القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ثأر الحب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 رواية ثأر الحب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله 





رواية ثأر الحب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم زينب سعيد القاضي كامله 


                 الفصل الآول


في إحدي مدن محافظة الصعيد في سكون الليل يرتفع صوت 

طلق ناري خرج من فوهة المسدس أسقط جسده أرضا جثة هامدة نهضت الفتاة سريعا وهي تحاول مدراة جسدها بملابسها الممزقة التي مزقها هذا الوغد وكاد أن يدنس شرفها إلا أن أرسل الله لها يد العون الذي ظهر لها من العدم فاقت من شرودها علي صوته الجاش وهو يأمرها :

-أمشي يلا قبل ما حد يجي ويشوفك.

تطلعت له بتيه وقالت بتوتر:

-طيب وهو ؟

تطلع في الإتجاه الآخر كي لا يراها بهذه الحالة المزرية وردد بأمر :

-أهربي يا بنت الناس لو حد جه وشافك هتبقي فضيحتك علي كل لسان.

هزت رأسها بإيجاب وفرت هاربة وهي تسابق الريح .

نظر هو في أثرها وبعدها أخرج هاتفه وقام بالإتصال بالشرطة وعيناه مازالت مسلطة علي هذا الوغد بصق عليه بإشمئزاز يتذكر ما حدث منذ دقائق كان عائدا من صلاة العشاء سيرا علي الأقدام حتي إستمع صوت صراخ مكتوم تتبع الصوت إلي أن وجد هذا الحقير يحاول الإعتداء علي هذه الفتاة قام بإبعاده عنها والإشتباك معه إلا أن أخرج الآخر مسدسه وحاول إطلاق النار عليه لكن إستطاع تقييد يده بمهارة قبل أن يضغط الآخر علي الزناد إستطاع أبعاد يده لتخرج الرصاصة بين ضلوعه هو أفاق من شروده علي إستماع أصوات سيارة الشرطة.


وإقتحام ضابط الشرطة المكان وبرفقته مجموعة من العساكر.

إقترب الضابط من وأردف بإحترام :

-خير يا يوسف بيه أيه إلي حصل ؟

ألتفت له يوسف وقال:

-كنت راجع من صلاة العشاء والكلب ده حاول يتهجم عليا ويضرب عليا نار أكيد طبعا حضرتك علي علم بالمشاكل إلي بينا أحنا وعيلة الشافعي.

أماء الضابط بخفة وألتف إلي المسعفين الذين يقومون بحمل الرجل وألتفت له وردد بأسف:

-حضرتك طبعا عارف أن لازم يتم القبض عليك .

إبتسم الآخر ورفع كلتا يده وردد بإبتسامة:

-شوف شغلك يا حضرة الظابط.

تنهد الآخر بخفة وأشار بعينه إلي إحدي العساكر الذي إقترب علي الفور وقام بوضع الكلبشات بيد الآخر...


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.

❈-❈-❈


تقف في الشرفة المطلة علي الحديقة تنظر إلي الأسفل تارة وإلى هاتفها تارة فهي إتصلت به إلي مرة التي لا تعلم عددها والنتيجة واحدة هاتفه مغلق.


إقتحمت شقيقتها الغرفة مرددة بمرح:

-خير يا نورسيل سرحانة في أيه ؟


شهقت بفزع وألتفت لها موبخة :

-خضتيني يا نايا كام مرة قولتلك بلاش الحركة دي.


ابتسمت الآخري بمشاغبة وقالت:

-حقك عليا يا ستي ها واقفة بتعملي أيه ؟ مستنية حبيب القلب ؟


نظرت لها شذرا وقالت:

-ممكن تقعدي ساكتة أنا مش نقصاكي.


قطبت نايا جبينها وقالت :

-مالك يا نورسيل في أيه ؟


تنهدت الآخري وأردفت :

-مش عارفة شهاب أتأخر قوي وتليفونه مغلق.


هزت نايا رأسها بتفهم وقالت:

-عادي يعني يمكن يكون فصل شحن .


نظرت لها بحيرة وقالت :

-تفتكري ؟


ما كادت أن تنطق نايا إلا استمعوا إلي صراخ بالأسفل نظروا إلي بعضهم بريبة وركضوا سويا إلي الأسفل وجدوا زوجة عمهم تجلس أرضا وتبكي بحسرة وعمها يجلس هو الآخر علي المقعد بإنهيار تام وإبنه الأكبر شريف يقف جوراه منكسا رأسه لأسفل.


لا تعلم لما ألمها قلبها إقتربت من زوجة عمها ورددت بلهفة :

-خير يا عمة في أيه ؟


رفعت زوجة عمها رأسها ورددت بدموع:

-شهاب أتقتل يا بنتي خطيبك مات.


لم تسعفها قدمها وسقطت مغشيا عليها وصرخات شقيقتها هي آخر ما إستمعت إليه قبل أن تغيب عن الوعي.....


❈-❈-❈


فتحت الباب المتهالك ودلفت سريعا وأغلقت الباب خلفها وأنهارت أرضا باكية .

خرجت ووالدتها من غرفتهل فور أن إستمعت إلي صوت الباب ولكن صدمن من مظهرها وركضت تجاهها مرددة بفزع فور رؤيتها :

-مالك يا بنتي أيه الي حصلك وفين العلاج بتاع أبوكي.


رفعت الآخري وجهها وظهرت معالم وجهها بوضوح ضربت علي صدرها بصدمة وهي تقترب منها تتفحصها بفزع :

-أيه الي حصلك ده يا بنتي ؟


تنهدت بمرارة وسردت علي والدتها ما حدث ، ظلت الآخري تستمع إلي حديثها بذهول .

أنهت حديثها وتحدثت والدتها بحذر :

-يعني هو قالك أهربي هو ميعرفكيش صح ؟


هزت الآخري رأسها بإيجاب.


تنهدت والدتها براحة وقالت:

-الحمد لله أن ربنا نجاكي منه ومن شره يا بنتي أنتي من بكره تلبسي نقاب ومتخرجيش من البيت خالص دول كبرات يا بنتي والتار هيبقي للركب .


ردت الآخري بحزن:

-طيب ذنبه أيه ؟ الي هيروح بلاش بسببي ؟


تحدثت والدتها بأسي :

-وأنتي فكرك لو روحتي وأعترفتي أيه إلي هيحصلك ؟ هتروحي في الرجلين يا نضري دول حيتان أحنا مش زيهم.


ردت الآخري بحزن :

-يعني هنسيبه ؟ يتقتل بسببي ؟


رددت والدتها بإصرار:

ليه رب إسمه كريم يا بنتي أنسي الي حصل خالص وأوعي أبوكي يعرف حاجة يا بنتي ده ممكن يروح فيها.


نظرت لها بحزن وصمتت لا تدري ما الصواب من الخطأ هي لا تخشي الموت ولكن ماذا سيحل بوالديها دونها تنهدت بألم ودعت الله أن ينجيه كما نجدها هو الآخر.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.

في قسم الشرطة.


يجلس أمام ظابط الشرطة واضعا ساق فوق آخري ولما لا فهو يوسف المغربي كبير عائلة المغربي بعد وفاة والده عبد الرحمن المغربي ، وعلي المقعد المقابل يجلس المحامي الخاص بالعائلة.


تحدث الضابط بعملية:

-تمام يا يوسف بيه بس كده حضرتك هتفضل موجود هنا في مكتبي لغاية الصبح تتعرض علي وكيل النيابة وتكون نتيجة المعمل الجنائي وصلت.


تحدث المحامي بإستنكار:ليه ؟ ما يخرج بضمان محل الإقامة -والصبح هيكون موجود ده يوسف المغربي يا سيادة المقدم.


تحمحم الضابط وتحدث بحذر :

-خروج يوسف باشا من هنا ممكن يعرضه لخطر متنساش أن عيلة الشافعي وصلهم خبر قتل شهاب الشافعي وأكيد الدنيا مقلوبة.


إبتسم يوسف بثقة وقال:

-وتفتكر أن يوسف المغربي ممكن يخاف من حد ؟ 

وخصوصا إلي بتتكلم عنهم دول ؟ بإشارة واحدة مني أفعصهم تحت رجلي أنا هفضل هنا بس عشان أنت متتعرضش لمشاكل ألتفت إلي المحامي الخاص به وردد بأمر تخرج لعدي وتخليه يسافر القاهرة هو والجماعة بلاش يفضلوا هنا خلي عمي بس إلي يفضل.


تحدث المحامي بقلة حيلة:

-أوامرك يا باشا.


❈-❈-❈


في الخارج.

يتحرك شاب ذهابا وإيابا بعصبية شديدة بينما يجلس علي إحدي المقاعد رجل كبير في سن نوعا ما وشاب إلي جواره. 


فتح الباب وخرج المحامي إتجه الشاب سريعا مرددا بلهفة :

-خير يا أستاذ عوني ؟ يوسف مخرجش ليه ؟


تنهد المحامي بقلة حيلة وقال:

-مع الأسف هيفضل هنا لصبح لغاية ما وكيل النيابة تيجي.


صاح الآخر بعنف مرددا:

-يعني أيه يفضل هنا هما مش عارفين هو مين ؟


تحدث المحامي بحذر :

-يوسف بيه نفسه الي قرر يفضل وأمرني أبلغ حضرتك يا عدي بيه إنك تاخد العائلة وترجعهم والحاج عوني هو إلي يفضل بس.


رفع الآخر حاجيبه بإستنكار:

-يعني أيه أسيبه وأمشي ؟ لا طبعا مش هسافر وأسيب أخويا هنا.


تحدث الرجل الكبير وردد بأمر:

-لا يا عدي هتسافروا كلكم وأنا هفضل أنا وعامر أبني.


صاح الآخر متحديا :

-وأنا مش هسيب أخويا .


تحدث الشاب الآخر بنفاذ صبر:

-الكلام يتسمع يا عدي وجودك هنا غلط ممكن يفكروا ياخدوا تارهم منك الأمن تسافروا ودي أوامر يوسف أتكسر كلامه ولو أنت عملت كده أخوك لما يخرج مش هيعديها علي خير.


زفر بحنق وردد بقلة حيلة:

-أمري لله خليكم معايا علي التليفون.


إبتسم عوني بهدوء وقال:

أطمئن مش هنتحرك من هنا من غير يوسف يلا أنت روح لوالدتك وأخواتك وسافروا علي القاهرة.


❈-❈-❈


في قصر كبير يظهر علي الرقي والفخامة تجلس إمرأة في عقدها السادس تبكي بحسرة إلي جوارها شابة في مقتبل العمر تربت علي كتفها بحنان محاولة تهدأتها.


وفي الجهة المقابلة تجلس إمرأة تماثله في العمر وجوراها شابة تحمل طفلين وتبكي هي الآخري.


فتح الباب ودلف عدي نهض الجميع وإتجهوا إليه بلهفة ضم والدته مرددا بحزن:

-إهدي يا أمي بإذن الله بكره الصبح يوسف هيخرج .


رفعت رأسها وردت بدموع:

-يعني أيه أخوك هيبات في القسم هما مش عارفين هو مين ولا أيه ؟


ربت علي ظهرها بحنان وقال :

-يوسف إلي حابب كده يا أمي وبكره الصبح هيبقي هنا أطمني يلا العربيات جاهزة هنسافر القاهرة.


تطلع له الجميع بإستنكار ردد هو بتوضيح:

-دي أوامر يوسف وأطمني عمي عوني وعامر هيفضلوا معاه وأحنا هنسافر كلنا يلا أجهزوا بسرعة عشان نتحرك.


نظروا له بقلة حيلة وإتجهوا لأعلي للإستعداد من أجل السفر فهم علي يقين تام إذا علم يوسف مخالفتهم أوامره لن يمر الأمر مرور الكرام......


❈-❈-❈


فتحت عينيها ببطئ وجدت شقيقتها تجلس جوارها وتبكي بصمت رفعت رأسها ورددت بدموع:

-شهاب مات يا نايا ولا هما بيضحكوا عليا ؟

تنهدت بحزن وردت:

-صح يا حبيبتي شهاب مات.

أغمضت عينها بأسف وإنفجرت باكية ، ضمتها شقيقتها بحناز ظلت تربت عليها بحنان فخطيبها قد توفي قبل عقد قرانهم بيوم واحد فعقد قرانهما كان بالغد.

تحدثت نايا بحزن :

-خلاص يا نورسيل صلي علي النبي نصيبكم كده.

تنهدت بحزن وقالت:

-عليه الصلاة والسلام خلاص يا نايا شهاب مات ومش هشوفوا تاني أزاي أنا مش قادرة أستوعب كتب كتابنا كان بكره أزاي قدر يسبني ويمشي ؟

تنهدت نايا بحسرة وقالت :

-ربنا يرحمه.

إلتفت لها نورسيل ورددت بإنتباه :

مين إلي قتل شهاب ؟

أبتلعت الآخري ريقها بتوجس وقالت :

-يوسف المغربي .

جحظت عين الآخري مردده بعدم تصديق :

-يوسف المغربي ؟ يبقي أكيد عمي مش هياخد تار شهاب منه.

تحدثت نايا بمهاودة :

-نورسيل أحنا منعرفش أيه الي حصل لسه .

هزت الآخري رأسها بحنون وقالت :

- أستني لما أعرف أيه يا مجنونة شهاب مات بكت بهستريا وضمتها الآخري بلهفة تربت علي ظهرها برفق وهي تدعي الله أن يصبر قلبها.


❈-❈-❈


يجلس علي مكتبه منكبا عليه بحزن شديد تحدث إبنه الأكبر بعصبية وقال:

-يعني أيه مش هناخد بتارنا ؟


تنهد والده بحزن وقال:

-ناخد تارنا من مين ؟ من يوسف المغربي إلي بموته تفتح علينا أبواب جهنم من تاني أحنا مش أدها سيل دم ملوش نهاية بكره نعرف تقرير الطب الشرعي أيه مع أني واثق أن يوسف ميعملهاش .


صاح الآخر مستنكراً وقال:

-قصدك أيه إنك مصدق الكلام إلي سمعته من الظابط ده وأن شهاب إلي أتهجم عليه إستحالة طبعاً.


تهكم والده وقال :

-أنت عارف كويس أنه بيكره يوسف وبيحقد عليه وتتوقع منه أي حاجة.


زفر بحنق وقال:

-يعني أيه مش هناخد بتارنا؟


تنهد بضيق وقال :

-أما نتيجة المعمل الجنائي تظهر هنشوف هنعمل أيه أخوك يدفن والجنازة هتتأجل لغاية ما نرجع حق أخوك.

إبتسم الآخر ساخرا وصمت.


❈-❈-❈


مع فجر يوم جديد تجلس علي سجادة الله تصلي بخشوع ودموعها تسيل بغزارة علي إبنها وفلذة كبدها يوسف.


طرق باب الغرفة ودلفت سلفتها مرددة بعتاب :

-بتعيطي ليه يا صفاء صلي علي النبي يا حبيبتي بإذن الله يوسف هيخرج بالسلامة.


أنهت صلاتها وتطلعت لها بأمل وقالت:

-يارب يا فوزية يارب أنا مش هقدر أستحمل أن يوسف يحصله حاجة.


تنهدت بحزن وقالت:

-متقلقيش بإذن الله خير وعوني وعامر معاه وبإذن الله مش هيسبوه غير لما يخرج بالسلامة .


نظرت لها بأمل وقالت :

يارب يا فوزية ويبعد عنه شر الافاعي دول.


إقتربت الاخري متها وجلست جوراها مرددة بحيرة :

أنا مش فاهمة الواد ده بردوا كان عايز يقتل يوسف ليه ولا إشتبكوا ليه أحنا المشاكل بينا من زمن .


ضمت الاخري حاجبيها بحيرة وقالت:

-عندك حق الموضوع ده غريب أوي المهم عندي أن يوسف يخرج بالسلامة وبس .


تحدثت الأخرى بهدوء :

إن شاء الله هيخرج بالسلامة....


❈-❈-❈


في قسم الشرطة.

حضر وكيل النائب العام وتم التحقيق مع يوسف مرة آخرى وبرفقته محاميه الخاص ردد يوسف نفس الأقوال التي أخبر بها ظابط الشرطة.


بينما في الخارج .

يجلس عوني وإبنه عامر ويحطيهم العديد من الحرس وفي الجهة الآخري يجلس سالم الشافعي وجواره إبنه شريف وإلي جوارهم العديد من الغفر يترصد لهم شريف كما يترصد الفهد لفريسته ينتظر الوقت المناسب حي ينقض عليهم ويأخذ ثأر شقيقه.


بالعودة إلي الداخل.

تحدث وكيل النيابة بعملية بعد أن إنتهي التحقيق:

-هل لديك أقوال آخري ؟


هز يوسف رأسه نافياً وقال: 

-لأ.


تنهد وكيل النيابة وهو يطلع علي الملف الذي أمامه وردد بعملية:نتيجة المعمل الجنائي بتأكد كلامك البصمات إلي علي المسدس كانت بصماته القتيل وكذلك المسدس هو مسدس القتيل رفع رأسه وردد بغموض: أيه سبب أنه كان عايز يقتلك ؟ كلامك غريب شوية أنه ظهر قدامك مرة واحدة وحاول يقتلك ؟ لكن واضح عليك وعلي المجني عليه أن حصل إشتباك بينكم ؟


إبتسم يوسف متهكما وقال:

-أكيد يعني واحد رافع عليا مسدس مش هاخده بالأحضان طبيعي أن هيحصل بينا إشتباك.


هز الآخر رأسه متفهما وقال:

-تمام يا يوسف باشا الجثة هتندفن النهاردة لكن لازم يتم عمل جلسة صلح منعا من أن يحصل تار مرة أخرى أكيد حضرتك فاهم أن التار سلسال دم مش بينتهي.


هز يوسف رأسه متفهما وقال:

-وأنا جاهز لأي ديه يطلبوها رفع يده محذراً وقال إلا تقديم الكفن طبعاً.


تنهد الآخر بقلة حيلة: تمام نظر إلي الكاتب وقام بالإفراج عن يوسف من سرايا النيابة لعدم وجود أدلة ضده.


خرج يوسف برفقة وكيل النائب العام والمحامي الخاص به إلي الخارج نهض الجميع منهم القلق ومنهم الحاقد.

وقف وكيل النيابة ويوسف في مواجهة سالم الشافي وإبنه بينما إقترب عوني من إبن شقيقه ووقف جواره يشد من أزره.


تحدث وكيل النائب العام بأسف:

-البقاء لله يا حاج سالم.


تحدث سالم بحزن:

-حياتك الباقية .

تحدث شريف بعجرفة وهو ينظر إلي يوسف بشر : 

-نتيحة المعمل الجنائي أيه يا سعادة البيه ؟


تحدث بأسف:

-التحليل مطابق لكلام يوسف بيه الرصاصة كانت من طبنجة شهاب وعليها بصماته ودلوقتي أنا هاجي معاكم بنفسي أنا ويوسف بيه نستلم الجثة ويتم دفنها وبالليل ويتم جلسة صلح هيحضرها أهل البلد والنائب ومدير الأمن.


تحدث يوسف بهدوء:

- البقاء لله يا حاج سالم.


نظر له سالم قليلا وقال:

.......

يتبع..... 







                   الفصل الثاني


مد يوسف يده تحت نظرات الجميع نظر له سالم يطالعه تارة ويطالع يده تارة إلى أن وضع يده بيده مرددا بإقتضاب:

-أنا حطيت يدي في يدك يا أبن المغربي عشان أوقف بحر الدم الي هينفتح.


إبتسم يوسف بإقتضاب، وقال:

-وأنا نفس الشئ يا شيخ سالم.


تحدث وكيل النيابة محذرا:

يلا يا جماعة عشان ندفن إكرام الميت دفنه وبعد صلاة العصر هنتجمع في المسجد الكبير.


ردد يوسف بهدوء:

-معنديش مشكلة.


تطلع له شريف بغل لو كانت النظرات تقتل لكان وقع يوسف صريعا الآن.


إستند سالم علي عصاه ، وقال :

-عندك حق يا باشا إكرام الميت دفنه .


تحرك سالم مستندا علي عصاه وجواره شريف وهو يرمق يوسف بتوعد ومن خلفهم الغفر الخاص بهم وتحرك برفقتهم وكيل النيابة.


❈-❈-❈


توقف يوسف وضم عمه وإبن عمه مرددا بتساؤل:

-عدي سافر هو والجماعة ؟


تحدث عامر مؤكدا:

-أه أطمئن يا يوسف سافروا القاهرة من إمبارح بالليل .


تنهيدة راحة خرجت من يوسف ، وقال:

-كويس كنت خايف أنه يعند أكتر ويرفض .


تهكم عوني وأجاب:

-هو ده إلي حصل فعلا بس أقنعته إنك هتقلب الدنيا لو عرفت أنه عصي  كلامك ورفض يمشي.


هز رأسه متفهما وقال :

-كويس. 


ردد عامر بفضول :

-أنت ناوي علي أيه معاهم.


نظر له قليلا وبعدها ألتفت إلي محاميه الخاص وتحدث بهدوء:

-شكرا يا أستاذ رفعت تعبت حضرتك معايا تقدر ترجع القاهرة.


إبتسم المحامي بتفهم وقال:

-تمام يا يوسف باشا حمد الله علي سلامة .


تحرك المحامي وبعدها ألتفت يوسف وعقب بهدوء:

-لما نشوف هيحكموا بأيه وقتها أقرر يلا بس نروح الدفنة وكلم الجماعة في القاهرة يا عامر طمنهم.


أجاب عامر بتفهم:

-تمام.


تحرك الجميع إلي الخارج وركبوا سياراتهم متجهين إلي المستشفي لإحضار جثمان شهاب ليتم دفنه.


❈-❈-❈


-هروح يعني هروح يا نايا قالتها نورسيل بإنهيار وهي تحاول النهوض من علي الفراش بوهن.


عقبت شقيقتها بحزن وقالت:

-لا مش هتروحي يا نورسيل أنتي مش شايفة شكلك ؟


رفعت الآخري عينها الممتلئة بالدموع ورددت بحسرة:

-مش هقدر يا نايا لازم أشوف شهاب لآخر مرة.


تحدثت الآخري بحزن:

-حتي لو روحنا مش هينفع تشوفيه ولا تقربي وسط الرجالة يبقي أيه لازمتها.


تنهدت نورسيل بحزن وأجابت:

-لا هعرف أشوفه بإذن الله أكيد مرات عمي هتروح وهيخلوها تشوفه.


ردت نايا بإشفاق وقالت:

-يا حبيبتي أسمعي كلامي هتستفادي أيه لما تشوفيه بالوضع ده غير وجع القلب مش كفاية إلي أنتي فيه ؟


وضعت نورسيل يدها علي قلبها وردت متهكمة :

-خلاص مبقاش ليا قلب أصلا شهاب أخدوا معاه لما مات ياريتهم يدفنوني معاه أنا تعبانة أوي يا نايا بابا مات بسبب التار وبعدها بكام شهر ماما ماتت من الحزن عليه وسبتنا أنا عندي سبع سنين وأنتي خمس سنين وعمك ومراته ربونا مع عيالهم ووعيت أنا علي حب شهاب دلوقتي بعد ١٥سنة الموت ياخد مني شهاب كمان.


تحدثت نايا موبخة:

-حرام عليكي الكلام إلي بتقوليه ده أستغفري ربنا يا حبيبتي متعرفيش ربنا مخبي الخير فين قومي معايا ننزل تحت لو مرات عمك والستات هيروحوا هنروح معاهم غير كده مش هنروح.


أماءت براسها بصمت ونهضت برفقة شقيقتها متجهين إلي الآسفل.


❈-❈-❈



يجتمع النساء بالأسفل حول وصفية والدة شهاب وإلي جوارها إبنتها نهال وهي تحمل رضيعها الصغير علي قدمها تبكي تارة وتربت علي ظهر والدتها تارة آخري 


هبطت نورسيل الدرج بمساعدة نايا متجهين إلي مجلس النساء نهض الجميع وإتجهوا لها يقدمون التعازي وهي تبكي بمرارة فاليوم بدل أن يتم تهنئتها لعقد قرانها يتم تعزيتها لوفاة عريسها وبدل من أن ينصب صوان من أجل الزفاف ، نصب صوان عزائه بدلا منه.


إتجهت الي مجلس زوجة عمها وجلست جوراها وارتمت داخل أحضانها وجسدها ينتفض من كثرة البكاء والآخري تربت علي رأسها بحزن لا تردي تواسيها هي وهي من تحتاج إلي المواساة فقد مات فلذة كبدها في زهرة شبابه بدل من أن يوصلها هو إلي قبرها هي من أوصلته لقبره.


رفعت نورسيل رأسها ورددت بدموع:

-عايزة أحضر الجنازة يا عمة قلبي وجعني أوي عايزة أشوف شهاب.


تحدثت وصفية بصلابة لا تدري من أين أتت بها وقالت:

-هنروح يا بتي هحضر جنازة ولدي وأشوفه قبل ما يدخل قبره.


تحدثت نهال بدموع:

-بلاش يا أمي أحسن يحصلك حاجة أنتي ولا أكلتي ولا شربتي من إمبارح يا حبيبتي.


إبتسمت والدتها بمرارة وقالت:

-تفتكري بعد موت شهاب هيبقي حد ليه نفس لزاد ولا مياه أنا مش هرتاح غير لما حق والدي يرجع وينام مستريح في قبره.


دلف إحدي الغفر سريعا وردد :

-خلاص يا ست الحاجة هما جايين بالعربيات ورايحين المقابر عشان يدفنوا شهاب بيه.


أغمضت عينها بألم ونهضت ونهض الجميع معها إتجهت إلي الخارج متجه الي المقابر كي تشبع عينها منه قبل دفنه.


❈-❈-❈


يركب بالمقعد الخلفي للسيارة وجواره عمه بينما يجلس عامر إبن عمه وزوج شقيقته الصغري بالأمام جوار السائق يحادث زوجته ألتفت إلي يوسف ومد يده بالهاتف مردد بتوضيح:

-كلم أختك عشان تطمئن.


إبتسم يوسف بتفهم وآخذ الهاتف منه مرددا بحنو:

-أيوة يا عليا معاكي يا حبيبتي أطمني أه خرجت بالسلامة إن شاء الله طمني ماما وأخواتك بكره بإذن الله هكون عندكم ماشي يا حبيبتي مع السلامة أغلق الهاتف وتسأل :

-أيه وقفوا ليه ؟


نظر عامر الي خارج وأجاب :

-أهله واقفين هينزلوا من العربيات وهيكملوا الطريق مش تقريبا.


زفر بحنق وقال:

-تمام يلا.


قطب عوني جبينه وردد بإستنكار:

-هو أيه إلي يلا أنت أتجننت يا يوسف هننزل نمشي وسطهم قدر ضربوا علينا نار ؟


تهكم يوسف ساخرا وقال:

-هيضربوا نار ومدير الأمن ووكيل النيابة موجودين يا عمي ؟ مفتكرش أنهم أغبية كده .


ردد عوني بإصرار:

-لو بردوا مش هننزل نمشي وراهم كده أنت ناسي أحنا مين وهما مين ؟


زفر يوسف بملل وقال:

-عمي مش وقت  الخيلة الكدابة دي لازم نمشي زيهم مش ناقصين وجع دماغ لو حضرتك مش هتقدر هنزل أنا.


نظر له بغيظ وقال:

-هنزل يا يوسف وأمري لله لما نشوف آخرتها.


ترجلوا من السيارة وتحركوا خلف الجنازة وخلفهم العديد من الحرس سيرا علي الأقدام.


❈-❈-❈


وصلت الجنازة إلي المقابر واصطف الجميع بعد وضع الجثمان وأمهم سالم الشافعي ووقف كل من شريف ووكيل النيابة ومدير الأمن إلي جوار يوسف وعوني الذي وقف علي مضض وجواره عامر والبقية خلفهم إنتهت صلاة الجنازة وقام الشيخ بالدعاء إلي المتوفي.


وقبل أن يتم الدفن إقتربت والدته وشقيقته ونورسيل ونايا إتجه لهم شريف وإتجه إلي جثمان شقيقه وأزال الغطاء من علي وجه شقيقه إقتربت والدته منه وقبلت جبينه بقلب منفطر بينما أكتفت نورسيل بالنظر له بحزن حاولت وضع يدها علي جبينها تحدث شريف منبها:

-لأ أنتي مش محارمه.

سحبت يدها بحزن آخذتها نايا ليقفوا بعيداً نوعاً ما وكذلك إبتعدت والدته وشقيقته .


غطي شريف وجهه مرة آخري وبدأ بحمله هو والرجال متجهين به إلي المقبرة كي يتم دفنه.


إتجه بعينه وسلط بصره عليها من أسفل نظراته الشمسية مرددا بهمس إلي عامر :

-مين البنت دي ؟


همس عامر بتوضيح:

-هعرف منين يمكن أخته مراته.


هز يوسف رأسه نافياً:

-لأ مش مراته الواد أخوه مخلهاش تقرب منه.


زفر عامر بحنق وقال:

-ياسيدي أحنا مالنا خلينا نخلص ونروح بقي أنا مخنوق الجو حر أوي .


نظر يوسف ساخرا وقال: 

-معلش هشغلك التكيف.


إنتهي الدفن وبدأ الناس في المغادرة إقترب يوسف مرة آخري من مدير الأمن وقدم التعازي معه وأكدوا علي الميعاد…


❈-❈-❈


تهبط الدرج بسعادة وهي تصيح:

-يا ماما يا عدي يا طنط يوسف خرج.


نهض الجميع بلهفة وإقتربت منها شقيقتها الصغرى عهد مرددة بلهفة:

-بجد عرفتي منين ؟


أجابت بلهفة:

-عامر كلمني وبلغني وكمان يوسف.


تنهد الجميع وعقب عدي متسائلاً:

-هما جايبين علي هنا ؟


هزت رأسها نافية وقالت:

-لأ قال جايين بكره.


تنهدت صفاء براحة وتمتمت :

-الحمد لله بس أنا مش هرتاح غير لما أشوفه قدام عيني.


إبتسم عدي وعقب:

-بإذن الله يا ست الكل بكره مش بعيد.


إقتربت عهد من والدتها ورددت بحيرة :

-تفتكري هو ليه مش راجع النهاردة يا ماما ؟ مش غريبة شوية دي أنا قولت آول حاجة هيجي ليكي علي طول.


نظرت لها والدتها بحيرة وقالت :

-عندك حق يا عهد غريبة دي .


تحدث عدي معقبا :

-لا يا ست الكل مش غريبة أكيد هيبقي فيه قاعدة يتصافوا فيها .


تطلعت والدته بإنتباه وردت:

-ربنا يستر يارب ويعديها علي خير.


❈-❈-❈


إنتهت الجنازة وعاد يوسف وعمه وعامر إلي قصرهم جلس يوسف علي أقرب مقعد بوقار واضعا ساق فوق ساق.


جلس عونه علي المقعد المقابل له وردد بفضول :

-أنت ناوي علي أيه ؟


زفر يوسف وأجاب بنفاذ صبر:

-مش ناوي علي حاجة يا عمي لنا نشوف طلباتهم أيه.


تحدث عوني محذرا :

-فلوس ماشي لكن أوعي تفرط في شبر أرض.


مسح يوسف علي وجهه وردد بنفاذ صبر :

إلي فيه الخير يقدمه ربنا يا عمي..


أنهي عامر مكالمته الهاتفية وإقترب منهم وعقب :

-تعرفوا ان الواد ده كان كتب كتابه النهاردة.


نظروا له بترقب واردف يوسف متسائلا:

-عرفت منين ؟


رد عامر بهدوء:

-بعد الدفنة سمعت أتنين رجالة وهما بيتكلموا عن البنت الي كانت واقفة جنبه ولما سألت عرفت أنها بنت عمه وكانت خطيبته وكتب كتابهم النهاردة بس بيقولوا بقي البنت دي حلوة أوي ومكنوش بيخرجوها من البيت حتى جامعتها كانت في إسكندرية مش هنا.


إبتسم يوسف ساخرا ونهض مستئذنا :

طيب أنا هطلع أخد شور وأريح ساعة بعد إذنكم.


تحدث عوني بهدوء: أتفضل.


❈-❈-❈


دلف غرفته وأرمي بثقل جسده علي الفراش بتثاقل إبتسم ساخرا ، وقال:

-يعني كتب كتابه النهاردة وإمبارح كان هيعتدي علي واحدة ؟ هز رأسه متهكما ونهض بتثاقل متجها إلي خزانة الملابس يقوم بإخراج ملابس نظيفة له وبعدها إتجه إلي المرحاض كي ينعم بحمام بارد يهدئ من روعه قليلا.


خرج بعد نصف ساعة وإرتدي ملابسه وجلس علي الفراش يهاتف والدته وشقيقه كي يطمئن عليهم…


❈-❈-❈


يجلس سالم مستندا علي عصاه وجواره شريف من جهة وزوجته وصفية من جهة آخري.


رددت وصفية بحزن:

-هان عليك تحط إيدك في إيده ؟


أغمض عينه بحزن :

-أسمعيني يا وصفية أنا واثق أن يوسف برئ من دم شهاب.


تحدث شريف بعصبية:

-يعني أيه برئ يا بابا أيه إلي حضرتك بتقوله ؟ لو حضرتك خايف تاخد تار أخويا أنا رقبتي سدادة وهاخده.


رمقه والده بغضب وقال:

-لأ مش خايف أخد تار أخوك يا بيه لكن أنا عارف أخوك وعمايله كويس .


زفر شريف بحنق وقال :

-طيب وحضرتك ناوي علي أيه ؟


نظر الي الجهة الآخري وردد ببرود:

-أخوك شادي هيرجع إمتي وأزاي ميحضرش دفنة أخوه توأمه.


رد شريف بإرتباك:

-شادي ميعرفش أنا مبلغتوش.


تطلع له سالم بغضب وقال:

يعني أيه ميعرفش أنت أتجننت أتفضل قوم بلغ أخوك .


هز رأسه بقلة حيلة ونهض وهو لا يدري كيف سيخبر شقيقه بهذا الأمر تنهد بقلة حيلة وهو يدعي أن تمر هذه المكالمة مرور الكرام.


❈-❈-❈


مع آذان العصر.


يجتمع الجميع مع إنتهاء آذان العصر وإقامة الصلاة إسطف المصلين خلف الإمام.


أقام الصلاة وفور أن إنتهي صلاة العصر غادر المصلين وتبقي شيخ المسجد ومدير الأمن وعضو مجلس الشعب وكبار العائلات جلس الجميع أرضا وتحدث الشيخ عن الصلح مرددا بعض الآيات القرآنية قال -تعالى-: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ). قال -تعالى-: (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).


تحدث يوسف بهدوء:

-وأنا جاي القاعدة دي يا شيخ عشان الصلح والي أنتوا هتحكموا به أنا رقبتي سدادة المهم أن التار يقف وبس.


تحدث الشيخ براحة:

-تمام يا أبني ألتفت إلي سالم وتسأل طلباتك يا شيخ سالم ؟


رد بإقتضاب:

-أنا مش هاخد ديه لوالدي يا شيخ.


تنهد الشخ براحة وردد بحذر:

-طالما مافيش ديه يبقي نسب.


لا صاح بها شريف وعوني في نفس واحد.


ألتفت سالم إلي شريف وأردف بأمر:

-شريف صوتك ميطلعش سامع.


صمت الآخر بخزي.


عقب يوسف بتحذير:

-عمي الموضوع ده يخصني أنا وبس ألتفت إلي الشيخ وردد بهدوء قصد حضرتك ايه بالنسب ؟


تحدث الشيخ بتردد :

-حضرتك تتجوز واحدة من بيت الشافعي وواحد من أخوات المرحوم يتجوز من بيتكم.


صمت مطبق علي الجميع قطعه مدير الأمن :

-ها يا حاج سالم أيه رأيك ؟


تنهد سالم وقال:

-موافق .


ألتفت مدير الأمن الي يوسف وقال:

-وأنت يا يوسف بيه ؟


رد يوسف بحذر :

-موافق بس أختي هتتصان في بيتهم ؟


رفع سالم رأسه وردد:

-أختك هتبقي في بيتنا وأم عيالنا هتتصان فوق الراس.


تنهد يوسف براحة وقال:

-تمام  .


نظر سالم إلي شريف وقال:

-العريس أبني شادي توأم شهاب الله يرحمه والعروسة بنت أخويا  وخطيبة المرحوم .


تحدث الشيخ بإبتسامة:

-علي خيرة الله كتب الكتاب والدخلة يكون يوم أربعين المرحوم يتكتب الكتاب وكل عروسة تروح بيتها والشبكة والمؤخر والمهر ده بقي يرجع ليكم


رد سالم بهدوء: 

-تمام علي خيرة الله.


تحدث يوسف بهدوء:

-تمام يا شيخ وأي طلبات أنا جاهز ليها.


إبتسم مدير الأمن وقال:

-طيب الحمد لله يلا بقي تسلموا علي بعض عشان تصفوا النية.


نهض يوسف وكذلك سالم وتبادلوا السلام بصمت تام وبعدها غادر الجميع.


❈-❈-❈


فور أن تحركت سيارة يوسف صاح عوني بجنون:

-أنت ازاي توافق علي الجنان ده يا يوسف هتسلمهم أختك ؟ أنت متخيل ممكن يعملوا فيها أيه ؟


تنهد يوسف بملل وقال:

-مش هيعملوا فيها حاجة وكمان هيحطوها فوق رأسهم كه شئ أنا واثق منه أنا كان مشكلتي أنها تتجوز إلي أسمه شريف ده ، لكن شادي ده أعرف أنه بعيد عن أبوه تماما وعايش في القاهرة يعني هتبقي جنبي وهقدر أوقفه عند حد لو فكر يأذيها.


تطلع عمه له بضيق ونظر أمامه بصمت…


❈-❈-❈


يدلف شريف منزلهم ووجه لا يبشر بالخير نهضت والدته سريعا وإقتربت منه مرددة بلهفة:

-خير يا أبني أيه الي حصل وأبوك فين ؟


تحدث ساخرا :

-حصل ايه أبويا هيناسب إبن المغربي هيجوزه نورسيل وهيجوز أخته لشادي.


ضربت علي صدرها بصدمة…


بينما الآخري إستمعت إلي حديثهم أثناء خروجها من المطبخ شهقت بصدمة وإتجهت سريعا إلي غرفة شقيقتها تخبرها بما إستمعت إليه.


يتبع…….






                     الفصل الثالث 


ما أن إستمعت نايا إلي حديثهم ركضت سريعًا إلي غرفة نورسيل تخبرها بما إستمعت إليه..


صاحت وصفية بصدمة :

-أنت بتجول أيه يا شريف يا ولدي أبوك عايز يچوز عروسة المرحوم ليه ؟


هز رأسه ساخراً وقال :


-أيوة يا ستي شفتي الهنا إلي أحنا فيه يا أما. 


تهاوت علي أقرب مقعد وجلست فوقه تنتحب .


إقترب منها شريف بضيق وقال:


-مش وجته يا أما إلي بتعمليه ده أحنا لازم نشوف صرفه معاه الجوازة دي إستحالة تتم أنا هكلم شادي ولما ياجي أكيد مش هيوافج علي الكلام الفارغ ده وتار أخويا أحنا أولي بيه.


ضحكة ساخرة خرجت من فم سالم الذي دخل من الباب مستنداً علي عصاه إقترب بتمهل وردد متهكما :

-وأنت بجي  إلي هتجدر تاخد تار خيك من ولد المغربي ؟


تحدث شريف بغرور:


-أيوة يا أبا وعندي إستعداد أروح دلوجتي وأطخه في جلب داره.


جلس سالم بوهن وقال:


-من كل عجلك يا والدي فاكر أن الدنيا سهلة أجده ؟ فاكر أن جتل واحد من المغاربة سهل ما بالك بكبير العيلة ذات نفسه أنت إكده بتحكم علي نفسك وعلينا يا والدي بالموت والبلد هتتحول لبحر دم ملوش نهاية إلي عملته أنا كان عين العجل.


رددت وصفية بحزن:


-لا مش صوح يا حاچ علي الأجل كنت تجوزه نايا مش تچوزه عروسة المرحوم آولي بيها شريف أو شادي.


تنهد بحزن وقال:


-عيالك يا حاچة مفيش واحد فيهم هيرضي يتچوز الي كانت مكتوبة لخيهم رفع رأسه ونظر إلي شريف متسائلا كنت هتوافج يا والدي تتجوز عروسة أخوك ؟


صمت شريف قليلا وتحدث نافياً:


-لأ يا أبا مكنتش هجدر أتچوزها ولا أنام وياها في فرشة واحدة.


ألتفت إلي زوجته بنظرة ذات معني وردد:


-صدجتيني يا حاچة جوم يا والدي إتصل بخيك وأوعي تقوله علي شئ عرفه بس أن خيه مات ولا أزيد ولا أجل لو مش هتجدر هات أنا أخبره.


هز شريف رأسه بقلة حيلة وقال:


-حاضر هخبره بالإذن…..


                   ❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


إستمتعت لحديث شقيقتها بإنصات شديد ونهضت من علي الفراش بشرود تام جلست بأريحية علي مقعدها الهزاز متشحة بالسواد وهي مازالت تستمع لحديث الآخري .


-زي ما قولت ليكي كده سمعتهم بيقولوا إنك تتجوزيه أنا مش فاهمة بس أيه الي بيفكروا فيه ده دول أكيد أتجننوا أنت أكيد هترفضي الهبل ده صح ؟؟؟!


ألتفت لها الآخري ونهضت ببطئ ووقفت في قبالتها وتمتمت بإبتسامة باهتة:


-ومين قالك أني مش موافقة ؟


شهقت الآخري بعدم تصديق:


-موافقة علي أيه ؟ أنتي بتهزري يا نورسيل صح ؟ 


حركت نورسيل رأسها نافية وقالت بنبرة تهكمية:


- أهزر ؟ تفتكري الموضوع ده فيه هزار ؟ أنا بتكلم جد يا نايا.


رددت الآخري بذهول:


-بتتكلمي جد ؟ يبقي أكيد أنتي أتجننتي هو أنا أه ضد التار والهبل ده لكن  لما تنسي تارك معاه وتروحي تتجوزيه ؟ نسيتي إلي حصلك بسببه ؟ خطيبك مات ليلة كتب كتابكم وأنت عادي كده هتروحي تتجوزيه !


إبتسمت الآخري بغموض وتمتمت:


- لأ منستش ولا هنسي وتاري هاخده بإيدي لكن لما أبقي في عقر دار عدوي الفرصة هتبقي أقوي من وأنا بعيد عنه.....


                     


                   ❈-❈-❈


ألتفت إلي زوجته التي تبكي بإشفاق هو يعي جيدا ما الآلم الذي تشعر به فهو أيضا ذاق مثلها مرارة فقدان الإبن لكن ما باليد حيلة ما فعله هو الصواب من أجل الجميع.


 آخذ نفس عميق محاولا تهدئة دقات قلبه الثائرة مرددا بأسي:


-عارف أنتي حاسة بأيه دلوجتي يا حاچة وحاسس زيكي بالنار إلي في جلبك بدل ما تجعدي تستجبلي التهاني بفرح ولدك تستجبلي العزاء فيه ، لكن دي إرادة ربنا مالنا فيها حديت واصل إبنك كان مكتوب له يموت في الوجت ده واليوم ده يعني لو مخرچش حتي من البيت كان هيموت بردك هوني علي نفسك يا حاچة وأدعيله.


إبتسمت بمرارة وقالت:


-جلبي واچعني جوي يا حاچ بدل ما كنت هشوفه النهاردة يا نضري في لبس الفرح شوفته متكفن.


أغمض عينيه وردد بصلابة:


:جدره إكده وأتزف عريس يا حاچة وحدي الله أنتي ست مؤمنة وموحدة بالله بلاش بكي أنتي إكده بتتعبيه في جبره سبيه ينام ويرتاح أدعيله أجريله قراءن ده إلي محتاچه منيكي مش البكي.


هزت راسها بصمت وهي تحاول كبت عبراتها من الدموع.


أكمل هو حديثه بحذر وقال:


-البنية إلي هتاجي حدانا يا حاچة هبجي مرت والدك وأم أولادنا في المستقبل يعني تعمليها بما يرضي الله ومتخدهاش بذنب حد سمعاني يا حاچة مش أحنا إلي نذل حد دخل بيتنا.


نظرت له معاتبة وردت:


-أطمئن يا حاچ هتبجي فوج راسي دي هتبجي مرت والدي  إلي فاضل ليا من ريحته صمتت قليلا وعقبت بس أنت ليه عايز تچوزها لشادي مش شريف ؟


تنهد بشرود وأجاب:


-لأن شادي عاجل بعكس شريف إلى ما هيصدچ تبقي تحت يده وينتجم منها الأصلح كان شادي…


   الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


                   ❈-❈-❈


قطبت نايا جبينها بحيرة وأردفت:


-قصدك ايه مش فاهمة حاجة؟


إبتسمت نورسيل بهدوء وقالت:


-مش مهم تفهمي سبيني شوية لوحدي يا نايا ممكن ؟


هزت الآخري رأسها بقلة حيلة تطلعت هي في آثرها ثوان وجلست مرة آخري علي مقعدها الهزاز بأريحية وهي تداعب محبسها الذي ألبسها إياه شهاب منذ عام ومن وقتها لم تخلعه هي من بنصرها من وقتها ، منذ أن فتحت عينيها في هذه الدنيا تفتحت علي حب شهاب وكل يوم يمر بحياتها كانت يزداد حبها و عشقها له ،رغم أنه هو وشادي كانوا توأم متماثل فهي أحبت شهاب وتغاضت عن عيوبه الظاهرة للعيان والتي طالما حذرتها منها نايا لكن مرآة الحب عمياء كما يقال ……               


                  ❈-❈-❈


يحتسي فنجان القهوة الخاص به بإستمتاع شديد غير عابئ بالجالسة جواره وتثرثر كلام لا قيمة بالنسبة له لكن كبير بالنسبة لها هي .


إبتسم بإقتضاب وألتفت لها مرددا بملل :


-خلصتي رغي ولا لسه يا نهي ؟ أصل بصراحة دماغي صدعت.


نهضت هي بإمتعاض واضعة يدها بمنتصف خصرها وتمتمت بغيظ:


-يعني أيه صدعت شادي إلي بيحصل ده مش هيستمر كتير أحنا لازم نتجوز .


زفر بملل وقال:


-أحنا متجوزين فعلا ! في حد بيتجوز مرتين ؟


دبت بقدمها بعنف ورددت:


-متجوزين عرفي يا شادي باشا والوضع ده مش هينفع يستمر أنا كل شوية يتقدملي واحد وأنا أرفضه عشان خاطرك.


وضع فنجان القهوة علي المنضدة ونهض واضعا يده بجيب بنطاله وأردف ببرود:


-لا مش عشاني عشان فلوسي إلي بتصرف عليكي أنتي وأهلك بعد ما جوزك طلقك من سلوكك الحلو يا قطة.


ربعت ساعديها ورددت بتهكم:


-وطالما أنا رخيصة كده بتتجوزيني ليه ؟ أقولك أنا أتجوزتني بعد ما حبيبة القلب إلي أتجوزتها من وراء أهلك أطلقت منك لما عرفت إنك ………


ما كادت أن تكمل حديثها إلا وعالجها هو بصفعة مدوية أسقطتها أرضا وهي تصرخ بألم إقترب منها وجذبها من شعرها مرددا بفحيح :

-إحمدي ربنا إنك مكملتيش كلامك لأن وقتها كنت هدفنك حية قام بجرها من خصلات شعرها بعنف متجها بها إلي خارج الشقة غير عابئ توسلاتها ولا رجاءها بتركها أغلق الباب خلفها بعنف ووقف يتنفس بسرعة وهو يمسح علي وجهه كمحاولة لتهدئة الوحش الثائر بداخله  وإخرجته هذه الشمطاء….


                   ❈-❈-❈


دلفت المنزل مرتدية نقابها وهي تتنهد براحة إقتربت منها والدتها وأمسكتها من ذراعها بعنف وأردفت:


-بردوا مسمعتيش الكلام ونفذتي إلي في دماغك يا حنين ؟


رفعت الآخري النقاب وهي تأن بألم من ضغط والدتها علي ذراعها:


-غصب عني يا أمي مكنتش هتحمل أن واحد برئ يحصله حاجة بسببي.


ضربت والدتها علي صدرها بخوف وقالت:


-روحتي بلغتي عن نفسك ؟


هزت الآخري رأسها سريعا نافية وردت مدافعة :


-لا يا أما أطمني طلع براءة وهيحلوا التار بالنسب .


قطبت والدتها بحيرة وقالت:


-نسب ؟ أزاي يا بتي ؟مش فاهمة ؟


رفعت حنين كتفيها بحيرة وأجابت :


-مش عارفة يا أما ده إلي سمعته من الناس.


تنهدت والدتها براحة ورددت :


-طيب الحمد لله أنسي بقي الموضوع ده يا بتي وخلينا نشوف حالنا أحنا غلابة وملناش غير ربنا .


إبتسمت براحة وقالت:


-أطمني يا ياما خلاص مش هفكر في الموضوع ده تاني هركز في أكل عشنا وبس لغاية ما أبويا يقوم لينا بالسلامة من تاني .


ربتت والدتها علي ظهرها وتمتمت:


-ربنا يصلح حالك يا بتي ويوقفلك ولاد الحلال دايما….


                   ❈-❈-❈


فاق من ثورته علي رنين هاتفه أخرج الهاتف من جيبه وإمتعض وجهه عندما علم هوية المتصل إتجه إلي أقرب مقعد وتهاوي فوقه وأجاب :


-ألو أيوة يا شريف الحمد لله صمت قليلا وتسأل مال صوتك يا شريف في حاچة حصلت ؟


إنتفض من مقعده مرددا بعدم إستيعاب:


-شهاب مات ؟ أزاي ؟ وإمتي .


قطب جبينه بصدمة وردد :


-مات إمبارح وأدفن ولسه فاكر تكلمني أقفل أنا مسافة الطريق وأكون عندكم أغلق الهاتف وتهاوي بجسده متمتما بعدم تصديق مات أغمض عينيه بأسي فالآن علم سبب الآلم الذي يشعر به في قلبه منذ أمس….


                   ❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


طرق علي الباب بخفة أيقظها من غفوتها علي مقعدها الهزاز التي لم تدوم سوي دقائق نهضت علي الفور وهي تضع حجابها علي رأسها فهي تعلم هوية الطارق بالفعل فتحت الباب وتمتمت بإحترام :


-أتفضل يا عمي ؟


تطلع لها بحنان وهو يدلف الغرفة قائلا:


-أنتي كنتي نايمة يا بتي ولا أيه؟


هزت رأسها نافية ورددت بأسي :


-لا يا عمي كنت صاحية هيجي منين النوم بعد موت شهاب.


أغمض عينه بأسي وجلس علي الفراش مرددا بأسف:


-الله يرحمه جربي يا بتي أجعدي چاري رايد أتحدت وياكي .


إقتربت منه بإرتباك وجلست جواره وهي علي أتم العلم ماذا يريد منها.


ربت علي ظهرها بحنان وهتف :


-أنا عارف يا بتي كنتي بتحبي شهاب جد أيه بس خلاص راح عند إلي خلجه وأنتي عارفة عوايدنا في التار بيكون ديه لا نسب وأنا يا بتي مش هجبل دية لوالدي ومجدمناش غير النسب.


تطلعت له بإنتباه أكمل هو حديثه بحذر:


-وعشان أجده يا بتي شادي هتيچوز بنت عبدالرحمن المغربي وأنتي يا بتي هتتچوزي يوسف المغربي .


ضغطت علي شفتيها بألم وقالت:


-هتقدر تحط إيدك في إيد إلي قتل والدك يا عمي .


إبتسم بأسي وتمتم :


-يوسف يا بتي برئ من دم والدي  أنا واثج من إجده مش يوسف المغربي ولد عبد الرحمن إلي يعملها يا بتي إلي عايش طول حياته بعيد عن إهنه وبياجي البلد من السنة للسنة لفعل الخير ما يعملهاش واصل يا بتي مش هغصبك علي حاچة لو أنتي رافضة يتچوزك يبجي يتچوز نايا يا بتي وبلاها أنتي أنا مش هغصبك علي حاچة يا بت الغالي.


                   ❈-❈-❈


مع أصوات أذان العشاء تصل السيارات إلي قصر الغربي بالقاهرة ترجل السائق سريعا وقام بفتح الباب الي يوسف الذي دلف إلى الداخل وخلفه عمه وعامر.


نهضت والدته بلهفة فور رؤيته وركضت تجاهه تضمه بلهفة وهي تتفحصه بعناية.


قبل هو جبينها بحنان وردد بمزاح :


-إهدي يا ست الكل هي ليلة واحدة إلي بعدتها عنك أكيد مش هنقص حاجة.


ضربته علي ذراعه بعنف وأردفت معاتبة:


-ليك نفس تهزر وأنا في الحالة دي ؟


قبل يدها بحب وقال:


-أه عشان تضحكي أنا مش عايزك في الحالة دي يا ست الكل أضحكي كده أنا معاكي أهو.


أيه يا طنط مفيش غير يوسف ولا أيه ده انا جوز بنتك حبيبك قالها عامر بدعابة.


إبتعدت عن يوسف وضمت عامر بحب :


-حمد الله علي السلامة يا أبني.


إبتسم عامر وقال:


-الله يسلمك يا ست الكل.


ألتفت إلي عوني وقالت:


-حمد الله علي السلامة أبو عامر.


ردد بإمتعاض:


-الله يسلمك شوفتي إنك وعمايله.


رددت الآخري بقلق:


-عمل أيه خير ؟


تحدث يوسف بمقاطعة:


-عمي لو سمحت مش عايز كلام في الموضوع ده بعد إذنك.


نظر له بغيظ وقال:


-حاضر أديني سكت هي الحاجة وعليا هنا ولا مشيوا ؟


قطبت جبينها بحيرة وقالت:


-مشيوا من ساعة.


هز عونه رأسه بتفهم وقال:


-يلا بينا أحنا يا عامر يا أبني بعد إذنكم.


تحدثت الآخري بلهفة:


-أستنوا طيب نتعشي سوا ؟


ردد عوني معتذرا:


مرة تانية بعد إذنكم.


غادروا وإتجه يوسف الي الداخل ووالدته خلفة مرددة بحيرة:


-في أيه يا ابني بالظبط وعمك ماله؟


جلس علي المقعد وتحدث بهدوء:


هتعرفي كل حاجة يا أمي أطمني بس ممكن تبعتي حد لعدي وعهد.


تطلعت له بحيرة وهزت رأسها بإيجاب داعية الله أن يمر الأمر مرور الكرام.


                    ❈-❈-❈


يجلس الجميع بصمت تام كأن علي رأسهم الطير بعد أن إستمعوا إلي حديث يوسف .


تطلع لهم يوسف قليلا وأردف متسائلا :


-ساكتين ليه ؟


ألتفت له والدته بحزن وقالت:


-عايزنا نقول أيه ؟ هيجيلك قلب ترمي أختك ليهم ؟


قطب يوسف جبينه مستنكرا وقال:


-نعم أرمي أختي ليهم ؟ أيه الي حضرتك بتقوليه ده يا أمي أنا لو عندي شك واحد في المية أنهم ممكن يأذوا عهد هيبقي علي رقبتي يا أمي.


هتفت والدته بتراجع:


-مش قصدي يا أبني بس أنت متضمنش هيعملوا أيه فيها .


تحدث عدي بهدوء:


-مش هيعلموا أي حاجة يا أمي لأن ببساطة زي ما عهد في بيتهم بنتهم في بيتنا .


إبتسم يوسف وقال:


-أهو عدي رد عليكي وكمان هما عارفين كويس أوي أنا هعمل فيهم أيه لو حد قرب منهم وكمان شادي ده عايش هنا في القاهرة من سنين وفاتح شركة خاصة به ومستقل بحياته عنهم يعني عهد مش هتحتك بيهم غير نادرا وكمان هتبقي جنبنا.


تنهدت بقلة حيلة وتمتمت:


-إلي أنت شايفه يا أبني.


ألتفت إلى عهد التي تجلس بصمت تام وردد بحنو:


-مش إلي أنا شايفه إلي عهد شايفاه أيه رأيك يا عهد ؟


تطلعت له بتيه وهتفت بخجل:


-إلي حضرتك شايفه يا أبيه.


تنهد براحة ونهض مقبلا رأسها بحنان:


-مبروك يا حبيبتي ألف مبروك.


إبتسمت بخجل وجلس هو مرة آخري .


تحدثت والدته بفضول :


-هي عروستك إسمها أيه ؟


قطب جبنيه بحيرة وقال:


-مش فاكر الصراحة هي إسمها غريب شوية.


تطلع أشقائه له وسرعان ما إنفجروا ضاحكين علي ما تفوه به شقيقهم الأكبر فهو@ لا يتذكر إسم عروسه التي سيتزوجها ….


                   ❈-❈-❈


يتبع……


بقلم زينب سعيد القاضي.





                        الفصل الرابع


تطلعت إلي عمها قليلاً وهو تنسط لما يقوله بضيق شديد تحدث هو يحثها علي الحديث:

-ساكتة إكده ليه يا بتي جولي رأيك موافجة ولا يتچوز نايا ؟


زفرت بضيق وتمتمت :

-موافقة يا ياعمي.


تنهد براحة وهتف:

-ماشي يا بتي ربنا يچعلها جوازة الضهر ليكي.


إمتعض وجهها ونظرت إلي الجهة الآخري.


أغمض الآخر عينيه بحزن فعلي ما يبدوا أن إبنة أخيه لم تمرر هذه الزيجة مرور الكرام.


ربت علي ظهرها بحنو وعقب:

-أسمعيني يا بتي أنتي لو موافجة علي الچوازة دي لازم تبجي خابرة زين أن مفيش طلاج واصل وهيبجي چوزك أبو عيالك يعني أي حاچة بتفكري فيها يا بتي تنسيها وأنسي شهاب لأن من وجت ما ينكتب كتابك علي يوسف يبجي عقلك يمحي شهاب منه يا بتي لأن إكده هيكون حرام وبتخوني چوزك وأنا مرضاش ليكي إكده واصل.


التفتت له ورددت بدموع:

-حتي التفكير فيه حرام ده ميت !


تنهد بألم وعقب:

-إكده الصوح يا بتي يلا هسيبك تريحي دلوك تصبحي علي خير.


نهض سالم مستنداً علي عصاه بوهن بينما هي نظرت في آثره بشرود….


                                  ❈-❈-❈

          

وصل إلي منزل عائلته بالصعيد بعد أربعة ساعات متواصلة من القيادة فتح له الغفر البوابة الكبيرة وهما يلقون عليها عبارات التحية فرحين بعودته من جديد فهو لم يأتي منذ أربعة سنوات إلي هنا ، عبر بسيارته الممر القصير وأوقف سيارته أمام المنزل وترجل من السيارة وهو يتطلع حوله يتأمل المكان الذي فارقه منذ زمن تنهد بحزن وهو يسترجع ذكرياته السابقة في هذا المنزل فاق من شروده علي إقتراب الغفر منه مهللين بعودته وأيضاً يقدموا له واجب العزاء….


                    ❈-❈-❈


في الداخل.


يجلس شريف مع والدته يربت علي ظهرها بحنان فهي لم تكف علي البكاء منذ أمس وكذلك لم تضع أي لقمة داخل جوفها.


إقتربت منها نايا وهي تحمل  طبق صغير من الشربة وجلست جوارها هي الآخري مرددة بعتاب:

-أيه يا عمة هتكسفي إيدي ؟


رفعت وصفية رأسها وهتفت بدموع:

-مجدراش يا بتي منين هيچيلي النفس بعد فراج الغالي.


تحدث شريف معاتبا:

-يا أماي لازم تأكلي لجمة صغيرة علي الأجل أنا خايف تجعي من طولك من وسطنا.


هزت رأسها نافية وتمتمت:

-معلش سبني علي راحتي يا ولدي مش هجدر أنا جلبي محروج علي خيك.


تنهدت نايا بحزن وعقبت:

:تفتكري شهاب مبسوط وأنتي رافضة تأكلي وتشربي كده ؟ ده هيفرحه ؟ أو هيرجعه حتي ؟ ياريت البكي بيرجع إلي فارق مكنش حد بطل بكي .


أماء شريف مؤكداً وأردف:

-والله عنديكي حج يا نايا البكي مش هيرچعه لا ده كل دمعة منيكي هتحرجه في جبره دلوجتي.


أكملت نايا مؤيدة:

-شريف عنده حق يا عمة يلا بقي كلي أنتي ست مؤمنة وراضية بقضاء ربنا وإلي بتعمليه ده حرام.


تطلعت لها وصفية بحزن ومدت يدها وآخذت منها الطبق وهي تحاول أن يبتلع جوفها شئ من هذا الطعام فهو كالعلقم بفمها.


لفت إنتباههم أصوات بالخارج نهض شريف مرددا بعصبية:

-وه أيه الصوت إلي چاي من بره ده أنا خارچ أطربجها فوج دماغهم البهائم دول تحرك متجهاً إلي الخارج متوعدا لهم أشد العقاب.


بينما نظرت نايا في آثره بضيق فهي تكره غروره وتكبره إذا كان هو أو شهاب رحمه الله فكلاهما وجهان لعملة واحدة لا تعلم كيف كانت شقيقتها الحمقاء تحب هذا المدعو شهاب هزت رأسها بقلة حيلة وطلت ترتب علي ظهر زوجة عمها بخفة.


                  ❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


خرج من الباب وصاح بعنف عندما وجد تجمع الغفر ولكن لم ينتبه إلي شقيقه الأصغر الذي يقف بينهم :

-حصل أيه يا غفير منك ليه واجفين إكده ليه وسايبين أشغالكم ؟

وقف الجميع بإحترام وتحدث أحدهم بإحراج:

-أسفين يا سعادة بيه بس كنا بنرحب بشادي بيه.


الأن إنتبه إلي شقيقه الذي ركض سريعاً تجاهه يضمه بلهفة وكذلك شادي الذي شدد هو الآخر من إحتضانه بإشتياق.


إبتعد عنه شريف بعد فترة مرددا بعتاب:

-أخيرا چيت دارك يا ولد أبوي.


إبتسم شادي وتمتم:

-كله بأوانه يا ولد أبوي.


تنهد شريف وقال:

-ماشي يا خي تعالي ندخل .


أماء الآخر رأسه ودلفوا سويا للداخل وفور أن وقعت أنظار وصفية علي نهضت سريعاً غير عابئة بالطعام الذي سقط أيضاً من يدها وركضت تجاهه وهو تصرخ بلهفة:

-والدي..


ركضت شادي هو الآخر تجاهها وضمها بلهفة ، ظلت تبكي داخل أحضانه وتقبل كل أنشئ به..


بينما وقفت نايا وشريف يتابعوهم بصمت……

            

                    ❈-❈-❈


خرج من غرفته سريعاً وهي يستند علي عصاه بفزع من صرخة زوجته هبط الدرج وهو يكاد يركض من شدة إسراعه وقف أخيرا متنهدا براحة عندما علم سبب صراخها فقد عاد إبنه الغائب وضع يده علي قلبه بوهن وأكمل هبوط الدرج وخلفه نورسيل التي جاءت هي الآخري لتري ما سبب الصراخ.


إبتعد عن والدته وقبل يدها بحب:

-أتوحشتك جوي يا أماي.


ربتت علي ظهره بحنو وأرفت بحنو:

-مش جدي يا والدي يعلم ربنا شوجي علي بعدك أتحملته أزاي.


وأنا متوحشتكش يا ولدي قالها سالم بحب.


إعتدل شديد وإتجه إلي والده يقبل يده ويضمه بحب :

-وأه مين جال إكده بس أتوحشتك كتير يا أبوي.


إبتسم سالم بحزن وقال:

-حمد الله علي سلامتك يا ولدي.


ألتفت شادي إلي نورسيل التي تقف خلف عمها وأردف بهدوء:

-كيفك يا بت عمي؟


تطلعت له بحزن فكأنها تري شهاب الأن تنهدت بحزن وأجابت:

-الحمد لله يا بن عمي.


قطع شادي حديثهم وتمتم:

-تعالو نجعد يا چماعة واجفين ليه .


أذعن الجميع لحديثه وجلسوا سويا شادي يجلس علي الأريكة متوسطاً والديها وشادي علي المقعد المجاور لهم بينما جلست ناسا ونورسيل متجوارين علي الأريكة المقابلة.


سلط شادي أنظاره علي نايا وردد بهدوء:

-كيفيك يا بت عمي ؟


ردت بهدوء:

-الحمد لله يا شادي حمد الله على سلامتك.


إبتسم بهدوء وقال:

-الله يسلمك ، ألتفت إلي شقيقه وردد بحزن شهاب مات أزاي؟ وليه محدش بلغني عشان أحضر الچنازة.


أجابت نورسيل سريعاً:

-أتقتل يوسف المغربي هو إلي قتله.


نورسيل أطلعي فوج يلا صاح بها سالم بغضب شديد.


نهضت نايا سريعاً وهي تحث شقيقتها علي الصعود لأعلي بعد أن رمقة الآخري عمها بعتاب فهذه آول مرة يرفع صوته هكذا عليها أو يغضب منها لهذه الدرجة.

       

نظر شادي إلي والده مرددا بعدم إستيعاب:

-أيه إلي بتجوله نورسيل ده يا أبوي ؟


تحدث سالم بخشونة:

-مالكش صالح بإلي بتجوله يا والدي هي موچوعة من موت خيك أنت ناسي أن كتب كتابهم كان النهاردة إبتسم بمرارة وأكمل وأنت رفضت تاجي كتب الكتاب وجولت أچي في الدخلة أديك چيت بس في عزاه يا ولدي.


تنهد شادي وتمتم بأسف:

-مش بخاطري يا أبوي كان عندي شغل متأخر مجدرتش أسيبه وأچي دلوجتي أنا عايز أعرف كلام نورسيل صوح ولا غلط ؟


أجاب شريف بدلاً من والده وسرد له كل شئ .


أنسط له شادي  بإهتمام وعقب علي حديثه :

-يعني طلع براءة من الجضية ؟


أماء شريف مؤكداً وقال:

-أيوة وأني كنت عايز أخد تارك خيك بس بوك رفض وأختار النسب.


قطب شادي جبينه بحيرة وردد متسائلاً:

-نسب ؟ ومن مين ؟


                                  ❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


فتحت باب غرفتها سريعاً ودلفت غرفتها وألقت بنفسها فوق الفراش وهي تحاول كبت شهقاتها .


إقتربت منها شقيقتها بعد أن قامت بإغلاق الباب وجلست جوارها مرددة بعتاب:

-أيه إلي عملتيه تحت ده ؟ من إمتي وأحنا بنتكلم والرجالة بتتكلم يا نورسيل ؟ أنتي غلطي .


رفعت نورسيل عينها الباكية وتمتمت بدموع:

-غصب عني يا نايا ليه محدش حاسس بيا أنا بتقطع من جوايا يا ناس ومحدش حاسس بيا .


تنهدت نايا بحزن وعقبت:

-لأ يا نورسيل حاسين بيكي ومهما كان وجعك مش هيبقي زي وجع أمه وأبوه وأخواته أنتي مش هتحبيه زيهم.


رددت بدفاع:

-لأ بحبه زيهم وأكتر كمان وأنا إلي هاخد بتاره من إلي قتله كمان.


إبتسمت نايا ورددت بإستنكار:

-بجد ضحكتيني يا نورسيل هتاخدي تارك من مين ؟ من جوزك ؟ هتدخلي بيته عشان تقتليه ؟


تطلعت لها بمكابرة ولم تتحدث .


هزت نايا رأسها بيأس وقالت:

-غبية يا نورسيل وهتخسري حل حاجة بس مترجعيش تندمي أنا راحة أنام غادرت الغرفة غالقة الباب خلفها بعنف.


إعتدلت نورسيل وجلست علي الفراش تضم قدمها إلي صدرها متمتة بإصرار:

-هقلته يعني هقتله وهاخد تار شهاب منه وهحرم أهله منه زي ما حرمنا من شهاب.


                                  ❈-❈-❈


نظر شريف إلي شقيقه وبعدها تطلع أرضاً بصمت تام ترك هذه المهمة إلي والده فهو من أختاره هو ووافق نيابة عنه.


ردد شادي بإصرار :

أنتوا سكتوا ليه ؟ نسب مين ؟


تحدث سالم بتعقل:

-يوسف هيتچوز نورسيل بت عمك يا ولدي صمت قليلاً وعقب وأنت هتتچوز خيته .


ألتفت له شادي مرددا بعدم إستيعاب:

-نعم أتچوز مين ؟ وأتجوزها أنا ليه ؟ شريف يتچوزها خرچوني أنا ما الجصة ديه.


صلح شريف مستنكراً:

-وه يعني أنت موافج علي النسب لكن مش عايز أنت إلي تتچوز؟ كأنك أتجنيت يا  ولد أبوي.


زفر شديد بحنق وتمتمت:

- النسب أفضل حل هتستفاد أيه لما تاخد بتارك من واحد النيابة نفسها براءته لما تجتله هيه هيجلتني ويبدأ سيل دم من تاني ملوش آول من نهاية هيروح فيها ناس أبرياء هتتاخد من غير ذنب.


نظر له سالم بإعجاب وأردف:

-كلامك زين يا ولد عشان إكده أختارتك أنت مش خيك لأني عارف إنك هتصون بت الناس.


قلب شادي عينه بضجر وقال:

-بجد ده برده مش معناته إني هتچوزها شريف الكبير يتچوزها هو.


لأ يعني لأ يا والدي صاح بها سالم تنهد بحزن وهتف:

-يا ولدي الچوازة دي هتبجي چوازة الضهر ومهما يحصل مفيش طلاج وخيك لو أتچوزها هيعيش البنية في چحيم وانا مرضهاش بنات الناس.


صمت شديد ونهض متمتما:

-هطلع أريح والصبح ردي هيكون عندك يا أبوي تصبحوا علي خير .


نهض شريف هو الآخر وأردف:

-أستني هطلع وياك يا ولد أبوي.


أماء له الآخر برأسه وصعدوا الدرچ سويا ، بينما نظر سالم لزوجته بقلة حيلة…….


                                  ❈-❈-❈


يتمدد علي الفراش واضعاً ذراعه أسفل رأسه يفكر في أمر هذه الزيجة التي لم تكن في الحسبان ، أغمض عينه متنهدا بضيق فعلي ما يبدوا أن الأيام القادمة لم تمر مرور الكرام فهو يعلم عمه جيداً وأنه غير راض علي هذه الزيجة ولكن كالعادة لا يستطيع معارضته فهو كبير العائلة بعد عائلته وكلمته سيف علي رقبة الجميع بما فيهم عمه.


نهض بتثاقل وإتجه إلي الشرفة وقام بإشعال سيجاره الخاص ينفث بها ضيقه من جهة عمه ، ومن جهة آخري هذه العروس التي لا يتذكر إسمها حتي يعلم أنها بالتأكيد ستتقبله بصعوبة فهو بالنسبة لها ليس سوي قاتل زوجها لا أكثر ، كذلك شقيقته الصغرى فهو قلق بشأنها لا يشك في قدرته علي حمايتها لكنه علي أتم العلم بشقيقته فهي كتومة إلي أبعد حد تفضل التألم علي أن تخبر أي شخصاً بوجععا وهذا بالتحديد ما يؤرقه ، لكن ما يهون عليه قليلاً أنها ستظل بعيدة عن عائلة شهاب وهذا ما يريده هو بالتحديد فهي بالنسبة لهم ليست سوي شقيقة القاتل ليس إلا…..


                                  ❈-❈-❈


فتح باب غرفته التي لم يفتحها منذ زمن دلف إلي الغرفة يتأملها بإشتياق ، فهذه الغرفة شهدت طفولته أحمع إبتسم بحنين وهو يتأمل صورته هو وتوأمه شهاب رحمه الله وكذلك صور برفقة شادي.


إقترب من إحدي الصور التي كانت تجمعه بشقيقه في المرحلة الثانوية ووقف أمامها يتلمسها بحزن متمتما:

-الله يرحمك يا شهاب ويسامحك حتي وأنت ميت هتأذي بسببك تنهد بحزن وجلس علي الفراش الذي وجده مرتب ونظيف ، فهذه عادة والدته تقوم بتنظيف وترتيب الغرفة باستمرار وكلما هاتفته تخبره بذلك وان غرفته في إنتظار عودته .


تمدد علي الفراش واضعاً كفيه أسفل رأسه متأملا سقف غرفته بشرود مفكراً هذه المعضلة التي سيقع بها حك ذقنه بخفة مرددا بدهاء:

-طيب وليه لأ ؟ جوازة مضمونة بنت ناس وكمان مفيش طلاق مهما حصل يبقي مش هخسر حاجة.


إعتدل في وقفته مبتسما بمكر فيبدوا أن القدر سيقف في طريقه هذه المرة….


                                  ❈-❈-❈


في صباح يوم جديد إستيقظ شادي مبكراً مرتديا جلباب صعيدي لم يجد أحد مستيقظ حتي الأن غادر هو المنزل متجهاً إلي قبر شقيقه……


بعد مرور نصف ساعة وصل إلي المقابر وقف أمام قبر شقيقه يتأمله بصمت وهو يتذكر طفولتهم سويا فهذه الفترة التي ظلوا بها أنقياء قبل لان يكبروا ويتغير ما بأنفسهم .


ظل هكذا بعض الوقت إلي أن شعر بيد وضعت علي كتفه علم هوية هذه اليد وألتفت له بهدوء وتمتم :

-صباح الخير يا أبوي أنت چاي مشي ليه ؟


تحدث والده بوهن:

-محتاچ أمشي في الهواء يا والدي حاسس أني مخنوج جوي.


إقترب منه شادي متفحصا أياه بعينه بقلق:

-مالك يا أبوي ؟ أنت منيح ؟


هز رأسه بوهن:

-أطمئن يا ولدي بخير خلينا نجرا الفاتحة ونمشي.


أماء له بقلق ووقف كليهما يقرأون الفاتحة والدعاء له وبعدها غادروا سويا سيرا على الأقدام مستنداً بيده اليمني علي عكازه واليد اليسري مستنداً بها علي يد شادي ظلوا يسيروا بصمت إلي أن وصلوا إلي مقاعد كبيرة خارج المقابر أشار عليها سالم وقال:

-تعالي نجعد يا والدي.


أماء شايد سريعاً وإتجهوا إليها وساعده علي الجلوس مرددا بقلق:

-تخليك هنا وأجبلك العربية ؟


هز سالم رأسه نافياً وهتف:

-لأ يا ولدي أجعد نرتاح شوية ونتحدث هبابة.


جلس جواره بصمت يسلط أنظاره علي المارة بالطريق.


تحدث سالم متسائلاً:

-أيه يا ولدي أخدت جرارك ولا لساتك عايز وجت تفكر ؟


زفر شادي متنهدا وتمتم:

-موافق يا أبوي.


وضع الآخر يده على قلبه براحة كأن جبلا قد إنزاح من فوقه وأردف:

-عين العجل يا ولدي كتب الكتاب والدخل بعد أربعين المرحوم .


هز الآخر رأسه بهدوء ولم ينبت فمه بكلمة آخري.


                                  ❈-❈-❈


يتبع……





                    الفصل الخامس


هبطت من غرفتها وإتجهت إلي المطبخ تحضر فنجان من القهوة لعله يخفف من حدة الصداع الذي يؤرق رأسها عدت المحتويات ووقفت أمام النار بشرود تام حتي أنها لم تنتبه إلي فوران القهوة ولا دخول شريف المطبخ وإطفائه النار تطلع لها لثوان وبعدها حمحم بخشونة.


إنتبهت هي له وخفضت رأسها أرضًا ، وتحدث هو بهدوء:

-الجهوة فارت وطفت النار يا بت عمي.


ألتفت إلي الشعلة بأسف وتمتمت :

-أسفة سرحت شوية معلش.


أماء رأسه بخفة وأردف بخشونة :

-ولا يهمك يا بت عمي محصلش حاچة بس أنا عارف أنتي كنتي شاردة في أيه والحل عندي يا بت عمي.


قطبت جبينها بحيرة وقالت:

-قصدك أيه مش فاهمة؟


إبتسم بغموض وأجاب بعد أن تطلع جوله وتأكد من أنه لا يوجد شخص يسمعهم:

-سمعت حديتك مع نايا وإنك رايدة تاخدي تار شهاب.


أتسعت عين الآخري بصدمة وردد هو بثقة :

-متخافيش يا بت عمي أنا معاكي وهساعدك كمان لغاية ما ناخد تار خيي سوا……


❈-❈-❈


ألتفت شادي إلي والده مردداً بقلق:

-هتجدر تمشي ولا أروح أجيب العربية ؟


هز والده رأسه بإيجاب وتمتم :

-لا يا والدي هجدر هات يدك .


نهض  شادي سريعاً ومد يده علي الفور وعاونه علي النهوض وتحركوا سويا سيرا علي الأقدام بصمت تام.


تحدث والده متسائلاً:

-كيف شغلك أيه يا والدي ؟


أماء رأسه بخفة وقال:

-زين الحمد لله يا أبوي.


تنهد الآخر وعقب :

-شجتك چاهزة يا ولدي ؟


صمت شادي قليلاً يفكر في أمر ما وردد بهدوء:

-لاه هشتري شجة چديدة وأجهزها متحملش هم.


ألتفت له والده وهتف بإهتمام :

-محتاچ فلوس يا ولدي ؟


هز شادي رأسه نافياً وردد :

-لا شكرا يا أبوي خير ربنا كتير.


ربت سالم علي ظهره بحنان :

-ربنا يچعله عمران دايما يا ولدي.


❈-❈-❈


تطلعت له نورسيل بعدم إستيعاب أماء هو بخفة:

-أيوة زي ما بجولك يا بت عمي هساعدك.


إبتسمت بفرحة وقالت:

-بتتكلم جد ؟


إبتسم بظفر وهتف:

-چد الچد يا بت عمي كمان.


تنهدت براحة وتسألت :

-طيب هتساعدني أزاي وهنخلص منه أزاي ؟


حك ذقنه بخفة وتمتم :

-مش وجته يا بت عمي أنتي تدخلي داره وبعدها لينا كلام تاني.


هزت رأسها بخفة وقالت:

-تمام أمري لله.


رفع يده وأردف محذراً:

-بس الحديت ده سر ما بينا يا بت عمي ؟ 


قطبت جبينها وتسألت بعدم فهم:

-قصدك مين ؟


هتف بخفة:

-نايا خيتك وأبويا وأمي وشادي كلاتهم لازم ميعرفوش شئ عن الحديت ده واصل فهماني يا نورسيل.


أماءت برأسها بخفة وعقبت:

-موافقة طبعا أهم حاجة ناخد تار شهاب وبس.


تنهد براحة وأردف :

-إكده يبجي أتفجنا الحمد لله……


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


طرقت باب الغرفة ودلفت إلي غرفة شقيقتها لم تجدها قطبت جبينها بحيرة وترجلت لأسفل تبحث عنها وجدت صوت يأتي من المطبخ إتجهت صوبه سريعا وجدت شقيقتها وشريف يتحدثون سويا وصمت كلاهما عندما دلفت إلي المطبخ تطلعت لهم بحيرة وقالت:

-أنتوا بتعملوا أيه هنا وسكتوا ليه ؟


تحدث شريف سريعاً بتهرب :

-مفيش حاجة يا بت عمي كنت بطمئن علي نورسيل.


أماءت نايا برأسها بعدم تصديق:

-تمام .


أجلي صورته وردد بهدوء:

-أنا هروح أشوف أبوي بالإذن تحرك إلي الخارج تاركاً نايا ونورسيل بمفردهم.


إقتربت نايا من شقيقتها مربعة ساعديها فوق صدرها مرددة بتهكم:

-بتخطتي لأيه يا نورسيل أنتي وشريف ؟


زفرت نورسيل ساخرة وعقبت :

-هكون بتفق معاه علي أيه يا ست نايا واحد كان بيطمئن عليا كتر خيره.


قطبت نايا جبينها ساخرة وهتفت بإستنكار:

-بجد ومن إمتي الإهتمام ده كله ؟ أنتي مصدقة نفسك ده شريف يعني أكتر واحد مكنش بيطقنا في البيت ده أصلا لو ناسية يعني.


مسحت نورسيل علي وجهها بعصبية وقالت:

-أنتي عايزة أيه بالظبط مني يا نايا ؟ مش كفاية إلي أنا فيه عايزة تكملي عليا ؟ تهاوت أرضا تبكي بصمت.


تنهدت نايا بصمت وجلست جوارها تربت علي ظهرها بحنان:

-أنا خايفة عليكي يا نايا أنتي أه أختي الكبيرة بس أنا بحبك وخايفة عليكي شهاب مات خلاص أنسيه يا حبيبتي خلاص هتتجوزي واحد تاني مليون واحدة غيرك تتمناه أنتي بدل ما تبقي عايزة تنتقمي منه دوري أزاي هتبني عيلة بلاش تدمري حياتك لأن وقتها أنتي إلي هتندمي…


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


فتح شريف باب المنزل مغادرا إلي خارج وجد والده يصعد الدرج بمعاونة شقيقه ركض تجاههم علي الفور يساند شقيقه الآخر وساعده إلي أن أدخله إلى الداخل وجلس علي أقرب مقعد وكذلك جلس شادي جواره.


قطب شريف جبينه بحيرة وقال :

-أنتوا كنتوا فين إكده ؟


رد شادي موضحاً:

-كنا في المجابر والحاچ راح علي رچليه.


إمتعض وجه شريف وهتف معاتباً:

-وه مشيت المسافة دي كلاتها يا أبوي ؟


تحدث سالم بوهن:

-أنا بخير يا ولدي أطمئن.


خرجت نايا ونورسيل وإقتربوا منهم ملقين عليهم السلام .


ردد  الرجال السلام وهتف سالم بحنان:

-كيفكم يا جلب عمكم.


أجابت نايا بإبتسامة :

-بخير يا سيد الناس طول ما أنت بخير.


إبتسم علي دعابتها وألتفت إلي نورسيل ألمه قلبه عندما رأي عيناها الباكية تحدث بحنان:

-كيفك يا بتي بخير ؟


هزت رأسها بحزن وتمتمت:

-بخير طول ما أنت بخير يا عمي.


تنهد برضا وقال:

-الحمد لله يا بتي تطلع حوله وردد بحيرة:

-هي وصفية لساتها نايمة لدلوك ؟ غريبة مش من عوايدها دي ؟


نهض شادي مرددا بهدوء:

-أنا هطلع أصحيها يا أبوي بالإذن.


-إذنك معاك يا ولدي قالها سالم بوهن.


هتفت نايا بإستئذان :

-وأنا هروح أجهز الفطار خليني انتي يا نورسيل.


أماءت نورسيل رأسها بخفة وجلست جوار عمها 

الذي ربت علي ظهرها بحنان معاتبا إياها بخفة:

-مش جولنا كفاية بكي يا بتي  بزياداكي عاد البكي مش هيرچع شهاب من جبره يا بتي لا ده بيكويه نار چوه أمسحي دموعك يا بتي وأدعيله بالرحمة وبس مش عايز أشوف دموعك واصل ماشي ؟


نظرت له بحزن وقالت:

-حاضر يا عمي.


تنهد براحة وقال:

-الله يرضي عنيكي يا بتي أعملي حسابك شهاب يكمل السبوع وأنتي تروحي تشتري خلجات وكافة شئ تحتاجيه ومتاخديش أي شئ من إلي اتفرش في جناحكم.


تطلعت له بحيرة وتمتمت:

-ليه يا عمي ؟ مفيش لازمة أجيب حاجة تاني حاجتي كانت خلصانة ملهاش لازمة المصاريف دي.


ردد بإصرار:

-لاه يا بتي ليها لازم ميصحش تلبسي خلجات لراجل وأنتي كنتي جايباها لراچل تاني أنا مرضاش ليكي ولا لولدي الله يرحمه إكده.


أحمر وجهها من الخجل من حديث عمها ونظرت أرضا .


بينما أشتعل وجه شريف غيظا وظل يتمتم بكلام غير مسموع.


تطلع له والده بحدة وقال:

-مالك يا والدي موطي حسك ليه ؟ سمعني بتجول ايه .


زفر شريف بحنق ورد:

-مش بجول حاجة يا أبوي أديني ساكت.


هز والده راسه بقلة حيلة منه ومن أفعاله التي ستؤدي بهم چميعا إلى التهلكة هو علي أتم العلم أنه يخطط لشئ لما وعليه أن يعرفه قبل أن يفعل هذا الأهوج إلي الجحيم.


❈-❈-❈


فتح باب الغرفة وجد والدته مستيقظة إبتسم بحنان وإقترب منها وجلس بجوارها مرددا بخفة:

-وه طالما ست الكل صاحية جاعدة أهنه لحالك ليه ؟


إبتسمت بوهن وقالت:

-كنت هنزل دلوجتي يا ولدي .


أماء بخفة ونهض يفتح ستاير الغرفة والشرفة مما جعل أشعة الشمس تدلف إلي الغرفة وتنشر أشعتها بها.


إتجه الي والدتها مردداً بأمر:

-يلا بينا يا ست التاس هتنزلي معايا يلا.


هزت رأسها نافية وقالت:

-أسبجني أنت يا ولدي وأنا هحصلك.


ردد بإصرار:

-لاه يا يا اما مش هنزل تحت غير ورچلك علي رچلي.


أماءت بقلة حيلة وقالت:

-أمري لله يا ولدي.


إبتسم الآخر بإتساع وساعدها علي النهوض متجهين إلي الأسفل سويا بعد أن قامت بوضع الحجاب علي رأسها….


❈-❈-❈


وصلت إلي منزل عائلتها برفقة زوجها عامر وطفليها يزيد ويزن رحبت بهم والدتها بشدة وجلسوا سويا يتناقشون في أمر هذه الزيجة المزعومة.


بعد قليل ترجل يوسف وعدي ورحبوا بهم هما أيضا وجلسوا برفقتهم.


تحدثت عليا معاتبة:

-أزاي توافق علي النسب ده بقي يوسف المغربي يتجوز بالشكل ده وكمان من فلاحة ولا يعرف لها أصل من فصل وممكن كمان تبقي جهلة ومش متعلمة.


إبتسم بثقة وأرجع ظهره إلي الخلف مرددا ببرود:

-والمفروض كنت أعمل أيه يا ست عليا ؟


ردت بإندفاع:

-كنت رفضت وعرضت عليهم فلوس وافقوا براحتهم موافقوش بردوا براحتهم مش توافق لا وكمان عهد تتجوز واحد من الفلاحين دول.


ابتسم ساخراً وقال :

-بجد ؟ أكيد الفكرة العبقرية دي من أفكار عمي بس يا شاطرة يا أذكي أخواتك لو رفضت وقتها هما هياخدوا بالتار وياريت الموضوع هيقف عليا لا ده هيوصل لعدي ولجوزك ولعمي ولعلي وعيالك كمان فهمتي  يا قطة ألتفت إلي عامر متهكما فهم مراتك يا أبو يزيد.


حك عامر جبينه بإحراج وهتف:

-قولتلها بس هي مش مقتنعة بكلامي ده.


تنهد يوسف بضيق وقال:

-عليا يا حبيبتي عايزك تفهمي إلي حصل ده كان الأصح وعريس عهد أنا سمعت عنه كتير وهو عايش هنا في القاهرة يعني عهد هتبقي جنبنا وهتتجوز شخص كويس بغض النظر عن سبب الجوازة فهماني أما إلي أنا هتجوزها فأمرها مش فارق معايا سواء متعلمة أو مش متعلمة لان في كلتا الحالتين هتقعد في البيت وبس الراجل ميفرقش معاه أن مراته أقل منه لا إلي يفرق معاه أن مراته أعلي منه وبس  وبعدين مالهم الفلاحين شكلك ناسية أن أبوكي الله يرحمه  فلاح وأحنا فلاحين مش معني أننا عشنا هنا في القاهرة ننسي أصلنا فهمتي يا بنت أبويا .


عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:

-فهمت أنا بس كنت خايفة عليكم.


إبتسم بحب وقال:

-عارف يا حبيبتي عايزك بقي الشهر ده تاخدي عهد وتبدأي تجيبي ليها كل الي محتاجة ليه هفتح ليكوا حساب مفتوح.


صاح عدي مستنكراً:

-نعم حساب مفتوح ده أنت معملتهاش معايا ؟


ضحك يوسف بخفة وتمتم:

-يا سيدي قول أنت يا جواز وملكش دعوة.


عدل عدي من لياقة قميصه مردداً بغرور:

-مش لما ألاقي العروسة الآول ؟


إبتسمت عليا ساخرة وأردفت :

-هو أنت لسه ملقتهاش يا سيدي أنت خلصت علي بنات مصر كلها.


أشار بكفيه امامها بغيظ وهتف:

-خمسة في عينك يا مفترية وبعدين ما هي دي المشكلة كل البنات الي عرفتها مش بتوع جواز وأنا عايز أتجوز واحدة كده قطة مغمضة أربيها علي إيدي .


ضحك الجميع علي جنلته وعقبت والدته :

-بس يا حبيبي من كتر اللف بتاعك هتقع في جوازة سودة متقلقش.


نظر لهم بغيظ ونهض وغادر المكان وكذلك نهضت عليا مرددة بضحك:

-هطلع أصحي العروسة تيجي وأشوف هنروح نشتري حاجاتها إمتي .


إبتسمت صفاء بحنان وقالت:

-وأنا هقوم أشوف الفطار جهز ولا لا .


غادر الجميع تاركين يوسف وعامر بمفردهم بعد أن آخذت عليا صغارها برفقتها لأعلي.


❈-❈-❈


علي طاولة الطعام ألتف الجميع يترأسهم سالم وعلي يمينه شريف يليه شادي ، بينما جلس علي يساره وصفية إلي جوارها نايا يليها نورسيل.


تحدث شادي بحذر:

-أنا هرجع القاهرة بكره إن شاء الله صوبت الأنظار عليه بإستنكار.


وردد شريف بضيق:

-وه أنت لحجت تاچي يا ولد أبوي عشان تمشي وتفوتنا تاني ؟


تنهد شادي بأسف وقال:

-مش بخاطري يا ولد أبويا بس عندي شغل متأخر في الشركة ودي فلوس ناس.


أدمعت عين والدته وهتفت:

-عايز تهملني أنت كمان يا جلب أمك ؟


أغمض عينه بحزن وعقب:

-أخلص بس شغلي يا أما وهاچي طوالي متجلجيش.


تطلعت له بحزن وصمتت ألتفت إلي والده مردد بتساؤل:

-ساكت ليه يا أبوي ؟


أجاب بتعقل:

-ده شغلك يا ولدي مجدرش أجولك أجعد ظبط حالك وشجتك وأعمل حسابك تاچي هنه جبل كتب الكتاب  سبوع علي الأجل .


هز راسه بإيجاب وقال :

-بإذن الله يا أبوي متشلش هم.


زفر شريف بحنق وتمتم :

-بس أني شايف أن شغلك ديه ملوش عاده بلاش منه وتجعد وسطنا هنا تدير أرضك وياي.


صاح شادي مستنكرا:

-عايزني إهد تعبي يا ولد أبويا ترضهالي إهد أسمي وشركتي إلي بنيتها بتعب چبيني ؟


شريف بتراجع :

-مش الجصد يا ولد أبويا بس لازم تراعي مالك .


ردد شادي بهدوء :

-أنت وأبوي الخير والبركة.


تمتم شريف بحنق:

-علي راحتك يا خيي.


❈-❈-❈


فتحت غرفة شقيقتها ودلفت علي طراطيف شقيقتها وتركت مهمة إيقاظها إلي أطفالها الذين ركضوا صوب الفراش وصعدوا فوقه يقفزون فوق خالتهم النائمة.


أستيقظت هي بفزع مرددة بغيظ:

-بتعملوا أيه في أوضتي يا عفريت أنتوا  .


ضحكوا ببراءة وقال يزيد :

-مامي إلي قالت نصحيكي قالها وهو يشير إلي خالته ببراءة نظرت لشقيقتها بغيظ وأمسكت الصغيرين وظلت تزغزغ بهم بخفة وضحكات الصغار تملئ المكان.


إقتربت شقيقتها بضحك وقالت:

-سيبي عيالي يا مفترية .


تركت الأطفال مرددة بغيظ:

-مش أنتي إلي بعتاهم ليا أشربي بقي.


ضحكت عليا بخفة وأنزلت الأطفال من فوق الفراش هاتفة بحنان :

-يلا يا حبايبي أنزلوا لنانا تحت وشوية نحصلكم.


ردد الأطفال ببراءة:

-حاضر يا مامي.


غادر الأطفال وجلست عليا جوار شقيقتها متمتة بإبتسامة:

-مبروك يا دودو.


إعتدلت عهد في جلستها ورددت بحزن :

-الله يبارك فيكي.


قطبت عليا جبينها بحيرة وعلقت متسائلة :

-مالك يا عهد هو أنتي مش موافقة علي العريس ؟


هزت عهد رلسها نافية وعقبت :

-لأ مش رافضة بس أنا معرفش الشخص ده ومش هشوفوا غير بعد كتب الكتاب انا أه واثقة في أبيه وأنه مش هيضرني بس أنا خايفة.


أماءت عليا راسها بتفهم وتمتمت :

-هو الصراحة عندك حق بس مفيش حل قدامنا فهماني صلي إستخارة وسيبي الموضوع  علي ربنا متعرفيش هو مخبي ليكي أيه بس أنا متأكدة أنه خير بإذن الله.


تطلعت لها بأمل وتمنت :

-يارب يا عليا يطلع إحساسك صح أنا خايفة أوي أصلا.


ربتت علي كتفها بحنان وقالت :

-إن شاء الله خير.


❈-❈-❈


في الأسفل.


علي هيرجع إمتي قالها يوسف متسائلا.


أجاب عامر بحيرة:

-يعني آخر الأسبوع الجاي بالكتير.


أماء يوسف بتفهم ، عقب عامر بحذر:

-علي فكرة بابا لسه زعلان ومعترض علي الجوازة.


يوسف…….


❈-❈-❈


تكملة الرواية من هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع