روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لروايه ومقبل علي
الصعيد الفصل السابع والثامن للكاتبه رانيا الخولي
روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لروايه ومقبل علي
الصعيد الفصل السابع والثامن للكاتبه رانيا الخولي
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل السابع ❈-❈-❈ _ انت بتقول ايه يابوي؟ انا مستحيل افواق على الجوازة دي. قالها حسين بغضب عندما اخبره كامل بموافقته فيرد عليه بغضب أشد _ خلاص روح أقف قدام النچايمة وقول الكلام ده خليهم يطخوك عيارين وأخلص منيك ضغط على اسانه بحقد واولاه ظهره متمتمًا باحتدام _ انت معايا ولا معاهم دنى منه ليقف أمامه واجاب بحنق _ انا اكتر واحد رافض الجوازة دي بس قبلتها لاجل ما اخلص من التار ده بعد عملتك اللي كانت هتضيعنا احمد ربنا إننا لقينا اللي ينجدنا من المصيبة دي واقنع النجايمة. _ خلاص خليني اسافر انا مش هقدر اقعد في البلد واشوفها بتروح لغيري ضيق عينيه مندهشًا وسأله بحدة _ يعني ايه؟ عايز تهمل البلد وتهملنا؟ رد بإصرار _ ياترفض الجوازة دي، ياإما تسيبني اهمل البلد وامشي منيها. دخلت آسيا على صوتهم ليلتزم كلاهما الصمت وسألتهم بقلق وهي تتقدم منهم _ في ايه؟ صوتكم عالي ليه؟ هتف كامل بحنق _ شوفي المحروس ابنك عايز يهمل البلد قطبت جبينها بعدم فهم وسألته _ تهملها كيف يعني؟ اشاح بوجهه بعيدًا عنها _ زي الناس، ومحدش يقف قصادي في الموضوع ده. انهى حديثه ثم خرج من الغرفة نظرت آسيا إلى كامل وسألته بحدة _ عاجبك اكدة؟ _ لا معجبنيش عايزة ايه انتي كمان؟ _ يعني هتسيبه ينفذ اللي في دماغه ويسافر جلس على المقعد بتعب وتمتم بلهجة حادة _ عايزاني اعمل ايه؟ سيبيه يسافر ولما يهدى هيرجع من نفسه. اندهشت من الامبالاه التي يتحدث بها وصاحت به _ ويهون عليك؟ اكد لها وقد بلغ الغضب مبلغه وهتف معنفًا _ زي ما هانت عليا بنتي من قبل وسيبتك تكرهيها في عيشتها لحد ما هملتنا وهربت وجات على دماغك في الاخر، اللي احنا فيه ده بسببك انتي طلعتيه عيل مش شايل هم شئ يقع في مصيبة ويرجي علينا نخرجه منها، حتى المرة غلط ومش عايز يشيل نتيجة غلطه، بس المرة دي مفيهاش لعب دي ناس مبترحمش واحنا مش قدهم انهى حديثه وتركها صافقًا الباب خلفه بعنف وقد زاد حقدها على تلك الفتاة منتوية العثور عليها بأي طريقة ❈-❈-❈ في الصباح لم تذق ليلى طعم النوم تلك الليلة وظلت ساهدة تفكر في كلمته التي دمرتها، كيف استطاع التفوه بها بعد وقفتها بجواره يعلم جيدًا بأنها ما فعلت ذلك إلا لأجله طرق الباب ودلفت سارة التي ابتسمت لها بحب _ صباح الورد يا ليلى. بادلتها ليلى الابتسام وردت بهدوء _ صباح النور جلست سارة بجوارها على الفراش لتتدثر بجانبها _ شكلك منمتيش أومأت لها ليلى بصمت فتابعت سارة بتأثر _ انا عارفة انك مجروحة من أمجد بسبب اللي حصل بس بصراحة هو غصب عنه عقدت ليلى حاجبيها بدهشة فتابعت _ اه غصب عنه وياريت تسبيني اكون مرايتك اللي تعرفك اخطاءك بصراحة انتي زودتيها معاه، أمجد راجل عايز يحس انه رقم واحد في حياة مراتك، وأي الراجل يحس إن مراته عندها اولويات غيره صدقيني بتجرحه أوي وخصوصاً لو كانت شغل وانتي بتقوليها له صريحة، ده شغلي ومش هتخلى عنه بدأ يحس أنه لو اتحط في مقارنة هتختاري شغلك ودي حاجة تجرح رجولته بلاش تدمري الحب اللي بينكم عشان عناد هزت ليلى رأسها بنفي _ بس انا مش بعاند _ لا بقى عناد ياليلى سواء منك أو منه، وبكدة انتوا بنيته اول طوبة في حاجز هيدمر حبكم. ظهر العناد في تلك اللحظة وهي تقاطعها _هو اللي بنى الطوبة دي مش أنا، الطوبة اتبنت لما عايرني بوقفتي معاه قاطعتها سارة _ وردك ده أكبر دليل إنك بتشاركي معاه شوفي ياليلى هكون اكتر صراحة معاكي إنتي غلطتي من البداية بعلاقتك بيه غلطتي لما مشيتي ورا مشاعرك ونسيتي ان دينك وعاداتك تمنع ده أنكرت ليلى رغم علمها بخطأها _ بس انا متعدتش حدودي ومغلطتش _ لأ غلطتي. غلطتي في حبك ليه، وغلطتي لما كل وقتك كنتي بتقضيه معاه في اوضة واحدة لوحدكم ومقفول عليكم باب حتى لو بصفتك دكتور ده اسمه خلوة ودينا وعادتنا تمنع ده غلطتي أكتر لما سافرتي معاه وده كان الغلط الأكبر اه انتي سافرتي بصفتك دكتورة بس انتي عارفة كويس إنك مسافرة عشانه للأسف ياليلى علاقتكم بدأت بمعصية واللي بيحصل بينكم ده ضريبة مش أكتر عارفة أن كلامي قاسي أوي عليكي بس انا مش عايزاكي تهدي اللي عملتيه عشانه، أمجد انسان كويس وبيحبك بلاش تخسرية تعلم جيدًا أنها محقة في كل كلمة نطقت بها، هي اخطأت من البداية وتجني الآن ما اقترفته في حق نفسها _ انا عارفة كل ده كويس وبجد ندمت عليه، بس برضه انا مش هنسى كلمته دي وارجعله بسهولة _ انا مقولتش ارجعي بسهولة، لأ طبعًا لازم تعاقبيه بس بدون تجريح عاتبي لكن بهدوء، عتاب حبيب لحبيبه لأنها مش حرب مين هيكسبها صدقيني العتاب باللين بيبقى أقسى بكتير من عتاب الاندفاع والتهور أكبر دليل علاقتي بجاسر، كنا بنعاتب بجرحنا لبعض وكل مدى الفجوة بتتسع بينا بس لما جينا اتعاتبنا بهدوء كل واحد فينا عرف إننا مستحيل نقدر نبعد عن بعض قاطع حديثهم صوت الباب ودخول جاسر وهو يقول مبتسمًا _ صباح الفل ابتسمت كلاهما وقالت سارة بمزاح _ طيب أنا راضية ذمتك، ده في واحدة تقدر تتحمله غيري؟ حاولت ليلى منع ضحكتها وقالت بتأكيد _ لأ طبعًا أسأليني أنا لم يستطيعا منع ضحكاتهما فتحدث بغيظ _ انتو هتتفقوا عليا ولا ايه؟ ثم نظر إلى سارة وقال بتوعد _ وانتي بس اصبري عليا نهضت سارة وهي تقترب منه وتحمحم بخفوت _ وعلى ايه الطيب أحسن، انا هروح احضر الفطار مع ماما وانتو حرين مع بعض خرجت من الغرفة لتتبعها عين جاسر ثم نظر إلى ليلى وتقدم منها ليجلس قبالتها وقال بثبوت _ تحبي نتكلم ولا لسة مش مستعدة اخفضت عينيها لا تستطيع التفوة بحرف مما جعله يتراجع قائلًا _ خلاص اللي تشوفيه بس وقت ما تحبي تتكلمي انا تحت أمرك. يلا بقى ننزل عشان محدش ياخد باله من حاجة، انتي جاية تقعدي يومين ومقلتيش عشان تعمليها مفاجأة أومأت له وهي على نفس صمتها ثم تركها وخرج من الغرفة كي تستعد للنزول ❈-❈-❈ امتنعت عن الطعام ربما حينها يتركها ترحل لكن لا فائدة تحاملت على نفسها وخرجت من الغرفة لأول مرة لتتفاجئ بذلك القصر الذي سمعت عنه الأساطير. يبدو موحشًا وكأنها دخل إحدى افلام الرعب التي كانت تشاهدها والحرس يحيطنه من كل جانب مما جعل خوفها يزداد وفكرت في التراجع، لكن عليها ذلك حتى تستطيع أقناعه بتركها بصعوبة بالغة سارت حتى وصلت إليه رغم آلمها دفعت تلك البوابة لتدف للداخل فيؤكد شكها بداخله المعتم ووحشته التي ترعب من يدنو داخله تمامًا كما حال صاحبه تظاهرة بقوة زائفة وتوغلت للداخل رغم ظلمته إلا من إضاءة خافته من نوافذه ساعدتها على السير بوضوح ازدردت لعابها بخوف ولا تعرف اين يقطن أو أين مكتبه سارت بخطوات بطيئة وعينيها تجوب المكان بخوف حقيقي حتى استقرت على الدرج ساقتها قدماها حتى استقرت على أولى درجاته وكأن قوة غامضة هي من تدفعها للصعود، وكلما صعدت درجة كلما ساد الظلام حتى أصبح دامسًا في آخر درجاته وحينها تفاجئت بذلك الجسد الذي صدمت به لتخرج منها صرخة فزع قبل أن تشعر بذراعين يطوقونها حين سقطت في ذلك الظلام ❈-❈-❈ ذهبت حلم إلى والدتها وقرر مصطفى الذهاب إلى جده وأهله الذي اشتاق إليهم مما جعل منصور يزداد إصراره على ما ينتويه وها هو ذا يوصد وصمته في المحكمة بلا ذرة ضمير وأين الضمير مع من نُزعت من قلبه النخوة وصل مصطفى ليبحث بعينه وقلبه عن توأمه التي اشتاق لها ولابنتها دلف المنزل ليستقبله الجميع بحفاوة وفرحة عارمة وجلسوا جميعًا في حديقة المنزل ولم يفارق مصطفى تلك الصغيرة التي خطفت قلبه كما فعلت مع الجميع فقالت وسيلة بعتاب _ كنت جبت حلم معاك، بجد اتوحشتها أوي تمتم مصطفى باسف _ معلش يامرات عمي مكنش ينفع أجيبها معايا، انا مش ضامن حد يشوفها ويعرف اللي اسمه مهران ده. تطلع إليه عمران متحدثًا بعتاب _ عرفت بقى إن عملتك دي هتخليك هربان طول عمرك؟ حمحم مصطفى بإحراج وغمغم بثبوت _ كنت عايزني اعمل ايه؟ اقف اتفرج عليها وهي بتضيع مني تدخل جمال كي يهدئ الأمر _ خلاص ياحاج اللي حصل حصل وانتهى، ملوش لازمة الحديت ده. طبعه الصعيدي ونخوته لن تجعله يتقبل الأمر مهما حاولوا إقناعه سيظل زواجهم في الظلام رغم ضوء النهار فتحدث عمران بجدية _ لا منتهاش واني عند رأيي ولو كان ربنا ستارها معاكم الله اعلم ايه ممكن يحصل لو مهران عرف. ساور مصطفى القلق وشعر بالندم لعودتهم، لكن أيضًا كان عليه العودة وهو باستطاعته الوقوف أمام مهران وحمايتها منه اخرجه من شروده صوت معتز وهو يقول بثقة _ صدقوني مش هيقدر يعمل حاچة وخصوصًا انها بقيت منينا، يعني لو اتعرضلها كأنه بيتعرض للعيلة كلها. ايدت جليلة رأيه _ صح كلامك ياولدي ثم نظرت إلى مصطفى وتابعت _ مهران اللي كان مقوي قلبه سالم، ودلوقت بقى وحيد ولحاله أراد حازم أن يغير مجرى الحديث وقال بمرحه المعتاد _ خد بحديت جليلة حكم اني عارفها زين، كلامها كله ثقة. كان يرمي إلى ما عرفه عن عشق سالم لها، وكيف أنها حاربته وتمسكت بعمران وهذا ما لاحظه جمال في حديث ابنه لينهره بحزم _ وبعدين معاك في حديتك اللي ملوش عازة ده؟ نظر جمال إلى مصطفى وتابع _ اطلع انت اوضتك ارتاح من الطريق وبعدين نكمل كلامنا ثم نظر إلى سارة وتابع _ اطلعي مع اخوكي ياسارة نهض مصطفى مع سارة وذهب إلى غرفته وما إن اغلق الباب حتى ألقت نفسها داخل احضانه وهي تقول بحب _ وحشتني اوي اوي يامصطفى ضحك مصطفى وهو يحيطها بذراعيها وقال مازحًا _ هو المجنون ده لسه بيغير؟ ابتعدت عنه قليلًا كي تتظر إليه وتؤكد له بغيظ _ تصدق كلمة مجنون دي قليلة عليه، ده لولا إني بحبه كان زمان قتـ.ـلته من وقتها، انا بحس ان جوازي منه انتقام من ربنا أو عذاب بيخلص في الدنيا بس وديني لو فضل على كدة هخلعه. ضحك مصطفى على حديثها الذي يعلم جيدًا بأنها تتفوه بها من غيظها فقط لكنها تعشقه حد الجنون _ عايزة تفهميني إنك تقدري تبعدي عنه يوم واحد؟ جعدت وجهها بضيق _ هو ده اللي مصبرني عليه، حقيقي زينة دي ربنا بيحبها، لو كانت اتجوزته كان زمانها انتحرت. أخذت بيده وجلست معه على الأريكة لتسأله _ المهم تعالى احكيلي هتعمل ايه بعد مارجعت. تنهد مصطفى وتحدث بحيرة _ مش عارف اقولك أيه، بس عمك طلب مني حاجة صعب اوي أقبلها اعتدلت في جلستها وعقدت حاجبيها بدهشة لتسأله بتوجس _ خير قلقتني. ربت على كتفها وتمتم بهدوء _ مفيش قلق ولا حاجة هو بس عايز يشغلني مع بابا في الشركة ومنصب كويس. _ عمك ده انسان غريب أوي، تحس انه عايش للي حواليه بس. _ تعرفي أنا بشوف عمك واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة تخص كل اللي حواليه مش بس ولاده واشوف أبوكي اللي عايش لنفسه وبس، صحيح هو عمره ما أصر معانا في حاجة بس للأسف حرمنا من اهتمامه والجو الأسري اللي بنشوفه هنا. حتى جوازي من حلم عمك كان رافض خوف عليا إنما ابوكي مـ اهتمش وافتكر بمساعدته ليا أنه كدة واقف جانبي، ملقتش في عينيه لمحة قلق أو خوف عليا اللي كنت بشوفهم في عيون عمك حتى لو قسي عليا وحسيته هيضربني كان شدته نابعة من خوفه عليا ابتسم بمرارة واردف _ بس تعرفي كل الحنان اللي بحسه منهم مش هيعوض أبدًا جفاء بابا معايا، وعشان كدة مش هسامحه مهما عمل. كانت تستمع إليه بأصغاء وكأنها هي من تشكوا له وليس العكس فأيدت حديثه _ كأنك بتتكلم بلساني، بس برجع اقول الحمد لله إننا لقينا اللي يعوضنا عن الحرمان ده مع اللي بنحبهم ابتسمت بحب وتمتمت _ طيب هسيبك ترتاح شوية وبعدين نكمل كلامنا اومأ لها ثم خرجت من الغرفة لتتركه يرتاح من الطريق.. ❈-❈-❈ استيقظت لتجد نفسها على الفراش لكن في غرفة أخرى تذكرت ما حدث لها لتنتفض برعب لكن يد منعتها من النهوض وصوته الآمر يقول بحزم _ اهدي متتحركيش نظرت إليه بخوف شديد وغمغمت بتوجس _ أنا فين؟ نهض من جوارها وهو يتمتم باستهزاء _ انتي في الچنة ونعيمها، هتكوني فين يعني. شعرت بالضيق من تهكمه وقالت بحدة _ انت عايز مني أيه؟ سيبني امشي بقى نظر إليها بغضب من حدتها معه وقال باحتدام _ صوتك مـ يعلاش ومتنسيش انتي هنا تحت إيديا نزعت المغذي الذي وضع في ذراعها ونهضت من الفراش لتمنعه من الخروج وقالت بغضب وهي تدنو منه _ مش من حقك تحبسني اهنه اني لازمن امشي التفت إليها مهران بغضب وعينيه تقدح شررًا ورفع سبابته محذرًا _ قلتلك مفيش خروج من أهنه واصل حتى لو فيها موتك، وأقلمي حياتك على إكدة ازداد الخوف بداخلها لكنها لن تستسلم ولن تتركه يعاقبها على ذنب لم تقترفه فصاحت به بقوة زائفة _ وانا مش هسمح إني اتعاقب على حاجة تانية اني مليش ذنب فيها ضغط على أسنانه حتى كاد أن يدميها وشعور بداخله يدفعه لسحقها والانتقام من والدها فيها لكن ليس بتلك الطريقة فتقدم منها خطوة ليقول من بين أسنانه _ لا ليكي ذنب وهو إنك بنت كامل النعماني صرخت به _ هتنتقم من حرمة؟ اهتزت أوصاله من شدة السخط الذي اعتراه وغمغم يغضب لو خرج ليدمر العالم بأكمله _ زي هو مـ انتقم من حرمه، بس انا اقسمت لانتقم منه أسد انتقام وكلها يومين وهخليه يطاطي تحت رچليا ياإما يمشي مطاطيها في البلد كيف الحريم. تقدم خطوة أخرى وتابع بوعيد _ طاطي انتي كمان ليطولك غضبي لا تنكر مدى الفزع الذي شعرت به من تهديده وأخذت تنظر إلى الباب الذي صفقه بغضب شديد جعلها تنتفض في وقفتها انزوت في نفسها وشعرت ببرودة تسري في جسدها فلفت جسدها بذراعيها وظلت تبكي كانت تبكي كما لم تبكي من قبل، تبكي على كل شئ على والدتها التي ماتت ظملًا، وعلى حالها عندما عاشت منبوذة من الجميع وعلى حالها عندما عادت وكأنها وصمت عار في تاريخهم ليخفوها عن الجميع بكت عندما ارادوا تقديمها قربنًا لفض ثأر ليس لها ذنبٌ فيه والان تبكي على حالها والقدر يواصل تعذيبه فيها بالوقوع بين براثين ذلك الذئب إلى متى؟ ❈-❈-❈ كان الجميع يستعد للزفاف الذي سيقام بعد يومين من الآن وهي قابعة داخل غرفتها توصدها جيدًا كانت كل ليلى ترى محاولته باقتحام غرفتها لتظل تتلوا ايات الله حتى يمل وينصرف ستخرج من جحيم لتلقى في آخر لكن حينها سيكون باستطاعتها الفرار كما خطتت ستستطيع تأمين مكانًا مناسبًا بالأموال التي وضعت في حسابها ولو أضطرت ستبيع تلك الأراضي بصفتها الواصية على أخيها لن تجعله يلمسها حتى إن اضطرت لقتـ.ـله فقط يكون القدر منصفًا لها تلك المرة ولن تعبأ لأحد بعدها حتى ذلك الحبيب الذي تخلى عنها سيكون العذاب الأشد من نصيبه فقط يومين تفصلها عن انتقامها وسيرى ما تستطيع تلك الضعيفة فعله أما هو فقد كان يقف مع العمال كما طلب منه عمه وهو يرى حلم حياته يتحول إلى سراب كان قلبه يتمزق ألمًا وحزنًا لكن ليس بوسعه شئ سوى الرضوخ سيتحمل كلًا منهما نصيبه من الألم انتهى العمال من توضيب الغرفة ونظر سليم إلى الفراش بوجوم كيف ستمر عليه تلك الليلة بل وكل ليلة؟ كيف سيتقبل من حلم بها ليالى في أحضانه أن تكون في أحضان غيره والأدهى من كل ذلك بأنها ستكون أعلى غرفته يستلقي على فراشه وينظر لسقف الغرفة التي تحتوي حبيبته غدًا موعد زفافها بل غداً يوم نحـ.ـره أراد أن لا يأتي ذلك اليوم، ان يطول الليل أكثر من ذلك، لا يجيب أن تشرق الشمس، على الظلام أن يظل حالكًا متمسكًا بظلامه يجب ألا يأتي ذلك النور الذي سيدمس ظلام روحه لكن إلى متى فقد انتهى كل شئ وهو ينظر إلى ذلك الاشراق الذي اعتم دنيته وانتهى الأمر ❈-❈-❈ وقف مهران أمام زجاج النافذة ينظر إلى الإشراق بابتسامة خبيثة متوعدًا بأشد العقاب لمن يستحق فالليل سيرفع الغطاء عن الحقيقة وينتقم تلك الأنات المكتومة التي يسمع صداها حتى الآن في لياليه الليلة فقط ستخمد تلك الارواح التي تتعذب بذلك الغدر التي تلقته ساعات قليلة تفصله عن ذلك المشهد المهيب وسيكون النصر حليفه لأول مرة منذ وفات والدته طرق الباب ودلف أحد رجاله الذي وقف خلفه ليقول بثقة _ كل حاچة چاهزة زي ما أمرت يابيه أومأ مهران وتحدث بقوة دون النظر إليه _ بعد العروسة ما توصل بالسلامة بيت چوزها ويرچع مع رچالته يبقى عرفني عشان نقوموا بالواچب وخلي الرچالة عينهم في وسط راسهم فاهم ولا لا؟ أجاب الرجل بثقة _ فاهم يابيه أنصرف الرجل وظهرت ابتسامته شامته على فمه وهو يقول بفحيح يشبه فحيح الأفعى _ چاه وقت رد المظالم ياكامل ❈-❈-❈ جلست جليلة بجوار عمران في حديقة المنزل كما اعتادوا في الصباح فقالت جليلة بقلق _ ليلى شكلها مش مطمني، حاسة إن في حاچة مخبيها نفى عمران شكها _ مفيش حاجة من اللي في دماغك دي، ليلى زينة متقلقيش لم تقتنع بحديثه لكنها لم تشاء ايضًا ان تقلقه معها _ يمكن من الحمل ربنا يعدي شهورها على خير وتقوم بالسلامة إكدة مفضلش غير حازم ومعتز نظرت إليه بوله واردفت _ والله وكبرنا ياعمران وشوفنا ولاد أحفادنا تنهد عمران وتحدث برزانة _ العمر جري بينا محناش دريانين ابتسم هو ينظر إليها قائلًا بعشق لم يهزه المشيب _ وكأني شايفك بنت امبارح اللي كنت بلعب وياها في الدار وفچاة بعدت عني وقالوا كبرت ومينفعش تلعب وياك كأنهم أخدوا روحي مني وعدت السنين وكنت بلف حوالين الدار عشان المحك وادخل اتحجج بأي حاچة عشان أشوفك وانتي كنتي تداري وشك عني وتبيني عيونك اللي مكنتش رايد اشوف غيرها بعدها جالوا چايلها عريس وقفت وقتها وقلت بنت عمى ومحدش هياخدها غيري، والآخر بقيتي من نصيبي عادت جليلة بذكرياتها معه واردفت هي _ حاولوا يمنعوا الچوازة دي بس اني اتمسكت بيك وقلتلها لأبوي إن مـوافقتش هموت حالي وقتها أبوي اضطر أنه يرفض سالم الهوري رغم تهديدهم وقالهم إن عيب بنتي تتچوز غريب وابن عمها موچود وطبعًا الناس وقتها أيدت رأيه ومعرفش يعمل حاچة حتى بعد ما اتچوزنا حاول كتير بس مقدرش يفرق بينا _ لإن ميفرقش الروح عن الجسد إلا اللي خلقهم، وعشان إكدة كنت مطمن انه مش هيوصل لحاچة لحد مـ استسلم في النهاية وتركنا وچاه حفيدك خطف حفيدته من قلب داره ومقدرش يعمل حاچة ضحكت جليلة وتحدثت بحبور _ مش سهل ابدًا مصطفى ده، أخد البنت من دارها وسفرها وهو ولا كأنه عمل حاچة لدرچة إني صدقته وان البنت هربت بصحيح هز عمران رأسه بغيظ _ اني نفسي صدقته وأتاريه مخطط لكل حاچة من ورانا حتى جاسر وسارة كانوا خابرين وبيداروا علينا _ على اد جرح منصور لينا، على اد ما اتعوضنا بأولاده اللي عوضونا غيابه وقسوته ابتسم بحب وهو يتذكر سارة _ سارة دي اللي خطفت قلبي من وقت ما شوفتها، بتفكرني بيكي وانتي في سنها بهدوءك وطيبتك ملامحك كأني شايف جليلة في شبابها قدامي قطبت جبينها بدهشة وسألته _ هو اني خلاص عجزت في نظرك ضحك عمران وقال برصانة _ لا ياست الناس انتي هتفضلي في عينيه الطفلة اللي خطفوها مني وقالوا بقيت صبية _ لاا بعد الكلام الزين ده لازمن اقوم بنفسي اعملك القهوة زي ما كنت بتحبها من يدي اومأ لها ونهضت لتقوم بإعداد القهوة له بكل الحب الذي ما زال يشعل نار الحب بداخلهم تركته وذهبت كي تعد قهوته في سعادة أما هو فقد ظل مكانه حتى جاء أحد رجاله يقول بقلق _ حاچ عمران، في واحد برة بيقول انه محضر من المحكمة ورايدك انت بالذات اندهش عمران وسأله _ محضر؟ أومأ الرجل فقال عمران _ خليه يدخل غاب ثواني معدودة وعاد بذلك المحضر الذي القى سلامه أولًا وهو ينظر إليه بتعاطف _ السلام عليكم ياحاج عمران _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير ياولدي قدم إليه تلك الوثيقة وقبل ان يقرأ ما تحتوية طلب منه أن يمضي بالاستلام وبالفعل مضى على الاستلام وذهب الرجل وكأنه يهرب من الموقف نظر عمران إلى الوثيقة بين يديه لينقبض قلبه بألم وكأن الصدمات التي تلقاها منه لم تكف لتدميره ليتلقى الأقسى و الأشد فكانت القاضية تلك المرة هزت حقًا ذلك الجبل الشامخ الذي ظل صامدًا أمام تلك العقبات التي واجهته واستطاع مجابهتها بقوة وبسالة مع سنده الذي وقف يستند عليه؛ حين تركه الآخر والذي لم يكتف بفعلته السابقة ليضيف إليها ما هو أكثر جحودًا وإنكار وقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير و كيف لا وهو يمسك بين يديه وثيقة الخيانة و الغدر بل شهادة وفاته كل القهر والألم تجمع بداخله حجر عليه بكل قسوة وجحود حتى جعله يرفع الراية تلك المرة ولا يجابه كـ سابقتها كانت قواه خائرة من الصدمة وقد خذلته قدماه ليسقط منهارًا على مقعده ولم ينتبه لصوت جليلة التي تسأله بقلق ولا لجاسر الذي دنى منه بخوف يطمئن عليه ولم يدري أيًا منهما ما يضطرم بداخله ولا بتلك الغصة التي اجتاحت قلبه سقطت دمعة حارة على وجنته وهو ينظر إلى جاسر قبل أن يغلقها مرحبًا بذلك الظلام
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الثامن ❈-❈-❈ انقلب المنزل رأسًا على عقب وهم يرون عمران لا يحرك ساكنا وقد أسرعوا باستدعاء الاسعاف حينما أخبرتهم ليلى بأنها جلطة شديدة ولن يتحملها قلبه وها هي الاسعاف تقوم بدورها لنقله إلى المشفى ومعه ليلى التي تقوم بدورها بخوف على جدها التي لا تتخيل الحياة بدونه وعند وصله للمشفى كان الجميع يقف على قدم وساق ويحاولون بكل الطرق انقاذ ذلك الرجل الذي ظل طوال عمره مثالًا وقدوة للجميع. تقدمت ليلى منه تقبل يده ورأسه تطلب منه التشبث بالحياة، لن تعيد تلك المأساة مرة أخرى. تشاقطت دموعها بغزارة وعينيها لا تفارق وجهه الذي فتحت عينيها في دنياها عليه. _ جدي.. قالتها بأنهيار جعل الممرضة ترأف بحالها فتجهش أكثر في البكاء وهي ترى مؤشراته لا تبشر بخير مطلقًا وصرخت بألم _ متسيبنيش ياجدي، محتجالك متسيبنيش. _ اهدي بادكتورة ليلى ان شاء الله هيكون بخير تعالي معايا دلوقت صرخت ليلى برفض _ لأ لو خرجت هيسيبني ويموت مش هسيبه. وكأن شعر بأن لا مفر منها ليتعالى صوت الجهاز معلنًا بتوقف القلب فيصرخ قلبها قبل فمها وهي تسرع إليه تحاول انعاشه بذلت أقصى ما بوسعها لكن إرادة الله فوق كل شئ لم يتحمل قلبه الضعيف تلك الصدمة لكن ليلى لا تريد الاعتراف بذلك حاولت انعاش قلبه مرة وأخرى لكن لا فائدة حاولوا أخذ الجهاز منها لكنها صرخت بهم وحاولت مرارًا وتكرارًا حتى قام أحد الأطباء بتقييدها كي يبعدها عنه. لم تتحمل رؤيتهم وهم يقومون بوضع الغطاء على وجهه، لم تتحملها ولن تقبلها _ جدي قوم ياجدي متسيبناش صرخات وصرخت حتى وصل صداها إليهم في الخارج لتنقبض قلوبهم بخوف ويسرع جاسر يقتحم المكان ليجد اخته تنهار بين يدي الممرضات وجده مستلقيًا على السرير مغطي الوجه وبلا حراك، حاول أحد الممرضين منعه من الولوج لكنه نحاه من أمامه وتقدم من جده يرفع عنه الغطاء ليجد وجهه الباسم كما هو، كما عهده دائمًا متبسمًا بوجهه الذي يشع نورًا امسك يده الباردة بين يديه ليقربها من فمه ويقبلها بشغف حتى سقطت دمعة من عينه عليها ليمحيها بيده الأخرى ويغمغم بخفوت _ قوم ياچدي. سقطت دمعة أخرى وهو يرجوه _ قوم ياحاچ عمران الله يرضى عليك. متعملش فينا أكدة. انهمرت الدموع من عينيه وهو يتابع رجاءه _ مش انت اللي ترقد الرقدة دي، مش انت ياچدي على صوته قليلًا وهو يحدثه _ متعملش فينا أكدة، متفتناش من غير وداع حتى، قوم أحب على رچلك تقدم احد الاطباء منه وتمتم بتعاطف _ شد حيلك ياابني، البقاء لله وحده ترك لدموعه العنان وهو يحتضن يده ويبكي بألم لم يختبره من قبل. وضع رأسه على رأس جده وأخذ يناجيه _ إلا انت ياجدي الحياة مش يبقى ليها طعم من غيرك، اوعى تعمل فينا كدة، أبوس ايدك ورجلك ترجع، قوم ياحاج عمران وانا اعوض عن الدنيا كلها مش بس ابنك. قوم وانا اعيش خدام تحت رجلك بس ترجع، مش عايز حاجة من الدنيا غيرك انت. ازداد نحيبه ليرأف الجميع بحالهم وخاصةً ليلى التي لم تتحمل الصدمة وفقدت الوعي. أُخذ من بين يديه وأخذ قلبه معه حاول منعهم لكن الطبيب منعه وطلب منه ان يكون أقوى من ذلك فهي ارادة رب العالمين وعلينا ان نقبلها برضى وثبات. لا يدري بشئ مما يحدث حوله، فقط جسد جده الذي عادوا به إلى المنزل والده كان يتظاهر بالثبات لكنه ينتظر الوقت المناسب حتى ينهار بدوره وجدته التي لم تفيق من ظلامها التي سقطت بداخله فور إن جاءها الخبر كل من حوله يقاوم الأنهيار فليس وقته الآن حضروه للغسل فأبى جاسر أن يغسله أحدًا غيره دلف معهم ليجد جسده مستسلمًا على تلك الطاولة بدأ الرجل يقوم بدوره وعندما سكب الماء على وجهه عنفه جاسر وكأنه يخشي أن يدخل الماء أنفه فيتعبه أومأ الرجل علمًا بحالته كان يزيح الماء عن أذنه خوفًا من ولوجها بداخلها كان يمسح الماء الذي ينزل على عينيه كي لا يتعبها. لم يستطيع الرجل أن يقوم بدوره فطلب ممن بالخارج أن يخرجوه كي ينهي غسله كان جمال في عالم آخر فدخل حازم ومعتز يأخذوه عنوة لكنه اصر على البقاء حتى دلف عاصم الذي أخذه في أحضانه وأجبره على الخروج انزوى بعيدًا عن الجميع يبكي وينتحب على جده الذي رحل عن عالمهم دون وداع فقد كان هو الاقرب إليه من الجميع فكيف إذًا سيستطيع تحمل فراقه تذكر لحظات مرت بهم وهو لا يفارق جده لحظة واحدة منذ صغره وهو يكتفي به ليضيع كل شئ في غمضة عين منه. _ جدي.. قالها بحرقة وكأنه يودعه ويودع راحته معه انتهى كل شئ وها هو جده ملتف بكفنه ويقوموا بدفنه في قبره لينغلق مع بابه قلب جاسر الذي أغمض عينيه بألم وكأن روحه تسحب منه وتسرع للانزواء بجواره. ❈-❈-❈ أما ليلى فاصر الطبيب على بقاءها داخل المشفي نظرًا لسوء حالتها لم تكف عن البكاء وعقلها يرفض تلك الحقيقة وهي موت جدها كيف تتحمل دخول المنزل ولم تجده تتذكر لحظات جميلة مرت بهم وكم وقف بجوارها في كل شئ، لم يكن يتحمل حزنها او أن يضايقها أحد وكان ناصرًا لها في كل شئ لم يستطيع يومًا تناول طعامه بدونها وكان يأجل غداءه حتى عودتها من الجامعة اغمضت عينيها بألم شديد يمزق قلبها لولا تلك اليد التي امتدت لتمح دموعها نظرت إليه بحزن عميق وتمتمت بخفوت _ جدي خلاص راح وسابني. جلس بجوارها ليحتويها بذراعيه واراد في تلك اللحظة أن يمتص أحزانها ولا يراها بتلك الحالة _ إرادة ربنا ولازم نرضى بيها. اخفت وجهها في عنقه وغمغمت بألم _ صعب أوي ياأمجد حقيقي صعب. ربت على ظهرها وتحدث بقوة _ كل حاجة في بدايتها صعبة، وخصوصاً الحزن بيتولد كبير ويصغر مع مرور الوقت. يلا نخرج من هنا اومات له ثم اخذها ورحل رغم رفض الطبيب لكنه اصر على اخذها. …. كان جالسًا في مكتبه عندما هاتفه مصطفى يخبره بوفات جده الذي نزل عليه الخبر كالصاعقة سقط الهاتف من يده وقد أخذ قلبه ينبض بعنف وكأنه يعاتبه على فعلته اغمض عينيه بعذاب وقد شعر لأول مرة بحقارة أفعاله بكى لأول مرة بحياته بكاء الخاسر، نعم خسر كل شئ حتى نفسه والخسارة الكبرى والاعظم هي خسارة أبيه بكى في وقت لن ينفع فيه البكاء ماتت الأنفس الرحيمة التي لم تبخل عليه يومًا وبدلها هو بكل قسوة وجحود استقل سيارته وانطلق بها وظل طوال الطريق يبكي عليه. لم يستطيع قلب ابيه ان يتحمل تلك الصدمة وهو بكل قسوة وثق شهادة وفاته. مات ابيه وقضي الأمر وياليته استطاع الوصول قبل دفنه والاعتذار منه لكن تم الدفن ذهب إليه ووقف أمام قبره يطلب العفو منه، لكن أزفت الأزفة ولم يعد للندم مكانًا كان يحتضن القبر وكأنه يحتضن جسد والده ظل قابعًا بجواره لا يكف عن البكاء وكأنه طفلٍ صغير فقد أباه ومنبع حنانه شعر بأشد الحاجة إليه، فقط فليعود ويعتذر آلاف المرات عمّ بدر منه بحقه سيعتذر ويعتذر حتى يعفو عنه فقط يعود حاول النطق فإذا بالكلمات تتحجر في حلقه فلم يجد سوى البكاء _ چاي بتبكي بعد أيه؟ جيت متأخر ياولد أبوي تطلع إليه منصور بخزي وانكسار ثم أخفضها عندما وجد في عين أخيه عتابٍ قاسٍ لن يتحمله وواصل بكاءه لأول مرة يشعر جمال ناحية أخيه بالنفور وكأنه لا يطيق التواجد معه ولم يرق قلبه لأجله وهو يراه بتلك الحالة _ عاود يامنصور مطرح ما چيت معدش ليك مكان اهنه بعد ما العزا يفض هعملك تنازل عن الشركة اللي كنت ناوي اكتبها باسمك بس لما ولدك يرچع عشان يكون معاك فيها. أبوك خلاص راح للي خلقه ومفيش حاجة هترچعه لا عياطك ولا ندمك هيرچعوه استطاع منصور التحدث تلك المرة ليقول من بين شهقاته _ بس انا مش عايز حاجة، أنا عايزه يرجع وأشبع من حضنه اللي حرمت نفسي منه ياخد كل حاجة بس يرجع هز رأسه بأسف وقال بعتاب _ كان عايش يحلم باللحظة دي وكان مستنيها منك بس انت بقسوتك وجبروتك قضيت عليه ودلوقت بقى تحت التراب وانت قاعد بتبكي وتقول ياريت خلاص فات وقت الندم والبكا مش هيرچع اللي راح للأسف مقدرش اقولك اتفضل معاي لإن لو ولادي شافوك مش هيرحموك، دا إن سمحوا بدخولك عاود مطرح ما چيت وربنا يسهلك طريقك. لم يستطيع منصور التحرك من مكانه لن يستطيع ترك أبيه في اول ليلة له في قبره _ انت بتحدت مين يا…… توقف جاسر عن الحديث عندما وجد منصور قابعًا بجوار قبر جده فصاح به وهو يتقدم منه _ انت ليك عين تاچي بعدم اللي عملته منعه جمال من الوصول إليه وقال بأمر _ أهدي ياجاسر، ده لا وقته ولا مكانه هو چاي يعزي زيه زي أي غريب وهيعاود تاني، فين أخواتك؟ نظر إلى منصور بسخط ثم أجاب _ بيركنوا العربية وچايبين المصاحف وچايين جاء مصطفى برفقتهم لكنه صدم عندما وجد أبيه وفي حالته تلك لم يرق قلبه له ففضل تجاهل وجوده اعتبارًا لوجود أمجد الذي لم يتركهم لحظة واحدة ووزع المصاحف عليهم ليبدأوا في التلاوة كي تكون شفيعةً له في ليلته الأولى حتى أشرق الصباح ❈-❈-❈ انصرفوا بعد الانتهاء تاركين منصور مكانه لكن مصطفى لم يستطيع الذهاب دون أن يسأله _ ليه؟ أغمض منصور عينيه لا يريد الأجابة عن هذا السؤال فهو حقًا لا يعرف لما، فعاد يسأله _ رد عليا وقولي ليه عملت كدة؟ قصروا معاك في أيه؟ أخدت الفلوس وقلت حقي وعادي سافرت واتخليت عنهم في عز محنتهم وعادي جتلهم وقلت خسرت ورجعولك شركتك ووقفوك على رجليك من تاني، كنت مستني أيه اكتر من كدة؟ استظلمت حقك وانت عارف كويس إن عمي مظلمش حد وفلوسه دي شقى عمر بحاله واللي انت متعرفوش انه كلمني وعرفني كل حاجة وهو اللي اجبرني أرجع عشان اقف جانبك واساندك في محنتك زي ما عمل هو مع جدي والاخر حجرت عليه. تقدم منه ليسأله بحدة _ قولي إزاي عملت كدة عشان اتعلم منك واعملها معاك ازداد بكاءه لكن مصطفى لم يرحمه وتابع جلده _ أكبر عقاب ليك إنك تعيش وحيد من غير سند وانا هشوف شقة وانقل فيها انا ومراتي لإني مبقتش أمن على نفسي معاك تركه وغادر ليشعر حقًا بوحدة قا.تلة شعر بحنين جارف إلى والدته وأراد أن يذهب إليها كي يلتمس منها العزاء لكن لم يستطيع عليه أن يبتعد عنهم بشره وقسوته كي تلتأم جروحهم الغائرة نهض من جلسته وودع والده ثم سار على غير هدى.. ❈-❈-❈ عاد الجميع إلى المنزل الذي خيم عليه الحزن ولأول مرة يشعروا بمدى وحشيته بغياب كبيره كان التعب والانهاك قد أخذ منهم مبلغه قابلتهم وسيلة التي اشفقت عليهم وهم بتلك الحالة فقالت بتعاطف _ تعالوا أعملكم لقمة تكلوها، انتو من امبارح ماكلتوش حاچة رفض أمجد قائلًا وعينيه تجوب المكان بحثًا عنها _ لا انا هروح البيت ارتاح شوية وهرجع تاني تحدث جمال بحزم _ البيت بيتك ياأمجد ولو مش هتاخد راحتك هنا اتفضل في المضيفة اومأ له أمجد كي لا يجادله وهو بحالته تلك فذهب معه معتز وانسحب جاسر بهدوء إلى غرفته القديمة وصعد جمال إلى غرفته وصعدت معه وسيلة لعلمها بمدى حاجته إليها دلفت الغرفة لتجده جالسًا على الأريكة مسندًا بمرفقه على ساقه خافضًا وجهه وقد انتهى ثباته في تلك اللحظة بكى وازداد نحيبه لينفطر قلبها عليه تقدمت منه لتحتوية داخل أحضانها دون التفوة بكلمة هو الآن لا يريد سوى حضنها كي يخرج فيه آهاته تركته يبكي في حضنها لأول مرة لم تتذكر يومًا أن وجدته يبكي لكن حزنه الآن أشد من أي حزن مر عليه، فقد خسر والده وبسبب أخيه، ذلك الغادر الذي جعل والده يموت بحسرته لأول مرة تقف عاجزة أمامه لا تجد كلمات تهون بها عليه استسلمت ليأسها ولم تفعل شئ سوى أن تبكي معه وتشاركه حزنه فقد كان نعم الأب لها وكان يتخذها ابنه له ستبكي عمرها الباقي عليه لكن لن تظهر أمام حبيبها عليها ان تظهر بالقوة التي يحتاجها منها دعت ربها ان يلهمها الصبر كي تهون عليه مصابه _ ادعيله بالرحمة ياجمال هو ده اللي محتاجه منك دلوفت. مسح بيده على وجهه وغمغم بألم _ بدعيله في كل ثانية بس فراقه صعب أوي. ضغطت على شفتيها تحاول الثبات ولا تجهش هي أيضًا في البكاء أمامه وتحدثت بتعاطف _ صعب علينا كلنا بس لازم نكون اقوى من كدة عشان خاطر أمك اللي هتموت من حزنها عليه. رفع وجهه عن صدرها وغمغم بألم _ ربنا يعينها هي كمان لأن الصدمة كبيرة أوي عليها. _ ربنا يصبرها هي كمان، قوم ارتاح شوية قبل الفجر ما يأذن. نهض ليستلقي على فراشه لكن النوم لم يطاوعه وظل طوال الوقت يفكر في أمر أخيه. ❈-❈-❈ دلفت آسيا الغرفة وهي تحمل الثوب الأبيض بين يديها لتجد مرح جالسة امام مرآة الزينة وهي تضع رأسها بين يديها تقدمت منها لتقول بحدة _ قلتلك قولي على مكانها وارحمي حالك من چوازة الشوم دي. زفرت وجد بضيق ثم نظرت إلى زوجة عمها وقالت بملل _ هو انتي مبتزهقيش من الحديت ده يامرات عمي؟ قلتلك معرفش مكانها، ولو عرفت مش هخبرك واصل نظرت إليها آسيا بسخط وألقت الثوب على الفراش وهي تقول بحدة _والله وطلعلك صوت يابنت نجيبة وقفت مرح لتتقدم منها وتقول بثقة _ عشان خرجت من بين مخالبكم حتى لو اترميت بمخالب الديابة هتكون ارحم منيكم. سخرت آسيا وتقدمت منها اكثر وهي تقول بشماته _ متهيئلك، الناس دي مخالبهم مبترحمش، والرحمة متعرفش لقلوبهم طريق ومتنسيش إن أخوكي بين مخالبنا بادلتها سخريتها وهي تنظر إليها بتحدي _ ومين قالك إني هسيبه ليكم؟ أخوي هيكون معايا مطرح ما أروح وبكرة هفكرك نظرت إليها باستهزاء وقالت _ بكرة انتي اللي تشوفي جحيم النجايمة بعنيكي أشارت للثوب بسخرية وهي تردف _ البسي الفستان ياعروسة زمان العريس على وصول خرجت آسيا من الغرفة وقد زاد سخطها على تلك الفتاة التي أفشلت خطتها صحيح تخلصت منها دون رجعه لكنها لم تريد أن ترحل دون أن تشفي غليلها منها والادهى من ذلك بأن فعلتها تلك جعلت مرح تستقوى عليهم أما مرح فقد كانت تنظر إلى الثوب بحسرة فلم تتخيل يومًا أن تتزوج بتلك الطريقة وممن؟ من رجل بعمر والدها أغمضت عينيها بألم شديد ثم بيد مرتعشة مدت يدها ناحية الثوب لترفعه بين يديها وتساءلت هل باستطاعتها ارتداءه؟ ولمن؟ لذلك الرجل الذي أخذها عنوة هزت راسها برفض، لن ترتدية حتى لو كلفها روحها ألقته بأهمال على الأرضية وسارت لتدهس عليه وتتوجه إلى الخزانة لتخرج ثوب اسود ثم ارتدته ووضعت على رأسها حجابًا بنفس اللون دلف عمها الغرفة كي يجعلها تمضي على قسيمة الزواج ليجدها بتلك الهيئة مما جعله يستاء من فعلها فتمتم بامتعاض _ ايه اللي لابساه ده؟ تطلعت إلى وثيقة الزواج التي يحملها بقهر ثم ردت بثبوت _ لابسه عباية زي الخلق تقدم منها لينظر إلى الثوب الملقي على الأرضية وتحدث بانفعال _ وملبستيش الفستان ده ليه، عايزة تفضحينا في البلد؟ روحي يلا غيري هدومك دي بسرعة عشان الناس وصلت تحت ثم ناولها القلم وتحدث بسخط _ أمضي لول على الورق ده خلينا اغور من وشك بقهر وألم تناولت القلم منه لتمضي وتبصم على وثيقة وفاتها ثم نظرت إليه بكراهية تلاشاها بأن اخذ الأوراق وخرج من الغرفة دون شعوره بأي شفقة تجاهها وفي مجلس الرجال كان قابعًا في وجوم تام ينظر إلى ذلك المأذون الذي يوثق شهادة وفاتهم أخذ ينظر إلى الوثيقة بقلب منفطر وهو يرى اسمها يجاور اسمًا آخر وها هي امضته يأتي دورها شاهدًا على ذلك المصير ازدرد لعابه بصعوبة بالغة وأخذ القلم بيد مرتعشة جاهد للتحكم بها من يد المأذون ليدون اسمه بدماءه انتهى كل شئ الآن وانقطع أي أمل لهما لحظات قليلة وستدلف منزلهم وفوق غرفته انتهى المأذون وانتهى كل شئ وهو يرى عمه ينهض ليأخذها ويرحل خرج بدوره ليجدها تنزل على الدرج بذلك الثوب الذي شابه حالته وشابه أيامه القادمة شاهدها وهي ترمقه بنظراتٌ عاتبه وكأنه هو من ألقاها في غيابت الجب بل حكم على كلاهما أن يلقي انفسهم بداخله دون تفوه بكلمة ما. نظرات الاستياء التي ظهرت على عمه جعلته يخشى عليها من غضبه ارتداؤها لهذا الثوب لن يمر مرور الكرام عذاب وآلام لا يشعر بها سوى كلاهما لبعضهم البعض وحالها ليس بأهون منه وهى ترى ذلك الرجل الذي لم تراه سوى مرات عديدة تسحب إليه كزوجةً له ولما؟ ولأجل من؟ من أجل فض عادات بالية لم يستطع الزمن تغييرها. ترددت نزول تلك الدرجة الفاصلة بينهما لترفع بصرها برجاء لذلك الذي أخفض بصره بانكسار وكأنه يعتذر عن ضعفه وقلة حيلته خطت تلك الدرجة كـ عقابًا قاسيًا له وانتهى الأمر وهو يراها تسير بجواره ليسير الجميع خلفهم ماعدا هو الذي شعر بأن روحه تسحب منه كان يجاهد ليأخذ انفاسه وكأن الهواء انقطع من الغرفة صوت بداخله يدفعه لأخذها منه والهرب بعيدًا لكن فات الأوان وانتهى كل شئ وهو يستمع لصوت السيارات التي انطلقت في الخارج بصعوبة بالغة أخذ يتحامل على نفسه وعينيه تجاهد كي تمنع تلك الدموع التي تجمعت فيها وخرج من المنزل استقل سيارته وانطلق بها خلفهم وهنا سقطت دمعه حارقه الهبت خده لم يستطيع التحكم بها عندما وقع نظره عليها وهي تترجل من السيارة أمام بوابة المنزل تدلف معه للداخل وتختفي عن ناظرية ظل لحظات بداخل سيارته وقد شعر بأن قدمية أصبحت كالهلام لن يستطيع السير عليها طرقات خافته على نافذة السيارة انتبه إليها سليم ليجد أحد العمال لديهم وصديق مقرب له يشير له بالنزول فتح باب السيارة وترجل منها وهو ينظر إلى غرفة عمه التي أُضيأت لتوها فربت صالح على كتفه وهو يقول بلهجة حانية _ متزعلش حالك بكرة ربنا يعوضك باللي تنسيك. ابتسم بمرارة وهو يستند بظهره على السيارة وينظر إلى نافذة الغرفة بألم _ هي الروح لو خرجت من الجسد بيعوضوها بغيرها؟! في حاچات كتير مستحيل حاچة تعوضها. تنهد صالح بيأس على حال صديقه ثم تحدث مقترحًا _ ايه رأيك نقضي الليلة دي على النيل زي زمان، ولا اقولك تعالى عرفني على الراعي اللي دوشني بيه ده هز رأسه بنفي _ بلاش النهاردة بقالي ليلتين مبنامش ومحتاج أغمض عينيه تراجع صالح عندما لاحظ ارهاقه فقال بهدوء _ خلاص أول الرجالة ما تمشي ادخل نام وحاول متفكرش فيها تاني هز رأسه وهو يقول برجاء _ ياريت اقدر بس النسيان اصعب مما تتخيل مضى صالح ودلف سليم للداخل وظل معهم حتى رحل الجميع ودلف هو غرفته وياليته لم يفعل فما إن استلقى فراشه إلا وسمع صوت صرخاتها تصم الاذان …. أما جليلة فقد تحلت بالصبر وظلت تدعوا له بالرحمة والمغفرة لن ينفعه البكاء يكفي بكاء قلبها الذي ينتحب حزنًا عليه لم تفعل شئ سوى تلاوة القرآن والدعاء له ولنفسها بالصبر وان يجمعها به في البرزخ كما جمعها في الدنيا كانت ليلى مستلقية بجوارها على الفراش تبكي على جدها الذي أخذ روحها معه فقد كان تعلقها به أقوى من تعلقها بأبيها وكذلك الحال مع سارة التي كانت تخفض عينيها بانكسار فأبيها هو السبب في موته، كيف ستتحمل نظرات الجميع لها حتى جاسر التزم غرفته القديمة منذ عودته حاولت التحدث معه لكنه آبى ذلك متحججًا بحاجته للبقاء وحيدًا وها هو يعود مرة أخرى إلى تلك الغرفة يحبس نفسه داخلها شعرت بها وسيلة فتأخذ منها صغيرتها وهي تقول بتفاهم _ روحي شوفي جوزك لو محتاج حاجة ترددت سارة قليلًا لتربت وسيلة على يدها تحسها لى الذهاب _ اتحمليه الفترة دي جده كان غالي عنده أوي، كان أغلى من الكل، خليكي جانبه هو أكيد محتاجلك اومأت سارة ونهضت لتذهب إليه وهي تعلم جيدًا بأنها آخر من يود رؤيته ويبدو أنهم سيعودوا لنقطة الصفر ويحملها هي ذنب لم تقترفه دلفت لتجده جالسًا على الفراش بوجوم آلمها رؤيته بتلك الحالة فتقدمت منه لتجلس بجواره وتمتمت بخفوت _ جاسر لم يلتفت إليها بل ظل على وجومه وكأنه لم يسمعها مدت يدها لتلمس يده لكنه سحبها بهدوء مما جعلها تندهش من فعلته فسألته بريبة _ في ايه ياجاسر؟ انت بتبعد عني ليه؟ رمش بعينين يحاول التحدث بثبات دون النظر إليها _ مفيش حاجة ياسارة انا بس مخنوق شوية وعايز أكون لوحدي. نظرت إليه بعتاب وتحدثت بلوم _ انت بقالك اكتر من يومين لوحدك، ليه بتبعد عني؟ تنهد جاسر ونهض من فراشه ينظر من شرفة غرفته وقال بثبوت _ معلش اتحمليني شوية، أنا فعلًا محتاج أكون لوحدي. نهضت وتقدمت منه لتقول بعتاب _ عايز تكون لوحدك ولا مش عايز تشوفني؟ التفت إليها بغضب وتحدث بانفعال _ في ايه ياسارة مـ قلتلك عايز اكون لوحدي. غضبه اكد لها شكها فأيقنت بأن والدها سيظل بينهم ستنسحب هي بهدوء كي ترفع عنهم الحرج فقالت بثبوت _ جاسر طلقني انتفض جاسر في غفوته ليجد نفسه ……
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا