القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية هل الضربة قاضية الفصل الواحد والاربعون والثانى والاربعون بقلم نهال عبد الواحد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية هل الضربة قاضية الفصل  الواحد والاربعون والثانى والاربعون   بقلم نهال عبد الواحد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



رواية هل الضربة قاضية الفصل  الواحد والاربعون والثانى والاربعون   بقلم نهال عبد الواحد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

(الفصل الواحد والأربعين)


بقلم نهال عبدالواحد 


مرت الأيام وحبيبة ورياض على خصامهما، مهما شغلت حبيبة نفسها بين تدريباتها المتواصلة وعملها في الشركة مع أخيها، لكن كل ذلك لم يغنيها عن غياب رياض، لكن أكثر ما أغضبها كيف هانت عليه طوال هذه المدة!


أما هو فرغم كل انشغالاته هو الآخر إلا أن غياب حبيبة وهجرها له قد أرهق قلبه، كان يفتح كل يوم صفحتها الإلكترونية في أي تطبيق يجدها ويظل فاتحًا لهذه الصفحة لكنه يغلقها دون أن يكتب حرف، وربما هي الأخرى فاتحةً على صفحته تفعل نفس الشيء. 


في هذه الأثناء كانت هاجر في فترة إمتحاناتها وأخيرًا قد انتهت، وعليها معاودة العمل لكن نبيل حتى الآن لم يحاول مراسلتها بأي صورة.


كان ذلك يؤلمها بشدة؛ فآخر يوم قد رأته وتحدثا يوم الحفل وكان يومها شديد الهيام والاشتياق، ماذا جرى إذن؟! هل كان يخدعها؟!


كانت تقرر من داخلها أن تترك البيت والعمل وتسكن في مكانٍ آخر، لكنها كانت تفكر في طريقة تقنع بها عمها، بل كيف تستطيع مفاتحته من الأساس؟!


أعدت نفسها لتعود للعمل وقد هبطت من غرفتها في موعدها فوجدت حبيبة وشاهندة في انتظارها فخرج ثلاثتهن، وما أن اقتربن من السيارة حتى وجدن أمامهن أكثر الكائنات لزوجة يمكن مقابلتها خاصةً في أول اليوم.


أجل! هو عادل!


وما أن لمحنه حتى تأففن، فاقترب بسخافته ملوّحًا، فتمتمت هاجر: اصطبحنا وصبح الملك لله!


فعلّقت حبيبة بوجهٍ ملتوي: ده إيه الظُرف ده ع الصبح! مش كفاية اللي بنصطبح بيه ده! ناقص ينزل م الحنفية... أوف لزقة!


فهمست شاهندة: نفسي أشوفك وإنتِ بتضربيه أوي، كل ما افتكر العلقة اللي حكتيلي عليها أبقى نفسي أشوفه... واو! ده إحنا هنضحك ضحك. 


فقال عادل: طب ما تضحكوني معاكم يا بنات عمي. 


فتأففن الثلاثة، فقالت شاهندة: أنا قصدي نضحك عليك مش معاك... أوف ع اللزقة!


فصاحت في وجهه حبيبة: هو إنت إيه! لا شغلة ولا مشغلة! طول الوقت كده بتعبّي الهوا ف أزايز والشمس ف براميل!


فضحكت الفتاتان بينما وجم هو وقال بعدم فهم: إيه! يعني إيه! 


فرفعت حبيبة يديها إلى السماء قائلة: عوض عليّ عوض الصابرين يا رب!


ثم قالت له: هش كده عشان هنتأخر ع الشغل. 


فقال بصدمة: أهش!


فأومأت حبيبة برأسها وقالت: آه هش، بدل ما أدور على مضرب دبان وأضربك بيه أحسن م الزن ع الصبح كده!


فقال بعدم فهم: مضرب الدبان ده اللي هو إزاي!


فصاحت حبيبة: يا ختاي!


فأكملت هاجر وهي تضحك: ده عبارة عن حاجة بلاستيك بيموتوا بيها الدبان، بس إيه بأه! بتلسوع!


وضحكت بينما شاهندة كانت تتمايل من البداية من شدة الضحك، فقالت حبيبة و هي متجهة للسيارة لتنهي ذلك الموقف: أفضّل تدور على دكتور سنان شاطر عشان هتففك سنانك قريب، المرة دي أوعدك إني أنشن ف سنانك وأخلص عل فكين كلهم، روح إحجز طقم سنان من دلوقتي، يلا باي! 


فركبت الفتيات السيارة وتعالت أصوات ضحكاتهن، بينما وقف عادل يشتعل غضبًا وغيظًا، ثم تمتم: وبرضو بتهزئيني! إضحكوا إضحكوا هخلص حسابي منكم واحد واحد، ومش هخلي في البيت ده حد على وش الدنيا، والشاطر اللي يضحك في الآخر!


وصلت الفتيات إلى الشركة وكل منهن إلى عملها، وهاجر في عملها كسكرتيرة لمكتب نبيل، والذي كان حريصًا طوال الوقت على التعامل برسمية المدير والسكرتيرة خلال حدود العمل فقط، لم تدري هاجر هل هي طبيعته التي اعتادت عليها أم إن قلبه قد صرف نظر عن حبها! 


لكنها أجل! لا زالت تحبه ولا تقوى على فراقه، مهما ابتعدت وعودت نفسها بعاده، ما أن تراه حتى تحن ويرقّ القلب و يئِن، لو كان للقلب لسانًا لسمعت قوله خذني إليك، ضمني بين ذراعيك، أحملني وهدهدني 

ليتك طبيبي تُطيّب جروح قلبي، أبي تضمني إليك وتسعدني بلا مقابل، تعاملني كطفلتك كلما أخطأت ربَّتَّ وبهدوءٍ وحنان خطأي أفهمت.

علمت الآن أني سجينتك، فلن أخرج من قلبك و أبتعد.

لكن، أليس من حق السجين الزيارة والزاد؟!

أجل! أنت زادي، هوائي ومائي! 

ألا أستحق كلمة أو حتى مجرد نظرة؟!


كانت تنظر إليه وهو متحدثًا إليها، لكنها لا تسمع إلا صوتها الداخلي هذا، ثم شردت ليكتمل الوضع...


تذكرت آخر يوم إمتحاناتٍ لها، بينما هي تصعد على السلم المتجه إلى غرفتها إذ نادتها العمة قوت من الطابق الأعلى، فأكملت إليها صاعدة؛ فهي متأكدة من عدم وجود نبيل في البيت كما أن صافي ليست بالبيت فهي إما في النادي أو مسافرة. 


وصلت هاجر إليها ووجهها مبتسم فسلمت عليها معانقة، وقالت العمة بوجهٍ باش: هه يا حبيبتي! عملتِ إيه!


فأجابت: الحمد لله يا عمتو! وأخيرًا خلصت! 


ثم قالت بتساؤل: هو حضرتك تعبانة ولا حاجة!


فأجابتها: لا، بس عمك كان عايزك شوية. 


فقالت بقلق: هو تعبان ولا حاجة! ولا حبيبة ضايقته!


فابتسمت قوت بحب وقالت: لا يا حبيبتي، هو كويس، و حبيبة أحسن معاه، صحيح مش أوي، لكن إحنا كنا فين! هو بس زي ما قُلتلك، هو بلّغني تدخليله، عايزك. 


فأومأت هاجر برأسها وتبعت العمة، طرقت الباب، دخلت ثم تركتهما قوت وانصرفت. 


تقدمت هاجر نحو رأفت فصافحته وانحنت تقبل يده فأشار لها بالجلوس فجلست. 


_ هه يا بنتي عملتِ إيه في الإمتحان؟


_ الحمد لله يا عمي! كله تمام. 


_ هتنزلي الشغل ف الشركة من تاني إن شاء الله، مش كده!


سكتت قليلًا ثم أومأت برأسها، ثم أكمل قائلًا: ريّحي كام يوم وبعد كده إنزلي الشغل، وكمان عشان تكوني فكرتي براحتك. 


توترت هاجر ازدادت سرعة تنفسها ودقات قلبها بلا مبرر، فهو يتحدث بهدوء ولم يقل شيئًا خطيرًا! وأومأت بوجهها قائلة: أفكر!


فقال بعد ما لاحظ هذه التغيرات التي طرأت عليها: بصي يا بنتي، إنتِ عارفة غلاوتك عندي زيك زي بناتي تمام. 


فأومأت برأسها، فأكمل قائلًا: وكنت عايز أفاتحك في موضوع مهم فضلت منتظر لحد ما تنتهي فترة إمتحاناتك. 


فابتلعت ريقها وأجابت بصوتٍ مبحوح: إتفضل. 


فقال: أنا عايزك لنبيل ابني، نبيل كلمني وقالّي إنه عايز يتقدملك، تتجوزوا وتكملوا حياتكم مع بعض. 


فشهقت من الفجأة ولم تعقّب، فأكمل رأفت بابتسامته العذبة: أنا عارف يا بنتي حقيقة إحساسكم، وأنا حبيت قبل كده وعارف وجع القلوب وحيرتها شكله إيه! وعشان كده هو ده أحسن حل، تتجوزوا وتعيشوا مع بعض، هه! قُلتِ إيه يا غالية يا بت الغاليين؟


ظلت هاجر بلا رد، فقال رأفت: تقدري تفكري وتاخدي وقتك في التفكير...


عادت هاجر من شرودها فوجدت نبيل واقفًا أمامها مباشرةً فانتفضت فجأة، فابتسم من هيئتها ثم قال عابثًا: طب دلوقتي أجازيكِ عشان عمّال أتكلم ومفيش أي انتباه! ولا أكافئك عشان سرحانة وبتفكري فيّ. 


فقالت فجأة: هه! بفكر فيك! ده مين اللي قال كده؟!


_ تقدري تنكري!


_ نبيل باشا... 


فقاطعها: نبيل وبس. 


ثم غمز قائلًا: طبعًا لو عايزة تنادي أي إسم تاني، براحتك. 


فارتبكت دون تعقيب، فقال: بابا كان فاتحك في موضوع كده يعني، هه إيه رأيك!


فقالت بصوتٍ متحشرج: بس يعني... 


_ بس إيه! مش موافقة ولا بطّلتِ تحبيني؟!


فقالت بفجأة تناقصت حدتها بالتدريج: أنا! لا يمكن... قصدي... 


فقهقه نبيل ثم قال: ماليش دعوة، أهي كلمة الحق طلعت لوحدها!


ثم قال بنبرة عاشقة: هه! بطّلتِ تحبيني؟!


نظرت له نظرة طويلة ثم أومأت برأسها نافية، فاتسعت ابتسامته ثم قال: يعني لسه بتحبيني!


فأومأت برأسها على استحياء وقد اصطبغ وجهها باللون الأحمر، ثم قال: إحنا كفايانا بُعد وهجر، آن الأوان نتقابل بأه والقلوب تتجمع. 


فقالت: بس الظروف ومراتك!


_ إنتِ عارفة اللي فيها، بصي يا ستي زي ما إنتِ عارفة من قبل إمتحاناتك إننا مسافرين آخر الأسبوع عشان العقود، و إنتِ هتكوني معايا لأنك سكرتيرتي، هنسافر متجوزين إن شاء الله ونقضي الهاني مول برة، هه! إيه رأيك؟!


فتنهدت وقالت: بس انا مش حابة نتجوز بالصورة دي. 


_ إنت فهمتِ إيه؟! إحنا هنتجوز على سنة الله ورسوله، وبعلم أهلنا وبابا هيكون وكيلك، و إحنا ما بنعملش حاجة غلط عشان نستخبى.


_ بس الكام يوم دول مش هلحق أعمل حاجة. 


_ ومين قال إنك هتعملي حاجة يا سمو البرنسيس.


فانحنى ومسك طرف يدها وقبّلها ثم أكمل: كل حاجة هتكون جاهزة معاليكِ حتى قبل ما تحلمي بيها. 


ثم تمعن في ملابسها الأكثر اتساعًا وطولًا فقال بتعجب: هاجر، على فكرة الجو مش سقعة عل اللبس المقفول أوي ده. 


_ عارفة، بس أنا بعوّد نفسي عشان هغير لبسي لواسع وطويل ومقفول، عشان... عشان قررت أتحجب. 


نظر لها نظرة طويلة ثم ابتسم وقال: ما شاء الله عليكِ! دي أحسن حاجة تعمليها، حتى أتأكد إن الجمال ده كله هيكون ليّ لوحدي، ملكي. 


تحدث بعشقٍ شديد وعينيه تتفحص كل إنشٍ في وجهها، فتوترت هاجر للغاية وهمّت بالانصراف فأمسك بيدها وقال بهيام: خلاص مفيش مفر، ومهما حاولتِ تهربي ما لكيش سكن غير حضني، حضني وبس... 


ثم قبّل يدها قبلة عميقة، نظر داخل عينيها فازدادت ارتباكًا ثم انصرفت مسرعة، فارتفع صوت قهقهته من تصرفاتها الطفولية. 


كانت حبيبة جالسة في مكتبها تعمل، كانت متأففة تنظر في ساعتها بمعدل كل دقيقة، وفجأة جاء صوت طرقاتٍ على الباب فأسرعت تتصنع انشغالها بالعمل، ففُتح الباب، رفعت عينيها لترى من القادم. 


تفاجئت وانتفضت من مكانها وأسرعت نحوه دون أي كلمة، وألقت بنفسها محتضنة خصره ساندة برأسها على قلبه وهمست بصوتٍ مختنق: حقك عليّ مش هزعلك تاني!


فالتف بذراعيه محاوطها مربتًا عليها ومسّد على شعرها قائلًا: حقك عليّ أنا، أنا اللي غلطان، عايزة تكملي لعب كملي بس بلاش تسيبيني ولا تقاطعيني، حبيبة إنتِ ملكتيني وما قدرش بجد على بُعْدك، معلش إستحمليني وإقبلي غيرتي. 


فأجابته بهمس: إنت اللي ملكتني وما قدرش على بُعْدك بجد، وعمري ما أقدر أبعد ولا أسيبك

(الفصل الثاني والأربعين)


بقلم نهال عبد الواحد


{ عشاق سليم وسلمى!

أقبلوا!

ضيوف الحلقة سليم وسلمي من ثلاثية ولا في الأحلام  أبطال روايات ( ولا في الأحلام الجزء الأول و الجزء الثاني و لقاء ولا في الأحلام) }


قراءة ممتعة  😍🌹


_________________________


وجاء اليوم الموعود يوم زواج نبيل وهاجر، استيقظ نبيل في غرفته بالقصر، التمس زوجته فلم يجدها، لاحظ أنها جمعت أشياء لها في حقيبة سفر أي سافرت! لقد سافرت دون استئذان ولا حتى تركت رسالة!


يبدو الأمر مريبًا!


لم تمضي لحظات حتى جاءه اتصال ما أن سمع ما يحدثه حتى اشتعل غضبًا، وبدأ يتصل بها في محاولات عديدة دون أي إجابة. 


خرج من غرفته وكان لا زال بملابس البيت، طرق غرفة أبيه ثم دخل فسلم عليه وجلس متأففًا على وجهه ملامح غضبٍ شديد. 


تعجب رأفت وقوت التي كانت جالسة مع أخيها يحتسيان الشاي، فقال الأب: مالك ع الصبح! وإنهاردة بالتحديد!


كان لا زال يحاول الاتصال بصافي وأخيرًا أجابت فصاح بحدة: ممكن أفهم سيادتك فين؟!


_ طلعت الساحل مع عادل فيها حاجة دي!


_ مش في راجل تستأذنيه ولا تبلغيه! ولا أصحى ألاقي سيادتك لامة هدومك وسافرتِ!


_ أنا اتفقت مع عادل بليل وجهزت حاجتي ومشيت وإنت كنت نايم، المفروض أصحيك يعني!  بطل الحركات البلدي اللي إتعلمتها دي! أنا ما سافرتش برة دي ساعتين بالعربية بالكتير وتكون هنا، وبعدين إنت مسافر بكرة هقعد أعمل إيه! قُلت أرفه عن نفسي شوية. 


_ لا وإنتِ يا عيني ناقصة ترفيه!


_ بطّل بواخة واقفل عشان أكمل نومي باي!


ثم أغلقت الخط. 


نظر نبيل للهاتف وقال وهو يجز على أسنانه: الله يلعنك يا شيخة!


فقال الأب: في إيه! هي سافرت ولا إيه!


فأومأ نبيل برأسه ثم قال بعصبية: في ريحة حاجة مش حلوة بتتم في السفرية دي. 


فقال الأب: واضح إنهم بيدقوا المسامير الأخيرة في نعشهم. 


فنظر لأبيه قائلًا: هه!


فأومأ الأب برأسه، ثم قالت قوت مغيرة للموضوع: ممكن تهدّي نفسك بأه وتشوف يومك هيكون إزاي! إنت ناسي إن إنهاردة فرحك يا عريس! وراك حاجات كتير لسه، يارب يتمم بخير ويسعدكم ويهنيكم يا رب!


فقال متنهدًا: لا فاكر طبعًا، هم البنات لسه نايمين ولا إيه!


فأجابت بابتسامة عريضة: لا طبعًا دول نزلوا، وراهم شغل كتير، يلا قوم إنت كمان يا حبيبي، قوم يا عريس! آه لو كنت بعرف أزرغد، هي هاجر اللي بتعرف بس مش معقول تزرغد لنفسها! 


فضحك نبيل بخفة ثم نهض وبدأ يعد نفسه كعريس فحلق وذهب إلى حمام ليستعد فيه، أما الفتيات الثلاثة فكن معًا في الفندق حيث إعدادات العروس المكثفة. 


كانت هاجر لا تصدق نفسها، فلم تكن تتصور أن يكون لها حفل زفاف حتى ولو كان صغير، لا تصدق أنها ليلة عُرسها وأنها ستُزف على حب عمرها، لا تصدق أنها ترتدي الفستان الذي طالما حلمت به قديمًا، لا تصدق وتخشى أن يكون مجرد حُلم وسرعان ما تستيقظ منه! 


وبدأت اللمسات الأخيرة للعروس لترتدي الفستان، وهاهي قد ارتدته بمساعدة حبيبة، شاهندة ومصممة الفستان (سلمى)  حيث كانت صديقة شاهندة منذ أيام الجامعة وقد نفّذت فستان الزفاف، فساتين حبيبة وشاهندة وقوت في زمنٍ قياسي وفي غاية الجمال. 


جاء المساء وصعد رأفت ليستلم العروس من غرفتها فقد تولى أمرها كأبيها اليوم وأيضًا سيكون وكيلها عند عقد القران.


نزلت هاجر يدها في يده تطل بطلة رائعة، ترتدي فستان مغلق ذات أكمام مشغولًا من الصدر والأكمام ما بين اللون الأبيض والفضي، ضيق من أعلى حتى أسفل الخصر ثم يهبط باتساع وكلما هبط لأسفل قلت كثافة التطريز، وأيضًا الطرحة مشغولة بنفس الطريقة من أعلي ما بين اللون الأبيض والفضي، كلما هبطت قلت كثافة التطريز، كانت الطرحة طويلة لأسفل ومزيّنًا رأسها تاج فضي رائع، وجمعت شعرها الفحمي بطريقة هادئة ووجهها مزيّنًا بتقنية رائعة فكانت حقًا أكثر من رائعة. 


خلفها شاهندة وحبيبة كوصيفتان ترتديان فستانين من اللون الوردي المائلين إلى اللمعان الفضي، كانا هادئين للغاية، ذاتا أكمام ومحددًا من أعلى حتى الخصر وهبط لأسفل باتساعٍ قليل وحول الخصر حزامٍ عريض من الستان ووردة من نفس لون الفستان على أحد الكتفين، وكلًا منهما تترك لشعرها العنان مع بعض التموجات الهادئة والتزيين ذات الجودة العالية. 


خلفهما قوت في فستان من اللون القرمزي اللامع المحدد من أعلى إلى أسفل مع اتساع قليل وحجاب من اللون الأسود، أما سلمى فقد كانت ترتدي فستانًا فيروزيًا محدد من أعلى حتى أسفل الصدر (أمبير)  ثم هبط باتساع ليسمح لبطنها المنتفخة حيث كانت حاملًا، وعلى رأسها حجاب رمادي ستان. 


هبطت العروس مع رأفت حتى وصلا لأسفل الدرج حيث كان يقف نبيل حاملًا باقة ورد رائعة من اللون الأحمر، خلفه رياض، إيهاب، طارق، رباب ونادية. 


ما أن وقعت عينا نبيل على عروسه حتى وجم وظلّ محملقًا بها حتى صارت أمامه مباشرةً، هاهي أمامه حب عمره تُزف عروسًا له، ها هو أخيرًا سيتزوج بمن اختار بمن يحب وتُيّم بهواها، هاهي أمامه التي ستكون بعد لحظات زوجته، زوجته التي رغبت به وهامت بعشقه هو وليس باسمه أو حتى ماله فافتخرت به أو اتخذت منه بنكًا خاصًّا لها، إذن فأين فرحته؟! لكن لماذا لا يشعر أنه يحلّق وكمن ملك السماء بنجومها؟! لماذا يشعر بطوقٍ يخنقه يقترب منه؟


سلّم على أبيه ثم استلم العروس فأعطاها باقة الورد، سار العروسان وخلفهما الجميع إلى قاعة صغيرة قد حجزها لعقد قرانهما، وكانت تزفهما فرقة موسيقية. 


دخل الجميع القاعة والتي كانت صغيرة حقًا ربما تكون مناسبة لحفلات السبوع وأعياد الميلاد، فلم يكن هناك داعٍ لقاعة كبيرة فالمدعويين عدة أفراد فقط. 


كان هناك منضدة كبيرة جلس عليها المأذون ثم جلس على أحد الجانبين نبيل والجانب الآخر الأب والباقون حولهم لمراسم عقد القران. 


كانت هاجر لا تزال مغيبة لا تصدق كل ما يحدث! فقد تطورت  الأحداث في الفترة الأخيرة بشكل كبير  وأسرع ما يكون!


كانت جوارها وصيفتيها المقربتين تمسك كلًا منهما بإحدى يديها، تنصتان وتشاهدان مراسم عقد القران. 


وكانت معهن تقف سلمى واضعة يدها على بطنها المنتفخة فقالت شاهندة لها: الفساتين تحفة كالعادة، تسلم إيديكِ.


فقالت قوت مشيرة لها لتجلس: يا حبيبتي إنتِ تعبتِ إنهاردة إقعدي وارتاحي. 


فجلست وقالت بإرهاق: بصراحة محتاجة أتمدد كمان. 


فقالت شاهندة مازحة: لا يا حبيبتي الأوبشن ده مش عندنا!


فرن هاتف سلمي المحمول فأجابت: أيوة يا حبيبي... آه خلصت... أهو كتب الكتاب شغّال ... إده إنت جيت بجد! طب القاعة في الدور التاني على اليمين، الصغيرة، ماشي مع السلامة. 


ثم ضحكت وقالت لشاهندة: مفيش فايدة! بيركن العربية تحت وطالع. 


فقالت شاهندة: أمال عايزاه يجي لمين؟ أهو لينا نصيب نشوفه.


فضحكت وضحكت سلمى، لكن اقترب رياض مشيرًا لحبيبة أن تقترب، فاستأذنت من هن حتى وقفت جواره، فأمسك بيدها وابتعد قليلًا، ثم قال: إيه رأيك لو عملناها إحنا كمان!


فتساءلت حبيبة في دهشة: هي إيه دي! 


_ نكتب كتابنا. 


_ بتهزر أكيد!


_ لا بكلمك جد. 


_ رياض، إحنا بنتخانق كتير يعني لو كتبنا الكتاب الموضوع مش هيكون مجرد دبلتين ويتقلعوا. 


_ هو إحنا اللي بينا دبلتين وبس يا حبيبة؟! 

حبيبة إحنا بنحب بعض، يعني روحنا متعلقة ببعض! يعني بحب عيوبك مع مميزاتك! جنانك مع عقلك! أخطائك وإصاباتك، يعني مفيش أدامي غير إني أحبك! يتسمى ضعف يتسمى غباء مش مهم! المهم إننا نفضل مع بعض وما نسيبش بعض أبدًا لآخر العمر! حبيبة أنا ما أقدرش أتخيل حياتي من غيرك، إنت جوة قلبي يعني لو بعدتِ القلب ده هيموت! هيبطل دق!


فقالت بتأثر: ووالله أنا كمان زيك وأكتر !  ما أقدرش على بعدك ولا فراقك!


_ طب إيه! عمومًا لو لسه مش مقبلة عل خطوة دي ولا مقتنعة بيها يبقى خلاص بلاش منها دلوقتي ونستنى شوية كمان،  ومش هضغط عليكِ عشان تسيبي اللعب وتعتزلي هسيبك براحتك تتمرني وتلعبي لحد ما تقرري تقعدي من نفسك. 


فقالت: وأنا عمري ما هسترجل ولا هتخانق طول ما انت معايا ف أي حتة. 


_ أنا هرجع التمرين من تاني عشان تدربيني وأفضل معاكِ وهسافر معاكِ إن شاء الله. 


_ على فكرة بأه يا رياض، خسارة بجد إنك ما كملتش ودخلت بطولات، إنت جامد وبتعب جدًا وأنا معاك. 


فقال بمكر: طب اللي يسمعك دلوقتي يقول علينا إيه! 


فلكزته في كتفه فآلمته  فتأوه قليلًا: آه، يا بت والله إيدك تقيلة!


_ عارفة إنها تقيلة، أنا قصدي أقولك إن جسمك هايل وقدراتك تجنن. 


فضحك بمكر مجددًا وقال: طب أعمل إيه وإنت بتعيديها بشكل تاني!


فلم تجد نفسها إلا ضحكت ثم أمسكت بيده فشبّك أصابعه في أصابعها، فقالت: ماشي يا رياض. 


_ ماشي إيه!


_ موافقة على كتب الكتاب. 


فوجم قليلًا والتفت إليها في فجأة؛ فهو لا يصدق موافقتها فتساءل: إنتِ قُلتِ إيه!


فابتسمت قائلة: موافقة. 


_ طب قولي والله!


_ والله!


فاتسعت ابتسامته فجأة ثم التفت ناحية رأفت الذي كان عينيه عليهما منذ البداية، واقترب رياض ناحيته و هو يومئ برأسه، ففهمت أنه قد اتفق مع والدها على ذلك لكنه ترك حرية القرار في يدها، فالتفتت لأبيها وابتسمت إليه ، فضحك لها ضحكة أظهرت حبه النابع من قلبه. 


وبدأ عقد القران الثاني بكل مراسمه، وهذه المرة وقفت هاجر وشاهندة تؤازران حبيبة وكأن هاجر قد نسيت كونها قد صارت عروس.


وأثناء مراسم عقد القران كان سليم قد وصل فوقف عند مدخل القاعة باحثًا بعينيه عن زوجته الحبيبة حتى وجدها جالسة بالقرب من العروس وفتيات أخرى، فابتسم و دخل مباشرةً في اتجاهها، وما أن لمحته سلمى حتى ابتسمت و نهضت واقفة وهي تمسك بالكرسي ليساعدها على الوقوف. 


وما أن وصل سليم أمامها حتى عانقها عناقًا طويلًا وقبّل جبهتها ثم همس بشوقٍ كبير: وحشتيني أوي!


فأجابت بنفس الشوق والهمس: وإنت كمان. 


فتدخلت شاهندة المراقبة لهما من البداية: إزيك يا دكتور؟! ما قولتيش يا سلمى إن الدكتور مسافر. 


فقالت: لا مش مسافر، سليم ما بيسبنيش خالص من يوم مامي اتجوزت وسافرت. 


فأجاب سليم: ماشوفتهاش بآلي كام ساعة، أختوها مني إنهاردة.


فابتسمت شاهندة من عشقهما الذي لا زال مستمرًا رغم كل المصاعب ثم تساءلت: وهي طنط عاملة إيه!


فقالت سلمى بسعادة: فرحانة أوي وسعيدة أوي، أول مرة أشوف مامي فرحانة ومشرقة كده، فعلًا ده تأثير أونكل يحيي. 


فقال سليم وهو ينظر حوله: أنا أقدر أحدد قرايبك على فكرة يا شاهي، كلكم شبه بعض. 


فضحكت شاهندة وقوت الجالسة، فقال سليم: حضرتك مامتهم واضح جدًا، ده حضرتك شبههم خصوصاً الآنسة اللي واقفة دي. 


مشيرًا نحو حبيبة، فابتسمت قوت قائلة: هم صحيح كلهم عندي ولادي، لكن هم ولاد أخويا. 


فقال بابتسامة: ربنا يتمم بخير! 


وما أن انتهت مراسم عقد القران الثاني، حتى بدأت المباركات حتى وقف رياض أمام حبيبة ممسكًا بيدها وناظرًا داخل عينيها وجهه بلا ملامح و هي أيضًا لا تصدق أنها قد صارت زوجته حتى ولو على الورق فقط، لكنها لمحت عينيه تلتمعان بدموعٍ تنوي الهبوط فتعانقا فجأة بحرارة شعرت بدفء أحضانه وهو يتنفس عطرها الرائع، كان يشدد عناقه هذه المرة فألصقها بشدة في ضلوعه وود لو زجها إلى داخل ضلوعه ولا تخرج أبدًا، شعر كأنما كان قادمًا من سفرٍ بعيد ركضًا على قدميه وأخيرًا قد وصل!


كان سليم يتابعهما فابتسم وميّل لزوجته وقال: الاتنين دول بيفكروكِ بمين؟!


فضحكت ولم تعقّب، أُكملت اللية كأروع ما يكون رغم بساطتها وقلة المدعويين. 


وفي الساحل وبالتحديد داخل إحدى الفيلات كانت صافي جالسة مرتدية فستانًا عاري الصدر مظهرًا مفاتنها وقصير فوق الركبة، جوارها أخيها وعلى الجانب الآخر جلس معهما شاب أشقر مال لون بشرته إلى اللون البرونزي بفعل شمس الصيف.


فقال عادل: ما ينفعش، أنا صبرت كتير وخلاص مش طايق وجبت أخرِي مع العيلة دي يا فادي!


فأجاب فادي: لازم تصبر وتستنى وإنت بتحقق أحلامك، وأنا محتاج شوية وقت وكل حاجة هتظبط ما تقلقش، في ترتيب ف دماغي هيضرب كل العصافير بحجر واحد، بس سيبني أتكتك. 


فقالت صافي: إنتو ناوين على إيه! مش عايزة توريطة، مش كفاية مستحملة طول السنين دي عشان ناخد حقنا وحق أبونا! لكن مفيش حاجة بتحصل، ضيعت معاه عشر سنين من عمري من غير فايدة! أوف!


فصاح فيها عادل: ماهو من غبائك! مارضتيش تجيبي حتة طفل! كان سهّل مهمتنا بدل الخيبة دي! 


فصاحت فيه: لا طبعًا أنا ما بفكرش في المواضيع دي أصلًا، يعني إيه أتعذب في حمل وولادة ورضاعة وأبوّظ جسمي!  وأصلًا استحالة أخلّف من نبيل، ده انا مش بطيقه! مش بقبله! أقوم أخلف منه! إيه القرف ده!


فقال عادل: هتفضلي غبية وخايبة. 


ثم نهض واقفًا، فتساءلت صافي: إنت رايح فين كده؟


فقال: هتمشى شوية، حد هيجي معايا. 


فأومأ الاثنان رفضًا فانصرف عادل، وبعد مرور فترة من الوقت قالت صافي: يا ترى هتقدروا على نبيل؟


فأجاب: عيب عليكِ. 


فقالت: أيوة يعني إنت مثلًا هتستفاد من مشاورنا دي! 


لم تكن تلاحظ تلك العيون التي تحملق في جسدها العاري لكنه اقترب وقال بطريقة غير مألوفة: هستفاد  كتير، حب عمري هيرجعلي.


فتابعت بمفاجأة: حب عمرك!


فأومأ برأسه وقال: معقول مش حاسة بيّ طول الفترة دي! صافي أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرِك، وأول ما تطلقي هنتجوز ونكمل حياتنا.


قال الأخيرة وبدأت يده تتحرك بخفة متلمسة ذراعها، ثم عنقها وإلى أعلى صدرها فدبّت القشعريرة في جسدها من أثر فعلاته تلك جعلتها تسعد بما تشعر وقد لمح هذا فادي في وجهها فابتسم وفي لمح البصر كانت شفتاه على شفتيها تقبلهما بنهمٍ شديد وخلال لحظات خارت قواها واستسلمت بين يديه، ولحظاتٍ أخرى من تلك القبلات المحرمة كانت صافى محمولة بين ذراعيه وصاعدة لأعلى معه داخل أحضانه يختليا معًا في إحدى الغرف في لقاءٍ خاص بصحبة الشيطان......

تكملة الرواية من هناااااأ

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع