القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)



رواية عش العراب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)





25=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والعشرون



 بعد مضى أربعين يوما قبل الظهر بقليل دخلت زهرت الى غرفة هدايه، وجدتها تجلس تقوم بتلاوة القرآن الكريم، ولم تنتبه لدخول زهرت الإ حين تنحنحت... صدقت هدايه ونظرت نحو زهرت سىرعان ما إستغفرت بسرها بينما زهرت تحدثت: الخدامه قالت لى إنك عاوزانى. تحدثت هدايه قائله: الخدامه دى ملهاش إسم تجولى عليه، ولا لازمن تحسسى الناس الشغالين بالدونيه عالعموم ده مش موضوعنا أنا فعلا بعت ليكى عشان عوزاكى، أنا ملاحظه في الفتره الآخيره، رچلك چريت على دار أمك وبتفضلى عنيدها طول النهار مش بترچعى غير عالمسا. ردت زهرت: ماما من يوم وفاة بابا وهي نفسيتها تعبانه، وبروح أحاول أرفه عنها الحزن شويه. ردت هدايه: مچاهد بجاله فتره متوفى. ردت زهرت: عارفه بس دى مع الوقت زى ما يكون بتحزن أكتر وبتتآلم من غيابه، وكاتمه في نفسها، وأهو بروح لها بحاول أطلعها من حالة الحزن دى. ردت هدايه بنبرة سخريه: آه وبترفهى عنه إزاى بجى، بتغنى لها عالربابه، بصى يا بت الناس، أنا من زمان مطنشه على خروجك الكتير من الدار، بس بعد إكده ممنوع تخرجى من الدار بدون إذن منى. ردت زهرت: أنا باخد إذن رباح قبل ما أخرج من الدار. ردت هدايه: كلمتى أنا اللى بتمشى في الدار دى عالكبير قبل الصغير، ورباح مش الكبير، يبجى متعارضيش إمعايا، بعد اكده هي مره واحده بس في الاسبوع اللى تزورى فيها أمك ومفيش مانع تبجى عندها طول اليوم كيف ما تريدى، أما خروج يوماتى ده إنسيه، أمك محتاچه ليك الدار أبوابها مفتوحه وهي مش غريبه منينا. كادت زهرت أن تعترض، لكن سبقتها هدايه بحزم قائله بنبرة تهديد: عاوزه تعيشى معانا إهنه في دار العراب أنا كلمتى هي اللى بتمشى، كيف ما جولت لك. وودت زهرت أن تضع يديها حول عنق هدايه تخنقها ولا تتركها غير جثه، لكن تذكرت عمتها وما نالته في النهايه وخرجت خالية الوفاض من دار العراب، هي لن تخرج مثلها لكن الآن عليها الإمتثال لتلك العجوز الخرفاء لبعض الوقت. بعد قليل بشقة زهرت كانت تتحدث عبر الهاتف مع والداتها تحدثت عطيات: كويس إنك متوجفتيش ليها، وهاودتيها. ردت زهرت بغيظ: معرفش أيه اللى سكتنى عليها كان نفسي أخنقها وأريح الدنيا منها العقربه دى. ردت عطيات: كويس إنك مردتيش عليها، وسمعتى حديتها، مش شايفه سوت أيه في عمتك، بلاش تحرمى نفسك من خيرهم. سخرت زهرت قائله: خيرهم، آه بعد خالى ما جمد توقيع ولاده على سحب الفلوس، مبقتش عارفه أسحب من رباح حاجه عليها القيمه، بس وماله أتحمل العقربه دى شويه أما أشوف آخرتها أيه بالمقر ظهرا بالمقر بمكتب النبوى دخل رباح يلقى السلام على والده رد النبوى عليه السلام ثم قال: سايب شغلك في الشونه وجاى المقر ليه؟ رد رباح: هو أنا ممنوع أجى المقر ولا أيه؟ نظر له النبوى قائلا: تعالى أقعد مش حكاية ممنوع، بس ليه سايب شغلك وجاى هنا أكيد في سبب. جلس رباح قائلا: فعلا في سبب، أنا جاى لحضرتك في موضوع تجميد توقيعى على سحب فلوس من البنك. وضع النبوى نظارته الطبيه على المكتب وقال: سبق وقولتلك إنى جمدت توقيعكم إنتم التلاته ولو كارم كان هنا هو كمان كنت جمدت توقيعه، يعنى مش إنت لوحدك. رد رباح: يعنى عمى سايب لبنته صلاحية التوقيع اللى بتقعد في مكتب مكيف وبمزاجها وقت ما تحب تنزل تشتغل، وحضرتك اللى إحنا رجاله وشايلين الشغل كله مجمد توقيعنا. رد النبوى: أولا عمك حر مع بنته، ثانيا سلسبيل مش بتنزل الشغل بمزاجها هي لها ظروفها الخاصه، دى خلاص قربت تولد، ومش معقول هتنزل تشتغل في الوضع ده، ثالثا، إنت بتاخد مرتب كبير جدا كل شهر، وأعتقد أنه بيفيض عليك، وبعدين ليه مروحتش تعمل الفحص الطبى الشامل اللى قولتلك عليه قبل إكده. تعلثم رباح وأخرج إحدى سجائره وأشعلها ونفث دخانها بغضب وقال: أنا كويس ده كان صداع وخلاص الحمد لله مبقتش بحس بيه. نظر له النبوى وقال: بس شكل وشك متغير وغير مش شايف رعشة إيدك عالسيجاره اللى ولعتها، تشربها جدامى من غير إحترام، إعمل حسابك في أقرب وجت هاخدك بنفسى تعمل الفحص الطبى، ودلوك إطفى السيجاره اللى في يدك وممنوع بعد إكده أشوفك بدخن. رغم رفض عقل رباح لآمر والده لكن إمتثل للأمر وأطفى السيجاره. تبسم النبوى وقال: إعمل حسابك محمد هيرجع يشتغل معاك في الشون، وممنوع تفضل عليه حماد، وتقول أنه عنده خبره عن محمد، محمد اللى أخوك مش حماد، إنت مكنش عندك خبره والبركه في عمك ناصر هو اللى علمك الشغل بيمشى إزاى، اللى عمك ناصر علمه لك علمه لأخوك أخوك هو اللى هينفعك، مفهوم. نهض رباح يومئ رأسه بتجاوب. رد النبوى: تمام ودلوقتي، روح شوف شغلك، وبلاش تسمع لحديت مرتك الفارغ. تعلثم رباح وهو يقول: زهرت مظلومه، ده مش كلامها أنا بتكلم من نفسى وبعدين زهرت مرتى وأكتر واحده يهما مصلحتى. تهكم النبوى وكاد يتحدث، لكن منعه من إسترسال الحديث دخول ناصر الى المكتب، مبتسما يقول: رباح هنا في المقر خير؟ رد رباح بشبه غلاظه: هو أنا ممنوع أجى المقر ولا أيه أيه الغريب إنى اجى للمقر؟ رد ناصر: لاه يا ولدى، المقر نور بيك. رد رباح: ما هو واضح فعلا، عن إذنكم هرجع لمكانى اللى محدش بيسألنى فيه جاى ليه. خرج رباح من المكتب، نظر ناصر الى النبوى قائلا: بإستفسار متعجب: ماله رباح بيرد عليا كده ليه؟ رد النبوى: رباح متغير في الفتره الاخيره مضايق إنى جمدت توقيعه هو وأخواته على سحب أموال من البنك. جلس ناصر قائلا: مش عارف إنت ايه هدفك من إكده. رد النبوى: رباح هو السبب المباشر، إنت مشوفتش المبالغ الكبيره اللى كان بيسحبها، وعلشان كده جمدت توقيعم هما التلاته عشان ميقولش إشمعنا هو بالذات. رد ناصر: ربنا يهديه. آمن النبوى على حديث ناصر بينما عاود ناصر الحديث: الملف ده سلسبيل خلصته وبعتته معايا. ضحك النبوى قائلا: سلسبيل النسخه التانيه من الحجه هدايه كان حجك سميتها هدايه، بدل سلسبيل، نفس الخصال، أهى خلاص كلها أيام وتولد وبرضك رغم إنها في البيت بس كملت شغلها. تبسم ناصر وقال: فعلا زيها جلبها حامى وحانى في نفس الوجت. تبسم النبوى وقال: ربنا يقومها بالسلامه. رد ناصر: آمين دى نهله بقالها سبوع مش بتنام في الليل ساعتين على بعض حامله هم ولادتها، بتجول إتحملت كتير وهي حامل مش سهله جواز قماح عليها، صحيح بتظهر إنها مش فارق معاها، بس دى بنتى وعارفها كويس بتكبت في نفسها كتير. تنهد النبوى وقال: فعلا قماح غلط في سلسبيل كتير وهي إستحملت، بس برضك هي مش ساهله دى مسوياه عالهادى، بتجاهلها له، صعبه عليه هو غلط بجوازه عليه وندم، مش ساهله عليه برضك تبجى جدامه وبعيده عنيه. رد ناصر: يستاهل والله ده أقل رد منها، كان فين عقله. رد النبوى: مش بدافع عن قماح إنت عارف إن بعز بناتك يمكن زى ولادى وأكتر كمان، بس قماح السنين اللى عاشها بعيد عننا الله أعلم عاشها إزاى وأكيد أثرت عليه. رد ناصر: مش مبرر للى إنه يتجوز على سلسبيل، بس أنا سايب ل سلسبيل القرار، ولو كانت طلبت الطلاق مكنتش هعارضها، زى ما حصل ليلة ظهور براءة همس. تنهد النبوى بسأم وقال: قماح خذلنا كلنا، كان نفسى يبجى زى كارم ويحدد طريقه بنفسه. تبسم ناصر قائلا: كارم كلمنى إمبارح وقالى إن المطعم بتاعه مشاء الله شغال. تبسم النبوى وقال: كارم النسخه التانيه منك يا ناصر فيه عنده قدره على إحتواء اللى معا. تبسم ناصر قائلا بإختصار: ربنا يوفقه، وأسمع عنه الخير دايما بجامعة، هدى بأحد المدرجات سمعت مديح الفتيات في نظيم، سواء عن مهارته في الشرح وإيصال المعلومه، وعن جاذبيته الشخصيه أيضا. شعرت بضيق منهن، وسخرت منهن قائله: يحق لك يتغر لما يسمع كلامكم ده عليه، أيه مشوفتوش مدرسين قبل كده، المفروض تركزوا في دراستكم، مش شكل وهيئة الأستاذ، حتى هيئته متجذبش، المفروض دكتور جامعى ده حتى عمرى ما شوفته بجاكيت بدله فوق القميص. ردت إحداهن قائله: وماله لبسه شبابى وإسبور، ولا هو عشان يعجبك لازم يكون لابس بدله ماركه عاليه، طبعا إنتى بنت العراب، والمظهر الخارجى هو اللى بتلفت نظرك. ردت هدى: أنا عمر المظهر ما لفت نظرى، بس فين الوقار بتاع دكتور الجامعه هو ده قصدى، المحاضره خلصت ومفيش محاضرات تانيه، بلاش أضيع وقتى في تفاهات، عن إذنكم. تركت هدى زميلاتها وخرجت المدرج تشعر بشعور غريب عليها، سأل عقلها: ليه بتضايقى لما البنات بتتكلم بإعجاب عن نظيم. ردت على نفسها: ولا بضايق ولا حاجه بس مش بحب هوس البنات. أثناء سير هدى بالممر، رأت نظيم يدخل الى مكتبه بالجامعه... فكر عقلها بشئ وحسمت أمرها وذهبت الى مكتبه، ودخلت بعد أن آذن لها. وجدته يشمر ملابسه عن ساعديه، ويجلس أمامه حاسوب. تبسم نظيم لها وقال بترحيب: أهلا يا هدايه، خير. ردت هدى التي تغتاظ حين ينطق بإسم هدايه تعتقد أنه يسخر من إسمها بينما الحقيقه عكس ذالك، هو يستسيغ الأسم كثيرا عندى إستفسار مهم وكنت عاوزه أعرف إجابته منك. تبسم نظيم وقال: تمام أتفضلى أقعدى وقوليلى إستفسارك أيه. ردت هدى: مالوش لازمه أقعد هو سؤال خاص بإختراق الملفات على الابتوب، في ملف مهم ومش عارفه أوصل ليه، حاولت أخترق الملف برضوا مفتحش معايا رد نظيم: والملف ده بتاعك. ردت هدى: لأ ده ملف خاص ب سلسبيل أختى خاص بشغلها وهي كانت عامله له باسورد خاص ونسيته، ومش عارفه تدخل عالملف ده، وأنا خاولت إختراق الملف وفشلت. تبسم نظيم وقال: مافيش حاجه إسمها فشلت في مجال التكنولوجيا، لأن التكنولوجيا بتطور بشكل مذهل في كل ثانيه، ممكن تجيبلى الابتوب بتاعها وأنا أحاول من عليه أخترق الملف ده، هيبقى أسهل من أنى أخترق الحساب بتاعها من جهاز تانى. تعلثمت هدى وقالت بكذب: هو الملف مبقاش على الابتوب بتاعها، لانها كانت عملت له فورمات، ويمكن هو ده سبب نسيانها لكلمة السر بتاعة الملف، ومش عارفه تستعيده رغم أنه محفوظ على جهاز تانى خاص بالمقر. أيقن نظيم أن هدى تكذب بشئ، لكن قال لها: تمام سهل برضوا مش هنغلب، ممكن أروح لها المقر وأحاول على الجهاز التانى اللى محفوظ عليه الملف، وسهل أفتحه لها. ردت هدى: بصراحه كده، الملف مش على لابتوب سلسبيل ده على جهاز شخص تانى وأنا عاوزه أسترد الملف ده، لو في طريقه أقدر افتح بها الملف ده من غير الشخص التانى ده ما يعرف قولى عليها. إبتسم نظيم بفهم وقال: بس ده يبقي شغل هاكر، بس هقولك على طريقه تبعتى بها فيرس للابتوب اللى عليه الملف ده، ووقتها الابتوب هيعطل تقدري وقتها تجبيه ليا وأنا بسهوله أفتحلك الملف. ردت هدى: تمام إتفضل قولى إزاى أبعت للابتوب ده فيرس. تبسم نظيم وقال لها: إتفضلى أقعدى لأن ده لازمه شرح عملى على الابتوب. إمتثلت هدى وجلست نهض نظيم من مكانه وجلس لجوارها، ووضع حاسوبه الخاص أمامها وبدأ بشرح بعض الخطوات لها. بعد أقل من ربع ساعه قال نظيم: دى بعض الخطوات بإختصار في عندى سى دى عليه الشرح بتوسع، محمد إبن عمك معزوم عندنا النهارده عيد ميلاد سميحه، هبعتلك السى دى معاه في شرح وافى، وبسيط. نهضت هدى قائله: كل سنه وهي طيبه، هتصل عليها أنا وسلسبيل نعايد عليها، وتمام، شكرا، وآسفه إن كنت عطلتك. تبسم نظيم وقال: لأ أبدا، أى إستفسار أنا جاهز للرد عنه. ردت هدى: أكيد في الكورس الجاى هناخد كيفية إختراق الأجهزه الذكيه. تبسم نظيم: آكيد بس لسه وقت على بداية الكورس ده، تقدرى تسألينى عن أى شئ يقف قدامك، يمكن نلاقى له حل سوا، إحنا خلاص نعتبر بقينا أهل، وبينا نسب. لا تعرف هدى تفسير لذالك الشعور الذي بدأ يتسرب لها ناحية ذالك الاحمق الذي يجذبها إليه رغم معارضتها لتلك المشاعر. غادرت هدى المكتب وتركت نظيم الذي وقف ينظر في أثرها يتنهد، هنالك شئ يجذبه ل هدايه منذ أن رأها أول مره، لكن فجأه نهر نفسه قائلا: فوق يا إبن بهنسى متنساش نفسك في النهايه إنت كنت في يوم شغال عند باباها وبيعطف عليك بلاش تطلع لشئ مش هيحصل. بعد وقت قليل بمنزل سميحه. تعجبت سميحه حين فتحت باب منزلهم ورأت محمد يقف أمام الباب مبتسما، يرجع يديه خلف ظهره. تبسم محمد وقال لها: مساء الخير يا لدوغتى. ردت سميحه بتلقائيه: أيه اللى جابك النهارده، إنت إستحليتها ولا أيه كل يوم والتانى ألقاك جاى لينا البيت من غير إحم ولا دستور. ضحك نظيم الذي أتى من خلفه وقال: هي دى مقابلة واحده لخطيبها تلطعه عالباب كده وتقوله أيه اللى جايبك. ضحك محمد وقال: أهو عشان تشوف معاملتها الناشفه معايا. ضحك نظيم وقال: سبق وقولتلك لك ربنا، إنت اللى إختارت من البدايه. تبسم محمد وقال: ده أحسن إختيار. ضحك نظيم قائلا: ياريت تثبت على قولك ده بعد كده ومتتراجعيش. نظرت سميحه ل نظيم قائله: يتراجع عن أيه حاسه إنكم بتتريقوا عليا، هو اللى جاى بدون سابق إنذار، وعاوزنى أستقبله وإنت مش موجود في البيت وماما طلعت عالسطح. تحدث نظيم: إحثاثك(إحساسك) مش في محله معقول أنا ومحمد هنتريق عليكى برضوا، بس ماما بتعمل أيه عالسطح، أنا أتصلت عليها وقولت لها إنى عازم محمد عالغدا. ردت سميحه بتفكير: آه عشان كده لما رجعت من الجامعه لقيتها مجهزه آكل أشكال و أصناف قولت نوت تطبخ لينا طبيخ الأسبوع كله مره واحده، أتارى عشان العزومه، ومعرفش ماما طلعت ليه عالسطح، هي قالتلى كده. تبسم نظيم وقال: طب وسعى من قدام الباب خلينا ندخل، عيب محمد مش غريب لما تلطعيه عالباب كده. تجنبت سميحه دخل محمد خلفه نظيم الذي تركهم ودخل الى غرفته. إقترب محمد من سميحه وبمفاجأه آتى من خلف ظهره بباقه جميله ومنوعه من الزهور، ومد يده له بها قائلا: كل سنه وأنت طيبه، يا سيدة خط الصعيد الأولى، والسنه الجاية تكونى في بيتى وسيدة قلبى الأولى. خجلت سميحه من حديث محمد، لكن دارت ذالك وقالت له: بوكيه الورد ده هديه عيد ميلادى. رد محمد: مش قبل كده قولتى لى نفسك في ورده هديه، أهو جيبتلك بوكيه ورد بحاله. أخذت سميحه منه باقة الزهور قائله: بس مفيش مانع مع البوكيه، غويشه او سلسله أوخاتم إنشاله فضه، هو زى إستير ما قالتلى الاغنيه بيقوا بخله، يلا الحمد لله إنك جبت لى بوكيه ورد. تبسم محمد وقال بحيره: جبتلك موبايل حديث وغالى، قولتلى عاوزه ورده أجيبلك بوكيه ورد بحاله تقوليلي عاوزه غويشه فضه، وفي الآخر برضوا طلعت بخيل أعملك أيه جننتينى. ضحك نظيم وقال له: لأ متتعبش نفسك، هي سميحه كده، قمة النتاقضات فيها، خلينا نتغدى وبعدها نبقى نتباحث في أمر هدية تعجب ثميحه. بعد قليل بعد ان تناولوا الغداء، دخلت سميحه عليهم بصنيه عليها بعض المشروبات، لكن في ذالك الأثناء رن جرس المنزل... نهض نظيم قائلا: خليكى وأنا اللى هفتح أشوف مين. ما هي الأ لحظات وسمعوا صوت عالى يتحدث بتهجم، ودخل الى غرفه الضيوف. نهضت سميحه واقفه تنظر، لتلك التي تقول بتهجم: كويس إنك هنا با نظيم وأنتى يا فتحيه، بصوا بقى أنا مش داقه عصافير، بنتك النصابه ضحكت عليا وأدتنى طقم فخار مغشوش. ضحكت فتحيه قائله: خدى نفسك يا إستير مالك بتنهجى كده ليه؟ ردت إستير: كله بسبب بنتك النصابه باعت لى طقم فخار تلات قطع طواجن تدخل الفرن، وأقنعتنى أنها صحيه عن الصوانى الالمونيوم، أجى أحط الأكل في الصوانى وأدخلها الفرن تسرسب الميه اللى عالطبيخ في أرضية الفرن تبوظه غير إن الاكل إتحرق. ضحك الجميع، بينما قالت سميحه: أنا مدياكى طقم برفيكت تلاقى ده سوء إستخدام منك. ردت إستير: الطقم معايا أهو، شوفوا بنفسكم التلات طواجن، مشرخين من الجوانب، عيب صناعه. نظروا الى تلك الطواجن بالفعل كما قالت إستير... تحدثت فتحيه: طب والشروخ دى مشوفتهاش قبل ما تاخدى منها الصوانى. ردت إستير، شوفتها وضحكت عليا وقالتلى دى فتحات تهويه، أنا دلوقتي رايحه البقاله عند نسيم، ساعه وعاوزه الميت جنيه بتاعتى. صعق الجميع من الضحك، لكن سميحه تقف خجله. بينما سارت إستير خطوتين وكادت تنزلق قدمها بعدها لكن قبل أن تقع سندت بيديها على إطارى الباب، وقع منها تلك الاوانى الفخاريه وتهشمت. تحدثت سميحه: ميت جنيه أيه اللى عاوزاها، عاوزه فلوسك تجيبلى بضاعتى سليمه، كده يبقى سوء إستخدام المنتح رسمى. نظرت إستير، للاوانى التي تهشمت ولم تستوعب ما حدث بعد. بينما ضحك الآخرون وقال محمد: فعلا زى ما قالت سميحه، عاوزه فلوسك لازم تردى ليها بضاعتها سليمه زى ما أخدتيها منها. نظرت إستير وقالت: أيه ده، محمد إنت هنا من أمتى؟ رد محمد: أنا هنا من اول ما دخلتى، بصراحه كان معاكى حق لحد ما وقع منك الطواجن وإتكسرت كده الحق بقى ل سميحه. ردت أستير: إنت بدافع عنها دلوقتي، بس بكره، ولا أقولك ربنا يكون في عونك أقعد أما نشرب العصير سوا، واحكيلك مش بتلاقى حد تنصب عليه غيرى وكل مره بقع في فخها إزاى معرفش زى ما تكون بتسحرلى، تكونش سحرالك إنت كمان عشان تخطبها. ضحك الجميع وجلسوا يتحدثوا بود فيما بينهم تحدثت إستير عن بعض مزايا سميحه البسيطه التي كانت دائما تخفف من مطالبها على والداتها وأخيها، تعيش حسب مقدرتهم ولم تتطلع لشئ بيد أحد، حتى أنها حاولت مساعدتهم في المعيشه، بعمل تلك الاوانى الفخاريه، رغم فشلها الدائم، أيقن محمد أن ربنا من عليه ب سميحه تلك البسيطه التي كان دائما يريد إمرأه مثلها. . عصرا بالمقر، إنهى قماح عمله وشعر بالضجر، تنهد بشوق. ل سلسبيل التي أصبحت لا تآتى للمقر منذ أيام يفتقد رؤيتها عبر شاشة حاسوبه، تذكر صباح حين كانت تجلس بغرفة المعيشه. فلاش باك دخل قماح الى الشقه سمع صوت التلفاز توجه الى غرفة المعيشه، وجد سلسبيل تجلس على إحدى الأرائك، كان وجهها يبدوا عليه بعض الآلم. جلس لجوارها قائلا: منزلتيش تفطرى ليه؟ ردت سلسبيل: أبدا مش جعانه ماليش نفس، وكده كده مش هروح المقر قولت لما أجوع ابقى آكل، وأكمل نوم. تبسم قماح وقال: طب ليه مش نايمه دلوقتى؟ ردت سلسبيل: بسبب ناصر بيه العراب، ما بيصدق أنى أحط ضهرى عالسرير ويبدأ وصلة رفص، زى ما يكون بيكره إنى أنام. قالت سلسبيل هذا وآنت بألم طفيف. إنخض قماح وأقترب قائلا: مالك يا سلسبيل. تعجبت سلسبيل من خضة قماح عليها، نظرت له كآنها ترى شخص آخر غير التي عاشرته في بداية زواجهما الذي كان يستلذ بآلمها بين يديه. لكن تحدث قماح قائلا: قومى إلبسى هدوم تانيه وخلينا نروح للدكتوره اللى متابعه معاها الحمل، ممكن تكون حركة البيبى الكتير ده مش كويسه علشانك. ردت سلسبيل وهي تحاول التغلب على ذالك الآلم التي تشعر به من بداية ليلة أمس، يأتى ثم يذهب بعد وقت: لأ انا كويسه وسألت الدكتوره في آخر متابعه عن حركة البيبى وقالتلى عادي، وده كان مغصه كده وراحت وبقيت كويسه، متعطلش نفسك إنت وروح للمقر. رد قماح: بس ملامح وشك بتقول إنك لسه موجوعه ردت سلسبيل: لأ الوجع خلاص راح أنا كويسه، حتى حسيت بجوع هقوم أكل. رد قماح: خليكى مستريحه وأنا هنزل أخلى أى شغاله من تحت تجيللك الفطور لحد هنا. تعجبت سلسبيل لكن ذالك الآلم يعود، أخفت على قماح وقالت له: إنت سبق وقولتلى ممنوع أى شغاله تدخل الشقه هنا. رد قماح: سلسبيل مش وقت الكلام ده، أنا هنزل أقول لشغاله تجيبلك فطور، لو مش عندى شغل مهم في المقر مكنتش هسيبك... قال قماح هذه وإقترب من سلسبيل ووضع يده فوق بطنها يستشعر حركه الصغير ببطنها، ثم قبل وجنتيها، وأقتنص شفاها في قبله شغوفه، ثم غادر الشقه. وضعت سلسبيل يدها فوق شفاها تستشعر تلك القبله تتسأل بتعجب، هذا ليس قماح التي عاهدت قسوته دائما، لابد أنها ترى تخاريف واوهام بسبب ذالك الآلم التي تشعر به يشتد لبعض الوقت ثم يهدأ. عاد قماح وهو يبتسم ويتذكر تلك اللحظات التي وضع يده على بطن سلسبيل شعر بحركة ذالك الصغير بداخل رحمها، ذالك الصغير الذي نبت من إحدى علاقته القاسيه الذي كان يستلذ بها أحيانا، هو لم يقدم ل سلسبيل أى شئ تحبه من أجله، حتى حين حاولت الإنتفاض عليه، ماذا فعل بلحظة غضب أزاد الفجوه بينهم بزواجه بأخرى، لديه إحساس أن سلسبيل بعد أن تلد بالتأكيد ستنتفض عليه مره أخرى نهض قماح بشوق لرؤية سلسبيل، والإطمئنان عليها. بشقة سلسبيل كانت تجلس معها هدى تتحدث، لم تكن سلسبيل منتبه لها بسبب ذالك الألم، التي تحاول مقاومته منذ الصباح، لكن فجأه إنتهى تحملها، وآنت بآهه قويه. نظرت لها هدى قائله: مالك يا سلسبيل. كزت سلسبيل من قوة الآلم وقالت: مش قادره حاسه بوجع جامد باين إنى هولد النهارده. أنهت سلسبيل قولها بآهه قويه. إرتبكت هدى قليلا، لكن سرعان ما قالت: جدتى، هنزل اقولها بسرعه. لم تستطيع سلسبيل الرد عليها من شدة الآلم. بينما في خلال ثوانى دخلت هدى الى غرفة جدتها تلهث قائله: جدتى إلحقى سلسبيل كنت قاعده معاها في الشقه فجأه صرخت بآلم. نهضت هدايه سريعا تقول: ربنا ينتعها بالسلامه، إهدى يا بتى وخدى يدى لشجتها، قالت هدايه هذا ونادت على نهله التي آتت لها سريعا، أخبرتها هدايه أن سلسبيل تلد. إرتبكت نهله وإرتعشت قائله: بس ده لسه خمس ايام على الميعاد اللى قالت عليه الدكتوره، هروح أتصل عليها، نظرت لها هدايه قائله: مالوش لزوم، تعالى بس إنتى ساعدتنى. تنبهت نهله قائله: حاضر. صعدن الثلاث الى شقة سلسبيل وجدن سلسبيل تبكى من شدة الآلم، نظرت لها هدايه قائله: ربنا يهون عليك يا بتى، وينتعك بخير يلا همى يا نهله ساعدينى، آنى ولدتك قبل إكده. إرتعشت نهله قائله: أعمل أيه جوليلى. نظرت لها هدايه قائله: إشحال لو مش والده تلات مرات وعارفه إن الولاده كيف شكة الدبوس، نظرت لها نهله بذهول تقول: شكة الدبوس! نظرت هدايه ل نهله وغمزت لها، فهمت نهله مغزى قول هدايه ووافقتها بالقول، كى تطمئن سلسبيل علها تنسى قوة الآلم قليلا وتتحمله ببساطه لكن هيهات فهذا مخاض ليس جرح بالإصبع، فاض الآلم على سلسبيل وأصبحت تستنجد بهن كى يساعدنها. أما بعد ذالك الحين بوقت قليل دخل قماح الى المنزل، تقابل مع إحدى الخادمات سأل على جدته، أجابته أنها بشقة سلسبيل لأنها ربما تلد. لم يتتظر قماح وصعد سريعا الى الأعلى ودخل الى الشقه منها الى الغرفه التي بها سلسبيل إنخض وهو يسمع ويرى تآلم سلسبيل. تحدث قائلا: هطلب عربية إسعاف من أى مستشفى تجى بسرعه. ردت هدايه بهدوء: جولت مالوش لازمه، هملنا إنت هبابه أنا مش أول مره أولد ست. قالت هدايه هذا بهدوء ترسمه رغم خوفها فكما يقولون الولاده ليست آلم سهل، فهى سلخ روح من روح أخرى والإثنان أضعف من بعضهما في تلك اللحظه. تردد قماح في قبول قول هدايه، بسبب رؤيته لتآلم سلسبيل الملحوظ، وكاد يعارضها، لكن قالت هدايه له بآمر: إطلع بره ومتخافيش، سلسبيل هتبجى بخير هي وولدها. مازال قماح متردد في الخروج من الغرفه، لكن صرخة سلسبيل، جعلت هدايه تقول له بحده وآمر نافذ: جولتلك إطلع بره، إسمع حديتى عاد. إمتثل قماح لآمر هدايه على مضض وخرج غصب... وقف أمام الغرفه، يستمع الى آنين سلسبيل، يشعر بأن جسده هو من يتآلم، لدقائق تمر كالدهر طويله يعود لخياله ذكرى أليمه مر بها سابقا، يخشى أن يحدث مثلما حدث مع والداته بالماضى لكن فجأه صمت آنين سلسبيل للحظات إرتجف قلبه أن يكون تحقق شئ من مخاوفه. بنفس اللحظه سمع بكاء طفل صغير إندفع الى داخل الغرفه سريعا. فى نفس الوقت على الهاتف رد ناصر على هدى، التي قالت بتسرع وصوت يرتجف: بابا سلسبيل تعبانه قوى، بتصرخ من الآلم. فزع ناصر الذي كان جالسا مع النبوى، ونهض قائلا: أنا جاى مسافة السكه. نهض النبوى هو الآخر قائلا بفزع هو الآخر: خير في أيه؟ رد ناصر: دى هدى بتقولى إن سلسبيل تعبانه وبتصرخ من الآلم شكلها هتولد النهارده، زى أمى ما كانت حاسبه لها. تبسم النبوى رغم رجفة قلبه وقال بتطمين: طب إهدى هتبجى كويسه، طالما معاها الحجه هدايه. تنهد ناصر وقال: يارب سهل لها. بشقة زهرت. ردت على هاتفها قائله: خير بتتصل عليا دلوقتي ليه يا نائل. رد نائل: ليه مجتيش إستنيتك في الشقه. ردت زهرت بتلاعب: أبدا غيرت رأيى، وكمان أنا مش في المود، قولت بلاش أجى النهارده. رد نائل: وأيه اللى مزعل مودك، كنتى تعالى وانا أعدلك مودك بهديه كويسه. ردت زهرت بدلع: وأيه الهديه دى بقى، الطقم الدهب اللى قولتلك عليه، قبل كده وقولتلى مفيش معاك تمنه دلوقتى. وأستغليته عليا. رد نائل: مفيش حاجه تغلى عليكى، إنتى عارفه معزتك عندى. ردت زهرت بمياصه: بسمع كلام وبس. أثناء حديث زهرت، سمعت صوت رساله، فتحتها رأت صورة نائل وهو يمسك ذالك الطقم الذهبى، نظرت له بفرحه وطمع، ثم أكملت حديثها معه بسفور ومجون تعده أنها بالقريب ستذهب للقاؤه، في ذالك الأثناء سمعت صرخه ليست قويه آتيه من شقة سلسبيل المقابله لها. سمع نائل تلك الصرخه قائلا: مين اللى بيصرخ عندكم كده، خير؟ ردت زهرت: الصرخه من شقة سلسبيل، يمكن هتولد وتخلصنا بقى من دلعها، يلا بالسلامه انت أما اروح أشوف سبب الصرخه دى أيه، يمكن تكون ماتت هي وإبنها. أغلقت زهرت الهاتف وتوجهت الى شقة سلسبيل. بينما أغلق نائل الهاتف ووضعه جواره على الفراش، كانت صرخة سلسبيل التي سمعها بالهاتف، شعر برجفه في قلبه، تمنى أن ترد دعوة زهرت لها وتموت هي وتحي سلسبيل، تحي! سلسبيل بإنجابها من قماح إستحوز عليها كامله، إفترقت الطرق، او لا ربما إقتربت الطرق، سلسبيل بالتأكيد بعد إنجابها ستتمرد على قماح، وشخصية قماح العنجهيه لن تتحمل تمرد سلسبيل كثيرا.



رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والعشرون بشقة سلسبيل دخل ناصر خلفه النبوى متلهفان تقابلا مع هدى التي تبتسم تحدث الإثنان بلهفه بنفس اللحظه: سلسبيل؟ تبسمت هدى قائله: بخير الدكتوره معاها جوه في الأوضه والبيبى مع قماح في الأوضه دى ومعاه دكتور أطفال. إحتار الإثنان الى أى غرفه يذهبان، حسم أمرهما الذوق الآن لا يصح الدخول الى الغرفه التي بها سلسبيل، ذهبا الإثنان الى الغرفه الموجود بها قماح مع طبيب الأطفال. شعور لا يوصف روعته هذا أول حفيد لهما، يحمل دمائمها الإثنين، رغم جسارة قلوبهم لكن تدمعت أعينهم بمزيج من الفرحه والحنان وضع النبوى يده على كتف قماح الواقف مع الطبيب قائلا بتهنئه: مبروك ما جالك يتربى في عزك ويرزقك بره. تبسم قماح له، بينما ناصر هو الآخر رغم تحفظه في الحديث مع قماح في الفتره الآخيره فها شبه لا يتحدث معه سوا بشآن العمل لكن قال له بواجب: مبروك ربنا يباركلكم فيه ويرزقكم بره. تبسم قماح قائلا: متشكر يا عمى. أزاح الطبيب سماعته الطبيه وقال: البيبى الحمدالله صحته كويسه، بس ممكن بكره تاخدوه لأى مركز طبى يعمل له فحص شامل، بس الشكل العام بصحه جيده، مبروك يتربى في عزكم ودلالكم. تبسم ناصر قائلا: متشكرين يا دكتور إنت وصلت للبيت قبلنا. تبسم الطبيب قائلا: أنا زوج الدكتوره اللى كانت متابعه معاها المدام ولما أتصلوا عليها أنا اللى وصلتها وطلبت منى أكشف عن المولود إطمئنان على صحته. تبسم ناصر كذالك النبوى الذي إنحنى يحمل المولود بحذر ثم همس له في أذنه بالآذان والشهادتين، إقترب ناصر منه بسعاده ناوله النبوى المولود. نظر الإثنان لبعضهم، تبسم النبوى قائلا: أول مولود يجمع بين الأخوه، ربنا يبارك لينا فيه ويزيد وعقبال المولود التانى قريب والتالت والعاشر. تبسم ناصر قائلا برحابه: آمين، الولد كله شبهك يا نبوى، يظهر سلسبيل بتحبك أكتر منى. وقف النبوى وناصر يمرحان فرحان بذالك الصغير، حتى أنهما نسيا سلسبيل. لكن قماح كانت عيناه عالقه على باب الغرفه التي بها سلسبيل ينتظر خروج الطبيبه كى تطمئنه على صحتها، تذكر قبل قليل حين دخل الى الغرفه بعد أن سمع بكاء صغيره وصمت صوت سلسبيل، رأى سلسبيل المجهده للغايه بالكاد تستطيع الهمس، شعر بآلم، ولكن في نفس اللحظه نهرته هدايه، بسبب دخوله وطلبت منه الخروج من الغرفه بآمر وخرج من الغرفه مرغم، لكن حين آتت الطبيبه نادت هدايه عليه كى يآخذ المولود للطبيب الذي آتى مع الطبيبه لمعاينته والإطمئنان على صحته، نظر نظره خاطفه نحو سلسبيل، كانت لا تزال مجهده لكن كان على وجهها بسمه خافته. بعد وقت قليل فتحت نهله باب الغرفه الموجوده بها سلسبيل، دخل النبوى ومن خلفه ناصر الذي يحمل المولود نظر نحو سلسبيل وتبسم دخل خلفهم قماح، الذي وقف قريب من سلسبيل يتآمل وجهها المجهد لكن أصبحت أفضل عن قبل دقائق حين نقلوها من الغرفه الأخرى الى هذه الغرفه، غرفة النوم الخاصه بهم، هنا بدأت نبتة ذالك الصغير الذي كبر برحمها، وها هو أتى للدنيا بصحه جيده، سلسبيل عادت لغرفة نومهم بسبب ذالك الصغير. بينما قال النبوى: خير طمنينا يا دكتوره على صحة سلسبيل. ردت الطبيبه ببسمه: صحة سلسبيل زى الفل، هما شوية ضعف وإجهاد من الولاده وبالأدوية والآكل الكويس هترجع أقوى بسرعه، بصراحه بعد اللى عملته الحجه هدايه، أنا مكنش ليا لازمه، وبصراحه أكتر أنا كنت خايفه من ولادة سلسبيل في آخر متابعه ليها، كانت قالتلى إنها بتحس بآلم قوى، وكمان كان الحمل ساقط في الحوض من نص الشهر التامن، وكمان زيادة حركة البيبى في بطنها عن الحد المعتاد، بس ببركة الحجه هدايه ربنا سهل لها. نظرت نهله نحو سلسبيل التي أخفضت وجهها، سلسبيل أخفت ذالك عن نهله عمدا حتى لا تقلقها. تبسم ناصر قائلا: إحنا عايشين ببركة الحجه هدايه، متشكرين يا دكتوره. تبسمت الطبيبه: بتشكرنى على أيه أنا معملتش حاجه، ربنا يبارك لكم في المولود، حمدلله على سلامة سلسبيل. بعد قليل جلس ناصر على الفراش جوار سلسبيل يعطى لها المولود، ثم قبل جبينها قائلا: ربنا يباركلك فيه ويجعله ذريه صالحه. تبسمت سلسبيل وقالت: ربنا يخليك ليا يا بابا ويتربى على إيدك إنت وعمى وبتوجيه جدتى اللى أتولد على إيديها. تبسمت هدايه قائله: ربنا يرزجنا الخير على جدومه ويقرب بين القلوب، ده أول نبته تحمل دم العراب صرف، ربنا يعلى بيه إسم العراب. قالت هدايه هذا ونظرت نحو قماح قائله: واجف إكده ليه يا قماح قرب من سلسبيل شوف ولدكم. نهض ناصر من مكانه، ليجلس قماح وضع يده على رأس صغيره التي تحمله سلسبيل. إنحنى وقبل رأسه، ثم رفع وجهه ينظر ل سلسبيل، وتلك الفرحه التي بعينيها، ليست تلك التي كانت تتآلم قبل قليل، بلا وعى منه إقترب من رأسها وقبل جبينها، ود أن يضمها لحضنه هي وصغيره وينتهى الكون على ذالك. بعد مرور أسبوع اليوم سبوع الحفيد الاول الذي جمع شمل الأخوه، لكن يبدوا أن هنالك شمل آخر ب دبى صباح. شعرت همس بتوعك قليل، لا تريد النهوض من الفراش. تشعر بوخم. دخل كارم الى الغرفه وتبسم حين رأها مازالت غارقه بالنوم، إنحنى وقبل وجنتها قائلا: صباح الخير، يا همسة، بقيتى كسوله ملاحظ بقالك يومين كده مش عاوزه تفارقى السرير. تمطئت همس بيديها ونظرت لكارم بعيون شبه ناعسه وقالت: ومين سمعك، أنا بقيت كسوله فعلا، وعاوزه أنام تانى، رغم إنى عندى طلبيه تبع المشغل غير كمان المفروض النهارده عندى تدريب للبنات في المشغل، بس معنديش الحماس إنى أشتغلها، ولا حتى أروح المشغل هتصل على صاحبة المشغل أعتذر منها. تبسم كارم وقال: لأ ده الكسل واخد حقه قوى، فينك يا جدتى، كانت هتقول، جومى فزى إكده وطسى وشك بشوية مايه، وأتوضى وصلى وبعدها هتفوجى، متسلميش للكسل ده عاد، ده وزة شيطان. تبسمت همس بشوق قائله: تصدق جدتى وحشتنى أوى، من يوم ولادة سلسبيل وأنا مكلمتهاش، لا هي ولا عمى، يظهر مشغولين في البيه الجديد لعيلة العراب. تبسم كارم قائلا: فعلا بابا بيقولى أن ناصر الصغير هيبقى شقى زى همس، مغلب الجميع معاه مش بيسكت غير لما جدتى هي اللى تشيله. تبسمت همس بشوق قائله: النهارده السبوع، وأكيد هيعملوا عقيقه وهيبقى في حفله، ياريتك قولت لعمى يبعت لينا صور للبيبى، نفسى أشوف إبن سلسبيل وقماح. تبسم كارم قائلا: بابا فعلا قالى هيبعت صور له بس جدتى رافضه أى حد يصوره بتقول ممكن نور الموبايل يضعف عنيه. قال كارم هذا وجذب همس من يدها قائلا: يلا قومى بقى نفطر سوا. قالت همس بوخم وهي تشد غطاء الفراش عليها: لأ مش عاوزه أفطر سيبنى أكمل نوم. تبسم كارم وقام بإزاحة الغطاء، ثم حمل همس قائلا: مقدرش أفطر من غيرك، وطالما مستسلمه للكسل مفيش قدامى طريق تانى غير إنى أفوقك. لفت همس يديها حول عنق كارم وضمت رأسها لصدره قائله بنعاس: هتفوقنى إزاى. تبسم كارم وقال: هفوقك كده، يا روحى، قال هذا وأنزلها على الأرض واقفه يحتضنها. فعل كارم هذا وشعرت بعدها همس بتساقط المياه عليهما. للحظه إنخضت ثم إرتجفت وزادت من حضن كارم قائله: المايه سقعه. تبسم كارم: عشان تفوقك يا روحى. فجأه شعرت همس بدوخه وكاد يختل توازنها لولا سندت على كارم، لاحظ كارم هذا، فإنخض. قائلا: مالك يا همس. لكن رغم أن همس مازالت تشعر بدوار خفيف لكن قالت بتطمين: أبدا أنا كويسه بس يمكن كنت هتزحلق وسندت عليك. رد كارم: همس وشك متغير عليا ومجهد، أيه رأيك تكشفى. تعجبت همس قائله: أكشف! أكشف ليه هو عشان وشى مجهد، ومتغير عليك، ولا عشان كنت هتزحلق، بلاش تكبر الموضوع، بعدين أنا سقعت من المايه، ولوفضلت تحتها أكتر من كده هتعب فعلا، يلا إطلع بره خلينى أخد دوش وطالما فوقت من الكسل هشتغل شويه في الطلبيه بتاع المشغل. تبسم كارم بمكر قائلا: طب ما أساعدك تاخدى دوش، حتى أنا كمان هدومى بقت مبلوله. ردت همس بحياء: كارم إطلع بره الحمام، وجهز لينا فطور، أهو إستغلال مش عندك مطعم أعتبرنى زبونه وطلبت منك خدمتها. تبسم كارم وإحنى رأسه يقبلها ثم ترك شفاها قائلا: أحلى وأغلى هاميس. ترك كارم همس وخرج من الحمام، بقيت وحدها، تعجبت من ذالك الدوار، وأرجحت أنه بسبب قلة النوم والاجهادفى الفتره الماضيه بسبب كثرة العمل. بعد قليل خرجت همس من الحمام وذهبت الى المطبخ، تبسمت وهي ترى سفره صغيره موضوع عليها بعض الاطباق، تبسم كارم لها، قام بشد مقعد للخلف قائلا: سيدتى. تبسمت همس وجلست على المقعد، جلس كارم هو الآخر، قائلا: عاوزك تنسفى الفطور ده كله، شكلك خاسه ومجهده، أكيد من كترة الشغل الفتره اللى فاتت. تبسمت همس: فعلا أنا حاسه إنى مجهدة، الست صاحبة المشغل بعد ما شافت هدوم إبن سلسبيل بعد ما خلصتها عقلها طار، وطلبت منى أعملها زيها، مخصوص لمرات إبنها الحامل، بس مرات ابنها حامل في بنت وكمان غيرت التصاميم، هانت قربت أخلصها، وهاخد مبلغ محترم. كان كارم سيقول لها بتمنى، ليت قريبا تفعل مثل تلك الملابس الصغيره، لطفل يجمعهما لكن هنالك شئ غريب جعله يصمت، لكن في نفس اللحظه، رن هاتفه برساله، فتح الهاتف وتبسم. نظرت همس لبسمته قائله: فيها أيه الرساله خلاك تبتسم كده. وضع كارم الهاتف بوجه همس، التي تبسمت هي الاخرى قائله: صورة إبن سلسبيل. ضحك كارم قائلا: أكيد بابا صوره سرقه من وراء جدتى. أخذت همس الهاتف من يد كارم مبتسمه تتمعن في الصوره قائله: فيه شبه كبير من عمو النبوى، البت سلسبيل طول عمرها كانت بتتمنى تتجوز واحد زى عمو النبوى. تبسم كارم وقال: وأهى أتجوزت واحد من ولاد عمو النبوى وخلفت منه ولد شبه عمو النبوى. ضحكت همس وقالت: غريبه فعلا، تعرف سلسبيل كنت أوقات بحس إنها بتحب قماح، بس مش بتظهر ده، بس قماح غبى بجوازه من هند عليها. رد كارم: فعلا غبى، بس بابا قالى إنه ندم. ردت همس: وطالما ندمان ليه مستمر في جوازه من هند، إستمرار جوازه من هند هيزيد الفجوه بينه وبين سلسبيل، يبقى غلطان لو فكر إنها هتطلب منه يطلقها، سلسبيل أختى وعارفاها هتفكر إنها لو طلبت من قماح يطلق هند أنها بتخيره، وسلسبيل مبتحبش تحط نفسها في أى إختيار يقلل من كرامتها. ب دار العراب بشقة رباح. تحدثت هند بسخريه وغل وحقد دفين: طبعا إبن سلسبيل وقماح، لازمن يتعمل له إحتفاليه كبيره، طبعا ما هما ولاد العراب، رسمت هند دمعه كاذبه وأكملت حديثها: كان نفسى أكمل حملى، يمكن إبنى ولا بنتى كان زمانى فرحانه، بس تفتكر أنهم كانوا هيفرحوا بيه زى ما هما فرحانين كده، بإبن سلسبيل. إقترب رباح من زهرت وضمها: ده نصيب يا حبيبتي واللى يهمنى هو إنتى، تبقى معايا، وربنا يرزقنا بطفل، لأ بنت حلوه زى مامتها. تدللت زهرت وهي تلف يديها حول عنقه مثل الحيه قائله: لأ نفسى في ولد ويكون شبهك، بس من دلوقتي لازم نفكر نأمن مستقبلنا، أنا حاسه إن بعد ولادة سلسبيل، كل حاجه في الدار هتتغير، مش شايف عمايلهم ولا هدياهم الفخمه ل سلسبيل كآنها الوحيده اللى خلفت، طبعا مش جابت الوريث، رباح إحنا لازم نأمن مستقبلنا. نظر لها قائلا بإستفسار: قصدك أيه؟ ردت زهرت: متأكده إن قريب جدا خالى النبوى، هيرجع إمضة قماح من تانى، على أرصدة البنك، طبعا ومش بعيد يكون عملها نقوط، للبيه الصغير اللى سحب عقل كل اللى في الدار. تنبه رباح لقولها قائلا: قصدك أيه معتقدش بابا يعمل كده. ردت زهرت بوسوسه: مش عاوز تصدقنى إنت حر. قالت هذا وإبتعدت بجسدها من بين يديه، بتلاعب جيد منها، جعله يذهب خلفها. قائلا: مش يمكن يرجع توقيعنا إحنا التلاته. ردت زهرت تنفخ في أذنيه لهب الحقد: لأ هو إبن الأغريقيه له عنده معزه خاصه، حبيبي أنا عاوزه مصلحتك، وقلبى عليك وبراحتك خليك على عماك، لحد ما تلاقى قماح بقى هو الكل في الكل وأنت تابع له، زى محمد كده. رد رباح: مستحيل، أبقى تابع لابن الأغريقيه، قوليلى أعمل أيه؟ ردت زهرت بخباثه: بسيطه، مش خالى جمد إمضتك على صرف الشيكات، أكيد العملاء اللى بتتعامل معاهم هما كمان بيتعاملوا بشيكات، والشيكات دى بتبقى بإسمك طبعا. رد رباح بعدم فهم: أيوا بتبقى بأسمى، بس بعمل لها تظهير لموظف في الحسابات وهو بيصرفها ويضيفها لحسابنا في البنك. ردت زهرت: يبقى بلاش بعد كده تظهرها للموظف ده وتصرفها إنت بنفسك من البنك. رد رباح متعجبا: قصدك... قاطعته زهرت قائله: أيوا زى ما فهمت، الشيكات دى حقك، إنت اللى بتشتغل في الشون بين العمال في البضايع، إنما قماح، قاعد على مكتب مكيف في المقر، وفي الآخر مرتبك نفس مرتبه، على الأقل هو عنده إتنين نسوان أغنى من بعض، إنما أنا أنت عارف إنى مملكش حاجه، بعد كده الشيك اللى تصرفه، تحول مبلغه لحسابك الخاص في البنك. تفاجئ رباح بقولها ذالك صراحة، وقال: بس ده يبقى سرقه. إقتربت زهرت من رباح ووضعت يدها على أزرار قميصه تبخ سمها بعقله: دى مش سرقه ده حقك، وحق ولادنا في المستقبل ولا عاوز ولادنا يبقوا ضل لولاد قماح، ويرضوا بالفتافيت اللى بتترمى لهم. عقل رباح حديث زهرت الخبيث في عقله وصدق على قولها قائلا: مستحيل طبعا أوافق على كده. تبسمت زهرت مثل الحيه التي إستسلمت فريستها دون مقاومه كبيره. مظاهر سبوع حفيد آل العراب، مميزه، سواء عند الرجال، او في داخل الدار نفسها كان هنالك سيدات يمرحن ويهنين بالمولود صاحب الحظ السعيد. وهنالك الحاقدين أيضا وقفت عطيات بأحد أركان المكان وجوارها زهرت تحدثت قائله بهمس لها: شايفه، ياريتك سمعتى حديتى من الأول، يمكن كنتى سبجتيها وولدك خد الخير ده كله، شايفه العقربه هدايه، جاعده كيف ومستربعه وواخده الواد على حجرها، ومداريه وشه. كانها خايفه حد يلمحه ليحسده. تهكمت زهرت قائله بحقد: شايفه العقربه، بس تفتكرى حتى لو أنا اللى كنت خلفت قبل سلسبيل كانت هتعامل اللى هخلفه كده، وليه عقربه وحيزبون وبوشين. ردت عطيات: هي فعلا كده، تبان إنها بتعمل خير وهي رايده من وراه سلطه، بس ياريتك كنتى خلفتى قبل المحروقه سلسبيل، أهو كنتى حفظتى مكانك إهنه. ردت زهرت: عمتى خلفت تلات ولاد حفظت مكانها، أهو شايفه اللى خلفت البنات هي اللى النهارده كأنها نسيت بنتها وموتتها كافره غير بخطيه. ردت عطيات: عمتك يتفات من وشها بلاد، بالك لو بيدى كنت طردتها من دارى، بس هجول أيه عاد قدرى ياما غلبت في أبوك يشترى نصيبها من البيت كانى كنت حاسه أنه ده هيحصل، بلا ميجوزش عليه غير الرحمه، وأنتى إدعى ربنا تحبلى قريب، بجالك فتره من يوم ما بطلتى أخد الخبوب ومحبلتيش ليكون الحبوب دى سببت ليكى ضرر، لازمن تشاورى دكتوره قريب. ردت زهرت: لأ متخافيش انا أستشارت دكتوره وقالتلى مفيش مشكله بس هو الوقت وأكيد هحمل قريب، والله أعلم مش يمكن أكون حامل، ولسه مظهرش الاعراض عليا. ردت عطيات بأمل: ياريت، وبكفايه حديت عاد لحد يتسمع علينا خلينا نقرب من العقربه وإرسمى بسمه على وشك. ليلا بعد إنتهاء مظاهر السبوع. صعدت سلسبيل بذالك الصغير الى شقتها ودخلت الى غرفة النوم الخاصه بها، وضعت الصغير على الفراش. ونامت على جانبها تنظر له بحنان مبتسمه، إنتبهت لدخول قماح هو الآخر الى الغرفه. تبسم قائلا: أخيرا اليوم خلص كان يوم مهلك. ردت سلسبيل: فعلا كان ملك بس كان لذيذ، ضحكت قائله: إنت مشوفتش جدتى طول الوقت كانت قاعده ب ناصر فى حجرها ومغطيه وشه، لأ وهو زى ما يكون كان مبسوط وساكت. تبسم قماح ونام بجانبه هو الآخر على الفراش قائلا: واضح إنه بيحس معاها بالحنان، ماما وأنا صغير كانت بتقولى إنى لما كنت بغلبها كانت جدتى تاخدنى في حضنها كنت بنام. أنهى قماح قوله بقبله على يد صغيره. تبسمت سلسبيل، قائله: بيتاوب شكله عاوز ينام. تبسم قماح وأخرج علبه صغيره من جيب بنطاله فتحها قائلا: السلسله دى كانت ل ماما كانت دايما بتلبسها وبتتفائل بيها. نظرت سلسبيل وأخذت السلسله من يد قماح ووضعتها حول عنق الصغير. مرت الأيام بعد مرور أربعين يوم تقريبا. ظهرا بأحد الشونات التابعه لل العراب كان رباح يجلس مع أحد العملاء ومعه أحد موظفين الحسابات إنتهى رباح من معاملات ذالك العميل، الذي حرر له شيك بالمبلغ المطلوب منه، ثم خرج العميل تحدث الموظف قائلا: حضرتك هاخد الشيك بكره الصبح أصرفه من البنك وأحوله للحساب الخاص بالمجموعه وأجيب لحضرتك إيصال الإيداع. نظر رباح ليد الموظف الممدوده، فكر بحديث زهرت السابق له، بعد أن كاد يعطى الشيك للموظف، قام بتطبيقه ووضعه بجيبه قائلا: لأ أنا بكره عندى مشوار مهم للبنك هصرف انا الشيك وهحوله لحساب المجموعه، دلوقتي روح إنت شوف شغلك، إمتثل الموظف رغم تعجبه فهذا أول مره يفعل رباح ذالك، لكن هو بالنهايه موظف، ليس المسؤول الرئيسي عن تلك الشونه. ب دبى ليلا. نظرت همس لذالك الاختبار الذي بيدها يؤكد أنها حامل كما توقعت قبل ذالك، لكن كانت تخشى التأكد من ذالك، لكن بسبب تكرار ذالك الدوار إضطرت لإجراء ذالك الأختبار، بداخلها خوف لا تعرف سببه، تذكرت أنها فعلت ذالك الاختبار سابقا وما حدث وقتها نهاية بكذبة موتها. أجل موتها كذبه، فكر عقلها بحملها هذا لابد أنه سيأتى يوم وتعود لدار العراب، وقتها بالتأكيد سيعلموا أنها مازالت تعيش، ماذا سيكون رد فعلهم. لا تعلم لا تتوقع شئ، لكن كل ما تريده الآن فقط هو معرفة رد فعل كارم حين يعلم بحملها. لم تنتظر كثيرا. ها هو كارم دخل الى غرفة النوم متعجبا، ونظر نحو جلوس همس على الفراش وذالك الشئ الذي بيدها، أقترب من الفراش وجلس جوارها قائلا بلهفه: همس بنادى عليكى ليه مش بتردى خضيتنى عليكى، أنا من وقت ما رجعت للمطعم بعد الغدا وانا مشغول عليكى بسبب الدوخه اللى بقت بتجيلك كتير دى، ورجعت بدرى عشان كده، من بكره هنروح أى مستشفى وتعملى فحص طبى. لم ترد همس عليه، لكن فتحت يدها، ومدتها له بذالك الأختبار. أخذ كارم الأختبار من يدها بإستفسار قائلا: ده أيه؟ ردت همس بخفوت: إختبار حمل. ظن كارم أنه لم يسمع جيدا، وقال: قولتى إختبار أيه؟ إبتلعت همس حلقها وقالت بتأكيد: إختبار حمل. نظر كارم لها بلهفه وقال: طب ونتيجته أيه؟ بنفس الخفوت السابق ردت همس: نتيجته إيجابية. هذه المره سمع كارم جوابها، وفجأه وقف قائلا: قصدك أيه، يعنى أنتى حامل. أمائت همس برأسها وهي تنظر لوقوف كارم، تترقب رد فعله، التي لا تتوقعه. مشاعر مختلطه، يشعر بها كارم، لكن أقوى شعور هو الفرحه الشديده، جذب كارم همس الجالسه وقام بحضنها قويا بين يديه قائلا: من دلوقتي ممنوع تجهدى نفسك، أنا عاوز بنوته حلوه زيك كده. تمسكت همس ب كارم وحضنته بقوه غير قادره على الحديث، تشعر بلخبطه وخوف، مزوجين مع شعور بالسعاده من رد فعل كارم السعيد بحملها، كيف فكر عقلها أن يكون ل كارم رد فعل آخر غير هذا، فهو أحتوى وتفهم ألمها منذ البدايه. ب دار العراب بشقة سلسبيل خرجت من سلسبيل من الحمام تحمل ذالك الصغير المشاغب الملفوف بمنشفه وضعته على الفراش تضحك قائله: بتعيط ليه دلوقتى ها ناصر بيه العراب الصغير بيحب المايه ومش عاوز يطلع منها، لأ يا حلو لو فضلت في المايه أكتر من كده هتبوش يلا دلوقتي أحنا إستحمينا نلبس بقى هدومنا وبعدها تخليك ذوق كده وتنام وتسيبنى أنام أنا كمان. هدأ بكاء الصغير وتبسم وهي تداعبه بيديها. تبسمت وهي تقوم بتنشيف جسده، ثم تركته على الفراش قائله: هجيبلك غيار خفيف، وكمان ليا ماهو مش معقول هفضل بالفوطه كده. ذهبت الى دولاب الملابس اخرجت بعض الملابس لها ولصغيرها... لم تنتبه لدخول قماح الى الغرفه، الأ حين إستدارت بالملابس في يدها للحظه إنخضت، لكن شعرت بالخجل حين نظر قماح لها وتبسم إرتبكت من نظراته لها وهي أمامه بتلك المنشفه القصيره لحد ما تظهر بعض من مفاتنها. بينما تبسم قماح مفتون بها وهي بهذا الشكل المغرى. بتلقائيه وضعت بعض من تلك الملابس التي بيدها على كتفيها، وذهبت الى صغيرها وقامت بتلبيسبه بعض الملابس... شعرت بالتوتر حين إقترب قماح من الصغير وبدأ في مداعبته، الى أن إنتهت من تلبيسه ثياب خفيفه. هربت من ذالك التوتر قائله: نسيت حاجه في الحمام هروح أجيبها. لم تنتظر وفرت هاربه من أمامه. حتى أنها لم ترى بسمة قماح بإمأه وهو يحمل الصغير من على الفراش، وهو يعلم أن سلسبيل تتهرب من نظرات عيناه لها. تنهد بشوق وهو يقبل وجنة صغيره وقال له: مامتك شكلها هتفضل تخجل منى طول العمر تعرف إنى بعشقها وبعشق خجلها ده بس هي عنيده بزياده. خرجت سلسبيل بعد قليل من الحمام ترتدى منامه ناعمه، بنصف كم. تحدث قماح ل الصغير: بتعيط ليه دلوقتي كنت ساكت من شويه، ولا حسيت ب ماما وعاوز تروح لها قول كده من غير ما تعيط. تبسمت سلسبيل وهي تأخذ الصغير من قماح. تبسم قماح لذالك الصغير الذي مازال يبكى رغم أن سلسبيل تحمله وقال بتعجب: إنت مع ماما ليه بتبكى دلوقتي بقى. ردت سلسبيل: أكيد جعان. تبسم قماح وقال: يعنى هو بيبكى عشان كده بقى، طب رضعيه. شعرت سلسبيل بالخزو. تبسم قماح وهو يرى الخزو على وجه سلسبيل، فقال: هروح أغير هدومى. أمائت سلسبيل رأسها له. صعدت سلسبيل بالصغير على الفراش قائله: ترضع وتنام وبلاش تغلبنى، وتفضل صاحى للصبح زى كل ليله. تبسم الصغير الذي كان يبكى حين رفقته لصدرها، يلتهم من حنانها ما يشبعه، في ذالك الوقت عاد قماح للغرفه ونظر لهما الأثنان ثم أقترب وصعد الى الفراش، خجلت سلسبيل للحظات، لكن قال قماح: ده بينعس. تبسمت سلسبيل قائله: كويس، ده غاوى سهر. تبسم قماح ومد يده على يمسد على شعر الصغير قائلا: شعره زى شعرك يا سلسبيل. ردت سلسبيل: لأ زى شعرك يا قماح ونفس اللون كمان... قماح أنا أتفقت مع بابا، إنى أرجع أشتغل في المقر تانى من أول الأسبوع الجاى. نظر قماح لها قائلا: طب وناصر مين اللى هيرعاه ده بيبى لسه مكملش شهر ونص. ردت سلسبيل: متقلقش جدتى وماما هيراعوه في غيابى. اللى مش هيحس بيه بسببهم، لأنه بيرتاح معاهم أكتر منى. فكر قماح في الرفض، وكاد يتحدث برفض لكن سلسبيل قالت بحسم: انا هعرف أوفق بين مسؤليتى كأم وبين شغلى في المقر. تحدث قماح بمفاجأه: ومسؤليتك كزوجه فين؟ وأنا كزوج مش موافق إنك... لم يسترسل قماح حديثه حين قاطعته سلسبيل قائله: سبق وقولت يوم جوازك ب هند أن جوازنا قائم عالورق فقط، مسؤليتى كزوجه سقطت بإختيارك يا قماح.


تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع