القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية لا تخافي عزيزتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

#لا_تخافي_عزيزتي

البارت السادس

صلوا على الحبيب


واتسعت عينيه حين رأى رحاب واقفة أمام الغرفة التي بجانب غرفة أسيل وتتحدث مع شريف ! 


رجِع إلى الغرفة مرة أخرى وأغلق الباب بسرعة ووقف خلفه خائفًا وأنفاسه تتعالى حيث استغربت أسيل من رجوعه ونظرت إليه باستفهام؟ 


إلى أن قال لها بصوت يكاد مسموع:"طنط رحاب برا.... "


دهشت أسيل ففكرت في أن رحاب قد رأته فضّلت أن تتأكد منه قبل أن يصيبها الشك فاحضرت بدفترها وكتبت به:"شافتك؟ "


قرأ ما كتبته ونظر لها وهو يهز برأسه نافيًا وسرعان ما سمعا طرق باب الغرفة فاصابهما الخوف والتوتر تحرك يزن تجاهها وهمس :"هنعمل إيه دلوقتي؟؟" 


نظرت إليه وهي لا تفقه شيئا فتلك أول مرة التي تستدعي فيها رجلا بغرفتها وإذا رأته رحاب لن تصمت أبدا وستغضب والدها عليها... ماذا فعل ذلك الأحمق بي... ياليتني أخرجته من الغرفة سابقًا.


-أسيل افتحي الباب وإلا هفتح أنا 


تهتف بها رحاب بصوت صارم

كان صوتها تشمئز منه أسيل فاغمضت عينيها بوجع ثم شعرت به ممسكا بذراعها بخوف ويترجاها:"لو دخلت وشافتني ه‍... هنعمل إيه يا أسيل؟؟"


نظرت إليه بضيق فهو من أوقعهما بتلك الورطة ! 

ذهبت لخزانتها وفتحتها ثم نظرت إليه وأشارت له بأن يدخل لداخل الخزانة ليختبئ. 


لم يفكر ولو لثانية فتوجه مسرعا فليس الوقت كافٍ للتفكير الآن.


أغلقت أسيل الخزانة وسرعان ما رأت الباب يُفتح ودخلت رحاب وهي غاضبة الوجه وتتكلم بحدة:"أنتِ مش سمعاني كل ده ولا إيه؟؟.... مانت صاحية أهو  !"


نظرت إليها أسيل بلا مبالاة وتوجهت لفراشها لتنام دون أن تعطيها أهمية وهذا ما أشعل غضب رحاب أكثر فتوجهت إليها مسرعة :"لولا إن عندنا ضيوف كنت عّرفتك مقامك كويس وعلمتك إزاي تتجاهليني كده.... واحدة صاحبتي كلمتني على عريس ليكِ مفيهوش عيب ولو طفشتيه تاني يا أسيل والله لتشوفي وش عمرك ما شوفتيه وهرميكِ لأحقر واحد أشوفه قدامي احمدي ربك إني بدورلك على ولاد أكابر سمعتي؟"


أنهت كلامها معها ثم توجهت للخارج وأغلقت الباب ورائها بعنف.


لا يعلم لمَ انزعج؟ لمَ اشتعل بدنه حين سمع بأن هناك من سيأتي ليتزوجها؟... ما علاقته بها لينزعج؟! مشاعره اختلطت بمزيج غريب أول مرة فاليوم غمره شعور غريب فيه رهبة وفيه ضيق وفيه شيء من الفرح ! حين تذكر لمساتها على فمه يشعر بسعادة ودقات قلبه تتسارع ما هذا الشعور؟ 


فتح باب الخزانة ورمقها بطرف عينه ورآها نائمة ولا تريد مقابلته مرة أخرى فاقترب من فراشها وهمس لها بحنين:"أنتِ كويسة؟"


كانت واضعة الغطاء على رأسها شعرت بشيء غريب هو يطمئن عليها هل شعر بأنها حزينة؟... هل يشعر أحد في هذا العالم بحزنها؟ 


حين لم يجد ردًا منها فهم إنها لا تريد التحدث فتكلم :"هقابلك بكرة.... لازم نتكلم تصبحي على خير يا.. أسيل."


لمَ هذه القشعرة التي أصابتها حين نطق بإسمها للتو.... يمكن أن يكون ذكره هذه المرة ببحه غريبة تنوبها بعض من الحنين ! لم تسمع إسمها هكذا من قبل كان صوته مريح حين حدثها للتو شعرت بالأمان كيف وهي منذ دقائق كانت تشعر بالخوف تجاهه كيف تبدل حالها ببضع كلمات منه ممزوجة بحنين مختلف كلمات بسيطة كفيلة بأن تغير شعورها ! 


رفعت غطاء فراشها ورأته وهو يخرج كم تمنت بأن توقفه ولا تدعه يرحل ! 


تتذكر مرحه معها وثرثرته... يبدو مزعجًا ولكن إزعاجه لها أحبته ! 


تذكرت حديث رحاب واغرورقت عيناها بالدموع فهذه المرة الألف التي تأتي بها بعريس لكي تتخلص منها ولكنها ترفض بكل مرة مواجهته ولكن هل تلك المرة سيحالفها الحظ أيضا أم ستغضب رحاب وستريها الشر بعينه مثل ما قالت؟ 


استسلمت للنوم فقد أرهقت من محادثات عقلها التي لا تتوقف. 


_____________________________


كان يمشي بالممر العلوي ويفكر بها... كالمعتاد

تقابلت رحاب به وألقيا التحيه على بعضهما في سرور مصتنع فهما لا يطيقان بعضهما البعض. 


نزل يزن للأسفل فوجد أبيه يهمّ بالرحيل حتى لمحه فنظر إليه باستفهام عن سبب تأخره 

تكلم يزن معتذرا من الجميع:"أنا بعتذر منكم بجد لإني اتأخرت كل ده...حصلت مشكله واتضطريت أطلع للحمام اللي فوق واتأخرت شوية بعتذر مرة تانيه عن تأخري."


ابتسم له شريف:"لا عادي ولا يهمك."


تكلمت رحاب بشك:"غريبة إيه اللي يخليك تطلع الحمام اللي فوق مع إن في واحد في الأرضي؟ "


تحدثت الخادمة لا تعلم أنها أنقذت يزن من الهلاك بنقاش مع رحاب :"حصلت مشكلة في محبس المايه يا رحاب هانم وأوعدك مش هتتكرر تاني صلحناها وعشان مزعجش الباشمهندس يزن عرضت عليه الحمام اللي فوق لحد ما نحل مشكلته."


هزت رحاب رأسها بتفهم واستأذن عبد الله ويزن للرحيل من بيت شريف.


__________________


صعد إلى غرفته وبدل ملابسه ثم مدد جسده على فراشه بإرهاق وزفر بعمق وسرعان ما حلّت على وجهه إبتسامة وهو يتذكر تعابير وجهها وإبتسامتها عندما فتح عينيه وكيف وضعت اصبعها الصغير على فمه.. كيف له أن ينسى ذلك الشعور ؟؟


وضع إصبعه على فمه يمرره ببطء وشيء ما بداخله يجعله سعيدًا ! وفجأة صفع نفسه بيده وقال:"اتخمد." 


رأسه مازال يؤلمه من ضربة المزهرية ولكنها كدمة بسيطة ستتداوى بسرعة تذكر كل أحداث اليوم معها مرة أخرى وظل مبتسمًا فما حدث اليوم كفيل بأن يؤرقه طوال الليل يفكر بها وكيف سيجعل تلك الفتاة الشاحبة هزيلة الجسد والروح! 

بأن تحب الحياة من جديد وتشعر بالسعادة؟ 


__________________________________

-حبيبي عامل إيه ؟"

كانت دعاء تبتسم لرؤية إبنها عمر قد أتى ولكن حين رأت يارا خلفه ضمت شفتاها بإمتعاض واختفت ابتسامتها


دخلت يارا مبتسمة وألقت التحيّة عليها وحين رأتها علا ركضت لاحتضانها بشدة وبحب قالت:"وحشتيني يا يويو... اخص عليكِ كل دي غيبة ومشوفكيش؟؟.... النهاردة مش هعتقك طول الليل هنرغي سوا ومش هتنامي ورانا حوارات قد كده." 


ضحكا هما الاثنان وتوجهت هي وعلا لغرفتها إلا أن أوقفتهما دعاء بقولها:"استني يا علا.... نتعشى الأول بعدين خديها أوضتك وبعدين أخوكي علي لسه مجاش."


ظهر علي ورائهم فجأة بعدما صعد المنزل ووجد الباب مفتوحا عندما دخل عمر ويارا للتو:"مين قال علي مجاش؟؟فين الأكل يا ماما أنا جع...... (لمح يارا فاتسعت ابتسامته بشدّة)أهلا أهلا يارا عاملة إيه ؟وطنط رحاب إيه أخبارها ؟..عمر ده مزعلك في حاجة؟؟"


ضحك عمر لمشاكسة أخيه الصغير وتوجّه لغرفته لتبديل ملابسه وبعد قليل خرج إليهم حيث وجد علا وعلي يجلسان حول يارا ويتحدثان معها وأصوات ضحكاتهم تتعالى وكأنهم أخويها حقا ! شعرت يارا بتحسن ولمحته واقفًا مبتسمًا إليها فبادلته الإبتسامة بخجل ثم أكملت حديثها معهم.


ينظر إليها ويتمنى لو تلازمها تلك الابتسامة دائما حتى شعر بصوت والدته وراءه تهمس بصوت خافت:"جيبتها ليه ؟"


اتسعت عينا عمر ونظر إليها:"هو إيه اللي جيبتها ليه يا ماما !!.. أنتِ آخر فترة مبقيتيش حابة يارا كده ليه ؟؟"


تكلمت دعاء بحدّة:"رد على سؤالي جيبتها ليه؟ "


زفر عمر بضيق وأجابها:"نفسيتها زي الزفت فجيبتها هنا عشان تفرفش هي بتغير جو مع علا وعلي."


همست دعاء بغضب:"وإحنا مالنا؟ هو إحنا مبقاش ورانا غير يارا ونفسيتها !... ما تركز في حياتك يا عمر... وبعدين مودة فين أكيد متخانقين مش كده؟؟"


زفر عمر بضيق:"أيوة يا ماما.... هي اللي بعدت وبنتخانق دايما أصلا عالفاضي وعلمليان لازم نتخانق مودة اتغيرت أصلا."


ضحكت دعاء بسخرية:"ما أكيد... طول ما الزفتة دي حواليك مش هتخليك ترتبط ولا تكون حياتك."


تركته وذهبت من أمامه وقد استفزه حديثها عن يارا... 

لمَ ترى أن يارا دائما المسببة بالمشاكل بيني وبين مودة؟...هي لا تعلم أن يارا هي من تساعدنا لنتصالح ! ولكنه هذه المرة حقا يعيد حساباته مع مودة ولا يعرف ما القرار الذي سيتخذه بخصوص علاقتهم؟


وضعت دعاء العشاء على الطاولة وأيقظت عدلي زوجها من نومه ليتعشى معهم الذي رحب بوجود يارا فهو يحبها ويعتبرها إبنته الرابعة ولا يفرّق بينها وبين أولاده.


عدلي:"وأنتِ عاملة إيه في الكلية يا يارا ؟"


ابتسمت يارا:"الحمد لله خلصت إمتحانات."


تحدثت علا بمشاكسة:"مش هتفرحينا بقى دي آخر سنة ليكِ عاوزة ألبس فستان سواريه محدش في عيلتنا بيفرح خالص."


ضحكت يارا وتكلمت دعاء :"ما تلبسيه أنتِ قبلها وميبقاش سواريه يبقى أبيض؟"


شهقت علا من حديثها وقالت:"يختاي تفي من بوقك يا ماما ونبي... وبعدين ما تجوزوا الكبير الأول... أهو كل شوية يتخانق مع مودة ومش عاوز يفرحنا خالص."


علي:"والله مودة دي عسل... أخوكي اللي نكدي."


ابتسم عمر ونظر ليارا فتفاجأ بها تقلب بصحنها بشرود فحاول تغيير الموضوع ونظر لأخيه بمكر وقال:" سيبكوا من مودة دلوقتي بيقولوا نتيجة علي ظهرت؟ "


توقف الطعام في فم علي فلم يقدر على بلعه ونظر لأخيه بتوتر

تابعه عدلي بنفس المكر:"واتقال إنها ظاهرة من أسبوع... مش سألناك وقولت إن النتايج لسه منزلتش وإن لو نزلت نتيجتك مش موجودة عشان أنت نحس ؟؟"


بلع علي الطعام وحاول أن يتحدث :"أه... أه... ظهرت... وفعلا روحت أشوف نتيجتي بس ملقتهاش !"


تعجب الجميع وتحدثت والدته بعدم فهم:"يعني إيه ملقتهاش ؟!"


نظر لها عمر وضحك:"سيبيه ياماما هو كل سنة يقول البوقين دول."


تحدثت يارا معه ضاحكة:"هم مستقصدينك؟ مش ده برضو اللي حصل السنة اللي فاتت !!"


ضحكوا الجميع وتحدثت علا وهي ممسكة بالسكين تهدده بها :"ما تقول جبت كام يا علي ده إحنا أهل يا جدع !"


بلع علي ريقه ونظر لوالده ولعمر يحاول تبرئة نفسه:"أنا روحت هناك وقالولي مفيش نتايج خالص... وبالذات أنت ملكش نتيجة."


شهقوا الجميع بسخرية وتحدث عمر بنبرة شفقة:"تؤ تؤ تؤ يخسارة."


أكمل علي بثقة:"أصلا مش هتطلع... بتاعتي أنا مش هلاقيها قولتلكم إني دايما منحوس بص... أنا مش عايزها خلاص... عادي يعني مش نتيجة... مش نتيجة هي اللي تحدد إذا كنت ناجح ولا لا... مش ورقة إمتحان اللي.... "


قاطعته دعاء بترجي:"لا ونبي حد يسكته لحسن لو فتح مش بيفصل... جبت كام يا علي انطق؟؟"


علي بإصرار:"يا أمي مش موجودة... معظم النتايج ضاعت في الكنترول وأنا نتيجتي ضاعت معاهم.. فالله يسامحهم بقى."


عمر بتحذير:"هتقول جبت كام... ولا أقول أنا درجاتك؟؟"


اتسعت عينا علي وقال بارتباك:"ت.. تقول إيه؟؟.... بقولك مطلعتش... أنت... جيبتها؟" 


أخرج عمر هاتفه من جيبه ونظر له :"اهي الدرجات قدامي... أقول ؟؟"


ظن علي إنه يخدعه:"والله؟؟... وياترى جايب إيه بقى؟"


ضحك عمر :"جايب إيه؟.... قصدك مش جايب إيه ! إيه الدرجات دي !!! "


دعاء بقلق:"إيه يا عمر... متوقعش قلبي جايب إيه ؟؟"


نظر عمر للهاتف ثم نظر لأخيه الذي ظهرت تعابير الخوف على وجهه :"بصي ياماما أولا إبنك مش جايب درجات حتى مش مكتوب أي حاجة كان هاين عليهم يشتموه أو يكتبوا منك لله عشان يملوا فراغ الورقة بدل ما هي بيضة كده منغير أرقام."


شهقت دعاء :"يالهوي !"


عدلي :"لا يالهوي إيه... اصبري شوفي درجات إبنك بعديها ولولي براحتك (نظر لعلي بتوعد) دنا هنفخك."


ارتعش علي وقال بخوف:"قولتلك في مشكلة في الكنترول وأكيد دي مش درجاتي يا بابا... أنت عارف إني ذاكرت."


عدلي:"أه طبعا الكنترول فيه مشكلة...أنت كل ترم على هذا الحال ومتقولناش جبت كام وتخترعلنا أي حجة وتروح وترجع تقولنا إنك ملقتش الجامعة من أصله !"


عمر:"أمال كنت بتروح الجامعة طول الترم تعمل إيه بالدرجات اللي جايبها دي !"


ضحكت يارا وعلا وهم ينظران لعلي الذي اصفرّ وجهه وقال:"طب ما تقول... أنت كداب يلا وعمال توقع قلبي وخلاص متصدقيهوش يا ماما."


عمر وهو ينظر بهاتفه:"اهو إسمك أهو علي عدلي عز أبو زيد إسمك ده ولا مش إسمك ؟؟فيه مادة جايب فيها تلاته ونص... مش عارف دي فكة ولا إيه !... ومعظم الدرجات لو بصينا عليها هنلاقيها مواقيت صلاة مش درجات! "


ضحكوا الجميع وضحك معهم علي وهو يحاول تبرأة نفسه:"على فكرة دي خمسة وتلاتين هم تلاقيهم حطوا النقطة دي بالغلط."


تحدث عمر بسخرية :"يا راجل ! ده إيه الجمدان ده ! جايب خمسة وتلاتين من عشرين !!"


صمت علي وانفجروا بقيت العيلة بالضحك 

ترك علي الطعام وركض بالمنزل وعدلي وراءه وعمر يحاول إمساكه 

وامتلأت جدران المنزل بصوت ضحكاتهم وامتلأ قلب يارا بالفرحة هي تشعر بالانتماء لهذه العائلة أكثر من عائلتها الحقيقة هنا هي تبتسم وتضحك حقا من قلبها لا تدّعي هذا ! 


بعد انتهائهم توجهت يارا مع علا إلى غرفتها وظلت تحدثها طوال الليل ويضحكون سويا وهذا ما جدد نفسية يارا إلى الأحسن تحاول أن تتناسى ذلك الأمر وتحاول أن تفرح ولو بقليل فمن يعلم بالأيام القادمة هل ستكون فرحة أم حزن؟ 


__________________________________


دخل عمر غرفته وجلس على الاريكة واسقط رأسه للخلف يفكر بمودة حبيبته هل يصالحها أم لا؟.. وبعد صراعات داخلية فتح هاتفه وراسلها وكتب (أنا آسف ، أنا بحبك) 


لم ينتظر القليل حتى رآها ترد عليه برسالة (وأنا كمان بحبك يا عمر ومش عاوزانا نبعد !) 


ابتسم عمر من رسالتها فكل ما كان بداخله من غضب تجاهها قد ذاب من هذه الكلمات تحدث معها طوال الليل وهو يشعر بالسعادة فهي حبيبته تارة يتخيل اليوم الذي سيجمعهم بيت واحد ويأخذها بحضنه ذلك الدفئ يريد أن يشعر به بأسرع وقت. 

وتارة أخرى يفكر بصديقته ماذا ستفعل ويفكر لها بحلول ولكن هذا الأمر أيوجد به حلول؟ 

أم يهيأ نفسه أنه سيجد حلا فقط ! 


_______________________________


رمقته هدير بنظرة عدم استيعاب ما قال... هل مازال نائمًا وتلك هي ما تسمى بالهلوسة؟ 


وقفت هدير ونظرت إليه بغضب مما قاله:"كويس إنك فوقت... اتفضل أخرج برا."


وذهبت للباب لكي تفتحه وينصرف ومصطفى لم يستوعب ما حدث... ألم يكن حلمًا؟ نظر بجانبه فوجد شهاب يحدثه بسخرية:"احمد ربنا إنها متدكش قلم فوقتك...."


اتسعت عيناه بدهشة فجلس على الفراش يحاول إدراك ما حدث... لمَ يحدث معه هكذا حظه دائما سيء ولكن حتما هو الآن تأكد أن لا حظ له على الإطلاق ! 


نظر لشهاب وأشار له بأن يختبئ قبل أن تراه هدير ونظر لها موجها باعتذار:"أنا آسف.... فكرتك شخص تاني."


لمَ هذا الضيق يا هدير؟ 

هل تمنيت من أن تكون هذه الجمله حقا لكِ...؟ 

ليس وقت الوقوع بالحب يا فتاة... فالذي مثلنا ليس لهم الحب إطلاقا افيقي نفسك فهذا وهم. 


وقف على قدميه ولكن شعر بألم شديد بقدمه اليمنى فجلس على الفراش مرة أخرى وهو يتأوه بصمت.


همّت إليه مسرعة تقترب منه وقالت بخوف:"أنت كويس؟ إيه اللي واجعك.... "


كان مصطفى متوترًا للغاية فتحدث إليها بسرعة وأشار بيده لها بعدم الاقتراب:"لا أنا كويس... أنا آسف... آسف... مش عارف إيه اللي حصلي... بس... شكرا إنك جبتيني لحد بيتك."


كانت علامات الخوف على وجهها فنظرت إليه بعطف:"بتشكرني على إيه بس يا أستاذ... أنا اللي المفروض أشكرك على اللي عملته معايا... رجلك فيها حاجة؟؟.... خليني أشوفها."


أصابه القلق ونبتت قطرات من العرق على جبينه وأسرع في الوقوف مجددا:"صدقيني أنا كويس.... لازم أمشي."


كان يعرج على قدمه ويتحمل الألم وخرج من منزلها وهي وراءه :"أنا بجد آسفة كل اللي حصلك ده بسببي أنا آسفة."


سمع صوتها المكتوم بالبكاء وكان يخرج بصوت مبحوح فشعر بقلبه يتمزق.... لم يرد أن يقول لها أنه استسلم للموت منذ ساعات عندما علم إنها بخير وأن نفسه لا تهمه إطلاقًا فلماذا نفسه تهمها هي ! فقدَ شغفه تجاه نفسه منذ زمن ولم يعد يشعر بها الآن هو يبقيها حية حتى تنتهي من مهمتها وتعود إلى خالقها ينتظر هذه اللحظة ! 


اقترب منها مصطفى وقال بحنان:"كل اللي حصلي ده الجانب منه هو حمايتك وبس وأي نواتج بسببه فهي متهمنيش مادام أنتِ بخير.... بلاش دموعك تنزل على شخص زيي... أنا مستاهلهاش ولو حتى شفقة ! "


لمَ يتكلم بكل هذا البؤس؟ 

أنا أشعر إنه فاقد للروح والذي تعيش هي الجسد فقط! 


مصطفى:"الوقت مش مناسب إننا نتكلم في اللي حصل النهاردة وليه...المهم إنك بخير."


أخذ خطوات للخلف وهو ينظر إليها ويودعها بابتسامة ثم فكر بأن يطلب منها الطلب الذي يراوده دائما :"هو... ممكن اسألك سؤال؟"


ابتسمت هدير وأجابته:"طبعا."


ابتسامته اتسعت أكثر:"حضرتك... مخطوبة أو متجوزة؟؟"


تغيرت ملامح وجهها للاندهاش من سؤاله فشعر مصطفى أنها غضبت من سؤاله فكر بالانسحاب والهرب فورًا:"أنا آسف... عن إذنك."


همّ بالرحيل حتى أوقفته هي :"لا استنى... أنا مش مخطوبة ولا متجوزة."


ابتسم والتفت إليها وهي الفرحة لا تسعه وشاور على يديها :"أمال الخاتم اللي في إيدك ده؟"


نظرت هدير للخاتم الذي بيدها هي تقصد أن تضعه حتى لا يأتيها الخطاب أو أحد يطلب منها الزواج فهي غير مستعدة لهذه الخطوة ولا تضعها في الحسبان بحياتها ولكن لماذا أجابته وصارحته؟ لماذا تريده هو أن يعرف إنها مازالت لم تتزوج؟؟


أجابته بهدوء:"ده خاتم ورثته عن ماما الله يرحمها ومش بقلعوا لكن هو مش خاتم جواز أو خطوبة."


تنهد بارتياح حتى هي شعرت بذلك أيضا ! 


اكتفى مصطفى بهذا الحديث كان يريد أن يسألها الكثير ولكن فضّل بأن تنتهي المقابلة بكل ود ولا يحدث شجار بينهم نعم كان الحديث قصيرا ولكن بالنسبة له فقد شبع ولا يطمع بالمزيد كان بالماضي يتمنى فقط أن تنظر إليه أو تلمحه والآن هو يستطيع التحدث معها فهذا يكفي. 


تركها ورحل اتبعته بعينيها إلى أن اختفى من أمامها ماذا حدث لها تشعر بشعور يجتاح صدرها لم تشعر به من ذي قبل !.. أغلقت الباب ثم عادت إلى غرفتها وهمت لتغيير فرشة سريرها فكانت ملطخة بدماء مصطفى ولكنها شمت رائحة شيء.... رائحة عطر.. إنها رائحة عطره ! ظهرت ابتسامة بجانب شفتيها وأخلدت للنوم بصعوبة فهذا هو اليوم الأول الذي يصعب عليها النوم من شدة التفكير... برجل ! 


شعرت أن قلبها ليس كالمعتاد اليوم تتذكر كلمته وبشدة وكيف قالها بهوان (هدير أنا بحبك) ولكنها شعرت بالذنب الشديد فقامت من فراشها وذهبت للمرحاض وتوضأت وأقامت الليل لساعات طويلة تناجي بها ربها وتردد دعوة واحدة (اللهم لا تعلق قلبي بأحد غيرك) 


_________________________________________


في الصباح الباكر استيقظت أسيل من النوم وذهبت إلى جامعتها كانت لا تريد الذهاب بوسيلة مواصلات أخذت تمشي وبداخلها يقين... أنها ستراه اليوم.. لقد اعتادت رؤيته يلاحقها وقد قال لها البارحة إنه سيقابلها اليوم....لمَ ترغب برؤيته هكذا؟ 


__________________________________


استيقظ مبكرا وبدل ملابسة للنزول خرج من غرفته مسرعا فتقابل مع أبيه الذي نظر إليه باستفهام:"الساعة ستة الصبح إيه اللي مصحيك بدري كده؟! أنت لحقت تنام ! "


لم يقل لأبيه إنه لم ينم من كثرة التفكير فقط غفل ساعة أو ساعتين وبعدها استيقظ ليذهب إليها :"صباح الخير يا بابا... أنا نازل دلوقتي الشركة."


تغيرت ملامح وجه عبد الله بعدم استيعاب:"في مدير بيروح الشركة الساعة ستة الصبح ! طب افطر قبل ما تنزل."


قال يزن بمرح:"عادي بقى نشاط وكده متقلقش عليا هفطر برا عن إذنك يا بابا."


ذهب إلى جامعتها وهبط من سيارته سند عليها ينتظرها ورفع يده ونظر لساعته:"الحارس قال إنها بتروح الجامعة بدري أديني جيت بدري أهو هبدّر إيه أكتر من كده ! ده الفجر لسه مأذن من ساعة." 


وبعد مدة من الوقت رآها متجهه نحو بوابة الجامعة

التمعت عيناه وركض نحوها ووقف أمامها وهو مبتسم:"صباح الخير."


تفاجأت به أمامها فها هي تفكر به ويظهر أمامها وكأنه يقرأ أفكارها رمقته بنظرة مجهدة ألم يتعب من اللحاق بها؟ 


ذهبت من أمامه وهو مازال يمشي خلفها يحاول التحدث معها :"آنسة أسيل... لسه بدري أوي على محاضراتك... ممكن ناكل حاجة سوا أو نشرب حاجة في أي كافيه هنا ونتكلم وياستي هعرفك عليا عشان تبقي متطمنالي أكتر وأنتِ كمان تعرفيني عن نفسك ونتكلم ش....... "


قطع حديثه دخولها من بوابة الجامعة متجاهلة كلامه 

وقف بيأس وظهر على ملامحه الغضب من فعلتها هذه لمَ تتجاهله بهذه الطريقة !


سمع حديث الحارس الممزوج ببعض السخرية:"ريح نفسك مش بتدي فرصة لحد."


استغرب يزن من حديثه وقال :"يعني إيه؟ "


الحارس:"أنت مش أول واحد تعجب بيها فيه قبليك كتير أوي وكانوا مبياخدوش منها حاجة."


يزن باستفهام:"أعجب بيها؟؟؟ "


الحارس::كانوا بيتنططوا زيك كده وراها وفي النهاية تسيبهم وتمشي وهكذا بقى وأهي الدورة بتلف."


غضب يزن بشدة واتجه نحو سيارته ودخل بها وظل يفكر بكلام الحارس الذي استشاطه غضبا وكرر:"أنا بتنطط !!.... كل ده عشان بس عايز أعرف حكايتها إيه وصعبانة عليا لحسن تكون بتتإذي في البيت.... أنا معجب بيها وبتنطط؟... أنا بتنطط !!! "


ضرب على "دركسيون" السيارة بقوة وتحرك بسيارته تجاه الشركة. 


شرب الكثير من القهوة ليظل مستيقظا في عمله وآخر النهار استأذن للرحيل وذهب إلى جامعتها حيث ميعاد خروجها قد حان وقرر بداخله إنها المحاولة الأخيرة ونظر للأعلى يتكلم مع ربه :"يا رب أنا كده أبقى عملت أقصى ما عندي عشان أساعدها لو رفضت تاني فكده أنا عملت اللي عليا وهبعد خالص ومش هفكر فيها تاني."


خرجت من الجامعة ممسكة بشطيرة حلوى تحاول أن تأكلها وجائعة للغاية ولكنها غير قادرة على تناولها وكأن مر الحياة يجعلها مستصعبة إستطعام الحلوى أو حتى الطعام الطبيعي ! كان جسدها هزيل وضعيف للغاية حتى إنها تشعر بالدوار كثيرا ولكنها لا تخبر أحدا فلا أحد بالبيت يهمه أمرها. 


كانت تمشي ودموعها تسيل على وجنتيها وكل ثانية تنظر لرسالة والدها بالهاتف :"أنا مسافر أنا ورحاب والأولاد نغير جو شوية كل حاجة محتاجاها هتلاقيها ولو ناقصك حاجة كلمي حد من الخدم.. دي إجازة وموبايلي هيبقى مقفول طول الوقت معرفش هتفضل قد إيه بس لحد ما نفسية يارا تتحسن."


همست بداخلها بوجع :"طب ونفسيتي يا بابا؟ "

ليه كل العالم بيهمك زعله إلا أنا !

مبتسألش عليا ليه وتقولي مالك إيه اللي مزعلك؟ 

ليه حسستني إني بقيت لا شيء في حياتك مجرد عبء عليك عاوز تتخلص منه بأي طريقة ! 

ليه نسيتني زي ما نسيت ماما؟ 

تلاشتني وكإني نكرة في حياتك ! 


كانت كل هذه التساؤلات دوما تدور بعقلها تريد أن تبوح بها أمامه ويجيبها على أسئلتها يجيبها بردًا يهدئ من روعة قلبها، ردًا يكون دواء على جوارح قلبها ترجعه للحياة مرة أخرى ردًا يكون مثل اللاصق على قلبها ليبنيه من جديد بعد أن تفتت ! 


أنفاسها تعالت ولم تعد تشعر بقدماها تحملها انهمرت دموعها تجهش بالبكاء بحرقة نزلت بركبتيها على الأرض ووضعت يدها على وجهها تبكي وتبكي لعلها تفرغ وجع قلبها. 


كان ينتظرها وعندما طال إنتظاره توجه للحارس يسأله وأكّد له إنها رحلت منذ دقائق. 


كان يبحث عنها في الشوراع ، تلك الفرصة الأخيرة يريد الفوز بها وبعدها سيتركها ويرحل ولن يفكر بأمرها. 


فكّر بأنها قد تكون ركبت سيارة أجرة وذهبت للبيت فوقف بيأس وتنهد بحزن وحين التفت للرجوع إلى سيارته ويرحل وجدها بآخر الممر جالسة على الأرض تبكي ميّزها من ملابسها التي كانت ترتديها صباحا ورآها بها. 


ركض نحوها بلهفه ويتسائل لمَ تبكي؟

كانت شهقاتها تتعالى فشعر بغصة بقلبه من صوت بكائها لمَ قلبه يؤلمه هكذا؟ 

نزل على ركبتيه أمامها يتسائلها بلهفة:"أسيل !... في إيه؟؟... إيه اللي حصل؟... بتعيطي ليه؟... أسيل ؟"


وفجأة وجدها ترتمي برأسها في حضنه وتشهق بقوة وهي تبكي لم يشعر بنفسه إلا وهو يحيطها بذراعيه ليضمها لصدره بشدة ويتمتم:"اهدي... "


انغمست بوجهها في صدره أكثر وهو يمسح على شعرها بحنين دافئ ويهدئها بكلماته

وبعد دقائق توقفت عن البكاء وظلت بحضنه

تحدث يزن بهدوء:"خلاص هديتي شوية؟"


أمسك بذراعها وأبعدها عنه وهو يتكلم:"يلا قو....... "


وحين أبعدها عنه وجدها مغلقة عينيها وساكنة الملامح

اتسعت عينا يزن بدهشة وهزّها بيده بقوة كي تفيق:"أسيل... أسيل !!"


لم تستجيب له وسقطت رأسها للخلف.. لقد فقدت وعيها ! 



#لا_تخافي_عزيزتي

البارت السابع

صلوا على الحبيب


استيقظت هدير من نومها بفزع على صوت طرق الباب بشكل يقلق كان الصوت مزعجًا ولم يكن صوت طرق على الباب فقط... كان هناك صوت رجل ينادي عليها بصراخ. 


نهضت من فراشها وسرعان ما وضعت غطاء على رأسها وذهبت لتفتح الباب حتى رأت صاحب المنزل يهتف بها بصراخ:"إيه يا هدير؟؟؟... صباح الخير.. معلش قلقناكي من نومك... فين الإيجار بتاع الشهر ده والشهر اللي فات؟؟ مش قولتي هتجيبيهم إمبارح وأهو إمبارح عدّى والنهاردة كمان هيعدي وت..... "


تفاجأ بهدير تدخل للمنزل مرة أخرى وبعد دقائق رآها آتية بالمال وتعطيه له بيده وتقول بإستنذاف طاقة للحديث :"حقك عليا يا أستاذ أوعدك مش هأخر عليك الإيجار تاني وإمبارح رجعت متأخر من الشغل فمعرفتش أعدي عليك."

 

تنهد براحة وأخذ ماله وذهب من أمامها 

أغلقت هدير الباب وسندت عليه بإرهاق وبعد دقائق بدلت ملابسها للذهاب إلى عملها الأول وهي روضة الاطفال.

 

____________________________________


استيقظ مصطفى من النوم وتفاجأ بشهاب أمامه:"يابني بلاش تخضني كده فيها إيه لو دخلت من باب الشقة وطلعت خبطت على أوضتي ؟"


تحدث شهاب بمرح:"مينفعش... لازم أجيبلك سكتة قلبية علصبح كده المهم يلا قوم."


مصطفى:"أقوم ليه؟... أنا تعبان أوي يا شهاب إمبارح اتضربت وأنت مكنتش معايا ودخلت بيت البنت كمان متعملهاش تاني لو كانت قفشتك كنت هتعمل مشكلة."


جلس شهاب بجانبه:"احكيلي عملت معاها إيه ؟"


ضربه مصطفى بكتفه بمرح:"أحكي إيه مانت كنت معانا في نفس الأوضة !هتستعبط يلا ؟"


ضحك شهاب:"ده أنت موتني ضحك... هدير أنا بحبك."

 

قالها بهيام مثل ما كان يقولها مصطفى وقتها


تفاجأ بضربة مصطفى إليه بالوسادة بوجهه


شهاب:"حاسس إنها بداية كويسة... "


ابتسم مصطفى وهو يتذكر لهفتها عليه هو يعلم أنها ليست نابعة من حب ولكنه سعيد برؤيتها تخاف عليه ولو حتى شفقة !


روى له ما حدث معه وكيف أبرحه وليد ضربًا وبعدها لم يشعر بشيء 

علّق شهاب بمرح:"بس حلوة الحركة دي إنك دافعت عنها وأعتقد هتشيلهالك جميلة ودي الطريقة الوحيدة اللي كانت تديك فرصة إنك تتعامل معاها بشكل ودّي منغير ما تفهمك غلط وإلى حد ما تتقبلك ومتبقاش دبش زي الأول هي الطريقة أه مكنتش أنسب حاجة للي زيك لإنك اتدشملت خالص !!"


مصطفى:"أنا مش عارف عملت كده إزاي بجد ساعت ما ضربته بالعصاية إيدي كانت بتترعش أصلا.. عمري ما اتشاكلت مع حد أبدا وفي حالي دايما أول مرة أدخل خناقة !"


ضحكوا هما الاثنان وظل مصطفى يتحدث مع شهاب على مشاعره تجاه هدير وشهاب مستمع إليه بكل إهتمام كانت صداقتهم قوية كان عمر ومصطفى وشهاب أعز الأصدقاء ولكن ابتعد عمر عنهم بفترة ما ولكن مصطفى مازال متعلقا بشهاب وباتو أصدقاء طوال الحياة.


شهاب:"أسماء مش راضية تكلمني... وبوقفها في الشارع مبتردش عليا."

 

مصطفى:"ليه كده؟؟.... أنت فاتحتها في موضوع الجواز ؟"


زفر شهاب بحزن:"أمي مش راضية يا مصطفى... لان أسماء مطلقة ومعاها بنت.... بس أنا بحبها وعاوزها هي مش عارف أقنع أمي إزاي وهي اللي خلت أسماء تتجنبني بعد ما راحتلها وقالتلها ملكيش دعوة بابني."

 

عانقه مصطفى بلطف :"متقلقش... هنحلها بإذن الله."


ابتعد عنه شهاب وابتسم له ثم تحدث مصطفى قائلا بحماس:"تيجي نروح لطنط ونقنعها؟... شوف طنط هتبقى فاضية إمتى وقولي وهعدي عليها وأقنعها أنت عارف إنها بتحبني وأنا عارف هدخلها إزاي."


فرح شهاب كثيرا قائلا:"بجد هتساعدني يا صاصا ؟"


مصطفى:"يابني ياما ساعدتني وأنت السبب في تشجيعي إني أتكلم مع هدير."


عانقه شهاب بقوة:"ربنا يخليك لياااا."


سمع طرق على الباب وكانت والدته 

نظر مصطفى إلى الباب وسرعان ما رأى شهاب يختبئ 

نهض مصطفى من جلسته ليفتح الباب:"صباح الخير يا ماما."


رحاب:"جهز شنطتك ورو..... إيه ده؟؟؟ إيه الكدمات اللي في وشك دي !! "


أجابها مصطفى بهدوء ليطمئنها:"خناقة بسيطة يا ماما محصلش حاجة متقلقيش هيروحوا بسرعة.... المهم كنتِ عايزاني أروح فين؟"

 

رحاب بخوف:"إيه يا مصطفى ده اتخانقت مع مين ومن إمتى وأنت بتتخانق؟"

 

زفر مصطفى بضيق:"يا أمي أنا كويس... ومش خناقة كبيرة دي مشكلة كده حصلتلي وأنا بركن العربية.... المهم كنتِ عايزاني أروح فين ؟؟"


هتفت رحاب بلوم :"طب محطيتش تلجة ولا أي حاجة يخفي الكدمات دي؟؟" 


تذكر مصطفى أن من طيّب جوارحه كانت هدير وهي دواءه ويكفي هذا لا يحتاج ليعالج بدنه مادام قلبه تعافى. 


مصطفى:"عملت كده...وشوية وهيخفوا."


رحاب:"طيب.. جهز شنطتك وروح لأختك عند دعاء هاتها لإننا مسافرين."


ضم مصطفى حاجبيه باستفهام:"مسافرين !... مش قولتي هتسيبي يارا مع علا شوية تغير جو؟"

 

تكلمت رحاب بغضب مكتوم:"لا.... منا لازم أعرف اختك مخبية إيه ولازم تبقى تحت عنيا.... أديك شوفت حالتها عاملة إزاي وهي مش طبيعية.... عايزة أبعدها عن اللي إسمه عمر ده... مش فاهمة أنا حالتنا اتيسرت وبقيت أعلى منهم بكتير ليه لسه على علاقة بيه !"


تحدث مصطفى معلقا على كلامها باقتضاب:"إيه يا ماما اللي بتقوليه ده !!... إحنا صحاب من زمان جدا ومتنسيش إننا كنا زيهم وكنا جيران ودايما سوا إيه البي غيّرك تجاههم؟"

 

مصمصت رحاب شفتيها بانزعاج :"اللي أعرفه إني بصاحب ناس من مستوايا خليها تنقي صحاب تانين من مستواها إحنا مستوانا بقى أعلى منهم بكتير."


مصطفى:"ما إحنا في يوم من الأيام كنا من مستواهم من بعد موت بابا وإحنا قعدنا سنين حالتنا مش ميسورة."


رحاب:"وأهو الحمد لله.. حالتنا دلوقتي تفوقت عليهم ميت مرة.... بقولك إيه أنا مصدعة... اعملوا اللي تعملوه وهي خليها لازقالي في علا وأخواتها اعمل اللي قولتلك عليه منغير جدال."


تركته وذهبت من أمامه... أغلق مصطفى الباب وسند عليه وزفر بضيق لمَ تفكر أمه بهذه الطريقة؟ ليس هناك طبقات تجعلنا مختلفين فكلنا بشر وهو عاجز عن مرافقة أحد غير شهاب.... جميعهم يستهزءون به وبشخصيته الضعيفة عدا شهاب الذي يعذره ويعذر كم شاق بعمره من ظروف جعلته بهذا الطبع شهاب صديقه الوحيد الذي يحكي معه عن تفاصيل يومه وأشياء لا يقدر على البوح بها لأمه وكذلك يارا هي متعلقة بعائلة عمر... صحيح يارا محببة بين الجميع ولكنها لم تحب أحدا غير علا وعمر صديقها المقرب الذي كان معها بالجامعة وظلوا معا طوال هذه السنوات أحيانا يظن أنها تحب عمر ولكن تختفي ظنونه عندما يراها تصلح بينه وبين حبيبته فليس هناك أحد عاقل يفعل هكذا ! 


ذهب لمنزل دعاء ورحب به الجميع لم يطيل في جلسته فقد نبهت عليه رحاب بالاستعجال اتضطر أن يأخذ يارا رغما عنها لأن رحاب قد أعطت أمرا ويجب تنفيذه مهما كان. 


مصطفى:"هستناكِ تحت...اوكي."


كانت يارا حزينة لا تطيق هذا السفر نظر إليها عمر وتحدث معها:"أنا نازل معاكِ استني."


ركبا المصعد سويا وزفر عمر وأمسك بيدها بحنان:"حاولي تفكي."


صرخت يارا به بنفاذ صبر:"أفك إيه يا عمر !!... هو أنا بقولك جبت درجة وحشة في مادة ؟!!!"


ضم يديه الاثنان على يدها محاولا تهدئتها :"عارف والله عااارف.... بس بقولك ده عشان متشككيش طنط رحاب فيكِ... وهي لو عرفت هتعمل مشكلة."


اقتربت منه يارا وبدأت عيناها تمتلئ بالدموع :"أنا مش عايزة أسافر وأبعد عنك يا عمر.... أنت الوحيد اللي تعرف الموضوع وأنت الوحيد اللي تقدر تواسيني مش قادرة أتعامل معاهم وأنا في الحالة دي ومش عارفة رد فعل ماما هيبقى إيه لما تعرف."


ابتسم عمر لها:"متقلقيش... هفضل على تواصل معاكِ في التلفون وأما ترجعي بالسلامة أكون لقيت حل... وإن شاء الله خير استعيني بربنا وخلي إيمانك قوي مادام مغلطيش يبقى تكوني واثقة إن حقك هيرجعلك."

 

اومأت يارا برأسها وتنهدت بعمق 

تحدث عمر بصوت مرح:" بركاتك يا يويو.... أنا ومودة اتصالحنا إمبارح.. وأمي قالتلي خلاص بدل ما نتخانق تاني رايح أخطبها الاسبوع الجاي."


صدمت يارا ولم تعرف ماذا تعقب فهي غير قادرة على التمثيل الآن. 

وصل المصعد للأرضي وخرجت يارا من أمامه بصمت أثار شكوكه ولكن عذرها لما هي به.


ركبت يارا السيارة بجانب أخيها وودّع مصطفى عمر وتحرك بسيارته حتى انتبه لأخته ولحزنها:"في إيه مالك؟؟... أهو البوز ده خلى ماما تشك إن فيكِ حاجة.. ما تنطقي يا يارا."


حاولت يارا كتم بكاءها فخرج منها صوت مبحوح:"مفيش حاجة أنا كويسة."


سندت رأسها ونامت فهي لم تنم جيدا لأنها بقيت مستيقظة مع علا بالحديث سويا وفجأة سمع مصطفى صوت وراءه:"هييي... رحلة."


فزع مصطفى من صوته ونظر بالمرآة فرأى شهاب وضحك حين رآه :"يخربيتك خضيتني كويس إن يارا نايمة كانت مش هتستحمل."


ضحك شهاب وقال له بمرح:"جاي معاكم يعني جاي معاكم."


مصطفى:"بجد نفسي تيجي معانا."


شهاب :"طبعا جاااي... حطني في الشنطة ومحدش هيشوفني."


مصطفى:"ياريت لو ينفع... أنت عارف أنا ويارا في السفريات دي بنكون وحدانيين أوي ومبنعرفش نكون صداقات بالسرعة اللي بنبقى فيها هناك وأصلا مبنحسش بالعيلة بتاتا وبنبقى ضاربين بوز وبنتمنى السفرية تخلص بأي طريقة... بس أنا هحاول السفرية دي أتكلم مع يارا هي أكيد محتاجاني وأهي فرصة تحس فيها إنها مش لوحدها وإني معاها عارف إني قصرت كتير في حقها ومكنتش بحسسها بأي أخوة بس ده لاني أنا كمان مكنتش حاسس بنفسي أنا دايما حاسس إني تايه ومش فاضي لحد ومعودتهاش تاخد قرارات معايا لإني مبعرفش أخدها لوحدي أساسا."


زفر بضيق لحالة أخته ولما وصلت إليه ! 


أخذ شريف إجازة بضع أيام ليسافر معهم كان يريد أن يتغير مزاجه للأحسن فقد مل من تلك الحياة "الروتينية" 


كانت رحاب سعيدة بأنها ستذهب بعيدا مع حبيبها... نعم فهي تحب شريف حبا جما... لا بل تعشقه ومن قبل زواجها بزوجها السابق والد مصطفى ويارا الذي مات. 


كان ضميره يأنبه تجاه إبنته الوحيدة ولكنه يعلم كم هي تزعج كل من حولها وهو يريد أن يفرح الجميع ولأن أسيل تزعج رحاب بعنادها وعدم إرضائها بأي شيء قرر أن يبقيها بالمنزل ويحاول أن يفرّح يارا فهو يشعر إنها غير طبيعية ويكفي أنه سيبتعد عن عالم العمل والمشاريع وينفرد برحاب زوجته.. هي ليست حبيبته... فهو كان يحب قمر والدة أسيل ولكن حب رحاب إليه يجعله مرغما على حبها فهو يرى نفسه جميل بعينيها يحب حبها إليه هي تجعله شاب من جديد رغم كبر سنه ولكنها بمرحها وهيئتها الصغيرة تجعله صغير وشاب مراهق يحب تحترامها له واتاخذها القرارات فهي لا تتعبه مثل ما كانت قمر تتعبه بأخذ القرارات والتمرد عليه والعناد لكن رحاب تقول له "نعم وحاضر" فقط لا غير وهذا ما يريده أغلب الرجال حاليًا. 


_______________________________________


هتفت دعاء بذهول:"يعني إيه تتجوزها يا علي أنت اتجننت في عقلك؟؟"


أجابها علي:"يا أمي إيه الجنان في اللي بقوله؟!... أنا عاوز أتجوز يارا وبحبها من زمان."

 

صرخت بوجهه:"دي أكبر منك !!"


زفر علي بلا مبالاة لما قالته:"السنين مش مهمة ما دام الحب موجود وأنا بحبها."


دخل من المنزل وحين رأته دعاء ركضت نحوه وهي تهتف بصراخ :"إلحق أخوك... اتجنن... عاوز يتجوزلي يارا بنت رحاب !"


اتسعت عينا عمر ونظر لأخيه بدهشة....


_____________________________________


حملها يزن بين يديه وركض بها إلى سيارته أدخلها بها وركب بجانبها بحث عن زجاجة مياة وسكب بعض الماء بيده ووضع قطرات من الماء على وجهها ليفيقها ولكنها ظلت فاقدة للوعي ولم تفق... قلق عليها بشدة وتحرك بسيارته مسرعًا للمستشفى. 


كان يركض في المستشفى وهو حاملها ويصرخ بقوة اقتربت منه الممرضات وحاولوا أخذها من يديه ولكنه غير قادر على تركها يشعر بشيء غريب وكأنها منه ! لا يريد أن يفقدها ستترك فراغ شديد بداخله... وبعد محاولات كثيرة استطاعوا أن يأخدوها منه وحملوها على فراش المستشفى وهو جالس على كرسي قريب من غرفة الإسعافات وبعد مدة من الوقت خرج الطبيب حيث نهض يزن من جلسته وتوجه نحوه بقلق :"خير يا دكتور.... هي كويسة صح؟ "


تنهد الطبيب وتكلم بعملية:"أصابها اغماء بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية."


قلق يزن كثيرا فتحدث إليه بلهفة:"وهي هتبقى كويسة؟؟.... يعني هي دلوقتي إيه حالتها؟؟ "


حاول الطبيبة أن يهدئ من روعه:"متقلقش إحنا ركبنالها محاليل وإن شاء الله تبقى كويسة."


وجد الممرضات يخرجون ومعهم أسيل نائمة على فراش متحرك متوجه نحو غرفة ما بالمستشفى لتقيم بها. 


ركض يزن تجاهها وأمسك بيدها وهو في حاله غريبة... لم يفهم مشاعره ! 

لم يتسائل نفسه هو فقط يتصرف مثل ما يقول له قلبه ولا هناك فرصة لحديث عقله. 


كانت نائمة مثل الملائكة نظر إليها يزن ودق قلبه بشدة... هناك شيء غريب يحدث له تجاه تلك الفتاة... لم يمر به من قبل كان مثل الثور الغاضب حين رآها ليست بخير أتى بها إلى المستشفى وكان خائفًا من خسارتها ! 


توقف وسمع صوت عقله وكان يفكر بالكثير من الأسئلة ويبحث عن إجابة


عقله:"لماذا كنت خائف لهذا الحد؟"

 

تنهد وأجابه:"إنها مريضة ولو كانت أي فتاة مكانها لكنت فعلت هذا أيضا."


عقله بشك:"أي فتاة؟؟ "


أكّد له:"نعم أي فتاة." 


أعطته الممرضة ورقة بها علاج لأسيل وطلبت منه أن يملأ إستمارة المستشفى ويدفع مال الغرفة التي ستبيت بها أسيل 

كان يملأ الإستمارة سريعا لكي يذهب لشراء الدواء لها ويعود لغرفتها بجانبها، ولكن توقف عند خانة معرفة علاقته بالمريضة هل هو زوجها أم أخيها أم أبيها أم أحد أقاربها...ولا أحد من هؤلاء !


لكن ماذا يكتب؟؟ كان سيكتب أخيها ولكن تراجع وكتب مسرعا... صديق. 


كان جالسا على الأريكة ينظر إليها والممرضة تعطي لها الدواء بالمحلول 

صوته الداخلي يهدئه:"اهدأ يا يزن لمَ كل هذا القلق؟ هي بخير أمامك !"


نظرت إليه الممرضة وتحدثت بشكل عملي:"اجرينا ليها تحاليل دم... وظهر إن الهيموجلوبين قليل خالص ويظهر إنها بقالها يومين مش بتاكل لان الكالسيوم كمان قليل وده كله سبب كبير في إنخفاض ضغط الدم بالشكل ده... يرجى الاعتناء بيها جيدا وهي هتفضل في المستشفى بالكتير يومين لحد ما حالتها تستقر وإلا ممكن بعيد الشر الهبوط الجاي يكون مموتها بسبب قلة الغذاء !"


صرخ يزن بها حين سمع آخر جملتها:"لا موت إيه !!... ربنا يبعد عنا كل شر... شكرا جدا ليكِ."

 

ابتسمت الممرضة بود :"تقوم بالسلامه إن شاء الله... عن إذنك."


ذهبت الممرضة من الغرفة واغلقت الباب ورائها اقترب يزن من فراش أسيل وأمسك بيديها بحنو:"ناوية تدمري نفسك... خلاص معادتش نفسك بتهمك... بنتتحري بالبطيء زي ما هو عمل؟... غفلنا كلنا وراح منتحر !...أنتِ كمان عايزة تعملي زيه وتعلقيني بيكي وتمشي؟... مش بتاكلي بقالك يومين ليه بتعملي كده؟؟... ليه نفسك هانت عليكِ بالشكل ده !... على فكرة نفسك ليها حق عليكِ."


نظر للطاولة التي بجانب سريرها فوجد هاتفها وحقيبتها الجامعية سمع صوت رسالة أثارت إهتمامه اقترب وأخذ هاتفها ونظر إليه فتح الرسالة من الخارج بفضول فرآها من رحاب تقول لها:"ياريت متبوظيش علينا السفرية ونسمع خبر تعبك زي كل مرة وتخلي أبوكي يرجعنا كلنا اهتمي بنفسك واعتمدي على نفسك ياريت متتصليش بأبوكي لإنك هتلاقيه مغلق وأنا كمان هقفل موبايلي خلينا نشم هوا شوية ولا أنتِ مبتحبيش الخير لحد؟ السفرية مش هتطول بس أهو يومين الواحد ميشوفش وشك فيهم." 


هذا الكلام ليس موجه إليه ولكن أغضبه كثيرًا ،ما تلك الوقاحة؟ تأكدت شكوكه أن زوجة أبيها هي من تجعلها بتلك الحالة أمسك بإصبعها وفتح هاتفها ببصمة يدها دخل على المحادثة وحذف الرسالة لكي لا تراها أسيل لقد أثارت غضبه واستفزته بشكل كبير ما بال أسيل كيف ستشعر؟؟.. لمَ تعاملها رحاب بهذا الشكل... يجب أنا يعرف كل شيء عنها.

 

نظر إليها وأخذ كرسي وضعه بجانب فراشها وأمسك بيدها لمس أصابعها كانت شديدة البرودة قرب شفتاه نحو يدها وأخذ ينفخ بيدها لكي يدفئهم وضع يده على خصلاتها ومسح على جبينها بحنين وتذكر شكلها وهي تبكي آلمه قلبه بشدة مسكينة يا أسيل لا أعرف كيف اواسيكي لأني لا أعلم مما اواسيكي عليه؟ ولكني متأكد أنك لن تبقي هكذا لفترة طويلة سأحاول جاهدا بتخفيف هذا عنك لن أتخلى عنك إلا عندما تكونين سعيدة لن أجعلك تشعري مثل صديقي كان دائما يشعر بالوحدة وعدم إهتمام الناس إليه حتى أهله وأنا... أنا أيضا تخليت عنه ولهذا أنا أعاقب نفسي على كل ساعة وكل وقت كان يطلب مني الجلوس معه وكنت مشغولا يمكن إذا كنت اهتتمت به ورافقته ولم اتركه كان معنا الآن ولكني تعلمت من الخطأ ولن اكرره.


وبعد بضعة ساعات قد غفل يزن بهم من شدة تعبه وحين شعر بأصابعها تتحرك بيده استفاق بسرعة فهو نومه خفيف نوعا ما نظر إليها بلهفة:"أسيل... أنتِ كويسة؟؟" 


لمَ تواصل سؤالي إذا كنت بخير؟ 

لمَ تواصل القلق عليّ؟ 

لم أعتاد هذا إلا من أمي! 

يكفي، أنا لا أريد أن يهتم بي أحد أو يهتم لأمري إذا كنت بخير أم لا... فقد اعتدت الوحدة.


نظرت إليه وهذه الأسئلة تدور بذهنها وهي ترى قلقه الشديد عليها 

سحبت يدها بعنف ونظرت للغرفة ثم نظرت إليه بإستفهام ما الذي أتى بها إلى هنا؟ 


فهم يزن من ملامح وجهها واستعجابها من الغرفة :"أنتِ في المستشفى... جيبتك هنا بعد ما اغمى عليكِ في.... "


ايكمل أنها فقدت وعيها بحضنه؟

 

تذكرت أسيل ما حدث لها ورسالة أبيها وحينها أغمضت عينيها بأنها تخشى التذكر ثم التفت لتبحث عن حقيبتها 

ففهمها يزن وأخذ حقيبتها وضعها على قدمها 

مدت يدها داخل الحقيبة وأخرجت دفترها وقلمها لتتحدث معه 

وكتبت به:"عايزة أخرج."


نظر يزن إلى دفترها وقرأ ما كتبته:"لا تخرجي إيه!!... ده هبوط حاد في الدورة الدموية... اهدي كده وصل علنبي."


لم تهتم لما قاله وأبعدت غطائها ونهضت من الفراش بسرعة وذلك أدّى إلى دوراها الشديد وكادت أن تقع إلى أن لحقها يزن بين ذراعيه ونتج ذلك إقترابها الشديد منه.


يزن:"يا أسيل أنتِ تعبانة... لازم تخلصي محاليلك الأول.... أنتِ عارفة تحاليل الدم بتاعتك مش تحاليل إنسان دي تحاليل كائن فضائي احمدي ربنا إنك لسه عايشة وفيكِ نفس.... مبتاكليش بقالك يومين حرام عليكِ نفسك... أرجوكي كفاية تإذيها."


كيف تخبره إنها لم تعد تشعر بأنها مشتهية للطعام منذ زمن وحين تأكل يكون بالغصب على نفسها كي لا تموت مثل ما قال وكانت تظن أن أحد سيعرف إنها لم تأكل لأنها تعيد الصينية مكانها المطبخ ولم تكن آكلة منها أية شيء ولكنها لا تعلم أن رحاب تعيد الطعام للثلاجة وكأن شيء لم يكن ولا تهتم بكونها لم تأكل فهي تظن إنها تفعل ما عليها واضرابها عن الطعام ليس بيدها إذا كانت تريد الموت أو الانتحار فهذا قرارها. 


امتلأت عيناها بالدموع ونظرت إليه بوجع 

نظر لدموعها وسرعان ما أصابه القلق وهتف بإسمها بحنين:"أسيل."

 

سمعت إسمها مرة أخرى بنفس الطريق وتدفق لحنه إلى قلبها 

نظر لعينيها وكرر كلماته التي لم يشعر بها فهو مسلوب عن كل شيء حين ينظر لعينيها:"مش هتخرجي من هنا إلا وأنا متطمن عليكِ... استحالة أسيبك تمشي وأنتِ بحالتك دي... لو أنتِ مش خايفة على نفسك فأنا خايف عليها."


كلماته تشعل نيران جسدها لا تعلم لمَ وكيف ولكنها تشعر بالدفء والراحة تجاهه ! 


توترت من قربه وشعرت بأنفاسه على وجهها وحين اقترابهم الشديد ظهر فارق الطول بينهم. 


ابتعدت عنه لتأخذ أنفاسها فقد شعرت بأن ليس هناك هواء بالغرفة حين ينظر إليها هكذا لا تعلم ماذا يحدث لها... جلست على الفراش ومددت جسدها بإرهاق

وضع يزن الغطاء عليها :"عاوزك ترتاحي خالص وتشوفي هناكل إيه النهاردة."

 

أعطاها دفترها لتكتب به بإقتضاب:"شكرا مش عايزة آكل."


تحدث يزن وكأنه لم يقرأ شيئا مما قالت:"كينتاكي ولا ماك؟ "


اتسعت عيناها بدهشة وكتبت بدفترها مسرعة:"دول مقاطعة ! "


ابتسم يزن وهذا ما أراده:"أيوة كده حسسيني إنك عايشة معانا دنا افتكرتك متعرفيش حاجة عن الدنيا وفي حالك."

 

كتبت أسيل بدفترها:"وهل يغفل أحد من موت إخوانه كل يوم؟ اسأل الله أن ينصرهم على الأعداء ويخلد أرواحهم ويأمن قلوبهم من الخوف وينزل على قلوبهم السكينة ويحفظ أطفالهم. "


(اللهم أنزل علي الصهاينة بأسك الشديد الذي لا يُصد ولا يُرد ولا يقدر على دفعه أحد.. قولوا آمين) 


أمّن يزن على كلامها ثم قال:"يعني أنتِ مش جعانة؟؟"


هزت برأسها بإيجاب ثم سمعا صوت غريب جاء من بطن أسيل وهي تبوح جوعًا

انفجر يزن بالضحك بصوت عالٍ ووضعت أسيل يدها على بطنها بحرج.

 

يزن:"أهي بطنك ردت هنطلب أكل عشان أنا كمان هموت من الجوع."


ثم قال بمرح:"ومتقلقيش أنتِ اللي هتدفعي."


نظرت إليه غير مصدقة ما قال وسرعان ما ضحكت وضحك هو الآخر معها 

نظر لها بهيام حين تضحك تغلق عينيها حتى أن لونهمها يُخفى بين رموشها ولديها "غمازة" تزيديها جمالا فوق جمالها... حين تضحك تشعر بأن جميع وجهها يضحك معها كم هي جميلة وكم تمنى لو تلازمها تلك الضحكة دائما. 


وبعد قليل وصل مندوب الشحن فنزل إليه يزن ليأخذ الطعام منه وصعد إليها :"أنتِ وجبه وأنا وجبتين.. عدل ربنا."


كانت رائحة الطعام شهية

فتحت أسيل العلبة ونظرت للطعام بحزن... هي حقا تشعر بالجوع ولكنها غير قادرة 

كتبت له بالدفتر :"أنا حقيقي مش قادرة آكل."


قرأ ما كتبت وتحدث معها برجاء:"بالله عليكِ يا أسيل كلي ولو شوية... وغلاوة أغلى حاجة عندك لتاكلي... يا بنتي هتموتي كده !!"


تذكرت والدتها حين كانت تترجاها لكي تأكل ابتسمت للذكرى فها هي ترى أحد يعاملها مثل ما كانت والدتها تعاملها 

حاولت أن تأكل ولكن لم تأكل كثيرا فقط لتسد جوعها. 


جاءت له مكالمة هاتفية من والده عبد الله 

يزن:"صاحبي تعبان يا بابا ومضطر أفضل معاه في المستشفى."


عبد الله:"لا حول ولا قوة الا بالله ألف سلامة ابقى طمني عليه.... طب هتيجي إمتى ؟؟"


يزن:"والله مش عارف يا بابا لحد ما حالته تتحسن."


نظرت إليه وهو يتحدث مع والده وتسائلت هل سيبيت معها الليلة بالمستشفى؟ 

أغلق المكالمة ونظر إليها وجدها تنظر إليه بشكل مريب:"جوعتي تاني؟... لسه وجبتك أهي متقلقيش مكلتش منها حاجة."


نفت برأسها وكتبت بدفترها:"خليني أروح هو أنا هبات في المستشفى؟؟"

 

أجابها يزن بعد ما قرأ:"أيوة.. للأسف حالتك غير مستقرة ولازم تخلصي محاليلك عشان تعرفي تقفي على رجلك مينفعش تمشي وأنتِ بالحالة دي."

 

كتبت بدفترها:"وأنت؟ "


نظر إليها وتحدث بحنين بداخله ينبعث من وجه فتشعر هي به بسرعة:"أنا هفضل معاكِ."


كتبتب بدفترها :"بصفتك إيه؟ "


شرد لثوان ثم هاتفها بمرح:"بصفة إني صديقك... أه ماحنا بقينا أصدقاء هو أنا مقولتلكيش؟؟ معلش مجاتش مناسبة أقولك بس أنا وأنتِ بقينا صحاب حتى سجلت رقمي على موبايلك ورنيت على نفسي وسجلت رقمك."

 

اتسعت عينيها بدهشة !وظلت تنظر إليه وبها سؤال لمَ يهمه أمرها هكذا؟ 

تشتاق لهذا الإهتمام حقا حتى لو من شخص غريب... أي شخص يجعلها تشعر أنها حقا موجودة بالحياة ولم تمُت ! 


كانت تغفل بنعاس ولكن تفيق نفسها بسرعة حتى شعر يزن بها:"نامي يا أسيل... أنتِ تعبانة ارتاحي شوية."


نظرت إليه وقد ظهر عليها بعض الخجل لوجوده بالغرفة ففهم نظراتها ثم تفاجأت به يقف ويرفع يديه فوق الفراش ليسحب ستار الفراش ليكون حاجز بينهم:"متقلقيش أنا مش شايفك... ولو احتاجتيني وعاوزة تنادي عليا... موبايلك في إيدك وأنا سجلت رقمي عليه بإسم زونة."


ابتسم حين سمع همسات ضحكاتها

جلس على الكرسي بجانب فراشها وفتح هاتفه يتصفح الانترنت ليظل مستيقظا خاف من أن تحتاج إليه ولم تجده. 


وبعد ساعات

سمعت أسيل صوت البرق وسرعان ما هطل المطر بشدة و البرق معا. 

وضعت أسيل يديها الاثنين على أذنيها وهي تصرخ بخوف. 


رفع يزن الستار بسرعة حين سمع صرختها ووجدها ترتعش من الرعب وكلما سمعت صوت البرق تندفع جميع أعضاء جسدها بزعر ! 


لم يتحمل يزن رؤيتها هكذا فحدثها بصوت يطمئنها:"أسيل... اهدي... أنا معاكِ...متخافيش..،أسيل !!"


ازادات حالتها سوءً كلما تسمع صوت البرق 

أنزل الستار ووقف وهو يفكر فيما يفعله لتشعر بالأمان...هل يقترب منها ويعانقها؟ 


رفع الستار وحاول لمس ذراعها ولكنها دفعته بقوة وهي خائفة ومازالت ترتجف 

تنهد ووقف ليفكر فيما يفعله... إنها تزداد زعرا من إقترابه إليها فهي مازالت قلقة منه وهي الآن خائفة.


مد يده من أسفل الستار وحرك أصابعه وتحدث معها:"أسيل.... امسكِ إيدي... أنا جمبك متخافيش هاتي إيدك يا أسيل."


فتحت عينيها ونظرت ليده وتحركت عيناها نحو الستار هي لا تراه ولكن حديثه جعلها تشعر بالأمان.

 

حركت يديها نحو يديه إلى أنا وصلت لباطن يديه ممسكه بها وهي خائفة

أمسك يدها بحنو وهو يربت بأصابعه عليها :"أنا جمبك... اهدي."


ظلت أصوات البرق تتعالى مع هطول المطر بغزارة وهي مازالت خائفة وترتجف وتقبض على يديه بقوة كلما سمعت صوت البرق.


وبعد ثوان أمسك بحقيبته الصغيرة وأخرج منها سماعات رأس فهذا هو الحل لأن كلما سمعت ذاك الصوت ارتعبت أكثر.


ناولها إياها من أسفل الستار وتحدث معها:"خدي اسمعي الأغنية دي هتعجبك."


نظرت للسماعات وكانت مترددة ولكنها سمعت البرق من جديد فأخذتها بسرعة و وضعتها على أذنيها.


كان الصوت عالٍ لدرجة أنها لم تقدر على سماع صوت البرق مرة أخرى قبضت يديها على يده بقوة حتى لا يتركها ونامت بثبات وهي محتضنة يده وتشعر بالأمان. 


هدأ قلب يزن وزفر بقوة لمَ فزعت من صوت المطر هكذا وبهذه الطريقة!!

ما السر وراء رعبها الشديد من صوت البرق والمطر؟ 


وبعد ساعات

نام يزن حتى أن قبضته على يدها بدأت تلين ويده تنسحب من يدها بدون أن يشعر ولكنها شعرت به وحين رأت يده تبتعد أمسكتها مرة أخرى وضمتها بأصابعها بقوة لا تريد ترك يده فهي تشعر بالأمان بمجرد إمساكها بيده. 

_____________________________


صفعتها رحاب على وجهها بقوة وهي تصرخ بها:"حامل من مين انطقي؟؟؟"


يارا.....



#لا_تخافي_عزيزتي

محدش يقلق أنا مش هوقف الرواية عشان تفاعلها قليل ولا الكلام الفاضي ده الرواية حلوة وأنا متأكدة إنها هتعجب أي حد هيقرأها مش شرط تجيب تفاعل عشان تكون حلوة أنا واثقة انا بعمل ايه فمتخافوش مني الرواية هتكمل ايا كان❤️❤️

البارت الثامن

صلوا على الحبيب

اتسعت عينا عمر بدهشه قائلاً:"يتجوز مين؟! "


نهض علي وتوجه إليه محاولًا إقناعه:"أهو عمر أنت جيت أهو... عرّفها إن الحب ملوش دعوة بالسن وأنا بحب يارا من زمان من ساعت ما كنا جيران."


لمَ هذا الضيق ! هل لأنني أعلم ما حقيقتها بأنها حامل وأشعر بالشفقة على أخي... أم شيءٍ آخر ؟! 


قالت دعاء بتوعد:"على جثتي مش هتتجوزها يا علي ....إيه؟ بنات العالم كلهم خلصوا عشان تروح ليارا !"


تحدث علي بعجرفة:"أنا مش هتجوز غيرها... عمر أنت أكتر واحد هتساعدني حاول تقنع ماما معايا إن....."


قاطعه عمر بقوله:"بس أنا مش موافق."


صمت انتاب الجميع بذهول حتى قطعته دعاء مادحة إبنها:"اسم الله عليك ربنا يكملك بعقلك.. أهو أخوك الكبير كمان مش موافق... خلاص اقفل الموضوع وأنت لسه العمر قدامك كتير أنت لسه صغير أما تشتغل و..... "


تحدث علي بغضب موجهه لعمر:"ممكن أعرف مش موافق ليه؟؟"


أجابه عمر بضيق ظاهر عليه:"مش موافق وخلاص وخلي أسبابي لنفسي...وزي ما أمك قالت أنت لسه صغير."


عمر:"أسبابك لنفسك اااه.... قول كده.... ويا ترا الأسباب دي يا عمر إنك بتحب يارا؟"


شهقت دعاء بفزع وصرخت :"اسكت يا علي إيه اللي بتقوله ده ! "


صرخ علي هو الآخر:"لا مش هسكت... كلنا شايفين هو قد إيه مهتم بيها... كنت بعتبره أخوة لكن الظاهر إن إبنك بيحبها ومجرجر مودة وراه وبيتخانق معاها عشان يسيبها ويتجوز يارا ولما سمع إني طلبت أتجوزها اتجنن....أنت أناني يا عمر وبتحب كل حاجة لنفسك كل حاجة في البيت لازم تكون ماشية بكيفك لدرجة إن قرار زي ده بتعارضني فيه وأنت واثق إنه مش هيتنفذ لإنك أنت اللي تقول أعمل إيه ومعملش إيه طول حياتي ماسكني تحكمات تحكمات لحد ما طهقت... أنت ملكش حق تعارضني في قرار زي ده.. ولا حد في البيت ده ليه الحق إنه ياخد قرار زي ده أنا أنا بس اللي ليا الحق في أخد قرارات حياتي أنا معدتش صغير."


تفاجأ علي بصفعة على خده من قبل والدته 

وضع يده علي خده بصدمة 

واتسعت عينا عمر ونظر لأخيه بحزن 

سمعوا دعاء تقول بصوت صارم:"الظاهر إنك محتاج تتربى من الأول لازم تحترم أخوك الكبير وحتى لو مش هتحترمه احترمني أنا يا سيدي بتعلي صوتك وأنا واقفة الله الله شوف سيرتها لما بتتذكر بس إيه اللي بيحصل أومال لما تعيش معانا؟؟.. اسمع...منتاش متجوز بنت رحاب إلا على جثتي وده آخر كلام عندي."


ذهب علي من أمامهم ورأسه يشتعل غضبًا متجه لباب المنزل أمسكه عمر بيده من ذراعه ونظرا لبعضهما

عمر ينظر له بشفقة وحزن عليه أما علي فينظر إليه كأنه عدوه ويتوعد له بداخله

وضع علي يده الأخرى على يد عمر الممسكة بذراعه وأبعدها عنه بقوة ثم فتح الباب وخرج وأغلقه ورائه بعنف. 


أغمض عمر عينيه بحيرة لم يعد يفهم شيء أو ما الذي يخططه القدر... كيف لأخيه بأن يعجب بيارا هل يقول له لمَ يرفض جوازه بها؟ أم يظل صامتا حتى يتفاجأ أخيه؟... لا بالتأكيد سيجد حلاً... هل يقول ليارا بأن أخيه يحبها ويطلب الزواج منها؟! تساؤلات كثيرة تدور برأسه لا يجيد الإجابة عنهم. 


___________________________________


استيقظت أسيل في الصباح على صوت الممرضة تتحدث مع أحد وهناك صوت آخر يجيبها يبدو إنه يزن


الممرضة:"هجيب لحضرتك أي مرهم يفكهم ألف سلامة عليك."


يزن:"الله يسلمك... إيه أخبار أسيل ؟"


الممرضة:"هي أحسن من إمبارح... وهشوف الدكتور ممكن نخرجها النهاردة ولا لا."


خرجت الممرضة من الغرفة 

وأبعدت أسيل الستار حتى رأت يزن وبمثابة ما رأته اتسعت عيناها بدهشه فرقبته بها اعوجاج ورأسه مائلة إلى اليمين قليلاً !


ابتسم يزن حين رآها :"صباح الخير... نمتي كويس؟ "


هزت رأسها بإيجاب ثم شاورت بيدها على رقبته تتسائل ما بها؟ 


حدثها بمرح:"أنا نمت كويس جدا كل الحكاية إن رقبتي بس اتلوحت من نومة الكرسي."


ضمت شفتاها بندم ثم أمسكت بدفترها وكتبت به:"أنا آسفة."


ضحك يزن مجيبها:"لا آسفة إيه بس يعني هي أول مرة أنا بقى عندي مناعة منك."


كتبت بدفترها:"بس منمتش علكنبة ليه ؟"


أجابها بشرود:"لأن..... "


صمت قليلا وهو يتذكر إمساكها بيده طوال الليل وهي تشعر بالأمان نحوه وهذا ما أسعده يتمنى لو يظل هكذا مدى الحياة مادامت أسيل مطمئنة. 


شعرت بالحرج حين تذكرت ما حدث بالليل وكيف لم تترك يده أبدا فحاولت تغيير الحوار وكتبت بدفترها:"شكرا على تعبك معايا إمبارح... أنا بقيت كويسة أقدر أمشي؟ "


تكلم يزن بسرعة:"لا لا تمشي إيه... ده الممرضة لسه قايلة إنك لسه تعبانه ولازم تقعدي شوية كمان وأنا مش ورايا حاجة متقلقيش."


تعجبت أسيل من كلامه فمنذ قليل سمعت الممرضة تقول له بأن حالتها تحسنت عن ذي قبل وسيسمح لها بالخروج اليوم لمَ يريد أن يبقيها؟ 


كتبت بدفترها:"بس سمعت الممرضة بتقول إني ممكن أروح النهاردة."


تنهد يزن بصعوبة ثم جلس أمامها وحدق بعينيها بقوة وهتف بإسمها بنبرة غريبة:"أسيل."


بقيَ محدقًا بعينيها ولا يعرف ما يقوله الآن... فكل الكلام الذي كان يرتبه صار هباءً منثورا حين ينظر لعينيها لا يشعر من هو؟ أين نحن؟ يتبدل كيانه ولا يعلم كيف يوقظ نفسه وقتها. 


نظرت للأسفل بخجل وسمعا طرق الممرضة على باب الغرفة وهمت بالدخول إليهما:"حمد لله على سلامتك."


ابتسمت لها أسيل وأمالت برأسها مرحبة بها بود

ثم نظرت الممرضة ليزن وتحدثت معه:"ده مرهم هيفك التشنج اللي حصل."


هتف يزن بوجع:"أه ياريت بدل منظري ده أكيد مش هنزل الشارع كده!"


اقتربت الممرضة منه ولاحظت أسيل هذا وشعرت بشعور غريب ينتابها حين سمعت الممرضة تقول بصوت ناعم:"حضرتك تحب أدلكلك رقبتك بيه ؟"


نظر إليها يزن وكاد أن يتحدث بجفاء مثل عادته معها ويرفض بذوق ولكن خطر بباله أن يشاكس أسيل قليلاً :"لا إزاي أمال أسيل بتعمل إيه هنا؟... هي تبقى تدلكلي رقبتي مش حابب أعطلك عن شغلك..اتفضلي."


اتسعت عينا أسيل ونظرت إليه بذهول وهو يحاول ألا يضحك من نظراتها 

ذهبت الممرضة بإحراج وتركتهم معًا.


بصقته بعينيها بطريقة حادة وآثار الغضب على وجهها مما قال وكتبت له بدفترها:"يعني إيه أدلكلك المرهم مش فاهمة؟؟"


يزن وهو يحاول استفزازها أكثر فها هو يرى تعابير وجهها ويستلذ بجعلها غاضبة مثل الأطفال:"وفيها إيه؟ دنا مريض حتى مش هتساعدي مريض ! "


أخذت تكتب بعنف في دفترها :"وأنت إيدك راحت فين ما سليمة أهي ولا اتشلت؟"


وقف يزن واقترب منها ويقول بنبرة لوم:"طب بصي إيدي اللي سليمة؟"


نظرت ليده ورأت جروح أسفل جميع أصابعه الخمس... لقد جرحته بأظافرها دون أن تشعر وهي مقبضة بقوة على يده ليلة أمس.


كتبت بدفترها:"مش هتحط المرهم بضهر إيدك بطن إيدك كويسة وإيدك التانية برضو كويسة."


زفر يزن:"تعملي العملة وترميها زي ما بخيتي البخاخ في عيني وسيبتيني وفين لما قررتي تساعديني وقبل البخاخ كنت هبداني علأرض مرتين وضربتي الفازة على دماغي... والله ما عارف إيه اللي جابر الواحد علتهزيق ده !"


كتبت بدفترها وهي رأسها يستشيط غضبًا:"والله أنا كمان ما عارفة إيه اللي جابرك !"


حدّق بعينيها:"مش يمكن عينيكِ هي اللي مبهدلاني بالشكل ده؟ "


صمتت لبرهة لتستوعب ما قال فقد فاجأها برده !


أخذ نفسا عميقا يحاول استرداد كيانه من جديد ثم ابتعد عنها وذهب إلى المرحاض ليدلك رقبته أمام المرآة.


وهي ساكنة على فراشها تحاول تهدئة قلبها فهو يدق بقوة مما قاله هل غازلها؟

ابتسمت شفتيها بمهل فمن الفتاة التي تنزعج حين يغازلها أحدهم وخاصةً إن كان شخص ينبض قلبها إليه.


خرج يزن من المرحاض وهي وجهت الدفتر إليه ليقرأ ما كتبته:"لو سمحت شوف الممرضة لو أذنت ليا بالخروج لإني عاوزة أمشي من المستشفى."


فجلس يزن على كرسي بجانب فراشها ويتحدث بجديه:"لا يا أسيل أنتِ مش هتمشي زي كل مرة أنا محتاج إجابات لأسئلتي... إيه اللي مخليكِ مش بتاكلي؟ وإيه اللي مخليكِ بتخافي من صوت المطر والبرق بالشكل ده ؟أنتِ مش هتمشي من هنا إلا لما تجاوبيني... واعتبريها زي ما تعتبريها وأعتقد بقينا صحاب إنك تقدري تتكلمي معايا وصدقيني هحاول أساعدك إنك تكوني أحسن أنا مش عاجبني إني أشوفك تعيسة بالشكل ده !"


أخذت نفسا عميقا ثم كتبت بدفترها:"وده يهمك في إيه؟  أنت متعرفنيش ولا أنا أعر..... "


تفاجأت به يمسك يديها فعجزت عن إكمال جملتها التي قرأها وهي تكتبها وأوقفها فورًا عن تكلمتها ورفع عينيه يحدق بها قائلا:"لا أنا أعرفك كويس مش بتتكلمي بسبب فقدانك لوالدتك وباعدة نفسك عن الكل وطريقة معاملة مرات أبوكي ليكِ مش عارف أنتِ إزاي ساكتة عليها ومقولتيش لباباكي على اللي بيحصل ليه؟؟ أعرف كمان إنك فنانة وبتروحي كلية جميلة كفيلة بتغيير مزاجك وبإمكانك تكوني صداقات كتيرة عشان تخرجي نفسك من المود بس قلبك مازال مغلق للصيانة لا قابلة تتكلمي مع حد ولا تتعالجي اليوم اللي انفجرتي فيه وقلبك معادش مستحمل اغمى عليكِ... بحمد ربنا إني كنت موجود وعرفت أخدك للمستشفى جالك هبوط من قلة الأكل صوت رعد ومطر خلوكي مرعوبة بالشكل اللي شوفتك فيه إمبارح أنتِ بتدمري نفسك شوية شوية...مادام مش راضية تروحي لدكتور نفسي اتكلمي مع حد هتفضلي كده لامتى؟؟ قوليلي مالك وأنا هساعدك... هحاول أكون صديقك على قد ما أقدر هحاول أخرجك من اللي أنتِ فيه ثقي فيا يا أسيل."


كان يتكلم بحزن شديد على حالتها وهي لمست شيء بداخله إنه حقا يريد مساعدتها وينوي الخير ولكنها ترفض إفشاء أسرارها لأحد فقد قررت بأن تموت الأسرار معها من دون معرفة أحد فكتبت بدفترها:"بس دي أسراري ومحبش أشاركها مع حد ولو سمحت أنا عاوزة أمشي."


ضم حاجبيه بغضب :"يا بنتي أنتِ ناوية تجنيني.... هتفضلي كاتماها كده لحد إمتى قلبك معادش مستحمل أنا نفسي أساعدك."


وهل بقيَ أحدا يساعدني على النجاة بعد أن غرقت بأعماق المحيط فات الأوان فإن أنفاسي تقل وأنا أنتظر إنتهائها. 


كتبت في دفترها بوجع:"محدش هيقدر يساعدني وحتى لو فيه نفسي معادتش قادرة تقاوم كمان هي استسلمت."


كلماتها مزقت قلبه ولمس وجعها ثم نظر إليها وتحدث بيقين:"ولو وعدتك إني هقدر أساعدك... اديني الفرصة وافتحيلي قلبك."


ضمت حاجبيها باستغراب وكتبت بدفترها:"هو أنا عايزة اسألك ليه مهتم أوي كده تعرف حكايتي وتنقذني ؟ إيه اللي مخليك عايز تساعدني وتمشي ورايا تطلب الطلب ده وعاوز تعرف قصتي؟ "


أجابها يزن بحزن يتنهد قائلا:"كان ليا صديق دايما لوحده في آخر فترة ومحدش كان جمبه حتى أهله كانوا مشغولين عنه ولما كان بيطلب مني إننا نقعد كنت بكون مشغول كانت ساعتها فترة دراستي فمكنتش مهتم أوي بسبب مذاكرتي لكن طلع إن كان نفسه يفضفض مع حد ولما اختارني خذلته مقدرتش أكون الصاحب الكويس اللي يسمعه ويخفف عنه وياريت الموضوع كانوا شوية زعل منه وخلاص هيروحوا لحالهم لا ده كمان...."


صمت قليلا غير قادر بنطقها وتجمعت الدموع بعينيه:"انتحر."


اتسعت عينا أسيل بذهول وأشفقت على حالة صديقه ووضعت نفسها مكانه هل فكرت يوما بالانتحار وكانت الاجابه للأسف: 

نعم هناك أيام كانت تود لو أن تقتل نفسها وتستريح من عبء هذه الدنيا وظلمها ولكن خافت ربها. 


لم يقدر على كتمان دموعه فهو كان أول شخص قريب منه يخسره فجأة أجهش بالبكاء على صديقه المفقود:"يوميها كنت فاضي فقولت أروحله البيت وأشوفه عامل إيه كنا الصبح روحت ولقيت مامته كانت نازلة الشغل فبسألها هو فين قالتلي جوا في الأوضة نايم ولما... لما دخلت عليه كان مرمي علأرض وإيده بتنزف والد م ملأ الأوضة مكنتش أتخيل إني لما أفكر أسمعله هيكون الوقت فات وهو خلص على نفسه ومقدرناش نلحقه."


سالت الدموع على وجنتيها وبكت معه أيضا يا لها من قصة مؤثرة شعرت بقلبها يؤلمها حين رأته يبكي هكذا مثل الأطفال المعروف عند الرجال إنهم أقوياء ونادرا ما يبكون وحين ترى رجلٌ يبكي فأعلم أنه مقهور اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال. 


وضعت يدها على كتفه وربتت بحنو حتى هدأ قليلا ثم كتبت له بدفترها:"الله يرحمه ادعيله كتير أنت ملكش ذنب...نفسه اللي عملت فيه كده مش أنت والنفس تريد الهلاك وهو استسلم لنفسه متقلقش أنا مش هعمل زيه مهما حصل لأني عارفة إن ليا رب كريم وعادل وواثقة إنه هيجبرني."


_____________________________________


كان مصطفى وشريف يجلبون بعض الحلوى والمشروبات لانهم خططوا بأن يذهبوا إلى رحلات كثيرة ويحاولوا الاستمتاع بقدر الإمكان لتفريغ الطاقة السلبية. 


كانت يارا بغرفتها لا تود النزول معهم ولكن مجبورة 

سمعت طرق على باب غرفتها وكانت رحاب 

فتحت الباب ودخلت رحاب ثم جلست على فراشها وتحدثت معها:"إيه منزلتيش ليه؟ "


يارا:"هاخد شاور وأنزل."


وفجأة شعرت إنها ستتقيأ فركضت نحو المرحاض بسرعة واستفرغت كل ما ببطنها. 


ذهلت رحاب وتحدثت معها بقلق:"أنتِ تعبانة يا يارا شكلك أخدتي برد بليل معايا دوا للترجيع."


خرجت يارا من المرحاض ولاحظت رحاب إن لديها هالات سوداء متزايدة ووجهها شاحبًا مثل الاشباح:"ابقي حطي ميكب في وشك متطلعيش بالمنظر ده... هتاخدي دوا الترجيع وتبقي كويسة يلا عشان ننزل نفطر و... يااارا !!!"


صرخت بإسمها حين وقعت يارا على الأرض فاقدة وعيها 

لابد من استدعاء الطبيب إلى غرفتها للكشف عليها .


رن هاتفها وكان شريف لم تجيبه فقد كانت قلقه على يارا ووقفت بجانب الطبيب الذي كان يكشف عليها بعمليه قائلا:"ألف سلامة عليها أنا اديتها حقنة وشوية وهتفوق إن شاء الله."

 

رحاب بقلق :"هي مالها يا دكتور؟"


أجابها الطبيب بلهجة عمليه بحتة:"شوية إرهاق وده طبيعي في حالتها خلوا بالكم من أكلها لإن الظاهر من شكلها إن مفيش غذا وده عشان سلامة البيبي وسلامتها."


توقف قلبها لثوان وكأنها ماتت وأعادوها للحياة مرة أخرى مما سمعته... اتسعت عيناها بصدمة وانصرف الطبيب من الغرفة وحين انصرافه تقابل مع شريف ومصطفى أمامه متوجهين إلى غرفة يارا.


شريف:"إيه يا رحاب مش بتردي على موبايلك ليه ؟؟"


شعر مصطفى بالتوتر تجاه أمه فلم يراها هكذا من قبل:"في إيه يا ماما أنتِ كويسة؟ وليه الدكتور كان هنا؟ ويارا مالها ،هي تعبانة؟؟ "


انتبهت لحديثهم وحاولت أن تتكلم بصعوبة دون أن تكشف شيء:"إيه؟... يارا... يارا تعبانه شوية ومش هتعرف تيجي وأنا هفضل جمبها اخرجوا أنتم."


تركوها مع ابنتها وهم ينتابهم القلق فحالة رحاب كانت مريبة ولكن حاولوا الاستمتاع بالسفرية. 


استيقظت يارا بعد فترة من الوقت ووجدت أمها تنظر إليها بتمعن، تتفحصها جيدا وتشك بأن هذه إبنتها ! 


حاولت الجلوس ووضعت وسادة خلفها لتستند عليها ثم نظرت لرحاب:"ماما... أنا آسفة بس تعبانة أوي ومش هقدر أنزل."


ظلّت رحاب صامته فقط تنظر إليها وهذا زاد قلق يارا أضعاف وتسائلتها بخوف:"في إيه يا ماما بتبصيلي كده ليه؟"

 

أخذت رحاب نفسا عميقا ثم تحدثت بغضب مكتوم:"مفيش.... قولت أبص في خلقتك يمكن أقدر أتعرّف عليها بس مش لاقية بنتي ! "


ضمت يارا حاجبيها بعدم استيعاب فأكملت رحاب وهي تقترب من فراشها وتتحدث بصرامة :"مش ناوية برضو تقولي مالك وليه قافلة على نفسك ومش بتكلمي حد؟؟"

 

زفرت يارا بضيق:"يا أمي كفاية بقى أنا تعبت من السؤال ده... هو أنا إمتى كنت سعيدة عشان تلاحظي دلوقتي إني اتغيرت مش عارفة مالكوا مستغربيني ليه مانا طول عمري كارهة نفسي ومش بكلم حد إيه الجديد؟؟!"

 

أجابتها رحاب بنبرة موجوعة:"الجديد إنك حامل !"

 

تسارعت دقات قلبها بعد ما سمعت ما قالته !! 

هل عرفت؟ من أخبرها؟ كيف علمت أنني حامل؟؟؟

ارتجف جسدها من الخوف ونظرت إليها برعب


فاقتربت منها رحاب:"إيه؟ هي مش دي الحقيقة اللي أنتِ مخبياها علينا... كنتِ هتفضلي مخبية لحد إمتى ها ؟؟"


أمسكت بخصلات شعرها تفرغ غضبها المشحوم وهي تصرخ بها :"كنتِ هتعرفينا إمتى بالبلوة دي انطقي؟؟يا خسارة تربيتي فيكِ أعمل فيكِ إيه؟؟... أموتك وأخلص من عارك ولا أعمل فيكِ ايييييييه ؟؟"


انهمرت دموع يارا وهي تحاول التحدث ولكن هرب الكلام لا تعرف ماذا تقول؟


صفعتها رحاب على وجهها بغضب وهي تصرخ:"حامل من مين انطقييي؟؟"


ظلت تصفعها مرارا وتكرارا ويارا تصرخ بوجع 

تكلمت رحاب بجبروت:"قوليلي مين يا إما هشرب من دمك... ورحمة أبويا وأمي في تربتهم لاوريكِ يا يارا... أنا تستغفليني أنا؟؟... وأنا اللي بغلّط نفسي إني مش مهتمية وإنك مش عارفة تبني علاقات وعمالة أجيبلك عرسان وترفضيهم أتاريكِ بترفضي عشان اتلمستي يا ***** يا***** روحي ربنا ياخدك ويخلصني من عارك."


صفعتها آخر صفعة بقوة حتى سقطت يارا على الفراش أنفها ينزف من كثرة الصفعات أخذت تجهش بالبكاء ماذا تجيبيها فإنها لم تجد إجابة لنفسها فكيف ستجيب أمها؟ 


انصرفت رحاب من غرفتها بغضب 

ثم أمسكت يارا هاتفها بسرعة واتصلت بعمر ولكنه لم يجيب عليها فكتبت له رسالة عبر (الواتس) 


"عمر ماما عرفت إني حامل أنا مش عارفة هنعمل إيه؟" 


رأت الرسالة بهاتفه لكثرة فضولها واتسعت عيناها حين قرأتها 

جاء لها من المرحاض وجلس أمامها على الطاولة.


عمر:"ها شوفتي هناكل إيه ولا لسه؟... أنا عن نفسي هاكل نجريسكو."


نهضت من جلستها ورحلت من أمامه غاضبة لم يفهم عمر شيئا فأخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وركض ورائها يحاول إيقافها وفهم لمَ تذهب بتلك السرعة؟ 


وقف أمامها يتسائلها:"مودة.... مودة ردي عليها... في إيه؟؟"

 

صرخت بوجهه بغضب:"بقولك إيه يا عمر... إبعد أنت وقذارتك عني."

 

لم يستوعب كلامها فتحدث بإستفهام:"إيه اللي بتقوليه ده !!... فهميني طيب إيه اللي حصل ؟؟"


ذهبت من أمامه فأمسك ذراعها بقوة وتحدث بغضب :"مودة أنا مش عيل صغير معاكِ.... أنتِ مجنونة؟ إيه اللي حصل في الدقايق اللي دخلتهم الحمام خلوكِ تتغيري كده في إيه إيه اللي حصل حد ضايقك؟"

 

صرخت بوجهه مجددَا:"في إنك خاين ومتستاهلش ضافري إبعد يا حقير... بقى دي يارا اللي بتقول فيها شعر وإنها أختك !... يا زبالة بتستغفلني كل ده أنت وهي !!.. مش عايزة أعرفك تاني."

 

أبعدت يده بقوة عن ذراعها وركبت بسيارة أجرة تابعها بنظراته هو لم يعد يفهمها.... ماذا فعل لتتكلم معه هكذا وما دخل يارا بالموضوع؟ 


زفر بقوة فها هو يخسرها من جديد اليوم وعدها بان لا يتشاجروا وكان سيحدد معها ميعاد لخطبتهم . 


تذكر جداله مع أخيه في الصباح وإنه مصمم على الزواج من يارا ولا يعرف كيف يجعله يرفض سيتكلم مع يارا وبالتأكيد سترفض هو يعلم علاقتها بعلي ليست محبّة أبدا وإنما هي أخوة كان أخيها الصغير الذي تهتم لأمره ولكن علي فهم غير ذلك.


فتح هاتفه وظهرت أمامه رسالة يارا التي حين قرأها استوعب لمَ غضبت مودة منه. 


قلق على يارا فهاتفها وحين رأت اتصاله أجابت عليه مسرعة وهي تبكي:"عمر... ماما.."


انهمرت في البكاء بحرقة وهو يحاول تهدئتها :"قالتلك إيه؟"

 

يارا ببكاء:"بتسألني مين... وأنا مش عارفة أجاوبها لإني ا....... "


وجدها صمتت فجأة فتحدث بقلق:"ألو يارا... يارا !"


ظلت المكالمة مفتوحة وسمع صوت صراخ رحاب بها :"بتكلمي مييين؟؟؟.... بتكلميه ها؟"


صرخت يارا ببكاء :"يا ماما صدقيني أنا معرفش مين... "


صفعتها رحاب بقوة فوقع هاتفها تحت الفراش وحين سمع عمر الصفعة اهتز قلبه بقوة وركب سيارته وهو يسمع حديثهم وأنفاسه تتعالى بغضب فهو عاجز عن إنقاذها.


رحاب:"أنتِ بتستغفليني تاني صح؟!.... عايزة شريف يقول عليا إيه؟؟.... يقول مربتش !.... لازم نتخلص منه النهاردة قبل بكرة قبل ما بطنك تبان وتفضحينا.. مادام مش عايزة تقوليلي هو مين وييجي يتجوزك ويصلح غلطتكم ال**** ماشي يا يارا أنا هوريكِ... بتفضحيني أنا؟؟... أنا رحاب هانم أتفضح فضيحة زي دي !فتحطي راسي في الطين بعد ما كنت رفعاها للسما !!"


صرخت يارا بها:"مش هسقط جنين أنا... مش هخاطر بحياتي... أنا مغلطش... بقولك مش عارفة مين عمل فيا كده.. ولو كنتِ أم فعلا مكانش ده حصلّي لو كان بيهمك أمري مكنتيش سيبتيني أنا ممكن أقعد بالأسبوع وأنتِ متعرفيش أنا موجودة في البيت ولا لا من كتر سفرياتك وخروجاتك كل اللي هامك أنتِ وبس."


ضربتها رحاب بقوة صارخة بوجهها:"أنتِ كمان بتبجحي؟؟... يعني كمان قليلة الأدب... الله الله... طب هتسقطي اللي في بطنك يا يارا وهروح أعملك زفت عملية عشان أداري فضيحتك يا إما تقولي مين الشخص ده وييجي يتجوزك يا ****."


يارا بوجع:"أنتِ مش مصدقاني يا ماما؟؟ بقولك أنا حامل ومعرفش من مين ومحدش لمسني إزاي تتهميني كده أنتِ مش واثقة فيا ؟"


ضحكت رحاب بسخرية:"اااااه.... أثق فيكِ قولتيلي... مانا وثقت فيكِ يا حبيبتي وعرّيتيني... لمي هدومك عشان هنرجع مصر هقولهم إنك تعبتي هنرجع ونشوف حل للفضيحة دي وأنتِ إياكِ أسمع صوتك لحد ما نروح عارفة الأخرس؟ طول الطريق مسمعش حسّك واياكِ يا يارا تعيطي قدامهم وتحسسيهم بحاجة هموتك والله أموتك فيها."


تركتها وذهبت من الغرفة ثم جلست يارا على الأرض تبكي بقهر و نظرت لهاتفها أسفل الفراش وأمسكت به فرأت عمر ما زال معها بالمكالمة وسمع كل ما دار بينها وبين رحاب وضعت الهاتف على أذنيها قائلة:"سمعت يا عمر."


صرخ عمر بغضب :"لا مش هتسقطي الطفل.... ده خطر عليكِ."


يارا بوجع:"أعمل إيه؟؟... بجد مش عارفة أعمل إيه ...يارب أموت أنا لو مُت أو جرالي حاجة هكون ريحتها لازم أسقط الطفل واللي عمل كده فيا أهو راح وأديني مش هعرف آخد حقي. "

 

عمر بإصرار:"هتاخديه."


يارا بيأس:"خلاص يا عمر.... مش هعرف أوقفها... مين هيوقفها ماما طالما قالت قرار فهو هيتنفذ مهما كان."


عمر:"أنتو نازلين مصر؟"

 

يارا:"أه."


عمر:"تمام أول ما تنزلي رني عليا."


لم تفهم شيء من حديثه وهو لم يقل لها ما يخططه أحضرت حقيبتها وأخذت تضع ثيابها بها لتجهز بالرحيل. 


_____________________________________


ذهب ليؤدي صلاة المغرب وحين عودته للغرفة وجدها واقفة وتهم بالرحيل 

يزن:"خلاص ماشية؟"

 

هزت رأسها بإيجاب

وخرجت معه خارج المستشفى وهو توجه لسيارته:"تعالي اركبي أكيد مش هتروحي بتاكسي ! أخاف عليكِ يجرالك حاجة في الطريق."


شعرت بحنينه ثم ابتسمت بهدوء وركبت بسيارته بجانبه وبعد دقائق شعرت بالنعاس فغفلت بالسيارة وبعد قليل رأى يزن قطرات الماء على زجاج السيارة أخرج يده من نافذة السيارة ووجد أن السماء تستعد لتمطر.


أوقف سيارته وأخرج سماعات الرأس ووضعها على أذنيها بسرعة حتى لا تسمع صوت المطر وترتعب مرة أخرى يخاف أن يراها بهذا الشعور مجددا وهي نائمة بثبات قرر بأن يوقف السيارة بمكان ما حتى يخف هطول المطر ظل شاردا بها وهي نائمة يتفحصها جيدا كيف لهذا الملاك أن يكون تعيس لا يليق بها التعاسة أبدا فقط الفرحة تتناسب مع ملامح وجهها كم رقيقة وبشرتها دافئة وجنتيها بهم إحمرار طبيعي وشفتاها أيضا وعينيها...


ضم حاجبيه بضيق لعدم رؤيته عينيها لأنهما مغلقتين الآن فهذا أكثر شيء يتأمله بها كم هي جميلة وبريئة الملامح... متى ستفتحي لي قلبك يا أسيل؟... ولكن هذه المرة أخذ رقمها واعتبرته صديق فها هو أصبح شيئًا في حياتها... هو الوقت... انتظر يا يزن... انتظر قليلا فهذا الموضوع يحتاج بعض الصبر.. كيف تخيلت إنك حين تسألها ما بها ستجيبك فورا !! 


هيا اضحك يا صاح صار لك صديقة.. ولكن لحظة.... منذ متى وأنت تصاحب فتاة؟ وهذه المرة فتاة جميلة أيضا !.... يالها من أضحوكة إذا سمعتك والدتك تقول لها بأنك صاحبت فتاة لن تصدقك فهذا ليس طبعك أنت تتعامل مع جميع الفتيات بجفاء إلا هي... 


تشعل قلبي حين أراها أود التحدث معها لكثير من الوقت أحب النظر إليها أشعر بأني لست أنا حين أنظر لعينيها. 


بعد قليل بدأت أسيل في الاستيقاظ وكان مازال المطر يهطل بقوة فأمسك يزن سترته ووضعها على رأسيهما هما الاثنان فحدقت أسيل بعينيه بصدمة مما فعل ومن اقترابهما الشديد تحت السترة وهي تسمع أغنية( رومانسية) وهناك ضوء خافت فقط يظهر بعض من ملامحهم ويخفي البعض دقات قلبه تعالت فها هو يسمعها ويخجل من أن تسمعها أسيل أيضا من قوة صوتها أنفاسهم اختلطت أسفل السترة وهما ينظران لبعضها وهناك حرارة تشعل جسدهم هما الاثنان هي تنظر إليه ولا تعلم لمَ يدق قلبها بقوة مع صوت الموسيقى تشعر بأنها بفيلم رومانسي وهو الآخر يسمع موسيقى دقات قلبه وصوت المطر كان هناك لحن غريب بالجو كأنه علم بأن هذا المشهد يحتاج للحن رومانسي ليشعل اللحظة أكثر. 


كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم أسقط نظره إلى شفتيها ولم ينتبه بتاتًا لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن إرادته ولا يقدر على إيقاف نفسه أخذ يقترب إلى شفتيها بمهل......


_____________________________________


وصلت يارا لمنزلها وبقيت واقفة أمام السيارة

رمقتها رحاب بنظرة توعد :"تعالي لجوا البيت الخدم هيجيبوا الشنط واستنيني في أوضتك."


أردفت إلى المنزل ويارا أرسلت رسالة لعمر بأنها قد وصلت وبينما رأى الرسالة وجدت سيارته أمام المنزل أخرج رأسه من نافذة باب السيارة وهتف بقوله:"اركبي."


اتسعت عينا يارا:"اركب إيه !.... هنروح على فين؟ "


عمر:"اركبي يا يارا مضمنش لو سيبتك النهاردة تعمل فيكِ إيه اركبي بقولك."

 

ركبت يارا السيارة بسرعة وتحرك عمر بسيارته مسرعا متجها نحو..... 


وبعد قليل أوقف سيارته عند مكان ما وهبط من السيارة وهاتفها:"يلا انزلي وصلنا."

 

يارا:"إيه المكان ده يا عمر؟ ما تجاوبني؟؟"

 

عمر:"انزلي بس وأنا هقولك... ثقي فيا."

 

هبطت من السيارة وأمسك يدها وتوجها نحو مبنى 

قبضت على يده بخوف وهو ربت بأصابعه يطمئنها 

ثم دخلا إلى غرفة بها مكتب و شيخ بعمامته جالسًا بهدوء والبشاشة على وجهه ألقى عمر السلام عليه.


ثم جلس عمر هو ويارا التي لا تزال تستوعب ما يخطط له حتى ادهشها بقوله:"عاوزين نكتب الكتاب يا شيخ على سنة الله ورسوله."


الشيخ:"ومَن موكلها؟ "


ظهر صوت مصطفى أمام باب الغرفة:"أنا موكلها."

.......



#لا_تخافي_عزيزتي

البارت التاسع

صلوا على الحبيب


كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم أسقط نظره إلى شفتيها ولم ينتبه بتاتًا لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن إرادته ولا يقدر على إيقاف نفسه أخذ يقترب إلى شفتيها بمهل فأتسعت عينا أسيل من كثرة قربه ودفعته عنها بذراعيها بقوة فوقعت السترة التي فوقعهما و نظر لها يزن بدهشة لا يصدق ما كان سيفعله وتفاجأ بها تصفعه بقوة وخلعت سماعة رأسها ثم هبطت من السيارة تركض مسرعة بخوف وهي تشهق من كثرة البكاء ثم وقفت فجأة ونظرت حولها إذا بها تبللت تماما من المطر وسمعت صوت الرعد مرة ثانية جلست على الأرض واضعة يداها على أذنيها وتصرخ بوجع. 


كان يزن واضعًا يده مكان صفعتها على خدّه هل كان يحتاج لتلك الصفعة ليفيق حقا ! هل هو بفتىً مراهق ليضعف هكذا؟ ولكن جميع السبل ساعدته لفعل تلك الخطيئة صوت المطر ولحن الهواء كاد أن يشعل نيران قلبه بالاقتراب أكثر خاصةً بعد أن وضع السترة واقترب منها وأنفاسها الدافئة لامست خداه هو بشر ولديه نفس أمارة بالسوء ولكنه كان ضعيفا ولو لم تمنعه هي كان سيفعل شيئًا يندم عليه طوال عمره. 


لاحظها بآخر الطريق جالسة على الأرض تضم ركبتيها على صدرها وواضعة يداها على أذنيها.... إنها تمطر وبالتأكيد هي خائفة... لقد فعلت كل هذا لكي لا ترى المطر أو تسمعه ولكني بالنهاية تصرفت بحماقة . 


هبط من سيارته مسرعًا إلى حقيبة السيارة وأخذ مظلة معه وركض نحوها وهو يهتف بإسمها.


كانت جالسه وتجهش بالبكاء وتشعر بألم بجسدها وكأن هذه القطرات كأنها جمرات تحرق جسدها. 


ثم شعرت بعدم نزول قطرات مياه المطر على جسدها فظنت أن المطر قد توقف ولكنها حين فتحت عينيها وجدته أمامها واضعًا المظلة فوقها بعدت يداها عن أذنيها قليلا ولكنها وضعتهم مرة أخرى بسرعة حين سمعت صوت المطر.


تحدث معها بحزن ينتابه:"أسيل.... أنا آسف..... بجد أنا آسف عارف إني غلطان وحقك.... بس ممكن أروحك البيت عشان المطر وأنتِ بتخافي.... صدقيني ما هقرب منك..... أوعدك خليني أرجعك البيت عشان أكون متطمن عليكِ."


وقفت ونظرت إليه بغضبٍ وأخذت تضربه بقوة على صدره بيديها وبداخلها كلام كثير لا تقدر على البوح به.. وهو صامدًا مكانه لا يهتز يتحمل ضرباتها القوية يمكن هذا قد يخفف ما بداخلها ولو بالقليل. 


سمعت صوت الرعد فارتجفت كل أعضاء جسدها بهلع وارتمت بصدره تحاوط ذراعيها حول ظهره ممسكة به بقوة وهي خائفة وكأنه أصبح أمانها الوحيد التي تلجأ إليه. 


ضمها بقوة وهو يأخذ أنفاسه بعنف شديد ويربت على رأسها بحنو :"اهدي يا حبيبتي متخافيش أنا معاكِ."


ماذا قلت؟ 

حبيبتي ! 

افعل ما شئت يا يزن لا شيء اسوأ مما كنت ستفعله مسبقًا. 


لم تسمع شيئا من المطر فحين تشعر بالسكينة والدفء لا تعمل حواسك بشكل جيد.


وبعد مده طويلة نوعًا ما توقف المطر وأنزل يزن مظلته وهي مازالت تعانقه فكر بأنها سوف تبتعد حين تسمع توقف صوت المطر ولكن الظاهر إنها لا تسمع الآن. 


ظل واقفًا لم يمل فهو ينتظرها حتى تبتعد هي ولا يريد قلق سكينتها الداخلية.. وحقا قلبه يشعر بانغمار مشاعره الآن لم تعد مشاعره مختلطة مثل قبل.... هو الآن يراها قد ترتبت ! 


وبعد قليل فتحت عينيها ووجدت أن المطر قد توقف ابتعدت عنه وحين ابتعادها اتصلت أعينهما بكلام لم يفهمه كلاهما وقرأت أسيل شيء ما بعينه التي تشعر بأنها ستلتهمها يومًا ما فخجلت وابتعدت عنه فورا وقبل أن ينطق بكلمة واحدة كانت تاركه إياه وتعجل بخطوتها. 


علم أنها لا تريد أن تسمع منه شيء ولكنه لن يتركها تعود للبيت وحدها ولا يضمن هي بخير أم لا فقرر أن يمشي وراءها يتابعها حتى تصل للمنزل بسلام 

وبينما هي تمشي وجدت ظله ورائها ورأته بمرآة زجاج السيارات وهي تمشي فتأكدت أنه يتبعها لم تنوله انتباهًا ولم تكن خائفة منه ! بالعكس كان مطمئنة وهو يسير خلفها في هذا الليل الحالك تخاف من السير وحدها فحمدت ربها أنه لحق بها ،أسرعت بخطوتها كي تصل سريعًا.


أتظنون أن عقله تركه؟ 

بالطبع لا.. طوال الطريق وهو متعب ويشعر بألم رأسه من كثرة حديث عقله إليه وإتهامه بشدة... ضميره يؤلمه وخائفًا من خسارتها بعد التصرف الأحمق الذي فعله. 


وعندما وصلت أمام منزلها إلتفتت إليه ونظرت له بنظرة ثاقبة بلع يزن ريقه وحدثها بندم:"أنا كنت ماشي وراكِ عشان أتطمن إنك وصلتي بسلام.... أسيل أنا آسف على اللي حصل وأوعدك مش هيتكرر تاني.... صدقيني مكنتش في وعي حرفيًا مكنش فيه بربع جنيه مخ على اللي حصل ولا فكرت في أي حاجة وأنا بغلط نفسي واللي عملتيه حقك وزيادة بس أرجوكِ بلاش أخسرك... آخر فترة أنتِ أصبحتي شيء مهم في يومي بقيت بصحى عشان بس أروح الجامعة أو أتكلم معاكِ... مش عارف لما يتقطع كل ده هبقى عامل إزاي... بس أنا اتعودت أشوفك حتى لو مبنتكلمش إلا قليل... بس عيني أخدت على إني أشوفك فأرجوكِ حاولي تنسي اللي حصل لإنه مش هيتكرر تاني أبدا صدقيني أنا آسف أنا كنت ما صدقت إن علاقتنا ابتدت تتحسن وأنا اتغابيت ورجعتها للصفر من تاني.... 


زفر بقوة وهو يشعر بألم بداخله:


"أنا آسف لإني السبب في النوبة اللي حصلتلك من شوية...بس أنا والله من ساعت ما المطر نزل وأنا كنت بحاول إني مخليكيش لا تشوفيه ولا تسمعيه.... حتى أما صحيتي حطيت الجاكيت علينا عشان متشوفيش المطر وتجيلك النوبة ومكانش في دماغي أي حاجة من دي إنها تحصل وربنا.. بس..... "


صمت بحرج ثم أكمل وهو يعتذر للمرة التي لا أذكرها بحديثه قائلاً:"أنا آسف.... أوعدك إني هلزم حدودي بعد كده ومش هتشوفي مني أي تصرف مراهقين زي ده تاني أبدا... بس بلاش تبعدي وتتجنبيني من تاني زي الأول أنا ما صدقت قربت منك."


نظر إليها بعينين منكسرتين هو حقا نادم عما فعل هل حقا لم يكن بوعيه لم يقدر العقل على التغلب على مشاعر القلب ولكن هل هناك مشاعر بقلبه تجاهي !


تركته وذهبت من أمامه ودخلت من بوابة منزلها وهو واقف يتابع خطواتها وحك رأسه بحيرة..هل سامحته أم لا؟ ثم توجه إلى سيارته ليعود إلى بيته الذي اشتاق إليه ويود أن يرتاح قليلا من إرهاق ذلك اليوم. 

______________________________________


دخلت أسيل من باب المنزل فقابلها والدها وهو يصرخ بوجهها بحدة:"الحراس بيقولوا إنك غايبة عن البيت ومنمتيش هنا... الحق عليا إني وثقت فيكي ! "


أردفت رحاب وهي تقترب منهم محاولة إشعال غضبه أكثر:"نمتي فين طول الليل إمبارح والنهاردة أهو طول النهار مش موجودة وجاية العشاء...كنتِ مع مين؟ أنتِ معندكيش صحاب ولا أهل... يبقى هتكوني روحتي فين غير....."


صمتت لتجعلها آتية من فم شريف وهذا سيؤلم أسيل أكثر... هيا لنستمتع 


صفعها شريف بقوة وصرخ بوجهها مرة أخرى وهي دمائه تفور مثل البركان:"يبقى بايتة عند عشيقك... بتخوني ثقتي فيكِ يا أسيل؟؟.... أنا لا يمكن كنت أتخيل إنك بالقذارة دي.... انطقي كنتِ بايتة عند مين وإلا هشرب من دمك أنتِ فاهمة ؟؟ساكتة لييه....ردي عليا كنتِ فين وبايتة طول الليل عند مين؟؟" 


صُدمت حين صفعها ودموعها لمعت في عينيها بقهر قاتل مما فعل !


ابتسمت رحاب إبتسامة جانبية وتحدث شريف بصراخ صاخب:"ما تتكلمي... هي رحاب بتقولي أمشيكِ بحراس يراقبوكِ وأنا أقولها لا يا رحاب يراقبوها ليه أنا واثق إنها مش هتعمل حاجة غلط... بس عريتيني...كنت مع مين ونمتي عند مين؟؟؟" 


-أسيل كانت معايا يا عمي 


نظر الجميع نحو ذلك الصوت ووجدوا يزن يقف وراء أسيل متمتمًا بهدوء :"السلام عليكم... ازي حضرتك... أسيل نسيت شنطتها في عربيتي فكنت جاي أوصلهالها آسف لو أزعجت حضرتك."


توقفت أنفاس شريف بحرارة يخشى أن يكون رآه وهو يصفع ابنته ولكن لحسن حظه لم يره يزن.


نظرت إليه أسيل وتلاقت نظراتهم وبسرعة تبدلت نظرات يزن لقلق شديد حين رأى دموعها وأردف بلهفة:"أسيل أنتِ بتعيطي !"


وبسرعة سحبت رحاب أسيل من ذراعيها وضمتها إلى صدرها وهي تقول :"مش هنسافر تاني متقلقيش.... اديني رجعنا بسرعة أهو.... وبابا مش هيبعد عنك تاني وأوعدك المرة الجاية هنكون واخدينك معانا اتفقنا؟.... اوعي تعيطي يا روحي."


كم تتفنن ببراعة تغيير لونها مثل الحرباء

لم يصدقها يزن وأخذ ينظر لأسيل يود أن تتكلم وتقول له ما بها يشهد الله إن كان له الحق فيها لأخذها إلى منزله لم يخرجها منه ويبعدها عن تلك العائلة المزيفة لن يدع دموعها بأن تهبط أبدا. 


ابتسم شريف بتوتر :"خير يا إبني فهمني أسيل كانت معاك إزاي؟ "


تنهد يزن بوجع:"إمبارح قابلتها وهي خارجة من الكلية واغمى عليها ساعتها نقلتها للمستشفى وكان عندها هبوط حاد والدكتور قال إنها لازم تفضل في المستشفى لحد ما تخلص المحاليل ويتم رعايتها طول الليل لحد ما حالتها تتحسن بسبب ضعف جسمها وقلة الغذاء والنهاردة أذنولها بالخروج ورضيت إني أوصلها بالعافية." 


ابتعدت أسيل عن رحاب بعنف ونظرت لأبيها نظرة لم ولن ينساها أبدا وصعدت إلى غرفتها مسرعة تتبعها يزن بقلق بداخله يؤكد له أنها ليست بخير. 


ابتسمت رحاب :"شكرا يا بشمهندس إنك وصلتها... كتر خيرك سلملنا على عيلتك كتير."


شكره شريف هو الآخر وانسحب يزن وخرج من منزلهم وركب سيارته وهو مازال خائفًا عليها...

أمسك هاتفه وراسلها عبر تطبيق(الواتس)


"أسيل أنتِ كويسة؟" 


دخلت غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح وألقت بنفسها على الفراش تجهش بالبكاء بحرقة قلبها يؤلمها كثيرا أهذا هو أبيها؟ 

تعيش معه تارة خائفة منه و تحبه تارة أخرى تعلم أنه يخشى التعبير عن حبه.... ولكنها الآن تتأكد بالبطيء أنه لا يحبها وينكرها من حياته أمسكت بدفترها لتكتب به وحين فتحته وتقلب صفحاته لتأتي بصفحة بيضاء تكتب بها لاحظت بآخر الصفحات المكتوبة... صفحة مكتوب عليها بخط آخر... إنه ليس خطها !.... إنه خط شخصٍ آخر؟


قرأت عنوان الصفحة الذي حمّسها لقراءة باقي الصفحة بفضول.


"بين الحزن والفرح يكمن سر الحياة."


الحزن ليس عدواً. هو رفيق يعبر بنا محطات الألم. لكنه كالنار، يدفئ إن اقتربنا منه باعتدال، ويحرق إن مكثنا فيه طويلاً. عندما نحزن، نحن نستنزف طاقتنا، نعيد ترتيب ذواتنا، نكتشف نقاط ضعفنا. لكن إذا سمحت له بالبقاء، سيتحول إلى عبء ثقيل يُطفئ روحك ويهدم صحتك.


أما الفرح، فهو نسمة حياة. هو ما يمنحنا القوة للاستمرار. لكنه ليس دائماً كما نتصوره. الإفراط في السعادة يجعلنا ننغمس في لحظاتنا المضيئة حد إهمال واقعنا. قد تجد نفسك غير قادر على تقبل الحزن الطبيعي أو حتى التعبير عنه. تصبح شخصاً يتظاهر بالبهجة في غير وقتها، وتخسر عفوية مشاعرك.


الحياة توازن. الحزن والفرح هما كفتي ميزان. لا تُسرف في أحدهما، ولا تُقصِّر في الآخر. امنح كلاً منهما حقه دون أن تطغى إحدى الكفتين. التوازن هو الذي يصنع إنسانيتك ويمنحك القوة للاستمرار.


مريم الشهاوي


احملي ورقة وقلمًا، واكتبي عليها كل ما يجلب لك السعادة، كل ما يجعل قلبك يبتسم. فكّري بكل شيء صغير أو كبير يُشعرك بالدفء، ويُخفّف عنك أعباء الحياة.


انتهيتِ؟


علّقي هذه الورقة في مكان قريب، على جدار غرفتك، حيث تستطيعين رؤيتها كل يوم. وعندما تجتاحك موجة حزن، وعندما تشعرين برغبة في البكاء، انظري إلى تلك الورقة. تذكّري أن السعادة ليست بعيدة؛ إنها هناك، في تلك الأشياء التي تحبينها.


لا تدعي الأحزان تسيطر على قلبك. حياتك أثمن من أن تُهدر في التفكير بمن يسببون لك الألم. هؤلاء الأشخاص لا يستحقون مساحة من وقتك أو طاقتك. بدلاً من ذلك، املئي وقتك بما تحبين، بما يُرضيك ويُبهجك. اجعلي من كل لحظة فرصة للإنجاز، فرصة لزرع السعادة داخلك.


لا تتركي نفسك لعقلك في لحظات الحزن، فهو خيّال مبدع حين يتعلق الأمر بالألم. سيخلق سيناريوهات ويُحبك قصصًا لم تحدث، ويقنعك بها حتى تغرقي أكثر في حزن لا مبرر له. تذكّري أن الحل بسيط: أشغلي عقلك بفعل شيء تحبينه. اقرأ كتابًا، استمعي إلى موسيقى تُعجبك، ارسمي، أو حتى رتّبي غرفتك. المهم أن تخرجي من دائرة الأفكار السلبية.


وهناك أمر أخير، أعتذر إن أطلت الحديث، لكنه مهم. عندما يحين وقت النوم، لا تستلقي على فراشك وأنتِ غير ناعسة. لا تمنحي عقلك فرصة لاستدعاء الأفكار الحزينة، لأن الليل هادئ وعقلك حينها مستعد لاستحضار الألم. بدلاً من ذلك، افعلي ما تحبين حتى يغلبك النعاس. شاهدي فيلمًا، اكتبي، أو استمعي إلى شيء مريح. بهذه الطريقة، ستخلدين إلى النوم بسلام، بعيدًا عن أي توتر، وستحلمين بأشياء جميلة مثلك،تصبحين على خير يا فراشتي... لا أدري كيف أصبحتِ في عيني انعكاسًا لهذه الكائنة الرقيقة التي تحيا بخفة لا تُضاهى. وكأنكِ قطعة من نور، انبثقت لتضفي على هذا العالم بهاءً وسحرًا يليقان بروحك العذبة.


حين تضحكين، يتسرب دفء ألوانك كالفجر حين يتسلل على استحياء، فتغمرين من حولك بلحظة آسرة لا تُنسى. أنتِ كالزهر الذي تحمله الرياح بخفة، يترك أثره دون أن يثقله الزمن أو تُثني عزيمته الأيام. فيكِ من الفراشة رقتها، ومن جمالها رونقها الذي لا يُقارن، ومن خفتها ذلك الشعور الذي يلامس الروح بلطف لا يُوصف.


هل تأذنين لي أن أطلق عليكِ "فراشتي"؟ هذا اللقب يليق بكِ كما يليق الضوء بالشمس. إنكِ لستِ مجرد فراشة، بل أنتِ فراشتي المفضلة، التي كلما طافت في حياتي، أضفت عليها رونقًا فريدًا لا يسعني وصفه بالكلمات. أنتِ تجسيدٌ للحياة التي تحلّق فوق آلام الأرض، تُذكرنا أن الجمال يمكن أن يكون في أبسط الأشياء وأكثرها عمقًا في الوقت نفسه.


تصبحين على خير يا من تنسجين الألوان في عالمي. اخلدي إلى النوم، وأنتِ تحملين يقينًا بأن هناك قلبًا لا يرى فيكِ سوى بهاءً يعجز الزمن عن طمسه.


لا تعرف لمَ تلك الابتسامة الواسعة التي على شفتيها الآن ولمَ كل هذا الخجل من كلماته الأخيرة ولكن سعيدة !


لا تعرف متى كتب لها هذا ولكن خطه جميل ووصفه أجمل ،كلماته هدأت من غصة قلبها ونصبت على وجهها الإبتسامة المشرقة وهي تقلب الصفحة لتنتقل لصفحة جديدة وتكتب بها ما تحبه حقًا وكأنه يومها الأول في التدرب على السعادة. 


وضعت لوحاتها وأمسكت بفرشاتها وأخذت ترسم بسلام تحب أن ترسم من خيالها دون النظر إلى صورة تحب أن تعطي لخيالها المجال بالإبداع.


كم استطاع يزن بتغيير حالتها مئة وثمانون درجة فمنذ قليل كانت تستعد لدورة صياح وكتابة ما يحزنها فتحزن أكثر وتهاتف والدتها من النافذة مثل العادة ولكن اليوم مختلف. 


______________________________________


اتسعت عينا يارا بدهشه كيف.. كيف سيتزوجها ؟! 


يارا بصوت أشبه بالصراخ:


"كتب كتاب إيه يا عمر؟؟؟ أنتو اتجننتوا !"


نهضت بسرعة من جلستها وذهبت نحو الباب وخرجت من المكتب تود الرحيل ولكن أوقفها مصطفى وهو يتمتم بحب ممزوج ببعض الألم على أخته:


"يارا.... أنا عرفت كل حاجة... عمر قالي... وده الحل الأنسب إن ماما متعملش فيكِ أي حاجة من هنا لحد ما نعرف مين الزبالة اللي عمل فيكِ كده... أنا مصدقك وعمر كمان مصدقك وهندور عليه لحد ما نلاقيه أوعدك لو لقيته لخليكِ تدوسي برجلك على وشه ويتعاقب وياخد جزاء اللي عمله."


اقترب عمر منهما يحاول التوضيح ليارا قائلاً:


"هنكتب الكتاب وأي خطوة طنط رحاب هتعملها تجاه العملية وهتجبرك على حاجة أنتِ مش عاوزاها رني عليا وأنا هاجي أوقفها."


تحدثت يارا بإستفهام:


"وافرض عرفت إننا كتبنا الكتاب؟ "


أجابها عمر :


ما ده اللي عايزينه... يارا أنا عاوز يبقى ليا الحق إني أمنع طنط رحاب إنها تإذيكِ.. وده أنسب حل للمشكلة دي."


زفرت يارا بضيق:"وبعدين؟ "


أكمل عمر:"هقولها إني كاتب كتابي عليكِ وإنك مراتي ومن حقي إني أمنعها وهطلب منها إني آجي أطلب إيدك من عمو شريف ونتجوز." 


صرخت يارا به فهو غير طبيعته نعم هذا ما توده طوال عمرها ولكنها صرفت النظر عنه بتاتا حين علمت بحملها :


"يعني إيه نتجوز أنت كده بتفكر صح يعني؟؟؟ "


هتف مصطفى بملل :"تتجوزوا يا يارا مش عارفة يعني إيه جواز وإحنا مش بنهزر."


نظرت يارا لمصطفى معقبة على حديثه بحزن:"هيتجوزني في السر !"


أجابها عمر بسرعة يخشى أن تفهمه خطأ:"لا لا... سر إيه يا يارا.... هقول لأهلي إننا كتبنا الكتاب وهتبقي مراتي شرعًا قدام الكل."


ابتسمت يارا بسخرية:"وطبعا كل دي تمثيلية ؟"


هتف عمر بتأكيد:"بالظبط.... أنا هتجوزك وكلوا هيبقى فاهم إنك مراتي وحملك مش هيأثر ولا هتنزلي البيبي وهروح معاكِ نعمل قضية و.... "


صرخت يارا به:"ولما بطني تبتدي تبان؟.... هتقول ده إبن مين؟ ها ؟؟ رد عليااا." 


-إبني 


هتف بها عمر وهو ينظر إليها ويجيبها بلا وعي هو الآن يريد أن يتزوج من يارا قبل أخيه أن يقع بتلك الورطة ! 


دفعته يارا من أمامها بغضب وذهبت بخطوات مسرعة وخرجت من البناية ولحقاها هما الاثنان يوقفوها عن الرحيل بصوت واحد حتى وقفت يارا وصرخت بهم بوجع :


"أنتو فاكرين إنها لعبة؟.... فاكرين ماما هتسكت إن يتلوي دراعها؟ وأنت يا عمر هانت عليك مودة كده عادي ! وبالنسبة لوالدتك هتقولها إيه لما تعرف إن اتكتب كتابك وهي متعرفش ووالدتك وأختك وأخوك وأبوك موقفهم إيه لما الكبير الناضج يفكر زي المراهقين ويتجوز في يوم وليلة !... الجواز مهوش لعبة.. أنا مش هتجوز يا عمر بالطريقة دي أنا مأذنبتش عشان أتهان بالشكل ده.... حد فيكم فكر فيا و في مشاعري لما أتجوز عشان بس جوزي يقدر يستر عليا بحاجة أنا مليش ذنب فيها ويحميني من عيلتي ومن الفضيحة ! أخدتوا بالكم من الجملة أساسا؟متجوزاه عشان ياخدلي حقي وبعد ما ألاقي اللي عمل كده كل شيء قسمة ونصيب ونتطلق ويبقى إسمي مطلقة وأم لطفل واللقبين أنا مكنش ليا رأي فيهم أبدا !!"


انهمرت بالبكاء أمامهم وتعالت شهقاتها بقهر

عانقها مصطفى بحب وهو يربت على ظهرها بحنو ويحزن على حال أخته وعمر واقفًا مكانه يفكر ما العمل؟ 


______________________________________


دخل المنزل ورحبت به والدته:


"يزن حمد لله على سلامتك... يالهوي المطرة مغرقة الدنيا اطلع غير هدومك بسرعة قبل ما تاخد برد.... صاحبك عامل إيه دلوقتي ؟"


تنهد يزن بتعب وهو يتوجه للسلالم ليصعد إلى غرفته مسرعا:


"إلى حد ما كويس الحمد لله دعواتك يتحسن... أنا تعبان أوي يا ماما عاوز أريح على سريري."


أوقفته قبل أن يصعد السلالم:"استني أحطلك تتعشى... يا عبدو انزل يزن جيه."


يزن بتعب:"لا لا أكلت.... ومش جعان خالص عاوز أطلع أريح عشان مش قادر." 


نزل عبد الله للاسفل ووقف أمام يزن بابتسامه وعانقه بحب:


"عندنا ليك خبر حلو." 


ابتسم يزن بتمني:


"ياريت... قول بسرعة." 


صرخت يسرى بفرحة:


"زينة راجعة بكرة من السفر." 


فرح يزن كثيرا بقدوم أخته الذي اشتاق إليها كثيرا، إنها غائبة منذ سنة خارج البلاد فإنها تدرس وتحضر دكتوراه بالخارج زينة طبيبة قسم جراحة العيون وهي ماهرة كثيرا وتتقن عملها بشكل رائع. 


صعد إلى غرفته وأخرج زفيرا عميقًا

وأمسك بهاتفه ونظر لمحادثته إليها ولكنها لم تجيب عليه لم ترى الرسالة من الأصل هل هي الآن تبكي أم إنها قرأت ما كتبه وتحاول أن تفعل شيئا تحبه الآن؟... اتمنى ذلك حقا. 


وجد صديقة مازن الطبيب النفسي متصل به عبر الهاتف مرتين ! 


ترك الهاتف من يده بلا مبالاة ففي الصباح سيتصل به الآن هو مرهق بدنيًا وعقليًا ولا يطيق الحديث مع أحد ولكن خطر بباله أن يكون مازن لديه أخبار جديدة عن حالة أسيل. 


اتصل به فورا ووضع الهاتف على أذنه منتظره يجيب الاتصال بفارغ الصبر وأخيرا أجابه مازن قائلا:"إزيك يا يزن عامل إيه ؟"


-الحمد لله... إيه في أخبار جديدة؟ 


-يزن هي تقدر تيجي معاك العيادة؟ 


-ليه الموضوع كبير للدرجة؟ 


-أيوة الرسمة معبرة جدا والبنت دي بتتعرض لأذى نفسي شديد وحالتها ممكن تسوء أكتر فبجد لو عرفت تجيبها جلسه واحدة يكون أحسن ليها البنت حالتها النفسية مش مستقرة وده بتطلعه من خلال هوايتها الرسمة تعبر عن حاجات كتير عن عجز الكل لإنقاذها من شخص ما أنا لازم أقابلها. 


زفر يزن بحزن فها قد تأكد أن حالتها تسوء:


"ماشي يا مازن هحاول معاها وأجيبها بس اديني شوية وقت."


أغلق معه وتوجه إلى غرفته يفكر كيف سيقنعها لتأتي معه للطبيب بعد الذي حدث

ثم هتف بعفوية قائلا :


"أخطفها؟ "


ثم رد على نفسه ليهدئ من عفويته وحماسه الزائد:


"لا تخطفها إيه بس صلِّ علنبي في قلبك الأول نتكلم معاها نحاول نفتح معاها مواضيع... ونحاول نلطف الأول بعد اللي هببته ده أما نشوف أصلا سامحتك وهتقبل تتكلم معاك تاني ولا لا..... طب وبعدين؟... مهي أكيد مش هتيجي معايا... لازم تكون واثقة فيا عشان ترضى تروح معايا للدكتور."


دخل المرحاض وأخذ حمامًا دافئًا وعند انتهائه خرج وألقى بجسده على الفراش أحداث اليوم تتكرر برأسه ويتذكر أدق التفاصيل ولا يقدر على نسيان ما حدث الليلة. 


أغمض عينيه وأخذ مشهد تقاربهم لبعض يتخيله بذهنه مرات المرات وضع يده على قلبه هنا كان رأسها عندما عانقته بخوف تحت المطر وكالأبله عانق نفسه متخيلا أنه يعانقها هي. 


أغمض عينيه ونام بثبات عميق مبتسما يستعد للغد للقاء أخته الحبيبة "زينة". 

______________________________________


مصطفى:"طب تعالي ندخل جوا ونتفاهم هنتكلم في الشارع؟ "


يارا بدموع ووجع:


"نتفاهم إيه يا مصطفى !... أنت سامع هو بيقول إيه ؟؟"


صرخ عمر بها:


"أنا بحاول أحميكِ.... خايف أخسرك في عملية خطيرة زي دي... ولو اعترضت هبقى مين عشان أعترض وبردو هتنفذ اللي في دماغها يارا أنا بعمل كده عشانك أنا مش هستفاد حاجة من الجوازة دي غير إني خليتك في أمان وهاخدلك حقك وندور على اللي عمل كده."


أردفت يارا ونظرت إليه بتساؤل:


"ومودة... أنت هتقدر تكسرها بالشكل ده ؟! "


تعجب مصطفى من كثرة سؤالها عن مودة؟.... هو يعلم إنها تحب عمر وظن أنه حين يعرض عليها بأن يتزوجها ستقبل فلماذا ترفض وتطمئن على مودة؟ حمقاء هي أم ماذا؟ 


أردف عمر بعصبية:


"مفكرتش في مودة أكيد أنا دماغي كلها بتفكر فيكِ من يوميها بس أكيد هفهمها وهخترع أي حجة غير إنك حامل أنا هتصرف معاها ملكيش أنتِ دعوة."


يارا:"يا سلام ! مليش دعوة إزاي وأنا عارفة إنك بتحبها ويمكن جوازنا يفرقكم ...لا أنا مرضهاش على نفسي عشان أرضاها على غيري."


زفر عمر بضيق:"قولتلك مودة أنا هتصرف معاها.. نسيبنا من موضوع مودة نبقى نحله بعدين دلوقتي تعالي معايا هنكتب الكتاب ولو حصل أي حاجة أنا هتدخل وهنقول لطنط رحاب ساعتها إننا كتبنا الكتاب و.... "


قاطعته بإصرار ودموعها تسبقها:"لا يا عمر مش هكسر أمي بالشكل ده.. كفاية نظرتها ليا أما عرفت إني حامل.... كمان هتجوز من وراها وألوي دراعها.....هي عملتلي إيه عشان أوجعها بالشكل ده؟ دي أمي يا عمر وبغض النظر على اللي بتعمله فينا لكن هتفضل أُمِنا أنا ومصطفى وهنفضل نحبها طول عمرنا مش هنقبل نكسرها بالشكل ده.... وأنا مش رخيصة عشان أروح أكتب كتابي من ورا أهلي عشان أداري على غلطتي اللي أصلا مليش ذنب فيها ولا فاكرة حصلي إيه."


رفعت رأسها للأعلى تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة ثم أعادت النظر إلى عمر بلوم:


"أنا زيي زي البنات يا عمر بلاش تقلل مني لسبب أنا مليش دخل فيه... عاوز تتجوزني عشان يبقى ليك الحق في حمايتي تتجوزني بطريقة صحيحة وتدخل البيت وتطلبني من أهلي... أنا من حقي يبقى ليا كرامة واللي هيتجوزني يكون متجوزني زي البقية هييجي في بالك إني مش زي البنات وإني بقيت أم ! لكن أنا زي مانا لإني مليش ذنب في اللي حصلي وراضية بقضاء ربنا وعارفة كويس إنه مش هيسيبني مادام أنا مظلومة ولو مش أنت اللي هتجيبلي حقي فربنا هيجيبهولي ولو ممسكتش اللي عمل كده فواثقة إن ربنا هينتقملي منه وهيردهاله في حد من إخواته أو محارم عيلته... أنا فوضت أمري لربنا من بدري ومش مستنياك تيجي وتقولي هتجوزك أستر عليكِ وأحميكِ من كلام البشر... ربنا هو اللي هيسترني بأي طريقة بقى. "


كانوا ينظرون لها بدهشة تأكدوا اليوم أن يارا حقا قوية ومؤمنة بالله واحترامها لأمها زاد إعجابها بقلب عمر أكثر استهزأ بفعلته كان أحمقًا حين فكر بهذا ومصطفى أخيها فكر بنفس منطقه ولكن لا أحد فكر بمنطق يارا... ما ذنبها ليتم أول زفافها بهذا الشكل؟


ربت مصطفى على كتفها بإبتسامة مشرقة :"أنتِ صح وإحنا غلطانين إننا فكرنا بالطريقة دي... بس اعرفي إن الهدف من الخطة الغبية دي هو إننا كنا عايزين نحميكِ." 


فرّت دمعة من عينيها بوجع وقالت:


"تحموني من أمي ؟! لا يا مصطفى أنا وانت عارفين كويس ماما عانت قد إيه في حياتها مع بابا وشوفنا ده بعينينا يمكن تكون مش بتعرف تعبر عن حبها أوي بس إحنا متأكدين إنها بتحبنا لإننا عيالها... مش هعمل كده في أمي متستاهلش مني كده يكفي إني حامل وده في حد ذاته وجعها وكسرها من ناحيتي."


تحدث عمر بحيرة:


"طب وهنعمل إيه؟ أنا مش عايزك تنزلي الطفل وأنا هتكفل بيه يا ستي ملكيش دعوة.. و يا يارا مش شفقة ده حب.... أنتِ أختي يا يارا وبخاف عليكِ زي مصطفى بالظبط إحنا اتربينا سوا الباب في وش الباب ومقدرش أبدا اشوفك في خطر ومتصرفش." 


تنهدت يارا بتعب:


"أنا كمان عاوزة آخد حقي ومنزلش الطفل وخايفة على نفسي قبلكم... كمل خطتك يا عمر بس تتجوزني زي ما الدين بيقول تحفظ كرامتي عشان محدش ييجي يعايرني في يوم إني رخصت نفسي بالشكل ده الناس كلها تكون فاهمة إني لاقيت واحد قدرني واحترمني أه هيبقى جواز صوري بيننا بس قدام الكل جواز محترم زي بقيت الناس متكسرنيش بالشكل ده....أنا تعبانة أوي وعاوزة أروح وكمان المطرة خلصت من بدري وأنا جسمي تلج."


نظرت لأخيها وسألته:


"أنت جاي بعربيتك؟" 


هز مصطفى رأسه بإيجاب فتحدثت يارا بإرهاق:


"تمام يلا نروح... سلام يا عمر وحقك عليا لو قولت كلام ضايقك بس اعقلها قبل ما تاخد أي قرار... مع السلامة." 


أمسكت بيد أخيها وذهبت معه نحو سيارته وعمر يتابع أثرها بحيرة... حيرة من مشاعره لقد احترم يارا كثيرا بعد ما قالته... ركب سيارته وتوجه لمنزله وهو يفكر فيما سيحدث غدًا ؟... كيف يقنع أهله بالمجيء معه لخطبة يارا !! كيف سيكون رد فعل علي؟... سيخسره للأبد من أخذ حبيبته منه... فكر بعقل يا عمر كن رزينًا. 


______________________________________


كانت رحاب جالسة بغرفة يارا تنتظرها بغضب مكتوم بداخلها وشريف طمأنها إنها مع مصطفى.


دخلت من باب المنزل مع أخيها وحاول مصطفى أن يطمئنها وجعلها تصعد إلى غرفتها لترتاح قليلاً.


دخلت غرفتها وألقت نظرها على والدتها وحين رأتها ركضت إليها لتعانقها بشدة كانت تبكي بصدرها وتفاجأت رحاب بفعلتها وكانت ستصرخ بها ولكن بادلتها العناق ومسدت على خصلات شعرها بحنان بداخلها وجع على إبنتها الوحيدة هي تظن أن والدتها سيئة ولكن تالله لا هي حقا موجوعة من الداخل ولكن طبيعتها جامدة قليلا ولكنها خائفة على إبنتها وحزينة عليها و التي لم تكن تعلمه رحاب أن إبنتها علمت كل هذا ولم تقبل على كسرها مرة أخرى. 


همست يارا بتعب :


"ممكن أنام في حضنك النهاردة يا ماما؟... مرة واحدة بس.... أرجوكِ."


كانت غاضبة منها كثيرا ولكن كل هذا تم محوه حين سمعت بكاءها إنها أم 

لا تقدر الأم على تمثيل الغضب بمدة طويلة على أولادها إنها تلين مع الوقت وهي تشعر بغصة قلب إبنتها وتريد أن تطمئنها.


مددت جسدها على الفراش وفتحت ذراعيها ليارا التي ألقت بنفسها وسط عناقها لأول مرة ونعست بثبات. 


لم تنم رحاب فمن الأم التي تنام بعد علم ذلك على إبنتها ظلت طوال الليل دموعها تسيل بصمت وتتذكر الأيام التي لم تكن تحنو على إبنتها ولا تصاحبها ولا تسمعها وإنها أيضا لها يد بتلك الخطيئة وظلت تفكر بحل لهذه المصيبة.


______________________________________


وبعد أن أنهت أسيل رسمتها ألقت نفسها على الفراش وضحكت كثيرًا فراحةً كبيرة بقلبها تشعر بذاتها وأخيرا تغلبت على الحزن وأوقفته بوقته ولم تجعله يتمادى حين وضعت رأسها على الوسادة نامت فورا استجابت لنصيحته فهي لم تمدد جسدها على الفراش إلا عندما تكون غافلة تماما لتنعس بسرعة دون تفكير. 

______________________________________


استيقظ الجميع وظلت أسيل بغرفتها كالعادة لم تنزل لتفطر معهم ولم تذهب لجامعتها لإنها بإجازة نصف العام وذلك اليوم التي فقدت وعيها به بعد الجامعة كان آخر إمتحان لها.


جلست يارا ومصطفى وشريف ورحاب على طاولة الإفطار والجميع صامت لا حياة بينهم. 

وكل واحدٍ منهم يفكر بمشكلته الخاصة ويبحث عن حلها بأعماق أفكاره. 




#لا_تخافي_عزيزتي

البارت العاشر

صلوا على الحبيب 


استيقظ من نومه وحين أمسك بهاتفه أول شيء ذهب لمحادثته مع أسيل عبر الهاتف 


ووجدها أجابته بوجهٍ يضحك


"كويسة☺️"


ابتسم بهدوء وكتب لها


"صباح الخير 🤍"


ثم هبط من فراشه وذهب لتبديل ملابسه ليذهب إلى عمله. 


كان ينزل على الدرج وهو سعيد لا يفهم لماذا؟ 

بينما ليلة البارحة تراوده وحين يفكر بها يخفق قلبه وتتسارع دقاته. 


-الله الله علضحكة الحلوة 


كان هذا صوت يسرى التي كانت جالسة على طاولة الإفطار ومعها عبد الله يتحدثان سويًا.


ابتسم يزن بحب :"صباح الخير."


دعاه عبد الله قائلا:"تعالَ فكر معانا نقول لمازن إن زينة جاية ولا نعملهاله مفاجأة؟" 


جلس يزن بينهما وبدأ بتناول الطعام:


"القرار ده بتاع زينة... شوفوها يمكن هي قالتله."


حدثته يسرى بحيرة:


"مهي دلوقتي في الطيارة وأنا نسيت اسألها... عاوزاكوا تخرجوا من الشغل بدري وتكونوا مستنينها في المطار."


عبد الله:"وأنتِ كمان يا يسرى... متتأخريش في العيادة وكنسلي عيادات بليل."


أجابت يسرى بتأكيد:"ما هعمل كده فعلا... عاوزة أبقى في البيت قبل ما تيجي عشان أعملها الأكل بإيدي." 


هتف يزن بحب:


"تيجي بالسلامة إن شاء الله... أنا عاملها جدول خروجات مش هقعدها في البيت ثانية."


ضحكت يسرى:


"يا واد أمال مازن يعمل إيه ؟؟"


قال يزن بإمتعاض:


"مازن مين؟... هو عارف إني مش موافق عليه أصلا."


ضحك عبد الله وهو يقول:


أنا مش هنسى أبدا اليوم اللي جيه يطلب فيه إيد زينة مني وكنت أنت مشلفطه."


تحدثت يسرى بتأكيد على حديث زوجها وهي تضحك:


"كان جاي يا حبة عيني بيعرج وحاطط شاش على راسه وعينه مزرقة ولا كإنه عامل حادثة قبل ما ييجي !"


أسند يزن ظهره على الكرسي مردفًا بتبرير:


"كنتم عايزني أعمل إيه؟؟... واحد بقوله في وسط الهزار وإحنا بنتكلم على عيالنا في المستقبل وكده فبقوله إني هبقى عم العيال لقيته بيقولي مش يمكن تبقى خالهم !" 


إزداد صراخ ضحكهم هم الثلاثة على ذلك الحدث الذي لن ينسوه بتاتًا وسيصبح ذكرى مضحكة للمدى البعيد. 


_____________________________________


خرج مصطفى مع شهاب وتوجها ناحية الروضة قاصدين رؤية هدير للتحدث معها 


وقف مصطفى يتأملها وهي تداعب الأطفال بكل حب وحنان لم يعشقها من فراغ فمنذ سنوات وهو يراقبها في صمت وعشقها بداخله طوال هذه السنين ولكن شهاب هو من شجعه على أن يخطو خطوة تجاهها 


قاطعه صوت معلمة ورائه:


"أيوة حضرتك جاي عشان طفل؟" 


همس له شهاب:"قولها إنك جاي تستفسر عن الحضانة."


تنحنح مصطفى وأردف بقوله:


"كنت عايز أعرف تفاصيل عن الحضانة والأنشطة بتاعتها."


ابتسمت المعلمة بود:


"أه طبعا اتفضل حضرتك."


دخل معها إلى الروضة وكانت هدير ترسم مع طفل بالحديقة حتى سمعت إسمها يُنادى من قبل معلمة زميلتها :"هدير تعالي ثواني." 


نهضت هدير وتوجهت إليها وحينما رأت مصطفى تسارعت دقات قلبها بشدة وهو أيضا كانوا الاثنين متوترين من رؤية بعضهم حتى سمعت المعلمة تتحدث :


"ده أستاذ مصطفى... عاوز يعرف تفاصيل عن أنشطة الحضانة ياريت تعرفيهاله لإني مشغولة."


هزت رأسها بإيجاب ثم توجهت مع مصطفى إلى مقعد بعيد عن الحديقة تقريبًا ليتحدثوا بعيدا عن أصوات الأطفال. 


نظر مصطفى لشهاب وهمس له بأن يذهب بعيدا عنهم فابتسم شهاب له وذهب.. 

جلست هدير على المقعد وهو بجانبها يفرك بيديه بتوتر لا يصدق أنه يمكنه التحدث معها بتلك السهولة لمَ كان الأمر صعب عليه بالأول.


سألته :"حضرتك طفلك عنده كام سنة؟"


انتبه لحديثها وأردف مسرعا:"أنا معنديش أطفال.... مش متجوز أصلا."


كانت تود أن تبتسم لطريقة إلقائه المضحكة ولكن تمالكت نفسها ثم قالت:


"أمال حضرتك جاي تسأل لحد؟ الطفل اللي هتقدمله في الحضانة عنده كام سنة عشان أعرف أقول لحضرتك إيه الأنشطة وإيه النظام اللي هيبقى معاه."


أجابها بتوتر:


"مهو معنديش طفل هقدمله في الحضانة !" 


تنفست بصوت عال وهي تردف قائله بملل:


"أومال حضرتك هتعرف التفاصيل لمين؟؟!"


مصطفى:" أنا مش جاي أعرف التفاصيل الصراحة." 


رفعت حاجبها له بتساؤل فأكمل هو ليفاجئها بقوله:


"أنا الصراحة جاي عشان أشوفك."


صمتت لدقائق غير متفهمة ما قاله جيدا لمَ يواصل اللحاق بها هل يراقبها؟ 


فاسرعت بسؤاله:"هو حضرتك بتراقبني؟؟"


-أه 


كانت إجابته مسرعة حتى إنه لم يفكر قبل الإجابة ماذا سينتج رده؟ ولكنه لم يكذب بحياته أبدا ودائما صريح ولكن صراحته هذه ستأتي بالسوء. 


تكلمت هدير بحدة:


"أنا لو شوفت حضرتك تاني هبلغ الشرطة دي مش أول مرة أشوفك فيها ودايما بلاحظك أنا مش عامية.... وبعدين أنا عايزة اسألك سؤال... هي الفلوس بتاعت أستاذ وليد جيت أرجعهاله قالي إنه مش عايزهم وإنه أخدهم خلاص،هو حضرتك اللي دفعتهم؟"


قال بشجاعة:


"أيوة وقولتله لو قربلك تاني هبلغ الشرطة عنه وأحبسه فمتقلقيش منه مش هيقدر يإذيكي تاني." 


هدير بإنزعاج:"أيوة حضرتك مين عشان تسددلي فلوسي !"


تكلم ببراءة واضحة:


"عادي... كنت حابب أساعدك و...." 


قاطعته وهي تصرخ به:"أنا مش عاوزة مساعدة من حد ولا طلبت منك.... وأرجوك إبعد عن طريقي." 


ثم وضعت يدها بجيبها وأخرجت منه أموال وليد ليست بحاجة إليها الآن، ربها كان رحيما حين اجتمعت جمعية خيرية بالروضة التي تعمل بها ووزعت هدايا وأموال للعمال بسبب المولود الأول لصاحبة الروضة الذي انتظرته لسنوات ورزقها الله بطفلة جميلة ومع بيع عدة أشياء بمنزلها استطاعت جمع ألفين جنيها حق صاحب المنزل لتعطيهم إياه وترجع لوليد صاحب المتجر وترمي أمواله بوجهه وتستقيل من العمل معه.


نظرت إليه بشرارة بعينيها:


"اتفضل حضرتك جمعتهم لك وياريت متساعدش حد إلا لما يطلب لان دي بتعتبر إهانة أنا مطلبتش منك فلوس ولا جيت وقولتلك سددلي فلوسي أنا قادرة أسددهم... ولو لمحت حضرتك بتراقبني تاني... أنا آسفة لو هبقى قليلة ذوق لإنك ساعدتني مرة بس خلاص مش عشان ساعدتني يبقى مباح ليك إنك تتكلم معايا وتفتخ معايا حوارات فلو شوفتك تاني أنا هطلبلك الشرطة تتصرف معاك." 


تركته وذهبت وهو كان ينظر للمال بيده وزفر بحزن لما حدث لم يتمنى أن تشاجره سمع صوت شهاب يقول له:


"إياك تستسلم... هدير محتاجة راجل في حياتها يشيل عنها كل الهموم دي... بس مش قادرة تبوح بده... خليك أنت الراجل اللي يقف جنبها وميسبهاش صحيح هتتهزأ شوية... بس النوع ده بيستسلم بعد عدة محاولات وفي النهاية هيرق."


نظر له ثم تابعها وهو يفكر ماذا يفعل مع محبوبته لكي تشعر بحبه؟ 


____________________________________


-بابا فاضي نتكلم ؟


نظر عدلي له بابتسامة:"تعالَ يا علي."


جلس علي وبدأ بالحديث معه عما يشغل باله :"بابا أنا عايز أتجوز يارا."


تغيرت ملامح عدلي باستغراب:"أنت عندك عشرين سنة يا علي تتجوز إيه يابني بس !"


قال علي باصرار:"بابا أنا بحبها وعايز اتجوزها."


عدلي:"ومين قالك إن الجواز بالحب يا علي هتأكلها حب وتغديها حنية ؟"


علي بامتعاض:"أنتو ليه معترضين على يارا !"


عدلي:"يارا بنتي يا عمر واعتراضي مش عليها هي بالعكس البنت محترمة وكويسة وبتحبنا...أنا بتكلم عنك أنت...أنت هتقدر على مسؤولية الجواز في السن ده؟"


صمت علي فتحدث عدلي:"مهو يا علي أنا مش هروح أحط إيدي في إيد راجل وآخد بنته منه وامرمطها معايا ...لازم لما تيجي تاخد بنت لابنك تكون عارف هل هتجوزها لراجل ولا لا."


اتسعت عينا علي:"وأنا مش راجل يا بابا !"


وضّح عدلي:"الرجولة اللي بتكلم عنها مش اللي في بالك...الراجل هو اللي يعرف يشيل بيته ويخلي مراته مش محتاجة حاجة ويصرف عليها تقدر تقولي أنت شغال إيه يقدر يفتح بيت؟"


علي بتبرير:"أنا شقتي موجودة يا بابا وهشتغل مع الكلية."


-هتشتغل إيه وأنت في السن ده مرتبك هيبقى كام؟


زفر علي :"لو كل الأبهات بتفكر زيك مكانش فيه حد اتجوز."


عدلي:"ولو كلهم فعلا بيفكروا زيي مكانتش نسب الطلاق زادت ومحاكم الأسرة بقت مليانة بسبب رجالة أشباه رجال مكانش عندهم المسؤولية ومكانوش عارفين يعني إيه جواز مجرد متعة مش أكتر وحب يجرب وفكرها لعبة."


علي بانفعال:"بابا متعقدش الموضوع."


عدلي:"أنا مش بعقد الموضوع أنا بكلمك بوضوح وبتناقش....طيب أنت شايف إن ناس زي عيلة يارا والدتها هتوافق تجوزها لطالب لسه في الكلية وراجل لسه بيبني مستقبله ؟"


نظر علي للأرض بينما تابع عدلي:"أنا بكلمك بصراحة متبصش للأرض أنا بتناقش معاك كان ممكن بكل سهولة أقولك مفيش جواز لاني شايفك مستهتر ويارا بنتي أنا ما ارضلهاش تتجوزك يا علي هي تستاهل أحسن منك."


رفع علي نظره:"خلاص يا بابا مستعد اتغير."


-تتغير عشان إيه بالظبط؟


-عشان أبقى راجل وأعرف أفتح بيت واستاهل يارا.


فرد عدلي ظهره للخلف:"تؤ ...مش دي الإجابة اللي عايز أسمعها...تتغير عشان نفسك...يعني تشيل يارا من دماغك لحد ما تخلص كليتك وتبني نفسك بعدها،حتى أنا هاخدك معايا في سفرياتي وهساعدك تبني نفسك بسرعة برا مصر."


علي:"وأنا بقى أضمن منين إن يارا هتفضل مستنياني ومتكنش في الفترة دي اتخطبت لغيري؟ طب خليني أروح أخطبها بس ونبقى نتجوز بعد ما أكون نفسي." 


عدلي بهدوء:"أنت وحظك بقى يابني... بس صدقني هتبهدلنا معاك عالفاضي وأهل يارا مش هيوافقوا بيك أنا ذات نفسي أهو لو جالي واحد زيك لعلا بنتي مش هوافق وأنا بحط نفسي مكان الناس واللي مرضاهوش على نفسي مرضاهوش على غيري."


نهض علي من مكانه بغضب وهو يقول قبل أن يخرج من الشرفة:"طيب يا بابا اللي تشوفه...مادام أنا قليل أوي كده في نظركم ويارا متستاهلنيش ولا كأني إبنكم أساسا فمتشكر أوي يا بابا."


دخل غرفته بغضب وأغلق الباب خلفه فذهبت دعاء إلى عدلي الذي كانت متابعة لحوارهم:"عين العقل يا عدلي ،هو هيزعل شوية وبعدها هينسى أصلا أنا مش عاوزة يارا تتجوز إبني أبدا."


عدلى بشرود خاطب نفسه:"بس أنا فعلا نفسي يارا أجوزها لابني....بس مش علي."


في نصف النهار خرج علي من غرفته ومعه حقيبة سفر وقال لدعاء التي كانت تنظف الشقة:"أنا مسافر إسكندرية مع أصحابي يا ماما أسبوع كده نغير جو وإحنا في الإجازة قبل ما الدراسة تدخل."


عدلي نظر إليه:"وأنت جاي تقولنا بعد ما حضرت شنطتك !"


دعاء وهي تحاول تخفيف التوتر بينهم:"لا لا يا عدلي هو قالي..."


وبالرغم من أن علي لم يعلم لدعاء أي شيء عن سفره إلا أنها كذبت كي لا يغضب زوجها على إبنها المدلل.


دعاء:"أنا بس نسيت أقولك...خليه يروح يا عدلي أهو يغير جو."


اقتربت من زوجها وهمست:"خليه ينسى الموضوع بتاع يارا ده وهو وعمر متضايقين فخليه يسافر يظبط حساباته وهيرجع كويس بعد ما يفكر في اللي قولته."


زفر عدلي باستسلام ونظر لابنه:"معاك فلوس؟"


-لا يا بابا.


-طب خد.


أخرج حافيته وأعطاه بعض المال ليكفيه في سفره وتحرك علي للباب وعندما فتحه رأى عمر مقبلا على الدخول بعد عودته من العمل.. نظرا لبعضهما بغرابة وذهب علي من أمامه ببرود حاملا حقيبته ونزل في المصعد فدخل عمر باستغراب إلى المنزل متسائلا:


"هو علي رايح فين بشنطة السفر دي؟"


أجابته دعاء وهي تكنس غرفة بالمنزل:


"سافر مع صحابه رحلة رايحين إسكندرية.


عمر:"قالك هيرجع إمتى؟ "


دعاء:"أسبوع خليه يفك في الإجازة قبل ما يرجع للترم التاني في الكلية."


فابتسم عمر قليلا ثم ذهب لغرفته ليبدل ملابسه وبعدها خرج وتوجه نحو الشرفة حيث والده جالسًا يشرب كوبًا من الشاي دخل وأغلق زجاج الشرفة ورائه بإحكام حتى لا تستمع دعاء إلى ما سيقوله.


لمحه عدلي فابتسم قائلاً :


"أهلا... تعالى اشرب معايا الشاي... أمك بتروق ومش هتشربه."


أمسك عمر بكوب الشاي وجلس أمامه يحاول أن يفاتحه بالموضوع ولكنه قلق من رد فعله.


فتحدث عدلي محاولاً طمأنته ليتحدث:


"قول يا عمر... أنا سامعك القعدة دي أنا حافظها كويس."


ابتسم عمر ثم ألقى بقنبلته على والده:


"أنا عاوز أتجوز يارا يا بابا."


مرة أخرى يسمع الجملة بنفس اليوم من إبنه ولكن أثرها هذه المرة كان ارتياحا عن ما سبق. 


اعتدل في جلسته ونظر إليه:


"أنت عارف إن اخوك لسه كان قاعد نفس قعدتك دي من كام ساعة وقالي نفس الجملة؟"


عمر بتوتر:"وقولتله ايه؟"


عدلي:"قولتله إن وضعه حاليا مش مناسب المسؤولية الجواز وعن عيلة يارا مش هتقبل بيه لإنه لسه مش مكون نفسه وطالب."


ابتسم عمر بارتياح فتجدد الشك بقلب عدلي وهو يقول:"ولما أنت عاوز تتجوز يارا مجيتش ليه من بدري وقولتلي الأول ولا أخوك فكرك؟!"


صمت عمر فقال عدلي:"وبعدين أنت مش من يومين كنت متفق معايا هنروح نخطب مودة؟"


فصمت عمر مرة أخرى فقال عدلي بغضب نوعا ما:"لا ده أنت تفهمني وإلا مش هيحصل طيب أنت عارف إني مش هعترض على عروسة تجيبها لإني واثق في قرارك بس مينفعش أرفض يارا لأخوك وتيجي تقولي أتجوزها وأقولك ماشي يا حبيبي يلا ومودة اللي عرفتها علينا وبينتلي قد إيه إنك بتحبها كنت بتلعب بيها ؟؟...ما تتكلم يا عمر ؟"


عمر:"بابا يارا موضوعها حساس أوي انا مش هقدر أتكلم فيه "


عدلي:"خلاص يبقى تقفل الموضوع ومفيش جواز من يارا ومتفتحش الموضوع معايا."


عمر بتراجع:"يا بابا أنا لازم أتجوز يارا."


-اتكلم معايا وقولي إيه اللي خلاك تاخد قرار مفاجئ زي ده وأنت من يومين بالظبط كنت هتخطب مودة !"


عمر بصوت هامس ليسمعه عدلي فقط:"يارا بتمر بأزمة صعبة...يارا حد اعت دى عليها."


اتسعت عينا عدلي بدهشة وهو غير مصدق ما سمعه يارا التي لطالما وجدها مثل علا إبنته يحدث لها أمرًا شنيعًا كهذا ! 


تحدث بقلق:"مين اللي عمل كده !"


عمر:"مهو معرفش للأسف مين ولا هي كمان تعرف....واللي زاد كمان إن هي حامل."


ارتفع ضغط عدلي من شدة الصدمة وهو يتنفس الصعداء ويحاول الثبات وبدأ عمر يشرح له كل ما حدث وكيف طلب منها عقد قرانهم وهي رفضت بشدة ورحاب تريد أن ينزل الطفل دون حتى أن تصدق يارا أن ما حدث لها كان رغما عنها وما هي وجهة نظره بجوازه من يارا وكان عدلي يستمع إليه بفخر من شجاعته ووقفه بجانب يارا بتلك الطريقة كم أثبت رجولته وكم يفخر بأن هذا الشاب إبنه هو.


عندما انتهى عمر من حديثه نظر لأبيه بألم:"وعن مودة فأنا فعلا بحبها بس مش هتقدر تفهم وجهة نظري لأنها في الطبيعي بنت ومش هتقبل على نفسها حاجة زي دي...أه هخسرها بس ربنا هيعوضني...أنا يستحيل أشوف يارا هتتإذي و أقف ساكت طنط رحاب مش مستنية رأيها أو حتى تسمعها بس أنا سمعتها وصدقتها يارا مفيش حد جمبها يا بابا مصطفى أخوها أه بس بيمشي على أوامر طنط رحاب وملوش كلمة وميقدرش يقف قصاد طنط رحاب إنما أنا لما اتجوز يارا هعرف أقف قصادها ،مش مودة بس اللي أخسرها عشان يارا دنا أخسر العالم كله عشانها يا بابا يارا مش مجرد صاحبتي وبس أنا بحس إن يارا مني."


كان عدلي صامتا تماما وينظر لابنه لمح حبا بعينيه حبا تمنى لو أن إبنه يعلم به فقال بهدوء:"شوف ميعاد مناسب نروح نخطبها فيه...أنا فاضي النهاردة بس شوفها الأول."


توجس عمر خوفا بقوله:"وماما؟"


عدلي بهدوء:"سيبهالي أنا هتصرف معاها،وأخوك لما يرجع نبقى نحل أمره بعدين أنا عارف إني ممكن مبانش عادل بينكم باللي هعمله بس يارا بظروفها مش هيتقبلها علي ولا هيفهم الأمور زيك ولا حد ممكن يستوعب اللي حصل ليارا ويصدقها غيرك."


ابتسم عمر بفرحة ونهض من جلسته فتح باب الشرفة وخرج بينما تابعه عدلي بابتسامة واسعة ولكن غمره حزن شديد عن إبنته يارا وما حدث معها تمنى في نفسه أن تجد من فعل هذا حقا.


____________________________________


مازن:"إيييه ! زينة وصلت ! بتهرج يا يزن صح؟؟"


ضحك يزن ثم ظهر صوت زينة بالمكالمة وهي تصرخ :"أنا هنا يا حبيبي."


لم يصدق أنه يسمع صوتها الآن معشوقته الصغيرة قد أتت بعد غياب طويل لم يشعر بنفسه إلا وهو يغلق عيادته ويذهب مسرعًا إلى منزلها. 


يزن:"هتلاقيه ناطط دلوقتي ."


ضحكت زينة ثم أردفت بقولها:"كويس إنكم مقولتلوش كنت عايزة أعملهاله مفاجأة."


سمعا صراخ يسرى فركضا الإثنان إلى المطبخ ونظرا لوالدهم الذي كان يطبخ معها ولوالدتهم التي كانت تضع يدها على قلبها وتردد:"يا عبدو حرام عليك حرام عليك." 


ضحكت زينة:"والله وجي اليوم اللي أشوفك فيه بالمريلة وواقف بتطبخ يا بابا شكلك تهبل يا والدي."


ضحك يزن ثم نظر لوالده الذي كان يقف مثل الطفل المذنب وقال :"حرقت إيه؟ "


تحدثت يسرى محاولة التنفس:"عمالة أقوله قلّب البشاميل قلّب البشاميل أهو كتّل." 


عبد الله بتبرير:"والله كنت بقلبه بس أما إيدي بتوجعني بريحها شوية." 


ضحكت زينة ويزن على منظر والدهم وهو يحاول تبرأة نفسه كأنه مجرم بفعلته


يسرى بنفاذ صبر:"أخرج يا عبدو... الله يسهلك... مطلبتش مساعدة أنت اللي أصريت وأنا ياريتني ما وافقت."


اقتربت زينة منها:"يا ماما هدي نفسك... محصلش حاجة يعني... أنا هظبطه وشوفي أنتِ الجلاش اللي في الفرن لحسن ريحته طلعت."


صرخت يسرى وهي تنظر لعبدالله:"أنا مش قولت طلعه عشان زمانه استوى لإني كنت مشغولة في الكيكة ؟"


وضع عبدالله أنامل أصابعه بفمه دلالة على شدة خوفه فقد نسي أمر الجلاش. 


ذهب يزن نحو الفرن وأمسك بقفازات ليخرج صينينة الجلاش من الفرن وحين أخرجها وجدوها حطامًا. 


شهقت يسرى وحاولت التنفس ونظرت لزوجها بغضب.. 

اقتربت زينة من والدها وربتت على كتفه:"أنا بقول تنفد بجلدك يا حاج... لحسن شكلها كده مش ناوية على خير أبدا."


قال يزن يحاول تبرأة أبيه بمزحة :"يعني الراجل مكلف نفسه وحاططلك صوص شوكلاتة على جلاش باللحمة المفرومة."


ضحكت زينة وعبدالله ثم ارتعب كل من بالمطبخ على صوت صراخ يسرى قائلة:"اطلعوووو برااااااااااا" 


ركضوا جميعا خارج المطبخ وهم يتنفسون بعنف 

وبعد قليل ضحكوا بصوت خافض لكي لا تسمعهم يسرى ثم نظرا إلى باب المنزل الذي كان يطرق بقوة. 


ذهبت زينة نحو المرآة لترى مظهرها قبل أن تفتح حتى رأت أخيها يرمقها لذا توجهت نحو الباب تزفر بضيق... فتحت الباب وحين رآها مازن ضمها لصدره بقوة حتى أنه رفعها من على الأرض بشوق كبير ويود إدخالها بين ضلوعه. 


نظر يزن لأبيه بغضب ثم توجه إليهم :"طب ما تاخدها بيتك أحسن؟.. يا أخينا... كفاية قطعت نفس البت. " 


ابتعد مازن عنها ونظر ليزن بغضب:"عايز إيه ياض؟"


دهش يزن من كلمته الأخيرة فقال:"ياااض ! ... طب يلا روح بيتك." 


أردف مازن:"طيب ماشي... يلا يا زينة."


ثم أمسك زينة بيده واستعد للرحيل


صرخ يزن به:"أنت واخدها على فين يا حبيبي تعال هنا !"


أجابه مازن بهدوء:"رايح بيتي."


ضم يزن شفتاه ثم قال:"آآآآه... بيتك قولتلي."


ثم أمسك يد أخته وجذبها إليه:"منغير زينة." 


ضحكت زينة ونظرت لأخيها :"بقى بيتنا خلاص يا يزن." 


رمقها بنظرة حادة :"اسكتي أنتِ."


ثم وضع أخته وراءه وتقدم أمام مازن وكانوا ينظرون لبعض بتحدي:"أنت الظاهر نسيت علقة آخر مرة فقولت تجدد الإشتراك الشهري بتاعها؟" 


رفع مازن ذراعيه وأبرز عضلاته وقال باستهزاء:"كان زمان وجبر... دنا روحت عملت فورمة عشان ميتحطش عليا تاني. "


تحدثت زينة باعجاب وتشجيع لمازن:"ياختي على عضلاته ينااس حبيب ق..."


صمتت فجأة حينما إلتفت يزن إليها يرمقها بحدة.


تدخل أبيه بالحوار :"ما تبطلوا لعب العيال ده.. هو كل مرة !" 


مازن:"هو لازم كده... لازم كل مرة ينكد.. ميحبش يشوفنا فرحانين أبدا."


تدخلت يسرى وهي ترحب بمازن بسرور ثم جلسا في غرفة المعيشة يتحدثون وبينما يزن جالسًا يراقب مازن وزينة مثل الجواسيس وهم يجلسون بقلق وزينة متوترة من نظرات أخيها بينما عبدالله يتحدث مع مازن ويسرى تضحك وتمزح معهم سعيدة بتجمع أولادها وترى أن مازن إبنها أيضا فهي تحب مازن كثيرا وتراه زوجا صالحا مصلح يكفي أنه يسعد إبنتها ويحبها . 


نهضت زينة من جلستها قائلة:"أنا هروح أوضتي أجيب حاجة."


وبعدها نهض مازن:"احم... أنا هروح الحمام يا عمي بعد إذنكم." 


جاءه صوت صارم من قبل يزن:" اقعد هنا مفيش حمام إلا أما زينة تيجي من أوضتها... فاكرني أهبل؟ "


يسرى:"بس يا يزن... إيه اللي بتقوله ده !... روح يا حبيبي." 


كان يزن سيتحدث ولكن أوقفته والدته 


فكان جالسًا عينيه على غرفة أخته وحدث ما توقعه وجد مازن يدخل غرفتها فصرخ به :


ولا يا مازن عندك... داخل تعمل إيه هااا؟؟ 


قال له مازن بمكر قبل أن يغلق باب الغرفة ورائه:"داخل لمراتي."


غضب يزن ونهض من جلسته ليتوجه إليهم فضحك والده وأمسك يده ليجلسه مرة أخرى قائلا:"يابني اهدأ دول كاتبين الكتاب بقالهم سنة حرام عليك مش كده !"


يسرى:"دي مراته يا أهبل اتنيل أقعد."


زفر يزن وهو يجلس باقتضاب يضم ذراعيه نحو صدره ومخنوق من كون أخته بالغرفة مع رجل نعم هو زوجها ولكن ماذا يفعل بغيرته عليها؟


مرت دقائق وكأنهم ساعات ثم فزع كلاً منهم على صوت صريخ يأتي من غرفة زينة فصرخ يزن وهو يتوجه للغرفة راكضا:


"هاتوا المأذون عشان ييجي يطلق."

..... 


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا








تعليقات

التنقل السريع