القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 


رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله



رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله



الفصل الثاني والعشرون 


في صباح يوم جديد فتح عينه بنوم ومد ذراعه وجد الفراش خاليا جواره وبارد أيضاً اعتدل بتثاقل وتطلع حوله وجد الغرفة خالية إلا من حقيبة ملابس موضوعه جواره قطب جبينه بحيرة ونهض علي الفور يبحث عنها تنهد براحة عندما وجد باب المرحاض مغلق دلالة علي أنها به جلس جوار الحقيبة يطرق فوقها بشرود. 


بينما في المرحاض أنهت تجفيف وجهها من آثر الدموع وخرجت من المرحاض. 


انتفض واقفا واتجه لها يطلع لها من أعلي رأسها لأخمص قدمها متسائلا :

-أنتي لابسة وراحة فين يا عهد وأية الشنطة دي ؟ قالها وهو ينظر الي الحقيبة بحيرة. 


ربعت ساعديها حول خصرها وردت متحاشية النظر له :

-راجعة القاهرة. 


أتسعت عين الآخر متسائلا بقلق:

-خير في أيه حاجة حصلت ؟


ردت ببرود:

-لأ مفيش حاجة حصلت أنا راجعة مصر. 


صدم شادي وغمغم بحيرة:

-مش فاهم يعني أيه مسافرة مصر ؟ 


هتفت بنفاذ صبروهي تلتفت بجسدها معطية إياه ظهرها :

-مسافرة مصر يعني مسافرة مصر ايه الغريب في كده! 


غضب من تصرفها الأهوج وتجاهلها إياها جذبها من ذراعها برفق وأدارها إليه وتحدث بنفاذ صبر:

-في أيه يا عهد بالظبط مالك ؟ عايزة تسافري ليه ؟


ردت بسخرية لاذعة أثارت إستفزازه:

-والمفروض أفضل هنا أعمل أيه أتفرج علي الباشا وهو بيعمل غراميات !


أتسعت عيناه مرددا بعدم إستيعاب:

-نعم يا أختي غراميات أيه أنتي أتجننتي يا عهد ؟


ردت ببرود وقالت:

-لأ متجننتش يا بيه لسه بعقلي أظن أنت كنت خارج مع حنين إمبارح صح ولا غلط  ؟


غمغم بنفاذ صبر:

-أه حصل أيه مشكلة الهانم في دي هي كانت راحة بيت أهلها وصلتها. 


ابتسمت ساخرة وقالت :

-بجد بتقوم بواجباتك المستقبلية من دلوقتي ما شاء الله أهو. 


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل :

-واجبات أيه بالظبط ؟ أيه الهبل إلي حضرتك عمالة تقوليه ده؟ أنا مش فاهم حاجة ؟


رمقته عهد معاتبة وقالت:

-لأ فاهم يا شادي زي كل الي هنا فاهمين وأنا الغبية الي وسطكم غياب أخوك طال وشكله مات فعلا أنتوا مستنين تتأكدوا وبس وبعدها يجوزك حنين بعد ما تولد مش ده الي بتخططوا ليه أنت وأهلك ؟


صدم من حديثها ولم يرد أكملت هي بأسي :

-ساكت ليه مش هي دي الحقيقة حاولت أكذب نفسي لما شوفتك معاها لكن سمعت بوداني كلام أهلك وأنت بقي أكيد ما هتصدق كل حاجة هتبقي ملكك أنت وفيهم عروسة زي القمر وأنت طلعت سليم يبقي ليه لا ؟ عارف يا شادي أنا اكتر حاجة ندمانة عليها في حياتي هي حب ليك او أني سامحتك. 


لم تنتظر رده بل اتجهت الي حقيبتها وحملتها بثقلها غير عابئة بتعبها ولا بطنها المنتفخة وغادرت الغرفة تجر أذيال الخيبة .

❈-❈-❈

تهاوي على الفراش واضعا رأسه بين كفيه ما هذا الحديث الذي تقوله ومن أين أتت به من الأساس مؤكد هذا حديث والديه كما قالت لكن هل صدقت هذا الهراء هو حرم جنس حواء عليه بإستثناءها هي ليست عشقه فحسب هي قلبه الذي عاد ينبض من جديد .


نهض بعزم لم يتركها تغادر وإذا أصرت سيغادر معها ولن يترك فبدونها هو جسد بلا روح ، فتح باب الغرفة كي يركض خلفها ويلحقها لكن تصنم في مكانه آثر صرخة مدوية وصوت ارتطام عالي علم مصدرهم لكن كذب حاله من المؤكد أنه يتوهم. 


تحرك بخطي ثقيلة وأنفاس متسارع من آثر ضربات قلبه العالية يكاد يجزم أنه يستمع لها وصل الي أعلي الدرج وتوقف قلبه وهو يري جسد زوجته وحبة قلبه جسدها مستقر أسفل الدرج وحولها بركة من الدماء وليس هذا فحسب شقيقه قد عاد ويقف علي بعد خطوات من الدرج منه هل عاد ليقتل طفله هو ؟ هل هذا جزائه أن يقتل دون وجه حق. 

❈-❈-❈

يقف أمام المرآة يصفف شعره بعد أن إرتدي ملابسه العملية ألقي نظرة علي الفراش خلفه وجدها مستيقظة وتطلع له بصمت تام. 


وضع الفرشاة جانباً واتجه بخطواته تجاهها ووقف أمامها وتحدث برفق :

-أيه ساكته ليه ؟ تنحسدي من الهدوء والله ؟


ردت بحزن:

-عشان متقولوش عني أني مجنونة تاني. 


ابتسم بخفة وداعب أنفها بيده وقال:

-حبيبي الحساس طيب ما دي حقيقة أنتي مجنونة يا قلب يوسف بس مجنونة بحبي صح يا قطتي ؟


ابتسمت بخفة وقالت :

-الصراحة اه أنت بتاعي لوحد وبس عارف لو بصيت لغيري أدبحك. 


ضحك بصخب وضرب كف بكف وقال:

-عيب عليا مش بقول مجنونة قومي يلا ألبسي عشان تيجي معايا.


تسألت بحيرة :

-أجي معاك فين مش أنت رايح الشغل ؟


أومئ بإيجاب وتحدث بإيضاح:

-أيوة ورايا شغل مهم النهاردة وحضرتك هتيجي معايا تسليني يا قطتي وبعد الشغل نتغدى بره ونروح نطمئن علي البيبي. 


صقفت بحماس وقالت :

-بجد موافقة طبعاً هوا. 


نهضت بحماس متجه الي غرفة الملابس بينما جلس هو علي الفراش مبتسماً بشرود. 


خرجت من الغرفة بعد ما يقارب النصف ساعة مرتدية دريس أبيض يعلوه بلورو كحلي ووقفت أمام المراءة تقوم بلف حجاب مطعم باللونين ما ان انتهت جذبت قلم الحكل كي تضع القليل بعينها تفاجات بصوت يوسف الحازم:

-متحطيش حاجة. 


ألتفت له ورت بعبث:

-ده كحل يا حبيبي ؟ 


حرك رأسه بلا وقال :

-قولت لأ يعني لأ متتعبيش قلبي معاكي نورسيل حبيبة بابي شطورة وبتسمع الكلام صح ؟ ولا عايزة تزعليني منك ؟


غمغمت بعبوث :

-لأ طبعا مقدرش علي زعلك مش هحط حاجة بس أنا كنت عايزة أكون حلوة وأنا معاك. 


نهض مبتسماً وامسك وجهها بين كفيه وقال:

-حبيبتي قمر مش محتاجة كلام ومن غير مكياچ ولا كلام فاضي. 


إبتسمت بفرحة وقالت :

-بجد ولا بتجاملني  ؟


رد بثقة :

-بجد طبعاً يا قلب يوسف مش محتاج أكدب عليكي يعني جاهزة ؟


أومئت مبتسمة وقالت :

-أكيد طبعاً جاهزة يلا بينا. 


شبك أيديهم سويا وهبطوا الي الأسفل. 

❈-❈-❈

وصلوا إلي الأسفل وجدوا الجميع في انتظارهم علي الطاولة.


سلطت الأنظار عليهم وتسأل عدي بإستفهام:

-أنت مش رايح الشغل ولا ايه ؟


حرك يوسف رأسه بلا وقال :

-لا طبعاً رايح الشركة. 


جلس علي مقعده وجلست نورسيل علي يساره. 


أكمل عدي حديثه بنبرة ذات معني :

-أمال نورسيل راحة فين ؟


ردت نورسيل بإستفزاز:

-راحة مع جوزي حبيبي. 


رمقها عدي بإستفزاز وقال :

-هيتجي معاك أزاي بس يا يوسف مش هتعرف تشتغل منها. 


ابتسمت نورسيل بتهكم وقالت:

-مش هيعرف يشتغل مني ليه إن شاء الله واخد بنت أخته معاه. 


رد عدي ساخرا :

-والله لو واخد بنت أختك هتبقي أرحم وأعقل منك. 


زفرت بحنق وقالت:

-أنا مش فاهمة أنت مغاظ مني ومنكاد ليه يا عدي ؟ يوسف حبيبي هو الي قال تعالي معايا يعني أطلع أنت منها وبعدين أنا عاقلة أو مجنونة قعده علي قلبه ومربعة .


ابتسم عدي ماكرا وقال:

-ويمكن واخدة لمستشفي المجانين يا نورسيل مثلا !


أتسعت عين نورسيل وتطلعت ليوسف بإتهام :

-يوسف بجد الي اخوك بيقوله ده أنت فعلا موديني مستشفي المجانين ؟

ترك يوسف طعامه وضرب علي الطاولة بعنف وصاح:

-بطلوا الهبل بتاعكم ده ألتفت الي عدي محذرا هزارك ده مش عليز اسمعه تاني فاهم ولا لا. 


رد عدي بتفهم:

-حاضر يا يوسف فاهم. 


ألتفت بنظراته الي الاخري وتحدث ساخرا :

-وجنابك ياريتك تبقي أعقل من كده لإنك لو صدقتي هبله فعلا يبقي تستاهلي مستشفى المجانين. 


نهض من مكانه وقال :

-أنا شبعت هستناكي في العربية.


رمقت عدي بضيق ونهضت هي الآخري تركض خلف زوجها. 

❈-❈-❈

نظرت صفا الي عدي معاتبة وقالت :

-ينفع إلي أنت عملته معاها ده ؟


رد عدي بهدوء :

-أنا كنت بهزر معاها يا ماما. 


تحدثت صفاء ساخرة :

-بزمتك ده هزار يتقال ومع مين مع نورسيل ؟ استفدت ايه بالي حصل نكدت عليهم وخرجوا من غير فطار حتي. 


تحدث عدي بأسف:

-خلاص يا ست الكل أسف والله مش هتتكرر تاني أطمني توبت الي الله. 


تنهدت صفاء براحة وقالت :

-طيب الحمد لله. 


ألتفت بنظراتها الي عليا الشاردة في طعامها وتسألت:

-مالك يا عليا في أيه ؟ سرحانة في ايه ؟ 


إنتبهت لها عليا وهتفت بإنتباه:

-نعم يا ماما بتقولي أيه  ؟


قطبت صفاء جبينها بحيرة وتسألت :

-بقولك مالك يا بنتي سرحانة في أيه ؟


حركت رأسها بلا وقالت :

-مفيش حاجة يا ماما. 


تنهدت صفاء بقلة حيلة وقالت :

-ربنا يهدي سركم يا بنتي .


علي الطرف الآخر خرجت نورسيل خلف زوجها وصلت الي السيارة وفتح لها الحارس الباب الخلفي جلست جواره ولاحظت ضيقه حاولت التحدث لكن قاطعها بنظرة عينه أن تصمت وتحدث أمرا للسائق:

-يلا يا عم أحمد توكل علي الله .


حرك السائق رأسه بإحترام:

-أوامر حضرتك يا باشا. 


بدأ في قيادة السيارة وهو يتجاهلها ويتطلع خارج النافذة. 


شجعت نفسها وتحدثت :

-هو الي استفزني على فكرة. 


التفت لها ورمقها بضيق:

-أظن ولا ده وقته ولا مكانه يا مدام. 


زفرت بحنق وصمتت. 


بعد ساعة ونصف توقف السيارة أمام صرح عالي هبط يوسف من السيارة وفتح الباب الي زوجته وأمسك يدها برفق متجهين إلي الداخل وسط نظرات الانبهار من نورسيل هي تعلم ثراء زوجها لكن لم يخطر في عقلها أن تكون شركته كبيرة الي هذا الحد .


تمسكت بيده ورسمت إبتسامة عريضة علي وجهها وهي تري مدي جب وإحترام العاملين له الجميع يقف إحترام له ويلقي هو عليهم التحية. 


دلفوا سويا الي الأسانسير وضغط الحارس علي رقم الدور الخامس والعشرون أتسعت عيناها غير مصدقة .


إقتربت من أذن زوجها وتسألت بهمس:

-أنت مكتبك في الدور الخامس والعشرين. 


هز رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة. 


رددت بذهول:

-مش معقول مش بتخاف لو بصيت من الشباك ده انا ركبي بتخبط في بعضها من دلوقتي. 


كتم ضحكته وتحدث بصوت خافت :

-لأ مش بخاف يا ستي وبطلي رغي بقي. 


امتعض وجهها وقالت :

-حاضر سكت.


وصل الأسانسير أخيرا الي الطابق المنشود وخرجوا سويا القي التحية علي مساعده الشخصي الذي فتح لهم الباب وتركت هي يده وولجت الي الداخل وهي تتفحص المكتب بعناية. 


دلف هو خلفها ووضع يده في جيبه ووقف ينتظر رأيها .


أما عند نورسيل ظلت تتأمل الألوان الهادئة والديكور الراقي والآثاث الفخم هي تعلم أن ذرق يوسف راقي فيكل شئ لكن لم يخطر في بالها يوما أن يكون مكتبه بهذا الجمال. 


لمحت مقعده الوثير ركضت تجاهه وجلست فوقه تحركه يمينا ويسارا بطفولة محببة لقلب الآخر. 

❈-❈-❈

ظل واقفا في مكانه لثوان معدودة يشعر بتيبس قدماه كأنه حدث له شلل أو ما شابه لم يفق سوي علي صرخة والدته وقتها فاق من حالته وركض الي الأسفل .


قفز الدرج كل خطوتين سويا حتي وصل إلي جسد زوجته الملقي أرضا لا حول لها ولا قوة وجهها شاحب اللون كأن الدماء قد جفت منه وحولها الدماء تلطخ ملابسها والأرض من حولها إقترب منها وتهاوي علي ركبتيه جوارها وهمس برفق:

-عهد ردي عليا أنتي كويسة صح وإبننا كويس ؟


سالت دموعه وغمغم بأسي:

-عهد أنا مقدرش أعيش من غيركم فوقي يا عمري.


صرخت به زوجة أخاه بقوة:

-مش وقت بكي لازم تروح المستشفي نلحقها.


ظل ينظر لها بتيه لكن ما أن إقترب شريف منها كي يحملها قبض علي يده بقسوة شديدة وتحدث بفحيح:

-أبعد إيدك الوسخة عن مراتي أقسم بالله لو حصل لمراتي وأبني حاجة مش هرحمك هخلص عليك بإيدي.


ألقي جملته وترك يده ونهض سريعاً حاملاً جسد زوجته بين أحضانه راكضا بها إلي الخارج تبعته حنين وهي تنظر له معاتبة وكذلك والدته تحاملت علي جسدها المتهالك وتحركت خلفهم.


بينما ظل شريف واقفاً في مكانه منصدما من حديثهم ونظراتهم إليه وإتهامهم هل يظنون أنه هو من ألقي بها هل أصابهم الجنون ؟ ليظنوا به هذا الظن السئ هل خطائه السابق سيظل يدفع ثمنه هو مخطئ يعلم هذا لكن كيف يفكرون به هكذا لا يعقل من الأساس هو لن يستطيع أن يكره أبن أخيه قط حتي يفكر قتله فهو مثلما سيكون إبن أخيه سيكون إبنه هو الأخر .


تنهد بأسي وركض خلفهم وجدهم ركبوا سيارة شادي وغادر مسرعاً تاركاً خلفه عاصفة ترابية ركب سيارته هو الآخر وقادها سريعاً متجهاً خلفهم وهو يدعوا الله داخله أن لا يصيب الطفل أي أذي.


عاد بذاكرته لما حدث منذ بضع دقائق.


فتح باب الفيلا بعد أن القي السلام والتحية علي الغفر الذين سعدوا كثيراً بعودته تحدث معهم قليلاً ودخل إلي المنزل بعدها بعد أن فتح الباب بمفتاحه الخاص.


اغلق الباب خلفه برفق واتجه صوب الدرج كي يصعد إلي والديه يستسمحهم أولاً وبعدها يذهب لإرجاع زوجته من منزل عائلتها .


تفاجأ بزوجة أخيه تهبط الدرج مسرعة وهي تحاول جر عجل حقيبتها لكن تعثرت إحدي العجلات ولم تعبئ هي بتسليكها وشدتها بقوة مما أدي إلي تراخي جسدها إلي الخلف ولكن قبل أن يصرخ بها حتي تنتبه كان سبق السيف العزل وسقط جسدها وتدحرج علي الدرج حتي إستقر أرضاً ودماء جنينها تسيل خلفها.


حاول أن يقترب منها يتفحصها لكن تفاجأ بشقيقه يتطلع له باتهام لم يفقد سوي علي صرخة والدته وتفاجئ بوجود زوجته أيضاً كيف ومتي جاءت لا يعلم لكن من ملابسها البيتية يبدوا أنها كانت بالمطبخ برفقة والدته فاق من دوامة أفكاره وتنهد بأسي..


تنهد بأسي وقال:

-يارب هونها علي يوم ما أفكر أرچع تحصل المصايب دي وتجع فوج رأسي كومان يارب عدلها من عندك.

❈-❈-❈

وضع يده في جيبه واقترب منها وجلس علي طرف المكتب وتسأل مبتسماً:

-أيه رأيك في المكتب حلو ؟


إبتسمت بفرحة عارمة وقالت:

-حلو ده تحفة يا حبيبي ده مش مكتب ده تحفة فنية ده ذوقك ؟


أومئ يوسف مؤكدا:

-أيوة ذوقي.


هتفت بفرحة:

-ذوقك روعة وراقي في كل حاجة يا حبيبي.


ابتسم بخفة الوزن وقال:

-هو أنتي عندك شك في كده يا عمري هو مش أنا أخترتك يبقي أكيد ذوقي حلو.


ضيقت عيناها متسائلة:

-إخترتني فين يا حسرة أحنا متجوزين غصب قول حجة تانية.


أبتسم ماكرا وقال:

-ما هو لو انتي مش ذوقي يا قلبي كنت أتجوزت عليكي يا قلبي.


نورسيل…..


يتبع….

الفصل الثالث والعشرون 


"لا تعبث يا رفيقي أنا قد إمتلكت قلبك حد النخاع وإنتهي الأمر فقلبك لا ينبض من أجل الحياة فقط لا إنه ينبض صارخا بمدي عشقه لي"


رسمت إبتسامة علي وجهها ووضعت ساق فوق ساق بثقة وقالت وهي تضع يدها علي قلبه:

-متقدرش تتجوز عليا عارف ليه ؟


إبتسم من ثقتها وقال:

-ليه ؟ 


ردت بإبتسامة ماكرة :

-عشان قلبك ده ملكي أنا ربس ملكية خاصة كل نبض منه بتقول نورسيل وبس. 


ضحك ملئ فمه وصقف بخفة وقال :

-لأ هايل بقتي تفهمي أهو. 


رفعت إحدي حاجبيه متهكمة وتسألت :

-قصدك أيه أني مكنتش بفهم ؟


حرك رأسه بلا وقال :

-لا بتفهمي بس لسانك ده كان بيرمي دبش يا روحي مش بتتكلمي زي البني الأدمين العادية. 


زفرت بحنق وقالت:

-أهو أنت إلي بتجر شكلي أهو وتقول شكل للبيع وأنا أصلا غلبانة وكيوت. 


إبتسم بخفة وعقب:

-غلبانة وكيوت أنتي هتقوليلي هو في حد غلبان زي قوني يا قلبي قومي عشان أقعد أشوف شغلي. 


هتفت بطفولة :

-لا والنبي يا يوسف عشان خاطري سبني أتمرجح عليه شويه. 


أنحني يداعب وجنتيها بيده قارصا إياهم بخفة وقال :

-عليه الصلاة والسلام أولا مينفش تحلفي بغير الله ثانيا ده مش مرجيحة وأنا ورايا شغل ومش عايز عطلة يلا روحي أقعدي علي الكنبة وشغلي الTV .


ردت بتذمر:

-لأ انت جبتني معاك يبقي تسبني أعمل كل الي عايزاه. 


صمتت قليلاً مفكرة ولمعت عيناها بفكرة ماكرة وغمغت بخبث :

-طيب عندي إقتراح حلو يرضينا أحنا الأتنين. 


ضيق عينه ثوان وتسأل:

-مش مرتاح ليكي الصراحة بس قولي. 


هتفت  ببرأءة :

-أخص عليك دايما ظالمني بس ما علينا أيه رأيك أقعد علي رجلك أنت تشتغل وأما اتمرجح بالكرسي العجل. 


ابتسم ببلاهة وقال:

-يا حلاوة ونتقفش أنا وأنتي بفعل فاضح في الشركة صح ؟ أنسي الشركة دي طهرة وهفضل طول عمرها طهرة. 


ردت بإستفزاز:

-ماشي يا عم الطاهر روح روش الملح سبع مرات بعيد وسبني أتمرجح روح أشتغل بعيد. 


مسح علي وجهه بضيق وغمغم بصوت خافت :

-أنا الي غلطان هي عيلة هبلة مكنش لازم أجبها معايا من الاول


تطلعت له بحيرة وتسألت:

-أنت بتقول ايه مش سامعة ؟


إبتسم بغيظ وتحدث من بين أسنانه :

-سلامتك يا روحي سلامتك. 

❈-❈-❈

"لا تسعد عندما تبتسم لك الأيام مرة واحدة وتهبك ما تتمناه فكما حصلت علي كل شئ دفعة واحدة ستدفع ثمنه مرة واحدة"


"كنت أحيا في ظلمات الدنيا ختي ظهرتي أنتِ لي وأغنيتي عن النساء أجمع فبك أصبحت لحياتي معني ولوجودي قيمة ، وبدونك أنا سأعود مسخ مشوه مجرد أنفاس لا قيمة لها ، عودي ليه أرجعي الحياة بداخلي فمن بعدك حرمت نساء حواء أجمع فبكِ أكتفيت ومن دونگ لا إستغني "


أوقف سيارته بسرعة مصدرة صريراً عاليا هبط سريعاً وقام بفتح الباب الخلفي وحمل زوجته برفق وركض بها داهل المشفي ودموعه تنساب فوق وجنتيه وهو يصيح أن ينجده أحد. 


إقترب منه الممرضين سريعا ومعهم الترولي الخاص بنقل المرضي وضعها برفق وتحركوا بها تجاه غرفة العمليات وتهاوي هو بجسده أرضا لا حول له ولا قوة ينظر أمامه بشرود. 


بينما هبطت حنين برفق مرعاة لوضعها وساعدة وصفية أن تهبط هي الآخري وتحركوا خلفه الي الداخل وهم يدعوا داخلهم أن يحفظ عهد وجنينها. 


وجدوا شادي يجلس أرضا في حالة يرثي لها حاولت وصفيه أن تذهب الي تهدئه  لكن أوقفتها حنين بضغطة خفيفة علي يدها هامسة في أذنها برفق:

-بلاش تجربي منه دلوجيت هو مش في وعيه. 


تنهدت وصفية بقلة حيلة :

-لله الأمر من جبل ومن بعد.


حثتها علي السير برفق تجاه إحدي المقاعد المعدنية جلسوا سويا عليها. 


مر ما يقارب النصف ساعة وخرج الطبيب من الغرفة وما أن رأها شادي حتي انتفض واقفا وإتجه اليه يتحدث بحذر:

-مرتي وولدي بخير صوح؟


تنهد الطبيب بأسف وقال:

-مع الأسف الحالة حرجة والنزيف شديد الوقعة كانت شديدة. 


تسألت بأسي:

-يعني أيه ؟


رد الطبيب بعملية :

-الحالة لازما تدخل العمليات حالا ولازم حضرتك تمضي علي تقرير بصفتك چوزها إنك مسؤول عن الحالة صمت قليلاً وأكمل بأسي وتختار هتضحي بمين. 


شهقة صدرت من حنين ووضعت يدها علي جنينها بأسي بينما دمعت عين وصفية مرددة :

-إنا لله وإنا إليه راجعون. 


إبتلع غصة مريرة بفمه وردد بتية :

-أنا عايز مراتي هتقدر ترجعهالي ؟


تنهد الطبيب بأسف وقال :

-بإذن الله هنضحي بالجنين وأهم حاجة وضع الأم بس فيه حاجة كمان.


تنهد شادي بحسرة وقال:

-حاجة أيه تاني لسه فاضل حاجة مقولتهاش ؟


رد الطبيب بتوضيح :

-لو مقدرناش نوقف النزيف هنضطر نستأصل الرحم حفاظاً على حياتها .


تحدث شادي بجمود:

-هات الورق يا دكتور واعمل الي حضرتك شايفه صح المهم عندي مراتي تبقي بخير وبس. 


أومئ الطبيب بتفهم وقال :

-تمام أتفضل حضرتك معايا تمضي الورق. 


تحرك الآخر معه بآليه جسدا بلا روح فبعد أنا كان سيري وليده بين يديه بعد شهرين ها هو سيحمل جثمانه بين يديه وسيحرم من نعمة الأبوة للأبد فإذن لم يكن أبناءه من عهد فيحرم عليه نساء حواء أجمع .

❈-❈-❈

جلست وصفيه مرددة بأسي:

-أه يا ولدي أه ربنا يصبر جلبك ويبرد نارك يارب. 


ربتت حنين علي ظهرها بدموع:

-إهدي يا ماما إن شاء الله خير وتقوم بالسلامة بإذن الله هي والي في بطنها عهد كويسة وتستاهل كل خير ده أكيد إختبار من ربنا ليهم أدعي انتي بس وان شاء الله خير. 


رددت وصفية بدعاء:

-يارب يا بتي يسمع منك ربنا .


وصل بسيارته الي المشفي وولج إلي الداخل سأل عنهم واخبروه عن المكان ركض سريعا حتي وجد ضالته والدته وزوجته توجه صوبهم وتسأل بلهفة :

-خير يا اما مرت أخوي زينة. 


تطلعت له وصفية بإتهام ونظرت الي الجهة الآخري ألتفت بنظراته الي زوجته ولكن نفس الوضع. 


تراجع الي الخلف عدة خطوات مرددا بعدم تصديق :

-وه أنتوا فاكرين أني أنا إلي وجعتها ؟


ردت وصفية باتهام :

-اليد الي تتلوث بالدم هتفضل طول عمره متلوثة به أنا مش جادرة أصدج تفكر تجتل ولد أخوك. 


صاح معترضا :

-جسما بالله العظيم ما حُصل هي الي وجعت لوحدها يمكن غلطي بس أني ملحجتش إنبهها لكن أجتل ولد أخويا أجتل لحمي ودمي ده هيبجي ولدي زيه وزي ولدي كومان.


ردت وصفية بأسي:

-أنت الي وصلت نفسك ووصلتنا لإكده يا ولدي انت الي وصلت نفسك تكون موطن شبهات أمشي يا ولدي خيك لو رچع وشافك مش هيحلك أخوك مدبوح يا ولدي بسكينة باردة مشي من إهنه .


حرك رأسه بلا وقال :

-لاه مش همشي يا أما أنا معملتش حاچة أخاف منها عشان أمشي أنا هفضل إهنه وهجعد چار أخوي لحد ما أطمئن علي مرته وولده.


تنهدت وصفية بأسي:

-چيب العواجب سليمة من عندك يارب.

❈-❈-❈

وضعت يدها علي صدرها بوهن تشعر بقبضة شديدة به إقتربت عليا سريعا منها وتسألت:

-مالك يا ماما في ايه أنتي تعبانة؟


هزت صفاء رأسها بلا وتحدثت بوهن:

-مش عارفة يا عليا قلبي مقبوض حاسة ان حاجة هتحصل 


ربتت عليا علي ظهرها بحنان وقالت :

-خير يا أمي إن شاء الله متقوليش كده سلميها لله خير ما تقلقيش.

رددت صفاء بقلق :

-يارب يا بنتي يارب. 


نهضت صفاء وقالت:

-أنا هروح أتوضي وأصلي ركعتين وأقعد أقرأ قرآن. 


هتفت عليا براحة:

-أيوة يا ست الكل هو ده الي المفروض تعمليه وأنا هبص علي الولاد وأجي اطمئن عليكي.


أومئت صفاء بشرود:

-لأ بلاش خليكي جنبهم لحد يتعور ولا حاجة أنا كويسة. 


تنهدت عليا بقلة حيلة وقالت :

-ماشي يا قلبي زي ما تحبي ان شاء الله خير. 


غادرت صفاء وجلست عليا واضعة رأسها بين كفيه ضاغطة عليها بقوة تحاول تهدئة آلام عقلها تشعر أنها أوشكت على الإنفجار لا محالة تريد أن تعلم الحقيقة فحسب هل عاصم برئ بالفعل وشاركت هي برفقتهم في ظلمه معهم وأن السنوات السابقة دفعوا ثمنها ظلما وغدرا وحاسبوا علي ذنب ليس ذنبهم دون وجه حق بسبب الحقير عامر الذي يتلون كالحرباء كانت تراه منقذها والملاك الحارس لها لكن يا للأسف فهو ليس إلا شيطان يتجسد في صورة إنسان مريض بالقسوة والكره والحقد لا يستطيع العيش إلا على أذية غيره ومص دمائهم من أجل أن يحيي هو .

❈-❈-❈

أنهي الامضاء علي الأوراق لقتل جنينه آخر أمل له في أن يصبح أب من الأساس تنهد بأسي ونظر لأعلي مناجيا الله بداخله أن يلطف به هو راضي بما قسمه الله له لكن يتمني لو يرأف الله بقلبه هو أخطأ كثيرا في حياته لكن يقسم أنه منذ دخول عهد إلي حياته تاب من كل شئ وعاد لرشده وذلك طريق الصواب ظن أن الله قد غفر له ورزقه من حيث لا يحتسب لكن يبدوا أن خطياه لم تغتفر بعد وقد فات أوان التوبة.


تنهد بأنفاس متثاقلة وواتجه إلي غرفة العمليات التي ترقد بها محبوبته تصارع الموت بلا حول لها ولا قوة ظل يسير بخطي متثاقلة حتي وصل لكن توقف فجأة وأشتعلت عيناه ببريق الاشتعال ما أن رأي جسد شريف متمثل أمامه لم يدري بنفسه سوي وهو يركض تجاهه ووجه لا يبشر بالخير كل ما ينتوي فعله الأن هو قتل هذا الحقير وآخذ ثأر طفله وصل إليه ومد قبضته لخنقه لكن توقفت والدته حائل بينهم بضعف وهي تترجاه ألا يفعلها:

-إستهدي بالله يا ولدي إستهدي بالله خيك برئ مرتك وجعت لحالها .


أسودت عيناه وتحدث بصوت يقطر منه الشر كأنه جاء من أعماق الجحيم أو ما شابه:

-كداب يا أمي سامعة كدام هو إلي قتل أبني وحرمني أن أكون أب ليه ولادك بيعملوا فيا كده ها ليه أنا عملت فيهم أيه ؟ واحد كان بيدور يدمر ساعدتي خلاني عايش سنين وأنا فاكر نفسي عقيم وأغضب ربنا ومرضاش بقضاءه ولما الدنيا بدأت تضحك ليا وعوضني بعهد حمدت ربنا بيها وقولت رزقي من الدنيا وربنا أكمل نعمته وفضله عليا وكرمني بذرية إبنك التاني إستكترها عليا وحرمني منه ومش بس كده لا مراتي مش هتخلف تاني وبين الحياة و الموت وهي زعلانة مني وبردوا بسببكم أنتم ليه بس أنا عملت فيكم عشان توجعوني كده ألقي جملته وتراجع الي الخلف وتهاوي علي ركبتيه هاتفا بقوة يارب أنا راضي يارب راضي بإلي تكتبه بس ألطف بيا.


تطلع له شريف بحزن ووقف بعيدا عنهم وعادت وصفية تجلس جوار حنين بحزن تدعي الله أن يتم شفاءه وتقوم علي خير ما يرام هي ووليدها. 


تطلعت الي ولدها بإشفاق رغم أنها لا تفهم بعض من حديثه لكن على ما يبدو أنه عانى كثيراً في حياته وإذا حدث الي زوجته أو طفله مكروه لن يمر مرور الكرام تخشي أن يصيبه مكروه من الحزن. 


أما حنين ضمت أحشائها وحركتها بلطف علي أحشائها بعناية تحمد الله وتدعي الله داخلها تري ماذا تفعل إذا كانت محل عهد الان وهي تصارع الموت هي وجنينها .


رغم ما قاله شريف وتبرئ نفسه لكنها ما زالت لا تصدقه حتي الأن لا تنكر أنه طيب القلب ولمست هذا  به لكن منذ أن عرفته وهي تري الكره في عينه تجاه عهد وعائلتها أجمع لكن هل سيمتد الكره الي جنين لم يري الضوء حتي نطفة في الأحشاء.

❈-❈-❈

طرق عدي باب المكتب ودلف إلي الداخل يحمل العديد من الملفات نظر تجاه المكتب وجد نورسيل تجلس علي مقعد شقيقه الوثير وتحركه يمين ويسار بطفولة. 


قطب جبينه ساخرا وتسأل :

-يا حلاوة هو أنتي جاية تلعبي هنا ؟


ردت بإستفزار:

-أه مكتب جوزي وأنا حرة فيه أغسله وأكويه. 


ردد بإستفزاز:

-أغسله وأكويه هو قميص أخويا فين؟


رد يوسف الجالس على الاريكة جانباً :

-تعالي يا عدي أنا هنا. 


توجه صوب شقيقه ووضع الملفات أمامه علي الطاولة وجلس جواره. 


تسأل يوسف بجدية :

-في حاجة ناقصة ؟


حرك عدي رأسه بلا:

-لأ ده كل الشغل بس أنت بتسأل ليه ؟ ومستعجل عليه ليه ؟ هو أنت هتتأخر في السفرية ؟


تطلع يوسف الي نورسيل وجدها منشغلة واقترب من شقيقه هامسا :

وطي صوتك. 


تسأل عدي بحيرة وهو ينظر الي نورسيل نظرة ذات معني :

-هي نورسيل متعرفش إنك مسافر ؟


رد يوسف بإيجاز:

-لأ لسه متكلمناش. 


أومئ عدي مؤكدا :

-ربنا يعينك عليها بجد ما تخدها معاك وتريحنا. 


رمقه يوسف معاتبا :

-أنت هنا مكاني يا عدي سند وضهر للكل هتسد مكاني ولا أنا سايب عيل مكاني ؟


ربت عدي علي ظهره وقال:

-أطمئن يا يوسف أنا راجل وابن راجل وأخويا الكبير الي رباني راجل وسيد الرجالة سافر وانت مطمئن أنا هنا مكانك ونورسيل في عنيا. 


تنهد يوسف وقال :

-ماشي يا عدي منحرمش منك. 


قبل عدي جبينه معقبا :

-ولا يحرمني منك يا غالي. 


تحدث يوسف مبتسماً :

-يلا بقي نشوف شغلنا. 


رد عدي بعزم:

-يلا.


بدأو في مراجعة الملفات وتدوين الملاحظات بتركيز شديد. 


بينما علي الجانب الآخر تململت في جلستها ووضعت يدها علي أحشائها بجوع فهي لم تتناول إفطارها بعد قررت أن تصمت قليلاً حتي ينتهوا لكن مر ساعة يليها آخري ولكنهم ظلوا منغمسين في عملهم. 


نهضت بعبوث واتجهت لهم ووقفت أمام زوجها واضعة يدها في خصرها. 


رفع رأسه عن الأوراق بعد أن انتبه لها وتسأل :

-أيه يا حبيبي قومتي ليه زهقتي ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت :

-مزهقتش بس يعني. 


قطب جبينه بحيرة وقال :

-بس أيه محتاجة حاجة ؟


ردت بخجل :

-أنا مفطرتش.


رمقها معاتبا ونهض سريعا متجها إلي مكتبه قائلاً :

-الساعة داخلة علي واحدة الضهر وأنتي لسه مفتطرتيش بتهزري ؟


ردت بتذمر :

-أنت زعلت الصبح وانا جيت وراك أصالحك .


رمقها بضيق وقام بالإتصال بالبوفيه وطلب لها بعد الأطعمة والعصير. 


أغلق الهاتف وتحدث أمرا:

-الأكل جاي يخلص كله فاهمة ولا لا ؟


ردت بعبوث :

-فاهمة. 

❈-❈-❈

في المشفى مر ساعتين وعهد ما زالت في غرفة العمليات والجميع في حالة من الترقب والقلق وأخيرا فتح الباب وخرج الطبيب. 


تحامل شادي علي ركبتيه ونهض بصعوبة وتسأل بلهفة من بين دموعه :

-عهد كويسة يا دكتور مراتي عايشة صح ؟


يتبع…...



الرواية مسجلة حصري بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع منعًا باتًا نقل الرواية أو نسخها في جروب أو مدونة أو بيدچ ومن يفعل ذلك قد يتعرض للمسألة القانونية.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه


الفصل الرابع والعشرون 


"أيها الأقدار المتقلبة لطفًا بقلبي فقد بلغت من حمل الهموم والأثقال عتيًا"


إبتسم الطبيب برفق وربت علي كتفه بحنان وقال :

-الحمد لله المدام بخير قدرنا نسيطر علي النزيف ونحافظ علي الطفل والرحم بس طبعًا الطفل لسه حجمه صغير 900جرام هو مولد آول السابع مقدرش أقولك أن وضعه مستقر هو حاليًا في الحضانة والمدام في الرعاية ساعتين تكون فاقت بإذن الله . 


ضحك بفرحة ونظر الي الطبيب بأعين دامعة وتسأل :

-بجد يا دكتور يعني ابني لسه عايش والرحم موجود وعهد هتخلف تاني ؟


ابتسم الطبيب بدعابة وعقب :

-بخير وزي الفل كمان وتقدر تخلف تاني وتالت ورابع كمان أنت وقدراتك البيبي في الحضانة هتشوفه من بره بس  مش هينفع يخرج من الحضانة حاليا يلا بعد إذنك. 


غادر الطبيب وابتسم شادي براحة وتطلع الي السماء برضا وبعدها تهاوي علي ركبتيه ساجدا للمولي عز وچل غير عابئٍ بالمكان ولا الزمان كل ما يريده الأن هو شكر وإبتهال للمولي عز وجل. 


ألتفت وصفية الي حنين بفرحة وضمتها متمته برضا :

-اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. 


إبتعدت عنها حنين وهتفت بفرحة :

-الحمد لله يا ماما مش قولتلك خير. 


أتسعت إبتسامة وصفية بفرحة:

-خير يا بتي ألف حمد وشكر ليك يا رب. 


أما شريف فظل واقفا في مكانه متنهدا براحة وسعادة من أجل شقيقه .


نهض شادي من الأرض وعلى شفتيه ابتسامة رضا. 


إقتربت منه والدته برفق وقالت:

-مبارك يا ولدي مبارك. 


قبل رأسها بحب وقال :

-الله يبارك فيكي يا ست الكل. 


تسألت وصفية بفرحة:

-هو أحنا مش هنشوف الولد. 


رد شادي بحزن:

-هنشوفه من وراء الأزاز بس لسه حالته متسمحش يخرج من الحضانة. 


ربتت وصفية علي ظهره بحنان و غمغمت معاتبة:

-خير يا ولدي أحنا كنا فين وبجينا فين .


ردد برضا :

-الحمد لله .


ألتفت إلي حنين وقالت :

-أرچغي أنتي الدار يا بتي چهزي الوكل لعهد وخلجات ليها وللولد الصغير وخربي عمك الحاچ بالي حٌصل.


نهضت حنين مغمغمة بابتسامة عذبة :

-حاضر يا ماما من عنيا مبارك سلامة عهد والمولد. 


تجاهل النظر لها وتحدث بإقتضاب :

-الله يبارك فيكي. 


إقترب شريف من حنين وقال:

-يلا هوصلك تطلع الي شقيقه معاتبا وقال مبارك يا خيي سلامة ولدنا بالإذن ياما. 


تحرك الي الخارج وتبعته حنين بقلة حيلة لم تشاء المواجهة معه الأن ولا أن يمكثون بمفردهم لكن الوضع حتم هذا .

❈-❈-❈

طرق باب المكتب ودلف الساعي حاملا بعض المخبوزات وكأس من العصير الطازج وضعه علي المكتب وأستأذن وغادر.


نظرت هي للمخبوزات بإشتهاء وبدأت في تناولها بنهم شديد وجوع. 


رفع نظره عن الأوراق وجدها منسجمة في تناول طعامها ألتفت بأنظاره الي شقيقه وجده مسلط أنظاره علي ملف بيده ترك الأوراق التي بيده ونهض متجها لها مبتسماً اقترب منها حتي توقف أمام المكتب في مواجهتها مباشرة وإستند بمنكبيه أمامها يتأملها ويتأمل وجهها الملطخ بقطرات الشوكلاه السائلة وتحدث برقة أذابت قلب الآخري:

-فيه شوكلاه علي بوقك. 


رفعت رأسها وتطلعت له مبتسمة وتحدثت بخجل وهي تحاول مسح فمها متمتة بإحراج :

-أسفة والله بس كنت جعانة أوي بجد. 


رفع كف يده ووضعه علي وجهها ومسح الشوكلاه من أعلي شفتيها بأطراف أصابعه وتحدث بحب :

-ألف هنا يا قلب يوسف لو لسه جعانة أطلب ليكي تاني ؟


هزت رأسها بلا وقالت :

-لأ مش قادرة كده كفاية أوي. 


إستقام بجسده واضعا يده بجيبه وقال:

-ألف هنا علي قلبك هانت ونمشي أكيد زهقتي ؟


ردت ببلاهة :

-زهقت أيه أديني قاعدة بتمرجح يوسف ممكن أطلب طلب ؟


أجاب على الفور:

-أطلبي يا عيوني طبعاً ؟


إبتسمت ببراءة وقالت :

-ممكن تجبلي كرسي زي ده ؟


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل :

-كرسي زي ده أزاي مش فاهم ؟


ردت بعفوية :

-كرسي بعجل زي ده تحطه ليا في أوضة النوم ألعب به .


تطلع لها لثوان غير مصدقا وبعدها أطلق ضحكة  مدوية تعجبت هي وعدي منها. 


إمتعض وجهها وهتفت بتذمر:

-بتضحك علي أيه هو أنا قولت نكته ؟


توقف عن الضحك وتحدث برفق :

-لا يا قلب يوسف مقولتيش نكته طبعا بس صعب نجيب كرسي مكتب نحطه في أوضة النوم أيه رأيك أجبلك كرسي هزاز و مرجيحة صغيرة في التراس بتاعنا ؟


صقفت بحماس وقالت :

-موافقة طبعاً هي دي عايزة كلام. 


إبتسم بخفة وعقب قبل أن ينسحب تاركاً إياها ليكمل عمله برفقة شقيقه :

-عيوني يا قلب يوسف كملي لعب وأنا هروح أكمل شغل. 

❈-❈-❈

ردت بعفوية:

-براحتك يا حبيبي. 


عاد يوسف الي شقيقه وجلس جواره يتابع الأوراق من جديد تحدث عدي بمكر غامزا بإحدي عينيه :

-هو ايه الحوار يا كبير كنت بتضحك ليه ضحكنا معاك؟


ضيق يوسف عينه وتحدث محذرا :

-عدي خليك في شغلك أحسن. 


رفع عدي يده لأعلي بإستسلام وتحدث بدعابة :

-خلاص برئ يا بيه وعلي رأي المثل من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه. 


إبتسم يوسف بإقتضاب وقال:

-شطور. 


صمت يوسف قليلا وتسأل :

صحيح بتشوف علي أو بيكلمك ؟


حرك عدي رأسه بلا وقال :

-لأ مختفي تفتكر أنضم لحسب عامر وأبوه ؟


مط يوسف شفتيه وتحدث ساخرا :

-لأ طبعا علي يبقي مع عامر وأبوه ده هو الشرق وهما الغرب ممكن يكون مكسوف يظهر بس أنا حابب أشوفه عايز أتأكد من حاجة ولا طلعت صح وقتها فعلا يبقي أبن أبوه .


تسأل عدي بعدم فهم :

-حاجة أيه مش فاهم ؟ هو فيه حاجة عرفتها ولا ايه ؟


تنهد يوسف بضيق وقال :

-حاجات مش حاجة مع الأسف بس كل حاجة ليها وقتها يلا خلينا نخلص عشان ميعاد نورسيل عند الدكتور.


أومئ عدي بتفهم وقال :

-تمام.

❈-❈-❈

يجلس عوني في مكتبه بضيق وهو يتطلع الي إحدي الأوراق بينما عامر يقف أمام النافذة بشرود تام. 


ألقي عوني الأوراق بضيق وقال :

-أنت هتفضل واقف مديني ضهرك كده كتير ؟


زفر عامر بحنق واتجه إليه وتسأل :

-خير في ايه ؟


رد عوني بضيق :

-في أن الشغل واقف ومتعطل وأنت ولا هنا والبيه التاني مختفي. 


ابتسم عامر بإستفزاز وقال :

-إبنك بيتعامل معانا علي أننا حسب الأعداء .


تنهد عوني بحسرة وقال :

-يا خبتي في عيالي ألا ما فيكم واحد عدل يفرح قلبي.


رد عامر بنفاذ صبر:

-أيه بقي مشكلتك دلوقتي مش فاهم متعصب عليه وعمال تندب. 


رمقه عوني بغيظ وقال:

-أندب يا حيوان ندبوا عليك ساعة ورجعوا الشغل متعطل يا حيلتها والصفقة دي لو مخدنهاش يوسف هيكوش عليه ما هو عامل زي الحوت بيبلع كل إلي يقابله.


إمتعض وجه عامر بضيق وقال:

-متفكرنيش بسيرته العكرة من وقت ما قابلته إمبارح وأنا دمي محروق .


تسأل عوني بفضول :

-قبلت يوسف إمتي وفين وليه ؟


رد عامر بإقتضاب :

-امبارح كنت طلبت أقابل عليا نتكلم بس الغبية بلغته وجبته معاها. 


إبتسم عوني بشماته وقال :

-وطبعاً يوسف أداك الطريحة التمام أحسن. 


أتسعت عين عامر بضيق وتسأل:

-أنت فرحان فيا ولا أيه ؟


أومئ عوني بتأييد :

-أيوة عشان تبقي تفكر تلعب من ورايا تاني. 


رمقه عامر بغيظ وغادر الغرفة صافعا الباب خلفه بقوة .


تحدث عوني ساخرا :

-يا خبتي في عيالي مش بيتشطروا غير عليا أنا وبره ياخدوا علي قفاهم.

تلتصق بجسدها جوار باب السيارة وتطلع من النافذة شعر هو بها وتوترها فتحدث بإنزعاج :

-بزياداكي عاد كفاية اكده .


ألتفت له بحذر وتسألت:

-أنت بتكلمني أنا ؟


إبتسم ساخرا وعقب :

-هو في حد غيرك وياي ؟ أنا چوزك مش واخد خاطفك إياه شوي شوي وهتجعي من الباب .


تنهد بضيق وقال :

-أنتي كومان مصدجة الحديت الفارغ ده ؟


تسألت بعدم فهم:

-حديت أيه الي تجصده ؟


رد بزعل :

-أني أنا وجعت مرت أخوي من فوج السلم ؟


إبتلعت ريقها بتوتر وقالت :

-الصراحة أه.


تنهد بحزن وقال:

-أه وحش بس مش للدرجة دي يا بت الناس ده ولدنا ولد أخوي يعني ولدي من لحمي ودمي إستحالة أفكر في أذيته واصل. 


رمقته بعتاب وقالت:

-أنت إلي وصلت الكل بأفعالك أنهم يشكوا فيك. 


ابتلع ريقه بمرارة وقال :

-غصب عني كل الي كت شايفه شهاب وبس كت رايد أطفي ناري وأخد بتاره وأبرد جتته في جبره مكتش أعرف أني مخدوع فيه أيوة غلط  وما أنكرش إكده لكن لما عرفت الحجيجة رجعت لعجلي وراچع أصلح غلطي وياكم كلكم عارف أن غلطي كبير ولو كان يوسف مات لا سمح الله كنت هبجي جاتل فعلا جتلت روح بريئة بدون وجه حج لكن ربنا نجاه والحجيجة ظهرت خلاص وراچع دلوجيت أستسمح الكل وأبدأ صفحة جديدة وياكم. 


تنهدت براحة وقالت :

-كويس وكلامك صح الغلط مش إنك تغلط الغلط إنك تتمادي في الغلط بس أنت عشان تصحح غلطك هتتعب أوي لكن غلطك كبير آولها مع يوسف نورسيل الي حياتهم كانت هتدمر بسبك. 


تجاهل جملتها وزغرها بعينه محذرا:

-ما أسموش يوسف حاف إكده لسانك مينطجش إسم راجل غيري فاهمة ولا لاه ؟


تذمرت بضيق وقالت :

-واضح فعلا إنك أتغيرت جوي جوي.


إبتسم بعبث وقال:

-أيوة أتغريت بس الأصول أصول وأنا راچل غيور خشم مرتي مينطجش إسم راچل غيري واصل سامعة يا بت الناس؟


تنهدت بقلة حيلة وردت :

-سامعة .


إبتسم بهدوء وقال :

-أنا عارف أني جسيت عليكي كتير بس غصب عني وأعدك أني هعوضك عن إلي شوفتيه علي يدي ده وعد ووعد المسلم دين علي .

❈-❈-❈

وقف هو ووالدته أمام الصندوق الزجاجي الصغير الذي يرقد به طفله الصغير ويتحرك بعشوائية تأمله بأعين دامعة ولده وفلذة كبده أمام أعينه الأن. 


ربت والدته علي ظهره بحنان :

-هيبجي زين يا ولدي ما تجلجش. 


ألتفت لها بأمل وتسأل:

-تفتكري هيبجي زين ؟ بس ده صغير جوي قد كفة يدي هيتشال أزاي ؟


إبتسمت وصفية بحنان وهتفت ببشاشة :

-بكره يكبر يا ولدي وتجدر تشيله وتاخدت في حضنك كومان ها هتسميه أيه ؟


إبتسم بتلقائية وقال:

-كنت أنا وعهد مختارين إسم بس أنا حابب أسميه محمد 

إقتداء بإسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. 


ردت وصفية بإعجاب :

-عليه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم زين الإسم يا ولدي خير الأسماء وأحبها ربنا يبارك فيه وتفرح به.


أمن علي دعائها:

-يارب يا أمي يا رب. 


إقتربت الطبيبة منهم مبتسمة وتسألت:

-حابب تشيله ؟


رمقها بتوتر:

-ها لا بلاش أخاف أشيله. 


هتفت بتوضيح :

-متقلقش بس لازم تشيله أنت ووالدته ويستشعر لمسة جلدكم ده هيساعده على فكرة وهيفرق معاه جدا تجرب ؟


تطلع لها بحيرة وقال :

-لو هيفيدوا تمام. 


ابتسمت الطبيبة وأخرجت الرضيع برفق وقالت :

-ضم كفتين ايدك وشيله براحة .


فعل مثلما قالت ووضعت هي الرضيع برفق بين كفيه ما أن وضعته شعر بقشعريرة تسري بثائر جسده يشعر كأنه يملك العالم أجمع بين يديه لم يدري بنفسه سوي وهو يقربه من فمه ويقبله برقة وخوف ألا يأذيه وبعدها قرب أذنه اليمني من فمه وكبر بها برفق ويليها اليسري وما ان انتهي آخذته الطبيبة بحرص وأعادته مرة آخري الي الحضان. 


تسأل شادي بلهفة :

-هو هيفضل من غير هدوم كده هيبرد؟


إبتسمت بعملية وقالت :

-متقلقش الحضان بدرجة حراره جسم الأم. 


تسال مجدداً بحيرة :

-طيب هيتغزي منين ؟


ردت بتوضيح :

-حاليا هنديليه لبن صناعي أول ما الام تفوق وينزل لها لبن هتيجي هي ترضعه عادي وده هيفيده أكتر تلامس جلده مع جلد الأم. 


تسالت وصفية بأمل:

-هو هيخرچ من هنا إمتي يا بتي ؟


ردت الطبيبة بعملية من أسبوعين لشهر بالكتير حسب إستجابة الطفل. 


تنهد شادي براحة وقال:

-ماشي يا دكتورة شكرا .


غادر شادي ووالدته متجهين الي غرفة عهد.

❈-❈-❈

توقف بسيارته أمام المنزل وهبطوا من السيارة تفاجأوا بسالم في إنتظارهم إقترب منهم بلهفة وتسأل وهو ينظر الي شريف بحيرة :

-شريف أنت عاودت ميتي يا ولدي؟


إقترب شريف منه مقبلا رأسه بأسف وقال:

-رچعت النهاردة يا أبوي كيفك؟


رمقه سالم معاتبا وقال :

-زين يا ولدي زين. 


ألتفت بنظراته إلي حنين وتسأل :

-أيه الي حٌصل يا بتي لعهد؟


ردت مبتسمة:

-عهد بخير أطمن هي ولدت. 


تنهد براحة وقال :

-الحمد لله بس الخدم جالوا أنها وجعت چرا ليه حاچة عفشها هي ولا العيل الصغير ؟


هزت رأسها بلا وقالت :

-لأ الحمد لله هما بخير أنا جيت أعمل لها أكل وأخد هدوم ليها.


اومئ بتفهم وقال :

-ماشي يا بتي زين عجبال ما تخلصي أكون أتحدت مع چوزك شوي. 


حركت رأسها بإيجاب وغادرت الي الداخل بينما تطلع هو الي ولده معاتبا وقال:

-تعالي نجعد في المندرة يا ولدي في حديت كتير ما بينا جاهز يا ولدي تسمع وتتحدت؟


رد شريف بتأكيد:

-چاهز يا أبوي وطوع أمرك.

تحركوا سويا وكل منهم يجهز حديثه الذي سيلقيه علي مسامع الآخر فيجب أن تغلق أبواب الماضي كي تترك المجال لأبواب الحاضر أم تفتح فكل ليلا معتم يتبعه شعاع شمس مضئ يشق سكون الليل معلنا عن بداية جديدة سعيدة كانت أم سعيدة .


❈-❈-❈


وقف شادي ووالدته أمام الغرفة ربتت وصفية علي ظهره وقالت:

-يلا يا ولدي أدخل اطمن علي مرتك وطمنها علي ولدكم. 


تطلع لها بتيه واتجه الي الغرفة وهو يؤخر قدم ويقدم الآخري فقد حان وقت المواجهة ولج داخل الغرفة وأغلق الباب خلفه وجدها مستيقظة وتطلع لأعلي بشرود.


إقترب منها برفق حتي توقف أمامها مباشرة وإنحني بجسده مقبلا جبينها برفق. 


إمتعض وجهها وأغمضت عيناها بأسي. 


تنهد بآلم وتحدث:

-عارف إنك زعلانة مني لكن أقسم بالله ما في كلمة من الي قولتيها صح أو حتي لو صح أنا معرفش حاجة عنها عهد أنتي النفس إلي بتنفسه مقدرش أعيش من غيرك يا عمري أزاي فكرتي أن ممكن اتجوز غيرك ؟ خانك عقلك تفكري في ده طيب قلبك أزاي وافقك علي كده ؟أزاي تفكري في ده عهد أنتي بالنسبة ليا بنساء حواء أجمع ومن بعدك يحرموا عليا أنا محبتش غيرك أنتي وساعدتي وراحتي معاكي أنتى أنا أتولدت علي إيدك من جديد سكوتي علي كلامك كان صدمة من الي سمعته يعلم ربنا أنا كنت خارج وراكي أوقفك وأقولك إنك غلط وأن مفيش في حياتي غيرك لكن كل حاجة وقت والزمن نفسه وقع لما لقيتك واقعه علي الارض والدم سايل حواليكي حسيت وقتها أن قلبي وقف عهد لو كان حصلك حاجة مكنتش هقدر أعيش من غيرك بس الحمد لله ربنا نجاكي أنتي وإبننا مش عايزة تشوفيه يا عهد أنا هسميه محمد أيه رأيك؟


فتحت عينها وتحدثت بكلمة واحدة :

-طلقني.


يتبع…

تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع