القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الخامس عشر والسادس عشر للكاتبه رانيا الخولي

 رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل الخامس عشر والسادس عشر للكاتبه رانيا الخولي




رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل الخامس عشر والسادس عشر للكاتبه رانيا الخولي



وهام بها عشقًا

رانيا الخولي

الفصل الخامس عشر


❈-❈-❈


أغضبها بنعته لها بالوحل الذي جاءت منه، ماذا يقصد بذلك؟

ظلت تسارع رغبتها بالذهاب إليه والغيظ يتآكلها

لن تغفر له تلك المرة وستحاسبه عن ما قال

وقفت أمام غرفته وهي تغمض عينيها تستجمع شجاعتها

وقبل أن تتردد مرة أخرى دفعت الباب لتقتحم غرفته ليندهش

هو من فعلتها وخاصة عندما قالت بانفعال

_ انا عايزة أعرف وحل..

شهقت بصدمة عندما رفع جزعه ورأت صدره العاري فوضعت

يدها على عينيها بوجل

فازاح الغطاء عنه وتقدم منها  ينظر إليها بغضب على اقتحامها

غرفته بتلك الطريقة وقال باحتدام

_ ايه الهرجلة اللي انتي ماشية بيها دي؟ وإزاي تدخلي الاوضة

اكدة من غير استأذان؟


رفعت يدها عن وجهها لكنها اشاحت به بعيدًا عنه وتمتمت

برهبة

_ انا متخيلتش انك لحقت تنام وكنت عايزة نكمل كلامنا

ابتعد عنها ليعود إلى فراشه وهو لا يستطيع مقاومة النوم

_ الصبح يبقى ارغي براحتك انا عايز انام


اشتد حنقها منه وتقدمت من الفراش متحدثة بحدة

_ لازم نتكلم دلوقت انا مش هفضل في البيت ده واكمل

المهزلة اللي ناوي تعملها دي


توقفت عندما لاحظت أن انفاسة اصبحت منتظمة مما يدل

على نومه

لكن كيف بهذه السرعة

نادته لكنه لم يجيبها 

تعجبت من ملامحه التي اختلفت تمامًا وكأنه شخصًا آخر

قطبت جبينه التي تلازمه لم يعد لها وجود 

فمه القاسي الذي لا يكف عن فرض اوامره اصبح هادئًا 

خصلاته السوداء كحال قلبه الذي سمعت عنه وعن قسوته 

الكثير والكثير

كل ذلك اختفى الآن

فقط هدوء وكفى

توقفت عن التأمل والتفكير

وجالت عينيها اركان الغرفة لتقع على تلك الصور المعلقة على

منضدة عالية

تقدمت منها لتتأمل تلك الملامح الشبيهه إلى ملامحها 

لكن هذه أكثر وداعة

الصورة قديمة مما يدل على انها قد تكون والدته

نقلت نظرها للأخرى فتجد فتاة جميلة حقًا تنشر الراحة في

قلب من يراها

من هي؟

هل هي حبيبته؟

ولكن أين هي؟

ولما تزوج بغيرها؟

ما هذا الغموض الذي يحيطه، لم تعد تدري اهو القاتل الذي

وصم بقتل ابنة عمه، أم ذلك الرجل الذي اعاد لها الحياة

وانقذها رفقًا بها دون أن يعلم هويتها

عادت تنظر إليه نظرة يملؤها التساؤل

لكن من يجيبها

شيئًا بداخلها دفعها للاقتراب أكثر منه والتأمل في ملامحه

لكن كلماته جعلتها ترفض التقدم منه وآتتها رغبة ملحة بقتله

والتخلص منه 

توقفت عن التفكير وخرجت من الغرفة بغيظ شديد وعادت

لغرفتها

لن ترحمه وستكون لعنة حطت فوق رأسه الصلب حتى يمل

منها ويتركها.


❈-❈-❈


ظلت مستيقظة بجواره لا تستطيع النوم فقد كانت ليلة صعبة

عليهما حقًا

هو يتألم بشدة وهي تتألم لألمه فالكسر مضاعف والعلاج

يساعده فقط على النوم 

تساقطت دموعها عندما أخبرها الطبيب بأنهم تفادوا البتر

بصعوبة بالغة وعليه أن يلتزم الراحة من ثلاث لأربعة اشهر وكم

يصعب عليه ذلك

محت دموعها سريعًا عندما وجدته يستيقظ

نهضت لتميل عليه وهي تناديه بخفوت

_ جاسر

فتح عينيه بتثاقل ليقع نظره على عينيها التي تحكي عن مدى

حزنها عليه

تمتمت بقلق

_ انت كويس؟

ازدرد حلقه الجاف فشعرت بمدى ظمأه فملئت الكوب

وساعدته على الارتواء حتى اكتفى

سألها بوهن

_ فين حازم؟

وضعت الكوب على المنضدة وأجابت 

_ لسة نايم دلوقت فضل سهران جانبك طول الليل

_ طيب صحيه لإني محتاج الحمام.

تحدثت بجدية

_ وانا روحت فين؟


_ بس انا حمل تقيل عليكي.

ردت بوداع 

_ كنت اتقل عليك ومع ذلك اتحملتني، مش هخليك تحتاج

لغيري حتى لو كان عمي.

لاحت ابتسامة على وجهه تحمل الكثير من الامتنان 

تألمت من ثقل جسده لكنها لم تظهر ذلك مما جعله يشعر

بمدى وحشيته عندما طاوع شيطانه وحملها ذنب والدها

ود أن يعتذر آلاف المرات لكن ليس الان، على الأقل ليس

وهو بتلك الحالة 

تساءل كيف لتلك الملاك أن تكون ابنة لذلك الشيطان


لم يطاوعها قلبها على البقاء لحظة واحدة في المنزل دون

الاطمئنان على ولدها

منذ أن سمعت صوته في الهاتف وهي تتهلف للذهاب إليه

طاوعها جمال ومعهم طفلته التي أيضًا لم تنام تلك الليلة

وكأنها تشعر بآلام والدها


كانت تساعده على الاستلقاء عندما دلف جمال و سيلة

ومعهم معتز الذي أسرع يساعده معها 

تحدث جمال بعتاب

_ ليه مصحتيش اللي نايم ده يساعدك


رفعت الغطاء على جاسر الذي كتم آهاته من شدة تحامله على

نفسه كي لا يحمل عليها

_ لسة نايم ياعمي فضل قاعد جانبه طول الليل 


دنت منه وسيلة بحرقة وقالت بألم

_ الف سلامة عليك ياحبيبي 

_ الله يسلمك ياأمي، انا كويس متقلقيش

بكت سيلا وهي تشير إلى والدها وكأنها وجدت أخيرًا ملاذها 

فقد اعتادت على النوم بين ذراعيه وهذا مبتغاها الآن

تقدمت منها سارة كي تهدئها لكنها تأبى الذهاب لغيره

طلب من معتز أن يرفع الوسائد خلف ظهره وساعده معتز

باخذها بيده السليمة لتهدئ وما أن قبل رأسها حتى استكانت

في احضانه تلتمس الراحة ليضحك الجميع رغم حزنهم، فغمغم

معتز بضيق

_ البنت دي ندلة أوى بتبعني في ثانية.

شاركته سارة المزاح

_ بعتني قبلك، بس على مين دا انا حالفة لفرق بينهم بس تكبر

وانا هعرف شغلي معاهم

سألتها وسيلة

_ هتعملي ايه؟

تحدثت بغيظ

_ هقولها أنه كان عايز يقـ تل الدكتور لما قاله دي بنت

ضحك الجميع وأيدت وسيلة حديثها

_ حصل وفضل منكد في اليوم ده ومكنش طايق نفسه.

نظر جاسر إلى طفلته التي تشبثت بملابسه وكأنها تخشى من

فراقهما

_ مكنتش اعرف انها هتدخل قلبي كدة

نظر إليها جمال بحب 

_ انا بقى قلبي حسها من اول ما عرفت أنك حامل وعرفت

سبب تعلق ابويا وأمي لجاسر بالشكل ده

اول حفيد بياخد الفرحة كلها.

_ والاخير؟ بياخد أيه؟

التفت الجميع لصوت حازم الذي نهض بنعاس

أجابه مصطفى الذي دلف لتوه بمزاح

_ بياخد على دماغه، زيي انا كدة مع سارة، يزعلوا مع بعض

يبهدلوني، يتراضوا برضه يبهدلوني

شاركهم جمال في مزاحهم كي يخفف عن وسيلة التي احتل

الحزن قلبها على حال ولدها 

كما شاركه جاسر أيضًا كي يطمئنها عليه

لم يستطيعوا البقاء أكثر من ذلك لأجل عمران نظر جمال إلى

سارة 

_ سارة ارجعي انتي عشان البنت وانا ومعتز هنفضل معاه

حاولت الرفض لكن تلك المرة الرفض كان من جاسر 

_روحي ياسارة عشان سيلا وبعدين انا خارج النهاردة يعني

ساعتين بالكتير وهكون في البيت

وافقت على مضد لأجل أن تستعد لعودته، فلن يستطيع

الصعود لغرفتهم وعليه أن يظل بغرفته القديمة في الدور

الأرضي 

عادت هي ووسيلة مع مصطفى كي يمهد الأمر لجده الذي لم

يسترد صحته بعد


عادت إلى المنزل وحمدت ربها بان جدها لم يدري شيئًا عمّ

حدث

واثناء دخولهم اندهشت جليلة التي كانت تخرج من غرفتها

وسألتهم بقلق

_ انتو چايين منين بدري اكدة؟

نظرت سارة لمصطفى بحيرة فأومأ لها بأن تطمئن وتحدث

بروية

_ مفيش حاجة ياجدتي جاسر بس دراعه اتكسر وبيجبسه مش

أكتر 

ضربت جليلة على صدرها بخوف وسألتهم بلهفة 

_ ماله جاسر؟

تقدمت منها وسيلة كي تطمئنها

_ مفيش حاجة ياأمي هو زين دلوقت وچاين ورانا كسر بسيط

متقلقيش

هزت راسها بنفي وقالت بتوجس

_ لا انا قلبي مش مرتاح من امبارح وحاسة انه فيه حاچة،

لازمن اروح عنده.

تحدث مصطفى بجدية

_ والله جاسر زي الفل وساعة بالكتير وهتلاقيه جاي ولو عايزة

تطمني اخليه يكلمك فيديو ويطمنك.

_ طيب ليه مـ ستنتوش ياچي معاكم؟

_ عمي طلب مني اروحهم عشان يجهزوا الاوضة بتاعته لأنه

مش هيقدر يطلع السلم.

لم تقتنع بحديثه لكنها وافقت حتى تمر تلك الساعة وتراه

بعينها 


كذلك وقع الخبر على عمران لكن مصطفى جعله يحدثهم

بالفيديو كي يطمئنه

_ قلتلك حاجة بسيطة بس اخدها فرصة عشان ترجعله.

_ ربنا يهديهم ويهدي سرهم.

صحح مصطفى

_ ربنا يهديه هو، انما سارة أختي مفيش زيها هو اللي محتاج

شدة ودن

ايده عمران في رأيه

_ عندك حق في دي بس انا عايز اخبرك إن جاسر مش وحش

زي ما انت فاكر

كل الحكاية انه بيغير عليها زي ما انت بتغير على مراتك

وخصوصاً أن سارة بريئة بزيادة ومعندهاش خبرة في التعامل

وصدقني اللي بيعمله ده خوف عليها وكل ما حبها واتعلق بيها

كل ما زاد خوفه عليها.


يعلم ذلك جيدًا لكنه لا يريد أن يراها بذلك الضعف أمامه

ولذلك قرر التدخل بينهم كي يشعرها بوجوده وانها ليست

وحيدة.

_ انا عارف كل ده بس اللي ضايقني انه حاطت بابا بينهم.

تنهد عمران بتعب من كثرة التطرق في هذا الموضوع فأراد أن

ينهي ذلك الأمر معهم وتحدث بقوة

_ انا ربيت عمك وأبوك في بيت واحد ومعاملة واحدة

عمري في يوما ما ميزت واحد عن التاني 

ابوك كان ديمًا متطلب لكن عمك كان قنوع في كل حاجة وده

كان بيخليني ادي لعمك من غير ما يطلب وده لفت نظر ابوك

حاولت افهمه بس حسيته وقتها أنه مش عايز يفهم بحيث

إني اعمله كل حاجة من غير ما يطلب.


لما الاتنين كبروا واتعرضت للأزمة دي عمك اتحرك من غير ما

اطلب منه 

بس أبوك طلبت منه ورفض، عرفت وقتها إن الغلط كان مني

أنا مش منه لأني عودته إن كل حاجة يطلبها مينفعش نقوله لأ

فأصبح يشوف كل حاجة حق مكتسب له، وإن كان حد مذنب

في كل ده فهو أنا مش انتم 

اخذ مصطفى يد جده ليقبلها بحب وتحدث بحكمة

_ انت عمرك ما كنت غلط ياجدي بالعكس انت كنت بتراعي

الاتنين في كل حاجة بس النفوس هي اللي مختلفة، انا وسارة

اتعاملنا معاملة واحدة صحيح كلها اهمال وعدم اهتمام بس

واحد في النهاية ومع ذلك متشابهين في كل حاجة، انا

مقدرش اغلطه لأنه مهما كان أبويا بس هو عنده حب الذات

عكس عمي اللي حب ذاته في انه يشوف اللي حواليه

مبسوطين.

اندهش عمران من الحكمة التي يتحدث بها حفيده وتأكد بأن

ربه لم يخيب رجاءه وعوضه باحفاده عن ذلك الإبن الضال


❈-❈-❈


كانت وسيلة تنظر إلى سارة اللذان رتبت غرفة ابنها وقامت

بنقل ملابسه استعدادًا لعودته

اخطأ حقًا عندما كاد أن يضيعها من بين يديه بتهوره

من يراها الآن لا يصدق بأن لها اي صلة بمنصور

حقًا يخرج من بطن القاسي بذرة طيبة


❈-❈-❈


ظلت حبيست غرفتها بعد ذهابه، فاليوم عودة ابنه من القاهرة

بعد تلقيه تلك العمليات الجراحية التي أجراها ولم يأتي بنتيجة


منذ وصول الخبر إليه وهي تتعرض لأقسى أنواع الهوان على

يده وكأنه لم يجد غيرها ينفس به أدخنة غضبه، وحسرته على

ولده الوحيد.

ابواق السيارات تدق في الحديقة دليل على عودته

اغمضت عينيها التي ذبلت من شدة البكاء 

ولم يعد لديها رغبة في العيش

تريد اللحاق بوالديها، لكن كيف ذلك وبحياتها روح تطالبها

بالبقاء.

شعرت بحنين جارف إلى أخيها التي لم تعرف عنه شئ منذ

زواجها

خرجت من غرفتها خوفًا منه، فإن علم بألتزامها غرفتها اثناء

غيابه لن يمر مرور الكرام

ترجلت الدرج لتجد سليم يدلف من الباب وهو يدفع المقعد

المتحرك الذي يحمل ابن عمه

تقابلت الأعين لحظات ومازال العتاب هو المستدام في لغة

العيون، قاطعها صوت خليل الذي تحدث معه

_ خد ابن عمك وادخلوا دلوقت.

أومأ له واخذ ماجد ودلف غرفته

تطلع إليها بحدة وسألها

_ وانتى بقا كنتي نايمة والخدمين قاعدين يعملولك الاكل؟

تدخلت أم سليم بسرعة

_ لا ياخليل دي كانت بتجيب حاجة من فوق مش أكتر 

تقدم منها أكثر وعينيه تنذر بغضب شديد وتمتم بلهجة حادة 

_ مش عايزك تظهري قدام ابني طول ما هو في البيت، بعد ما

تخلصي شغل البيت تخفي في اوضتك فوق فاهمة ولا لأ؟

أومأت له بهدوء فلم يعد شئ في هذه الدنيا يخيفها

انصرف من أمامها صاعدًا إلى غرفته فتجد أم سليم تقترب

منها لتواسيها

_ متزعليش يامرح هو بس زعلان على ابنه

ابتسمت بمجاملة لتلك المرأة الطيبة وغمغمت بهدوء

_ مبقتش بزعل من اي حاجة دي بقيت حياتي وانا راضيه بها،

انا بس كنت عايزة اطلب منك طلب

_ قولي

_ انا عايزاكي تكلميه اروح اشوف أخويا لأنه وحشني أوي.

تبدلت ملامحها للأسف 

_ مش عارفة اقولك ايه بس بصراحة صعب أنه يوافق، بس

ممكن أخليه يبعت حد يجيبه تشوفيه وتقعدي معاه براحتك

حاولت اخفاء سعادتها بنجاح خطتها وتحدثت بثبات

_ ياريت انا اصلًا مش عايزة اروح هناك.

ربتت على ذراعها 

_ حاضر هطلع اقنعه وإن شاء الله يوافق.

انصرفت من أمامها وصعدت لغرفة خليل الذي سمح لها

بالولوج كما سمح لها من قبل بالدخول إلى قلبه ولم تخرج منه

حينها

ود في تلك اللحظة ان يبقيها داخل غرفته كما ابقاءها بداخل

قلبه لكنه لن يجبرها مهما تمنى ذلك

_ تعالي يا ام سليم

تقدمت منه لتقول بعتاب

_ وبعدين ياخليل هتفضل تقسى عليها لحد أمتى؟

جلس على المقعد بضيق شديد وغمغم بعناد

_ لحد ما تعرف مكانها زين

_ بس مكانها انها تكون ست البيت مش خدامة فيه.

_ الدار دي ملهاش غير ست واحدة وهي انتي انما هي مجرد

تخليص حق مش أكتر 

تعلم حقيقة مشاعره تجاهها لكن لن تقبل بغير حبيبها بديلًا

_ هي زيها زي بالظبط متنكرش ده وبعدين البنت لسة صغيرة

وعايزة اللي ياخدها بالراحة مش بالضرب ابدًا 

تنهد بتعب وغمغم بضيق

_ يعني هي اللي بعتاكي تقولي الكلام ده؟

تقدمت لتجلس أمامه واجابت بنفي

_ لا مش هي اللي بعتاني هي كل اللي عايزاه تشوف أخوها

وانا وعدتها انك هتبعت تجيبه 

أومأت لها بتفاهم

_ اللي تشوفيه وانا هتصل على كامل وأخليه يبعته

ابتسمت بامتنان ثم سألته

_ هتعمل ايه مع ماجد؟

_ ولا حاجة مستني رد الدكتور ولو قال إن فيه أمل هسفره

على طول

_ ومين اللي هيسافر معاه؟

تنهد بحيرة

_ مش عارف، كنت بفكر ابعت معاه سليم بس مش هينفع 

على العموم هستنى رد الدكتور وبعدين اشوف الموضوع ده

_ أن شاء الله خير ويرجع يمشي على رجله من تاني.

امن معها وظل ينظر إليها وهي تخرج من الغرفة ليدق قلبه

وعقله ينهره على تركها ترحل دون ان يعترف بما يجول بهما ثم

يترك لها حرية الإختيار 


❈-❈-❈


وقفت في شرفتها تنظر إليه نظرة يملؤها الحزن

غدًا سيكون ذلك الزفاف المزعوم والذي سيكمل به باقي

انتقامـ ـه من أبيها

لا تعرف ماذا تفعل؟

هل توافقه وتنتقم هي أيضاً لوالدتها؟ أم تلوذ بالفرار وتبتعد

عن ذلك المكان الذي يغلفه الشر من كل جانب

لكن سؤال حائر يدور بخلدها وهو إلى أين؟

إلى سراب مجهول ينتظرها؟

ام لحياة مليئه بالهموم؟

فالشر لا يقتصر على بلدتها فقط بل على كل من أرض

دعستها أقدام البشر.

تقابلت الأعين حينما رفع جبهته لينظر إلى شرفتها فوجدها

تنظر إليه نظرة يملؤها العتاب

انخفق قلبه الذي دنسه الغدر وجعل منه ذلك المتحجر الذي لا

يلين 

لكن مشاعر عشق جالت به لتلين ذلك الحجر رويداً رويداً حتى

تتلاشى صلابته ويعزف الحب اوتاره على قلبين ارهقهما

الظلم.

استنكرت تلك الدقات التي دوت بين الضلوع ورفضت أن

تعترف بتلك الحقيقة 

نزعت عينيها عنه بصعوبة واستدارت دالفه غرفتها 

تود الابتعاد والهرب قبل أن يكبر ذلك الوليد ولن تستطيع

حينها الابتعاد 

توافقت دقات قلبها مع دقات الباب ودلوف سامية التي

ابتسمت بسعادة غامرة وهي تحمل حقيبة كبيرة وضعتها

بعناية على الفراش وقالت بسرور

_ مبروك ياست مهرة 

قطبت جبينها بدهشة وسألتها

_ ايه ده؟

_ سلامة الشوف ياستي، ده فستان الفرح.

انخفق قلبها ما إن وقعت عيناها عليه لكن عقلها آبى الاعتراف

بذلك واخذها التعند للرفض بكل ما اوتيت من عزم 

وضغطت على اسنانها بغيظ حتى كادت أن تدميها ودنت من

الثوب وحملته بعناد وتوجهت للشرفة والقته بغضب ليسقط

تحت اقدام ذلك الذي خرج لتوه من المدخل متجهاً للخارج

رفع بصره لينظر إليها لكنه لم يجدها.

اغتاظ من فعلتها وهم بمعاقبتها لكن لديه ما هو أهم من ذلك

فنادها بصوت هادر

_ سامية.

انتفضت سامية في وقفتها عندما اتاها صوته وتحدثت برعب

_ يانهار اسود شكله شاف الفستان

هرولت الذهاب إليه وما إن رآها حتى أشار لها قائلًا 

_ مين اللي عمل كدة؟

ارتبكت سامية وتمتمت بخوف

_ أ..أنا…

_ انطقي 

انتفضت اثر صوته الهادر وغمغمت برعب

_ دي الست مهرة بتقول انه مش مقاسها

هز رأسه بصمت ثم تحدث بأمر

_ الفستان ده يطلع ويتلبس من سكات فاهمة؟

أومأت له الفتاة بخوف وقامت بأخذه لتسرع بالذهاب من

أمامه.

تراقصت الشياطين أمام عينيه لقد تمادت حقًا في دلالها

وعليه أن يكون اكثر حزمًا معها 


❈-❈-❈


جلست سارة على الفراش بارهاق بعد أن انتهوا من إعداد

الغرفة، لاحظت نظرات مصطفى لها فسألته بحيرة

_ مالك بتبصلي كدة ليه؟

تقدم منها ليجلس بجوارها وأجاب 

_ مستغرب مش اكتر

استلقت على الفراش بارهاق وهي تسأله بتعب

_ من ايه؟

_ اللي يشوفكم وانتو بتحاربوا قصاد بعض ميشوفكمش

دلوقت.

ابتسمت بحزن عميق وقالت بتأثر

_ لأن جاسر دلوقت محتاجني اكتر من أى وقت، وهنا دوري

إني اقف جانبه في الظروف دي مش أكتر 

رفع حاجبيه متسائلًا

_ بس كدة؟

تنهدت بتعب ونظرت إليه بغيظ 

_ متقلقش انا هعدي بس لحد ما يقف على رجله وبعدها

هنتقم منه اشد انتقام وهتشوف.

ضحك مصطفى 

_ ماشي لما نشوف


تعلم جيداً بأن حديثها لم يكن نابع من داخلها لكن هي تعلم

علم اليقين بأن الفراق عنه يشبه الموت، ولهذا التمست له

آلاف الاعذار وهذا لم يخفى عليه.


كَأَنَنا أَخْطَأْنَا حِينَ ظَنَنَا أَنَّ ٱلحُبُ يَزُولَ..وأَنَّ مَا يُسَمَّى بِٱلصَّدَاقَة

يُمْكِنُ أَن يَحِلُ مَحَلَّ ٱلحُب...فٱلحُبِ لا مَحَلَّ لهُ مِنَ الإعْرَاب ..

لَن يَكُونَ يَوْمًا إلَا فَاعِل ولَمْ يَكُون مَفعُولًا بِه...فَهُوَ دَائِمًا مَا

يَفْعَلُ بِنَا ..هُوَ مَن يَكْسَرَنا، يُوجِعَنا هُوَ مَن يَفْعَل بِنَا مَا يُرِيد ..

أعْلَمُ أنَّنَا حَاوَلْنَا الهُرُوبَ مِنْهُ لَكِنَّ سُلْطَانَهُ عَلَيْنَا كَانَ أقْوَى مِمَّا

ٱعْتَقَدْنَا وأَخِيرًا ٱسْتَلَمْنَا لِأَمْرَهُ..

#شوشو أحمد


عاد جاسر إلى ذلك المنزل الذي يحاط بسياج من الحب لا

يعرف شيئا عن أحقاد الماضي ولا حاضره.

لكن قلب جاسر غلفه الندم وهو يرى حبيبته ترفض مساعدة

أخرى وتصر على بقائها معه.

انصرف الجميع وبقيت هي معه لتشعره بمدى حماقته 

جلست بجواره على الفراش لتسأله بابتسامة يعلم جيدًا بأنها

تخفي وراءها حزن دفين

_ محتاج حاجة أعملها؟

ليته باستطاعته امتصاص حزنها الذي كان سبباً رئيسياً به،

فأجاب بامتنان

_ محتاج وجودك جنبي وبس.

رفع يده ليبعد خصلاتها المتمردة عن وجهها العاشق لتفاصيله

وتابع بولع

_ طول ما انتي جانبي مش عايزة حاجة تاني.

امسك يدها يقبلها وقال بوله

_ سارة انتي مش بس مراتي انتي كل دنيتي، حتى النفس

اللي بتنفسه مش بيكون فيه حياة إلا لما ريحتك تملاه

واتنفسك في كل ثانية

ملس على وجنتها بأنامله وأردف بعشق

_ كل مشكلة بتواجهنا بتقربنا اكتر لبعض والبعد بيشعل نار

الحب أكتر جوايا.

غمغمت بحنق

_ اللي يسمعك دلوقت ميقولش انك كنت واقف بتحارب

قصادي

_ عارف إني زعلتلك مني كتير وأحياناً بكون قاسي بس

صدقيني حبك جوايا بينتقملك أشد انتقام وبيخليني أرجعلك

راكع واطلب منك السماح

تلاعب الخبث بعينيه وهو يتابع

_ وأعي تفتكري إن رجلي هتمنعني إني أواصل يوميات العشق

بتاعتنا.

ضحكت سارة بصفاء وقد استطاع العشق التغلب على

كبرياءها لترضخ لتلك اليد التي جذبتها لصدره العريض والتي

تناغمت دقات قلبه مع دقاتها ليرسم خطوات العشق ورود

يدعسها اقدام المحبين..


❈-❈-❈


استلقى جمال بجوار حفيدته التي اصرت وسيلة على بقاءها

معها فقال لها بغيظ

_ طيب انا ذنبي ايه دلوقت هو ينام في حضن مراته وانا

محروم بقالي تلات ايام

استلقت وسيلة على جانبها من الفراش وهي تقول بتأثر

_ على قد ما انا حزينة على ابني واللي حصله بس بقول وعسى

أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم

مراته رجعتله والنفوس اتصافت.

وافقها جمال

_ عندك حق وبصراحة البنت كل مدى ما بتأكد أنها بنت

أصول وعكس منصور وسمر.

_ شهادة لله هي وأخوها يتحطوا على الجرح يطيب ربنا يهديه

بس ويعرف قيمتها

نظر إلى سيلا وتمتم بغيظ

_ تصدقي بالله انتي خسراة فيهم انا هجبلك سريرك وتفضلي

معانا هنا.

أيدت وسيلة رأيه

_ ياريت بصراحة لما بتبعد عني بتوحشني أوي.

رفع حاجبيه بمكر وهو يسألها

_ هي بس؟

هزت كتفها بدلال 

_ وجدها وحياتك.


❈-❈-❈


عاد باشتياق كبير إلى عائلته الصغيرة والتي استقبلته بسعادة

غامرة فتدثره بمشاعرها الجارفة والتي تخلت عن كل شئ

مقابل عشقه

ولما لا وقد اذاقها شهده وجعل منها أميرة على عرش قلبه

وها هو يدلف شقة عمه كما طلب منه فلن يعود إلى منزل

والده مهما كلفه الأمر 

لم يبالي ببكاء والدته ولا صمت والده وهو يراه يخرج من

المنزل.

دلفت معه وعينيها تجول في المكان وشعور عدم الاستقرار

يزداد بداخلها لكنها لا تظهر ذلك.

حتى الآن لم يحصلوا على الإستقرار

لكن كل ذلك لا يهم مادامت معه

أخرجها من شرودها صوته الحاني 

_ عارف إنك حاسة بعدم الاستقرار بس اصبري معايا شوية

لحد ما الاقي شقة وافرشها ومش هنخرج منها أبدًا.

اندهشت كيف يصل إلى أعماق تفكيرها ويعلم ما يدور به

دون أن تتفوه بكلمة، تمتمت بصدق 

_ أنا معاك على أى وضع حتى لو عشنا في أوضة وصالة أنا

موافقة مادام معاك، وبعدين انا لما قررت أمشي معاك كنت

عارفة كويس إن كل ده هيحصل.

ومتنساش إن أنا السبب الرئيسي ورا كل اللي بيحصلنا.

هز رأسه بنفي وهو يتقدم منها أكثر ليحتويها بين ذراعيه

وغمغم بخفوت

_ ده قدرنا إني اشوف واتعلق بيكي وواجه الدنيا كلها عشانك،

ومستعد اواجه الموت وكل حياتي مقابل الحب ده.

احاطت عنقه بذراعيها وعينيها تجوب ملامحه بحب 

_ بحبك وهعيش عمري كله عشان اسعدك وبس.

رفع جاجبيه بمكر وغمغم بخبث

_ هي فين السعادة دي أنا من وقت ما رجعت وانتي مقضياها

كلام.

ضحكت بدلال وهمست بجوار اذنه

_ ما انت عارف الفعل ده بيبقى عليك انـ….

لم يدعها تكملها لتقاطع حديثها قلبه بثها فيها كل مشاعر

العشق الذي يحمله إليها 

وكانت هي اكثر من مرحبة بذلك لتغوص معه في بحور

الشوق، حملها ودلف بها احدى الغرف ولم يبتعد عن ثغرها

الذي لم يشبع قط من شهده، وكلما قرر الابتعاد كي يتركها

تلتقف انفاسها حتى يشعر بأنه سيفارق الحياة إذا ابتعد ثانية

واحدة 

_ وحشتيني

كلمة واحدة خرجت من فاهه ثم عاد إليها يدخلها إلى عالمه

الخاص.


❈-❈-❈


في الصباح وداخل شركة منصور 

يجلس على مقعده واضعًا رأسه بين يديه فمنذ رفض الحجر

وهو يكاد يصاب بالجنون 

لن يمر الأمر مرور الكرام، ويبد أنه على وشك خسارة أخرى

عاد من شروده على دخول مصطفى بملابس رسمية عليه

وخلفه المحامي الخاص بوالده

_ السلام عليكم

قطب منصور جبينه بحيره ونهض متجهاً إليه والشك يتلاعب

بداخله

_ وعليكم السلام خير

التزم مصطفى الصمت وترك الأمر في يد المحامي الذي تقدم

من المكتب ووضع عليه حقيبته ليخرج بعض الأوراق منها

و……..

وهام بها عشقًا

رانيا الخولي

الفصل السادس عشر

❈-❈-❈


أخرج المحامي بعض الأوراق من الحقيبة وقدمها لمنصور

الذي انقبض قلبه خوفًا وهو يستمع لأولى كلمات المحامي

_ الورق ده في تنازل من جمال عمران المنياوي لمصطفى

منصور عن رئاسة مجلس الإدارة وكل الامور المتعلقة بالشركة

شعر بالارض تلتف به من كل جانب وتعاد الصدمة بخسارة

كل شئ لكن تلك المرة أشد وأقوى

ولما لا وقد قضى على ما تبقى له من الحياة

يعاد المشهد عندما اخذ كل شئ وغدر بحماه ومن قبله أبيه

فيغدر به ابنه أو بالأصح مناصفة القدر لأهله

ها هو ذا ابنه يسحب البساط من تحت اقدامه ليسقط من

العلو ويهبط على الأرض بكل قسوة

استند على المكتب عندما اشتد الدوار به ولم يجد يد تسنده

تمامًا كما رفض من قبل إسناد والده

نظر إلى المكتب الذي خسر الجميع لأجله والآن يخسره معهم 

رفع وجهه إلى ابنه الذي اشاح بوجهه بعيدًا عنه كي لا يرى مدى

تأثره وسأله 

_ كي تاخد مكان أبوك يامصطفى؟

ازدرد مصطفى لعابه بصعوبة ولم يستطع الرد

تقدم منه بقوته الواهنة من اثر الصدمة وعاد يسأله

_ جالك قلب تقف قصادي وتاخد مكاني

جذبه من تلابيبه وصاح به بهدر

_ رد عليا، عمك وجدك بعتينك عشان تنتقملهم مني ولا جاي

تكمل الطريق اللي انا بدأته؟

نزع مصطفى يده عن تلابيبه وأجاب دون النظر إليه

_ انا بنفذ كلام جدي وانا مينفعش اقوله لأ، وبعدين ده ماله

وهو حر فيه.

_ لا مش ماله، ده مالي أنا حقي أنا، الشركة دي أنا بنيتها

بعرقي وبتعبي

قاطعه مصطفى بهدوء

_ تقصد بعرق جدي

صاح بأعلى صوته

_ عرق جدك اللي عايش فيه جمال مش انا.

كشف مصطفى عن غضبه الذي كتمه بداخله منذ ان علم

الحقيقة وهدر بوالده لأول مرة

_ عمي ما اخدش حاجة عشان يعيش فيها، كل اللي فيه

دلوقت من شقاه وتعبه هو طول السنين اللي فاتت، كنت

عايش في عز ونعيم بفلوسهم وهما بيشقوا ويتعبوا عشان

يسدوا ديونهم اللي كنت سبب رئيسي فيها، بلاش تضحك

على نفسك وتعيش دور المظلوم لإنك انت الظالم مش هما

ظلمت أهلك وظلمت جدي اللي بنى الشركة دي معاك

وكملت ظلمك انك تحجر على ابوك، ودلوقت الدور بقى

عليك إن تجرب احساس جدي وشعوره


اندهش منصور من طريقة ابنه في الحديث معه وهنا فقط

تأكد أنه خسر كل شئ.

_ ودلوقت انا محتاج مكتبي 

هز رأسه بعدم استيعاب لما يحدث

مجرد كابوس هكذا اقنع نفسه وهو يجاري ما يحدث ويخرج

من مكتبه.

شعر بألم حاد في قلبه لكنه تماسك حتى خرج من الشركة.

القى نظرة أخيرة عليها وشعور الخسارة يجثم على صدره.

اشتد الألم به فاستند على سيارته لا يستطيع الحراك

اسرع إليه أحد الأمن يسأله

_ منصور بيه انت كويس.

اخرج منصور مفتاح سيارته وناوله للرجل وقال بألم

_ وديني المستشفى بسرعة وبلاش تعرف حد 

ساعده الرجل على الصعود للسيارة وتولى هو القيادة وانطلق

بها للمشفى.


❈-❈-❈


حملت سامية الثوب ودلفت به غرفة مهرة التي مازالت

ترفض ارتداؤه وما إن رأتها حتى صاحت بها بغضب

_ اطلعي بره بالزفت ده

اغلقت سامية الباب خوفًا من وصول الصوت له وقالت بقلق


_ ياست مهرة الله يرضى عليكي بلاش عناد 

صرخت بها 

_ قلتلك أنا مش هكمل المهزلة دي يروح يشوف واحدة غيري

تكمل معاه.

_ انا مش عارفة إنتي رافضة ليه ده مهران بيه اي واحدة

تتمناه.

ازداد العناد بداخلها لتدب الأرض بقدمها 

_ خلاص يروح يشوف واحدة منهم.


_ وانتي لازمتك ايه؟

قالها مهران الذي يدخل بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من

غضب 

ارعبها هدوءه لكنها أبت إظهار ذلك وتمتمت برهبة

_ انا مش هكمل.

نظر إلى سامية التي انصرفت وأغلقت الباب خلفها ثم تقدم

من مهرة بهدوء أخافها حقًا حتى انها لم تستطيع اخفاءه.

وقف امامها لا تفصل بينهما سوى مسافة لا تذكر حتى

شعرت بانفاسه تلفح بشرتها وغمغم من بين أسنانه 

_ رأيك ده تحتفظي به لنفسك، هنا انا اقول وانتي تنفذي.

ازدردت لعابها بصعوبة من شدة خوفها وعينيه الغاضبة

تخترق عينيها التي تجمع بداخلها خوف كبير فشلت في إخفائه

مما جعلها تغضب من ضعفها وهي التي اقسمت أن تتخلص

منه وجاهدت حتى يظل صوتها ثابتًا وهي تقول بعناد 

_ وإن رفضت هتقتـ ـلني زي ما قتلـ ـت بنت عمك؟


ربي ماهذا الذي قالته ارتعبت اكثر عندما لاحظت اتساع دائرة

عينيه بغضب جحيمي لن يستطيع شئ إخماده 

لا تعرف متى وجدت عنقها بين قبضته وظهرها للحائط

فصدرت منها آهه قوية من شدة الألم الذي شعرت به في

ظهرها، وغمغم هو بفحيح يشبه فحيح الأفعى

_ احمدي ربنا إن الفرح بكرة وإلا كان زماني متاويكي دلوقت،

بس يعدي اليوم ده وبعدها هحاسبك على اللي قلتيه.

نظرات الشر في عينيه جعلتها تجفل لكنها واصلت عنادها 

_ مش هيكون فيه فرح.

نظرات التعند في عينيها جعلته يغضب أكثر وود في تلك

اللحظة التخلص منها لكن قلبه الذي بدا غريبًا منذ فترة لم

يطاوعه في غضبه 

لا يعرف لما يكون بذلك الهدوء ما أن تقع عينيه عليها، وخاصةً

عندما يكونوا بهذا القرب الذي انتبه له.

لم يكن يفصلهم شئ سوى بضع انشات حتى شعر بأنفاسها

الثائرة تلفح عنقه لتجعل خفقاته أكثر حدة وتنقلب مشاعر

الغضب إلى مشاعر لم يشعر بها من قبل مع فتاة غيرها حتى

حلم 

لا بتلك الخفقات ولا بالاحاسيس التي تهز اوصاله بقوتها.

دون إرادته جالت عينيه بملامحها مدققًا النظر بها 

عينيها التي تدعي القوة وهي تحمل حزن العالم بداخلها،

أهدابها التي ما إن ترمشها حتى تجرح حدتها مشاعره

أنفها الذي يشبه حد السيف بشموخه وثغرها الذي رسم

باتقان وكأنها لوحة في يد فنان زينها بكل حرافيه 

ازدرد لعابه بصعوبة وقد جف حلقه تمامًا كما تصلب جسده

يطالبه بلمس تلك الشفاة بأنامله وخاصةً عندما انفرج ثغرها

لتظهر اسنانها فتختلط حمرة شفتيها مع بياض أسنانها

فيتدفق الدم بعروقه وتأتي رغبة عارمة بتحسسها بشفتيه

أما هي فقد كانت تائهة في نظراته التي أخذتها معه لتجوب

هي أيضاً ملامحه ووسامته التي تمتاز برجوله لم تراها من قبل


قوة وهيبة ورجوله وطغيان وقسوة تجمعوا به فيخلق ذلك

الرجل الذي أمامها.

لولا تاريخه ولولا قسوته لكانت الآن ساقطة في عشقه دون

مقدمات

هكذا تمنت وهكذا رغبت لكن طريق العشق بينهما مليء

بالاشواك ولن تعود منه إلا خالية الوفاض إلا من جرح غائر

سيظل ندبته تشوه قلبها ما بقى لها من عمر

لا لن تسقط في بحوره مهما رغبت بذلك

رمشت بأهدابها عندما وجدته يرفع أنامله ليقربها من فمها

فترتعد أكثر وتدفعه بيدها المرتعشة في صدره كي تخرجه من

تلك اللحظة فيحمحم بحدة كي يعيد هيبته التي تبعثرها تلك

الفتاة، فقال بخشونة وهو يبتعد عنها قليلًا ويشير إليها بتحذير

_ متخليش لسانك يكون وبال عليكي لأنك لسة متعرفيش

من هو مهران الهواري.

ودت لو تجرحه كما يجرحها لكنه انصرف من أمامها قبل أن

تواتيها الشجاعة لتقف أمامه.

❈-❈-❈

_ يعني ايه هتروح؟

قالتها آسيا بغضب عندما أخبرها بذهابه لحضور حفل الزفاف

المزعوم والذي سيكمل به مهران باقي انتقامـ ـه فيوليها ظهره

وهو يتمتم بانفعال

_ عايزاني اعمل ايه يعني، اهرب اروح فين؟

اشتعل الغضب بداخلها وجذبته من ذراعه كي تجبره على

مواجهتها وتحدثت بحدة

_ لو روحت هناك هتكون بتأكدلهم أنها بنتك حقيقي وانا

مستحيل ….

قاطعها كامل بصرامة

_ الناس خلاص عرفت واللي كان كان 

تبدلت ملامحه لحسرة وهو يتابع كأنه يحدث نفسه

_ اتفضحت قدام العيلة كلها والنهاردة هيكون قدام النجع كله،

جلس على المقعد ليضع رأسه بين يديه وأردف بانكسار

_ عرف ابن الهواري ينتقم مني ويردلي بدل القلم عشرة

وكسرني كسرة عمري.

هزت آسيا رأسها بضياع وقالت بعدم استيعاب 

_ هي فضيحة ليك انت وبس؟ دي فضيحة وشماته البلد كلها

هتتغنى بيها 

هيقولوا بنت الشغالة اللي فضلها على مراته وخلف منها

نظرت إليه بغضب شديد وصاحت به

_ قلتلك نخلصوا منيها رفضت وقلت مستحيل ارمي بنتي

مهما كان، شوف اللي اتمسكت بيها عملت ايه، جابتلنا كلنا

العار وفضحتنا قدام الخلق


اغمض عينيه بعذاب وقد شعر حقًا بمدى ضئالته وهو الذي

كان يتجبر بعظمته

ضاع كل شئ وانتهى، لكن ليس بوسعه شئ سوى الرضوخ

لما أمر به مهران.

انحرقت آسيا بلهيب حقدها وخاصة تلك الفتاة الأخرى التي

استطاعت اقناع خليل بأخذ أخيها كي تخرج برة سيطرتهم

ضاع كل شئ من حولها حتى ولدها الذي قرر البقاء بعيدًا

عنهم.

لا لن تقبل بالانهزام وستعمل بكل الطرق على سير الأمور كما

ارادت دائماً 

❈-❈-❈


كانت سعادتها لا توصف عندما دخل أخيها الذي حرمت منه

لمدة أسبوعين، كانت تحتضنه بشوق وحنين فهو ما تبقى لها

من عائلتها

أخذ هو يراقبها من بعيد عندما خرج من غرفة ماجد ووجدها مع

أخيها وعيونه تحكي حزنًا يروي قصة حب حكم عليه بالفشل

الذريع 

قسوة زمانهم الغادر الذي فرق بينهم لكن يجمعهم في منزل

واحد كي يسمع صرخاتها ليلًا لتصم آذانه، هرب وابتعد لكن

يسمعها بقلبه وإحساسه 


تقابلت النظرات لترق النجوى لحظات خلى منها العتاب

وغلب الحب تلك المرة

كانت تملي عينيها منه وتحفر ملامحه في داخلها كي تكون

بلسم الفراق بعد هروبها، ولم ينتبهوا لتلك العيون التي

ترمقهم بشك خطى أولى درجاته

انتبهوا على تقدم شمس منهم والتي دنت من أخيها لتقول

بارتباك

_ سليم ممكن نتكلم مع بعض شوية؟

انصرفت مرح بأخيها إلى الغرفة التي خصصت له ورد سليم

_ أكيد ياحبيبتي اتفضلي 

أخذها إلى غرفته وقد اندهش من ترددها فسألها بحيرة

_ في ايه قلقتيني.

وجدت صعوبة في التحدث معه مما زاد القلق بداخله فتقدم

منها اكثر ممسكًا بيدها التي تعقدها بتوتر وقال بقلق

_ في ايه، انتي كويسة

رفعت عينيها إليه لكنها لم تستطيع النظر بهما وأخفضتها

ثانية 

مد يده يرفع وجهها إليه وتحدث بلهجة حانية بثت الاطمئنان

بداخلها

_ قولي مالك ومتخافيش من حاجة

عادت ترفع عينيها إليه وغمغمت بخفوت

_ ماجد.

قطب جبينه بعدم فهم وسألها

_ ماله ماجد؟

عقدت جبينه ارهبتها وجعلتها تتراجع فيما تود قوله، لكنها

بدأت ولن يمكنها التراجع

_ شمس خلصي وقولي في ايه

قالها سليم بتحذير جعلها تجفل منه، فعاد إلى لهجته الحانية 

_ قولي ومتخافيش.

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بريبة

_بصراحة انا وماجد …

توقفت عن المتابعة عندما رأت نظراته جامدة لا تبين شئ

مما جعلها تصحح قولها

_ اقصد يعني…. أن ماجد كان هيكلم.. عمي عشان يطلبني

منك بس….

ارتدت للخلف بوجل عندما لاحظت الشك بنظراته وصوته

الذي برغم هدوءه إلا إنه يحمل تعبيرًا قاتلًا

_ بس ايه؟

هزت راسها بنفي عندما لاحظت شكه وتمتمت مسرعة

_ لا متفهمش غلط، مكنش فيه حاجة بينا أصلًا…

صرخة مفاجأة صدرت منها عندما أمسك ذراعها بعنف هادرًا

بها

_ يعني كنتوا بتستغفلونا كلنا الفترة دي كلها وقاعدين تحبوا

في بعض من ورانا

ارتعبت شمس من غضبه وقالت بخوف

_ والله ما كان في بينا حاجة.

امسك ذراعها الآخر بحدة أشد وأخذ يهزها بين يديه 

_هتستغفليني تاني! اومال اتفقتوا ازاي من ورانا، عرفتي انه

بيحبك إزاي.

بكت بخوف شديد 

_ والله ما اتكلمنا إلا قبل الحادثة بساعة واحدة وقاله انه

هيروحلك في المكان اللي بتقعد فيه عشان يكلمك في

موضوع مهم وبعدها هيفاتح عمي الاول 

يومها اتخانق مع حسين وحصل اللي حصل.

ضغط على أسنانه حتى يسيطر على أعصابة وغيرته على اخته

جعلته يغضب بانفعال

ترك يدها وقال باحتدام

_ لسة عقابك معايا منتهاش بس هروح اعرف شغلي مع

الخاين ده وارجعلك

تشبثت بملابسه تمنعه من الذهاب وقالت برجاء ودموعها

تنهمر بغزارة

_ لا ارجوك بلاش هيفهم إنك بترفض عشان وضعه وده

هيتعبه أكتر

دفاعها عنه جعله يغضب أكثر فأبعدها عنه كي يخرج من

غرفته لكنه تفاجئ بوالدته تدلف الغرفة مندهشة مما يحدث،

فسألتهم بتعجب 

_ في ايه؟

نظرت إليه شمس برجاء ألا يخبرها مما جعله يزم فمه بغيظ

وغمغم بضيق

_ مفيش.

عقدت حاجبيها بدهشة وعادت تسأله لكن بحدة 

_ هو ايه اللي مفيش وانت صوتك جايب اخر الدنيا وهي

بتعيط.

التزم الصمت علمًا بأن والدته لن تترك الأمر يمر دون ان

تعرف ما حدث

نظرت إلى شمس وتابعت

_ طب قولي انتي في ايه 

رمقها سليم بحدة وقال بأمر

_ روحي انتي دلوقت

اسرعت بالخروج من المكان فيلتفت سليم إلى والدته

وتحدث بعتاب

_ عايزة تقولي إنك ملاحظتيش حاجة بين شمس وماجد؟

عقدت حاجبيها بدهشة وسألته بعدم استيعاب

_ حاجة زي أيه؟

اتسعت عينيها ذهولًا وهي تضع يدها على قلبها خوفًا عندما

اخطأ الفهم 

_ أوعى تقصد إن….

قاطعها سليم

_ لا ياأمي مش اللي فهمتيه بس هي وماجد بيحبوا بعض.

تنهدت براحة عندما نفى شكها لكنها أيضاً انزعجت من الأمر 

_ بس انا ملاحظتش حاجة عليهم، ولو لاحظت عمري ما كنت

هسمح بيه.

مسح على وجهه بصبر نافذ وتمتم بخيبة

_ اتصدمت فيهم وخاصةً ماجد اللي خان ثقتنا فيه.

تنهدت بأسى وقالت بحزن

_ بس انا عمري ما شوفتهم بيتكلموا مع بعض حتى.

زاد حنقها أكثر متمتمًا باحتدام

_ من ورانا والله اعلم كانوا بيتكلموا فين.

نفت اتهامه

_ لا ياسليم أختك متربية كويس اوي وإن قالت إن عمرهم

متكلموا تبقى أكيد صادقة وماجد برضه كلنا بنشهد بأخلاقه

وعمره ما هيعمل اي حاجة تضرها أو تزعلنا منه

خليني اتصرف انا في الموضوع وخد بالك إن ماجد وضعه

حساس أوي وأي كلمة هتجرحه

سيبني اتكلم معاها الأول وافهم منها أيه الحكاية.

….

دلفت غرفة ابنتها التي وجدتها جالسة على الفراش تضم

ساقيها إلى صدرها وتنتحب بشدة

اغلقت الباب وتقدمت منها تجلس بجوارها وتقول بجدية

_ ممكن اعرف بتعيطي ليه

رفعت رأسها بانكسار وهي تشعر بالخزي من والدتها

وغمغمت ببكاء

_ والله ما عملت حاجة ولا كان في بينا اي تعامل، انا اصلًا

مكنتش بغيب عن عيونكم يبقى إزاي هيكون في علاقة بينا

_ اومال ايه الحكاية؟

رمشت بعينيها مرات قبل أن تقول بخجل 

_ انا كنت بلاحظ نظراته ليا وأحياناً عيونا كانت بتتقابل

وبصراحة أنا بحبه من زمان وهو كمان بيحبني 

مفيش غير مرة واحدة بس كنت قاعدة في الجنينة وهو كان

بيدور على سليم، ولما سألني عليه قلتله اكيد على النيل زي

ما بيقعد على طول 

اخفضت عينيها بخجل وهي تتابع بتردد

_ وقتها سألني إن كنت اوافق اتجوزه وأنا اتكسفت ارد عليه

فهم إني موافقة وقالي أنه هيكلم عمي ويطلبني منه بس

هياخد رأي سليم الأول وبعدها حصل اللي حصل.


تنهدت بتعب وربتت على ذراعها وقالت بهدوء

_ انا واثقة في بنتي اللي ربتها وعارفة كويس إن عمرها ما

تعمل حاجة غلط، بس ليا عتب عليكي لإنك خبيتي عليا.

_ مكنش فيه حاجة عشان اقولها.

_ طيب ايه اللي خلاكي اتكلمتي دلوقت

رفعت عينيها بتوجس 

_ بصراحة عايزة اكون جانبه في الوقت ده، أنا واثقة انه

محتاجني معاه 

قطبت جبينها بعدم استيعاب وسألتها

_ تقصدي ايه؟

_ اقصد يعني.. إن سليم يكلمه ويقوله أنه موافق

اتسعت عيناها بصدمة وحدثتها بحدة 

_ انتي اتجننتي! عايزة اخوكي يعرضك عليه

ازدردت لعابها بصعوبة شديدة وقالت بنفي

_ انا مش بعرض نفسي انا حاولت اكلمه بعد ما رجع بس هو

رافض، خايف ارفضه بعد اللي حصل، وبصراحة بقا هو ابن

عمي وانا اولى بيه

ازدادت صدمتها في ابنتها والجرئة التي تتحدث بها 

_ هو انتي كمان روحتى عرضتي نفسك عليه

أجابت مسرعة

_ لأ طبعًا انا دخلت عشان اسلم عليه بس هو رد عليا باسلوب

مش حلو ولما سألته قالي ابعد عنه لمصلحتى

عادت للبكاء وتابعت

_ وانا مصلحتى معاه هو مش حد تاني، انا لو طاوعته ووافقت

هكون بتخلى عنه في اكتر وقت محتاجني فيه.

امسكت يد والدتها وتحدثت برجاء 

_ ارجوكي ياأمي ساعديني انا مقدرش ابعد عنه أكتر من كدة

اشاحت بوجهها بعيدًا عنها لا تريد الرد عليها الآن قبل أن

تتحدث مع أخيها أولًا

نهضت من جوارها وردت بجدية

_ الموضوع مش سهل كدة هتكلم مع أخوكي الاول واعرف

رأيه.

ثم تركتها وخرجت من غرفتها


❈-❈-❈


وقفت أمام المرآة بذلك الثوب الذي سيكون كفنها حتمًا، تعلم

جيدًا بأنها تلعب بالنار لكن لن تترك فرصة إلا وتغضبه بها كي

يمل منها، اختار الزفاف فليتحمل إذًا

انتهت من ارتداءه ثم وضعت الحجاب المناسب له والذي

زادها جمالًا وفتنة تجذب القلوب قبل العيون إليها

دلفت سامية الغرفة لتتفاجئ بها وقد انتهت من الارتداء

تقدمت منها وهي منبهرة بها

_ بسم الله ماشاء الله طلعة زي القمر ياست مهرة

نظرت لها شزرًا وقالت بانفعال

_ انتي مش قلتي ستات العيلة جايين؟

_ جم تحت ومستنيين يشوفوا العروسة.

عادت تنظر للمرآة وعينيها تحمل توعد لا تعرف أضراره

_ طيب أنا نازلة حالًا

انتهت أخيرًا ونزلت لنساء العائلة الذين انبهروا بجمالها بين

غيرة وحقد وبين عيون المها أن تسقط تلك البريئة في براثن

حفيد الشيطان.

جلست في مقعدها والكل تقدم منها ليبارك تلك الزيجة

والتي يعلمون نهايتها جيدًا، فما حدث مع والدته وحلم

ستكون حتمًا نهايتها.

والده كان سببًا في موت والدته 

وأما هو قاتل ابنة عمه وخطيبته، فأين لتلك الهادئة من ويلات

ماضي تلك العائلة.


 وقف بكل جبروت يستقبل كامل وباقي عائلته بتشفي واضح

لم يخفى على أحد 

تقدم منه كامل متظاهرًا بالهدوء لكن بداخله براكين ثائرة لو

خرجت لأحرقت الجميع بحممها الهادرة

لكن لن يفعل ويجعل ذلك المعتوة يشعر بلذة الانتصار 

_ أهلًا ياحاج، نورت القصر 

قالها مهران بابتسامة عريضة تؤكد مدى شماتته به 


رد من بين أسنانه كاظمًا غضبه منه

_ الله لا يبارك فيك ياابن الهواري، واوعدك إن اللي حصل ده

مش هيعدي بالساهل

ضحك مهران بسعادة دوت في القصر بأكمله وظنه الجميع

من شدة سعادته بلم شمله مع حبيبته

_ وماله معنديش مانع، انا لو مكانك مش هخليك عايش

لحظة واحدة على وش الدنيا وخصوصًا لما تعرف أن بنتك اللي

خبتها عن الدنيا كلها عشقت واحد غريب وسلمتله نفسها من

غير جواز، بس لإني صعيدي ومقبلش الغلط قلت اصلح غلطي

والم عارك.


علا تنفس كامل وكاد ان يخرج سلاحـ.ـه ويفرغه به وبها لكنه

أحكم عقله كي لا ينفضح أكثر من ذلك وغمغم بتوعد

_ هيحصل متستعجلش على رزقك


اومأ له ومازالت ابتسامته الشامته مرتسمه على وجهه وتمتم

بجوار أذنه

_ متقلقش سرك فـ بير، هي خلاص بقيت مراتي وهتكون ام

ولدي ومقبلش إن سيرتها تلف النجوع اللي حوالينا فاهدى

كدة واطمن


أراد كامل ان يستفز غيظه 

_ كل ده عشان رفضت استر على أمك.

حافظ على هدوئه رغم النيران التي اشتعلت بقلبه وتحدث

بهدوء

_ تؤ دي ليها حساب تاني لسة مجاش وقته متستعجلش انت

بس على رزقك.


ربت على كتفه وتابع

_ يلا ياحمايا البيت بيتك ويبقى اقفل الباب برجلك وأنت

ماشي.

وعادت ضحكته التي أشعلت النار أكتر بداخل كامل، الذي

اهتز ثباته بتهديد مهران والذي يعلم جيدًا بأن تهديده هذا حق

مادام توعد به.


❈-❈-❈


وضع رأسه بين يديه لا يعرف لما وافق عمه في ذلك الأمر

كم كان صعبًا عليه أن يفعل ذلك

يندهش حقًا كيف فعلها أبيه من قبل 

يود أن يعرف منه كي يفعل مثله ويتخلص من ذلك الألم الذي

يكاد يمزقه إربًا

تفاقم الألم بداخله ولا يعرف ماذا يفعل 

امسك هاتفه كي يتحدث معه ويخبره بما عليه فعله

وعندما أجابه لم يستطيع التفوه بحرف.

رأف به عمه علمًا بمدى العذاب الذي يجثم عليه الآن

لكن هذا قدره وعليه تحمله

_ مش قادر ياعمي حقيقي مش قادر.

_ لو عايز تساعد أبوك هتقدر.

_ احنا بنضحك على نفسنا 

نفى مصطفى

_ أهي محاولة أخيرة عشان يجرب إحساس أبوه يمكن ربنا

يهديه.

أخذ مصطفى نفس عميق وعاد بظهره للوراء وغمغم بخفوت

_ اللي زي بابا مستحيل هيتغير، حبه لذاته أقوى من أي شئ،

ده غير كمان انه عمره ما هيعترف بالخسارة

_ الشركة بتقع وانت عارف كدة كويس وهو رافض يعترف بده

وقفها انت ودي هدية جدك ليك

أبوك للأسف مش عارف يقود حاجة لوحده سواء بيته أو

شغله ولو هتلاحظ إن أمكم هي اللي متولية كل حاجة

تخصحكم وانا اشهد لها بنجحها معاكم، وفي الشركة كانت هي

وجدك وبعدهم الشركة سقطت

يدير انت الشركة ووقفها على رجلها من تاني ولو وافق يفضل

معاك خليه بس أوعى تقوله أنها بقيت ملكك.

يدهشه حقًا ذلك الرجل الذي يؤكد لها كل مرة بأنه جدير

بالاحترام والتقدير

_ انت ازاي كدة؟

ضحك جمال وتحدث بحكمة

_ صدقني انا انسان عادي زيك وزي أبوك وزي اي حد، بس

الإنسان يامصطفى لو غلبه حب الدنيا والمال فقد إنسانيته

واحترامه لذاته وفقد حكمته وكل اللي حواليه، وده اللي ربيت

ولادي عليه

دي نصيحتي ليك ياابني.

اغلق مصطفى الهاتف ووضعه على الطاولة أمامه واخذ يفكر

فيما ينتوي فعله.


❈-❈-❈


في المشفى

ظل في الغرفة وحيدًا لم يجد أحدًا بجواره

وعندما طلب منه الطبيب الاتصال بعائلته أصر على الرفض

لم يعد لديه عائلة كي تقف بجواره 

اضاعهم من يده بأنانيته وأصبح شخص منبوذ لا يجد من

يقف بجواره في تلك المحنة

شعر بحنين جارف إلى والدته وأن يلتمس الحنان بحضنها لكنه

اضعها ولا أمل له بالرجوع

أبيه الذي لم يبخل عليه يومًا منذ صغره ظل يتهمه بالباطل

حتى كاد أن يخسروه بسببه هو

أخيه…

سنشد عضدك بأخيك 

لكن لم يتجرئ على فعلها 

سيكون هذا عقابه الذي سيفرضه على نفسه بأن يظل وحيدًا


❈-❈-❈


انتهى الزفاف وقد ملت من ثرثرة النساء من حولها ومن

المهزلة التي تحدث

كيف طاوعته ووافقت على ذلك.

هل تعترف بوعده لها بأن يتركها ترحل بعد انتقامه من ابيها،

اللعنة عليهم جميعًا.


ذهب الجميع لتتنفس أخيرًا بأريحية بعد إنتهاء هذا المسلسل

الهابط وهمت بالصعود لولا صوته الذي اوقفها

_ رايحة فين؟

ابتسمت بخبث عندما سمعت صوته واستدارت ببطئ لترى

مدى اتساع عينيه وهو يراها أمامه بهذا الشكل


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع