضعها جانباً واتجه إلي الباب وقام بفتحه وجد والدته.
تنحي جانباً وأشار لها بالدخول:
-تعالي يا أمي أتفضلي.
إستندت علي يده وتحركت تجاه فراش عهد برفقته وما أن وقعت أبصار عهد إليها تطلعت إلي الجهة الاخري.
إمتعض وجه شادي لا يدري ماذا يقول حتي من حق زوجته أن تحسن لكن لا تتعامل مع والدته هكذا هو لن يتحمل هذا.
توجهت وصفيه بأبصارها إلي ولدها متسائلة بعينها ، تنهد هو بضيق واجلس والدته علي الفراش وتحدث برفق:
-عهد ماما جاية تطمئن عليكي مينفعش كده.
إستدارت له بعد أن طفح الكيل وتحدثت بعصبية:
-أمال أيه إلي ينفع يا شادي بيه أنا أبني كنت هخسره بسببهم؟ يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته.
"عهد مش عايز ولا كلمة"
جملة واحدة نطق بها شادي بحزم بعد أن تجرأت زوجته بالحديث مع والدته حتي لو كانت مخطئة فهي والدته شأت أم أبت ولم يسمح أن تهان.
صمتت عهد بضيق ودموعها تسيل فوق وجنتيها رمقتها وصفية بحيرة وتسألت:
-هو فيه أيه يا ولدي مرتك زعلانة مني ليه ؟
صمت قليلاً وقرر حسم هذا الأمر وتحدث بنبرة حادة:
-أنتي وأبوي كت رايدين تچوزوني مرت أخوي لو شريف مات لقدر الله ؟
اتجهت بأبصارها هربا من نظرات ولدها الحائدة وتحدثت بإيجاب:
-أيوة يا ولدي حصل وده الصوح كومان أمال رايد مرت أخوك ولحمه يروحوا للغريب ؟ ترضاها يا ولدي ؟
إبتسامة ساخرة إرتسمت علي فاه عهد وتطلعت له بنظرة ذات معني أرأيت أن حديثي صادق وأن ما وصلنا إليه هو بفضل والديك .
تجاهل نظرتها واتجه إلي والدته معاتبا وقال:
-وحديتكم ده كت هتدفع تمنوا مرتي ووالدي يا أماي عهد طالبة الجلاج بسببه وكانت سايبة البيت وجت إلي حصل عشان تعمري بيت ولدك التاني أني بيتي كان هيتخرب بس إلي حصل حصل يا أماي وأنا أتعلمت الدرس زين مرتي تجوم بالسلامة وهاخدها هي ووالدي ونرچع بيتنا في مصر إلي أكتشفته أني طول ما أنا بعيد عنكم مرتاح وبخير وجت ما اجرب أنحرج وحياتي تتشجلب كأن جربي منكم لعنة وبعدي عنكم حياة وأنا خلاص إخترت الحياة يا أماي.
❈-❈-❈
ظنت أنها تتوهم ما يقوله هل چن هل يريد البعد عنهم تعلم أن ما كانوا يخطتوا له آنانية لكنهم كانوا يحافظوا علي ما تبقي لهم من ذريتهم بدل من أن يوافقهم ويقف جوارهم يختار الهروب وتركهم.
ضمت ما بين حاحبيها وتحدثت معاتبة:
-جدرت تنطجها يا ولدي عايز تبعد عنا ؟
إبتسم بحسرة وقال:
-بعدت جبل سابج يا أماي بعدت حتي مكلفتوش خاطركم تعرفوا بعدت ليه.
حاولت التحدث لكن طرق باب الغرفة ودخول الطبيب بعدها جعلهم يصمتوا.
إقترب الطبيب من عهد مبتسماً:
-حمد الله علي السلامة يا مدام ها ايه الأخبار ؟
ردت عهد بآلم:
-تعبانة أوي يا دكتور ضهري والجرح تعبني أوي وكمان جسمي كله مكسر.
إبتسم الطبيب بعملية وقال:
-طبيعي من الوقعة مقصرة علي العملية وبعدين المسكن لسه شغال أمال لما مفعوله تخلص هتعملي ايه ؟ علي العموم متقلقيش يومين وتبقي بخير.
تسألت بحنين:
-ينفع أشوف أبني يا دكتور ؟
أماء الطبيب بإيجاب وأردف بعملية:
-ينفع طبعاً جوز حضرتك يسندك وتروحي تشوفيه وترضعيه كمان.
أتسعت عيناها وتسألت بألم:
-لأ مش هقدر أمشي يا دكتور ينفع حد يجيبه لغاية ما ابقي كويسة وأقدر أروح ليه ؟
هز رأسه نافياً وتحدث معقبا:
-لأ هو مينفعش يخرج من الحضانة ده أولا وثانيا بقي والمهم إنك لازم تتمشي عشان الجرح مش عايزين يحصل مضاعفات لقدر الله يلا هستأذن أنا .
إستدار موجهاً حديثه إلي شادي:
-المدام لازم تمشي أنت المسؤول قدامي.
إبتسم شادي بتفهم وقال:
-تمام يا دكتور.
غادر الطبيب وتحدث بنبرة ذات معني:
-هنكمل حديتنا وقت تاني يا أماي هاخد عهد أمشيها ونشوف الولد .
❈-❈-❈
تنهدت بحزن عميق وصمتت إتجه هو إلي زوجته وساعدها علي الاعتدال وسط بكائها وآلمها ، تحدث بلطف ونبرة متأثرة:
-معلش يا قلبي عشان نشوف إبننا ولا مش عايزة تشوفيها ؟
ردت بدموع:
-عايزة أشوفه بس مش قادره أتحرك بجد تعبانة .
تحدث بإشفاق:
-معلش حاولي يا حبيبتي يلا أنا معاكي أهو يلا.
تحاملت علي حالها ونهضت بمساعدته مستنده بجسدها عليه تحرك بها تجاه الخارج وظلوا يسيروا ببطئ وحذر شديد حتي وصلوا إلى الحضانة ودلفوا سويا.
أجلسها علي المقعد وذهب إلي الممرضة كي تأتي لهم بالرضيع حملت الرضيع وجائت به.
صدمت عهد ما أن رأت حجمه وتسألت بخوف:
-هو صغير كده ليه هو هيعيش صح ؟
ردت الممرضة بعملية:
-متقلقيش هيبقي بخير متقلقيش هتقدري ترضعيه ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-هشيلوا ازاي أنا خايفة ألمسه .
ابتسمت الممرضة بخفة وقالت:
-هشيله يا ستي أنا ليكي بس لازم ترضعيه ويتلامس مع جلدك عشان يحس بريحتك والامان.
حثها شادي بحنان:
-يلا يا حبيبتي يلا أنا معاكي أهو.
هزت رأسها بإيجاب وفتحت رداء المشفي بحذر وقامت بإخراج إحدي نهديها ، ساعدتها الممرضة وقربت الطفل منها وألقفته بصدرها وبدأ الطفل في المص من صدرها وسط فرحة عهد وشعورها بالسعادة كأنها ملكة العالم أجمع بفضل هذا الصغير .
أما عن شادي فكان في عالم آخر يشعر أنه ولد من جديد مع ولادة طفله رغم ما مر به من ظروف وصعوبات مرت أخيراً السنين العجاف وجاء موعد جني الثمار .
يقسم داخله لو سأل هل تريد أن تمر بما مررت به سابقاً ليوافق علي الفور أن يمر بكل الصعوبات والآلام التي عاشها سابقاً جراء أن يحيي هذه السعادة مجددا.
زوجته وطفله هما عالمه الصغير الذي سيحي داخله ولن يسمح لأحد المساس به ، ما مر قد إنتهي دون معني ،لكن القادم هو المعني اليقين لحياته سيدافع عنه بكل ذرة في كيانه حتي لو تطلب الأمر حياته لن يتأخر عن تقديمها مقابل نظرة واحدة في وجوههم.
❈-❈-❈
تتمدد علي الفراش الطبي وسائل شفاف موضوع فوق بطنها ويسير فوقه جهاز السونار الذي تحركه الطبيبة بعملية فوقها وإلي جوارها يقف زوجها الحبيب يتمسك بيدها بقوة وأبصارهم مسلطة علي الشاشة الصغيرة.
أشارت الطبيبة إلي نقطة معينة في الشاشة وقالت:
-وده بقي الجنين بتاعنا.
تسأل يوسف بفضول:
-هو النقطة السودة دي ؟
تسألت نورسيل بحيرة:
-دي بتتحرك طيب أنا مش حاسة ليه ؟
إستدارت الطبيبة لهم وتحدثت مبتسمه:
-أيوة هو النقطة الصغننة دي هو مش بيتحرك ده النبض بتاعوا لسه بدري أنتي لسه في الشهر التاني دلوقتي تقدروا تسمعوا نبضوا لو حابين ؟
أجاب يوسف بنبرة متأثرة:
-حابين طبعاً.
إبتسمت الطبيبة بعملية وبدأت في إسماعهم نبض الجنين تحت ترقبهم وإندماجهم الشديد.
اطربت أذانهم بصوت نبض جنينهم كأنه سنفونية موسيقي جعلت دقات قلبهم تتصاعد هي الآخري كأنهم يرحبوا بطفلهم ونباضته التي أصبحت تعلن عن وجوده في الحياة سبحان من
صوره في الارحام نطفة صغيرة في الأمشاج يصورها كما يشاء يهب من يشاء ذكورا ويهب من يشاء إناثا.
﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾.
يتبع…..
الفصل السادس والعشرون
لا تبتئس بالماضي
فكل إنسان لديه ماضي يؤرق أفكاره
لكن عليك أن تهرب من براثنه وتحيا من جديد
تاركًا خلف ظهرك ظلام دامس
مستبشرًا بمستقبل مزدهر
فاق من حالميته وإنبهاره المندمج مع صوت نبضات جنينه وتحدث بعيون تقطر عشق وحنان :
-هو بخير صح يا دكتورة ؟ الخطر زال خلاص ؟
إبتسمت الطبيبة بعملية وإستدارت بوجهها معقبة علي سؤاله :
-هو بخير وحاليا مفيش خطر لكن الخطر ما زال قائم.
تطلع الي زوجته مجعدا حاجبيه وألتفت لها متسائلا :
-قصدك أيه مش فاهم ؟
تحدثت الطبيبة بلطف:
-يعني طول فترة الحمل في حاجات خطر أصلا عليها زيها زي أي واحدة حامل زي العصبية قلة الأكل عدم الراحة.
إنفرجت أساريره وتحدث براحة:
-الحمد لله دول مقدور عليهم المهم مفيش خطر زي الاول.
وضعت الطبيبة الجهاز في مكانه وقامت بسحب عدة مناديل ورقية وأعطتها نورسيل لمسح السائل من فوق أحشائها لكن عاجلها يوسف وآخذهم منها وبدأ بمسحه برفق من فوق أحشائها وعلي وجهه ابتسامة حانية.
تطلعت الطبيبة الي الثنائي مبتسمة ونهضت متجهة الي مكتبها مفسحة لهم المجال.
أنهي مسح السائل وألقي بالمنديل في سلة القمامة وساعدها علي الإعتدال برفق ، عدلت هي من ملابسها وتحركوا سويا متشابكي الأيدي وجلسوا أمام الطبيبة.
دونت الطبيبة الروشتة ومدت يدها بهم وتحدثت باهتمام :
-الأدوية دي تتاخد في مواعيدها ومحتاجين راحة تام ونبعد عن أي ضغط أو عصبية وفي الضهر الأكل الممنوع الفترة دي.
آخذ يوسف الروشتة وتحدث بإختصار:
-تمام يا دكتور بعد إذن حضرتك.
نهض يوسف وامسك يد زوجته وغادروا سويا وعلى وجوههم ابتسامة عريضة.
❈-❈-❈
يجلس في المقعد الخلفي ورأسها مستنده علي صدره وذراعه يطوقها بحماية إنتبه الي إبتسامتها فتحدث معقبا:
-ايه يا حبيبي مالك ؟
رفعت رأسها وأجابت مبتسمة:
-فرحانة أوي يا حبيبي البيبي كيوت أوي.
"ضحكة مجلجلة خرجت من فمه وسط تذمرها وإمتعاضها"
رمقته بضيق وتسألت :
-قولت أنا نكته عشان تضحك أوي كده ؟
قبل جبينها برقة وأجاب موضحا :
-أصلك بتقولي شكله كيوت وهو مش ظاهر أصلاً يا روحي.
وضعت يدها علي أحشائها وتحدثت بحب:
-ظاهر في قلبي.
إبتسم بهدوء وقبل جبينها بحنان وقال :
-ماشي يا قلبي ها تحبي تروحي ولا نتعشي في أي مطعم ؟
ضيقت عيناها وتسألت :
-هو إختيارين بس مفيش أوبشن تالت ؟
ضحك بخفة وقال وهو يداعب أنفها بيده:
-هو أختيارين لكن لو حبيبي عايز أوبشن تاني عنيا ليه.
تسألت بتشكك:
-أي حاجة أي حاجة ؟
ضيق عينه وتحدث محذرا :
-أي حاجة بس بعقل يا روحي.
"قصدك أيه بقي أني مجنونة أخص عليك يا حبيبي"
جملة نطقتها نورسيل ببراءة ، مما جعل إبتسامة ساخرة تنزوي علي فهم الآخر وتسأل بريبة:
-علي بابا يا نورسيل الي ربي خير من الي أشتري بس ماشي هعديها يا ستي ها بقي نفسك في أيه يا برنسس ؟
صقفت بحماس وقالت :
-نفسي نتمش علي الكورنيش وناكل درة مشوي ويا سلام لو كبدة إسكندراني وغزل بنات وحلبسة.
أتسعت عين الآخر وتحدث ساخرا :
- بجد ده كله مش عايزة كوباية شاي بالنعناع تحبسي وبعدين يا آخرة صبري أحنا هنا في القاهرة يا قطة مش في إسكندرية عشان تاكلي كبدة إسكندراني.
زمت شفتيها الي الأمام بحزن وقالت :
-بقي كده ماشي خلاص مش عايزة.
تنهد بقلة حيلة وقال :
-ماشي هنفذ ليكي كل الي طلبتيه ما عدا الكبدة دي يبقي يعملوها ليكي في البيت.
صمت قليلا ثم تدارك وتسأل :
-ثواني مش الكبدة أصلا في قائمة الممنوعات في الأكل ؟
ردت ببراءة مصطنعة :
-أيوة بس أنا بتوحم عليه يرضيك بودي حبيبي يطلع ليه وحمة حتة كبده ؟
رد بإستفزاز:
-هي المشكلة في بودي وحتة الكبدة المشكلة في أم بودي الطفسة.
تطلع أمامه وتحدث موجها حديثه إلي السائق :
-معلش يا عم أحمد علي كورنيش النيل.
منع السائق ضحكته بصعوبة علي حال سيده ورد بإحترام :
-أوامرك يا باشا نقف عند عربية كبدة معينة ولا أي عربية ؟
جحظت عين يوسف وردد ساخرا :
-ده أنت معانا علي الخط بقي يا عم أحمد.
تحدث الرجل بإحترام مدافعا عن نفسه:
-لا والله يا باشا الصوت الي كان عالي أنا لحم كتافي من خيرك يا باشا .
ربت علي كتفه بحنان وقال:
-عارف وبهزر معاك يا راجل يا طيب لا متقفش علي عربية كبدة شوف مطعم نضيف نروحه.
أومئ السائق بإحترام ورد:
-تمام يا باشا أوامرك.
ردت الآخري بتذمر:
-بس أنا عايزة أكل من كبدة الشارع بتبقي أحلي يا حبيبي.
رفع حاجبه وتحدث محذرا:
-يا كده يا مفيش يا هانم مش هيبقي ممنوع وتلوث كمان.
❈-❈-❈
زفرت بضيق وصمتت بعد ما يقارب النصف ساعة توقفت السيارة أمام إحدي المطاعم الخاصة بالكبدة والسجق هبط يوسف من السيارة بنفسه ودلف الي الداخل أحضر طلب مدللته وخرج بعد ما يقارب العشر دقائق وصعد إلى جوارها مرة آخري وأمر السائق أن يتحرك تجاه الكورنيش .
وقف بعد فترة وهبط يوسف من السيارة أولا وساعد زوجته أن تهبط اتجه بها الي إحدي المقاعد الخالية وأجلسها عليه وأعطاها حقيبة الطعام وبحث بعينه حتي وجد ضالته أطمن أن حرسه ملتفين حولها خشية أن يضايقها أحد وتركها بضع دقائق وعاد محملا بحوزته الذرة المشوي وكل ما طلبته وجلس برفقتها .
إبتسمت بسعادة وتطلعت الي زوجها بحب وامتنان وبدون سابق إنذار إقتربت منه وقبلته في وجنته غير عابئ بالمكان ولا الزمان ولا العالم أجمع.
أتسعت حدقتي الاخر وتطلع حوله بلهفة وتنهد براحة عندما وجد أنه لا ينتبه إليهم أحد استدار لها وتحدث بصوت خافت:
-أحنا في الشارع يا قلب يوسف كده مينفعش .
ردت بدلال:
-أنت جوزي حبيبي محدش ليه دخل في حاجة.
إبتسم ساخرا وعقب:
-يا قلب يوسف كده نتمسك في الشارع بفعل فاضح في الطريق العام إهدي كده وكلي كبدة احسن.
رمقته بتذمر تجاهل هو تذمرها وفتح لها الحقيبة وجذب إحدي السندوتشات وقدمه لها بلطف :
-يلا يا حبيبي هو ده بس عشان سلامتك انتي والبيبي تمام ؟
إبتسمت بتفهم وقالت :
-حاضر بس أنت هتاكل معايا صح ؟
تنهد بقلة حيلة واخرج سندوتش آخر معقبا :
-مع أني ضد أكل الشارع بس عشان خاطر عيونك يا قلب يوسف.
إبتسمت بحب وبدأت تناول طعامها بنهم شديد وبدأ هو الآخر مشاركتها في تناول الطعام.
بعد فترة كانوا يسيروا متشابكي الأيادي وهي تطلع الي النيل براحة وسعادة .
وقف أخيرا يتأموا ضوء القمر ويسرون عيونهم برؤية المياه الغلابة ممتزجين مع نسمات الهواء الباردة التي أنعشت رئتيهم .
إستندت برأسها علي كتفه بخفة وهتفت برقة:
-شكرا.
تطلع لها بريبة وتسأل:
-شكرا علي أيه ؟
ملئت رئتيها بالهواء وردت بحب وامتنان :
-شكرا علي أحلي يوم قضيته في حياتي شكرا إنك في حياتي أصلا ولو هتمني حاجة واحدة في حياتي هتمني أني أفضل جنبك وفي حضنك طول العمر وحتي لما أموت أموت وأنا في حضنك وكمان أبقي مراتك في الآخرة زي ما بقيت مراتك في الدنيا.
"كالنجم العالي أنت بسمائي بدونك ظلام معتم وبمجيئك زينت سمائي وأنرتها بشعاع ضوئك "
"عشقت رجلا في زمن انعدمت فيه الرجولة ،وأصبحت مجرد لقب في ورقة لا قيمة لها "
إنشرح قلبه وشدد من ضمها مقبلا رأسها بحب وقال :
-وأنا بحبك وبعشقك يا قلب يوسف لو هتمني حاجة هتمني إنك تبقي مراتي دنيا وآخرة يا قلب يوسف.
أغمضت عيناها براحة واستندت برأسها علي صدره العريض ، أما هو أسند رأسه علي رأسها بحب كأنه ملك الكون بأكمله بين يده وقد صدق في هذا فهي عالم أجمع وملخص بها فقط.
تمددت علي الفراش مرة آخري بعد أن إنتهت من إرضاع صغيرها وعادت الي غرفتها مرة آخري بمساعدة زوجها وتمدد بوهن شديد وهي تأن من الآلم جلس جوارها علي الفراش مربت علي ظهرها بحنان معقبا:
-اهدي يا قلبي إن شاء الله لما تصحي الالم يبقي هدي شوية.
هزت رأسها بوهن وتسألت:
-أنت بلغت ماما وأخواتي ؟
حرك رأسه بلا وتنهد قائلاً :
-لا مكنش فيا عقل وقتها ومحبتش اقلقهم.
صمت قليلاً ثم إستدرك حديث بحذر:
-أنتي وقعتي أزاي يا عهد شريف الي وقعك من علي السلم صح ؟
قطب جبينها بعدم فهم وتسألت بحيرة:
-شريف هو شريف رجع امتي ؟
تنهد براحة وعقب شارحا:
-وقت ما وقعتي لقيته واقف علي السلم إفتكرت إنه هو الي وقعك.
هزت رأسها بلا وقالت :
-أنا مشفتوش أصلا أنا كنت نازلة أجري ومش شايفة قدامي والشنطة شبكت في السجادة.
تنهد براحة وتحدثت والدته الي تجلس جانبا معاتبة:
-أتوكدت أن خيك برئ يا ولدي.
إستدار براسه وتحدث ساخرا :
-برئ لو برئ من دي بردو هيفضل هو والبيه التاني سبب تدمير حياتي يا أمي .
قطع حديثهم طرق باب الغرفة ودخول سالم مستندا علي عكازه وعلي يمينه شريف وخلفهم حنين.
إمتعض وجه عهد وإستدارت بوجهها الي الجهة الأخرى بحزن.
إقترب سالم من الفراش متحدثا بوجه بشوش :
-مبارك ما چالكم يا ولدي يتربى في عزكم حمدالله علي السلامة يا بتي.
ردت عهد بإقتضاب:
-الله يسلمك .
رد شادي بهدوء:
-الله يبارك في عمرك .
تحدث شريف بحذر:
-مبارك يا خي حمد الله علي السلامة يا مرت اخوي.
ردت عهد باقتضاب:
-الله يسلمك.
رد شادي بإختصار:
-الله يبارك فيك.
تسأل سالم بحيرة:
-وه في أيه يا ولدي مالك؟
نهضت وصفية وتحدثت بتعقل :
-تعالي يا حاچ هنتحدت بره يلا يا شادي ويانا انت وخيك وأنتي يا بتي خليكي چار عهد.
أومئت حنين بإيجاب وقالت :
-حاضر.
غادروا سويا الي الخارج واقتربت حنين من عهد مبتسمة بحب :
-حمد الله علي السلامة مبارك ما جالك.
ردت عهد باقتضاب:
-الله يسلمك.
لاحظت حنين طريقتها الفظة قررت أن تجلس جانبا بصمت تام.
❈-❈-❈
وه وه بتجولوا آيه عايزين تجوزوا مرتي كومان وانا عايش لسه ؟
"صاح بها شريف مستنكراً ما أن علم هذا الحديث من والدته"
تحدث سالم بغلظة وهو يتطلع له شذرا:
-وآني كت أعرف چنابك وين حي ولا ميت ؟ أنت التاني ولو كت موت مرتك كانت هتتجوز خيك ده عرفنا.
صاع شادي معترضا:
-ومين كان هيوافج علي الحديت الماسخ ده يا أبوي أنا لو السكينة علي رجبتي مش هتچوز علي مرتي ولا أبص لغيرها كفاية بجي إكده أنا تعبت ودفعت سنين عمري كفاية لحد إكده من حجي أعيش زين زي بجية الخلج وأشوف حالي أنا هاخد مرتي ووالدي وأرجع شجتي في مصر والبلد دي مش هخطيها تاني بسبب حديتك ده يا أبوي مرتي ووالدي كانوا هيروحوا مني وخلاص أنا مش حمل خسارة تاني ولا ناوي أحاسب علي مشاريب غيري واصل.
أتسعت عين سالم بصدمة وقال:
-كأنك أتچنيت يا ولدي رايد تبعد عنا وتهرچنا تاني ؟ مشبعتش من الغربة والفراج؟
هز رأسه نافيا وتحدث بأسي:
-أني أكتر واحد أنكوي بنار الغربة والفراج لو حد أتعذب وتعب في حياته واصل يبجي أني وأن الأوان أعيش مرتاح زي باجي الخلج .
تسأل والده بإنكسار:
-وراحتك يا ولدي في بعدك عني أني وأمك ؟ ده إلي مالوش أهل يشتريله أهل وملوش كبير بيكبرله كبير يا ولدي إستهدي بالله ومتخافش إذا كان علي مرتك أني بنفسي هطيب خاطرها.
تنهد شادي بأسف وعقب:
-المشكلة مش في عهد يا أبوي المشكلة فيا أني مش جادر تعبت ورايد أرتاح كفاية جوي إلي حصلي بسبب شهاب جبل سابج يمكن الحسن الوحيدة الي اخدتها منه بعد ما مات أن عهد بجت مرتي نفسي أرتاح يا أبوي خليني أبعد والأيام كفيلة تداوي چراحي.
تنهد سالم بقلة حيلة وصمت بينما تحدث شريف بحذر:
-وأني هحاول أصلح كل إلي عملته وهسافر ليوسف مخصوص أعتذر منه وأطيب خاطر بت عمي
ألتوي فم شادي ساخرا وعقب:
-آنا مر رأي كتر الف خيرك وبزيداك عاد أنت لما بتفكر تكحلها بتعميها خليك بعيد أحسن.
رمقه شريف معاتبا وقال:
-أنا خابر زين إنك زعلان مني يا خيي ومجدر ده لكن أطمن
إلي چاي كله خير.
تنهد شادي بأسف وقال:
-أتمني أن ده يحصل فعلاً لأن مش هسمح أن حياتي تدمر بسبب أي حد اي كان ميت وقتها مش هرحم حد.
مر الوقت سريعاً ودلف سالم وحاول مرضاة عهد لكن لم تتقبل وإكتفت بالصمت بينما صدمت حنين مما سمعته والان علمت سبب كره عهد لها ومعاملتها بتلك الطريقة الفظة .
بعد آذان العشاء غادر شريف برفقة والديه إلي المنزل بينما أصرت حنين أن تبقي برفقة عهد كي تنتظر الفرصة الحاسمة وتعتذر منها تعلم أن لا ذنب لها لكن وجب عليها تبرأة نفسها.
❈-❈-❈
نهض شادي مستئذنا كي يفسح لهم المجال للحديث وكي يترك حنين ترتاح هي الاخري قليلاً.
"طيب أنا هروح أطمئن علي الولد واشرب فنجان قهوة وهقعد بره علي الباب أرتاحوا أنتوا بعد إذنكم"
ألقي جملته وغادر سريعاً حتي لا يترك فرصة لزوجته للرفض.
بعد ذهابه نهضت حنين وجلست في المقعد المجاور لعهد رمقتها عهد بضيق.
تنهدت حنين بحزن وتسألت:
-والله العظيم اول مرة اسمع الكلام ده دلوقتي وحتي لو لقدر الله ده حصل إستحالة كنت أوفق عليه ولا تقاليد ولا غير تقاليد تفرق معايا مش آنا الي اخرب بيت حد يا عهد ما بالك أنتي إلي اكلت معاكي عيش وملح وإعتبرتك آختي واكتر تفتكري أعمل فيكي كده ؟
إستدارت لها عهد بدموع وقالت:
-حطي نفسك مكاني وأنتي سامعة أهل جوزك بيخططوا يجوزه عليكي غير أنا شايفاه بعيني خارج معاكي بيوصلك لأهلك من غير ما يقولي يبقي أكيد عارف ومتفق معاهم
ضمت حنين حاجبيها وتسألت:
-أولا أحنا اتقابلنا صدفة وهو رايح الأرض إلي جنب بيتي وصلني بما أنه اخو جوزي وهو المول عني دلوقتي لغاية ما يرجع طيب شكيتي فيا ماشي معذورة متعرفنيش كمان تشكي في جوزك أنتي و نورسيل أغرب أتنين شوفتهم في حياتي بصراحة.
تسألت عهد بعد فهم:
-أيه دخل نورسيل بكلامنا ؟
إبتسمت حنين ساخرة وأجابت:
-أصل هي كمان كانت غيرانه علي جوزها مني هو انتي وهي فاكرني أيه بالظبط مش فاهمة محسسني أني خطافة رجالة وما بصدق ألاقي راجل الف عليه بجد صدمتوني مع أن لو تركزي هتعرفي أني اكتر واحدة اتظلمت تخيلي كده واحد كان هيعتدي عليكي لقدر الله وتتفاجأي بنفسك بتتجوزي أخوه وتقعدي معاه تحت سقف واحد لو حد اتظلم في حياته ويستحق الشفقة بجد يبقي أنا .
❈-❈-❈
مسلتقي علي الفراش وهي مستلقية فوق صدره براحة وأمان يداعب خصلات شعرها برفق بين يديه يفكر في كيفية إخبارها بأمر سفره يعلم أتم العلم أن زوجته المصون ستصاب بنوبة جنونية لا محالة فاق من شروده علي صوتها.
تحدث بإنتباه:
-نعم يا قلبي بتقولي ايه ؟
رمقته بحيرة وتسألت:
-بقولك سرحان في أيه ؟
إبتلع ريقه وتحدث بحذر:
-حبيبي كنت عايز أقولك حاجة بس عايزك تبقي هاديه وتسمعي للآخر تمام ؟
اومئت بإيجاب وردت ببراءة:
-قول يا حبيبي متخافش أنا هادية خالص أهو وكيوت.
رمقها ساخراً وتحدث بحذر:
-أنا هسافر كمان يومين ومش عارف هرجع امتي.
نورسيل……….
يتبع…
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا