رواية عش العراب الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
37=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والثلاثون ب مركز خاص ل علاج الإدمان تعذب قلب النبوى الى و ما وصل إليه رباح الذي يراه يصرخ من خلف ذالك الزجاج الموضوع بالغرفه يضع يديه على رأسه يتحدث يتوسل أن يدخل إليه أحدا يعطيه اى مسكن يخدر آلم رأسه الذي يشعر أن راسه تكاد تنفجر من شدة الآلم كان يضرب رأسه بحوائط الغرفه. تدمعت عين النبوى وهو ينظر للطبيب قائلا: حاول تساعده بأى مسكن. رد الطبيب: مقدرش أديه أى علاج بسكن الآلم ده، أبقى بكده بضره لازم مفعول الدوا يطلع من جسمه، هي نوبة هيجان ولما هيشعر بالإنهاك هيهدى بعدها. وخلاص نوبة الهيجان تقريبا خلصت وجسمه هيسترخى. تدمعت عين النبوى لائما نفسه أين كان وإبنه يغرق في ذالك الطوفان، لكن لم يفوت الوقت رباح سيتعالج ويعود أفضل، لن يتركه مره أخرى لأحد غيره يسمم أفكاره. بمنزل والد زهرت. إجتمع الناس على صريخ عطيات، ومنهم من كسر باب المنزل ودخل مباشرة الى الغرفه التي يأتي منها الصريخ، دهشوا حين وجدوا قدريه ممده على الفراش عينيها حاجظتين، وعطيات تصرخ وتنوح، بتمثيل. البعض منهم شك في الأمر بسبب جحوظ عيني قدريه الواضح، والبعض حاول تهدئة عطيات التي إمتثلت لهن سريعا وقالت بصعبانيه: دخلت عليها أصحيها لما أستغيبتها لقيتها متمدده كده جسمى ساب منى. البعض صدق الكذبه وقامت إحداهن بتلتيم جثمان قدريه ووضعت وشاح أبيض يخفى جحوظ عينيها، وقالت إحداهن: لازمن نبعت خبر ل دار العراب لازم ولادها يعرفوا إن أمهم ماتت لوحدها لاحول ولاقوةالابالله. بالفعل وصل الخبر ل دار العراب وأستقبلته سميحه التي بدورها أتصلت على محمد ولم تخبره أن والداته قد توفيت بل قالت له أنها مريضه، ماهى الأ دقائق وكان محمد يدخل بطبيب معه. حين رأت عطيات الطبيب مع محمد إرتعبت من الخوف وقالت: مالوش لازمه الدكتور عمتى قدريه في ذمة الله، ربنا يحسن ختامها. صدم محمد قائلا: مستحيل فين ماما، وسعى خلى الدكتور يدخل يكشف عليها. قال محمد هذا وأبعد عطيات عن الباب، ودخل ومعه الطبيب وخلفهم سميحه التي تبكي، ربما لم تعاملها يوم بمحبه، لكن طبيعة القلوب تتغلب على المشاعر في هذا الوقت، صدم محمد وهو يرى جسد والداته مربط بمجموعه أربطه كذالك عينيها، أيقن أن ما يقولونه صحيح والداته توفيت، حتى الطبيب الذي أقترب منها ووضع يده على عرقها النابض أكد ذالك لكن رأى علامة تلك الأصابع فقام بإزالة الوشاح عن عين قدريه قائلا: أنا مقدرش أطلع تصريح بالدفنه، أنا عندى شك كبير إن الوفاه مش طبيعيه، جحوظ العين وكمان في علامات صوابع على رقابتها. إرتعشت عطيات برجفه قائله: قصدك أيه يا دكتور حد قتلها. رد الطبيب: وارد جدا متأسف لازم أبلغ الطب الشرعى. ذهل محمد وسميحه وهما ينظران الى عطيات التي قالت بهستريا: والله ما لمستها أنا دخلت أصحيها لما بقينا بعد الضهر. بينما عطيات ترتجف فهى تعلم انها كاذبه. هى حين عادت بالامس ودخلت الى المنزل تفاجئت ب قدريه ممده على الارض تنام وجهها مدفوس بالسجاده، ظنت أنها ربما مرضت فجأه فاسرعت إليها وقلبتها على وجهها لتفاجئ بعينيها الجاحظتين، كادت تصرخ لكن إنكتم صوتها خوفا أن يتهمها الناس بقتلها، فالحال أتى إليها فكره، قامت بسحب قدريه الى أن أدخلتها الى غرفتها بعد عناء ثم وضعت على فراشها وقامت بتغطية جسدها، وذهبت الى الصاله وعدلت كل شئ وهي تفكر فيمن فعل ذالك بعطيات أتكون إنتحرت هكذا ظنت في البدايه لكن تذكرت أن زهرت كانت ستأتى الى المنزل ربما تشاجرت مع قدريه بالفعل هذا هو التفسير المنطقى وأكد ذالك فردة ذالك الحلق التي وجدتها على الأرض... ماذا تفعل الآن، إهتدى عقلها لإفتعال تلك القصه أن قدريه ماتت وهي نائمه، لكن كما يقولون لا فرار من العقاب. طاوع محمد الطبيب وأراد معرفة سبب موت والداته أهو قدر إم جنايه. بالشقه الموجوده فيها سلسبيل. وقفت تنظر ل قماح متعجبه وهو ينهى حديثه على الهاتف يبتسم هو الآخر وهو يضع هاتفه بجيبه ولم ينتظر كثيرا وقام بجذب سلسبيل من خصرها يضمها لصدره هامسا جوار أذنها: برائتك ظهرت يا سلسبيل. عادت سلسبيل برأسها للخلف تنظر لوجه قماح المبتسم وقبل أن تتسأل جاوب قماح: خلينا نروح النيابه وبلاش نتأخر وكيل النيابه في إنتظرنا. ردت سلسبيل بتعجب: أنا مش فاهمه حاجه يا قماح! برائتى ظهرت إزاى، ووكيل النيابه إزاى بيكلمك بالبساطه دى! وضع قماح يديه حول وجه سلسبيل، قائلا: بلاش أسئله كتير، ادخلى غيرى هدومك دى وخلينا نروح النيابه وقتها هتلاقى الرد على أسئلتك كلها. قال قماح هذا ونظر لوجه سلسبيل المشدوه وحاول المزح قائلا: ولا عاوزانى أساعدك في تغير هدومك. نظرت له سلسبيل قائله: لأ هدخل أغير هدومى ونروح النيابه عندى فضول أعرف عملت أيه و إزاى برائتى ظهرت بالسرعه دى؟ جذبها قماح إليه بقوه وقام بتقبيل شفاها برويه ثم ترك شفاها هامسا: أنا بقول تروحى تغيرى هدومك عالسريع قبل ما نلاقى النائب العام طابب علينا هنا لأن بسهوله ممكن يحدد العنوان من إشارة الموبايل. بالمشفى. دخل الطبيب سريعا الى داخل الغرفة الموجوده بها نهله نهض ناصر ونظيم بخضه ودخلا الى الغرفه خلف الطبيب برجفه لكن تفاجئ الأثنان ب نهله تفتح عينيها تبسم ناصر بلهفه وأقترب منها ينظر الى عينيها الواهنه سمع قولها الهامس: همس، سلسبيل هدى. تبسم لها بينما قال الطبيب ببسمه أهلا برجوعك مره تانيه يا مدام. لم ترد نهله على الطبيب عينيها منصبه تنتظر جواب ناصر أن يخبرها عن سلسبيل ما يشرح صدرها. بينما أكمل الطبيب حديثه: المدام هتتنقل لغرفه عاديه بس ممنوع الإزعاج، ياريت الزيارات تبقى خفيفه وبلاش يبقي في زحام. في الأوضه ومره تانيه حمدلله على السلامه يا مدام، سيد ناصر ممكن لو سمحت تجى معايا مكتبى لدقايق على ما ينقلوا المدام لأوضه عاديه. بعد قليل وقف نظيم أمام أحد الغرف المجهزه، بيده الهاتف ينظر له حائر أيتصل على هدى يبشرها أن والداتها قد فاقت، أم ينتظر أن يتصل عليها والدها ويخبرها، ظل حائر. لكن شعر بيد توضع على كتفه من الخلف، إستدار ليرى ناصر يبتسم ناصر قائلا: أنا كنت في مكتب الدكتور المتابع لحالة نهله و قالى إن حالة نهله الحمد لله شبه مستقره وزمانهم خلصوا نقلها لغرفه عاديه، شكرا ل وقفتك معايا يا نظيم. رد نظيم: الحمد لله، ربنا يتم شفاها على خير، وأنا مستحقش الشكر، أنا معملتش حاجه، جميلك سابق عليا، وأنا من يوم سميحه أختى ما أتجوزت من محمد أنا بعتبر أى فرد من عيلة العراب من أهلى وله حق عليا. تبسم ناصر له قائلا بحبور وإعجاب: أتصل على هدى يا نظيم وبشرها إن نهله فاقت وقولها تجى وتجيب همس معاها. لمعت عين نظيم وأومأ له برأسه قائلا بربكه: حاضر هطلع أتصل عليها من الجنينه عشان الدكتور قال بلاش إزعاج، وكمان هكلم ماما أطمن عليها. بينما في نفس الوقت قبل أن يرد ناصر عليه آتى إليه إتصال هاتفى نظر لشاشة الهاتف قائلا: ده قماح هرد عليه، وأنت أطلع للجنينه كلم هدى، وسلملى على مامتك. رد ناصر على قماح وإستمع لما قاله له وإنشرح قلبه قائلا: الحمد لله إن براءة سلسبيل ظهرت، ونهله كمان الحمد لله فاقت. بعد لحظات. بغرفه خاصه بالمشفى، خرجت الممرضه بعد أن أعطت ل نهله بعض الأدويه، تبسم ناصر وهو يدخل الى الغرفه وإقترب من فراش نهله. نظرت له نهله قائله: سلسبيل. رد ناصر ببسمه: أطمنى يا نهله لسه قافل الموبايل مع قماح وقالى إن سلسبيل برائتها ظهرت وهيعملوا إجراءات خروجها من النيابه. تنفست نهله وتنهدت براحه قائله: الحمد لله. جلس ناصر على الفراش وإنحنى يقبل يد نهله قائلا بعتب: كده يا نهله تخضينى عليك قلبى كان هيوقف لما شوفتك وقعتى من طولك، مكنش لازم أسمع كلامك لما كنت بتقولى أنا كويسه كان لازم أسمع لكلام البنات لما كانوا بيقولولى ماما محتاجه فحص طبى، صعب عليا اشوفك راقده هنا و... قطعت نهله حديثه قائله: طول عمرى ضعيفه مش جديده عليا يا ناصر. ضم ناصر يد نهله قائلا: عمرك ما كنت في نظرى ضعيفه يا نهله بالعكس أنا كنت بستمد قوتى منك. ب دار العراب لم تستطيع هدى النوم وهي تفكر فيما وصلت إليه حياتهم وشعرت بالسهد من اول الليل وكاد يآخذها الفكر الى توقع الأسوأ فقررت العبث بحاسوب حماد ربما تستطيع الوصول الى فتح ذالك الملف، سطع النهار عليها وهي جالسه على الفراش لم تدرى بالوقت. تنهدت بنرفزه قائله: أيه هو الملف مش عاوز يفتح ليه الغبى حماد عامل عليه طلسم من الجان، بكده مبقاش قدامى طريقه غير إنى أطلب مساعدة نظيم، أكيد هو عنده خبره أكتر، ممكن كتر المحاولات تتلف محتوى الملف. فى ذالك الوقت صدح هاتفها برنين. للحظه إنخضت وخشيت أن ترى من المتصل عليها، إستجمعت قوتها وفتحت الهاتف، رأت إسم نظيم خفق قلبها بإحساسين، الإحساس الاول اللهفه، والإحساس الثانى والأصعب، التوجس خائفه أن ترد عليه تسمع ما يزيد من قلقها على والداتها، لكن تملكت نفسها وقامت بالرد لتسمع: عمى ناصر قالى أتصل عليك أقولك إن مامتك فاقت من الغيبوبه وكمان قولى ل همس وهاتيها معاك لهنا بسرعه. نهضت هدى من على الفراش قائله بفرحه عارمه: مسافة السكه، شكرا يا نظيم. نزلت هدى مسرعه الى شقة عمها النبوى، وقامت برنين الجرس كثيرا فتح لها كارم قالت له بتسرع وفرحه: فين همس، عاوزه أقولها إن ماما فاقت. تنهد كارم ببسمه: الحمد لله ردت همس من خلف كارم بسعاده بالغه: الحمد لله هدخل أغير هدومى ونروح لها سوا، وإنت كمان إطلعى غيرى هدومك ولا هتروحى المستشفى بيجامة السناجب دى. نظرت هدى لنفسها وشعرت بالخزو من كارم، هي حقا منامه محتشمه لا تصف ولا تشف كما أنها تربط رأسها بوشاح بطريقه عشوائيه لكن يخفى شعرها. هربت سريعا دون حديث. ضحكت همس، وكذالك كارم الذي قال: هنزل أخد المفاتيح من السواق عشان أنا اللى هوصلكم. تبسمت له همس وهي تشعر بريبه وترقب في رد فعل نهله حين تراها أمامها وقالت له: تفتكر رد فعل ماما هيكون أيه لما تلاقيني قدامها لسه عايشه. ضم كارم همس قائلا: رد فعلها هتحس إن روحها رجعت لها من تانى وهتقول، ها قد عادت هاميس مرة أخرى عند العصر. تبسمت همس على طريقة حديث كارم المازحه ف بأصعب الاوقات مزحه قد تعطى أملا. قبل قليل بمبنى النيابه العامه جلست سلسبيل أمام وكيل النيابه ومعهم بالغرفه المحامى الخاص ب سلسبيل. تبسم وكيل النيابه قائلا: مبروك يا مدام سلسبيل برائتك ظهرت، دى أسرع براءه تظهر، بس طبعا هروبك هو اللى سهل علينا طريق الوصول للحقيقه، بس ميمنعش إن قماح بيه أخترق القانون لما هربك. أبتلعت سلسبيل ريقها قائله: ممكن أعرف إزاى ظهرت برائتى؟ رد النائب: تمام هقولك مختصر. فلاش باك. بعد أن أمر وكيل النيابه بتحويل سلسبيل الى سجن على ذمة القضيه، طلب قماح الدخول اليه وافق وكيل النيابه على مقابلته. دخل قماح الى غرفة وكيل النيابه يصافحه معرفا نفسه قائلا بشكر: أنا قماح العراب بشكر لطفك إنك وافقت تقابلنى. صافحه وكيل النيابه بلطف: مفيش داعى للشكر، أكيد مش طالب مقابلتى عشان تشكرنى إنى أمرت بحبس زوجتك كده ممكن أفهم غلط. رد قماح: لأ أنا طلبت مقابلتك عشان إنت الوحيد اللى تقدر تساعدنى أثبت براءة مراتى من تهمه مدبره ليها، طبعا إنت عارف إن القتيل يبقى شقيق طليقتى والمتهمه هي زوجتى، وهي قالت في التحقيقات إن طليقتى بعتت لها رسايل تستغيث بها تساعدها وده مثبوت في التحقيقات غير أكيد حصل تعقب ل رسايل موبايلها وفعلا الرسايل أثبت إرسالها من طرف موبايل طليقتى، يعنى فعلا زوجتى كان وجودها في الشقه اللى إتقتل فيها شقيق طليقتى طبيعى أنها رايحه لمساعدتها. رد وكيل النيابه: للآسف مدام هند أنكرت أنها هي اللى أرسلت الرسايل دى لآن موبايلها كان ضاع منها حتى قدمت مستند يثبت كده ده بلاغ منها محرر من كذا يوم إن موبايلها مفقود. تفاجئ قماح وهو يأخذ ذالك المحضر وقرأه بالفعل ذالك صحيح تيقن قماح انه كان هنالك فخ مدبر، فقال بحنكه: طب بكده الرسايل دى ممكن تكون دليل براءة زوجتى، إن اللى بعت الرسايل دى ممكن هو نفسه الشخص اللى قتل نائل. رد وكيل النيابه: فعلا فكرت في كده، بس كمان وجود مدام سلسبيل في نفس المكان دليل إدانه ليها، وكمان إصرار أخت القتيل وإتهامها لها دليل تانى. زفر قماح نفسه قائلا: أنا بطلب منك مراقبة أخت القتيل لآنى عندى يقين إن دليل براءة سلسبيل معاها، ومش بعيد تكون هي نفسها القاتله وحبت تلفق الجريمه ل سلسبيل نكايه فيها. رد وكيل النيابه: وارد جدا مش بعيد، وأنا فعلا أمرت بمراقبة كل أفراد عيلة القتيل، بس أرجع وأقولك موقف مدام سلسبيل صعب للغايه لازم دليل قوى يبرهن إن اللى حصل كان فخ وإن القاتل شخص تانى، وعلى ما أعتقد إن الشخص ده قريب منكم. رد قماح: متأكد من كده، طب أنا عندى أقتراح ممكن يساهم في ظهور براءة زوجتي. تسأل وكيل النيابه: أيه هو الأقتراح ده؟ رد قماح: إن سلسبيل تهرب. تفاجئ وكيل النيابه قائلا: بتقول أيه!، مش فاهم قصدك! إنت عاوز تهرب المتهمه! رد قماح: هو ده الحل الوحيد لأنه هيربك القاتل الحقيقى، وكمان في سبب تانى. رد وكيل النيابه بإستفسار: . وأيه هو السبب التانى كمان اللى عاوز تهرب المتهمه بسببه. رد قماح: الحفاظ على حياة زوجتى والد نائل بنفسه هددنى إنه مش هيدفن إبنه قبل ما يقتل سلسبيل وأظن النيابه بعتت له أنه يستلم جثة إبنه وهو رفض إستلامها، وده يأكد كلامى، ومتأكد أنه هيكون زارع في السحن الاحتياطى حد من طرفه يتمم له المهمه. رد وكيل النيابه: متآسف مقدرش اخالف القانون وأساعد في تهريب المتهمه، كل اللى أقدر اعمله إنى ممكن آمن لها وجودها في السجن الإحتياطى. رد قماح: تفتكر في آمان في مكان فيه أسوء أنواع البشر؟ رد وكيل النيابه: مستحيل أخالف القانون وأساهم في شئ ضد مبادئ. نهض قماح واقفا يمد يده لمصافحة وكيل النيابه: . بشكرك مره تانيه إنك سمحتلى من وقتك. تأكد وكيل النيابه أن قماح سيقوم بتهريب زوجته فقال: ممكن تدينى رقم موبايلك. تبسم قماح وهو يفهم سبب طلب وكيل النيابه ل رقم هاتفه قائلا بمراوغه: أنا عندى كذا رقم على موبايلي بس ده الرقم اللى بديه للآشخاص المهمين. قال قماح هذا واعطى رقم هاتفه الى وكيل النيابه وغادر وهو حاسم أمره بتهريب سلسبيل. بالفعل بعد وقت كما توقع وكيل النيابه آتى إتصال هاتفى يؤكد أن المتهمه قد هربت، أغلق الهاتف مبتسما حدث مثلما توقع. أتصل وكيل النيابه على هاتف قماح الذي رد عليه: أكيد وصلك خبر هروب زوجتى؟ رد وكيل النيابه: رغم إن ده ضد مبادئ القانون بس أنا هستخدم روح القانون واتغافل عن هروب زوجتك في حاله واحده إن برائتها تظهر، بس وقتها هتدفع غرامه كبيره جدا. تبسم قماح قائلا: هي براءة سلسبيل تظهر وانا مستعد ادفع أى غرامه. أشاع وكيل النيابه خبر هروب سلسبيل ليصل الخبر الى والد القتيل الذي بدوره نقل الخبر الى هند لم تشعر هند أنها مراقبه مما جعلها تخطئ صباح اليوم. نزلت هند من سيارتها أمام السلم الخلفى للعماره التي قتل أخيها بأحد شققها، صعدت عبر ذالك السلم الخلفى ووقفت امام الباب الخاص بالشقه قامت بإخراج ذالك المفتاح الخاص به وحاولت فتح الباب، لكن كان الباب صعب الفتح قليلا فقامت بكسعه بقوتها، فإنفتح الباب ودخلت الى مطبخ الشقه، منه الى داخل الشقه، لكن تفاجئت بوجود وكيل النيابه ومعه بعض الخبراء الجنائين. إدعى وكيل النيابه التعجب قائلا: إزاى قدرتى تدخلى للشقه مع أنها متشمعه بالشمع الأحمر من يوم الحادثه. إرتبكت هند قائله: دخلت من باب المطبخ. رد وكيل النيابه بسؤال: وياترى أيه السبب اللى خلاك تجى للشقه النهارده وتدخليها أكيد حضرتك عارفه إن ممنوع تدخلى للشفه بدون إذن من النيابه أنها تفك الشمع الأحمر من على أبواب الشقه. ردت بإرتباك: . البواب، البواب إتصل عليا وقالى إن في ناس بيحاولوا يدخلوا للشقه، وأنا خوفت يكون المتهمه بعد ما هربت هي اللى بتحاول تدخل الشقه. رد وكيل النيابه: وعرفتى منين إن المتهمه هربت وإنها هتحاول تدخل الشقه. ردت هند: خبر هروب القاتله إنتشر. تنهد وكيلالنيابه قائلا: تمام، بس كان. الاولى كنت تبلغى النيابه أو حتى الشرطه باللى قاله ليك البواب مش تجى بنفسك وتدخلى الشقه وتتعدى على قرار النيابه بغلق الشقه، وكمان داخله من باب الخدم مش الباب الرئيسى. توترت هند من كثرة أسئله وكيل النيابه وقالت بكذب، أنا يادوب حطيت المفتاح في الباب الخلفى فتح مباشرة اكيد مكنش متشمع بالشمع الأحمر، خوفت تكون القاتله هنا ولما تلاقينى دخلت من الباب الرئيسى تهرب من الباب الخلفى، بس حضرتك بتعملوا أيه هنا؟ رد وكيل النيابه بمراوغه انه صدق كذبها المفضوح: إحنا بنعاين مسرح الجريمه مره تانيه يمكن نلاقى دليل جديد، بس كويس إنك جيتى أنا كنت هتصل عليك عشان إعادة تمثيل الجريمه، حضرتك قولتى في التحقيق السابق إنك مكنتيش عايشه في الفتره الاخيره هنا في الشقه، وكان صدفه وجود أخوكي هنا في الشقه عشان يجيب ملف مهم كنتى نسياه بالشقه قبل ما ترجعى لبيت والدك، وإنك جيتى لهنا لما لاقتيه أتاخر في الرجوع وأتفاجئتى بجريمة قتل أخوك. ردت هند: أيوا هو ده اللى حصل بالظبط. تسأل وكيل النيابه: طب لما دخلتى كانت المتهمه واقفه فين بالظبط؟ ردت هند بخطأ: كانت جنب جثة نائل. علم وكيل النيابه أن هند أخطأت بالرد عليه لكن قال بتسأول: بس مش غريب إن المتهمه ملهاش أى بصمات على جثة القتيل غير سلاح الجريمه المفقود، أكيد مكنتش لحقت تتخلص منه. ردت هند بعصبيه: معرفش أنت بتسالينى الأسئله دى كلها ليه الاسئله دى المفروض تسألوها للمتهمه اللى هربت. رد وكيل النيابه: تمام، تقدري تتفضلى والخبراء الجنائين هيعانوا الشقه مره تانيه بتدقيق يمكن نلاقى سلاح الجريمه، ووقتها يبقى الدليل القاطع على إدانة المتهمه. توترت هند قائله: تمام. كادت هند أن تغادر لكن قال لها وكيل النيابه بمفاجأه: ممكن تفضلى معانا أثناء المعاينه لأن بعد المعاينه المره دى مش هيبقى في سبب لتشميع الشقه وتقدري تستلميها وتبقى تحت تصرفك. ردت هند بداخلها بعض من الترقب: اوكيه. تجول الخبراء بالشقه بحثا عن سلاح الجريمه الى أن وصلوا الى الصاله مره أخرى راقب وكيل النيابه هند عن كثب لاحظ نظرها أكثر من مره الى سقف الصاله وبالأخص الى تلك النجفه فطلب من أحد الخبراء: شوفلى النجفه دى ممكن يكون سلاح الجريمه محطوط على القرص المتعلقه منه. ردت هند بسرعه: بس النجفه ملزوقه مباشرة في السقف. رد وكيل النيابه: مش هنخسر حاجه لما نتأكد. بالفعل صعد أحد الخبراء على سلم صغير وبدأ بفحص النجفه ليقول بتفاجؤ: في هنا كاميرة مراقبه. تبسم وكيل النيابه بظفر قائلا: غريبه إزاى دى فاتت على لجنه المعاينه الاولى، وكمان إزاى حضرتك أخفيتى علينا وجود كاميرا هنا في الشقه، ده يعتبر طمس للأدله. إرتبكت هند قائله: أنا أتفاجئت دلوقت، أول مره أعرف بوجود كاميرا هنا في الصاله. نظر وكيل النيابه الى الخبير الجنائى قائلا: تمام هاتلى الكاميرا. ثم نظر ل هند قائلا. وحضرتك مطلوبه لإعادة التحقيق في النيابه دلوقت. تفاجئت هند قائله: قصد سيادتك أيه؟ بمطلوبه للتحقيق. رد وكيل النيابه: هتعرفى في النيابه. بالفعل بعد وقت بغرفة التحقيقات فتح وكيل النيابه حاسوب خاص ووضع به قرص مدمج ثم وجه حديثه ل هند قائلا: متأسف إن هجرح مشاعرك بس لازم تشوفى الفيديو ده. نظرت هند الى شاشة الحاسوب، بإرتعاش. أن يكون سجل وجودها مع نائل قبل مغادرتها للشقه، لكن هي قالت ل نائل أن يشغل تسجيل الكاميرا بعد مغادرتها نظرت عينيها بإرتجاف أهدابها الذي لاحظه وكيل النيابه، حين بدأ تشغيل التسجيل. كانت صدمه حين رأت فتح نائل ل باب الشقه و دخول إمرأه ترتدى زيا أسود بالكامل يخفى حتى ملامح وجهها بنقاب وهنالك قفازات سوداء على يديها، ظل بينهم حديث طويل وبعض المشحنات العنيفه لوقت حتى أن نائل تطاول على تلك المراه بالضرب مما جعلها تمسك ذالك السكين الصغير وتطعنه حين كاد يقتلها ليبتعد عنها لكن هي قامت بطعنه أكثر من مره بانحاء متفرقه من جسده أردته قتيل، وحاولت الهرب من باب الشقه لكن عادت سريعا ولم تغلق باب الشقه جيدا تركته موارب، ثم توجهت نحو باب المطبخ وبعدها إختفت من التسجيل، ثم بأقل من دقيقتين كانت سلسبيل تدفع باب الشقه ووقفت مكانها مصدومه لم تقترب من نائل المسجى أرضا، الى أن دخلت هند بهوجاء حين رأت منظر أخيها. أوقف وكيل النيابه التسجيل قائلا: للآسف التسجيل من غير صوت كان من نبرة الصوت ممكن نحدد مين اللى كانت لابسه أسود في أسود، التسجيل ده جزء من تسجيل الكاميرا دى إزاى الشقه بتاعتك ومتعرفيش إن في في النجفه كاميرا. ردت هند: معرفش، أنا سايبه الشقه من فتره صغيره، بس كان في نسخه من المفاتيح مع أخويا. تعجب وكيل النيابه: قصدك إن أخوك ممكن يكون هو اللى مركب الكاميرا في النجفه، طب ليه، طالما إنك سيبتى الشقه من فتره قصيره. ردت هند بإدعاء: معرفش، معرفش، أنت بتحقق معايا ولا بتتهمنى مباشرة. رد وكيل النيابه: لأ لا بحقق معاك ولا بتهمك، بس الفيديو ده دليل براءة مدام سلسبيل اللى حضرتك اتهمتيها، وكمان عندى سؤال أخير: تعرفى الست اللى كانت لابسه أسود دى؟ رد هند: وهعرفها إزاى وإيدها حتى مش ظاهره. رد وكيل النيابه: تمام كده التحقيق خلص، تقدرى تتفضلى. إبتلعت هند حلقها بمراره وقالت: طب وموقف سلسبيل دلوقتي أيه؟ رد وكيل النيابه: الإتهام سقط عن مدام سلسبيل بسبب ظهور دليل جديد في القضيه بيوضح بسهوله إنها مش القاتله. ردت هند بإستفسار: طب وهروبها. رد وكيل النيابه: مدام سلسبيل هنا في النيابه من مده قصيره سلمت نفسها مره تانيه، وبسهوله يفرج عنها بكفاله ماليه. إشتعل قلب هند بنيران هوجاء، سلسبيل نفذت من الإتهام. خرجت هند من غرفة النائب تتراقص أمام عينيها فرحة قماح وسلسبيل ببرائتها، لن تبتعد عنه، بل هو من لهث خلف برائتها، شار عليها شيطانها بهدم تلك السعاده، وبداية الطريق ب دار العراب. عوده... سرد وكيل النيابه موجز ما حدث ل سلسبيل وتبسم قائلا: مبروك البراءه يا مدام سلسبيل. قال هذا وتخدث الى الكاتب الذي جواره قائلا: أمرنا نحن وكيل النيابه، ببحفظ الإتهام الموجه إليها وإخلاء سبيل السيده. سلسبيل ناصر العراب من سراى النيابه ودفع غرامه ماليه قدرها عشرة آلاف جنيه وذالك مالم تكن على سبيل قضية أخرى. قال وكيل النيابه هذا وعاود القول: مبروك يا مدام سلسبيل، الفضل الكبير في ظهور برائتك بالسرعه دى هو زوج حضرتك. تبسمت سلسبيل له، بينما نهض المحامى مصافحا وكيل النيابه: بشكر سعة صدر سيادتك وإنك ساندت العدل. خرجت سلسبيل من غرفة التحقيقات مع المحامى تلهف عليهم قماح بإستعلام. تبسمت له سلسبيل، زفر نفسه براحه بينما أكد المحامى ذالك قائلا: مدام سلسبيل خرجت براءه، كلها ساعه بالكتير هنعمل إجراءات الافراج عنها وندفع الغرامه. تبسم قماح له وقال: تمام. بعد أقل من ساعه، خرجت سلسبيل من أحد الغرف، كان في ذالك الوقت قماح يهاتف عمه ناصر يخبره بظهور براءة سلسبيل لم ينتبه بوجودها خلفه، حين سمعته يقول: واخبار مرات عمى أيه؟ رد عليه ناصر: فاقت واتنقلت لاوضه عاديه. رد قماح: الحمد لله إنها فاقت ربنا يكمل شفاها بخير وتخرج بالسلامه. آمن ناصر على قول قماح الذي اغلق الهاتف وإستدار ليرى سلسبيل بوجهه من نظرة عينيها علم أنها سمعت حديثه مع عمه، لم تنتظر كثيرا وقالت بخفوت: ماما مالها؟ رد قماح: بخير. ردت سلسبيل: بخير إزاى انا سمعتك يا قماح وانت بتكلم بابا قولى الحقيقه. رد قماح: بصراحه مرات عمى إتعرضت لشبه جلطه في القلب، بس الحمد لله فاقت وحالتها إستقرت. تدمعت عين سلسبيل قائله: ودينى لماما المستشفى يا قماح مش هطمن غير لما أشوفها بعينى. فى نفس اللحظه شعرت سلسبيل بدوخه أغمضت عينيها ورأت صغيرها يبكى ويد تضعه بشئ أشبه بصندوق وتغلقه عليه كى تكتم صوته، في ذالك الوقت سندت سلسبيل على يد قماح. سند قماح سلسبيل قائلا بلهفه: سلسبيل مالك، عمى قالى إن مرات عمى فاقت وهتتأكدى بنفسك بعد شويه. ردت سلسبيل التي تشعر بتوجس: انا بخير خلينا نروح نطمن على ماما، ولا أقولك نرجع دار العراب الأول. رد قماح ببسمه: أيه المشاغب الصغير وحشك كنت بكلم جدتى من شويه ولاول مره أسمعها بتشتكى من شقاوته. تبسمت سلسبيل بغصه قويه في قلبها، وقالت: أقولك خلينا نروح للمستشفى أطمن على ماما الاول، بعدها نرجع دار العراب للمشاغب الصغير. بالمشفى تنهدت نهله بحسره في قلبها لاحظ ناصر الجالس معها بالغرفه ذالك قائلا: مالك يا نهله لو حاسه إنك تعبانه أتصل عالدكتور. بينما نهض نظيم الجالس معهم سريعا يقول: هروح للدكتور أقوله يجى هنا فورا. رد نهله سريعا: لأ أنا كويسه الحمدلله، كتر خيرك يا نظيم تسلم قالت نهله هذا ونظرت ل ناصر: هقولك حاجه يا ناصر بس بلاش تقول عليا إتجننت، أنا عارفه إنها تخاريف وأنا في الغيبوبه. تبسم ناصر وهو متوقع ماذا ستخبره قائلا: خير. بينما شعر نظيم بالخجل قائلا: هستأذن وأسيبكم... ردت نهله التي تشعر بآلم ليس آلم جسدى بل نفسى أكثر: إنت مش غريب يا نظيم، ناصر قالى على وقفتك جنبه، كتر خيرك. تبسم نظيم دون رد بينما عاودت نهله الحديث: أنا شوفت همس كآنها كانت واقفه قدامى وبتكلمنى، حتى حسيت بمسكتها لإيدي. تبسم ناصروهو ينظر ل نظيم الذي إبتسم هو الآخر دون أن يقولا شئ وهما ينظران الى باب الغرفه الذي فتح ودخلت في البدايه هدى قائله بلهفه: ماما. نظرت لها نهله ترسم بسمه رغم وهنها الملحوظ لكن تهافتت هدى عليها وأقتربت منها وقبلت رأسها قائله: ماما. وضعت نهله يدها على كتف هدى قائله بفرحه: أنا بخير يا روحى. تبسمت هدى قائله: يارب دايما ياماما. قالت هدى هذا ونظرت نحو والداها قائله: أنا بقول تطلب الدكتور يا بابا لأن مش متوقعه رد فعل ماما لما تشوف المفاجأه اللى هتدخل حالا. تبسم ناصر قائلا: نهله مش ضعيفه قوى كده. نظرت نهله ل هدى قائله: أيه المفاجاه سلسبيل؟ ردت همس التي دخلت تقول بإدعاء: هو مفيش مفاجأه غير سلسبيل ولا أيه. نظرت نهله نحو صاحبة الصوت بذهول غير مصدقه هي تتوهم، أغمضت عينيها علها تكون بحلم ليتها لا تصحو منه. لكن عاودت همس الحديث قائله بلهفه وهي تقترب من نهله ووضعت يدها فوق يدها: ماما، إنت بخير. فتحت نهله عينيها مرغمه هذه المره ونظرت الى تلك اليد التي وضعت على يدها، تلك اليد، ليست خيال، رفعت بصرها لترى همس ترفع عن وجهها النقاب تبتسم. أغمضت نهله عينيها مره أخرى لكن سرعان ما فتحتهما تقول بهمهمه وتقطع: ه م س. إنت ع ايشه، ولا أنا لسه في الغيبوبه، يارب مصحاش منها. تبسمت همس بدمعه وقالت: أيوا يا ماما أنا لسه عايشه إنتى مش في الغيبوبه. حاولت نهله النهوض لكن بسبب تلك الانابيب الموصله بيدها وجهاز الأوكسچين الموضوع على انفها حال دون نهوضها، لكن جذبت همس لحضنها بقوتها الواهنه وقبلت رأسها قائله: حبيبتى كان نفسى أقولك إنى مكنتش مصدقه إنك تغلطى الغلطه دى. تدمعت عين همس بإبتسامه. لكن تحير عقل نهله قائله: بس إزاى إنت لسه عايشه! جالت عين نهله على من حولها ودخول كارم، نظرت له ثم إبتسمت قائله: لما عرفت إنك اتجوزت وسافرت مع مراتك منكرش قلبى إتحسر وقتها عشان كنت عارفه إنك بتحب همس، قولت إزاى نسيها بسرعه كده. تبسم كارم قائلا: مقدرش انسى هاميس اللى رجعت للحياه من تانى عشانى. تبسمت نهله وضمت همس بقوتها مره اخرى، لكن آنت همس قليلا، إنتبهت نهله لبطن همس المنفوخه، دمعه لا سبب لها، أكانت دمعة فرحه أم عتاب كيف أستطاعت همس ترك نهله تعيش لكل ذالك الوقت بقلب جريح ووهم موجع أنها فقدت إبنتها بوصمه بريئه منها، لكن السبب الاكبر شعور في القلب يمحى الآلم يضع مكانه أمل جديد في السعاده بعودة همس لحضنها الآن. وضعت نهله يدها على بطن همس قائله: إنت في الشهر الكام؟ ردت همس: قربت ادخل الشهر السادس، حامل في ناصر كارم. تبسمت نهله قائله: إنتى كمان هتجيبى ناصر تالت، مش كفايه ناصر أبن سلسبيل شقى قوى على فكره، سلسبيل كانت هاديه. تبسمت همس قائله: سلسبيل طول عمرها هاديه وبتتحمل فوق طاقتها كفايه أحلامها اللى بتتحقق. تنهدت نهله قائله: احكى لى أيه اللى حصل وإنتى إزاى لسه عايشه، سلسبيل كانت دايما تقول ل هدى إنها بتشوفك عايشه لما كنت بسمعها كان قلبى بيتقطع. تبسم كارم يقول: سلامة قلبك يا مرات عمي الحكايه طويله رأيي بعدين تعرفيها، المهم دلوقتي صحتك وإن هاميس رجعت لعيلتها عقبال سلسبيل ربنا يظهر برائتها. قبل ان يرد ناصر أيضا فتح باب الغرفه ودخلت سلسبيل بتلهف تقول: ماما. بنفس الوقت اعادت همس النقاب على وجهها تنتظر أن تفاجئ سلسبيل. إقتربت سلسبيل من فراش نهله وجدتها تبتسم قائله: تعالى يا أول فرحه إنتظرتها لسنين وربنا من عليا بالنبع الصافى. تبسمت سلسبيل بدمعه وانحت تقبل وجنه نهله قائله: ماما حبيبتى، كنت حاسه والله إنك مش بخير. وضعت نهله يدها على كتف سلسبيل قائله بحنان: أنا بقيت بخير لما شوفتكم إنتم التلاته قدامى بخير. تحيرت سلسبيل قائله: تلاته مين؟ ردت همس عليها قائله بمزح: خليفة الحجه هدايه بقت سوابق ورد سجون، لأ وأيه قضية قتل كمان. نظرت سلسبيل الى همس الجالسه بالناحيه الاخرى لفراش نهله بتعجب من صوت تلك المنقبه، يستحيل لابد أنه أحد أطيافها. لكن رفعت همس النقاب عن وجهها قائله: أنا حقيقه مش طيف ولا حلم من أحلامك اللى بتشوفيها. شعرت سلسبيل بذهول ونهضت تتمعن في همس بذهول قائله: همس! نهضت همس هي الأخرى قائله بتأكيد: همس، يا سلسبيل اللى كوابيسك ظهرت برائتها. تدمعت أعينهن وتقابلا بالمنتصف يحضنان بعضهن بإشتياق أخوه، عادت سلسبيل براسها نتظر لوجه همس ببسمه، إقتربت منهن هدى قائله بمرح: خدونى في وسطكم. تبسمن همس وسلسبيل وهن يحضنان هدى، ليصبح الثلاث بحضن بعضهن، ردت همس بحنين: كنت غبيه لما أختارت أكون ميته في نظركم وأسيب الحضن ده. حضنتهن سلسبيل الأثنان قائله: كان قلبى حاسس واتأكدت لما عمى جابلى كسوة سبوع ناصر... تبسمت هدى قائله: فعلا قالتلى كده، وانا مصدقتهاش، وقولت بتتوهم. تبسمت لهن همس. بينما لاحظت سلسبيل إنتفاخ بطن همس ووضعت يدها عليها تنظر لها بسؤال. ضحكت همس قائله: أيوا حامل في ناصر كارم العراب، إبنك مش هيفضل الحفيد الوحيد لعمو النبوى. نظرت سلسبيل نحو كارم الذي تبسم لها، ثم نظرت نحو قماح، لكن تعجبت من عدم ظهور أى صدمه أو تعجب على ملامحه، فقالت: قماح إنت كنت عارف إن همس لسه عايشه، أكيد كارم اللى قالك، دلوقتي عرفت ليه كارم مكنش بيخلى همس تكلمنا ووإتكلم سميحه. تبسم كارم يقول: والله ما أنا همس قدامكم أهى إسأليها. تبسمت همس، ونظرت ل قماح قائله: إنت كمان كنت عارف إنى لسه عايشه؟ تبسم قماح يومئ برأسه فقط ثم نظر نحو سلسبيل التي تنتظر تفسير منه وقال: أنا عرفت بالصدفه لما كنت منصاب بالرصاصه، سمعت بابا وجدتى وهما بيتهامسوا مفكرينى نايم، بس انا كنت شارد في نبع الميه. تبسمت همس وغمزت ل سلسبيل وهمست بجوار أذنها قائله: عملتى أيه في قماح يا نبع الميه، ده بقى بيتكلم، ولا أقولك قولى لينا إزاى طلعتى براءه. نظرت سلسبيل نحو قماح بإمتنان وقالت: قماح هو اللى ظهر برائتى. تبسم نظيم قائلا: ألف مبروك يا مدام سلسبيل. تبسمت همس قائله بتكرار: مدام سلسبيل، ليه تكبرها قوى كده قول لها يا بيلا عادى ولا أقولك بلاش بيلا لقماح يضايق، قول يا سلسبيل، إنت مش غريب يا نظيم. وضع ناصر يده على كتف نظيم قائلا بقبول: فعلا نظيم مش غريب، كفايه وقفته معايا اليومين اللى فاتوا مكنش بيروح لبيته ولا بيروح لجامعته. تبسم نظيم. بينما سلسبيل وهمس نظرن ل هدى التي نظرت ل نظيم بإعجاب وإحمرت وجنتيها، ثم نظرن لبعضهن بغمز، شعرت هدى بالخجل. بينما ناصر نظر ل نهله التي رغم وجهها المسئوم من المرض لكن تبسمت له وهي تومئ براسها بتفهم وتمنى أن يصبح نظيم هو زوج صغيرتهم قريبا، لتكتمل صورة العائله به. بالشقه الموجوده بها زهرت. كانت تجلس على الفراش تضم ساقيها لصدرها، تهزى وهي تتذكر جحوظ عيني قدريه، شعرت للحظه بالخوف ونهضت قائله: أكيد محدش شافنى وأنا طالعه من عندها، وبعدين كان دفاع عن النفس هي اللى بدأت وكانت بتحاول تقتلنى. جاوب شيطانها: هي كانت تستحق القتل، كانت غلاويه وعندها حقد لكل اللى حواليها. فى نفس الوقت رن هاتفها، إرتعبت من رنينه وذهبت الى مكان وجوده ورأت الشاشه عليها إسم حماد... خشيت أن ترد عليه وتركت الهاتف يرن لمرات غير مباليه له، وذهبت الى الدولاب وأخرجت علبه خشبيه صغيره وفتحتها تنظر الى ما بها قائله: لازم أسيب الشقه دى وأشوفلى شقه تانيه، أختفى لفتره على ما الامور تهدى، رباح أكيد مش هيصدق إنى كنت بأذيه. قالت زهرت هذا ووضعت يدها على بطنها قائله: لازم احافظ على اللى في بطنى هو ده اللى هيرجعنى تانى ل دار العراب غصب عنهم، في النهايه هو إبن رباح العراب. فى ذالك الوقت رن جرس باب الشقه. إرتجفت زهرت، وذهبت تقف خلف الباب خائفه تفتح، لكن سمعت صوت بكاء طفل صغير، ثم قول: أفتحى يا زهرت أنا، هند. بمكان مدنس ارسل حماد صوره لاحدهم وبعدها رساله عاوزها عندى في اقرب وقت في المكان السابق. اغلق حماد هاتفه يقول بشر وتوعد: المره دى مش هغلط نفس الغلطه، وهدايه بنت العراب هتكون ليا غصب عنها. ب دار العراب دخل كارم وقماح ودخل خلفهن الثلاث فتيات ببسمتهن التي عادت ترن في الارجاء لكن ليس كالسابق حين فوجئن بإحدى الخادمات تخرج من غرفة هدايه تصرخ بفزع قائله: الحجه هدايه واقعه مرميه عالأرض وراسها بتنزف وبكلمها مش بترد عليا. سريعا كان قماح وكارم يدخلون الى الغرفه صدمن بالفعل هدايه رأسها تنزف بغزاره وغائبه عن الوعى، وجهها يشاحب الموتى. دخلت خلفهم سلسبيل قائله: جدتى، ثم نظرت نحو الفراش ذهلت وهي تراه فارغ من طفلها قائله: فين ناصر، فين إبنى.
38=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والثلاثون تسارع كارم وقماح نحو جدتهم الفاقده للوعى تنزف من رأسها بغزاره، كذالك هدى وهمس حتى سلسبيل نفسها جثو جميعا جوارها نهض قماح سريعا وآتى بشال أبيض وقام بلفه حول رأس هدايه، بينما سلسبيل فجأه إنهارت وهي جاثيه على ساقيها تقول: دائما اللى بخاف منه بيحصل، بحاول إنى مشغلش بالى بالأحلام والأطياف دى بس في الآخر بتتحقق، أنا شوفت إيد بتضرب جدتى وبتخطف ابنى، بس لما قولتلى أنك كلمت جدتى قولت تهيؤات. بنفس الوقت دخل النبوى راى تجمعهم أرضا قائلا بذهول: كارم، همس، ثم وقع بصره على هدايه الفاقده للوعى وكذالك الشال الذي بدأ يصتبغ لونه بلون دماء هدايه، وقال برجفه: أمى! جثى لجوارهم سريعا يشعر بفزع وتقطع نياط قلبه لكن تماسك ونهض وحاول يحملها، لكن سبقه كارم قماخ الذي حملا هدايه وتوجها سريعا للخارج، نهض النبوى وسار خلفهما سريعا، الى أن وضعا هدايه بالسياره. تحدث كارم: خليك إنت هنا يا قماح عشان سلسبيل وشوف الكاميرات اللى على مداخل الدار. أماء له قماح براسه وهو يشعر بآلم جم في قلبه لديه توقع عن من فعل ذالك أو بالأخص من خطفت طفله وكادت تقتل جدته، بالتأكيد هى، هند التي فقدت عقلها وصرخت بوجهه في النيابه هددته بصراحه لن تتركه يرى السعاده مع سلسبيل كما أراد، لكن لم يتوقع أن يصل بها الجبروت أن تخطف طفله من قلب دار العراب لكن كيف دخلت وخرجت ب ناصر وذالك الحارس الذي على باب المنزل لم يوقفها. ذهب قماح الى ذااك الحارس قائلا: مين الغريب اللى دخل الدار. رد الحارس بخذو: محدش غريب دخل يا قماح بيه، الست هند اللى چت وجالت إنها هتاخد خلجات ليها كانت ناسياها، حتى لما جولت لها هتصل على قماح بيه جالت لى مش لازمن حتى شيعت للحجه هدايه قبل ما أدخلها وهي سمحت لها بالدخول، ومغابتش كتير وطلعت بصندوج إصغير مهعرفش كان فيه أيه، هو أيه اللى حصل يا قماح بيه، الحجه هدايه مالها. أيقن قماح توقعه يقول لنفسه: طيابة جدتى مع هند قابلتها بالاساءه ليها، بس مش اللوم على جدتى اللوم عليا أنا اللى أستحق... ذهب قماح الى مكان تسجيل الكاميرات وعاود التسجيلات ليرى خروج هند بإحدى السيارات، أخرج هاتفه وقام بإتصال قائلا: العربيه اللى هبعتلك رقمها دلوقتي عاوز خط سيرها وكمان الشخص اللى موجود عند رجب السنهورى عاوزك تعرف منه إن كان له أى شقه أو مخزن غير اللى أحنا نعرفهم. اغلق قماح الهاتف يفكر بالتأكيد هند لن تذهب بصغيره الى مكان معلوم لابد أنها ستختبئ به لكن أين؟ . شعر قماح بآلم فتاك في صدره عليه مواجهة سلسبيل التي بالداخل أكيد مازالت منهاره عاد قماح يسير بندم ليعود الى غرفة هدايه. كما توقع ها هن إبنتي عمه يجلسن جوار سلسبيل الباكيه تبكين مثلها أيضا، عاودت سلسبيل لوم نفسها قائله بهزيان: أنا ليه دايما بعاند نفسى وليه مش بمشى وراء الأحلام دى يمكن كنت اقدر أغير اللى هيحصل. ضمتا همس وهدى سلسبيل كل واحده من ناحيه حاولن التخفيف عنها، وهن يريدن أيضا من يخفف عنهن ما يشعرن به. أقترب قماح منهن، نظرن له هدى وهمس التي نظرت ل قماح قائله: جدتى؟ رد قماح: بابا وكارم راحوا معاها للمستشفى. تحدثت هدى: وناصر، مين اللى أتجرأ ودخل دار الهراب وضرب جدتى وخطف طفل صغير هيستفاد من ده أيه؟ قبل أن يرد قماح ردت سلسبيل: هند هي اللى عملت كده هتستفاد قهرة قلبى اللى كانت دايما ببتمناها لى. لم يتعجب قماح من معرفة سلسبيل بالتأكيد هند هددتها هي الأخرى أو ربما رأت ذالك بأحد كوابيسها كما قالت منذ قليل. بشقة زهرت عاودت هند القول من خلف الباب: أفتحى يا زهرت عارفه إنك جوه الشقه. فتحت زهرت باب الشقه. دفعتها هند ودخلت الى الداخل وأغلقت خلفها الباب ثم وضعت ذالك الصندوق الخشبى على الارض وقامت بفتحه وأخرجت ذالك الصغير منه تحمله تحاول إسكاته لكن الصغير لا يهدأ بكاؤه. نظرت هند بذهول قائله: إبن سلسبيل معاكي ليه؟ ردت هند ببرود: أنا خطفته لازم أحرق قلبها عليه زى ما حرقت قلبى وخطفت منى قماح بألاعيبها القديمه. تعجبت هند قائله: خطفتى ناصر وجايه تستخبى بيه هنا أكيد عقلك جن، مفكره قماح هبسيبك تهربى بإبنه. لأ أنا ماليش دعوه بيك شوفى لك مكان تانى أستخبى فيه. ردت هند بتهديد صريح: لو عاوزه حد من دار العراب يعرف إن الجنين اللى في بطنك مش من صلبهم، ومعايا البرهان، معنديش مانع أمشى دلوقتي بس ههد المعبد عليا وعلى أعدائى. إرتبكت زهرت قائله بخباثه: هند بلاش تخاريف الجنين اللى في بطنى إبن رباح، ده أولا، ثانيا أنا خايفه عليك اللى عملتيه بخطفك لابن سلسبيل جريمه، غير انهم بسهوله ممكن يفكروا أنك هنا عندى في الشقه ناسيه إن مكنش ليك حد بيحبك في دار العراب غيرى فممكن يتوقعوا إنك هتجى لهنا وهما يعرفوا عنوان الشقه دى. توترت هند تعقل حديث زهرت في عقلها هي محقه، لكن قالت: وجودى هنا حل مؤقت مسافة الليله من بكره هدور على على مكان تانى، لحد ما أرتب أمورى وأسافر خارج مصر. تعجبت زهرت قائله: أنتى ناويه تسافرى بالولد لخارج مصر طب إزاى، أكيد هيبقى صعب. ردت هند: عارفه أنه صعب بس انا ليا حبايب يتمنوا يخدمونى وبلاش رغى كتير الولد مش مبطل عايط، أكيد جعان. ردت زهرت: طب وهتعملى أيه فيه دلوقتى، أكيد محتاج لراضعه؟ ردت هند: أنا عملت حسابى أشتريت لبن صناعى ومستلزمات له من صيدلي قريبه من هنا. ردت زهرت: كويس طب هاتى الولد وأدخلى جهزى له الراضعه عشان يسكت شويه. نظرت هند للصغير ثم ل زهرت ولم تآمن لها عليه وقالت: لأ تعالى نروح المطبخ سوا نحضر له الراضعه. أمتثلت زهرت ل هند مرغمه تهاودها فقط لكن بداخلها أصبح لديها هدف آخر. بالمشفى. خرج ناصر من غرفة نهله ليجد نظيم على وجهه علامات الحزن، فقال له: خير يا نظيم قولت هتطلع ترد على أتصال مامتك وغبت شويه. رد نظيم بحزن: مش خير يا عمى، ماما قالتلى إن سميحه إتصلت عليها وقالت لها إن حماتها توفت. تعجب ناصر قائلا: قدريه توفت!، البقاء والدوام لله. رد نظيم: وأتصلت على سميحه قالتلى إن الدكتور حول جثمان حماتها للطب الشرعى شاكين إن موتتها مش طبيعيه، ومحمد لوحده، هستأذن من حضرتك و. قاطعه ناصر قائلا: روح ل محمد وخليك جانبه يا نظيم تشكر على وقفتك جانبى نهله خلاص الحمد لله حالتها إتحسنت كتير. رد نظيم: سبق وقولت لحضرتك جميلك سابق، هستأذن أنا عشان أقف جنب محمد. رد ناصر وهو يربت على كتف نظيم قائلا: تعرف يا نظيم انا عمرى ما فرق معايا اخلف ولد او بنت وبحمد ربنا على أنه رزقنى ببناتى، بس كنت أتمنى ربنا يرزقنى بولد فيه نفس خصالك كده، وأتمنى ليه إنت فعلا إبنى. تبسم نظيم يقول: ليا الشرف طبعا، هستأذن أنا. غادر نظيم وعاد ناصر للغرفه راى نهله مستيقظه، تبسمت له قائله: كنت فين؟ صحيت ملقتكش معايا في الاوضه. تبسم ناصر قائلا: كنت مع نظيم. تبسمت نهله قائله: وهو فين بصراحه نظيم كبر قوى في نظرى. تبسم ناصر قائلا: في نظرى انا كمان، أيه رأيك فيه. تبسمت نهله قائله: موافقه طبعا. تبسم ناصر بمكر قائلا: موافقه على أيه؟ ردت نهله ببسمه: موافق على اللى في دماغك يا ناصر أنا عشت معاك تلاتين سنه تفتكر معرفش بتفكر في أيه، لأ وكمان هدى مياله له، دول بناتى وعارفاهم، رغم إنى ليا عتب عليك ليه خبيت عنى إن همس عايشه. رد ناصر بآسى: خوفت عليكي من الصدمه لو كنتى شوفتيها وقت ما انا عرفت قلبك مكنش هيتحمل، همس كانت لسه في بداية علاجها. شعرت نهله بآسى قائله: همس طول عمرها كانت هشه مش زى سلسبيل ولا هدى، هي كانت أشقاهم بس شقاوتها كانت زى ستاره بتخفى وراها ضعفها أكتر واحده في بناتى تشبه ضعفى هي همس، بس الحمد لله قدرت تتغلب على ضعفها بدرى ومستسلمتش له زيي. جلس ناصر جوار نهله على الفراش وضم يديها بين يديه قائلا: أوقات كتير بيكون للضعف قوه تسحر يا نهله. أنهى ناصر حديثه بقبله على يد نهله، التي فجأه شعرت بغصه في قلبها وقالت ل ناصر: البنات أتصلوا بعد ما مشيوا من هنا. تبسم ناصر قائلا: لأ أكيد مصدقوا أطمنوا عليك أكيد الصبح هنلاقيهم هنا، سيبهم يرتاحوا. رغم غصة قلب نهله وشعورها بحدوث شى سيئ لكن تبسمت ل ناصر بقبول قائله: معرفش ليه جاى على بالى ناصر الصغير ونفسى أشوفه. تبسم ناصر قائلا: وأنا كمان عندى نفس الاحساس هتصل على سلسبيل الصبح تجيبه معاها. ردت نهله بسرعه: لأ بلاش لياخد عدوى من المستشفى خليه في الدار، همس كمان بلاش تجى هي حامل وجايه من سفر، والسفر اساسا كان غلط عليها وهي حامل. تبسم ناصر قائلا: أهما دول البنات اللى كنت دايما بتخافى عليهم وتقولي لى ضعاف، همس مهماش انها حامل و سلسبيل كمان خرجت من النيابه على هنا، حتى هدى كانت واقفه جانبى هنا في المستشفى. تبسمت نهله قائله: برضوا هقولك بنات وهفضل طول عمري أتمنى أنهم يبقوا مش زيي ضعاف، أنا عاوزهم قواي أتقوى بيهم. بالعوده ل دار العراب كانت سلسبيل جالسه شارده لم تتوقع أن جبروت هند سيدفعها الى خطف طفلها من قلب دار العراب، فاقت من شرودها على صوت رنين هاتف قماح الذي إبتعد عن المكان ولم يلاحظ نهوض سلسبيل وذهابها خلفه: رد سريعا بعصبيه: يعنى أيه العربيه دى إختفت إزاى؟ رد الآخر عليه: آخر لقطه للعربيه عالردار كانت متجه للمنطقه سكنيه جديده قريبه من بنى سويف، وبعد كده الردار ملقطتش حركة العربيه، ممكن تكون مشيت على طريق جانبى، أو ممكن تكون العربيه في أى جراچ قريب من المكان ده. رد قماح: دور في كل الأماكن القريبه من المكان ده، سواء جراچات العامه او جراچات العمارات والفنادق وأكيد في كاميرات مراقبه. اغلق قماح الهاتف يزفر أنفاسه بغضب شديد، ثم إستدار ليتفاجئ بسلسبيل تقف خلفه نظر لعينيها رأى بهم نظرة لوم أنه هو السبب في ذالك هو من أعاد هند الى حياتهم بخطأ أرتكبه نادما ها هو يدفع ثمن ذالك الخطأ فادح، أختفاء طفله الذي لا يعلم ماذا ستفعل به هند وهي بتلك الحاله الهيستريه المتملكه منها للإنتقام. بينما سلسبيل لا تلوم قماح بل تلوم نفسها، لما دائما تتجاهل تلك الاحلام والرؤى التي تراها، وتحدث لاحقا لما خالفت إحساسها وذهبت الى المشفى أولا ولم تعود لدار العراب، ربما ما كانت خطفت هند طفلها ولا قامت بإيذاء جدتها بكل هذا الضرر، لكن هي بداخلها دائما تخاف من تلك الرؤى وتحاول أن لا تمتثل لها خوفا أن تتحقق وبالنهايه تتحقق رغما عن إرادتها تعيش نفس شعور الآلم مرتين. وضعت سلسبيل يدها على صدرها قائله: قلبى حاسس ب ناصر هو جعان وبيبكى محتاج لى. أقترب قماح من سلسبيل وقام بحضنها صامتا. بينما عاودت سلسبيل الحديث: جدتى عامله أيه دلوقتي. رد قماح: كارم اتصل عليا من شويه وقال إن الجرح اللى في رأسها مش كبير قوى، وإنها عالصبح هتفوق، كانت غايبه عن الوعى بسبب فقد دم كتير وكمان بحكم سنها مقدرتش تتحمل النزيف. ردت سلسبيل بآلم: ربنا يشفيها. ضم سلسبيل قماح بين يديه. لكن فجأه شعرت سلسبيل بدوخه أغمضت عينيها، رأت يد تمتد على صغيرها تلف حول عنقه، فتحت عينيها سريعا وتشبثت يديها ب قماح الذي لم يلاحظ ذالك. بالمشفى دخل كارم على والده الجالس مع هدايه بنفس الغرفه كانت ملامحه حزينه ومتهجمه. فقال له: في أيه مال وشك قالب كده ليه؟ رد كارم بحزن: محمد أتصل عليا وقالى إن ماما توفت. برغم من أفعال قدريه السيئه لكن شعر النبوى بالحزن عليها وقال: الدوام لله وحده، روح لأخوك وخليك جانبه. أومأ كارم رأسه قائلا: ورباح مش لازم يكون معانا. شعر النبوى بحزن قائلا: لأ مش لازم، إنت ومحمد تسدوا في العزا. تسأل كارم: هو رباح فين يا بابا من وقت ما رجعت مشفتوش، لسه ماشى وراء زهرت ومش عاوز يرجع للدار، طب دى ماما ولازم ياخد عزاها. رد النبوى: قولت إنت ومحمد تسدوا، رباح عنده ظروفه. رد كارم بتسأل وتهكم: وأيه هي الظروف اللى تمنعه ياخد عزا ماما، ده كان أكتر واحد فينا قريب منها. رد النبوى بعصبيه بداخله يشعر بالندم على تركه قريب من قدريه التي أفسدت عقله بأوهام دفع ثمنها: . كارم أنا مش قادر عالمناهده، روح ل محمد خدوا عزا قدريه. رآف كارم بوالده وغادر، بينما عاد النبوى يجلس على مقعد جوار فراش هدايه، ووضع رأسه فوق إحدى يدها، لا يعرف عقله لما كل تلك المصائب آتت مره واحده، آخرها إختطاف حفيده من قلب داره. فاق النبوى على حركة يد هدايه، رفع رأسه سريعا ونظر لوجهها وتبسم حين رأها تربش بأهدابها. قائلا: أمى أنتى فوقتى، كنت عارف إن الحجه هدايه قويه. ردت هدايه بهمس: ناصر. رد النبوى بآسى: هيرجع بخير. تنهدت هدايه بآلم قائله بتمنى وحزن: يارب، أول مره أحس إنى ضعيفه كان النهارده، وهند بتاخد ناصر منى غصب عنى، مقدرتش أحميه منها. فلاش باك. دخلت إحدى الخادمات على هدايه قائله: الحارس اللى عالبوابه بيقولى أقول لحضرتك إن الست هند واجفه عيند البوابه اللى بره وبتجول إن ليها خلاحات إهنه وچايه عشان تاخدهم من الشجه اللى كانت عايشه فيها مع قماح بيه جبل الطلاج. تعجبت هدايه قائله: خليه يدخلها، يا بتى دار العراب عمرها ما قفلت باباها في وش حد، خليها تدخل بس تجي لهنا الاول قبل ما تطلع عالشجه. إمتثلت الخادمه لها. بعد لحظات دخلت هند الى غرفة هدايه، وقع بصرها على هدايه وهي تضع ناصر النائم على الفراش وقامت بتغطيته، زاد الغيظ في قلب هند، لكن مثلت الملائكيه الخادعه، لكن لم تخدع هدايه التي قالت لها: خير يا هند جايه لدار العراب ليه دلوق. ردت هند بكذب: في ليا في الشقه شوية هدوم وصيغه دهب. تهكمت هدايه قائله: كدبتك مفقوسه يا هند، بلاها حركات فارغه، جولى لى چايه ليه من الآخر، قماح أتصل عليا وجالى إن براءة سلسبيل ظهرت، أطلعى من حياة قماح يا هند مبقاش ليك مكان فيها إنت متأكده من البدايه إن مكنش ليك مكان في قلب قماح. إغتاظت هند أكثر قائله بتهكم: قلب قماح كان ليا، بس حركات حفيدتك ومساعدتك ليها وكرهك ليا هما اللى لفتوا نظروا عنى من أول يوم دخلت فيه لهنا مكنتيش قبلانى ونفسك قماح يطلقني عشان تجوزيه لحفيدتك وتسيطرى عليه تحت جناحك زى ولادك الاتنين. ردت هدايه بتعجب: بلاش يا بتى تعيشى الوهم جدامك لسه العمر، عيشى حياتك وإبعدى عنينا بشرك بيكفي، قماح بيحب مراته وولده. ردت هند بشر: ولده، ولده هو اللى رابط بينه وبين سلسبيل. تعجبت هدايه قائله: بلاها تخاريف واوهام يا بتى، عيشى حياتك وبكره تجولى إنى كان عيندى حق لما تقابلى اللى يسعدك ويرزجك منه بالخلف الصالح. تهكمت هند بمراره قائله: الخلف الصالح، قماح طلقنى اساسا عشان كده، أنا مستحيل أخلف أمال أنا بقولك قماح بيحبنى ليه، بس هو كان عاوز يخلف. تفاجئت هدايه، لكن في نفس الوقت بكى الصغير. نظرت هند له يتراقص لها الشيطان بخيالات هذا الصغير هو ما سيجعل قماح يلهث خلفها ويترك تلك المتسلقه سلسبيل التي تتلاعب على أوتار قلبه به. بينما بكاء الصغير جعل هدايه تترك هند وتذهب الى الفراش من أجل إسكاته، لكن قبل أن تصل له كانت تشعر بضربه قويه على رأسها، جعلتها تشعر بدوخه. وإستدارت لهند رأت الشر بعينيها وهي تنظر للصغير، قاومت ذالك ومدت يدها تأخذ الصغير وتستنجد بأحد من المنزل، لكن كان المنزل شبه فارغ والخدم بعيد عن محيط غرفتها، قامت هند بجذب الصغير وحمله، لكن هدايه حاولت أخذه، شعرت هند بضيق وقامت بضرب هدايه ضربه أقوى على راسها بتلك القطعه الاثريه التي كانت بيدها، تسطحت هدايه تنزف من رأسها تشعر بآلم وإنسحاب تحاول الصراخ لكن كان صوتها لا يخرج، إستسلمت غضبا لتلك الغيمه، بينما هند حملت الصغير ببسمه حنونه وحاولت إسكاته الى أن هدأ قليلا فكرت لن تستطيع الخروج به من الدار، وجدت صندوق خشبى متوسط بالغرفه أخرجت محتوياته ووضعت الصغير به وأخذت الصندوق وتركت هدايه الغائبه عن الوعى وغادرت دون شك من حارس البوابه. عادت هدايه وهي تشعر بتلك الدموع على يدها. فاقت شبه كليا قائله بحنان: بتبكى يا ولدى. رد النبوى: خوفت أخسرك يا أمى. ردت هدايه: إنت مبجتش صغير يا ولدى، بجيت چد وعنديك حفيد ربنا يرچعه لحضن أمه من تانى والتانى جاى عالطريج. رد النبوى: لو بجى عيندى ميت سنه هفضل مجتاچ لك، ترشدينى للطريق. تنهدت هدايه بآلم قائله: طول عمرك كنت قد المسئوليه يا ولدى كنت بحملك أكتر من طاجتك عمرك ما خيبت أملى فيك، كنت بستجوى بيك وأجول عيندى راچل شايل المسئوليه، وبميل عليك بزياده يمكن حتى أكتر من ناصر. رد النبوى: مكنتش بحس إن المسئوليه تقيله عليا أول مره أحس إنى ضعيف هو النهارده وانا راجع من عند رباح وكنت جاى ليك أستقوى بيك لما لقيتك عالأرض حسيت بالفزع والخوف لأول مره. إختفى ظلام تلك الليله وبدأ يوم جديد. بشقة زهرت نهضت من النوم، تفكر في وجود هند معها بالشقه، بالتأكيد قماح سيشك بوجود هند عندها، لو صدق ظنها وأتى لهنا ووجدها ربما يتهمها بالمشاركه في خطف طفله إنتقاما هو يكرهها كذالك عدم وجود رباح سيضعف موقفها الآن فكرت وفكرت، لتهدى لفكره لما لا، فرصه ستبعد هند عنها. ذهبت زهرت الى المطبخ، تفاجئت بهند تقف تعد بعض طعام الاطفال. تحدثت لها قائله: بتعملى أيه يا هند؟ ردت هند: أنتى شايفه أيه، بعمل فطور للولد. ردت زهرت: هند عندى ليك أقتراح، أنا متوقعه أنهم يفكروا أنك معايا هنا في الشقه، أنا معايا مفتاح شقه في منطقه تانيه، كان رباح واخده لينا قبل دى، وكانت بعيده عن العمار، سيبناها عشان كده. رحبت هند قائله: فين الشقه دى، أوعى تكون في مكان مهجور. ردت زهرت بتسرع: لأ هي في منطقه جديده، مش بعيده قوى عن هنا، أنا أستريحت هنا اكتر، وهناك أهدى من هنا، وتقدرى تفضلى الوقت اللى عاوزاه براحتك قبل السفر. تنهدت هند قائله: فين الشقه دى؟ ردت زهرت عليها بمكان الشقه. تبسمت هند قائله: تمام هاتى مفاتيح الشقه دى. ردت زهرت بفرحه: ثوانى هجيبهم ليك. بعد قليل عادت زهرت بمفاتيح الشقه وجدت هند تحمل الصغير النائم أعطت لها المفاتيح أخذتهم هند قائله بتحذير: زهرت أكتر شئ بكرهه هو الخيانه عارفه لو خونتينى مش هيكفينى عمرك. ردت زهرت: بلاش تهديد فارغ يا هند انا لو عاوزه أخونك واعرف دار العراب مكانك مكنتش هستنى للدلوقتى، انا كمان ليا تار عند دار العراب ونفسى احرق قلبهم كفايه انهم مدوروش عليا عامله أيه. ردت هند: طب أنا محتاجه فلوس، أنا ممعيش يكمل حتى تمن علبة لبن للولد، ومقدرش أسحب فلوس من أى مكان ممكن يعرفوفوا مكانى من مكان سحب الفلوس. ردت زهرت: أنا كمان المبلغ اللى معايا صغير، بس هجيبه ليك وانا هتصرف. بعد قليل أعطت زهرت لهند ذالك المبلغ المالى واخذت الطفل وغادرت تنهدت زهرت براحه، لكن نهضت سريعا ودخلت لغرفة النوم فتحت صندوق الصاغه الخاص بها وجذبت أحدى القطع قائله: هاخد الكوليه ده أروح ابيعه وبتمنه أصرف على نفسى على ما أشوف إخرتها مع دار العراب اللى مطنشنى، بس أعرف فين رباح وبعدها هعرفهم أنا مين، رباح مش هيصدق الكدب اللى قالتلى عليه قدريه، وكمان أنا حامل في اللى هيخليه يخصع ليا. أخذت زهرت تلك القطعه الذهبيه وذهبت الى أحد محلات الصاغه، ودخلت بها الى البائع قائله: لو سمحت ممكن تتمن ليا الكوليه ده. أخذ الصائغ العقد وأخذ يتمعن ويتفحص به ثم مد يده لها به قائله: الكوليه ده ميجبش أى تمن ده فالصوا، تقليد معمول بإتقان. بعد الظهر بالنيابه وجه وكيل النيابه تهمة قتل قدريه ل عطيات بعد ثبات أن وفاتها حدثت بالخنق تحدثت عطيات ببكاء قائله: والله ما لمستها أنا بريئه؟ تحدث وكيل النيابه: التقرير اللى قدامى بيقول إن المغدوره إتقتلت بالخنق بالأيدين وعلامات الايدين على رقابتها صحيح مفيش بصمات بس دى مش صعبه عليك تخفيها. ردت عطيات: هخفيها أزاى، أنا وهي عايشين زى الاغراب مبشوفهاش لا وهي داخله ولا وهي خارجه غير مره واحده في اليوم بشوفها عالفطور، بنفطر سوا بس، أنا لما غابت دخلت الاوضه لقيتها نايمه عالسرير ناديت عليها مردتش عليا فكرتها تكون عيانه ولا حاجه، روحت أصحيها لقيتها نايمه متشدده. قرأ وكيل النيابه تقرير التشريح وقال: وقت الجريمه كان بعد العصر مباشرة، يعنى ملاحظتيش غيابها غير تانى يوم. تنهدت عطيات قائله: ايوه يا بيه وعشان تصدق إنى بريئه انا أمبارح لحد قرب المغرب كنت في دار العراب مع الحجه هدايه، في الوجت اللى بتجول إن عمتى قدريه إتخنقت فيه. بصوان عزاء وقف محمد وكارم وجوارهم نظيم يتقبلون عزاء الرجال في والداتهم... كذالك بين النساء كانت تجلس سميحه وهمس المنقبه سخرية القدر من كانت دائما لديها كبر وغطرسه وتريد الحكم والسيطرة ماتت قتيله، ولا يعلم من القاتل. قبل وقت. توقفت هند بسيارتها أسفل تلك البنايه التي دلتها عليها زهرت، نزلت من السياره وتركت الصغير بها، ذهبت الى أحد محلات البقاله أبتاعت بعض المواد الغذائيه، ثم ذهبت الى أحد الصيدليات وأتت ببعض الطلبات الخاصه بالصغير تنظر حولها بترقب، ثم عادت للسياره وأخذت الصغير وصعدت الى تلك الشقه التي قالت لها زهرت عليها. فتحت باب الشقه بترقب منها وحذر. دخلت الى الشقه وضعت تلك الطلبات أرضا، ونظرت بالشقه قائله: الغبيه زهرت فكرت إنى صدقت كدبتها أنا سبق وقولت لها انى شوفتها هي ونائل قريبن من هنا، أميد دى شقة الخطيئه بس ميهمنيش كل اللى يهمنى مكان أختفى فيه كام يوم، أشحتف قلب قماح وقتها هيعرف إن أنا اللى أستحق أكون مراته مش الحقيره سلسبيل. فى نفس الوقت بكى ناصر حاولت هند إسكات لقليل لكن عاود البكاء مره أخرى، فقالت له بمهادنه: خلينا نرتاح شويه وبعدها هعملك الراضعه، لم يصمت الصغير، نظرت له هند قائله: خلاص بطل زن هشوف المطبخ فين، و أحضرلك الراضعه. ب دار العراب كان قماح يجلس بداخله يغلى، كلما نظر الى وجه سلسبيل ينتظر إنفجارها بأى وقت في وجهه وإيلامه أنه السبب في خطف هند لطفلهم. بينما سلسبيل إتخذت الصمت تكتوى بصدرها كلما أتى لخيالها صغيرها لديها إحساس سيئ لكن فجأه صدح رنين هاتف قماح. إنخضت سلسبيل. بينما نظر قماح الى الهاتف سريعا رد عليه ليسمع: الردار لقط إشاره من العربيه، في منطقه جديده قريبه من حضرتك. رد قماح: قولى إسم المنطقه. علم قماح إسم المنطقه وخرج سريعا، كانت خلفه سلسبيل. توقف قماح أمام سيارته، قالت سلسبيل برجاء: خدنى معاك يا قماح، قلبى حاسس إن ابنى محتاجنى. رد قماح: سلسبيل أنا مش عارف هلاقيه ولا لأ؟ ردت سلسبيل: أرجوك يا قماح، خدنى معاك. وافق قماح بإيماءه برأسه. بعد قليل بذالك المكان الذي دله عليه بالهاتف، ترجل قماح من سيارته، ليجد بعض الرجال في إنتظاره أقترب منه أحدهم قائلا: ده المكان اللى الردار لقط الأشاره منه، ممكن العربيه تكون في أى جراچ جالت عين قماح بالمكان لاحظ وجود كاميرا على تلك الصيدليه القريبه من الطريق، فقال للمحقق الذي يساعده: سألت في أى مكان هنا، الصيدليه دى في كاميرات عالباب خلينا نسأل فيها. ذهب قماح الى الصيدليه مع المحقق، الذي أخرج هاويته للصيدلى وطلب منه المساعده، فوافق مباشرة. فى ذالك الأثناء أستغيبت سلسبيل المنتظره بالسياره عودة قماح مع المحقق، فنزلت من السياره وسارت بعض الخطوات، لتدهش قدمها على شئ لين، زاحت قدمها ولم تنظر لما دهست عليه لكن سمعت رنين هاتفها، التي تركته بالسياره، عادت مره أخرى دهست نفس الشئ اللين، هذه المره نظرت له، ليذهل عقلها، أنحنت سريعا تلتقط ذالك الشئ، في نفس الوقت عاد قماح. أقتربت سلسبيل من قماح قائله: قماح إبنى هنا، ده الحجاب اللى جدتى عملته له أنا كنت دائما بشبكه في هدومه الداخليه. رد قماح: سلسبيل فعلا إحتمال كبير نكون وصلنا لمكان هند، هند كانت في الصيدليه من شويه بتشترى مستلزمات لطفل رضيع بس ناصر مكنش معاها. للحظه أختل توازن سلسبيل وكادت تقع لولا أن أسندها قماح سريعا، أغمضت عينيها، رأت هند تضع على رقبة صغيرها سكين، إرتجفت وعاودت فتح عينيها قائله: . هند هتأذى أبنى. رد قماح: سلسبيل إهدى، مستحيل هند تأذى ناصر متأكد. ردت سلسبيل التي تشعر بحرقة قلب: ياريت متأذهوش، بس المكان هنا كبير هنعرف هند فين؟ رد المحقق الذي آتى: كاميرا السوبر ماركت رصدت دخول الخاطفه بعربيتها في جراچ العماره دى، بس طبعا منعرفش هي ساكنه في أى شقه، خلونا نسأل البواب يمكن يدلنا على رقم الشقه. بالفعل بعد قليل أمام الشقه التي بها هند وقف بواب العماره يرن جرس الشقه. إرتبكت هند واتت بسكين من المطبخ ووقفت خلف باب الشقه، تسمع لمن يقول: أنا بواب العماره يا ست هانم، حضرتك وقع منك بعض الطلبات اللى كنتى چيباهم وأنا جيبتهم ليك أفتحى خديهم. نظرت هند لتلك الأكياس الموضوعه خلف باب الشقه بالفعل هنالك كيس ناقص، فتحت الباب بمواربه ومدت يدها له قائله بحذر: هات الكيس. مد البواب يده، لكن تفاجئت هند حين قام أحد بدفع الباب قويا، لترتد للخلف ويفتح الباب بأكمله. صعقت هند وهي ترى امامها قماح وخلفه سلسبيل ومعهم آخر غير البواب، ذهبت سريعا وحملت ذالك الصغير الذي إنسرع بين يديها يبكى لم تهتم لذالك. ووضعت السكين على عنقه قائله بتهديد، خطوه واحده من أى حد هدبحه وأحسر قلبكم عليه، زى ما حسرتوا قلبى قبل كده وبالذات إنتى يا سلسبيل، قماح فضلك عليا بسببه، ونكر حبه ليا. تحدثت سلسبيل بتوسل: هند مش ناصر هو اللى السبب في إن قماح ينكر حبه ليك، أنا السبب أنا اللى بتلاعب بمشاعر قماح فاكره لما قولتلى إنى بستمتع بلفت نظر قماح بسكوتى قدامه وتجنبى له، أنا فعلا كنت بعمل ده عن قصد، أنا اللى بينك وبين قماح مش ناصر، أنا اللى لو أختفيت من قدام قماح، هيرجعلك... أقتلينى أنا. كانت سلسبيل تتحدث وهي تسير نحو هند. التى تبسمت وهي تنظر لقماح قائله: أهو سمعت بنفسك سبق وقولت لك نفس الكلام أهى بتعترف بنفسها. ردت سلسبيل: انا فعلا عمرى ما حبيت قماح كنت بلعب وواخداه تحدى عشان أخطفه منك. نظر قماح ل سلسبيل بتعجب. بينما أقتربت سلسبيل من هند لم يعد سوا خطوه، لاحظت هند أقتراب سلسبيل منها ثبتت السكين على عنق الصغير قائله بتهديد: إرجعى يا سلسبيل بدل ما أقتله؟ ردت سلسبيل بتوسل وإقناع: قولتلك مش ناصر اللى بينك وبين قماح، أدى ناصر ل قماح واقتلينى انا وقتها مش هيبقى حد بينكم وهيرجعك له تانى. نظرت هند نحو قماح الذي أقترب هو الآخر، تبسمت له فتبسم هو الآخر، بعدت هند السكين عن عنق الصغير ومدت يدها به نحو قماح، لكن سبقت سلسبيل وخطفت من يدها الصغير، لكن تسرعت هند وقامت بمحاولة طعن تلقاها قماح. أمام المشفى صعدت هدى الى السياره. لم تنتبه ل نظيم الذي خرج هو الأخر من المشفى خلفها بعد مشاده كلاميه حدثت بينهم قبل قليل سار السائق بالسياره، سريعا قبل أن يصل نظيم اليهم، قرر نظيم الصعود لسيارته وتعقب سياره هدى، حاسما أمره اليوم سيضع كل النقاط بمكانها. أثناء سير السياره بالطريق إتخذت طريق آخر جانبى لا يؤدى الى دار العراب، طريق ترابى ثم طريق غير ممهد تعجب نظيم من ذالك وسار خلف السياره التي لم ينتبه سائقها لم يتعقبه. ليفاجئ بالسياره توقفت أمام أحد الأماكن النائيه، ورأى ما ذهل عقله هدى تترجل من تلك السياره وتسير مع السائق تدخل الى ذالك المكان بإرادتها.
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا