القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله 




رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله 






الجزء الثاني *الفصل الأول*


أغلق يوسف معه الهاتف لا يدري لما آلمه قلبه عليها رغم ما فعلته به لكن كافة الأسباب تشير إلي نتيجة واحدة بالنسبة له حتي لو لم يكن من صنع يدها هي لكنها أخطت لو كانت إعترفت له يقسم أنه كان سيسامحها وسيصفح لها ، لكن كتمانها هذا أنها متورطة بالفعل ومازالت تسعي لتنفيذ مخطتها.


لكن صدمته الآخري بنايا كانت تعلم أنها السبب بما حدث له ؟ هو تضايق بالفعل منها عندما لم تصطف بصف شقيقتها وتساندها ينكر جيداً عندما عاد من المشفي وتشاجرا أخبر نورسيل وأكد عليها أنه مهما يحدث بينهم أنهم سيظلون 

آخوة ويجب أن يظلوا في ظهر بعضهم وأجبرها وقتها أن تعفوا عنها ولأجله سمعت له أكان هذا سبب شجارهما بالفعل علي ما يبدوا أن هذا الموضوع غامض بالفعل ، يجب أن يستمع إلي نايا ويستمع إلي نورسيل ويري ما الحقيقة لكن عندما واجهها هي وشريف لم تكذبه أو تدافع عن نفسها.


إبتسم ساخرًا هو لم يعطها الفرصة من الأساس كي تدافع عن نفسها أو يستمع لها حتي وقتها ، لكنه كان كالاسد الجريح وكان من الضروري أن يثأر إلي نفسه ويرد لها الصاع صاعين .


لا ينكر أن من البداية كان ينتظر منها الغدر هي صارحته أكثر من مرة أنها تزوجته لتثأر منه وكان يتقبل هو هذا بثأر رحب لكن كل هذا تبدد وإختفي عندما تعلقت به وبدأت تعرف حقيقته وعشقته هي الآخري أكان حبها وعشقها هذا كذبا أو وهما! 


كيف وهو شعر بمدي حبها وعشقها له فهي كانت إمراءة عاشقة حد النخاع ماذا داهها ؟ من الممكن أن يكون هذا الإتفاق سابقا قبل تطور علاقتهم لكن لما عاد شريف مجدداً إليها وهددها بهذا الكلام شريف لم يراه من الأساس هو تخفي جيداً حتي لا يلفت نظراته.


يكاد أن يجن يريد أن يفهم حقيقة الأمر يعلم أن نورسيل ظلمت هي الآخري كان يمتعض دائماً من طيبتها وسذاجتها التي يكاد يجذم أنها هي التي ألقت بها في التهلكة ، التي جعلتها تقع في حب هذا الحقير شادي دون أن تري عيوبه ولا تظن به السوء طرفة عين حتي.


ونايا أيضاً خدعتهم هي الآخري ولكن عدي يعلم بخداعها هذا ؟ أيواجهها هي الآخري ويحطم سعادة شقيقه ! وماذا سيفعل إذا كان أخاه يعلم بالفعل وخبئ عنه تلك الحقيقة وإكتشف أن الجميع يخدعه وهو يعيش في أكذوبة لا أكثر لا يدري ماذا سيفعل وقتها.


لكن يجب المواجهة يجب أن يعلم الحقيقة والمخطئ سيلقي حتفه ويتذوق مرارة الآلم كما ذاقها هو.


فاق من دوامة أفكار وآخذ أغراضه وغادر تاركا الشركة تنقلب رأسا علي عقب فما يهمه الأن أن يعلم الحقيقة فقط وحسب.


❈-❈-❈


نهض شادي بلهفة ووقف أمامها وتحدث برجاء:


-غصب عني أقسم بالله غصب عني أنت حياتي كلها والله ما كان بإيدي كل وجع أنتي عشتيها أنت وجعت زيك وأكتر عهد أنا حبيتك بجد وليكي الفضل أنا أرجع أعيش تاني عهد أي حاجة هتطلبيها مني هنفذها أوعدك بس تسامحيني وتديني فرصة تانية.


وضعت عهد يدها علي أحشائها تطلع له تاره وإلي شادي تارة آخري ، لا تدري أتعطيها فرصة آخري من أجل طفلهم ولأجل حبهم أيضا فهو من علمها معني الحب من الأساس لكن هو آلمها وكادت أن يضيع طفلهم لولا ستر الله ورضاه عليهم أراد أن يرأف ربهم وأعطاهم فرصة ثانية هل هي الآخري تعطي شادي فرصة ثانية ليبدأوا عهدا جديد أم تظل علي قرارها.


تنهدت بشرود وقالت :


-رغم كل إلي عملته فيا شادي لكن مع الأسف لسه بحبك.


إبتسامة شقت طريقها واقترب منها يهزها برفق :


-وأنا بعشق يا قلب شادي سامحيني وخلينا نبدأ صفحة جديدة وأوعدك مش هتندمي.


قوست فمها للأمام وهتفت بدلال لا يليق إلا بها وهي تداعب خصلات شعره برفق:


-بس أني أسامحك وارجعلك هيبقي بشروط يا بيبي وأنت مش قدها ؟


رد بدوره متسرعا:


-موافق علي أي شرط يا عمري المهم تسامحيني .


ابتسمت بثقة وقالت:


-متأكد ؟


رد بدون تفكير:


-متأكد يا قلبي قولي بقي وريحيني !


ربعت ساعديها مرددة بثقة :


-أوك يا بيبي بص بقي آول شرط لما نرجع شقتنا كل واحد هينام في أوضة لغاية ما نتصافى ثاني شرط مش حابة يبقى ليا إحتكاك مع أخوك ولا نورسيل بعد الي حصل ثالث حاجة بعد ما نطمئن علي صحة طنط نسافر رابع حاجة لو الي حصل منك ده حصل تاني هيبقي اخر يوم في علاقتنا .


صاح مستنكرا :


-نعم يا حلوة الشروط الثلاثة مفيش مشكلة لكن آول شرط ده ليه ان شاء الله ؟


ردت بإستفزاز:


-عشان أقدر أتخطي يا قلبي الي حصل ده محتاجة وقت وبعدين ان لسه مخلصتش شروطي أصلا !


زم شفتيه بغيظ ووضع يده بخصره مرددا باستياء:


-بجد لسه فاضل شروط تانية لسه ؟


ردت بتأكيد :


-أيوة يا بيبي حابب تسمع ولا لأ خلاص صرفت نظر ؟


عض على شفتيه بغيظ:


-لأ مصرفتش نظر أتفضلي كملي يا روحي ؟


تحدثت بصوت خافت :


-حابه نغير أوضة النوم خالص وديكورها كمان مش عايز اشوف أي حاجة تفكرني بإلي حصل ممكن ؟


ضم سريعا لأحضانه مربتا على ظهرها بحنان:


-اهدى يا حبيبتي وكل الي عايزاه هيحصل لو عايزة نغير الشقة كلها بإلي فيها كمان معنديش مانع أيه رأيك بقي ؟


هزت رأسها نافية داخل أحضانه كأنها قطة أليفة :


-لأ مفيش داعي كفاية أوضة النوم.


إبتعد عنها برفق وهتف مفكرا :


-أنا عندي فكرة أيه رأيك أبيع الشقة وأشتري فيلا في الكمبوند الي فيه قصر المغربي وتبقي جنب أهلك أيه رأيك ؟


غمغمت متسائلة :


-هي فكرة حلوة أوي بس هتبقي غالية  أوي عليك ؟


رفع ذقنها بأطراف أصابعها برقة :


-مفيش حاجة تغلى عليكي يا قلبي وبعدين أنا هشتري فيلا نموذج  c يا قلبي فمش هتبقي غالية.أوي ها أيه رأيك ؟


ردت بلهفة :


-موافقة طبعا يا قلبي أنا هعيش معاك لو في عشة حتة.


ابتسم بحب ورفع يديها مقبلا إياهم بحنان :


-ربنا يخليكي ليا يا قلبي وميحرمنيش منك يا عمري كل يوم بحمد ربنا أني قابلتك واتجوزتك يا عهد أنت عوض ربنا ليا .


ردت بحب :


-للدرجة دي بتحبني ؟


هز رأسه نافيا :


-لأ يا عمري أنا مش بحبك بس أنا بعشقك يا عمر شادي أنتي شعاع النور الي إخترق ظلمة قلبي وخلتيني أعيش من تاني.


ابتسم بحب وقالت:


-يعني مش هتندم انك حبتني ؟


تنهد بحب:


-أندم أنا أبقي غبي يا عهد لو ندمت عارفة وقت ما حصل الي حصل أقسملك اني كان نفسه أرجعلك واخدك في حضني واستسمحك مكنتش قادر أتخيل أني ممكن أبعد عنك من الأساس.


ارتمت بأحضانه وشدد هو من احتضانها بحب وهو يحمد الله بداخله أنها عادت له من جديد…


❈-❈-❈


دلف يوسف القصر انتفضت والدته ما أن رأته واقتربت منه سريعا .


مغمغمة بلهفة :


-خير يا يوسف يا حبيبي رجعت بدري ليه ؟


ربت علي ظهرها بحنان وقال:


-متقلقيش أنا هخلص شوية شغل في المكتب لما عدي يوصل خليكي يدخل ليا المكتب هو ونايا.


تطلعت له بريبة :


-في ايه يا يوسف بالظبط طمني ؟


تنهد يوسف بهدوء وقال:


-خير بإذن الله متقلقيش بعد إذنك.


وضعت يدها علي قلبها بقلق:


-جيب العواقب سليمة يارب.


إبتلعت ريقها بتوجس ما أن استمعت لحديث زوجها الذي عاد من عمله مبكرا.


هتفت نايا بتوتر:


-عايزنا ليه ؟


داعب عدي لحيته بخفة :


-مش عارف يا نايا حاسس أن فيه حاجة مهمة.


نهضت نايا بإرتباك:


-ممكن يكون عرف أني عارفة ؟


تنهد عدي بقلة حيلة:


-مش عارف يا نايا مش عارف ربنا يستر يلا ننزل.


أومئت رأسها بإيجاب:


-حاضر هلبس الإسدال وننزل.


رد عدي بوهن:


-طيب بسرعة يلا.


❈-❈-❈


يضع قلمه بين أصبعه ويطرق به علي المكتب بشرود تام وبداخل قلبه بركان ناري علي وشك الإنفجار هل هو مغفل لهذه الدرجة ؟ هل الحب يذل صاحبه هكذا ؟ فاق من شروده علي طرق باب الغرفة ودلوف عدي وبرفقته نايا.


أشار لهم يوسف أن يجلسوا :


-أقعدوا واقفين ليه ؟


جلس عدي علي المقعد وفي قبالته نايا ينظروا الي بعضهم بترقب..


سلط يوسف أنظاره عليهم وتحدث بصوت حازم:


-هو سؤال ومحتاج أسمع اجابته منكم أنتوا الأتنين.


تطلع عدي الي زوجته ثم الي شقيقه وهتف متسائلا :


-خير يا يوسف ؟


تجاهل يوسف الرد عليه ونظر الي نايا وردد بفحيح:


-كنتي تعرفي الي أختك عملته ؟


إبتلعت ريقها بتوجس وردت بصوت خافت:


-كنت آعرف بس ….


رفع يوسف يده وصاح مقاطعا:


-بس مش عايز أسمع عرفتي إمتي ؟


ردت بخزي:


-يوم الحادثة بتاعتك.


ضحك يوسف ساخرا:


-بجد ألتفت الي عدي متسائلا مراتك قالتلك إمتي ؟


أجاب عدي بتردد من نظرات اللوم والإنكسار المصوبة تجاهه من شقيقه الأكبر وأباه الروحي :


-يوم الي حصل وطلاقك من نورسيل .


عض الآخر علي شفتيه بغضب حتي شعر بملوحة دماءه داخل فمه وردد بآسي:


-وكنت ناوي تقولي ولا هتخاف علي بيتك وهتخبي عني ؟


تطلع عدي لأسفل بخزي فشقيقه معه كل الحق بالفعل وسيتحمل أي شئ يقوله وحتي ان وصل به الأمر وتطاول عليه بضربه فسيتحمل منه كل شئ.


أرجع يوسف رأسه للخلف وتحدث بخزي:


-كنت أستني الضربة من أي حد غيرك لكن أنت وجعتني أوي يا عدي صدمتي فيك كبيرة أوي خد مراتك وأطلعوا من المكتب.


حاول عدي التحدث لكن منعه يوسف صائحا:


-مش عايز أسمح حاجة بره.


تطلعت لزوجها بحزن ودموعها تنساب علي وجنتيها تحدثت هي محاولة الدفاع عن زوجها:


-عدي ملوش ذنب صدقني أنا السبب.


ألتفت يوسف الي نايا بخزي وقال:


-كنت دايما فاكر ان نورسيل هي الي ضعيفة والمشكلة فيها هي لكن مع الأسف لاول مرة آخد بالي أن نورسيل فعلا مظلومة يا نايا وأنتي أكتر حد ظالمها من البداية ووصلها لكده خدي جوزك وأمشوا من قدامي دلوقتي أفضل لأني مش ضامن رد فعلي هيكون أيه معاكم.


إقترب عدي من زوجته وأمسك يدها وحثها علي المغادرة بينما ظل هو جالسا علي مكتبه واضعا رأسه بين كفيه يشعر أنه سيصاب بسكته دماغية الأن فدماغه تكاد أن تكون وصلة لمرحلة الغليان لا محالة.


❈-❈-❈


إنتفضت صفاء من جلستها فور رؤيتها لحالة عدي ونايا ركضت صوبهم مرددة بقلق:


-خير يا ولاد في ايه ؟ مالكم ويوسف صوته عالي ليه ؟


تطلعوا الي بعضهم ولم يتحدثوا.


وضعت صفاء يدها علي قلبها بقلق:


-في انطقوا .


ألتفت عدي الي زوجته قائلا:


-أطلعي أوضتك يا نايا.


هزت رأسها بإيجاب وتحركت سريعا اقترب هو من والدته وحثها علي الجلوس مرة آخري وسرد لها ما حدث بالداخل وما ةان ردها سوي صفعة مدوية علي وجنة عدي ونهضت من جواره مصعوقة كأن ثعبان لدغها أو ما شابه.


هزت رأسها بعدم إستعياب وهي تضرب يد بيد:


-أنا مش مصدقة نفسي بجد أنا مصدومة طيب مراتك دارت علي أختها عشان هي أختها أنت تبقي عملت أيه في أخوك يا خسارة يا عدي يا آلف خسارة أخوك هيلاقيها منين ولا منين ؟ صدمتهم في مراته ولا اخوه طيب مراته تتعوض لكن الأخ بيتعوض ؟ رد عليا الأخ بيتعوض الزوج والابن يتغيروا لكن الأخ ميتعوضش ما بالك بأخ كان بمثابة أب ليك كمان تعنل فيه كده ! أطلع أوضتك أجري أقعد جنب مراتك يا خسارة يا عدي يا ألف خسارة.


تحرك من أمامها وغادر بخزي وهو يجر أذيال الخيبة ورائه فوالدته وشقيقه معهم كل الحق فهو قد خان ثقتهم بالفعل.


تنهدت بحزن ودلفت الي غرفة المكتب وجدت يوسف في حالة يرثي عليه.


إقتربت منه سريعا وضمته لأحضانها لم يبكي ولم يهتز ولكن عيناه كانت حمراء كالجمر المشتعل.


تحدثت صفاء بآسي:


-إهدي يا حبيبي متعملش في نفسك كده يا حبيبي .


رفع رأسه مرددا بأسي :


-هو أنا وحش للدرجة دي عشان يحصل فيا كل ده ؟


هزت صفاء رأسها نافية علي الفور:


-لا طبعا يا يوسف أنت أحسن و أعظم وأحن راجل في الدنيا كلها .


إبتسم بحسرة:


-معتقدش يا أمي أنا ولا حاجة طيب نورسيل طلقتها أخويا هطلقه هو كمان ؟ ليه عدي يعمل كده ليه محاش واحهني ليه نايا مجاتش قالت ليا تعرفي يا امي أن نورسيل بعد الي عملوه أديتها عذر يا امي أنا تعبت بجد.


ربتت صفاء علي ظهره بحنان:


-إهدي يا حبيبي عشان خاطري إهدي أنا خايفة يحصلك حاجة من الي عمله في نفسك عدي بيحبك ونورسيل كمان بتحبك هما أه بيغلطوا بس عرفوا غلطهم خلاص.


ضحك يوسف ملئ فمه وقال:


-عرفوا غلطهم لما يعترفوا هما بيه يا أمي مش أنا إكتشفه أنا تعبت بحد الصدمة كبيرة أوي عليا كان عندي أموت ولا أن ده كله يحصل.


ردت صفاء بلهفة:


-بعد الشر عنك يا قلب أمك بعد الشر عنك إهدي كده وأمسك نفسك مش يوسف المغربي الي حاجة توقعه أو تهده بلاش كده يا أبني مقدرش أشوفك كده.


تنهد بحزن وقبل يدها وقال:


-عشانك أنتي ماسك نفسي ومستحمل يا ست الكل انتي الي فاضلة ليا والي متأكد من حبها الصادق ليا.


هتفت صفاء معاتبة:


-متقولش كده أخواتك كمان بيحبوك ومراتك بتحبك رغم اني مضايقة منها بس بتحبك وبجنون كمان سامحها يا أبني أديها فرصة تانية بلاش تخرب بيتك .


ضحك ساخرا وقال:


-هو أنا كان بيتي عمران أصلا يا أمي عشان يتخرب من البداية خربان وكنت بحاول أسنده بس خلاص أنهد ووقع فوق دماغي.


ردت صفاء معاتبة:


-يوسف إهدي كده وصلي علي النبي أقوم أتوضي وصلي ركعتين الي انت فيه ده إختبار من ربنا ليك قوم صلي واشكر ربنا يا أبني أنت أحسن من غيرك يمكن ربنا أراد أن الحقايق كلها تنكشف وتبدأو من جديد صفحة جديدة بيضاء تملوها أنتم من آول السطر حب ومودة وبس فوق من الي أنت فيه كده واهدي محنة وهتعدي.


مسح يوسف علي وجهه بوهن وأرجع خصلات شعره للخلف وقال:


-حاضر يا أمي حاضر هقوم أصلي أركعتين وهوصي علي عحل يدبح ويطبخ ويتوزع علي الناس.


إبتسمت بحنان:


-أيوة يا أبني هو ده الصح لقمة تزيح النقمة.


آومئ لها بوهن وعقب:


-بالظبط كده كنت عايز أبلغك أني قررت أسافر.


صفاء……


يُتبع..

الفصل الثاني 


تطلعت له صفاء بريبة وقالت:


-مسافر رايح فين ؟


تنهد بوهن وقال:


-مسافر بره مصر يا أمي محتاج أبعد يمكن أرتاح شوية كام شهر وهرجع بإذن الله.


صاحت معترضة:


-تسافر فين لأ طبعا مش موافقة .


إقترب منها وآخذها في أحضانه برفق:


-مش موافقة ليه بس يا ست الكل محتاج أرتاح وأصفي ذهني بعيد.


رددت بإمتعاض:


-لا عايز ومصر أسافر معاك ونقعد في القصر الي في


الصعيد .


هز رأسه نافيا وهتف موضحا:


-يا ست الكل أنا أصلا مسافر في شغل والله شهرين تلاته وهرجع بإذن الله.


رمقته بعتاب:


-نعم شهرين تلاته لأ مش هسيبك تسافر عايز تسافر خدني معاك.


ضحك بخفة:


-عيوني يا ست الكل بس أنتي هنا عندك طوارئ عهد ونايا حوامل هتسبيهم لمين يا ست الكل ؟


إمتعض وجهها بحزن :


-عندك حق مش هقدر أمشي طيب توعدني مش تتأخر هناك ؟


تنهد بوهن:


-وقت ما أحس أني قادر هرجع يا أمي متقلقيش.


هتفت بحذر:


-طيب وعدي مش هتصالحه هتسافر وأنت زعلان منه ؟


هز رأسه نافيا:


-لأ يا ست الكل وبعدين أنا مقدرش أزعل من عدي ده أبني مش أخويا وبس.


تنهد براحة وأكملت بتردد:


-طيب ونورسيل ؟


مسح علي وجهه بضيق وقال:


-أنا رديتها يا أمي.


زمت علي شفتيها بضيق وقالت:


-علي راحتك يا أبني أنا أصلا لغاية دلوقتي مش مصدقة انها تعمل كده معاك دي بتحبك وروحها فيك.


أغمض عينه متحسرا وقال:


-معتقدش يا أمي أنها حبتني الحب الكافي زي ما بتقولي لو كانت حبتنى مكانتش عملت كده من آول يوم دخلت فيه البيت ده وهي مخططة تقتلني وقالتها صريحة من البداية بس أنا إلي كنت غبي يا ست الكل وافتكرت بعدها حبها ليا هتنسي وتفوق .


ربتت علي كتفه بحنان:


-طيب اسمع منها يا أبني يمكن تكون مظلومة.


إبتسم بوهن:


-حاضر يا أمي أنا هروح اجبها قبل ما أسافر تفضل هنا وأعملي حسابك يا أمي متدخلش المطبخ نهائي ولا تقرب من أي أكل وشرب أو حاجة تخصكم .


رمقته صفاء بصدمة:


-للدرجة دي مش واثق فيها طيب هترجعها ليه ؟


أغمض عينه بحسرة:


-رأيك أثق بيها بعد أيه بعد ما كانت نايمة في حضني كل ليلة وهي كانت مشاركة في حادثتي بعد ده كله عايزاني أثق فيها ! هرجعها ليه فهرجعها عشان مع الآسف قلبي الغبي لسه بيحبها ومش هقدر استحمل حد يعاملها وحش.


أومأت صفاء بتفهم:


-ماشي يا أبني إلي أنت شايفه صح أعمله وقادر ربنا يظهر الحقيقة ويدوب الجليد الي ما بينكم صمتت قليلا ثم هتفت متسألة طيب مش هتصالح عدي قبل ما تسافر ؟


ضرب يوسف كف بكف:


-حاضر يا أمي مع أني عايزه يعرف غلطه لأن مع الأسف دي مش آول غلطة ليه.


قطبت صفاء جبينها بعدم فهم:


-قصدك أيه؟


إنتبه إلي والدته وإبتسم بهدوء:


-موضوع كده يا ست الكل صحيح يا أمي نورسيل لما ترجع متدخلش الجناح بتاعي.


ضمت حاجبيها بإستنكار:


-مش فاهمة دي معلش هو أنت مش هترجعها أزاي بقي هتدخل جناحك ؟ وكمان المطبخ أزاي أقولها كده ؟


تحدث مهدئا إياها:


-إهدي يا ست الكل وأنا هتكلم معاها يا ستي وهبلغها بأوامري متقلقيش .


رمقته معاتبة وعقبت:


-أوامرك بقيت قاسي أوي يا بن المغربي.


ضحك بآسي وهتف:


-قاسي مرة واحدة ! لو حد شاف ربع إلا أنا شوفته مكنش عمل إلي بعمله ده وهادي زي كده أنا رايح أنام يا ست الكل تصبحي علي خير.


تنهدت بحزن:


-وأنت من أهل الخير يا حبيبي.


غادر يوسف وجلست صفاء علي الأريكة بوهن ورددت بتمني:


-ربنا يهديكم لبعض يااااارب يا ولادي أه يا يوسف واجع قلبي أوي عليك يا أبني تعبت في حياتك كتير أوي إمتي بقي يا أبني هتفرح وتعيش حياتك .


❈-❈-❈


#


تجلس علي الفراش ودموعها تنساب علي وجنتيها بغزارة وتشهق من حين لآخر بينما زوجها يقف في الشرفة بضيق شديد من حاله وعليا لا يدري ماذا يفعل فقلبه يؤلمه بشدة من جهة شقيقه وحزنه منه ومن جهة آخري صغيرته التي تبكي بالداخل إبتسم ساخرا فكيف له أن يواسيها ؟ وهو بالأساس بحاجة لمن يواسيه !


مسح علي وجهه بإرهاق يشعر أنه الأمور خرجت عن السيطرة ويوسف لن يصفح عنه وإذا حدث هذا لا يدري ماذا سيفعل وقتها فيوسف ليس مجرد شقيقه الأكبر بل  هو أباه الروحي أيضا ، يعلم أن يوسف غاضبا منه كثير ليس من أجل نورسيل فحسب ولكن من أجل الموضوع الآخر عندما أخبره كيف عرف نايا وأحبها في الخفاء.


فاق من دوامة أفكاره علي إرتفاع صوت نحيبها بالداخل تنهد بأسي ودلف سريعا  لها يحاول مواساتها خوفا من أن يصيبها مكروها أو يصيب طفله شئ.


جلس جوارها علي الفراش وآخذها بين أحضانه مربتا علي ظهرها بحنان:


-إهدي يا نايا إهدي يا قلبي متقلقيش خير ان شاء الله.


هتفت بصوت مبحوح من البكاء :


-أنا أسفة.


قطب جبينه بحيرة وغمغم متسائلا:


-آسفة علي أيه يا عمري ؟


ردت بصوت خافت:


-علي المشكلة الي حصلت ما بينك وما بين يوسف بسببي.


تنهد بهدوء وقال:


-حصل خير واهدي بقي عشان يوسف الصغير بقي.


هتفت بصوت معترض:


-عدي أنا أنا ممكن أسيب البيت وأمشي لو ده هيخيلي يوسف يسامحك.


إبتعد عنها معترضا:


-بطلي هبل يا هانم أيه إلي بتقوليه ده وأنتي فكرك يوسف كده هيسامحني ؟ لا يا حلوة ده يوسف هيعلقك ويعلقني .


ضحكت من بين دموعها إبتسم بحب وقال:


-إهدي يا روحي بقي وإضحكي وأنا هفضل وراء يوسف لغاية ما يسامحنا متقلقيش إضحكي بقي مش بحب أشوف دموعك دي يا قلبي خلاص بقي أمسحي دموعك يلا يا قطتي.


أومأت بوهن :


-تمام.


حك جبينه بخفة وقال:


-أنتي مأكلتيش صح ؟


عضت علي شفتيها بخجل:


-أه بس أنا مش جعانة .


رمقها عاتبا وعقب:


-كده بردوا ؟ طيب هقوم أجيب حاجة تاكليها يا قطتي أنتي ويوسف باشا الصغير.


أومأت بإيجاب.


ربت علي كتفها بخفة:


-أنزل تحت وأجي تكوني أخدتي شور وفوقتي كده يا بنتي ماشي ؟


إبتسمت بوهن :


-حاضر يا حبيبي.


تركها وغادر متوجها إلي الأسفل تزامنا مع صعود يوسف الدرج وقف الإثنين متقابلين ببعضهم البعض وقف عدي يتطلع أرضا بخزي.


تنهد يوسف بوهن وعقب :


-مهما تعمل يا عدي هتفضل تغلط وأنا هسامحك أنا هفضل أخوك الكبير أنت تغلط وأنا أسامح .


ما كان رد عدي الا أن ألقي نفسه بأحضان شقيقه تقبله الآخر بصدر رحب وضمه بحب داخل أحضانه.


تحدث عدي بدموع:


-حقك عليا أوعدك مش هتتكرر تاني أوعدك يا حبيبي.


ربت يوسف علي ظهره بحنان:


-ماشي يا عدي بس دي آخر فرصة ليك يا سيدي.


إبتسم عدي بلهفة:


-أطمئن يا سيدي أوعدك مش هتكرر تاني.


أومأ يوسف بوهن:


-طيب يلا شوف وراك أيه ولا رايح فين تصبح علي خير .


ردد عدي بإمتنان :


-ماشي يا حبيبي وأنت من أهل الخير.


صعد يوسف إلي جناحه بينما هبط عدي إلي المطبخ وأحضر بعد الأطعمة وصعد مرة آخري يطعم زوجته ويتناول طعامه هو الآخر براحة من عفو يوسف عنه إنتهوا من تناول الطعام وإتجه الي الفراش وآخذ زوجته بأحضانه وغفوا سويا.


جالسة علي الفراش ضامة قدميها إلي صدرها بشرود تام تفكر في حياتها تشعر ببرودة الفراش جوارها بأسي إشتاقت ليوسف كثيرا هل سيسامحها ويعطيها فرصة آخري أم ستظل هنا بمفردها دونه ولكن كيف ستحيا دون قلبها  فيوسف هو قلبها ونبض الروح .


فاقت من شرودها علي طرق باب الغرفة نهضت متثاقلة بوهن.


وجدت حنين هي الطارقة تنحت جانبا دلفت حنين بإستحياء.


هتفت حنين بخجل: 


-ممكن نقعد نتكلم سوا شوية.


أومأت لها بإيجاب.


أغلقت حنين الباب وجلسوا علي الفراش رفعت حنين النقاب ليظهر وجهها الخلاب.


لا تعلم لما شعرت بالغيرة هذه المرة عندما تري وجهها هل رأها يوسف سابقا دون نقاب ؟ هل فتن بجمالها الخلاب هذا ! أحمر وجهها من كثرة الغضب عندما أهداها عقلها لهذا .


فاقت من شرودها  علي صوتها ألتفت لها بضيق:


-نعم.


عضت علي شفتيها بخجل:


-أنا أسفة .


رمقتها نورسيل بعدم فهم:


-أسفة علي أيه ؟


غمغمت بصوت خافت:


-أني كنت السبب في كل إلي حصل ده لكن والله ما ليا ذنب أنا كنت شغالة في أرضهم بدل بابا وهو كان بيضايقني لغاية آخر مرة وأنا خارجة بالليل بجيب العلاج لبابا وشدني لمكان مهجور وحاول يعتدي عليا لولا يوسف هو إلي أنقذني من إيده والله غصب عني.


صاحت بضيق:


-إسمه يوسف بيه أستاذ يوسف .


إبتسمت حنين بتفهم فهي قد رأت الغيرة بأعين هذه العاشقة:


-أنا أسفة مقصدش أستاذ يوسف.


زفرت نورسيل بحنق :


-خير وحضرتك جاية تقولي ليا الكلام ده دلوقتي ليه صمتت قليلا وهتفت بإستنكار وبعدين يوسف عرفك منين إنك أنتي نفس البنت هو شاف وشك من غير نقاب.


هزت حنين رأسها بيأس:


-يا بنتي إهدي بطلي الهبل بتاعك ده أكيد مشفنيش طبعا عرفني منين معرفش وبعدين أنا متجوزة علي فكرة وجوزك بيحبك أوي علي فكرة ومش شايف غيرك أصلا متشوفيش بيبص ليكي أزاي ؟


صاحت نورسيل مستنكرة:


-كمان أنتي بتبصي لجوزي بيبصلي أزاي !


هزت حنين رأسها بيأس:


-لا حول ولا قوة إلا بالله أنتي شكلك لسعتي أنا هقوم أمشي أحسن تصبحي علي خير.


غادرت حنين وجلست نورسيل ممتعضة وهي تشعر بالغيرة من هذه الحنين .


نهضت بيأس وقفت في الشرفة تتأملها ضوء القمر وهتفت بصوت هامس:


-وحشتني أوي يا يوسف أرجعلي.


علي الجانب الآخر إستيقظ من نومه بفزع يضع يده علي قلبه بصوت خافت :


-نورسيل.


تنهد بآسي وتمدد مرة آخري محاولا البحث عن النوم ولكن كيف سيجده ومهلكة قلبه عادة تؤرقه في أحلامه .


زفر بحنق ونهض متثاقلا ووقف في الشرفة يتأمل ضوء القمر يشتكي له فراقه هو الآخر كأنه هو مرسال الحب بينهم.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد نهض يوسف من الشرقة ودلف للداخل آخذ حمام بارد رغم برودة الجو ولكن لعل برودة الماء تطفئ نيران قلبه الملتاع.


وإرتدي بدلة أنيقة بعد أن قام بتهذيب لحيته وشعره وآخذ أغراضه وهبط الدرج بخفة.


وجد والدته تجلس علي السفرة قبل رأس والدته وألقي تحية الصباح وجلس.


رمق مقعد عدي ونايا الفارغين وهتف متسائلا:


-هما فين ؟


ردت صفاء بحزن:


-منزلوش .


ربت يوسف علي كتفها بحنان:


-إهدي يا ست الك ومتزعليش نفسك لو سمحتي أنا إتكلمت مع عدي واتصافينا .


لمعت عيناها بفرحة:


-بجد ؟ يعني خلاص إتصالحته ؟


أومئ برأسه مبتسما.


تنهدت براحة وتمتمت برضا:


-الحمد لله يا أبني.


بدأ يتناول طعامه بصمت حتي تسألت والدته :


-أنت رايح الشغل ؟


هز رأسه نافيا وأجاب:


-لأ هسافر الصعيد أخلص موضوع نورسيل وهسافر في طيارة بكره الصبح بإذن الله لما أرجع هعدي أسلم علي عمي وعليا.


تنهدت بحزن وقالت:


-هتسافر فين ؟


إبتسم بغموض:


-مش حابب أقول ينفع ؟


إمتعض وجهها وغمغمت بحزن:


-ماشي يا أبني المهم عندي راحتك وسلامتك.


قبل يدها بحب:


-ربنا يخليكي ليا يا ست الكل.


إبتسمت بحنان:


-ويخليكي ليا يا قلبي ويطول في عمرك يارب .


❈-❈-❈


في غرفة عدي يقف عدي متخصرا وينظر لزوجته بعدم رضا :


-هتفضلي قاعدة كده كتير ؟ أحنا أتأخرنا عليهم.


عضت علي شفتيها بخجل:


-مكسوفة أنزل بعد إلي حصل.


ربت علي ظهرها بحنان:


-خلاص يا حبيبتي يوسف طيب ومفيش أحن منه هو كان متعصب بس.


زفرت بحنق وقالت:


-معلش يا عدي أنزل أنت عشان خاطري.


هز رأسه نافيا وعقب:


-لأ عشان لو عملت كده هتفضلي أنتي هنا وحابسة في نفسك في الأوضة من غير ولا أكل ولا شرب وكمان المشكلة هتكبر يلا بقي قومي.


رددت بحذر:


-طيب وماما أكيد زعلانة مني ؟


حرك رأسه بيأس:


-أديكي قولتي ماما بزمتك في أم تزعل من ولادها يا أذكي أخواتك ؟ قومي بقي هتأخر علي الشغل ولا تحبي أشيلك علي كتفي وأنزل بيكي أنهي كلامه بغمزة .


مما جعلها تشهق بخجل وتنهض سريعا :


-وعلي أيه ننزل سوي يا سيدي.


إبتسم بخفة وهو يداعب أنفها بأصابعه معقبا:


-أيوة كده أنتي نايا حبيبتي الشطورة إلي بحبها .


شبك أصابعه بخاصتها وتحركوا سويا متجهين إلي الأسفل وهي تدعي الله داخلها أن يمر هذا اللقاء مرور الكرام .


في الأسفل.


دلف عدي ونايا وألقوا السلام وإقترب عدي من صفاء مقبلا رأسها ولكن إبعدته وهتفت ببرود:


-بوس راس أخوك الآول وإستسمحه.


إبتسم عدي بخفة وعقب وهو متجها إلي شقيقه الأكبر مقبلا رأسه:


-جيتي في جمل يا ست الكل ده أن أخد البركة لما أبوس راس البوس الكبير أنا أسف يا حبيبي حقك عليا.


إبتسم يوسف بهدوء وربت علي ظهره بحنان:


-أقعد إفطر يا حبيبي.


تحدثت نايا بصوت خافت :


-أنا أسفة يا يوسف.


رمقها يوسف معاتبا وعقب:


-نايا السكوت مش دايما صح بالعكس السكوت ممكن يوصلنا لطريق مسدود ومنعرفش نرجع منه يعني لو أنا كنت مت من الرصاصة فعلا أنتي نفسك كنتي هتبقي مشاركة معاهم.


هتفت موضحة:


-والله ما عرفت غير بعد الي حصلك.


صمت يوسف ولم يعقب هو لم يقصد معرفتها بأمر حادثته بل كان يقصد حقيقة ذلك الأرعن شهاب مسح علي وجهه وقال:


-أقعدي إفطري يا نايا.


أومأت له بإمتنان واتحهت الي صفاء مقبلة رأسها وأضافت بأسف:


-أنا أسفة يا ماما حقك عليا.


تنهدت صفاء بوهن:


-أقعدي يا بنتي ربنا يصلح حالك ويقومك بالسلامة.


تنهدت براحة وجلسوا يتناول الإفطار بصمت تام إلي أن قرر يوسف قطع هذا الصمت :


-خد بالك من الشغل أنا مسافر.


ألتفت له متسائلا:


-مسافر مسافر إمتي وفين ؟


رد يوسف بإختصار:


-مسافر إمتي بكره ومسافر فين بره مصر.


أومئ بحيرة وقال:


-ترجع بالسلامة هتتأخر في السفر ؟


رد يوسف بإيجاب :


-أيوة كام شهر كده.


ألقي جملته ونهض مستئذنا:


-سفرة دايمة أنا هسافرالصعيد وهرجع علي بالليل شوف المشاريع الي لازم أبص عليها قبل ما أسافر.


ضم حاجبيه متسائلا:


-أنت هترجع نورسيل فعلا؟


رمقه يوسف متهكما:


-لأ كنت بضحك علي عمها.


عض عدي علي شفتيه بحرج:


-مقصدش تروح وترجع بالسلامة.


❈-❈-❈


بعد أربعة ساعات وصلت سيارة يوسف بالحرس الي الصعيد تحديدا إلي منزل عائلة الشافعي.


توقفت السيارات وفتح الحارس له باب السيارة كي يهبط ، ظل ساكنا قليلا وبعدها آخذ نفس عميق وهبط من السيارة متجها إلي الداخل.


علي الطرف الآخر.


تقف في شرفة غرفتها بشرود لا ترغب بترك غرفتها أو الجلوس مع أحد حتي الطعام لم تتناوله تعاقب حالها علي ما إقترفته بغبائها ليتها اعترفت هي ليوسف من المؤكد كان سيسامحها فهو لا يحبها فقط بل يعشقها مثلما تعشقه وأكثر.


فاقت من دوامة أفكارها علي  السيارات التي تدلف المنزل مهلا إنها سيارته نعم ثوان وخرج هو من السيارة بطلته المهلكة ها هو مهلك قلبها عاد إليها من جديد وانتصر الحب ورفع رايته لم تدري نفسها إلا وهي تغادر غرفتها سريعا وتهبط الدرج سريعا غير عابئة بما ترتديه ولا نظرات أهل المنزل لها وجدت الخادمة قد فتحت له الباب مرحبة به لم تشعر بنفسها سوي وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه ضاربة بكل ما حدث في عرض الحائط….


يُتبع..



الرواية مسجلة حصري بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع منعًا باتًا نقل الرواية أو نسخها في جروب أو مدونة أو بيدچ ومن يفعل ذلك قد يتعرض للمسألة القانونية.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه


الفصل الثالث


تقف في شرفة غرفتها بشرود لا ترغب بترك غرفتها أو الجلوس مع أحد حتي الطعام لم تتناوله تعاقب حالها علي ما إقترفته بغبائها ليتها اعترفت هي ليوسف من المؤكد كان سيسامحها فهو لا يحبها فقط بل يعشقها مثلما تعشقه وأكثر.


فاقت من دوامة أفكارها علي  السيارات التي تدلف المنزل مهلا إنها سيارته نعم ثوان وخرج هو من السيارة بطلته المهلكة ها هو مهلك قلبها عاد إليها من جديد وانتصر الحب ورفع رايته لم تدري نفسها إلا وهي تغادر غرفتها سريعا وتهبط الدرج سريعا غير عابئة بما ترتديه ولا نظرات أهل المنزل لها وجدت الخادمة قد فتحت له الباب مرحبة به لم تشعر بنفسها سوي وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه ضاربة بكل ما حدث في عرض الحائط….


أجفل من حركتها هذا ليس هو بمفرده بل بقية عائلته الذين شاهدوا ما حدث لا يدري ماذا يفعل أيبعدها عنه بقسوة أم يضمها هو الآخر فهو إشتاق إليها هو الآخر آغمض عيناه بحسرة فلا يجرأ علي إبعادها عنه وكسرها أمامهم حتي لو بينهم خلاف والجميع يعلمه فلن يسمح لعلاقتهم أن تكون مشاع للقيل والقال. 


رفع يديه برفق ووضعهم علي خصرها وضمها إلي أحضانه برفق محاولا تجاهل ما حدث لثوان حتي ويتنعم بقربها هو الآخر، مما جعل سعادة الآخري تزداد وتنشق إبتسامة مبهجة علي وجهها. 


مرت دقائق علي هذا الوضع حتي فاق كلاهما علي صوت الشيخ سالم .


أبعدها عنه برفق وتطلع لوجهها بعدم رضا وخصلات شعرها التي تتمرد أسفل وجهها ملتصقة بصفحة وجهها التي بللتها دموعها المالحة. 


إقترب من أذنها هامسا :


-روحي أغسلي وشك واعدلي حجابك ده. 


آلقي جملته وتخطاها متجها إلي عمها ولكن تمسكت بذراعه بلهفة مما جعله يتوقف ملتفتا لها .


هتفت برجاء :


-هتسبني ؟ يوسف من غيرك جسد بلا روح. 


تنهد يوسف وقال :


-أنا هنا يا نورسيل مش همشي روحي أنتي. 


إبتسمت بفرحة واتجهت لأعلي سريعا بينما إتجه سالم ومد يده بإحترام وكذلك شادي وإماءة خفيفة لوصفية وحنين التي تقف برفقتها مرتدية نقابها بينما آلقت عهد بنفسها داخل أحضانه. 


قبل يوسف جبينها بحب مربتا علي ظهرها بحنان :


-أخبارك يا عهد. 


إبتسمت عهد بحب وردت:


-أنا بخير طول ما أنت بخير يا حبيبي. 


تنهد براحة :


-الحمد لله. 


تحدث سالم بترحاب:


-أتفضل إستريح يا أبني. 


أومئ له يوسف بإيجاب وجلسوا جميعا بصمت تام. 


تحدث سالم بتوجس :


-خير يا ولدي نويت علي أيه ؟


تنهد يوسف بهدوء وعقب:


-لما نورسيل تنزل. 


أومئ سالم بتردد :


-ماشي يا ولدي. 


ألتفت إلي وصفية وتحدث :


-وه يا حاچة جومي حضري الغدا يلا. 


نهضت وصفية وبرفقتها حنين وعهد:


-حاضر يا حاچ. 


رفض يوسف بأدب:


-لأ يا حاجة تسلمي مفيش لزوم أنا ماشي علي طول. 


صاح سالم معارضا :


-وه يا ولدي إكده أزعل منيك يلا يا حاچة روحي يلا. 


غادر النساء وقلب يوسف عينه في المنزل متسائلا بنبرة متهكمة:


-شريف فين مش باين ؟


رد شادي بحذر:


-من يوم إلي حصل وعرف الحقيقة مختفي. 


ضحك يوسف ساخرا :


-بجد أوعي يكون عنده دم و انتحر ولا حاجة ؟


تطلع سالم إلي شادي بخزي وصمتوا وكذلك يوسف. 


هبطت الدرج برشاقة بعد أن غسلت وجهها جيدا وظبطت من حجابها واتجهت نحوهم واختارت المقعد المجاور ليوسف وجلست عليه وهي تنظر له بفرحة ظنا منها أنه سامحها وعفي عنها. 


تطلع لها يوسف عليه قليلا ألتفت إلي سالم وتحدث بجدية :


-أنا جاي النهاردة أرد نورسيل لعصمتي يا حاج سالم. 


تنهد سالم براحة :


-خير ما عملت يا ولدي ربنا يهدي سركم. 


صمت قليلا ثم أكمل بتوجس ونبرة ذات معني:


-بس يا ولدي الرچوع لازم يبجي في نية وفعل يا ولدي مش جول وبس. 


أومأ يوسف بتفهم :


-عارف يا حاج سألت شيخ وأنا عارف بأمور ديني كويس. 


تنهد سالم براحة :


-الله يرضي عنيك يا ولدي. 


هتفت نورسيل برجاء:


-يوسف أحنا لازم نتكلم أنت فاهم غلط والله. 


آخذ نفس عميق وأخرجه ببطئ شديد مرددا بثبات:


-هنتكلم يا نورسيل بس مش هنا قومي جهزي نفسك عشان هنمشي. 


صاح سالم معترضا:


-وه لاه ميصحش يا ولدي مش هتمشي غير لما ناكلوا لجمة سوي. 


تنهد يوسف بهدوء مصطنع وعقب :


-معلش يا حاج لازم أرجع عشان مسافر بكره الصبح. 


انقبض قلب الآخري ولكن فضلت الصمت وصعدت تحضر نفسها كما أخبرها هو فلكل حديثا مقال ولكل مقال مقام. 


❈-❈-❈


ارتدت ملابسها وآخذت حقيبتها متجه للأسفل قابلها شادي وآخذها منها ارتعبت خوفا من عدم وجود يوسف هتفت بحذر:


-يوسف فين يا شادي ؟


شعر بما يدور بها فردد بحنان:


-إهدي فيه مشكلة في أرضهم هنا وواحد من الغفر معاه بره. 


تنهدت براحة وقالت :


-تمام.


إتجهت الي إحدي المقاعد وجلست بصمت تام وهي تتحاشى النظر إلي عمها. 


نهض سالم مستندا علي عكازه وحلس جوارها مربتا علي ظهرها بحنان :


-نورسيل يا بتي رايدك تكوني إتعلمتي الدرس زين چوزك راچل ابن حلال حابي علي بيتك يا بتي رايد أسمع عنيكي كل خير. 


تطلعت له بأمل وغمغمت بصوت خافت :


-تفتكر هيسامحني يا عمي ؟


تطلع لها سالم بإشفاق فلا يدري بما يجيبها من الأساس فتطوع شادي بالرد:


-إلي حصل يا نورسيل مش صعب ينساه بسهولة حتي لو نسيه هيفضل شرخ بينكم بس أنتي إلي بإيدك تصلحي الشرخ ده فهماني يا نورسيل حاولي تستردي جوزك ليكي من تاني يوسف بيحبك ومهما حصل بينكم هيفضل يحبك حاولي أنتي تحافظي علي الحب ده لإنك لو خسرتيه هتفضلي ندمانة طول عمرك .


أومأت بإيجاب فشاده معه كل الحق عليها أن تمحي هذا الشرخ وتبدأ معه من جديد. 


في الخارج. 


مسح يوسف علي وجهه بضيق فهذا آخر ما كان يريده الأن مشكلة ويجب عليه حلها فضلا من تدخل عمه الذي سيقول بهم إلي ضفة حديث آخري.


تحدث الرجل بتردد:


-جولك أيه يا يوسف بيه نعمل ايه ؟ أنا ما صدجت إن حضرتك إهنه وبلغتك جبل ما عوني بيه يوصل. 


زفر يوسف بضيق وعقب:


-أنا مش فاهم يعني أيه محصول الأرض يتباع وهو بذرة ده كلام ناس عاقلة وأدي السعر أتغير وعملتوا مشكلة مع الناس وأنتوا كده ملكوش حق أصلا. 


إمتعض وجه الرجل وتحدث بخزي:


-ديه أوامر عوني بيه وهو لما لجي السعر غلي دلوجيت جال نعلي السعر والمشتري رفض ولغي البيع وكده المحصول هيبوظ في الارض


هز يوسف رأسه بيأس فآخر ما ينقصه هو مهاترات عمه التي لا تنتهي تحدث بجدية :


-كلم المشتري يجي ياخد بنفس السعر. 


تحدث الرجل بقلق :


-وعوني بيه لو جه وعمل مشاكل. 


رد يوسف بحزم :


-أنا هفضل هنا لبكره ولما عمي يوصل أنا ليا كلام معاه وإلي حصل ده لو اتكرر تاني هيبقي ليا تصرف تاني معاك يا بكري فاهم.


هز بكري رأسه بخزي:


-أوامرك يا سيد الناس بالإذن. 


وقف يوسف قليلا شاردا وبعدها أخرج هاتفه وحادث والدته وعدي أنه سيظل بالصعيد للغد لحل أمرا طارئ وسيأجل سفرته حتي يستقر الوضع أنهي مكالمته ودلف إلي الداخل. 


تطلع إلي نورسيل وهتف أمرا:


-لو جاهزة يلا.


نهضت نورسيل بصمت بينما تحدث سالم متسائلا :


-خير يا ولدي ؟


تنهد يوسف بوهن :


-خير يا حاج مشكلة بسيطة وهلحها خير ان شاء الله طيب هنستأذن أحنا هنروح القصر معلش يا شادي نادي عهد أودعها. 


رد سالم برفض :


-أجعد يا ولدي جسما بالله ما أنت ماشي غير لما ناكل عيش وملح ويا بعض. 


تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:


-أمري لله. 


تهاوي علي المقعد واضعا رأسه بين كفيه مغمض العينين يريد أن يرتاح يشعر أن رأسه سينفجر لا محالة. 


اقتربت نورسيل منه وهتفت متسائلة :


-أعملك قهوة ؟


هز رأسه نافيا ورد باقتضاب:


-لأ .


جلست جواره بصمت وكذلك جلس شادي وسالم كأن علي رؤوسهم الطير. 


مر ما يقارب الساعة وأعد الغداء ووضع علي السفرة بها كل ما لذ وطاب وجلسوا جميعاً علي السفرة وكانت حنين في مقابل شادي يوسف وما أن رأت نورسيل هذا حتي إمتعض وجهها وإشتعلت نيران الغيرة بقلب نورسيل وجهت نظرها الي زوجها وجدته يتنارل طعامه بصمت وكذلك الآخري التي تتناول طعامها من أسفل نقابها. 


زفرت بحنق وتناولت هي الاخري طعامها فهي تتدور جوعا فهي لم تتناول طعامها منذ وصولها الي هنا. 


آول من أنهي طعامه يوسف فهو جلس من أجل إصرار سالم وقسمه ولو كان غير ذلك ما كان جلس من الأساس. 


تحدث بهدوء :


-سفرة دايمة. 


تطلع له سالم بعدم رضي:


-وه وده تسميه أكل يا ولدي كمل وكلك أمال ؟


إبتسم يوسف باقتضاب:


-الحمد لله شبعت عايز أغسل إيدي تعالي وصليني يا عهد معلش. 


نهضت عهد علي الفور وذهبت برفقته غسل يديه وإقترب منها بحنان :


-أنتي كويسة يا عهد؟ خد مزعلك هنا ؟


هزت عهد رأسها نافية علي الفور:


-لأ كلهم هنا بيعاملوني حلو بس أنت فعلا هتسامح نورسيل يا أبيه يوسف بعد الي عملته ؟ أزاي ترجعها بعد ده كله! 


تنهد يوسف وقال :


-عهد أنتي متعرفيش إلي نورسيل مرت  بأيه هي أه غلطت وهيبقي ليا رد فعل عليه لكن في نفس الوقت أتظلمت متحكميش علي حد من غير ما تسمعيه وتعرفي الحقيقة الكاملة فهماني يا حبيبتي ؟


هزت رأسها بإيجاب :


-حاضر يا أبيه أنا معاك في الي حضرتك شايفه. 


ربت علي ظهرها بحنان وخرجوا سويا بعد مرور بعض الوقت غادر يوسف ونورسيل الي قصر المغربي  بالصعيد بعد أنا ودعوهم. 


❈-❈-❈


هبطت من السيارة بعد أن فتح لها السائق وظلت واقفة في إنتظاره حتي ينهي حديثه مع الحارس وبعدها إتجه لها وتحركت خلفه بصمت وفتحت لهم الخادمة مرحبة بهم صعد إلي غرفته بالأعلي وهي خلفه فتح الباب وأشار لها بالدخول أغلق الباب خلفه وجلس علي الفراش وتحدث بثبات :


-أتكلمي يا نورسيل مش كنتي عايزاني أسمعك أنا هنا عشان اسمعك. 


تجمعت الدموع بعينها وهتفت بحزن :


-هتصدقني ؟


رفع رأسه وأجاب بصدق :


-هصدقك يا نورسيل عءانده عايز يصدقك قالها وهو يشير إلي قلبه أقعدي وأتكلمي. 


إقتربت منه وجلست جواره علي الفراش ألتفت لها بإنصات شديد. 


ظلت تفرك في يدها بتوتر وتحدثت بصوت خافت:


-قبل ما أتجوزك شزيف كان اتفق معايا أتجوزك عشان نقتلك وناخد تار شهاب وقتها وافقت وأنت عارف ده من آول يوم داخلت بيتك أني عايزة اخد تار شهاب منك وقتها ما كنتش أعرف لسه ولا حبيتك لغاية اليوم الي جه وجاب نايا وقتها طلب مني اليوم الي انت بتخرج فيه من غير حرس وفعلا لما عرفت بعت ليه وقت ما هتخرج لوحدك هبلغه قبلها والي في الغالب بتكون رايح المصنع ووقتها كمان عرف أن مفيش حاجة حصلت بينا وكان عايز يطلع كلام عنك وأطلق وافضحك بس أنا رفضت والله العظيم تفتكر بعد الفرح بتاع عدي ونايا أنت كنت عايز تسافر وانا رفضت إنك تسافر لانه كان هيخلص عليك يومها  وبعدها بدأت أتقرب منك وحبيتك


وعرفت حقيقتك ومعدنك قطعت علاقتي به والله ومبقتش أكلمه لغاية يوم الحادثة بتاعتك إلي مش عارفة دبرها ليك أزاي وبعتلي الرسالة الي نايا شافتها أخرجت هاتفها سريعا ومدت يدها له كي تريه التواريخ الرسائل والمكالمات أقسم بالله ده الي حصل وما بكدب عليك بحرف كنت عايزة أقولك بس خوفت تبعد عني وطلقني. 


أغلق يوسف هاتفها ونهض معطيا إياها ظهره مغمغما بإنكسار:


-ياريتك جيتي صارحتيني بنفسك يا نورسيل بدل ما عرتيني كده. 


إنتفضت علي الفور وضمته من ظهره بتملك مغمغمة بدموع:


-غصب عني سامحني. 


ألتفت لها ومسح دموعها برفق بأطراف أصابعه وتحدث معاتبا :


-ممكن تبطلي عياط مش بحب أشوف دموعك .


هزت رأسها سريعا بلهفة وقالت :


-هتسامحني  ؟


تنهد يوسف وقال :


-هديكي فرصة تانية يا نورسيل وأتمني متضيعهياش من إيدك لأن وقتها هتبقي خسرتيني للأبد. 


لم تدري بنفسها سوي وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه بحب شدد هو من ضمها دافنا هو أنفه بتجويف عنقها يشتم عبيرها الذي حرم منه ظل هكذا بعض الوقت إلا أن إبتعد عنها بعبث:


-أيه هنقضيها أحضان بس مراتي حبيبتي وحشاني ولا أروح أتجوز وأشوف واحدة تدلعني ؟


وضعت يدها حول عنقه بدلال :


-مفيش واحدة تملي عيون حبيبي غير أنا وبس. 


ضحك بعبث وعقب بغمزة :


-مين قال كده ؟ أنا أتحوز ونشوف ؟


ضربته علي صدره بخفة لترتفع ضحكاته المجلجلة وتحدث أمرا:


-روحي أتوضي يا نورسيل حابب نبدأ صفحة بيضاء من جديد ونبدأها بركعتين شكر لله.


أومأت برأسها بايجاب وركضت تجاه المرحاض بينما وقف هو ناظرا لأعلي بشرود لا ينكر أنه ألتمس الصدق بحديثها ليتها فقط أخبرته قبل هذا الوغد ما كان وصل بهم المطاف إلي هنا ، لكن حسنا لن يكون الجلاد ولا الشرير في رواية أحدهم هو يحبها وهذا الأمر مفروغ منه سيعطيها فرصة آخري داعيا من الله أنا يحيي حياة سعيدة بعد شقاء دام طويلاً. 


❈-❈-❈


تمددت عهد علي الفراش بوهن إقترب منها شادي بسرعة يرمقها بنظرات قلقة :


-مالك يا عهد أنتي كويسة ؟


هزت رأسها بإيجاب:


-كويسة متقلقش شوية تعب في رجلي من الوقفة في المطبخ. 


تنهد براحة وجلس جوارها متمتما :


-الحمد لله أيه رايك في الي حصل ؟


ردت بوهن :


-يوسف بيحب نورسيل وشكله هيديها فرصة ثانية. 


عقب شادي مؤكدا:


-ده الأفضل ليهم نورسيل غلطت بس هي عانت كتير في حياتها وسهل يضحك عليها أنا عذرها في الي وصلت ليه ده. 


تحدثت عهد بضيق:


-الصراحة أخوك ده كان شيطان مش عارفة أنتوا توام ازاي لا ولا سي شريف ده هو راح فين ؟


حك شادي جبينه بحيرة :


-مش عارف أنا قلقان عليه. 


رمقته بضيق فرد بدفاع:


-شريف هيفضل اخويا الكبير ولعلمك هو كمان مظلوم كلنا كنا ضحية شهاب ويا عالم لسه ليه ضحايا تاني ولا لا شرد قليلا وبعدها ألتفت الي زوجته وجدها نائمة إبتسم بخفة وتمدد جوارها وآخذها في أحضانه يستمد منها الراحة والأمان.


❈-❈-❈


في صباح يوما جديد يستيقظ يوسف علي طرق شديد علي باب الغرفة وصياح عمه إنتفض علي الفور وكذلك نورسيل التي انتفضت بهلع من أحضان زوجها. 


وهتفت بخوف:


-في أيه ومين الي بيغبط بالشكل ده ؟


ربت يوسف علي ظهرها بحنان وهتف أمرا:


-إهدي مفيش حاجة قومي أدخلي الحمام ومتخرجيش منه مهما يحصل سامعة ؟


هزت رأسها سريعا بإيجاب ونهضت سريعا تلملم أغراضها متجه إلى المرحاض غالقة الباب خلفها. 


بعد أن اطمئن من دخولها نهض  متجها إلي باب الغرفة فلم يمرر تهجم عمه علي غرفته بعذه الطريقة مرور الكرام. 


يُتبع..


٤&٥

الرواية مسجلة حصري بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع منعًا باتًا نقل الرواية أو نسخها في جروب أو مدونة أو بيدچ ومن يفعل ذلك قد يتعرض للمسألة القانونية.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه


الفصل الرابع


ربت يوسف علي ظهرها بحنان وهتف أمرًا:


-إهدي مفيش حاجة قومي أدخلي الحمام ومتخرجيش منه مهما يحصل سامعة ؟


هزت رأسها سريعًا بإيجاب ونهضت سريعًا تلملم أغراضها متجه إلى المرحاض غالقة الباب خلفها. 


بعد أن اطمئن من دخولها نهض  متجهًا إلي باب الغرفة فلم يمرر تهجم عمه علي غرفته بهذه الطريقة مرور الكرام.


فتح باب الغرفة وجد عمه أمامه وعلي وعامر برفقته يحاولوا إبعاده. 


أسودت عيناه وتحدث بصوت عالي :


-ايه الي بيحصل هنا بالظبط ؟


تحدث عوني ساخرا :


-أيه أزعجناك يا عريس ولا أيه ؟


رمقه يوسف بتحذير وصاح:


-عمي كفاية أوي لغاية كده وأتفضل نتكلم تحت وإلي حصل ده مش هيعدي بالساهل إنك تتهجم على أوضة نومي بالشكل ده. 


تحدث علي محذرا:


-إهدي يا يوسف حصل خير يلا يا بابا نكمل كلامنا في المكتب تحت. 


ضحك عوني باستخفاف وعقب مستهزئا :


-ايه يا سبع الرجال قطعنا خلوتك مع السنيورة مش عي دي الي كانت عايزة تقتلك نسيت إلي عملته وتخطيطها مع ابن عمها ويا عالم بينهم آيه تاني ولا بيستغفلوك آزاي !


إلي هنا ولم يستطيع يوسف التحمل أكثر من هذا فعمه قد تخطي جميع الحدود الحمراء بخوضه في شرف امرأته تحدث بصوت جحيمي :


-قسما بربي لولا إنك عمي ما كنت سيبتك واقف على رجليك لغاية دلوقتي. 


تحدث علي بأسف :


-حقك عليا يا يوسف إهدي وأنت كمان يلا يا بابا ننزل تحت بلاش فضايح. 


ضحك عوني ساخرا :


-فضايح آيه يا حبيبي بتاعت الفضايح كلها مستخبية جوه أنا هنا في بيتي وأعمل الي أنا عايزه . 


رمقه يوسف ببرود وقال :


-لا مش بيتك وأتفضل بره. 


جحظت عين الجميع وتحدث عوني بصدمة:


-أنت اتجننت يا يوسف في عقلك بتطردني أنت ناسي آنا مين أنا عمك يا محترم .


ربع يوسف ساعديه متهكما :


-حضرتك إلي وصلتنا لكده ومشكلة أرضك إلي جاي عشانها أنا خلصتها وكلامي مش هتيكسر لان وقتها هتبقي بتعديني. 


جحظت عين عوني بصدمة ورمقه غير مصدقا :


-كمان هي وصلت لكده عملت فيك أيه العيلة دي يا يوسف أمال لو كانت جابت ليك حتة عيل كنت عملت آيه دي آرض بور يا ابن اخويا وحية يعني آول ما هتفكر تبلع هتبلعك أنت.


تحدث عامر بضيق:


-إهدي يا بابا أكيد يوسف ما يقصدش أكيد مش هيبدي واحدة عرفها من يومين علي أهله. 


زفر علي بحنق وعقب :


-الوقفة دي متنفعش ولا ده وقته ولا مكانه لازم كلكم تهدوا الوضع ده مش هينفع.


رد عامر بعصبية :


-هو ايه الي مش هينفع أمال أيه إلي هينفع ان شاء الله أن أبوك يطرد كده عادي أنا بقي مش همشي غير لما يوسف يعتذر لبابا وإلا مش هيحصل كويس. 


إبتسم يوسف بغموض وقال:


-بجد ؟ طيب كمل كلامك يا محترم أيه بقي إلي هيحصل عشان ابقى عارف ؟


مسح علي علي وجهه بضيق وقال :


-عامر بطل هبل أنت بتعمل أيه  !


رفع يوسف يده وألتفت متسائلا :


-أستني يا علي لو سمحت عايز تقول أيه يا عامر باشا ؟


تحدث عامر متحديا :


-يعني تعتذر لأبويا يا يوسف لا إلا أختك مش بايته في بيتي. 


إبتسم يوسف بهدوء مصطنع وقال:


-قبل ما ترجع من هنا أختي وأولادها يبقوا في بيتهم.


تحدث علي بلهفة :


-أهدي يا يوسف وزة شيطان وهتروح لحالها. 


تطلع عوني لعامر بفخر مربتا عليه :


-راجل من ضهر راجل يا أبني يلا بينا مالناش مكان هنا ومشكلة الأرض بقي أرضي هتصرف فيها زي ما انا عايز أنا أرضك أنت حر فيها يلا بينا يا رجالة الحمد لله أني عرفت أربي. 


إبتسم يوسف بتهكم :


-فعلا عرفت تربي ما شاء الله. 


تحرك عوني وخلفه عامر بينما ظل علي واقفا بخزي:


-حقك عليا أنا يا يوسف أنا هتصرف معاهم متقلقش.


رد يوسف بحزم :


-لا يا علي مفيش كلام تاني الموضوع خلص وعليا هترجع بيت أبوها بكرامتها أما أخو بقي أنا هعرف أربيه بطريقتي أنا. 


تنهد علي بقلة حيلة وقال :


-مش عارف أقولك أيه الصراحة عامر شكله أتجنن خالص.


هز يوسف رأسه ضاحكا وقال:


-هو كان عاقل أصلا من الأساس أنا مش عارف أزاي عليا مستحملاه أصلا روح يا علي وراهم روح ألحق ما يمكن إنقاذه .


أومئ علي بقلة حيلة وتحرك تجاه الأسفل خلفهم. 


❈-❈-❈


مسح يوسف علي وجهه بضيق ودلف الي الغرفة يبحث عن هاتفه لكن جذبه أصوات شهقاتها بداخل المرحاض ، دب قدمه أرضا بغضب فهذا ما ينقصه الأن أن يهدأها هي الآخري. 


جلس علي الفراش وطلب عدة  أرقام وانتظر الرد وتحدث أمرا:


-أيوة يا عدي تسيب الي في ايدك وتروح تجيب عليا وولادها للقصر أسمع الكلام ومش وقت أسئلة أنا جاي في الطريق وأه أوعي تخليها تكلم عامر لو سألت قولها عامر أغلق الهاتف واتجه للمرحاض وقام بفتحه ودلف للداخل وجدها تجلس علي الأرضية الباردة تضم قدميها إلي صدرها تحاول كتم شهقاتها .


إقترب منها وجلس علي قدمه أمامها ورفع وجهها بيده وتحدث معاتبا:


-بتعيطي ليه دلوقتي عايز افهم ؟


هتفت من بين دموعها :


-أنا أسفة. 


رمقها بإستفهام فأجابت من بين دموعها :


-عشان خليتهم يعايروك بيا عشان بقيت نقطة ضعف ليك بدل ما أقويك أنت كتير عليا أوي يا يوسف أنا مستهلكش. 


تنهد يوسف بوهن وقال:


-نورسيل إهدي لو سمحتي أنا إلي فيا مكفيني وقومي يلا لازم نرجع القاهرة دلوقتي عشان عليا. 


تحدثت بتردد:


-هو هيطلقها بسببي ؟


هز رأسه نافيا وقال بغموض :


-لا مش بسببك فيه سبب تاني. 


رمقته بعدم فهم لكن لم يدع لها فرصة للتساؤل :


-بعدين بعدين قومي يلا عشان منتأخرش.


تنهدت بقلة حيلة ونهضت برفقته غادروا المرحاض وارتدوا ملابسهم سريعا وأعدوا أغراضهم وغادروا متجهين إلي القاهرة. 


ركب يوسف وجواره نورسيل وهو يجري بعض الإتصالات بينما نورسيل ظلت تنظر للخارج قليلا بشرود إلي أن غلبها النوم واستندت برأسها علي زجاج السيارة. 


لاحظ يوسف ذلك آخذها بين أحضانه ولف ذراعه حولها بحنان وأغمض عينه هو الآخر بحثا عن النوم وخو يفكر فيما هو مقبل عليه علي ما يبدوا أنه لم يأتي الوقت ليستريح .


❈-❈-❈


في سيارة عامر. 


يقود عامر السيارة بفخر شديد وهو يستمع إلى كلام والده وتمجيده بما فعله. 


ضحك عوني بفرحة :


-هايل يا عامر النهاردة بس حسيت أني مخلف راجل بجد. 


إبتسم عامر بغرور وقال :


-أمال كنت فاكر أيه هسكت ليه يا بابا وأقف أتفرج وهو بيطردك ؟


إمتعض وجه عوني وهتف ساخرا :


-خوفت تعمل زي البيه أخوك إلي جاب وراء وكبره علينا.


تحدث عامر بإستخفاف:


-ما أنت عارف يا بابا علي طول عمره دلدول ليوسف .


تنهد عوني بضيق :


-أنت هتقولي لكن أنت النهاردة فرحتني بيك يا عامر المهم مرات لو أخدها هتعمل أيه ؟


إبتسم ساخرا وعقب :


-عليا بتحبني وبتموت فيا مش بعيد هي الي تسيبله البيت لما تعرف إلي حصل وتقف في صفي كمان. 


تنهد براحة وأكمل :


-كويس متنساش إنك عندك ولاد منها دول لحمنا أحنا وإستحالة نسيبهم مقدرش أتحرم منهم ابتلع غصة مريرة وأكمل مش كفاية عاصم الي مضرب عن الجواز وعليش في بلاد الخواجات مش راضي يرجع إلي زيه معاه عيل وأتنين وتلاته اه واحشني اوي ياريته كان موجود.


زفر عامر بحنق:


-ايه يا حاج هو انا وعلى مش كفاية عليك  ولا ايه اظن أحنا مقصرناش معاك عشان تبقي عايز سي عاصم .


فتحت عليا باب الشقة تفاجأت بعدي شقيقها إبتسمت بفرحة وقالت بترحاب:


-عدي أهلا يا حبيبي نورت أتفضل. 


تحدث عدي بإحراج:


-لأ يا حبيبتي مرة تانية ألبسي وجهزي الولاد عشان تيجوا معايا. 


تطلعت له بعدم فهم وعقبت:


-أجي معاك في أيه يا عدي ماما تعبانة حد حصله حاجة ؟


هز رأسه نافيا وقال:


-لأ يا حبيبتي أطمني يوسف قالي أجي أخدك أنتي والأولاد للبيت. 


رمقته بتعجب:


-تمام هكلم عامر الاول أقوله. 


تحدث عدي معترضا:


-لأ يوسف قالي أن عامر عارف إنك جاية معايا أطمني. 


هزت رأسها بيأس وقالت:


-تمام طيب أدخل أقعد طيب عقبال ما نجهز.


إبتسم بهدوء وقال :


-لأ يا حبيتي هستناكم في العربية تحت 


تنهدت عليا بقلة حيلة وقالت:


-ماشي يا حبيبي زي ما تحب. 


❈-❈-❈


في منزل سالم الشافعي. 


إرتدت عهد ملابسها وغادرت الغرفة تزامنا مع خروج حنين من غرفتها :


-صباح الخير يا عهد. 


ردت عهد بإبتسامة:


-صباح النور يا حنين أخبارك أيه ؟


تنهدت حنين بحزن وقالت :


-الحمد لله على كل حال. 


ربتت عهد علي كتفها بحنان :


-إهدي يا حنين وسلمي أمرك لله متخافيش أحنا هنا جنبك. 


تحدثت حنين بحذر :


-أنتوا هتسافروا إمتي ؟


تحدثت عهد مهدئة :


-إهدي يا قلبي مش هنمشي قبل ما شريف يجي منقدرش نسيبكم لوحدكم. 


تنهدت حنين براحة :


-الحمد لله. 


هتفت عهد متسائلة :


-لو فاضية تعالي نقعد في الجنينة لو حابة نتكلم شوية. 


هزت حنين رأسها سريعا بلهفة :


-ياريت محتاجة نتكلم شوية. 


إبتسمت عهد بمرح:


-ماشي يا ستي يلا بينا. 


هبطوا سويا وجدوا سالم ووصفية وشادي يجلسوا سويا يحتسون الشاي  .


اقتربوا منهم بإبتسامة ورددوا :


-صباح الخير. 


رد سالم بحنان:


-صباح الورد عليكم. 


ردت صفية بوهن :


-صباح النور. 


رد شادي بهدوء:


صباح النور. 


تسألت عهد بفضول:


-خير في حاجة حصلت ؟ قاعدين كده ليه ؟


تنهد شادي بيأس وقال:


-مش عارفين نوصل لشريف. 


إنقبض قلب حنين وتحدثت بقلق :


-طيب ما تحاولوا تتصلوا عليه أو تبلغوا عن إختفائه. 


تحدث شادي بتعقل :


-موبايله مغلق أما حتة نبلغ دي فضيحة كبيرة لينا شريف مش عيل صغير ندور عليها وأهو رجالتنا بتدور عليه. 


ردت عهد بتفكير:


-على ما آظن أن شريف حابب يبعد ويعيد تفكيره ويراجع نفسه في إلي فات معتقدش أنه هيرجع دلوقتي .


أماء شادي مؤكدا:


-أيوة عندك حق أنا شاكك في كده بردوا. 


هتفت وصفية بحزن:


-لله الأمر من جبل ومن بعد واحد يفارج ويموت والتاني يهج ومعرفش له طريج كان مستنيني ده كله فين بس. 


صاح سالم معاتبا:


-وه بزيداكي نواح يا حاچة إن كان علي ولدك شريف فهو راچع راچت لو مش عشانا هيرچع لأجل مرته وولده. 


تمتمت بتمني:


-يارب يا حاچ يارب أني مش حمل حرجة قلب تاني.


تنهد شادي ونهض بوهن :


-أنا خارج أتمشي شوية في البلد. 


تحدثت عهد بلهفة :


-ينفع أجي معاك أنا وحنين ؟


أجاب علي الفور:


-أكيد طبعا تعالوا بعد إذنكم يا جماعة. 


رد سالم بحنان :


-في رعاية الله وحفظه يا ولدي دير بالك عليهم زين. 


إبتسم شادي وقال:


-أطمن يا حاج في عيوني سلام عليكم. 


سالم ووصفية:


-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 


تحركوا سويا في الطريق عهد في المنتصف وشادي علي يمينها وحنين علي يسارها ظلوا يسيروا حتي وقفت عهد متذمرة :


-أنا تعبت أوي ومش قادرة أمشي وكمان جعانة. 


ألتفت لها شادي ضاحكاً :


-تعبتي ولا جعانة أرسي علي حاجة ؟


صاحت متذمرة :


-الأتنين .


هز رأسه متفهما وأشار لهم في شجرة وسط الأرض الزراعية الخاصة بهم وقال:


-طيب روحوا أقعدوا هناك تحت الشجرة وأنا هجيب حاجة تتاكل من السوبر ماركت واجي. 


ردت عهد بوهن:


-تمام وياريت تجيب مياه كمان. 


هز رأسه بايجاب وتسأل :


-محتاجين حاجة معينة اجيبها ؟


ردت عهد بابتسامة:


-اي حاجة تملي التنك. 


ردت حنين باحراج :


-لا شكرا أنا مش عايزة حاجة.


تحدث شادي معاتبا :


-عيب كده أنا أخوكي الكبير يلا روحوا أقعدوا. 


إتجهوا هما حيث أشار وجلسوا وبعد ان أطمأن عليهم ذهب لإحضار ما يريدوه. 


❈-❈-❈


هبط عامر وعوني من السيارة تزامنا مع هبوط علي من سيارته. 


إقترب علي منهم وصاح بعصبية :


-أيه إلي حصل هناك ده وأزاي تسمح بالي عامر قاله يا بابا ؟


رد عامر بغرور:


-وأنا قولت أيه يعني أنا كنت بدافع عن أبوك وبرد إعتباره بعد إلي حصل. 


ضحك علي بإستخفاف وعقب:


-بجد ؟ ضحكتني أحنا إلي روحنا وأتهجمنا عليه في أوضة نومه لو مش واخدين بالكم .


صاح عوني ساخرا:


-والله كمان هطلعنا أحنا الغلطانين البيه عايز يخسرنا الآلفات لا وكمان نايم في حضن السنيورة ولا فارق معاه مش دي إلي كانت عايزه تقتله ولا نسي كل ده. 


زفر علي بحنق وعقب:


-بابا دي حياته الشخصية متخصناش ولا تخص حد هو رجعها أو مرجعهاش دي حاجة خاصة به أما بقي الموضوع التاني بتاع الأرض أنا شخصيا رافضه مينفعش نرجع في كلمتنا مع الناس وبعدين يا بابا أزاي تقبل أنه يعمل كده في مراته  ؟ دي قبل ما تبقي مرات إبنك دي بنت أخوك يعني المفروض أنت إلي تجيب حقها يا بابا. 


رد عوني بضيق :


-وأنا كنت عملت ليها أيه أصلا ولا أخوك وهي لو سابت بتها وخرجت عن طوع جوزها متلزمناش. 


جحظت عين علي بصدمة:


-يعني أيه هطلق عليا يا عامر ؟


غمغم عامر ببرود :


-أه هطلقها وآخد عيالي أربيهم بمعرفتي. 


ضرب علي كف بكف :


-بجد هطلقها وتاخد عيالك تربيهم ! على أساس إنك متربي أصلاً أنا ماشي هرحع القاهرة قبل ما أتجنن. 


تسأل عوني بضيق :


-أيه مش هتيجي معانا للتجار ؟


رد علي متهكما :


-لأ كفاية عليك عامر باشا أنا ماشي. 


غادر علي وركب سيارته وقادها سريعا وهو يسب شقيقه علي غبائه وما سيوصلهم إليه سيفتح أبواب الجحيم عليهم لا محالة. 


زفر عوني بضيق وقال:


-أيه الجنان ده ماشي يا علي براحتك وخليك ماشي وراء يوسف أوي.


تحدث عامر بعجالة:


-طيب يلا يا بابا عشان منتأخرش علي الناس. 


أومئ عوني بإيجاب:


-أه يلا بينا. 


دلفوا إلي مجلس الرجال وألقوا السلام وجلسوا سويا. 


تحدث عوني بغرور:


-زي ما بلغت بكري يا رجالة هبيع بالسعر الجديد عاجبكم خدوا مش عاجبكم خلاص بين الشاري والبايع يفتح الله. 


صاح إحدي التجار :


-وه وكيف يحصل ده يا حاچ ده فيه خراب بيوت لينا وده ميصحش عاد أحنا متفجين علي سعر وحتي لو كان السعر نزل أحنا كنا هبجي جد كلمتنا. 


رد عامر بغرور :


-ده إلي عندنا مش عاجبكم شوفوا أرض تانية غير أرضنا وأظن أنتوا الخسرانين مش هتلاقوا أرض زينة زي أرض المغربي .


رد أحد التجار متشفيا :


-لأه مش هنخسر ولا حاچة يوسف بيه لسه جافل معانا وحال أرضه هناخدها زي ما متفجين وياه مش هيغير في حاچة. 


رد آخر :


-ولد أصيل يوسف بين راچل ولد راچل جد كلمته تسلم البن إلي شالته. 


ألتفت عوني لعامر ونهض بغيظ:


-بقي كده طيب ملكوش أرض عندي حتي لو المحصول مش هيتباع خالص يا عامر. 


تحرك عوني وخلفه عامر وأصوات الإعتراض والسخرية ترتفع من المزارعين إعتراضا علي ما حدث. 


❈-❈-❈


فتحت عيناها بوهن وجدت يوسف يقف أمامها خارج السيارة. 


تحدثت بنوم :


-احنا وصلنا ؟


هز رأسه بإيجاب وقال:


-أيوة أنزلي يلا. 


هبطت من السيارة وتصنم جسدها قليلا وهي تستعيد ذكري ما حدث معها هنا منذ عدة أيام وبدون إرادة سقطت دموعها فوق وجنتيها ..


يُتبع..

الفصل الخامس


وقفت في مكانها فقد راودها ذكري ما حدث معها ضمت ذراعيها تحتضن جسدها بحماية. 


إقترب منها يوسف متسائلًا :


-نورسيل أنتي كويسة ؟


إبتلعت نورسيل ريقها بمرارة وقالت :


-يوسف إنتَ سامحتني صح ؟


ضم حاجبيه بإستنكار :


-مالك يا نورسيل أنتي كويسة ؟


إرتجف جسدها وهتفت بآلم:


-أنا خايفة. 


رمقها بحيرة وعقب:


-نورسيل مالك يا حبيبي فهميني فيكي أيه ؟ خايفة من أيه !


تطلعت في عينه بحزن:


-خايفة تسيبني يا يوسف أنا من غيرك أموت. 


آخذها في أحضانه بحنان مقبلا جبينها وقال:


-إهدي يا نورسيل أه منكرش أني كنت مصدوم بسبب إلي عملتيه لكن مع الأسف آول ما شوفتك مقدرتش أذيكي أو أجرحك حتي. 


تمتمت بصوت خافت :


-أنا بحبك أوي يا يوسف مش عارفة من غيرك أعيش أزاي الحاجة الوحيدة الي متأكد منها أني قبلك مكنتش عايشة أصلا. 


إبتعد عنها برفق وقال :


-يلا ندخل بقي وقفتنا دي غلط يا هانم الحرس حوالينا. 


ردت نورسيل بدلع :


-الله مش أنت جوزي حبيبي يعني براحتي. 


ضحك يوسف بخفة وعقب :


-جوزك حبيبك ده في أوضة النوم علي الملأ يا قطتي. 


هتفت  نورسيل بخجل:


-يوسف هما عارفين اني جاية معاك. 


أومئ يوسف بإيجاب:


-أيوة يا نورسيل عارفين. 


تحدثت نورسيل بإرتباك:


-طيب ماما زعلانة مني. 


تنهد يوسف بهدوء وقال :


-نورسيل الي حصل مكنش سهل وصعب يتنسي بسهولة كده لكن مسير الأيام تناسينا .


ردت نورسيل بحيرة :


-تفتكر هينسوا وانت هتنسي ولا هتفضل فاكر طول عمرك ؟


تحدث يوسف بهدوء :


-ده يرجع ليكي أنتي يا نورسيل.


قطبت نورسيل حاجبيها بعدم فهم :


-يرجع ليا ازاي مش فاهمة ؟


تنهد يوسف وقال :


-يعني الماضي يا نورسيل أما نتعلم منه أو نعيش فيه أنتي بقي ؟


قاطعته بلهفة :


-أتعلمت منه والله. 


ضحك يوسف ورد :


-حلو دي بداية الطريق يا قطتي .


إبتسمت برقة:


-خلاص أتعلمت الدرس خلاص والله وتوبت الي الله أهم حاجة عندي إني أفضل جنبك وفي حضنك وبس. 


داعب يوسف وجنتيها بخفة :


-ماشي يا دبدوبة قلبي أنتي. 


وضعت يدها في خصرها بدلال :


-بزمتك أنا دبدوبة ؟


رفع الآخر حاجبيه بتحذير:


-أتعدلي الحرس واقفين يا هانم .


انزلت يدها سريعا جوارها بأسف:


-أسفة مأخدتش بالي. 


أمسك يدها بحنان وقال :


-ولا يهمك بس خدي بالك يلا هندخل .


تنهدت نورسيل بإرتباك :


-يلا. 


❈-❈-❈


تجلس عليا جوار والدتها بحيرة وعلي الجانب الآخر يجلس عدي وإلي جواره نايا. 


زفرت عليا بحنق:


-يعني يا ماما متعرفيش يوسف جابني ليه ؟


ردت عليا نافية :


-والله ما عارفة يا عليا يا بنتي علمي علمك. 


تنهدت عليا بحيرة وقالت :


-طيب وليه خلاني مقولش لعامر أنا مش فاهمة حاجة .


رد عدي بهدوء :


-دلوقتي يوسف جاي وهتفهمي كل حاجة. 


ردت عليا متهكمة :


-مش فاهمة أزاي رايح يجيب الهانم بعد كل الي حصل ده منها  الصراحة. 


تحدثت صفاء بتحذير :


-عليا واحد ومراته ملناش دخل بينهم فاهمة ولا لا. 


زفرت عليا بضيق :


-ماشي يا أمي ماشي. 


أكملت الآخري محذرة :


-عليا مش عايزة تغلطي قدام أخوكي سامعة ولا لا. 


ردت عليا بنفاذ صبر:


-حاضر يا أمي مش هنطق بحاجة إرتاحي بقي. 


رمقتها صفاء بعدم رضا وصمتت. 


بينما نايا إستمعت للحديث علي شقيقتها بحزن ولم تتحدث. 


رن جرس الباب وذهبت الخادمة وفتحت الباب ودلف يوسف ونورسيل. 


ألقي يوسف السلام:


-سلام عليكم ورحمة الله. 


رد عليه البقية السلام :


-وعليكم السلام ورحمة الله. 


كل هذا ونورسيل تتوارى خلف يوسف لا تجرأ علي الحديث حتي. 


نهضت نايا سريعا وإقتربت من نورسيل بلهفة محاولة ضمها:


-حمد الله علي السلامة يا نورسيل. 


تراجعت نورسيل للخلف وردت ببرود :


-الله يسلمك. 


حزنت نايا وظلت واقفة بصمت بينما تركت نورسيل يد يوسف وذهبت إلي صفاء مقبلة رأسها بارتباكها:


-أزي حضرتك يا ماما. 


رفعت صفاء رأسها وتطلعت لها والي ويوسف وتنهدت وهتفت بهدوء:


-الله يسلمك يا بنتي حمد الله علي السلامة. 


تنهدت نورسيل براحة :


-الله يسلمك. 


اتجهت الي عليا ومدت يدها بارتباك :


-ازيك يا عليا عاملة ايه. 


مدت عليا يدها بضيق وردت :


-الله يسلمك. 


نهض عدي ورحب بها :


-نورتي بيتك يا نورسيل.


ردت نورسيل بهدوء:


-الله يسلمك يا عدي البيت منور باهله.


تنهد يوسف وقال:


-عليا تعالي مكتبي نتكلم شوية تعالي معانا يا عدي.


نهضت عليا بحيرة :


-هو في أيه بالظبط يا يوسف أنا مش فاهمه حاجه.


أومئ بتفهم:


-هتفهمي كل حاجة دلوقتي متقلقيش.


ألتفت إلي نورسيل وقال:


-أطلعي أنتي أرتاحي يا نورسيل في جناحنا.


تطلعت له صفاء بتعجب أومئ لها بعينه .


هزت راسها بإيجاب:


-تمام.


غادرت نورسيل متجه إلي أعلي بينما جلست نايا بحزن ربت عدي علي كتفها بحنان وإتجه خلف يوسف وعليا ليعلم ما هذا الأمر المريب.


في مكتب يوسف.


جلس يوسف بينما ظلت عليا واقفة .


تنهد يوسف وقال:


-أقعدي يا عليا خلينا نعرف نتكلم لو سمحتي.


زفرت عليا بضيق وجلست:


-خير يا يوسف في أيه أنا مش فاهمة حاجة ؟


دلف عدي وجلس هو الآخر تنهد يوسف وتحدث بحذر:


-عليا أنتي بتثقي فيا صح ؟


قطبت جبينها بعدم فهم وقالت:


-مش فاهمة ليه السؤال  ده ؟ 


رد يوسف بنفاذ صبر:


-أنطقي يا عليا وريحيني معلش.


تنهدت بقلة حيلة ورددت :


-أكيد طبعاً بثق فيك يا يوسف.


عاجلها متسائلاً:


-يعني هتصدقيني أنا وتقفي في صفي لاني أدري بمصلحتك ولا لأ ؟


رمقته بتشكك:


-يوسف في أيه بالظبط أنا مش فاهمة كلامك بجد أقول إلي عايز تقوله.


أومئ بإيجاب وسرد لها ما دار بينه وبين عامر.


نهضت عليا كالملسوعة مرددة بعدم إستيعاب:


أنت بتهزر يا يوسف صح إستحالة عامر يقول كده ده بيحبني ؟


تنهد يوسف بأسف وعقب:


-مع الأسف مش هزار ود إلي حصل فعلاً .


صاحت عليا مستنكرة:


-لأ طبعاً أنا مش مصدقه أنا عامر يقول كده !


رد يوسف معاتبا:


-تقدري تكلمي علي وتسأليه أكيد مش هيكدب هو كمان ويتبلي علي أبوه وأخوه.


تحدث عدي متدخلا:


-أهدي يا يوسف أكيد عليا متقصدش .


تحدث يوسف بهدوء:


-ده الي حصل يا عدي مش مصدقاني تكلم علي تسألوا .


هزت عليا راسها بعدم تصديق:


-أزاي أنا هتجنن عامر يتخلي عني كده ؟


تنهد يوسف وعقب:


-عليا عامر عمره ما حبك أصلاً .


تحدث عدي بحذر:


-إهدي يا يوسف مش وقت الكلام ده.


رد يوسف بعصبية:


-أمال امتي وقته أنا بفوق الهانم من الوهم إلي هي عايشة فيه ده ؟ عايزة ترجعي ليه بعد ما قالها صريحة عايزه ترجعيله بعد إلي قاله ده ؟


ردت بتحدي:


-ما أنت رجعت نورسيل بعد ما حاولت تقتلك.


صاح عدي:


-عليا حاسبي علي كلامك متنسيش يوسف أخوكي الكبير.


رفع يوسف يده وآشار له أن يصمت:


-أستني أنت يا عدي أولاً يا مدام عليا وضعي أنا ونورسيل غير ثانياً أنتي مش مصدقاني حقك مش هلومك براحتك حابة ترجعي بيتك براحتك وهو يطردك علي راحتك عايزة تفضلي في بيتك يا بنتي معززة مكرمة علي راحتك .


نهض يوسف وغادر المكتب صافعا الباب خلفه بعنف .


إقترب عدي من عليا معاتباً :


-ليه كده يا عليا بس إهدي يا حبيبتي بتعيطي ليه ؟


لم ترد عليه ولكن إزدادت في البكاء.


تنهد عدي وآخذها في أحضانه بحنان:


-إهدي يا عليا عشان خاطري بقي بلاش عياط عامر ميستهلش دمعة واحدة من عيونك يا قلبي.


رفعت رأسها وتحدثت بألم:


-للدرجة دي أنا رخيصة يا عدي عشان عامر يعمل كده ؟


رد عدي بلهفة:


-مين قال كده آنتي غالية أوي يا عليا ليه بتقولي كده يا عمري وأكتر دليل علي كده يوسف إلي جابك هنا بيتك معززة مكرمة عايزة ترجعي تاني ويطردك يا عليا بقي بنت عبد الرحمن المغربي يحصل فيها كده ؟


هزت راسها نافية:


-لأ.


أكمل عدي بحذر:


-عليا أنتي مصدقة يوسف ؟


ردت علي الفور:


-أكيد طبعاً يا عدي أنت بتقول ايه ده يوسف.


تنهد عدي براحة:


-يبقي كده الحمد لله إهدي أنتي قاعدة في بيتك معززة مكرمة عامر جه يرجع ده شئ تاني .


أومئت بإيجاب وتسألت:


-يوسف زعل مني.


ربت علي ظهرها بحنان وعقب:


-يوسف مفيش أطيب من قلبه أصلا.


❈-❈-❈


عاد شادي حاملا حقيبة بلاستيكية ومد يده إليهم وهتف بمرح:


-أتفضلوا شيبسي وعصاير وشوكلت صارف ومكلف أنا.


أخذتها عهد بحماس وبدأت في إخراج الطعام واعطت لحنين التي آخذت منها بحرج.


جلس شادي هو الآخر جوارهم يتناول معهم بصمت تام إلي أن قرر كسر هذا الصمت متسائلاً:


-أنتي كنتي عارفة أن شريف أخو شهاب ؟


هزت حنين رأسها بإيجاب.


أكمل هو بحذر:


-طيب ليه وافقتي تتجوزي بعد إلي حصل ؟ مخوفتيش أنه يعرف بعد كده وأكيد رد فعله مش هيبقي طبيعي ده أخوه.


تنهدت حنين بآلم وأجابت:


-مكنش قدامي حل غير أني أوافق.


رمقها بعدم فهم وعقب:


-قصدك ايه ؟


تحدثت متهكمة:


-يعني واحدة ظروفها زي طبيعي لما يتقدم ليها واحد زي شريف توافق حلم أي بنت أنا رفضته ومكنتش موافقة لكن والدتي هي إلي أصرت عليا أوافق أنا بقي حتي أن هيجي يوم ويعرف مكنتش أتخيل أن ده ممكن يحصل خصوصاً أني منقبة ويوسف وقتها مشفنيش غير مرة واحدة وكنا بالليل.


ضحك شادي:


-ما هو ده إلي مجنني عرفك أزاي ؟


أجابت عهد بثقة:


-من عينها.


تطلعوا لها بحيرة أكملت بثقة:


-أيوة مستغربين ليه من عينها يوسف بيقدر يقرأ العيون كويس أوي ويعرف الصادق من الكداب وإلي عامل عاملة أكيد وقت ما شوفتي يوسف وقتها كنتي بتتهربي منه .


ضحكت حنين وعقبت:


-قصدك لما شوفت جوزك وقتها هو كان واقف وشاف صدمتي افتكرت شهاب لسه عايش.


قطبت عليا جبينها بعدم فهم:


-بجد ليه أنتي مش عارفة أنهم توائم ؟


هزت حنين رأسها نافية:


-لأ وقتها كانت صدمتي كبيرة .


تنهد شادي بأسف وعقب:


-طيب شريف كانت معاملته معاكي أيه ؟ لو مش حابة تجاوبي براحتك.


ردت بشرود:


-كان بيتعامل معايا كويس لدرجة أني شكيت أنه حبني.


أومئ شادي بتأكيد:


-هو أكيد حبك يا حنين لا إلا مكنش أتجوزك شريف كان رافض الجواز أصلاً.


رددت عهد بضيق:


-متزعلش مني يا شادي بس أخوك ده يغور الصراحة بحبه أنا مش عارفة ده مخلوق أزاي أصلاً مش قادره أنسي إاي عمله معايا قبل كده يوم فرحنا.


تحدثت حنين متسائلة:


-هو عمل ايه بالظبط ؟ أنا مش فاهمة.


تنهد شادي وأجاب:


-مش لازم تعرفي بس إلي واثق منه ساعتها أنه عمل كده عشان ينتقم من يوسف وقتها مش اكتر.


تحدثت عهد بحزن:


-يوسف أخويا أصلاً أكتر واحد أتظلم في الموضوع أصلاً حتي جوازه من نورسيل كان غلط.


رمقها شادي معاتباً:


-نورسيل كمان أتظلمت كتير يا عهد وإذا كان يوسف نفسه سامحها أنتي مش هتسمحيها ؟


ردت عهد بتوضيح:


-مش قصدي إلي حصل ده قصدي أن نورسيل 


أصلاً تعبت يوسف كتير معاها.


تحدثت حنين مدافعة:


-بس علي فكرة نورسيل بتحب يوسف جدااااا وبتغير عليه أوي دي غارت عليا مني أنا وكانت بتعاملني معاملة وحشة بعد ما عرفت الحقيقة.


هزت عهد رأسها بتفهم:


-هي أه بتحبه بس طريقة حبها غلط.


نهض شادي وصقف بيده وقال:


-بقول أيه يلا نرجع البيت وكفاية بقي كلام عن نورسيل ويوسف رجعه لبعض الحمد لله وربنا يهدي سرهم شلوهم من دماغكم بقي.


نهضت عهد وكذلك حنين التي هتفت بحذر:


-طيب شريف مش هتدوروا عنه.


ابتسم شادي بهدوء وأجاب:


-أطمني بندورعليه لكن هو مختفي شكله حابب يفضل لوحده ويعيد حسباته من آول وجديد .


تسألت حنين بحزن:


-يعني متعرفش ممكن يكون فين بيت ليكم في مكان تاني مثلا يكونوا راحوا خايفة يكون حصله حاجة ؟


تنهد شادي ومسح وجهه بضيق:


-لأ يا حنين شريف كويس أنا واثق من ده أطمني هيرجعلك أنتي وإبنه بالسلامة بإذن الله.


غمغمت بتمني:


-يارب.


تحرك الثلاثة عائدين إلي منزلهم مرة الآخري سيرا على الاقدام.


علي الطرف الأخر.


مر عامر بسيارته من جوراهم بغيظ شديد.


تطلع عوني من زجاج السيارة بغل شديد:


-شايف الهانم التانية عايشة حياتها ولا فارق معاها.


تحدث عامر متوعدا:


-إهدي يا بابا عشان صحتك متقلقش أنا هرجعلك حقك.


رد عوني بفضول:


-أنت هتعمل أيه مع عليها ؟


رد عامر بخبث:


-لو لسه في البيت مخدهاش هخليها تختار ما بيني وبين يوسف وواثق أنها هتختارني أنا.


عقب عوني متهكما:


-طيب لو خدها فعلاً ونفذ كلامه ؟


إبتسم عامر بغموض وتمتم متوعدا:


-يبقي هي إلي اختارت وهترجع ليا مذلولة كمان ..


❈-❈-❈


دلفت نورسيل الجناح وتفاجات بتغييره بشكل كامل ظلت تدور في الجناح تتأمله بشرود وبعدها جلست علي الفراش واضعة رأسها بين كفيها إلي هذه الدرجة كرها يوسف وكان يحاول أن يتناسها تعلم أن أخطأت ولكن الحبيب دائماً يغفر لحبيبه ، هل سامحها بالفعل كما قال أم أنه أشفق عليها وأرجعها فحسب أه منك يا يوسف فأنت كوكتيل غريب من الحب والحنان والعطف والغضب والقسوة أصبحت لا أدري كيف تفكر ، أه لو أعلم بما تفكر فيه وهل تناسيت بالفعل أم توهمني بذلك.


لاحت علي خاطرها حنين وجمالها الخلاب تري هل أعجب بها يوسف ، هل فتن بها وبجمالها الآخاذ إلي هنا وإنتفضت من مكانها ووقفت تتنفس بصعوبة وهي تشعر بنيران الغيرة تكاد تحرق قلبها .


فتح باب الجناح ودلف يوسف وعلي وجهه علامات الإمتعاض كانت تريد أجوبة لأسألتها لكن حالته هذه لا تبشر بالخير.


ألقي بثقل جسده على الفراش خلفه مغمض العينين إقتربت منه برفق وجلست جواره تمسد علي رأسه برفق:


-أيه إلي حصل يا يوسف أنت كويس ؟


فتح عينه بآلم وعقب متهكما:


-أنا كويس أطمني أنا فل الفل كمان.


تحدثت بحذر:


أنت أتخانقت مع عليا حاجة حصلت ؟


أغمض عينه بحسرة وأجاب:


-عارفة أنا نفسي أعمل أيه ؟


قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:


-نفسك تعمل أيه أنا مش فاهمه ؟


رد يوسف بإلم:


-نفسي أبعد عن الكل وأفضل لوحدي حاسس أني في دوامة مش بتنتهي أنتي عليا وعدي أتوجعت منكم أوي.


هتفت بأسي:


-يوسف بس أنت سامحتني صح ؟


فتح عينه وغمغم بتعب:


-مقدرش مسامحكيش عشان ده بينبض بحبك يا نورسيل قالها وهو يضرب علي قلبه بيده .


تنهدت نورسيل بحيرة:


-أيه إلي حصل بس عليا عملت ايه هي كمان ؟


أغمض عينه بصمت ولم يتحدث قررت سؤالها مرة آخري بحذر :


-يوسف أنت كويس طمني عليك بس مش عايزة أعرف أيه إلي حصل .


لم يرد ولا يتحرك مما جعل قلب الآخري ينقبض نهضت بفزع وهي تربت على وجنتيه بخوف:


-يوسف أنت كويس رد عليا أنت نمت


لم يجيبها أيضاً لكن أجاب علي تساولالتها خيط الدماء الرفيع الذي يسيل من أنفه.


مما جعلها تصرخ بأعلي صوتها حتي كادت تجزم أن أحبالها الصوتية قد تمزقت .


يُتبع..

تكملة الرواية من هناااااا


تعليقات

التنقل السريع