القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل الواحد وعشرون والثانى وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل الواحد وعشرون والثانى وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)



رواية عش العراب الفصل الواحد وعشرون والثانى وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)


21=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون



 قبل عدة ساعات. بشقة رباح وضعت زهرت أختبار الحمل التي أجرته على طاوله بالغرفه وظلت دقائق تنتظر ثم نظرت الى نتيجه الأختبار تنهدت بسآم بسب سلبية النتيجه، لكن في نفس اللحظه نفضت عن رأسها حتى إن لم تحمل الآن أمامها فرص في المستقبل. فى نفس اللحظه رن هاتفها، نظرت لشاشته وتبسمت وهي ترد قائله: صباح الخير يا ماما، أيه برضوا مش هتجى التجمع العائلى النهارده، حتى تشوفى العروسه الجديده خطيبة محمد. ردت عطيات: هشوف الأمله إياك، كفايه انهم مراعوش حزنى وخطبوا له وجوزى مبلوش شهرين متوفى، وبعدين مش جولتلك أنى مش بطلع من الدار بسبب عدتى بعد وفاة أبوكى، الشرع بيجول إكده، ولا عاوزه العقربه هدايه تسمعنى كلمتين منها، وكمان بسبب عمتك اللى بعد ما أطلجت رجعت تعيش هنا في الدار، معرفاش ليه النبوى كان فضل مستحملها كفايه أنها كانت بعيده عنى، مش بعرف اتحرك بسببها، حتى محمد إبنها جالها وقالها أنه يشترى ليها شجه او حتى دار، جالت له إن ليها تلت الدار دى، الله يرحمه أبوكى ياما أتحايلت عليه يشترى نصيبها من الدار، يمكن كانت غارت بعيد عنى دلوق. ردت زهرت: هو محمد بيجى يزورها. ردت عطيات: آه كل كم يوم كده بيجى يزورها ويجعد معاها شويه ويشوف طلباتها، غير سمعت كمان إن كارم بيتصل عليها، بس هي مش بترد عليه. تعجبت زهرت قائله: وليه مش بترد على كارم، هي يوم ما أطلقت كانت قالت وهي بتخرف إن كارم مشارك مع أبوه معرفش عمتى فجأه زى ما يكون عقلها طق منها وأتهمت حمايا أنه أتجوز عليها، هي اللى خربت عشها بإديها، بس والله دار إرتاحت منها عقبال العقربه هدايه. ردت عطيات بزهق: أهى ريحة هدايه والنبوى منها وإبتليت انها بيها، واحده غيرها تفك الفلوس اللى مكنزه عليها وتشترى لها شجه في البندر، بس أنا فاهمه اللى في دماغها. ردت زهرت بعدم فهم: وأيه اللى في دماغها. ردت عطيات: أنها تصعب عالناس في البلد إن دار العراب خدوها أفتروا عليها، ورموها وهما عارفين إن ملهاش حد يوجف جصادهم ويچيب لها حجها منيهم. ذهلت زهرت قائله: إزاى مخطرش ده على بالى عمتى برضوا مش سهله، بس إنتى بتقولى محمد بيجى يطمن عليها غير كارم بيتصل عليها وهي اللى مش بترد عليه. ردت عطيات: محدش يعرف إن كارم بيتصل عليها انا عرفت بالصدفه ومحمد بيعاتبها، وكمان ممكن تجول إن محمد بيچى من وراهم خلثه يعنى، بس الغريب جوزك ليه مبيجيش ليها، ده كان أقرب واحد من عيالها ليها. تعلثمت زهرت قائله: معرفش مسألتوش، هو حر أنا مالى أدخل بينه وبين أمه. ردت عطيات: أحسن ماليكش دعوه خليكى بره الموضوع، هي اللى غلطت وتستاهل، واحده غيرها بدل ما كانت تحمد ربنا أنهم طيقينها بكل غباوتها لأ تخرب على نفسها، ها وأخبارك إنتى أيه، مفيش حاجه جايه في السكه. ردت زهرت: لأ عملت إختبار حمل وطلع مفيش حمل. ردت عطيات بإستهجان: ياما جولت ليك بلاش حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها دى، أها اما أنشوف إياك متعملش ليك مشاكل وتتأخرى على ما تحبلى، سلسبيل لو چابت الولد هتاخد مكانه تانيه في دار العراب. تهكمت زهرت قائله: أى مكانه سلسبيل وقماح شكلهم كده مش مرتاحين مع بعض، سبق وسلسبيل طلبت الطلاق قدام العيله كلها، كمان سابوا الدار. ردت عطيات: بس رجعوا تانى وأها الطلاق متمش، وسلسبيل إشتغلت زى ما كانت عاوزه من الأول. تهكمت زهرت قائله: يمكن الطلاق متمش وسلسبيل إشتغلت بس قيمتها عند قماح ملهاش لازمه، رباح بيقولى إنه شاف هند عند قماح في المقر أكتر من مره ورجعوا يتعاملوا مع بعض في الشغل تانى، تقدرى تقوليلى تفسير لده غير إن سلسبيل وقماح جوازهم مستمر بس منظر ويمكن عشان البيبى اللى في بطن سلسبيل مش أكتر وبكره تشوفى، قماح هيرجع هند قريب على بنت العراب. فى ذالك الوقت فتحت زهرت باب الشرفه ووقفت بها، في ذالك الوقت رأت خروج قماح من آتلييه سلسبيل، لاحظت بوضوح وجهه المتهجم، تبسمت وقالت لعطيات: طب بالسلامه هكلمك مره تانيه يا ماما بالليل حاسه إن إجتماع النهارده هيكون مختلف. أغلقت زهرت الهاتف، وهي تنظر ل قماح الذي ذهب الى سيارته يقودها بغضب واضح من سرعته الذي خرج بها من الدار حتى أنه كاد يصطدم ببوابة المنزل الخارجيه، تبسمت زهرت بتشفى وقامت بفتح هاتفها وقامت بإتصال. ردت عليها بعد ثانى إتصال. تنهدت هند بنرفزه قائله: أيه يا هند على ما فكرتى تردى عليا أنا غلطانه إنى بتصل عليكى. ردت عليها: أبدا أنا كنت نايمه وصحيت على رن الموبايل. تهكمت زهرت قائله: نوم العوافى لأ كده أصحى وركزى معايا، أنا شايفه قدامك فرصه مع قماح. سخرت هند قائله: فين الفرصه دى أصلك مش بتشوفى تعامله معايا بصد، أنا اللى بفرض نفسى عليه، ومع ذالك معرفش سلسبيل عامله له أيه زى ما تكون سحراله، لأ مش سحراله كان سهل نفك السحر ده، هو بيحبها زى ما قولت قبل كده. ردت زهرت بمكر ووسواس: مهما كان بيحبها، بس هي مش مديه له ريق حلو أكيد حبه لها مش هيخليها يستحمل عجرفتها عليه كتير، ده لسه خارج من الأتلييه بتاعها لو تشوفى وشه باين عليه الغضب، وطلع بالعربيه بسرعة البرق، مع إن النهارده يوم الجمعه وأجتماع العيله، وكان قليل لما بيخرج، دى فرصتك إتصلى عليه بأى حجه. فكرت هند في حديث زهرت ربما فعلا تكون فرصه لها مع قماح وقالت لها: تمام، هاخد شاور وافوق كده وأتصل على قماح بس أنتى أدعيلى يرد عليا. ردت زهرت بنبرة وسوسه: يارب، يلا بالسلامه رباح دخل الأوضه. أغلقت زهرت الهاتف، ودخلت الى الغرفه ونظرت الى وجه رباح الذي يبدوا بوضوح غاضب ليس فقط غاضب بل مجهد أيضا وقالت له: في أيه مالك غضبان كده ليه، ولا تكون غضبان عشان قولتلك إنى محتاجه فلوس، عالعموم أنا مقدرش على زعلك. رد رباح: زهرت أنا مش زعلان يا حبيبتى، كل الحكايه إنى واجهت بابا ليه جمد توقيعى. ردت زهرت بوسوسه: أكيد قالك فلوسى وأنا حر فيها، ياما قولتلك حاول يكون لك رصيد خاص بيك، كنت عامله حسابى لوقت زى ده، طبعا قماح بيه عنده صلاحية التوقيع بمزاجه يسحب ويكبش لنفسه. رد رباح: حتى قماح كمان بابا جمد توقيعه. تعجبت زهرت قائله: مش معقول. سرد رباح لها حديثه مع والده قبل دقائق. فلاش، باك قبل دقائق بالدور الأسفل. دخل رباح على والده غرفة المكتب، نظر له النبوى بتأمل قائلا: صباح الخير يا رباح كنت لسه هبعتلك حد ينادى عليك، عاوزك في موضوع. رد رباح بإستفسار: خير يا بابا؟ رد النبوى: خير، بلغنى إن كان عندك صداع، وكمان شكل وشك كده متغير. تعجب رباح قائلا: ده كان صداع بسبب كتر الشغل في الفتره اللى فاتت والحمد لله خلاص بقيت كويس، بصراحه أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع تجميد توقيعى على حسابات البنوك. رد النبوى: وفيها أيه، أنا جمدت توقيعكم أنتم التلاته مش أنت لوحدك. تعجب رباح وقال بتسرع: وطبعا قماح هو الوحيد اللى معاه صلاحية التوقيع. رد النبوى: أنا جمدت توقيع قماح كمان، مش بقولك جمدت توقيعكم أنتم التلاته، أنت وقماح ومحمد، مفيش غير سلسبيل ودى مش أنا المسؤول عنها دى اللى يقدر يجمد توقيعها عمك ناصر مش أنا. بينما شعر رباح بالبغض ناحية سلسبيل لكن من داخله شعر براحه، بسبب أن قماح مثله قد تم تجميد توقيعه، وبالتأكيد سيشعر بالنقص أمام سلسبيل. نظر النبوى لصمته قائلا: رباح شكل وشك مجهد روح اعمل فحص طبى شامل مش هيجرى حاجه أهو زيادة إطمئنان على صحتك، انا كمان بفكر أعمل فحص طبى أنا وناصر قريب هحجزلك معانا. رد رباح قائلا: لأ الحمد لله أنا بخير، ولسه شباب، هما كانوا شوية صداع من الإجهاد ودلوقتي خلاص الحمد لله بقيت بخير. رد النبوى بتصميم: وماله مش هيجرى حاجه زيادة إطمئنان زى ما قولتلك، هحدد الميعاد مع عمك وهقولك ونروح سوا. رد رباح بمهاوده فقط ليريح النبوى قائلا: تمام مفيش مشكله. عوده إرتبكت زهرت قائله: فحص طبى أيه اللى تعمله، مش بتقول الصداع خف عندك. رد رباح: أنا بس هاودت بابا، الصداع بيروح لما باخد من الدوا اللى جيبتيه ليا، ربنا يخليكي ليا، أكيد الصداع ده بتاع وقت وينتهى، الفتره اللى فاتت كان الشغل كله تقريبا عليا. إقتربت زهرت من رباح بدلال ووضعت يديها حول عنقه قائله: يعنى قماح خرج من شويه مضايق بسبب إن سلسبيل ليها حق سحب ارصده من البنوك وهو لأ. تعجب رباح قائلا: هو قماح خرج، أنا مشفتوش من إمبارح بالليل، بس ممكن يكون ده سبب خروجه النهارده، خليه يشرب سلسبيل إشتغلت من هنا وبدأت ألاعيبها وأولها بابا جمد توقيعنا على سحب أرصده من البنوك، ولسه قماح ياما هيشوف من نبع المايه الصافى. بالدور الأرضى رأت هدى دخول بعض الضيوف الى المندره، أوقفت إحدى الخادمات قائله: مين الضيوف اللى دخلوا للمندره دول؟ ردت الخادمه: دى خطيبة محمد بيه وأمها وأخوها. تبسمت هدى وقالت لها: طب روحى شوفى شغلك. وقفت هدى تشعر بفضول تريد أن ترى العروس الجديده التي ستدخل الى دار العراب، ظلت دقائق، ثم حسمت أمرها بالدخول بنية الترحيب بهم ساعدها في ذالك مجئ الخادمه تحمل صنيه عليها بعض المشروبات، أخذتها منها قائله: هاتيها هدخل بها أنا وروحى كملى أنتى شغلك. بالفعل أخذت الصنية من الخادمه ودخلت الى المندره أول ما وقع بصرها كان على سيده تقترب من والداتها في العمر، تبسمت لها بسمه بشوشه، بينما تحدثت هدى قائله: أهلا وسهلا نورتوا دار العراب. تبسمت هدايه قائله: هدايه بنت إبنى ناصر، بس بنادوا عليها هدى. تبسمت لها فتحيه قائله بموده: الدار منوره بأصحابها يا بتى. ردت هدى عليها ببسمه وتوجهت ناحية جلوس جدتها، تقدم لها أولا. لكن قالت هدايه: جدمى للضيوف الأول يا هدى، رغم أنهم مش ضيوف خلاص بجينا أهل وعيله. تبسمت فتحيه لها ومدت يدها تأخذ أحد الكؤوس وشكرت هدى، تبسمت هدى وسارت خطوه أخرى ورفعت رأسها تنظر أمامها، تصنمت مكانها وهي ترى بسمة ذالك السخيف بالنسبه لها. بينما نظيم مد يده وأخذ كأس من على الصنيه قائلا: متشكر. فاقت هدى حين قالت هدايه: جدمى العصير ل سميحه خطيبة محمد. سارت خطوه أخرى، ونظرت أمامها، تذكرت تلك الفتاه جيدا هي رآتها منذ أيام، ماذا تعنى له، هي أعتقدت أنها خطيبته. تبسمت سميحه ومدت يدها وأخذت كأس من على الصنيه. إنتهت هدى من تقديم العصير، قالت هدايه: روحى إجدى جار سميحه يا هدى إتعرفوا علل بعضيكم، إنتم قريبين لبعض في السن، تبسمت هدى وجلست جوار سميحه بصمت، بينما قالت هدايه بترحيب مره أخرى: نورتينا يا فتحيه، والشاب اللى جارك ده خلاص مبقاش وحيد محمد هيبجى أخوه. تبسم نظيم قائلا: طبعا محمد هيبقى في معزة أخويا مش هيبقى جوز أختى. دخلت كلمة نظيم الى عقل هدى، إذن تلك الفتاه أخته، عجيب هو هذا القدر، ذالك الغبي التي تبغضه سيكون صهر إبن عمها، كيف ستتحمل ذالك الأحمق الذي بدل من هندامه اليوم، حقا لا يرتدى بذه رسميه لكن يرتدى بنطال جينز فوقه قميص، زى عصرى وشبابى، يبدوا أنيق. بينما نظيم بداخله مبتسم ومتعجب في نفس الوقت، من صمت هدى الغريب حين رأته توقع أن تقول أنها تعرفه. تبسم النبوى يقول بترحيب وهو ينظر نحو نظيم: عرفت إنك كنت بتدرس بره مصر لفتره. تبسم نظيم يقول: أيوا انا اخدت دكتوراه من فرنسا في نظم وبرمجة الحاسب الآلى، وكمان أنا بدرس للأنسه هدى في الجامعه، غير كمان مدير المركز التعليمى اللى بتاخد فيه الكورس. تبسم النبوى بفخر قائلا: ممتاز، يعنى انت تعرف هدى بقى. رد نظيم: أيوا أتعرفت عليها من فتره صغيره في المركز التعليمى. تبسمت هدايه وفتحيه لبعضهن وقالت هدايه: الدنيا صغيره، جومى يا هدى خدى سميحه وأتعرفوا على بعضيكم، لساه على وجت الغدا وجت، حتى خديها للمسخط بتاع سلسبيل تتعرف عليها كمان. تبسمت هدايه قائله: سلسبيل دى تبجى بنت ولدى ناصر وكمان مرت قماح أخو محمد، يعنى سلفة سميحه. نهضت هدى، كآنها تود الفرار من امام ذالك الأحمق، الذي تفاخر بنفسه أمام هدايه وعمها. ذهبت هدى ب سميحه الى آتلييه سلسبيل. حين دخلن الى الآتلييه، لاحظت هدى تغير ملامح سلسبيل تبدوا غاضبه، لكن لم تسألها أمام سميحه. تحدثت هدى: سميحه خطيبة محمد وسلفتك الجديده. تبسمت سلسبيل لها بقبول. شعرت سميحه نحوها بقبول قائله: هو ده المسخط اللى جدتى هدايه قالت عليه، يحق لها بصراحه أيه التماثيل دى كلها، تعرفى إنى عندى هواية الخزف والفخار بس بصنع كده على قدى. تبسمن هدى وسلسبيل بعد أن لاحظن أن سميحه لدغه. نظرت سميحه لهن قائله: عارفه سبب نظراتكم دى لبعض عشان إنى لدغه صح. تبسمن لها. تبسمت لهن قائله: على فكره أنا مش مضايقه من اللدغه دى، أنا بعتبرها شئ مميز فيا هو كده دايما العظماء لازم يكون عندهم شئ مميز. ضحكن سلسبيل وهدى التي قالت في نفسها: واضح إن الاخ وأخته عندهم جنان، هي مبسوطه من اللدغه وهو عامل فيها إسبور، بترنجاته. تحدثت سميحه قائله: بصراحه الخطوبه جات كده بسرعه وكانت عالضيق، ومعرفش حد من عيلة العراب غيرها هي وعمى النبوى وعمى ناصر. غمزت هدى قائله: ومحمد متعرفهوش. خجلت سميحه قائله ببراءه: والله هي مره اللى شوفته في بقالة عم نسيم، وبعدها بفتره اتفاجئت بيه هو العريس، أنا وافقت عليه بس عشان إستريحت لجدتى هدايه. تبسمن لها وقالت سلسبيل، النهارده أكبر فرصه تتعرفى على عيلة العراب كلها بتبقي متجمعه... هقولك في سلفه تالته لينا هنا زهرت، هسيب ليكى تتعرفى عليها بنفسك، صمتت سلسبيل ثم واصلت الحديث بغصه: في سلفه رابعه بس دى عايشه مع كارم أخو محمد في دبي. تبسمت سميحه قائله: وجوزك إسمه أيه؟ ردت هدى: قماح إبن عمى. تبسمت سميحه وغمزت بعينيها قائله: يعنى ولاد عم، ده جواز حب بقى، الله شكلى هرتاح في العيله دى قوى بصراحه أنتم الاتنين دخلتوا قلبى. تبسمت سلسبيل بغصه، يبدوا ان سميحه نسخه منها ليست غلاويه مثل زهرت، ببساطه اعتقدت ان زواجها من قماح تم بناء عن حب. بينما قماح حين خرج من المنزل، سار بسيارته دون هدف لا يشعر سوا بغضب يزداد كلما تنفس. أخرجه من ذالك الغضب رنين هاتفه أخرجه من جيبه ونظر له، كان آخر من يريد أن يرى إسمها الآن، لكن للحظه تحكم شيطانه به، وقام بالرد عليها بعد أكثر من إتصال تحدث معنفا: خير بتتصلى عليا دلوقتي ليه. إبتلعت هند طريقة قماح الجافه قائله: مالك مضايق قوى كده ليه؟ رد قماح بجفاء: وأنتى مالك قوليلى متصله عليا دلوقتي ليه؟ ردت هند بغصه وتمثيل: كنت بتصل أطمن عليك معرفش ليه حسيت إنك محتاج أنى أسأل عليك ولا هو حرام أنى أسال عليك، عالعموم آسفه إن كنت أزعجتك. تنهد قماح بسأم وقال: لأ مأزعجتنيش، أنا فعلا مضايق، س... قاطعت هند حديثه قائله: أنا سامعه أصوات كلكسات عربيات إنت فين قولى وأنا أجيلك. للحظات فكر أن يغلق الهاتف، لكن ألحت هند على لقائه حتى لو لدقائق معدوده فقال لها بموافقه: تمام خلينا نتقابل في أى كافيه. أملت هند عليه إسم أحد الكافيهات قائله: أقل من نص ساعه وأكون عندك. بالفعل قبل نصف ساعه كانت بالكافيه، رسمت بسمه، لكن سرعان مازالت وهي ترى ملامح وجه قماح المتهجمه بوضوح، ختى أنه لم يرد عليها حين قالت: صباح الخير. جلست بصمت تنظر له لدقائق، قبل أن تتحدث مره أخرى: إتخضيت عليك لما سمعت صوتك، قلبى حاسس إنى في حاجه كبيره مضيقاك. سخر قماح قائلا: قلبك حساس قوى، وفرى إحساسك لنفسك. وضعت هند يدها فوق يد قماح الذي كان يضعها فوق الطاوله وقالت بنبره لعوب: أنتى نفسى يا قماح، ليه مش عاوز تصدق إنى لسه بحبك، ومقدرتش أتخطى إنفصالنا. نظر لها قماح، لكن للحظه شرد عقله في رفض سلسبيل له، منذ قليل، ليس هذا أول مره تقوم برفضه، وهجرها له طوال الفتره الماضيه، إزداد غضبه وتملك منه بقوه، سخر من القدر، سلسبيل الذي يتمناها ترفض أن يقترب منها وتهجره، وتلك من أمامه الآن تنتظر فقط كلمه منه وستقبل أن أى شئ لتعود له، بالفعل تحكم الغباء وقال: ترجعيلى يا هند. إنشرح قلب هند وقالت بعدم تصديق: قصدك أيه بترجعيلى. رد قماح: مش ناقص غباء إنتى فاهمه قصدى كويس. إنشرح قلب هند أكثر وقالت: موافقه طبعا، ودلوقتى لو تحب. رد قماح: بس أنا مش هطلق سلسبيل. شعرت هند بكره سلسبيل لكن لن تخسر تلك الفرصه للعوده لعصمة قماح، وقالت له: ميهمنيش إن سلسبيل تفضل على ذمتك لأنى عارفه إن وجودها بسبب الجنين اللى في بطنها. نظر قماح لها، يعلم أن هند تعلم سبب بقاؤه سلسبيل على ذمته، ليس من أجل ما تحمل بأحشائها بل لانه أخبرها سابقا أنه يحب سلسبيل، لكن لا يهمه ذالك، سلسبيل تستحق ذالك. بالفعل نهض قماح قائلا: خلينا نشوف أى مأذون عشان يكتب كتابنا. بعد قليل خرج الاثنان من مكتب المأذون، وذهبا الى السياره، بمجرد أن دخل قماح الى السياره قامت هند بحضنه وتقيبله قائله: وحشتنى يا قماح. بينما قماح شعر بالأشمئزاز وصمت لكن دخل له شعور بالندم ماذا فعل! أجابته عنجهيته: سلسبيل هي من دفعته لذالك الخطأ، وكل ما يريد معرفته الآن واقع ما حد على سلسبيل. بالعوده للوقت الحالى ذهل الجميع من تلك الصفعه التي تلاقها قماح على وجهه، يصحب تلك الصفعه قولها بحده وأستهجان: فاجر، كانت غلطه منى إنى فكرت إنك هتقدر تحتوى سلسبيل. كادت هند تتحدث بتهجم، لكن أوقفها قماح قبل أن تسترسل في حديثها قائلا بأمر: إخرسى إنتى. ذهلت سلسبيل وهي ترى من صفعت قماح، أنها آخر شخص كانت تصدق ان تفعل ذالك، إنها والداتها التي كانت دائما ما تخضع لأى شئ، شىرقت سلسبيل وسعلت بشده من المفاجأه. تنبهت نهله لذالك وأخذت أحد أكواب المياه وأعطتها ل سلسبيل، أخذتها سلسبيل من يدها تنظر لها بتفاجؤ. تبسمت نهله لها بحنان وطبطبت على كتفها، للحظه تدمعت أعينهن وهن ينظرن لبعضهن. بينما نهض النبوى قائلا: لو سلسبيل طلبت الطلاق أنا أول واحد هيساندها. صمتت هدايه، لكن بداخلها نفس الشئ وعكسه، قماح إزداد في إهانة سلسبيل بالزواج عليها من هند مره أخرى، عكس ذالك لا تريد الفرقه بين أبنائها بسبب غباء قماح. بينما ناصر قال: متأكد أن سلسبيل هتاخد القرار اللي في مصلحتها. بينما رباح وزهرت بداخل نفسهما شامتان في ذالك. رغم أن سميحه لم تتعرف على سلسبيل سوا من وقت قصير للغايه لكن شعرت بالحزن عليها، كذالك نظيم ووالداتهم. كانت العيون جميعها منصبه على سلسبيل تنتظر منها القرار إرتشفت سلسبيل بعض قطرات المياه وقالت: كلكم طبعا عارفين إنى سبق وطلبت الطلاق من قماح وقت ظهور براءة همس، ووقتها كلكم عارضتونى، واللى حصل بعدها يمكن أجل إنفصالى عن قماح لوقت، بس النهارده أنا مش هطلب الطلاق، لسببين. السبب الأول إن بنت العراب متكنش سبب في فراق بين الأخوه، والسبب هو الجنين اللى في بطنى، مش عاوزاه يجى للحياه ويلاقى عيله متفرقه، قماح مش جديد عليه الغباء والعنجهيه، وسبق وكنت متوقعه أنه يعمل كده، بس مكنتش متوقعه إنه يرجع واحده من اللى طلقهم قبل كده، بس العيب إن جه من أهل العيب، أنا بنت العراب وهفضل بنت العراب وحفيدة الحجه هدايه، واللى يدوس على كرامتى يبقى بالنسبه ليا ملغى وجوده قدامى من عدمه ميفرقش، زى وجودى على ذمة قماح كده، بالنسبه ليا ميفرقش كتير عن طلاقنا. قالت سلسبيل هذا وغادرت الغرفه خلفها ناصر ونهله وهدى. بينما نهضت هدايه ونظرت الى فتحيه قائله: هوا المجعد بجى مسموم خلينا نروح مجعدى. بالفعل نهض نظيم وفتحيه وسميحه، وذهبوا خلف هدايه. كذالك محمد و النبوى الذي نظر ل هند بإشمئزاز، ثم نظر ل قماح وقال له: خساره خسرت آخر فرصه إنك تداوى قلبك خليك عايش مجروح، إنت اللى إختارت دواك كان جدامك بس إنت إستسهلت السم يريحك. غادر النبوى. بينما نهضت زهرت ترحب بعودة هند، كذالك فعل رباح بعد وقت في نفس اليوم دخلت سلسبيل الى شقتها، دخلت الى غرفه النوم مباشرة، تذكرت عذابها بين يدى قماح هنا لليالى، كانت تتحمل معاملته القاسيه العنيفه، تتمنى بداخلها أن يأتى الوقت ويرفق بها، لكن ذالك لم يحدث، كانت أمنيه واهيه، كل ما تحملته سابقا كان صعب والأصعب هو زواجه عليها اليوم. ماذا كانت تظن أن يتغير قماح من أجلها، ولماذا كان سيتغير من أجلها وهي لا تعنى له شئ سوا أنها زوجه من عليها بسبب وصمة أختها البريئه منها، شعرت بإختناق في الغرفه، خرجت منها وذهبت الى الغرفه الاخرى، إرتمت بجسدها فوق الفراش، تشعر بإنعدام التوازن، فرت دموع من عينيها، لا تعرف سبب لتلك الدموع الآن، هل هي دموع قهر أم مهانه قهر. لما هل لديها بقلبها مشاعر ل قماح. جاوب قلبها: إعترفى يا سلسبيل كان نفسك قماح يتغير في معاملته الجافه والعنيفه، وتبدأوا من جديد بجواز طبيعى يدوم بالمحبه. نفى عقلها ذالك لائما: أى محبه كنتى مستنياها من قماح، أوعى تكونى حبتيه، أكيد لأ كان نفسى في كده عشان الجنين اللى في بطنى، كان نفسى يجى للدنيا يلاقى أب وأم متفاهمين ومتحابين. رد عقلها: هو هيجى للدنيا هيلاقى متفاهمين، لكن مش متحابين. هنا بكت سلسبيل أكثر، لا تعرف سوا انها حين بكت شعرت ببعض الراحه النفسيه، الى أن غلبها النوم وأستسلمت لغفوه تفصلها عن هذا الواقع. بشقة قماح القديمه. بغرفة النوم إرتمى قماح على الفراش، ينظر لسقف الغرفه، يشعر أنه يدور به، لام نفسه بشده، كيف غضب وفعل تلك الحماقه، حماقه، لا بل غلطه كبرى، لا حل لها الآن، خسر سلسبيل حقا كما قال والده، خسرت دواء قلبك، كيف هزمك هذا الغضب وأخطأت ذالك الخطأ الفادح. أغمض قماح عينيه، يتمنى أن يكون ما حدث سوا كابوس وحين يفتح عينيه ينتهى، لكن للأسف أيقن أنه ليس كابوس هو واقع مر ساقه اليه غباؤة وإستسلامه لغضبه في لحظه تمكن منه. فى ذالك الوقت دخلت هند الى غرفة النوم وجدت قماح. نظرت لنومه وأغماضه لعينيه، بالتأكيد يشعر بالندم على ما فعل، لكن لن تستسلم وترفع الرايه أبدا، بعد أن وصلت الى ما كانت تريده وهو أن يعيدها قماح مره أخرى زوجه له، حقا تعلم ذالك، لكن ستحارب عن مكانها ومكانتها التي عادت إليها. إقتربت من الفراش ونامت لجوار قماح، لم تخجل وسارت بيدها على جسده وقامت بفتح أزرار قميصه وتحسست صدره بإشتهاء وأقتربت منه للغايه وقبلته،. للحظات تجاوب معها قماح يتخيلها سلسبيل من تتودد له، لكن رفض عقله، فهيهات أن تفعل ذالك سلسبيل فاق على يدها التي بدأت في التوغل على جسده. فتح عينيه ونهض وتركها في الفراش وحدها، تشعر بخيبه وقهر وحقد قلبها من تلك السلسبيل تلعنها آلاف اللعنات. خرج قماح من الغرفه بل من الشقه وصعد يسير خلف طريق عله يجد بنهايته راحة قلبه الذي فقدها حين تحكم به الغرور. دخل قماح الى شقة سلسبيل معتمه ذهب مباشرة. فتح باب غرفة نوم سلسبيل بهدوء ودخل يتسحب الى أن وصل جوار الفراش جلس القرفصاء جوار الفراش يتأمل تلك النائمه على ضوء ذالك النور الخافت. تبسم يبدوا أنها مازالت تخاف من الظلام، رغم تلك الفتره السابقه الذي كان يشاركها فيها الغرفه كان يجبرها على النوم في الظلام كما تعود هو، وكانت تمتثل لأمره مجبره مثلما مازالت على ذمته الى الآن مجبره، ود أن يقظها ويقول لها أن تنسى ما حدث، ليس بقلبه سواها، لكن تراجع، سلسبيل بالتأكيد لن تصدقه، بعد ما حدث بينهم منذ بداية زواجهم الى اليوم وما حدث به، لكن لن يتخلى عن عشقه لها. نهض قماح وخرج من الغرفه، وذهب الى غرفة النوم الاخرى، إرتمى بجسده على الفراش يمر أمامه ذكرياته مع سلسبيل منذ بداية زواجهم الذي كان يعلم أن سلسبيل جبرت عليه، وقتها لم يكن يفرق معه حتى مع الوقت لم يفعل شئ واحد يكسب به قلب سلسبيل، كان دائما يعاملها بأمر وتعسف وعنف، لكن ذالك لابد أن يتغير... بداية الطريق ليست ممهده لكن عليه السير به، من أجل إستعادة والحصول على قلب نبع المايه. بينما سلسبيل تغط في أحلامها تتلاطم بين رؤى لا تفسير لها ترى نفسها تجرى وتدهس قدميها فوق دماء، ترى قضبان تغلق عليها وصوت طفل صغير يبكى أمام القضبان، تحاول مد يدها له لتسحبه إليها لكن أسياخ القضبان تضيق على يديها، ترى نور ينبعث من ظلام المكان وشخص يدخل يسحبها من بين القضبان، تهرب معه لكن هنالك من يلاحقها وتلك الدماء التي دهستها تسيل من قدميها. إستيقظت سلسبيل فزعه، فكرت في سبب تلك الرؤيه الآن وضعت يدها على بطنها تشعر بجنينها، للحظه فكرت أن هناك خطر ينتظر جنينها، لكن تذكرت الحلم كان هنالك طفل يبكى وهي من كانت خلف قضبان وتلك الدماء التي تسيل، هل الأذى ينتظرها هى، بداخلها تمنت أن يصيبها الأذى ولا يتأذى جنينها، اليوم إنتهى ترددها ذالك الجنين يستحق هي تحبه وستحميه مهما كانت تضحيتها من أجله فقط... قماح إنتهى بالنسبه لها طرقهم إبتعدت لن يتقابلا بنهايتها.





22=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني والعشرون 


بعد مرور شهر ونصف فى صباح يوم شتوى ملبد بالغيوم، كذالك هنالك رياح قويه ربما تنذر بقدوم عاصفه قبل نهاية اليوم. بدار العراب بشقة هند دخلت غرفة نوم أخرى بالشقه، وجدت قماح إنتهى من إرتداء ملابسه، إقتربت منه بدلال ووقفت أمامه تهندم له ملابسه تدلل عليه، قائله: صباح الخير. لم يرد عليها قماح وقابل دلالها ذالك بالصد وأبعد يديها عنه وذهب الى طاوله جوار الفراش وأخذ هاتفه... أتبعته هند بنفس الدلال، قائله: بابا من يوم ما عرف إنك رجعتنى تانى وهو مش بيكلمنى، أنا بفكر أروحله يمكن قلبه يحن عليا. نظر لها قماح قائلا: براحتك. تعجبت هند وقالت له: قماح أنا رهقت من قعدة البيت مفيش غير زهرت هي اللى بتدبنى ريق حلو في الدار، حتى أوقات بحس أنها بتخاف تكلمنى قدام جدتك، على إعتبار إنى هنا مش كنة البيت ولازم يكون ليا قيمه شويه. تنهد قماح بسأم قائلا: هند مش فاضى لحديثك الفارغ بتاع كل يوم سبق وأتعاملتى مع جدتى قبل كده وعارفه أطباعها بيقى بلاش نق عالصبح، مش فاضى لازم أنزل افطر وأروح المقر. تدمعت عين هند وقالت: أيه رأيك أشتغل معاك في المقر إنت عارف إن عندى خبره كويسه، ولا الشغل في المقر خاص ب سلسبيل هانم بس. رد قماح ببرود: قولت مش فاضى لنق النسوان عالصبح، شغل عندك شغلك مع باباك إرجعى له. قال قماح هذا ونفض يديها عنه وخرج من الغرفه بل من الشقه بأكملها. زفرت هند أنفاسها بغضب ساحق، قماح لا يعيرها أى إهتمام منذ أن أعادها لعصمته مره أخرى، يتهرب منها، لم يحدث بينهم أى لقاء عاطفى رغم أنها حاولت أغوائه كثيرا سواء بزيها الشفاف المثير أو حتى فرض نفسها عليه، لكن هو مثل لوح الثلج، سلسبيل تتلاعب بتجاهلها له، كى يلهث خلفها. فى ذالك الوقت سمعت صوت رنين هاتفها، خرجت من الغرفه وذهبت الى الغرفه الأخرى، جذبت هاتفها، ورأت من يتصل عليها. ردت عليه، بعد إلقاء الصباح تحدث نائل: مالك مضايقه كده ليه عالصبح واضح ده من نبرة صوتك. ردت هند: مفيش حاجه مضيقانى قولى بتتصل عليا ليه؟ رد نائل: مش أختى، بطمن عليكى، أيه مش ناويه ترجعى تشتغلى تانى؟ ردت هند: وإنت مش عارف تسد مكانى في الشغل، أنت عارف بعد ما بابا جه لهنا بعد ما عرف إن قماح رجع إتجوزنى تانى وهعمل شو أنه غضبان منى وأنه مش عاوز يشوف وشى تانى، مقدرش أرجع للشغل بالبساطه دى، حتى قولت ل قماح ياخدنى معاه أشتغل في المقر، رفص بدون مناقشه حتى، طبعا خايف على مشاعر الست سلسبيل. رد نائل: سلسبيل بتشتغل في ملك باباها، إرجعى أشتغلى إنتى كمان وبلاش تدى دماغك ل هند كتير، لأن لو حتى قماح وافق إنك تشتغلى في المقر وده مستبعد طبعا، لا النبوى ولا ناصر هيوافقوا على كده. ردت هند: كله من العقربه الكبيره هدايه لو ربنا ياخدها العيله هتتفشكل ومش بعيد وقتها قماح يطلق سلسبيل. ضحك نائل قائلا بتهكم: معتقدش إن قماح هيطلق سلسبيل أبدا لكن ممكن يطلقك تانى. تضايقت هند وقالت بغضب: اوعى تفكر إنى مش واخده بالى من حبك ل سلسبيل، بس غباوته هي السبب لو كنت عملت زى ما قولتلك قبل قماح ما يطلقنى وكنت طلبتها للجواز وقتها مكنش حد هيمانع زى ما حصل بعد كده، وكانت بعدت من قدام قماح. سخر نائل قائلا: تفتكرى لو كنت عملت كده سلسبيل نفسها كانت هتوافق، متأكد كانت هترفض، أنتى مشوفتيش كانت بتعاملنى أزاى بتجنب وصد. ردت هند: طب ما قولتلك بتعامل قماح بنفس الطريقه، أنت اللى غبى، دلوقتى أنا مصدعه، ولازم أنزل أتسمم مع الأغبيه اللى تحت، سلام. بعد قليل علي طاولة الفطور دخلت سلسبيل وخلفها هدى يبتسمان قالت هدى وسلسبيل: صباح الخير. رد الجميع عليهن برحابه دخلت خلفهن هند، وألقت الصباح أيضا هنالك من رد وهنالك من صمت قالت هدايه: يلا يا بنات إجعدوا أفطروا بالكم الفطور ده بركة اليوم كله. تبسمن لها، جلست سلسبيل بالمقعد المجاور لهدى، بينما جلست هند جوار قماح التي عيناه لم تنزل من على سلسبيل منذ أن دخلت للغرفه. بعد قليل نهضت هدى قائله: عندى محاضره بعد ساعه لازم أحضرها. تبسمت ناصر قائلا: كملى فطورك وانا هوصلك على سكتى ومتخافيش مش هتتأخرى عالمحاضره. ردت هدى: لأ أنا هاخد السواق يابابا المحاضره دى مراجعه خلاص إمتحانات نص السنه فاضل عليها أسبوعين، ودى محاضرة مراجعه عامه، وكمان بعد المحاضره عندى محاضره تانيه في المركز التعليمى، خلاص بدأت في الكورس التانى، أقولك خد إنت سلسبيل معاك للمقر وسيبلى أنا السواق ثم أكملت حديثها بمرح: أنا لو معايا رخصة قياده زيها مكنتش هحتاج للسواق، بس هي بتحب الفشخره إنها رايحه المقر بعربيه بسواق، يلا ناس ليها حظ. ضحكت سلسبيل قائله: الموضوع مش فشخره ولا حظ أنا لو مش حامل مكنتش هحتاج للسواق. تبسمت هدى وإنحنت تقبل رأس سلسبيل قائله: ربنا يقومك بالسلامه أنتى والنونو اللى هيكبرنى ويقولى يا خالتو. تبسمت لها هدايه قائله: ده هيكبر عيلة العراب كلها. بعد قليل نهض ناصر، قائلا: لو كنتى خلصتى فطور يلا بينا يا سلسبيل. نهضت سلسبيل قائله: الحمد لله. خرجت سلسبيل ومعها ناصر، نظر النبوى بإتجاه قماح قائلا: مش النهارده هتراجع الحسابات مع موظفين الحسابات. نهض قماح قائلا: أيوا، هو حضرتك مش هتحضر. رد النبوى: لأ البركه فيك. خرج قماح، ثم نهض بقية العيله عدا زهرت التي نظرت لهند تتثائب قالت هند: أيه كنتى سهرانه ولا أيه. ردت زهرت: لأ مكنتش سهرانه بس معرفش الفتره دى عاوزه أنام طول الوقت ليه لا أكون حامل. ردت هند: طب ما تعملى أختبار حمل واتأكدى. ردت زهرت: ما أنا كنت ناويه اعمل أختبار النهارده، وأنتى ها أيه أخبارك، مفيش تطورات. ردت هند بحسره: تطورات، تطورات أيه، قماح بيتهرب منى طول الوقت، أنا حاسه لو سلسبيل إديته ريق حلو وقالت له يطلقنى هيوافقها، كله من الغبى نائل أخويا لو كان زمان وافقنى وطلبها للجواز، يمكن كانت وافقت عليه وغارت من قدام قماح، لكن الغبى قال أيه، لازم تحبه الاول قبل ما يتقدم لها، وأهو لما أتقدم لها زاغت في عين قماح. تحدثت هند قائله: قصدك أيه، نائل بيحب سلسبيل. ردت هند بلا وعى وغيره واضحه مصحوبه بكره: معرفش فيها أيه بيعجبهم، إن كان نائل، ولا قماح. إبتلعت زهرت ريقها ونهضت قائله: العقربه هدايه دخلت أوضتها، هطلع شقتى أنام شويه. ردت هند عليها بتسرع: هتسيبنى لوحدى، خلينا نتسلى مع بعض. ردت زهرت: بتسرع وهي تخرج من الغرفه: قولتلك عاوزه أنام ساعتين وبعدها انزلك أشغلى نفسك في أى حاجه الساعتين دول. زفرت هند أنفاسها بغضب مسئوم، في ذالك الوقت دخلت إحدى الخادمات وبدأت بجمع الاطباق من على السفره... نظرت لها هند وقالت بتعسف: أعمليلى قهوه بسرعه. ردت الخادمه عليها: حاضر، هلم السفره وأعمل لحضرتك القهوه. تعصبت هند قائله: بقولك أعمليلى قهوه تسيبى اللى في ايدك وتعمليها الاول، أنتى متعرفيش مقامى هنا أيه. دخلت نهله الى الغرفه في ذالك الوقت وسمعت حديث هند الآمر الجاف، وقالت للخادمه: أنا خارجه أشترى شويه طلبات للدار، مش هغيب. اومأت لها الخادمه راسها ببسمه. إغتاظت هند وقالت: قولتلك اعمليلى قهوه، أخلصى أنا هنا كنة البيت وكلمتى لازم تكون مسموعه. نظرت نهله ل هند بسخريه ثم خرجت بصمت غير مباليه لها. بعد قليل بالطريق أثناء عودة نهله بتلك الطلبات، صدفه غير سعيده حين تقابلت مع قدريه... تجنبت نهله منها وسارت بلا مبالاه، لكن قدريه تحدثت بتهكم قائله: مكنوش تلاتين سنه عشناهم تحت سقف دار واحده، لما تقابلينى في الطريق وتعملى نفسك متعرفنيش يا نهله. لم تعيرها نهله واكملت سيرها، لكن قدريه إنتهزت وجود بعض الماره بالطريق ورفعت من صوتها، تمثل البكاء قائله بإدعاء كاذب: يحقلك يا نهله تخافى تكلمينى، عارفه الحجه هدايه محذره عليكى، وأكيد هي اللى مانعه ولادى يعرفونى، منها لله هي السبب خلت النبوى طلجنى بعد العمر ده كله، فرقت بينى وبينه وحرمتنى من ولادى، إبنى بيجيلى سرقه من وراها، حتى بيدينى مصروف أعيش منه. صمتت نهله وهي تنظر نحو تجمع الماره واقترابهم من قدريه والبعض منهم يحاولون مواساتها. ودت نفى ما قالته قدريه، لكن خشيت أن تزيد قدريه في التهجم وتأتى بسيرة همس أمام الناس وتفضح أمرها، بالفعل كادت قدريه أن تأتى بسيره همس، لكن صمتت حين سمعت صوت النبوى يقول بحزم: واقفه ليه يا نهله. إرتعبت قدريه وهي تنظر لعين النبوى الغاضبه، والذي قال بحسم: إرجعى للدار يا نهله، بلاش وجفتك دى. طاوعته نهله وسارت نحو الدار. بينما نظر النبوى ل قدريه بحده متوعدا لو لفظت. صمتت قدريه نظر لها بإشمىزاز وتركها وغادر، تشتعل الحقد بقلبها، شعرت بالخزو من تجمع الماره حولها، فسارت بصمت تنعى حظها البائس، لو لم يأتى النبوى الآن ربما كانت فضحت أمر همس، وتشفت قليلا. بينما بعد قليل دخلت نهله لدار العراب، ووضعت ما كان معها، إنزوت تبكى قليلا بحسره، من محاولة تلك الغلول فضح أمر همس وإدعائها الكاذب، لكن جففت دموعها وقررت أنها لن تكون ضعيفه مستقبلا، وستدافع عن بناتها حتى همس الذي أحترق قلبها بسبب رحيلها. بعد الظهر أمام جامعة سميحه تفاجئت ب محمد الذي يقف يستند على مقدمة سيارته. تركت زميلاتها وذهبت إليه، قائله: مساء الخير، أيه كنت قريب من الجامعه هنا ولا أيه؟ رد محمد: لأ ولا أيه، جاى مخصوص عشانك. ردت سميحه بتعجب: عشانى مخصوص! رد محمد: مش خطيبتى وده واجب عليا، إحنا من يوم ما إتخطبنا مخرجناش ولا مره لوحدنا. نظرت له سميحه قائله: طب ما ده العادى. رد محمد: لا العادى إننا نخرج مع بعض حتى نتعرف على بعض، أيه رأيك أعزمك عالغدا في اى مطعم، نتغدى ونتكلم شويه وبعدها أوصلك للبيت. فكرت سميحه في حديث محمد قائله: ماشى هاخد الاذن من أخويا الأول، وبعدها ابقى أرد عليك ونحدد ميعاد نخرج فيه وهو يبقى معانا. تبسم محمد وقال: بقولك نخرج لوحدنا، عاوزه تحيبى أخوك معانا، ليه؟ ردت سميحه ببراءه: عشان يبقى محرم. ضحك محمد قائلا: م أيه، محرم، سميحه أنا مش هاخدك شقه مفروشه، ده مطعم عام كل الناس بتقعد وتاكل فيه. ردت سميحه بتفكير: تصدق كلامك صحيح، ماشى هتصل على أخويا برضوا استأذن منه، لو معاك موبايل هاته. تعحب محمد مبتسما يقول: طبعامعايا موبايلى عاوزاه ليه؟! ردت سميحه: عشان أتصل على نظيم، موبايلك أكيد فيه رصيد، أنما انا موبايلى مقضياها رنات. لم يستطيع محمد تمالك ضحكته، وأعطى لها هاتفه. الذى أخذته وتفحصته قائله: لأ وماركه كمان، مش زى بتاعى اللى جار عليه الزمن، ده خط ولا كارت. ضحك محمد أكثر قائلا: طبعا خط وأخلصى كلمى اخوك، الجو فيه هوا جامد مش بعيد يقلب بعاصفه. ردت سميحه: ، سؤال غبى، أكيد موبايلك خط، بس مين اللى بيدفعلك الفاتوره، وفعلا الهوا جامد النهارده وشكلها كده ناويه على شتوايه حلوه ومش بعيد تقلب بعاصفه. ضحك محمد يقول: طبعا انا اللى بدفع فاتورة موبايلى من شغلى، وإخلصى بدل الوقفه دى والرغى الكتير، أتصلى على نظيم أنا مسجل رقمه عندك، وكمان فتحت لك نمط الموبايل. تحدثت سميحه وهي تطلب أخيها على الهاتف: وعامل نمط للموبايل ليه، خافى أيه عليه. رد محمد: مش بشتغل مع عملاء وممكن أسيب موبايلى قدامهم، وبسهوله يفتحوه، أخلصى، انا سامع صوت نظيم ردى عليه. إنتبهت سميحه لصوت نظيم وقالت: أنا سميحه مش محمد. تبسم نظيم وقال: أنتى قلبتى محمد في موبايله ولا أيه. ردت سميحه: بفكر في كده ده حتى ماركه وحديث الاصدار، بس مش ده المهم دلوقتي، محمد بيقولى عازمنى عالغدا في مطعم، أنا مكنتش موافقه، وكنت هقولك تجى معانا محرم. ضحك نظيم قائلا: محرم!، سميحه روحى أتغدى مع محمد واوعى تتحرشى بيه أو تنقطيه بلسانك الزالف، متنسيش أن المطعم مكان عام، ليقوم يصوت منك. تبسمت سميحه تقول: يعنى عادى كده فين الرجوله، مش كنت تمانع. رد نظيم: أنا عندى ثقه في محمد عنك، يلا سلام، عندى محاضره في المركز التعليمى، أشوفك أما ارجع البيت. أغلقت سميحه الهاتف وقالت ل محمد: نظيم وافق أننا نتغدى مع بعض، بس بقولك أهو عاوزه أتغدى في مطعم شيك، مش تاخدنى لمطعم فول وطعميه، وتحسبها على عزومه. ضحك محمد وقال: تمام بس هاتى موبايلى. نظرت سميحه للهاتف وقالت له: هو أنتى عاوزه تانى. ضحك محمد وقال: ده موبايلى وعليه كل أرقام شغلى على فكره، هاتى الموبايل يا سميحه. أعطت سميحه الهاتف ل محمد على مضض. بعد قليل، بأحد المطاعم الراقيه. جلست سميحه تتلفت حول نفسها. تبسم محمد وقال لها: تاكلى أيه المنيو قدامك أهو. نظرت سميحه في ذالك الكتالوج الصغير وقالت طلبها. بعد قليل أثناء تناول الغذاء، تحدثت سميحه: أزيي سلسبيل وهدى على فكره أحنا بقينا أصحاب وبنكلم بعض عالموبايل، بصراحه بستغرب أخوك الغبى إزاى يتجوز عليها، دى لطيفه خالص عكس الحربؤه زعرت. ضحك محمد يقول: إسمها زهرت مش زعرت. ردت سميحه قائله: مرتحتش لها حاسه أنها حربؤه، بقولك أيه أنت ممكن تعمل زى أخوك كده وتدخل عليا بضره. تبسم محمد يقول: مش أما أدخل عليكى الاول أبقى افكر في التانيه، وبعدين مين اللى قالك إن سلسبيل ساهله، دى مسويه قماح على نار والعه خجلت سميحه وأرتبكت لكن رفعت السكينه في وجهه وقالت: قماح يستحق، طب ابقى أعملها أتجوز عليا وأنا وقتها أقسمك لاربع أجزاء كل جزء مستقل بذاته. تبسم محمد وقال: أحنا هنفضل نرغى عن غيرنا كتير ليه، خلينا في نفسنا، أيه رأيك نتجوز في اجازة نص السنه. ردت سميحه: لأ اخلص دراستى الاول وكمان ابدأ مشروعى وينجح، عشان أتجوز وانا واقفه على رجليا. تهكم محمد وقال: طب دراستك فاضل فيها حوالى أربع شهور، أنما مشروعك ده قدامه قد أيه وينحج، ده إنجح أصلا، وبعدين إنتى بتوقفى على ايه، على ايدك. ردت سميحه: بتتريق عليا طموحاتى، طب... قاطعها محمد قائلا: أنا أتفقت مع نظيم، إن زفافنا يتم بعد إمتحانات اخر السنه مباشرة، ومفيش أعتراض وطموحاتك أبقى حققيها وانتى في دار العراب. بنفس الوقت أغلق نظيم الهاتف مبتسما، ثم دخل الى غرفة المحاضرات، تبسم ناحية جلوس هدى، التي تجاهلت بسمته، بدأ في إلقاء المحاضره، الى أن إنتهى، وبدأ المتدربين في الخروج، تجاهل نظيم خروج هدى، كذالك فعلت هى. لكن حين نزل نظيم أمام السنتر وجد هدى مازالت واقفه، للحظات تجاهل ذالك، وذهب نحو سيارته، وصعد إليها وقادها، لكن كانت عيناه على مرآة السياره الجانيه، ورأى هدى مازالت واقفه، وهنالك رياح قويه، وربما تمطر السماء بأى وقت. عاد مره أخرى للخلف، ووقف أمام مكان وقوف هدى وفتح زجاج سيارته وقال: هدايه تعالى أوصلك، الرياح قويه وإحتمال تمطر في أى وقت. ردت هدى عليه بحده: متشكره دلوقتى السواق يجى. رد نظيم: بلاش وقفتك دى، الرياح بتشتد غير كمان السما بدأت تسرج، أركبى واعتبرينى السواق. بعد عدة محاولات من نظيم، وبسبب سوء الطقس صعدت هدى للسياره. اثناء سير نظيم بالسياره حاول جذب هدى للحديث معه لكن كانت ترد بإختصار وأقتضاب، الى أن وصلا الى دار العراب، فتحت هدى باب السياره سريعا ونزلت، حتى دون ان تشكره على إيصالها. تبسم نظيم وعاد يقود سيارته عائد الى منزله. فى المقر. إقتربت الساعه من الثالثه ظهرا ومازال قماح مجتمع بهولاء المحاسبين يتناقش معهم بكل هدوء، وفهم يستعلم منهم على كل شيء، كان يختلس النظر كثيرا ناحية سلسبيل، الجالسه بينهم والتي بدأت تشعر ببعض الآلم في ظهرها فهى منذ أكثر من أربع ساعات جالسه بين هؤلاء المحاسبين، وكذالك تشعر بالجوع. لاحظ قماح سلسبيل الذي وقفت وجلست أكثر من مره، كما لاحظ شربها للماء لأكثر من مره في وقت قليل فقال: واضح إن في لسه قدامنا ملفات كتير للمحاسبة لازم ننتهى منهم اليوم، بس ده ميعاد الراحه، قدامكم ساعه راحه تقدروا تتغدوا فيها وبعدها نرجع تانى ننهى الميزانيات دى، تقدروا تتفضلوا، ونرجع بعد ساعه. شعرت سلسبيل براحه ونهضت مثل هؤلاء المحاسبين، وكادت تخرج من الغرفه، لكن، تحدث قماح: سلسبيل ممكن تفضلى لخمس دقايق محتاجك في إستفسار معين. إبتلعت سلسبيل ريقها وظلت واقفه، بعد خروج المحاسبين تحدث قماح: واقفه ليه إقعدى، إرتاحى. تنهدت سلسبيل قائله: مرتاحه في الوفقه قولى الإستفسار اللى محتاج له بسرعه. رد قماح وهو يجلس خلف مكتبه قائلا: إقعدى ارتاحى يا سلسبيل ناسيه إنك حامل. قبل أن ترد سلسبيل، صدح رنين هاتف قماح، أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم نظر لوقوف سلسبيل وأغلق الهاتف دون أن يرد على المتصل عليه. نظرت له سلسبيل الواقفه وقالت: ليه مردتش على اللى بيتصل عليك. قبل أن يرد قماح على سلسبيل عاود رنين الهاتف، فقام قماح بغلق الهاتف مره أخرى. تهكمت سلسبيل قائله: واضح إن اللى بيتصل عليك مصر ترد عليه، يمكن محتاجك في حاجه مهمه. نظر قماح لها وقبل أن يتكلم رن الهاتف لكن هذه المره برساله. تهكمت سلسبيل وقالت: إقرى الرساله، أكيد اللى بتتصل عليك لما مردتش عليها هي اللى بعتت الرساله، وألاستفسار اللى كنت محتاجنى علشانه يتأجل لبعدين. قالت سلسبيل هذا وتوجهت الى باب غرفة المكتب دون إنتظار رد قماح، لكن حين وضعت يدها على مقبض الباب كى تفتحه فوجئت بالباب لا يفتح، عادت ببصرها ناحية جلوس قماح ورأت جهاز تحكم الكترونى صغير بيده علمت أنه أغلق باب المكتب إلكترونيا فقالت له: قفلت الباب علينا ليه، أظن أنت قولت للمحاسبين، ساعه راحه، وأنا من ضمنهم. رد قماح بتسلط: إنتى هتفضلى هنا معايا الساعه دى، قال هذا ولم ينتظر رد سلسبيل وقام بفتح هاتفه وقام بطلب طعام لهم من أحد المطاعم القريبه من المكان، ثم أغلق هاتفه نظرت له سلسبيل بعد أن أغلق الهاتف وقالت بغيظ: أنا مش عاوزه آكل أكل من اللى طلبته، هتأكلنى على ذوقك كمان، وخلاص أنا مش حاسه بجوع أصلا. تبسم قماح، دون رد، مما أغاظ سلسبيل لكن أغاظها أكثر صوت رنين هاتف قماح الذي بدل أن يضغط على إغلاق المكالمه فتح الخط وإضطر أن يرد بإقتضاب على من تتصل عليه شعرت سلسبيل بالغيره لكن حاولت إخفاء ذالك، إنتهى قماح من المكالمه سريعا، ونظر لسلسبيل قائلا ببرود: لسه واقفه أقعدى ارتاحى يا سلسبيل. ردت سلسبيل بتهكم: من أمتى همك راحتى، المهم راحة مراتك اللى كانت بتتطمن عليك. نظر قماح لعين سلسبيل وقال: ناسيه إنتى كمان مراتى زيها بالظبط بل إنتى حامل في إبنى وضعت سلسبيل يدها على بطنها وقالت: منين جالك إنه ولد، مش يمكن عكس توقعك، ويكون بنتين ويخلصوا منك كرهك القديم للبنات. تبسم قماح ونهض من خلف مكتبه وتوجه الى مكان وقوف سلسبيل، لكن قبل ذالك أسدل الستائر الموجوده بالغرفه بجهاز تحكم إليكترونى، تعتمت الغرفة لكن سرعان ما أنار بها ضوء. تفاجئت سلسبيل بذالك والمفاجأه الأكبر حين شعرت بيدي قماح تجذبها إليه ودون إنتظار قبلها، قبله رقيقه كادت تذوب بين قبلته، لكن دفعته عنها ونظرت لوجهه تنظر له بتمعن وتوهان، لأول مره قماح يقبلها بتلك الرقه وإبتعد قماح عنها غصبا بعد أن سمع طرق على باب المكتب فتح قفل الباب بجهاز التحكم الذي بيده، وسمح بدخول من يطرق الباب دخلت السكرتيره مبتسمه تحمل مجموعه من الأكياس قائله: حضرتك الطلب ده وصل دلوقتى. رد قماح: تمام حطيه عالترابيزه. وضعت السكرتيره نظر قماح لسلسبيل التائهه قائلا: الساعه قربت تخلص، ومتأكد إنك جعانه، الصبح مفطرتيش كويس. إنتبهت سلسبيل ونظرت ناحيه الطعام هي بالفعل جائعه، وكما قال قماح الوقت إقترب وزملائها سيعودون للمكتب لإستكمال أجتماعهم، لو أصرت على رفضها قد تبقى جائعه لوقت أطول، قرر عقلها، لا داعى للتعنت والتشبث بالعناد، لنأكل حتى من أجل طفلها الذي برحمها، بالفعل توجهت ناحية الطعام وجلست وبدأت بفتح الأكياس وبدأت تأكل بهدوء. تبسم قماح وتنهد براحه وذهب الى تلك الطاوله وجلس وبدأ هو الآخر في تناول الطعام متلذذا، رغم عدم وجود حديث بينهم، لكن يكفى أنه تشارك معها الطعام بمفردهما. ليلا ب دبى إرتجفت همس بعد أن سمعت صوت الرعد، فجأه تكورت على نفسها في الفراش ترتجف ليس من البرد بل من الخوف من ذالك الصوت الذي أعاد لها الذكرى القديمه، بدأت تسرى بجسدها إرتعاشه وخوف. بالصدفه كان كارم عائد من عمله، نادى عليها حين دخل للشقه، لكن لم ترد عليه، تعجب كثيرا وذهب الى غرفتها، تفاجئ بتكورها حول نفسها، سمع صوت هزيان، ذهب الى الفراش مباشرة وقال: همس إنتى عيانه. لم ترد همس عليه، وظلت تهزى ببعض الكلمات، لم يفهم سوا إبعدوا عنى. تعحب كارم وأقترب من همس ووضع يده على كتفها، إرتعشت همس وإبتعدت عن يده. للحظه تعحب كارم، لكن تذكر ذالك الميمورى كان هنالك أصوات أمطار ورعد، الذي تحدث الآن، أيقن ان همس تعيش نفس الذكرى مره أخرى، حدث نفسه ماذا يفعل أيتركها ويخرج من الغرفه، تعيش مرارة الذكرى، لكن لا. أقترب كارم وجثى على الفراش جوار همس وشدها بقوه واخذها بين يديه، في البدايه قاومت همس ذالك بهستريا بكاء وهزيان لكن بالنهايه إستسلمت لحضن كارم وهدأت ونامت، بينما كارم لم تغمض عيناه وهو يشعر بآلم في صدره، همس من كانت تعشق المطر سابقا، أصبحت تخاف من مجرد سماع أصوات هطول الامطار، ليته يعرف هؤلاء الاوغاد اللذين أذوها لقطعم إربا اسفل قدميها، لكن لسوء الحظ، حين أخذ كارت الميمورى من سلسبيل، كى يستخرج بصمة تلك الأصوات عن طريق أحد أصدقاء والده بالشرطه فشلوا في تحديد بصمات الصوت، بسبب غلاظة أصواتهم الواضحه. قلبت الرياح بعاصفه قويه وبدأت ساقطت الامطار بقوه لكن ليست غزيزه بالمقر إنتهى المحاسبين من عمل ذالك الجرد، وبسبب هطول الامطار، تحدث قماح أنا هعطى للسواقين اللى بالنقر أمر يوصولكم لبيوتكم. بالفعل مسك قماح هاتفه واعطى ذالم الامر للسائقين منهم السائق الخاص ب سلسبيل سلسبيل التي جلست تنتظر عودة السائق لها، لكنه لم يأتى شعرت بالزهق وقالت: مكنش لازم تدى أمر للسواق بتاعى يروح يوصل حد. رد قماح: بسيطه تقدرى ترجعى معايا، خلينا نمشى. رغم إعتراض سلسبيل لكن ليس أمامها حل آخر، أصوات الرعد بالخارج قويه جدا إستسلمت سلسبيل لقول قماح وقالت: تمام، خلينا نمشي. تبسم قماح وأغلق حاسوبه، ورفع يده ل سلسبيل حتى تسير أمامه، الى أن خرج من المقر وذهب الى السياره، بالفعل بدأت العاصفه تقوى وإزداد هطول الامطار... ولسوء الحظ أثناء سيرهم بالسياره توقف قماح فجأه، حين رأى أحد رجال الشرطه، فتح زجاج شباك السياره تحدث له رجل الشرطه: الطريق مقفول، ف عمود كهربائى وقع والسلوك إتقطعت من قوة الرياح، وعملت ماس كهربائى، أرجع تانى. شعرت سلسبيل بالخوف، بينما قماح عاد بسيارته للخلف تحدثت سلسبيل: هنعمل أيه دلوقتي، إنت السبب، كان لازم تبعت السواق يوصل غيرى. رد قماح: سلسبيل إهدى، مفيش قدامنا حل غير نرجع للمقر من تانى. ردت سلسبيل: هنبات في المقر. رد قماح: مفيش حل غير كده. بالفعل عاد الأثنان الى المقر، نزلت سلسبيل من السياره، سارت أسفل الامطار الغزيزه بسرعه الى أن دخلت الى بهو المقر، لكن إبتلت ملابسها، كذالك قماح... توجهت خلف قماح الى غرفة مكتبه. لكن بسرعه دب الخوف في قلبها خين إنقطع التيار الكهربى. أشعل قماح ضوء هاتفه سريعا وتوجه ناحية سلسبيل وقال بتطمين: متخافيش حالا المولد التانى يشتغل. بالفعل عمل المولد الآخر وأنار الغرفه، لكن شعرت سلسبيل بالبرد، تحدثت قائله: هنعمل أيه دلوقتي، رفع قماح سماعة الهاتف الارضى، وقال: هتصل عليهم في البيت أطمنهم وأقولهم إننا هنبات هنا. صمتت سلسبيل، الى ان أنهى قماح حديثه على الهاتف، ثم قالت له: أنا بردانه، هو المكتب مش فيه نظام تدفئه. رد قماح: فيه، بس بيشتغل على المولد الرئيسي بس إنما المولد ده إحتياطى، مجرد بينور المقر بس. بدأت سلسبيل تمسد يديها على جسدها، وقالت أنا هموت من البرد، وكمان هدومى مبلوله. مسد قماح بيديه فوق كتف سلسبيل وقال: في حل ممكن يدفيكى. تهكمت سلسبيل قائله: أيه هتولع في ديكور المكتب تبسم قماح وقال: ديكور المكتب مش خشب، ده ألوميتال، انا أقصد حاجه تانيه. ردت سلسبيل بسؤال: وأيه الحاجه التانيه دى. رد قماح ببساطه: حضنى. تهكمت سلسبيل ساخره تضحك بآلم قائله: حضنك! حضنك أكتر مكان إتعذبت فيه. رد قماح بهدوء عكس ما يشعر به من نار تجتاح قلبه: عارف بس مفيش قدامك دلوقتي غير حضنى، ودلوقتى لازم تقلعى هدومك المبلوله دى، بدل ما تبردى أكتر تعالى معايا يا سلسبيل. قال قماح هذا ومد يده مسك يد سلسبيل كى تسير خلفه، الى أن فتح باب موجود بغرفة مكتب قماح، ودخلا منه تفاجئت سلسبيل بغرفة صغيره بها فراش متوسط الحجم. تحدثت قائله: أيه ده. رد قماح: دى أوضة نوم صغيره، أوقات لما كنت بتأخر هنا في المقر بكسل ارجع الدار كنت بنام فيها. ردت سلسبيل: حليت مشكله النوم، طب أنا جعانه. تبسم قماح وقال: دى فعلا مشكله، مش هنلاقى أى ديلفرى في الجو ده تذكر قماح أنه فاض منهما بعض طعام الغداء فقال لها: ثوانى وراجعلك. مسكت سلسبيل يده قائله: رايح فين وسايبنى هنا أفرض النور قطع تانى. نظر قماح بيد سلسبيل التي تمسك بيده وقال: متخافيش يا سلسبيل، ثوانى وراجعلك. تركت سلسبيل يد قماح، وبالفعل ثوانى وعاد، بيده كيس بلاستيكى، علمت سلسبيل أنه بقايا طعام غدائهما. أعطى قماح لها الكيس قائلا: كويس إننا مكناش رمينا باقى الغدا اللى فاض مننا، كان فوق الترابيزه اللى كنا بناكل عليها يعنى نضيف. تبسمت سلسبيل وأخذت الكيس منه وفتحته، وقالت: . بس الأكل حبه صغيرين ميكفيناش إحنا الاتنين. تبسم قماح وقال: كلى أنتى أنا مش جعان، كنت أكلت كتير في الغدا. تبسمت سلسبيل وقالت: لأ خلينا نقسم الاكل بينا، ياأما مش هاكل. تبسم قماح وأخذ أحد اللقمات الصغيره ووضعها في فمه قائلا: أهو أنا أكلت أهو، يلا أنتى قبل ما تاكلى أقلعى هدومك المبلوله دى، في هنا ليا كم قميص إحتياطى هجيبلك منهم. فتح خزانه صغيره وأخرج منها بعض الملابس القليله، أعطى لها قميص خاص به كذالك بنطال، قائلا: غيرى هدومك بدل ما تبردى. فكرت سلسبيل ملابسها مبتله وبدأت البروده تغزو جسدها، لا داعى للرفض، أخذت من يده الملابس قائله: طب دير ضهرك. تبسم قماح، وأدار لها ظهره، لدقائق، ثم قالت له: وأنت هتفضل بهدومك المبلوله. رد قماح: لأ هغيرها بغيرها، بالفعل خلع ملابسه وإرتدى ملابس أخرى جافه. جلست سلسبيل تأكل من ذالك الطعام، الذي بالكاد سد جوعها، تبسم قماح وهو ينظر لها بعد أن قالت: كويس إنك أحتفظت ب الأكل ده أهو نفعنى على الاقل مش هبات جعانه، بس أنت هتبات جعان تبسم قماح لها وقال: صحه وهنا، لا يعرف لما لم يقول لها أنه كان أكم من ليالى بات جائع، ليس بشئ جديد عليه. تثائبت سلسبيل. تبسم قماح وقال لها: مددى جسمك عالسرير. تبسمت سلسبيل ونهضت وتمددت بجسدها على الفراش. تحدثت سلسبيل: وأنت هتنام فين. رد قماح: هنام جنبك عالسرير، لو عندك إعتراض أطلع أنام عالكنبه اللى في المكتب. تحدثت سلسبيل بتسرع: لأ أفرض النور قطع تانى، أنا بخاف من الضلمه، السرير مش صغير ياخدنا أحنا الاتنين، بس متطفيش النور. تبسم قماح وذهب نحو الفراش وتسطح عليه شعرت سلسبيل بعدم الراحه في النوم بسبب نومها على أحد جانبيها تعطى ل قماح ظهرها... تفاجئت بوضع قماح يده على يدها وأقترب منها ولفحت أنفاسه عنقها. ، وبنبرة صوت أجش همس بإسمها. شعرت سلسبيل بهزه في جسدها، لكن شعرت ببرودة يد قماح الذي وضعها على يدها. كذالك سحب يده الاخرى من أسفل، أصبح شبه يحتضنها. حاولت سلسبيل فك حصار يديه، لكن هو تمسك بها بقوه. أعتدلت سلسبيل نائمه على ظهرها، ونظرت لقماح وقالت بإستهجان: حوش إيدك من حوليا. تبسم قماح وقال ببرود: قولتلك قبل شويه حضنى هو اللى هيدفيكى. أنهى قماح قوله بقبله هادئه ورقيقه، شتت بها عقل سلسبيل، التي ترى الليله صوره أخرى أرادتها ب قماح. الذى ضم جسدها بين يديه يبثها الدفأ من حرارة جسده بلقاء حميمى رقيق.


تكملة الرواية من هنااااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع