القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل السابع والثامن بقلم حازم الباشا (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل السابع والثامن بقلم حازم الباشا (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)






رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل السابع والثامن بقلم حازم الباشا (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)



رواية " حزن بين أحضان الفرح " - الحلقه السابعه


من قرابة سواحل ميناء طرطوس السوري ...


كان " نزار الصباغ " ، رجل الاعمال السوري الشهير ، الذي لم يتجاوز الخامسه والثلاثون من عمره ، يقف بجوار "باسل" احد معاونيه ، على ظهر احد القوارب السريعه 


التي قد شقت طريقها بالبحر ، متجهه صوب تلك السفينه التجاريه القادمه من مصر ، والتي تحمل بداخلها "جوري" 


وقد دار بينهما هذا الحوار ...


باسل مخاطبا نزار :

ما كانت الشغله تستاهل 

انك تحضر بنفسك زعيم 

شو سبب اصرارك انك تاجي معنا


رد نزار بغضب :

ولو باسل 

شو بدك يعني

انه العالم تحكي ان الزعيم 

ترك رجالته تحرر خطيبته

وهو جالس يتفرج

ولو 

انا يللي راح احرر جوري

الان خبرني 

كم باقي وقت لحتى نوصل للسفينه

وبدي منك شغله 

هالكلب اللى خطف جوري

لازم اجعله عبره لاي مخلوق عالارض

يفكر انه يساوم نزار 


رد باسل بحماس :

ما تشيل هم يا زعيم

انت معك رجال ابضايات 

وراح نعطيه درس

واي حدا من وراه 

ما راح يسنوه بنوب

وهلا خلاص وصلنا 


ثم اشار باسل باصابعه باتجاه سفينه ضخمه تظهر في الافق !!!


--------------------ء


وفي خلال دقائق ...


كان اكثر من اربعون رجلا مسلحا ، قد استغلوا الظلام الدامس ، واستطاعوا التسلل برشاقه وخفه داخل السفينه ، يقودهم نزار بنفسه !!!


وما ان صعد الجميع سطح السفينه ، حتى اعتلى نزار منصه القياده ، وقد التقط احدى الرشاشات الاليه ، ثم اطلق دفعه من الطلقات الناريه في الهواء ، وقال صائحا في الكل :

انا الزعيم نزار الصباغ 

اللي فيكم ما بيعرفني 

فعلى الاكيد سمع فيني

انا ما بدي اذي اي حدا فيكم 

فلا تضطروني استخدم العنف

اذا بدكو توصلوا عالبر بامان 

بدي تجيبولي الدكتوره جوري 

ها لبنت بتكون خطيبتي

وفي كلاب خطفوها 

واحتجزوها بالسفينه معكم

اذا اجت جوري سليمه لعندي

راح اترككم بسلام 

وهلا معكم ٥ دقايق من الان

بعدها بأمر رجالي يرموا فيكم

واحد ورا التاني بالبحر 


ساد الهرج والمرج سطح السفينه ، وبدا كل العاملين في الركض بحثا عن جوري ، بما فيهم رجال نزار المسلحين 


وفي تلك اللحظه ...


كان الخاطف قد ادرك ان نزار قد خدعه ، ولم ينتظر حتى ترسو السفينه بالميناء ، ثم يقوم بتسليمه جوري واخد المكافأه الماليه ، كما كان الاتفاق بينهما


فهرع الى غرفه جوري المظلمه ، وقام بتوثيق فمها مجددا ، وهو يقول بكل ذعر :

الله يلعنك 

راح اموت بسببك

ياريت كنت سلمتك للشرطه

وما طمعت في مكافأه من نزار 


قال ذلك ، ثم احتمى بجسد جوري وقادها للخارج ، وهو يصوب فوهة سلاحه الناري الى رأسها ، ثم صاح بصوت هادر :

هاي جوري خطيبتك يا زعيم 

لو بدك ترجع لك حيه 

عطيني مكافأتي واتركني انزل بيها

عالمركب اللي جابتكم لهون

بس نوصل للشط 

راح اتركها لك سليمه 

جوات المركب وارحل 

شو رأيك

بها الحل ؟؟؟


وبسرعة البرق ، صوب كل رجال نزار فوهات اسلحتهم الناريه ، باتجاه الخاطف وجوري  

الا ان نزار رفع يده ، وبادرهم قائلا بصوت منفعل:

نزلوا سلاحكم 

وارموه كالارض 

ما بدي جوري تتأذى


وعلى الفور ، امتثل الرجال لاوامر زعيمهم نزار ، واخفضوا اسلحتهم ، ثم والقوا بها عالارض 


تبعهم نزار نفسه ، الذي القى سلاحه ، رفع كلتا يديه الى الاعلى ، ثم تقدم نحو الخاطف بحذر ، وهو يقول بنبره حاسمه :

لو بدك تخرج من هون حي

لازم تسمع كلامي 

انا جايلك اعزل

وراح انزل معك للمركب 

واعطيك المبلغ يللي طلبته 

حقيبه المصاري موجوده بالمركب

لكن بشرط 

انك تترك هالبنت حالا 

وتخبرني مين امرك 

تخطف جوري ؟؟؟


فكر الخاطف للحظات ، ووجد ان اقتراح نزار هو الافضل 


فعلى الاقل نزار اعزل ، وباستطاعته قياده القارب السريع ، وصولا للشاطيء


كما ان رجال نزار لن يجرؤا على ارتكاب اي حماقه ، فمن النستحيل ان يجازفوا بحياة زعيمهم !!!


سكت الخاطف قليلا ، ثم قال بحماس :

موافق يا زعيم 

راح اترك البنت واخدك انت

وبتنزل معي للمركب 

ولا تظلمني يا زعيم

انا ما سويت اي شيء 

لا خطف ولا يحزنون 

صفاء بنت صابر علوان 

هي من دبر موضوع الخطف 

انا كان دوري انه وقت نوصل طرطوس

اني اسلم البنت للجيش السوري!!!


تنهد نزار بعمق وقال :

والله راح ادفعك عمرك يا صفاء 

حتى تصيري عبره للكل 


ثم تقدم ببطء من الخاطف ، وهو يضع يديه فوق رأسه


وبسرعه وضع الخاطف فوهه سلاحه صوب رأس نزار ، ثم افلت جوري من قبضته ، لتهرول باتجاه باسل 


فصاح نزار بانفعال شديد :

جوووري 

طمنيني عنك

انتي بخير ؟؟؟

هالكلب مس شعرايه منك ؟؟؟


ردت جوري بذهول ورعب :

انا كنت بخير 

لحتى شفت وجهك الملعوووون 

رجاء ما تبلش تحسبها عليا بجميله 

الموووت على يد هالتعيس

اهون عندي من انه 

اعيش معك يا نزار


ابتلع نزار اهانه جوري له في صمت ، وقد تبدلت ملامحه الي كتله من الغضب 


الا انه تمالك نفسه ، وسار بهدوء بضع خطوات ، والخاطف يسير خلفه ، وكلاهما يراقب رجال نزار ، وقد انزاحوا جانبا ، ليفسحوا لهما الطريق ، وعلامات الغضب تعتلي ملامحهم جميعا ، الا ان باسل صاح مخاطبا نزار :

شو عم تسوي يا زعيم 

ما بيصير نتركك 

لحالك مع هالكلب 


رد نزار بكل حزم :

شو ما صار لا تتدخل يا باسل

اهم شيء عندي

انه جوري توصل سالمه 

لحد بيت ابوها

وما حدا يتعرض لها 


رد باسل باستسلام :

اوامرك زعيم 

راح نفديها بأرواحنا 


وفي لحظات ...


كان كلا من نزار والخاطف ، قد نزلوا الى القارب السريع


وما ان تأكد نزار من ان جوري بعيده عن مرمى طلقات سلاح الخاطف ، حتى باغته بالتفافه سريعه ، والتحم الخصمان في عراك عنيف 


فبادر باسل بالصياح في زملاءه :

خدو سلاحكم 

وانزلوا انقذوا الزعيم 

قبل ما هالكلب يقوصه 


وقبل ان يتمكن رجال نزار من النزول للقارب السريع ، كانت احدى طلقات سلاح الخاطف قد انطلقت لتغوص في امعاء نزار !!!


الذي سقط على الارض ، ليغرق جسده في بحر من الدماء !!!


في اعقاب تلك اللحظه ...

كان رجال نزار قد وصلوا للقارب ، وقد احاطوا بالخاطف ، وامطروه بوابل من الطلقات 

فسقط هو الاخر غارقا في دماءه !!!


------------------ء


في نفس الاثناء بالقاهره ...


كان روسيا قد استقل طائره خاصه وغادر مطار القاهره متجها الى سوريا ، وبصحبته سته من رجاله يتقدمهم ذراعه اليمنى زاهر 


ومن داخل الطائره الخاصه ...

التفت روسيا مخاطبا رفاقه بلهجه حازمه :

طبعا يا رجاله 

كلكم عارفين الوضع عامل 

ازاي دلوقتي في سوريا 

ربنا يسترها عليهم كلهم


قاطعه زاهر بكل ذهول :

خير يا روسيا

مالها سوريا 

ما تقلقنيش الله يكرمك


رد روسيا بضجر واضح :

طبعا يا زاهر انت نايم 

في ميه البطيخ الساقعه

ولا داري بقرصة دماغك

يا بني ادم 

سوريا فيها حرب اهليه 

والدنيا هناك مش مستقره

واحنا لو ما لحقناش نلقط جوري

وهي نازله من المركب 

فهيبقى صعب جدا اننا نلاقيها

لو دخلت البلد


رد زاهر بكل ثقه :

بعون الله هانجيبها من جوا المركب 

بس المنكش الحقيقي 

هو ازاي هنخرجها من المينا

وهي معهاش اي ورق 


رد روسيا بثقه :

ما تقلقش اول ما هننزل من الطياره 

هيكون "ابو عدنان" مجهز لنا كل حاجه 


تهللت اسارير زاهر وقال بحماس :

بقالي زمان ما شفتش ابو عدنان

ده راجل سندان بجد

من ايام ابوك الله يرحمه

وهو كان ظهرنا في الشام كله 


مال احد معاوني روسيا على اذن زاهر وقال هامسا :

مين ابو عدنان ده يا رياسه ؟؟؟


رد زاهر بكل وقار :

ده واحد من ايام زمن القتل الجميل

اشهر قناص في الشام كلها 

وعقبال ما تفرح بولادك كده يا رب

عنده مركز تدريب فوق النمره واحد

ياما طلع اجيال من القناصين المحترفين !!!


انتهى الحوار بان هبطت الطائره ، ونزل روسيا ورجاله بسرعه ، ليجدوا "ابو عدنان" ومعه بعض من رجاله في استقبالهم ، وقد علت وجهه ابو عدنان ابتسامه عريضه ، وقال وهو يصافح روسيا بحفواه :

نورت بلدك روسيا 

يا غالي ويا ابن الغالي

صار لك زمن ما طليت علينا

رد روسيا مبتسما :

والله مشاغل يا ابو عدنان

طمني عنك وعن صحتك 

وطمني عن الموضوع بتاعنا 

اتمنى تكون ظبطت لنا الدنيا زي ما اتفقنا


رد ابو عدنان وقد تلاشت ابتسامته ، واعتلى وجهه عبوس واضح :

الحمد لله انا بخير

لكن الاخبار اللي عندي ماهي زينه

البنت اللي انت جاي منشانها 

طلعت متهمه بجريمه قتل !!!

ومش هو ده المشكل الوحيد

ده طلع ليها قصه طويله مع نزار الصباغ 

وانت عارف نزار ما هو سهل 


تلقى روسيا تلك الاخبار ، وقد اعتراه ذهول حاد ، فانفجر صائحا :

جوري تقتل !!!

مستحيل طبعا 

اكيد في حاجه غلط

وايه علاقتها بالزفت اللي اسمه نزار !!!


رد ابو عدنان :

غالب الظن ان تهمه القتل من تلفيق نزار 

لاني عرفت انه كان بده يتزوجها وهي رفضته

المصيبه ان رجالتنا بالمينا شافوا نزار

واخد مركب ومعاه رجالته 

وطلع عالبحر من ساعتين 

واكيد انه رايح يخطف البنت نفسها 

اللي انت جاي لهون بسببها


رد روسيا بمراره واضحه :

احنا لازم نتحرك بسرعه 

ونلحق جوري قبل ما الزفت ده يمسكها


رتب ابو عدنان على كتف روسيا وقال بصوت مرتبك :

ما تأخذني يا روسيا 

لا انا ولا انت نقدر نواجه نزار ورجاله 

ما في داعي للتسرع 


هنا تدخل زاهر في الحوار وقال بكل حزم :

اعقل يا روسيا

احنا مش في مصر 

احنا كل اللي معانا خمس رجاله

وجايين عاملين حسابنا نعكش 

واحده في السالك منه ونرجع

مش جايين نحارب جيش مسلح

وانت عارف نزار اكتر مني 

عيل سماوي ونابه ازرق 


رد روسيا بانفعال :

انت بتقول ايه يا زاهر

انا مش هارجع مصر 

الا وجوري في ايدي 

فاهم ؟؟؟


رد زاهر بهدوء :

محدش قال اننا هنرجع ونسيبها

بس الموضوع محتاج لترتيب وتخطيط

مش فتحة صدر عالفاضي 

اقعد كده ركز 

وخلينا نفكر هنعمل ايه


استسلم روسيا لمطلب زاهر ، فهو يعلم في قرارة نفسه ، ان اي مواجهه مباشره مع نزار ، سوف تكلفه حياته وحياه كل من معه من الرجال 


الا انه قد تيقن في قرارة نفسه ان حياه صفاء وابوها ونزار نفسه في كفه !!!


وحياة جوري في الكفه الاخرى !!!


------------------------ء


نعود الي جوري ...

التي دخلت في نوبه هيستيريه من البكاء ، بعد ان شاهدت ذلك الاقتتال بين نزار وذلك الرجل المختطف 


فقد بات واضحا للجميع ان المختطف قد فارق الحياه ، بينما كان نزار يلفظ انفاسه الاخيره وسط دهشه وذهول من كل معاونيه 


قطع ذلك الذهول صيحات باسل المدويه وهو يخاطب اعوانه :

اتحركوا بسرعه يا رجال

لازم نوصل البر باقصى سرعه

ونوصل الزعيم لاقرب مستشفى 

هاتو البنت من السفينه

وحركوا المركب باقصى سرعه


وبسرعه شديده حمل احد الرجال جسد جوري على ظهره وعي تقاوم باستمامه ، ولكن دون جدوى 


ثم هبط بها الى القارب السريع ، وبتأهب الجميع للعوده الى سواحل طرطوس 


الا ان مفاجأه من العيار الثقيل قد حدثت !!!


(انتهت الحلقه السابعه)



رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الثامنه


نعود الي جوري ...

التي دخلت في نوبه هيستيريه من البكاء ، بعد ان شاهدت الاقتتال بين نزار وذلك الرجل المختطف 


فقد بات واضحا للجميع ان المختطف قد فارق الحياه متأثرا بجراحه ، بينما كان نزار لا يزال يلفظ انفاسه الاخيره ، وسط دهشه وذهول من كل معاونيه ، الذين تجمدوا في اماكنهم كقطع الشطرنج المبعثره ، وقد اربكهم ذلك المشهد الصادم !!!


قطع ذلك الجمود ، صوت صيحات باسل المدويه وهو يخاطب اعوانه :

اتحركوا بسرعه يا رجال

لازم نوصل عالبر باقصى سرعه

ونروح بالزعيم لاقرب مستشفى 

لا تنسوا اوامر نزار 

يلا جيبو البنت من السفينه

وحركوا المركب باقصى سرعه


وبسرعه شديده حمل احد الرجال جسد جوري على ظهره ، بينما هي تقاوم بإستماته ، ولكن دون جدوى 


ثم هبط الرجل بها الى القارب السريع ، وقد تأهب الجميع للعوده الى سواحل طرطوس 


الا ان مفاجأه من العيار الثقيل قد حدثت !!!


فقد هرولت جودي باتجاه جسد نزار الملقى على الارض ، وبدأت تتفحصه بعنايه ، ثم صاحت بصوت مرتعب وهي تتطلع الى حفنه الرجال الملتفين حولها :

ارجوكم ساعدوني 

ضروري نوقف هالنزيف بسرعه

انا طبيبه وبعرف كيف اتصرف بها الشغلات

ارجوكم جيبولي حقيبة المستلزمات الطبيه 

اكيد راح تلاقو هالحقيبه بالسفينه

كمان بدي سكين حامي وكحول 

او حتى قنينه خمر بسرعه


وللمره الثانيه تجمد كل الرجال في اماكنهم من الذهول ، فكيف لتلك الفتاه التي كانت تتمنى موت زعيمهم منذ دقائق معدوده 


ان تتحول فجأه ، الى شخص حريص على انقاذ حياته !!!


قطع حاجز الصمت ... صوت احد الرجال وهو يصيح في وجه جوري :

شو يضمن انك ما تكوني 

ناويه تغدري بالزعيم 

كلنا بنعرف شو سوى الزعيم فيكي

وانه عالاكيد بدك تنتقمي منه


ردت جوري وهي تضع كلتا يديها على موضع الرصاصه في بطن نزار لمنع تدفق النزيف ، وقالت بنبره حانيه تستعطفهم :

انا لو عن جد بدي انتقم من زعيمكم

كنت اترككم حتى تضيعوا الوقت 

ويتصفى دمه 

وانا واثقه انه راح يموووت 

قبل ما نوصل للمرسى


تدخل باسل في الحوار ، وقال امرا رجاله بكل حزم :

ما بدي اي حدا يجادل الان

بسرعه يلا اصعدوا السفينه

وهاتولي حقيبة الاسعافات

وكافة شيء طلبته الدكتوره 


وبالفعل صعد مجموعه من الرجال مجددا الى السفينه ، واحضروا حقيبه الاسعافات ، وكذلك السكين والخمر ، وبدات جوري في استخراج الرصاصه من امعاء نزار ، ثم تضميد جرحه ببراعه شديده 


تم ذلك بيمنا كان القارب السريع قد شق طريقه بالبحر صوب ميناء طرطوس ، وقد لاحت اضواء الميناء الكبيره في الافق


وبعد بضعه دقائق ...

تقدمت جوري من باسل وقالت بتوسل شديد :

الحمد لله

النزيف وقف

وحاله زعيمكم استقرت

وان شالله يوصل عالمشفى بسلام

لكن بترجاك استاذ باسل

لو في قلبك اي رحمه 

ساعدني ارجع مصر

لانه اذا دخلنا المينا الان

فاكيد الشرطه راح تعتقلني

انت بتعرف

انه انا متهمه بقضيه قثل 

واكيد معك خبر ان زعيمكم 

هو من لفق لي هالجريمه

الله ينتقم منه !!!


رد باسل بكل غضب :

ينتقم منه !!!

والله انك واحده مخبوله

من وين تدعي ربنا ينتقم من الزعيم

وانت توك انقذتي حياته !!!


تنهد باسل بغضب ، ثم استطرد قائلا :

راح اقولك شغله مهمه

لا انا ... ولا اي حدا من الرجال

يسترجي يكسر اوامر الزعيم 

وهو امر انه اوصلك

حتى باب دار اهلك سالمه

وما تشيلي هم الشرطه 


تنفست جوري الصعداء ، وقالت بارتياح:

عن جد بكون ممنونه لك 

وما تخلط الاوراق ببعض

انا انقذت حياة نزار 

لاني طبيبه

وهذا واجبي ودوري بالحياة

ما بقدر اشوف انسان محتاج مساعده

واتخلى عنه

حتى لو كان ابشع انسان بهالعالم


وفي غمار تلك المشاحنه ، بدأ نزار يستفيق ويتمتم بصعوبه :

جوري 

جوووري

وينها جوري 


هرع اليه باسل وقال بارتباك :

نحمد الله على سلامتك زعيم

جوري هون معنا

وما تعتل اي هم

راح اوصلها بنفسي 

لحد باب دار ابوها

كيف ما امرت

لكن هلا انت لازم تهدا وترتاح

باقي دقايق وبنكون بالمشفى 


حاول نزار ان يرفع رأسه ليرى جوري ، الا ان الالم والانهاك قد منعاه ، فقال بصوت واهن :

تعالي جوري

بدي احكيلك شغله

ارجوووك تعالي


اقتربت جوري من نزار بحذر ، وقالت باستياء :

الله يرضى عليك تعتقني 

لوجه الله

انا ما بطيق اشوفك 

او حتى اسمع صوتك


ولأول مره ... 

تلمع عيون نزار بالدموع ، وقد تحشرج صوته ، وهو يقول :

معك حق تكرهيني

ما فيني الومك 

لكن يشهد الله اني 

ما حبيت حدا بحياتي 

كيف ما حبيتك

وشغله اتهامك بجريمه القتل 

ما كنت انا سبب فيها 

هالقصه كانت من تدبير زوجتي 

وانا عالجت الموقف 

واظهرت برائتك

والمره الخبيثه خدت جزاءها


وفجأه سعل نزار بقوه ، فأسرعت جوري ووضعت يدها على فم نزار ، وقالت بتأثر :

طيب اهدا 

ما فيك تحكي الان 

والا الجرح راح ينزف 

وهالشيء خطر على حياتك


وما ان تلامس كف جوري مع شفاه نزار ، حتى استجمع الاخير ما تبقى له من قوه ، وامسك يد جوري ، ووضع قبله بداخل كف يدها ، ثم سقط مجددا في اغماءه مغشيا عليه !!!


فما كان من جوري الا ان سحبت يدها بكل حده ، وهي ترمق نزار بكل اشمئزاز ، وقالت باستياء بالغ :

اما انك حيوان 

وما عندك اي كرامه

الله يلعننك 


انتهى المشهد بأن عاد الجميع الى الميناء ، دون ان يعترضهم احد من افراد الشرطه 


فالكل يعلم عواقب اعتراض طريق نزار الصباغ ورجاله 


وذهب مجموعه من الرجال بنزار الى احد المراكز الطبيه الفاخره لتلقي العلاج 


بينما اطلق باسل في سيارته الفاخره ، وبصحبته جوري  صوب احد الاحياء الراقيه في دمشق 


وقد بدا القلق يدب في اوصال جوري ، فقد كانت سياره باسل تسير في عكس اتجاه منزل عائلتها !!!


وعلى الفور ، استجمعت جوري شجاعتها ، وقالت بنبره صارمه :

والله انه كان قلبي حاسس 

انكم مدبرين لي اشي ملعوب خبيث 

وانك ما راح تاخدني لعمد بيت اهلي


افلتت جوري حزام الامان في مقعدها ، وقالت بصراخ حاد :

اذا ما بتوقف هالسياره الان

انا راح ارمي حالي بالطريق

واللي يصير يصير


رمقها باسل باندهاش وصاح فيها ، بعد ان اغلق كل اقفال ابواب سيارته :

والله انك عن جد 

واحده بلا عقل

ولولا اوامر الزعيم 

لكنت رميتك بنفسي من السياره

شوفي يا غبيه

الزعيم الله ينجيه من اي شر 

امرني اشتري منزل مرتب لاهلك

وامر لهم براتب شهري 

ولولا كرم الزعيم 

لكان اهلك راحوا كلهم 

جوات البيت القديم

اللي انهدم وقت الحرب !!!


وقعت كلمات باسل على اذان جوري ، كالصاعقه المدويه ، وانخرست تماما 


فلم تنطق حرفا واحدا ، حتى وصلت الى ذلك المنزل الفخم ، واسقبلها اهلها بفرحه عارمه


وانغمس الجميع في طوفان من الاحضان والقبلات ، وقد اختلطت صيحاتهم وضحكاتهم بسيل عارم من دموع الفرح 


وانتهى المشهد ، بان انسحب باسل عائدا ليطمئن على حالة رفيقه نزار 


بينما كان هناك سوال واحد يدور في عقل جوري ... كيف تحول ذلك الشيطاااان المدعو نزار ، الى ملااااك حارس لها ولأسرتها !!!


وباتت جوري ليلتها بين احضان امها ، وهي في حاله يرثى لها من الحيره والاربتاك ، وقد برق في عقلها سؤال اخر 


هل هي بالفعل تتمنى الموت لنزار !!!

ام انها ترجو الله ان ينقذ حياته !!!


--------------------ء


وفي نفس الوقت بالقاهره 


كانت فاتن قد فقدت الامل في عودة جوري سالمه ، وبدات تشعر بذنب شديد 


حيث انفطر قلبها ، وظلت تلوم نفسها لانها خذلت جوري ، وتركت صديقتها المسكينه تواجه مصيرا مظلما 


فقد استسلمت فاتن لضغوط كل العاملين بالمطعم ، حيث اقنعوها بان تمتنع عن اخطار الشرطه بخطف جوري !!!


وقد ساهم اختفاء احمد في ازدياد توتر فاتن ، فقد علقت عليه امالا عريضه ، في ايجاد جوري ، واعادتها سالمه من قبضه المختطفين 


وظلت فاتن تفكر في طريقه امنه لانقاذ جوري ، دون ان تعرض مستر عبدالفتاح مدير المطعم للمسأله القانونيه ، او ان تتسبب في اغلاق المطعم ، وقطع ارزاق العاملين فيه 

فهي تعلم تماما ان الكل قد ساهم في التستر على جوري ، ومنحها فرصه للعمل والعيش في امان ، برغم انتهاء اقامتها بشكل شرعي داخل الاراضي المصريه !!!


وبعد تفكير عميق ...

اهتدت فاتن ، الى الحل السحري ، والذي يتلخص في شخص واحد فقط ... الرائد / فاروق الرفاعي ، فبرغم علمه بضرورة ترحيل جوري من مصر ، الا انه لم يتخذ ضدها اي اجراء قانوني 


وبالفعل ... 

مع الساعات الاولى من صباح اليوم التالي 

ذهبت فاتن الى قسم الشرطه ، والتقت بفاروق ، وقد دار بينهما الحوار التالي :


فاروق باندهاش :

خير يا فاتن

في اي حاجه جديده حصلت

في موضوع الراجل بتاع الفيديو 


ردت فاتن بارتباك :

لا يا فاروق باشا

مفيش اي حاجه حصلت

وانا جايه لك بسبب تاني خالص

واملي فيك بعد ربنا انك تساعدني


قطب فاروق حاجبيه ، وقال باهتمام واضح :

حصل ايه يا فاتن

قوليلي وانا اوعدك 

ان لو فر ايدي حاجه تعملها 

اكيد مش هتأخر

بالحق ... هي جوري صاحبتك فين

مجتش معامي ليه زي كل مره ؟؟؟


ردت فاتن بتأثر واضح :

هو ده الموضوع اللي انا 

جيالك بسببه يا باشا 

جوري اتخطفت !!!


هب فاروق واقفا ، وقال بارتباك :

اقعدي يا فاتن 

واحكيلي الموضوع بالراحه كده 

بكل تفاصيله 


وبالفعل ... 

جلست فاتن ، وقصت على الرائد/ فاروق كل ما حدث !!!


وبعد ان انتهت من سرد الواقعه بالكامل ، سكت فاروق قليلا ثم قال بصوت حماسي :

بصي يا فاتن

انا هأعمل المستحيل عشان ارجع جوري

بس عشان ده يحصل 

لازم تساعديني وتتعاوني معايا 

عشان نقبض على روسيا  !!!


ردت فاتن بتعجب بالغ :

هنقبض على روسيا ازاي يعني

يا باشا اللي خطفوا جوري 

دول مصريين زينا 

مكنش فيهم اي حد روسي 


قاطعها فاروق ، بضجر واضح :

يا بنتي انا مش عاوز غباء 

روسيا ده اسم مجرم خطير جدا 

وانا واثق انه ورا خطف صاحبتك جوري 

هو مفهمكم انه سواق تاكسي

واسمه ... احمد !!!


اقشعر بدن فاتن ، وارتجفت ساقيها وهؤ تقول بذعر :

انا قلبي كان حاسس ان الواد ده 

وراه مصيبه

من ساعة ما شفته وانا ما ارتحتلوش


ابتسم فاروق ، ولمعت عيناه وهو يقول :

انا هاقولك على خطه 

لو نفذتيها با فاتن

فانا اضمن لك 

ان جوري هترجع باذن الله 

وان الحيوان اللي اسمه روسيا

هيتحاكم على كل جرايمه 


وانتهى الحوار ، بأن شرح فاروق لفاتن كل تفاصيل خطته الماكره ، للايقاع بروسيا 


و على الفور ... شرعت فاتن بتنفيذ اولى خطوات تلك الخطه الجهنميه !!!


والتي كانت ستؤدي لا محاله ، الى إعدام روسيا شنقاااا

---------------------ء


وفي نفس التوقيت بدمشق 

من داخل غرفة الرعايه المركزه في المستشفى التي يرقد بها نزار


بدأ نزار يستعيد وعيه بصعوبه ، ويتفقد المكلن من حوله ، وهو يقول بصوت مبحوح :

باسل 

باااسل

وينك باسل 


جاءه رد بلهجه حاده :

اهدا يا نزار 

الانفعال مش كويس عليك


حاول نزار ان يتطلع الى وجه المتحدث ، وهو يقول بنفس الصوت الواهن :

مين انت 

وشو بتعمل بغرفتي 

ووينه باسل 

اقترب المتحدث من اذن نزار وقال بصوت اكثر حده :

باسل هو وباقي المقاطيع بتوعك

بياكلوا رز مع الملايكه بره 


في تلك اللحظه ، كان عقل نزار قد بدا في استيعاب الموقف ، وتذكر ملامح وصوت ذلك المتحدث ، وقال باندهاش واضح :

شو اللي رماك علينا 

يا .... روسيا 


تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع