رواية عش العراب الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
35=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والثلاثون بتلك الشقه. دخلت زهرت وأغلقت الباب خلفها تلهث كآنها كانت تركض لآميال، دخلت مباشرة الى الحمام، قامت بخلع ثيابها وفتحت صنبور المياه ووقفت أسفله لم تشعر إن كانت المياه بارده أو ساخنه كل ما تريده أن تغسل دماء ذالك الحقير نائل من على يديها لكن كآن دماؤه إلتصقت بها قامت بحك يديها ببعضهما قويا لوقت كلما تنظر ليدها كانت ترى أن مازالت الدماء عليها، أغلقت صنبور المياه وآتت بإحدى المناشف وقامت بتنشيف يديها، ثم نظرت لها، هنالك أثار دمويه عالقه بيدها هكذا هيئ لها، شت عقلها وكادت تصرخ، لكن تلجم صوتها بداخلها، عاودت فتح صنبور المياه ووقفت أسفله مره أخرى تسيل المياه فوق رأسها كآنها تمحى ما حدث قبل وقت حين تتبعت نائل الى تلك الشقه. فلاش، باك بمجرد أن نزل نائل من سيارته علمت أنه آتى ل هند فكرت وحسمت أمرها وقالت لنفسها: كويس أكيد جاى لهند أنا أطلع أعمل إنى كنت جايه أزورها صدفه، وأنتهز أى فرصه وأطلب منه إسم الدوا الحقيقى أو حتى آخد منه علبه أهى تهدى عقل رباح شويه. بالفعل نزلت من سيارة الأجره وأعطته حسابه، لكن قبل أن تتحرك من مكانها رأت هند تخرج من العماره تتوجه الى سياره كانت بإنتظارها وإنطلقت السياره سريعا... للحظات فكرت زهرت بالعدول عن الصعود للشقه، لكن ساقها شيطانها لمعرفة لماذا غادرت هند وليس معها نائل، حسمت أمرها وصعدت الى الشقه لكن قبلها وضعت على وجهها نقاب كان معها بالحقيبه، صعدت بالمصعد الكهربائى الذي توقف أمام الشقه، خرجت منه وتوجهت الى باب الشقه، قرعت جرس الباب، وللعجب فتح الباب سريعا، كآنه كان ينتظر خلف الباب. نظر نائل ل زهرت بتفاجؤ وصدمه رغم أنها تضع نقاب على وجهها لكن تعرف عليها بسهوله مالمعتاد في لقائتهم السابقه، لكن هذه المره لم يستقبلها بترحيب كما كان يفعل في السابق، قال لها: زهرت أيه اللى جايبك هنا. تهكمت زهرت قائله: أكيد مش جايه عشانك وسع من قدام الباب خلينى أدخل بدل من وقفتنا كده قدام الشقه قصاد سكان العماره يقولوا أيه؟ رد نائل: مقدرش أدخلك الشقه يا زهرت أمشى هند مش هنا، خرجت ومش هترجع دلوقتي. ردت زهرت بضحكه ساخره: أيه هند كانت هتبقى بينا محرم، وسع يا نائل خلينى أدخل، أنا مش خايفه منك بسبب آخر مره لما حاولت تقتلنى، أنا عاوزاك في كلمتين وبعد كده أنسى إنى أعرفك تانى، كل واحد فينا الأفضل له ميعرفش التانى لو قابله في سكه. تنهد نائل وتنحى لدخول زهرت حتى تقول ما عندها وتغادر سريعا قبل أن تصل سلسبيل. دخلت زهرت وخلفها نائل بعد أن أغلق باب الشقه ونظر لمكان وقوف زهرت قائلا: خير أيه الكلمتين اللى هتقوليهم، ياريت بسرعه مش فاضى. جالت عين زهرت بأرجاء المكان قائله: وراك أيه، ولا مستنى ضيوف مهمين. رد نائل بفروغ صبر: زهرت بلاش كلام كتير، أنا بصراحه مكنتش متوقع نتقابل تانى بعد آخر مره. ردت زهرت: بعد ما حاولت تقتلنى، عالعموم مش ده المهم عندى، أنا محتاجه علبة دوا من اللى كنت باخدهم منك قبل كده، أو قولى على أسمها ومكان آمن أجيبها منه. تهكم نائل قائلا: والمقابل قصاد علبة الدوا أيه. ردت زهرت: مفيش مقابل أعتبرها هديه، او مكافأة. سخر نائل ضاحكا: مكافأة نهايه الخدمه، لأ يا عزيزتى مفيش حاجه ببلاش، أظن ده كان القانون السايد بينا من أول معرفتنا ببعض. أقتربت زهرت من نائل تسير بدلال فاجر: وماله التمن اللى عاوزه، بس محتاجه علبتين مش واحده وتقولى إسمه أيه. نظر نائل لسير زهرت بفجور أمامه، ولم يهتز قائلا: مش وقته هنا خالص يا زهرت أنا بقول أمشى دلوقتي ونتقابل في الشقه القديمه بعد ساعتين حتى أكون جهزت ليك الدوا، إنما دلوقتي أنا منتظر ضيف مهم، وزمانه على وصول. ردت زهرت: لأ أنسى الشقه القديمه دى خلاص، قولت إحنا اللى بينا إنتهى، وياترى مين الضيف المهم ده اللى بتوزعنى عشانه، ولا تكون ضيفه جديده بس مش دى شقة هند اللى قماح إشتراهالها تعويض عن طلاقها. فى تلك اللحظه كانت زهرت اصبخت ملاصقه لجسد نائل تقوم بأغواؤه، ببعض القبلات السافره على وجنتيه، تظن أن مكرها القديم سينفع معه، لكن نائل قام بدفعها بقوه وأبعدها عنه بكسحه قويه جعل زهرت ترتد للخلف، وخبطت يدها بطبق فاكهه كان موضوع على إحدى الطاولات بالمكان به بعض الفاكهه وسكين صغيره، لمعت السكين بعين زهرت... لكن قالت ل نائل: نائل متأكده إن الضيف اللى هتقابله دلوقتي هي ست. رد نائل ببرود: ست. راجل مالكيش فيه قولتلك عاوزه الدوا قابلينى بعد ساعتين ودلوقتي لازم تمشى قبل وصول الضيف. قال نائل هذا ومسك زهرت من عضد يدها قائلا بنفاذ صبؤ: أمشى دلوقتي بقى. فى تلك اللحظه مدت زهرت يدها على تلك السكين الصغيره، أخذتها، ونفضت يد نائل بقوه قائله: إزاى تسحبنى بالطريقه دى ناسى إنى حامل. رد نائل: زهرت بقولك إمشى دلوقتي، ولو عاوزه هبعتلك إسم الدوا عالموبايل أو قولى لى عنوان السكن وأنا هبعتلك علبه لهناك زى قبل ما كنت قبل كده ببعتلك في دار العراب عن طريق المشتروات اللى كنت بتشتريها لك من عالنت وأبعت شخص من عندى يوصلها على انه مسؤل توصيل للمنازل. ردت هند: زاد عندى الفضول أعرف مين الضيف، ولا الضيفه دى لا تكون، سلسبيل! تعلثم نائل قائلا: أيه الجنان ده، وسلسبيل أيه اللى هيجيبها لهنا، متنسيش زهرت كانت ضرتها. دخل الى زهرت يقين أن نائل ينتظر سلسبيل، فقالت: الله أعلم يمكن عاملين لها فخ إنت وهند، هند عقلها هيشت من يوم قماخ ما طلقها تانى، وعدوتها الاولى هي سلسبيل. رد نائل: بلاش جنان وامشى يا زهرت دلوقتي بقولك، بدل ما أغير رأيى ومبعتش ليك علبة الدوا، وأسيب رباح اللى ممكن في نوبة جنان منه ينحج في اللى فشلت أنا فيه ويقتلك. قال نائل هذا وأمسك زهرت من عضدها وسحبها قويا هذه المره، لكن زهرت نفضت يده قائله: نفسى أعرف سلسبيل عامله لكم أيه تفرق أيه عن غيرها قماح يبيع الدنيا عشان خاطرها، وأنت كنت هتقتلنى بسببها. رد نائل: سلسبيل فيها اللى عمره ما كان عندك. ردت زهرت: قصدك الفلوس وإسم العراب. رد نائل: لأ مش الفلوس ولا إسم العراب، عارفه أيه اللى عندها مش عندك... نظرت زهرت ل نائل تنتظر جوابه. الذى قاله: عندها الشرف اللى إنت متعرفهوش، من بداية علاقتى بيك كنت سهله ورخيصه بتجرى وراء هدف واحد بس، وقصادحصولك عليه كان كل شئ مباح عندك حتى إنك تفرطى في شرفك، وتتجوزى وتخونى جوزك برضو بسبب لهاثك وراء سطوة الفلوس، إنت أقذر ست شوفتها في حياتى، كان في إيدك فرصه تنضفى بعد جوازك من رباح اللى معرفش كذبتى عليه إزاى ومقدرش يكتشف إنه مش أول راجل يلمسك، بس إنتى كنتى حابه تعيشى في الوحل، دلوقتي أمشى مش عاوز أشوف وشك تانى، لآن المره الجايه أوعدك مش... صمت نائل بعد شعوره بألم قوى بسبب إختراق سكين لجانبه، ترك عضد زهرت التي تملكها الشبطان جعلها في غير وعيها، بينما نائل وضع يده على جانبه متأثرا بألم قوى يحاول كتم نزيف دمه، لكن زهرت باغتته بطعنه أخرى وأخرى وأخرى جعلته يجثو أرضا بدماؤه المتناثره. بينما هي تهزى وتسب قدرها الذي أوقعها في براثن ذالك الوغد، وهي تطعنه طعنه خلف أخرى، فاقت بعد أن رأت جثو نائل بجسده أرضا ممدا ينزف، كانت السكين مازالت بيدها إنحنت تنظر له بتشفى قائله: إنت كنت الشيطان اللى غاونى من الأول وضحك عليا بإسم الحب، تستاهل القتل... قالت هذا وزفرت نفسها ثم عاوت الحديث بعدما شعرت بفداحة ما فعلته ونهضت قائله: إنت متستاهلش أتهم في قتلك، أنا لازم أمشى بسرعه. كانت السكين مازالت بيد زهرت، وضعتها بحقيبة يدها وتوجهت ناحية باب الشقه وفتحته لكن لسوء الحظ رأت وقوف المصعد الكهربائى في إنتظار فتح بابه، دخلت سريعا لم تنتبه أنها لم تغلق باب الشقه جيدا خلفها، توجهت الى المطبخ هي آتت الى تلك الشقه سابقا ورأت وجود باب للمطبخ بالتآكيد يفتح على سلم آخر، بالفعل كما توقعت هو سلم حديدى صغير، يصل للدور الأرضى على شارع آخر خلفى، خرجت زهرت من البنايه، وأشارت لسياره أجره وغادرت المكان، وعادت الى تلك الشقه. عوده، بعد قليل شعرت زهرت أنها هدأت قليلا خرجت من أسفل المياه وإرتدت مئزر الحمام وخرجت الى غرفة النوم وألقت بجسدها فوق الفراش تفصل عن الواقع بغفوه، حتى أنها لم تلاخظ عدم وجود رباح. ب دار العراب حمل ناصر نهله وتوجه سريعا الى سيارته بالخارج ووضعها بها، صعدت معه كل من هدى الباكيه، وكذالك سميحه التي تبكى أيضا، إنطلق ناصر سريعا بالسياره. بينما حين حاول النبوى اللحاق بناصر أمسكت يده هدايه قائله: خليك إنت هنا عشان رباح قرب يفوق، وكمان أحكى لى سلسبيل مقبوض عليها ليه؟ تعجب النبوى قائلا بلهفه: رباح إهنه هو فين، ماله يفوق من أيه!؟ ردت هدايه بغصه وسردت له ما أخبرها به ناصر. تآلم قلب النبوى. ربتت على كتفه هدايه قائله: وسلسبيل؟ سرد لها النبوى عن إتهامها بقضية قتل نائل؟ ردت هدايه بشفقه: جلب نهله مستحملش يا كبدى، ربنا يرآف بيها. رد النبوى: يارب، ويرآف بينا كلنا مش عارف أيه الشر ده كله اللى حصل ل دار العراب. رغم آلم هدايه لكن قالت بصبر: شر و خير يا ولدى كله هيمر. دخل النبوى للغرفه الموجود بها رباح مع ذالك الحداد الذي يضع للشباك مجموعة حدائد تجعل من الصعب الخروج منه ثم غادر وترك النبوى ينظر ل رباح النائم كآنه بملكوت آخر ولم يستيقظ على تلك الأصوات، تآلم كثيرا الى ما وصل إليه رباح، جلس على أحد المقاعد، يتسأل مالذى جعله يذهب الى تلك المواد المخدره، كيف سار بهذا الطريق الذي يعلم أن نهايته هي ليس فقط دمار العقل، بل دمار الحياه كلها. بعد وقت قليل، بدأ رباح يربش بعيناه يصحو الى أن أستيقظ يشعر بآلم برأسه، وضع يديه حول رأسه يدلها بأصابعه، لكن سمع صوت النبوى متهكما: صح النوم أخيرا صحيت؟ نظر رباح الى ناحية صوت النبوى وقال بتفاجؤ: أنا فين، أزاى جيت لهنا آخر حاجة فاكرها إنى كنت في الصيدليه مع عمى و.. . توقف رباح عن الحديث بسبب قول النبوى: قصدك كنت هتكسر الصيدليه، من أمتى وأنت بتتعاطى مخدرات. إنصدم رباح قائلا: مخدرات! أنا عمرى ما تعاطيت مخدرات. نهض النبوى من مكانه وتوجه الى الفراش وأمسك رباح من فكيه قائلا: كداب، قولى من أمتى، وأيه اللى خلاك تتعاطى مخدرات. نظر رباح الذي بدأ يشتد وجع رأسه: قولتلك أنى مش بتعاطى مخدرات ولا ده السبب الجديد اللى هتضربنى عشانه. تدمعت عين النبوى قائلا بحده: ياريتنى كنت ضربتك من زمان يمكن كنت فوقت من الأكاذيب اللى عشت فيها. تلاقت عين رباح مع عين النبوى المدمعه وقال: أكاذيب، أيه الاكاذيب دى، إنت يا بابا اللى كان عندك تفرقه بينى وبين قماح من صغرنا، ودلوقتى أنا لازم أرجع للشقه زمان زهرت رجعت بالدوا. رد النبوى بسؤال: دوا أيه اللى ژهرت هترجع بيه؟ إنت عارف إنت هنا بقالك كام ساعه زهرت حتى مسألتش عنك بإتصال على موبايلك، قولى دوا أيه؟ رد رباح: دوا باخده للصداع. تنبه النبوى قائلا: مش ده الدوا اللى كنت هتكسر الصيدليه عشانه؟ رد رباح: الصيدلى هو اللى عطانى دوا غلط. رد النبوى يشعر بحسره: الصيدلى مش غلطان، إنت اللى غلطان يا رباح، سلمت عقلك لأكاذيب من البدايه، وصلتلك إنك بقيت مدمن. رد رباح بعدم تصديق: مدمن برضو، بقولك ده صداع عادى. رد النبوى: مش صداع عادى يا رباح إنت كنت بتاخد نوع مخدرات، معرفش إزاى وقعت فيه، لو واحد جاهل كنت هديك عذرك. رد رباح: برضو مخدرات مستحيل، ده دوا مستورد زهرت بشتريه ليا من صيدلانيه صاحبتها. رد النبوى: زهرت كمان هي اللى بتشتريه لك، قولى إسم الدوا ده أيه، ومتقوليش الاسم اللى كان عالعلبه اللى كنت هتضرب الصيدلى بسببها. فكر رباح بتذكر لكن لم يتذكر شئ، وبدأ يشتد عليه الصداع... نهض من على الفراش قائلا: لازم أرجع للشقه. نهض النبوى وأمسك يده قائلا بحسم وحزم: مفيش خروج من الدار يا رباح. نظر له رباح بصدمه قائلا: هتحبسنى هنا، ليه محبستنيش قبل كده وسيبتنى أطلع من الدار أنا ومراتى حتى محاولتش تقولى بلاش و... رد النبوى: مكنتش هتسمع كلامى، بس النهارده مش هتطلع من الدار قبل ما نتيجة التحاليل اللى شبه ظهرت تتأكد ووقتها هتدخل مصحه للعلاج من المخدرات. رد رباح: مصحة أيه، اللى أدخلها سيبنى يا بابا. قال رباح هذا ونفض يد النبوى بقوه مما جعل النبوى كاد يختل توازنه لولا أن سند على الحائط لم يبالى رباح وذهب بإتجاه باب الغرفه وحاول فتحه لكن لم يستطيع فتحه حاول أكثر من مره، وبدأ يدخل في حالة هيستريا... نظر بإتجاه النبوى قائلا برجاء: أفتح الباب يا بابا، أرجوك خلينى أروح الشقه زهرت زمانها رجعت بالدوا، دماغى هتتفرتك. رد النبوى: لأ مش هسيبك تضيع نفسك أكتر من كده، زهرت ضعيتك يا رباح. وضع رباح يديه حول رأسه قائلا بآلم: زهرت هي أكتر واحده تهمها راحتى وبدور على اللى يريحنى. رد النبوى: زهرت أكتر واحده أذتك يا ولدى عشان تسيطر على عقلك بكدبها. ذهب رباح لمكان النبوى وجثى أمامه على ساقيه قائلا: زهرت عمرها ما كدبت عليا، هي الوحيده اللى بتحبنى، أبوس رجلك يا بابا أفتح الباب لازم ارجع للشقه. جثى النبوى جوار رباح يضع يديه فوق يديه التي على رأسه قائلا: سيبتك قبل أكده رجعت لى مدمن مستحيل هسيبك تانى يا رباح وهتتعالج غصب عنك، وأول شى لازم تتعالج منه هي زهرت. رد رباح: زهرت لأ مقدرش أعيش من غير زهرت. رد رباح: هتقدر تعيش من غيرها، كانت غلطتى من الأول مكنش لازمن أسيبك تتجوز بنت عطيات، اللى ممت عقل بنتها بطمعها وجشعها. رد رباح برجاء، حاول مهاودة النبوى حتى يتركه يذهب: طيب يا بابا، مش هروح لزهرت، بس أفتحلى الباب عشان أخرج من هنا أنا أتخنقت. رد النبوى: لأ مش هتخرج يا رباح غير على جثتى. نظر رباح لوالده ورأى التصميم بعينيه فقال بتحدى: بلاش تفتح الباب، هخرج من الشباك. قال هذا ونهض يفتح شيش الشباك، لكن تفاجئ بتلك الأسياخ الحديديه الموضوعه على الشباك، حاول كسرها، لكن بدأت قواه تخور وعقله يشت من قوة الآلم. عاد الى النبوى، راكعا أمامه يستجديه قائلا: أبوس رجلك يا بابا، أفتحلى الباب. جثى النبوى لجواره وقام بضمه على صدره قائلا: أنا وأنت مقفول علينا الباب من بره يا رباح أنا ممعيش المفتاح. رفع رباح رأسه ونظر الى وجه النبوى رأى تلك الدمعه التي شقت عينه، تعجب منها وتعجب أكثر من حضن النبوى له هذه أول مره يشعر بحضن النبوى له، هدأ قليلا يلهث ضمه النبوى مره ثانيه قائلا: مش هسيبك تضيع منى يا رباح. رد رباح: أنا مفرقش معاك يا بابا سيبنى أخرج. ضمه النبوى بقوه قائلا: مين اللى قالك إنك متفرقش معايا، إنت إبنى البكرى وأول فرحه دخلت قلبى لما شيلتك بين إيديا قولت سندى في الحياه. عاد رباح ينظر ل النبوى متعجبا يقول: إنت عمرك ما حبتنى، طول عمرك بتحب قماح أكتر منى، كنت بتكرهنى زى ما كنت بتكره ماما. رد النبوى بنفى: أنا عمرى ما كرهتك يا رباح، قدريه زرعت في دماغك كدبه، وجت زهرت كملتها، أنت في قلبى زيك زى قماح وكارم ومحمد، مفيش واحد فيكم يزيد او ينقص في محبته في قلبى عن التانى، إبعد الكدبه دى عن راسك، أنتم الاربعه عندى واحد، ولادى وضهرى وسندى وعوضى في الحياه، واللى هتدعولى وأنا في قبرى. رد رباح: بعيد الشر عنك يا بابا، أنا والله عمرى ما كرهتك وكان نفسى تحضنى، زى ما حضنت قماح يوم ما رجع لهنا تانى. حضنه النبوى قائلا: قماح أخوك يا رباح عمره ما حطك في دماغه، إنت اللى كنت مصور لنفسك أنه بيكرهك. شعر رباح بدفئ في قلبه لاول مره يشعر أن النبوى يحبه، لكن زاد آلم رأسه وقال: سيبنى أخرج يا بابا واوعدك أرجع تانى بكره أنا وزهرت لهنا. رد النبوى: مش هتخرج يا رباح. شعر رباح بهياج لكن ضمه النبوى قائلا بقوه: مش هسيبك للضياع تانى يا رباح. بأحد المشافى الخاصه. أمام غرفة العنايه المركزه. وقف ناصر يحضن هدى الباكيه، يشعر بآلم قوى حائر من كل إتجاه لا يعرف شئ عن سلسبيل سوا انها محجوزه بالقسم على ذمة قضية قتل، وبين هدى التي بين يديه تبكى بشده، ورفيقة دربه التي بدل ان يجدها تسانده ها هي تزيد من آلمه بمكوثها بين يدى الأطباء، أخرج هاتفه وقام بإتصال على قماح يستفهم منه. رد عليه قماح وسرد له القصه من بدايتها وكيف وقعت سلسبيل بفخ محكم، وقال له بالنهايه: المحامى جاب ل سلسبيل إستثناء تبات في أوضه في القسم وأنا هفضل معاه لحد الصبح لحد ما تتعرض عالنيابه بكره وتأكد أنى مش هسمح سلسبيل تتسجن إطمن يا عمى. شعر ناصر بهدوء قليلا من ناحية سلسبيل وأغلق الهاتف، رأى خروج أحدى الممرضات، التي تلهفت هدى عليها سأله: أرجوك طمنينى على ماما. ردت الممرضه: أنا للآسف معرفش حالتها بالظبط، بس أطمنى وتفائلى خير، لازم أروح أجيب أدويه وأرجع بسرعه عشان المريضه. تركتها هدى وعادت لحضن ناصر تبكى. تنهد ناصر قائلا: نهله هتبقى بخير، نهله مش ضعيفه زى ما أنتم مفكرين عنها، هتقاوم وترجع لينا، بس قولى يارب وادعى لها. تنهدت هدى قائله: يارب، سلسبيل؟ رد ناصر: قماح هيبات معاها في القسم لحد الصبح وأدعى لها هي كمان. تنهدت هدى باكيه تقول: أيه اللى حصل يا بابا فجأه بعد همس الدنيا أسودت في عينى. رد ناصر وهو يضم هدى: ده أختبار من ربنا. ردت هدى: ده إختبار صعب قوى يا بابا. رد ناصر بمواساه: عارف إنه إختبار صعب بس لازم نكون قده ونتغلب عليه. ب دبى أغلق كارم هاتفه ونظر ل همس قائلا: . أتصلت على صديق ليا، ودبر لينا تذكرين سفر لمصر في طياره هتقلع بعد ساعتين، يعنى هنوصل مصر قبل الفجر. ردت همس: تمام هدخل أحضر لينا شنطه صغيره. رد كارم: لأ خليك مرتاحه وانا اللى هحضرها. ردت همس: مش هرتاح غير لما أطمن على ماما، إتصل على بابا. طاوع كارم همس وقام بالإتصال على ناصر، لكن لم يرد عليه الهاتف يعطى مشغول. أغلق كارم الهاتف قائلا: أتصلت عالخطين بتوع عمى بيدوا مشغول. تنهدت همس قائله: يارب أشفى ماما. ب قسم الشرطه كانت سلسبيل نائمه على صدر قماح الجالس يسند ظهره على تلك الأريكه، سحبتها غفوه لترى. صغيرها يد تمتد له وتأخذه عنوه من هدايه، حاولت هدايه التمسك به بقوتها لكن كانت تلك اليد الأخرى أقوى منها وإختطفت الصغير من هدايه بعد أن قامت بإيذائها هي الأخرى. صحوت سلسبيل فرعه وإنتفضت من على صدر قماح، الذي أعتدل في جلسته قائلا: مالك يا سلسبيل؟ ردت سلسبيل: ناصر إبنى معرفش ليه حاسه إن في حاجه هتحصل وتبعدنى عنه، يمكن القضيه هتثبت عليا وأتسجن. رد قماح وهو يضم سلسبيل لصدره: قولتلك مش هسمح بسجنك ساعه واحده، ومتأكد أن برائتك مش هتاخد وقت وتظهر. ضمت سلسبيل قماح قائله بتمنى: معتقدش هند قدرت توقعنى في فخ محكم معرفش إزاى صدقت كدبتها عليا. تنهد قماح يشعر بالندم هو السبب كان خطأ منه حين رد هند مره أخرى حين سار خلف غروره، وبدأ يدفع ثمن ذالك الخطأ. الجشع والطمع حين بتملكون من إنسان فرصه كبيره للثراء السريع حتى إن كان من الحرام. علم حماد بمقتل نائل وإنشغال والداه في ذالك، ذهب الى ذالك المخزن الذي يعلمه جيدا تسحب دون أن يراه أحد من العمال، ودخل الى غرفه، بها باب سرداب صغير فتحه بتلك المفاتيح الذي قام بعمل نسخه عليها سهوا من نائل ذات مره أثناء إنسطالهم معا، دخل إليه، إبتسم بنشوه وهو يرى تلك البضاعه موجوده به، بضاعه تسوى ملايين. قام بحمل جزء منها وخرج كما دخل دون أن يراه أحد في الجميع مشغول بمقتل نائل، لكن لم يتوقع أن هنالك كاميرا بالسرداب تسجل بإستمرار. إنقضت تلك الليله الطويله وسطع نهار آخر بالنيابه بعد التحقيق مع سلسبيل، مازالت كل حيثيات القضيه ضدها رفض النائب العام إخلاء سبيل سلسبيل والأمر بحبسها على ذمة القضيه لمدة أربع أيام والتجديد مره أخرى إذا إستدعى الأمر. وقف قماح مع المحامى كاد ينهره لكن قال المحامى: متأسف لو حضرتك عندك شك في مهارتى تقدر تستشير محامى تانى بس صدقنى مش هيقدر يعمل حاجه تانيه، مدام سلسبيل دلوقتي هتخرج من أوضة التحقيقات وتترحل على سجن المركز، هحاول مع معارفى إنى آمن لها... قاطع المحامى هند التي آتت لمكان وقوفهم قائله: . إتأكدت من أخلاق سلسبيل اللى فضلتها عليا، أهى إتثبتت التهمه عليها، قاتله. رد قماح على المحامى قائلا: تمام إعمل الازم. غادر المحامى بينما نظر قماح ل هند قائلا: متاكد من براءة سلسبيل، قولى لى هتساومينى بأيه. إرتبكت هند وقبل أن ترد آتى ل قماح إتصال هاتفى، رد عليه وسمع لحديث الآخر ثم قال بإختصار: تمام أعمل اللى قولتلك عليه، ومش عاوز أى غلط. أغلق قماح الهاتف ونظر الى هند، في تلك اللحظه، كانت سلسبيل تخرج من داخل غرفة التحقيقات وبيدها أصفاد. نظرت لها هند بتشفى، بينما سلسبيل شعرت بغصه في قلبها وشعور آخر لا تعرفه حين رأت هند جوار قماح ببنما قماح تضايق بشده من تلك الاصفاد التي بيد سلسبيل. بعد قليل على الطريق بسيارة الترحيلات الخاصه بالشرطه. تحدث أحد الجالسين جوار السائق له: وقف شوف أيه اللى عالطريق ده، هو في تجديدات عالطريق ده، إحنا مش جاين من عليه الصبح كان عادى، فجأه كده قالوا يعدلوه، والله يبقى كويس الطريق ده على ما بنخلص من مطباته مببقاش حاسس بضهرى، ربنا يتوب علينا. توقف السائق بالفعل نزل الجالس وذهب الى مكان تلك العمال، لكن تفاجئ أن العامل ملثم، وقبل ان ينبه السائق ان يعود، كان يرش على وجهه رذاذ جعله يغيب عن الوعى فورا. كذالك حدث مع السائق أخذ أحدهم تلك المفاتيح الخاصه بصندوق سيارة الترحيلات الخلفى، وقام بفتح الباب وفاجئ الشرطى الجالس برش نفس الرذاذ عليه ثم قال: . إنرلى يا مدام سلسبيل بسرعه. تعجبت سلسبيل وظلت جالسه. لكن عاود ذالك الملثم قائلا: إنزلى يا مدام سلسبيل مفيش وقت معانا، ظلت سلسبيل جالسه، لكن صدح هاتف ذالك الملثم، نظر لشاشته وأعطى الهاتف ل سلسبيل التي ردت عليه ثم نهضت ونزلت من سيارة الترحيلات لكن توقفت قليلا الى أن فتخ لها الملثم تلك الأصفاد التي بيدها، بمفاتيخ الشرطى المرافق لها، ثم توجهت الى تلك السياره التي كانت تنتظرها على الطريق المقابل. فتح لها الجالس بالسياره الباب، دخلت سلسبيل الى السياره تقول: ليه هربتنى يا قماح؟ شدها قماح قويا يحضنها قائلا: . قولتلك مش هسمح بسجنك ساعه. تبسمت سلسبيل، بينما إبتعد قماح عنها قائلا: لازم نمشى من هنا، المخدر مدته دقايق قبل ما يفوق رجال الشرطه. ردت سلسبيل: هروبى مش هيضعف موقفى في القضيه ويثبت عليا التهمه. رد قماح: برائتك هتظهر بس وانتى بره السجن، مش جواه. عصرا بالمشفى. خرج ناصر ومعه هدى من غرفة العنايه بعد أن قاموا بزيارة نهله الغائبه عن الوعى. تحدث ناصر للطبيب المرافق لهم قائلا: هي هتفوق أمتى؟ رد الطبيب: الحمد لله الحاله إستقرت دى ذبحه في القلب مش سهله بس ربنا ستر، مؤشراتها الحيويه بدأت تستجيب، ومتوقع تفوق في أى وقت. تبسمت هدى كذالك ناصر بينما غادر الطبيب وجلس الاثنان أمام غرفة العنايه. لم تتفاجئ هدى بذالك الزائر الذي أقترب من مكان جلوسهم فهو منذ الفجر وهو معهم بالمشفى بعد أن أبلغته سميحه بالصدفه، هاتفيا، مد يده لهما بصنيه عليها اكواب قائلا: أنا جبت لينا قهوه معتقدش في نفس للأكل. تبسم ناصر قائلا: تسلم يا نظيم مش هنسى وقفتك دى معانا من قبل الفجر وأنت هنا. رد نظيم: انا معملتش حاجه تستاهل وبتمنى ربنا يشفى مدام نهله في أسرع وقت. آمن على قوله ناصر، وكذالك هدى التي بداخلها شعور مميز من وجود نظيم معهم بالمشفى. جلس ثلاثتهم بتناولون القهوه فى نفس الوقت دخلت همس الى الممر الموجود به غرفة العنايه وقع بصرها على والداها الجالس وجواره هدى بالمنتصف قائله بلهفه، ولوعه وترقب: بابا! فى نفس اللحظه نهض ناصر واقفا يقول بلهفه وحنان: همس، حبيبتى بلاش تجرى يا روحى. قطع ناصر هو تلك المسافه بينهم بثوانى كانت همس قابعه بين يديه يضمها قائلا: كنت متأكد أن دعاء الحجه هدايه وهي ساجده بتصلى اللى سمعته بنفسى في الشقه ليلة سفرك أنت وكارم ربنا هيستجاب ليه وهترجعلك من تانى روح همس الجميله. تبسمت همس قائله: ماما؟ رد ناصر: هتبقى بخير. نهضت هدى بذهول رغم أن همس منقبه لكن ذالك الصوت تعلمه جيدا، مستحيل أن يكون هذا حقيقى! جلست هدى مره أخرى تشعر بزلزلة ساقيها. لكن نهضت مره أخرى حين رفعت همس النقاب عن وجهها وتركت حضن ناصر وتوجهت ل هدى قائله: هاميس رجعت تانى للحياه يا هدى، أنا حقيقه مش حلم ولا خيال من بتوع البت سلسبيل. بسرعه كانت هدى تحضن همس بقوه قائله: مكنتش بصدق سلسبيل لما كانت بتقولى إن عندها إحساس إنك عايشه وإنك هتدخلى علينا في أى وقت مستحيل إنت إزاى لسه عايشه. تبسمت همس بينما قالت هدى بذهول وهي ترى كارم جاء خلف همس: كارم كمان معاك!
36=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والثلاثون بالشقه التي بها زهرت لم تدرى كم من الوقت ظلت نائمه. إستقظت بسبب شعورها بالجوع، نهضت تفرك عينيها تشعر ببعض الخمول والآلم البسيط في بطنها هو بالتأكيد من الجوع هكذا اعتقدت، فتحت هاتفهارأت الساعه تعجبت كيف نامت كل هذا الوقت، تسألت اين رباح، ربما هو بأى مكان بالشقه، لكن كيف إستطاع تركها كل هذا الوقت ناىمه دون إزعاجها، تركت عن رأسها ربما من الجيد أنه تركها تستريح، ذهبت الى المطبخ مباشرة وأحضرت لنفسها بعض الطعام وجلست تلتهم الأكل الى أن شعرت بالشبع، نهضت تفض بقايا الطعام وبعض الاطباق الفارغه، تحير عقلها لابد أن رباح سيأتى الآن يطلب منها ذالك الدواء ماذا ستقول له، جلست قليلا في المطبخ ثم، خرجت تتجول بالشقه كلها تنادى على رباح لكن لا رد. و لم تجد رباح، تعجبت أين هو متى خرج. ، فكرت أن تهاتفه، بالفعل قامت بإتصال على هاتفه، لكن العجب الاكبر سمعت رنين هاتفه قريب منها، تتبعت رنين الهاتف الى أن وجدت مكانه تعجبت كثيرا أين ذهب رباح وترك هاتفه بالشقه! أيكون تتبعها بعد أن خرجت، لا بالتأكيد، فكرت ماذا تفعل، زاد حجودها، وقررت إنتظار بعض الوقت ربما يعود بعد قليل، لكن شعرت بهزة هاتفها الذي بين يدها علمت أنه إتصال. قامت بالرد عليه: صباح الخير يا ماما. ردت عطيات قائله: وهيجى منين الخير متعرفيش المصايب اللى حصلت، بطلبك عالموبايل ليه مكنتيش بتردى عليا. ردت زهرت: معليشى كنت عملاه صامت، ولو مكنش في إيديا يمكن مكنتش رديت عليك، بس أيه المصايب اللى حصلت. ردت عطيات: عرفت إن البوليس قبض على سلسبيل، ونهله متحملتش وطبت ساكته وخدوها المستشفى. ذهلت زهرت قائله: والبوليس قبض على سلسبيل ليه؟ ردت عطيات: معرفش لسه هقوم أروح دار العراب أعرف ليه، بس جولت أجولك الاول، أهى فرصه ترجعى إنتى ورباح للدار من تانى. ردت زهرت: روحى إنتى أعرف ايه اللى حصل وأنا هجيلك دار بابا وبعدها ربنا يحلها. ردت عطيات: ربنا حلها دى فرصه ترجعوا من تانى لدار العراب، عالعموم اما نتقابل نبقى نتكلم يلا سلام. أغلقت زهرت الهاتف متعجبه، ما سبب القبض على سلسبيل، أتكون هي بالفعل من كان ينتظرها الوغد نائل وأتهمت بقتله، ليت هذا يكون صحيح... لكن ما سر غياب رباح بالخارج كل هذا الوقت أين هو. ب دار العراب علمت قدريه عن القبض على سلسبيل بقضية قتل وأيضا مرض نهله، ساقها شيطانها للذهاب الى دار العراب، تدعى الخباثه أنها تتسأل عنهم بينما حقيقة الامر هو التشفى والشماته. دخلت لل دار تنظر بكل الأركان خاويه لكن هنالك صوت بكاء طفل صغير يأتى من غرفة هدايه دهبت الى غرفة هدايه على وجهها بسمه واسعه دخلت الى الغرفه وجدت هدايه واقفه تحاول إسكات هذا الصغير، شعرت بغل في قلبها من هذا الصغير لابد أنه إبن قماح لاول مره تراه هو يمزج بين ملامح النبوى و إبن الاغريقيه التي سلبته منها يوما. رات هدايه دخول قدريه فقالت لها: خير يا قدريه أيه اللى جايبك إهنه دلوق. ردت قدريه وهي تنظر للصغير بغلول ظاهر قائله: هو مش كان في بينا عشرة أكتر من خمسه وتلاتين سنه أنا سمعت اللى چرى جولت آجى أطمن. رأت هدايه الشمت في وجه قدريه وقالت لها: إطمنى، وبلاش الشمت اللى باين على وشك ده. ردت قدريه: طول عمرك ظلمانى، مش چديده. ردت هدايه التي تهدد الصغير حتى يصمت: إنتى اللى ظلمتى نفسك من البدايه يا قدريه بحجودك وشيطانك اللى زرع في دماغك الكبر والغطرسه. ردت قدريه: بتهكم الكبر والغطرسه. قالت قدريه وأظهرت حقيقة مجيئها اليوم وضحكت بتشفى قائله: ربنا إنتقملى وبدأ يخلصلى حقى من عيلة العراب، وأول إنتقام ليا من إبن الاغريقيه اللى حبيبة جلبه هتشرف في السجن كم سنه، ونهله صاحبة كلمة طيب وحاضر أهيه مرميه في المستشفى بين الحياه والموت، ده غير الفضيحة الجديمه المداريه لهم لم تكمل قدريه قولها حين دخل النبوى وقال بحزم: قدريه. للحظه إرتبكت قدريه، لكن عاودت التشفى قائله: وأنت كمان ربنا إنتجملى منيك لما فقدت الاغريقيه اللى سلبتك منى، ماتت وسابتك من غير روح. رد النبوى: مين اللى جالك إنى عايش من غير روح عندى بدل الروح أربعه وخمسه كمان ولادى وحفيدى، أنتى اللى فقدتى روحك وسلمتيها للشيطانك وياريت كده بس سممت عقل إبنك بتخاريف واكاذيب هو أول واحد هيدفع تمنها. قال النبوى وأمسك يد قدريه وسحبها خلفه بقوه، حاولت ملص يدها من يده، لكن تمسك النبوى بها قويا وقال: . تعالى معايا عشان تكملى شمت وتشفى بعد ما تشوفى نتيجة تربيتك. توقف النبوى أمام باب أحد الغرف وترك يد قدريه وأخرج من جيبه مفتاح وفتح باب الغرفه، ثم أمسك يد قدريه قائلا: أظن عارفه دى اوضة مين، أدخلى وشوفى يمكن تريد شماتك. دخلت قدريه الى الغرفه، تفاجأت ب رباح مربوط بالفراش يصرح إلى والده بتضرع قائلا: أرجوك يا بابا فكنى لازم أرجع الشقه زهرت زمانها رجعت بالدوا، الصداع هيفرتك دماغى. حتى إن كانت أقسى البشر بالنهايه هي أم ذهبت الى رباح بدمعه في عينيها. نظر لها رباح بتوسل قائلا: فكينى يا ماما لازم أخد الدوا بتاع الصداع دماغى هتنفجر. نظرت قدريه ل النبوى قائله: ماله رباح، ليه رابطه كده. رد النبوى بآلم: رباح للآسف مدمن، شوفى الحقد والكره اللى زرعتيهم في قلبه وإنى مش بحبه وصله لأيه، أنتى زرعتى في دماغه أنه مكروه وجت زهرت كملت وتممت على كلامك له، ولعبت بيه وخلته أدمن، شايفه الظرف اللى في أيدى ده، ده فحص طبى عمله له ناصر إمبارح ونتيجة الفحص بتأكد إن رباح مدمن ومحتاج لعلاج فورا وأمتى يخف من الأدمان الله أعلم. ذهلت قدريه قائله بخفوف: مدمن! رد النبوى: ياما حاولت أجذب رباح ناحيتى لكن أنتى كنت بتبعديه عنى، إتبسطى لما زهرت لافت عليه وشجعتيه يتجوزها عشان عارفه أنها الوحيده اللى فيها نفس خصالك، بس زهرت فاقتك في الشر عنك، وخلت إبنك مدمن، بيواجه الموت وهو حي. رد رباح: كذب زهرت هي الوحيده اللى بتحبنى، حتى أكتر من ماما، هي كانت حاسه بيا وبآلمى وكانت بتحاول تخفف الآلم عنى، أرجوك ياماما فكينى لازم أرجع للشقه زمان زهرت رجعت بدوا الصداع. نظر النبوى ل قدريه يهز رأسه ب لا تفعلى. بالفعل إمتثلت قدريه ل النبوى وأقتربت من رباح ووضعت يديها على وجنتيه تشعر بالندم قائله: لازم تتعالج يا رباح. صرخ رباح عليها قائلا: أنتى كمان هتسمعى كلام بابا وكدبه أنا مش مدمن كل اللى عندى شوية صداع، زهرت كان عندها حق، محدش في الدنيا كلها بيحبنى قدها وبيخاف عليا، كلكم بتكرهونى وعاوزنى أتآلم. هزت قدريه رأسها ب لا تبكى بندم. تحدث النبوى بإصرار: هتتعالج غصب عنك ووهم زهرت ده هتخف منه، وهنبدأ العلاج من النهارده أنا بنفسى أتصلت على مصحة إدمان قريبه من هنا وهاخدك دلوق ونروحها. رد رباح: لأ أنا مش مدمن مش هدخل مصحه. نادى النبوى على إثنين من الرجال أقوياء دخلوا الى الغرفه قام أحدهم بحقن رباح في كتفه حقنه جعلته يستسلم ويهدأ قليلا ثم مع الوقت نام، قام أحدهم بفك رباح من ثم حملاه وخرجا من الغرفه نظر النبوى ل قدريه. قائلا: ياريت تكونى إتشفيتى وشمتى بالدرجه الكافيه يا قدريه. قال النبوى هذا وذهب خلف رباح بينما شعرت قدريه بصاعقه في صدرها. بالعوده للمشفى دخلت همس لغرفة العنايه مع ناصر فقط تعذب قلبها وهي ترى والداتها راقده بهذا المنظر الموجع. لقلبها، دون درايه منها سالت دموعها وهي تقترب من الفراش تنظر لوالداتها الموصول بها عدة أنابيب طبيه وأيضا أنبوب أوكسجين، تدمعت عين همس وإنحنت على يد نهله قبلتها قائله بدموع: ماما، أرجوك قومى نفسى تاخدينى في حضنك. تدمعت عين ناصر وأقترب من همس وضمها من كتفيها الى حضنه قائلا: متأكد نهله هتفوق يا همس وهترجع لينا. تنهدت همس قائله: يارب. آمن ناصر قائلا: الدكتور قال بلاش إزعاج والزياره تكون قصيره، وانتي جايه من مطار القاهره لهنا مباشرة والطريق طويل، ناسيه إنك حامل والسفر الطويل عليك مش كويس، يلا تعالى معايا نطلع ونشوف دكتوره هنا تطمنى عليك. تبسمت همس قائله: أنا بخير يا بابا، أطمن. رد ناصر: برضوا لازم ترتاحى. تبسمت همس بقبول وكادت تسير مع ناصر لكن شعرت بيد نهله تمسك بيدها بضعف. نظرت همس الى والداتها بفرحه ظنت أنها فاقت، لكن خاب أملها، وقالت: بابا أنا حسيت إن ماما مسكت إيدى. تنهد ناصر بآلم وهو ينظر نحو نهله الغائبه عن الوجود. لكن الحقيقه كانت عكس ذالك سمعت نهله صوت همس وسعرت بملمس يدها حين قبلت يدها خشيت أن تفتح عيناها وتنصدم أن هذا الصوت ليس سوا خيال ويكسر قلبها مره أخرى فأختارت الغياب بالخيال والأستمتاع بذالك الحديث، لكن فجأه صمت الحديث. فى ذالك الوقت خرج ناصر وهمس من الغرفه أقترب كارم من همس وقام بوضع يده على كتفها قائلا بتطمين: أكيد مرات عمى مش هتستسلم وهتقوم بالسلامه. ردت همس ببسمه طفيفه قائله: يارب. تحدث كارم: همس إنت حامل ولازمك راحه. رد ناصر: فعلا، أكيد هنا في المستشفى دكاترة نسا. ردت همس: أنا كويسه جدا بلاش قلق زايد هو بس إرهاق السفر. رد ناصر: طب تمام، كارم خد همس وهدى كمان وروحوا دار العراب. ردت هدى: لأ أنا هفضل هنا لحد ماما ما تفوق. رد ناصر: مالوش لازمه وجودك هنا يا هدى، أنا موجود وأول ماما ما تفوق هتصل عليكم تجوا فورا، سمعتى الدكتور بنفسك قال إنها كانت شبه جلطه والحمد لله قدر ولطف، وكمان عشان ناصر الصغير جدتك مش هتقدر ترعاه لوحدها. تعجبت همس قائله: وحدتى ترهى ناصر ليه لوحدها هي مش سلسبيل معاها في الدار. نظرت هدى ل ناصر ثم قالت: لأ ده مصيبه تانيه هي السبب. فى اللى جرى لماما، خلينا نرجع للدار زى بابا ما قال عشان ناصر، وكمان عندى فضول أعرف إنك إزاى لسه عايشه لحد دلوقتي، أكيد جدتى هتتفاجئ لآن كلنا مفكرين إنك... صمتت هدى بينما قالت همس: مش كلكم يا همس جدتى عارفة إنى لسه عايشه أو بمعنى أدق هي السبب إن لسه عايشه. ردت هدى: تمام أحكيلى في السكه. ردت همس: الاول أعرف فين سلسبيل وليه هي السبب في تعب ماما. رد ناصر: خدهم يا كارم وعربيتى في جراچ المستشفى المفاتيح أهى، لو فضلوا يسألوا بعض مش هيتحركوا من هنا، بناتى وأنا عارفهم. تبسم كارم قائلا: حاضر يا عمى، هوصلهم للدار وأرجعلك تانى. رد ناصر: لأ إرتاح إنت كمان جاى من سفر على هنا، معايا نظيم. رد كارم: أنا أتعرفت عليه وأنتم بالأوضه، واضح إن لك معزه خاصه عنده. تبسم نظيم قائلا: عم ناصر له فضل كبير عليا، يمكن سبب رئيسى إن مستقبلى يتبدل للأفضل. نظرت هدى ل نظيم بإعجاب لاحظت همس ذالك بينما قال كارم: تمام هاخد أنا البنات للدار مش يلا. سارتن هدى وهمس، امام كارم، لكن إلتفت همس ل ناصر قائله: أول ما ماما تفوق إتصل علينا يا بابا. تبسم لها ناصر بإيماءه. بعد دقائق بمكان جلوس ناصر ونظيم. شعر حماد بالغيظ بسبب مكوث نظيم معه قائلا بلهفه مصطنعه: أنا يا دوب لسه عارف من ماما إن مرات خالى هنا في المستشفى وكمان اللى حصل مع سلسبيل إحتارت اروح فين جيت لهنا أطمن على مرات خالى الأول وكمان هدى هي فين. رد ناصر: هدى روحت مع كارم ومراته من شويه صغيرين، ونهله هتبقى خير، وسلسبيل قماح معاها، مكنش له لازمه تسيب الشغل وتجى لهنا، محمد مش هيعرف يمشى الشغل كله لوحده. رد حماد: ما انا هرجعله تانى، بس قولت لازم أطمن على مرات خالى وهدى، هو كارم رجع أمتى. رد ناصر: لسه واصل من شويه، وبلاش أسئله كتير، أطمن ودلوقتي إرجع تانى للشغل مش عاوز أى عطله. شعر حماد بالبغض ناحيه ناصر وهو يظهر أنه لا أهميه لمجيئه الى المشفى، وزاد هذا البغض حين رأى الإنسجام بين ناصر وذالك الدخيل نظيم، لكن مهلا العبره بالنهايه وبالنهايه هدى له هو. بمنزل والد زهرت دخلت قدريه تجر أقدمها غصبا. ذهبت قبل قليل الى دار العراب للتتشفى وتشمت بهم عادت بحسره كبيره بعدما رأت ولدها بهذا المنظر المفجع، ومن السبب في هذا إبنة أخيها التي ساندته في زواجه منها ليت تلك الحقيره تظهر أمامها الآن ستقطعها قطعا ألقت بجسدها على مقعد بردهة المنزل منظر صراخ وهيستريا رباح كآنه مازال أمام عينيها. فى تلك اللحظه سمعت صوت فتح باب المنزل، نظرت أمامها، كآنها رآت الشيطان، أجل هي الشيطان بحد ذاته. نهضت قدريه على إبتسامة تلك الخبيثه التي دخلت ترسم البراءه قائله: ربنا إنتقم لك يا عمتى من دار العراب، سمعت إن سلسبيل إتقبض عليها وأمها بين الحيا والموت. إقتربت قدريه من زهرت وقالت بغضب شديد: وأنت هينتقم منك إزاى يا فاجره. قالت قدريه هذا وصفعت زهرت صفعه غل قويه كاد أن يختل توازنها. صدمت زهرت وقبل أن تتحدث، جذبتها قدريه من وشاح رأسها قويا قائله: عاوزه تموتى رباح يا فاجره، خلتيه مدمن، ده آخرة أنه شفق عليك وأنتى متستهليش في سوق النسوان. صدمت زهرت مره أخرى حاولت سلت رأسها من يد قدريه بالفعل نجحت في ذالك وإنسلت وشاح رأسها في يد قدريه، وإبتعدت عنها تقول بلهاث وبجاحه: بتخرفى تقولى أيه، رباح أنا سيباه في الشقه قبل ما أجى لهنا. إقتربت قدريه منها مره أخرى وصفعتها قائله: فاجره، رباح النبوى خده لمصحة علاج. صدمت زهرت وإرتعشت قائله: كذب، انا... لم تكمل زهرت حين شعرت بخدر في صغدها بسبب صفعة قدريه صفعتها قدريه أكثر من صفعه قويه، مما جعل زهرت تدافع عن نفسها من صفعات قدريه، التي نست أن زهرت حامل. خشيت زهرت على حملها ورفعت يدها تحاول مسك يد قدريه، لكن قدريه متملك منها الغل، لم تقدر زهرت مسك يدها، فوضعت يديها حول عنق قدريه التي بدأت قوتها تخور بسبب طبق يد زهرت على رقبتها، فقامت بوضع يديها فوق يدي زهرت التي فوق عنقها تحاول فكها، لكن زهرت أمامها الشيطان تظن أنها تدافع عن نفسها. تهدئ من معافرت قدريه معها، نفذ الأمر، قدريه إنتهت معافرتها، تركت زهرت يديها من حول عنق قدريه، التي سقطت أرضا في الحال لا تحرك ساكن فاقت زهرت وإنهار عقلها وجثت أرضا تحاول إفاقة قدريه لكن لا جدوى، إرتابت زهرت ونظرت حولها لا أحد بالمنزل، حسمت أمرها وخرجت سريعا تغلق باب المنزل خلفها، تنظر بريبه وهي تسير بالشارع. بشقه خاصه وضعت سلسبيل رأسها على صدر قماح خانتها دمعة عيناها قائله: مكنش لازم تهربنى، كده ممكن يثبت عليا التهمه أنا خايفه برائتى متظهرش. ضم قماح جسد سلسبيل بين يديه قويا، ضمته سلسبيل قويا وثم إبتعد عنه ووضعت يدها على صدرها. إنخض قماح قائلا: سلسبيل مالك، أنتى تعبانه. ردت سلسبيل: لأ أنا مش تعبانه أنا حاسه بشئ جاثم على قلبى، يمكن خوف وكمان إنى أول مره أبعد عن ناصر الوقت ده كله، قماح لو برائتى مظهرتش ورجعت تاني للسجن... لم تكمل سلسبيل الكلمه حين قاطعها قماح بقبله عاشقه، ثم ترك شفاها قائلا: مش هتدخلى السجن يا سلسبيل ولو حكمت ههربك خارج مصر ونعيش هناك سوا. تبسمت سلسبيل قائله: وناصر إبنى. رد قماح: هتصل لك عالدار وهنكلمهم فيديو يا سلسبيل عشان تطمنى، بس أرجوك كفايه دموع و خوف، فين قوة حفيدة الحجه هدايه. ردت سلسبيل: قوتى عملتلى أيه ورطتنى في قضية قتل الله أعلم هخرج منها ولا... وضع قماح يده على فم سلسبيل وقال: بلاش تشاؤم خلينا نكلم جدتى في الدار. تعجبت سلسبيل قائله: ما نكلم ماما. رد قماح بتتويه فهو علم عن مرض زوجة عمه منه حين إتصل عليه سابقا، لو أخبر سلسبيل الآن سيزيد من سوء ما تشعر به: مرات عمى زمانها مشغوله في شغل البيت، وفيها أيه جدتى ولا مرات عمى أى واحده منهم تسد. ردت سلسبيل: معرفش ليه قلقانه على ماما، بس خلينا نطمن على ناصر. بالفعل إتصل قماح على هاتف جدته التي لم ترد عليه، مما زاد القلق لدى سلسبيل، فعاود قماح الإتصال مره أخرى، هذه المره قامت جدته بالرد عليه. تحدثت سلسبيل بلهفه: جدتى أفتحى كاميرا الموبايل، ليه مردتيش من اول مره؟ تماسكت هدايه قائله: ما أنتى عارفه يا بتى الموبايل ده مش بعرف أفتحه واتكلم فيه، ده واحده من الشغالات اللى فتحته ليا. ردت سلسبيل: وماما فين؟ مخلتهاش تفتحه ليه؟ ردت هدايه: نهله مش هنا، بعتها تشترى شوية طلبات للدار كانت قلقانه عليك جوى، جولت أشغل عقلها. تبسمت سلسبيل قائله: وناصر عامل أيه؟ ردت هدايه: ناصر زين وكان نايم وصحى أهو على صوت الموبايل، أستنى هنادم على الشغاله تچى تفتح الكاميرا بتاعه الموبايل. بالفعل رأت سلسبيل صغيرها نائم على الفراش يبكى، شعرت بسوء قائله: بيعيط قوى كده ليه؟ كذبت هدايه قائله: هو كان نايم ويظهر إنسرع من صوت الموبايل لما رن وانا كنت جاعده چاره عالسرير، أطمنى عليه يا بتى. ردت سلسبيل: لو برائتى مظهرتش ناصر أمانتك أنتى وماما يا جدتى. ردت هدايه: لاه متجوليش إكده، ربنا هيظهر الحق وهتعودى لولدك ربنا ما يحرمه من حضنك. فى ذالك الوقت قال قماح: كفايه كده يا سلسبيل. نظرت سلسبيل لكاميرا الهاتف تنظر لصغيرها بلوعه وهو يبكى بعيدا عنها قائله بتمنى: يارب يا جدتى إدعيلى وإنتى بتصلى، ربنا يظهر الحق. أغلقت سلسبيل الهاتف واعطته لقماح الذي ضمها قائلا: أعرف سبب الدموع دى أيه أهو انتى أطمنتى على ناصر المشاكس، صحى من النوم ودلوقتي هيطلع عين جدتى. ردت سلسبيل ببسمه رغم ذالك الشعور السئ الذي يختلج بصدرها وتقاومه. ب دار العراب تحدثت هدايه للخادمه بعد أن أغلقت الهاتف قائله: فين الراضعه اللى جولتلك حضريها ل ناصر. مدت الخادمه يدها بزجاجة حليب خاصه بالأطفال قائله: أهى الراضعه يا حجه هدايه حضرتها بس لسه سخنه شويه على ما تبرد، ربنا يرجع الست نهله هي اللى كانت بتعرف تجهزها حسب طلبه. آمنت هدايه قائله: آمين روحى أنت كملى شغلك، وانا هستنى شويه عالراضعه ما تبرد. فى ذالك الوقت دخلت هدى الى غرفة هدايه التي قالت لها بلهفه: نهله بجت زينه. ردت هدى بحزن: ماما لسه مفاقتش يا جدتى، بس أنا جيت عشان ناصر وكمان معايا... نظرت هدايه لمن دخلت خلف هدى قائله: مين، همس! تبسمت همس وازالت النقاب عن وجهها. بينما دخل كارم خلفهن يقول: أيوا يا جدتى همس رجعت تانى دار العراب. اقتربت همس من جدتها التي جذبتها لحضنها قائله: . بإكده دار العراب هيرجع لها روحها من تانى. ردت همس: يارب يا جدتى، ربنا يظهر براءة سلسبيل وكمان ماما ترجع بالسلامه. تعجبت هدايه، لكن قال كارم لها: هدى حكت لينا عن إتهام سلسبيل بقتل نائل، وسبب رجوع همس هو مرات عمي، لما كانت همس بتكلمك عالموبايل ردت عليها مرات محمد وقالت لها إن مرات عمى أغمى عليها فجأه. نظرت هدايه ل همس بعتاب قائله: . كان لازمن حد منينا يجراله حاجه مش زينه عشان ترجعى يا همس. إنحنت همس تقبل يد جدتها قائله بدموع: كان غصب عنى، بس خلاص يا جدتى أنا رجعت تانى لدارى. ليلا بغرفة كارم بشقة والده قبل زواجه وسفره وضع إحدى الوسائد خلف ظهر همس التي قالت: تعرف إن دى أول مره أدخل أوضتك، حلوه صورتى اللى متعلقه عالحيطه دى أمتى صورتهالى. تبسم كارم قائلا: مش فاكر صورتهالك أمتى، وعارف إن دى أول مره تدخلى أوضتى، للآسف شقتنا هنا مش جاهزه بسبب إننا جينا فجأة. ردت همس: ماما كانت بتمنع أى واحده فينا تدخل أى أوضة واحد من ولاد عمى، حتى أوقات مكنتش بتسمح لينا ندخل شقة عمى النبوى من اساسه، كانت تقول لينا دول شباب وانتم بنات. تبسم كارم يقول: مرات عمى كانت شديده معاكم شويه، بس في دى كان عندها حق. تبسمت همس بدمعه قائله: نفسى بابا يتصل يقول ماما فاقت. حاول كارم صرف القلق عن همس قائلا: حتى لو عمى أتصل وقال مرات عمى فاقت، إنسى إنك تسيبى حضنى الليله. قال كارم هذا وحضن همس التي تبسمت قائله: عمى النبوى فين من وقت ما رجعنا لحد دلوقتي مشفتوش لا هو ولا رباح ولا زعرت على رأى سميحه سميحه دى طلعت لطيفه قوى. رد كارم: أنا كمان مستغرب، بس الظروف منعتنى أسأل يا خبر بفلوس، بقولك أيه أنتى لازم تنامى بقى كفايه كده. ردت همس: ومنين يجى النوم أنا من وقت ما دخلت النهارده وأنا حاسه إن دار العراب مفيهاش روح، يمكن المره اللى فاتت لما دخلتها يوم زفاف سلسبيل حسيت فيها روح عن النهارده. رد كارم: هترجع الروح تانى ل دار العراب زى ما رجعتلها هاميس من تانى. بشقة محمد. خلعت سميحه ذالك المئزر من عليها وصعدت جوار محمد على الفراش تقول بتعجب: . أنا لغاية دلوقتى مش مصدقه حكايه همس بنت عمك وإزاى إنها رجعت من الموت. رد محمد: هتصدقينى لو قولتلك وأنا كمان، إتفاجئت إن همس لسه عايشه لأ والمفاجأه الأكبر أنها تبقى مرات كارم اللى كنت كل ما أسأله عليها يتوه في الكلام، حتى مكنتش بتكلمنى خالص. ردت سميحه: بس كلمتنى كذا مره وكانت بتسألني على هدى وسلسبيل، وأنا كنت بجاوب عليها وأقول أنهم أهل جوزها وبتطمن عليهم، بس في مره أتكلمت عنها قدام هدى قالتلى أنها مش بتكلمها لا هي ولا سلسبيل، بصراحه وقتها قولت يمكن مسألة راحة نفوس. تبسم محمد: وأنتى مين اللى نفثه مترتحش ليكى با ثموحتى، كفايه روحك الحلوه، ووقفتك جنب هدى في المستشفى كآنك أختها، وكمان جدتى قالتلى إنك أهتميتى على قد ما تقدرى ب ناصر. تبسمت سميحه تقول: أنا بحس مع هدى وسلسبيل براحه أنهم زى أخواتى، حتى مرات عمى نهله بحسها من نوعية ماما عاوزه تعيش في سلام مع اللى حواليها عكس... صمتت سميحه، بينما شعر محمد بغصه وهو يعلم أنها كادت تذكر والداته ومعاملتها السيئه لها، رغم ذالك تتحملها ولا تشتكى له منها قائلا بإستفسار: عكس مين، سكتى ليه؟ خاب ظن محمد من رد سميحه: عكس زهرت وكذبها واللى حصل ل رباح بسببها، تعرف يا محمد أنا بحس إنى نحس على دار العراب، زى زعرت ما كانت بتقولى. رد محمد: لو في نحس صاب دار العراب فهو زهرت نفسها بشرها اللى وصلت له، أنتي أحسن حاجه دخلت دار العراب، كفايه رجوع همس بنت عمى، ومتأكد سلسبيل هتظهر برائتها ومرات عمى هترجع تانى وتفرح برجوع همس. قال محمد هذا وصمت ينظر ل سميحه بمكر قائلا: . وبعدين يا لدوغتى كفايه رغى على غيرنا خلينا في نفسنا أنا هلكان طول اليوم الشغل كله عليا لوحدى ومحتاج مساج وكنت بفكر أحجز في أى جيم في تدليك، سمعت عن چيم فاتح جديد بيقولوا فيه بنات روسيات بيعملوا مساج يفك العضم. نظرت سميحه ل محمد قائله: هما الروسيات دول هيحتلوا مصر ولا أيه مره رقصات، ودلوقتي بيعملوا مساچ كمان يفك العضم، وإنت أيه اللى أعرفك أوعى تكون جربت من ورايا... قالت سميحه هذا ونهضت ترتكز على ساقيها قائله: عارف يا محمد لو في إيد ست غيرى لمست جسمك أنا هقطعلها إيديها الإتنين من عند رقابتها. تبسم محمد قائلا: بغمز: ودى غيره بقى ولا أيه؟ شعرت سميحه بالخجل وأمسكت خصلات شعرها تضعها خلف أذنيها قائله: مش غيره ولا حاجه بس... بس. ضحك محمد يقول: بث، بث أيه يا لدوغتى إعترفى إنك غيرتى عليا. ردت سميحه بخجل: مش غيره عادى وبطل غمز بعنيك بقى. تبسم محمد وجذب سميحه عليه قائلا: انا في لدغه دخلت حياتى شقلبتها من أول نظره ونفسى بلدغه تانيه منها تكمل فرحتى. تنهدت سميحه بشوق قائله: وأنا كمان نفسى في بيبى يكمل سعادتى معاك يا محمد. بتلك الشقه التي بها سلسبيل نهضت سلسبيل من جوار قماح، وتسحبت بهدوء وأبدلت ثيابها وخرجت من الغرفه وكادت تخرج من الشقه، لولا سماعها لقول قماح: على فين يا سلسبيل؟ إستدارت سلسبيل له قائله: هروح أسلم نفسى للشرطه يا قماح، تهريبك ليا كان غلط وهيثبت عليا الجريمه. إقترب قماح من سلسبيل قائلا: سلسبيل بلاش تعصبينى، عاوزه تعرفى أيه اللى كان هيحصلك لو مكنتش هربتك، مكنتيش هتباتى الليله عايشه، والد نائل كان مرتب في سجن الترحيلات اللى يقتلوك، ورفض إستيلام جثة نائل وقالي مش هيدفنه قبل ما يدفن اللى كانت السبب في موته. تعحبت سلسبيل قائله: بس مش أنا اللى قتلته. رد قماح: بس أنتى المتهم الاول قدامه، سلسبيل أنا متأكد إن هند معاها دليل برائتك، او عالأقل ممكن تكون مشاركه في قتل نائل. إنصدمت سلسبيل قائله: مستحيل أنت هتقول زى عمى. رد قماح: حتى لو مش مشتركه في قتله بإخفائها أدله ممكن تفيد في كشف القاتل، فهى بكده بتوالس عالقاتل الحقيقى، أرجعى يا سلسبيل وبلاش عند. وضعت سلسبيل يدها على صدرها قائله: عندى إحساس سئ يا قماح معرفش ليه، حاسه إن ناصر إبنى هيصيبه سوء وأنا بعيد عنه. ضمها قماح قائلا: أكيد إحساس غلط بسبب الظروف اللى أنت فيها وإنك أول مره تبعدى الفتره دى عن ناصر، بلاش تسلمى للأوهام. ضمت سلسبيل قماح قائله بتمنى: ياريت تكون أوهام. سطع نور نهار جديد، ربما مع شروق الشمس تشرق براءه. بمنزل رجب السنهورى. تحدث رجب الى من يحدثه على الهاتف بغضب: . إزاى البضاعه اللى في السرظاب أنسرق منها جزء، أقفل دلوق وأنا هبجى أشوف الآمر ده بعدين عنيدى الاهم دلوق. أغلق رجب الهاتف ونادى بعصبيه على هند التي آتت له وقال بغضب: عاوزك تفرغى كاميرات السرداب اللى فيه البضاعه، واحد من الرجاله بيقولى إن في جزء ناقص. تعجبت هند قائله: ومين الخاين اللى مستغني عن حياته. رد رجب: أكيد واحد من اللى بيشتغلوا في المخزن ده إستغل قتل نائل. بنفس الوقت صدح هاتف رجب، فرد عليه، زاد فوران عقله وألقى هاتفه بعصبيه شديده على الارض ليتهشم الهاتف الى شظايا. قالت هند بإستفسار قائله: خير يا بابا. رد نائل: وهيجى منين الخير عالصبح، سلسبيل هربت وهما بيرحلوها عالسجن إمبارح. ذهلت هند قائله: إزاى عرفت تهرب. رد رجب: أكيد قماح هو اللى هربها. إرتبكت هند قائله: بس بهروب سلسبيل كده بثبت عليها القضيه، ده غباء من قماح. لاحظ رجب إرتباك هند وقال: لاه مش غباء من قماح، ده تحدى ومالك إرتبكتى كده ليه؟ ولا تكون سلسبيل زى ما بتقول إنها مش القاتله، وأنتى بسبب غيرتك بتوالسى عالقاتل الحقيقي ردت هند بمحاولة ثبات: مش أرتبكت ولا حاجه يا بابا، وغلطان هبقى عارفه مين اللى قتل أخويا وأوالس عليه. نظر لها رجب قائلا: تمام، روحى المخزن شوفى الكاميرات بتاع السرداب وأعرفى مين اللى إتجرأ وسرق جزء منها. غادرت هند بسرعه إجتنابا لعصبية والداها، لكن فكرت قبل الذهاب الى المخزن عليها الذهاب الى مكان آخر الآن. بالشقه الموجوده بها سلسبيل كانت تضع رأسها على صدر قماح شارده بينما قماح كان ينظر لها بآلم فى ذالك الوقت صدح رنين هاتف قماح إنخضت سلسبيل وإبتعدت عن صدر قماح، قائله: مين اللى ببتصل عليك، إنت إزاى سايب موبايلك مفتوح. رد قماح: مالك إتخضيتى كده ليه، وعادى هقفل موبايلى ليه. ردت سلسبيل: علشان بسهوله ممكن الشرطه تتبع إشارة موبايلك وتعرف مكانى. رد قماح بمراوغه: وفيها أيه أما الشرطه تعرف مكان هروبك مش من كام ساعه كنتى بتتسحبى وعاوزه تروحى تسلمى نفسك. نظرت له سلسبيل صامته. ببنما قال قماح بتلاعب: هرد عالموبايل وبعدها نتكلم، ومش كويس الموبايل يرن كتير كده ممكن يخلى الشرطه تعرف الاشاره أسرع. قال قماح هذا وهو يتبسم وقام بفتح الخط ليسمع: إرجع بمدام سلسبيل خلاص معايا دليل برائتها. تبسم قماح وهو ينظر الى سلسبيل قائلا: قولتلك إنى واثق من براءة مدام سلسبيل. رد عليه الآخر قائلا: بس إعمل حسابك في غرامه ماليه كبيره قصاد تهريبك لمدام سلسبيل أنا مكنتش موافق. رد قماح: قولتلك جاهز لآى غرامه ماليه مهما كانت كبيره ساعه وأكون عندك في النيابه ب مدام سلسبيل
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا