رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم سولييه نصار كامله
رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم سولييه نصار كامله
(وسقط القناع)
كم تبدو جميلة عينيكِ كلما أنظر إليهما أغرق ولا سبيل للنجاه!
……….
-أنت مش هتاخد هنا من هنا !!!
قالها مراد بقوة وهو ينظر لعلاء….اشتعلت النيران بعيني علاء وصرخ به؛
-وأنت مالك …أنت مش طلقتها ؟ مالك بيها بقا سيبها في حالها !!
ثم وجه كلامه لابنته وقال :
-يالا يا بنت نمشي من هنا …تخلص بس عدتك وهجوزك ويوروني ازاي حد ممكن يمنعني …
وكاد بالفعل ان يذهب إلا أن مراد عاد ووقف في وجهه وفي عينيه إصرار غريب وقال:
-استاذ علاء قولتلك لا هنا ولا ابنها هيخرجوا من هنا !!!
-أنت بأي حق تتحكم في بنتي …انت مش طلقتها خلاص ؟!ولا غيرت رأيك وعايز تردها ؟!
نظرت هنا الى مراد بلهفة …تمنت أن يكون جوابه نعم …تمنت أن يسحبها من يد والدها ويحميها. ..تمنت أن يعود إليها ويخبرها أن طلاقه لها كان أكبر خطأ ارتكبه بحياته …ولكن مراد نسف آمالها عندما قال:
-انا صحيح طلقت هنا …بس هي أرملة اخويا وابنها ابن اخويا وهتعيش في بيت اخويا معززة مكرمة وانا اللي هتولى مصاريفها أنا وابويا …
طفرت الدموع من عيني هنا ونظرت إلى الأرض وهي تشعر بالإختناق …لماذا يدافع عنها إذا كان لا يحبها ….ولكن ربما هو يحبها ولم يدرك الأمر حتى الآن …
-انا بضيع وقتي معاك!!!بنتي هتخرج من هنا وريني ازاي هتمنعني …
ابتسم مراد في وجهه وقال بإستفزاز:
-هو أنا بصراحة اقدر امنعك يا عمي …يعني مثلا بنتك دي تشهد انك كنت بتضربها …والعلامات اللي على كتفها دليل على كده
بهت وجه علاء قليلا ليكمل مراد بإبتسامة شريرة :
-متنساش اني محامي وفي جلستين بس اجبلك حكم محصلش …ايه رايك ؟!
-أنت بتهددني؟!!
صرخ علاء بوجهه ليهز مراد رأسه ويقول:
-بالضبط …أنا بهددك وبقولك هنا مش هتطلع من هنا …كفاية بقا اللي عملته في بنتك اتقي الله هتتسأل عليها دي …من النهاردة محدش هيجبرها على حاجة …هي الوحيدة اللي هتقرر حياتها هتمشي ازاي …وبالنسبة لمصاريفها هي وابنها متقلقش أنت مش هتشيل مليم …عمر لحد ما يكبر هتبقي مصاريفه عليا أنا وجده …
-الموضوع مش هيخلص هنا يا مراد !!
قالها علاء بخشونة فرد مراد:
-لا يا عمي الموضوع انتهى هنا …تقدر في اي وقت تيجي وتشوف بنتك وهي في اي وقت لا حبت تزوركم براحتها ..لكن هنا وابنها هيفضلوا هنا
ابتسم علاء بسخرية وقال:
-وأنت برضه هتفضل هنا في نفس البيت !!قولي بقا ازاي هتعيش في نفس البيت اللي طليقتك فيه ؟!
-لا انا اخدت بيت تاني ونقلت من هنا يعني أمان متخافش …هنا هتفضل مع حماتها وحماها محدش هيزعجها انا اضمنلك كده …وده وعد مني !
……………
في بيت سالم ….
-ابعد عني يا سالم أنا مش بكلمك !!
قالتها حنان بضيق وهي تبعده عنها ثم أمسكت طبق الفاكهة الخاصة بها وبدأت بأكله…تنهد.سالم وقال:
-برضه مش عايزة تكلميني ؟!
وضعت كفها على بطنها المنتفخ وقالت؛
-ما انت اللي رافض تكتب البيت بإسم أم ابنك يا سالم …خلاص عرفت معزتي.عندك….طلب بسيط طلبته مش قادر تنفذه ..
ابتسم وهو ينحني ويقبل بطنها وقال بعشق:
-وانا مقدرش ارفض طلب ام ابني…
ثم أكمل وهو يسحب حقيبة كبيرة نسبيا وأخرج بضعة اوراق وقال:
-البيت بقا بإسمك يا حبيبتي …
أمسكت الورق ونظرت إليه بعينين متسعة وقالت :
-يا حبيبي يا سالم بحبك اووي….
ثم ضمته بقوة وهي تقبله على جميع أنحاء وجهه
………..
أمام المدرسة التي تجري بها منار المقابلة …
كان يقف مراد ينتظرها بإبتسامة جميلة على ثغره …فبعد أن أوصل شقيقه وزوجته للمحطة قرر أن يأتي ويرى ماذا ستفعل ….
فجأة انتبه وهي تخرج من المدرسة …كانت ترتدي ملابس رسمية تليق عليها كثيرا…سترة سوداء طويلة وبنطال اسود وحجاب باللون الأحمر …كانت تبدو رائعة الجمال بشكل سلب لبه…عندما اكتشف أنه يحبها أصبح يتفرس كثيرا في ملامحها ويعترف أنها اجمل امرأة في الوجود ..
اقترب منها مبتسما وقال:
-ها عملتي ايه ؟!
-كويس …قالوا هيتصلوا بيا ..بس باين كده هتقبل…
شد على كفها بلطف وقال:
-مبروك يا حبيبي مقدما …وبالمناسبة الحلوة دي هنروح ناخد الاولاد من الحضانة ونحتفل ايه رايك ؟!
ابتسمت وهزت رأسها ليسحبها خلفه ويدخلها سيارته ثم يركب بجوارها وهو يساعدها في وضع الحزام وقبل أن يبتعد اخيرا وضع قبلة على وجنتها …
-مراد عيب اللي بتعمله !!
قالتها بإرتباك وهي تضع كفها على وجنتها بينها اللون الأحمر يلون وجهها ليبتسم لها مراد بحب وينطلق بها !!
……….
مر شهر ….
والوضع لم يتغير كثيراً بين مراد ومنار …مراد ما زال يحارب لاستعادتها …يفعل كل شئ لكى ترضى عنه…يجلب لها الازهار …يخبرها أنه يحبها بمئات الطرق ….يدللها …ولن تنكر الأمر أنها سعيدة …تشعر وكأنه يداوي أنوثتها المجروحة على يده …وحتى أنها استقرت في عملها الجديد بالمدرسة وكان هو أول داعم لها …لم تعد تذهب لمنزل حماها رغم اتصالات حماتها الكثيرة وطلبها المستمر ان تأتي وتراها ولكن منار كانت ترفض بإصرار فقط زوجها وبناتها من يذهبون ورغم أن مراد طلب منها كثيرا أن تأتي ولكنها كانت ترفض وهو لم يضغط عليها …ورفضها بسبب وجود هنا هناك…هي لم تتجاوز الأمر بعد.!!..وهذا هو السبب أنها لم تسامح مراد حتى الآن …تعذبه ..نعم هي تعترف بهذا …كلما حاول الاقتراب منها تبعده بإصرار ولكنه بالفعل يصبر عليها …لا يضغط عليها كثيراً..ولكن إلى متى سوف يصبر …ومتى هي سوف تنسى …هي حقا لا تعرف !!
……………
في منزل عائلة المنصوري ….
في الشقة التي تمكث بها هنا …
جاءت والدتها لكي تزورها أخيرا بعد أن سمح لها زوجها بالخروج والذهاب إليها أخيراً…فعلاء ما زال غاضبا بسبب تهديد مراد له ….
……
-ابوكي هيتجنن يا بت يا هنا …عايزاه هيفرقع كده …لو بإيده هيقتل مراد عشان منعه ما ياخدك…
قالتها والدة هنا وهي تشرب كوب العصير …
ابتسمت هنا بحالمية لتكمل والدتها :
-بيحاول يشوف اي طريقة يخرجك بيها من البيت ده …بصراحة مش عارفة ابوكي ده بيفكر في ايه ؟!تفكيره غريب ..بس الحمدلله مراد وقف جمبك يا هنا ..رحمك من ابوكي واللي بيعمله …كتر خيره …صحيح مضايقة أنه طلقك…بس على الاقل لاقية حد يصرف عليكي أنتِ وابنك …خليكي هنا يا هنا مترجعيش البيت تاني …اهربي.من ابوكي وجبروته…ياريتني أنا أقدر اهرب بس للاسف مليش مكان تاني …ومش مهم الجواز يعني اللي اتجوزوا اخدوا ايه …عيشي لبيتك وابنك وسيبك من موضوع الجواز ده وطلعي مراد من دماغك…خلاص هو اللي اختار ..
-بيحبني …مراد بيحبني يا ماما مبيحبش منار !
قالتها هنا بإبتسامة حالمة ….كانت السعادة تزين وجهها وتشعر أنها تطفو فوق سحابة وردية …مشاعر عنيفة تعصف بها …مشاعر لم تختبرها من قبل وقد عرفت أن حبها المزعوم لعلي كان مجرد هراء!!
عبست والدتها وقالت:
-بتقولي ايه يا بت ؟!الراجل طلقك وراح لمراته عشان متشوفكيش تاني وتسامحه اخدها بعيد وعاش معاها…حتى لما بيجي هنا أنتِ بنفسك بتقولي أنه مبيقعدش في نفس المكان اللي انتِ قاعدة فيه …يبقى بيحبك ازاي بقا ؟!!
هزت هنا كتفها ببساطة وقالت:
-ورغم ده كله بيحبني يا ماما …مراد بيحبني أنا مش منار …بس هو لحد دلوقتي مش فاهم مشاعره …مش عايز يواجهها…لو مكانش بيحبني مكانش وقف في وش ابويا عشاني…لكن هو بيحبني …
لمعت عينيها بشكل غريب وقالت:
-لو اختفت منار من حياتنا هيرجعلي اكيد …وهيعرف أنه عمره ما حبها !!!!
…………
-أنتِ اتجننتي يا حنان بتعملي ايه ؟!
صرخ سالم بوجهها وهي تمسك هاتفه وتلقيه على الأرض فتحطمه …
صرخت حنان بوجهه وقالت:
-ده اللي هيحصل لما اشوفك بتكلم واحدة تانية وتخونني …
-أنتِ غبية اخون مين ؟!دي مريضة عندي في العيادة وعندها واحد وخمسين سنة …مدام رنا أنتِ عارفاها …دي قد امي…
-والله يا حبيبي ميهنيش …متكلمهاش تاني ومتتعاملش مع ستات تاني …والا تطلقني…
-أنتِ مجنونة يا حنان صح ؟!أنا طول عمري بتعامل مع ستات ..عشان أنا دكتور تجميل !!!عايزاني اتعامل مع مين يعني ..
-غير تخصصك !!
قالتها ببرود فقال وهو يبتعد عنها:
-أنتِ اكيد جرا لعقلك حاجة …ربنا يشفيكي …
ثم ابتعد ليذهب الا انها أوقفته وقالت:
-يبقى خلاص تطلقني وتطلع من بيتي …
نظر إليها بصدمة فقالت بقوة :
-القوانين هنا قوانيني…أما تعمل اللي أنا عايزة …أو تمشي من بيتي ومشوفش وشك تاني !!!
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة والعشرون
الفصل السابع والعشرون (طلب مغفرة)
يقتلونك ثم يطلبون الغفران !
……
-أنتِ بتقولي ايه يا حنان؟!
قالها سالم بصدمة وهو ينظر إلى القسوة بعينيها …لم يرى تلك القسوة من قبل …ام.كانت موجودة ولكنه كان اعمى …فضل الا يراها …فضل ان ينكر حقيقتها لانه فقط يحبها …هل يفعل العشق هذا بالرجل ؟!هل يجعله أعمى عديم التمييز !!!!
-بقولك اللي هيحصل …ده بيتي يا سالم لو منفذتش اللي أنا عايزاه يبقى تمشي براه …وكده كده انت دكتور فاشل زباينك.مش كتير فمش هتخسر كتير يعني…..
-هو تحكم وخلاص يا حنان ولا ايه وبعدين ده بيتي وانا كتبته بإسمك …عايزاني اسيب شغلي …طيب هنعيش من فين ؟!
-قولتلك قبل كده ابن خالي هيشوفلك شغل في شركته …انت عارف انه معاه شركة أدوية اللهم بارك وممكن يشوفلك حاجة معاه …
تجمدت ملامح سالم وقال:
-ابن خالك اللي كان خطيبك قبل كده …عايزاني اشتغل معاه؟!وانا دكتور ومعايا عيادتي وحتى لو مش شغالة كويس بس مدبرين حالنا الحمدلله ..
-هو ده اللي عندي يا سالم ..أنا مش هستحمل كل شوية أني اشوف ست. بتكلمك…أنا بغير …
اقترب منها وقال:
-لا دي مش غيرة …ده تملك …أنتِ عايزة تتملكيني يا حنان …صعبان عليكي اني منفذش حاجة أنتِ امرتي.بيها عشان اتعودتي على كده !!…بس لا أنا المرة دي مش هسمع كلامك يا حنان …المرة دي انا عرفت حقيقتك …طلعتي إنسانة بشعة…أنا بسببك خسرت اختي …اختي اللي اتخليت عنها بكل سهولة …وده بسببك …حبي ليكي كان عاميني…بس انا عرفت دلوقتي انك جميلة من برا بس …لكن من جوا أنتِ ابشع إنسانة أنا شوفتها في حياتي …
-اطلع برا بيتي وطلقني يا سالم والا انا هخلعك فاهم …
-أنتِ طالق يا حنان …بس الموضوع مخلصش هنا …لما تولدي ابني هعمل المستحيل عشان اخده منك واحرق قلبك عليه !!
…
ثم.خرج من المنزل وهو يكتم دموعه بشق الأنفس …لم يصدق أنه تعرض لتلك الخيانة البشعة …من المرأة التي احبها أكثر من أي شئ!!
…………
وصل لعيادته وهو يشعر بالقهر….
ولج إليها وقرر أن ينام هنا اليوم ثم في الصباح يقرر ماذا يفعل ….
….
تسطح على الأريكة الجلدية وعقله لا يتوقف عن التفكير ….لقد خسر منزله…زوجته وشقيقته …شقيقته منار التي فعلت الكثير من أجله …وقفت بجواره في احلك ظروفه……أغمض عينيه والدموع تنساب على وجنته …ماذا يفعل ؟!حتى من عمله لا يجني أموال كثيرة… أوضاعه المادية سيئة…لقد ظن أنه عندما يفتتح العيادة ظروفه المادية سوف تتحسن ولكن لم يحالفه الحظ رغم الدعايا وشغله الجاد ولكن حظه كان سئ للغاية لقد فعل الكثير لإنشاء عيادة خاصة به…صرف جميع الأموال التي كان يدخرها للمستقبل أملا في أن تتحسن أحواله ولكن لم يحدث هذا …وظلت زوجته تتهمه بالفشل…لم يكن يمتلك الا المنزل الذي كتبه بإسمها الآن وتلك العيادة التي لا يربح منها إلا الفواتير…
أغمض عينيه بتعب وهو يعترف أن كل هذا ذنب شقيقته …لقد خذلها وهذا ما ناله !!
………….
في منزل هنا …
كانت تمسك صورة مراد وتتلمسها برفق وتقول:
-فاكر اني هسيبك …انت الوحيد اللي عاملتني كأني انسانة …أنا بحبك اووي يا مراد …بحبك اووي …وانت كمان بتحبني …اصبر بس وهنبقى سوا يا حبيبي …
ثم قبلت صورته وهي تضمه إلى صدرها بحب
………….
في منزل مراد ومنار …
كان مراد يضع عصابة على عينيه وهو يقول :
-فينكم همسككم يعني همسككم …
ضحكتا الفتاتين وهو يقفان خلفه ويلمسان ساقه وما أن يستدير حتى يذهبا للناحية المقابلة وضحكاتهما الرقيقة تزين المنزل …
كانت منار تراقبهم وهي تضحك بقوة …كانت سعيدة للغاية وهي ترى السعادة على وجه أطفالها …ترى العائلة التي طالما حلمت بها…اب محب وأطفال يسلبون العقل وزوج داعم لها …تجهمت فجأة وهي تقر أن هناك شئ ناقص …قلبها لم يشفى بعد ..تشعر أن الشرخ بقلبها لم يلتئم بعد …صحيح بعد ما فعله شعرت أن الألم خفت قليلا ولكن ما زال موجودا….الالم لا يغادرها وكلما تختلي بنفسها تنهشها الأفكار السلبية وتجعلها تشعر بالإختناق ….
شهقت فجأة وقد خرجت من شرودها بالقوة عندما شعرت بذراعين قويتين تحاصرانها ….
-بابا مسك ماما …
قالتها ملك وهي تضحك …
أزاح مراد العصابة عن عينيه وهو ما زال ممسكا منار باليد الآخرى …
نظر إليها مبتسما وقال:
-خسرتي …
ارتبكت وهي ترى بعينيه تلك النظرات الغريبة فابتعدت عنه وضجيج قلبها يصم أذنيها …
ازدادت ابتسامة مراد وهو يرى خجلها الواضع.ثم مد لها الشال وقال:
-دورك يالا…
……..
بعد ساعة من اللعب …
ناما الفتاتين من الارهاق ولكن السعادة كانت واضحة على وجههما ….
ادخلهما مراد للغرفة الخاصة بهما …
وكادت أن تذهب منار أيضا لتنام ولكن مراد أمسك كفها وقال:
-لسه الوقت بدري تعالي نتفرج على فيلم ..
هزت رأسها ليشرق وجهه بإبتسامة سعيدة ويقول:
-طيب يالا شوفي أنتِ حابة تتفرجي على ايه وانا هعمل الفشار بالطريقة اللي بتحبيها..
ثم ذهب إلى المطبخ لتفتح هي التلفاز وتبحث عن شئ لتشاهده ….
…..
بعد دقائق …
كان قد خرج وهو يحمل طبق كبير مملوء بالفشار المتبل بينما هى جالسة تشاهد التلفاز …
-حظي حلو ..لقيت الفيلم اللي بحبه ولسه في أوله…
نظر مراد الى التلفاز وقال:
-آه الشموع السوداء …عارفك بتحبيه اووي …
جلس بجوارها وهو يعطيها الطبق ويقول وهو عابس:
-انا فاكر اني كنت بغير من صالح سليم من كتر ما بتتكلمي عن شخصيته في الفيلم ده ..
هزت كتفها وقال:
-بصراحة شخصيته تجنن اووي…بحسه خارج من الروايات ..كاريزما جبارة …
-كلمة مدح تانية فيه وهطفي التلفزيون ومش هنتفرج ..
قالها مراد بضيق لتضحك منار بنعومة وهي تتابع الفيلم بشغف …فهي رغم أنها رأته عدة مرات ولكن تشاهده كل مرة وكأنه المرة الأولى ….
بينما مراد لم يهتم بالفيلم من الأساس ولم ينظر إليه …كانت نظراته متعلقة بها …بكل تفاصيلها…عينيها التي تتألقان بشكل محبب …تلك العينين الذي أصبح أسيرهما….ضحكاتها الرائعة …كل شئ بها يأسره …يكبله …كيف ظن أنه احب غيرها….لابد أنه جن….
نظرت إليه منار فجأة وارتبكت وهي تراه ينظر إليها بتلك الطريقة …رفع مراد كفه ولمس وجنتها وهو يقترب منها وقبل أن تعترض كتم هو كل اعتراضاتها بقبلته اللطيفة ….قبلة جعلت كل حصونها تهوى على الأرض …ولكن فجأة انتفضت وهي تنهض وتقول بإرتباك :
-انا رايحة انام…
ثم ركضت الى الغرفة مسرعة بينما ظل ينظر إلى أثرها بحزن ….
ولكن بعد لحظات نهض من الأريكة بذهول وهو يراها تقترب منه وقبل أن يتكلم كانت تقترب منه وتقبله !!….
لم يفوت تلك الفرصة وبادلها على الفور وهو يضع ذراعيه حول خصرها ويحملها إلى غرفتهما…
….
في الغرفة
أوقفها هو في المنتصف ثم بدأت قبلاته تزداد جراءة كجراءة يديه التي بدأت تتلاعب بفستانها المنزلي ..تجمدت فجأة وانهمرت دموعها على وجنتيها وهي تراه يتمادى …كانت غير مستعدة للأمر …لذلك بكل ما تملك من قوة أبعدته وهي تقول بهلع:
-لا ….لا ….
كان يتنفس بعنف وهو ينظر إليها مصدوما …ماذا حدث …لقد ظن أنها اخيرا غفرت له …
توسعت عينيه وهو يرى بكاؤها يتزايد …اقترب منها وهو يعانق وجهها بهلع ويقول:
-فيه ايه ؟!مالك يا حبيبتي …
شهقت بالبكاء وقالت بعذاب :
-مش قادرة انسى يا مراد …مش قادرة …حاسة أن لسه فيه حاجة واقفة بيننا…أنا عايزة انسى …عايزة اعيش حياتي كلها معاك ومع بناتنا بس لما بفتكر انك لمست غيري بتخنق…أنا حاسة أن هنا لسه بيننا …أنا تعبانة اووي …حاسة اني هموت …
-ششش بعيد الشر عليكي …
قالها وهو يمسح دموعها ثم ضمها إليه برفق وهو يقبل رأسها وقال:
-مفيش مشكلة خدي وقتك عشان تنسي وانا هساعدك …
ولم يزد حرفاً إذ أن الدموع المتجمعة بعينيه جعلته عاجز عن الكلام …كم خسر هو !!!
………..
في اليوم التالي …..
خرجت منار مبكرا وقررت انتظار مراد والبنات بسيارته ….لقد بكت طوال الليل بالأمس ومراد لم يتركها…ظل يضمها وهو يحاول تهدئتها حتى نامت …وهو من جهز الاطفال اليوم …
فجأة تجمدت وهي ترى سالم أمامها …
-أنت !!!
قالتها بصدمة ليقترب سالم ويقول :
-منار …أنا جاي اطلب منك تسامحيني …أنا والله ندمت على اللي عملته واخدت جزاتي …
كانت تنظر إليه بصدمة وتقول:
-عايزني اسامحك…وبالسهولة دي ؟!
-وفيها ايه يعني ؟؛انتِ سامحتي مراد اهو !!
-أنت جريمتك في حقي اكبر من جريمة مراد يا سالم …انت خدلتني واحنا دم واحد….
قالتها منار وهي تنظر إليه …الدموع محتشدة بعينيها وهي تنظر إليه …الألم في قلبها كان أكبر مما قد تتحمله …
كان سالم مطرقا برأسه وهو يقول :
-اسف …اسف …
هزت رأسها وقالت بإنفعال :
-آسف …ايه الكلمة التافهة دي …تموتوني بالحيا وترجعوا تقولوا اسفين …انتوا ليه متخيلين أن الكلمة دي هتداوي.جروحي ؟!…انت عارف انت عملت ايه …انت وصلت لعيلة جوزي اني مليش سند. ..أنهم ممكن يعملوا اي حاجة فيا وانت مش هتتدخل ولا كأنك اخويا …وكل ده عشان مراتك ..مراتك كانت ممشياك كويس يا سالم لدرجة اني كنت مرمية على الأرض وممكن أكون ميتة مهانش عليك ترفعني وتوديني المستشفي استنيت جوزي لما يجي عشان يوديني …
طفرت دموع سالم بندم وقال:
-سامحيني يا منار…
-اسامحك على ايه. .اسامحك على ايه ؟!
صرخت به ثم أكملت :
-أحنا دم واحد يالا …احنا اخوات …مكانش لينا الا بعض …ده انا اتنازلت ليك عن حقي في البيت من غير ما افكر مرتين …قولت ده اخويا …ده سندي وفي الاخر تعمل فيا كده ؟!…ده انت كنت الأهم في حياتي يا سالم وبعدين يجي الباقي….مراد نفسه كان بيقولي سالم عندك اغلى مني …تقوم تعمل فيا كده ….تعمل في دمك كده يا سالم …روح ..روح الله يصلح حالك …للاسف مش قادرة اكرهك عشان انت اخويا …بس صعب اسامحك يا سالم …صعب انسى ان سندي كان بيشوفني بقع ومفكرش يمسك ايدي حتى …روح يا سالم ..روح …مش عايزة اشوف وشك تاني !!!
يتبع…
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا