رواية جبروت صعيدي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر للكاتبة سامية صابر كاملة
رواية جبروت صعيدي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر للكاتبة سامية صابر كاملة
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الحادي عشر
ارتبكت مُهرة ثم قالت بسرعة
=اصل فرغلي قريبك بيحسبنى عملت عمليات، علشان كدا كُنت مختفية.
ضغط علي شفتيه وهو يهز رأسه ثم اقترب منهم وجذب مهرة خلفه قائلا ل فرغلي
=نورت يا بن عمي، بس بعد كدا تسألني بلاش مراتي، وياريت تبعد عني أو عن اي حاجة تخصني، كفاية انى ساكت لحد دلوقتي، وانت عارف انا ساكت على إيه بالظبط، آه صح. اتفضل جوا بلاش تقعد برا كدا.
تركهُ ثم دلف الى الداخل يجذب مُهرة خلفه بقسوة قائلا لها.
=اسمعى كويس تبعدي عن فرغلي لا كلام قريب ولا بعيد..
=فيه ايه يا حسن واحد كان بيسألني عن حاجة ما أرُدِش يعني؟
=ايوا مترديش، متتكلميش، متتحركيش..
=ايه الهبل اللى بتقوله دا. انت عايز واحدة متتكلمش ولا تنطق خالص ولا ايه، مش انا إللى كدا مش معنى انى ساكته على تحكماتك فيا أبقي أسكت على طول، كفاية لو سمحت بقا..
=تسكتي غصب عنك يا مهرة إن مكانش برضاكي.
رمقته بغضب ثم تركته وصعدت للاعلى بينما ذهب هو خلفها بغضب شديد، في حين في الاسفل نهض عمران قائلا
=اقوم انا بقا. كفاية قعدة لحد كدا.
قال الحاج يونس بتذمر
=متخليك قاعد شوية.
=اشوفك بكرا ان شاء الله، يلا يا عهد يلا يا عطر.
ودَّعت عطر ياسين مُبتسمة، ورحلت عهد معهم بينما ملس يونس الصغير على شعر الطفلة ميرا قائلا بحب
=خلي بالك من نفسك هشوفك بكرا ماشي؟
=ماشي.
ابتسم لها بحب ثم رحلت مع أهلها، وصعد كُل منهم الى غرفته، وانتهت السهرة الجميلة اللطيفة العائلية.
فى الاعلى، قال حسن بغضب وهو يمسك يد مهرة
=إستني هنا، هو انا شفاف ولا ايه؟ اياكي تسبيني بتكلم معاكي مرة تانية، وتمشي.
=إنت عايز تتخانق ولا ايه؟
=انتِ مخبية عني ايه. انا مش مطمئن ليكِ!
=هخبي ايه يعني؟
=معرفش يا مُهرة، انتِ بلاويكي كتير كل يوم اكتشاف جديد وكذبة جديدة، حذاري تكوني مخبية عني اي حاجة، كفاية القرف اللى استحملته منك..
=انت مش مجبور تستحمل كل دا يا حسن. مش مجبور متعملش علشان خاطر أبويا انت اصلا مش بيهمك خاطر حد على الإطلاق، ف طلقني وكُل واحد يروح لحاله ونخلص من الهم والقرف اللى احنا فيه دا.
=معنديش طلاق مش هطلقك.
=لييه ايه سبب انك متمسك بيا كدا!
رمقها ببرود تام ثم تركها وبدأ في تبديل ملابسه بتجاهُل، عجز هو عن الرد عن سؤالها، لانه نفسه لا يعرف ما سر تمسكه بها من اللحظة الاولي؟ ما سر موافقته على زيجة كهذه لا يعلم ولكن كل ما يعلمه أن هُناك قوة تربطة بتلك الفتاة الصغيرة..
بينما تنهدت هي قائلة في نفسها
=انسان غريب!
ثم فرشت على الارض كالعادة لتنام وبالفعل استسلمت للنوم من كثرة الارق، في حين أراد هو ان يجعلها تنام على الفراش ولكن جبروته يمنعه ويضعه عند حده مع هذة الفتاة..!
فى صباح اليوم التالي.
ذهبت ميرا الى مدرستها واوصلها يونس بنفسه فهو يخاف عليها وكان معه ياسين فقالت عطر وهي تضحك
=يونس دا غريب جدا..
=طالع لعمه طبعا..
=التواضع ياا.
=طبعا، رايحة على فين كدا؟
=رايحة مع عهد أشتري هدوم علشان عندها حفلة النهاردة تبع واحدة صاحبتها، فهروح معاها ومهرة جاية معانا الحفلة..
=نعم حفلة ايه وزفت ايه؟ من غير ما تستأذني؟!
=نعم من مين!
=مني!
=مش من حقك يا ياسين اصلا، احنا لسه مفيش حاجة رسمي، ولو فيه مش هقولك اصلًا! انا مش بحب الطريقة دي انا سيبت جمال علشان النقطة دي نقطة التحكمات وغيرها..
=عطر انا ما اقصد وو..
=انا لازم أعيد التفكير فعلا في علاقتنا عن إذنك.
=ع. عطر استني عطر!
لم تسمتع له وتركته ودلفت الى المنزل مرة اخرى، بينما ضرب هو جبهته مرة اخري بغضب شديد قائلا
=طول عمرك متسرع يا ياسين متسررع..
فتح حسن عينيه على تلك التي تجلس امام مرآتها ترتدي فستان رقيق طويل وتُهندِم من شعرها الحريري كم بدت جميلة. جميلة حد الفتنة حقاً، وعن قُرب أجمل..
تأملها قليلاً ثم نهض ببرود تام ولم يتحدث اليها، فقالت بهدوء
=أنا نازلة مع أخواتي هنجيب لبس.
=مسألتكيش. ومن هنا ورايح مش عايز اعرف حاجة عنك لانك ببساطة متهمنيش..
=لو انا فعلا مش بهمك، ليه خلتنى أتعالج؟ ليه فضلت جنبي اكثر من تلات شهور مش بتسبني، ليه مطلقتنيش أول ما عرفت! ليه متمسك بياا؟
اقترب منها يقف في مواجهتها قائلا ببرود
=أوعى تكونى مفكرة اني دا اهتمام أو حب. دا شفقة على واحدة مريضة زيك..
أدمعت عينيها بقوة وشعرت بإختناق في قفصها الصدري وقالت محاولة التماسك.
=احتفظ بشفقتك لنفسك مش ليا يا استاذ حسن.
التفتت مغادرة الغرفة وهي تركض للخارج باكية مكسورة الخاطر، بينما تنهد هو مقويًا نفسه انه هكذا صحيح ولم يُخطأ، بدأ على مشارف الهوي وهذا أخطر طريق على الإطلاق يود إنقاذ نفسه وعدم ارتكاب تلك الجريمة التي ستؤدي به سجين لحبها. لن يكسر جبروته لأجل طفلة.
=هي لا تهمني ولا تخصني تولع بجاز، وقريبا هنهي الحكاية السخيفة دي.!
ذهب فاروق الى مكتب ثريا لا يعلم السبب ولكن قدمه فجأة أخذته اليها، دلف الى المكتب ليراها تجلس مع هذا عثمان. دلف بغضب اليها قائلا
=انت ايه اللى جابك هنا؟
قال عثمان ببرود تام
=جرا ايه يا فاروق قاعد بصفي حساباتي مع مدام ثريا، بعدين وانت يهمك في ايه؟
=لو لمحتك ف المحل تانى همحيك من على وش الدنيا..
نهضت ثريا بغضب قائلة.
=بس انت وهو بقا، دا مكان شغل مش عايزة خناقات ولا اي حاجة. أتفضل يا استاذ عثمان لو سمحت نتكلم وقت تاني.
=تحت آمرك يا ست ثريا.
نهض عثمان يطوي عبائته ثم خرج من المكان ببرود تام أغاظ فاروق الذي قال بعصبية
=جيباه عندك المحل وبتتساهروا وتتكلموا عادي وكإنكم مبسوطين وانا منبه عليكِ كويس انك متكلميهوش ولا حتى تقفي معاه..
=وانت مين اصلا علشان تحكم حكم زي داا، هاه ما تنطق مين؟ احنا اطلقنا افهم دا.
=وعلشان اتطلقنى تروحى تتجوزي وتشوفي حياتك كدا اوام؟
=جواز ايه انت بتفكر ازاي. هو انا بعد القرف اللى شوفته معاك أفكر أتجوز؟ خلاص توبة وادي النوبة. بطل تفكر تفكير غلط يا فاروق ولو حصل ف انت مالكش دعوة انت كمان اتجوزت وماشاء الله من تاني اسبوع طلاقنا وعايش زي الفل..!
نطق بغضب شديد.
=انتِ عبيطة لو مفكرة اني مبسوط يا ثريا، انا ببص لكل مكان اشوفك فيه، جمالك ودلالك وشقاوتك، حنيتك عليا البيت انطفي من بعدك انا نفسي انطفيت ومبقيتش زى الاول صعب عليا ك راجل ابقي عاجز من غير واحدة ست. ولا الف واحدة تملي مكانك وتيجي في غلاوتك انا حاسس بخنقه كبيرة ولا مبين ولا ظاهر دا، بس معرفش قوة جبارة تخليني أعمل الغلط وأندم بعدين، ولا عارف اتحرك حتي..
مسحت دموعها التي تساقطت رغماً عنها.
=اطلع برا يا فاروق مبقاش فيه فايدة من الكلام دا. انت اللى ضيعتنا وضيعت الحب اللى كان ما بينا دا لو اسمه حب اصلا، انا عملت كُل اللى قدرت عليه معاك واستحملت من اول ما اتجوزنا كل حاجة ولا مرة أشتكيت، لكن لحد خيانتك ليا وخلاص فضناها سيرة..
=انا مخونتكيش، انا روحتلها لأجل عمي اللى طلبنى ومالقيتش حد هناك وقتها وأصرت اني اشرب فنجان قهوة شربته ومعرفش حصل ايه والله ما اعرف صحيت لاقيت نفسى في وضع زباله زى دا انتِ عارفاني عمري ما أرفع عينى في الحرام..
=والله وهي ضحكت على راجل زيك انت مفكرنى عبيطة بقالي فترة ملاحظة كل دا وكلامك معاها ووقفتك، بس الحق على الهبلة اللى زي الست أول ما تشك لازم تتصرف وتاخد قرار والا هييجي على رأسها، أصل الست شكها بيبقي في محله، اطلع برا يا فاروق..
أبعدته بقوة خارج المكتب وهو لم يحاول أكثر وكأن قوة إلهية تبعده عنها وتجعله يكتفى منها رغم حاجاته للمزيد بقربها، بينما اغلقت هي الأبواب وجلست على الارض تبكى ك طفلة صغيرة قائلة
=وحشني اوي..
الحُب عذاب على صغِيرة مِثلك.
فى الامس..
ظل حسن يتطلع الى ساعته كٌل فترة وأُخرى بغضب شديد ف مُهرة تأخرت وبشدة عنهُ يحاول عدم الاهتمام ولكن قلبه رغماً عنه خائف لأجلها، امسك الجوال يود الاتصال بها وتردد بين عقله وقلبه..
دلف اليه ياسين بضيق قائلا بعبوس
=انت قاعد هنا يا حسن وانا هتجنن؟
=فيه ايه يا ياسين؟
=عطر خرجت من بدري ومش بترد عليا، وما اعرفش هي فين قلقان عليها أوي، اللى اعرفه انى مهرة معاها أتصل كدا يمكن ترد..
=لاء مش حابب.
=علشان خاطر أخوك بالله..
=احم علشانك بس يعنى..
اتصل بمهرة ولكنها كنسلت في وجهُة ولم تُجيب احمرت عيناه بغضب قائلا بصرامة
=دي كنسلت ومش بترد عليا هي اتجننت ولا ايه! ماشي يامهرة والله لأوريكى، تعرف هما فين؟
=يادى الوكسة اللى احنا فيها يا أخويا، طيب هو مفيش غير باسل اكيد يعرف فين عهد وهما معاها ورايا..
نهض الاثنان معاً الى غرفة باسل الذي يجلس يتناول ثمرة الفاكهة ويتسلى، ما ان رآهم امامه ك الذِئاب، قال بقلق وهو يبتلع ريقه
=جرا ايه يا خوانا فيه ايه، هو انا عملت ايه؟ هي التفاحة دي بتاعت حد ولا حاجة.؟
أمسكه ياسين من قفاه قائلا
=قوم معانا ايدك معايا يا حسن..
امسكه حسن من الجانب الاخر واصبح باسل في يديهم ك كتكوت ضعيف بينهم صارخاً بخوف
=الحقوناااااي
اوقفهم يونس الصغير قائلا لهم.
=استنوا عندكم خدوني معاكم لازم اعرف الست ميرا مش بترد على اللاب بتاعها لييه يومها اسود معايا.!
اغلقت مهرة الهاتف بغضب وهي تعدل من فستانها الرقيق فقد كانت ترتدي فستان طويل رقيق للغاية مع حجاب وميك آب خفيف لم تقل عنها عطر أو عهد وكانت الطفلة الصغيرة ميرا ترتدي فستان زيتوني جميل..
قالت مهرة بضيق
=جاي يتصل بعد تهزيق الصبح، لاء انا افوقلك بقا واوريك النجوم في عز الضهر.
قالت عطر هي الاخري بضيق.
=ليهم عين يتصلوا كمان بعد القرف اللى عملوه، بجد رجالة عايزة الحرق ميملاش عيونهم غير التراب..
قالت عهد بغرور
=شوفتوا السنجلة حلوة ازاي. عايشة ملِكة في زماني ولا حد يضايقني أو يحكُمني.
ماهى الا دقائق حتى جاء شبان يقفان بجانبهم احدهم عاكس عطر بكلِمات الغزل والاخر جذب يد مهرة لترقص معه ابعدته عنها بغضب
=إبعد عنى انت مجنون ازاي تمسكنى كدا بأقرب شبشب وعلى دماغك عِدل، غور في داهية من هنا انت وهو..
دلف الاربع رجال معاً من البوابة يحملون من الجمال والقوة والصلابة الكثير حتى الطفل يونس معهم، اتجها ياسين نحو الذي مع عطر وقال ببرود
=ياا ايه الشعر الحلو دا، ما انت بتعرف تتكلم بتعرف تضرب على كدا؟
لكمه بقسوة كذالك حسن قال للذي أمسك مهرة
=عارف مين دي؟ مرات حسن العسال. وانت بقا متعرفش اللي يلمس حاجاتي بعمل فيه ايه، ما بالك مراتي!
لكمه بقوة شديدة نفس بها عن غضبه وحرقته، اخذ رجال الامن الرجال الاخرون واعتذروا لحسن فمن لا يعرف حسن في تلك المنطقة بأكملها، لم يخلو من اعجاب الفتيات به وبقوته وجبروته رمقته مهرة بغضب شديد ثم رحلت، رحل خلفها بقوة قائلا
=استني هنا بتمشي وانا بكلمك؟
=سيبك ايدي يا حسن..
=لاء مش سايب انتِ ليلتك سوداء معايا اصلا. على عدم ردك وعلى القرف اللى انتِ لابساه..
=مالكش دعوة البس اللى عايزاه واعمل اللى عايزاه انت اصلا. آآآه..
حملها فجأة على كتفه دون كلام ك عصفورة بين ايدي أسد ظلت تضربه بقبضتها الصغيرة ولكن لا فائدة وضعها بالسيارة كشوال البطاطا ودلف للناحية الأخرى ينطلق.
بينما قال ياسين في الداخل
=امشى قدامي يا عطر، امشي
اخذت حقيبتها بتوتر من عصبية ياسين التي تراها للمرة الاولي وهو خلفها يغلي من الغضب في حين ركض يونس تجاه ميرا يجذبها بغضب قائلا.
=الله الله! ايه اللى لابساه دا ياهانم وواقفة عريانه كدا قدام الرجالة..
خلع جاكيته ووضعه عليها قائلا
=ومش قولت مفيش فرد شعر ولا لاء؟ حسابك في البيت اتفضلي قدامي.!
ذهبت امامه وهي تمسح دموعها بخوف منه وهو خلفها ك رجُل وليس طفلا على الإطلاق يشبه حسن كثيرًا..
قالت عهد وهي تنظر حولها
=انا غلطانه العزوبية مش حلوة لاء، مين ياخدني دلوقتي؟
ظهر باسل أمامها قائلا بغضب
=امشي قدامي..
=بس ياض..
قالتها وهي تمشى للامام بضيق في حين حك هو رأسه بغرابة قائلا
=هى مجابتش معاها ليه؟
ذهب خلفها دون أدني كلام ويبدو ان الليلة لم تنتهي فكُل واحدة ستنال عقابها من حبيبها..
وإن المُحِب لمن أحب غيَوُر، أغار عليها!
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني عشر
دلفت وفاء الى منزل أبيها وخصوصاً غرفة أخيها فرغلي، أغلقت الباب خلفها ودلفت قال فرغلي بحيرة
=بتعملى ايه يا وفاء..
=ايه يا خويا عايزة أتكلم معاك ولا هو حرام ولا حاجة؟!
=ولا حرام ولا بتاع، بس اصلك عمرك ما اتكلمتي معايا..
جلست بهدوء قائلة
=سمعتك اليوم اياه وانت بتتكلم مع البت مرات حسن. كنتوا بيتكلموا في ايه وكذبتوا على حسن فيه؟
=هاه. لا ابدا مفيش حاجة مهمة يعنى..
=لاء متلفش وتدور عليا والا هقول لحسن على طول
=انتِ عايزة ايه يا وفاء؟
=بالبلدي تساعدني أكره اهل فاروق في ثريا علشان اعرف اخد راحتي في البيت واعيش، وفي المقابل اخلصلك من حسن. والجو يفضى ليك في السوق.
رمقها لبعض الوقت ثم قال
=ماشى موافق اهو وجودك في البيت هيساعدنى شوية..
=ماشى. هعمل ايه بقا؟
=اسمعيني كويس..
توقف ياسين بالسيارة في أحد الازقة الهادِئة بغضب شديد ينفس عنه فقالت عطر بعصبية.
=مكنش ليه لازمة اللى انت عملته دا خالص يا ياسين ايه الافورة دي كلها؟
=اوفرة! انتِ شايفة غيرتي عليكِ وخوفي عليكِ أفوره يا عطر دا اسمه حب واهتمام ان كُنتِ تعرفي دا بس طالما مش عاجبك يبقى خلاص انا هبطل أعمل كدا وهفكر في علاقتنا..
=انت. انت بتقول ايه؟
=بقول زي ما حضرتك فكرتي وعملتي انا قولت اني غلطان بس لاء انا مش غلطان لان دا خوف وقلق عليكِ، ومن اول مرة زعلتي ومشيتي وكمان مش بتردي عليا..! وعايزة تفكري في علاقتنا..
ادمعت عينيها قائلة بتنهيدة
=ياياسين انا خايفة وقلقانة محتاجة منك تطمئني شوية مش عايزة اجرب نفس التجربة اللى فاتت والتحكمات، وانى استأذن والكلام دا كله..
=انا قصدت منك تقوليلي على الاقل اظن دا من حقي يا عطر ولما حد يعاكسك قدامي لازم اتصرف وأتكلم، انا عملت اللى عليا الباقي عليكِ.
=أنا عايزة أروح.
=تمام..
بينما في المقاعد الخلفية، كان يونس يجلس بغضب شديد فقالت ميرا
=والله انا مش كلمت حد يا يونس، انا اسفة
نطقت عطر بغضب
=شش متعتذريش يا ميرا هو بيتحكموا على ايه اصلًا؟
قال ياسين بعصبية
=فكك منها يا يونس واوعي تكلمها لحد ما الهانم تعرف غلطها..
قالت ميرا بعبوس.
=لاء يا ماما انا غلطانة كان لازم اقوله مش هو حبيبي وخايف عليا مش عمل حاجة غلط..
تابع يونس قائلا بهدوء
=ولو هي ما اتكلمتش انا هكلمها لانى بحبها وبخاف عليها ياعمي ف لازم اراضيها وافهمها غلطها براحة. وهي مش هتعمل حاجة من غير ما تقولى تاني. صح يا ميرا؟
هزت رأسها وهي تبتسم، فنظروا لهم بحيرة الاطفال أكثر عقلانيه منهم، يجب الا نترك الخلافات والمشاكل تؤثر علينا بشكل سلبي، الحياة ابسط بكثير، من تضييع الوقت وخسارة كل لحظة مع بعضنا ففى لحظة واحدة سهل جدًا ان نخسر بعضنا البعض ونندم على ما فتنا من وقت فلنستغل الفرص، ومن اخطأ يعتذر ليس بعيب.!
تنهدت عطر قائلة.
=انا اسفة يا ياسين يمكن فعلا انا غلطانه بس اي حاجة في الماضي خلتني خايفة، وخوفي ارضخ ليك تتقلب وتتحول وتعمل زي جمال..
=انا مش جمال يا عطر جمال دا انسان حقير ولا اقبل اني اكون مكانه انا مش بتحكم، انا بطلب اعرف منك، ولما نبقى متخانقيين تتكلمي معايا مش ترفضي المكالمة وتخليني أقلق عليكِ!
=خلاص انا اسفة بعد كدا هقولك..
=وانا اسف اني زعلتكَ مِني..
امسك كفيها يُقبلهم بحب شديد قائلا.
=تُشبهينَ ال التعريف، تجعلين لكُلِ الأشياءِ موطِناً كُلما كانت في حيزُكِ..
ابتسمت بخجل شديد وهي تشعر بسعادة تعتري قلبها فكلِماتهُ المغازلة لها تجعل قلبها يُرفرِف، بينما صفق يونس وميرا بسعادة لتصالحهم وقرر ياسين الذهاب بهم ليتناولون طعام العشاء..
فى المنزل.
يجلس عمران ويونس كعادته يلعبان الطاولة دلف اليهم حسن يحمل تلك الصغيرة على كتفه كشوال البطاطا نظروا لهم بصدمة شديدة فقال عمران.
=ايه دا انت شايل مُهرة كدا ليه يابنى؟
=الحقنيي يا بابا خليه ينزلنييي
=لا اله الا الله هو جرا ايه تاني!
قال يونس بتنهيدة
=سيبهم يا عمران حسن مش هيعملها حاجة بس للافضل مندخلش بينهم دلوقتي ولو حصل حاجة نتدخل.
=ربنا يستر يارب.
القى حسن بمهرة على الفراش بقوة شديدة لتتألم من ظهرها ثم نهضت قائلة بغضب شديد
=انت بتتصرف معايا كدا ليه انت إتجننت!
=انتِ تخرسى خالص، انتِ ازاي تخرجي من الصبح لبليل ومترديش عليا كمان!
نهضت بغضب تقف امامه
=وانت قولت انك مش مهتم بيا واعمل اللى عايزاه فعملت اللى عايزاه وكمان بعد كلامك دا مش هرد انا حرة..
=حرة دا ف عالم الأحلام عندي انا مفييش حرة والكلام والهبل دا كله..! وكمان الزفت اللى كان واقف جنبك دا سيباه يشدك يرقص معاكِ انتِ عبيطة!
=انا مسمحلكش. انا كنت بزعق وهضربه كمان لو ممشيش.
=شش انا إللى غبي اصلًا المفروض افهم انى حاجة زي دي عادية بالنسبة ليكِ اساساً!
أظلمت عيونها وأدمعت قليلا وهي تتذكر ايامها السيئة بينما اعطاها هو ظهره وبدأ في خلع ملابسه لتقول بصوت ضعيف
=مكنش بأيدي. غصب عني..
التفت لها فجأة ليرى مدي الحزن وتأثير كلماته عليها، لا يجب ان نُلقى كلام عبثًا على القلوب كي لا تبقى اثارها طُوال العُمِر..
تنهد بضيق في صدره شاعرًا بخطأه الكبير في حقها اقترب منها ومسح دموعها برفق شديد قائلا بصوت هاديء
=انا اسف يا مهرة مكنش قصدي أزعلك..
ثم تنهد بغضب يكتمه بداخله
=بس كنت هموته من رغبته في الرقص معاكي. وكُل ما أفتكر ماضيكي ب..
قاطع كلماته ثم قال بهدوء
=انا اسف يا مُهرة، انا اسف.
رفعت نظرها اليه بحيرة وهي تتعجب من اسفه لها وهي في تلك الفترة تعلمت جبروته وان يُلقي الكلام ويتخطي لا يعتذر أو يتأسف على الإطلاق، اهو الان واقف امامها يعتذر؟
ضغطت على شفتيها بحيرة من جملته، ولكنها لم تُلاحظ ذالك الذي اشتعلت الرغبة فيه بها ولأول مرة تشتعل به تجاه فتاة وكأنها خُلِقت له فقط لتحرك ذالك الجبل الحديدي القوَّي..
مال على شفتيها يُقبلهما بإهتمام كبير، وهي فقط مصدومة من فعلته تلك معها، ولم يكُن بوسعها فعل شيء الا الانجراف حول مشاعرها تجاهُ وبقوة، لينجرفا في عالم خاص بهم. لاول مرة وكلاهما ليس لديه مُبرر لما يفعل، ولكن الفكرة تكمُن في حُب هذا الشيء.
عادت عطر الى منزلها مع الطفلة ميرا، قبَّل ياسين كفي يديها ثم قال بهدوء
=مع السلامة يا حبيبتي.
ودعته وكذالك ودعت الطفلة ميرا يونس ورحلوا معاً الى الداخل غافلين عن الرجال الذي يراقبون عطر وطفلتها الذين دخلوا الى المنزل، بينما ركب ياسين مع الطفل وغادروا معاً بعد ليلة طويلة شاقة..
بعد مرور قليل من الوقت بدأ الرجال في التسلل من الباب الخلفي للمنزل ف لا يوجد احد سوي عطر وطفلتها لم تأتى عهد بعد ولا حتى عمران..
دلفت الى المطبخ تحضر لبن لطفلتها التي جلست تبعث في العابها، حتى صرخت بقوة شديدة.
=مامااااااا
دلف الرجال وأخذوها بسرعة ف خرجت عطر صارخة فيهم بخوف
=سيبوا بنتي سيبوها ابوس ايدكم، سيبوها. انتوا مين وعايزين ايه؟
=ارجعي لوراء أحسن ليكِ والا هنقتلها..
=سيبها ابوس ايدك دي طفلة وخايفة طيب خدني انا، خدني انا..
=ارجعي بقولك.
رجعت الى الخلف ليخرجوا بسرعة غالقين الباب، ركضت خلفهم عطر صارخة ببكاء
=ميرا ميرااا
رحلوا بسرعة داخل سيارتهم ولم تلحقهم لتلتفت تري عهد وباسل آتين، هرولت الى عهد قائلة.
=الحقيني يا عهد الحقيني. الحقني يا باسل
=اهدي اهدي يا عطر حصل ايه؟
=خ، خدوا ميرا بنتى خدوها مني..
=ايه بتقولى ايه..
قال باسل بسرعة
=اركبوا بسرعة نروح لياسين ونشوف هنعمل ايه ونبلغ الشرطة.
دلفتا الى السيارة ولم تكفُ عطر عن البُكاء بقوة وشدة على إبنتها.
نهض حسن من على الفراش الى الشرفة ينظر لها بفراغ شديد بينما ارتدت هي روب طويل على جسدها بتوتر وقلق، فقال حسن بصدمة شديدة.
=انتِ ازاي بنت، انا عايز أفهم انتِ ازاي بنت؟!
ابتلعت ريقها بتنهيدة قائلة
=محدش لمسنى ولا حد كان يقدر يقرب مني..
التفت لها بغضب وعروقه بارزة بقوة قائلا
=ازاي، انتِ مش.؟
ادمعت عيونها بخوف شديد قائلة
=هى أجبرتني. بس انا مكونتيش بحب كدا نهائي. ف مستحيل أخلى حد يقرب منى أنفذ رغبتها بس بحطلهم منوم في العصير واتعودت على كدا، كنت بقرف حد يلمسني، بس هي السبب في كل حاجة هي، امي هي السبب الام هي اللى دمرتني.
بدأت تنتحب بقوة شديد وهي ترتعش ف اقترب حسن منها يضمها الى صدره كطفلته الصغيرة، وهي الاخري عانقتهُ قائلة وهي ترمُشِ بعينيها
=انت حُضنك حلو اوي يا صعيدي..
لاحت شبه ابتسامه على محياه ثم ضمها أكثر رابطًا على ظهرها قائلا
=وانتِ مجنونة خالص يا مُهرة..
ابتعدت عنه بعبوس قائلة
=بقا انا مجنونة.!
ابتسم لاول مرة بخفة في وجهها يقول في نفسه
= شكلى انا إللى مجنون، لاني هحب واحدة زيك!
نهض بهدوء قائلا.
=ادخلي خدي شاور وتعالي.
هزت رأسها ونهضت بهدوء لتدلف الى الداخل بينما شعر هو بالراحة والسعادة لكونها ليست كما فكر وإنما أنقي وأجمل، نطق بقلق
=خايف أحبّك بجد يا مُهرة، وجت اللى تخليني أخاف.
جاء باسل ل ياسين الذي قد وصل للتو ويركن سيارته مع يونس التفت بصدمة قائلا
=عطر فيه ايه؟!
=الحقني يا ياسين خطفوا ميرا خطفوها..
=ايه.! خطفوها ازاي يعني.
بدأت تحكي ما حدث تحت صدمته وغضب يونس الذي قال بصرامة.
=ازااي يخطفوا حبيبتي ازاي، انا لازم أجيب السكينة وأقتلهم كلهم واحد واحد ازاي يتجرأو ويخطفوا حبيبتي..
=أهدي يا يونس انت كمان..
تابع ل عطر بحب
=اهدي يا حبيبتي اهدي علشان خاطري. اهدي. انا هتصرف دلوقتي هعمل اي حاجة وهنرجع ميرا..
قاطع كلامه رن هاتفه برقم غريب أجاب قائلا
=مين..
=ميرا معايا.
صُعِق ياسين ثم ابعد الهاتف وفتح مُكِبر الصوت ليستمع الجميع معه فتابع ببرود قائلا.
=لو عايز ميرا، يبقي تعمل اللى هقولك عليه.
=انت مين وعايز ايه بالظبط؟!
=اولا تسيب عطر، وتخليها ترجع لجوزها جمال، والا مش هتشوف بنتها خالص، معاك بكرا لحد العصر بعدها ميرا مش موجودة في مصر كلها وانسي تشوفها تانى..
أغلق الهاتف فجأة ليلقى الهاتف في الارض بغضب قائلا
=دي لعبة من جمال الكلب، بس على مين مش هسمحله وهرجع ميرا..
مسحت عطر دموعها برعشة وخوف قائلة
=هياخد مني بنتى. هيبعدها بعيد عني، لاء مش هقدر!
=يعنى موافقة على شرطه!
=انا اسفة بس دي بنتي يا ياسين، ايوا موافقة.
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث عشر
نظر لها ياسين بوجع في قلبه ثم قال بإستسلام تام
=براحتك يا عطر. اعملى اللى انتِ عايزاه..
ابتعد من جانبها قليلا ثم دلف الى الداخل في حين بدأت عطر تبكى مرة اخري بقهر قائلة
=لازم يفهم انى غصب عنى برضوا اعمل حاجة زي دي مش بالساهل عليا، بس دي بنتي بنتي اكيد مش هسيبها كدا..
قالت عهد بهدوء.
=اكيد مش هنسيبها يا عطر الفكرة كلها انى هو كان هيعمل حاجة ويرجعها بس من غير ما تسيبوا بعض. لكن خلاص مش مهم دلوقتي تعالى نتكلم مع بابا لازم يعرف، معلش يا باسل ناديله.
دلف باسل واستدعى عمران على عجلة شديدة الذي اتي وعلم كل شيء توترت الأجواء كثيرا ولكن يونس طمأنه انه سيفعل شيء لاعادة حفيدته المفقودة، وما بين خوف وقلق هم ولكنهم عادوا الى المنزل على اللقاء في الغد ولكن بالطبع النوم لم يُحالِف احد وخصوصا ياسين وعطر..
بينما لاول مرة تنقضي ليلة بين عاشِقان مُتمردان، غفت مهرة على كتفىَّ حسنْ في الفراش وهو يقرأ لها رواية محببة لقلبها، جذب عليها الغطاء بخفة ثم اخفق رأسها للاسفل لتنام يتأمل ملامحها بحب شديد، فهو لم يستطيع التحديق بها عندما تكون مستيقظة، مازال بين حيرة الاعتراف لها، أو الاعتراف لنفسه اولاً..
ظل يتأمل ملامحها الى أن غفى ونام بجانبها بعد أول ليلة بينهم ولهم على الفراش..
فى صباح اليوم التالى.
فتحت مهرة عينيها بحب وهي تتثاوب ثم نظرت قليلا لحسن النائم وهي تبعث في ملامحه بيديها بحب مُبتسمة تحفر ملامحه في قلبها وهي تتيقن من بداية عشقها لهُ وتعلقها به، ابتعدت برفق عنه عندما بدأ ان يستيقظ ركضت كطفلة صغيرة تقول
=رايحة الحمام علشان أنزل. نروق. نعمل اكل.
تركته وركضت الى المرحاض بينما لاحت شبه ابتسامه على تلك الطفلة الصغيرة وافعالها الغير المتوقعة في اي لحظة..
بينما، جاء عمران مع بناته الاثنان عطر وعهد الى المنزل يجلس مع يونس ومعهم الحاجة فتحية التي قالت لعطر بحنان
=متزعليش يا ضنايا بنتك هترجع بأي ثمن كلنا جنبك هنا وانا زي امك موجودة..
عانقتها بعشق شديد وحب وهي تربط على كتفها برقة، وتركت عطر نفسها تبكي بخوف وتفكير على ابنتها، وجاء فاروق يجلس معهم وكذالك باسل يتحدثون بأنهم سيأتوا برجال وسيفعلون كل شيء لأجل عودة الطفلة..
بينما في وسط كل هذا هبط ياسين من أعلى ببرود تام ولم يتحدث مع احد راقبته عطر بعينيها الدامعه وانتظرت منه اي شيء في وقت صعب عليها لكنه لم يفعل وخرج من القصر ربطت عهد على كتفها بحب تطمئنها.
هبطت مهرة السلالم وهي تري تجمع غريب قالت بصدمة.
=هو فيه ايه؟!
مر اليوم مابين توتر وقلق واطمئنان من الجانبين، حتى جاء الموعد المقرر وذهب حسن مع باسل وفاروق ومعهم رجال وأصر عمران على التواجد واصرت عطر هي الاخري بقوة ولكن امام صلابة الرجال لم تستطيع الرفض أو الاعتراض وبقت في المنزل وقلبها يشتعِل بالنار.
توقفت سيارة الرجال في احدى المناطق المهجورة الخفيفة، قال باسل بهدوء
=هو دا المكان اللى قاله الزفت جمال..
نطق حسن بصرامة.
=اخفوا يارجالة في المكان هنا واستنوا منى اشارة، روح معاهم يا حاج عمران علشان ميحصلكش حاجة وانا وباسل هنفضل هنا..
=بس يا بنى عايز اشوف حفيدتي انا خايف عليها
=متخافش يا عم عمران احنا هنا يلا روح.
بالفعل ذهب معهم عمران وتبقي حسن وباسل وفاروق فقط ينتظرون قدوم ذالك جمال، فقال حسن بتنهيدة
=محدش معاه اي حاجة نتواصل بيها معاه؟
=للاسف يا حسن ياسين الوحيد اللى معاه الرقم.
=واهو ياسين كمان إختفى، غبي والله.
بينما في مكان بعيد بقليل عن تلك الوجهة، توقف ياسين بسيارته امام سيارات رجال جمال المتخفى ومعه ميرا التي تبكي بقهر شديد، قال ياسين بحنان
=اهدي يا ميرا اهدي يا حبيبتي. اهدي متخافيش انا هنا..
=الحقني يا عمو ياسين.
نطق جمال بغضب
=فين عطر مجبتهاش معاك ليه انت بتستهبل..
=انزلي يا عطر..
هبط احدهم متخفي في ملابسها ولكنه بنسبة كبيرة شبه عطر في المجمل والملابس اقترب من جمال ببطيء وجمال ينظر له بشك بيرفع المسدس فجأة في وجهة ويخلع الحجاب وركض ياسين بعده يضرب الرجال بمهارة واشتعلت حرب خفيفة وميرا تبكي بقهر وخوف شديد..
واذ فجأة خرج من شنطة السيارة يونس الذي اختبأ بها من الامس ليستطيع إنقاذ حبيبته بعدما تسنط على ياسين وعرف خطته فقرر إنقاذ حبيبته بنفسه، ركض اليها قائلا
=ميراا.
امسك قطعة طوب والقاها على رأس ذالك الذي يمسك بها ليُصاب بجرح عميق، اخذ ميرا من يديها وركضوا الى السيارة بخوف تحت خوف ياسين وندائه عليهم بالاختباء.
بالطبع لم يأتي احد لحسن من فترة لذالك ظل يتمشي قليلا حتى استمع اصوات خفيفة آتية من بعيد قال بحيرة
=فيه صوت غريب هناك، انا هروح اشوف فيه ايه!
قال باسل بقلق
=بلاش يا حسن لأحسن يكون فخ!
=مش مهم لازم بس اعرف فيه ايه. تعالى معايا يا فاروق خليك انت هنا يا باسل.
اخذهم وذهبوا تجاه الصوت ليصطدموا بأخيهم في معركة قال حسن بصدمة
=ياسين، نادي الرجالة يا فاروق بسرعة وتعالى..
ركض حسن إلى اخيه يتصادم مع الرجال بقوة شديد وما هي الا دقائق جاء جميع الرجال واصبحت معركة ولكن انتصر رجال حسن وجاءت الشرطة بعدها أخذت جمال واشباهُ وكان ياسين قد بلغهم واتفق معهم..
وبعد انتهاء تلك المعركة العنيفة ركض ياسين الى الطفلة قائلا وهو يحتضنها
=انتِ كويسة يا حبيبتي؟
هزت رأسها بهدوء وهي تختبيء بجانب حبيبها يونس فقال ياسين بغضب شديد
=انت ليلتك سوداء معايا، تعالى يا فاروق شوف ابنك ركب من غير ما اعرف وكان هيجيب لينا مصيبة افرض كان حصلك حاجة؟
=انا معملتش حاجة غلط كنت بنقذ حبيبتي. لو اي حد فيكم حبيبته اتخطفت كان هيعمل كدا وأكثر..
نظروا إلى بعضهم بحيرة فحديثه صحيح رغم صغر سنه فقال حسن بتنهيدة.
=خلاص ياجماعه الموضوع انتهى على خير الحمدلله يلا بينا نروح زمانهم قلقانين على ميرا وحساب يونس معانا بعدين يلا.
بالفعل ركبوا جميعا وانطلقت السيارات إلى منزل الحاج يونس، كانت مجرد ساعة ووصل الجميع تحت توتر النساء ما ان استمعت عطر الى صوت السيارات ركضت بتجاه الباب لتحتضن ابنتها بلهفة وهي تبكي
=بنتي بنتي. اللهم لك الحمد يارب..
خرج الجميع ايضا الى الخارج يطمئنوا على الطفلة فقال باسل بهدوء.
=الحمدلله اتقبض على اللى اسمه جمال دا وياسين هو اللى عمل كل حاجة لولاه ميرا مكنتيش هترجع..
نهضت عطر بإبنتها قليلا تنظر إلى ياسين الذي لم ينظر اليها قط وتخطاها الى الاعلي وكذالك خلفه حسن الذي لم يُكلف نفسه للحديث مع مهرة التي نظرت له بعينيها منتظرة كلامه لكنه غريب الاطوار تارةً هكذا وتارةً هكذا..
فصعدت الى الاعلى لتراه وذهب الجميع للراحة بينما ذهبت فتحية لإعداد طعام العشاء لهم..
دلفت مهرة الى غرفة حسن قائلة وهي تفرك يديها معاً
=شكرا ليك على اللى انت عملته مع اختى يا حسن..
=انا معملتش حاجة عملت اللى يرضي ضميري، بعد اذنك انا عايز انام شوية اطفي النور وأخرجي.
هزت رأسها بحيرة ثم خرجت وهي تغلق الباب تتساءَل مع نفسها بحيرة
=هو انا عملت ايه. علشان يعاملني بالطريقة دي طيب؟!
تنهدت بحيرة وهبطت تساعد فتحية في الطعام..
فى المساء، كانت الطاولة جاهزة بأشهى الاطعمة وقف باسل يلتقط من الطعام عشوائيًا، ضربته فتحية علي يديه قائلة
=بطل طفاسة وروح لبيت عمك عمران ناديه هو وبناته على العشاء..
هز رأسه وهو يضبط من نفسه فهو سيري عهد وهناك شيء يحركه بقوة امامها في ترتيب مظهرة ورؤيتها دومًا، بالفعل ذهب الى المنزل ودق جرس الباب لتفتح له عهد وهي تربط شعرها للاعلى بطريقة مضحكة انهار من الضحك بسببها قائلا
=هو ايه اللى انتِ عملاه دا؟
عبست بضيق قائلة
=مالكش دعوة انت انت عايز ايه؟
=امى بتدعيكم على العشاء إندهي عم عمران والكل. وسيبي البتاعه اللى على راسك خلى أهل البلد يضحكوا عليكِ.
=طيب يلا بقا خليك واقف قدام الباب زي الأهبل كدا..
=لاء لاء بت يا عهد.
أغلقت الباب في وجهة وهي تضحك بخفة بينما جز هو على شفتيه بغيظ منها ومن أفعالها، وانتظرها رغماً عنه حتى خرجت مع عطر وهي تخرج لسانها له ومعهم عمران الذي اصطحبه وظلوا يتحدثون، قالت عطر الى عهد بضيق
=ياسين زعلان منى اوي. مش عارفة اعمل ايه؟
=طيبي خاطره بكلمتين ولا حاجة. هو برضه من حقه يزعل اتخليتي عنه بسهولة وبعدين هو رجع ميرا الحمدلله، شكلكم مش هتتجوزوا في ليلتكم السوداء دي.!
=مش عارفة حياة نحس..
وصلوا الى منزل الحاج يونس، استقبلهم يونس بحب واخذ عمران يجلسون في الحديقة بينما ركضت ميرا الى يونس الذي أخذها ليلعب معها في الحديقة، وجلست عهد في الصالون وجلس بجانبها باسل ولم تخلوا جلستهم من المناقرة بين بعضهم البعض، في حين ذهبت عطر للاعلى وقررت الذهاب الى غرفة ياسين حتى تستطيع تتحدث معه، طرقت الباب ليفتح ياسين وهو عاري الصدر وشعره غير مرتب شهقت وهي تستدير بينما شعر هو بالاحراج ثم اغلق الباب في ووجهها ودلف ليرتدى ملابسه..
بينما ظلت هي تضحك بخفة على حاله، ثم عاد لها وهو يفتح الباب قائلا بحرج
=احم، اتفضلي.
=مش هقدر أدخل، انا جاية أتكلم معاك شوية..
=تتكلمي فيه ايه عطر، خليني ساكت أحسن..
=يا ياسين كان غصب عنى والله بجد، انا في لحظة خوفت اخسر بنتي وقولت اي كلام!
قال ياسين بضيق
=انتِ اتخليتي عني في لحظة. وهتروحي لجمال.
=انا مقدرش أتخلي عنك مهما حصل اصلًا!
صمت ولم يتحدث فقالت وهي تبتسم لهُ بطريقة جميلة
=ياسين.
=عايزة إيه؟
=أحبّك و كأنّك أمانَة وضِعت في عُنقي،
و كّأن العَالم كُلّه قد أوصانِي عليك.
=ايه! انتِ قولتي ايه. عيدي الكلام دا تاني
=تؤ هو مرة واحدة وبعدين علشان تعرف انك مش لوحدك اللى بتقُولَ كلام حلو يعنى..
=كدا كتير يعني حلوة وبتقولي كلام حلو. طيب انا عايز أسمع أول كلمه تاني. علشان خاطري.
ابتسمت بخفة قائلة
=انا بحبك يا ياسين..
=يا صبر أيوب، احنا ننزل نكتب الكتاب.
ضحكت بقوة قائلة
=يلا غير وتعالى علشان ناكل.
=هوا.
التفتت وهبطت الى اسفل وهي تضحك بفرحة وسعادة وقلبها يُرفرِف من كثرة عشقه..
صعدت مهرة لتبديل ملابسها المتسخة من اثار الطعام، وبالفعل دلفت الى المرحاض وكان حسن مازال نائِمًا أو يتصنع النوم، ابدلت ملابسها وخرجت تقف امام المرآة لتمشط خصلات شعرها، وحسن يُراقب تلك الجميلة التي سرقت عقله وقلبه معاً..
التفتت اليه قائلة بهدوء
=انت صحيت يا حسن؟!
=ايوا.
نهض وأخذ المنشفة وملابس ولم يتحدث فقالت وهي تقترب منه بغضب.
=هو فيه ايه؟
=حصل ايه؟
=انا إللى بسألك. بتتصرف معايا كدا ليه بتتجنبني ليه ممكن أفهم.؟
=انا مش بتجنبك بتصرف عادي
=لاء دا مش عادي انت مش عايز تتكلم معايا ولا تقرب مني. لو انت ندمان على اللى حصل امبارح ف خلاص كل واحد يروح لحاله..
=مهرة بطلي تعصبيني بقا وتقولي الكلام الأهبل دا انى اطلقك انا مش هطلقك.
اقتربت منه بقوة تقف امامه قائلة
=بتتهرب مني ليه يا حسن؟
=لو قولتلك هيغير ايه!
=يمكن مش هيغير كتير. بس يفرق معايا..
صمت قليلا والعيون هي فقط من تتلاقى حتى نطق بعجز شديد
=خايف أحبك، خايف اتعلق بيكِ أكثر من كدا يا مُهرة..
=يعنى انت بتحبني؟
=معرفش ايه حُب، بس أعتقد انى عايزاك هنا ودا مخوفني، فكرة اني أبطل طباعى علشان خاطر حد صعبة، اتغير من القسوة والجبروت للحب والاهتمام أتنازل علشان خاطرك. مبقيتش عارف أأيذكي، كل ما اشوفك عايز أخبيكِ في قلبي ودا مخوفني..
أدمعت عيونها بفرحة قائلة.
=مسألتنيش ليه. مش يمكن أنا عايزة أستخبى هنا؟
=ب. بجد..
هزت رأسها وهي تحتضنه بقوة ليطبُق على حضنها بشدة يدخلها الى ضلوعه وهي تتعلق فيهِ وكأنهُ طِوُق نجاة لها، ابتعدت عنه برفق لينهال على شفتيها يُقبلهما بعشق شديد، ثم حملها بين أحضانه لتقول بخجل
=لازم ننزل علشان ناكُل..
=مهو انا هاكُل أهو، بس هاكلك انتِ..
ابتسمت بخجل وهي تتعلق به وهو قرر الا يخشي مه العشق يستسلم لمرة ماذا سيحدث اذاً، عاشُوا أجمل لحظات مع بعضهم البعض في ثاني ليلة ولكنها ليلة الحُب الاولي، هل سيدوم أم للقدر رآيً آخر؟!
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الرابع عشر
خرج الجميع الى الحديقة واضعين الطاولة بها ورصوا الاطعمة على الطاولة، فقرروا تناول العشاء في الهواء الطلِق، جلس جميع الثنائييات ومعهم وفاء التي تبتسم بنبرة خبيثة عما قررت فعله سيجعل العائلة تكره ثريا هذا في ظنها..
قالت فتحية بتساؤل
=مهرة وحسن لسه منزلوش ليه.
قال عمران بهدوء
=اطلعى نادي ليهم يا عهد.
هزت عهد رأسها وصعدت للاعلى لتطرق على البال بخفة فتنتفض مهرة في مكانها بخجل شديد وحسن يضحك على خجلها الواضح ثم قال بإستمتاع
=مين؟!
=انا عهد يا حسن، يلا علشان العشاء.
=لاء انا ومهرة مش فاضيين مش هناكل ممكن بعد ما تخلصوا تجيبوا الاكل هنا.
ابتسمت عهد بخجل قائلة
=خلاص ماشى عيوني. ليلة سعيدة.
قالتها وركضت للاسفل وهي تضحك، بينما إنهالت مُهرة على حسن بالضرب المبرح وهو يضحك بلا مبالاة، قالت بخجل شديد.
=لازم تقولها كدا هتفكر فينا ازاي طيب ولا قدام العائلة هيبقي شكلنا ايه حرام عليك يا حسن هموت من الكسوف والله مش عارفة هبص في وشهم ازاي بعد كدا..
=هو انا جايبك من شارع الهرم. انتِ مراتي يا عبيطة. بعدين عادي يقولوا اللى يقولوه المهم انك معايا..
=أوعي طيب خليني اقوم اوعي مينفعش كدا
=قولت لاء.
أمسكها بقوة يحتضنها في حضنه بقوة شديدة فقالت بتهكم
=اللى يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية وانت مش طايق تقرب مني.
=فيه فرق بين مش عايز. وبين عايز بس خايف. فقررت اسيب نفسي مرة واحدة. وتوبة إن كُنت احِبك تاني توبة، توبة لو اشتاقلك وأتمناكِ، توبة.
مال على شفتيها يقبلهما بعشق شديد وهي فقط تستسلم لهُ بحب وسعادة.
كانت سهرة جميلة بين العائلة انتهوا من الطعام وجلست النساء تتحدث براحة ويضحكون في خفة والرجال جميعهم يلعبون طاولة، فقالت فتحية بحزن شديد.
=ااه لو ثريا موجودة كنت هبقى فرحانة اوي، البت وحشتني اوي البيت من غيرها خراب.
قالت عهد وهي تغمز لها
=بكرا عطر تيجي تملى البيت فرحة.
قالت فتحية بخبث
=عندك حق بس لو أخوات عطر كلهم ييجوا هيبقى البيت كله جمال ودلال.
ضحكت عطر وهي تغمز لها بضحكة فشعرت عهد بالحرج قليلا من هذا الكلام وفهمت انه عليها وعلى باسل. ماهى الا دقائق حتى خرجت الخادمة وهي تصرخ قائلة
=الحقى يا ستى المطبخ بيولع الحقونيي.
نهضت النساء بسرعه ولكن الرجال منعتهم من الدخول وركض ياسين الذي صرخت فيه عطر بخوف ان يتوخي الحذر وخلفه باسل وفاروق ومنعوا دخول عمران ويونس نظرت عهد الى باسل بقلق شديد خوفًا ان يحدث له شيءً بينما لطمت فتحية علي كتفها قائلة
=إسترها يارب، إسترها. يالهوي دا دا حسن ومهرة فوق يالهوي..
خرج ياسين بصعوبة قائلا
=الولعة مسكت في البيت كله مش هنعرف نطفيها لازم كلنا نخرج حالاً..
نطقت فتحية بصراخ.
=اخوك ومراته فوق لازم ننزلهم..
قال فاروق بسرعة
=انا انا هحاول أطلعلهم طيب، ياسين باسل خدوا الستات على برا..
نطق باسل بإصرار
=أنا جاى معاك.
امسك ياسين الستات بصعوبة وأخرجهم للخارج حيث تجمعت معظم القرية صارخين بسبب انشعال النار في المنزل وفتحية تصرخ باكية على اولادها، بينما صعد ياسين الى حسن ومهرة في غرفتهم فتح حسن وهو نصف عارى قائلا بصدمة
=ايه دا فيه ايه ايه الخبط دا كله؟
قال باسل بعصبية.
=انت مش حاسس بحاجة يا حسن البيت بيولع لازم نخرج حالا هات مهرة وتعالى بسرعة..
=ايه. بيولع! ازاي. ايه دا.
=مش وقت اندهاش يلا بسرعة..
ركض حسن يرتدي بقية ملابسه ثم قام بالطرق على مرحاض مهرة قائلا بقلق
=مهرة اخرجي بسرعة البيت بيولع.
=ايه انت بتقول ايه.
قال باسل بضيق
=ياخوانا مش وقت اندهاش اخلصوا.
ارتدت مهرة ملابسها بسرعة شديدة ثم خرجت مع حسن وباسل وفاروق الذين شعروا بالاختناق من كثرة الأدخنة القوية وان النار إنتشرت بصعوبة في المنزل، أحترق كتف باسل مما جعله يصرخ بقوة وخشي فاروق عليه ف حمله برفق على اكتافه، وكذالك حمل حسن مهرة بين يديه خوفا عليها من النار..
ما ان خرجوا من المنزل حتى لم يتبقي جزء منه سليم إحترق بالكامل وهم ينظرون له بإختناق وحزن شديد المنزل الذي آواهم جميعاً أحترق وأصبح رمادَ..
بينما جاءت ثريا على أثر كلام اهل البلد لتري هذة الفاجعة شهقت وهي تشعر بإختناق حتى أن دموعها هبطت رغماً عنها..
مع شقشقة الصباح، كانت اتت الشرطة وفريق الحريق بينما الجميع يجلس في الشارع بضيق وحزن، ربطت ثريا على كتف فتحية قائلة بدموع.
=متزعليش يا ما الحمدلله انكم كلكم بخير. جت سليمة والحمدلله..
=البيت اللى عشت فيه وربيت وخلفت اجمل ذكريات عمري راحت..
بدأت تبكي وشاركتها ثريا البكاء، بينما ذهبت عهد الى الصيدلية لتأتي بعلبة اسعافات أولية، ذهبت الى باسل الذي يقف بصمت في أحد الاركان، قالت بهدوء
=باسل. تعالى شوية.
=مالوش لازمة يا عهد انا كويس.
=تعالى بقولك من غير أي اعتراض.
اخذته وجلسوا على أحد المصاطِب ثم شمرت عن ساعديه بهدوء ليشعر بالألم الشديد حينها وبدأت هي في تعقيم جرحه بهدوء وتركيز ولفته بشاش في النهاية قائلة
=ان شاء الله هتبقي كويس.
=مش مهم انا، البيت دا مش هيرجع زي الاول خالص..
=لعله خير حاجة جت مكان حاجة. الحمدلله على كُل شيء..
نطق عمران بصوت عالي
=يلا ياجماعه كلنا هنروح بيتى نقعد كفاية قعدة في الشارع لحد ما نشوف هنعمل ايه..
قالت وفاء بصراخ وغضب.
=كل القرف اللى حصل دا من تحت رأس ثريا. هي اللى جابت البنزين للبيت..
نظرت لها ثريا بحيرة قائلة بضيق
=انا جبته لانه امى طلبت منى اجيبهولها ومتأخرتش. لكن وانا مالى بالحريقة اللى حصلت دي؟
قالت الخادمة بغضب
=انتِ هتكذبي يا ست ثريا؟ مش انتِ اللى قولتيلي اعمل كدا في البيت علشان تجيبيها في وفاء وانها عايزة تخرب البيت وترجعي انتِ مكانها؟
قالت ثريا بصدمة.
=انا؟ انا هعمل كدا ليه انتِ كدابة والله كدابة انا مقولتلهاش تعمل كدا. حرام عليكِ ليه الافتري ليه؟
قال فاروق بغضب شديد
=مش وقت الكلام داا. مش ناقصة هري وكلام كتير انتِ جاية ليه يا ثريا؟ مش كل حاجة انتهت بيننا؟ جاية ليه بقا أتفضلى من هنا خلاص..
مسحت ثريا دموعها المتمردة على خدها قائلة
=بكرا تندم يا فاروق وتعرف انك ظالم وتدور عليا علشان تعتذر منى بس وقتها مش هتلاقينى خالص..
نهضت فتحية بهدوء قائلة.
=كلنا هنروح على بيت عمكم عمران علشان عايزاكم كلكم في موضوع مهم وانتِ هتيجي معانا يا ثريا..
أخذت ثريا وذهبوا في الامام غافلين عن اعين وفاء الغاضبة، وسار خلفها الباقية الى منزل عمران..
قامت عطر بعمل قهوة واعطتها الى الجميع مع بسكويت للفطار الخفيف وساعدتها عهد ومهرة ومعهم ثريا، بينما جلست فتحية تنتظر قدوم أخيها الشيخ ومعه رجُل دجال يقوم بأعمال ما أن رأته وفاء تحول وجهها للإصفرار الشديد بقسوة..
قال حسن بحيرة وعدم فهم
=هو بيحصل ايه يا امي؟
=الكل يصبر وهتعرفوا اللى بيحصل..
جلس هذا الرجُل الدجال في الارض بخوف ينظر لهم مبتلعًا ريقه بخوف فقال شقيق فتحية بغضب
=إنطق يا رجال يا ضلالى وقول كل حاجة. إنطق بدال ما انت عارف اللى هيحصل؟
نطق الرجٌل بخوف مشيراً لوفاء
=حاضر حاضر هقول. الولية دي جاتلي وطلبت مني أعمل عمل يكره فاروق في مراته ويبعده عنها وعملتهولها تحطهوله في اي حاجة يشربها.
قالت وفاء بغضب شديد.
=انت كداب كداب الراجل دا بيتبلي عليا اصلا واكيد انتِ يا مرات عمي متفقة معاه علشان ترجعي مرات ابنك للبيت ما هو انا مش عجباكي.
نهض باسل بغضب قائلا
=اخرسي يا عقربة انتِ خالص واوقفي مظبوط واتكلمي مع امي بإحترام والا هنسي انك بنت عمي وهدفنك مكانك كدا عقربة بصحيح، كمل يا راجل انت.
تابع الرجُل بخوف شديد.
=دلوقتي هو بيكره مراته بسبب العمل ومش عارف بيعمل ايه. وكمان مجذوب لوفاء بسبب الاعمال، والعمل لازم يتفك ويتدفن..
نطق باسل بتساؤل
=المفروض نعمل ايه علشان نفكه؟!
=هقولكم.
فى المساء، جلست ثريا رغماً عنها بأحد الغُرف بجانب فاروق الذي ينام بهدوء فقد أعطوه منوم ليرتاح بعدما مر به طوال اليوم فقد تم فك العمل ودفنه وكان فاروق غاضب من وفاء وهائج فقام بضربها بقسوة شديدة وطلقها والقاها خارج المنزل..
مدت يديها الى جبين زوجها تتلمسه وهي تبكي بقهر شديد فقد فرقوا بينهم بالقوة، ومالهم حول ولا قوة، ظلت تتأمله قائلة بصوت خفيض
=وحشتني، وحشتني أوي يا فاروق..
تقلب فاروق برفق في مكانه لتمسح هي دموعها بسرعة وتظهر وجهة الجمود، نظر لها بهدوء قائلا
=ثريا.
=عايز حاجة؟
=عايزاك جنبي.
=انا موجودة أهو.
=قربي منى شوية، حاسس اني بقالي سنين مقربتش منك..
=متنساش اننا مطلقين ف مينفعش أقرب منك، بعدين انا اتأخرت ولازم امشى..
=ثريا علشان خاطري خليكي، انا عايزاك جنبي. فيه كلام كتير اوي لازم اقوله ليكي..
نهضت ثريا برفق قائلة بجمود
=مبقاش ينفع مبقاش فيه حاجة نتكلم فيها.
نهض بهدوء وألم يقف امامها قائلا وهو ينظر لها بحزن
=والحب اللى مابينا؟
=كان، كان ما بينا، كله اتهدم المشاعر والحب وكله، زي البيت اللى راح دا اتحرق وبقا رماد فمعدش هيرجع..
=البيت مش هيرجع بس ممكن نعمل زيه، ونبني من تاني.
=لاء مش بالبساطة دي، العلاقة دي حصل فيها خلل كبير، وصعب ترجع زي الاول تاني..
تنهد فاروق قائلا بحزن
=غصب عني، كله غصب عني، انتِ متخيلة لو انا في وعيي كنت هعمل كدا يعني، انتِ متعرفيش بحبك أد ايه؟
=إظاهر اني فعلًا معرفش..
التفتت تتركه وغادرت وهو ينده عليها ولكن لا اجابة، خرجت من المنزل وهي تبكي وقلبها يُعتصر من الالم، بينما جلس هو مرة اخري على طرف الفراش يضع رأسه بين يديه بغضب شديد من نفسه ومن ما وصل اليه..
جلس يونس بجانب عمران امام أخيه محمود قائلا بغضب
=بنتك خربت بيت ابني يا محمود، عملت اعمال وفرقت بينه وبين ثريا لاء وكمان عملت حاجات تانية..
=وابنك اتجوز بنتي برضاه وطلقها ورماها لو مفكر اني هسكت على حق بنتي تبقى عبيط يا خويا انا هاخد حق بنتي تالت ومتلت..
=حق ايه؟ انا رحمتها من تحت ايده بعد ما فاق من وعيه انت عارف يعني ايه احمد ربنا جت على طلاقها بس وهي اللى خربت بيت ابنى ودمرت البيت، انا علشان العشرة اللى ما بينا دا لو انت اصلا فاكرها جتلك وبنهي الموضوع دا بالمعروف واللى عندك أعمله، يلا بينا يا عمران..
نهض عمران مع يونس وخرجوا في حين قال محمود بغضب شديد
=ماشى يا يونس يا خويا بكرا تعرف انا هعمل ايه معاك..
بينما راقبتهم وفاء من غرفتها وهي تبكي وحالها يُرثي لها، ثم قالت بتوعد
=ما ابقاش وفاء لو مقلبتش حياتكم كلها جحيم..
غفى ياسين وباسل على الارائك، ذهبت عطر على أطراف اصابعها تضع الغطاء برفق على على ياسين حتى لا يبرد ثم ابتسمت بحب ورحلت، بينما خلفها ذهبت عهد وهي تنظر لباسل بتردد شديد، ثم حسمت أمرها ووضعت عليه غطاء ثقيل تتأمل لملامحه بهدوء ثم ابتسمت بخفة ورحلت مرة اخري قبل ان يُمسك بها..
فى نفس الوقت الذي ذهبت مُهرة الى حسن النائم في الحديقة وعلى النجيلة، نظرت له بضيق قائله.
=يارب فيه حد ينام هنا بس؟ هتبرد يا حسن يا عنيد..
وضعت الغطاء عليه تدثره بخفة ليجذبها بقوة اليه فشهقت هي بفزع قائلة
=خضتني يا حسن..
=قلب حسن، لو خايفة لأبرد دفيني.!
=مينفعش يا حسن عيب والله..
=ياستى انتِ مراتي بعدين مش هنعمل حاجة هننام بس محترمين.
=انت غاوي تحرجني.؟!
=غاوي احِبك..
=انت قولت توبة تحبني أو حتى تشتاق ليا..
=اخر مرة، هشتاق المرة دي بس وتوبة اشتاق ليكي تاني، وتوبة احبك تاني.
ابتسمت بعشق وهي تحتضنه بحب وهو يدثرها في احضانه نائمين تحت ضوءِ القمر..
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الخامس عشر
فى الصباح خرج باسل وياسين الى الحديقة يتمطعون بخفة فقال باسل وهو يضحك
=الحق روميو اخوك نايم هو ومراته..
=ايه دا حسن مش معقول، دا لاول مرة اشوفه كدا!
=الحب بيسوي الهوايل يا ياسين يا خويا..
نطق ياسين بحب
=انت هتقولي دي حقيقة، في ثانية ممكن يغير حياتك!
=ايه ياخواتي المحن دا.
=انت عايز تفهمني انك محبتش؟ او مثلا مبتطلتش تسهر أو تشرب سجاير وحشيش والقرف دا كله علشان الحب..
=هاه؟ لاء طبعًا. هو انا وش ذالك؟ انا اتغيرت علشان كلام أبويا.
=كلام ابوك برضك.! مهو طول عمره بيكلمك ايه الجديد. انا شاكك انى عهد ليها يد في الموضوع قول متتكسفش..
=طيب بس بقا تعالى نصحي حسن احسن، علشان نشوف هنعمل ايه في حوار البيت والكلام دا كله يا خفيف.
ذهبوا الى حسن فقال باسل بنبرة مقلدة مضحكة
=سونة، يا سونسن.
فتح حسن عيناه بغضب قائلا
=غور يا كلب من هنا.
=دا انا بدلعك بس.
=امشي يلاااا.
ركض باسل وظل ياسين يضحك عليه قائلا
=أحسن علشان تبقي تعمل فيها قوي أوي يا خويا..
=انا مش هصحى حد فيكم تاني انا غلطان..
ظل ياسين يضحك على تذمره، بينما التفت حسن الى مهرة التي تنام بسلام في احضانه كالملاك، لاعب وجنتيها بحب قائلا بصوت دافيء
=مهرة..
=امممم
=اصحي يا كسولة اصحي.
فتحت عينيها بحب قائلة بدفيء
=صباح الخير يا حسن..
=صباح النور يا قلب يا حسن.
قبل وجنتيها بحب لتنهض من تحت يديه بصعوبة قائلة وهي تعدل حِجابها بصرامة
=كفاية بقا يا حسن يلا قوم انت عندك شغل كتير اوي النهاردة..
=هقولك حاجة واحدة بس..
=لاء مفيش حاجات قوووم
نهضت وهي تركض ضاحكة بينما راقبها وهو يبتسم بسعادة قائلا بقلق
=حُبَّك هيودينى على فين يا مُهرة..؟ إمتى هتوب عن حُبِك.
نهض برفق الى الداخل ليري الجميع يجلس فقال يونس
=تعالى يا حسن علشان نشوف هنعمل ايه في موضوع البيت.
=محدش يشيل هم خالص. حوار البيت هيتحل بسرعه انا كنت شاري البيت الكبير اللى في الزراعية، من غير ما اقولكم لوقت الزنقة ناقص بس حبة ترتيبات هنروح احنا والرجالة نظبطهم ونقعد فيه..
اقترب من والدته يقبل جبينها قائلا بحنان
=البيت دا جديد علينا نعمل ذكريات جديدة والمهم اننا مع بعض مش مهم هنقعد فين!
هزت رأسها وهي تبتسم برضا
=الحمدلله انكم كلكم معايا يا بنى، الحمدلله على كل حال..
تابع حسن بصوت عالى.
=يلا بينا علشان نمشي يا رجالة نلحق نشوف الشغل اللى ورانا، ومهرة وعهد متنسوش اللى انا قولته ماشى..
هزوا رأسهم في خبث بينما عطر لا تفهم شيء لكنها أثارت الصمت ثم نظر حسن الى مهرة يودعها بعينيه غامزًا لها ف ابتسمت برقة شديدة وخجل في حين رحل الجميع الى المنزل الجديد..
كل شخص اهتم بشيء، وقف حسن مع العُمال لإعادة الدهان والديكور وذهب ياسين مع باسل يشتروا باقي العفش وكان فاروق يهتم بالعمل الذي أُهِمل لفترة.
وطبعا قامت مهرة وعطر بإعداد الطعام واعطوه للرجالة، انتهت كُل الترتيبات بحلول موعد آذان العصر، أدوا الرجالة فريضتهم وكان والدهم الامام في منزل عمران..
ما ان انتهوا نطق يونس بهدوء
=تقبل الله منا ومنكم يا ولاد، يلا جهزوا كل حاجة علشان ننقل.
قال عمران بضيق.
=اخص عليك يا يونس ما انت في بيتك برضوا مستعجل على ايه..
=انا عارف طبعا بس الافضل ننقل علشان الستات يرتاحوا انت عارف. بس هستناك بليل علشان الموضوع اياه..
غمز لهُ عمران قائلا بهمس
=هتبقى مفاجأة للاولاد، ربنا يتمم بخير ياخويا.
=يارب.
عانقه ثم استأذن ورحل وودعت مهرة شقيقتها ورحلت مع زوجها ورحل ياسين الاخر بعدما ودع عطر والصغيرة، ولم يكُن بوسع باسل الكلام الا ان عيناهُ نطقت!
بعدما تمت جميع الترتيبات على أكمل وجهة، في منزل عمران دلفت عهد وبيديها فستان رقيق طويل وفستان صغير للطفلة ميرا وضعتهم على الفراش قائلة ل عطر بخبث
=البسي علشان خارجين.
=خارجين! فين؟!
=أصل فاروق رايح يطلب أيد ثريا ويرجعها تاني.
=طيب ما نلبس اي حاجة لازم الفستان دا؟
ابتسمت عهد قائلة بخبث
=ايوا لازم. يلا البسي بقا. يلا يا ميرا البسي.
قالت ميرا بجدية
=لازم يكون محترم يا أبلة علشان يونس مش يزعقلي.
=احيه ياختي ميرا المفعوصة بتحب وخايفة منه كمان اروح انا اشرب اللبن بقا وانام.
قالت ميرا وهي تضحك بخفة
=انتِ كدا بقيتى عانس
=اتلمي يابت انا لسه صغيرة، ما تلمي بنتك يا عطر، الله الله انتِ كمان بتضحكي!
كانت عطر تكتم ضحكتها بصعوبة حتى انفجرت قائلة
=آسفة والله بس حالتك تصعب على اي حد..
=منكوااااا لله هتجنونيييي
انفجرت ميرا وعطر في الضحك على عهد التي تشعر بالغيظ الشديد..
وقف فاروق يرتدي بدلة لأول مرة في حياته عن عبائته المعتادة، ووقف بجانبه باسل وياسين يهتمون بأنفسهم قال فاروق بقلق
=انا خايف وقلقان أوي ل ثريا ترفضني.
قال ياسين بهدوء
=اللى بيحب بيسامح وهي بتحبك بس زعلانه ودا حقها يا فاروق الحقيقة متزعلش، بس طالما انت غلطان اعتذر واكسب قلبها الحب قليل اوى لما نلاقيه صح في الحياة دي..
قال باسل برفض شديد.
=لاء يا بنى الستات مش عايزة المناهدة، عاملها بقسوة وقوة هتجيب معاك سكة، زي حسن ومهرة كدا لكن الحنية بتذل صاحبها.
نطق ياسين بضيق
=اسكت انت متعرفش حاجة اللى بيحب مش بيقسي فيه أوقات نقسى فيها واوقات لاء. انت فاهم غلط خالص سيبك منه.
قهقه باسل قائلا
=طيب شوف عطر هتعمل معاك ايه النهاردة لما تعرف انك هتعمل كتب الكتاب النهاردة وهي متعرفش حاجة وقال ايه عايز تفاجئها، دي هي اللى هتفاجئك وتفتح نفوخك..
=ششش ان شاء الله مش هيحصل حاجة.
قال فاروق بنفاذ صبر
=ششش اسكت انت وهو..
وقفت مُهرة أمام المرآه تضبُط حِجابها، ثم وضعت من الكُحِل فِ عينيها ليقف خلفها حسن يضع يديه حول خصرها يُقربها منهُ برفق قائلا
=الجميل ملامحه باهتة ليه؟
التفتت اليه وهي ترمُشِ بعينيها ناعِسة
=عايزة انام اوي يا حسن اليوم كان شاق جدا..
ملس على وجهها بحنان قائلًا
=معلش يا حبيبتي هنفرح النهاردة وبعدين اما نرجع هننام براحتنا.
ابتسمت بهدوء قائلة بتساؤل
=بتحبنى يا حسن؟
صمت قليلاً يتأمل ملامحها ثم قال بلُغة مُنقمة
=أحبُّك حبًّا لو يُفَضُّ يسيرُهُ على الخلق،
مات الخَلق من شدَّة الحُب.
ابتسمت قائلة بشحُوب
=كُل لما أشوفك بييجي في بالي جملة، لو كان فيه إثنين بيحبوا بعض ف مفيش نهاية للحُب دا، حاسة اني الحب دا مش هيكمل.
=طول ما إحنا سوا وانتِ مش بتخبي أو بتكذبي عليا ف مفيش حاجة تقدر تفرقنا.
هزت رأسها بقلق وتوتر ليقول بخبث.
=تعالى هقولك حاجة في ودنك..
=يووه يا حسن بقا.
ضربته بخفة في صدره ليضحكِا معاً، استمعت لصوت فتحية العالى تقول
=يلا يا ولاد بقا هنتأخر كدا دا المأذون جه حتى..
بالفعل هبط الاربعة رجال أوسم رجال البلد، يمتلكون من القوة والجمال الكثير وكانت مهرة خلفهم لانها الانثي الوحيدة الموجودة الان، قالت فتحية مبتسمة
=اللهم بارك ربنا يحفظكم من عيون الاعداد يا ولاد بطني.
قبل كل منهم يد والدتهم ووالده ثم خرجوا جميعًا الى السيارات وانقسموا، في نفس الوقت خرج عمران بسياراته ومعه بناته الاثنين والطفلة ميرا ثم غادروا الى منزل ثُرِيا، التي كانت تجلس في الصالون ووالدها بجانبها يشاهِد التلفاز..
دق الباب عليها لتنهض تفتح برفق وتري امامها العائلة كلها تصمرت مكانها في حيرة لتقول فتحية بإبتسامة
=ايه يا ثريا مش هتدخلينا ولا ايه يا بنتي؟
=لاء طبعا ياما اتفضلوا.
عانقتها فتحية بحب ثُم عانقتها عطر وكذالك البقية، ودلف فاروق الذي نظر لها بحب شديد واشتياق لكنها أخفضت نظرها بحرج وتوتر دلف اخرهم باسل الذي همس لها في اذنها
=منورة يا مرات اخويا يا عسل.
ضربته بخفة في كتفه قائلة وهي تبتسم
=بطل لماضة يا باسل وادخل.
=عيوني.
شعر فاروق بالغيرة من اخيه الصغير لانها ضحكت وتحدثت معه وتجاهلتهُ هو فهو يريد ان يحصى حبها واهتمامها كالسابق، طلبت من الخادمة تقديم القهوة للجميع وصعدت تُبدِل ملابسها بشيء أفضل ثم هبطت الى الاسفل مرة اخري وجلست على المقاعد بجانبهم دون ان تتحدث..
ف بدء الحاج يونس حديثه قائلا.
=اسمعي يا ثريا انتِ بنتى قبل ما تبقى مرات فاروق، عارف اني ابنى غلط ويستاهل كتير اوي، بس انا هسيبه للايام تربيه ولربنا وليكي كمان لانه في الاخر كان تحت ضغط حاجة مش في ايدينا على الإطلاق، بس الموضوع دا انتهي واحنا هنا النهاردة نعتذر منك ومن ابوكي الراجل المحترم دا ونرجعك لفاروق..
شكره والد ثريا قائلا
=مفيش بينا حاجة يا حاج يونس مهما كان احنا أهل ولكن القرار يرجع لثريا.
قالت ثريا بهدوء.
=كلكم على راسي. بس انا مش هقدر أرجع لفاروق مرة تانية، كل حاجة بيننا انتهت انا آسفة.
حاولت ان تنهض ولكن فاروق منعها واقترب منها بحب جاثيًا على ركبتيه دون خجل، هو رجل نعم وصعيدي ولكن كونه يفعل كل شيء لحبيبته لا يُقلل من قيمته اى شيء..
نطق بحب واشتياق.
=انا مكونتيش عارف بعمل ايه أو بتصرف ازاي، كُنت زي الاعمي والله مابين عايزاك ولاء انا دلوقتي فوقت انا فاروق بتاع زمان اللى بيحبك وعايزك، انا مش قادر أعيش من غيرك يا ثريا علشان خاطري اديني فرصة وخلينا نرجع لمرة واحدة وبس..
أمسك كفيَّ يديها يُقبلهم بعشق شديد لتهبط دموعها بقهر شديد، في حين قالت فتحية
=ارجعي يا بنتي كلنا محتاجينك، وابنك محتاجك ارجعي يا بنتي.
ركض يونس بإتجاهها وعانق والدته قائلا.
=ارجعي يا ماما البيت دمار من غيرك.
هزت رأسها وهي تبكي
=انا هرجع علشانكم كلكم..
ابتهج وجهة فاروق بقوة وكاد يحتضنها فقال باسل وهو يمنعه
=هوب هوب عندك يا خويا مش هيصه هي، دي طليقتك لازم ترجعلك الاول بعدين يبقي احضن براحتك..
قالت فتحية بضجر
=اتلم يا واد..
بينما ابتسم الجميع على ما حدث، جلس المأذون في المنتصف وأعاد فاروق لثريا ك زوجته شرعاً وقانونًا ثم بعد ذالك لم يتحمل وإحتضنها بقوة داخل أحضانه بينما حاولت هي الابتعاد بخجل قائلة بصوت هامس
=يافاروق عيب بتعمل ايه بس.
تركها وهو يُقبل جبينها قائلا
=مُبارك عليا رجوعك ليا.
ابتسمت بسعادة قائلة
=مُبارك لينا يا حبيبي، بس عارف يا فاروق لو عملت اي حاجة تاني..
=توبة. توبة.
قبل يديها بحب بينما قالت مهرة بسخرية.
=واضح انى التوبة عندكم عالية اوي..
قال حسن وهو يضحك
=ايوا متعرفيش ولا ايه..
ابتسمت بخفة في حين نهض ياسين قائلا بصوت عالى
=ششش اسمحولي بقا أتكلم لانه جه دوري..
راقبه الجميع في ضحك فقال الى عمران بتساؤل
=عمي انا طالب ايدك بنتك للمرة التانية، وبطلب اني النهاردة يكون كتب الكتاب قبل رمضان لاني مش هستحمل فراق أكثر من كدا..
ابتسم عمران قائلا بتصنع
=انا عن نفسى موافق يا بنى الاهم رأي عطر.
قالت عطر بصدمة.
=ك. كتب كتاب النهاردة؟ ازاي.!
تابعت بغيظ
=انتوا كنتوا عارفين وبتمثلوا عليا ماشي ماااشي
قال ياسين بحيرة
=يعنى موافقة ولا لاء دلوقتي؟
=هفكر!
=لاء معاكي ربنا يلا يا مولانا هروح أكتب على واحدة تانية..
=خلاص يا ياسين والله خلاص..
ضحكوا الجميع ليبدأون في عقد قرآن عطر وياسين أخيراً، زغردت فتحية وكذالك ثريا ثم نهض ياسين وعانق الجميع واخذ التهنئات، وكذالك عطر الى ان ذهب اليها وعانقها بعشق شديد قائلا.
=واخيراً بقيتي ملكى يا عطر..
=وهبقى ملكك دائمًا وابدًا..
=كما بَدأت معك سَأنتهي معك، و كَما نبض
قلبي للقائِك، سأبقى على وَعد أنّي أحبّك.
ابتسمت فرحة وسعادة شديدة، فقال يونس الصغير وهو يقترب من ميرا بهمس
=ايه رأيك نكتب كتب كتابنا احنا كمان؟
=لاء انا مش هتجوز دلوقتي يا يونس انا عايزة أكمل تعليمي واشتغل..
=وانا قولت لاء. هتتجوزيني وتقعدي معايا في البيت.
قطبت ذراعها أمامها قائلة بعند
=لااء
=ااه.
قالها بجبروت وصرامة يبدو أنها قصة جديدة ستشتعل بها حرب مسلوبة الراء!
في حين همس حسن الى مهرة في أُذنها
=تيجي نتجوز مرة تانية؟
التفتت اليهِ بحٌب قائلة
=كل يوم اصلًا بحبك وبتجوزك، يمكن أحسن حاجة حصلت في حياتي هي اني اتجوزتك ولو غصب عني.
قبل جبينها بحب شديد وسعادة، في حين جاء باسل بالكاميرا الكبيرة ليقوم بالتصوير قالت عهد بسعادة
=باسل خلينى أنا اصور علشان خاطري..
=وتديني كام؟
=طول عمرك مصلحجي يا باسل عايز إيه؟
=عايز أتجوزك..
=ايه؟!
=ها؟
=ايه؟
=ولا حاجة صوريني حلو بس..
تركها وركض اليهم ليقفون للتصوير بينما ابتسمت هي بسعادة وخجل وهي تتيقن انها استمعت لعرض جوازه عليها بالفعل، جلسوا الكبار على الكنبه ووقف الجميع حول بعضهم البعض معاً وشغلت عهد الكاميرا ثم ركضت لتقف معهم والتقطت الكاميرا صورة كبيرة للعائلة بعدما إكتملت وأخيرًا ويبدو أن للقدر رأي آخر في هذا التكَامُل.!
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا